الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
64 - كِتابُ النِّكَاحِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
1 - التَّرْغيبُ فِي النِّكَاحِ
(2)
لِقَوْلِهِ تَعَالَى
(3)
: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}
(4)
.
• [5053] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا
(5)
حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ
(6)
إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا
(7)
، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ
(8)
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
(1)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "باب الترغيب في النكاح".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "لقول اللَّه عز وجل".
(4)
[النساء: 3]. بعده للأصيلي، وأبي الوقت وعليه صح:"الآية".
(5)
لأبي الوقت، وعليه صح:"أخبرني".
(6)
رهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه، وقيل: الأقارب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(7)
تقالوها: تقلل الشيء، واستقلَّه، وتقالَّه: إذا رآه قليلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلل).
(8)
لأبي ذر عن المستملي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ".
وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ
(1)
أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي
(2)
أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
فَقَالَ: "أَنْتُمُ الَّذينَ قُلْتُمْ كَذا وَكَذا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
• [5054] حدثنا عَلِيٌّ، سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا
(4)
فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
(5)
قَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا فَيَرْغَبُ فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا، يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ صَدَاقِهَا، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فَيُكْمِلُوا الصَّدَاقَ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت، وعليه صح:"فقال".
(2)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "فَأَنَا".
(3)
بعده عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"إِلَيْهِمْ".
* [5053][التحفة: خ 745]
(4)
تقسطوا: تعدلوا، أقسط الرجل: إذا عدل. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 119).
(5)
[النساء: 3].
* [5054][التحفة: خ م د س 16693]
2 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ لِأَنَّهُ
(1)
أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ" وَهَلْ يَتَزَوَّجُ مَنْ لَا أَرَبَ لَهُ فِي النِّكَاحِ؟
• [5055] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بِمِنًى فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَيَا
(2)
، فَقَالَ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَنْ نُزَوِّجَكَ بِكْرًا تُذَكِّرُكَ مَا كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجَة إِلَى هَذَا
(3)
أَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ
(4)
فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ
(5)
".
3 - بَابٌ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعِ الْبَاءَةَ فَلْيَصُمْ
• [5056] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ:
(1)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وأبي الوقت، وعليه صح:"فَإِنَّهُ"، وزاد نسبته على حاشية البقاعي لنسخة.
(2)
عليه صح. وللأصيلي، وعليه صح:"فَخَلَوَا".
(3)
أبي ذر عن الحموي والمستملي، وأبي الوقت، وعليه صح:"إِلَّا هَذَا".
(4)
الباءة: النكاح والتَّزَوُّج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوأ).
(5)
وجاء: الوجاء: نوع من الخصاء، قيل: هو رضُّ الأنثيين، وقيل: غمز عروقهما. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 279).
* [5055][التحفة: خ م د ت س ق 9417]
حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ استطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيتزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".
4 - بَابُ كَثْرَةِ النِّسَاءِ
• [5057] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا
(1)
وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا؛ فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعٌ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ.
• [5058] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
* [5056][التحفة: خ م ت س 9385]
(1)
للحموي: "تُزْعِجُوهَا".
تزعزعوها: تحركوها وتقلقوها في نعشها بسرعة مشيكم. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 311).
* [5057][التحفة: خ م س 5914]
* [5058][التحفة: خ س 1186]
• [5059] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.
5 - بَابٌ مَنْ هَاجَرَ أَوْ عَمِلَ خَيْرًا لِتَزْوِيجِ امْرَأَةٍ فَلَهُ مَا نَوَى
• [5060] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ؛ وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".
6 - بَابُ تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ الَّذِي مَعَهُ الْقُرْآنُ وَالإِسْلَامُ
(1)
فِيهِ: سَهلٌ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5061] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ.
* [5059][التحفة: خ 5525]
* [5060][التحفة: ع 10612]
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"سَهْلُ بنُ سَعْدٍ".
* [5061][التحفة: خ م س 9538]
7 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ: انْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ شِئْتَ حَتَّى أَنْزِلَ لَكَ عَنْهَا
رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.
• [5062] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الْأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ
(1)
وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ
(2)
مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: "مَهْيَمْ
(3)
يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ " فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً، قَالَ: "فَمَا سُقْتَ
(4)
؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ
(5)
مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ:"أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
8 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّبَتُّلِ وَالْخِصَاءِ
• [5063] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ،
(1)
أقط: لبن مجفف يابس مسْتَحْجِر يُطبخ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أقط).
(2)
وضر: أثر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضر).
(3)
مهيم: كلمة يَمَانِية مَعْنَاهَا مَا هَذَا؟ وَقيل: مَا شَأْنك؟ (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 390).
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "فَمَا سُقْتَ إِلَيْهَا".
(5)
نواة: اسم لخمسة دراهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوا).
* [5062][التحفة: خ 675]
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ
(1)
، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا.
• [5064] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَدَّ ذَلِكَ يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ
(2)
، وَلَوْ أَجَازَ لَهُ التَّبَتُّلَ لَاخْتَصَيْنَا.
• [5065] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ فَقُلْنَا: أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
(3)
".
• [5066] وَقال أَصْبَغُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَا
(4)
أَخَافُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ
(5)
وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ فَسَكَتَ
(1)
التبتل: الانقطاع عن النساء وترك النكاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بتل).
* [5063][التحفة: خ م ت س ق 3856]
(2)
لأبي الوقت، وعليه صح:"عُثْمَانَ بنِ مَظْعُونٍ".
* [5064][التحفة: خ م ت س ق 3856]
(3)
[المائدة: 87].
* [5065][التحفة: خ م س 9538]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَإِنِّي".
(5)
العنت: المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والخطأ والزنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنت).
عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ".
9 - بَابُ نِكَاحِ الْأَبْكَارِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعَائِشَةَ: لَمْ يَنْكِحِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكْرًا غَيْرَكِ.
• [5067] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قَالَ: "فِي الَّذِي
(1)
لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا"، تَعْنِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا.
• [5068] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ
(2)
حَرِيرٍ فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ".
* [5066][التحفة: خت 15331]
(1)
"فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا" هي هكذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا؛ ومنها فرع اليونينية، وكذا النسخة التي شرح عليها العيني. وفي شرح القسطلاني المطبوع:"التي لم يرتع منها". اهـ.
* [5067][التحفة: خ 16948]
(2)
عليه صح.
سرقة: قطعة من جيِّد الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرق).
* [5068][التحفة: خ م 16810]
10 - بَابُ
(1)
الثَّيِّبَاتِ
وَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: قَالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: "لَا تَعْرِضْنَ
(3)
عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ".
• [5069] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَفَلْنَا
(4)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ فَتَعَجَّلْتُ
(5)
عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ
(6)
، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخَسَ
(7)
بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ
(8)
كَانَتْ مَعَهُ، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الْإِبِلِ؛ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"مَا يُعْجِلُكَ؟ " قُلْتُ
(9)
: كُنْتُ حَديثَ عَهْدٍ بعُرُسٍ قَالَ: "بكْرًا
(10)
أَمْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: ثَيِّبٌ
(11)
، قَالَ:"فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ"، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، قَالَ:
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"باب تَزويجِ الثَّيِّباتِ".
(2)
عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح "قَالَ لِيَ النبيُّ".
(3)
عليه صح صح.
(4)
قفلنا: قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).
(5)
عليه صح.
(6)
قطوف: القطوف، المتقارب الخطو بسرعة وهو من عيوب الدواب، وقيل: هو البطيء المتقارب الخطو السيئ المشي. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 183).
(7)
فنخس: دَفعه ضربا بطرف العنزة. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 23).
(8)
بعنزة: العنزة: هي مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).
(9)
عليه صح.
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "أَبِكْرًا".
(11)
لأبي ذر وعليه صح: "ثَيِّبًا".
"أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا - أَيْ: عِشَاءً - لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ
(1)
، وَتَسْتَحِدَّ
(2)
الْمُغِيبَةُ
(3)
".
• [5070] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَارِبٌ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: تَزَوَّجْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَزَوَّجْتَ؟ " فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ: "مَا لَكَ وَللْعَذَارَى
(4)
وَلِعَابِهَا". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ".
11 - بَابُ تَزْوِيجِ الصِّغَارِ مِنَ الْكِبَارِ
• [5071] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ، فَقَالَ:"أَنْتَ أَخِي فِي دِينِ اللَّهِ وَكِتَابِهِ، وَهِيَ لِي حَلَالٌ".
(1)
الشعثة: الشعث: تلبد الشعر وتوسخه لبعد الدهن. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 694).
(2)
تستحد: الاستحداد: حلق العَانَة بالحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدد).
(3)
المغيبة: التي غاب عنها زوجها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غيب).
* [5069][التحفة: خ م د س 2342]
(4)
فتح راء "العَذارَى" من الفرع.
* [5070][التحفة: خ م 2580]
* [5071][التحفة: خ 16373]
12 - بَابٌ إِلَى مَنْ يَنْكِحُ وَأَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ وَمَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يتخَيَّرَ لِنُطَفِهِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ
• [5072] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِيَ هُريْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُو
(1)
نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ
(2)
فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".
13 - بَابُ اتِّخَاذِ السَّرَارِيِّ وَمَنْ أَعْتَقَ جَارِيَتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا
• [5073] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَليدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ، وآمَنَ بِي
(3)
فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ وَحَقَّ رَبِّهِ فَلَهُ أَجْرَانِ".
قَالَ الشَّعْبِيُّ: خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِيمَا دُونَهُ
(4)
إِلَى الْمَدِينَةِ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"صَالِحُ"، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي:"صُلَّحُ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَلَدِهِ".
* [5072][التحفة: خ 13753]
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"وآمن، يعني: بي".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فيما دونها".
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"أَعْتَقَهَا ثُمَّ أَصْدَقَهَا".
• [5074] حدثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
(1)
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
(2)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(3)
: "لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ مَرَّ بِجَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَةُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَأَعْطَاهَا هَاجَرَ قَالَتْ: كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْكَافِرِ وَأَخْدَمَنِي آجَرَ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.
• [5075] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَليمَتِهِ فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ
(4)
خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، أُمِرَ
(5)
بِالْأَنْطَاعِ
(6)
فَأَلْقَى فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقَالَ
* [5073][التحفة: خ م ت س ق 9107]
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"أخبرنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عن مجاهد" وعليه صح، وقال الحافظ ابن حجر - تبعه العيني:"وهو خطأ".
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم".
* [5074][التحفة: خ م 14412]
(4)
ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(5)
عليه صح. ولأبي ذر: "أَمَرَ بالأنطاع".
(6)
بالأنطاع: جمع نطع وهو الذي يفترش من الجلود. (انظر: هدي الساري)(ص 196).
الْمُسلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِمَّا مَلكَتْ يَمِينُهُ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى
(1)
لَهَا خَلْفَهُ وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.
14 - بَابُ مَنْ جَعَلَ عِتْقَ الْأَمَةِ صَدَاقَهَا
• [5076] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.
15 - بَابُ تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}
(2)
.
• [5077] حدثنا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أَهَبُ لَكَ نَفْسِي قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعَّدَ
(3)
النَّظَرَ فِيهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا
(1)
"وطَّى" كذا في اليونينية بالياء وبغير همز.
وطى: هيأ ومهد. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: وطأ)
* [5075][التحفة: خ س 577]
* [5076][التحفة: خ م س ق 291]
(2)
[النور: 32].
(3)
فصعد: نظر إلى أعلى وأسفل يتأمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعد).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "طَأْطَأَ لَهَا".
طأطأ: خفضه ونكسه وانحنى. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(1/ 200).
جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا
(1)
حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا، فَقَالَ:"وَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَ
(2)
: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:"اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟ " فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ، مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ" فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ
(3)
شَيْءٌ" فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلِسُهُ قَامَ، فَرآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: "مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا عَدَّدَهَا، فَقَالَ: "تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
16 - بَابُ الْأَكْفَاءِ فِي الدِّينِ
وَقَوْلُهُ
(4)
: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا
(5)
وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}
(6)
.
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِيهَا".
(2)
لأبي الوقت وعليه صح: "فقال".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح، ولابن عساكر، وأبي الوقت:"عَلَيْكَ مِنْهُ".
* [5077][التحفة: خ م 4718]
(4)
عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآية".
(6)
[الفرقان: 54].
• [5078] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ
(1)
بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهْوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَوَالِيكُمْ}
(2)
فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ العَامِرِيِّ وَهيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ
(3)
- النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
• [5079] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لَهَا:"لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟ " قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا
(4)
أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً فَقَالَ لَهَا: "حُجِّي وَاشْتَرِطِي، قُولِي
(5)
: اللَّهُمَّ مَحِلِّي
(6)
حَيْثُ حَبَسْتَنِي" وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"هِنْدًا".
(2)
[الأحزاب: 5]
(3)
أبي ذر وعليه صح: "أبي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ".
* [5078][التحفة: خ س 16467]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "مَا أجِدُنِي".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وقولي".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "مَحَلِّي".
محلي: الموضع الذي تحل فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).
* [5079][التحفة: خ م 16811]
• [5080] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ
(1)
يَدَاكَ".
• [5081] حدثنا إِبْرَاهيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ " قَالُوا: حَرِيٌّ
(2)
إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ:"مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ " قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَلَّا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَلَّا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَلَّا يُسْتَمَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ
(3)
هَذَا".
17 - بَابُ الْأَكْفَاءِ فِي الْمَالِ وَتَزْوِيجِ الْمُقِلِّ الْمُثْرِيَةَ
• [5082] حدثني يحيى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
(1)
تربت: افْتَقَرت ولَصِقت بالتُّراب. وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وُقُوع الأمر به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترب).
* [5080][التحفة: خ م د س ق 14305]
(2)
حري: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرى).
(3)
عليه صح.
* [5081][التحفة: خ ق 4720]
أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنْ
(1)
خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذِهِ
(2)
الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَليِّهَا فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِهَا وَمَالِهَا وَيُرِيدُ أَنْ يَنْتَقِصَ صَدَاقَهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِروا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ، قَالَتْ: وَاسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {
(3)
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إِلَى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}
(4)
فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَهُمْ أَنَّ
(5)
الْيَتِيمَةَ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا وَنَسَبِهَا
(6)
فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَإِذَا كَانَتْ
(7)
مَرغُوبَةً عَنْهَا فِي قِلَّةِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ تَرَكُوهَا وَأَخَذُوا غَيْرَهَا مِنَ النِّسَاءِ، قَالَتْ: فَكَمَا يَتْرُكُونَهَا حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوهَا إِذَا رَغِبُوا فِيهَا، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهَا وَيُعْطُوهَا حَقَّهَا الْأَوْفَى فِي
(8)
الصَّدَاقِ.
(1)
"فإِنْ خِفْتُمْ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "هِيَ".
(3)
سقطت الواو عند أبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
(4)
[النساء: 127].
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وسُنَّتِها".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَإِنْ كَانَتْ".
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "منَ الصَّداقِ".
* [5082][التحفة: خ 16557]
18 - بَابُ مَا يُتَّقَى مِنْ شُؤْمِ الْمَرْأَةِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ}
(1)
.
• [5083] حدثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ وَسَالِمٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشُّؤْمُ
(3)
فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ".
• [5084] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ
(4)
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ
(5)
بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ
(6)
وَالْفَرَسِ".
• [5085] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ".
(1)
[التغابن: 14].
(2)
لأبي ذر: "النبيَّ".
(3)
في هامش الفرع الذي بيدنا ما نصه: قال الحافظ أبو ذر: قال البخاري رضي الله عنه: شؤم الفرس إذا كان حرونا، وشؤم المرأة سوء خلقها، وشؤم الدار سوء جارها. قال معمر: شؤم الفرس إذا لم يغز عليه. اهـ. من اليونينية.
* [5083][التحفة: خ م د ت س 6699]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "الْمِنْهَالِ".
(5)
عليه صح.
(6)
قوله: "الدار والمرأة" عند الكشميهني، وأبي ذر:"المرأة والدار"، وصحح على أوله وآخره.
* [5084][التحفة: خ م 7423]
* [5085][التحفة: خ م ق 4745]
• [5086] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ".
19 - بَابُ الْحُرَّةِ تَحْتَ الْعَبْدِ
• [5087] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرة ثَلَاثُ سُنَنٍ: عَتَقَتْ فَخُيِّرَتْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبُرْمَةٌ
(1)
عَلى النَّار فَقُرِّبَ إلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ
(2)
مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ فَقَالَ: "لَمْ أَرَ الْبُرْمَةَ
(3)
؟ " فَقِيلَ: لَحْمٌ
(4)
تُصُدِّقَ
(5)
عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، قَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا
(6)
صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ".
* [5086][التحفة: م ت س ق 99]
(1)
برمة: البرمة: القدر مطلقًا، وفي الأصل: المتخذة من الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برم).
(2)
أدم: ما يُؤْكَلُ مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).
(3)
"أَلَمْ أَرَ البُرْمَةَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح.
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "تصدق به".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هو لها".
* [5087][التحفة: خ م س 17449]
20 - بَابٌ لَا يَتَزَوَّجُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}
(1)
.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام: يَعْنِي: مَثْنَى أَوْ ثُلَاثَ أَوْ رُبَاعَ.
وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}
(2)
يَعْنِي: مَثْنَى أَوْ ثُلَاثَ أَوْ رُبَاعَ.
• [5088] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: {وَإِنْ خِفْتُمْ
(3)
أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}
(1)
قَالَ
(4)
: الْيتِيمَةُ تَكُونُ
(5)
عِنْدَ الرَّجُلِ وَهُوَ وَليُّهَا فَيتَزَوَّجُهَا عَلَى مَالِهَا وَيُسِيءُ صُحْبَتَهَا وَلَا يَعْدِلُ فِي مَالِهَا، فَلْيَتَزَوَّجْ مَا
(6)
طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ.
21 - بَابٌ {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}
(7)
وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ
(8)
مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ
• [5089] حدثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ
(1)
[النساء: 3].
(2)
[فاطر: 1].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَإِنْ خِفْتُمْ".
(4)
عليه صح. وعند أبي ذر وعليه صح: "قالت".
(5)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَنْ طَابَ".
* [5088][التحفة: خ 17076]
(7)
[النساء: 23].
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الرَّضَاعِ".
عَمْرَةَ بنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ رَجُلٍ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أُرَاهُ فُلَانًا" لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا - لِعَمِّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ - دَخَلَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ، الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ".
• [5090] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَلَا تَزَوَّجُ
(1)
ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: "إِنَّهَا ابْنةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ".
وَقالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ مِثْلَهُ.
• [5091] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(2)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ
(3)
أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ:"أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكِ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ
(4)
وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ذَلِكِ
(5)
لَا يَحِلُّ لِي" قُلْتُ: فَإِنَّا نُحَدَّثُ
* [5089][التحفة: خ م س 17900]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَتَزَوَّجُ".
* [5090][التحفة: خ م س ق 5378]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "ابْنَةَ".
(4)
"بمُخْلية" قال الإمام أبو الفضل: قولها: "لست لك بمخلية" بضم الميم، وسكون الخاء، أي: خالية من ضرة غيري. اهـ. من اليونينية.
(5)
عليه صح.
أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ:"بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟! " قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: "لَوْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي
(1)
فِي حَجْرِي، مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا لَابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ
(2)
عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ".
قَالَ عُرْوَةُ: وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ
(3)
، قَالَ
(4)
لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ
(2)
، غَيْرَ
(5)
أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ.
22 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى
(6)
: {حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}
(7)
وَمَا يُحَرِّمُ مِنْ قَلِيلِ الرَّضَاعِ وَكَثِيرِهِ.
• [5092] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا رَجُلٌ؛ فَكَأَنَّهُ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ
(1)
ربيبتي: ربيبة الرجل: بنت امرأته من غيره. (انظر: لسان العرب، مادة: ربب).
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح صح، وقوله:"بِشَرِّحِيبَةٍ" كذا للمستملي والحموي، ومعناه: سوء الحال، ويقال فيه أيضا: الحوبة. ولغيرهما: "بِشَرِّخَيْبَةٍ". اهـ. من اليونينية. وعلى حاشية البقاعي: "خيبة" ونسبه لأبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(5)
في جمع الحميدي: "لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ خَيْرًا غَيْرَ". اهـ. من اليونينية.
* [5091][التحفة: خ م س ق 15875]
(6)
"عز وجل": بغير رقم، وعليه صح.
(7)
[البقرة: 233].
كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَخِي، فَقَالَ: "انْظُرْنَ مَنْ
(1)
إِخْوَانُكُنَّ؛ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ".
23 - بَابُ لَبَنِ الْفَحْلِ
• [5093] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ بَعْدَ أَنْ نزَلَ الْحِجَابُ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ.
24 - بَابُ شَهَادَةِ الْمُرْضِعَةِ
• [5094] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قالَ: وقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ لَكِنِّي لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ: أَرْضَعْتُكُمَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ لِي: إِنِّي قَدْ
(2)
أَرْضَعْتُكُمَا وَهِيَ كَاذِبَةٌ فَأَعْرَضَ
(3)
، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ قُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ قَالَ: "كَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ
(1)
قوله: "مَنْ إخوانكن". لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَا إِخْوَانُكُنَّ".
* [5092][التحفة: خ م د س ق 17658]
* [5093][التحفة: خ م س 16597]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لقد".
(3)
للحموي والمستملي، وعليه صح صح:"فأعْرَضَ عَنْهُ"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"عَنِّي".
أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا؟ دَعْهَا عَنْكَ"، وَأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى يَحْكِي أَيُّوبَ.
25 - بَابُ مَا يَحِلُّ مِنَ النِّسَاءِ وَمَا يَحْرُمُ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ
(1)
وَأَخَوَاتُكُمْ
(2)
وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ} إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ، إِلَى قَوْلِهِ:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}
(3)
.
وَقَالَ أَنَسٌ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} : ذَوَاتُ الْأَزْوَاجِ الْحَرَائِرُ حَرَامٌ
(4)
{إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَنْزِعَ
(5)
الرَّجُلُ جَارِيَتَهُ
(6)
مِن عَبْدِهِ، وَقَالَ:{وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ}
(7)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا زَادَ عَلَى أَرْبَعٍ فَهُوَ حَرَامٌ؛ كَأُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ.
• [5095] وَقال لَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ عَنْ سَعِيدٍ
(8)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَرُمَ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}
(9)
الْآيَةَ.
* [5094][التحفة: خ د ت س 9905]
(1)
من هنا إلى قوله: "الآيتين" لأبي ذر وعليه صح: " {وَبَنَاتُكُمْ} الآيةَ".
(2)
من هنا إلى قوله: "آخر الآيتين" ليس عند أبي ذر وعليه صح في موضعه.
(3)
[النساء: 23، 24].
(4)
رقم عليه للحموي والكشميهني.
(5)
قوله: "أن ينزع" عليه صح صح. وفي نسخة: "أن يُزَوَّجَ".
(6)
للكشميهني: "جَارِيَةً".
(7)
[البقرة: 221].
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "عُنْ سَعِيد بنِ جُبَيْرٍ".
(9)
[النساء: 23].
وَجَمَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بَيْنَ ابْنَةِ عَلِيٍّ وَامْرَأَةِ عَلِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأْسَ بِهِ.
وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ مَرَّةً، ثُمَّ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ.
وَجَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَيْنَ ابْنَتَيْ عَمٍّ فِي لَيْلَةٍ.
وَكَرِهَهُ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ لِلْقَطِيعَةِ، وَلَيْسَ فِيهِ تَحْرِيمٌ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}
(1)
.
وَقَالَ
(2)
عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا زَنَى بِأُخْتِ امْرَأَتِهِ لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ.
وَيُرْوَى
(3)
عَنْ يَحْيَى الْكِنْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وأَبِي
(4)
جَعْفَرٍ: فِيمَنْ يَلْعَبُ بِالصَّبِيِّ، إِنْ أَدْخَلَهُ فِيهِ فَلَا يَتَزَوَّجَنَّ أُمَّهُ.
وَيَحْيَى هَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، لَمْ
(5)
يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
قَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا زَنَى بِهَا لَمْ
(6)
تَحْرُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ.
وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَرَّمَهُ.
وَأَبُو نَصْرٍ هَذَا لَمْ يُعْرَفْ بِسَمَاعِهِ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
* [5095][التحفة: خ 5482]
(1)
[النساء: 24].
(2)
قوله: "وقال عكرمة" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
من هنا إلى قوله: "لم يتابع عليه" رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "وَابْنِ جَعْفَرٍ".
(5)
لأبي ذر: "ولم".
(6)
"لَا تَحْرُمُ": بغير رقم وعليه صح.
وَيُرْوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَالْحَسَنِ وَبَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ: تَحْرُمُ عَلَيْهِ
(1)
.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا تَحْرُمُ حَتَّى يُلْزِقَ
(2)
بِالْأَرْضِ، يَعْنِي: يُجَامِعَ
(3)
.
وَجَوَّزَهُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ وَالزُّهْرِيُّ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عَلِيٌّ: لَا تَحْرُمُ، وَهَذَا مُرْسَلٌ
(4)
.
26 - بَابٌ
(5)
{وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}
(6)
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الدُّخُولُ وَالْمَسِيسُ وَاللِّمَاسُ هُوَ الْجِمَاعُ.
وَمَنْ
(7)
قَالَ: بَنَاتُ وَلَدِهَا مِنْ بَنَاتِهِ فِي التَّحْرِيمِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّ حَبِيبَةَ: "لَا تَعْرِضْنَ
(8)
عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ
(9)
".
(1)
"تَحْرُمُ عَليه" كذا في النسخ المعتمدة بيدنا. وفي القسطلاني: "يَحْرُمُ عليه" أي: نكاحها، ثم قال: والذي في اليونينية: "تَحرُمُ" بالفوقية، وسقوط لفظ:"عليه".
(2)
"يُلْزَق": بغير رقم، وعليه صح.
(3)
"يُجَامَع" هكذا في اليونينية، ولعله على هذه الرواية "تُلزَق"، "وتُجَامَع" بالفوقية واللَّه أعلم. كذا بهامش الفرع الذي بيدنا.
(4)
قوله: "وَهَذَا مُرسَلٌ". لأبي ذر وعليه صح: "وَهُوَ مُرْسَلٌ".
(5)
رقم عليه بعلامة السقوط، وعليه صح. وفي الفرع الذي بيدنا:"بابٌ قولُهُ" بغير رقم.
(6)
[النساء: 23].
(7)
من هنا إلى آخر التبويب رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(8)
عليه صح.
(9)
بعده لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ولا أَخَوَاتِكُنَّ".
وَكَذَلِكَ حَلَائِلُ وَلَدِ الْأَبْنَاءِ هُنَّ حَلَائِلُ الْأَبْنَاءِ.
وَهَلْ تُسَمَّى: الرَّبِيبَةَ
(1)
، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِهِ؟
وَدَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبِيبَةً لَهُ إِلَى مَنْ يَكْفُلُهَا.
وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ ابْنَتِهِ ابْنًا.
• [5096] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ؟ قَالَ:"فَأَفْعَلُ مَاذَا؟ "، قُلْتُ: تَنْكِحُ، قَالَ:"أَتُحِبِّينَ؟ " قُلْتُ: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَرَِكَنِي
(2)
فِيكَ أُخْتِي، قَالَ:"إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي" قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ، قَالَ:"ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:"لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي مَا حَلَّتْ لِي، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ؛ فلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ".
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ
(3)
.
27 - بَابٌ {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ}
(4)
• [5097] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(5)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ:
(1)
عليه صح.
(2)
كذا بالضبطين في اليونينية.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أُمِّ سَلَمَةَ".
* [5096][التحفة: خ م س ق 15875]
(4)
[النساء: 23].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:"وَتُحِبِّينَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ لَسْتُ
(1)
بِمُخْلِيَةٍ، وَ
(2)
أحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي
(3)
فِي خَيْرٍ أخْتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللهِ، إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ:"بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَوَاللهِ، لَوْ لَمْ تَكُنْ في حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا لَابْنَةُ
(4)
أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ".
28 - بَابٌ لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا
• [5098] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا. وَقَالَ دَاوُدُ وَابْنُ عَوْنٍ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
• [5099] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَلَا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا".
• [5100 - 5101] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "لَكَ"، وعليه صح.
(2)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "شَرِكَنِي".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "ابَنةُ".
* [5097][التحفة: خ م س ق 15875]
* [5098][التحفة: خت د ت س 13539]
* [5099][التحفة: خ م س 13812]
قَالَ: حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَالْمَرْأَةُ وَخَالَتُهَا. فَنُرَى
(1)
خَالَةَ أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ؛ لِأَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ.
29 - بَابُ الشِّغَارِ
• [5102] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ: أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ
(2)
ابْنَتَهُ عَلَى أَن يُزَوِّجَهُ الْآخَرُ ابْنَتَهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ.
30 - بَابٌ هَلْ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِأَحَدٍ؟
• [5103] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنَ اللَّائِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلرَّجُلِ؟ فَلَمَّا نَزَلَتْ: {(تُرْجِئُ) مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ}
(3)
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.
رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
عليه صح.
* [5100 - 5101][التحفة: خ م د س 14288]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الرَّجُلَ".
* [5102][التحفة: ع 8323]
(3)
[الأحزاب: 51].
عَائِشَةَ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
31 - بَابُ نِكَاحِ الْمُحْرِمِ
• [5104] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، حَدَّثَنَا
(2)
جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا
(2)
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ.
32 - بَابُ نَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم عنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ آخِرًا
(4)
• [5105] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ
(5)
، عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ
(6)
زَمَنَ خَيْبَرَ.
• [5106] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ:
* [5103][التحفة: خ 17239]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
* [5104][التحفة: خ م ت س ق 5376]
(3)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيّ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أَخِيرًا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "عبدُ اللَّه بِنُ مُحَمَّدٍ".
(6)
الأهلية: التي تألف البيوت، ولها أصحاب، وهي مثل الإنسية، ضد الوحشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهل).
* [5105][التحفة: خ م ت س ق 10263]
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ
(1)
عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فَرَخَّصَ، فَقَالَ لَهُ مَوْلى لَهُ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْحَالِ الشَّدِيدِ وَفي النِّسَاءِ قِلَّةٌ؟ أَوْ نَحْوَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ.
• [5107 - 5108] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَا: كُنَّا فِي جَيْشٍ، فَأَتَانَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُمْ أَنْ تَستَمْتِعُوا فَاسْتَمْتِعُوا
(3)
".
• [5109] وَقال ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ تَوَافَقَا فَعِشْرَةُ
(4)
مَا بَيْنَهُمَا ثَلَاثَُ
(5)
لَيَالٍ، فَإِنْ أَحَبَّا أَنْ يتزَايَدَا أَوْ يَتَتَارَكَا تَتَارَكَا" فَمَا أَدْرِي أَشَيْءٌ كَانَ لَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟
قالَ أبو عَبد الله: وَبَيَّنَهُ
(6)
عَلِيٌّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ مَنْسُوخٌ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يُسْأَلُ".
* [5106][التحفة: خ 6532]
(2)
قوله: "رسولُ رسولِ اللَّه" لأبي ذر عن الكشميهني: "رسولُ رسولِ رسولِ اللَّه" كذا يستفاد من النسخ المعتمدة، وصرح بها القسطلاني ثم قال: فلينظر. اهـ.
(3)
لم يضبط التاء الثانية من "فَاسْتَمْتعُوا" في اليونينية، وقال في "الفتح": وضبط "فاستمتعوا" بلفظ الأمر، وبلفظ الماضي. اهـ. من هامش الفرع.
* [5107 - 5108][التحفة: خ م س 2230]
(4)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِعِشْرةِ".
(5)
كذا بالوجهين، وعليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وقَدْ بَيَّنَه".
* [5109][التحفة: خت 4519]
33 - بَابُ عَرْضِ الْمَرْأَةِ نَفْسَهَا عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ
• [5110] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَرحُومٌ
(1)
قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ، قَالَ أَنَسٌ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَكَ بِي حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ بِنْتُ
(2)
أَنَسٍ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا، وَاسَوْأَتَاهْ وَاسَوْأَتَاهْ، قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا.
• [5111] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ
(3)
، أَنَّ امْرَأَةً عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا، فَقَالَ
(4)
: "مَا عِنْدَكَ؟ " قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ:"اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ" فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي وَلَهَا نِصْفُهُ، قَالَ سَهْلٌ: وَمَا لَهُ رِدَاءٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ
(5)
لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ" فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلَسُهُ
(6)
قَامَ، فَرآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُ أَوْ دُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ:"مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " فَقَالَ:
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مَرْحُومُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ مِهْرَانَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ابْنَةُ".
* [5110][التحفة: خ س ق 468]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "سَهْلِ بنِ سَعْدٍ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "إن لَبِسْتَ".
(6)
عليه صح.
مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا
(1)
لِسُوَرٍ يُعَدِّدُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمْلَكْنَاكَهَا
(2)
بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
34 - بَابُ عَرْضِ الْإِنْسَانِ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ عَلَى أَهْلِ الْخَيْرِ
• [5112] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ
(3)
حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي؛ فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا.
قَالَ
(4)
عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، وَكُنْتُ أَوْجَدَ
(5)
عَلَيْهِ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ
(6)
وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا،
(1)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "وسورةُ كذَا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أَمْكَنَّاكَهَا".
* [5111][التحفة: خ 4758]
(3)
تأيمت: الأيم في الأصل: التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها، والمراد هنا الثيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أيم).
(4)
"فقال": وعزاه عياض للأصيلي.
(5)
أوجد: الوجد: الغضب والحزن. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 280).
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لقد وجدتَ".
قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبِلْتُهَا.
• [5113] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا
(2)
أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ لَوْ لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلتْ لِي؛ إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ".
35 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ
(3)
فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ} الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ حَلِيمٌ}
(4)
{أَكْنَنْتُمْ}
(5)
: أَضْمَرْتُمْ
(6)
، وَكُلُّ شَيْءٍ صُنْتَهُ
(7)
فَهُوَ مَكْنُونٌ.
• [5114] وَقال لِي طَلْقٌ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
* [5112][التحفة: خ س 10523]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
(2)
عليه صح.
* [5113][التحفة: خ م س ق 15875]
(3)
قوله: {أَكْنَنْتُمْ}
…
إلى آخره ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(4)
[البقرة: 235].
(5)
[البقرة: 235]. لأبي ذر وعليه صح: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ}
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وَأَضْمَرْتَهُ".
{فِيمَا عَرَّضْتُمْ}
(1)
يَقُولُ: إِنِّي أُريدُ التَّزْوِيجَ وَلَوَدِدْتُ أَنَّهُ تَيَسَّرَ
(2)
لِي امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ.
وَقَالَ الْقَاسِمُ: يَقُولُ إِنَّكِ عَلَيَّ كَرِيمَةٌ، وَإِنِّي فِيكِ لَرَاغِبٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَسَائِقٌ إِلَيْكِ خَيْرًا، أَوْ نَحْوَ هَذَا.
وَقَالَ عَطَاءٌ: يُعَرِّضُ وَلَا يَبُوحُ، يَقُولُ: إِنَّ لِي حَاجَةً وَأَبْشِرِي وَأَنْتِ بِحَمْدِ اللَّهِ نَافِقَةٌ، وَتَقُولُ هِيَ: قَدْ أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، وَلَا تَعِدُ شَيْئًا، وَلَا يُوَاعِدُ وَليُّهَا بِغَيْرِ عِلْمِهَا، وَإِنْ وَاعَدَتْ رَجُلًا فِي عِدَّتِهَا ثُمَّ نَكَحَهَا بَعْدُ، لَمْ يُفَرَّقْ بَيْنَهُمَا.
وَقَالَ الْحَسَنُ: {لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}
(3)
: الزِّنَا.
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(4)
: {الْكِتَابُ أَجَلَهُ}
(3)
: تَنْقَضِي
(5)
الْعِدَّةُ.
36 - بَابُ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ التَّزْوِيجِ
• [5115] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُكِ
(6)
فِي الْمَنَامِ يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ
(1)
[البقرة: 235]. بعده لأبي ذر وعليه صح: "بِهِ مِنْ خِطْبِةِ النِّسَاءِ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يُسِّرَ".
* [5114][التحفة: خت 6426]
(3)
[البقرة: 235].
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "حَتَّى يَبْلُغَ"، وعليه صح.
(5)
عند أبي ذر عن الحموي والمستملي: "انْقِضَاءُ الْعِدَّةِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أُرِيتُكِ".
فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ؛ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ
(1)
فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ".
• [5116] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ
(3)
، فَلَمَّا رَأَتِ
(4)
الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ
(5)
لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا، فَقَالَ:"هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟ " فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، قَالَ:"انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا خَاتَمًا
(6)
مِنْ حَدِيدٍ وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي، قَالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ، فَلَهَا نِصفُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَصْنَعُ بإزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ
(7)
شَيْءٌ" فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلَسُهُ
(5)
ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: "مَاذا مَعَكَ مِنَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هِيَ أَنْتِ".
* [5115][التحفة: خ م 16859]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "إِلَى رسولِ اللَّهِ".
(3)
بعده لأبي ذر عن الحموي، وعليه صح:"وَذَكَرَ الْحَدِيثَ كُلَّهُ".
(4)
قوله: "فلما رأت
…
" إلى آخر الحديث، رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا خَاتَمٌ".
(7)
بعده للكشميهني: "مِنْهُ".
الْقُرْآنِ؟ " قَالَ مَعِي سُورَةَ
(1)
كَذَا وَسُورَةَ كَذَا وَسُورَةَ كَذَا عَدَّدَهَا
(2)
قَالَ: "أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
37 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ
لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}
(3)
فَدَخَلَ فِيهِ الثَّيِّبُ وَكَذَلِكَ الْبِكْرُ.
وَقَالَ: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا}
(4)
.
وَقالَ: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ}
(5)
.
• [5117] قال
(6)
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، حَدَّثَنَا
(7)
أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَتْهُ، أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ، يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ
(8)
أوِ ابْنَتَهُ فيُصْدِقهَا ثمَّ يَنْكِحُهَا.
(1)
قال القسطلاني: بنصب "سورة" في المواضع الثلاثة، في اليونينية وفرعها فقط، وبالرفع أيضا في غيرهما. اهـ.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عَادَّهَا".
* [5116][التحفة: خ م س 4778]
(3)
[البقرة: 232].
(4)
[البقرة: 221].
(5)
[النور: 32].
(6)
"قال يحيى": هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا، وبه صرح العيني. وفي القسطلاني:"حَدَّثَنَا يحيى" على أنها أول سند.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدَّثنا".
(8)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لاِمْرَأَتِهِ: إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا
(1)
أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ فَاسْتَبْضِعِي
(2)
مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ، فكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الاِسْتِبْضَاعِ.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ عَلَيْهَا
(3)
لَيَالِيَ
(4)
بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ
(5)
الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ، وَقَدْ وَلَدْتُ فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلَانُ، تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ
(6)
الرَّجُلُ، وَنِكَاحُ الرَّابِعِ
(7)
: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ لَا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ
(8)
جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا
(9)
، فَمَنْ
(10)
أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ فَإِذَا
(1)
طمثها: الطمث: الحيض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طمث).
(2)
فاستبضعي: اطلبي الجماع، والاستبضاع: نوع من نكاح الجاهلية؛ وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل لتنال منه الولد فقط. كان الرجل منهم يقول لأَمَتِهِ أو امرأته: أرسلي إلى فلان فَاسْتَبْضِعِي منه. ويعتزلها فلا يَمَسُّها حتى يَتَبَيَّنَ حملها من ذلك الرجل، وإنما يُفْعَل ذلك رغبةً في نجابة الولد (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
"لَيَاليَ": هي بفتح الياء في النسخ المعتمدة بيدنا.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَرَفْتُ".
(6)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"يَمْتَنِعَ مِنْهُ".
(7)
على حاشية البقاعي: "ونكاح رابع" ونسبه لنسخة.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "تَمْنَعُ مَنْ".
(9)
عليه صح.
(10)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِمَنْ".
حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا وَدَعَوْا لَهُمُ الْقَافَةَ
(1)
، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ فَالْتَاطَ
(2)
بِهِ وَدُعِيَ ابْنَهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ، إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ.
• [5118] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:{وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}
(3)
قَالَتْ: هَذَا فِي الْيَتِيمَةِ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ؛ لَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ شَرِيكَتَهُ فِي مَالِهِ وَهُوَ أَوْلَى بِهَا فَيَرْغَبُ أَنْ
(4)
يَنْكِحَهَا فَيَعْضُلَهَا
(5)
لِمَالِهَا وَلَا يُنْكِحَهَا غَيْرَهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَشْرَكَهُ أَحَدٌ فِي مَالِهَا.
• [5119] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنِ ابْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ تُوُفِّيَ
(1)
القافة: القائف: الذي يتتبع الآثار ويعرفها، ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قوف).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَالْتَاطَتْهُ".
فالتاط: التصق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوط).
* [5117][التحفة: خ د 16711]
(3)
[النساء: 127].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَرْغَبُ عَنْهَا".
(5)
ضَبْطُ: "فَيَعضُلَها ولا يُنْكِحَها" بالنصب من الفرع.
فيعضلها: لم يعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ولم يتركها تتصرف في نفسها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضل)
* [5118][التحفة: خ 17265]
بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ.
• [5120] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ:{فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}
(1)
قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ، قَالَ: زَوَّجْتُ أُخْتًا لِي مِنْ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَا حَتَّى إِذَا انْقَضَت عِدَّتُهَا جَاءَ يَخْطُبُهَا فَقُلْتُ لَهُ: زَوَّجْتُكَ وَفَرَشْتُكَ
(2)
وَأَكْرَمْتُكَ فَطَلَّقْتَهَا ثُمَّ جِئْتَ تَخْطُبُهَا، لَا وَاللَّهِ، لَا تَعُودُ إِلَيْكَ أَبَدًا، وَكَانَ رَجُلًا لَا بَأْسَ بِهِ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ:{فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}
(1)
فَقُلْتُ: الْآنَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ.
38 - بَابٌ إِذَا كَانَ الْوَلِي هُوَ الْخَاطِبَ
وَخَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ امْرَأَةً هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِهَا؛ فَأَمَرَ رَجُلًا فَزَوَّجَهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِأُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ قَارِظٍ: أَتَجْعَلِينَ أَمْرَكِ إِلَيَّ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ قَدْ تَزَوَّجْتُكِ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: لِيُشْهِدْ أَنِّي قَدْ نَكَحْتُكِ، أَوْ لِيَأْمُرْ رَجُلًا مِنْ عَشِيرَتِهَا.
* [5119][التحفة: خ س 10523]
(1)
[البقرة: 232].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وَأَفْرَشْتُكَ".
* [5120][التحفة: خ د ت س 11465]
وَقَالَ سَهْلٌ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَهَبُ لَكَ نَفْسِي، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ
(1)
لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا.
• [5121] حدثنا ابْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي قَوْلهِ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}
(2)
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَتْ: هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ الرَّجُلِ قَدْ شَرِكَتْهُ فِي مَالِهِ فَيَرْغَبُ عَنْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا غَيْرَهُ فَيَدْخُلَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ فَيَحْبِسُهَا، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ.
• [5122] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنا أَبُو حَازِمٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جلُوسًا فَجَاءَتْهُ
(3)
امْرَأَةٌ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ فَخَفَّضَ فِيهَا النَّظَرَ
(4)
وَرَفَعَهُ
(5)
فَلَمْ يُرِدْهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: زَوِّجْنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَعِنْدَكَ
(6)
مِنْ شَيْءٍ"؟ قَالَ مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ قَالَ: "وَلَا خَاتَمًا
(7)
مِنْ حَدِيدٍ؟ " قَالَ: وَلَا خَاتَمًا
(7)
مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ أَشُقُّ
(1)
عليه صح.
(2)
[النساء: 127].
* [5121][التحفة: خ 17206]
(3)
لأبي ذر عن المستملي: "فَجَاءَتِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الْبَصَرَ".
(5)
"ورَفَعَه" هكذا في اليونينية: "رَفَعَه" مخففا.
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هَلْ عِنْدَكَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا خَاتَمٌ".
بُرْدَتِي
(1)
هَذِهِ فَأُعْطِيهَا النِّصْفَ وَآخُذُ النِّصْفَ قَالَ: "لَا
(2)
، هَل مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: "اذْهَبْ، فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
39 - بَابُ إِنْكَاحِ
(3)
الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ
لِقَوْلِهِ
(4)
تَعَالَى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}
(5)
فَجَعَلَ عِدَّتَهَا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ قَبْلَ الْبُلُوغِ.
• [5123] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ
(6)
عِنْدَهُ تِسْعًا.
40 - بَابُ تَزْوِيجِ الْأَبِ ابْنَتَهُ مِنَ الْإِمَامِ
وَقَالَ عُمَرُ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ حَفْصَةَ فَأَنْكَحْتُهُ.
• [5124] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.
(1)
بردتي: البرد نوع من الثياب. والبردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).
(2)
رقم عليه للكشميهني.
* [5122][التحفة: خ 4739]
(3)
على حاشية البقاعي: "نكاح" ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "لِقَوْلِ اللَّهِ".
(5)
[الطلاق: 4].
(6)
كذا بالضبطين، ورقم عليه "معا".
* [5123][التحفة: خ 16910]
قَالَ
(1)
هِشَامٌ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.
41 - بَابٌ السُّلْطَانُ وَلِيٌّ
بقَوْلِ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "زَوَّجْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
• [5125] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي وَهَبْتُ مِنْ
(3)
نَفْسِي، فَقَامَتْ طَوِيلًا، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ
(4)
لَكَ بِهَا حَاجَةٌ، قَالَ
(1)
: "هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا؟ " قَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا إِزَارِي، فَقَالَ: "إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ جَلَسْتَ
(4)
لَا إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ شَيْئًا"، فَقَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ: "الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، فَلَمْ يَجِدْ، فَقَالَ: "أَمَعَكَ مِنَ الْقُرآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا، لِسُوَرٍ سَمَّاهَا، فَقَالَ
(5)
: "زَوَّجْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
42 - بَابٌ لَا يُنْكِحُ الْأَبُ وَغَيْرُهُ الْبِكْرَ وَالثَّيِّبَ إِلَّا بِرِضَاهَا
• [5126] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
* [5124][التحفة: خ 17290]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لِقَوْلِ".
(3)
ضبب عليه، وعليه صح. ولأبي الوقت:"مِنْكَ".
(4)
عليه صح.
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ".
* [5125][التحفة: خ د ت س 4742]
أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُنْكَحُ
(1)
الْأَيِّمُ
(2)
حَتَّى تُسْتَأْمَرَ
(3)
، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: "أَنْ تَسْكُتَ".
• [5127] حدثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
(4)
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو - مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي
(5)
قَالَ: "رِضَاهَا صَمْتُهَا".
43 - بَابٌ إِذَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهِيَ كَارِهَةٌ فَنِكَاحُهُ مَرْدُودٌ
• [5128] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ
(6)
ابْنَي يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ
(6)
، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَن أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهْيَ ثَيِّبٌ فكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ نِكَاحَهُ.
(1)
هكذا بالضبطين في اليونينية في هذه والتي بعدها.
(2)
الأيم: الأيم في الأصل: التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها، والمراد هنا الثيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أيم).
(3)
تستأمر: تشاور. وقيل: تستأذن في أمر نكاحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أمر).
* [5126][التحفة: خ م س 15425]
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حدَّثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "تَسْتَحْيِي".
* [5127][التحفة: خ م س 16075]
(6)
عليه صح.
* [5128][التحفة: خ د س ق 15824]
• [5129] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَجُلًا يُدْعَى خِذَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ نَحْوَهُ.
44 - بَابُ تَزْوِيجِ الْيَتِيمَةِ
لِقَوْلِهِ
(1)
: {وَإِنْ
(2)
خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا}
(3)
.
وَإِذَا قَالَ لِلْوَلِيِّ: زَوِّجْنِي فُلَانَةَ فَمَكَثَ سَاعَةً، أَوْ قَالَ: مَا مَعَكَ؟ فَقَالَ: مَعِي كَذَا وَكَذَا، أَوْ لَبِثَا ثُمَّ قَالَ: زَوَّجْتُكَهَا، فَهُوَ جَائِزٌ.
فِيهِ سَهْلٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5130] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ لَهَا: يَا أُمَّتَاهْ {وَإِنْ
(2)
خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} إِلَى
(4)
(3)
، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذِهِ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِهَا وَمَالِهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ
(5)
صَدَاقِهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ، قَالَتْ
• [5129][التحفة: خ د س ق 15824]
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَإنْ".
(3)
[النساء: 3].
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "قوله".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فِي".
عَائِشَةُ: اسْتَفْتَى
(1)
النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعْدَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إِلَى
(2)
{وَتَرْغَبُونَ}
(3)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل لَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، أَنَّ الْيَتِيمَةَ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ مَالٍ وَجَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا وَنَسَبِهَا وَالصَّدَاقِ، وَإِذَا كَانَتْ مَرْغُوبًا عَنْهَا فِي قِلَّةِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ تَرَكُوهَا، وَأَخَذُوا غَيْرَهَا مِنَ النِّسَاءِ، قَالَتْ: فَكَمَا يَتْرُكُونَهَا حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا، فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوهَا إِذَا رَغِبُوا فِيهَا، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهَا وَيُعْطُوهَا حَقَّهَا الْأوفَى مِنَ الصَّدَاقِ.
45 - بَابٌ
(4)
إِذَا قَالَ الْخَاطِبُ لِلْوَلِيِّ
(5)
: زَوِّجْنِي فُلَانَةَ فَقَالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَ بِكَذا وَكَذَا جَازَ النِّكَاحُ وَإِنْ لَمْ يَقُلْ لِلزَّوْجِ: أَرَضِيتَ أَوْ قَبِلْتَ
• [5131] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ
(6)
، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، فَقَالَ: "مَا لِي الْيَوْمَ فِي النِّسَاءِ
(7)
مِنْ حَاجَةٍ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا، قَالَ: "مَا عِنْدَكَ؟ " قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: "أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا
(8)
مِنْ حَدِيدٍ"،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَاسْتَفْتَى".
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "قَوْلِهِ".
(3)
[النساء: 127]. بعده لأبي ذر وعليه صح: "أن تَنْكِحُوهنَّ".
* [5130][التحفة: خ 16557]
(4)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(5)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "سَهْل بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه".
(7)
قوله: "في النساء"، لأبي ذر عن الكشميهني:"بالنَّساءِ".
(8)
قوله: "قال: أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا .. " إلى قوله: "مَا عِنْدِي شيء" هذه العبارة مخرَّجة بهامش بعض النسخ المعتمدة بيدنا، وفي أولها وآخرها علامة أبي ذر مصححا عليها، وثابتة في صلب نسخ أخرى، وعليها شرح القسطلاني.
قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ:"فَمَا عِنْدَكَ مِنَ الْقُرآنِ؟ " قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "فَقَدْ
(1)
مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
46 - بَابٌ لَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَدَعَ
• [5132] حدثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا
(2)
ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَخْطُبَ
(3)
الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ.
• [5133] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَأْثُرُ
(4)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا".
• [5134] "وَلَا يَخْطُبُ
(5)
الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ".
(1)
قوله: "قال: فقد" لأبي ذر وعليه صح: "فَقَالَ: قَدْ".
* [5131][التحفة: خ م 4670]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنِ".
(3)
"ولا يَخْطُبَ" هكذا في النسخ، وقال في "الفتح": بالجزم على النهي، ويجوز الرفع على أنه نفي، والنصب عطفا على "يبيع" على أن "لا" في قوله:"ولا يخطب" زائدة. اهـ. ملخصا.
* [5132][التحفة: خ س 7778]
(4)
يأثر: يروي ويحكي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).
* [5133][التحفة: خ 13636]
(5)
لم يضبط الباء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالرفع.
* [5134][التحفة: خ 13636]
47 - بَابُ تَفْسِيرِ تَرْكِ الْخِطْبَةِ
• [5135] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ، قَالَ عُمَرُ: لَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.
تَابَعَهُ يُونُسُ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
48 - بَابُ الْخُطْبَةِ
• [5136] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا"
(1)
.
49 - بَابُ ضَرْبِ الدُّفِّ فِي النِّكَاحِ وَالْوَلِيمَةِ
• [5137] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا
(2)
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ،
* [5135][التحفة: خ س 10523]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَسِحْرًا".
* [5136][التحفة: خ د ت 6727]
(2)
في نسخة: "عَنْ".
قَالَ: قَالَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ
(1)
حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، وَيَنْدُبْنَ
(2)
مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، إِذْ
(3)
قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ
(4)
، فَقَالَ:"دَعِي هَذِهِ، وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ".
50 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(5)
: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}
(6)
وَكَثْرَةِ الْمَهْرِ، وَأَدْنَى مَا يَجُوزُ مِنَ الصَّدَاقِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى
(7)
: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا}
(8)
.
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ}
(9)
.
وَقَالَ سَهْلٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ".
• [5138] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ،
(1)
للحموي، والكشميهني:"يَدْخُلُ".
(2)
يندبن: الندب: أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه وأفعاله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندب).
(3)
رقم عليه للكشميهني.
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وهي بسكون الدال في اليونينية وفرعها، وبالخفض منونا في غيرهما. اهـ. قسطلاني.
* [5137][التحفة: خ د ت س ق 15832]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل"، وعليه صح.
(6)
[النساء: 4].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".
(8)
[النساء: 20].
(9)
[البقرة: 236]. بعده لأبي ذر وعليه صح: {فَرِيضَةً} .
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ، فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَشَاشَةَ
(1)
الْعُرْسِ
(2)
فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ.
• [5139] وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.
51 - بَابُ التَّزْوِيجِ عَلَى الْقُرْآنِ وَبِغَيْرِ صَدَاقٍ
• [5140] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْقَوْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ
(3)
فِيهَا رَأْيَكَ، فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نفسَهَا لَكَ فَرَ
(3)
فِيهَا رَأْيَكَ، فَلَمْ يُجِبْهَا
(4)
شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتِ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ
(3)
فِيهَا رَأْيَكَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْكِحْنِيهَا، قَالَ:"هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ:"اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، فَذَهَبَ فَطَلَبَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ
(5)
:
(1)
للكشميهني: "شَيْئًا شَبِيهَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"الْعَرُوسِ".
* [5138][التحفة: خ م 1024]
* [5139][التحفة: خ م 1265]
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "فلم يجبها" إلى قوله: "فيها رأيك" رقم عليه للمستملي، والكشميهني.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
"هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا، قَالَ:"اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
52 - بَابُ الْمَهْرِ بِالْعُرُوضِ وَخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ
• [5141] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ:"تَزَوَّجْ وَلَوْ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ".
53 - بَابُ الشُّرُوطِ فِي النِّكَاحِ
وَقَالَ عُمَرُ: مَقَاطِعُ الْحُقُوقِ عِنْدَ الشُّرُوطِ.
وَقَالَ الْمِسْوَرُ
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَنَ، قَالَ: "حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي
(2)
، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي
(3)
".
• [5142] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ
(4)
بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ
(5)
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ".
* [5140][التحفة: خ م س 4689]
* [5141][التحفة: خ ق 4684]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الْمَسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَصَدَقَنِي".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَوَفانِي".
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ".
* [5142][التحفة: ع 9953]
54 - بَابُ الشُّرُوطِ الَّتِي لَا تَحِلُّ فِي النِّكَاحِ
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا تَشْتَرِطِ الْمَرْأَةُ
(1)
طَلَاقَ أُخْتِهَا.
• [5143] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَكَرِيَّاءَ، هُوَ: ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تَسْأَلُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا
(2)
، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا".
55 - بَابُ الصُّفْرَةِ لِلْمُتَزَوِّجِ
وَ
(3)
رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5144] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ:"كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا؟ " قَالَ: زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
(1)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(2)
صحفتها: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها صحاف. وهذا مثل يريد به الاستئثار عليها بحظها، فتكون كمن استفرغ صحفة غيره وقلب ما في إنائه إلى إناء نفسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صحف).
* [5143][التحفة: خ 14955]
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5144][التحفة: خ س 736]
56 - بَابٌ
(1)
• [5145] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ، فَأَوْسَعَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا
(2)
، فَخَرَجَ كَمَا
(3)
يَصْنعُ إِذَا تَزَوَّجَ، فَأَتَى حُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُو وَيَدْعُونَ
(4)
، ثُمَّ انْصَرَفَ فَرَأَى رَجُلَيْنِ فَرَجَعَ، لَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ بِخُرُوجِهِمَا.
57 - بَابٌ كَيْفَ يُدْعَى لِلْمُتَزَوِّجِ
• [5146] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ: ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قَالَ:"مَا هَذَا؟ " قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ:"بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
58 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلنِّسَاءِ
(5)
اللَّاتِي يَهْدِينَ
(6)
الْعَرُوسَ وَلِلْعَرُوسِ
• [5147] حدثنا فَرْوَةُ
(7)
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
عليه صح، ورقم عليه بعلامة السقوط.
(2)
على حاشية البقاعي: "خبزًا ولحمًا" ونسبه لنسخة.
(3)
عليه صح.
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "له".
• [5145][التحفة: خ 801]
• [5146][التحفة: خ م ت س ق 288]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لِلنِّسْوَةِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "يُهْدِينَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "فَرْوَةُ بنُ أَبِي المَغْرَاءِ".
عَائِشَةَ رضي الله عنها: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَتْنِي أُمِّي، فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ.
59 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الْبِنَاءَ قَبْلَ الْغَزْوِ
• [5148] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ
(1)
، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي
(2)
رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ
(3)
امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمْ يَبْنِ بِهَا".
60 - بَابُ مَنْ بَنَى بِامْرأَةٍ وَهِي بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ
• [5149] حدثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَهِيَ ابْنَةُ
(4)
سِتٍّ
(5)
، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ ابْنَةُ
(4)
تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.
* [5147][التحفة: خ 17113]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عَبْدُ اللَّه بنُ الْمُبَارَكِ".
(2)
جزم "لا يَتْبَعْنِي" من الفرع.
(3)
بضع: يطلق على النكاح، أي: ملك عقدة نكاحها، وهو أيضًا يقع على الجماع وعلى الفرج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).
* [5148][التحفة: خ م 14677]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتُ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سِتِّ سِنِينَ".
* [5149][التحفة: خ 16910]
61 - بَابُ الْبِنَاءِ فِي السَّفَرِ
• [5150] حدثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(2)
، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينةِ ثَلَاثًا، يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى
(3)
وَليمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ فَأُلْقِيَ فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّى
(4)
لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.
62 - بَابُ الْبِنَاءِ بِالنَّهَارِ بِغَيْرِ مَرْكَبٍ وَلَا نِيرَانٍ
• [5151] حدثني
(5)
فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَتْنِي أُمِّي، فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَلَمْ يَرُعْنِي
(6)
إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "هو ابنُ سَلَامٍ".
(3)
لأبي ذر عن المستملي: "عَلى".
(4)
كذا في اليونينية "وطَّى" بالياء.
* [5150][التحفة: خ س 577]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(6)
يرعني: الروع: الفزع والمفاجأة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).
* [5151][التحفة: خ 17113]
63 - بَابُ الْأَنْمَاطِ وَنَحْوِهَا لِلنِّسَاءِ
• [5152] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْن عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلِ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا
(1)
؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ؟ قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ".
64 - بَابُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي
(2)
يَهْدِينَ
(3)
الْمَرْأَةَ إِلَى زَوْجِهَا
(4)
• [5153] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِق، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ".
65 - بَابُ الْهَدِيَّةِ لِلْعَرُوسِ
• [5154] وَقال إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، واسْمُهُ: الْجَعْدُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ بِنَا فِي مَسجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا بِزَيْنَبَ فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي؛
(1)
أنماطا: نوع من البُسُط، الواحد: نمط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمط).
* [5152][التحفة: خ م د س 3029]
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الَّتِي".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "يُهْدِينَ".
(4)
بعده لأبيِ ذر وعليه صح: "وَدُعَائِهِنَّ بَالْبَرَكَةِ".
* [5153][التحفة: خ 16763]
(5)
قوله: "لرسول اللَّه" عند أبي ذر عن الكشميهني: "إِلَى رَسُولِ اللَّهِ".
فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً
(1)
فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي:"ضَعْهَا"، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ:"ادْعُ لِي رِجَالًا - سَمَّاهُمْ - وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ"، قَالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ
(2)
بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ، وَتَكَلَّمَ بِهَا
(3)
مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَقُولُ لَهُمُ:"اذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ"، قَالَ: حَتَّى تَصَدَّعُوا
(4)
كُلُّهُمْ عَنْهَا، فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ وَبَقِيَ نَفَر يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ
(5)
ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الْحُجُرَاتِ، وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِه
(6)
فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا، فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَإِنِّي لَفِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
(7)
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ
(8)
وَلَكِنْ إِذَا
(1)
حيسة: الحيس: الطعام المتخَذ من التَّمْر والأَقِط والسَّمْن، وقد يُجعل عِوَضَ الأَقِط الدقيق، أو الفَتِيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).
(2)
غاص: غص الموضع بالناس: إذا امتلأ بهم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 137).
(3)
عليه صح. وقوله: "وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ" لأبي ذر وعليه صح: "وَتَكَلَّمَ مَا شَاءَ".
(4)
تصدعوا: تفرقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صدع).
(5)
أغتم: أصابني الغم لتأذي النبي صلى الله عليه وسلم بالذين قعدوا يتحدثون في بيته واستحيائه منهم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 136).
(6)
"إِثْره" كذا هو غير مضبوط في اليونينية، وضبط في بعض النسخ المعتمدة بيدنا بكسر الهمزة، وسكون المثلثة. اهـ مصححه.
(7)
كذا بالضبطين، فقرأ بضم الباء أبو جعفر، وأبو عمرو ويعقوب، وورش، وحفص، وقرأ الباقون بكسر الباء. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 226).
(8)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "إِلَى قولِهِ: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} ".
ناظرين إناه: منتظرين نضجه وبلوغه، وقيل: وقته. (انظر: غريب القرآن) لقاسم الحنفي (ص 135).
دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}
(1)
.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: قَالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ خَدَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ.
66 - بَابُ اسْتِعَارَةِ الثِّيَابِ لِلْعَرُوسِ وَغَيْرِهَا
• [5155] حدثني
(2)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً
(3)
فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْر قَطُّ إِلَّا جَعَلَ
(4)
لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجُعِلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةٌ
(5)
.
(1)
[الأحزاب: 53].
* [5154][التحفة: خت م ت س 513]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(3)
قلادة: ما يعلق في العنق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 184).
(4)
للكشميهني وعليه صح: "جَعَلَ اللَّهُ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً". هكذا في النسخ المعتمدة بأيدينا، والذي في القسطلاني أن رواية أبي ذر:"جُعِلَ" بالبناء للمفعول، "وبركة" بالرفع.
* [5155][التحفة: خ م ق 16802]
67 - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ
• [5156] حدثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا لَوْ أَنَّ أحَدَهُمْ
(1)
يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي
(2)
ذَلِكَ أَوْ قُضِي وَلَدٌ - لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا".
68 - بَابٌ الْوَلِيمَةُ حَقٌّ
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
• [5157] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ
(3)
أُمَّهَاتِي يُوَاظِبْنَنِي
(4)
عَلَى خِدْمَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ
(5)
(1)
قوله: "لو أَنَّ أَحَدَهُمْ" هذه رواية الكشميهني، ولغيره:"لَوْ أَحَدُهُمْ".
(2)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
* [5156][التحفة: ع 6349]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَكُنَّ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يُوَاطِئْنَنِي"، أي: يُوَافِقْنَنِي.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
جَحْشٍ، أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا؛ فَدَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا، وَبَقِيَ رَهْطٌ مِنْهُمْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَطَالُوا الْمُكْثَ؛ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ؛ لِكَيْ يَخْرُجُوا، فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَشَيْتُ حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَن أَنَّهُمْ خَرَجُوا؛ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَقُومُوا؛ فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا؛ فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ، وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ.
69 - بَابُ الْوَلِيمَةِ وَلَوْ بِشَاةٍ
• [5158] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ: "كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟ " قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.
وَعَنْ حُمَيْدٍ، سَمِعْتُ
(1)
أَنَسًا: قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ نَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الْأَنْصَارِ، فَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؛ فَقَالَ: أُقَاسِمُكَ مَالِي، وَأَنزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَى امْرَأَتَيَّ، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، فَخَرَجَ إِلَى السُّوقِ؛ فَبَاعَ وَاشْتَرَى، فَأَصَابَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ؛ فَتَزَوَّجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوْلمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
* [5157][التحفة: خ 1519]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَمِعَ".
* [5158][التحفة: خ 678]
• [5159] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ؛ أَوْلَمَ بِشَاةٍ.
• [5160] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ
(1)
، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِحَيْسٍ.
• [5161] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ بَيَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: بَنَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بامْرَأَةٍ، فَأَرْسَلَنِي؛ فَدَعَوْتُ رِجَالًا إِلَى الطَّعَامِ.
70 - بَابُ مَنْ أَوْلَمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَعْضٍ
• [5162] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: ذُكِرَ تَزْوِيجُ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(2)
جَحْشٍ عِنْدَ أَنَسٍ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوْلَمَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا؛ أَوْلَمَ بِشَاةٍ.
* * *
* [5159][التحفة: خ م د س ق 287]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ".
* [5160][التحفة: خ م س 912]
* [5161][التحفة: خ ت س 257]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
* [5162][التحفة: خ م د س ق 287]
71 - بَابُ مَنْ أَوْلَمَ بِأَقَلَّ مِنْ شَاةٍ
• [5163] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: "أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ
(1)
مِنْ شَعِيرٍ".
72 - بَابُ حَقِّ إِجَابَةِ الْوَلِيمَةِ وَالدَّعْوَةِ وَمَنْ أَوْلَمَ سَبعَةَ أَيَّامٍ وَنَحْوَهُ
وَلَمْ يُوَقِّتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَلَا يَوْمَيْنِ.
• [5164] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا".
• [5165] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُكُّوا الْعَانِيَ
(2)
، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ
(3)
".
(1)
بمدين: مثنى مُدٍّ، والمد: هو كيل مقدار ملء اليدين المتوسطين من غير قبضهما، حوالي: 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين)(ص 36).
* [5163][التحفة: خ س 15907]
* [5164][التحفة: خ م د س 8339]
(2)
العاني: الأسير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنا).
(3)
لأبي ذر عن الحموي: "الْمَرْضَى".
* [5165][التحفة: خ د س 9001]
• [5166] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنهما: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ؛ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ
(1)
، وَتَشْمِيتِ
(2)
الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ
(3)
، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي. وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ
(4)
وَالْقَسِّيَّةِ
(5)
وَالْإِسْتَبْرَقِ
(6)
وَالدِّيبَاجِ
(7)
.
تَابَعَهُ: أَبُو عَوَانَةَ وَالشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، فِي إِفْشَاءِ السَّلَامِ.
• [5167] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
(8)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَعَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُرْسِهِ،
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "الْجَنَائِزِ".
(2)
تشميت: الدعاء له عند العطاس بالرحمة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 432).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الْمُقْسِمِ".
(4)
المياثر: جمع المِيثرة، وهي وطاء محشو، يترك على رحل البعير تحت الراكب، وهي من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ميثر، وثر).
(5)
القسية: ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تِنِّيس يقال لها القَسُّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسس).
(6)
الإستبرق: ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برق).
(7)
الديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
* [5166][التحفة: خ م ت س ق 1916]
(8)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "عن أبيه".
وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ يَوْمَئِذٍ خَادِمَهُمْ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، قَالَ سَهْلٌ: تَدْرُونَ مَا سَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أكلَ سَقَتْهُ إِيَّاهُ.
73 - بَابُ مَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ
• [5168] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.
74 - بَابُ مَنْ أَجَابَ إِلَى كُرَاعٍ
• [5169] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ
(1)
لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ
(2)
لَقَبِلْتُ".
75 - بَابُ إِجَابَةِ الدَّاعِي فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِهَا
(3)
• [5170] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
* [5167][التحفة: خ م ق 4709]
* [5168][التحفة: خ م د س ق 13955]
(1)
كراع: مَا دُونَ الرُّكْبة مِنَ السَّاقِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "كُرَاعٌ".
* [5169][التحفة: خ س 13405]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وغيرهِ".
عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذا دُعِيتُمْ لَهَا". قَالَ: كَانَ
(1)
عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِ الْعُرْسِ وَهُوَ صَائِمٌ".
76 - بَابُ ذَهَابِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِلَى الْعُرْسِ
• [5171] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءً وَصِبْيَانًا مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ، فَقَامَ مُمْتَنًّا
(2)
فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ".
77 - بَابٌ هَلْ يَرجِعُ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا فِي الدَّعْوَةِ
وَرَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ
(3)
صُورَةً فِي الْبَيْتِ؛ فَرَجَعَ.
وَدَعَا ابْنُ عُمَرَ أَبَا أَيُّوبَ، فَرَأَى فِي الْبَيْتِ سِتْرًا عَلَى الْجِدَارِ؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: غَلَبَنَا عَلَيْهِ النِّسَاءُ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ، فَلَمْ أَكُنْ أَخْشَى عَلَيْكَ، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُ لَكُمْ طَعَامًا، فَرَجَعَ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وكان".
* [5170][التحفة: خ م 8466]
(2)
"مُمْتَنًّا" عليه صح. وهكذا ضبطت في الفروع المعتمدة بأيدينا، وكذا ضبطها العيني والحافظ ابن حجر، وقال: أي قام قيامًا طويلًا، مأخوذ من المنة بضم الميم، وهي القوة، أي: قام إليهم مسرعا مشتدا في ذلك فرحا بهم. ثم ذكر في هذه الكلمة روايات أخر وفسرها فارجع إليه. اهـ.
* [5171][التحفة: خ 1052]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَبُو مسعود".
• [5172] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُِمْرُِقَةً
(1)
فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ؛ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ
(2)
؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا بَالُ هَذِهِ النُِّمْرُِقَةِ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ؛ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا، وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ"، وَقَالَ: "إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ
(3)
الْمَلَائِكَةُ".
78 - بَابُ قِيَامِ الْمَرْأَةِ عَلَى الرِّجَالِ فِي الْعُرْسِ وَخِدْمَتِهِمْ بِالنَّفْسِ
• [5173] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: لَمَّا عَرَّسَ
(4)
أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ - أُمُّ أُسَيْدٍ - بَلَّتْ تَمَرَاتٍ فِي تَوْرٍ
(5)
(1)
هكذا بالضبطين في اليونينية في هذه والتي بعدها.
نمرقة: وسادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمرق).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الْكَرَاهَةَ".
(3)
عليه صح.
* [5172][التحفة: خ م 17559]
(4)
عرس: التعريس: النزول آخر الليل للنوم والاستراحة، وقد يستعمل في النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 76).
(5)
تور: إناء من نحاس أو حجارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تور).
مِنْ حِجَارَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ
(1)
لَهُ فَسَقَتْهُ، تُتْحِفُهُ
(2)
بِذَلِكَ.
79 - بَابُ النَّقِيعِ وَالشَّرَابِ الَّذِي لَا يُسْكِرُ فِي الْعُرْسِ
• [5174] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِعُرْسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، فَقَالَتْ
(3)
- أَوْ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا أَنْقَعَتْ
(4)
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.
80 - بَابُ الْمُدَارَاةِ
(3)
مَعَ النِّسَاءِ
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ".
• [5175] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ؛ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ"
(5)
.
(1)
أماثته: أنقعته في الماء ثم عصرته وصفته. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 136).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَتْحَفَتْهُ"، وله أيضًا عن الحموي والمستملي:"تُحفَةً".
* [5173][التحفة: خ م 4752]
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "فقالت - أو قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا أَنْقَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعَتْ". لأبي ذر عن الكشميهني: "فقالت: أَوَمَا تَدْرُونَ ما أنْقَعْتُ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعْتُ".
* [5174][التحفة: خ م س 4779]
(5)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "عَوَجٌ".
* [5175][التحفة: خ 13841]
81 - بَابُ الْوَصَاةِ بِالنِّسَاءِ
• [5176] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ
(1)
الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ".
• [5177] وَ"اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاستوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".
• [5178] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَتَّقِي الْكَلَامَ وَالانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَيْبَةَ أَنْ يَُنْزَِلَ
(2)
فِينَا شَيْءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا.
82 - بَابٌ {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
(3)
• [5179] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ
(4)
رَاعٍ، وَهُوَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الْحُسَيْنُ".
* [5176][التحفة: خ م س 13434]
* [5177][التحفة: خ م س 13434]
(2)
كذا بالضبطين، وعليه صح.
* [5178][التحفة: خ ق 7156]
(3)
[التحريم: 6].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وَالْإِمَامُ".
مَسْئُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ ".
83 - بَابُ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ الْأَهْلِ
• [5180] حدثنا
(1)
سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَلَّا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا؛ قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٌٍّ
(2)
عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ
(3)
.
قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ؛ إِنِّي أَخَافُ أَلَّا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ
(4)
وَبُجَرَهُ
(5)
.
* [5179][التحفة: خ م 7528]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(2)
كذا بالضبطين في اليونينية.
غث: مهزول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غثث).
(3)
فينتقل: ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقل).
(4)
عجره: جمع عُجْرة، وهي الشيء يجتمع في الجسد كالعقدة. وقيل: هي خَرَز الظهر، أرادت ظاهرَ أمرِه وباطنَه، وما يُظهره وما يُخفيه. وقيل: أرادت عيوبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عجر).
(5)
بجره: البُجَر: العروق المتعقدة في البطن، أرادت أموره كلها باديها وخافيها. وقيل: أسراره. وقيل: عيوبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بجر).
قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ
(1)
، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ.
قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ
(2)
، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ
(3)
.
قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ
(4)
، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ
(5)
، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ.
قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ
(6)
، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ
(7)
، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ
(8)
، وَلَا يُولِجُ
(9)
الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ
(10)
.
قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ
(11)
- أَوْ عَيَايَاءُ
(12)
- طَبَاقَاءُ
(13)
، كُلُّ دَاءٍ لَهُ
(1)
العشنق: الطويل. وقيل: السيئ الخُلق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عشنق).
(2)
قر: برد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرر).
(3)
سآمة: ملل وضجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سأم).
(4)
فهد: نام وغفل عن معايب البيت التي يلزمني إصلاحها. والفهد يوصف بكثرة النوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فهد).
(5)
أسد: صار كالأسد في الشجاعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أسد).
(6)
لف: خلط من كل شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفف).
(7)
اشتف: شرب جميع ما في الإناء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفف).
(8)
التف: تلفف في ثوب، ونام ناحية عني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لفف).
(9)
يولج: الولوج: الدخول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولج).
(10)
البث: البث في الأصل: أشدُّ الحزنِ والمرضُ الشديدُ، والمعنى: أنه كان بجسدها عيب أو داء، فكان لا يُدْخِلُ يده في ثوبها فيمسه، لعلمه أن ذلك يؤذيها، تَصِفُه باللطف. وقيل: هو ذم له، أي لا يتفقد أمورها ومصالحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بثث).
(11)
غياياء: كأنه في غَيَاية أبدا وظلمة، لا يهتدى إلى مسلك ينفذ فيه. والغَيَاية: السحابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غيا).
(12)
عياياء: تُعْييه مباضعة النساء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيا).
(13)
طباقاء: المُطْبَق عليه حُمقًا. وقيل: هو الذي أموره مُطْبَقة عليه، أي: مُغَشَّاة. وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طبق).
دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ
(1)
أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنبٍ
(2)
.
قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ
(3)
، عَظِيمُ الرَّمَادِ
(4)
، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ.
قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ، قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ
(5)
، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ
(6)
أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ.
قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ فَمَا
(7)
أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ
(8)
مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ
(9)
إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي
(1)
فلك: الفَلّ: الكسر والضرب. وقيل: أراد بالفَل الخصومة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلل).
(2)
زرنب: نوع من أنواع الطيب. وقيل: هو نبت طيب الرائحة. وقيل: هو الزعفران. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زرنب).
(3)
النجاد: حَمائل السيف. تريد طول قامته، فإنها إذا طالت طال نجاده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نجد).
(4)
عظيم الرماد: كثير الأضياف والإطعام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمد).
(5)
المسارح: جمع مَسْرح، وهو الموضع الذي تسرح إليه الماشية بالغداة للرعي. أي: إن إبله على كثرتها لا تغيب عن الحي ولا تسرح إلى المراعي البعيدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرح).
(6)
المزهر: عود الغناء. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 312).
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وما".
(8)
أناس: حلاني حليا له صوت وحركة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 32).
(9)
بجحني فبجحت: فرحني ففرحت، وقيل: عظمني، فعظمت نفسي عندي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بجح).
فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ؛ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ
(1)
وَدَائِسٍ
(2)
وَمُنَقٍّ
(3)
، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ
(4)
، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ
(5)
. أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا
(6)
رَدَاحٌ
(7)
، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ. ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ
(8)
كَمَسَلِّ
(9)
شَطْبَةٍ
(10)
، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ
(11)
. بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ
(1)
أطيط: أطيط الإبل: أصواتها وحنينها. أي: أهل إبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطط).
(2)
دائس: الذي يدوس الطعام ويدقه بالفدَّان ليخرج الحب من السنبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دوس).
(3)
منق: الذي ينقي الطعام، أي: يخرجه من قشره وتبنه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقا).
(4)
فأتصبح: أنام الصُّبْحَة، وهي أول النهار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبح).
(5)
لأبي ذر وعليه صح، والقابسي:"فَأَتَقَنَّحُ".
فأتقمح: أُروى، وأرفع رأسي بعد الري. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قمح).
(6)
عكومها: الأحمال والغرائر التي تكون فيها الأمتعة وغيرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكم).
(7)
رداح: ثقيلة ممتلئة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 286).
(8)
"مَضْجِعُهُ": كسر الجيم من الفرع.
(9)
كمسل: المسل: مصدر بمعنى المسلول، أي: ما سل من قشره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلل).
(10)
شطبة: الشطبة: السعفة من سعف النخلة ما دامت رطبة. وقيل: السيف. أرادت أن موضع نومه دقيق لنحافته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطب).
(11)
الجفرة: الأنثى من أولاد المَعز، إذا بلغت أربعة أشهر، وفُصِلَت عن أمها، وأخذت في الرَّعْي.
والمراد هنا: أنها تمدحه بقلة الأكل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جفر).
جَارَتِهَا. جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا
(1)
، وَلَا تُنَقِّثُ
(2)
مِيرَتَنَا
(3)
تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا.
قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ
(4)
تُمْخَضُ
(5)
، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ؛ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا؛ فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا
(6)
، رَكِبَ شَرِيًّا
(7)
، وَأَخَذَ خَطِّيًّا
(8)
، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا
(9)
، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ، وَمِيرِي
(10)
أَهْلَكِ، قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ".
(1)
تبثيثا: نشرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بثث).
(2)
تنقث: تنقل، أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا، لا تنقله وتخرجه وتفرقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقث).
(3)
ميرتنا: طعامنا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 391).
(4)
الأوطاب: جمع وطب، وهو الزق يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجذع فما فوقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وطب).
(5)
تمخض: تحرك تحريكا سريعا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مخض).
(6)
سريا: نفيسا شريفا. وقيل: سخيًّا ذا مروءة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سري).
(7)
شريا: فرسًا يَسْتَشْري في سيره، أي: يمضي فيه بلا فتور. (انظر: إرشاد الساري)(8/ 90).
(8)
خطيا: الخطى الرمح المنسوب إلى الخطّ، وهو سيف البحر عند عُمان والبَحْرَين؛ لأنها تُحمل إليه وتُثَقَّف به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطط).
(9)
ثريا: كثيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثرا).
(10)
ميري: أطعمي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مير).
قالَ أبو عَبد الله
(1)
: قَالَ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
(2)
هِشَامٍ: وَلَا تُعَشِّشُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا.
قالَ أبو عَبد الله: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَأَتَقَمَّحُ - بِالْمِيمِ - وَهَذَا أَصَحُّ.
• [5181] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَنْظُرُ، فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ؛ فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ تَسْمَعُ اللَّهْوَ.
84 - بَابُ مَوْعِظَةِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ لِحَالِ زَوْجِهَا
• [5182] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ
(3)
قُلُوبُكُمَا}
(4)
حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، وَعَدَلَ
(1)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه: قال سعيد" إلى قوله: "وهذا أصح" هذه الجملة ساقطة من صلب بعض النسخ المعتمدة بأيدينا مخرجة بهامشها تبعا لليونينية، وثابتة في بعض النسخ المعتمدة أيضا، وعليها شرح القسطلاني، وقد ضرب في اليونينية بالحمرة على قوله في أولها:"قال أبو عبد اللَّه". اهـ.
(2)
قوله: "عن هشام" لأبي ذر وعليه صح: "قال هشام".
* [5180][التحفة: خ م تم س 16354]
* [5181][التحفة: خ 16651]
(3)
صغت: عدلت ومالت. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(1/ 472).
(4)
[التحريم: 4].
وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ
(1)
، فَتَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ، فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
(2)
؟ قَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَار لِي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَيَنْزِلُ يَوْمًا، وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ، فَصَخِبْتُ
(3)
عَلَى امْرَأَتِي؛ فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، قَالَتْ: وَلمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللَّهِ، إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؛ فَأَفْزَعَني ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهَا: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ.
ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ حَفْصَةُ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم فَتَهْلِكِي؟
(1)
بإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).
(2)
[التحريم: 4].
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَسَخِبْتُ".
فصخبت: صحتُ ورفعتُ صوتي. (انظر: شرح النووي على مسلم)(16/ 9).
لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ، وَلَا تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ
(1)
مِنْكِ، وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عَائِشَةَ.
قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا
(2)
أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ
(3)
لِغَزْوِنَا
(4)
، فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً، فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ أَجَاءَ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ
(5)
؛ طَلَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ
(6)
؛ فَقُلْتُ: خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قَدْ كُنْتُ أَظُن هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَشْرُبَةً
(7)
لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ، أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا؟! أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ! فَدَخَلَ الْغُلَامُ، فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
أوضأ: الوضاءة: الْحُسْن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضأ).
(2)
عليه صح.
(3)
تنعل الخيل: تجعل لها نعالا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 17).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِتَغْزُوَنَا".
(5)
على حاشية البقاعي: "وأطول" ونسبه لنسخة.
(6)
بعده عند أبي ذر وعليه صح: "وقال عُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ: سمع ابنَ عَبَّاسٍ عن عُمَرَ فقال: اعْتَزَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَزْوَاجَهُ"، وعلى حاشية البقاعي:"وقال ابن عمر: اعتزل أزواجه" ونسبه لأبي ذر.
(7)
كذا بالضبطين وعليه "معا".
مشربة: غرفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرب).
ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ؛ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ! فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ؛ فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ! فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ.
فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا قَالَ: إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، فَقَالَ: قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ
(1)
حَصِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئًا
(2)
عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ:"لَا". فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
ثُمَّ قُلْتُ - وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ
(3)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي، وَكُنَّا - مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ؛ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عَائِشَةَ - فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تبَسُّمَةً
(4)
أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ
(1)
رمال: ما نسج من حصير أو غيره، كأنه أراد: لم يكن تحته فراش ولا حائل دون الحصير. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 42).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مُتَّكِئٌ".
(3)
أستأنس: أستعلم وأتبصر قبل الدخول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنس).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَبْسِمَةً".
بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ
(1)
ثَلَاثَةٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ؛ فَإِنَّ فَارِسًا
(2)
وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ؛ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ:"أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ إِن أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِر لِي!
فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ قَالَ:"مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا" مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَبَدَأَ بِهَا؛ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا؟ فَقَالَ:"الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ"
(3)
. فَكَانَ
(4)
ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ
(5)
؛ فَبَدَأَ بِي - أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ - فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.
(1)
أهبة: الإهاب: الجلد، والجمع: أهبة. وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ، فأما بعده فلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهب).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَارِسَ".
(3)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "لَيْلَةً".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وكان".
(5)
"التَّخَيُّر": هي هكذا في اليونينية، وفي أصول كثيرة:"التخيير" بياءين.
* [5182][التحفة: خ م ت س 10507]
85 - بَابُ صَوْمِ الْمَرْأَةِ بِإِذْنِ زَوْجِهَا تَطَوُّعًا
• [5183] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَصُومُ
(1)
الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا
(2)
شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ".
86 - بَابٌ إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا
• [5184] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ؛ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ".
• [5185] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا؛ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ".
87 - بَابٌ لَا تَأْذَنُِ
(4)
الْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا لِأَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ
• [5186] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "تَصُومَنَّ".
(2)
بعلها: زوجها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بعل).
* [5183][التحفة: خ 14688]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
* [5184][التحفة: خ م د س 13404]
* [5185][التحفة: خ م س 12897]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "لا تَأْذَنِ".
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ يُؤَدَّى إِلَيْهِ شَطْرُهُ
(2)
".
وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ أَيْضًا، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي الصَّوْمِ.
88 - بَابٌ
• [5187] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ
(3)
مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ".
89 - بَابُ كُفْرَانِ الْعَشِيرِ
وَهُوَ الزَّوْجُ، وَهُوَ الْخَلِيطُ مِنَ الْمُعَاشَرَةِ.
فِيهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5188] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ
(1)
قوله: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" لأبي ذر وعليه صح: "عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
شطره: الشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).
* [5186][التحفة: خت س 13390 - خ س 13729]
(3)
الجد: الحظ والسعادة والغِنَى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).
* [5187][التحفة: خ م س 100]
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ سَجَدَ
(1)
، ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا - وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ - ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ
(2)
الشَّمْسُ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ
(3)
؟ فَقَالَ: "إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ - أَوْ: أُرِيتُ الْجَنَّةَ - فَتَنَاوَلْتُ مِنهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ"، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِكُفْرِهِنَّ"
(4)
، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ؛ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ".
• [5189] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ،
(1)
"الركوع الأول، ثم سجد": هكذا في جميع الأصول المعتمدة بيدنا، ووقع في المطبوع من المتن وشرح القسطلاني والعيني زيادة:"ثم رفع" قبل قوله: "ثم سجد" فليعلم. اهـ. مصححه.
(2)
تجلت: انكشفت وخرجت من الكسوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
(3)
تكعكعت: أحجمت وتأخرت إلى وراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كعع).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَكْفُرْنَ".
* [5188][التحفة: خ م د س 5977]
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أكثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".
تَابَعَهُ: أَيُّوبُ، وَسَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ.
90 - بَابٌ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ
قَالَهُ أَبُو جُحَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5190] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ"، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"فَلَا تَفْعَلْ؛ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا".
91 - بَابٌ الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا
• [5191] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا، عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
* [5189][التحفة: خ ت س 10873]
* [5190][التحفة: خ م د س 8960]
* [5191][التحفة: خ 8478]
92 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ
(1)
اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}
(2)
• [5192] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: آلَى
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، وَقَعَدَ
(4)
فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ عَلَى شَهْرٍ
(5)
قَالَ: "إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ".
93 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ فِي غَيْرِ بُيُوتِهِنَّ
وَيُذْكَرُ
(6)
، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَفْعُهُ: "غَيْرَ أَنْ لَا تُهْجَرَ
(7)
إِلَّا فِي الْبَيْتِ"، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.
• [5193] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّ
(1)
قوله: {بِمَا فَضَّلَ} إلى آخره"، عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
[النساء: 34].
(3)
آلى: حلف لا يدخل عليهن شهرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألى).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقَعَدَ".
(5)
قوله: "على شهر" لأبي ذر عن الحموي: "شَهْرًا".
* [5192][التحفة: خ 679]
(6)
قوله: "ويذكر" إلى آخره، رقم عليه للمستملي، والكشميهني.
(7)
قوله: "غير أن لا تهجر" رقم عليه للكشميهني. وعند أبي ذر عن المستملي: "ولا تُهْجَرُ".
عِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أُمَّ سلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَفَ، لَا يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ
(1)
شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا عَلَيْهِنَّ أَوْ رَاحَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، حَلَفْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا، قَالَ:"إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا".
• [5194] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ أَبِي الضُّحَى فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحْنَا يَوْمًا وَنِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِينَ، عِنْدَ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَهْلُهَا، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ مَلْآنُ مِنَ النَّاسِ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَصَعِدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ لَهُ، فَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ؛ فَنَادَاهُ فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَقَالَ: "لَا، وَلَكِنْ آليْتُ مِنْهُنَّ شَهْرًا". فَمَكَثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ.
94 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ
وَقَوْلِهِ: {وَاضْرِبُوهُنَّ}
(2)
ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ
(3)
.
• [5195] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "نِسَائِه".
* [5193][التحفة: خ م س ق 18201]
* [5194][التحفة: خ س 6455]
(2)
[النساء: 34].
(3)
عند أبي ذر وعليه صح: "وَقَوْلِ اللَّهِ: {وَاضْرِبُوهُنَّ}، أي: ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ".
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَجْلِدُْ
(1)
أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي
(2)
آخِرِ الْيَوْمِ".
95 - بَابٌ لَا تُطِيعُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي مَعْصِيَةٍ
• [5196] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ، هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا، فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا، فَقَالَ:"لَا؛ إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلَاتُ"
(3)
.
96 - بَابٌ {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}
(4)
• [5197] حدثنا ابْنُ سَلَامٍ
(5)
، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا
(6)
أَوْ إِعْرَاضًا}
(4)
، قَالَتْ: هِيَ
(1)
كذا هو بالضبطين في اليونينية.
(2)
على حاشية البقاعي: "من" ونسبه لنسخة.
* [5195][التحفة: خ م ت س 5294]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الْمَوْصُولَاتُ".
الموصلات: جمع موصلة، وهي التي تصل شعرها بشعر غيرها. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 288).
* [5196][التحفة: خ م س 17849]
(4)
[النساء: 128].
(5)
قوله: "حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ" لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ".
(6)
نشوزا: نَشَز الزوج على زوجته إذا جَفاها وأضَرَّ بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشز).
الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ، لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، تَقُولُ
(1)
لَهُ: أَمْسِكْنِي وَلَا تُطَلِّقْنِي، ثُمَّ تَزَوَّجْ غَيْرِي، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَا جُنَاحَ
(2)
عَلَيْهِمَا أَنْ (يَصَّالَحَا) بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}
(3)
.
97 - بَابُ الْعَزْلِ
(4)
• [5198] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَن عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم.
• [5199] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَخبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَعزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ.
• [5200] وَعَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ
(6)
عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَتَقُولُ".
(2)
جناح: إثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنح).
(3)
[النساء: 128].
* [5197][التحفة: خ س 17201]
(4)
العَزْل: عزل الماء عن النساء حذر الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "رسول اللَّه".
* [5198][التحفة: خ 2460]
* [5199][التحفة: خ م ت س ق 2468]
(6)
قوله: "كنا نعزلُ". لأبي ذر عن الكشميهني: "كَانَ يُعْزَلُ".
* [5200][التحفة: خ م ت س ق 2468]
• [5201] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَصَبْنَا سَبْيًا فَكُنَّا نَعْزِلُ، فَسَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَوَإِنَّكُمْ
(1)
لَتَفْعَلُونَ - قَالَهَا ثَلَاثًا - مَا مِنْ نَسَمَةٍ
(2)
كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ".
98 - بَابُ الْقُرْعَةِ بَيْنَ النِّسَاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا
• [5202] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ الْقُرعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ، تَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ، فَقَالَتْ: بَلَى؛ فَرَكِبَتْ فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ، وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الْإِذْخِر
(3)
وَتَقُولُ: يَا رَبِّ
(4)
سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّة تَلْدَغُنِي
(5)
وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا.
(1)
رقم على أوله لأبي ذر عن الحموي.
(2)
نسمة: النسمة؛ النَّفْس والرُّوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).
* [5201][التحفة: خ م د س 4111]
(3)
الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذخر).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "رَبِّ".
(5)
عليه صح.
* [5202][التحفة: خ م س 17462]
99 - بَابُ الْمَرْأَةِ تَهَبُ يَوْمَهَا مِنْ زَوْجِهَا لِضَرَّتِهَا وَكَيْفَ يَُقْسَِمُ
(1)
ذَلِكَ
(2)
• [5203] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ بِيَوْمِهَا وَيَوْمِ سَوْدَةَ.
100 - بَابُ الْعَدْلِ بَيْنَ النِّسَاءِ: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ} إِلَى
(3)
قَوْلِهِ: {وَاسِعًا حَكِيمًا}
(4)
101 - بَابٌ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ
• [5204] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ قَالَ: السُّنَّةُ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا.
(1)
هو هكذا بالضبطين في اليونينية.
(2)
قوله: "وكيفَ يقسمُ ذلكَ" ليس عند أبي ذر، والمستملي، والكشميهني.
* [5203][التحفة: خ م 16897]
(3)
من هنا إلى قوله: "على الثيب" ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(4)
[النساء: 129، 130].
* [5204][التحفة: خ م د ت ق 944]
102 - بَابٌ إِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ
• [5205] حدثنا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَخَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا وَقَسَمَ، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَسَمَ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ: إِنَّ أَنَسًا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، قَالَ خَالِدٌ: وَلَوْ شِئْتُ قُلْتُ: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
103 - بَابُ مَنْ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ
• [5206] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
104 - بَابُ دُخُولِ الرَّجُلِ عَلَى نِسَائِهِ فِي الْيَوْمِ
• [5207] حدثنا
(1)
فَرْوَةُ، حَدَّثَنَا
(1)
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَاحْتَبَسَ أَكْثَرَ مَا
(2)
كَانَ يَحْتَبِسُ.
* [5205][التحفة: خ م د ت ق 944]
* [5206][التحفة: خ س 1186]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أَكْثَرَ مِمَّا".
* [5207][التحفة: خ م 17104]
105 - بَابٌ إِذَا استأْذَنَ الرَّجُلُ نِسَاءَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ بَعْضِهِنَّ فَأَذِنَّ لَهُ
• [5208] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ " يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي
(2)
، وَخَالَطَ رِيقُهُ
(3)
رِيقِي.
106 - بَابُ حُبِّ الرَّجُلِ بَعْضَ نِسَائِهِ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ
• [5209] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةِ
(4)
، لَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا، يُرِيدُ عَائِشَةَ، فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَتَبَسَّمَ.
(1)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبي".
(2)
سحري: السَّحْر: الرَّئَةُ، أي إنه صلى الله عليه وسلم مات وهو مُستَنِد إلى صدرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحر).
(3)
عليه صح.
* [5208][التحفة: خ 16946]
(4)
"يا بُنَيَّةِ": بكسر التاء في الفرع وأصله. أفاده القسطلاني.
* [5209][التحفة: خ م 10512]
107 - بَابُ الْمُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يَنَلْ وَمَا يُنْهَى مِنِ افْتِخَارِ الضَّرَّةِ
• [5210] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
: "الْمُتَشَبِّعُ
(3)
بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ".
108 - بَابُ الْغَيْرَةِ
وَقَالَ وَرَّادٌ: عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ
(4)
؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي".
• [5211] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ".
(1)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وحدّثني".
(2)
قوله: "رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
المتشبع: المتكثر بأكثر مما عنده تجملا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شبع).
* [5210][التحفة: خ م د س 15745]
(4)
كذا هو بالضبطين في اليونينية، قال القاضي عياض: فمن فتح جعله وصفا للسيف وحالا منه، ومن كسر جعله وصفا للضارب وحالا منه. اهـ. أفاده القسطلاني.
* [5211][التحفة: خ م س 9256]
• [5212] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ
(1)
مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ يَزْنِي
(2)
، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا".
• [5213] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا شَيْءَ أغْيَرُ
(4)
مِنَ اللهِ".
• [5214] وَعَنْ يَحْيَى، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ
(5)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَغيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ".
(1)
عليه صح.
(2)
رسمه بالمثناة التحتية والفوقية، وكذا هو بالتحتية والفوقية في اليونينية.
* [5212][التحفة: خ م س 17148]
(3)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبي".
(4)
كذا بالضبطين، وعليه "معا".
* [5213][التحفة: خ م 15726]
(5)
قوله: "أن أبا هريرة حدثه، أنه سمع" ليس عند أبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "أنه سَمِعَ أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
* [5214][التحفة: خ 15431]
• [5215] حدثنا
(1)
مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَِ نَاضِحٍ
(2)
وَغَيْرَِ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَسْتَقِي
(3)
الْمَاءَ، وَأَخْرِزُ
(4)
غَرْبَهُ
(5)
، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ
(6)
، فَجِئْتُ يَوْمًا - وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي - فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَدَعَانِي، ثُمَّ قَالَ:"إِخْ إِخْ" لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى - وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ
(7)
مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ:
(1)
عليه صح. ولأبي ذر، وعليه صح:"حدَّثني".
(2)
ناضح: ما يستقى عليه من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضح).
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي. وللكشميهني: "وَأَسْقِي".
(4)
أخرز: أخيط. (انظر: لسان العرب، مادة: خرز).
(5)
غربه: الغرب: الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).
(6)
فرسخ: الفرسخ: مقياس قديم من مقاييس الطول يقدر بثلاثة أميال، والميل: 1609 من الأمتار. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: فرسخ).
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَيْكِ".
حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ يَكْفِينِي
(1)
سِيَاسَةَ الْفَرَسِ
(2)
؛ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
• [5216] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ
(3)
فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ؛ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ؛ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ، ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ
(4)
بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ
(5)
الَّتِي كَُسَِرَتْ
(6)
.
• [5217] حدثنا
(7)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَخَلْتُ
(1)
رسمه بالمثناة التحتية والفوقية، وعليه صح.
(2)
سياسة الفرس: القيام عليه والنظر فيما يحتاج إليه من خدمته وسقيه وعلفه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 231).
* [5215][التحفة: د س 5224]
(3)
بصحفة: هي إناءٌ كالقَصْعَة المبسوطة ونحوها، والجمع: صِحاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صحف).
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "البيت".
(6)
كذا بالضبطين، وعليه "معا".
* [5216][التحفة: خ 569]
(7)
لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".
(8)
قوله: "بن عبد اللَّه" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
الْجَنَّةَ - أَوْ: أَتَيْتُ الْجَنَّةَ - فَأَبْصَرْتُ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَلَمْ يَمْنَعْنِي إِلَّا عِلْمِي بِغَيْرَتِكَ". قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(1)
، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ.
• [5218] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا
(2)
أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ
(3)
: هَذَا لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غيْرَتَهُ
(4)
فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا"، فَبَكَى عُمَرُ - وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ - ثُمَّ قَالَ: أَوَ
(5)
عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُ؟!
109 - بَابُ غيْرَةِ النِّسَاءِ وَوَجْدِهِنَّ
• [5219] حدثنا
(6)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:
(1)
قوله: "بن الخطاب: يا رسول اللَّه" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5217][التحفة: خ س 3065]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بَيْنَا".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قالُوا".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "غَيْرَتَكَ".
(5)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5218][التحفة: خ م 13336]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
"أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى
(1)
قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"، قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ.
• [5220] حدثني
(2)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ؛ لِكَثْرَةِ
(3)
ذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا وَثَنَائِهِ عَلَيْهَا، وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَهَا
(4)
بِبَيْتٍ لَهَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ
(5)
.
110 - بَابُ ذَبِّ الرَّجُلِ عَنِ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالْإِنْصَافِ
• [5221] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا
(6)
فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ، ثُمَّ لَا آذَنُ، ثُمَّ
(1)
قوله: "كُنْتِ غَضْبَى" لأبي ذر عن الكشميهني: "كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى".
* [5219][التحفة: خ م 16803]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِكَثْرَةِ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَشَّرْهَا".
(5)
قصب: القَصَب: لؤلؤ مجوَّف واسع كالقصر المنيف. والقَصَب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصب).
* [5220][التحفة: خ 17253]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اسْتَأْذَنُونِي".
لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ؛ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ
(1)
مِنِّي يُرِيبُنِي
(2)
مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا". هَكَذَا قَالَ
(3)
.
111 - بَابٌ يَقِلُّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرُ النِّسَاءُ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَتَرَى الرَّجُلَ الْوَاحِدَ يتْبَعُهُ
(4)
أَرْبَعُونَ امْرَأَةً
(5)
يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ".
• [5222] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا
(6)
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ غَيْرِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ
(7)
السَّاعَةِ؛ أَنْ يُرفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ
(8)
الْوَاحِدُ".
(1)
بضعة: القطعة من اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).
(2)
يريبني: يسوءني ويزعجني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ريب).
(3)
قوله: "هكذا قال" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5221][التحفة: ع 11267]
(4)
رسمه بالمثناة الفوقية والتحتية، وهكذا هو في الفرع المعتمد بيدنا بالفوقية والتحتية.
(5)
ضبب عليه. وللحموي والمستملي: "نِسْوةً".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "بحديث".
(7)
أشراط: علامات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).
(8)
القيم: قيم المرأة زوجها، لأنه يقوم بأمرها وما تحتاج إليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيم).
* [5222][التحفة: خ 1374]
112 - بَابٌ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا ذُو مَحْرَمٍ وَالدُّخُولُ عَلَى الْمُغِيبَةِ
• [5223] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: "الْحَمْوُ
(1)
الْمَوتُ".
• [5224] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ"، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَاكْتُتِبْتُ
(2)
فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا! قَالَ: "ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ".
113 - بَابُ مَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ عِنْدَ النَّاسِ
• [5225] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ:
(1)
قوله: "الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ" لأبي ذر وعليه صح: "الْحَمُ قال: الحمُ" هكذا ضبط الميم بالضم في الفرع المعتمد بيدنا، وكذلك ضبطه القسطلاني فقال: ولأبي ذر: "الحمُ" بضم الميم وإسقاط الواو فيهما. اهـ.
الحمو: مفرد الأحماء: أقارب الزوج، ومعنى "الحمو الموت": فلتمت ولا تخلون به. (النهاية في غريب الحديث، مادة: حما).
* [5223][التحفة: خ م ت س 9958]
(2)
اكتتبت: كُتِبَ اسمي في جملة الغزاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتب).
* [5224][التحفة: خ م 6514]
(3)
لأبي ذر، ورقم عليه صح:"حدَّثني".
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَلَا بِهَا
(1)
فَقَالَ: "وَاللَّهِ إِنَّكُنَّ
(2)
لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ".
114 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنْ دُخُولِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْمَرْأَةِ
• [5226] حدثنا
(3)
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(4)
أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَفي الْبَيْتِ مُخَنَّثٌ
(5)
، فَقَالَ الْمُخَنَّثُ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لَكُمُ الطَّائِفَ غَدًا أَدُلُّكَ عَلَى ابْنَةِ
(4)
غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلَنَّ هَذَا عَلَيْكُمْ
(6)
".
115 - بَابُ نَظَرِ الْمَرْأَةِ إِلَى الْحَبَشِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ
• [5227] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ،
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر، ورقم عليه صح:"إِنَّكُمْ".
* [5225][التحفة: خ م س 1634]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(5)
مخنث: الخنث: الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، وتارة يكون هذا خلقه من الأصل وتارة بتكلف. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات) (3/ 100).
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيْكُنَّ".
* [5226][التحفة: خ م د س ق 18263]
وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أكُونَ أَنَا الَّذِي
(1)
أَسْأَمُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ.
116 - بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ لِحَوَائِجِهِنَّ
• [5228] حدثنا
(2)
فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا
(3)
، فَأُنْزِلَ
(4)
عَلَيْهِ فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: "قَدْ أَذِنَ
(5)
لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ
(6)
لِحَوَائِجِكُنَّ".
117 - بَابُ اسْتِئْذَانِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ
• [5229] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعْهَا".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الَّتِي".
* [5227][التحفة: خ س 16513]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(3)
لعرقا: العرق: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَنْزَلَ اللَّه".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَذِنَ اللَّهُ".
(6)
عليه صح.
* [5228][التحفة: خ م 17103]
* [5229][التحفة: خ م س 6823]
118 - بَابُ مَا يَحِلُّ مِنَ الدُّخُولِ وَالنَّظَرِ إِلَى النِّسَاءِ فِي الرَّضَاعِ
• [5230] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَ عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيَّ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ:"إِنَّهُ عَمُّكِ؛ فَأْذَنِي لَهُ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ عَمُّكِ؛ فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ ضُرِبَ
(1)
عَلَيْنَا الْحِجَابُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ.
119 - بَابٌ لَا تُبَاشِرُِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا
• [5231] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ
(2)
فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا".
• [5232] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ:
(1)
لأبي ذر عن الحموي: "يضْرَبَ".
* [5230][التحفة: خ 17168]
(2)
تباشر: تلزق جلدها الذي يلي الشعر بجلدها. (انظر: لسان العرب، مادة: بشر).
* [5231][التحفة: خ س 9305]
حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا".
120 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِهِ
(1)
• [5233] حَدَّثَنِي
(2)
مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: لَأَطُوفَنَّ
(3)
اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ، فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قَالَ: إِنْ شاءَ اللَّهُ، لَمْ يَحْنَثْ
(4)
، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ".
121 - بَابٌ لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ
• [5234] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا
(5)
.
* [5232][التحفة: خ د ت س 9252]
(1)
"على نِسَائِهِ": كذا في اليونينية وفروعها، قال القسطلاني: وفي نسخة: "على نسائي". اهـ.
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَأُطِيفَنَّ".
(4)
يحنث: الحنث في اليمين: نقضها والنكث فيها. والحنث: الإثم والمعصية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنث).
* [5233][التحفة: خ م س 13518]
(5)
طروقا: الطروق: إتيان المنازل ليلًا فجأة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 242).
* [5234][التحفة: خ م د س 2577]
• [5235] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا
(1)
عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ، فَلَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا".
122 - بَابُ طَلَبِ الْوَلَدِ
• [5236] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا تَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَا يُعْجِلُكَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ:"فَبِكْرًا تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قَالَ: "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ! " قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ:"أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا - أَيْ: عِشَاءً - لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ".
قَالَ: وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "الْكَيْسَ
(2)
الْكَيْسَ يَا جَابِرُ"
يَعْنِي: الْوَلَدَ.
• [5237] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلْتَ
(1)
عليه صح.
* [5235][التحفة: خ م د س 2343]
(2)
الكيس: العقل، والمراد الجِماع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كيس).
* [5236][التحفة: خ م د س 2342]
لَيْلًا فَلَا تَدْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَعَلَيْكَ بِالْكَيْسِ الْكَيْسِ".
تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي الْكَيْسِ.
123 - بَابٌ تَسْتَحِدُّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطُ
(1)
• [5238] حدثني
(2)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا كُنَّا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ، تَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَسَارَ بَعِيرِي كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الْإِبِلِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ:"أَتَزَوَّجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "أَبِكْرًا
(3)
أَمْ ثَيِّبًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: "فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟ " قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: "أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا - أَيْ: عِشَاءً - لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ".
* [5237][التحفة: خ م د س 2342]
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الشَّعِثَةُ".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِكْرًا".
* [5238][التحفة: خ م د س 2342]
124 - بَابٌ {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} إِلَى قَوْلِهِ: {لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}
(1)
• [5239] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يوْمَ أُحُدٍ، فَسَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ - وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ - فَقَالَ: وَمَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ
(3)
أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَعَلِيٌّ يَأْتِي بِالْمَاءِ عَلَى
(4)
تُرْسِهِ، فَأُخِذَ حَصِيرٌ فَحُرِّقَ فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ.
125 - بَابٌ {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ}
(5)
• [5240] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، سَأَلَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ أَضْحًى أَوْ فِطْرًا؟! قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ، يَعْنِي: مِنْ صِغَرِهِ
(6)
، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ - وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا
(1)
[النور: 31].
(2)
قوله: "دُووِيَ رَسُولُ اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "دُووِيَ جُرْحُ رَسُولِ اللَّهِ".
(3)
قوله: "من الناس" ليس عند أبي ذر، وعنده وعليه صح:"للناس".
(4)
عليه صح.
* [5239][التحفة: خ م ت ق 4688]
(5)
[النور: 58]. وبعده لأبي ذر، وعليه صح:"مِنْكُمْ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي: "صغري".
وَلَا إِقَامَةً - ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ
(1)
إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ يَدْفَعْنَ إِلَى بِلَالٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ هُوَ وَبِلَالٌ إِلَى بَيْتِهِ.
126 - بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: هَلْ أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ وَ
(2)
طَعْنِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ فِي الْخَاصِرَةِ عِنْدَ الْعِتَابِ
• [5241] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَاتَبَني أَبُو بَكْرٍ، وَجَعَلَ يَطْعُنني بِيَدِهِ فِي خاصِرَتِي
(3)
، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي.
* * *
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يُهْوِينَ".
* [5240][التحفة: خ د س 5816]
(2)
قوله: "قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة؟ و" رقم على أوله صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
خاصرتي: الخاصرة: وسط الإنسان. (انظر: تاج العروس، مادة: خصر).
* [5241][التحفة: خ م س 17519]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
65 - كِتَابُ الطَّلَاقِ
(2)
1 - قَوْلُ
(3)
اللَّهِ تَعَالَى:
(4)
أَحْصَيْنَاهُ: حَفِظْنَاهُ وَعَدَدْنَاهُ
(5)
، وَطَلَاقُ السُّنَّةِ: أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ، وَيُشْهِدَُ شَاهِدَيْنِ.
• [5242] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ
(1)
رقم على أوله صح، وعند أبي ذر البسملة مؤخرة عن:"كتاب الطلاق".
(2)
رقم عليه صح، وعند أبي ذر قوله:"كتاب الطلاق" مقدم على البسملة.
(3)
لأبي ذر، وعليه صح:"وقول اللَّه".
(4)
[الطلاق: 1].
(5)
عليه صح، وليس عند أبي ذر. وقوله:"أحصيناه: حفظناه وعددناه" مؤخر عند أبي ذر عن قوله: "وطلاق السنة .. " إلى آخره.
بَعْدُ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبلَ أَنْ يَمَسَّ
(1)
، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ".
2 - بَابٌ إِذَا طُلِّقَتِ الْحَائِضُ يُعْتَدُّ
(2)
بِذَلِكَ الطَّلَاقِ
• [5243] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَر
(3)
قَالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَر
(4)
امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ:"لِيُرَاجِعْهَا" قُلْتُ: تُحْتَسَبُ
(5)
؟ قَالَ: "فَمَهْ
(6)
؟! ".
وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، قُلْتُ: تُحْتَسَبُ؟
(5)
قَالَ: أَرَأَيْتَ
(7)
إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ
(8)
.
(1)
يمس: يجامع. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 388).
* [5242][التحفة: خ م د س 8336]
(2)
"يُعْتَدُّ" ضبط هذا الفعل في الفروع التي بيدنا تبعا لليونينية بتحتية مضمومة مبنيا للمفعول وفوقية مفتوحة مبنيا للفاعل، وكذا ضبطه القسطلاني.
(3)
"سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امرَأَتَهُ": كذا في اليونينية من غير رقم عليه.
(4)
قوله: "قال: طلق ابن عمر" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(5)
عليه صح.
(6)
فَمَهْ: أصله: "فما"، بدلت الألف هاء، وهو استفهام فيه اكتفاء، أي: فما يكون إن لم تحتسب. ويحتمل أن تكون الهاء أصلية، وهي كلمة تقال للزجر، أي: كف عن هذا الكلام. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(9/ 352).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَرَأَيْتَهُ".
(8)
استحمق: صار أحمق وفَعل فِعل الحمقى، والأحمق: المتهور، والمعنى: إن تطليقه إياها في حال الحيض عجز وحمق؛ فهل يقوم ذلك عذرا له حتى لا يعتد بتطليقته. (انظر: الفائق في غريب الحديث)(3/ 395).
* [5243][التحفة: خ م 6653]
• [5244] وَقال
(1)
أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حُسِبَتْ عَلَيَّ بِتَطْلِيقَةٍ.
3 - بَابُ مَنْ طَلَّقَ، وَهَلْ يُوَاجِهُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ بِالطَّلَاقِ
• [5245] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: أَيُّ أَزْوَاج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَنَا مِنْهَا، قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهَا:"لَقَدْ عُذتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ".
قالَ أبو عَبد الله
(2)
: رَوَاهُ حَجَّاج بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
• [5246] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَسِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ
(3)
، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ
(4)
يُقَالُ لَهُ: الشَّوْطُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا
(5)
بَيْنَهُمَا؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجْلِسُوا هَا هُنَا" وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ، فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ".
* [5244][التحفة: خت 7064]
(2)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5245][التحفة: خ س ق 16512]
(3)
عليه صح صح.
(4)
حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "جَلَسْنَا".
فِي
(1)
نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ
(2)
، وَمَعَهَا دَايَتُهَا
(3)
حَاضِنَةٌ
(4)
لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"هَبِي نَفْسَكِ لِي" قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ
(5)
؟! قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ، يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، فَقَالَ
(6)
: "قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ
(7)
" ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ
(8)
، وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا".
• [5247 - 5248] وَقال الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي أُسَيْدٍ قَالَا: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ.
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
عليه صح.
(3)
دايتها: هي المربية للطفل والقائمة عليه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 264).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حاضنةً".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "لِسُوقَةٍ".
للسوقة: الرَّعِيَّة ومن دون الملك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوق).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(7)
قد عذت بمعاذ: قد عذت بمكان العياذ، وبمن للعائذين أن يعوذوا به، وهو اللَّه عز وجل. ومن عاذ به لم يكن لأحد أن يتعرض له. (انظر: الفائق في غريب الحديث) (3/ 36).
(8)
رازقيتين: هي ثياب من الكتان طوال بيض، دَاخَلَتْ بياضها زرقة. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 288).
* [5246][التحفة: خ 11191]
* [5247 - 5248][التحفة: خت 11195]
• [5249] حدثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِهَذَا.
• [5250] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ؟ فَقَالَ: تَعْرِفُ ابْنَ عُمَرَ! إِنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَأَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا، قُلْتُ: فَهَلْ عَدَّ ذَلِكَ طَلَاقًا؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ!
4 - بَابُ مَنْ أَجَازَ
(2)
طَلَاقَ
(3)
الثَّلَاثِ
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}
(4)
.
وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي مَرِيضٍ طَلَّقَ: لَا أَرَى أَنْ تَرِثَ مَبْتُوتَتُهُ
(5)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5249][التحفة: خت 4794]
* [5250][التحفة: ع 8573]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "جَوَّزَ".
(3)
على حاشية البقاعي: "الطلاق" ونسبه لنسخة.
(4)
[البقرة: 229].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "مَبْتُوتَةً". كذا هو منصوب في اليونينية.
مبتوتة: مطلقته، والمبتوتة: هي المطلقة طلاقًا بائنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: بتت).
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: تَرِثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: تَزَوَّجُ إِذَا انْقَضَتِ الْعِدَّةُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ الْآخَرُ؟! فَرَجَعَ عَنْ ذَلِكَ.
• [5251] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ؛ قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا، قَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَْطَ
(1)
النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ
(2)
فِيكَ وَفي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا" قَالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَا قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ.
(1)
كذا هو بالضبطين في اليونينية.
(2)
قوله: "قد أنزل اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ أُنْزِلَ".
* [5251][التحفة: خ م د س ق 4805]
• [5252] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، وَإِنِّي نَكَحْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ الْقُرَظِيَّ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ
(2)
، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ
(3)
وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ".
• [5253] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلًا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ
(5)
ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَتْ فَطَلَّقَ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَتَحِلُّ لِلْأَوَّلِ؟ قَالَ: "لَا حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الْأَوَّلُ".
5 - بَابُ مَنْ خَيَّرَ نِسَاءَهُ
(6)
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}
(7)
.
(1)
قوله: "قال حدثني" لأبي ذر وعليه صح: "عن".
(2)
الهدبة: طرف الثوب وما لان منه وتفرّق كالخيوط، فهي بذلك تشير إلى ضعفه عن الْجِمَاع. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 505).
(3)
عسيلتك: شبَّه لذة الجماع بذوق العسل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسل).
* [5252][التحفة: خ 16551]
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "امْرَأَةً".
* [5253][التحفة: خ م س 17536]
(6)
في نسخة: "أَزْوَاجَهُ".
(7)
[الأحزاب: 28].
• [5254] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَرْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَلَمْ يَعُدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا شَيْئًا.
• [5255] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْخِيَرَةِ؟ فَقَالَتْ: خَيَّرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَفَكَانَ طَلَاقًا؟! قَالَ مَسْرُوقٌ: لَا أُبَالِي أَخَيَّرْتُهَا وَاحِدَةً أَو مِائَةً بَعْدَ أَنْ تَخْتَارَنِي.
6 - بَابٌ إِذَا قَالَ: فارَقْتُكِ أَوْ سَرَّحْتُكِ أَوِ الْخَلِيَّةُ
(1)
أَوِ الْبَرِيَّةُ
(2)
أَوْ مَا عُنِيَ بِهِ الطَّلَاقُ، فَهُوَ عَلَى نِيَّتِهِ
قَوْلُ
(3)
اللَّهِ عز وجل {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}
(4)
، وَقَالَ {وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}
(5)
، وَقال {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}
(6)
، وَقَالَ {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}
(7)
.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ عَلِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ.
* [5254][التحفة: ع 17634]
* [5255][التحفة: خ م ت س 17614]
(1)
الخلية: المرأة الخلية التي لا زوج لها، وهي من كنايات الطلاق. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: خلو).
(2)
قوله: "أو الخلية أو البرية" لأبي ذر وعليه صح: "أو البرية أو الخلية" بالتقديم والتأخير.
البرية: المنفصلة. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 82).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وقول".
(4)
[الأحزاب: 49].
(5)
[الأحزاب: 28].
(6)
[البقرة: 229].
(7)
[الطلاق: 2].
7 - بَابُ مَنْ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ
وَقَالَ الْحَسَنُ: نِيَّتُهُ، وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: إِذَا طَلَّقَ ثَلَاثًا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْهِ، فَسَمَّوْهُ حَرَامًا بِالطَّلَاقِ وَالْفِرَاقِ، وَلَيْسَ هَذَا كَالَّذِي يُحَرِّمُ الطَّعَامَ؛ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ لِطَعَامِ
(1)
الْحِلِّ: حَرَامٌ، وَيُقَالُ لِلْمُطَلَّقَةِ: حَرَامٌ، وَقَالَ فِي الطَّلَاقِ ثَلَاثًا: لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ.
• [5256] وَقال اللَّيْثُ، عَنْ
(2)
نَافِعٍ: كَانَ
(3)
ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَمَّنْ طَلَّقَ ثَلَاثًا قَالَ: لَوْ طَلَّقْتَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ! فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِهَذَا، فَإِنْ طَلَّقْتَهَا
(4)
ثَلَاثًا، حَرُمَتْ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ
(5)
.
• [5257] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ فَطَلَّقَهَا، وَكَانَتْ مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَلَمْ تَصِلْ مِنْهُ إِلَى شَيْءٍ تُرِيدُهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ طَلَّقَهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي طَلَّقَنِي، وَإِنِّي تَزَوَّجْتُ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَدَخَلَ بِي وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَلَمْ يَقْرَبْنِي إِلَّا هَنَةً
(6)
وَاحِدَةً لَمْ يَصِلْ مِنِّي
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لِلطَّعَامِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(3)
قبله لأبي ذر: "قال" وعليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "طَلَّقَهَا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "غَيْرَهُ".
* [5256][التحفة: خ م د 8277]
(6)
"هَنَةً": كذا في اليونينية والفروع بنون مخففة، وفي رواية ابن السكن:"هَبَّةً" بموحدة مشددة أي: مرة واحدة. أفاده القسطلاني.
إِلَى شَيْءٍ، فَأَحِلُّ
(1)
لِزَوْجِي الْأَوَّلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحِلِّينَ لِزَوْجِكِ الْأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الْآخَرُ عُسَيْلَتَكِ وَتَذُوقِي
(2)
عُسَيْلَتَهُ".
8 - بَابٌ {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}
(3)
• [5258] حدثني
(4)
الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ، سَمِعَ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِذَا حَرَّمَ امْرَأَتَهُ لَيْسَ
(5)
بِشَيْءٍ، وَقَالَ: {لَكُمْ
(6)
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(7)
حَسَنَةٌ}
(8)
.
• [5259] حدثني
(4)
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ
(9)
، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(10)
جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ، أَنَّ أَيَّتَنَا
(11)
دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ
(1)
لأبي ذر: "أَفَأَحِلُّ" وعليه صح.
(2)
لأبي ذر: "أَوْ تَذُوقِي" وعليه صح.
* [5257][التحفة: خ م 17200]
(3)
[التحريم: 1].
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَيْسَتْ".
(6)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ} .
(7)
كذا بالوجهين، فقرأ عاصم بضم الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 348).
(8)
[الأحزاب: 21].
* [5258][التحفة: خ م ق 5648]
(9)
لأبي ذر: "الصَّبَّاحِ" وعليه صح.
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(11)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"أَنْ أَيَّتُنَا".
مَغَافِيرَ
(1)
، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: "لَا، بَلْ
(2)
شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(3)
جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ"؛ فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}
(4)
إِلَى
(5)
(6)
لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ}
(7)
لِقَوْلِهِ: "بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا".
• [5260] حدثنا
(8)
فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ
(9)
، وَكَانَ إِذَا انْصرَفَ مِنَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، فَاحْتَبَسَ
(10)
أَكْثَرَ مَا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَغِرْتُ؛ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ؛ فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً
(11)
مِنْ
(12)
عَسَلٍ، فَسَقَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ شَرْبَةً؛ فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ؛ فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ
(1)
مغافير: واحدها: مغفور. وهو صمغ حلو يؤكل وله ريح كريهة منكرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غفر).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لَا بَأْسَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بنت".
(4)
[التحريم: 1]. وبعده لابن عساكر: "بَابٌ {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} يَعْنِي لعائشة إلخ".
(5)
ليس عند أبي ذر.
(6)
[التحريم: 4].
(7)
[التحريم: 3].
* [5259][التحفة: خ م د س 16322]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "وَالْحَلْوَى".
(10)
فاحتبس: فأقام. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(9/ 379).
(11)
عكة: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكك).
(12)
عليه صح، وليس عن أبي ذر.
بِنْتِ زَمْعَةَ: إِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَإِذَا دَنَا مِنْكِ فَقُولِي: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟! فَإِنَّهُ سَيقُولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ
(1)
؟! فَإِنَّهُ سَيقُولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَربَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ
(2)
نَحْلُهُ الْعُرفُطَ
(3)
، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ، وَقُولِي أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ ذَاكِ
(4)
، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ
(5)
بِمَا أَمَرْتِنِي
(6)
بِهِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا قَالَتْ لَهُ سَوْدَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ:"لَا" قَالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ؟! قَالَ: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ"
(1)
فَقَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَارَ إِليَّ قُلْتُ لَهُ
(7)
نَحْوَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَارَ إِلَى صَفِيَّةَ، قَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَارَ إِلَى حَفْصَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ! قَالَ:"لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ" قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَاللهِ، لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.
9 - بَابٌ لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ
وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى
(8)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ
(1)
ليس عند ابن عساكر.
(2)
جرست: أي: أَكَلَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرس).
(3)
العرفط: شجر الطَّلْح وله صمغ كريه الرائحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرفط).
(4)
لأبي ذر، وعليه صح:"ذَلِكِ".
(5)
لابن عساكر: "أُنَادِيَهُ".
(6)
"أمرْتِنِي" كذا هو مضبوط في غير اليونينية، وضبط فيها بفتح الراء وسكون التاء. اهـ.
(7)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5260][التحفة: خ م 17104]
(8)
قوله: "لا طلاق قبل النكاح، وقول اللَّه تعالى" على أوله صح، وليس عند أبي ذر.
قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ
(1)
تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}
(2)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَعَلَ اللَّهُ الطَّلَاقَ بَعْدَ النِّكَاحِ.
وَيُرْوَى
(3)
فِي ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَشُرَيْحٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ
(4)
، وَطَاوُسٍ، وَالْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ
(5)
، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالقَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، وَالشَّعْبِيِّ: أَنَّهَا لَا تَطْلُقُ.
10 - بَابٌ إِذَا قَالَ لاِمْرَأَتِهِ وَهُوَ مُكْرَهٌ: هَذِهِ أُخْتِي، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِسَارَةَ: هَذِهِ أُخْتِي، وَذَلِكَ فِي ذَاتِ اللَّهِ عز وجل".
11 - بَابُ الطَّلَاقِ فِي الْإِغْلَاقِ
(6)
وَالْكُرْهِ وَالسَّكْرَانِ وَالْمَجْنُونِ وَأَمْرِهِمَا وَالْغَلَطِ وَالنِّسْيَانِ فِي الطَّلَاقِ وَالشِّرْكِ وَغَيْرِهِ
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: " {مِنْ عِدَّةٍ} الآية".
(2)
[الأحزاب: 49].
(3)
لابن عساكر: "وَرُوِيَ".
(4)
قوله: "والقاسم وَسَالمِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وَسَالِم".
(6)
الإغلاق: الإكراه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلق).
وَتَلَا الشَّعْبِيُّ: {لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
(1)
، وَمَا لَا يَجُوزُ مِنْ إِقْرَارِ الْمُوَسْوِسِ
(2)
.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلَّذِي أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ: "أَبِكَ جُنُونٌ".
وَقَالَ عَلِيٌّ: بَقَرَ حَمْزَةُ خَوَاصِرَ شَارِفَيَّ
(3)
، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ
(4)
أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ
(5)
، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ: لَيْسَ لِمَجْنُونٍ وَلَا لِسَكْرَانَ
(2)
طَلَاقٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَلَاقُ السَّكْرَانِ وَالْمُسْتَكْرَهِ لَيْسَ بِجَائِزٍ.
وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُوَسْوِسِ
(2)
.
وَقَالَ عَطَاءٌ: إِذَا بَدَا
(6)
بِالطَّلَاقِ فَلَهُ شَرْطُهُ.
وَقَالَ نَافِعٌ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ إِنْ خَرَجَتْ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ خَرَجَتْ فَقَدْ بُتَّتْ
(7)
مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ
(8)
فَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
(1)
[البقرة: 286].
(2)
عليه صح.
(3)
شارِفيَّ: مثني شارف، مضاف إلى ياء المتكلم، والشارف: الناقة. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(1/ 138).
(4)
"وهل": عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر.
(5)
ثمِلَ: سكر. (انظر: لسان العرب، مادة: ثمل).
(6)
"بدا" كذا في اليونينية "بدا" من غير همز.
(7)
قوله: "خرجتْ فقد بتت" لأبي ذر، وعليه صح:"خَرَجْتِ فَقَدْ بِنْتِ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تَخْرُجِي".
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِيمَنْ قَالَ: إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا فَامْرَأَتِي طَالِقٌ ثَلَاثًا: يُسْأَلُ عَمَّا قَالَ وَعَقَدَ
(1)
عَلَيْهِ قَلْبُهُ حِينَ حَلَفَ بِتِلْكَ الْيَمِينِ، فَإِنْ سَمَّى أَجَلًا أَرَادَهُ وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبُهُ حِينَ حَلَفَ، جُعِلَ ذَلِكَ فِي دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنْ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ نِيَّتُهُ، وَطَلَاقُ كُلِّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِذَا قَالَ: إِذَا حَمَلْتِ فَأَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا: يَغْشَاهَا
(2)
عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ مَرَّةً، فَإِنِ اسْتَبَانَ حَمْلُهَا، فَقَدْ بَانَتْ
(3)
.
وَقَالَ الْحَسَنُ: إِذَا قَالَ: الْحَقِي بِأَهْلِكِ نِيَّتُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الطَّلَاقُ عَنْ وَطَرٍ
(4)
، وَالْعَتَاقُ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنْ قَالَ: مَا أَنْتِ بِامْرَأَتِي. نِيَّتُهُ، وَإِنْ نَوَى طَلَاقًا فَهُوَ مَا نَوَى.
وَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَمْ تَعْلَمْ
(5)
أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ
(6)
: عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: وَكُلُّ الطَّلَاقِ
(7)
جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ
(8)
.
(1)
عقد: ربط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقد).
(2)
يغشاها: يدخل عليها، أي: يجامعها. (انظر: تحفة الأحوذي)(4/ 241).
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "مِنْهُ" وبعده صح.
بانت: انفصلت عنك، ووقع عليها طلاقك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بين).
(4)
وطر: غرض. (انظر: هدي الساري)(ص 217).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَلَمْ تَرَ".
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر: "طَلاقٍ" وعليه صح.
(8)
المعتوه: المصاب في عقله. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: عته).
• [5261] حدثنا
(1)
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ".
قَالَ
(2)
قَتَادَةُ: إِذَا طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
• [5262] حدثنا أَصْبَغُ، أَخْبَرَنَا
(3)
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
(4)
، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ زَنَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّهِ الَّذِي أَعْرَضَ، فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ
(5)
، فَدَعَاهُ فَقَالَ: "هَلْ بِكَ جُنُونٌ
(6)
؟ هَلْ أَُحْصَِنْتَ
(7)
؟ " قَالَ: نَعَمْ؛ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ
(8)
الْحِجَارَةُ جَمَزَ
(9)
حَتَّى أُدْرِكَ بِالْحَرَّةِ فَقُتِلَ.
• [5263] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
(1)
عليه صح، وهذا الحديث مؤخر عند أبي ذر عن قول قتادة بعده.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال". وقول قتادة مقدم عند أبي ذر عن الحديث قبله.
* [5261][التحفة: ع 12896]
(3)
رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر، وعليه صح:"أخبرني" وبعده صح.
(4)
بعده لأبي ذر: "بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ" وعليه صح.
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
بعده على حاشية البقاعي: "قال: لا قال" ونسبه لنسخة.
(7)
بفتح الهمزة وضمها وفوقه: "معا"، وفتح الصاد وكسرها وفوقه:"معا".
(8)
أذلقته: أي: أصابته بحدها. (انظر: شرح النووي على مسلم)(11/ 194).
(9)
عليه صح مرتين.
جمز: أي: أسرع هاربًا من القتل. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: جمز)
* [5262][التحفة: خ م د ت س 3149]
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْأَخِرَ
(1)
قَدْ زَنى، يَعْنِي: نَفْسَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْأَخِرَ قَدْ زَنَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ
(2)
الَّذِي
(3)
أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لَهُ الرَّابِعَةَ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ فَقَالَ:"هَلْ بِكَ جُنُونٌ؟ " قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ"، وَكَانَ قَدْ أُحْصِنَ.
• [5264] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قال: أخبرني
(4)
مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ جَمَزَ، حَتَّى أَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ حَتَّى مَاتَ.
12 - بَابُ الْخُلْعِ وَكَيْفَ الطَّلَاقُ فِيهِ؟
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(5)
: {وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا
(6)
} إِلَى قَوْلِهِ: {الظَّالِمُونَ}
(7)
.
(1)
الأخر: هو الأبعد المتأخر عن الخير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أخر).
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
قوله: "لشق وجهه الذي" لابن عساكر: "لشقه الذي".
* [5263][التحفة: خ م س 13148]
(4)
لأبي ذر وابن عساكر، وعلى الأول صح:"فأخبرني".
* [5264][التحفة: خ م 3169]
(5)
قوله "وقول اللَّه تعالى" لأبي ذر وعليه صح: "وقوله عز وجل".
(6)
زاد بعده لأبي ذر: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} وعليه صح.
(7)
[البقرة: 229]. قوله: "إلى قوله الظالمون" ليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
وَأَجَازَ عُمَرُ الْخُلْعَ دُونَ السُّلْطَانِ، وَأَجَازَ عُثْمَانُ الْخُلْعَ دُونَ عِقَاصِ
(1)
رَأْسِهَا.
وَقَالَ طَاوُسٌ: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}
(2)
: فِيمَا افْتَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْعِشْرَةِ وَالصُّحبَةِ، وَلَمْ يَقُلْ قَوْلَ السُّفَهَاءِ: لَا يَحِلُّ حَتَّى تَقُولَ: لَا أَغْتَسِلُ لَكَ مِنْ جَنَابَةٍ.
• [5265] حدثنا
(3)
أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتُِبُ
(4)
عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً
(5)
".
• [5266] حدثنا
(6)
إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ بِهَذَا، وَقَالَ:"تَرُدِّينَ حَدِيقَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، فَرَدَّتْهَا، وَأَمَرَهُ يُطَلِّقْهَا
(7)
.
(1)
عقاص: ضفائر. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: عقص).
(2)
[البقرة: 229].
(3)
"حدّثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
كذا بالضبطين، ورقم عليه:"معا".
أعتب: أغضب وأعيب. (انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)(6/ 279).
(5)
بعده لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لا يُتَابَعُ فيه عَن ابنِ عَبَّاسٍ".
* [5265][التحفة: خ س 6052]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(7)
"يُطَلِّقْهَا": كذا هو مضبوط في الفرع بالجزم، وكذا ضبطه القسطلاني.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"وَطَلِّقْهَا".
• [5267] وَعَنِ ابْنِ أَبِي تَمِيمَةَ
(1)
، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَعْتُِبُ
(2)
عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ، وَلَكِنِّي
(3)
لَا أُطِيقُهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ.
• [5268] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ
(5)
، حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ
(6)
إِلَى النَّبِيِّ
(7)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنْقِمُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ، إِلَّا أَنِّي أَخَافُ الْكُفْرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَتَرُدِّينَ
(8)
عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ فَفَارَقَهَا.
* [5266][التحفة: خ م س 6052]
(1)
"وعن أيوبَ بنِ أبي تميمةَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(2)
كذا بالوجهين معا. وعلى حاشية البقاعي: "أعيب" ونسبه لنسخة.
(3)
لأبي ذر عن المستملي: "ولَكِنْ".
* [5267][التحفة: خ 6006]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(5)
عليه صح.
(6)
قوله: "بن شماس" ليس عند ابن عساكر.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّهِ".
(8)
"تَرُدَّينَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5268][التحفة: خ 6006]
• [5269] حدثنا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ جَمِيلَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
13 - بَابُ الشِّقَاقِ وَهَلْ يُشِيرُ بِالْخُلْع عِنْدَ الضَّرُورَةِ
(1)
؟
وَقَوْلِهِ
(2)
تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ}
(3)
إِلَى قَوْلِهِ: {خَبِيرًا}
(4)
.
• [5270] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
(5)
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ بَنِي الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يَنْكِحَ عَلِيٌّ ابْنَتَهُمْ فَلَا آذَنُ".
14 - بَابٌ لَا يَكُونُ بَيْعُ الْأَمَةِ طَلَاقًا
(6)
• [5271] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
* [5269][التحفة: خ 6006]
(1)
لابن عساكر: "الضَّرَرِ".
(2)
لأبي ذر: "وقول اللَّه".
(3)
[النساء: 35].
(4)
[النساء: 35]. قوله: " {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ} إلى قوله: {خَبِيرًا} " لأبي ذر: "الآية" وعليه صح. وقوله: "إلى قوله: {خَبِيرًا} " لابن عساكر: " {وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} الآية".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الزُّهْرِيِّ".
* [5270][التحفة: ع 11267]
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "طَلَاقَهَا".
قَالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ، إِحْدَى السُّنَنِ: أَنَّهَا أُعْتِقَتْ
(1)
فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْوَلَاءُ
(2)
لِمَنْ أَعْتَقَ". وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْبُرْمَةُ
(3)
تَفُورُ بِلَحْمٍ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ
(4)
مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: "أَلَمْ أَرَ الْبُرْمَةَ
(5)
فِيهَا لَحْمٌ" قَالُوا: بَلَى، وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، قَالَ
(6)
: "عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ".
15 - بَابُ خِيَارِ الْأَمَةِ تَحْتَ الْعَبْدِ
• [5272] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا، يَعْنِي: زَوْجَ بَرِيرَةَ.
• [5273] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا
(7)
أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذَاكَ مُغِيثٌ - عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ، يَعْنِي: زَوْجَ بَرِيرَةَ - كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ يَبْكِي عَلَيْهَا.
• [5274] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
(1)
رقم عليه لابن عساكر. ولابن عساكر في نسخة: "عَتَقَتْ".
(2)
الولاء: نسب العبد المعتق وميراثه. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: ولا).
(3)
البرمة: القدر مطلقًا، وفي الأصل: المتخذة من الحجر. (انظر: لسان العرب، مادة: برم).
(4)
أدم: ما يُؤْكَلُ مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).
(5)
لابن عساكر: "بُرْمَةً".
(6)
عليه صح.
* [5271][التحفة: خ م س 17449]
* [5272][التحفة: خ د ت 6189]
(7)
لابن عساكر: "عَنْ أيُّوبَ".
* [5273][التحفة: خ ت 5998]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، عَبْدًا لِبَنِي فُلَانٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ وَرَاءَهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ.
16 - بَابُ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي زَوْجِ بَرِيرَةَ
• [5275] حدثنا
(1)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعبَّاسٍ:"يَا عَبَّاسُ، أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا" فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ رَاجَعْتِهِ
(2)
" قَالَتْ
(3)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا
(4)
أَشْفَعُ" قَالَتْ: لَا
(5)
حَاجَةَ لِي فِيهِ.
17 - بَابٌ
• [5276] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَأَبَى مَوَالِيهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَذَكَرَتْ
(6)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ: "اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ
* [5274][التحفة: خ ت 5998]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(2)
عليه صح.
(3)
لابن عساكر: "فقالت".
(4)
ليس عند ابن عساكر.
(5)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"فَلَا".
* [5275][التحفة: خ د س ق 6048]
(6)
بعده لأبي ذر، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"ذَلِكَ".
أَعْتَقَ". وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا مَا تُصُدِّقَ
(1)
عَلَى بَرِيرَةَ، فَقَالَ:"هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ".
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَزَادَ: فَخُيِّرَتْ مِنْ زَوْجِهَا.
18 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
(2)
• [5277] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ
(3)
، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ النَّصْرَانِيَّةِ وَالْيَهُودِيَّةِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمُشْرِكَاتِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا أَعْلَمُ مِنَ الْإِشْرَاكِ شَيْئًا أَكْبَرَ
(4)
مِنْ أَنْ تَقُولَ الْمَرْأَةُ: رَبُّهَا عِيسَى، وَهُوَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ.
19 - بَابُ نِكَاحِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكَاتِ، وَعِدَّتِهِنَّ
• [5278] حدثنا
(5)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ: كَانُوا مُشْرِكِي أَهْلِ حَرْبٍ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، وَمُشْرِكِي أَهْلِ عَهْدٍ
(6)
لَا يُقَاتِلُهُمْ وَلَا
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"تُصُدِّقَ بِهِ".
* [5276][التحفة: خ س 15930]
(2)
[البقرة: 221].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ".
(4)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"أكْثَرَ".
* [5277][التحفة: خ 8305]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(6)
لابن عساكر: "عَقْدِ".
يُقَاتِلُونَهُ، وَكَانَ
(1)
إِذَا هَاجَرَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ لَمْ تُخْطَبْ حَتَّى تَحِيضَ وَتَطْهُرَ، فَإِذَا طَهُرَتْ حَلَّ لَهَا النِّكَاحُ، فَإِنْ هَاجَرَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْكِحَ رُدَّتْ إِلَيْهِ، وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَمَةٌ، فَهُمَا حُرَّانِ وَلَهُمَا مَا لِلْمُهَاجِرِينَ - ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ مِثْلَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ أَهْلِ الْعَهْدِ، لَمْ يُرَدُّوا وَرُدَّتْ أَثْمَانُهُمْ.
• [5279] وَقال عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَتْ قَرِيبَةُ
(2)
بِنْتُ
(3)
أَبِي أُمَيَّةَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فَطَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ أُمُّ الْحَكَمِ ابْنَةُ
(4)
أبِي سُفيَانَ تَحْتَ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ الْفِهْرِيِّ فَطَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ.
20 - بَابٌ إِذَا أَسْلَمَتِ الْمُشْرِكَةُ أَوِ النَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الذِّمِّيِّ أَوِ الْحَرْبِيِّ
وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا أَسْلَمَتِ النَّصْرَانِيَّةُ قَبلَ زَوْجِهَا بِسَاعَةٍ حَرُمَتْ عَلَيْهِ.
وَقَالَ دَاوُدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ أَسْلَمَتْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَكانَ".
* [5278][التحفة: خ 5924]
(2)
"قُرَيْبَةُ": على أوله صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وفوق الأول:"معا".
(3)
"ابْنَةُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتُ".
* [5279][التحفة: خ 5924]
ثُمَّ أَسْلَمَ زَوْجُهَا فِي الْعِدَّةِ: أَهِيَ امْرَأَتُهُ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَشَاءَ هِيَ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ وَصَدَاقٍ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا أَسْلَمَ فِي الْعِدَّةِ يَتَزَوَّجُهَا، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}
(1)
.
وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ فِي مَجُوسِيَّيْنِ أَسْلَمَا: هُمَا عَلَى نِكَاحِهِمَا، وَإِذَا
(2)
سَبَقَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَأَبَى الْآخَرُ بَانَتْ لَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهَا.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: امْرَأَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ جَاءَتْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ أَيُعَاوَضُ
(3)
زَوْجُهَا مِنْهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا}
(4)
قَالَ: لَا إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَهْلِ الْعَهْدِ.
وَ
(5)
قَالَ مُجَاهِدٌ: هَذَا كُلُّهُ فِي صُلْحٍ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْشٍ.
• [5280] حدثنا ابْنُ بُكَيْرٍ
(6)
، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي
(7)
يُونُسُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَتِ
(8)
الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمْتَحِنُهُنَّ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
(1)
[الممتحنة: 10]. بعده لابن عساكر: "بابٌ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فإذا".
(3)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعلى الأول صح:"أَيُعَاضُ". فتح واو "يعاوض" من الفرع.
(4)
[الممتحنة: 10].
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
لأبي ذر، وعليه صح:"يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ".
(7)
لابن عساكر: "حدّثنا".
(8)
لابن عساكر: "كان".
آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
(1)
}
(2)
إِلَى آخِرِ
(3)
الْآيَةِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ". لَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بِالْكَلَامِ، وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ:"قَدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلَامًا".
21 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ
(4)
} إِلَى قَولِهِ {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
(5)
{فَإِنْ
(6)
فَاءُوا}
(7)
: رَجَعُوا.
• [5281] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
(8)
يَقُولُ: آلَى
(9)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ،
(1)
فامتحنوهن: فاختبروهن. (انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن)(ص 316).
(2)
[الممتحنة: 10].
(3)
قوله: "إلى آخر" ليس عند ابن عساكر.
* [5280][التحفة: خ 16558]
(4)
بعده لابن عساكر: " {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ".
(5)
[البقرة: 226، 227]. قوله: "إلى قوله: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} " على أوله صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
ليس عند ابن عساكر.
(7)
[البقرة: 226].
(8)
قوله: "بن مالك" ليس عند ابن عساكر.
(9)
آلى: حلف لا يدخل عليهن، والإيلاء: الحلف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألى).
وَكَانَتِ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ، فَأَقَامَ فِي مَشْرُبَةٍ
(1)
لَهُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلَيْتَ
(2)
شَهْرًا، فَقَالَ:"الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ"
• [5282] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ فِي الْإِيلَاءِ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ: لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدَ الْأَجَلِ إِلَّا أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يَعْزِمَ بِالطَّلَاقِ
(3)
كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عز وجل.
• [5283] وَقال لِي إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ يُوقَفُ
(4)
حَتَّى يُطَلِّقَ، وَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ حَتَّى يُطَلِّقَ.
وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعَائِشَةَ، وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
22 - بَابُ حُكْمِ الْمَفْقُودِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: إِذَا فُقِدَ فِي الصَّفِّ عِنْدَ الْقِتَالِ تَرَبَّصُ
(5)
امْرَأَتُهُ سَنَةً.
(1)
مشربة: غرفة مرتفعة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 488).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَلِبَثْتَ".
* [5281][التحفة: خ 679]
(3)
"الطَّلَاقَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5282][التحفة: خ 8306]
(4)
للكشميهني: "يُوقِفُهُ".
* [5283][التحفة: خت 8390]
(5)
تربص: تمكث. (انظر: غريب القرآن للسجستاني)(ص: 135).
وَاشْتَرَى
(1)
ابْنُ مَسْعُودٍ جَارِيَةً وَالْتَمَسَ
(2)
صَاحِبَهَا سَنَةً، فَلَمْ يَجِدْهُ
(3)
وَفُقِدَ، فَأَخَذَ يُعْطِي الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَنْ فُلَانٍ وَعَلَيَّ
(4)
، وَقَالَ: هَكَذَا
(5)
فَافْعَلُوا
(6)
بِاللُّقَطَةِ
(7)
.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي الْأَسِيرِ يُعْلَمُ مَكَانُهُ: لَا تَتَزَوَّجُ
(8)
امْرَأَتُهُ، وَلَا يُقْسَمُ مَالُهُ، فَإِذَا انْقَطَعَ خَبَرُهُ، فَسُنَّتُهُ سُنَّةُ الْمَفْقُودِ.
• [5284] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ
(9)
الْغَنَمِ، فَقَالَ
(10)
: "خُذْهَا، فإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ"، وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ؛ فَغَضِبَ وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
(11)
، وَقَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا الْحِذاءُ وَالسِّقَاءُ، تَشْرَبُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ
(1)
رقم عليه للمستملي، والكشميهني.
(2)
"فَالْتَمَسَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(3)
للكشميهني: "فلم يُوجَدْ".
(4)
"عَنْ فْلَانٍ فَإِنْ أَتَى (وللكشميهني: أبى) فَلَانُ فَلِي وَعَلَّي". وقوله: "فُلَانٌ فَلِي" ليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(5)
قوله: "وقال: هكذا" رقم عليه للمستملي، والكشميهني.
(6)
رقم عليه لابن عساكر. ولأبي ذر وعليه صح: "افْعَلُوا".
(7)
"بالِلُّقَطَةِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ" على أوله صح، ورقم عليه لأبي ذر، والمستملي، والكشميهني، وابن عساكر.
اللقطة: اسم الشيء الذي تجده مُلْقى فتأخذه. (انظر: المصباح المنير، مادة: لقط).
(8)
لابن عساكر: "لَا تَزَوَّجُ".
(9)
ضالة: الضالة: الضائعة من كل ما يُقتنى من الحيوان وغيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضلل).
(10)
لابن عساكر: "قال".
(11)
وجنتاه: مثنى الوجنة وهي أعلى الخد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجن).
الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا"، وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: "اعْرِفْ وِكَاءَهَا
(1)
وَعِفَاصَهَا
(2)
وَعَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا وَإِلَّا فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ".
قَالَ سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ يَزِيدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ فِي أَمْرِ الضَّالَّةِ! هُوَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ يَحْيَى: وَيَقُولُ رَبِيعَةُ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ فَقُلْتُ لَهُ.
23 - بَابٌ
(3)
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
(4)
إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}
(5)
وَقَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ ظِهَارِ الْعَبْدِ فَقَالَ: نَحْوَ
(6)
ظِهَارِ الْحُرِّ.
(1)
وكاءها: الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).
(2)
عفاصها: وعاؤها الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة، أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عفص).
* [5284][التحفة: ع 3763]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر: "بابُ الظِّهَارِ وقَوْلِ اللَّهِ تعالى".
(4)
[المجادلة: 1].
(5)
[المجادلة: 4]. قوله: "إلى قوله: {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} " عند ابن عساكر "الآية"، وقوله:" {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
"نَحْوَ" كذا هو منصوب في الفرع.
قَالَ مَالِكٌ: وَصِيَامُ الْعَبْدِ شهْرَانِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ
(1)
: ظِهَارُ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ مِنَ الْحُرَّةِ وَالْأَمَةِ سَوَاءٌ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ ظَاهَرَ مِنْ أَمَتِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا الظِّهَارُ مِنَ النِّسَاءِ.
وَفِي الْعَرَبِيَّةِ: لِمَا قَالُوا أَيْ: فِيمَا قَالُوا وَفِي بَعْضِ
(2)
مَا قَالُوا، وَهَذَا أَوْلَى؛ لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَدُلَّ عَلَى الْمُنْكَرِ وَقَوْلِ الزُّورِ
(3)
.
24 - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي الطَّلَاقِ وَالْأُمُورِ
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا" فَأَشَارَ
(4)
إِلَى لِسَانِهِ.
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَيَّ أَيْ
(5)
: خُذِ النِّصْفَ.
وَقَالَتْ أَسْمَاءُ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُسُوفِ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ وَهْيَ تُصَلِّي، فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَوْمَأَتْ
(6)
بِرَأْسِهَا أَنْ
(7)
: نَعَمْ.
(1)
قوله: "بن الحر" رقم عليه لأبي ذر، والمستملي.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر:"نَقْضِ".
(3)
قوله: "وقول الزور" لابن عساكر: "وعلى قَوْلِ الزَّورِ".
(4)
"وأشار" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(5)
للكشميهني: "أَنْ".
(6)
للكشميهني: "فَأَشَارَتْ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "أَيْ".
وَقَالَ أَنَسٌ: أَوْمَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوْمَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ: لَا حَرَجَ
(1)
.
وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ: "آحَدٌ
(1)
مِنْكُمْ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا
(2)
أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا
(3)
" قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَكُلُوا".
• [5285] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرِهِ، وَكَانَ كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيْهِ وَكَبَّرَ، وَقَالَتْ زَيْنَبُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فُتِحَ مِنْ رَدْمِ
(4)
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ
(5)
" وَعَقَدَ تِسْعِينَ
(6)
.
• [5286] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
(7)
بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "فِي الْجُمُعَةِ
(1)
عليه صح.
(2)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْهِ".
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "إِلَيْهِ".
(4)
قوله: "من ردم" ليس عند أبي ذر.
(5)
قوله: "مثل هذه. وعقد" هكذا في جميع الأصول المعتمدة بيدنا ووقع في نسخ الطبع: "مثل هذه وهذه. وعقد" إلخ فليعلم. اهـ. مصححه.
(6)
عقد تسعين: أي جعل طرف السبابة اليمنى في أصلها، ويضمها ضما محكمًا بحيث تنطوي عقدتاها حتى تصير مثل الحيّة المطوقة. (انظر: فتح الباري لابن حجر) (13/ 108).
* [5285][التحفة: خ ت س 6050]
(7)
ليس عند ابن عساكر.
سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ
(1)
قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ
(2)
اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ"، وَقَالَ بِيَدِهِ وَوَضَعَ أَنْمَلَتَهُ
(3)
عَلَى بَطْنِ الْوُسْطَى وَالْخِنْصِرِ، قُلْنَا: يُزَهِّدُهَا.
• [5287] وَقال
(4)
الْأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: عَدَا يَهُودِيٌّ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَارِيَةٍ فَأَخَذَ أَوْضَاحًا
(5)
كَانَتْ عَلَيْهَا، وَرَضَخَ
(6)
رَأْسَهَا، فَأَتَى بِهَا أَهْلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ فِي آخِرِ رَمَقٍ
(7)
وَقَدْ أُصْمِتَتْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَتَلَكِ؟ فُلَانٌ؟ " - لِغَيرِ الَّذِي قَتَلَهَا - فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ: لَا، قَالَ: فَقَالَ لِرَجُلٍ
(8)
آخَرَ غَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا، فَأَشَارَتْ أَنْ: لَا، فَقَالَ:"فَفُلَانٌ؟ " لِقَاتِلِهَا فَأَشَارَتْ أَنْ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُضِخَ رَأْسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ.
• [5288] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفِتْنَةُ مِنْ هُنَا
(9)
" وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عَبْدٌ مُسْلِمٌ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يَسْأَلُ".
(3)
ميم "أنملته" مفتوحة في اليونينية، والأنملة مثلثة الهمزة والميم كما في القاموس.
* [5286][التحفة: خ م 14467]
(4)
فوقه: "قال" كذا في اليونينية لفظ "قال" موضوع فوق لفظة: "وقال" بدون رقم ولا تصحيح.
(5)
أوضاحا: جمع وضح، وهو نوع من الحلي يعمل من الفضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضح).
(6)
رضخ: الرضخ: الدق والكسر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضخ).
(7)
رمق: هو بقية الروح وآخر النفس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمق).
(8)
قوله: "قال: فقال" عليه صح، وليس عند أبي ذر، وعنده وعليه صح:"أَنْ لَا فَفُلَانٌ؟ لِرَجُلٍ".
* [5287][التحفة: خ م د س ق 1631]
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ هَا هُنَا".
* [5288][التحفة: خ 7163]
• [5289] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ لِرَجُلٍ: "انْزِلْ فَاجْدَحْ
(1)
لِي" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمْسَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: "انْزِلْ فَاجْدَحْ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمْسَيْتَ
(2)
، إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا
(3)
، ثُمَّ قَالَ:"انْزِلْ فَاجْدَحْ" فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَوْمَأَ
(4)
بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ فَقَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ".
• [5290] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ
(5)
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
(6)
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ - أَوْ قَالَ: أَذَانُهُ - مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّمَا يُنَادِي -
(1)
فاجدح: الجَدْح: أن يُحَرَّك السَّوِيقُ بالماء حتى يستوي، وكذلك اللَّبَن ونَحْوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدح).
(2)
قوله: "لو أمسيت" ليس عند ابن عساكر.
(3)
على آخره صح.
(4)
أومأ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).
* [5289][التحفة: خ م د س 5163]
(5)
عليه صح صح.
(6)
عند ابن عساكر: "عن ابنِ مَسْعودٍ" وعليه صح.
أَوْ قَالَ: يُؤَذِّنُ - لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ
(1)
، وَلَيْسَ أَنْ يَقُولَ" كَأَنَّهُ يَعْنِي الصُّبْحَ أَوِ الْفَجْرَ، وَأَظْهَرَ يَزِيدُ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَدَّ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَى.
• [5291] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا
(2)
، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ؛ فَلَا يُنْفِقُ شَيْئًا إِلَّا مَادَّتْ عَلَى
(3)
جِلْدِهِ حَتَّى تُجِنَّ
(4)
بَنَانَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ؛ فَلَا يُرِيدُ يُنْفِقُ إِلَّا لَزِمَتْ
(5)
كُلُّ حَلْقَةٍ مَوضِعَهَا، فَهُوَ يُوسِعُهَا
(6)
فَلَا تَتَّسِعُ
(7)
" وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى حَلْقِهِ.
(1)
"قَائِمُكُمْ" كذا هو مضبوط بالرفع في الفروع المعتمدة تبعا لليونينية، ولم يذكر في "الفتح" إلا النصب، وجوز القسطلاني فيه الوجهين. اهـ.
* [5290][التحفة: خ م د س ق 9375]
(2)
تراقيهما: التراقي: جمع تَرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب إلى أصل العُنُق)، وهما تَرقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترق).
(3)
عليه صح.
(4)
تجن: تغطي وتستر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).
(5)
للكشميهني: "لَزِقَتْ".
(6)
"يُوَسعُهَا" كذا هو في اليونينية، وفتح الواو وشدد السين في الفرع.
(7)
لابن عساكر: "ولا تَتَّسِعُ".
* [5291][التحفة: خت 13638]
25 - بَابُ اللِّعَانِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ
(1)
} إِلَى قَوْلِهِ
(2)
: {مِنَ الصَّادِقِينَ}
(3)
فَإِذَا قَذَفَ الْأَخْرَسُ امْرَأَتَهُ بِكِتَابَةٍ
(4)
أَوْ إِشَارَةٍ أَوْ بِإِيمَاءٍ مَعْرُوفٍ، فَهُوَ كَالْمُتَكَلِّمِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَازَ الْإِشَارَةَ فِي الْفَرَائِضِ، وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}
(5)
.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: {إِلَّا رَمْزًا}
(6)
: إِشَارَةً
(7)
.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا حَدَّ وَلَا لِعَانَ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّ الطَّلَاقَ بِكِتَابٍ أَوْ إِشَارَةٍ أَوْ إِيمَاءٍ جَائِزٌ، وَلَيْسَ بَيْنَ الطَّلَاقِ وَالْقَذْفِ فَرْقٌ، فَإِنْ قَالَ: الْقَذْفُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِكَلَامٍ، قِيلَ لَهُ: كَذَلِكَ الطَّلَاقُ لَا يَجُوزُ
(8)
إِلَّا بِكَلَامٍ، وَإِلَّا بَطَلَ الطَّلَاقُ وَالْقَذْفُ، وَكَذَلِكَ الْعِتْقُ، وَكَذَلِكَ الْأَصَمُّ يُلَاعِنُ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ وَقَتَادَةُ: إِذَا قَالَ: أَنْتِ طَالِقٌ، فَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ
(9)
، تَبِينُ
(10)
مِنْهُ بِإِشَارَتِهِ.
(1)
قوله: " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: " {إِنْ كَانَ} ".
(3)
[النور: 6 - 9].
(4)
"بِكِتَابٍ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني، وبعده صح.
(5)
[مريم: 29].
(6)
[آل عمران: 41].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "إِلَّا إِشَارَةً".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "لَا يَكُونُ".
(9)
على حاشية البقاعي: "بأصبعه" ونسبه لنسخة.
(10)
عليه صح صح.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْأَخْرَسُ إِذَا كَتَبَ الطَّلَاقَ بِيَدِهِ لَزِمَهُ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: الْأَخْرَسُ وَالْأَصَمُّ إِنْ قَالَ بِرَأْسِهِ
(1)
جَازَ.
• [5292] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ
(2)
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو سَاعِدَةَ"، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ: فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ".
• [5293] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ - صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَُ
(3)
كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ - أَوْ: كَهَاتَيْنِ -" وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
• [5294] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" يَعْنِي: ثَلَاثِينَ، ثُمَّ قَالَ:
(1)
"إنْ قَالَ بِرَأْسِهِ" أي: أشار كل منهما برأسه. أفاده القسطلاني.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ".
* [5292][التحفة: خ م ت س 1656]
(3)
كذا ضبط في اليونينية بالنصب والرفع.
* [5293][التحفة: خ 4691]
"وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا
(1)
" يَعْنِي: تِسْعًا وَعِشْرِينَ، يَقُولُ مَرَّةً: "ثَلَاثِينَ" وَمَرَّةً: "تِسْعًا وَعِشْرِينَ".
• [5295] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي
(3)
مَسْعُودٍ قَالَ: وَأَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ: "الْإِيمَانُ هَا هُنَا - مَرَّتَيْنِ - أَلَا وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ
(4)
- حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ
(5)
- رَبِيعَةَ وَمُضَرَ
(6)
".
• [5296] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَأَنَا
(7)
وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا" وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ
(8)
وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.
(1)
عليه صح، سقط:"وهكذا" الثالثة لأبي ذر، وقال بدلها:"ثلاثا".
* [5294][التحفة: خ م س 6668]
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "ابن".
(4)
الفدادين: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وقيل: هم المكثرون من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فدد).
(5)
قرنا الشيطان: جانبا رأسه، يقال: إنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها، وكذا عند غروبها. (انظر: فتح الباري) (6/ 340).
(6)
"ربيعةَ ومضرَ" كذا هما مفتوحان في اليونينية، قال القسطلاني: بدل من "الفدادين".
* [5295][التحفة: خ م 10005]
(7)
"وأَنَا": كذا بإثبات الواو قبل "أنا" في اليونينية والفرع، وهي ساقطة من أصول كثيرة.
(8)
"بِالسَّبَّاحَةِ": رقم عليه لأبي ذر، والمستملي، والكشميهني.
* [5296][التحفة: خ د ت 4710]
26 - بَابٌ إِذَا عَرَّضَ بِنَفْيِ الْوَلَدِ
• [5297] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ أَسْوَدُ! فَقَالَ:"هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"مَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: "هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ
(1)
" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَأَنَّى ذَلِكَ" قَالَ: لَعَلَّهُ
(2)
نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: "فَلَعَلَّ ابنَكَ هَذَا نَزَعَهُ
(3)
".
27 - بَابُ إِحْلَافِ الْمُلَاعِنِ
• [5298] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَأَحْلَفَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
28 - بَابٌ يَبْدَأُ الرَّجُلُ بِالتَّلَاعُنِ
• [5299] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَجَاءَ
(1)
أورق: أسمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورق).
(2)
عليه صح. ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"لَعَلَّ" وعليه صح.
(3)
على آخره صح. وبعده على حاشية البقاعي: "عرق" ونسبه لنسخة.
* [5297][التحفة: خ 13242]
* [5298][التحفة: خ 7626]
(4)
عليه صح.
فَشَهِدَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ "، ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ.
29 - بَابُ اللِّعَانِ وَمَنْ طَلَّقَ بَعْدَ اللِّعَانِ
(1)
• [5300] حدثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ
(2)
، فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ، جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ عَاصِمٌ لِعُوَيْمِرٍ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَا
(3)
أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَطَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أُنْزِلَ فِيكَ وَفي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا" قَالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا،
* [5299][التحفة: د ت ق 6225]
(1)
قوله: "بعْدَ اللِّعانِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا".
وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلَاعُنِهِمَا قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ.
30 - بَابُ التَّلَاعُنِ فِي الْمَسْجِدِ
• [5301] حدثنا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْمُلَاعَنَةِ وَعَنِ السُّنَّةِ فِيهَا، عَنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ - أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهِ مَا ذَكَرَ فِي
(2)
الْقُرْآنِ مِنْ أَمْرِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ قَضَى اللهُ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ" قَالَ: فَتَلَاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ، فَلَمَّا فَرَغَا قَالَ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَا مِنَ التَّلَاعُنِ، فَفَارَقَهَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
(3)
: "ذَاكَ تَفْرِيقٌ
(4)
بَيْنَ كُلِّ مُتَلَاعِنَيْنِ".
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتِ السُّنَّةُ بَعْدَهُمَا أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ
* [5300][التحفة: خ م د س ق 4805]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنَ".
(3)
رقم عليه للحموي.
(4)
رقم عليه للحموي، والمستملي. ولأبي ذر عن المستملي:"فكَانَ ذَلِكَ تَفْرِيقًا" وللكشميهني: "تَفْرِيقًا"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَصَارَ ذَلِكَ تَفْرِيقًا".
الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى لِأُمِّهِ، قَالَ: ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي مِيرَاثِهَا أَنَّهَا تَرِثُهُ وَيَرِثُ مِنْهَا مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ
(1)
.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ
(2)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ
(3)
، فَلَا أُرَاهَا إِلَّا قَدْ صَدَقَتْ وَكَذَبَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ أَعْيَنَ ذَا أَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا" فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ ذَلِكَ.
31 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ"
• [5302] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ التَّلَاعُنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يَشْكُو إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا
(4)
إِلَّا لِقَوْلِي، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ
(5)
ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا، قَلِيلَ اللَّحْمِ، سَبْطَ
(6)
الشَّعَرِ، وَكَانَ الَّذِي ادَّعَى
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"لَهَا"، وعلى حاشية البقاعي:"لهما".
(2)
كذا بالضبطين، وعليه صح.
(3)
وحرة: دويبة تترامى على الطعام واللحم فتفسده وهي من نوع الوزغ. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(9/ 363).
* [5301][التحفة: خ م د س ق 4805]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الأمر".
(5)
لأبي الوقت: "فكان".
(6)
سبط: مسترسل منبسط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).
عَلَيْهِ أَنَّهُ وَجَدَهُ عِنْدَ أَهْلِهِ خَدْلًا آدَمَ
(1)
، كَثِيرَ اللَّحْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ بَيِّنْ"؛ فَجَاءَتْ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَهُ، فَلَاعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا، قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، رَجَمْتُ هَذِهِ"؟ فَقَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الْإِسْلَامِ السُّوءَ.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: "خَدِلًا".
32 - بَابُ صَدَاقِ الْمُلَاعَنَةِ
• [5303] حدثني
(2)
عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: فَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ
(3)
، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " فَأَبَيَا، وَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ أَن أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " فَأَبَيَا؛ فَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " فَأَبَيَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
قَالَ أَيُّوبُ: فَقَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: إِنَّ فِي الْحَدِيثِ شَيْئًا لَا أَرَاكَ تُحَدِّثُهُ،
(1)
قوله: "خدلا آدم" عليه صح، ولأبي ذر:"آدم خدلا" بالتقديم والتأخير. "خَدْلًا" بسكون الدال لأكثر الرواة، وبكسرها للأصيلي. اهـ. من اليونينية.
خدلا: الغليظ الممتلئ الساق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدل).
آدم: الأُدْمَة في الناس: السمرة الشديدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).
* [5302][التحفة: خ م س 6328]
(2)
عليه صح.
(3)
للمستملي: "لَكَاذِبٌ".
قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: مَالِي! قَالَ: قِيلَ: لَا مَالَ لَكَ؛ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؛ فَقَدْ دَخَلْتَ بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا؛ فَهُوَ أَبْعَدُ مِنْكَ.
33 - بَابُ قَوْلِ الْإِمَامِ لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: إِنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ
(1)
؟
• [5304] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ
(2)
فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: "حِسَابُكُمَا عَلَى اللَّهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا؟ " قَالَ: مَالِي، قَالَ:"لَا مَالَ لَكَ؛ إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا؛ فَهُوَ بِمَا استَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا؛ فَذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ".
قَالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو، وَقَالَ
(3)
أَيُّوبُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ لَاعَنَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ - وَفَرَّقَ سُفْيَانُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - فَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّ أَحَدَكُمَا
(4)
كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو وَأَيُّوبَ كَمَا أَخْبَرْتُكَ.
* [5303][التحفة: خ م د س 7050]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ تَائِبٍ".
(2)
قوله: "عَنْ الْمُتَلَاعِنَيْنِ" لأبي ذر وعليه صح: "عن حديث المتلاعنين".
(3)
على أوله: "صح".
(4)
"إن أحدكما" كذا في اليونينية همزة إن مكسورة هنا.
* [5304][التحفة: خ م د س ق 4805]
34 - بَابُ التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ
(1)
• [5305] حدثني
(2)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَّقَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ قَذَفَهَا، وَأَحْلَفَهُمَا
(3)
• [5306] حدثنا
(4)
مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَاعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
35 - بَابٌ يَلْحَقُ الْوَلَدُ بِالْمُلَاعِنَةِ
• [5307] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، فَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا؛ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ.
36 - بَابُ قَوْلِ الْإِمَامِ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ
• [5308] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ
(1)
رقم على هذا الباب للمستملي.
(2)
عليه صح.
(3)
رقم عليه صح.
* [5305][التحفة: خ 7806]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5306][التحفة: خ م 8160]
* [5307][التحفة: ع 8322]
ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الْمُتَلَاعِنَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا، ثُمَّ انْصرَفَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا لِقَوْلِي، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا، قَلِيلَ اللَّحْمِ، سَبْطَ الشَّعَرِ
(1)
، وَكَانَ الَّذِي وَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ آدَمَ، خَدْلًا
(2)
، كَثِيرَ اللَّحْمِ، جَعْدًا
(3)
قَطَطًا
(4)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ بَيِّنْ"، فوَضَعَتْ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَ عِنْدَهَا، فَلَاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ" فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ السُّوءَ فِي الْإِسْلَامِ.
37 - بَابٌ إِذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ الْعِدَّةِ زَوْجًا غَيْرَهُ فَلَمْ يَمَسَّهَا
• [5309] حدثنا
(5)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الشَّعْرةِ".
(2)
كذا بالضبطين، ورقم عليه:"معا".
(3)
جعدا: الجعودة في الشعر ألا يتكسر ولا يسترسل. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 658).
(4)
قططا: شديد الجعودة مثل رءوس السودان. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 158).
* [5308][التحفة: خ م س 6328]
(5)
"حدثني": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَتْ آخَرَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَرَتْ لَهُ أَنَّهُ لَا يَأْتِيهَا، وَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا مِثْلُ هُدْبَةٍ، فَقَالَ:"لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ".
38 - بَابٌ {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ}
(1)
قَالَ مُجَاهِدٌ: إِنْ لَمْ تَعْلَمُوا: يَحِضْنَ أَوْ لَا يَحِضْنَ، وَاللَّائِي قَعَدْنَ عَنِ الْحَيْضِ
(2)
وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ {فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ}
(1)
.
39 - بَابٌ
(3)
{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}
(1)
• [5310] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(4)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا: سُبَيْعَةُ كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا تُوُفِّيَ عَنْهَا
(5)
وَهِيَ حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَصْلُحُ
(6)
أَنْ تنْكِحِيهِ حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الْأَجَلَيْنِ، فَمَكُثَتْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ لَيَالٍ، ثُمَّ جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"انْكِحِي".
* [5309][التحفة: خ 17073 - خ 17317]
(1)
[الطلاق: 4].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الْمَحِيضِ".
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بنت".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "منها".
(6)
"ما يصلح": كذا في اليونينية بالتحتية والفوقية.
* [5310][التحفة: خ س 18273]
• [5311] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الْأَرْقَمِ أَنْ يَسْأَلَ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ: كَيْفَ أَفْتَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: أَفْتَانِي إِذَا وَضَعْتُ أَنْ أَنْكِحَ.
• [5312] حدثنا
(1)
يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ
(2)
بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَنْكِحَ، فَأَذِنَ لَهَا فَنَكَحَتْ.
40 - بَابُ
(3)
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}
(4)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: فِيمَنْ تَزَوَّجَ فِي الْعِدَّةِ فَحَاضَتْ عِنْدَهُ ثَلَاثَ حِيَضٍ: بَانَتْ مِنَ الْأَوَّلِ، وَلَا تَحْتَسِبُ بِهِ لِمَنْ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تَحْتَسِبُ
(5)
، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ، يَعْنِي: قَوْلَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ يُقَالُ: أَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ: إِذَا دَنَا حَيْضُهَا، وَأَقْرَأَتْ: إِذَا دَنَا طُهْرُهَا، وَيُقَالُ: مَا قَرَأَتْ بِسَلًى قَطُّ: إِذَا لَمْ تَجْمَعْ وَلَدًا فِي بَطْنِهَا.
* [5311][التحفة: خ م د س ق 15890]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(2)
نفست: ولدت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفس).
* [5312][التحفة: خ س ق 11272]
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
[البقرة: 228].
(5)
عليه صح.
41 - بَابُ
(1)
قِصَّةُِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ
وَقَوْلِهِ
(2)
: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ
(3)
وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
(4)
.
(5)
إِلَى قَوْلِهِ: {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
(6)
.
• [5313 - 5314] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا
(7)
مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُمَا يَذْكُرَانِ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ طَلَّقَ
(8)
بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ، فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ - أُمُّ الْمُؤْمِنِيِنَ - إِلَى مَرْوَانَ
(9)
- وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ -: اتَّقِ اللَّهَ وَارْدُدْهَا إِلَى بَيْتِهَا، قَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ غَلَبَنِي، وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَوَمَا بَلَغَكِ شَأْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ؟
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وقولِ اللَّهِ".
(3)
كذا بفتح الياء وكسرها معا مع التشديد، فقراءة الفتح لابن كثير، وشعبة وقراءة الكسر للباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 248).
(4)
[الطلاق: 1].
(5)
[الطلاق: 6].
(6)
[الطلاق: 7]. وقوله: " {وَلَا يَخْرُجْنَ
…
} إلخ" مكانه عند أبي ذر وعليه صح: "الآية".
(7)
لأبي ذر، وعليه صح:"حدثني".
(8)
بعده على حاشية البقاعي: "امرأته" ونسبه لنسخة.
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "مروانَ بنِ الحَكَمِ".
قَالَتْ: لَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الحَكَمِ: إِنْ كَانَ بِكِ شَرٌّ فَحَسْبُكِ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنَ الشَّرِّ.
• [5315 - 5316] حدثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا لِفَاطِمَةَ! أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ، يَعْنِي فِي قَوْلِهِ
(2)
: لَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةَ.
• [5317 - 5318] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ: أَلَمْ تَرَيْنَ
(3)
إِلَى فُلَانَةَ بِنْتِ الْحَكَمِ، طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ فَخَرَجَتْ فَقَالَتْ: بِئْسَ مَا صَنَعَتْ
(4)
، قَالَ: أَلمْ تَسْمَعِي فِي قَوْلِ فَاطِمَةَ؟ قَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا خَيْرٌ
(5)
فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَزَادَ
(6)
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عَابَتْ عَائِشَةُ أَشَدَّ الْعَيْبِ، وَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحِْشٍ
(7)
، فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا؛ فَلِذَلِكَ أَرْخَصَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
* [5313 - 5314][التحفة: خ د 16137 - خ د 17560]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "في قَوْلِها".
* [5315 - 5316][التحفة: خ م 17492]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَلَمْ تَرَيْ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "صَنَعَ".
(5)
على آخره صح.
(6)
عليه صح، وهذا الحديث مؤخر عن الباب بعده عند أبي ذر.
(7)
كذا بالضبطين، ورقم عليه:"معا".
* [5317 - 5318][التحفة: خ م 17480]
42 - بَابُ
(1)
الْمُطَلَّقَةِ إِذَا خُشِيَ عَلَيْهَا فِي مَسْكَنِ زَوْجِهَا أَنْ يُقْتَحَمَ عَلَيْهَا أَوْ تَبْذُوَ
(2)
عَلَى أَهْلِهَا
(3)
بِفَاحِشَةٍ
• [5319 - 5320] وحدثني
(4)
حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَلَى فَاطِمَةَ.
43 - بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}
(5)
مِنَ الْحَيْضِ وَالْحَبَلِ
(6)
• [5321] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْفِرَ، إِذَا صَفِيَّةُ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا
(7)
كَئِيبَةً، فَقَالَ لَهَا: "عَقْرَى
(8)
- أَوْ
(9)
: حَلْقَى
(10)
- إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ:"فَانْفِرِي إِذَنْ ".
(1)
عليه صح، وهذا الباب مقدم على الحديث قبله عند أبي ذر.
(2)
تبذو: تفحش في القول. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 82).
(3)
للكشميهني: "على أَهْلِهِ"، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني" بغير واوٍ.
* [5319 - 5320][التحفة: خ 18033]
(5)
[البقرة: 228].
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَالْحَمْلِ".
(7)
خبائها: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبا).
(8)
عقرى: أُصيبت بجرح. وظاهره الدعاء عليها وليس بدعاء في الحقيقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).
(9)
عليه صح.
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "عَقْرَى حَلْقَى".
حلقى: ظاهره الدعاء بوجع الحلق والمراد منه التعجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلق).
* [5321][التحفة: خ م س 15927]
44 - بَابٌ {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}
(1)
فِي الْعِدَّةِ وَكَيْفَ يُرَاجِعُ الْمَرْأَةَ
(2)
إِذَا طَلَّقَهَا وَاحِدَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ
• [5322] حدثني مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: زَوَّجَ مَعْقِلٌ أُخْتَهُ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً.
• [5323] وَحدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ كَانَتْ أُخْتُهُ تَحْتَ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَا، ثُمَّ خَلَّى
(3)
عَنْهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثم خَطَبَهَا فَحَمِيَ مَعْقِلٌ مِنْ ذَلِكَ أَنَفًا
(4)
، فَقَالَ: خَلَّى عَنْهَا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا ثُمَّ يَخْطُبُهَا! فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}
(5)
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ عَلَيْهِ؛ فَتَرَكَ الْحَمِيَّةَ
(6)
وَاسْتَقَادَ
(7)
لِأَمْرِ اللَّهِ.
• [5324] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما
(1)
[البقرة: 228].
(2)
قوله: "يُرَاجِعُ الْمَرْأَةَ" لأبي ذر: "تُرَاجَعُ الْمَرْأَةُ".
* [5322][التحفة: خ د ت س 11465]
(3)
عليه صح.
(4)
أنفا: أي: أخذتْه الحمية من الغيرة والغضب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنف).
(5)
[البقرة: 232]. تعضلوهن: تمنعوهن. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(6/ 78).
(6)
الحمية: الأنفة والغيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حما).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَاسْتَرَادَّ".
استقاد: خضع. (انظر: مختار الصحاح، مادة: قود).
* [5323][التحفة: خ د ت س 11465]
طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ
(1)
لَهَا النِّسَاءُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ لِأَحَدِهِمْ: إِنْ
(2)
كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ
(3)
.
وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ طَلَّقْتَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِهَذَا.
45 - بَابُ مُرَاجَعَةِ الْحَائِضِ
• [5325] حدثنا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا ثُمَّ يُطَلِّقَ مِنْ
(4)
قُبُلِ
(5)
عِدَّتِهَا، قُلْتُ: فَتَعْتَدُّ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ.
(1)
"تُطَلَّقَ" في نسخ معتمدة بالفوقية، وفي أخرى معتمدة بالتحتية.
(2)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"لو".
(3)
"غيرك" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5324][التحفة: خ م د 8277]
(4)
على حاشية البقاعي: "في" ونسبه لنسخة.
(5)
قبل: إقبال وأول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبل).
* [5325][التحفة: ع 8573]
46 - بَابٌ تُحِدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا
(1)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا أَرَى أَنْ تَقْرَبَ الصَّبِيَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا الطِّيبَ؛ لِأَنَّ عَلَيْهَا الْعِدَّةَ.
• [5326] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(2)
أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الثَّلَاثَةَ، قَالَتْ زَيْنَبُ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَدَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِطِيبٍ فِيهِ
(3)
صُفْرَةٌ
(4)
خَلُوقٌ
(5)
أَوْ غَيْرُهُ
(6)
فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا
(7)
ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
• [5327] قَالَتْ زَيْنَبُ: فَدَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ ابْنَةِ
(8)
جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا؛
(1)
ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فِيهَا".
(4)
عليه صح.
(5)
عليه صح.
خلوق: طيب مركب من الزعفران وغيره من أنواع الطيب تغلب عليه الحمرة والصفرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(6)
عليه صح. وقوله: "صفرةٌ خلوقٌ أو غيرُهُ" لأبي ذر: "صُفْرَةُ خَلُوقٍ أَوْ غَيْرِهِ" وعليه صح.
(7)
بعارضيها: عارضا الإنسان: صفحتا خديه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرض).
* [5326][التحفة: خ م د ت س 15874]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بنت".
فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَهٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ
(1)
لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
• [5328] قالت زَيْنَبُ: وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا، أَفَتَكْحُلُهَا
(2)
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا" - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: "لَا" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ".
قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ: وَمَا تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ؟ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا
(3)
سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ: حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ، فَتَفْتَضُّ بِهِ فَقَلَّمَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلا مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرمِي ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ، سُئِلَ مَالِكٌ: مَا تَفْتَضُّ بِهِ؟ قَالَ: تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا.
(1)
عليه صح.
* [5327][التحفة: خ م د ت س 15874]
(2)
"أفتكحُلُها" ضم الحاء من الفرع، وقال النووي: هو بضم الحاء.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَهَا".
* [5328][التحفة: خ م د ت س 15874]
47 - بَابُ الْكُحْلِ لِلْحَادَّةِ
(1)
• [5329] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(2)
أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَحَشُوا عَيْنَيْهَا
(3)
؛ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْكُحْلِ، فَقَالَ: "لَا تَكَحَّلْ
(4)
قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ
(5)
تَمْكُثُ فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا
(6)
أَوْ شَرِّ بَيْتِهَا، فَإِذَا كانَ حَوْلٌ
(7)
فَمَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعَرَةٍ فَلَا حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ".
• [5330] وَسَمِعْتُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ
(8)
تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
(1)
للحادَّة: التي تترك وضع العطور والزينة لوفاة زوجها. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: حدد).
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"بنت".
(3)
للكشميهني: "على عينيها".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تَكْتَحِلْ".
(5)
على حاشية البقاعي: "إحداهن" ونسبه لأبي الوقت.
(6)
أحلاسها: جمع حِلْسٍ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب. والمراد: ثيابها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلس).
(7)
حول: سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).
* [5329][التحفة: ع 18259]
(8)
"بنت أبي سلمة" ورقم على أوله وثانيه لأبي ذر، وعلى كل منهما صح.
* [5330][التحفة: خ م د ت س 15874]
• [5331] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا أَنْ نُحِدَّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ إِلَّا بِزَوْجٍ
(1)
.
48 - بَابُ الْقُسْطِ لِلْحَادَّةِ عِنْدَ الطُّهْرِ
• [5332] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا نَكْتَحِلَ وَلَا نَطَّيَّبَ وَلَا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ
(3)
، وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا
(4)
فِي نُبْذَةٍ
(5)
مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ
(6)
، وَكُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ.
49 - بَابٌ تَلْبَسُ الْحَادَّةُ ثِيَابَ الْعَصْبِ
• [5333] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إِلَّا على زَوْجٍ".
* [5331][التحفة: خ 18103]
(2)
عليه صح.
(3)
عصب: برود يمنية يجمع غزلها ويشد ثم يصبغ وينسج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَيْضَتِهَا". وعلى حاشية البقاعي: "حيضها".
(5)
نبذة: قطعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبذ).
(6)
كست أظفار: نوعان معروفان من البخور، وليسا من مقصود الطيب، رُخَّصَ فيهما للمغتسلة من الحيض لإزالة الرائحة الكريهة، تتبع به أثر الدم، لا للتطيب. (انظر: صحيح مسلم بشرح النووي) (10/ 119).
* [5332][التحفة: خ م 18117]
حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: قَالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا لَا تَكْتَحِلُ وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ".
• [5334] وَقال الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَتْنَا حَفْصَةُ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَا تَمَسَّ طِيبًا إِلَّا أَدْنَى طُهْرِهَا إِذَا طَهُرَتْ، نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ
(2)
.
50 - بَابٌ
(3)
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} إِلَى قَوْلِهِ: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
(4)
• [5335] حدثني
(5)
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا}
(6)
قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبًا
(7)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"قال لي النبي".
* [5333][التحفة: خ م د س ق 18134]
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه: القُسْطُ والكُسْتُ مثل الكافور"، وله أيضا وعليه صح:"والقافور". وقع في النسخة المطبوعة والتي شرح عليها القسطلاني زيادة هذه الجملة مكررة قبل: باب تلبس الحادة ثياب العصب وبعده، ومعها تفسير نبذة بقوله: نبذة قطعة. فليعلم". اهـ.
* [5334][التحفة: خ م د س ق 18134]
(3)
عليه صح، وهذا الباب عند أبي ذر مؤخر عن حديث محمد بن كثير الآتي بعد الحديث التالي.
(4)
[البقرة: 234].
(5)
عليه صح.
(6)
[البقرة: 240].
(7)
رقم عليه للكشميهني.
مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ
(1)
عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} ، فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ
(2)
عَلَيْهَا، زَعَمَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
(3)
: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} .
وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا
(4)
وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ لِقَوْلِ اللَّهِ: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ
(5)
}.
قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَلَا سُكْنَى لَهَا.
• [5336] حدثنا
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو
(1)
جناح: إثم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنح).
(2)
على آخره صح.
(3)
قوله: "وقول اللَّه تعالى" أي: وكذلك قول اللَّه تعالى كما قدره القسطلاني.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَهْلِهِ".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "في أنفُسِهنَّ".
* [5335][التحفة: خ د س 5900]
(6)
عليه صح، وهذا الحديث مقدم عند أبي ذر على الباب قبله.
بْنِ حَزْمٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ
(1)
، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ابْنَةِ
(2)
أَبِي سُفْيَانَ لَمَّا جَاءَهَا نَعِيُّ
(3)
أَبِيهَا؛ دَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَحَتْ ذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ؛ لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
51 - بَابُ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَالنِّكَاحِ الْفَاسِدِ
وَقَالَ الْحَسَنُ
(4)
: إِذَا تَزَوَّجَ مُحَرَّمَةً
(5)
وَهوَ لَا يَشْعُرُ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا وَلَهَا مَا أَخَذَتْ، وَلَيْسَ لَهَا غَيْرُهُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: لَهَا صَدَاقُهَا.
• [5337] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ.
• [5338] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
(1)
قوله: "زينب ابنة أم سلمة" لأبي ذر وعليه صح: "بنتِ أبي سَلَمَةَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(3)
نعي: إذاعة الموت والإخبار به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نعا).
* [5336][التحفة: خ م د ت س 15874]
(4)
قوله: "وَقَالَ الْحَسَنُ .... " إلخ رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(5)
رقم عليه للمستملي والكشميهني، ولأبي ذر عن المستملي:"مَحْرَمَهُ".
* [5337][التحفة: ع 10010]
لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَةَ
(1)
وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ.
• [5339] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ.
52 - بَابُ الْمَهْرِ لِلْمَدْخُولِ
(2)
عَلَيْهَا، وَكَيْفَ الدُّخُولُ، أَوْ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ وَالْمَسِيسِ
(3)
• [5340] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: فَرَّقَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ:"اللَّهُ يَعْلَمُ أَن أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ فَأَبَيَا" فَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ فَأَبَيَا" فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ أَيُّوبُ: فَقَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: فِي الْحَدِيثِ شَيْءٌ لَا أَرَاكَ تُحَدِّثُهُ، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: مَالِي! قَالَ: "لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ دَخَلْتَ بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَهُوَ أَبْعَدُ مِنْكَ".
(1)
الواشمة: الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نِيل فيزرق أثره أو يخضر. والواشمة: التي تفعل ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وشم).
* [5338][التحفة: خ 11811]
* [5339][التحفة: خ د 13427]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لِلْمَدْخُولَةِ".
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي.
* [5340][التحفة: خ م د س 7050]
53 - بَابُ الْمُتْعَةِ لِلَّتِي لَمْ يُفْرَضْ لَهَا
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ
(1)
} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(2)
(3)
وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُلَاعَنَةِ
(4)
مُتْعَةً حِينَ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا.
• [5341] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ:"حِسَابُكُمَا عَلَى اللَّهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَالِي! قَالَ: "لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا؛ فَهُوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ
(5)
عَلَيْهَا فَذاكَ أَبْعَدُ وَأَبْعَدُ لَكَ مِنْهَا".
* * *
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: " {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} إلى قوله: {بَصِيرٌ} ".
(2)
[البقرة: 236، 237].
(3)
[البقرة: 241، 242].
(4)
فتح عين الملاعنة من الفرع.
(5)
رقم عليه لنسخة. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ونسخة:"كَاذِبًا".
* [5341][التحفة: خ م د س 7051]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
66 - كتابُ النَّفَقَاتِ
(2)
وَ
(3)
فَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الْأَهْلِ
(4)
{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ
(5)
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}
(6)
.
وَقَالَ الْحَسَنُ: (الْعَفْوُ): الْفَضْلُ.
• [5342] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَقُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ؟ فَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ يَحْتَسِبُهَا؛ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً
(7)
".
(1)
على البسملة صح، ورقم عليها بعلامة مؤخر عن اسم الكتاب عند أبي ذر.
(2)
"كِتَابُ النَّفَقَاتِ" عليه صح، ورقم عليه بعلامة مقدم على البسملة عند أبي ذر.
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "وَقَوْلِ اللَّهِ تعالى".
(5)
كذا رسمها بضم آخره وفتحه، فقراءة الضم لأبي عمرو البصري، والنصب للباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 227).
(6)
[البقرة: 219، 220].
(7)
على آخره صح.
* [5342][التحفة: خ م ت س 9996]
• [5343] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ".
• [5344] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ".
• [5345] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: لِي مَالٌ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ:"لَا"، قُلْتُ: فَالشَّطْرُِ؟
(1)
قَالَ: "لَا"، قُلْتُ: فَالثُّلُثُِ؟
(2)
، قَالَ: "الثُّلُثُ
(3)
وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً
(4)
يتكَفَّفُونَ
(5)
النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ
(6)
،
* [5343][التحفة: خ 13846]
* [5344][التحفة: خ م ت س ق 12914]
(1)
"فَالشَّطْرُ" بالرفع وحده، عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
فالشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَالثُّلُثُ" بالرفع وحده.
(3)
عليه صح.
(4)
عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل).
(5)
يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).
(6)
"صَدَقَةٌ" كذا هو بالضبطين في اليونينية.
حَتَّى اللُّقْمَةَ
(1)
تَرفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرفَعُكَ؛ يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ".
1 - بَابُ وُجُوبِ النَّفَقَةِ عَلَى الْأَهْلِ وَالْعِيَالِ
• [5346] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ"، تَقُولُ الْمَرْأَةُ: إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الاِبْنُ: أَطْعِمْنِي، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي. فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، هَذَا مِنْ كِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
• [5347] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ".
(1)
على آخره صح.
* [5345][التحفة: خ م س 3880]
* [5346][التحفة: خ س 12366]
* [5347][التحفة: خ 13187]
2 - بَابُ حَبْسِ نَفَقَةِ
(1)
الرَّجُلِ قُوتَ سَنَةٍ عَلَى أَهْلِهِ وَكَيْفَ نَفَقَاتُ الْعِيَالِ
• [5348] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ لِي مَعْمَرٌ: قَالَ لِيَ الثَّوْرِيُّ: هَلْ سَمِعْتَ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ أَوْ بَعْضِ السَّنَةِ؟ قَالَ مَعْمَرٌ: فَلَمْ يَحْضُرْنِي ثُمَّ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ.
• [5349] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ مَالِكٌ: انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ؛ إِذْ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ
(3)
لَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلُوا وَسَلَّمُوا فَجَلَسُوا ثُمَّ لَبِثَ يَرفَا قَلِيلًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأذِنَ لَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلَا سَلَّمَا وَجَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، فَقَالَ الرَّهْطُ
(4)
- عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ:
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
على آخره صح.
* [5348][التحفة: خ 10634]
(3)
مضبوط في الفرع المعتمد بفتح الهمزة وكسر الذال وفتح النون على أنه فعل ماض، وبسكون الهمزة وفتح الذال وسكون النون على أنه فعل أمر.
(4)
الرهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا
(1)
، أنْشُدُكُمْ
(2)
بِاللَّهِ الَّذِي بِهِ
(3)
تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا
(4)
صَدَقَةٌ" يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللهَ كَانَ
(5)
خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، قَالَ اللَّهُ: {مَا أَفَاءَ
(6)
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ
(7)
} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ}
(8)
فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا
(9)
دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ،
(1)
اتئدوا: على رسلكم، وهو من التؤدة، وهي التأني والتثبت وعدم العجلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: تأد).
(2)
أنشدكم: أسألكم وأقسم عليكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِإِذْنِهِ".
(4)
بعده على حاشية البقاعي: "فهو" ونسبه لنسخة.
(5)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ".
(6)
أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: " {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ} ".
(8)
[الحشر: 6].
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا اخْتَارَهَا".
فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ
(1)
، هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ يَعْمَلُ
(2)
فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَذَا وَكَذَا وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: أَنَا وَليُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ وَأَتَى هَذَا
(3)
يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ وَبِمَا عَمِلْتُ بِهِ فِيهَا مُنْذُ وُلِّيتُهَا، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فِيهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ فَقَالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.
(1)
قوله "أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَعَمِلَ".
(3)
قوله "وَأَتَى هَذَا": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَإِنَّ هَذَا".
* [5349][التحفة: خ م د ت س 10633]
3 - بَابٌ
(1)
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى
(2)
: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} إِلَى قَوْلِهِ {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
(3)
وَقَالَ {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}
(4)
.
وَقَالَ {وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} إِلَى قَوْلِهِ {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
(5)
.
وَقَالَ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ: نَهَى اللَّهُ أَنْ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا؛ وَذَلِكَ أَنْ تَقُولَ الْوَالِدَةُ: لَسْتُ مُرْضِعَتَهُ وَهِيَ أَمْثَلُ لَهُ غِذَاءً وَأَشْفَقُ عَلَيْهِ وَأَرْفَقُ بِهِ مِنْ غَيْرِهَا، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَأْبَى بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مِنْ نَفْسِهِ مَا جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لِلْمَوْلُودِ لَهُ أَنْ يُضَارَّ بِوَلَدِهِ وَالِدَتَهُ فَيَمْنَعَهَا أَنْ تُرضِعَهُ ضِرَارًا لَهَا إِلَى غَيْرِهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَسْتَرْضِعَا عَنْ طِيبِ نَفْسِ الْوَالِدِ وَالْوَالِدَةِ {فَإِنْ
(6)
أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}
(3)
بَعْدَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ. فِصَالُهُ: فِطَامُهُ.
(1)
عليه صح. وهذا الباب وما تحته مؤخر عند أبي ذر عن الباب بعده.
(2)
قوله "وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى": عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
[البقرة: 233].
(4)
[الأحقاف: 15].
(5)
[الطلاق: 6 - 7].
(6)
على أوله صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَإِنْ".
4 - بَابُ
(1)
نَفَقَةِ الْمَرْأَةِ إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَنَفَقَةِ الْوَلَدِ
• [5350] حدثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ
(2)
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ
(3)
بِنْتُ عُتْبَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ
(4)
، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ قَالَ:"لَا، إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ".
• [5351] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَنْفَقت الْمَرْأَةُ مِنْ كَسْبِ زَوْجِهَا عَنْ
(5)
غَيْرِ أَمْرِهِ فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِهِ".
5 - بَابُ عَمَلِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا
• [5352] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليهما السلام أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ فَلَمْ تُصَادِفْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا
(1)
عليه صح. وهذا الباب وما تحته مقدم عند أبي ذر على الباب قبله.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَنْ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "هِنْدٌ".
(4)
مسيك: شديد الإمساك لماله، وقيل: البخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مسك).
* [5350][التحفة: خ 16715]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ".
* [5351][التحفة: خ م د 14695]
جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا" فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا؛ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ
(1)
عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ:"أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا - أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا - فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".
6 - بَابُ خَادِمِ الْمَرْأَةِ
• [5353] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ مُجَاهِدًا، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام أَتَتِ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ، تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدِينَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ" - ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: إِحْدَاهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ، قِيلَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ.
7 - بَابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ
• [5354] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قَدَمِهِ".
* [5352][التحفة: خ م د 10210]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إلَى النَّبِيِّ".
* [5353][التحفة: خ م سي 10220]
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ، قَالَتْ: كَانَ فِي مِهْنَةِ
(1)
أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ.
8 - بَابٌ إِذَا لَمْ يُنْفِقِ الرَّجُلُ فَلِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأْخُذَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ مَا يَكْفِيهَا وَوَلَدَهَا بِالْمَعْرُوفِ
• [5355] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ هِنْدَ
(3)
بِنْتَ عُتْبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَقَالَ:"خُذي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ".
9 - بَابُ حِفْظِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا في ذَاتِ يَدِهِ وَالنَّفَقَةِ
• [5356] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ - وَقَالَ الْآخَرُ: صَالِحُ
(4)
نِسَاءِ قُرَيْشٍ - أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".
(1)
قوله: "كَانَ فِي مِهْنَةِ": لأبي ذر عن الكشميهني: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ".
مهنة: خدمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مهن).
* [5354][التحفة: خ ت 15929]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(3)
"هِنْدًا" وعليه صح. هي في اليونينية بالصرف وعدمه.
* [5355][التحفة: خ س 17314]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "صُلَّحُ".
وَيُذْكَرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
10 - بَابُ كِسْوَةِ الْمَرْأَةِ بِالْمَعْرُوفِ
• [5357] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: آتَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةَ
(1)
سِيَرَاءَ
(2)
فَلَبِسْتُهَا؛ فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَشَقَّقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.
11 - بَابُ عَوْنِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا فِي وَلَدِهِ
• [5358] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجْتَ
(3)
يَا جَابِرُ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: "بِكْرًا
(4)
أَمْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ. "فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ" قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ
* [5356][التحفة: خ م 13681]
(1)
حلة: هي ثياب ذات خطوط. والحلة لا تكون إلا من ثوبين. وقيل: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة. وقيل: الحلل برود اليمن. (انظر: هدي الساري)(ص 113).
(2)
قوله: "حُلَّةَ سِيَرَاءَ" لأبي ذر وعليه صح: "حُلَّةً سِيَرَاءَ".
سيراء: هي نوع من البرود يخالطه حرير، وقيل: الحرير الصافي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سير).
* [5357][التحفة: خ م س 10099]
(3)
للمستملي: "أَتَزَوَّجْتَ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أَبِكْرًا".
أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ فَقَالَ: "بَارَكَ اللَّهُ - أَوْ: خَيْرًا
(1)
".
12 - بَابُ نَفَقَةِ الْمُعْسِرِ عَلَى أَهْلِهِ
• [5359] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ:"وَلِمَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ:"فَأَعْتِقْ رَقَبَةً"، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي، قَالَ:"فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ"، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:"فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا"، قَالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ
(2)
فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ:"أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: هَأَنَذَا، قَالَ:"تَصَدَّقْ بِهَذَا"، قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا
(3)
أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، قَالَ:"فَأَنْتُمْ إِذَنْ ".
(1)
قوله "بَارَكَ اللَّهُ - أَوْ: خَيْرًا": لأبي ذر وعليه صح: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ - أَوْ قَالَ: "خَيْرًا".
* [5358][التحفة: خ م ت س 2512]
(2)
بعرق: زَبِيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عَرَق. (والزَّبِيل: القُفَّة). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).
(3)
لابتيها: مثنى لابَة، وهي الأرض ذاتُ الحجارة السود - والمراد طرفاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوب).
* [5359][التحفة: ع 12275]
13 - بَابٌ {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}
(1)
وَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْهُ شَيْءٌ {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} إِلَى قَوْلِهِ: {صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
(2)
• [5360] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(3)
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ
(4)
هَكَذَا وَهَكَذَا إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: "نَعَمْ لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ".
• [5361] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ هِنْدُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ
(5)
أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِينِي وَبَنِيَّ؟ قَالَ: "خُذِي بِالْمَعْرُوفِ".
14 - قَوْلُ
(6)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ"
• [5362] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى
(1)
[البقرة: 233].
(2)
[النحل: 76].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(4)
عليه صح.
* [5360][التحفة: خ م 18265]
(5)
جناح: إثم. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 178).
* [5361][التحفة: خ 16909]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: "هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا
(1)
؟ " فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى وَإِلَّا قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ قَالَ: "أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِن أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ".
15 - بَابُ الْمَرَاضِعِ مِنَ الْمَوَالِيَاتِ
(2)
وَغَيْرِهِنَّ
• [5363] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(3)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ
(3)
أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: "وَتُحِبِّينَ ذَلِكِ
(4)
؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ
(5)
، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي الْخَيْرِ أُخْتِي، فَقَالَ: "إِنَّ
(6)
ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ ابْنَةَ
(3)
أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: "ابْنَةَ
(3)
أُمِّ سَلَمَةَ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَوَاللَّهِ، لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي
(7)
فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَضَاءً".
* [5362][التحفة: خ م ت 15216]
(2)
"مِنَ الْمَوَالِيَاتِ" قال القسطلاني: "كذا في الفرع كأصله، والذي في معظم الروايات: من المَوَالِي". اهـ.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قَالَتْ".
(5)
بمخلية: منفردة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 239).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَإِنَّ".
(7)
ربيبتي: ربيبة الرجل: بنت امرأته من غيره. (انظر: لسان العرب، مادة: ربب).
ابْنَةُ
(1)
أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ".
وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ: ثُوَيْبَةُ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ.
* * *
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتُ".
* [5363][التحفة: خ م س ق 15875]
بسم الله الرحمن الرحيم
67 - كتابُ الأطْعِمَةِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
(1)
.
وَقَوْلِهِ: (كُلُوا)
(2)
{مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}
(3)
.
وَقَوْلِهِ: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
(4)
.
• [5364] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ".
قَالَ سُفْيَانُ: وَالْعَانِي: الْأَسِيرُ.
• [5365] حدثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَبِعَ آل مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيامٍ حَتَّى قُبِضَ.
(1)
[البقرة: 57].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْفِقُوا". وهذه الرواية هي الموافقة للتلاوة.
(3)
[البقرة: 267].
(4)
[المؤمنون: 51].
* [5364][التحفة: خ د س 9001]
* [5365][التحفة: خ 13423]
• [5366] وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَأْتُهُ
(1)
آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي، فَقَالَ:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ"
(2)
، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ
(3)
، فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ
(4)
مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:"عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ"
(5)
، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ:"عُدْ"، فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ
(6)
، قَالَ: فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي وَقُلْتُ لَهُ: تَوَلَّى
(7)
اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ، وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ
(1)
إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ
(8)
.
(1)
عليه صح صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يَا أَبَا هِرٍّ".
(3)
رحله: يعني الدور والمساكن والمنازل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(4)
بعس: العس: قدح كبير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسس).
(5)
قوله: "عُدْ يَا أَبَا هِرًّ" هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا، والذي في النسخ المطبوعة تبعًا لشرح القسطلاني المطبوع:"عُدْ فَاشْرَبْ يَا أَبَا هِرٍّ". اهـ.
(6)
كالقدح: عُود السهم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 172).
(7)
رقم عليه للأصيلي. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي أيضًا:"فَوَلَّى".
(8)
النعم: الإبل، وحمرها أفضلها. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 17).
* [5366][التحفة: خ 13425]
1 - بَابُ
(1)
التَّسْمِيَةِ عَلَى الطَّعَامِ وَالْأَكْلِ بِالْيَمِينِ
(2)
• [5367] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
(3)
، قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ
(4)
فِي الصَّحْفَةِ
(5)
، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ"، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي
(6)
بَعْدُ.
2 - الْأَكْلُ
(7)
مِمَّا يَلِيهِ
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ".
• [5368] حدثني
(8)
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عُمَرَ
(1)
رقم عليه بعلامة السقوط فقط دون ترميز.
(2)
"وَالْأَكْلِ بِالْيَمِينِ" هذه الجملة مضروب عليها بالحمرة في اليونينية وفرعها، وهي ثابتة في أصول كثيرة.
(3)
على آخره وأول ما بعده: صح.
(4)
تطيش: تتناول من كل جانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طيش).
(5)
الصحفة: هي إناءٌ كالقَصْعَة المبسوطة ونحوها، والجمع: صِحاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صحف).
(6)
على أوله صح.
طعمتي: حالتي في الأكل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طعم).
* [5367][التحفة: خ م س ق 10688]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ الْأَكْلِ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ: ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَكَلْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ نَوَاحِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلْ مِمَّا يَلِيكَ".
• [5369] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ وَمَعَهُ رَبِيبُهُ
(1)
عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: "سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ".
3 - بَابُ مَنْ تَتَبَّعَ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ مَعَ صَاحِبِهِ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ كَرَاهِيَةً
• [5370] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
(2)
، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ
(3)
مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
* [5368][التحفة: خ م س ق 10688]
(1)
ربيبه: ربيب الرجل: ابن امرأته من غيره. (انظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام، مادة: ربب).
* [5369][التحفة: خ م س ق 10688]
(2)
قوله: "عَنْ إِسْحَاقَ بنِ أَبِي طَلْحَةَ" لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ" وبعده صح.
(3)
الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).
* [5370][التحفة: خ م د ت س 198]
4 - بَابُ التَّيَمُّنِ فِي الْأَكْلِ وَغَيْرِهِ
(1)
• [5371] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَن أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا استَطَاعَ فِي طُهُورِهِ وَتَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ
(2)
، وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطٍ
(3)
قَبْلَ هَذَا: فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ.
5 - بَابُ مَنْ أكلَ حَتَّى شَبعَ
• [5372] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْسَلَكَ
(4)
أَبُو طَلْحَةَ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:
(1)
زاد لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "قال عُمَرُ بنُ أبِي سَلَمَةَ قال لِي النبيُّ صلى الله عليه وسلم كُلْ بِيَمِينِكَ".
(2)
ترجله: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(3)
عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
* [5371][التحفة: ع 17657]
(4)
"أرْسَلَكَ" هو هكذا بدون مد على الألف في النسخ المعتمدة بيدنا، وبمدّ الألف في شرح القسطلاني ونسخ الطبع.
"بِطَعَامٍ؟ "
(1)
قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ:"قُومُوا"، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ"، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً
(2)
لَهَا فَأَدَمَتْهُ
(3)
، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ" فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ ثَمَانُونَ رَجُلًا.
• [5373] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو عُثْمَانَ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَة، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ " فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ
(4)
مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِطَعَامٍ".
(2)
عكة: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكك).
(3)
فأدمته: خلطته وجعلت فيه إدامًا، وهو ما يُؤْكَلُ مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).
* [5372][التحفة: خ م ت س 200]
(4)
صاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ
(1)
طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ - أَوْ قَالَ: هِبَةٌ؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ
(2)
يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ
(3)
وَمِائَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ
(4)
لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ
(5)
فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ.
• [5374] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ.
6 - بَابٌ {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ
(6)
} إِلَى قَوْلِهِ: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
(7)
• [5375] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ
(1)
مشعان: منتفش الشعر، ثائر الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعن).
(2)
بسواد البطن: الكبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سود).
(3)
قوله: "مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَا فِي الثَّلَاثِينَ".
(4)
حز: قطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حزز).
(5)
"فِيهَا قَصْعَتَيْنِ" كذا في اليونينية والفرع، وفي باب الهبة:"مِنْهَا" بدل: "فِيهَا"، وهو كذلك هنا في أصول كثيرة.
* [5373][التحفة: خ م 9689]
* [5374][التحفة: خ م 17860]
(6)
بعده عند أبي ذر وعليه صح: " {وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} الآيَةَ".
(7)
[النور: 61].
بُشَيْرَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ - قَالَ يَحْيَى: وَهِيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ
(1)
- دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ
(2)
فَلُكْنَاهُ
(3)
فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَوْدًا وَبَدْءًا.
7 - بَابُ الْخُبْزِ الْمُرَقَّقِ وَالْأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ
• [5376] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ خَبَّازٌ لَهُ فَقَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً مَسْمُوطَةً
(4)
حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.
• [5377] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ - قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الْإِسْكَافُ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا عَلِمْتُ
(1)
روحة: من الرواح: وهو الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
(2)
بسويق: السويق: القمح المقلي يطحن، وربما ثري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).
(3)
فلكناه: اللَّوْك: المضغ وإدارة الشيء في الفم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوك).
* [5375][التحفة: خ س ق 4813]
(4)
مسموطة: مشوية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمط).
* [5376][التحفة: خ ق 1406]
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ
(1)
قَطُّ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ
(2)
. قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَى مَا
(3)
كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ
(4)
.
• [5378] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يبْنِي بِصَفِيَّةَ فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَليمَتِهِ أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ
(5)
فَبُسِطَتْ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا التَّمْرُ
(6)
وَالْأَقِطُ
(7)
وَالسَّمْنُ
(6)
، وَقَالَ عَمْرٌو عَنْ أَنَسٍ: بَنَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا
(8)
فِي نِطَعٍ.
(1)
"على سُكْرُجَةٍ" هي بهذا الضبط في اليونينية وفرعها، وضبطها القسطلاني بضم السين والكاف والراء المشدّدة، قال:"أو بفتح الراء وبه جزم التوربشتي". اهـ.
سكرجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سكرج).
(2)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قَطُّ".
خوان: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خون).
(3)
قوله: "فَعَلى مَا" لأبي ذر عن الكشميهني: "فَعَلَامَ" وعليه صح صح.
(4)
السفر: جمع سفرة، وهي طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحْمَلُ في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفر).
* [5377][التحفة: خ ت س ق 1444]
(5)
بالأنطاع: جمع نطع وهو الذي يفترش من الجلود. (انظر: هدي الساري)(ص 196).
(6)
على آخره صح.
(7)
على آخره صح.
الأقط: لبن مجفف يابس مُسْتَحْجِر يُطبخ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أقط).
(8)
حيسا: الحيس: الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق، أو الفتيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حيس).
* [5378][التحفة: خ 746]
• [5379] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَ
(1)
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُونَ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ
(2)
، فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ، هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ؟ إِنَّمَا كَانَ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ، فَأَوْكَيْتُ قِرْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَحَدِهِمَا وَجَعَلْتُ فِي سُفْرَتِهِ آخَرَ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ، يَقُولُ: إِيهًا
(3)
وَالْإِلَهِ
تِلْكَ
(4)
شَكَاةٌ
(5)
ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا
• [5380] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ - خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ - أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا
(6)
، فَدَعَا بِهِنَّ فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ وَتَرَكَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَالْمُتَقَذِّرِ لَهُنَّ، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ.
(1)
على الواو صح.
(2)
النطاقين: مثنى النطاق وهو ما تشد به المرأة وسطها لترفع به ثوبها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطق).
(3)
عليه صح صح.
(4)
عليه صح. ولأبي ذر: "صَدْرَهُ: وعَيَّرَنِي الواشُونَ أنِّي أُحِبُّها وَتِلْكَ إلخ"، بعده على حاشية البقاعي:"ابنها" ونسبه لنسخة.
(5)
عليه صح.
* [5379][التحفة: خ 15731]
(6)
أضبا: الضب: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذَنَب عريض أعقد، يكثر في صحاري الأقطار العربية. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضبب).
* [5380][التحفة: خ م د س 5448]
8 - بَابُ السَّوِيقِ
• [5381] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ
(1)
أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّهْبَاءِ وَهْيَ
(2)
عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَرَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ إِلَّا سَوِيقًا فَلَاكَ مِنْهُ
(3)
فَلُكْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ صَلَّى وَصَلَّيْنَا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
9 - بَابٌ
(4)
مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا يَأْكُلُ
(5)
حَتَّى يُسَمَّى لَهُ فَيَعْلَمَ مَا هُوَ
• [5382] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللَّهِ - أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَيْمُونَةَ - وَهِيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ - فَوَجَدَ عِنْدَهَا
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَخْبَرَهُمْ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَهُوَ".
(3)
قوله: "فَلَاكَ مِنْهُ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَلَاكَهُ".
* [5381][التحفة: خ س ق 4813]
(4)
"بَابٌ" هكذا بالتنوين في اليونينية، وفي القسطلاني أنه بدون تنوين مضاف إلى المصدر بعده.
(5)
على أوله صح.
ضَبًّا مَحْنُوذًا
(1)
قَدِمَتْ
(2)
بِهِ
(3)
أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ وَيُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ: أَخْبِرْنَ
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدَّمْتُنَّ لَهُ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ
(5)
". قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ
(6)
فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيَّ.
10 - بَابٌ طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ
• [5383] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "طَعَامُ الاِثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ".
(1)
محنوذا: مشويًّا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنذ).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ قَدِمَتْ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِهَا".
(4)
على آخره صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أَخْبِرِي".
(5)
أعافه: أكرهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيف).
(6)
فاجتررته: جذبته. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(10/ 191).
(7)
لأبي وقت: "والنبيُّ".
* [5382][التحفة: خ م د س ق 3504]
* [5383][التحفة: خ م ت س 13804]
11 - بَابٌ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ
(1)
• [5384] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا، فَقَالَ: يَا نَافِعُ، لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى
(3)
وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
• [5385]
(4)
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ - أَوِ الْمُنَافِقَ؛ فَلَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ - يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
• [5386] وقال ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
• [5387] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ أَبُو نَهِيكٍ
(1)
زاد لبعضهم: "فيه أبُو هُرَيْرَةَ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم" بلا رقم. كذا في اليونينية من غير رقم عليه، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(3)
معى: واحد الأمْعاء وهي المَصارِين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: معا).
* [5384][التحفة: خ م 8517]
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ المُؤْمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ فيه أبو هريرة عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم". في القسطلاني كذا ثبتت هذه الزيادة لأبي ذر وسقطت للباقين وهو أولى؛ إذ لا فائدة في تكرارها. اهـ.
* [5385][التحفة: خ 8046]
* [5386][التحفة: خت 8391]
رَجُلًا أكُولًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" فَقَالَ: فَأَنَا أُومِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
• [5388] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْكُلُ الْمُسْلِمُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
• [5389] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِن الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
12 - بَابُ الْأَكْلِ مُتَّكِئًا
• [5390] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
: "لَا آكُلُ مُتَّكِئًا".
• [5391] حدثني
(2)
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
* [5387][التحفة: خ 7357]
* [5388][التحفة: خ 13847]
* [5389][التحفة: خ س ق 13412]
(1)
زاد للكشميهني: "إِنَّي".
* [5390][التحفة: خ د ت س ق 11801]
(2)
عليه صح.
الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ: "لَا آكُلُ وَأَنَا مُتَّكِئٌ".
13 - بَابُ الشِّوَاءِ وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَجَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}
(1)
أَيْ: مَشْوِيٍّ
• [5392] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ"، فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ.
قَالَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: بِضبٍّ مَحْنُوذٍ.
14 - بَابُ الْخَزِيرَةِ
قَالَ النَّضْرُ: الْخَزِيرَةُ مِنَ النُّخَالَةِ، وَالْحَرِيرَةُ مِنَ اللَّبَنِ.
• [5393] حدثني
(2)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ - أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:
* [5391][التحفة: خ د ت س ق 11801]
(1)
[هود: 69].
* [5392][التحفة: خ م د س ق 3504]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي فَإِذَا كَانَتِ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ؛ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ لَهُمْ، فَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ تَأْتِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقَالَ:"سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ لِي:"أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ " فَأَشَرْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فكَبَّرَ فَصَفَفْنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ
(2)
صَنَعْنَاهُ فَثَابَ
(3)
فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَقُلْ أَلَا تَرَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ"، قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ:"فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ - أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ وَكَانَ مِنْ سَرَاتِهِمْ
(4)
- عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودٍ فَصَدَّقَهُ.
(1)
فغدا: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
(2)
خزير: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقيل هي حَسًا من دقيق ودسم. وقيل إذا كان من دقيق فهي حريرة وإذا كان من نخالة فهو خزيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزر).
(3)
فثاب: اجتمعوا، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).
(4)
سراتهم: جمع سري، وهو النفيس الشريف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرو).
* [5393][التحفة: خ م س ق 9750]
15 - بَابُ الْأَقِطِ
وَقَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أَنَسًا: بَنَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بصَفِيَّةَ فَأَلْقَى التَّمْرَ وَالْأَقِطَ وَالسَّمْنَ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَيْسًا.
• [5394] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَهْدَتْ خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضِبَابًا وَأَقِطًا وَلَبَنًا فَوُضِعَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَتِهِ، فَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُوضَع وَشَرِبَ اللَّبَنَ وَأَكَلَ الْأَقِطَ.
16 - بَابُ السِّلْقِ
(1)
وَالشَّعِيرِ
• [5395] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا، وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلَا نَقِيلُ
(2)
إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَاللَّهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلَا وَدَكٌ
(3)
.
* [5394][التحفة: خ م د س 5448]
(1)
السلق: النبت الذي يُؤكل. (انظر: لسان العرب، مادة: سلق).
(2)
نقيل: القائلة والمقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).
(3)
ودك: الوَدَك: دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ودك).
* [5395][التحفة: خ س 4784]
17 - بَابُ النَّهْسِ وَانْتِشَالِ اللَّحْمِ
• [5396] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: تَعَرَّقَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
• [5397] وَعَنْ أَيُّوبَ وَعَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْتَشَلَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرْقًا مِنْ قِدْرٍ فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
18 - بَابُ تَعَرُّقِ الْعَضُدِ
• [5398] حدثني
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي
(4)
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ مَكَّةَ.
• [5399] حدثنا
(5)
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا
(1)
تعرق: العرق: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).
* [5396][التحفة: خ 6437]
(2)
انتشل: جذب وأخذ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشل).
* [5397][التحفة: خ 6008]
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".
* [5398][التحفة: خ م س 12099]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدَّثني".
جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَازِلٌ أَمَامَنَا وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا وَحْشِيًّا وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ
(1)
نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي لَهُ
(2)
وَأَحَبُّوا لَوْ أَنِّي أَبْصَرْتُهُ فَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إِلَى الْفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ
(3)
ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقَالُوا: لَا وَاللَّهِ لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا ثُمَّ رَكِبْتُ فَشَدَدْتُ عَلَى الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ
(4)
ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ فَوَقَعُوا فِيهِ
(5)
يَأْكُلُونَهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ شَكُّوا فِي أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ فَرُحْنَا وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ مَعِي فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ"، فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ فَأَكَلَهَا حَتَّى تَعَرَّقَهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ.
• [5400] قال ابْنُ جَعْفَرٍ
(6)
: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ
(7)
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ مِثْلَهُ.
(1)
أخصف: أخرز، من الخصف وهو: الضم والجمع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خصف).
(2)
للكشميهني: "بِهِ".
(3)
فأسرجته: السرج: رحل الدابة الذي يوضع فوقها، وأسرج الدابة: أي وضع الرحل فوق ظهرها. (انظر: الذيل على النهاية، مادة: سرج).
(4)
فعقرته: جرحته وهو هنا كناية عن الذبح ويطلق على ضرب قوائم البعير بالسيف. (انظر: هدي الساري)(ص 159).
(5)
عليه صح صح.
* [5399][التحفة: خ م س 12099]
(6)
قوله: "قَالَ ابنُ جَعْفَرٍ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ".
(7)
قوله: "قَالَ ابنُ جَعْفَرٍ وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ" لأبي ذر عن الكشميهني: "قَالَ أبُو جَعْفَرٍ قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ".
* [5400][التحفة: خ م ت 12120]
19 - بَابُ قَطْعِ اللَّحْمِ بِالسِّكِّينِ
• [5401] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَهُ أَنهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
20 - بَابٌ مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا
• [5402] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.
21 - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّعِيرِ
• [5403] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، أَنَّهُ سَأَلَ سَهْلًا: هَلْ رَأَيْتُمْ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ
(1)
؟ قَالَ: لَا، فَقُلْتُ: كُنْتُمْ
(2)
تَنْخُلُونَ الشَّعِيرَ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ كُنَّا نَنْفُخُهُ.
* [5401][التحفة: خ م ت س ق 10700]
* [5402][التحفة: خ م د ت ق 13403]
(1)
النقي: الخبز الذي نُخِل مرة بعد مرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقا).
(2)
قوله: "فَقُلْتُ كُنْتُمْ": لأبي ذر عن الكشميهني: "فَقُلْتَ فَهَلْ كُنْتُمْ".
* [5403][التحفة: خ 4764]
22 - بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ
• [5404] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَانِي سَبْعَ تَمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ
(1)
، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِنَّ تَمْرةٌ أَعْجَبَ
(2)
إِليَّ مِنْهَا؛ شَدَّتْ فِي مَضَاغِي
(3)
.
• [5405] حدثنا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ
(5)
- أَوِ الْحَبَلَةِ
(6)
، حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي
(7)
عَلَى الْإِسْلَامِ، خَسِرْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي.
(1)
حشفة: واحدة الحَشَفِ، وهو اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نَوى له كالشَّيص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشف).
(2)
"أَعْجَبَ": نصب "أَعْجَبَ" من الفرع.
(3)
قوله: "فِي مَضَاغِي" على حرف الجر والميم المفتوحة صح ولأبي ذر وعليه صح صح: "فِي مِضَاغِي" بكسر الميم.
مضاغي: الطعام يُمْضَغ. وقيل: هو المَضْغ نفسه. (انظر: النهاية فِى غريب الحديث، مادة: مضغ).
* [5404][التحفة: خ ت س ق 13617]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(5)
الحبلة: ثَمر السَّمُر، يشبه اللوبياء، وقيل: هو ثَمر العِضَاهِ. والعِضَاهُ: كُلُّ شَجَرٍ عظيم له شَوْكٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبل)
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يُعَزَّرُونَنِي".
تعزرني: تُوقَّفني عليه. وقيل: توبخني على التقصير فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزر).
* [5405][التحفة: خ م ت س ق 3913]
• [5406] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سهلَ بْنَ سَعْدٍ، فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْخُلًا
(2)
مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ
(3)
. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ
(4)
، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ
(5)
فَأَكَلْنَاهُ.
• [5407] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ
(6)
، فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، قَالَ
(7)
: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ الْخُبْزِ الشَّعِيرِ
(8)
.
• [5408] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ،
(1)
عليه صح.
(2)
على حاشية البقاعي: "مناخل" ونسبه لنسخة وعليه صح.
(3)
"قَبضَهُ اللَّهُ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ثُمَّ نَنْفُخُهُ".
(5)
ثريناه: بللناه بالماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثرا).
* [5406][التحفة: خ س 4785]
(6)
مصلية: مشوية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صلا).
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وَقَالَ".
(8)
"من خُبْزِ الشَّعِيرِ" عليه صح، ورقم لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت.
* [5407][التحفة: خ 13020]
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ، وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ.
قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَى مَا
(1)
يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.
• [5409] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ
(2)
ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ.
23 - بَابُ التَّلْبِينَةِ
• [5410] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا - أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ
(3)
مِنْ تَلْبِينَةٍ
(4)
فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ
(5)
فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ
(1)
قوله: "عَلَى مَا" لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَامَ".
* [5408][التحفة: خ ت س ق 1444]
(2)
البر: القمح، وواحدته: برة. (انظر: لسان العرب، مادة: برر).
* [5409][التحفة: خ م س ق 15986]
(3)
ببرمة: البرمة: القدر مطلقًا، وفي الأصل: المتخذة من الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برم).
(4)
تلبينة: حساء يُعمل من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت به تشبيهًا باللبن؛ لبياضها ورقتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبن).
(5)
ثريد: وَهُوَ أَنْ يُثْرَدَ (يُبَلَّل) الْخُبْزُ بِمَرَقِ اللَّحْمِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَهُ اللَّحْمُ (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(9/ 551).
مِنْهَا
(1)
؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ
(2)
لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ
(3)
".
24 - بَابُ الثَّرِيدِ
• [5411] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ
(4)
، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وآسيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".
• [5412] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".
• [5413] حدثنا
(5)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ الْأَشْهَلَ بْنَ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
عليه صح.
مجمة: مَظِنَّة للاستراحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمم).
(3)
كذا ضُبط، ولأبي ذر وعليه صح:"الْحَزَنِ".
* [5410][التحفة: خ م ت س 16539]
(4)
عليه صح.
* [5411][التحفة: خ م ت س ق 9029]
* [5412][التحفة: خ م ت س ق 970]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ، قَالَ: وَأَقْبَلَ عَلَى عَمَلِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَمَا زِلْتُ بَعْدُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ.
25 - بَابُ شَاةٍ مَسْمُوطَةٍ وَالْكَتِفِ وَالْجَنْبِ
• [5414] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، قَالَ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا
(1)
بِعَيْنِهِ قَطُّ.
• [5415] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَ
(2)
مِنْهَا، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَامَ فَطَرَحَ السِّكِّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
26 - بَابُ مَا كَانَ السَّلَفُ يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّحْمِ وَغَيْرِهِ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ: صَنَعْنَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأَبِي بَكْرٍ سُفْرَةً.
* [5413][التحفة: خ س 503]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَسْمُوطَةً".
سميطا: مشوية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سمط).
* [5414][التحفة: خ ق 1406]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَأْكُلُ".
* [5415][التحفة: خ م ت س ق 10700]
• [5416] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُؤْكَلَ
(1)
لُحُومُ
(2)
الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ؟ قَالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ
(3)
الْغَنِيُّ
(3)
الْفَقِيرَ
(4)
، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ
(5)
فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، قِيلَ: مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ؟ فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ
(6)
ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، بِهَذَا.
• [5417] حدثني
(7)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْهَدْيِ
(8)
عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ.
(1)
رسم أوله بالتاء والياء معًا. "تُؤْكَلَ" هي هكذا بالتحتية والفوقية في النسخ المعتمدة بأيدينا.
(2)
قوله: "تُؤْكَلَ لُحُومُ" لأبي ذر وعليه صح: "يُؤْكَلَ مِنْ لُحُومِ".
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(4)
رقم على آخره بعلامة أبي ذر وعليه صح. "أنْ يُطْعَمَ الغَنِيُّ والفَقِيرُ" هذه رواية غير أبي ذر، وزاد بعده على حاشية البقاعي:"من" ونسبه لأبي ذر.
(5)
الكراع: مَا دُونَ الرُّكْبة مِنَ السَّاقِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).
(6)
مأدوم: معه إدام، وهو ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدم).
* [5416][التحفة: خ م ت س ق 16165]
(7)
عليه صح.
(8)
الهدي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
تَابَعَهُ مُحَمَّدٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقَالَ: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ، قَالَ: لَا.
27 - بَابُ الْحَيْسِ
• [5418] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ: "الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي"، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ
(1)
الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"، فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي
(2)
وَرَاءَهُ
(3)
بِعَبَاءَةٍ أَوْ بِكِسَاءٍ ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي
(4)
فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أُحُدٌ قَالَ:"هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، مِثْلَ مَا حَرمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ".
* [5417][التحفة: خ م س 2469]
(1)
وضلع: وثِقَل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضلع).
(2)
يحوي: التحوية: أن يدير كساء حول سنام البعير ثم يركبه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوا).
(3)
قوله: "يُحَوِّي وَرَاءَهُ" لأبي ذر وعليه صح: "يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ".
(4)
عليه صح.
* [5418][التحفة: خ د 1117]
28 - بَابُ الْأَكْلِ فِي إِنَاءٍ مُفَضَّضٍ
• [5419] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَاسْتَسْقَى
(1)
فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ، فَلَمَّا وَضَعَ الْقَدَحَ فِي يَدِهِ رَمَاهُ بِهِ
(2)
وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي
(3)
نَهَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ - كَأَنَّهُ يَقُولُ - لَمْ أَفْعَلْ هَذَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ
(4)
، وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا
(5)
؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا
(6)
فِي الْآخِرَةِ".
29 - بَابُ ذِكْرِ الطَّعَامِ
• [5420] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ
(7)
، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرآنَ
(1)
فاستسقى: الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).
(2)
قوله: "رَمَاهُ بِهِ" لأبي ذر وعليه صح: "رَمَى بِهِ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَنَّهُ".
(4)
الديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
(5)
صحافها: هي إناءٌ كالقَصْعَة المبسوطة ونحوها، والجمع: صِحاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صحف).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَهِيَ لَكُمْ".
* [5419][التحفة: ع 3373]
(7)
الأترجة: شجر يعلو ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهبي اللون، ذكي الرَّائِحَة، حامض الماء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: الأترج).
كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ".
• [5421] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".
• [5422] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ؛ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ
(1)
مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ".
30 - بَابُ الْأُدْمِ
• [5423] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَهَا فَتُعْتِقَهَا، فَقَالَ أَهْلُهَا: وَلَنَا الْوَلَاءُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"لَوْ شِئْتِ شَرَطْتِيهِ لَهُمْ، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ"، قَالَ: وَأُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي أَنْ تَقِرَّ تَحْتَ زَوْجِهَا أَوْ تُفَارِقَهُ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْتَ
* [5420][التحفة: ع 8981]
* [5421][التحفة: خ م ت س ق 970]
(1)
نهمته: رغبته وشهوته. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 30).
* [5422][التحفة: خ م س ق 12572]
عَائِشَةَ وَعَلَى النَّارِ بُرْمَةٌ تَفُورُ، فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدْمٍ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ:"أَلَمْ أَرَ لَحْمًا؟! "، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّهُ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَأَهْدَتْهُ لَنَا، فَقَالَ:"هُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا وَهَدِيَّةٌ لَنَا".
31 - بَابُ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ
• [5424] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ.
• [5425] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَلْزَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِشِبَعِ
(2)
بَطْنِي، حِينَ لَا آكُلُ الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الْحَرِيرَ، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ، وَأُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ، وَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ وَهِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي
(1)
، وَخَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؛ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشْتَقُّهَا
(3)
فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.
* [5423][التحفة: خ م س 17449]
(1)
عليه صح.
* [5424][التحفة: ع 16796]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِشِبَعِ".
(3)
رقم عليه للأصيلي، وعليه صح، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي أيضا:"فَنَسْتَفُّها". قال القسطلاني: "وضبطه القاضي عياض: فَنشْتَفُّهَا، بالشين المعجمة والفاء".
* [5425][التحفة: خ 13021]
32 - بَابُ الدُّبَّاءِ
• [5426] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتَى مَوْلًى لَهُ خَيَّاطًا، فَأُتِيَ بِدُبَّاءٍ فَجَعَلَ يَأْكُلُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ.
33 - بَابُ الرَّجُلِ يَتَكَلَّفُ الطَّعَامَ لِإِخْوَانِهِ
• [5427] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ
(1)
، فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ دَعَوْتَنَا خَامِسَ خَمْسَةٍ وَهَذَا رَجُلٌ قَدْ تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ"، قَالَ: بَلْ أَذِنْتُ لَهُ
(2)
.
* [5426][التحفة: خ س 503]
(1)
لحام: يبيع اللحم. (انظر: شرح النووي على مسلم)(13/ 210).
(2)
زاد للمستملي: "قَالَ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَائِدَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوا مِنْ مَائِدَةٍ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى، وَلَكِنْ يُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي تِلْكَ الْمَائِدَةِ أوْ يَدَعُ". قوله: "أوْ يَدَعُ" وقع: "أوْ يَدَعُوا" هكذا في الفرع.
* [5427][التحفة: خ م ت س 9990]
34 - بَابُ مَنْ أَضَافَ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ
(1)
وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى عَمَلِهِ
• [5428] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ النَّضْرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ، فَأَتَاهُ بِقَصعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ وَعَلَيْهِ دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتَتَبَّعُ
(3)
الدُّبَّاءَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَجْمَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ عَلَى عَمَلِهِ، قَالَ أَنَسٌ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صنَعَ مَا صَنَعَ.
35 - بَابُ الْمَرَقِ
• [5429] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، فَذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبَ خُبْزَ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ
(4)
، رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(5)
صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ يَوْمِئِذٍ.
(1)
قوله: "إِلَى طَعَامٍ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"يَتْبَعُ".
* [5428][التحفة: خ س 503]
(4)
وقديد: لحم يقطع طولا وييبس ويدخر. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 172).
(5)
قوله: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ" لأبي ذر وعليه صح: "فَرَأَيْتُ رسولَ اللَّهِ".
* [5429][التحفة: خ م د ت س 198]
36 - بَابُ الْقَدِيدِ
• [5430] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَرَقَةٍ
(2)
فِيهَا دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ يَأْكُلُهَا.
• [5431] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامَِ
(3)
جَاعَ النَّاسُ، أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثًا.
37 - بَابُ مَنْ نَاوَلَ أَوْ قَدَّمَ إِلَى صَاحِبِهِ عَلَى الْمَائِدَةِ شَيْئًا
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا بَأْسَ أَنْ يُنَاوِلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَلَا يُنَاوِلُ مِنْ هَذِهِ الْمَائِدَةِ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى.
• [5432] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن أبي طلحة" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِمَرَقٍ".
* [5430][التحفة: خ م د ت س 198]
(3)
كذا بالضبطين، وعليه صح.
* [5431][التحفة: خ م ت س ق 16165]
لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ
(1)
، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمَِئِذٍ.
وَقَالَ ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُ الدُّبَّاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
38 - بَابُ الرُّطَبِ بِالْقِثَّاءِ
• [5433] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.
39 - بَابٌ
• [5434] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ
(2)
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: تَضَيَّفْتُ
(3)
أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ
(1)
"الصَّحْفَةِ" هكذا في النسخ المعتمدة بأيدينا. وفي القسطلاني المطبوع والعيني ونسخ المتن المطبوعة: "الْقَصْعَةِ".
* [5432][التحفة: خ م د ت س 198]
* [5433][التحفة: خ م د ت ق 5219]
(2)
على آخره صح.
(3)
تضيفت: جعلهم أضيافًا له. (انظر: هدي الساري)(ص 156).
اللَّيْلَ
(1)
أَثْلَاثًا، يُصَلِّي هَذَا ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ.
• [5435] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَنِي مِنْهُ خَمْسٌ: أَرْبَعُ تَمَرَاتٍ، وَحَشَفَةٌ
(2)
، ثُمَّ رَأَيْتُ الْحَشَفَةَ هِيَ أَشَدُّهُنَّ لِضِرْسِي.
40 - بَابُ الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ
وَقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ (تَسَّاقَطْ) عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}
(3)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ، وَالْمَاءِ.
• [5436] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الْجَِدَادِ
(4)
،
(1)
يعتقبون الليل: يتناوبونه في القيام إلى الصلاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقب).
* [5434][التحفة: خ ت س ق 13617]
(2)
وحشفة: واحدة الحَشَفِ، وهو اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نَوى له كالشِّيص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشف).
* [5435][التحفة: خ ت س ق 13617]
(3)
[مريم: 25].
(4)
الجداد: أي: صِرَام النخل، وهو قطع ثمرتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).
وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الْأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ، فَجَلَسَتْ
(1)
فَخَلَا عَامًا، فَجَاءَنِي الْيَهُوديُّ عِنْدَ الْجَدَادِ وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ
(2)
إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:"امْشُوا نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِيِّ"، فَجَاءُونِي فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ الْيَهُودِيَّ فَيَقُولُ: أَبَا الْقَاسِمِ لَا أُنْظِرُهُ، فَلَمَّا رَأَى
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ بِقَلِيلِ رُطَبٍ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ عَرِيشُكَ
(4)
يَا جَابِرُ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "افْرُشْ لِي فِيهِ"، فَفَرَشْتُهُ فَدَخَلَ فَرَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرِّطَابِ
(5)
فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَالَ:"يَا جَابِرُ، جُدَّ وَاقْضِ"، فَوَقَفَ
(6)
فِي الْجَدَادِ، فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ وَفَضَلَ مِنْهُ
(7)
، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ، فَقَالَ:"أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ"
(8)
.
(1)
على أوله صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"فَخَاسَتْ".
(2)
أستنظره: الإنظار: التأخير والإمهال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نظر).
(3)
على حاشية البقاعي: "رآه" ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عَرْشُكَ".
عريشك: العريش: كل ما يستظل به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرش).
(5)
الرطاب: جمع رطبة، أي: النخل ذات الرطب. (انظر: هدي الساري)(ص 129).
(6)
عليه صح. وعلى حاشية البقاعي: "فوقفت" ونسبه لنسخة.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "مِثْلُهُ".
(8)
زاد للأصيلي، وأبي ذر، وأبي الوقت، ورقم فوقهم وإلى آخره بعلامة المستملي:"عُرُوشٌ وعَرِيشٌ بِنَاءٌ. وقال ابنُ عباس: {مَعْرُوشَاتٍ} [الأنعام: 141]: ما يُعَرَّشُ من الكُرُومِ وغَيْرِ ذَلِكَ، يُقالُ: عُرُوشُها أَبْنِيَتُها. قال محمدُ بنُ يوسف: قال أبو جَعْفَرٍ: قال محمدُ بنُ إسْماعِيلَ: فَخَلَا لَيْسَ عِنْدِي مُقَيَّدًا ثم قال: فَجَلَّى لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ".
* [5436][التحفة: خ 2213]
41 - بَابُ أَكْلِ الْجُمَّارِ
• [5437] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ
(1)
نَخْلَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ"، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ الْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ؛ فَسَكَتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هِيَ النَّخْلَةُ".
42 - بَابُ الْعَجْوَةِ
• [5438] حدثنا جُمْعَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً
(2)
، لَمْ يَضُرَُّهُ
(3)
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ".
43 - بَابُ الْقِرَانِ
(4)
فِي التَّمْرِ
(5)
• [5439] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: أَصَابَنَا عَامُ
(6)
(1)
بجمار: جمع جُمَّارَة، وهي قلب النخلة وشحمتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمر).
* [5437][التحفة: خ م 7389]
(2)
قوله: "تَمَرَاتٍ عَجْوَةً" لأبي ذر وعليه صح: "تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ".
(3)
كذا بالوجهين، ولأبي ذر عن الكشميهني:"لَمْ يَضِرْهُ".
* [5438][التحفة: خ م د س 3895]
(4)
القِران: ضم تمرة إلى تمرة لمن أكل مع جماعة. (انظر: فتح الباري)(9/ 570).
(5)
قوله: "فِي التَّمْرِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
عليه صح.
سَنَةٍ
(1)
مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَزَقَنَا
(2)
تَمْرًا، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ، وَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْقِرَانِ
(3)
، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: الْإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.
44 - بَابُ
(4)
الْقِثَّاءِ
• [5440] حدثني
(5)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.
45 - بَابُ
(6)
بَرَكَةِ النَّخْلِ
(7)
• [5441] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ
(8)
تَكُونُ مِثْلَ الْمُسْلِمِ، وَهِيَ النَّخْلَةُ".
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَرَزَقَنَا".
(3)
قوله: "عَنِ الْقِرَانِ" لأبي ذر وعليه صح: "عَنِ الْإِقْرَانِ".
* [5439][التحفة: ع 6667]
(4)
عليه صح، وهذا الباب وما تحته مؤخر عند أبي ذر عن الباب بعده.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
* [5440][التحفة: خ م د ت ق 5219]
(6)
عليه صح، وهذا الباب وما تحته مقدم عند أبي ذر على الباب قبله.
(7)
على آخره صح، ولأبي ذر وعليه صح:"النَّخْلَةِ".
(8)
قوله: "مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ" لأبي ذر وعليه صح: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً".
* [5441][التحفة: خ م 7389]
46 - بَابُ جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ أَوِ الطَّعَامَيْنِ بِمَرَّةٍ
• [5442] حدثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.
47 - بَابُ مَنْ أَدْخَلَ الضِّيفَانَ عَشَرَةً عَشَرَةً وَالْجُلُوسِ عَلَى الطَّعَامِ عَشَرَةً عَشَرَةً
• [5443] حدثنا
(1)
الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ سِنَانٍ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أُمَّهُ عَمَدَتْ إِلَى مُدٍّ مِنْ شَعِيرٍ، جَشَّتْهُ
(2)
وَجَعَلَتْ مِنْهُ خَطِيفَةً
(3)
، وَعَصَرَتْ عُكَّةً عِنْدَهَا، ثُمَّ بَعَثَتْنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَدَعَوْتُهُ، قَالَ:"وَمَنْ مَعِي؟ " فَجِئْتُ فَقُلْتُ: إِنَّهُ يَقُولُ: "وَمَنْ مَعِي؟ " فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ صَنَعَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَدَخَلَ فَجِيءَ بِهِ، وَقَالَ:"أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً"، فَدَخَلُوا
(4)
فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ:"أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً"، فَدَخَلُوا
(5)
فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قَالَ:
* [5442][التحفة: خ م د ت ق 5219]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(2)
جشته: طَحَنَتْهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جشش).
(3)
خطيفة: لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق بسرعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطف).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأُدْخِلُوا".
(5)
عليه صح. وقوله: "فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ قَالَ: "أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً"" ليس عند أبي ذر.
"أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً"، حَتَّى عَدَّ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ: هَلْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ؟
48 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الثُّومِ وَالْبُقُولِ
فِيهِ عَنِ
(1)
ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5444] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ: مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
فِي الثُّومِ؟ فَقَالَ: "مَنْ أكَلَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسجِدَنَا".
• [5445] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما زَعَمَ عَنِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا - أَوْ: لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا".
49 - بَابُ الْكَبَاثِ وَهوَ ثَمَرُ
(4)
الْأَرَاكِ
• [5446] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
* [5443][التحفة: خ 898]
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "يَقُولُ".
* [5444][التحفة: خ م 1040]
(3)
قوله: "زَعَمَ عَنِ النَّبيِّ" لأبي ذر وعليه صح: "زَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ".
* [5445][التحفة: خ م د س 2485]
(4)
على حاشية البقاعي: "ورق" ونسبه لنسخة.
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقَالَ:"عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَيْطَبُ"
(1)
فَقَالَ
(2)
: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا رَعَاهَا".
50 - بَابُ
(3)
الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ الطَّعَامِ
• [5447] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَأَكَلْنَا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا.
• [5448] قال يَحْيَى: سَمِعْتُ بُشَيْرًا يَقُولُ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ - قَالَ يَحْيَى: وَهِيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ - دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَلُكْنَاهُ فَأَكَلْنَا مَعَهُ
(4)
، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهُ مِنْ يَحْيَى.
(1)
"أَيْطَبُ" هكذا في اليونينية بتقديم الياء على الطاء، قال العيني والقسطلاني:"وهو مقلوب أطيب، مثل: أجذب وأجبذ، ومعناهما واحد". اهـ، وعلى حاشية البقاعي:"أطيب" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقِيلَ".
* [5446][التحفة: خ م س 3155]
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
* [5447][التحفة: خ س ق 4813]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْهُ".
* [5448][التحفة: خ س ق 4813]
51 - بَابُ لَعْقِ الْأَصَابعِ وَمَصِّهَا قَبْلَ أَنْ تُمْسَحَ بِالْمِنْدِيلِ
• [5449] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، أَوْ يُلْعِقَهَا".
52 - بَابُ الْمِنْدِيلِ
• [5450] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَقَالَ: لَا، قَدْ كُنَّا زَمَانَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أَكُفَّنَا
(1)
وَسَوَاعِدَنَا
(2)
وَأَقْدَامَنَا
(2)
، ثُمَّ نُصَلِّي وَلَا نَتَوَضَّأُ.
53 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ
• [5451] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ:"الْحَمْدُ لِلهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا".
* [5449][التحفة: خ م س ق 5942]
(1)
عليه صح.
(2)
على آخره صح.
* [5450][التحفة: خ ق 2251]
* [5451][التحفة: خ د ت س ق 4856]
• [5452] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ - قَالَ: "الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا
(1)
، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ"، وَقَالَ مَرَّةً: "الْحَمْدُ
(2)
لِلهِ
(3)
رَبِّنَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى رَبَّنَا".
54 - بَابُ الْأَكْلِ مَعَ الْخَادِمِ
• [5453] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، هُوَ: ابْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ وَليَ حَرَّهُ وَعِلَاجَهُ".
55 - بَابٌ الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ
(4)
56 - بَابُ الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى طَعَامٍ فَيَقُولُ: وَهَذَا مَعِي
وَقَالَ أَنَسٌ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مُسْلِمٍ لَا يُتَّهَمُ فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ.
(1)
على حاشية البقاعي: "وآوانا" ونسبه لنسخة.
(2)
قوله: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبَّنَا" لأبي ذر وعليه صح: "لَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا".
(3)
قوله: "لِلَّهِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
* [5452][التحفة: خ د ت س ق 4856]
* [5453][التحفة: خ 14390]
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
• [5454] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ فِي أَصحَابِهِ فَعَرَفَ الْجُوعَ
(1)
فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ إِلَى غُلَامِهِ اللَّحَّامِ، فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا
(2)
يَكْفِي خَمْسَةً، لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ لَهُ طُعَيِّمًا
(3)
ثُمَّ أَتَاهُ فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا شُعَيْبٍ، إِنَّ رَجُلًا تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ وَإِنْ شئتَ تَرَكْتَهُ"، قَالَ: لَا، بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.
57 - بَابٌ إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ
(4)
فَلَا يَعْجَلْ عَنْ عَشَائِهِ
• [5455] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي كَانَ يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
• [5456] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ
(1)
قوله: "فَعَرَفَ الْجُوعَ" للكشميهني: "يُعْرَفُ الْجُوعُ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"طُعَيَّمًا".
(3)
عليه صح.
* [5454][التحفة: خ م ت س 9990]
(4)
كذا بفتح العين، وعليه صح.
* [5455][التحفة: خ م ت س ق 10700]
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ".
• [5457] وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.
• [5458] وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ تَعَشَّى مَرَّةً وَهُوَ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ.
• [5459] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَحَضَرَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ".
قَالَ وُهَيْبٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ:"إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ".
58 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}
(1)
• [5460] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أَنَسًا قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ، كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا بِزَيْنَبَ ابْنَةِ
(3)
جَحْشٍ،
* [5456][التحفة: خ 956]
* [5457][التحفة: خ م ق 7524]
* [5458][التحفة: خ م ق 7524]
* [5459][التحفة: خ 16916]
(1)
[الأحزاب: 53].
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ، فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَمَا قَامَ الْقَوْمُ، حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَشَى وَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا
(1)
فَرَجَعْتُ مَعَهُ
(2)
فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا، فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا، وَأُنْزِلَ
(3)
الْحِجَابُ.
* * *
(1)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "فَرَجَعَ".
(2)
عليه صح صح.
(3)
للكشميهني: "وَنَزَلَ عَلَيْهِ".
* [5460][التحفة: خ م س 1505]
بسم الله الرحمن الرحيم
68 - كِتَابُ العَقِيقَةِ
1 - بَابُ تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ
(1)
وَتَحْنِيكِهِ
(2)
• [5461] حدثني
(3)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(4)
بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ. وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.
• [5462] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ.
• [5463] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(5)
، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
(1)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "عنه".
(2)
تحنيكه: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنك).
(3)
عليه صح. وعند ابن عساكر: "حدثنا".
(4)
عند ابن عساكر: "حدثنا".
* [5461][التحفة: خ م 9057]
* [5462][التحفة: خ 17321]
(5)
على حاشية البقاعي: "منصور" ونسبه لنسخة.
بِمَكَّةَ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ
(1)
فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ
(2)
فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ
(3)
فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ
(4)
، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا؛ لِأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلَا يُولَدُ لَكُمْ.
• [5464] حدثنا
(5)
مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارِ
(6)
الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَعْرَسْتُمُ
(7)
اللَّيْلَةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا" فَوَلَدَتْ غُلَامًا، قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ
(8)
حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَمَعَهُ شَيْءٌ؟ " قَالُوا:
(1)
متم: أكملت مدة حملي وحان وضعي. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 122).
(2)
للحموي والمستملي: "فوضَعْتُ".
(3)
تفل: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).
(4)
قوله: "فَبَرَّكَ عليه" لابن عساكر: "وَبَرَّكَ عليه".
* [5463][التحفة: خ م 15727]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(6)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"وَارُوا".
(7)
عليه صح.
(8)
للكشميهني: "احْفَظِيهِ".
نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا
(1)
فِي فِيّ الصَّبِيِّ، وَحَنَّكَهُ بِهِ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ.
• [5465] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ
(3)
.
2 - بَابُ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الصَّبِيِّ فِي الْعَقِيقَةِ
• [5466] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ وَقَتَادَةُ وَهِشَامٌ وَحَبِيبٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: عَنْ عَاصِمٍ وَهِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ
(4)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَوْلَهُ.
(1)
عليه صح.
* [5464][التحفة: خ م 233]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
قوله: "حدثنا محمد
…
وساق الحديث" ليس عند ابن عساكر.
* [5465][التحفة: خ م 1459]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ عامِرِ الضَّبَّيَّ".
* [5466][التحفة: خ د ت س ق 4485]
• [5467] وَقال أَصْبَغُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى".
• [5468] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: أَمَرَنِي ابْنُ سِيرِينَ أَنْ أَسْأَلَ الْحَسَنَ: مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَ الْعَقِيقَةِ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: مِنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ.
3 - بَابُ الْفَرَعِ
• [5469] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا فرَعَ وَلَا عَتيرَةَ
(2)
".
وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ
(3)
، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ
(4)
، وَالْعَتِيرَةُ: فِي رَجَبٍ.
* [5467][التحفة: خ د ت س ق 4485]
(1)
عليه صح.
* [5468][التحفة: خ ت س 4579]
(2)
عتيرة: هي الرجيبة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب يتقربون بها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 65).
(3)
على حاشية البقاعي: "نتاج" ونسبه لنسخة.
(4)
لطواغيتهم: جمع طاغوت، وهو: الشيطان، أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طغي).
* [5469][التحفة: خ م ت 13269]
4 - بَابُ الْعَتِيرَةِ
• [5470] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا
(1)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ". قَالَ: وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ نِتَاجٍ كَانَ يُنْتَجُ لَهُمْ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ
(2)
، وَالْعَتِيرَةُ: فِي رَجَبٍ.
* * *
(1)
ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وعليه صح.
(2)
"لِطَوَاغِيتِهِمْ" هكذا هنا الياء مفتوحة في اليونينية، وفي الأولى ساكنة. وقال القسطلاني: في هذه جمع طاغية. اهـ. فليعلم.
* [5470][التحفة: خ م د س ق 13127]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
69 - كتابُ الذَّبَائح وَالصَّيْد
والتَّسمِيةِ عَلى الصَّيْدِ
(2)
وَقَوْلُهُ
(3)
تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ
(4)
} إِلَى قَوْلِهِ
(5)
: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(6)
، وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} إِلَى
(7)
قَوْلِهِ: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}
(8)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعُقُودُ: الْعُهُودُ، مَا أُحِلَّ وَحُرِّمَ، {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}
(9)
: الْخِنْزِيرُ
(10)
، {يَجْرِمَنَّكُمْ}: يَحْمِلَنَّكُمْ، {شَنَآنُ}
(11)
: عَدَاوَةُ،
(1)
قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد". عند أبي ذر وعليه صح: "باب الذبائح والصيد. التسمية على الصيد". وعند ابن عساكر: "كتاب الذبائح والصيد. باب التسمية على الصيد". بعده عند أبي ذر، وابن عساكر:"وقول الله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} إلى قوله: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} " مقدمة عند أبي ذر على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ .. } إلى آخر الآية.
(3)
عليه صح، ورقم عليه أنه مؤخر عند أبي ذر.
(4)
بعده لابن عساكر: {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} الآية.
(5)
قوله: "إلى قوله" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
[المائدة: 94].
(7)
قوله: "إلى قوله: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} " ليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
(8)
[المائدة: 1 - 3].
(9)
[المائدة: 1].
(10)
"الخنزيرُ" ضم راء الخنزير من الفرع.
(11)
[المائدة: 2].
{وَالْمُنْخَنِقَةُ} : تُخْنَقُ فَتَمُوتُ، {الْمَوْقُوذَةُ}: تُضْرَبُ بِالْخَشَبِ يُوقِذُهَا
(1)
فَتَمُوتُ، {وَالْمُتَرَدِّيَةُ}
(2)
: تَتَرَدَّى مِنَ الْجَبَلِ، {وَالنَّطِيحَةُ}
(2)
: تُنْطَحُ
(3)
الشَّاةُ - فَمَا أَدْرَكْتَهُ يَتَحَرَّكُ بِذَنَبِهِ أَوْ بِعَيْنِهِ فَاذْبَحْ وَكُلْ.
• [5471] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ
(4)
قَالَ
(5)
: "مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَهْوَ وَقِيذٌ
(6)
"، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ فَقَالَ: "مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ فكُلْ
(7)
؛ فَإِنَّ أَخْذ الْكَلْبِ ذَكَاةٌ
(8)
، وَإِنْ
(9)
وَجَدْتَ مَعَ كَلْبِكَ - أَوْ كِلَابِكَ - كَلْبًا غَيرَهُ، فَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ مَعَهُ، وَقَدْ قَتَلَهُ - فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تَذْكُرْهُ
(10)
عَلَى غَيْرِهِ".
(1)
للأصيلي: "تُوقَذُ" وعليه صح، وقوله:"يوقذها" الصواب: "يَقِذُها". اهـ. من اليونينية.
(2)
[المائدة: 3]. وقوله: {وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ} سقطت الواو من عند أبي ذر، وعليه صح.
(3)
عليه صح.
(4)
المعراض: هو خشبة محددة الطرف، وقيل: في طرفها حديدة يرمى بها الصيد، وقيل: سهم لا ريش له يرمى به عرضا، فما أصاب بحده وطوله أكل لأنه جرح وقطع، وما أصاب بعرضه لم يؤكل. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 73).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(6)
وقيذ: ميتة قتيل دون ذكاة، وهي المقتولة بعصا أو بحجر وما لا حَدَّ له. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 293).
(7)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(8)
ذكاة: التذكية: الذبح والنحر. والاسم الذكاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذكا).
(9)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"فإن".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "ولم تَذْكُرْ" وبعده صح أيضا.
* [5471][التحفة: خ م ت س ق 9860]
1 - بَابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي الْمَقْتُولَةِ بِالْبُنْدُقَةِ
(1)
: تِلْكَ الْمَوْقُوذَةُ.
وَكَرِهَهُ سَالِمٌ وَالْقَاسِمُ وَمُجَاهِدٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَعَطَاءٌ وَالْحَسَنُ.
وَكَرِهَ الْحَسَنُ رَمْيَ الْبُنْدُقَةِ فِي الْقُرَى وَالْأَمْصَارِ، وَلَا يَرَى بَأْسًا فِيمَا سِوَاهُ.
• [5472] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِعْرَاضِ فَقَالَ: "إِذَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، فَإِذَا أَصَابَ
(2)
بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأْكُلْ"، فَقُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي؟ قَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَكُلْ"، قُلْتُ: فَإِنْ أَكَلَ؟ قَالَ: "فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُمْسِكْ عَلَيْكَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ"، قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ؟ قَالَ: "لَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّكَ إِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى آخَرَ
(3)
".
2 - بَابُ مَا أَصَابَ الْمِعْرَاضُ بِعَرْضِهِ
• [5473] حدثنا قَبِيصَةُ
(4)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
(1)
بالبندقة: هو الصيد بالرمي بالحجارة الصغيرة وشبهها، وهي غالبًا تصنع من فخار مطبوخ. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 91).
(2)
قوله: "فإذا أصاب" لأبي ذر وعليه صح: "وَإِذَا أَصَبْتَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"الآخَرِ".
* [5472][التحفة: خ م د س 9863]
(4)
عليه صح صح، ولأبي ذر وعليه صح:"قُتَيْبَةُ".
هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُرْسِلُ الْكِلَابَ الْمُعَلَّمَةَ، قَالَ:"كُلْ مَا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ"، قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلْنَ؟ قَالَ: "وَإِنْ قَتَلْنَ"، قُلْتُ: وَإِنَّا نَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ، قَالَ: "كُلْ مَا خَزَقَ
(1)
، وَمَا أَصَابَ بِعَرضِهِ فَلَا تَأْكُلْ".
3 - بَابُ صَيْدِ الْقَوْسِ
وَقَالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبَ صَيْدًا فَبَانَ مِنْهُ يَدٌ أَوْ رِجْلٌ لَا تَأْكُلُ
(2)
الَّذِي بَانَ، وَتَأْكُلُ
(3)
سَائِرَهُ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبْتَ عُنُقَهُ أَوْ وَسَطَهُ فَكُلْهُ.
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدٍ: اسْتَعْصَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ
(4)
آلِ عَبْدِ اللهِ حِمَارٌ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضْرِبُوهُ حَيْثُ تَيَسَّرَ، دَعُوا مَا سَقَطَ مِنْهُ وَكُلُوهُ.
• [5474] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ
(5)
الْكِتَابِ، أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَبِأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي
(1)
عليه صح صح.
خزق: أصاب الرَّميَّة ونَفَذ فيها. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خزق).
* [5473][التحفة: ع 9878]
(2)
"لا تَأْكُلُ": هكذا اللام عليها ضمة في اليونينية، وهي في الفرع مكسورة.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وكُلْ".
(4)
قوله: "رجل من": عليه صح، وليس عند أبي ذر وابن عساكر.
(5)
عند ابن عساكر: "مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ".
وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ وَبِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، فَمَا يَصْلُحُ لِي؟ قَالَ: "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا، وَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَذَكَرْتَ
(1)
اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ غَيْرَِ
(2)
مُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ".
4 - بَابُ الْخَذْفِ وَالْبُنْدُقَةِ
• [5475] حدثنا
(3)
يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ - وَاللَّفْظُ لِيَزِيدَ - عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ
(4)
فَقَالَ لَهُ
(5)
: لَا تَخْذِفْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَذْفِ - أَوْ كَانَ يَكْرَهُ الْخَذْفَ - وَقَالَ: "إِنَّهُ لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ، وَلَا يُنْكَى
(6)
بِهِ
(7)
عَدُوٌّ، وَلَكِنَّهَا قَدْ تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ"، ثُمَّ رآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَذَكَرْتَ".
(2)
كذا بالضبطين معا. "غَيْرَ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
* [5474][التحفة: ع 11875]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(4)
يخذف: الخذف: هو رميك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، أو تتخذ مخذفة من خشب ثم ترمي بها الحصاة بين إبهامك والسبابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خذف).
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "يُنْكَأُ".
ينكى: نكى العدو ونكأه: أكثر فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نكا)
(7)
عليه صح.
فَقَالَ لَهُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ - أَوْ كَرِهَ الْخَذْفَ - وَأَنْتَ تَخْذِفُ! لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا.
5 - بَابُ مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ
• [5476] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اقْتَنى
(1)
كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيَةٍ
(2)
نَقَصَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطَانِ
(3)
".
• [5477] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ
(4)
بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبٌ
(5)
ضَارٍ
(6)
لِصَيْدٍ، أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ
(7)
".
* [5475][التحفة: خ م س 9659]
(1)
اقتنى: اتخذ لنفسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قنا).
(2)
ضارية: معوَّدة بالصيد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضرو).
(3)
عليه صح. وللأصيلي، وابن عساكر:"قِيرَاطَيْنِ".
* [5476][التحفة: خ 7221]
(4)
قوله: "عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر.
(5)
عليه صح.
(6)
قوله: "إِلَّا كلبٌ ضارٍ" لأبي ذر وعليه صح: "إلَّا كَلْبًا ضارِيًا" وعليه صح أيضا.
(7)
عند ابن عساكر: "قِيرَاطَيْنِ".
* [5477][التحفة: خ م س 6750]
• [5478] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارٍ
(2)
نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ
(3)
كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ".
6 - بَابٌ إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ
وَ
(4)
قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ
(5)
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ
(6)
مُكَلِّبِينَ}
(7)
: الصَّوَائِدُ وَالْكَوَاسِبُ
(8)
{اجْتَرَحُوا}
(9)
: اكْتَسَبُوا {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ {سَرِيعُ الْحِسَابِ}
(10)
.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ أَكَلَ الْكَلْبُ فَقَدْ أَفْسَدَهُ، إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ وَاللَّهُ يَقُولُ:{تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} ، فَتُضْرَبُ وَتُعَلَّمُ حَتَّى يَتْرُكَ
(11)
.
وَكَرِهَهُ ابْنُ عُمَرَ.
(1)
قوله: "عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وعليه صح:"أَو ضَارِيًا".
(3)
على حاشية البقاعي: "أجره" ونسبه لنسخة.
* [5478][التحفة: خ م 8376]
(4)
رقم عليه لابن عساكر.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: " {أُحِلَّ لَهُمْ} الآيَةَ".
(6)
قوله: " {أُحِلَّ لَكُمُ .. } إلى قوله: {الْجَوَارِحِ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(7)
[المائدة: 4].
(8)
قوله: "الصوائد والكواسب" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الصَّوَائِدُ الْكَوَاسِبُ".
(9)
[الجاثية: 21].
(10)
[المائدة: 4]. قوله: " {تُعَلِّمُونَهُنَّ .. } إلى آخره" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(11)
"حتى يَتْرُكَ" هكذا بالياء التحتية في بعض النسخ المعتمدة بيدنا، وفي بعضها:"تترك" بالتاء الفوقية.
وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَرِبَ الدَّمَ وَلَمْ يَأْكُلْ فَكُلْ.
• [5479] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَصِيدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ؟ فَقَالَ: "
(1)
إِذَا أَرْسلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ
(2)
وَإِنْ قَتَلْنَ، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كِلَابٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا تَأْكُلْ".
7 - بَابُ الصَّيْدِ إِذَا غَابَ عَنْهُ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً
• [5480] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فأَمْسَكَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ؛ فإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا خَالَطَ كِلَابًا لَمْ يُذْكَرِ اسمُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَأَمْسَكْنَ وَقَتَلْنَ
(3)
فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَ، وَإِنْ رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَوَجَدْتَهُ بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ لَيْسَ بِهِ إِلَّا أَثَرُ سَهْمِكَ فَكُلْ، وَإِنْ وَقعَ فِي الْمَاءِ فَلَا تَأْكُلْ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"عَلَيْكَ".
* [5479][التحفة: خ م د ق 9855]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقَتَلْنَ".
* [5480][التحفة: ع 9862]
• [5481] وَقال عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَرْمِي
(1)
الصَّيْدَ فَيَقْتَفِرُ
(2)
أَثَرَهُ الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ ثُمَّ يَجِدُهُ مَيِّتًا وَفِيهِ سَهْمُهُ؟ قَالَ: "يَأْكُلُ إِنْ شَاءَ".
8 - بَابٌ إِذَا وَجَدَ مَعَ الصَّيْدِ كَلْبًا آخَرَ
• [5482] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي وَأُسَمِّي؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَخَذَ فَقَتَلَ فَأَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ"، قُلْتُ: إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي أَجِدُ
(3)
مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَهُ؟ فَقَالَ:"لَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ"، وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ فَقَالَ:"إِذَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِذَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ فَلَا تَأْكُلْ".
9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّصَيُّدِ
• [5483] حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ، أخْبَرَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَتَصَيَّدُ بِهَذِهِ
(1)
عليه صح.
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"فَيَقْتَفِي".
فيقتفر: يتتبع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفر).
* [5481][التحفة: خت د 9859]
(3)
لأبي الوقت: "فَأَجِدُ".
* [5482][التحفة: خ م د س 9863]
الْكِلَابِ؟ فَقَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيكَ، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كَلْبٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا تَأْكُلْ".
• [5484] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ
(1)
. وَحَدَّثَنِي
(2)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ وَالَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا، فَأَخْبِرنِي: مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ
(4)
بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ تَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ: فَإِنْ وَجَدْتُمْ
(5)
غَيْرَ آنِيَتِهِم فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ
(4)
بِأَرْضِ صَيْدٍ: فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا
(6)
فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ".
* [5483][التحفة: خ م د ق 9855]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ".
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "بن شريح" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ أَنَّكَ".
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "وَجَدْتَ".
(6)
عند ابن عساكر: "ليس بِمُعَلَّمٍ".
* [5484][التحفة: ع 11875]
• [5485] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ
(1)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(2)
رضي الله عنه قَالَ: أَنْفَجْنَا
(3)
أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَسَعَوْا عَلَيْهَا حَتَّى لَغِبُوا
(4)
، فَسَعَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى أَخَذْتُهَا فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بوَرِكِهَا
(5)
وفَخِذَيْهَا
(6)
فَقَبِلَهُ.
• [5486] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ
(7)
وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ ثُمَّ سَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطًا فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأبَوْا، فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ
(8)
أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ".
(1)
قوله: "زيد" عليه: صح صح صح.
(2)
قوله: "مالك" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
أنفجنا: أثرناها فوثبت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 20).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَعِبُوا".
لغبوا: اللَّغَب: التعب والإعياء. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: لغب)
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِوَرِكَيْها".
(6)
عند أبي ذر وعليه صح: "أو فَخِذَيْها".
* [5485][التحفة: ع 1629]
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مُحْرِمُونَ".
(8)
طعمة: أكلة. وقيل. الطعمة: وجه المكسب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 320).
* [5486][التحفة: خ م د ت س 12131]
• [5487] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:"هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ".
10 - بَابُ التَّصَيُّدِ عَلَى الْجِبَالِ
• [5488] حدثنا
(1)
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ
(2)
، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، سَمِعْتُ
(3)
أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَهُمْ مُحْرِمُونَ وَأَنَا رَجُلٌ
(4)
حِلٌّ عَلَى فَرَسٍ
(5)
، وَكُنْتُ رَقَّاءً
(6)
عَلَى الْجِبَالِ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ رَأَيْتُ النَّاسَ مُتَشَوِّفِينَ
(7)
لِشَيْءٍ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ حِمَارُ وَحْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا هَذَا
(8)
؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي، قُلْتُ: هُوَ حِمَارٌ وَحْشِيٌّ
(9)
، فَقَالُوا: هُوَ مَا رَأَيْتَ، وَكُنْتُ نَسِيتُ سَوْطِي فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي سَوْطِي، فَقَالُوا: لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ
(10)
،
* [5487][التحفة: خ م ت 12120]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(2)
قوله: "سليمان" لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيُّ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعْنَا". وزاد قبله على حاشية البقاعي: "فهو" ونسبه لنسخة.
(4)
عليه صح. وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "على فَرَسِي".
(6)
رقاء: أي: صَعَّادًا عليها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقى).
(7)
متشوفين: متطلعين له، متطاولين للنظر فيه. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 261).
(8)
قوله: "ما هذا". لأبي ذر عن الكشميهني: "ماذَا".
(9)
قوله: "قوله حمارٌ وحشيٌ" لأبي ذر وعليه صح: "حِمَارُ وَحْشٍ".
(10)
عليه صح.
فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ ضَرَبْتُ فِي أَثَرِهِ فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا ذَاكَ
(1)
حَتَّى عَقَرْتُهُ
(2)
، فَأَتَيْتُ إِلَيْهِمْ فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا فَاحْتَمِلُوا، قَالُوا: لَا نَمَسُّهُ، فَحَمَلْتُهُ حَتَّى جِئْتُهُمْ بِهِ، فَأَبَى بَعْضُهُمْ وَأَكَلَ بَعْضُهُمْ، فَقُلْتُ
(3)
: أَنَا أَسْتَوْقِفُ لَكُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَدْرَكْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ لِي:"أَبَقِيَ مَعَكُمْ شَيْءٌ مِنْهُ"، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: "كُلُوا فَهُوَ طُعْمٌ
(4)
أَطْعَمَكُمُوهَا
(5)
اللَّهُ".
11 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ}
(6)
وَقَالَ عُمَرُ: صَيْدُهُ: مَا اصْطِيدَ
(7)
، {وَطَعَامُهُ}
(6)
: مَا رَمَى بِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الطَّافِي حَلَالٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَعَامُهُ: مَيتَتُهُ إِلَّا مَا قَذِرْتَ مِنْهَا
(8)
، وَالْجِرِّيُّ
(9)
لَا تَأْكُلُهُ
(10)
الْيَهُودُ وَنَحْنُ نَأْكُلُهُ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إلا ذَلِكَ".
(2)
عقرته: جرحته وهو هنا كناية عن الذبح ويطلق على ضرب قوائم البعير بالسيف. (انظر: هدي الساري)(ص 159).
(3)
لابن عساكر: "فَقُلْتُ لَهُمْ".
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "أطعمكموه".
* [5488][التحفة: خ م د ت س 12131 - خ 12133]
(6)
[المائدة: 96].
(7)
"اصْطِيدَ" هو هكذا بكسر الطاء وضمها في اليونينية.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ما قَذِرْتَ مِنْهُ".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَالْجِرَّيتُ".
(10)
عليه صح صح.
وَقَالَ شُرَيْحٌ
(1)
صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: أَمَّا الطَّيْرُ فَأَرَى أَنْ يَذْبَحَهُ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: صَيْدُ الْأَنْهَارِ وَقِلَاتِ
(1)
السَّيْلِ أَصَيْدُ بَحْرٍ هُوَ
(2)
؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ تَلَا:{هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ}
(3)
{وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا}
(4)
.
وَرَكِبَ الْحَسَنُ عليه السلام عَلَى سَرْجٍ مِن جُلُودِ كِلَابِ الْمَاءِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَوْ أَنَّ أَهْلِي أَكَلُوا الضَّفَادِعَ لَأَطْعَمْتُهُمْ.
وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ بِالسُّلَحْفَاةِ
(1)
بَأْسًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ نَصْرَانِيٍّ
(5)
أَوْ يَهُوديٍّ
(5)
أَوْ مَجُوسِيٍّ
(6)
.
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِي الْمُرِي
(7)
ذَبَحَ الْخَمْرَ النِّينَانُ
(8)
وَالشَّمْسُ.
• [5489] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، أَنَّهُ
(1)
عليه صح صح.
(2)
عليه صح. وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(3)
[فاطر: 12]. ولأبي ذر وعليه صح: " {فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ} ".
(4)
[فاطر: 12].
(5)
على آخره صح.
(6)
على آخره صح، وقوله:"نصراني أو يهودي أو مجوسي" للأصيلي: "وَإِنْ صَادَهُ نَصْرَانِيٌّ أَوْ يَهُودِيٌّ أَوْ مَجُوسِيٌّ" ورقم على كلمة (نصراني) صح، و (يهودي) صح، و (مجوسي) صح.
(7)
"الْمُرِي" هو بهذا الضبط في اليونينية، وفي بعض النسخ المعتمدة بأيدينا "الْمُرْي" بسكون الراء، قال في الفتح: وهو الذي جزم به النووي، وفي النهاية تبعا للصحاح "الْمُرِّيِّ" بتشديد الراء، والعامة تخففه. اهـ.
(8)
النينان: جمع نون وهي السمكة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نون).
سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ
(1)
، وَأُمِّرَ
(2)
أَبُو عُبَيْدَةَ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ
(3)
، يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ.
• [5490] حدثنا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا
(5)
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثلَاثَمِائَةِ رَاكِبٍ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيدَةَ، نَرْصُدُ عِيرًا
(6)
لِقُرَيْشٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ، وَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا
(7)
نِصْفَ شَهْرٍ، وَادَّهَنَّا بِوَدَكِهِ
(8)
، حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا، قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو عُبَيدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَصَبَهُ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ، وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْجُوعُ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ
(9)
، ثُمَّ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ.
(1)
الخبط: الورق المضروب بالعصا الساقط من الشجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبط).
(2)
لابن عساكر: "وَأَمِيرُنَا"، ولأبي ذر وعليه صح:"وأُمِّرَ عَلَيْنا".
(3)
قوله: "لَمْ يُرَ مِثْلُهُ" لأبي ذر وعليه صح: "لَمْ نَرَ مِثْلَهُ".
* [5489][التحفة: خ 2558]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(6)
عيرا: العير: القافلة من الإبل والدواب التي تحمل الأحمال والطعام أو التجارة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 107).
(7)
عليه صح.
(8)
بودكه: الوَدَك: دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ودك).
(9)
جزائر: جمع جَزُورٍ، والجَزُورُ: البعير ذكرًا كان أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزر).
* [5490][التحفة: خ م س 2529]
12 - بَابُ أَكْلِ
(1)
الْجَرَادِ
• [5491] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبع غَزَوَاتٍ - أَوْ سِتًّا - كُنَّا نَأْكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ
(2)
قَالَ سُفْيَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ
(3)
وإسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: سَبْعَ غَزَوَاتٍ.
13 - بَابُ آنِيَةِ الْمَجُوسِ وَالْمَيْتَةِ
• [5492] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَبِأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ
(4)
بِأَرْضِ أَهْلِ كتَابٍ، فَلَا تَأْكُلُوا فِي آنِيَتِهِمْ، إِلَّا أَنْ لَا تَجِدُوا بُدًّا، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا
(5)
وَكُلُوا، وَأَما مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ
(6)
بِأَرْضِ صَيْدٍ، فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ
(1)
ليس عند ابن عساكر.
(2)
قوله: "معه الجراد" عليه صح. ولأبي ذر: "الجراد معه".
(3)
على آخره صح. وقوله: "وأبو عوانة" لأبي ذر وعليه صح: "وقال أبُو عَوَانَةَ".
* [5491][التحفة: خ م د ت س 5182]
(4)
لأبي ذر وعليه صح. وابن عساكر: "أَنَّكُمْ".
(5)
على آخره صح. وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(6)
لابن عساكر: "أَنَّكَ".
وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْهُ"
(1)
.
• [5493] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى مَا
(2)
أَوْقَدْتُمْ هَذِهِ النِّيرَانَ؟ " قَالُوا: لُحُومِ
(3)
الْحُمُرِ
(4)
الْإِنسِيَّةِ
(5)
، قَالَ: "أَهْرِيقُوا
(6)
مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا
(7)
قُدُورَهَا"، فَقَامَ رَجُل مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(8)
: "أَوْ ذاكَ".
14 - بَابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ وَمَنْ تَرَكَ مُتَعَمِّدًا
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ نَسِيَ فَلَا بَأْسَ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}
(9)
، وَالنَّاسِي لَا يُسَمَّى فَاسِقًا، وَقَوْلُهُ {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
(10)
.
(1)
لابن عساكر: "فَكُلْ".
* [5492][التحفة: ع 11875]
(2)
قوله: "على ما أوقدتم" لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَامَ أَوْقَدْتُمْ".
(3)
عليه صح.
(4)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
الإنسية: هي التي تألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنس).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "هَرِيقُوا".
(7)
واو الجمع ليس عند ابن عساكر.
(8)
قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" رقم عليه صح لأبي ذر وابن عساكر. وقوله "فقال النبي صلى الله عليه وسلم" سقطت هذه الجملة لغير أبي ذر، وابن عساكر.
* [5493][التحفة: خ م ق 4542]
(9)
قوله: " {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} " عليه صح، ليس عند أبي ذر.
(10)
[الأنعام: 121]. وقوله: " {لِيُجَادِلُوكُمْ} .. إلى آخره" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
• [5494] حدثني
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، فَأَصَبْنَا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا، فَنَصَبُوا الْقُدُورَ فَدُفِعَ
(2)
إِلَيْهِمُ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ
(4)
، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً
(5)
مِنَ الْغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ
(6)
مِنْهَا بَعِيرٌ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِهَذهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ
(7)
كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ
(8)
فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا"، قَالَ: وَقَالَ جَدِّي: إِنَّا لَنَرجُو أَوْ نَخَافُ أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى
(9)
، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ فَقَالَ: "مَا أَنْهَرَ
(10)
(1)
"حدَّثنا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(2)
عليه صح.
(3)
"إِلَيْهِمُ" المراد أن رواية أبي ذر تأخير "إِلَيْهِمُ" بعد "وَسَلَّمَ" وتسقط التي بعد قوله: "فَدُفِعَ". اهـ. من هامش الفرع الذي بيدنا.
(4)
فأكفئت: كُبَّت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(5)
"عشرا" عليه صح وبعده صح، كذا في اليونينية من غير رقم عليه.
(6)
فند: أي شرد وذهب على وجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندد).
(7)
أوابد: جمع آبدة، وهي التي قد تأبدت، أي: توحشت ونفرت من الإنس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أبد).
(8)
قوله: "فما ند عليكم" لأبي ذر وعليه صح: "فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ مِنْها".
(9)
مدى: جمع مُدْية، وهي السكين والشفرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مدى).
(10)
أنهر: الإنهار: الإسالة والصب بكثرة شبه خروج الدم من موضع الذبحِ بجري الماء في النهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهر).
الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُخْبِرُكُمْ
(1)
عَنْهُ؛ أَمَّا السِّنُّ عَظْمٌ
(2)
، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ".
15 - بَابُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَالْأَصْنَامِ
• [5495] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي: ابْنَ الْمُخْتَارِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍَ
(3)
، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةً
(4)
فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: "إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ
(5)
، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا
(6)
ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ".
16 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ"
• [5496] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَسَأُحَدِّثُكُمْ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَعَظْمٌ".
* [5494][التحفة: ع 3561]
(3)
كذا بالضبطين، ورقم عليه "معا" وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح:"بَلْدَحَ".
(4)
قوله "فقدم إليه رسولُ اللَّه سفرةً" لأبي ذر عن الكشميهني: "فَقُدِّم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سفرةٌ".
(5)
أنصابكم: جمع نُصُب، حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويتخذونه صنما فيعبدونه، وقيل: هو حجر كانوا ينصبونه ويذبحون عليه فيحمر بالدم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).
(6)
لابن عساكر: "إِلَّا مَا ذُكِرَ".
* [5495][التحفة: خ س 7028]
سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُضْحِيَّةً
(1)
ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا أُنَاسٌ
(2)
قَدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَآهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ:"مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ كانَ لَمْ يَذبَحْ حَتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبح عَلَى اسْمِ اللهِ".
17 - بَابُ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ مِنَ الْقَصَبِ وَالْمَرْوَةِ وَالْحَدِيدِ
• [5497] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(4)
، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعَ ابْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، يُخْبِرُ ابْنَ عُمَرَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا
(5)
بِسَلْعٍ، فَأَبْصَرَتْ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا مَوْتًا
(6)
، فكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا
(7)
فَقَالَ لِأَهْلِهِ: لَا تَأْكُلُوا حَتَّى آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ، أَوْ: حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَنْ يَسأَلُهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ بَعَثَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَكْلِهَا
(8)
.
• [5498] حدثنا
(9)
مُوسَى، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"أَضْحَاةً".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَاسٌ".
* [5496][التحفة: خ م س ق 3251]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "المُقَدَّمِيُّ".
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَوْتَها".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَذَكَّتْهَا".
(8)
قوله: "فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها" لابن عساكر: "فَأمَرَهُ بِأَكْلِهَا".
* [5497][التحفة: خ ق 11134]
(9)
عليه صح، وجاء هذا الحديث عند أبي ذر مؤخرا عن الذي يليه.
أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ، أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
(1)
تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِالْجُبَيْلِ الَّذِي بِالسُّوقِ، وَهْوَ بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ
(2)
، فكَسَرَتْ حَجَرًا، فَذَبَحَتْهَا
(3)
، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا.
• [5499] حدثنا
(4)
عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعٍ
(5)
، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ لَنَا مُدًى، فَقَالَ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ
(6)
، لَيْسَ الظُّفُرَ وَالسِّنَّ؛ أَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ، وَأَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ"، وَنَدَّ
(7)
بَعِيرٌ، فَحَبَسَهُ
(8)
، فَقَالَ: "إِنَّ لِهَذِهِ الإِبِلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا
(9)
هَكَذَا".
18 - بَابُ ذَبِيحَةِ الْمَرْأَةِ وَالْأَمَةِ
(10)
• [5500] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ
(11)
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِشَاةٍ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَذَبَحَتْهَا بِهِ".
* [5498][التحفة: خ ق 11134]
(4)
عليه صح، وهذا الحديث مقدم عند أبي ذر على الذي سبقه.
(5)
قوله "رافع" عليه صح، وليس عند أبي ذر. ولأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح:"عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَكُلُوا".
(7)
ند: شرد وذهب على وجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندد).
(8)
على آخره صح.
(9)
"فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5499][التحفة: ع 3561]
(10)
قوله: "المرأة والأمة" عليه صح. وعند أبي ذر: "الأمة والمرأة".
(11)
"ابْنِ كَعْبِ" عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.
بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُخْبِرُ عَبْدَ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبٍ، بِهَذَا.
• [5501] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ - أَخْبَرَهُ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ
(1)
مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْهَا فَذَبَحَتْهَا
(2)
بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"كُلُوهَا".
19 - بَابٌ لَا يُذَكَّى بِالسِّنِّ وَالْعَظْمِ وَالظُّفُرِ
• [5502] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلْ - يَعْنِي - مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، إِلَّا السِّنَّ وَالظُّفُرَ".
20 - بَابُ ذَبِيحَةِ الْأَعْرَابِ وَنَحْوِهِمْ
(3)
• [5503] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ
* [5500][التحفة: خ ق 11134]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِشَاةٍ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَذَكَّتْهَا".
* [5501][التحفة: خ ق 11134]
* [5502][التحفة: ع 3561]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَنَحْرِهِمْ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا
(1)
بِاللَّحْمِ لَا نَدْرِي أَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا، فَقَالَ:"سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ"، قَالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْكُفْرِ.
تَابَعَهُ عَلِيٌّ: عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
وَتَابَعَهُ أَبُو خَالِدٍ وَالطُّفَاوِيُّ.
21 - بَابُ ذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَشُحُومِهَا مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهِمْ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الْيَوْمَ
(2)
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}
(3)
.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ نَصَارِيِّ
(4)
الْعَرَبِ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ يُسَمِّي لِغَيْرِ اللَّهِ فَلَا تَأْكُلْ، وَإِنْ لَمْ تَسْمَعْهُ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ
(5)
وَعَلِمَ كُفْرَهُمْ.
وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوُهُ.
وَقَالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ: لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ الْأَقْلَفِ
(6)
.
(1)
"يَاْتُونَنَا" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5503][التحفة: خ 16762]
(2)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
[المائدة: 5]. وقوله: " {وَطَعَامُ
…
} إلى آخره" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
"نَصَارِيَّ" كذا هو مضبوط في اليونينية بتشديد الياء، وفي بعض النسخ:"نصارى العرب".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "لك".
(6)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "وقال ابنُ عباس: طَعَامُهُمْ: ذَبَائِحُهُمْ".
• [5504] حدثنا
(1)
أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ
(2)
فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ
(3)
لِآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ.
و
(4)
قال ابنُ عَبَّاسٍ: طَعَامُهُمْ: ذَبَائِحُهُمْ.
22 - بَابُ مَا نَدَّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَهْوَ بِمَنْزِلَةِ الْوَحْشِ
وَأَجَازَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أَعْجَزَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا فِي يَدَيْكَ فَهْوَ
(5)
كَالصَّيْدِ، وَفِي بَعِيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ عَلَيْهِ
(6)
فَذَكِّهِ
(7)
.
وَرَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ.
(1)
عليه صح، وهذا الحديث عند أبي ذر مؤخر عن قول ابن عباس الذي يليه.
(2)
بجراب: وعاء من جلد. انظر: (مشارق الأنوار)(1/ 144).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَبَدَرْتُ".
فنزوت: وثبت. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نزو)
(4)
عليه صح، وجاء قول ابن عباس هذا عند أبي ذر مقدما على الذي قبله. وليس عند ابن عساكر، والحموي، والكشميهني.
* [5504][التحفة: خ م د س 9656]
(5)
ليس عند ابن عساكر.
(6)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر، وابن عساكر:"وفي بعير تردى في بئر فذكه من حيث قدرت عليه" بالتقديم والتأخير.
• [5505] حدثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ
(2)
بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى، فَقَالَ: "اعْجَلْ
(3)
- أَوْ أَرِنْ
(4)
- مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكَ
(5)
؛ أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ
(6)
". وَأَصَبْنَا نَهْبَ
(7)
إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ
(5)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ أَوَابِدَ كأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فإِذَا غلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا".
23 - بَابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: لَا ذَبْحَ وَلَا مَنْحَرَ إِلَّا فِي الْمَذْبَحِ وَالْمَنْحَرِ، قُلْتُ: أَيَجْزِي مَا يُذْبَحُ أَنْ أَنْحَرَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَ اللَّهُ ذَبْحَ الْبَقَرَةِ، فَإِنْ ذَبَحْتَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
قوله: "رافع" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(3)
"أعْجَل" كذا بهمزة قطع وفتح الجيم في الفرع الذي بأيدينا تبعا لليونينية، وضبطه العيني وصاحب المصابيح وغيرهما بهمزة وصل وجيم مفتوحة، أمر من العجلة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أَرْنِ".
أرن: أهلكها ذبحًا وأزهق نفسها بكل ما أنهر الدم غير السن والظفر. وقيل: أدم الحز ولا تفتر، وقيل: خِفَّ وأعجل لئلا تقتلها خنقًا. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: أرن).
(5)
على آخره صح.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الْحَبَشِ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نُهْبَةَ".
* [5505][التحفة: ع 3561]
شَيْئًا يُنْحَرُ جَازَ، وَالنَّحْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَالذَّبْحُ: قَطْعُ الْأَوْدَاجِ، قُلْتُ: فَيُخَلِّفُ الْأَوْدَاجَ حَتَّى يَقْطَعَ
(1)
النِّخَاعَ
(2)
؟ قَالَ: لَا إِخَالُ
(3)
.
وَأَخْبَرَنِي
(4)
نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنِ النَّخْعِ، يَقُولُ: يَقْطَعُ مَا دُونَ الْعَظْمِ ثُمَّ يَدَعُ حَتَّى تَمُوتَ.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(5)
: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}
(6)
، وَقَالَ
(7)
{فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}
(8)
.
وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الذَّكَاةُ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسٌ: إِذَا قَطَعَ الرَّأْسَ فَلَا بَأْسَ.
• [5506] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ
(9)
بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ امْرَأَتِي، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ
(1)
: نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ.
(1)
عليه صح.
(2)
"النّخَاعَ" ضبط بكسر النون مصححا عليه في اليونينية وفروعها، وضبطه في المصابيح بالضم، ثم قال: وحكى فيه الكسائي عن بعض العرب الكسر. أفاده القسطلاني.
(3)
في نسخة: "لَا أَخَافُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأخْبَرَنِي".
(5)
قوله: "وقول اللَّه تعالى" عليه صح، وليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
(6)
[البقرة: 67]. ولأبي ذر وعليه صح: " {بَقَرَةٌ} إلى {فَذَبَحُوهَا} ".
(7)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(8)
[البقرة: 71].
(9)
قوله: "عن هشام" عند ابن عساكر: "حَدَّثَنا هِشَامُ".
* [5506][التحفة: خ م س ق 15746]
• [5507] حدثنا
(1)
إِسْحَاقُ، سَمِعَ عَبْدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ
(2)
: ذَبَحْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فرَسًا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ فَأَكَلْنَاهُ.
• [5508] حدثنا
(3)
قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ.
تَابَعَهُ وَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ فِي النَّحْرِ.
24 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُثْلَةِ وَالْمَصْبُورَةِ وَالْمُجَثَّمَةِ
• [5509] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَنَسٍ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ، فَرَأَى غِلْمَانًا أَوْ فِتْيَانًا
(5)
نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا فَقَالَ أَنَسٌ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ تُصْبَرَ
(6)
الْبَهَائِمُ.
• [5510] حدثنا
(7)
أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني"، وهذا الحديث مؤخر عند ابن عساكر عن الذي يليه.
(2)
عليه صح.
* [5507][التحفة: خ م س ق 15746]
(3)
هذا الحديث جاء عند ابن عساكر مقدما على الذي قبله.
(4)
قوله: "رسول اللَّه" لابن عساكر: "النبيَّ".
* [5508][التحفة: ق 15764]
(5)
قوله: "غلمانا أو فتيانا" عند ابن عساكر: "فتيانا أو غلمانا".
(6)
تصبر: قتل الدواب صبرًا: هو أن يُمسك شيء من ذوات الروح حيًّا ثم يُرمى بشيء حتى يموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبر).
* [5509][التحفة: خ م د س ق 1630]
(7)
"حدثني" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي يَحْيَى رَابِطٌ دَجَاجَةً يَرْمِيهَا، فَمَشَى إِلَيْهَا ابْنُ عُمَرَ حَتَّى حَلَّهَا
(1)
ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ مَعَهُ، فَقَالَ: ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ
(2)
عَنْ أَنْ يَصْبِرَ
(3)
هَذَا الطَّيْرَ لِلْقَتْلِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى
(4)
أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ.
• [5511] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَمَرُّوا بِفِتْيَةٍ - أَوْ بِنَفَرٍ - نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهَا، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟! إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا.
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ: عَنْ شُعْبَةَ
(5)
، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ.
وَقَالَ
(6)
عَدِيٌّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5512] حدثنا
(7)
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر:"حَمَلَهَا".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "غِلْمَانَكُمْ".
(3)
عليه صح. وللكشميهني: "يَصْبِرُوا".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر:"يَنْهَى".
* [5510][التحفة: خ 7077]
(5)
عليه صح صح.
(6)
قوله: "وقال عدي
…
إلى آخره" عليه صح. وجاء عند أبي ذر مؤخرا عن الذي يليه.
* [5511][التحفة: خ م س 7054]
(7)
عليه صح. وجاء هذا الحديث عند أبي ذر مقدما على قول عدي قبله.
ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ نَهَى عَنِ النُّهْبَةِ
(1)
وَالْمُثْلَةِ.
25 - بَابُ
(2)
الدَّجَاجِ
(3)
• [5513] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، يَعْنِي: الْأَشْعَرِيَّ
(4)
رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ دَجَاجًا.
• [5514] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ زَهْدَمٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ
(5)
هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ إِخَاءٌ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ أَحْمَرُ فَلَمْ يَدْنُ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ: ادْنُ؛ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهُ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ أَكَلَ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ، فَقَالَ: ادْنُ
(6)
أُخْبِرْكَ
(7)
- أَوْ:
(1)
"النُّهْبَى" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
* [5512][التحفة: خ 9674]
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "أكل" ونسبه لنسخة.
(3)
"باب لحم الدجاج" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
قوله: "يعني الأشعري" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5513][التحفة: خ م ت س 8990]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وكان بيننا وبينه هذا الحي" كذا في جميع النسخ التي بأيدينا، وفي إعراب هذه الجملة ومعناها اضطراب أطال به القسطلاني، ثم قال: وفي آخر كتاب التوحيد: عن زهدم قال: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، وهذه الرواية هي المعتمدة كما قاله في الفتح. اهـ.
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إذن أُخْبرَكَ أَوْ أحدَّثَكَ".
(7)
"أُخْبِرْكَ" كذا ضبط في الفرع الذي بيدنا بالتخفيف والتشديد تبعًا لليونينية.
أُحَدِّثْكَ - إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهْوَ غَضْبَانُ وَهْوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، قَالَ:"مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ"، ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبٍ
(2)
مِنْ إِبِلٍ، فَقَالَ:"أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ " قَالَ: فَأَعْطَانَا خَمْسَ ذَوْدٍ
(3)
غُرَِّ الذُّرَى
(4)
: فَلَبِثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: نَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا اسْتَحْمَلْنَاكَ فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، فَظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ، فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ هُوَ حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا".
26 - بَابُ لُحُومِ الْخَيْلِ
• [5515] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسمَاءَ، قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلْنَاهُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"رَسولَ اللَّهِ".
(2)
بنهب: بغنيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نهب).
(3)
ذود: الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع. وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذود).
(4)
"غُرَّ الذُّرَى" كذا ضبط "غُرَّ" بالوجهين في اليونينية.
غر الذرى: بيض الأسنمة سمانها، والذرى جمع ذروة: وهي أعلى سنام البعير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرا).
* [5514][التحفة: خ م ت س 8990]
* [5515][التحفة: خ م س ق 15746]
• [5516] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(1)
، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهم، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.
27 - بَابُ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ
(2)
فِيهِ عَنْ
(3)
سَلمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
• [5517] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ
(4)
يَوْمَ خَيْبَرَ.
• [5518] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي
(5)
نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ.
تَابَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ: عَنْ سَالِمٍ.
(1)
قوله: "بْنُ زيدٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [5516][التحفة: خ م د س 2639]
(2)
بالضبطين معا، ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(3)
ليس عند ابن عساكر.
(4)
الأهلية: هي التي تألف البيوت، ولها أصحاب، وهي مثل الإنسية، ضد الوحشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهل).
* [5517][التحفة: خ م س 6769 - خ 8049]
(5)
عند أبي ذر وعليه صح: "عن نافع".
* [5518][التحفة: خ 7931 - خ س 8174]
• [5519] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنهم قَالَ: نَهَى رَسُولُ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ، وَلُحُومِ
(2)
حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ.
• [5520] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.
• [5521 - 5522] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيٌّ، عَنِ الْبَرَاءِ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم، قَالَا: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ.
• [5523] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَن أَبَا إِدْرِيسَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ
(3)
.
تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
(4)
.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وعنْ لْحُومِ".
* [5519][التحفة: خ م ت س ق 10263]
* [5520][التحفة: خ م د س 2639]
* [5521 - 5522][التحفة: خ م 1795 - خ م 5174]
(3)
قوله: "الحمر" لأبي ذر وعليه صح: "حُمُرِ الأَهْلِيَّةِ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عن الزُّهْرِيِّ".
وَقَالَ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَالْمَاجِشُونُ
(1)
وَيُونُسُ وَابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
• [5524] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ، ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ، ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ، فَقَالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: "إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيةِ؛ فَإِنَّهَا رِجْسٌ
(3)
"، فَأُكْفِئَتِ
(4)
الْقُدُورُ وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ.
• [5525] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ حُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ، وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ
(5)
الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ:{قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا}
(6)
.
(1)
عليه صح.
* [5523][التحفة: خ م س 11876]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
رجس: قذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللغة والكفر (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجس).
(4)
للكشميهني: "فَكُفِئَت".
* [5524][التحفة: خ م 1458]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ذلك".
(6)
[الأنعام: 145].
* [5525][التحفة: خ د 3422]
28 - بَابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ
• [5526] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.
تَابَعَهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمَاجِشُونُ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
29 - بَابُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ
• [5527] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(1)
بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ: "هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا
(2)
! " قَالُوا: إِنَّهَا مَيِّتَةٌ، قَالَ: "إِنَّمَا حَرُمَ
(3)
أَكْلُهَا"
• [5528] حدثنا خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ
(4)
، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَنْزٍ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ:"مَا عَلَى أَهْلِهَا لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا".
* [5526][التحفة: ع 11874]
(1)
قوله: "عبد اللَّه" ليس عند ابن عساكر.
(2)
بإهابها: الإهاب: الجلد، والجمع: أهبة. وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ، فأما بعده فلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهب).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حُرِّمَ".
* [5527][التحفة: خ م د س 5839]
(4)
على آخره صح.
* [5528][التحفة: خ س 5446]
30 - بَابُ الْمِسْكِ
• [5529] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ
(1)
، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَكْلُومٍ
(2)
يُكْلَمُ فِي اللَّهِ
(3)
إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ".
• [5530] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ جَلِيسِ
(4)
الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ
(5)
؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ
(6)
، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً".
31 - بَابُ الْأَرْنَبِ
• [5531] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
(1)
"حدثنا عَبْدُ الوَاحِدِ" عليه صح، ورقم عليه لابن عساكر، وأبي ذر.
(2)
مكلوم: الكلْم: الجرح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلم).
(3)
قوله: "في اللَّه" لأبي ذر عن الكشميهني: "فِي سبيل اللَّهِ".
* [5529][التحفة: خ 14912]
(4)
"الجليس" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(5)
الكير: الْمَبْنِيّ للنار الَّتِي يدْخل فِيهَا الْحَدِيد. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 404).
(6)
يحذيك: يُعْطِيَكَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذا).
* [5530][التحفة: خ م 9059]
قَالَ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا وَنَحْنُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغَِبُوا
(1)
، فَأَخَذْتُهَا فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا فَبَعَثَ بِوَرِكَيْهَا - أَوْ قَالَ: بِفَخِذَيْهَا - إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَهَا.
32 - بَابُ الضَّبِّ
(2)
• [5532] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الضَّبُّ لَسْتُ آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ".
• [5533] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شهابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ
(3)
، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ، فَقَالُوا: هُوَ ضَبٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ
(4)
"، قَالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ.
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَتَعِبُوا".
* [5531][التحفة: ع 1629]
(2)
الضب: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذنب عريض أعقد، يكثر في صحاري الأقطار العربية. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضب).
* [5532][التحفة: خ 7219]
(3)
محنوذ: مشوي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنذ).
(4)
أعافه: أكرهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيف).
* [5533][التحفة: خ م د س ق 3504]
33 - بَابٌ إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ الْجَامِدِ أَوِ الذَّائِبِ
• [5534] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ فَمَاتَتْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا، فَقَالَ:"أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوهُ".
قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يُحَدِّثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ إِلَّا عَن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مِرَارًا.
• [5535] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الدَّابَّةِ تَمُوتُ فِي الزَّيْتِ وَالسَّمْنِ وَهْوَ جَامِدٌ أَوْ غَيْرُ جَامِدٍ؛ الْفَأْرَةِ أَوْ غَيْرِهَا، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِفَأْرَةٍ مَاتَتْ فِي سَمْنٍ، فَأَمَرَ بِمَا قَرُبَ مِنْهَا فَطُرِحَ، ثُمَّ أُكِلَ؛ عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
• [5536] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَن مَيْمُونَةَ رضي الله عنهم قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ، فَقَالَ:"أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوهُ".
* [5534][التحفة: خ د ت س 18065]
* [5535][التحفة: خ د ت س 18065 - خ 19399]
* [5536][التحفة: خ د ت س 18065]
34 - بَابُ الْوَسْمِ وَالْعَلَمِ
(1)
فِي الصُّورَةِ
• [5537] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ تُعْلَمَ الصُّورَةُ
(2)
.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُضْرَبَ.
تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، وَقَالَ: تُضْرَبُ الصُّورَةُ
(3)
.
• [5538] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَخٍ لِي يُحَنِّكُهُ
(4)
، وَهْوَ فِي مِرْبَدٍ
(5)
لهُ، فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ
(6)
شَاةً
(7)
- حَسِبْتُهُ قَالَ - فِي آذَانِهَا.
35 - بَابٌ إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ
(8)
غَنِيمَةً فَذَبَحَ بَعْضُهُمْ غَنَمًا أَوْ إِبِلًا بِغَيْرِ أَمْرِ أَصْحَابِهِمْ لَمْ تُؤْكَلْ
لحَدِيثِ رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: "الوسم والعلم" عليه صح. وعند أبي ذر: "العلم والوسم".
(2)
للكشميهني: "الصُّوَرُ".
الصورة: يعني الوجه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 52).
(3)
رقم عليه للحموي والكشميهني. وللمستملي: "الصُّوَرُ".
* [5537][التحفة: خ 6753]
(4)
يحنكه: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنك).
(5)
مربد: هو الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربد).
(6)
يسم: أي: يُعَلم عليها بالْكَيَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وسم).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"شَاءً".
* [5538][التحفة: خ م د ق 1632]
(8)
لابن عساكر: "القوم".
وَقَالَ طَاوُسٌ وَعِكْرِمَةُ فِي ذَبِيحَةِ السَّارِقِ: اطْرَحُوهُ.
• [5539] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّنَا
(1)
نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، فَقَالَ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ، فَكُلُوا
(2)
مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ وَلَا ظُفُرٌ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفْرُ
(3)
فَمُدَى الْحَبَشَةِ"، وَتَقَدَّمَ سَرَعَانُ النَّاسِ، فَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ
(4)
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ النَّاسِ، فَنَصَبُوا قُدُورًا فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، وَقَسَمَ بَيْنَهُمْ وَعَدَلَ بَعِيرًا بِعَشْرِ
(5)
شِيَاهٍ، ثُمَّ نَدَّ بَعِيرٌ مِنْ أَوَائِلِ
(6)
الْقَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ خَيْلٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: "إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا فَعَلَ مِنْهَا هَذَا
(7)
فَافْعَلُوا مِثْلَ هَذَا".
(1)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"إنا".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَكُلُوهُ".
(3)
الظفرُ هكذا هنا فاء (الظفر) ساكنة في اليونينية.
(4)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"الْمَغَانِمِ".
(5)
عليه صح.
(6)
"من أَوَائِلِ" كذا بالهمزة في بعض النسخ المعتمدة، وفي بعضها "أوابل" بالباء الموحدة تبعا لليونينية، وفي بعضها:"إبِلِ".
(7)
على حاشية البقاعي: "هكذا" ونسبه لنسخة.
* [5539][التحفة: ع 3561]
36 - بَابٌ إِذَا نَدَّ بَعِيرٌ لِقَوْمٍ فرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ فَأَرَادَ
(1)
إِصْلَاحَهُمْ
(2)
فَهْوَ جَائِزٌ
لِخَبَرِ رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5540] حدثنا ابْنُ سَلَامٍ
(3)
، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ
(4)
، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
(5)
رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَنَدَّ بَعِيرٌ مِنَ الْإِبِلِ، قَالَ: فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ لَهَا أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي الْمَغَازِي، وَالْأَسْفَارِ فَنُرِيدُ أَنْ نَذْبَحَ، فَلَا تَكُونُ مُدًى؟ قَالَ: "أَرِنْ
(6)
مَا نَهَرَ - أَوْ أَنْهَرَ
(7)
- الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، غَيْرَ السِّنِّ وَالظُّفُرِ؛ فَإِنَّ السِّنَّ عَظْمٌ، وَالظُّفُرَ مُدَى الْحَبَشَةِ".
37 - بَابُ أَكْلِ الْمُضْطَرِّ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى
(8)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
(9)
(1)
"وأراد" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إِصْلَاحَهُ".
(3)
قوله: "حدثنا ابن سلام". لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني محمدُ بنُ سَلَامٍ".
(4)
قوله: "عَبَايَةَ بْنِ رِفاعة" لابن عساكر: "عن عَبَايَةَ بن رَافِعٍ".
(5)
قوله: "بن خديجٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح:"أَرِنِي" وعليه: "معا".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "ما أنهر الدم أو نهر".
* [5540][التحفة: ع 3561]
(8)
قوله: "بَابُ أَكْلِ الْمُضْطَرَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى" لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ إذا أَكَلَ الْمُضْطَرُّ لقولِ اللهِ تعالى".
(9)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"إلَى: {فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} ".
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}
(1)
، وَقَالَ {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ}
(2)
، وَقَوْلِهِ
(3)
: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ
(4)
أَلَّا تَأْكُلُوا
(5)
مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ (فُصِّلَ) لَكُمْ مَا (حُرِّمَ) عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}، {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}
(6)
، {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا
(7)
عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا
(8)
أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(9)
، وَقَالَ {فَكُلُوا
(10)
مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
(11)
حَلَالًا طَيِّبًا
(1)
[البقرة: 172، 173]. وقوله: " {وَاشْكُرُوا
…
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
[المائدة: 3].
(3)
رقم عليه: ليس عند ابن عساكر.
(4)
قوله: " {وَمَا لَكُمْ} " رقم عليه صح وليس عند أبي ذر.
(5)
عند ابن عساكر: " {أَلَّا تَأْكُلُوا} الآيةَ".
(6)
[الأنعام: 118، 119]. وقوله: " {مِمَّا ذُكِرَ
…
بِالْمُعْتَدِينَ} " ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر. وبعده: "وقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا" وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(7)
بعده: "إلى: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} " وعليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر.
(8)
بعده عند ابن عساكر وعليه صح: "قال ابن عباس: مُهْراقًا، {أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} (ورقم على (خنزير) لابن عساكر وأبي ذر وعليه صح) هذه الرواية مخرَّج لها في اليونينية بعد {رَحِيمٌ} " وفي غيرها من الأصول بعد " {مَسْفُوحًا} " كما هنا".
(9)
[الأنعام: 145]. وقوله " {عَلَى طَاعِمٍ
…
غَفُورٌ رَحِيمٌ} " عليه صح وليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
(10)
قوله: "وقال {فَكُلُوا} " عليه صح ورقم عليه بعلامة التقديم أو التأخير عند ابن عساكر.
(11)
بعده لابن عساكر: "إلى قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ".
وَاشْكُرُوا
(1)
(نِعْمَةَ)
(2)
اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
(3)
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(4)
.
* * *
(1)
من هنا
…
إلى قوله: " {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} "، عليه صح وعلامة السقوط عند أبي ذر.
(2)
كذا رسمها، ولكن اتفقوا على أن رسم المصحف بالتاء المفتوحة، والتاء المربوطة هو الموافق لقراءة من يقف عليها بهاء التأنيث وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي ويعقوب، ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم. (انظر: إتحاف فضلاء البشر) (ص 138).
(3)
قوله: " {وَاشْكُرُوا
…
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} " ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(4)
[النحل: 114، 115]. وقوله: " {حَلَالًا
…
غَفُورٌ رَحِيمٌ} " ليس عند ابن عساكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
70 - كتابُ الأضَاحِي
1 - بَابُ
(1)
سُنَّةِ الْأُضْحِيَّةِ
(2)
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هِيَ سُنَّةٌ وَمَعْرُوفٌ.
• [5541] حدثنا
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ
(4)
، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ
(5)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّي
(6)
ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ
(7)
فِي شَيْءٍ"،
(1)
رقم عليه لنسخة، وابن عساكر.
(2)
قوله: "سنة الأضحية" لابن عساكر: "الْأُضْحِيَّةُ سُنَّةٌ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(4)
كسر همزة "الإيامي" من الفرع. ولأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"اليَامِيِّ".
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْ نُصَلِّيَ".
(7)
النسك: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرَّب به إلى اللَّه تعالى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ وَقَدْ ذَبَحَ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً
(1)
، فَقَالَ:"اذْبَحْهَا وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
قَالَ مُطَرِّفٌ: عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ تمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ".
• [5542] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ
(2)
لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ".
2 - بَابُ قِسْمَةِ الْإِمَامِ الْأَضَاحِيَّ بَيْنَ النَّاسِ
• [5543] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بَعْجَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بيْنَ أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَارَتْ
(3)
جَذَعَةٌ، قَالَ:"ضَحِّ بِهَا".
(1)
جذعة: أصل الجَذَع من أسنان الدواب، وهو ما كان منها شابًّا فتيًّا، فهو من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن البقر والمَعْز ما دخل في السنة الثانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تمت له سنة، وقيل: أقل منها. والذكر جَذَعٌ والأنثى جَذَعَةٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).
* [5541][التحفة: خ م د ت س 1769]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"يَذْبَحُ".
* [5542][التحفة: خ م س ق 1455]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "صَارَتْ لِي".
* [5543][التحفة: خ م ت س 9910]
3 - بَابُ الْأُضْحِيَّةِ لِلْمُسَافِرِ وَالنِّسَاءِ
• [5544] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، وَحَاضَتْ بِسَرِفَ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ وَهْيَ تَبْكِي، فَقَالَ: "مَا لَكِ؟ أَنَفِسْتِ
(1)
؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: "إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ"، فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ.
4 - بَابُ مَا يُشْتَهَى مِنَ اللَّحْمِ يَوْمَ النَّحْرِ
• [5545] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ: "مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ"، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ - وَذَكَرَ جِيرَانَهُ - وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَلَا أَدْرِي أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لَا؟ ثُمَّ انْكَفَأَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كَبْشَيْنِ، فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا
(3)
، أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا
(4)
.
(1)
أنفست: أَحِضْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفس).
* [5544][التحفة: خ م س ق 17482]
(2)
انكفأ: مال ورجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(3)
فتوزعوها: أي: فرقوها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وزع).
(4)
فتجزعوها: أي: اقْتَسَمُوهَا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جزع).
* [5545][التحفة: خ م س ق 1455]
5 - بَابُ مَنْ قَالَ: الْأَضْحَى يَوْمَ النَّحْرِ
(1)
• [5546] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، حَدَّثَنَا
(3)
عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الزَّمَانُ
(4)
قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ
(5)
خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلَاثٌ
(6)
مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ "
(7)
قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ - عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُم
(8)
، وَسَتَلْقَونَ رَبَّكُم فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرجِعُوا بَعْدِي
(1)
قوله: "يومَ النحرِ" لأبي ذر وعليه صح: "يَوْمُ النَّحْرِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "إِنَّ الزَّمَانَ".
(5)
قوله: "كَهَيْئَته يَوْمِ" لأبي ذر وعليه صح: "كَهَيْئَةِ يَوْمِ".
(6)
عليه صح. ولابن عساكر: "ثَلَاثَةٌ".
(7)
قوله: "ذا الحجة" لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وابن عساكر:"ذُو الْحِجَّةِ".
(8)
قوله: "في شهركم" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فِي شَهْرِكُمْ هَذَا".
ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ؛ فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى
(1)
لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ".
وَكَانَ
(2)
مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ
(3)
قَالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "
(4)
.
6 - بَابُ الْأَضْحَى وَالْمَنْحَرِ بِالْمُصَلَّى
• [5547] حدثنا
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَنْحَرُ فِي الْمَنْحَرِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَعْنِي مَنْحَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5548] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْبَحُ وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَرْعَى".
أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فَكَانَ".
(3)
قوله: "إذا ذكره": لأبي ذر عن الكشميهني: "إِذَا ذَكَرَ".
(4)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "مَرَّتَيْنِ".
* [5546][التحفة: خ م س 11682]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5547][التحفة: خ 7882]
* [5548][التحفة: خ س 8261]
7 - بَابٌ فِي أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم بكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ويُذْكَرُ سَمِينَيْنِ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ قَالَ: كُنَّا نُسَمِّنُ الْأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ.
• [5549] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
(2)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ.
• [5550] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(3)
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ
(4)
، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ
(5)
، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ.
تَابَعَهُ
(6)
وُهَيْبٌ: عَنْ أَيُّوبَ.
(1)
قوله: "بابٌ في أضحية النبي": لابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"بابُ ضَحِيَّةِ النَّبِيِّ". وفي حاشية نسخة ابن عساكر: "بابٌ في ضحية" ونسبه كذلك لأبي ذر، وابن عساكر.
(2)
قوله: "بن أبي إياس" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
* [5549][التحفة: خ 1030]
(3)
قوله: "بن سعيد" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(4)
قوله: "عن أيوبَ" لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا أيوبُ".
(5)
أملحين: مثنى أملح، وهو الذي بياضه أكثر من سواده. وقيل: هو النقيُّ البَياض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملح).
(6)
عليه صح، ورقم عليه بعلامة التأخير عند أبي ذر.
وَقَالَ
(1)
إِسْمَاعِيلُ وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ.
• [5551] حدثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ
(2)
، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"ضَحِّ أنْتَ بِهِ"
(3)
.
8 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بُرْدَةَ: "ضَحِّ بِالْجَذَعِ مِنَ الْمَعَزِ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ"
• [5552] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ
(4)
رضي الله عنهما قَالَ: ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا
(5)
جَذَعَةً مِنَ الْمَعَزِ، قَالَ: "اذْبَحْهَا، وَلَنْ تَصْلُحَ
(6)
لِغَيْرِكَ"، ثُمَّ قَالَ:
(1)
عليه صح، ورقم عليه بعلامة التقديم عند أبي ذر. أي أن قوله: "وقال إسماعيل
…
" مقدم عند أبي ذر على قوله: "تابعه وهيب
…
".
• [5550][التحفة: خ 957 - خ م س ق 1455]
(2)
عتود: هو الصغير من أولاد المعز إذا قوي ورعى وأَتَى عليه حَولٌ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتد).
(3)
قوله: "ضح أنت به" لأبي ذر وعليه صح: "ضَحَّ بِهِ أَنْتَ". ولفظة: "به" ليست عند ابن عساكر.
* [5551][التحفة: خ م ت س ق 9955]
(4)
قوله: "بن عازب" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(5)
عليه صح.
داجنا: الدَّاجِنُ: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجن)
(6)
قوله: "ولنْ تصلحَ": لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ولا تَصْلُحُ".
"مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ".
تَابَعَهُ عُبَيْدَةُ: عَنِ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ.
وَتَابَعَهُ وَكِيعٌ: عَنْ حُرَيْثٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَقَالَ عَاصِمٌ وَدَاوُدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي عَنَاقُ
(1)
لَبَنٍ.
وَقَالَ زُبَيْدٌ وَفِرَاسٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي جَذَعَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: عَنَاقٌ جَذَعٌ عَنَاقُ لَبَنٍ.
• [5553] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: ذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَبْدِلْهَا"، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَةٌ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ
(3)
- قَالَ: "اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
(1)
عناق: الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنق).
* [5552][التحفة: خ م د ت س 1769]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
مسنة: كبيرة السن، فمن الإبل: التي تمت لها خمس سنين ودخلت في السادسة، ومن البقر: التي تمت لها سنتان ودخلت في الثالثة، ومن الضأن والمعز: ما تمت لها سنة. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(7/ 352).
وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ.
9 - بَابُ مَنْ ذَبَحَ الْأَضَاحِيَّ بِيَدِهِ
• [5554] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
(1)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا
(2)
، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ.
10 - بَابُ مَنْ ذَبَحَ ضَحِيَّةَ غَيْرِهِ
وَأَعَانَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فِي بَدَنَتِهِ.
وَأَمَرَ أَبُو مُوسَى بَنَاتِهِ أَنْ يُضَحِّينَ بِأَيْدِيهِنَّ
(3)
.
• [5555] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:"مَا لَكِ؟ أَنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ،
* [5553][التحفة: خ م س ق 1455 - خ م 1920]
(1)
قوله: "بن أبي إياس" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(2)
صفاحهما: جانبي عنقهما. (انظر: شرح النووي على مسلم)(13/ 121).
* [5554][التحفة: خ م س ق 1250]
(3)
قوله: "وأمر أبو موسى بناته أن يضحين بأيديهن" رقم عليه للمستملي والكشميهني.
اقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ"، وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ.
11 - بَابُ الذَّبْحِ بَعْدَ الصَّلَاةِ
• [5556] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ
(1)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ
(2)
مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا
(3)
فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَحَرَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ" فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ قَبلَ أَنْ أُصَلِّيَ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، فَقَالَ:"اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ - أَوْ تُوفِيَ - عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
12 - بَابٌ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَعَادَ
• [5557] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ ذَبَحَ قَبلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ"، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ، وَذَكَرَ
(4)
مِنْ جِيرَانِهِ - فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
* [5555][التحفة: خ م س ق 17482]
(1)
قوله: "بن المنهالِ": لأبي ذر وعليه صح: "بْنُ مِنْهَالٍ".
(2)
قوله: "ما نبدأ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ما نَبْدَأُ بِهِ".
(3)
رقم عليه بعلامة السقوط ولم يرمز له برمز.
* [5556][التحفة: خ م د ت س 1769]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"وذكرَ هَنَةً".
عَذَرَهُ - وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْنِ، فَرَخَّصَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
فَلَا أَدْرِي بَلَغَتِ
(2)
الرُّخْصَةُ
(3)
أَمْ لَا، ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ - يَعْنِي - فَذَبَحَهُمَا، ثُمَّ انْكَفَأَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَذَبَحُوهَا.
• [5558] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ سُفْيَانَ الْبَجَلِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ
(4)
: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ"
(3)
.
• [5559] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:"مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاستَقْبَلَ قِبلَتَنَا، فَلَا يَذْبَح حتَّى يَنْصَرِفَ"
(5)
، فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلْتُ، فَقَالَ: "هُوَ
(6)
شيْءٌ عَجَّلْتَهُ"، قَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّتَيْنِ، آذْبَحُهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، ثُمَّ لَا تَجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ".
قَالَ عَامِرٌ: هِيَ خَيْرُ نَسِيكَتِهِ
(7)
.
(1)
قوله: "النبي صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أبَلَغَت".
(3)
عليه صح.
* [5557][التحفة: خ م س ق 1455]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
* [5558][التحفة: خ م س ق 3251]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "نَنْصَرِفَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هذا".
(7)
لأبي ذر وعليه صح صح: "نَسِيكَتَيْهِ".
نسيكته: ذبيحته (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
* [5559][التحفة: خ م د ت س 1769]
13 - بَابُ وَضْعِ الْقَدَمِ عَلَى صَفْحِ الذَّبِيحَةِ
• [5560] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَوَضَعَ
(1)
رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ.
14 - بَابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الذَّبْحِ
• [5561] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
15 - بَابٌ إِذَا بَعَثَ بِهَدْيِهِ لِيُذْبَحَ لَمْ يَحْرُمْ عَلَيْهِ شَيْءٌ
• [5562] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رَجُلًا يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ
(2)
إِلَى الْكَعْبَةِ، وَيَجْلِسُ فِي الْمِصْرِ، فَيُوصِي أَنْ تُقَلَّدَ
(3)
بَدَنَتُهُ
(4)
،
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"ويَضَعُ".
* [5560][التحفة: خ 1412]
* [5561][التحفة: خ م ت س 1427]
(2)
بالهدي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
(3)
تقلد: تقليد البَدَنة: أن يُجعل في عنقها شِعار يعلم به أنها هدي. (انظر: لسان العرب، مادة: قلد).
(4)
بدنته: البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدن).
فَلَا يَزَالُ مِنْ ذَلِكَِ
(1)
الْيَوْمِ مُحْرِمًا حَتَّى يَحِلَّ النَّاسُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَهَا
(2)
مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَقَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِمَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ
(3)
مِنْ أَهْلِهِ
(4)
حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ.
16 - بَابُ مَا يُؤْكَلُ مِنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ وَمَا يُتَزَوَّدُ مِنْهَا
• [5563] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ غَيْرَ مَرَّةٍ
(5)
: لُحُومَ الْهَدْيِ.
• [5564] حدثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ ابْنَ خَبَّابٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ كَانَ غَائِبًا، فَقَدِمَ، فَقُدِّمَ إِلَيْهِ لَحْمٌ قَالَ: وَهَذَا
(6)
مِنْ لَحْمِ ضَحَايَانَا، فَقَالَ: أَخِّرُوهُ لَا أَذُوقُهُ، قَالَ:
(1)
كذا بالضبطين في اليونينية.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "تَسْفِيقَهَا". قال القاضي عياض: يقال بالسين والصاد، وهو بالصاد أكثر وأعرف في الحديث وكتب اللغة. اهـ. من اليونينية.
تصفيقها: التصفيق: ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفق)
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِلرَّجُلِ".
(4)
عليه صح.
* [5562][التحفة: خ م س 17616]
(5)
للكشميهني: "غَيْرُهُ مَرَّةً"، ونسبه أيضًا على حاشية نسخة البقاعي لأبي ذر، والكشميهني.
* [5563][التحفة: خ م س 2469]
(6)
قوله: "قال وهذا": لأبي ذر وعليه صح: "قَالُوا هَذَا".
ثُمَّ قُمْتُ فَخَرَجْتُ، حَتَّى آتِيَ أَخِي أَبَا قَتَادَةَ
(1)
، وَكَانَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ.
• [5565] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلَا يُصْبِحَنَّ بَعدَ ثَالِثَةٍ وَفي بَيْتِهِ
(2)
مِنْهُ شَيْءٌ"، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ الْمَاضِي؟ قَالَ: "كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا".
• [5566] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: الضَّحِيَّةُ كُنَّا نُمَلِّحُ مِنْهُ
(3)
، فَنَقْدَمُ
(4)
بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"لَا تَأْكُلُوا إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ"، وَلَيْسَتْ بِعَزِيمَةٍ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
• [5567] حدثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(5)
يُونُسُ، عَنِ
(1)
قوله: "أخي أبا قَتَادَةَ"، صوابه:"أخي قتادة" وهو ابن النعمان الظفري، وقد تقدم في "باب عدة من شهد بدرًا" على الصواب. اهـ. من اليونينية.
* [5564][التحفة: خ س 11072]
(2)
قوله: "وفي بيته" لأبي ذر وعليه صح: "وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ".
* [5565][التحفة: خ م 4545]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْهَا".
(4)
عليه صح.
* [5566][التحفة: خ 17940]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، أَنَّهُ شَهِدَ الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْعِيدَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ نُسُكَكُمْ
(1)
.
• [5568] قال أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُ مَعَ
(2)
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَكَانَ
(3)
ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ.
• [5569] قال أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِكُمْ فَوْقَ ثَلَاثٍ.
وَعَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، نَحْوَهُ.
• [5570] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ نُسُكِكُمْ".
* [5567][التحفة: ع 10663]
(2)
قوله: "شهدتُ معَ" لأبي ذر وعليه صح: "شَهِدْتُ العِيدَ معَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وَكَانَ".
* [5568][التحفة: ع 9845]
* [5569][التحفة: ع 10330]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا مِنَ الْأَضَاحِيِّ ثَلَاثًا"، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْكُلُ بِالزَّيْتِ حِينَ يَنْفِرُ
(1)
مِنْ مِنًى مِنْ أَجْلِ لُحُومِ الْهَدْيِ.
* * *
(1)
قوله: "حين ينفرُ" لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"حَتَّى يَنْفِرَ"، ونسبه في حاشية نسخة البقاعي لأبي ذر، والأصيلي، والكشميهني.
* [5570][التحفة: خ 6921]
بسم الله الرحمن الرحيم
71 - كِتابُ الأَشْرِبَةِ
وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(1)
.
• [5571] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
(2)
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ".
• [5572] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ - بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، وَلَوْ
(3)
أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ.
تَابَعَهُ مَعْمَرٌ وَابْنُ الْهَادِ وَعُثْمَانُ
(4)
بْنُ عُمَرَ وَالزُّبَيْدِيُّ
(5)
، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
(1)
[المائدة: 90]. وقوله: " {مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} " ليس عند أبي ذر، وعنده بدلًا منه وعليه صح:"الآية".
(2)
قوله: "عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5571][التحفة: خ م س 8359]
(3)
على أوله صح. ضبب على الواو الأولى من "ولو" ابنُ عساكر. اهـ. من اليونينية.
(4)
قوله: "عثمان بن عمر" مؤخر لأبي ذر، وعليه صح.
(5)
مقدم لأبي ذر، وعليه صح.
* [5572][التحفة: خ 13157]
• [5573] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ
(1)
رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ غَيْرِي؛ قَالَ: "مِنْ أَشْرَاطِ
(3)
السَّاعَةِ: أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتُشْرَبَ
(4)
الْخَمْرُ
(5)
، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمُهُنَّ
(6)
رَجُلٌ وَاحِدٌ".
• [5574] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولَانِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: إِنَّ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزْنِي
(7)
حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ".
• [5575] قال ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي.
(2)
قوله: "سمعتُ من رسولِ اللَّهِ" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"سمعتُ رسولَ اللَّهِ".
(3)
أشراط: علامات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرط).
(4)
عليه صح.
(5)
قوله: "وتُشْرَبَ الخمرُ" لأبي ذر عن المستملي: "وشربُ الخمرِ".
(6)
"حتى يكون لخمسين امرأة قيمهن" هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا. قال القسطلاني ولابن عساكر "خمسين" بإسقاط اللام. ولأبي ذر عن الكشميهني "حتى يَقُومَ خمسُونَ". اهـ.
قيمهن: الذي يقوم عليهن (انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)(8/ 313).
* [5573][التحفة: خ 1374]
(7)
قوله: "لا يزني" لأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر:"لا يزني الزاني".
* [5574][التحفة: خ م 13329 - خ م 15320]
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُلْحِقُ مَعَهُنَّ: "وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً - ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ فِيهَا - حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ".
1 - بَابٌ الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ
(1)
• [5576] حدثنا
(2)
الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، هُوَ: ابْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَقَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا شَيْءٌ.
• [5577] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ، وَمَا نَجِدُ - يَعْنِي: بِالْمَدِينَةِ
(3)
- خَمْرَ الْأَعْنَابِ إِلَّا قَلِيلًا، وَعَامَّةُ خَمْرِنَا الْبُسْرُ
(4)
وَالتَّمْرُ.
• [5578] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ
* [5575][التحفة: خ م 13329]
(1)
قوله: "بابٌ الخمرُ من العنب" عند (خ): "بابٌ إنّ الخمرَ من العنب".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5576][التحفة: خ 8402]
(3)
قوله: "يعني بالمدينة" عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(4)
البسر: التمر قبل أن يُرْطِبَ. (انظر: لسان العرب، مادة: بسر).
* [5577][التحفة: خ 494]
خَمْسَةٍ: الْعِنَبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْعَسَلِ، وَالْحِنْطَةِ
(1)
، وَالشَّعِيرِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ
(2)
الْعَقْلَ.
2 - بَابٌ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ
• [5579] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ مِنْ فَضِيخِ
(3)
زَهْوٍ
(4)
وَتَمْرٍ، فَجَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: قُمْ يَا أَنَسُ فَأَهْرِقْهَا
(5)
، فَأَهْرَقْتُهَا
(6)
.
• [5580] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي - وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ - الْفَضِيخَ، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ
(1)
الحنطة: القمح. (انظر: المصباح المنير، مادة: حنط).
(2)
خامر: التخمير: التغطية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).
* [5578][التحفة: خ م د ت س 10538]
(3)
فضيخ: الفضيخ: البسر يُشدخ ويُلقى عليه الماء لتسرع شدته. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 160).
(4)
زهو: الزهو: هو احمرار البُسر واصفراره. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 201).
(5)
فأهرقها: الهاء فيه زائدة وأصله: أراقها، من الإراقة وهي الإسالة والصب. (انظر: عمدة القاري) (13/ 12).
(6)
قوله: "فأهرقها فأهرقتها" لأبي ذر وعليه صح: "فَهَرِقْهَا فَهَرَقْتُهَا".
* [5579][التحفة: خ م 207]
الْخَمْرُ، فَقَالُوا: أَكْفِئْهَا
(1)
، فَكَفَأْنَا
(2)
، قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَبٌ وَبُسْرٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ.
وَحَدَّثَنِي
(3)
بَعْضُ أَصْحَابِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا
(4)
يَقُولُ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ.
• [5581] حدثنا
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّميُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ
(3)
، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ الْخَمْرَ حُرِّمَتْ وَالْخَمْرُ يَوْمَئِذٍ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ.
3 - بَابٌ الْخَمْرُ مِنَ الْعَسَلِ وَهُوَ الْبِتْعُ
وَقَالَ مَعْنٌ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الْفُقَّاعِ، فَقَالَ: إِذَا لَمْ يُسْكِرْ فَلَا بَأْسَ.
وَقَالَ ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ: سَأَلْنَا عَنْهُ، فَقَالُوا: لَا يُسْكِرُ، لَا بَأْسَ بِهِ.
• [5582] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(1)
"أكفئها" بفتح الهمزة في الفرع وأصله وفي غيرهما: "اكْفِئْهَا" بكسرها. اهـ. قسطلاني.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَكَفَأْتُها".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أنسَ بن مالكٍ".
* [5580][التحفة: خ م س 874]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5581][التحفة: خ 252]
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
عَنِ الْبِتْعِ
(2)
، فَقَالَ:"كُلُّ شرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ".
• [5583] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِتْعِ - وَهُوَ نَبِيذُ
(3)
الْعَسَلِ، وَكَان أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ شرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ".
• [5584] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
(4)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَنْتَبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ
(5)
، وَلَا في الْمُزَفَّتِ
(6)
".
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُلْحِقُ مَعَهَا الْحَنْتَمَ
(7)
وَالنَّقِيرَ
(8)
.
(1)
قوله: "أن عائشة قالت: سئل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" لأبي ذر وعليه صح: "عن عائِشةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِل".
(2)
البتع: نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بتع).
* [5582][التحفة: ع 17764]
(3)
قوله: "وهو نبيذ" لأبي ذر عن الكشميهني: "وهُوَ شَرابُ".
* [5583][التحفة: ع 17764]
(4)
قوله: "بن مالكٍ" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(5)
الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).
(6)
المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزَّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).
(7)
الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).
(8)
النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).
* [5584][التحفة: خ 1500]
4 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْخَمْرَ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ مِنَ الشَّرَابِ
• [5585] حدثنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ، وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا؛ الْجَدُّ وَالْكَلَالَةُ
(2)
وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا.
قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، فَشَيْءٌ يُصْنَعُ بِالسِّنْدِ
(3)
مِنَ الرُّزِّ
(4)
؟ قَالَ: ذَاكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قَالَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ مَكَانَ الْعِنَبِ: الزَّبِيبَ
(3)
.
• [5586] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: الْخَمْرُ يُصْنَعُ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
الكلالة: أن يموت الرجل ولا يَدَع والدًا ولا ولدًا يرثانه. وقيل: الكلالة: الوارثون الذين ليس فيهم ولَد ولا والد، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشَّرط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "من الرُّز" لأبي ذر وعليه صح: "الْأُرْزِ".
* [5585][التحفة: خ م د ت س 10538]
* [5586][التحفة: خ م د ت س 10538]
5 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ
• [5587] وَقال هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ: أَبُو مَالِكٍ - الْأَشْعَرِيُّ، وَاللَّهِ، مَا كَذَبَنِي، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ
(1)
وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ
(2)
يَرُوحُ
(3)
عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ
(4)
لَهُمْ يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الْفَقِيرَ
(5)
- لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُوا
(6)
: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ
(7)
آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
(1)
رقم عليه بعلامة التخفيف (خف) وعليه صح. "الحِرَ" قال الحافظ أبو ذر: يعني الزنا. اهـ. من اليونينية. وعلى حاشية نسخة البقاعي: "الخَزَّ" ونسبه لنسخة.
الحر: الفَرْج، والمعنى: يستحلُّون الزنا. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(10/ 55).
(2)
علم: العلم: المنار والجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علم).
(3)
عليه صح.
(4)
على حاشية البقاعي: "سارحةٌ"، ونسبه لنسخة.
بسارحة: بماشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرح)
(5)
قوله: "يعني الفقيرَ" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فيقولون".
(7)
ويمسخ: المَسْخ: قلب الخلقة من شيء إلى شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مسخ).
* [5587][التحفة: خت د 12161]
6 - بَابُ الاِنْتِبَاذِ فِي الْأَوْعِيَةِ وَالتَّوْرِ
• [5588] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُرْسِهِ، فكَانَتِ
(2)
امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ وَهِيَ الْعَرُوسُ، قَالَ
(3)
: أَتَدْرُونَ مَا سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ
(4)
.
7 - بَابُ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ
• [5589] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الظُّرُوفِ
(5)
، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْهَا، قَالَ:"فَلَا إِذَنْ ".
وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا
(6)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ بِهَذَا
(7)
.
(1)
قوله: "ابن سعيد" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وكانت".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَالَتْ".
(4)
تور: هو إناء من نحاس أو حجارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تور).
* [5588][التحفة: خ م س 4779]
(5)
الظروف: جمع ظرف وهو الوعاء. (انظر: مشارق الأنوار، مادة: ظرف).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"عن جابرٍ بهذا".
* [5589][التحفة: خ د ت س 2240]
• [5590] حدثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا، وَقَالَ فِيهِ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْأَوْعِيَةِ.
• [5591] حدثنا
(2)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الْأَسْقِيَةِ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ.
• [5592] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ.
• [5593] حدثنا
(4)
عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا.
• [5594] حدثني
(5)
عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُلْتُ لِلْأَسْوَدِ: هَلْ سَأَلْتَ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يُكْرَهُ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا أُمَّ
(1)
عليه صح، ورقم لأبي ذر، ورقم عليه بعلامة التأخير لابن عساكر. وعند أبي ذر وعليه صح:"حدثني".
* [5590][التحفة: خ م د س 8895]
(2)
رقم عليه لأبي ذر، وابن عساكر، وعليه صح، ورقم عليه بعلامة التقديم لأبي ذر وابن عساكر.
(3)
قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5591][التحفة: خ م د س 8895]
* [5592][التحفة: خ م س 10032]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
* [5593][التحفة: خ م س 10032]
(5)
عليه صح.
الْمُؤْمِنِينَ، عَمَّا نَهَى
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ؟ قَالَتْ: نَهَانَا
(2)
فِي ذَلِكَ
(3)
-أَهْلَ الْبَيْتِ - أَنْ نَنْتَبِذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ، قُلْتُ: أَمَا ذَكَرَتِ الْجَرَّ
(4)
وَالْحَنْتَمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ، أُحَدِّثُ
(5)
مَا لَمْ أَسْمَعْ؟!
• [5595] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَرِّ الْأَخْضَرِ، قُلْتُ: أَنَشْرَبُ فِي الْأَبْيَضِ؟ قَالَ: "لَا".
8 - بَابُ نَقِيعِ التَّمْرِ مَا لَم يُسْكِرْ
(6)
• [5596] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ
(7)
، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِعُرْسِهِ، فكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَهِيَ الْعَرُوسُ، فَقَالَتْ: مَا تَدْرُونَ
(8)
مَا أَنْقَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.
(1)
قوله: "عمَّا نهى" لأبي ذر عن الكشميهني: "عَمَّ نَهَى".
(2)
لابن عساكر: "نُهِينَا".
(3)
قوله: "في ذلك" ليس عند ابن عساكر، وأبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
الجر: جمع جَرَّة، وهي الإناء المعروف من الفَخَّار، والمنهي عنها: المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرر).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أفأُحَدِّثُ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أفنُحَدِّثُ".
* [5594][التحفة: خ م س 15989]
* [5595][التحفة: خ س 5166]
(6)
قوله: "ما لم يسكر" في (خ): "إذا لَمْ يُسْكِرْ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "سعدٍ الساعدي".
(8)
قوله: "ما تدرون" لأبي ذر عن الكشميهني: "هَلْ تَدْرُونَ".
* [5596][التحفة: خ م س 4779]
9 - بَابُ الْبَاذَقِ
(1)
وَمَنْ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ.
وَرَأَى عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ شُرْبَ الطِّلَاءِ عَلَى الثُّلُثِ.
وَشَرِبَ الْبَرَاءُ وَأَبُو جُحَيْفَةَ عَلَى النِّصْفِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اشْرَبِ الْعَصِيرَ مَا دَامَ طَرِيًّا.
وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْتُ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ رِيحَ شَرَابٍ وَأَنَا سَائِلٌ عَنْهُ؛ فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ.
• [5597] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْبَاذَقِ، فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم الْبَاذَقَ
(2)
، فَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ، قَالَ
(3)
: الشَّرَابُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ! قَالَ: لَيْسَ بَعْدَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ إِلَّا الْحَرَامُ الْخَبِيثُ.
• [5598] حدثنا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
(5)
، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ.
(1)
الباذق: الخمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بذق).
(2)
"سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق" قال الحافظ أبو ذر: يعني أن الاسم حدث بعد الإسلام. اهـ. من اليونينية.
(3)
عليه صح.
* [5597][التحفة: خ س 5410]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(5)
قوله: "عبد اللَّه بن أبي شيبة" لأبي ذر وعليه صح: "عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أبي شَيْبَةَ".
* [5598][التحفة: ع 16796]
10 - بَابُ مَنْ رَأَى أَنْ لَا يَخْلِطَ الْبُسْرَ وَالتَّمْرَ إِذَا كَانَ مُسْكِرًا وأنْ لَا يَجْعَلَ إِدَامَيْنِ فِي إِدَامٍ
• [5599] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لَأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ وَسُهَيْلَ بْنَ الْبَيْضَاءِ خَلِيطَ بُسْرٍ وَتَمْرٍ إِذْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَذَفْتُهَا وَأَنَا سَاقِيهِمْ وَأَصْغَرُهُمْ، وَإِنَّا نَعُدُّهَا يَوْمَئِذٍ الْخَمْرَ.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، سَمِعَ أَنَسًا.
• [5600] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالرُّطَبِ.
• [5601] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ
(1)
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ
(2)
.
11 - بَابُ شُرْبِ اللَّبَنِ
وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى
(3)
: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}
(4)
* [5599][التحفة: خ م 1360]
* [5600][التحفة: خ م س 2451]
(1)
"وَلْيُنْبَذْ" سكون اللام من الفرع.
(2)
قوله: "على حدة" لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَى حِدَتِهِ".
* [5601][التحفة: خ م د س ق 12107]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عز وجل".
(4)
[النحل: 66]. وقوله: " {لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} " ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
• [5602] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَقَدَحِ خَمْرٍ
(1)
.
• [5603] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، سَمِعَ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، أَنَّهُ سَمِع عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ
(2)
بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ، فَشَرِبَ.
فَكَانَ
(3)
سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ: شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ
(4)
، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ، فَإِذَا وُقِّفَ
(5)
عَلَيْهِ، قَالَ: هُوَ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ.
• [5604] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ
(6)
، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَّا خَمَّرْتَهُ
(7)
، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا".
(1)
قوله: "وقدحِ خمرٍ" لابن عساكر: "وقَدَحٍ يَعْني: خَمْرًا".
* [5602][التحفة: خ م س 13323]
(2)
قوله: "فأرسلَتُ إليه" لأبي ذر وعليه صح: "فَأرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وكان" هكذا في النسخ المعتمدة بأيدينا، وفي القسطلاني أن رواية أبي ذر بالفاء ورواية غيره بالواو فحرر. اهـ. مصححه.
(4)
قوله: "يوم عرفة" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وُوقِفَ".
* [5603][التحفة: خ م د 18054]
(6)
عليه صح.
(7)
خمرته: التخمير: التغطية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).
* [5604][التحفة: خ م 2234 - خ م 2299]
• [5605] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَذْكُرُ - أُرَاهُ - عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ - رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - مِنَ النَّقِيعِ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَلَّا خمَّرْتَهُ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا".
وَحَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.
• [5606] حدثني
(1)
مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَرَرْنَا بِرَاعٍ، وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فَحَلَبْتُ كُثْبَةً
(2)
مِنْ لَبَنٍ فِي قَدَحٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، وَأَتَانَا
(3)
سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ سُرَاقَةُ أَنْ لَا يَدْعُوَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَرْجِعَ، فَفَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
• [5607] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ
(4)
* [5605][التحفة: خ م د 2233]
(1)
عليه صح.
(2)
كثبة: الْكُثْبَةُ: كل قليل مجتمع من طعام أو لبن أو غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كثب).
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"وَأَتَاهُ".
* [5606][التحفة: خ م 6587]
(4)
"اللِّقْحَةُ" كسر اللام من الفرع.
اللقحة: الناقة القَريبة العَهد بالنَّتاج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقح).
الصَّفِيُّ
(1)
مِنْحَةً
(2)
، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وَتَرُوحُ بِآخَرَ".
• [5608] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، فَمَضْمَضَ وَقَالَ:"إِنَّ لَهُ دَسَمًا".
• [5609] وَقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رُفِعْتُ
(3)
إِلَى السِّدْرَةِ
(4)
، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ؛ نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، فَأُتِيتُ
(5)
بِثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ: قَدَحٌ فِيهِ لَبَنٌ وَقَدَحٌ فِيهِ عَسَلٌ وَقَدَحٌ فِيهِ خَمْرٌ، فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ، فَشَرِبْتُ، فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ".
قَالَ هِشَامٌ وَسَعِيدٌ وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَنْهَارِ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا
(6)
ثَلَاثَةَ أَقْدَاحٍ.
(1)
الصفي: الغزيرة اللبن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفو).
(2)
عليه صح صح.
منحة: هي العطية، وتكون في الحيوان وفي الثمار وغيرهما. (انظر: شرح النووي على مسلم) (7/ 106)
* [5607][التحفة: خ 13754]
* [5608][التحفة: ع 5833]
(3)
للحموي والكشميهني: "دُفِعْتُ".
(4)
السدرة: هي شجرة في أقصى الجنة إليها ينتهي علم الأولين والآخرين ولا يتعداها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدر).
(5)
لأبي الوقت: "وأُتِيتُ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَلَمْ يَذْكُرْ".
* [5609][التحفة: خت 1281]
12 - بَابُ اسْتِعْذَابِ الْمَاءِ
• [5610] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ مَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرَُحَاءَ
(1)
، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَ
(2)
الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}
(3)
قَامَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وَإِنَّ أَحَبَّ مَالِي
(4)
إِلَيَّ بَيْرَُحَاءَ
(5)
، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَخٍْ
(6)
! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ - أَوْ: رَايِحٌ
(7)
؛ شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ - وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ" فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفي بَنِي عَمِّهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى: "رَايِحٌ".
(1)
كذا بالضبطين، ولأبي ذر وعليه صح:"بَيْرُحَا".
(2)
"مُسْتَقْبِلَ" كسر باء "مُسْتَقْبِلَ" من الفرع. ولأبي ذر وعليه صح: "مُسْتَقْبِلَةَ".
(3)
[آل عمران: 92].
(4)
عليه صح.
(5)
كذا بالضبطين، ولأبي ذر وعليه صح:"بَيْرُحَا".
(6)
بخ: هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة. ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بخخ).
(7)
رايح: يروح عليك نفعه وثوابه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
* [5610][التحفة: خ م س 204]
13 - بَابُ شوْبِ
(1)
اللَّبَنِ بِالْمَاءِ
• [5611] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، وَأَتَى دَارَهُ، فَحَلَبْتُ شَاةً، فَشُبْتُ
(2)
لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبِئْرِ، فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ، فَشَرِبَ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، فَأَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ، ثُمَّ قَالَ
(3)
: "الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ".
• [5612] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كَان عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنَّةٍ
(4)
، وَإِلَّا كَرَعْنَا
(5)
" قَالَ: وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ
(6)
، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ
(7)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَائِتٌ، فَانْطَلِقْ
(8)
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "شُرْبِ".
(2)
فشبت: الشوب: الخلط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوب).
(3)
قوله: "ثم قال" لأبي ذر عن الكشميهني: "وقال".
* [5611][التحفة: خ 1564]
(4)
شنة: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
(5)
كرعنا: الكَرْع: تناول الماء بالفم من غير أن يشرب بكف ولا بإناء كما تشرب البهائم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرع).
(6)
حائطه: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).
(7)
ليس عند ابن عساكر.
(8)
عليه صح.
إِلَى الْعَرِيشِ
(1)
، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمَا، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ
(2)
لَهُ، قَالَ: فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ شَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.
14 - بَابُ شَرَابِ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ
(3)
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ؛ لِأَنَّهُ رِجْسٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}
(4)
.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا
(5)
حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.
• [5613] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.
15 - بَابُ الشُّرْبِ قَائِمًا
• [5614] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عنِ النَّزَّالِ، قَالَ: أَتَى
(6)
عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ
(7)
، فَشَرِبَ
(8)
قَائِمًا، فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا
(1)
العريش: هو كل ما يستظل به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرش).
(2)
داجن: الدَّاجِنُ: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجن).
* [5612][التحفة: خ د ق 2250]
(3)
قوله: "الحلواء والعسل" لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "الْحَلْوَى والعَسَلِ".
(4)
[المائدة: 5].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "مِمَّا".
* [5613][التحفة: ع 16796]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أُتيَ".
(7)
الرحبة: المكان المتسع، ومنه: رحبة المسجد: ساحته. (انظر: فتح الباري)(10/ 81).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بِمَاءٍ فَشَرِبَ".
يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ.
• [5615] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا
(1)
، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.
• [5616] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قائِمًا مِنْ زَمْزَمَ.
16 - بَابُ مَنْ شَرِبَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ
• [5617] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ، أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهْوَ وَاقِفٌ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَشَرِبَهُ
(2)
.
زَادَ مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَلَى بَعِيرِهِ.
* [5614][التحفة: خ د تم س 10293]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قِيامًا".
* [5615][التحفة: خ د تم س 10293]
* [5616][التحفة: خ م ت س ق 5767]
(2)
قوله: "فأخذ بيده فشربه" لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فَأَخَذَهُ وَشَرِبَهُ".
* [5617][التحفة: خ م د 18054]
17 - بَابُ الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ
(1)
فِي الشُّرْبِ
• [5618] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ
(2)
بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ:"الْأَيْمَنَ الْأَيْمَنَ"
(3)
.
18 - بَابٌ هَلْ يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ فِي الشُّرْبِ لِيُعْطِي الْأَكْبَرَ
• [5619] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ:"أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ الْغُلَامُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا، قَالَ: فَتَلَّهُ
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ.
(1)
قوله: "الأَيْمَنَ فالأَيْمَنَ" كذا ضبط "الأَيْمَنَ" بالنصب مع عدم تنوين "باب" في اليونينية والفرع.
(2)
شيب: الشوْب: الخلط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شوب).
(3)
"الْأَيْمَنَ الْأَيْمَنَ" كذا في اليونينية وفي أصول صحيحة: "الأَيْمَنَ فالأَيْمَنَ".
* [5618][التحفة: خ م د ت ق 1528]
(4)
فتلّه: ألقاه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تلل).
* [5619][التحفة: خ م س 4744]
19 - بَابُ الْكَرْعِ فِي الْحَوْضِ
• [5620] حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبُهُ، فَرَدَّ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَهِيَ سَاعَةٌ حَارَّةٌ وَهُوَ يُحَوِّلُ فِي حَائِطٍ لَهُ - يَعْنِي الْمَاءَ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِي شَنَّةٍ، وَإِلَّا كَرَعْنَا". وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ
(1)
فِي شَنَّةٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ مَاءً، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَعَادَ، فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.
20 - بَابُ خِدْمَةِ الصِّغَارِ الْكِبَارَ
• [5621] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي - وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ - الْفَضِيخَ، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَالَ: اكْفِئْهَا
(2)
، فكَفَأْنَا
(3)
، قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَبٌ وَبُسْرٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ، وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ.
(1)
للكشميهني: "بَائِتٌ".
* [5620][التحفة: خ د ق 2250]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فكَفَأْنَاهَا".
* [5621][التحفة: خ م س 874]
21 - بَابُ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ
• [5622] حدثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ جُنْحُ
(2)
اللَّيْلِ - أَوْ: أَمْسَيْتُمْ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ
(3)
، فَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ
(4)
بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا
(5)
شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ".
• [5623] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا
(6)
الْأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ
(7)
، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ:- وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
جنح الليل: أي: أَوَّلُهُ. (انظر: النهاية في غربب الحديث، مادة: جنح).
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَخَلُّوهُمْ".
(4)
قوله: "فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فإنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَفْتَحُ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عليه".
* [5622][التحفة: خ م د سي 2446]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَأَغْلِقُوا".
(7)
الأسقية: جمع السقاء وهو ظرف للماء من الجلد. وقد يكون للبن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).
* [5623][التحفة: خ 2492]
22 - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ
• [5624] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اخْتِنَاثِ
(1)
الْأَسْقِيَةِ؛ يَعْنِي: أَنْ تُكْسَرَ أَفْوَاهُهَا فَيُشْرَبَ مِنْهَا.
• [5625] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ مَعْمَرٌ - أَوْ غَيْرُهُ -: هُوَ الشُّرْبُ مِنْ أَفْوَاهِهَا.
23 - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ
• [5626] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْيَاءَ قِصَارٍ حَدَّثَنَا بِهَا أَبُو هُرَيْرَةَ! نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ أَوِ السِّقَاءِ
(2)
، وَأَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي دَارِهِ
(3)
.
(1)
اختناث: خَنَثْت السِّقاء: إذا ثَنَيت فمه إلى خارج وشربت منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خنث).
* [5624][التحفة: خ م د ت ق 4138]
* [5625][التحفة: خ م د ت ق 4138]
(2)
قوله: "القربة أو السقاء"، عند أبي ذر:"السقاء أو القربة" وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ".
* [5626][التحفة: خ ق 14245]
• [5627] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِيِ السِّقَاءِ.
• [5628] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِيِ السِّقَاءِ.
24 - بَابُ التَّنَفُّسِ
(1)
فِي الْإِنَاءِ
• [5629] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ".
25 - بَابُ الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ
• [5630] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا.
* [5627][التحفة: خ ق 14245]
* [5628][التحفة: خ ق 6056]
(1)
قوله: "بابُ التنفُّس" لأبي ذر وعليه صح: "بابُ النَّهْيِ عنِ التَنَفُّسِ".
* [5629][التحفة: ع 12105]
* [5630][التحفة: خ م ت س ق 498]
26 - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ
• [5631] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى
(1)
، فَأَتَاهُ دُِهْقَانٌ
(2)
بِقَدَحِ فِضَّةٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ
(3)
، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ:"هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ".
27 - بَابُ آنِيَةِ الْفِضَّةِ
• [5632] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ حُذَيْفَةَ، ذَكَرَ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ".
• [5633] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
(1)
فاستسقى: الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقي).
(2)
"دِهقان" هكذا بالضبطين في اليونينية وكذا ضبط في القاموس.
دهقان: هو رئيس القرية، معرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دهقن).
(3)
الديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
* [5631][التحفة: ع 3373]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وَذَكَر".
* [5632][التحفة: ع 3373]
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ
(1)
الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ
(2)
فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ".
• [5634] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَشْعَثِ
(3)
بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ
(4)
، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ
(5)
، وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ - أَوْ قَالَ: آنِيَةِ الْفِضَّةِ - وَعَنِ الْمَيَاثِرِ
(6)
، وَالْقَسِّيِّ
(7)
، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ
(8)
.
(1)
قوله: "في إناء" لأبي ذر وعليه صح: "فِي آنِيَةِ".
(2)
يجرجر: الجرجرة: صوت وقوع الماء في الجوف، والمراد أنه يحدر في بطنه نار جهنم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرجر).
* [5633][التحفة: خ م س ق 18182]
(3)
قوله: "عن الأشعث" لأبي ذر وعليه صح: "عنْ أشْعَثَ".
(4)
تشميت العاطس: الدعاء له عند العطاس بالرحمة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 432).
(5)
قوله: "وإبرار المقسم" لأبي ذر وعليه صح: "وإبْرَارِ الْقَسَمِ".
(6)
المياثر: هي وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب، وهو من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وثر).
(7)
القسي: هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تِنَّيس يقال لها القَسُّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسس).
(8)
الإستبرق: هو ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برق).
* [5634][التحفة: خ م ت س ق 1916]
28 - بَابُ الشُّرْبِ فِي الْأَقْدَاحِ
• [5635] حدثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَبُعِثَ
(2)
إِلَيْهِ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَهُ.
29 - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ قَدَحِ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَآنِيَتِهِ
وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَا أَسْقِيكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ.
• [5636] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَدِمَتْ، فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ
(4)
بَنِي سَاعِدَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ رَأْسَهَا، فَلَمَّا كَلَّمَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ:"قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي"، فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لَا، قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَ لِيَخْطُبَكِ، قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ:"اسْقِنَا يَا سَهْلُ"، فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَبَعَثَتْ".
* [5635][التحفة: خ م د 18054]
(3)
قوله: "من قدح" لأبي ذر وعليه صح: "في قَدَحِ".
(4)
أجم: حصون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أجم).
الْقَدَحِ
(1)
، فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ، فَشَرِبْنَا مِنْهُ، قَالَ: ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَوَهَبَهُ لَهُ.
• [5637] حدثنا
(2)
الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ
(3)
، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ
(4)
شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَرَكَهُ.
30 - بَابُ شُرْبِ الْبَرَكَةِ وَالْمَاءِ الْمُبَارَكِ
• [5638] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْرَُ فَضْلَةٍ، فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ،
(1)
قوله: "فخرجت لهم بهذا القدح" لأبي ذر عن الحموي والمستملي، والأصيلي:"فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ هَذَا الْقَدَحَ".
* [5636][التحفة: خ م 4751]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
نضار: خشب جيد والنضار الخالص من كل شيء. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 17).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تُغَيِّرْ".
* [5637][التحفة: خ 935]
فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، وَفَرَّجَ
(1)
أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ:"حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوَضُوءِ! الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ" فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لَا آلُو
(2)
مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ، قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ.
تَابَعَهُ عَمْرٌو
(3)
: عَنْ جَابِرٍ.
وَقَالَ حُصَيْنٌ وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً.
وَتَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جَابِرٍ
(4)
.
* * *
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "بين" ونسبه لنسخة.
(2)
آلو: أقصر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ألو).
(3)
لأبي الوقت: "عَمْرُو بنُ دِينَارٍ".
(4)
في القسطلاني ما نصه: وهذا آخر الربع الثالث من "صحيح البخاري" فيما ضبطه المعتنون بشأن البخاري فيما نقله في "الكواكب الدراري". اهـ.
* [5638][التحفة: خ م س 2242]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
72 - كِتَابُ الطِّبِّ
(2)
.
1 - مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ الْمَرَضِ
(3)
وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعَالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
(4)
• [5639] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا".
• [5640 - 5641] حدثني
(5)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ
(1)
قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" مؤخر عما بعده عند أبي ذر وعليه صح.
(2)
مقدم على ما قبله عند أبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "كتاب المرضى".
(3)
قوله: "ما جاء في كفارة المرض": لأبي ذر وعليه صح: "بابُ ما جاء في كفارة المرض".
(4)
[النساء: 123].
* [5639][التحفة: خ 16477]
(5)
عليه صح.
نَصَبٍ
(1)
وَلَا وَصَبٍ
(2)
وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ
(3)
وَلَا أَذى وَلَا غمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ".
• [5642] حدثنا
(4)
مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفيَانَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كالْخَامَةِ
(5)
مِنَ الزَّرْعِ؛ تُفَيِّئُهَا
(6)
الرِّيحُ
(7)
مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كالْأَرْزَةِ
(8)
؛ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا
(9)
مَرَّةً وَاحِدَةً".
وَقَالَ زَكَرِيَّا: حَدَّثَنِي سَعْدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5643] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ
(10)
مِنَ
(1)
نصب: النَّصَب: التعب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصب).
(2)
وصب: دوام الوَجَع ولُزومُه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصب).
(3)
قوله: "ولا حُزْنٍ" لأبي ذر وعليه صح: "ولا حَزَنٍ".
* [5640 - 5641][التحفة: خ م ت 4165 - خ 14230]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(5)
كالخامة: الغَضَّة الرَّطْبَة من النبات. (انظر: لسان العرب، مادة: خوم).
(6)
تفيئها: تحركها وتميلها يمينا وشمالا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).
(7)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي.
(8)
كالأرزة: هي إحدى شجر الأرز، وهو الصنوبر، ويقال له: الأرزن أيضًا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 27).
(9)
انجعافها: انقلاعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جعف).
* [5642][التحفة: خ م س 11133]
(10)
الخامة: الغَضَّة الرَّطْبَة من النبات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خوم).
الزَّرْعِ؛ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا
(1)
، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَالْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ
(2)
مُعْتَدِلَةً، حَتَّى يَقْصِمَهَا
(3)
اللَّهُ إِذَا شَاءَ".
• [5644] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ".
2 - بَابُ شِدَّةِ الْمَرَضِ
• [5645] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ. حَدَّثَنِي
(4)
بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ
(5)
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [5646] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ
(1)
كفأتها: أمالتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(2)
صماء: مكتنزة لا تخلخل فيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صمم).
(3)
يقصمها: يكسرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصم).
* [5643][التحفة: خ 14239]
* [5644][التحفة: خ س 13383]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني".
(5)
قوله: "أحدًا أشد عليه الوجعُ": لأبي ذر وعليه صح: "أَحَدًا الْوَجَعُ عَلَيْهِ أَشَدُّ".
* [5645][التحفة: خ م س ق 17609]
وَهُوَ يُوعَكُ
(1)
وَعْكًا شَدِيدًا، وَقُلْتُ
(2)
: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قُلْتُ: إِنَّ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: "أَجَلْ؛ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى إِلَّا حَاتَّ
(3)
اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ".
3 - بَابٌ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ
(4)
• [5647] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ
(6)
وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ:"أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ" قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ
(7)
لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: "أَجَلْ؛ ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى؛ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
(1)
يوعك: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).
(2)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"فقلتُ".
(3)
حات: أَسْقَطَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حتت).
* [5646][التحفة: خ م س 9191]
(4)
قوله: "ثم الأولُ فالأولُ" في نسخة، وعليه صح:"ثمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ" قال القسطلاني: إن هذه الرواية للمستملي. وفي الفتح أن "الأمثل فالأمثل" رواية الأكثر و"الأوَّلَ فالأوَّلَ" رواية النسفي قال وجمعهما المستملي. اهـ.
(5)
قوله: "على رسول اللَّه": لأبي ذر، وأبي الوقت:"على النبيَّ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "لَتُوعَكُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "بِأَنَّ".
* [5647][التحفة: خ م س 9191]
4 - بَابُ وُجُوبِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ
• [5648] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ
(1)
".
• [5649] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ
(2)
وَالْإِسْتَبْرَقِ
(3)
، وَعَنِ الْقَسِّيِّ
(4)
، وَالْمِيثَرَةِ
(5)
، وَأَمَرَنَا أَنْ نَتْبَعَ الْجَنَائِزَ، وَنَعُودَ الْمَرِيضَ، وَنُفْشِيَ السَّلَامَ.
(1)
العاني: الأسير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنا).
* [5648][التحفة: خ د س 9001]
(2)
الديباج: ضرب من الثَّيَاب نسجه حَرِير. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: دبج).
(3)
الإستبرق: ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برق).
(4)
القسي: ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تِنَّيس يقال لها القَسُّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسس).
(5)
قوله: "والمِيثَرة" قال القسطلاني بكسر الميم وسكون التحتية وفتح المثلثة بلا همز وقال النووي بالهمز. اهـ. وهي مهموزة في اليونينية.
الميثرة: مراكب لينة من مراكب العجم، تعمل من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وثر).
* [5649][التحفة: خ م ت س ق 1916]
5 - بَابُ عِيَادَةِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ
• [5650] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرَضًا، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ
(1)
عَلَيَّ، فَأَفَقْتُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنعُ فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ.
6 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنَ الرِّيحِ
• [5651] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ؛ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ
(2)
: إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ
(3)
، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ:"إِنْ شِئْتِ صَبَرتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ". فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِني أَتَكَشَّفُ
(3)
، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا
(4)
أَتَكَشَّفَ
(3)
فَدَعَا لَهَا.
(1)
وضوءه: الوَضُوء - بفتح الواو: الماء الذي يُتوضأ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضأ).
* [5650][التحفة: ع 3028]
(2)
للحموي والمستملي: "فقالت المرأة".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْكَشِفُ".
(4)
قوله: "فادع اللَّه أن لا": لأبي ذر عن الكشميهني: "فادع اللَّه لي أن لا".
* [5651][التحفة: خ م س 5952]
• [5652] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرأةٌ طَوِيلَةٌ سَوْدَاءَُ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ.
7 - بَابُ فَضْلِ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ
• [5653] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا
(1)
اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: "إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ
(2)
، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ"؛ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ. تَابَعَهُ أَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ وَأَبُو ظِلَالٍ
(3)
، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
8 - بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ
وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الْأَنْصَارِ.
• [5654] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رضي الله عنهما، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، قُلْتُ: يَا أَبَتِ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
* [5652][التحفة: خ م س 5952]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ثُمَّ صَبَر".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وأبو ظلالِ بنُ هلالٍ".
* [5653][التحفة: خ 1118]
كُلُّ امْرئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ
(1)
نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً
…
بوَادٍ وَحَوْلي إِذْخِرٌ
(2)
وَجَلِيلُ
(3)
وَهَلْ أَردَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ
(4)
…
وَهَلْ تَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا
(5)
وَصَاعِهَا
(6)
، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ".
9 - بَابُ عِيَادَةِ الصِّبْيَانِ
• [5655] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَنَّ ابْنَةً
(7)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أرْسَلَتْ إِلَيْهِ،
(1)
شراك: هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرك).
(2)
إذخر: حشيشة طيبة الرائحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذخر).
(3)
جليل: الجليل: هو الثمام، والثمام نبت ضعيف قصير لا يطول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثمم).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "مَجِنَّةٍ".
(5)
مدها: المد: كيل مقدار ملء اليدين المتوسطتين من غير قبضهما، حوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).
(6)
صاعها: الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
* [5654][التحفة: خ س 17158]
(7)
قوله: "أن ابنة" للكشميهني: "أن بنتًا".
وَهُوَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَعْدٌ وَأُبَيٌّ: نَحْسِبُ أَنَّ ابْنَتِي
(1)
قَدْ حُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا السَّلَامَ، وَيَقُولُ: "إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى
(2)
، فَلْتَحْتَسِبْ وَلْتَصْبِرْ"، فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ فِي حَجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ
(3)
، فَفَاضَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هَذِهِ رَحْمَةٌ
(4)
وَضَعَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الرُّحَمَاءَ".
10 - بَابُ عِيَادَةِ الْأَعْرَابِ
• [5656] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ
(5)
لَهُ: "لَا بَأْسَ طَهُورٌ
(6)
إِنْ شَاءَ اللَّهُ" قَالَ: قُلْتَ: طَهُورٌ! كَلَّا؛ بَلْ هِيَ
(7)
حُمَّى تَفُورُ - أَوْ: تَثُورُ - عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَنَعَمْ إِذَنْ ".
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. وفي نسخة، وعليه صح:"ابني" كذا في النسخ التي بأيدينا وفي القسطلاني "بنتي"، ورقم على "بنتي" لنسخة.
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "إلى أجل" ونسبه لنسخة.
(3)
تقعقع: تضطرب وتتحرك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قعع).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الرَّحْمَةُ".
* [5655][التحفة: خ م د س ق 98]
(5)
في كثير من النسخ "قال" بدون فاء.
(6)
طهور: مطهرة لك من الذنوب. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(10/ 124).
(7)
قوله: "بل هي" لأبي ذر عن الكشميهني: "بل هو".
* [5656][التحفة: خ س 6055]
11 - بَابُ عِيَادَةِ الْمُشْرِكِ
• [5657] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ غُلَامًا لِيَهُودَ
(1)
كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَالَ:"أَسْلِمْ" فَأَسْلَمَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا حُضِرَ أَبُو طَالِبٍ جَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
12 - بَابٌ إِذَا عَادَ مَرِيضًا فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى بِهِمْ جَمَاعَةً
• [5658] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا، فَجَعَلُوا يُصَلُّونَ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "إِنَّ الْإِمَامَ لَيُؤْتَمُّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِنْ
(3)
صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا".
قالَ أبو عَبد الله: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ مَنْسُوخٌ؛ لِأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ مَا صَلَّى صَلَّى قَاعِدًا، وَالنَّاسُ خَلْفَهُ قِيَامٌ.
(1)
على حاشية البقاعي: "ليهودي" ونسبه لنسخة.
* [5657][التحفة: خ د س 295]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
على حاشية البقاعي: "وإذا" ونسبه لنسخة.
* [5658][التحفة: خ س 17315]
13 - بَابُ وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ
• [5659] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهَا قَالَ: تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا
(1)
، فَجَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَتْرُكُ مَالًا، وَإِنِّي لَمْ أَتْرُكْ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً، فَأُوصِي
(2)
بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فَقَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَأُوصِي بِالنِّصْفِ وَأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ"، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ
(3)
، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ"، فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ.
• [5660] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ
(4)
، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ
(5)
وَعْكًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَجَلْ؛ إِني أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ"،
(1)
قوله: "شكوا شديدًا" عليه صح، ورقم عليه للحموي والمستملي. ولأبي ذر وعليه صح:"شكوى"، وله عن الكشميهني:"شديدة".
(2)
للكشميهني: "أَفَأُوصِي".
(3)
قوله: "على جبهته" لأبي ذر عن الكشميهني: "على جَبْهَتِي".
* [5659][التحفة: خ د س 3953]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وعكًا شديدًا".
(5)
قوله: "إنك توعك" لأبي ذر وعليه صح: "إنَّكَ لَتُوعَكُ".
فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَجَلْ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى؛ مَرَضٌ
(1)
فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ
(2)
اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
14 - بَابُ مَا يُقَالُ لِلْمَرِيضِ وَمَا يُجِيبُ
• [5661] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَمَسِسْتُهُ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شدِيدًا، فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، وَذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ:"أَجَلْ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى إِلَّا حَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ".
• [5662] حدثنا
(3)
إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ فَقَالَ:"لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" فَقَالَ: كَلَّا، بَلْ
(4)
حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ؛ كَيْمَا تُزِيرَهُ
(5)
الْقُبُورَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَنَعَمْ إِذَنْ ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ مَرَضٍ".
(2)
حط: أَلْقَى ووَضَعَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حطط).
* [5660][التحفة: خ م س 9191]
* [5661][التحفة: خ م س 9191]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(4)
بعده على حاشية البقاعي: "هي" ونسبه لنسخة.
(5)
قوله: "كيما تزيره" لأبي ذر عن الكشميهني: "حَتَّى تُزِيرَهُ".
* [5662][التحفة: خ س 6055]
15 - بَابُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا وَرِدْفًا
(1)
عَلَى الْحِمَارِ
• [5663] حدثني
(2)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ركِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ
(3)
عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ، وَفي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ
(4)
الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ
(5)
الدَّابَّةِ، خَمَّرَ
(6)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَوَقَفَ وَنَزَلَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ
(7)
إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا
(8)
، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ
(9)
، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ:
(1)
وردفًا: الردف والإرداف: الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).
(2)
عليه صح.
(3)
إكاف: الإكاف هو البرذعة ونحوها لذوات الحافر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 30).
(4)
غشيت: غطت أو عَلَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).
(5)
عجاجة: غبار. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 67).
(6)
خمر: غطى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمر).
(7)
قوله: "لا أحسنَ مما تقول" لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "لَا أُحْسِنُ مَا تَقُولُ".
(8)
قوله: "في مجلسنا" لأبي ذر وعليه صح: "في مَجالِسِنَا".
(9)
رحلك: يعني الدار والمسكن والمنزل، والجمع: رحال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا
(1)
بِهِ فِي مَجَالِسِنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ، حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ
(2)
، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم
(4)
حَتَّى سَكَتُوا
(5)
، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ:"أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ " يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ؛ فَلَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ مَا أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اجْتَمَعَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ
(6)
أَنْ يُتَوِّجُوهُ
(7)
فَيُعَصِّبُوهُ
(8)
، فَلَمَّا رَدَّ
(9)
ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ، شَرِقَ
(10)
بِذَلِكَ، فَذَلِكَ الَّذِي فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ.
(1)
فاغشنا: فجئنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).
(2)
يتثاورون: يتشاجرون، ويثور بعضهم على بعض. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 383).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّهِ".
(4)
بعده: "يُخفِّضُهُمْ" هذه اللفظة ليست في النسخ المعتمدة بأيدينا وهي في هامش بعضها بدون رمز عليها وكذلك هي في النسخ المطبوعة.
(5)
قوله: "حتى سكتوا" لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "حَتَّى سَكَنُوا".
(6)
"البحرة" هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا وفي القسطلاني "البحيرة" وضبطها بصيغة التصغير.
البحرة: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. والعرب تسمي المدن والقرى البحار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بحر).
(7)
قوله: "أن يتوجوه" لأبي ذر عن الكشميهني: "على أن يتوجوه".
(8)
فيعصبوه: يسودوه ويملكوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصب).
(9)
"رَدَّ" هي بهذا الضبط في النسخ المعتمدة بأيدينا وضبطها القسطلاني بضم الراء.
(10)
شرق: غص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرق).
* [5663][التحفة: خ م س 105]
• [5664] حدثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، هُوَ: ابْنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، لَيْسَ بِرَاكِبِ بَغْلٍ وَلَا بِرْذَوْنٍ
(2)
.
16 - بَابُ قَوْلِ الْمَرِيضِ: إِنِّي وَجِعٌ
(3)
، أَوْ: وَارَأْسَاهْ، أَوِ: اشْتَدَّ بِيَ الْوَجَعُ
وَقَوْلِ أَيُّوبَ عليه السلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
(4)
.
• [5665] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ الْقِدْرِ، فَقَالَ: "أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ
(5)
رَأْسِكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَعَا الْحَلَّاقَ، فَحَلَقَهُ، ثُمَّ أَمَرَنِي بِالْفِدَاءِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
برذون: دابة خاصة لا تكون إلا من الخيل، والمقصود منها غير العراب. وقيل: هو الجافى الخِلْقَةِ الجَلْدُ على السير في الشَّعَابِ والوَعْر من الخيل غير العرابية، وأكثر ما يُجلب من الروم. (انظر: تاج العروس، مادة: برذن).
* [5664][التحفة: خ د ت س 3021]
(3)
قوله: "بابُ قول المريض إني وجعٌ" لأبي ذر وعليه صح: "بَابُ مَا رُخِّصَ لِلْمَرِيضِ أنْ يقولَ إنَّي وجِعٌ".
(4)
[الأنبياء: 83].
(5)
هوام: جمع هَامَّة، وهي ما يَدِبُّ من الحيوان وإن لم يَقْتُل كالحَشراتِ، والمراد: القمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: همم).
* [5665][التحفة: خ م د ت س 11114]
• [5666] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّاءَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأْسَاهْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ، فَأَسْتَغْفِرَُ لَكِ وَأَدْعُوَْ لَكِ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلِيَاهْ
(1)
! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ
(2)
؛ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ! لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ: أَرَدْتُ - أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ، وَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ، أَوْ يتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ - أَوْ: يَدْفعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ".
• [5667] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ
(3)
، فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ:"أَجَلْ؛ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ" قَالَ: لَكَ أَجْرَانِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى؛ مَرَضٌ
(4)
فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
• [5668] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ،
(1)
عليه صح.
واثكلياه: فقدتك، كأنه دعا عليه بالموت، وهي من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب، ولا يراد بها الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثكل).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذلك".
* [5666][التحفة: خ 17561]
(3)
رقم عليه للكشميهني. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فمَسِسْتُه بيَدِي". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فسَمِعتُه".
(4)
عليه صح صح، وعلى حاشية البقاعي:"من مرض" ونسبه لنسخة.
* [5667][التحفة: خ م س 9191]
أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي زَمَنَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: بَلَغَ بِي مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:"لَا" قُلْتُ: بِالشَّطْرِ
(1)
؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ
(2)
: الثُّلُثُ؟ قَالَ
(2)
: "الثُّلُثُ كَثِيرٌ
(3)
؛ أَنْ تَدَعَ
(4)
وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ
(5)
عَالَةً
(6)
يَتَكَفَّفُونَ
(7)
النَّاسَ، وَلَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا
(8)
، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ".
17 - بَابُ قَوْلِ الْمَرِيضِ: قُومُوا عَنِّي
• [5669] حدثنا
(9)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا
(10)
هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ. وَ
(11)
حَدَّثَنِي
(1)
قوله: "قلت بالشطر" لأبي ذر وعليه صح: "قلت فالشطرُ".
بالشطر: النصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).
(2)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(3)
قوله: "قال: لا، قلت: الثلث؟ قال: الثلث كثير" عند أبي ذر وعليه صح: "قال: لا، الثلث والثلث كثير"، وبعده صح.
(4)
قوله: "أن تدع" في نسخة، وعليه صح:"أن تذرَ". وقبله لأبي ذر عن الكشميهني: "إنَّك" ولأبي ذر وعليه صح: "أنْ تَذَرَ".
(5)
عليه صح.
(6)
عالة: فقراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عيل).
(7)
يتكففون: يأخذون ببطن كفهم، أو يسألون كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفف).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بها".
* [5668][التحفة: ع 3890]
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(11)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا حُضِرَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فِيهِمْ
(2)
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ" فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا؛ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالإِخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُومُوا".
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ
(3)
كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ؛ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ
(4)
.
18 - بَابُ مَنْ ذَهَبَ بِالصَّبِيِّ الْمَرِيضِ لِيُدْعَى لَهُ
(5)
• [5670] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، هُوَ: ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْجُعَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ،
(1)
حضر: دنا موته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حضر).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْهُمْ".
(3)
الرزية: المصيبة. (انظر: هدي الساري)(ص 128).
(4)
لغطهم: اللغط: صوت وضَجَّة لا يُفهَم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغط).
* [5669][التحفة: خ م س 5841]
(5)
قوله: "ليدعى له": للكشميهني: "ليدعوَ له".
ثُمَّ تَوَضَّأ، فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ
(1)
بَيْنَ كَتِفَيْهِ
(2)
مِثْلَ
(3)
زِرِّ الْحَجَلَةِ
(4)
.
19 - بَابُ تَمَنِّي
(5)
الْمَرِيضِ الْمَوْتَ
• [5671] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ
(6)
الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي".
• [5672] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا، وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثُمَّ
(1)
ليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "خاتمِ النبوة بين كتفيه" لأبي ذر وعليه صح: "خاتم بين كتفيه".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مثلِ".
(4)
الحجلة: بيت كالقبة، يُستر بالثياب، وتكون له أزرار كبار، جمعها: حجال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجل).
* [5670][التحفة: خ م ت س 3794]
(5)
قوله: "باب تمني" لأبي ذر عن الكشميهني: "بابُ نَهْيِ تَمَنَّي".
(6)
قوله: "إذا كانت" لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا كَانَت".
* [5671][التحفة: خ م 441]
أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ
(1)
فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ".
• [5673] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ
(2)
الْجَنَّةَ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا
(3)
، إِلَّا أَنْ يتغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ
(4)
، فَسَدِّدُوا
(5)
وَقَارِبُوا
(6)
، وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ
(7)
أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ"
(8)
.
• [5674] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَيَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لَيُؤْجَرُ".
* [5672][التحفة: خ م س 3518].
(2)
قوله: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ" على حاشية البقاعي: "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا بعَمَلِهِ" ونسبه لنسخة.
(3)
"قال: لا، ولا أنا" هكذا في بعض النسخ المعتمدة بأيدينا، وفي بعضها وكذا في القسطلاني سقوط "لا" التي بعد "قال".
(4)
قوله: "بفضلٍ ورحمةٍ" لأبي ذر عن المستملي: "بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ".
(5)
فسددوا: اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدد).
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَقَرَّبُوا".
(7)
للكشميهني: "ولا يتَمَنَّ".
(8)
عليه صح.
* [5673][التحفة: خ م 12933]
* [5674][التحفة: خ م ت سي 16177]
20 - بَابُ دُعَاءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا
(1)
: "اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا"
(2)
قَالَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
• [5675] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا، أَوْ أُتِيَ بِهِ، قَالَ: "أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَ
(4)
أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا".
قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى: إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ
(5)
.
وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى وَحْدَهُ، وَقَالَ: إِذَا أَتَى مَرِيضًا.
21 - بَابُ وُضُوءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ
• [5676] حدثنا
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(7)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ
(1)
عليه صح.
(2)
قوله: "اللهم اشف سعدًا" لأبي ذر وعليه صح: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشف سعدًا".
(3)
قوله: "قاله النبي صلى الله عليه وسلم" ليس عند أبي ذر.
(4)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(5)
قوله: "أُتي بالمريضِ" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَتَى الْمَرِيضَ".
* [5675][التحفة: خ م س 17603]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(7)
قوله: "حدثنا غندر" لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا محمد بن جعفر".
بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضٌ، فَتَوَضَّأَ فَصَبَّ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ:"صُبُّوا عَلَيْهِ"، فَعَقَلْتُ، فَقُلْتُ: لَا يَرِثُنِي إِلَّا كَلَالَةٌ
(1)
، فَكَيْفَ الْمِيرَاثُ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ.
22 - بَابُ مَنْ دَعَا بِرَفع الْوَبَاءِ وَالْحُمَّى
• [5677] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ، كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ
(3)
فَيَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً
…
بوَادٍ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَردَنْ يَوْما مِيَاهَ مِجَنَّةٍ
(4)
…
وَهَلْ تَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
(1)
كلالة: الكلالة: أن يموت الرجل ولا يَدَع والدًا ولا ولدًا يرثانه. وقيل: الكلالة: الوارثون الذين ليس فيهم وَلَدٌ ولا والد، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشَّرط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).
* [5676][التحفة: خ م س 3043]
(2)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(3)
عقيرته: صوته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقر).
(4)
"مَجِنَّةٍ" هكذا في اليونينية الميم مفتوحة والجيم مكسورة، وفي القسطلاني أنها هنا بكسر الميم وفتح الجيم.
قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ".
* * *
* [5677][التحفة: خ س 17158]
73 - كتابُ
(1)
الطِّبِّ
(2)
1 - بَابٌ
(3)
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
• [5678] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(3)
: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً".
2 - بَابٌ هَلْ يُدَاوِي الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ أَوِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ؟
• [5679] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(5)
، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ رُبَيِّعَ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى إِلَى الْمَدِينَةِ.
3 - بَابٌ الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ
(6)
• [5680] حدثني
(7)
الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ،
(1)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "والأدوية" ونسبه لنسخة.
(3)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
* [5678][التحفة: خ س ق 14197]
(5)
قوله: "ابنُ سعيدٍ" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5679][التحفة: خ س 15834]
(6)
رقم على الترجمة كلها للحَمُّوي.
(7)
عليه صح.
حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ
(1)
، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ". رَفَعَ الْحَدِيثَ.
وَرَوَاهُ الْقُمِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَسَلِ وَالْحَجْمِ
(2)
.
• [5681] حدثني
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ؛ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى
(4)
أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ".
4 - بَابُ الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}
(5)
.
• [5682] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(6)
هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.
(1)
محجم: هو الآلة التي يُجْمَعُ فيها دم الحجامة عند المَصَّ، وهو أَيْضًا مِشْرَطُ الحجام. (انظر: لسان العرب، مادة: حجم).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَالْحِجَامَةِ".
* [5680][التحفة: خ ق 5509 - خت 6420]
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وأنا أَنْهَى".
* [5681][التحفة: خ ق 5509]
(5)
[النحل: 69].
(6)
لأبي ذر، وعليه صح:"أخبرنا".
* [5682][التحفة: ع 16796]
• [5683] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ - أَوْ: يَكُونُ
(1)
فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ - خَيْرٌ؛ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَربَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ
(2)
بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ".
• [5684] حدثنا
(3)
عَيَّاشُ
(4)
بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فَقَالَ:"اسْقِهِ عَسَلًا"، ثُمَّ أَتَى
(5)
الثَّانِيَةَ، فَقَالَ:"اسْقِهِ عَسَلًا"، ثُمَّ أَتَاهُ
(6)
، فَقَالَ: فَعَلْتُ
(7)
، فَقَالَ:"صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا"، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.
(1)
"أو يَكُونُ" الشك من الراوي، قال السفاقسي: صوابه "أو يَكُنْ"؛ لأنه معطوف على مجزوم.
قال الحافظ ابن حجر: ووقع في رواية أحمد "إنْ كانَ أَوْ يَكُنْ". اهـ. قسطلاني.
(2)
لذعة: اللَّذْع: الخَفيف من إحراق النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لذع).
* [5683][التحفة: خ م س 2340]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(4)
عليه صح مرتين.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَتَاهُ".
(6)
عليه صح. وبعده لأبي ذر وعليه صح: "الثالِثةَ فقال اسْقِهِ عَسَلَا".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قدْ فَعَلْتُ".
* [5684][التحفة: خ م ت س 4251]
5 - بَابُ الدَّوَاءِ بِأَلْبَانِ الْإِبِلِ
• [5685] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ
(1)
، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أنَسٍ، أَنَّ نَاسًا كَانَ بِهِمْ سَقَمٌ
(2)
، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آوِنَا وَأَطْعِمْنَا، فَلَمَّا صَحُّوا قَالُوا: إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ
(3)
، فَأنْزَلَهُمُ الْحَرَّةَ فِي ذَوْدٍ لَهُ، فَقَالَ:"اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا"، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ
(4)
أَعْيُنَهُمْ، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدُِمُ
(5)
الْأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ.
قَالَ سَلَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِأَنَسٍ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ
(6)
.
6 - بَابُ الدَّوَاءِ بِأَبْوَالِ الْإِبِلِ
• [5686] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "أبُو نُوحٍ البَصْرِيُّ".
(2)
سقم: مرض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقم).
(3)
وخمة: غير موافقة في السكن. (انظر: المصباح المنير، مادة: وخم).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَسَمَلَ".
سمر: السمر: هو أن تحمى مسامير الحديد، ثم تكحل بها العين. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: سمر)
(5)
يكدم: يقبض ويعض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كدم).
(6)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهذا".
* [5685][التحفة: خ 437]
أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا
(1)
فِي
(2)
الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ، يَعْنِي: الْإِبِلَ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَلَحَتْ
(3)
أَبْدَانُهُمْ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الْإِبِلَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ، فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ.
قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ.
7 - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ
• [5687] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ، فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبَةِ السَّوْدَاءِ
(4)
، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ؛ فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "إِنَّ هَذِهِ
(5)
الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنَ السَّامِ" قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: "الْمَوْتُ".
(1)
اجتووا: أصابهم الجَوَى، وهو المرض وداء الجَوْف إذا تَطَاوَلَ، وذلك إذا لم يُوَافِقْهُمْ هواؤها واسْتَوْخَمُوهَا. ويقال: اجْتَوَيْتُ البَلَدَ إذا كَرِهْتَ المُقَامَ فيه، وإن كنت في نعمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوا).
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "صَحَّتْ".
* [5686][التحفة: خ م 1402]
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "السُّوَيْدَاءِ".
(5)
قبله لأبي ذر عن الكشميهني: "في".
* [5687][التحفة: خ ق 16268]
• [5688] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:"فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ.
8 - بَابُ التَّلْبِينَةِ
(1)
لِلْمَرِيضِ
• [5689] حدثنا
(2)
حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أخبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ، وَللْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ، وَكَانَت تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ
(3)
فُؤَادَ الْمَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ"
(4)
.
• [5690] حدثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ
(5)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلبِينَةِ، وَتَقُولُ: هُوَ الْبَغِيضُ النَّافِعُ.
* [5688][التحفة: خ م ق 13210]
(1)
التلبينة: هي حساء يعمل من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت به تشبيهًا باللبن؛ لبياضها ورقتها. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: لبن).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
تجم: أي: تُرِيحُهُ، وقيل: تَجْمَعُهُ وتُكَمِّلُ صلاحَهُ ونشاطَهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمم).
(4)
لأبي ذر، وعليه صح:"الْحَزَنِ".
* [5689][التحفة: خ م ت س 16539]
(5)
قوله "عن هشام": لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَنَا هِشَامٌ".
* [5690][التحفة: خ 17115]
9 - بَابُ السَّعُوطِ
• [5691] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ
(1)
.
10 - بَابُ السَّعُوطِ بِالْقُسْطِ
(2)
الْهِنْدِيِّ الْبَحْرِيِّ
(3)
وَهُوَ الْكُسْتُ، مِثْلُ الْكَافُورِ وَالْقَافُورِ، مِثْلُ:{كُشِطَتْ}
(4)
نُزِعَتْ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: قُشِطَتْ.
• [5692] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ الْعُذْرَةِ
(5)
، وَيُلَدُّ
(6)
بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ
(7)
".
(1)
استعط: من السَّعُوط، وهو ما يجعل من الدواء في الأنف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعط).
* [5691][التحفة: خ م س ق 5709]
(2)
بالقُسط: القسط ضرب من الطيب، وقيل هو العود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسط).
(3)
لأبي ذر، وعليه صح:"وَالْبَحْرِيَّ" بزيادة واو قبله.
(4)
[التكوير: 11]. لأبي ذر، وعليه صح:"كُشِطَتْ وَقُشِطَتْ".
(5)
العذرة: وَجَعٌ في الحَلْق يَهيج من الدم. وقيل: هي قرحة تخرج في الخَرْم الذي بين الأنف والحَلْق تَعْرِض للصَّبيان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عذر).
(6)
يلد: اللَّدُود: ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفَم. ولَدِيدَا الفم: جانباه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لدد).
(7)
الجنب: هي الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الكبيرةُ التي تَظْهَرُ في باطن الجَنْب وتَنْفَجِرُ إلى داخل، وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحبُهَا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنب).
* [5692][التحفة: خ م د س ق 18343]
• [5693] وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّ عَلَيْهِ.
11 - بَابٌ أَيَّ
(1)
سَاعَةٍ يَحْتَجِمُ؟
وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا.
• [5694] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ.
12 - بَابُ الْحَجْمِ فِي السَّفَرِ وَالْإِحْرَامِ
قَالَهُ ابْنُ بُحَيْنَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5695] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ
(2)
، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ.
13 - بَابُ الْحِجَامَةِ مِنَ الدَّاءِ
• [5696] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَجَمَهُ
* [5693][التحفة: ع 18342]
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"أَيَّةَ".
* [5694][التحفة: خ د ت س 5989]
(2)
قوله: "طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ" لأبي ذر وعليه صح: "عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ".
* [5695][التحفة: خ م د ت س 5737 - خ م د س 5939]
أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ
(1)
مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ، فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ: "إِنَّ أَمْثَلَ
(2)
مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ" وَقَالَ: "لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ".
• [5697] حدثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَغَيْرُهُ، أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَاد المُقَنَّعَ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَبرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ فِيهِ شِفَاءً".
14 - بَابُ الْحِجَامَةِ عَلَى الرَّأْسِ
• [5698] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ
(3)
، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُحَيْنَةَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بِلَحْيِ
(4)
جَمَلٍ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ.
(1)
صاعين: والصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
(2)
أمثل: الأمثل هو الأشرف والأعلى في الرتبة والمنزلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: مثل).
* [5696][التحفة: خ 709]
* [5697][التحفة: خ م س 2340]
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "يحدث" ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِلَحْيَيْ".
* [5698][التحفة: خ م س ق 9156]
• [5699] وَقال الْأَنْصَارِيُّ: أَخْبَرَنَا
(1)
هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ.
15 - بَابُ الْحَجْمِ
(2)
مِنَ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ
• [5700] حدثني
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ؛ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ
(4)
جَمَلٍ.
• [5701] وَقال مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ؛ مِنْ شَقِيقَةٍ
(5)
كَانَتْ بِهِ.
• [5702] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ؛ فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
* [5699][التحفة: خ س 6226]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الْحِجَامَةِ".
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "لَحْيَيْ".
* [5700][التحفة: خ س 6226]
(5)
شقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس وإلى أحد جانبيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شقق).
* [5701][التحفة: خ س 6226]
* [5702][التحفة: خ م س 2340]
16 - بَابُ الْحَلْقِ مِنَ الْأَذَى
• [5703] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبٍ، هُوَ: ابْنُ عُجْرَةَ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ بُرْمَةٍ
(1)
، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَنْ
(2)
رَأْسِي، فَقَالَ:"أَيؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاحْلِقْ وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةً، أَوِ انْسُكْ
(3)
نَسِيكَةً
(4)
".
قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيَّتِهِنَّ بَدَأَ.
17 - بَابُ مَنِ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غيْرَهُ وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ
• [5704] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ؛ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ".
• [5705] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ،
(1)
برمة: القدر مطلقًا، وفي الأصل: المتخذة من الحجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برم).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَى".
(3)
انسك: اذبح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
(4)
نسيكة: ذبيحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
* [5703][التحفة: خ م د ت س 11114]
* [5704][التحفة: خ م س 2340]
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ
(1)
،
فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ
(2)
، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ
(3)
عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: هَذَا
(4)
مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ: انْظُر إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لي: انْظُرْ هَا هُنَا، وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ". ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ، وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ، فَنَحنُ هُمْ، أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ
(5)
، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ
(6)
، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوَكَّلُونَ"، فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ: "سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ
(7)
".
(1)
حمة: سم. (انظر: لسان العرب، مادة: حمى).
(2)
الرهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(3)
قوله: "رُفِعَ لِي سَوَادٌ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَقَعَ فِي سَوَادٍ".
سواد: جماعة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 229).
(4)
قبله لأبي ذر عن الكشميهني: "بَلْ".
(5)
يسترقون: أي: يطلبون من يرقي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقى).
(6)
يتطيرون: الطِّيَرة: التشاؤم بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طير).
(7)
قبله لأبي ذر، وعليه صح:"بها".
* [5705][التحفة: خ م ت س 5493 - خ د ت 10830]
18 - بَابُ الْإِثْمِدِ وَالْكُحْلِ مِنَ الرَّمَدِ
فِيهِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ.
• [5706] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَاشْتَكَتْ عَيْنَهَا، فَذَكَرُوهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرُوا لَهُ الْكُحْلَ، وَأَنهُ يُخَافُ عَلَى عَيْنِهَا، فَقَالَ: "لَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا
(1)
، أَوْ فِي أَحْلَاسِهَا فِي شَرِّ بَيْتِهَا، فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بَعْرَةً، فَلَا
(2)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
19 - بَابُ الْجُذَامِ
• [5707] وَقال عَفَّانُ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ
(3)
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ
(4)
وَلَا هَامَةَ
(5)
(1)
أحلاسها: جمع حِلْسٍ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القَتَب. والمراد: ثيابها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلس).
(2)
للكشميهني: "فَهَلَّا".
* [5706][التحفة: ع 18259]
(3)
قوله: "سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ" عليه صح.
(4)
طيرة: الطَّيَرة: التشاؤم بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طير).
(5)
هامة: اسم طائر كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هوم).
وَلَا صَفَرَ
(1)
، وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ
(2)
كمَا تَفِرُّ مِنَ الْأَسَدِ".
20 - بَابٌ الْمَنُّ
(3)
شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ
• [5708] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(5)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْكَمْأَةُ
(6)
مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ"
(7)
.
قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ شُعْبَةُ: لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
(1)
صفر: هو اسم حيَّة تزعم العرب أنها في بطن الإنسان تصيبه إذا جاع وتؤذيه وأنها تعدي، أو هو النَّسِيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، بتأخير المحرَّم إلى صَفَر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفر).
(2)
المجذوم: الْجُذَامُ: عِلَّةٌ تحدث من انتشار السوداء في البدن كله، فَيَفْسُدُ مزاج الأعضاء وهيئتها، وربما انتهى إلى تَأَكُّل الأعضاء وسقوطها عن تَقَرُّح. (انظر: القاموس المحيط، مادة: جذم).
* [5707][التحفة: خت 13377]
(3)
المن: العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منن).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(5)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "محمدُ بنُ جَعْفَرٍ".
(6)
الكمأة: من نبات الأرض، لا ورق لها ولا ساق، والعرب تسميه: جدري الأرض. (انظر: الذيل على النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: كمأ).
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "مِنَ الْعَيْنِ".
* [5708][التحفة: خ م ت س ق 4465]
21 - بَابُ اللَّدُودِ
• [5709 - 5710 - 5711] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَيِّتٌ.
• [5712] قال: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ
(1)
الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ:"أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي؟! " قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: "لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلا الْعَبَّاسَ
(2)
؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ".
• [5713] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ
(3)
عَنْ أُمِّ قَيْسٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَعْلَقْتُ
(4)
عَلَيْهِ
(5)
مِنَ الْعُذْرَة، فَقَالَ: "عَلَى مَا
(6)
تَدْغَرْنَ
(7)
أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا
* [5709 - 5710 - 5711][التحفة: خ تم س ق 5860]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كَرَاهِيَةَ" بالنصب.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الْعَبَّاسُ" بالضم.
* [5712][التحفة: خ تم س 16316]
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عَبْدِ اللهِ".
(4)
أعلقت: الإعلاق هو معالجة عُذْرة الصبيَّ، وهو وَجَع في حَلْقه، وورم تدفعه أمُّه بإصبعها، أو غيرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علق).
(5)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "عَنْهُ".
(6)
قوله "عَلَى مَا": لأبي ذر وعليه صح: "عَلَامَ".
(7)
تدغرن: الدَّغْر: غمز الحلق بالإصبع، وذلك أن الصبيَّ تأخذه العذرة وهي وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأة فيه إصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتكبسه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دغر).
الْعِلَاقِ
(1)
! عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ
(2)
مِنَ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ".
فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا اثْنَيْنِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسَةً.
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ أَعْلَقْتُ
(3)
عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلَامَ يُحَنَّكُ
(4)
بِالْإِصْبَعِ، وَأَدْخَلَ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ، إِنَّمَا يَعْنِي رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَعْلِقُوا
(5)
عَنْهُ شَيْئًا.
22 - بَابٌ
• [5714] حدثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ
(6)
، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ؛ بَيْنَ عَبَّاسٍ
(1)
"الْعَلَاقِ" ضبط بكسر العين في الفرع، وضبطه النووي في "شرح مسلم" بفتح العين، وتبعه الحافظ ابن حجر. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي:"الإِعْلاقِ".
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"ويُسْعَطُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "إنَّما قَالَ أعْلَقْتُ".
(4)
يحنك: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنك).
(5)
عليه صح.
* [5713][التحفة: خ م د س ق 18343]
(6)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "له".
وَآخَرَ، فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهَا وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ: "هَرِيقُوا
(1)
عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ
(2)
؛ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ"، قَالَتْ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ
(3)
لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَينَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ
(4)
، قَالَتْ: وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَصَلَّى لَهُمْ
(5)
وَخَطَبَهُمْ.
23 - بَابُ الْعُذْرَةِ
• [5715] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةَ - أَسَدَ خُزَيْمَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا قَدْ
(6)
أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
هريقوا: الإهراق: من الإراقة، وهي الإسالة والصب، والهاء فيه زائدة. (انظر: عمدة القاري) (13/ 12).
(2)
أوكيتهن: جمع وكاء وهو الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكا).
(3)
مِخضب: المخضب: الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 361).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَعَلْتُمْ".
(5)
على حاشية البقاعي: "بهم" ونسبه لنسخة.
* [5714][التحفة: خ م س ق 16309]
(6)
للكشميهني: "وَقَدْ".
"عَلَى مَا
(1)
تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ؟! عَلَيْكُمْ
(2)
بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ"؛ يُرِيدُ الْكُسْتَ، وَهُوَ: الْعُودُ الْهِنْدِيُّ.
وَقَالَ يُونُسُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عَلَيْهِ.
24 - بَابُ دَوَاءِ الْمَبْطُونِ
• [5716] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ
(3)
بَطْنُهُ، فَقَالَ:"اسْقِهِ عَسَلًا" فَسَقَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ:"صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ".
تَابَعَهُ النَّضْرُ: عَنْ شُعْبَةَ.
25 - بَابٌ لَا صَفَرَ وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الْبَطْنَ
• [5717] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى وَلَا صَفرَ وَلَا هَامَةَ" فَقَالَ
(1)
قوله "عَلَى مَا": لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"عَلَامَ" بعده صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيْكُنَّ".
* [5715][التحفة: خ م د س ق 18343]
(3)
استطلق: كَثُرَ خروج ما فيه، يريد الإسهال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طلق).
* [5716][التحفة: خ م ت س 4251]
أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ إِبِلِي تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي الْبَعِيرُ
(1)
الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ: "فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ ".
رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ.
26 - بَابُ ذَاتِ الْجَنْبِ
• [5718] حدثني
(2)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ
(3)
، عَنْ إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْريِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي
(4)
بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا قَدْ عَلَّقَتْ
(5)
عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: "اتَّقُوا اللَّهَ! عَلَى مَا تَدْغَرُونَ أَوْلَادَكُمْ
(6)
بِهَذِهِ الْأَعْلَاقِ؟! عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ".
يُرِيدُ الْكُسْتَ، يَعْنِي: الْقُسْطَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ.
• [5719 - 5720 - 5721] حدثنا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: قُرِيءَ عَلَى أَيُّوبَ مِنْ
(1)
البعير: يقع على الذكر والأنثى من الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بعر).
* [5717][التحفة: خ م 15189]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
عليه صح صح.
(4)
في نسخة: "الَّتيِ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَعْلَقَتْ".
(6)
قوله "عَلَى مَا تَدْغَرُونَ أَوْلَادَكُمْ": لأبي ذر وعليه صح: "عَلَامَ تَدْغَرُونَ". وللحموي والكشميهني: "عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ".
* [5718][التحفة: س 19343]
كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ، وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ، وَكَانَ
(1)
هَذَا فِي الْكِتَابِ
(2)
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَأَنَسَ بْنَ النَّضْرِ كَوَيَاهُ، وَكَوَاهُ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِهِ.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الْحُمَةِ وَالْأُذُنِ
(3)
.
قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي.
27 - بَابُ حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ
• [5722] حدثني
(4)
سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَةُ
(6)
وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ
(7)
، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ
(8)
، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَكَانَ".
(2)
للكشميهني: "وكان قَرَأَ الكِتَابَ" قال في "الفتح": وهذه الرواية تصحيف. اهـ. قسطلاني.
(3)
الأذن: وجع الأذن. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 25).
* [5719 - 5720 - 5721][التحفة: خ 958 - خت 959]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(5)
قوله: "رسولِ اللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "النَّبِيِّ".
(6)
البيضة: الخُوذَة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيض).
(7)
رباعيته: السن التي بعد الثنية وهي أربع محيطات بالثنايا؛ اثنان من فوق، واثنان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 280).
(8)
المجن: الترس، سُمي بذلك؛ لأنه يواري حامله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنن).
رَأَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَقَأَ
(1)
الدَّمُ.
28 - بَابٌ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
• [5723] حدثني
(2)
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ
(3)
جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ".
قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ
(4)
.
• [5724] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ
(5)
أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ
(6)
تَدْعُو لَهَا، أَخَذَتِ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا
(7)
، قَالَتْ: وَكَانَ
(8)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا
(9)
بِالْمَاءِ.
(1)
فرقأ: الرقأ: السكون والانقطاع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقأ).
* [5722][التحفة: خ م 4781]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(3)
فيح: الفيح: سطوع الحر وفورانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيح).
(4)
الرجز: العذاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجز).
* [5723][التحفة: خ م س 8369]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ابْنَةَ".
(6)
حمت: أصابتها الحمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمم).
(7)
جيبها: الجيب: هو كل شيء قطع وسَطه، وبه سُمِّيَ جيب القميص. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: جوب). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمم).
(8)
قوله: "قَالَتْ وَكَانَ": لأبي ذر وعليه صح: "وَقَالَتْ كَانَ".
(9)
عليه صح.
* [5724][التحفة: خ م ت س ق 15744]
• [5725] حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا
(2)
بِالْمَاءِ".
• [5726] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْحُمَّى مِنْ فَوْحِ
(4)
جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ".
29 - بَابُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضٍ لَا تُلَايِمُهُ
(5)
• [5727] حدثنا عَبْدُ الْأعلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
(6)
، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَاسًا أَوْ رِجَالًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ، وَقَالُوا
(7)
: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ وَبِرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا
(1)
لأبي ذر، وعليه صح:"حدّثنا".
(2)
"فَابْرُدُوهَا" هكذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا، وكذا ضبطها القسطلاني، قال: وحكى القاضي عياض قطع الهمزة وكسر الراء في لغة، قال الجوهري: وهي لغة رديئة. اهـ.
* [5725][التحفة: خ 17326]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ".
(4)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "فَيْحِ".
* [5726][التحفة: خ م ت س ق 3562]
(5)
"لَا تُلَايمُهُ" هكذا في جميع النسخ المعتمدة بيدنا بالياء التحتية بلا همز، وفي النسخ المطبوعة تبعا للقسطلاني المطبوع "لا تُلَائِمُهُ" بالهمز.
(6)
قوله: "حَدَّثَنَا قَتَادَةُ": لأبي ذر وعليه صح: "عنْ قَتَادَةَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقَالوا".
حَتَّى كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، وَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ، وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ.
30 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ
• [5728] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(1)
: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا"، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا وَلَا يُنْكِرُهُ
(2)
؟.
• [5729] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ
(3)
لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَباءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّامِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ:
* [5727][التحفة: خ م س 1176]
(1)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "أنَّهُ".
(2)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "قال نَعَمْ".
* [5728][التحفة: خ م س 84]
(3)
بسَرْغ: سرغ قرية في طرف الشام مما يلي الحجاز، في وادي تبوك، من منازل الحج الشامي. (انظر: أطلس الحديث النبوي من الكتب الصحاح الستة) (ص 217).
ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا
(1)
لِيَ الْأَنْصارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ فَلَم يَخْتَلِفْ مِنْهُم عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ
(2)
عَلَى ظَهْرٍ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ، قَالَ
(3)
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ؟! فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ! نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ
(4)
وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ
(5)
؛ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ
(6)
، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ
(3)
رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا
(1)
"ادْعُوا" هكذا في جميع النسخ المعتمدة بأيدينا. وفي القسطلاني "ادْعُ لِي" بغير واو، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر وعليه صح ونسخة. اهـ.
(2)
"مُصْبِحٌ"، هكذا بالضبطين في اليونينية.
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "هَبَطْتَ".
(5)
عدوتان: جانبان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عدو).
(6)
جدبة: هي الأرض التي لا نبات بها، مأخوذ من الجَدْب، وهو القحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدب).
تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ" قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
• [5730] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ
(1)
بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقع بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ".
• [5731] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ الْمَسِيحُ وَلَا الطَّاعُونُ".
• [5732] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: يَحْيَى بِمَا
(2)
مَاتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الطَّاعُونِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".
* [5729][التحفة: خ م د س 9721]
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أَنَّهُ".
* [5730][التحفة: خ م س 9720]
* [5731][التحفة: خ م س 14642]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"بِمَ".
* [5732][التحفة: خ م 1728]
• [5733] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمَبْطُونُ
(1)
شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ".
31 - بَابُ أَجْرِ الصَّابِرِ فِي الطَّاعُونِ
• [5734] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنهَا أَخْبَرَتْنَا
(2)
أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ
(3)
، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ.
تَابَعَهُ النَّضْرُ: عَنْ دَاوُدَ.
32 - بَابُ الرُّقى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ
• [5735] حدثني
(4)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
(1)
المبطون: الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطن).
* [5733][التحفة: خ ت س 12577]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أَخْبَرَتْهُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنْ شَاءَ".
* [5734][التحفة: خ س 17685]
(4)
عليه صح.
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفُثُ
(1)
عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ
(2)
بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ
(3)
نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
33 - بَابُ الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5736] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(5)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ
(6)
، فَبَيْنَمَا هُمْ
(7)
كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ
(1)
كذا ضبطه بالوجهين. ولم يضبط الفاء هنا في اليونينية، وضبطها القسطلاني بالوجهين. ينفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل، لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفث).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَنْهُ".
(3)
للحموي والمستملي: "بِيَدِهِ نَفْسِهِ" ضبط "نفسَه" في اليونينية بالجر لا غير، وفي "فتح الباري" بالنصب على المفعولية لأمسح، وبالجر على البدل. اهـ.
* [5735][التحفة: خ م 16638]
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ".
(6)
يقروهم: قريت الضيف: ضَيَّفْته وأحسنت إليه. (انظر: لسان العرب، مادة: قرا).
(7)
قوله: "فَبَيْنَمَا هُمْ": لأبي ذر وعليه صح: "فَبَيْنَا هُمْ".
سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ
(1)
أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا
(2)
، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ
(3)
وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ
(4)
فَبَرَأَ، فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهُ
(5)
حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ
(6)
صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلُوهُ
(7)
فَضَحِكَ وَقَالَ: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ".
34 - بَابُ الشَّرْطِ
(8)
فِي الرُّقْيَةِ بِقَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ
• [5737] حدثني
(9)
سِيدَانُ
(10)
بْنُ مُضَارِبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ - هُوَ صَدُوقٌ
(11)
- يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ
(1)
قوله: "مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ": لأبي ذر وعليه صح: "مَعَكُمْ دَوَاءٌ".
(2)
جعلا: هو الأجرة على الشيء فِعْلًا أو قَوْلًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جعل).
(3)
قوله: "بِأُمِّ الْقُرْآنِ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِالْقُرْآنِ".
(4)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَيَتْفُلُ".
يتفل: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. انظر:(النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل)
(5)
على حاشية البقاعي: "تأخذوه" ونسبه لنسخة.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَسَأَلُوا".
* [5736][التحفة: ع 4249]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "الشُّرُوطِ".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(10)
عليه صح.
(11)
قوله "الْبَصْرِيُّ هُوَ صَدُوقٌ": ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ - أَوْ: سَلِيمٌ
(2)
- فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا - أَوْ: سَلِيمًا - فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ، فَبَرَأَ فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا، حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ".
35 - بَابُ رُقْيَةِ الْعَيْنِ
• [5738] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(3)
مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم أَوْ: أَمَرَ - أَنْ يُسْتَرْقَى
(5)
مِنَ الْعَيْنِ.
• [5739] حدثني
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَليدِ الزُّبَيْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ،
(1)
عليه صح ورقم لأبي ذر. وفي رواية: "رسولِ اللَّهِ" عليه صح، ولم يرقم عليه لأحد.
(2)
سليم: لديغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلم).
* [5737][التحفة: خ 5798]
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "رَسُولُ اللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "النَّبِيُّ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "نَسْتَرْقِيَ".
* [5738][التحفة: خ م س ق 16199]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ
(2)
، فَقَالَ:"اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ".
وَقال عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنِ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ
(5)
.
36 - بَابٌ "الْعَيْنُ حَقٌّ"
• [5740] حدثنا
(6)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا
(7)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْعَيْنُ حَقٌّ"، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ
(8)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(2)
عليه صح.
سفعة: هي نوع من السواد ليس بالكثير. وقيل: هو سواد مع لون آخر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفع)
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "وقال عقيل
…
" إلى هنا مؤخر على ما بعده عند أبي ذر وعليه صح.
(5)
قوله: "تابعه عبد اللَّه
…
" إلى هنا مقدم على ما قبله عند أبي ذر وعليه صح.
* [5739][التحفة: خ م 18266]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(8)
الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نِيل فيزرق أثره أو يخضر. والواشمة: التي تفعل ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وشم).
* [5740][التحفة: خ م د 14696]
37 - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ
• [5741] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرُّقْيَةِ مِنَ الْحُمَةِ فَقَالَتْ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرُّقْيَةَ
(1)
مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ.
38 - بَابُ رُقْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
• [5742] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَلَى، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا
(2)
.
• [5743] حدثنا
(3)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ اشْفِهِ
(4)
وَ
(5)
أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فِي الرُّقْيَةِ".
* [5741][التحفة: خ م س 16011]
(2)
سقما: مرضا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقم).
* [5742][التحفة: خ د ت س 1034]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وَاشْفِهِ".
(5)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثْتُ بِهِ مَنْصُورًا، فَحَدَّثَنِي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، نَحْوَهُ.
• [5744] حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْقِي يَقُولُ:"امْسَحِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ".
• [5745] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: " بِاسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ
(2)
بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا
(3)
بِإِذْنِ رَبِّنَا
(4)
".
• [5746] حدثني
(5)
صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ
(6)
، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ: "تُربَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا".
* [5743][التحفة: خ م س 17603]
(1)
عليه صح.
* [5744][التحفة: خ 17252]
(2)
لابن عساكر وأبي ذر وعليه صح: "وَرِيقَةِ".
(3)
قوله: "يُشْفَى سَقِيمُنَا": لأبي ذر عن الكشميهني: "يَشْفِي سَقِيمَنَا".
(4)
قوله: "بِإذْنِ رَبَّنَا": ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5745][التحفة: خ م د س ق 17906]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(6)
قوله: "بنُ الْفَضْلِ" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5746][التحفة: خ م د س ق 17906]
39 - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ
• [5747] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ وَالْحُلُْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَيتعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".
وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَإِنْ
(1)
كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا.
• [5748] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
(3)
وَبِالْمُعَوذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ.
قَالَ يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ.
• [5749] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَإِنْ".
* [5747][التحفة: ع 12135]
(2)
قوله: "رَسُولُ اللَّهِ": لأبي ذر وعليه صح: "النَّبِيُّ".
(3)
[الإخلاص: 1].
* [5748][التحفة: خ م 16707]
أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَرَاقٍ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُِلُ
(1)
وَيَقْرَأُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
(2)
، حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ
(3)
مِنْ عِقَالٍ
(4)
، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ
(5)
، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ
(6)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: "وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ
(7)
بِسَهْمٍ".
(1)
كذا بالضبطين وعليه صح ولأبي ذر، وعليه صح:"يَتْفُلُ".
(2)
[الفاتحة: 2]. قوله: " {رَبِّ الْعَالَمِينَ} " ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(3)
نشط: حُلَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشط).
(4)
عقال: هو الحبل الذي يشد به ذراع البعير. (انظر: عمدة القاري)(10/ 293).
(5)
قلبة: ألم وعِلَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "تَأْتُوا".
(7)
للكشميهني: "مَعَهُمْ".
* [5749][التحفة: ع 4249]
40 - بَابُ مَسْحِ الرَّاقِي الْوَجَعَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى
• [5750] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ: "أَذْهِبِ
(2)
الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي
(3)
، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا".
فَذَكَرْتُهُ لِمَنْصُورٍ فَحَدَّثَنِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، بِنَحْوِهِ.
41 - بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ
(4)
تَرْقِي الرَّجُلَ
• [5751] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنَا أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، فَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا.
فَسَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ: كَيْفَ كَانَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الشَّافِ".
* [5750][التحفة: خ م س 17603]
(4)
قوله: "بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ": لأبي ذر وعليه صح: "بَابٌ الْمَرْأَةُ".
* [5751][التحفة: خ م 16638]
42 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرْقِ
• [5752] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ
(2)
الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ
(3)
الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ
(4)
أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ
(5)
، ثُمَّ قِيلَ لِيَ: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ لِيَ: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيِّنْ
(6)
لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا. فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"هُمُ الَّذِينَ لَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَسْتَرقُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:"نَعَمْ"، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا، فَقَالَ:"سبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللهِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"ومَعَهُ".
(3)
عليه صح.
(4)
"يَكُونَ": هكذا في الفرع الذي بيدنا بالفوقية والتحتية.
(5)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر، ولأبي الوقت:"فِي قَوْمِهِ".
(6)
على حاشية البقاعي: "يتبين" ونسبه لنسخة.
* [5752][التحفة: خ س 5439]
43 - بَابُ الطِّيَرَةِ
• [5753] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالدَّابَّةِ".
• [5754] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ"، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".
44 - بَابُ الْفَأْلِ
• [5755] حدثنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ"، قَالَ
(3)
: وَمَا الْفَأْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".
(1)
عليه صح.
* [5753][التحفة: خ م س 6982]
* [5754][التحفة: خ م 14110]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولابن عساكر:"قَالُوا".
* [5755][التحفة: خ م 14110]
• [5756] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ
(1)
، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ
(2)
، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ؛ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ".
45 - بَابٌ لَا هَامَةَ
(3)
• [5757] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا
(4)
النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ
(5)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ".
46 - بَابُ الْكَِهَانَةِ
(6)
• [5758] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى
(1)
قوله: "عن قتادة": لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثَنَا قَتَادَةُ".
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "ولا صفر" ونسبه لنسخة.
* [5756][التحفة: خ د ت 1358]
(3)
"لَا هَامَةَ" كذا في اليونينية والفرع. وفي بعض الأصول زيادة: "وَلَا صَفَر".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(5)
عليه صح.
* [5757][التحفة: خ 12834]
(6)
ضبطت في اليونينية بكسر الكاف وفتحها، وبهما ضبط القسطلاني.
أَنَّ دِيَةَ مَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ، فَقَالَ وَلِيُّ الْمَرْأَةِ الَّتِي غَرِمَتْ
(1)
: كَيْفَ أَغْرَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلَّ
(2)
، فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَلَ
(3)
؟! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ".
• [5759] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ
(4)
فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ.
• [5760] وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَا
(5)
لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلَّ، وَمِثْلُ
(6)
ذَلِكَ بَطَلَ
(7)
؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "غُرِّمَتْ".
(2)
استهل: الاستهلال: رفع الصوت والصياح عند الولادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل).
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، ولابن عساكر:"يُطَلْ".
* [5758][التحفة: خ 15196]
(4)
ليس عند الكشميهني، وابن عساكر، وأبي ذر.
* [5759][التحفة: خ م س 15245]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مَنْ لَا".
(6)
عليه صح.
(7)
لابن عساكر: "يُطَلْ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
* [5760][التحفة: خ س 18727]
• [5761] حدثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ
(2)
وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ
(3)
.
• [5762] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ
(4)
، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ
(5)
عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ:"لَيْسَ بِشَيْءٍ"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا
(6)
أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا
(7)
مِنَ
(8)
الْجِنِّيِّ
(9)
فَيَقُرُّهَا
(10)
فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
مهر البغي: مَا تُعْطى الزَّانِيَة على الزِّنَا بهَا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 98).
(3)
حلوان الكاهن: هو ما يعطاه من الأجر والرشوة على كهانته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلن).
* [5761][التحفة: ع 10010]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ".
(5)
قوله: "سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ": لأبي ذر عن الكشميهني: "سَألَ ناسٌ رسولَ اللَّهِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "يُحَدِّثُونَنا".
(7)
"يَخْطِفُهَا" كذا ضبطت بالوجهين في الفرع الذي بيدنا تبعا لليونينية. وقال القسطلاني: بفتح الطاء لا بكسرها على المشهور. اهـ.
(8)
ليس عند ابن عساكر. ورقم عليه لأبي ذر عن الحموي.
(9)
على حاشية البقاعي: "الجن" ونسبه لنسخة.
(10)
كذا هو مضبوط في اليونينية هنا وفي آخر الأدب. اهـ. من هامش الفرع الذي بيدنا. وضبطه القسطلاني "فَيُقِرُّهَا" بضم الياء وكسر القاف. اهـ.
فيقرها: فيردد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: قرر)
قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
(1)
: مُرْسَلٌ، "الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ"، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ
(2)
أَسْنَدَهُ بَعْدَهُ
(3)
.
47 - بَابُ السِّحْرِ
وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
(4)
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}
(5)
.
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}
(6)
.
وَقَوْلِهِ: {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}
(7)
.
وَقَوْلِهِ: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}
(8)
.
(1)
قوله "عَبْدُ الرَّزَّاقِ": في نسخة: "عبدُ الرحمنِ".
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"بَعْدُ".
* [5762][التحفة: خ م 17349]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: " {السِّحْرَ} الآيةَ". ولابن عساكر: " {السِّحْرَ} إلى قوله: {مِنْ خَلَاقٍ} ".
(5)
[البقرة: 102].
(6)
[طه: 69].
(7)
[الأنبياء: 3].
(8)
[طه: 66].
وَقَوْلِهِ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}
(1)
. وَالنَّفَّاثَاتُ: السَّوَاحِرُ.
{تُسْحَرُونَ}
(2)
: تُعَمَّوْنَ.
• [5763] حدثنا
(3)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ
(4)
الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهْوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ
(5)
، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ
(6)
طَلْعِ
(7)
نَخْلَةٍ
(8)
ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ"، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ
(1)
[الفلق: 4].
(2)
[المؤمنون: 89].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(4)
قوله: "أَنَّهُ يَفْعَلُ": لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ".
(5)
مطبوب: الطَّب هنا: السحر، كنوا بالطب عن السحر؛ تفاؤلا بالبرء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طبب).
(6)
وجف: الجف: وِعَاءُ الطَّلْع، وهو الغِشَاءُ الذي يكون فوقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جفف).
(7)
قوله: "وجُفَّ طَلْعِ": لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَجُبَّ طَلْعٍ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "وجُفَّ طَلْعَةٍ". وعلى حاشية البقاعي بالمهملة: "وحب" ونسبه لـ (ق).
طلع: ما يطلُعُ من النخلة. (انظر: الذيل على النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: طلع).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "في نَخْلَةٍ".
فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ
(1)
الْحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ
(2)
رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ! " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أَسْتَخْرِجُهُ
(3)
؟ قَالَ: "قَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ
(4)
عَلَى النَّاسِ فِيهِ
(5)
شَرًّا"، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ
(6)
.
وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ:"فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ".
يُقَالُ
(7)
: الْمُشَاطَةُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالْمُشَاقَةُ: مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ.
48 - بَابٌ الشِّرْكُ وَالسِّحْرُ مِنَ الْمُوبِقَاتِ
• [5764] حدثني
(8)
عَبْدُ الْعَزيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِى
(8)
سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْر بْنِ
(1)
نقاعة: الماء الذي يُنْقَع فيه. (انظر: لسان العرب، مادة: نقع).
(2)
قوله "أَوْ كَأَنَّ": عليه صح. ولأبي ذر: "وَكَأَنَّ".
(3)
"أَسْتَخْرِجُهُ" كذا هو في جميع الأصول التي بأيدينا تبعا لليونينية. وفي نسخ صحيحة "اسْتَخْرَجْتَهُ"، وهو الذي في "الفتح".
(4)
"أُثَوِّرَ" كذا هو بضم ففتح فتشديد في الأصول التي بأيدينا، وكذا ضبطه القسطلاني. وبهامش بعض النسخ:"أَثُورَ" وعليها علامة الصحة.
أثور: أُهَيِّج وأُظْهِر. (انظر: لسان العرب، مادة: ثور).
(5)
للكشميهني: "مِنْهُ".
(6)
لابن عساكر: "عن هشام: "ومُشْطٍ ومُشَاقَةِ"".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وَيُقَالُ".
* [5763][التحفة: خ س 17134]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اجْتَنِبُوا الْمُوبِقَاتِ
(1)
: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ
(2)
".
49 - بَابٌ هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ
(3)
وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ
(4)
أَوْ يُؤَخَّذُ عَنِ امْرَأَتِهِ أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنَشَّرُ
(5)
، قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الْإِصْلَاحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ
(6)
فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.
• [5765] حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَنَا
(7)
بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي آلُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، فَسَأَلْتُ هِشَامًا عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى
(8)
أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتيهِنَّ - قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا - فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ
(1)
الموبقات: من الوبق وهو الهلاك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبق).
(2)
قوله "الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ": على الضم في الموضعين صح. ولأبي ذر وعليه صح في الموضعين: "الشِّرْكَ باللَّهِ والسَّحْرَ" بالفتح فيهما.
* [5764][التحفة: خ م د س 12915]
(3)
قوله: "هَلْ يَسْتَخْرِجُ السَّحْرَ": لأبي ذر وعليه صح: "هَلْ يُستَخْرَجُ السَّحْرُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "طَبٌّ".
(5)
ينشر: يُرقَى من مسِّ الجنَّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشر).
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْفَعُ الناسَ".
(7)
قوله "أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَنَا": "أَوَّلَ ما حَدثَنَا" كذا هو منصوب في بعض النسخ التي بأيدينا، وبلفظ "ما" بدل "مَنْ".
(8)
لأبي ذر: "يُرَى".
فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا - قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ
(1)
طَلْعَةٍ ذَكَرٍ تَحْتَ رَعُوفَةٍ
(2)
فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ"، قَالَتْ: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: "هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا
(4)
، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ! " - قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ - قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلَا؟ - أَيْ: تَنَشَّرْتَ، فَقَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ
(5)
فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا".
50 - بَابُ السِّحْرِ
• [5766] حدثنا
(6)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُحِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ
(7)
الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا اللَّهَ وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ:
(1)
عليه صح صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "رَاعُوفَةٍ".
رعوفة: هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حفرت تكون ناتئة هناك. فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. وقيل: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقي عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعف)
(3)
قوله: "النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم": ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(4)
للكشميهني: "رَأَيْتُهَا".
(5)
لأبي ذر، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أَمَّا اللَّهُ" وعليه صح.
* [5765][التحفة: خ 16928]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(7)
للكشميهني: "فَعَلَ".
"أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ " قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَر عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: فِيمَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ
(1)
طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ فِي بِئْرِ ذِي
(2)
أَرْوَانَ"، قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: "وَاللَّهِ، لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ! "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَأَخْرَجْتَهُ، قَالَ: "لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وَشَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا"، وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ
(3)
.
51 - بَابٌ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
(4)
• [5767] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "وَجُبِّ".
(2)
عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(3)
من قوله: "حتى إذا كان ذات يوم" إلى قوله: "فدفنت" رقم عليه للمستملي والكشميهني.
* [5766][التحفة: خ م 16812]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"سِحْرٌ". وللحموي والمستملي: "السَّحْرُ". قوله: "بَابٌ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا": هو هكذا في جميع النسخ المعتمدة التي بأيدينا. والذي في القسطلاني: "بَابٌ إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا". ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
لِبَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا"، أَوْ:"إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ".
52 - بَابُ الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ
• [5768] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا هَاشِمٌ، أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً
(1)
لَمْ يَضُرَُّهُ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ".
وَقَالَ غَيْرُهُ: "سَبْعَ تَمَرَاتٍ".
• [5769] حدثنا
(2)
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ
(3)
، سَمِعْتُ سَعْدًا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ
(4)
تَمَرَاتٍ عَجْوَةً
(5)
لَمْ يَضُرَُّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ".
* [5767][التحفة: خ د ت 6727]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ".
* [5768][التحفة: خ م د س 3895]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
قوله: "بنَ سَعْدٍ": ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِسَبْعِ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ".
* [5769][التحفة: خ م د س 3895]
53 - بَابٌ لَا هَامَةَ
• [5770] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ"، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ".
• [5771] وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: "لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ
(3)
عَلَى مُصِحٍّ
(4)
"، وَأَنْكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَدِيثَ الْأَوَّلِ
(5)
، قُلْنَا
(6)
: أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ لَا عَدْوَى؟! فَرَطَنَ
(7)
بِالْحَبَشِيَّةِ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ
(8)
نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ.
(1)
عليه صح.
* [5770][التحفة: خ د س 15273]
(2)
"رسولُ اللَّهِ": عليه صح، ورقم لأبي ذر.
(3)
ممرض: هو الذي له إبل مرضى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرض).
(4)
مصح: هو الذي صَحَّت ماشيته من الأمراض والعاهات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صحح).
(5)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَقُلْنَا".
(7)
فرطن: الرطانة: كلام لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص بها غالبا كلام العجم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رطن).
(8)
للكشميهني: "رَأَيْنَاهُ".
* [5771][التحفة: خ د س 15273]
54 - بَابٌ لَا عَدْوَى
• [5772] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَحَمْزَةُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ
(2)
: فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ".
• [5773] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال
(3)
: "لَا عَدْوَى".
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(4)
: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ
(5)
عَلَى الْمُصِحِّ".
• [5774] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى". فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
في نسخة: "في الثَّلاثِ".
* [5772][التحفة: خ م د ت س 6699]
(3)
قوله: "قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال": لأبي ذر، وابن عساكر وعليه صح:"قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ".
(4)
قوله: "أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ" إلى قوله: "بنُ عبد الرحمن" سقطت هذه العبارة من صلب بعض النسخ المعتمدة بأيدينا، وكتبت بهامشها بقلم الحمرة مرقوما عليها التصحيح وعلامة أبي ذر، وثبتت في صلب كثير من النسخ، وعليها شرح القسطلاني.
(5)
قوله: "لا تُورِدُوا المُمْرِضَ": لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وعليه صح:"لا يُورِدُ المُمْرِضُ".
* [5773][التحفة: خ م 15161]
الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهِ
(1)
الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ".
• [5775] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ
(3)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ"، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ".
55 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي سَُمِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
رَوَاهُ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
• [5776] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنَ الْيَهُودِ"، فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ
(4)
عَنْهُ؟ "، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ"؟ فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ، فَقَالَ: "هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ
(4)
عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ "
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَيَأْتِيها".
* [5774][التحفة: خ م 13489]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "محمدُ بنُ جَعْفَرٍ".
* [5775][التحفة: خ م ق 1259]
(4)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"صَادِقُونِي".
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ "، فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اخْسَئُوا
(1)
فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا! " ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: "فَهَلْ
(2)
أَنْتُمْ صَادِقيَّ
(3)
عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ "، قَالُوا
(4)
: نَعَمْ، فَقَالَ:"هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟ "، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ "، فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا
(5)
نَسْتَرِيحُ
(6)
مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.
56 - بَابُ شُرْبِ السَّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِمَا
(7)
يُخَافُ مِنْهُ
(8)
• [5777] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَرَدَّى
(9)
مِنْ جَبَلٍ فَقتلَ نَفْسَهُ، فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يترَدَّى فِيهِ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى
(10)
سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ
(1)
اخسئوا: الخسء: البعد والطرد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خسأ).
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"هلْ".
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"صَادِقُونِي".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فقالوا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "كَاذِبًا".
(6)
"أَنْ نَسْتَرِيحَ": عليه صح، ورقم لأبي ذر، ولابن عساكر.
* [5776][التحفة: خ س 13008]
(7)
لأبي ذر، وعليه صح، ولابن عساكر:"وما".
(8)
لأبي ذر، وعليه صح:"والخَبِيثِ".
(9)
تردَّى: سقط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ردا).
(10)
تحسى: تَجَرَّعَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حسا).
فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ
(1)
بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".
• [5778] حدثنا
(2)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
(3)
بْنُ بَشِيرٍ
(4)
أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ
(5)
لَمْ يَضُرَُّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلَا سِحْرٌ".
57 - بَابُ أَلْبَانِ الْأُتُنِ
• [5779] حدثني
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ
(6)
.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ.
(1)
يجأ: يضرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وجأ).
* [5777][التحفة: خ م ت س 12394]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(3)
قوله: "مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ": لأبي ذر وعليه صح: "محمدُ بنُ سَلَامٍ حدثنا أحْمَدُ".
(4)
عليه صح.
(5)
قوله: "تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ": ضبط في النسخ المعتمدة بأيدينا بإضافة الأول إلى الثاني، وبتنوين الأول ونصب الثاني، وضبطه القسطلاني بتنوين الأول، وقال في الثاني بالجر عطف بيان، وبالنصب على الحال.
* [5778][التحفة: خ م د س 3895]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "السِّبَاعِ".
* [5779][التحفة: ع 11874]
• [5780] وَزَادَ اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ هَلْ نَتَوَضَّأُ أَوْ نَشْرَبُ
(1)
أَلْبَانَ الْأُتُنِ
(2)
أَوْ مَرَارَةَ السَّبُعِ أَوْ أَبْوَالَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، فَأَمَّا أَلْبَانُ الْأُتُنِ فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُحُومِهَا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ.
وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ
(3)
:
• [5781] قال ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي
(4)
أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ
(5)
.
58 - بَابٌ إِذَا وَقع الذُّبَابُ فِي الْإِنَاءِ
• [5782] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي
(3)
زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ؛ فَإِنَّ فِي أَحَدِ
(6)
جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفي الْآخَرِ دَاءً".
(1)
قوله: "نَتَوَضَّأُ أَوْ نَشْرَبُ": بغير رقم "يُتَوَضَّأُ أَوْ يُشْرَبُ" وعلى كل فعل منهما صح.
(2)
الأتن: جمع الأتان، وهي أنثى الحمار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أتن).
(3)
عليه صح.
* [5780][التحفة: ع 11874]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(5)
لأبي ذر، وابن عساكر:"السِّبَاعِ" وعليه صح.
* [5781][التحفة: ع 11874]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "إِحْدَى".
* [5782][التحفة: خ ق 14126]
بسم الله الرحمن الرحيم
74 - كتابُ اللِّبَاسِ
1 - بَابُ
(1)
قَوْلِ اللَّهِ
(2)
تَعَالَى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}
(3)
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ
(4)
".
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ
(5)
مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ
(6)
.
• [5783] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يُخْبِرُونَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ".
(1)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "قول اللَّه". لأبي ذر، وعليه صح:"وقَوْلِ اللهِ".
(3)
[الأعراف: 32].
(4)
مخيلة: كِبْر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيل).
(5)
لابن عساكر: "وَاشْرَبْ".
(6)
من قوله: "وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا" إلى: "أو مخيلةٌ" رقم عليه للحموي والكشميهني.
* [5783][التحفة: خ م ت 6726]
2 - بَابُ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنْ غَيْرِ خُيَلَاءَ
• [5784] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ
(1)
أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ
(2)
إِزَارِي يَسْتَرْخِي، إِلا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ".
• [5785] حدثني
(3)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلًا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، وَثَابَ
(4)
النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ
(5)
عَنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "شِقَّ".
* [5784][التحفة: خ د س 7026]
(3)
عليه صح.
(4)
ثاب الناس: اجتمعوا، وقيل: جاءوا متواترين بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 135).
(5)
فجلي: انكشفت وخرجت من الكسوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلا).
* [5785][التحفة: خ س 11661]
3 - بَابُ التَّشْمِيرِ فِي الثِّيَابِ
• [5786] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ
(2)
بِلَالًا جَاءَ بِعَنَزَةٍ
(3)
فَرَكَزَهَا، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي حُلَّةٍ
(4)
مُشَمِّرًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى الْعَنَزَةِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ.
4 - بَابٌ مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ
• [5787] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ
(5)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ
(6)
مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ
(7)
".
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "رَأَيْتُ".
(3)
العنزة: مثل نصف الرمح، أو أكبر شيئًا، وفيها سنان مثل سنان الرمح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنز).
(4)
حلة: الحلة واحدة الحُلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).
* [5786][التحفة: خ م 11816]
(5)
"المَقْبُرِيُّ" كذا هو بالوجهين الرفع والجر في اليونينية.
(6)
الكعبين: الكعبان: العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم عن الجنبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كعب).
(7)
قوله: "ففي النار" لأبي ذر وعليه صح: "في النَّارِ".
* [5787][التحفة: خ س 12961]
5 - بَابُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ
• [5788] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا
(2)
".
• [5789] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ
(3)
- أَوْ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا
(4)
رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ
(5)
جُمَّتَهُ
(6)
؛ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلَّلُ
(7)
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
• [5790] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(1)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".
(2)
بطرا: البطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطر).
* [5788][التحفة: خ 13843]
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "صلى الله عليه وسلم" وبعده صح.
(4)
على حاشية البقاعي: "بينا" ونسبه لنسخة.
(5)
مرجل: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(6)
جمته: من شعر الرأس: ما سقط على المَنْكِبَيْنِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمم).
(7)
في (خ) نسخة: "يَتَجَلْجَلُ" كذا في اليونينية وفروعها التي بأيدينا، قال القسطلاني: وحكى القاضي عياض أنه روي "يتجلَّل" بجيم واحدة ولام ثقيلة وهو بمعنى يتغطى أي تغطية الأرض. اهـ.
* [5789][التحفة: خ م 14386]
بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ خُسِفَ
(1)
بِهِ فَهُوَ يتَجَلَّلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
تَابَعَهُ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ شُعَيْبٌ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ
(2)
.
• [5791] حدثني
(3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنَا
(4)
أَبِي، عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَى بَابِ دَارِهِ فَقَالَ
(5)
: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.
• [5792] حدثنا
(6)
مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: لَقِيتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ يَأْتِي مَكَانَهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي، فَقَالَ
(7)
: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ
(8)
بْنَ عُمَرَ
(9)
رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إذْ خُسِفَ".
(2)
قوله: "عن أبي هريرة" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"عَنِ الزُّهْرِيِّ".
* [5790][التحفة: خ 6868]
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
* [5791][التحفة: خ س 12913]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(8)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(9)
قوله: "سمعت عبد اللَّه بن عمر": لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ".
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً
(1)
لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقُلْتُ لِمُحَارِبٍ: أَذَكَرَ إِزَارَهُ؟ قَالَ: مَا خَصَّ إِزَارًا وَلَا قَمِيصًا.
تَابَعَهُ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(2)
، مِثْلَهُ.
وَ
(3)
تَابَعَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ
(4)
".
6 - بَابُ الْإِزَارِ الْمُهَدَّبِ
وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَحَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُمْ لَبِسُوا ثِيَابًا مُهَدَّبَةً.
• [5793] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جالِسَةٌ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ تَحْتَ رِفَاعَةَ
(1)
لأبي الوقت، وأبي ذر:"مِنْ مَخِيلَةٍ".
(2)
قوله: "عن ابن عمر" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(3)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "خُيَلاءَ".
* [5792][التحفة: خ م س 7409]
فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ
(1)
طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ
(2)
، وَإِنَّهُ - وَاللَّهِ - مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ
(3)
الْهُدْبَةِ
(4)
، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ جِلْبَابِهَا، فَسَمِعَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَوْلَهَا وَهُوَ بِالْبَابِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، قَالَتْ: فَقَالَ خَالِدٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَنْهَى هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَا وَاللَّهِ مَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّبَسُّمِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ
(5)
وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ"، فَصَارَ سُنَّةً بَعْدُ
(6)
.
7 - بَابُ الْأَرْدِيَةِ
وَقَالَ أَنَسٌ: جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5794] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه
(7)
قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
فبت: طلقها طلاقًا بائنًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بتت).
(2)
قوله: "بن الزبير" عليه صح.
(3)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
الهدبة: طرف الثوب وما لان منه وتفرّق كالخيوط، فهي بذلك تشير إلى ضعفه عن الْجِمَاع. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 505).
(5)
عسيلتك: شبَّه لذة الجماع بذوق العسل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسل).
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَعْدَهُ".
* [5793][التحفة: خ 16476]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "رضي الله عنهم".
بِرِدَائِهِ
(1)
، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ فَاسْتَأْذَنَ؛ فَأَذِنُوا لَهُمْ
(2)
.
8 - بَابُ لُبْسِ الْقَمِيصِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى حِكَايَةً
(3)
عَنْ يُوسُفَ
(4)
: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا}
(5)
.
• [5795] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَلْبَسُ
(6)
الْمُحْرِمُ الْقَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْبُرْنُسَ
(7)
، وَلَا الْخُفَّيْنِ؛ إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ
(8)
مَا هُوَ
(9)
أسْفَلُ
(10)
مِنَ الْكَعْبَيْنِ".
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "فَارْتَدَى بِهِ".
(2)
قوله: "فأذنوا لهم": لأبي ذر عن المستملي: "فَأَذِنَ لَهُمْ".
* [5794][التحفة: خ م د 10069]
(3)
قوله: "وقول اللَّه تعالى حكايةً" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(4)
قوله: "عن يوسف" لأبي ذر: "وقال يُوسُفُ" كذا في النسخ المعتمدة بأيدينا والذي في القسطلاني أن رواية أبي ذر: "وقال اللَّه تعالى عن يوسف" فحرر. اهـ. مصححه.
(5)
[يوسف: 93]. وقوله: " {يَأْتِ بَصِيرًا} " ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(6)
كذا بالوجهين. ولأبي ذر وعليه صح: "لا يَلْبَسُ".
(7)
البرنس: كل ثوب رأسُه منه ومُلْتَصق به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَيَلْبَسُ".
(9)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(10)
كذا بالوجهين. ورقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
* [5795][التحفة: خ س 7535]
• [5796] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(1)
، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، وَوُضِعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
(2)
وَنَفَثَ
(3)
عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(4)
.
• [5797] حدثنا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ
(5)
، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ؛ فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: "إِذَا فَرَغْتَ
(6)
فآذِنَّا"، فَلَمَّا فَرَغَ آذَنَهُ
(7)
، فَجَاءَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَجَذَبَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}
(8)
، فَنَزَلَتْ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}
(9)
؛ فَتَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ.
(1)
قوله: "عبد اللَّه بن محمد أخبرنا ابن عيينة" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"عَبْدُ اللَّه بنُ عُثْمَانَ حَدَّثنا ابنُ عُيَيْنَةَ".
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "رُكْبَتِهِ".
(3)
نفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفث).
(4)
قوله: "واللَّه أعلم" لأبي ذر وعليه صح: "فَاللَّهُ أَعْلَمُ".
* [5796][التحفة: خ م س 2531]
(5)
عليه صح.
(6)
قوله: "إذا فرغت" لأبي ذر عن المستملي: "إذَا فَرَغْتَ مِنْهُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "آذنه به".
(8)
[التوبة: 80].
(9)
[التوبة: 84]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} ".
* [5797][التحفة: خ م ت س ق 8139]
9 - بَابُ جَيْبِ الْقَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ
• [5798] حدثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ
(2)
، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا
(3)
إِلَى ثُدِيِّهِمَا
(4)
وَتَرَاقِيهِمَا
(5)
، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ؛ حَتَّى تَغْشَى
(6)
أَنَامِلَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ
(7)
وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ بِمَكَانِهَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ
(8)
هَكَذَا فِي جَيْبِهِ
(9)
، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَوَسَّعُ
(10)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
قوله: "عن الحَسَنِ" هو الحسن بن مسلم بن يَنَّاقٍ كذا في اليونينية. وبعده على حاشية البقاعي: "بن مسلم بن يناق" ونسبه للحموي والمستملي.
(3)
قوله: "قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيِهِمَا" لأبي ذر وعليه صح: "قَدِ اضْطَرَّتْ أَيْدِيَهُمَا".
(4)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "ثَدْيَيْهِمَا".
(5)
تراقيهما: التراقي: جمع تَرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق (هو من المنكب إلى أصل العُنق)، وهما تَرقوتان من الجانبين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترق).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "تُغشِّيَ".
تغشى: تغطي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا)
(7)
قلصت: انضمت وانقبضت وارتفعت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 185).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بِإِصْبَعَيْهِ".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "جُبَّتِهِ".
(10)
قوله: "ولا تتوسع" لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا تَوَسَّعُ".
تَابَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ: عَنْ أَبِيهِ. وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ: فِي الْجُبَّتَيْنِ
(1)
.
وَقَالَ
(2)
حَنْظَلَةُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جُبَّتَانِ
(3)
.
وَقَالَ
(4)
جَعْفَرٌ
(5)
، عَنِ الْأَعْرَجِ: جُنَّتَانِ.
10 - بَابُ مَنْ لَبِسَ جُبَّةً ضَيِّقَةَ الْكُمَّيْنِ فِي السَّفَرِ
• [5799] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(6)
أَبُو الضُّحَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَتَلَقَّيْتُهُ
(7)
بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ
(8)
، فَغَسَلَهُمَا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَعَلَى خُفَّيْهِ.
(1)
عليه صح.
(2)
من هنا إلى قوله: "جبتان" مؤخر عند أبي ذر وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "جُنَّتَان". قال عياض: قد روي ها هنا بالباء والنون والنون أصوب. اهـ. من اليونينية.
(4)
من هنا إلى قوله: "جنتان" مقدم عند أبي ذر وعليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "جَعْفَرُ بنُ حَيَّانَ".
* [5798][التحفة: خ م س 13517]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(7)
للحموي والكشميهني: "فَلَقِيتُهُ".
(8)
قوله: "من تحت الجبة" لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"مِنْ تَحْتِ بَدَنِهِ".
* [5799][التحفة: خ م س ق 11528]
11 - بَابُ جُبَّةِ الصُّوفِ
(1)
فِي الْغَزْوِ
• [5800] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:"أَمَعَكَ مَاءٌ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ
(2)
فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ الْإِدَاوَةَ
(3)
فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ:"دَعْهُمَا؛ فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ" فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.
12 - بَابُ الْقَبَاءِ
(4)
وَفَرُّوجِ حَرِيرٍ
وَهُوَ الْقَبَاءُ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَهُ شَقٌّ مِنْ خَلْفِهِ
(5)
.
• [5801] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(6)
، حَدَّثَنَا
(7)
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ
(1)
قوله: "جبة الصوف" لأبي ذر وعليه صح: "لُبْسِ جُبَّةِ الصُّوفِ".
(2)
راحلته: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(3)
على أوله صح.
الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدو).
* [5800][التحفة: خ م د س ق 11514]
(4)
القَباء: مفرد الأقبية، وهي: ثياب ضيقة الكمين، وهي من ثياب العجم. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 170).
(5)
قوله: "الذي له شَقٌ من خلفِه" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الَّذِي شُقَّ مِن خلفِه".
(6)
قوله: "بن سعيد" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ
(1)
: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ شَيْئًا، فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيِّ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ؛ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقَالَ:"خَبَأْتُ هَذَا لَكَ"، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ.
• [5802] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ:"لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ".
تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: عَنِ اللَّيْثِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فَرُّوجٌ
(3)
حَرِيرٌ
(3)
.
13 - بَابُ الْبَرَانِسِ
(4)
• [5803] وَقال لِي مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ بُرْنُسًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ
(5)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أنه قال".
* [5801][التحفة: خ م د ت س 11268]
(2)
قوله: "بن سعيد" ليس عند أبي ذر وعلى موضعه صح.
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
* [5802][التحفة: خ م س 9959]
(4)
البرانس: جمع برنس، وهو كل ثوب رأسُهُ منه مُلْتَزق به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برنس).
(5)
خز: هو رديء الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(10/ 305).
* [5803][التحفة: خ 884]
• [5804] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَاِئمَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخِفَافَ؛ إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا
(1)
مَسَّهُ
(2)
زَعْفَرَانٌ
(3)
وَلَا الْوَرْسُ
(4)
".
14 - بَابُ السَّرَاوِيلِ
• [5805] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ".
• [5806] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: "لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ وَالسَّرَاوِيلَ
(5)
وَالْعَمَائِمَ وَالْبَرَانِسَ وَالْخِفَافَ؛ إِلَّا أَنْ
(1)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(2)
قوله: "شيئًا مسه" عند (خ)، وعليه صح:"ما مَسَّهُ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الزَّعْفَرَانُ".
(4)
الورس: نبت أصفر يُصبَغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورس).
* [5804][التحفة: خ م د س ق 8325]
* [5805][التحفة: خ م ت س ق 5375]
(5)
قوله: "القميص والسراويل" لأبي ذر عن الكشميهني: "الْقُمُصَ وَالسَّرَاوِيلَاتِ".
يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ
(1)
أَسْفَلَ
(2)
مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ".
15 - بَابُ الْعَمَائِمِ
(3)
• [5807] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُمَا فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ".
16 - بَابُ التَّقَنُّعِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ
(4)
، وَقَالَ أَنَسٌ: عَصَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ.
• [5808] حدثنا
(5)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "فليقطعهما" ونسبه لنسخة.
(2)
عليه صح.
* [5806][التحفة: خ 7634]
(3)
قوله: "بابُ العمائم" لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ في العَمَائِمِ".
* [5807][التحفة: خ م د س 6817]
(4)
دسماء: سوداء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دسم).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: هَاجَرَ
(1)
إِلَى الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى رِسْلِكَ
(2)
؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي"، فَقَالَ
(3)
أَبُو بَكْرٍ: أَوَتَرْجُوهُ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِصُحْبَتِهِ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ
(4)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ
(5)
، فَقَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا
(6)
فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًى لَهُ بأَبِي وَأُمِّي
(7)
، وَاللَّهِ، إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ
(8)
، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ؛ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ:"أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ"، قَالَ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ - بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - قَالَ: "فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ"، قَالَ: فَالصُّحْبَةُ
(9)
- بِأَبِي أَنْتَ
(10)
يَا رَسُولَ اللَّهِ - قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَخُذْ - بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "هاجرَ ناسٌ" وبعده صح. في نسخ كثيرة "رجالٌ" بدل "ناسٌ".
(2)
رسلك: الرَّسل: التأني، وعلى رسلك أي: تأنَّ واتئد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).
(3)
لأبي ذر وعليه صح.
(4)
السمر: شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (2/ 140).
(5)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
نحر الظهيرة: هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع كأنها وصلت إلى النحر وهو أعلى الصدر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نحر)
(6)
متقنعا: من التقنع وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو غيره. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(11/ 92).
(7)
قوله: "فدًى له بأبي وأمي" لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"فِدًى لكَ أَبِي وأُمَّي".
(8)
قوله: "في هذه الساعة إلا لأمرٍ" للكشميهني: "فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ".
(9)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فَالصُّحْبَةَ".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "أَنْتَ وَأُمَّي".
هَاتَيْنِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بِالثَّمَنِ"، قَالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ
(1)
، وَضَعْنَا
(2)
لَهُمَا سُفْرَةً
(3)
فِي جِرَابٍ
(4)
، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا
(5)
، فَأَوْكَتْ
(6)
بِهِ الْجِرَابَ؛ وَلذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقِ
(7)
، ثُمَّ لَحِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فَمَكَُثَ
(8)
فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ
(9)
ثَقِفٌ
(10)
، فَيَرْحَلُ مِنْ عِنْدِهِمَا سَحَرًا، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً
(11)
مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا
(12)
عَلَيْهِمَا حِينَ
(1)
قوله: "أحث الجهاز"، لأبي ذر عن الكشميهني:"أَحَبَّ الجَهَازِ".
أحث الجهاز: أعجله. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 180).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وَصَنَعْنَا".
(3)
سفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يُحْمَلُ في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسُمِّيَ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفر).
(4)
جراب: وعاء من جلد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 144).
(5)
نطاقها: النطاق: ما تشد به المرأة وسط ثوبها عند معاناة الأشغال؛ لئلَّا تعثر في ذيلها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطق).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَوْكَأَتْ".
فأوكت: ربطت بالوكاء، والوكاء: خيط القربة الذي تشد به. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 286).
(7)
للحموي والمستملي: "النَّطَاقَيْنِ".
(8)
كذا بالضبطين وعليه: "معًا". وعلى حاشية البقاعي: "فمكثا" ونسبه لنسخة.
(9)
لقن: سريع الفَهْم. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين، مادة: برد).
(10)
ثقف: ذو فطنة وذكاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثقف).
(11)
منحة: المنحة: ناقة أو شاة يعطيها إنسان لآخَر؛ لينتفع بلبنها ويعيدها، أو لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منح).
(12)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَيُرِيحُهُ".
تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِهَا
(1)
حَتَّى
(2)
يَنْعِقَ
(3)
بِهَا
(4)
عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ
(5)
يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ.
17 - بَابُ الْمِغْفَرِ
• [5809] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ
(6)
الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ
(7)
.
18 - بَابُ الْبُرُودِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ
وَقَالَ خَبَّابٌ: شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ
(8)
.
(1)
قوله: "في رسلها" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في رِسْلِهِمَا".
رسلها: لبنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل)
(2)
عليه صح.
(3)
"ينعِق" كسر عين "ينعِق" من الفرع.
ينعق: نعق الراعي بالغنم إذا دعاها لتعود إليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نعق).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِهِمَا".
(5)
بغلس: الغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلس).
* [5808][التحفة: خ 16653]
(6)
قوله: "دخل عام" لأبي ذر عن الكشميهني: "دَخَل مَكَّةَ عامَ".
(7)
المغفر: جُنة للرأس في الحرب من حديد، سمي مغفرًا؛ لأنه يستر الرأس. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (1/ 446).
* [5809][التحفة: ع 1527]
(8)
قوله: "بردة له" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بُرْدَتَهُ".
• [5810] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ
(1)
نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ
(2)
، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً
(3)
شَدِيدَةً؛ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ
(4)
عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ
(5)
.
• [5811] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُردَةٍ - قَالَ سَهْلٌ: هَلْ تَدْرِي
(6)
مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ الشَّمْلَةُ
(7)
مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ
(8)
، فَجَسَّهَا
(9)
رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْسُنِيهَا، قَالَ:"نَعَمْ"، فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ،
(1)
برد: البُرْد: جمع بردة: وهي شملة مخططة، وقيل كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).
(2)
الحاشية: حاشية كل شيء: جَانِبُهُ وطَرَفُهُ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشا).
(3)
جبذة: الجَبْذ لغةٌ في الجَذْب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جبذ).
(4)
صفحة: جانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفح).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِالْعَطَاءِ".
* [5810][التحفة: خ م ق 205]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "تَدْرُونَ".
(7)
الشملة: كساء يُتَغَطَّي به ويُتَلَفَّف فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمل).
(8)
قوله: "وإنها لإزاره" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وإنَّها إزارُهُ".
(9)
في نسخة، وعليه صح:"فَحَسَّنَهَا".
فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ، مَا سَأَلْتُهَا؛ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.
• [5812] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ
(1)
هِيَ سبعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ"، فَقَامَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ - يَرْفَعُ نَمِرَةً
(2)
عَلَيْهِ - قَالَ
(3)
: ادْعُ اللَّهَ لِي - يَا رَسُولَ اللَّهِ - أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ، اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم: "سَبَقَكَ عُكَاشَةُ".
• [5813] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّ الثِّيَابِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: "الْحِبَرَةُ"
(5)
.
* [5811][التحفة: خ س 4783]
(1)
زمرة: جماعة في تفرقة، بعضهم إثر بعض. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 311).
(2)
نمرة: إزار مخطط من صوف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمر).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(4)
قوله: "رسول اللَّه" رقم عليه لنسخة. وبغير رقم "النبيُّ" وعليه صح.
* [5812][التحفة: خ 13159]
(5)
قوله: "قال: الحبرة" لأبي ذر وعليه صح: "أنْ يَلْبَسَها قال: الحِبَرَةُ".
الحبرة: ما كان مَوْشِيًّا مُخَطَّطًا من البُرُود، وهي يمانية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر).
* [5813][التحفة: خ م د 1395]
• [5814] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَهَا - الْحِبَرَةَُ.
• [5815] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ
(2)
بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ
(3)
.
19 - بَابُ الْأَكْسِيَةِ وَالْخَمَائِصِ
• [5816 - 5817] حدثني
(4)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قَالَا: لَمَّا نَزَلَ
(5)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً
(6)
لَهُ عَلَى
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [5814][التحفة: خ م ت س 1353]
(2)
سُجي: غُطي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سجا).
(3)
قوله: "ببُرْدٍ حِبَرةٍ" لأبي ذر وعليه صح: "بِبُرْدِ حِبَرَةٍ".
* [5815][التحفة: خ م د س 17765]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(5)
"نَزَلَ" هي في اليونينية وفرعها بالبناء للفاعل وفي غيرهما "نُزِلَ" بالبناء للمفعول وبه ضبطها في الفتح.
(6)
خميصة: ثوب خز أو صوف مُعَلَّم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خمص).
وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ
(1)
كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ - وَهُوَ كَذَلِكَ:"لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.
• [5818] حدثنا
(2)
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمِيصَةٍ لَهُ لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: "اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ
(3)
أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ".
• [5819] حدثنا
(4)
مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقَالَتْ: قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم فِي هَذَيْنِ.
(1)
اغتم: احتبس نَفَسه عن الخروج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمم).
* [5816 - 5817][التحفة: خ م س 5842]
(2)
هذا الحديث مؤخر لأبي ذر على ما بعده وعليه صح.
(3)
بأنبجانية: كساء يتخذ من الصوف وله خمل ولا علم له، وهي من أدون الثياب الغليظة، منسوب إلى منبج المدينة المعروفة، أو إلى موضع اسمه أنبجان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبج).
* [5818][التحفة: خ د 16403]
(4)
هذا الحديث مقدم لأبي ذر على ما قبله وعليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّه".
* [5819][التحفة: خ م د ت ق 17693]
20 - بَابُ اشْتِمَالِ
(1)
الصَّمَّاءِ
• [5820] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ، وَعَنْ صَلَاتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ.
• [5821] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ - وَالْمُلَامَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الْآخَرِ بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَوْ بِالنَّهَارِ وَلَا يُقَلِّبُهُ إِلَّا بِذَلِكَ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ بِثَوْبِهِ، وَيَنْبِذَ الْآخَرُ ثَوْبَهُ، وَيَكُونَ ذَلِكَ بَيْعَهُمَا عَنْ غَيْرِ نَظَرٍ وَلَا تَرَاضٍ - وَاللِّبْسَتَيْنِ
(3)
: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ - وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ - وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى: احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
(1)
اشتمال: افتعال من الشَّمْلة، وهو كِساء يُتَغَطَّى به ويُتَلَفَّف فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمل).
(2)
عليه صح.
* [5820][التحفة: خ م س ق 12265]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وَاللِّبْسَتَانِ".
* [5821][التحفة: خ م د س 4087]
21 - بَابُ الاِحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
• [5822] حدثنا
(1)
إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ.
• [5823] حدثني
(3)
مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.
22 - بَابُ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ
• [5824] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ فُلَانٍ، هُوَ: عَمْرُو
(4)
بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: "مَنْ تَرَوْنَ
(3)
نَكْسُو
(5)
هَذِهِ؟ "،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني".
(2)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
* [5822][التحفة: خ م 13822]
(3)
عليه صح.
* [5823][التحفة: خ س 4140]
(4)
قوله: "هو عمرو" ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"أن نَكْسُوَ".
فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ
(1)
: "ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ"، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ
(2)
، فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَألْبَسَهَا، وَقَالَ: "أَبْلِي، وَأَخْلِقِي
(3)
"، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ: "يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ"، وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ
(4)
: حَسَنٌ
(5)
.
• [5825] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي
(6)
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ، فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ
(7)
، فَغَدَوْتُ بِهِ؛ فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ
(8)
وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ
(9)
، وَهُوَ يَسِمُ
(10)
الظَّهْرَ
(11)
الَّذِي قَدِمَ عَليْهِ فِي الفَتْحِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تُحْتَمَلُ".
(3)
أخلقي: من إخلاق الثوب، إذا أخرجت باليه ولفقته، والمراد: الدعاء بطول البقاء، أي إنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق. (انظر: فتح الباري) (10/ 280).
(4)
عليه صح.
(5)
ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
* [5824][التحفة: خ د 15779]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(7)
يحنكه: التحنيك: مضغ التمر ودلك حنك الصبي به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنك).
(8)
حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).
(9)
على حاشية البقاعي: "حوتية"، ونسبه لنسخة.
(10)
يسم: يُعَلِّم بالْكَيِّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وسم).
(11)
الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتُركَب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظهر).
* [5825][التحفة: خ م 1459]
23 - بَابُ ثِيَابِ
(1)
الْخُضْرِ
• [5826] حدثنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا
(3)
أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ؛ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ
(4)
الْقُرَظِيُّ، قَالَتْ عَائِشَةُ - وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ - فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنِّسَاءُ يَنْصُرُ
(4)
بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى الْمُؤْمِنَاتُ لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا، قَالَ: وَسَمِعَ أَنَّهَا قَدْ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، قَالَتْ: وَاللَّهِ، مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، إِلَّا أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقَالَ: كَذَبَتْ - وَاللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ - إِنِّي لَأَنْفُضُهَا
(5)
نَفْضَ الْأَدِيمِ
(6)
، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ
(7)
تُرِيدُ رِفَاعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ كانَ ذَلِكِ لَمْ تَحِلِّي لَهُ
(4)
- أَوْ: لَمْ تَصْلُحِي
(8)
لَهُ
(4)
- حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ"،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الثَّيَابِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(4)
عليه صح.
(5)
لأنفضها: أُجْهِدُهَا وَأَعْرُكُهَا كما يُفْعَلُ بالأديم عند دباغه، من النفض، وهو كناية عن كمال قوة المباشرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفض).
(6)
الأديم: الجلد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 24).
(7)
ناشز: عاصية له، وخارجة عن طاعته، والنُّشُوزُ: كراهة كلَّ واحد من الزوجين صاحبَهُ وسوءُ عِشْرَتِهِ له. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشز).
(8)
قوله: "لم تحلي له أو لم تصلحي" لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تَحِلِّينَ لَهُ أَوْ لَا تَصْلُحِينَ".
قَالَ: وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ
(1)
، فَقَالَ:"بَنُوكَ هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ
(2)
: "هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ مَا تَزْعُمِينَ، فَوَاللهِ، لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الْغُرَابِ بِالْغُرَابِ".
24 - بَابُ الثِّيَابِ الْبِيضِ
• [5827] حدثنا
(3)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِشِمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَمِينِهِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يَوْمَ أُحُدٍ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.
• [5828] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ
(4)
حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ؛ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ" قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ:"وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ"، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ:"وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ"، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "ابْنَيْنِ له".
(2)
عليه صح.
* [5826][التحفة: خ 17402]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
* [5827][التحفة: خ م 3843]
(4)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "الدُّؤَلِيَّ".
سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، عَلَى رَغْمِ
(1)
أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ"، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ
(2)
: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.
قالَ أبو عَبد الله: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَوْ قَبْلَهُ، إِذَا تَابَ وَنَدِمَ، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ غُفِرَ لَهُ
(3)
.
25 - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَافْتِرَاشِهِ
(4)
لِلرِّجَالِ وَقَدْرِ مَا يَجُوزُ مِنْهُ
• [5829] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرَبِيجَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْإِبْهَامَ. قَالَ: فِيمَا عَلِمْنَا أَنَّهُ يَعْنِي: الْأَعْلَامَ
(5)
.
• [5830] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا
(6)
عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَصَفَّ
(7)
لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِصْبَعَيْهِ.
(1)
رغم: الرغم: الذل، وقيل: الكره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغم).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يَقُولُ".
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "ما كان قبل ذلك" ونسبه لنسخة.
* [5828][التحفة: خ م 11930]
(4)
ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(5)
الأعلام: جمع علم، وهو رسم الثوب. (انظر: لسان العرب، مادة: علم).
* [5829][التحفة: خ م د س ق 10597]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إليه".
(7)
في نسخة، وعند (ق)، وأبي ذر، وعليه صح:"وَوَصَفَ".
وَرَفَعَ زُهَيْرٌ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ.
• [5831] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُلْبَسُ الْحَرِيرُ
(1)
فِي الدُّنْيَا؛ إِلَّا لَمْ
(2)
يُلْبَسْ فِي الْآخِرَةِ مِنْهُ"
(3)
.
• [5832] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ: وَأَشَارَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ الْمُسَبِّحَةِ
(4)
وَالْوُسْطَى
(5)
.
• [5833] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَاسْتَسْقَى
(6)
، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ
(7)
بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ مِنْ
* [5830][التحفة: خ م د س ق 10597]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا يَلْبَسُ أحدٌ الْحَرِيرَ"، ولفظة:"أحد" من حاشية البقاعي.
(2)
قوله: "إلا لم" عليه صح.
(3)
قوله: "لم يُلبس في الآخرة منه" لأبي ذر عن الكشميهني: "لَمْ يَلْبَسْ مِنْهُ شَيْئًا فِي الْآخِرَةِ". والرواية التي شرح عليها القسطلاني "لم يُلْبَسْ مِنْهُ شَيْءٌ في الآخرةِ"، وقوله:"مِنْهُ" عليه صح، وسقط لأبي ذر. وبعده:"وَأَشَارَ أَبو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ المُسَبَّحةِ والوُسْطَى" ورقم على "وأشار أبو عثمان" لأبي ذر عن المستملي، ورقم على "بإصبعيه المسبحة والوسطى" للمستملي.
* [5831][التحفة: خ م د س ق 10597]
(4)
المسبحة: الإصبع التي تلي الإبهام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبح).
(5)
قوله: "وأشار أبو عثمان
…
" إلخ، قال القسطلاني: رواية الحموي والكشميهني تأخير هذه الجملة وجعلها بعد قوله: "حدثنا أبو عثمان"، ورواية المستملي تقديمها.
* [5832][التحفة: خ م د س ق 10597]
(6)
فاستسقى: الاستسقاء: استفعال من طلب السقيا، أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقى).
(7)
دهقان: الدهقان: فارسي معرب، زعيم فلاحي العجم، ورؤساء الأقاليم؛ سموا بذلك لترفهم. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 262).
فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الذَّهَبُ، وَالْفِضَّةُ، وَالْحَرِيرُ، وَالدِّيبَاجُ
(1)
؛ هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ".
• [5834] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: أَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ شَدِيدًا: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
(2)
: مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا فَلَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ.
• [5835] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ
(3)
فِي الْآخِرَةِ".
• [5836] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذُِبْيَانَ
(4)
خَلِيفَةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ".
(1)
الديباج: نوع من الحرير. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 576).
* [5833][التحفة: ع 3373]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قَالَ".
* [5834][التحفة: خ 1031]
(3)
قوله: "لم يَلْبَسْهُ". لأبي ذر عن الكشميهني: "لَنْ يَلْبَسَهُ".
* [5835][التحفة: خ س 5257]
(4)
كذا بالضبطين في الذال المعجمة وعليه: معًا.
وَقَالَ لَنَا
(1)
أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ، قَالَتْ مُعَاذَةُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ
(2)
بْنَ الزُّبَيْرِ، سَمِعَ عُمَرَ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
• [5837] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ
(5)
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ
(6)
قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَرِيرِ، فَقَالَتِ: ائْتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْهُ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَلِ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ، يَعْنِي: عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا خَلَاقَ
(7)
لَهُ فِي الْآخِرَةِ"، فَقُلْتُ: صَدَقَ، وَمَا كَذَبَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
(8)
، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ، وَقَصَّ الْحَدِيثَ.
(1)
ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(2)
قوله: "عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "نَحْوَهُ".
* [5836][التحفة: خ م س 10483]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(5)
ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(6)
عليه صح.
(7)
خلاق: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حَرْبٌ".
* [5837][التحفة: خ س 10548]
26 - بَابُ مَسِّ الْحَرِيرِ
(1)
مِنْ غَيْرِ لُبْسٍ
وَيُرْوَى فِيهِ: عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [5838] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ
(2)
وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ:"مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا".
27 - بَابُ افْتِرَاشِ الْحَرِيرِ
وَقَالَ عَبِيدَةُ: هُوَ كَلُبْسِهِ.
• [5839] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ.
(1)
قوله: "بابُ مسَّ الحرير". لأبي ذر وعليه صح: "بابُ مَنْ مَسَّ الْحَرِيرَ".
(2)
عليه صح "نَلْمَسُهُ" رواه أبو ذر بفتح الميم وكسرها ولم يتعرض للضم ولم يذكر ابن سيده في "محكمه" غير الضم. اهـ. من اليونينية.
* [5838][التحفة: خ 1810]
* [5839][التحفة: ع 3373]
28 - بَابُ لُبْسِ الْقَسِّيِّ
وَقَالَ عَاصِمٌ: عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: قُلْتُ
(1)
لِعَلِيٍّ: مَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ أَتَتْنَا مِنَ الشَّامِ - أَوْ: مِنْ مِصْرَ - مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِيرٌ، فِيهَا
(2)
أَمْثَالُ الْأُتْرُنْجِ
(3)
، وَالْمِيثَرَةُ
(4)
، كَانَتِ النِّسَاءُ تَصْنَعُهُ لِبُعُولَتِهِنَّ مِثْلَ الْقَطَائِفِ يُصَفِّرْنَهَا
(5)
.
وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ يَزِيدَ، فِي حَدِيثِهِ: الْقَسِّيَّةُ ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ يُجَاءُ بِهَا مِنْ مِصْرَ، فِيهَا: الْحَرِيرُ، وَالْمِيثَرَةُ جُلُودُ السِّبَاعِ.
قالَ أبو عَبد الله: عَاصمٌ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ فِي الْمِيثَرَةِ
(6)
.
• [5840] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ ابْنِ عَازِبٍ
(7)
قَالَ: نَهَانَا
(8)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ وَالْقَسِّيِّ
(9)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قُلْنَا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وفيها".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الْأُتْرُجَّ".
(4)
"والمِيثَرَةُ" هي مهموزة في اليونينية في المواضع الثلاثة هنا.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يَصُفُّونَهَا".
(6)
قوله: "قال أبو عبد اللَّه عاصمٌ أكثر وأصح في الميثرة" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
المياثر: جمع ميثرة، هي فراش صغير من الحرير محشو بالقطن يجعله الراكب تحته. (انظر: عمدة القاري) (20/ 158).
(7)
قوله: "عن ابن عازب". لأبي ذر وعليه صح: "عَنِ البَرَاءِ بنِ عازِبٍ".
(8)
لأبي ذر عن المستملي: "نَهَى".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "وَعَنِ القَسَّيَّ".
القسي: هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تِنَّيس يقال لها القَسُّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسس).
* [5840][التحفة: خ م ت س ق 1916]
29 - بَابُ مَا يُرَخَّصُ لِلرِّجَالِ مِنَ الْحَرِيرِ لِلْحِكَّةِ
(1)
• [5841] حدثني
(2)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَنَسٍ قَالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ بِهِمَا.
30 - بَابُ الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ
• [5842] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. ح وَحَدَّثَنِي
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(3)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ
(4)
رضي الله عنه قَالَ: كَسَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةَ سِيَرَاءَ
(5)
، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَّقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.
• [5843] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه رَأَى حُلَّةَ سِيَرَاءَ
(6)
تُبَاعُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ ابْتَعْتَهَا
(1)
للحكَّة: هي الجرب. (انظر: لسان العرب، مادة: حكك).
(2)
عليه صح.
* [5841][التحفة: خ م 1264]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ".
(4)
قوله: "عن علي" لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ عَلِيَّ بنِ أبي طالِبٍ".
(5)
قوله: "حلةَ سيراء" لأبي ذر وعليه صح: "حُلَّةً سِيَرَاءَ" هكذا في النسخ المعتمدة التي بأيدينا والذي في القسطلاني أن رواية أبي ذر بالإضافة.
سيراء: نوع من البرود يخالطه حرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سير).
* [5842][التحفة: خ م س 10099]
(6)
قوله: "حلةَ سيراء". لأبي ذر وعليه صح: "حُلَّةَ سِيَرَاءَ".
تَلْبَسُهَا
(1)
لِلْوَفْدِ إِذَا أَتَوْكَ وَالْجُمُعَةِ، قَالَ:"إِنمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، وَ
(2)
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ حُلَّةَ سِيَرَاءَ
(3)
حَريرٍ
(4)
كَسَاهَا إِيَّاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: كَسَوْتَنِيهَا، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهَا مَا قُلْتَ، فَقَالَ: "إِنَّمَا بَعَثْتُ
(2)
إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا أَوْ تَكْسُوَهَا
(5)
".
• [5844] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ عليها السلام بِنْتِ
(2)
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ.
31 - بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَجَوَّزُ
(6)
مِنَ اللِّبَاسِ وَالْبُسْطِ
• [5845] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَبِثْتُ سَنَةً وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا
(7)
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَهَابُهُ، فَنَزَلَ يَوْمًا مَنْزِلًا فَدَخَلَ الْأَرَاكَ
(8)
، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ، ثُمَّ قَالَ: كُنَّا فِي
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَلَبِسْتَهَا".
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "حلةَ سيراء" لأبي ذر وعليه صح: "حُلَّةً سِيَرَاءَ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حَرِيرًا".
(5)
قوله: "أو تكسوَها" لأبي ذر وعليه صح: "أو لِتَكسُوَها".
* [5843][التحفة: خ 7633]
* [5844][التحفة: خ س 1494]
(6)
للكشميهني: "يَتَحَرَّى" هي بالحاء والراء المهملتين وضبطها الحافظ ابن حجر بالجيم والزاي، وعلى حاشية البقاعي:"يتخذ" ونسبه لنسخة.
(7)
تظاهرتا: تعاونتا وتساعدتا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظهر).
(8)
الأراك: شجر معروف بمكَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أرك).
الْجَاهِلِيَّةِ لَا نَعُدُّ النِّسَاءَ شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ وَذَكَرَهُنَّ اللَّهُ رَأَيْنَا لَهُنَّ بِذَلِكَ
(1)
عَلَيْنَا
(2)
حَقًّا مِنْ غَيْرِ أَنْ نُدْخِلَهُنَّ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِنَا، وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتِي كَلَامٌ فَأَغْلَظَتْ لِي، فَقُلْتُ لَهَا: وَإِنَّكِ لَهُنَاكِ؟ قَالَتْ: تَقُولُ هَذَا لِي وَابْنَتُكَ تُؤْذِي النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي أُحَذِّرُكِ أَنْ تَعْصِي
(4)
اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهَا فِي أَذَاهُ فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ لَهَا، فَقَالَتْ: أَعْجَبُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، قَدْ دَخَلْتَ فِي أُمُورِنَا فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ؟ فَرَدَّدَتْ
(5)
، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدْتُهُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ أَتَانِي بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ اسْتَقَامَ لَهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَلِكُ غَسَّانَ بِالشَّامِ كُنَّا نَخَافُ أَنْ يَأْتِينَا، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا
(6)
بِالْأَنْصَارِيِّ وَهُوَ يَقُولُ
(7)
: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، قُلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ أَجَاءَ الْغَسَّانِيُّ؟ قَالَ: أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ، طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبُكَاءُ مِنْ حُجَرِهَا
(9)
كُلِّهَا
(10)
، وَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَعِدَ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِذَاكَ".
(2)
عليه ضبة.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رَسولَ اللَّهِ".
(4)
قوله: "أن تعصي". لأبي ذر عن الكشميهني: "أن تُغْضِبِي".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَرَدَّتْ".
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(7)
قوله: "فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول" للكشميهني: "فَمَا شَعَرْتُ بالأَنْصَارِي إِلَّا وهو يقول".
(8)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي الوقت: "النبيُّ".
(9)
عليه صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"حُجَرِهِنَّ".
(10)
عليه صح.
فِي مَشْرُبَةٍ
(1)
لَهُ، وَعَلَى بَابِ الْمَشْرُبَةِ وَصِيفٌ
(2)
، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي
(3)
، فَدَخَلْتُ، فَإذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ
(4)
مِنْ أَدَمٍ
(5)
حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِذَا أهُبٌ
(6)
مُعَلَّقَةٌ وَقَرَظٌ
(7)
، فَذَكَرْتُ الَّذِي قُلْتُ لِحَفْصَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَالَّذِي رَدَّتْ عَلَيَّ أُمُّ سَلَمَةَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَبِثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ.
• [5846] حدثنا
(8)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهرِيِّ، أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ
(9)
بِنْتُ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ
(10)
مِنَ الْفِتْنَةِ؟ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ؟ كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قَالَ الزُّهرِيُّ: وَكَانَتْ هِنْدٌ لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا.
(1)
مشربة: غرفة مرتفعة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 488).
(2)
وصيف: خادم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 15).
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "فَأَذِنَ لِي".
(4)
مرفقة: وسادة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 297).
(5)
أدم: جمع أديم، وهو الجلد. (انظر: لسان العرب، مادة: أدم).
(6)
كذا بالضبطين وعليه: معًا. ولأبي ذر وعليه صح: "أَهَبٌ".
أهب: جمع إهاب، وهو الجلد، وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ، فأما بعده فلا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أهب).
(7)
قرظ: ورق يدبغ به، وهو ورق السلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرظ).
* [5845][التحفة: خ م 10512]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "هِنْدٌ".
(10)
لأبي ذر عن المستملي: "اللَّيْلَ".
* [5846][التحفة: خ ت 18290]
32 - بَابُ مَا يُدْعَى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا
• [5847] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، قَالَ
(1)
: "مَنْ
(2)
تَرَوْنَ نَكْسُوهَا
(3)
هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟ "، فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ، قَالَ
(4)
: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ؛ فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَلْبَسَهَا
(5)
بِيَدِهِ وَقَالَ: "أَبْلِي وَأَخْلِقِي
(6)
"، مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْظُر إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ، وَيَقُولُ: "يَا أُمَّ
(7)
خَالِدٍ، هَذَا سَنَا"، وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ: الْحَسَنُ.
قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، أَنَّهَا رَأَتْهُ عَلَى أُمِّ خَالِدٍ.
33 - بَابُ التَّزَعْفُرِ لِلرِّجَالِ
(8)
• [5848] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(2)
عليه صح.
(3)
"نكسوها" رقم على "ها" بعلامة السقوط عند أبي ذر، وعليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَألْبَسَنِيهَا".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"وَأَخْلِفِي".
(7)
قوله: "ويقول يا أم" لأبي ذر وعليه صح: "وَيَا أُمَّ".
* [5847][التحفة: خ د 15779]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ النَّهْيِ عنِ التَّزَعْفُرِ للرَّجالِ".
* [5848][التحفة: خ 1056]
34 - بَابُ الثَّوْبِ الْمُزَعْفَرِ
• [5849] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِوَرْسٍ أَوْ بِزَعْفَرَانٍ.
35 - بَابُ الثَّوْبِ الْأَحْمَرِ
• [5850] حدثنا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا
(1)
، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ.
36 - بَابُ الْمِيثَرَةِ
(2)
الْحَمْرَاءِ
• [5851] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: عِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ
(3)
؛ وَنَهَانَا عَنْ
(4)
لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ،
* [5849][التحفة: خ 7160]
(1)
مربوعا: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).
* [5850][التحفة: خ م د ت س 1869]
(2)
"الْمِئْثَرَةِ" هي مهموزة في اليونينية، وفي "الفتح": أنها بكسر الميم وسكون التحتانية وفتح المثلثة ولا همز فيها وأصلها من الوثارة أو الوثرة والوثير هو الفراش الوطيء. اهـ.
(3)
تشميت العاطس: الدعاء له عند العطاس بالرحمة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 432).
(4)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "عنْ سَبْعٍ".
وَالْقَسِّيِّ، وَالْإِسْتَبْرَقِ
(1)
، وَمَيَاثِرِ
(2)
الْحُمْرِ.
37 - بَابُ النِّعَالِ السِّبْتِيَّةِ
(3)
وَغَيْرِهَا
(4)
• [5852] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(5)
، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي مَسْلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
• [5853] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا، لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قَالَ: مَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ
(6)
، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ وَلَمْ تُهِلَّ
(7)
أَنْتَ حَتَّى كَانَ
(1)
الإستبرق: ما غَلُظَ من الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برق).
(2)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "والمَيَاثِر".
* [5851][التحفة: خ م ت س ق 1916]
(3)
السبتية: السِّبْت: جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها النعال. والقرظ: شجر يدبغ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبت).
(4)
ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ".
* [5852][التحفة: خ م ت س 866]
(6)
بالصفرة: المقصود صفرة ورس أو زعفران، والورس: نبت أصفر يصبغ به. (انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود)(2/ 16).
(7)
قوله: "ولم تهل" لأبي ذر وعليه صح: "ولم تُهْلِلْ".
تهل: الإهلال رفع الصوت بالتلبية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلل)
يَوْمُ التَّرْوِيَةِ
(1)
، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا الْأَرْكَانُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الْإِهْلَالُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.
• [5854] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ
(2)
عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ.
• [5855] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِزَارٌ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ".
(1)
التروية: هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سُمي به لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده، أي: يسقون ويستقون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روي).
* [5853][التحفة: خ م د تم س ق 7316]
(2)
لغير أبي ذر وعليه صح: "عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ".
* [5854][التحفة: خ م س ق 7226]
* [5855][التحفة: خ م ت س ق 5375]
38 - بَابٌ يَبْدَأُ
(1)
بِالنَّعْلِ الْيُمْنَى
• [5856] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ
(2)
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ
(3)
وَتَرَجُّلِهِ
(4)
وَتَنَعُّلِهِ.
39 - بَابٌ
(5)
يَنْزعُ نَعْلَ
(6)
الْيُسْرَى
• [5857] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ
(7)
، وَإِذَا نَزَعَ
(8)
؛ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، لِيَكُنِ
(9)
الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وآخِرَهُمَا تُنْزَعُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يُبْدَأُ".
(2)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "طَهُورِهِ".
(4)
ترجله: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
* [5856][التحفة: ع 17657]
(5)
مؤخر لأبي ذر على الباب بعده، وعليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "نَعْلَهُ".
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِالْيُمْنَى".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "انْتَزَعَ".
(9)
رسمه بالمثناتين التحتية والفوقية.
* [5857][التحفة: خ د ت 13814]
40 - بَابٌ
(1)
لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ
(2)
• [5858] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ
(3)
، لِيُحْفِهِمَا
(4)
، أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا".
41 - بَابُ قِبَالَانِ
(5)
فِي نَعْلٍ، وَمَنْ رَأَى قِبَالًا وَاحِدًا وَاسِعًا
• [5859] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه، أَنَّ نَعْلَ النَّبِيِّ
(6)
صلى الله عليه وسلم كانَ لَهَا
(7)
قِبَالَانِ.
• [5860] حدثني
(8)
مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: خَرَجَ
(9)
إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِنَعْلَيْنِ
(10)
لَهُمَا قِبَالَانِ، فَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: هَذِهِ نَعْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
مقدم لأبي ذر على الباب قبله، وعليه صح.
(2)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"وَاحِدَةٍ".
(3)
على حاشية البقاعي: "واحد" ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا".
* [5858][التحفة: خ م د ت 13800]
(5)
قبالان: مثنى القِبال وهو زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبل).
(6)
قوله: "نعل النبي" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "نَعْلَيِ النبيَّ".
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَهُمَا".
* [5859][التحفة: خ د ت س ق 1392]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "أَخْرَجَ".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "نَعْلَيْنِ".
* [5860][التحفة: خ تم 460]
42 - بَابُ الْقُبَّةِ
(1)
الْحَمْرَاءِ مِنْ أَدَمٍ
• [5861] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ وَضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ يَبْتَدِرُونَ الْوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ.
• [5862] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ. ح وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْأَنْصَارِ وَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ
(2)
مِنْ أَدَمٍ.
43 - بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى الْحَصِيرِ وَنَحْوِهِ
• [5863] حدثني
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1)
القبة: ما يُرفع للدخول فيه ولا يختص بالبناء. وقيل: القبة البناء من الأدم خاصة. والقبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).
* [5861][التحفة: خ م 11816]
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "حمراء"، ونسبه لنسخة.
* [5862][التحفة: خت م 1561]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
كَانَ يَحْتَجِرُ
(1)
حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي
(2)
، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ
(3)
وَإِنْ قَلَّ".
44 - بَابُ الْمُزَرَّرِ بِالذَّهَبِ
(4)
• [5864] وَقال اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ مَخْرَمَةَ قَالَ لَهُ
(5)
: يَا بُنَيِّ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَتْ عَلَيْهِ أَقْبِيَةٌ، فَهُوَ يَقْسِمُهَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ، فَذَهَبْنَا، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيِّ، ادْعُ لِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: يَا بُنَيِّ، إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ، فَدَعَوْتُهُ؛ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ، فَقَالَ:"يَا مَخْرَمَةُ، هَذَا خَبَأْنَاهُ لَكَ"، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَحْتَجِزُ".
يحتجر: يجعله موضعًا منفردًا لنفسه دون غيره. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: حجر)
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَيُصَلَّي عَلَيْهِ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا دَاوَمَ".
* [5863][التحفة: خ م ت س ق 17720]
(4)
المزرر بالذهب: ما له أزرار منه، أو زُين به أزراره. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 310).
(5)
رقم عليه للكشميهني.
* [5864][التحفة: خ م د ت س 11268]
45 - بَابُ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ
• [5865] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبْعٍ: نَهَى
(1)
عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ - وَعَنِ الْحَرِيرِ، وَالْإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَالْقَسِّيِّ، وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ؛ وَأَمَرَنَا بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ.
• [5866] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(3)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ.
وَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ النَّضْرَ، سَمِعَ بَشِيرًا مِثْلَهُ.
• [5867] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ، فَاتَّخَذَهُ النَّاسُ؛ فَرَمَى بِهِ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ
(4)
أَوْ فِضَّةٍ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "نَهَانَا".
* [5865][التحفة: خ م ت س ق 1916]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ".
* [5866][التحفة: خ م س 12214]
(4)
ورق: فضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورق).
* [5867][التحفة: خ م 8170]
46 - بَابُ خَاتَمِ الْفِضَّةِ
• [5868] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ
(1)
، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ مِثْلَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدِ اتَّخَذُوهَا؛ رَمَى بِهِ، وَقَالَ:"لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا"، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ؛ فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ
(2)
، حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ.
47 - بَابٌ
(3)
• [5869] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ؛ فَنَبَذَهُ، فَقَالَ:"لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا"، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.
• [5870] حدثني
(4)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(5)
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا
(1)
للكشميهني: "بَطْنَ كَفَّهِ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"باطِنَ كَفِّهِ".
(2)
قوله: "ثم عمر ثم عثمان" لأبي ذر وعليه صح: "وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ".
* [5868][التحفة: خ د 7832]
(3)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5869][التحفة: خ 7243]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَخْبَرَني".
مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا
(1)
، فَطَرَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ؛ فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.
تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَزِيَادٌ وَشُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مُسَافِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَرَى خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ
(2)
.
48 - بَابُ فَصِّ الْخَاتَمِ
• [5871] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: هَلِ اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ قَالَ: أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ
(3)
اللَّيْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ، قَالَ: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا
(4)
فِي صَلَاةٍ؛ مَا
(5)
انْتَظَرتُمُوهَا".
• [5872] حدثنا
(6)
إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَلَبِسُوهَا".
(2)
قوله: "وقال ابن مسافر، عن الزهري: أرى خاتمًا من ورق" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5870][التحفة: ع 1554]
(3)
شطر: نصف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شطر).
(4)
قوله: "لم تزالوا" لأبي ذر عن الكشميهني: "لَنْ تَزَالُوا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"مُنْذُ".
* [5871][التحفة: خ 804]
(6)
عليه صح، ورقم له بعلامة التأخير عند أبي ذر.
وَقَالَ
(1)
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
49 - بَابُ خَاتَمِ الْحَدِيدِ
• [5873] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلًا يَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: جِئْتُ أَهَبُ نَفْسِي؟ فَقَامَتْ طَوِيلًا، فَنَظَرَ وَصَوَّبَ، فَلَمَّا طَالَ مُقَامُهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا، إِنْ لَمْ يَكُنْ
(2)
لَكَ بِهَا حَاجَةٌ، قَالَ:"عِنْدَكَ شَيْءٌ تُصْدِقُهَا؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ:"انْظُرْ"، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: وَاللَّهِ، إِنْ وَجَدْتُ شَيْئًا، قَالَ:"اذْهَبْ، فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ: لَا، وَاللَّهِ، وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَقَالَ: أُصْدِقُهَا إِزَارِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِزَارُكَ إِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ"، فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَلَسَ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَقَالَ:"مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ "، قَالَ: سُورَةُ كَذَا وَكَذَا لِسُوَرٍ عَدَّدَهَا
(3)
، قَالَ:"قَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".
(1)
مقدم لأبي ذر على ما بعده، وعليه صح.
* [5872][التحفة: خ س 773 - خت 791]
(2)
رسمه بالمثناتين الفوقية والتحتية، وكذا هو في الفرع المعتمد بيدنا بالفوقية والتحتية.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَدَّهَا".
* [5873][التحفة: خ م 4718]
50 - بَابُ نَقْشِ الْخَاتَمِ
• [5874] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى رَهْطٍ
(1)
- أَوْ: أُنَاسٍ مِنَ الْأَعَاجِمِ - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ
(2)
كِتَابًا إِلَّا عَلَيْهِ خَاتَمٌ؛ فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَكَأَنِّي بِوَبِيصِ - أَوْ: بِبَصِيصِ
(3)
- الْخَاتَمِ فِي إِصْبَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ فِي كَفِّهِ.
• [5875] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، وَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ بَعْدُ فِي بِئْرِ أَرِيسٍَ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
51 - بَابُ الْخَاتَمِ فِي الْخِنْصَرِ
• [5876] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الرَّهْطِ".
رهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(2)
قوله: "لا يقبلون". لأبي ذر عن الكشميهني: "لا يقرءون".
(3)
ببصيص: بريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بصص).
* [5874][التحفة: خ د 1185]
(4)
عليه صح.
* [5875][التحفة: خ م تم 7942]
أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: صَنَعَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خاتَمًا، قَالَ: "إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشْ
(2)
عَلَيْهِ أَحَدٌ"، قَالَ: فَإِنِّي لَأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ.
52 - بَابُ
(3)
اتِّخَاذُِ
(4)
الْخَاتَمِ لِيُخْتَمَ بِهِ الشَّيْءُ، أَوْ لِيُكْتَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ
• [5877] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَنْ يَقْرَءُوا كِتَابَكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقْشُهُ
(5)
: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ
(6)
فِي يَدِهِ.
53 - بَابُ
(7)
مَنْ جَعَلَ فَصَّ الْخَاتَمِ فِي بَطْنِ كَفِّهِ
• [5878] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "اصْطَنَعَ".
(2)
قوله: "فلا ينقش". لأبي ذر عن الكشميهني: "فَلَا يَنْقُشَنَّ".
* [5876][التحفة: خ س 1044]
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
كذا بالضبطين، ورقم على الضم لأبي ذر وعليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وَنَقَشَهُ".
(6)
"إلى بَيَاضِهِ" كذا في اليونينية والفرع المكي وفي بعض الفروع "وَبِيصِهِ". اهـ. من هامش الفرع الذي بيدنا.
* [5877][التحفة: خ م س 1256]
(7)
ليس عند أبي ذر، وعلى مكانه صح.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اصْطَنعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَيَجْعَلُ
(1)
فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ، فَاصْطَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ
(2)
مِنْ ذَهَبٍ، فَرَقيَ
(3)
الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ:"إِنِّي كُنْتُ اصْطَنَعْتُهُ، وَإِنِّي لَا أَلْبَسُهُ"، فَنَبَذَهُ؛ فَنَبَذَ النَّاسُ.
قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَالَ: فِي يَدِهِ الْيُمْنَى
(4)
.
54 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَنْقُشُ
(5)
عَلَى نَقْشِ خَاتَمِهِ"
• [5879] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمادٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَ:"إِنِّي اتخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، وَنَقَشْتُ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا يَنْقُشَنَّ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ".
55 - بَابٌ هَلْ يُجْعَلُ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ؟
• [5880] حدثني
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَجَعَلَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الْخَوَاتِيمَ".
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "قال جويرية
…
" إلخ، قال الحافظ أبو ذر لم يخرّج في الصحيح أين موضع الخاتم من اليدين سوى هذا الذي قال جويرية في خاتم الذهب. اهـ. من اليونينية.
* [5878][التحفة: خ 7632]
(5)
"لا يَنْقُش" كذا في اليونينية بالبناء للفاعل والشين غير مضبوطة، وقال في "الفتح":"لا تُنْقَش" بضم أوله. اهـ.
* [5879][التحفة: خ م 1013]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ لَهُ
(1)
، وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ.
• [5881]
(2)
وَزَادَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ، وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَفي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ الْخَاتَمَ، فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ، فَسَقَطَ، قَالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ، فَنَنْزَحُ
(3)
الْبِئْرَ، فَلَمْ نَجِدْهُ
(4)
.
56 - بَابُ الْخَاتَمِ لِلنِّسَاءِ وَكَانَ عَلَى عَائِشَةَ خَوَاتِيمُ ذَهَبٍ
(5)
.
• [5882] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى
(6)
قَبْلَ الْخُطْبَةِ.
(1)
"كَتَبَ لَهُ" أي لأنس مقادير الزكاة. اهـ. قسطلاني.
* [5880][التحفة: خ د س ق 6582]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قال أبُو عَبْدِ اللَّهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَنَزَحَ". وعلى حاشية البقاعي: "ننزح"، ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "يَجِدْهُ".
* [5881][التحفة: خ د س ق 6582]
(5)
قوله: "خواتيم ذهب" لأبي ذر وعليه صح: "خَوَاتِيمُ الذَّهَبِ".
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
وَزَادَ
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: فَأَتَى النِّسَاءَ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ
(2)
وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ.
57 - بَابُ الْقَلَائِدِ وَالسِّخَابِ لِلنِّسَاءِ
يَعْنِي: قِلَادَةً مِنْ طِيبٍ وَسُكٍّ
(3)
.
• [5883] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تَصَدَّقُ بِخُرْصِهَا
(4)
وَسِخَابِهَا
(5)
.
58 - بَابُ اسْتِعَارة الْقَلَائِدِ
• [5884] حدثنا
(6)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَزَادَ".
(2)
الفتخ: جمع فتخة، وهي خواتيم كبار تلبس في الأيدي، وربما وُضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فتخ).
* [5882][التحفة: خ م د ق 5698]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَمِسْكٍ".
(4)
بخرصها: الخرص: الحلْقة الصغيرة من الحَلْي، وهو من حَلْي الأذُن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خرص).
(5)
سخابها: السخاب: خيط ينظم فيه خرز، ويلبسه الصبيان والجواري، وقيل: قلادة تتخذ من قرنفل ونحوه، وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سخب).
* [5883][التحفة: ع 5558]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
عَن أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: هَلَكَتْ قِلَادَةٌ
(1)
لِأَسْمَاءَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهَا رِجَالًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسُوا عَلَى وُضُوءٍ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَصَلَّوْا وَهُمْ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ.
زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
(2)
: اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ.
59 - بَابُ الْقُرْطِ
(3)
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُن يَهْوِينَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ.
• [5885] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ
(4)
رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي قُرْطَهَا.
(1)
قلادة: ما يُعلق في العنق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 184).
(2)
قوله: "عن أبيه عن عائشة" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5884][التحفة: خ د 17060]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الْقُرْطِ لِلنَّساءِ".
القُرط: نوع من حُلِيّ الأذن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرط).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "يَوْمَ عِيدٍ".
* [5885][التحفة: ع 5558]
60 - بَابُ السِّخَابِ لِلصِّبْيَانِ
• [5886] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: "أَيْنَ لُكَعُ
(2)
؟ ثَلَاثًا - ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ"، فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزَمَهُ
(3)
فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ
(4)
، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، بَعْدَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ.
61 - بَابٌ
(5)
الْمُتَشَبِّهُونَ
(6)
بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ
• [5887] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
(7)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
قوله: "أين لكع؟ " لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أيْ لُكَعُ".
لكع: اللُّكَع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحُمْق والذَّم، وقد يطلق على الصغير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لكع).
(3)
فالتزمه: فاعتنقه. (انظر: المصباح المنير، مادة: لزم).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَحْبِبْهُ".
* [5886][التحفة: خ م س ق 14634]
(5)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.
(6)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "المُتَشَبِّهِينَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ".
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.
تَابَعَهُ: عَمْرٌو، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ.
62 - بَابُ إِخْرَاجِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الْبُيُوتِ
• [5888] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ
(2)
مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ
(3)
مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ:"أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ". قَالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا
(4)
، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا.
• [5889] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(5)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا وَفي الْبَيْتِ مُخَنَّثٌ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ
(1)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
* [5887][التحفة: خ د ت ق 6188]
(2)
المخنثين: جمع المخنث وهو الذي يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته، وتارة يكون هذا خلقه من الأصل وتارة بتكلف. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات) (3/ 100).
(3)
المترجلات: اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهم وهيئتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فُلَانَةَ".
* [5888][التحفة: خ د ت س 6240]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
فُتِحَ لَكُمْ غَدًا الطَّائِفُ
(1)
، فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ
(2)
". قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ: تُقْبِلُ بِأرْبَعٍ وَتُدْبِرُ، يَعْنِي: أَرْبَعَ عُكَنِ
(3)
بَطْنِهَا، فَهِيَ تُقْبِلُ بِهِنَّ.
وَقَوْلُهُ: وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، يَعْنِي: أَطْرَافَ هَذِهِ الْعُكَنِ الْأَرْبَعِ؛ لِأَنَّهَا مُحِيطَةٌ بِالْجَنْبَيْنِ حَتَّى لَحِقَتْ، وَإِنَّمَا قَالَ: بِثَمَانٍ، وَلَمْ يَقُلْ: بِثَمَانِيَةٍ، وَوَاحِدُ الْأَطْرَافِ وَهُوَ ذَكَرٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: ثَمَانِيَةَ أَطْرَافٍ
(4)
.
63 - بَابُ قَصِّ الشَّارِبِ
وَكَانَ عُمَرُ
(5)
يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى يُنْظَرَ إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدِ، وَيَأخُذُ هَذَيْنِ، يَعْنِي: بَيْنَ الشَّارِبِ وَاللِّحْيَةِ.
• [5890] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ نَافِعٍ - قَالَ أَصْحَابُنَا: عَنِ الْمَكِّيِّ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ".
• [5891] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ،
(1)
قوله: "إن فُتح لكم غدًا الطائف" لأبي ذر عن الكشميهني: "إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لَكُمْ غَدًا الطَّائِفَ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَيْكُمْ".
(3)
عكن: جمع عكنة وهو ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا. (انظر: تهذيب الأسماء واللغات)(4/ 36).
(4)
قوله: "قال أبو عبد الله تقبل بأربع
…
لأنه لم يقل ثمانية أطراف" ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
* [5889][التحفة: خ م د س ق 18263]
(5)
قوله: "وكان عمرُ" لأبي ذر وعليه صح: "وكانَ ابنُ عُمَرَ".
* [5890][التحفة: خ س 7654]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ - أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ -: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ
(1)
، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ
(2)
الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ".
64 - بَابُ تَقْلِيم الْأَظْفَارِ
• [5892] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِنَ الْفِطْرَةِ: حَلْقُ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ".
• [5893] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْآبَاطِ
(3)
".
• [5894] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا
(4)
الشَّوَارِبَ".
(1)
الاستحداد: حلق العَانَة بالحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدد).
(2)
تقليم: قص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلم).
* [5891][التحفة: خ م د س ق 13126]
* [5892][التحفة: خ س 7654]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الْإِبْطِ".
* [5893][التحفة: خ 13104]
(4)
"وَأَحْفُوا" كذا هو مضبوط في بعض النسخ المعتمدة بأيدينا، وبه ضبط القسطلاني والحافظ ابن حجر، وفي بعض النسخ تبعًا لليونينية وفرعها:"وَأَحِفُّوا" بقطع الهمزة وكسر الحاء وتشديد الفاء. اهـ. مصححه.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ، قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ.
65 - بَابُ إِعْفَاءِ اللِّحَى
(1)
• [5895] حدثني
(2)
مُحَمَّدٌ، أخْبَرَنَا عَبْدَةُ، أخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْهَكُوا
(3)
الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى".
66 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الشَّيْبِ
• [5896] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، أَخَضَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبَ إِلَّا قَلِيلًا.
• [5897] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ مَا يَخْضِبُ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ
(4)
فِي لِحْيَتِهِ.
* [5894][التحفة: خ م 8236]
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عَفَوْا: كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوالُهُم".
(2)
عليه صح.
(3)
انهكوا: بالغوا فِي الْأَخْذ مِنْهَا. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 190).
* [5895][التحفة: خ 8047]
* [5896][التحفة: خ م 1460]
(4)
شمطاته: شعراته البيض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شمط).
* [5897][التحفة: خ م د 293]
• [5898] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ
(1)
بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ - وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ - مِنْ قُصَّةٍ
(2)
فِيهِ شَعَرٌ
(3)
مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الْإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ، بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ
(4)
، فَاطَّلَعْتُ فِي الْحُجُلِ
(5)
فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا.
• [5899] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا
(6)
مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا
(7)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم".
(2)
قوله: "من قُصَّة" عند أبي زيد: "مِنْ فِضَّةٍ" بالفاء المكسورة والضاد المعجمة. كذا في اليونينية وعلى هذه الرواية يكون "من فضة" بيانًا لجنس القدح، وعلى رواية القاف والصاد المهملة فهو بيان للشعر كذا في القسطلاني، وجعله شيخ الإسلام على هذه الرواية بيانًا للقدح أيضًا فقال:"بأن جعلت القصة، وهي الخصلة من الشعر قدحًا مضفرًا بحيث يحمل الماء". اهـ.
(3)
قوله: "فيه شعر" للكشميهني: "فِيهَا شَعَرٌ".
(4)
مخضبه: المخضب: الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 361).
(5)
قوله: "في الحُجُل" لأبي ذر وعليه صح: "في الْجُلْجُلِ". وقوله: "الحُجُل" كذا هو مضبوط في بعض النسخ المعتمدة بيدنا، وفي نسخة أخرى:"الحجل"، وضبطه القسطلاني بفتح الحاء وسكون الجيم، وقال: كذا هو في الفرع مضببًا عليه فارجع إليه. اهـ. مصححه.
* [5898][التحفة: خ ق 18196]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "شَعَراتٍ".
(7)
مخضوبا: الخضاب: تغيير اللون. (انظر: لسان العرب، مادة: خضب).
* [5899][التحفة: خ ق 18196]
• [5900] وَقال لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا نُصَيْرُ
(1)
بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَرَتْهُ شَعَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحْمَرَ.
67 - بَابُ الْخِضَابِ
• [5901] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ".
68 - بَابُ الْجَعْدِ
(2)
• [5902] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ
(3)
، وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ
(4)
، وَلَيْسَ بِالْآدَمِ
(5)
، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَِطِ
(6)
، وَلَا بِالسَّبْطِ
(7)
، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ
(1)
عليه صح.
* [5900][التحفة: خ ق 18196]
* [5901][التحفة: خ م د س ق 13480]
(2)
الجعد: المنثني. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).
(3)
البائن: المفرط طُولا الذي بَعُدَ عن قَدْرِ الرجال الطِّوال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بين).
(4)
الأمهق: هو خالص البياض الذي لا تشوبه حمرة ولا صفرة ولا سمرة ولا إشراق، وقيل: بياض في زرقة، وقيل: مثل بياض البرص. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 389).
(5)
بالآدم: الآدم: الأسمر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).
(6)
"القَطَطِ"، "القَطِطِ" كذا هو مضبوط في الفرع المعتمد بيدنا بفتح الطاء الأولى وكسرها، و"السبط" بسكون الموحدة وكسرها. اهـ.
القطط: الشديد الجعودة مثل رءوس السودان. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 158).
(7)
بالسبط: مسترسل منبسط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).
أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرةً بَيْضَاءَ.
• [5903] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِي عَنْ مَالِكٍ: إِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ.
تَابَعَهُ
(1)
: شُعْبَةُ
(2)
: شَعَرُهُ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ.
• [5904] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُرَانِي
(3)
اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ
(4)
كَأَحْسَنِ
(5)
مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ، قَدْ رَجَّلَهَا فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً، مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ
(6)
رَجُلَيْنِ،
* [5902][التحفة: خ م ت س 833]
(1)
ليس عند أبي ذر، وعلى موضعه صح.
(2)
قوله: "تابعه شعبة" عند أبي ذر وعليه صح: "قال شُعْبَةُ".
* [5903][التحفة: خ تم س 1802]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أَرَانِي".
(4)
لمة: ما ألم بالمنكبين من شعر الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمم).
(5)
عليه صح.
(6)
عواتق: جمع العاتق، وهو: من المنكب إلى أصل العنق، وقيل: موضع الرداء من الجانبين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 66).
يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَِطٍ، أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ
(1)
، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ".
• [5905] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ
(2)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ
(3)
.
• [5906] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْكِبَيْهِ.
• [5907] حدثني
(4)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ شَعَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجِلًا
(5)
، لَيْسَ بِالسَّبِطِ وَلَا الْجَعْدِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ.
(1)
طافية: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 326).
* [5904][التحفة: خ م 8373]
(2)
قوله: "حدثنا أنس" لأبي ذر وعليه صح: "عن أنس".
(3)
منكبيه: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).
* [5905][التحفة: خ م س 1396]
* [5906][التحفة: خ م س 1396]
(4)
عليه صح.
(5)
رجلا: الرَّجِل من الشعر: الذي ليس بشديد الجعودة، ولا شديد السبوطة، والسبوطة: الاسترسال والانبساط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
* [5907][التحفة: خ م تم س ق 1144]
• [5908] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ شَعَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجِلًا، لَا جَعْدَ وَلَا سَبِطَ
(1)
.
• [5909] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ
(2)
وَالْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ
(3)
، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ بَسِطَ الْكَفَّيْنِ
(4)
.
• [5910 - 5911] حدثني
(5)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - أَوْ عَنْ رَجُلٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
• [5912] وَقال هِشَامٌ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ.
(1)
قوله: "لا جعد ولا سبط" لأبي ذر وعليه صح: "لَا جَعْدًا وَلَا سَبِطًا".
* [5908][التحفة: خ م تم س ق 1144]
(2)
قوله: "ضخم اليدين" لأبي ذر وعليه صح: "ضَخْمَ الرَّأْسِ".
(3)
قوله: "حسن الوجه" ليس عند أبي ذر.
(4)
قوله: "بسط الكفين" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "سَبِطَ الكَفَّيْنِ". وعلى حاشية البقاعي: "بسيط"، ونسبه لنسخة.
* [5909][التحفة: خ 1149]
(5)
عليه صح.
* [5910 - 5911][التحفة: خ 1411]
* [5912][التحفة: خت 1339]
• [5913 - 5914] وَقال أَبُو هِلَالٍ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبَهًا
(1)
لَهُ.
• [5915] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ فَقَالَ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَاكَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: "أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَما مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ
(2)
بِخُلْبَةٍ
(3)
، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذِ
(4)
انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي".
69 - بَابُ التَّلْبِيدِ
• [5916] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: مَنْ ضَفَّرَ فَلْيَحْلِقْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالتَّلْبِيدِ
(5)
.
(1)
"شَبَهًا" كذا هو مضبوط في الفروع المعتمدة بأيدينا، والرواية التي شرح عليها القسطلاني "شَبِيهًا" بوزن مثيل ثم قال: وضبطه العيني بكسر المعجمة وسكون الباء. اهـ.
* [5913 - 5914][التحفة: خ 1149]
(2)
مخطوم: له خطام وهو الحَبْل الذي يُقَاد به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خطم).
(3)
بخلبة: بِحَبل ضفر من الخلب، وَهُوَ لِيف النّخل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 236).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "إذا".
* [5915][التحفة: خ م 6400]
(5)
بالتلبيد: تلبيد الشعر: أنْ يُجعل فيه شيء من صمغ عند الإحرام؛ لئلا يشعث ويقمل؛ إبقاء على الشعر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبد).
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُلَبِّدًا
(1)
.
• [5917] حدثني
(1)
حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبِّدًا، يَقُولُ:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ.
• [5918] حدثني
(2)
إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنُ النَّاسِ، حَلُّوا بِعُمْرَةٍ وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ
(3)
هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ".
70 - بَابُ الْفَرْقِ
• [5919] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ
(1)
، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ
(4)
(1)
عليه صح.
* [5916][التحفة: خ 6856]
* [5917][التحفة: خ م د س ق 6976]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(3)
قلدت: من القلادة، وهي: ما جُعل في رقبة الإنسان أو الحيوان، والْهَدي: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: غريب الحديث) للحربي (2/ 891).
* [5918][التحفة: خ م د س ق 15800]
(4)
يسدلون: السَدْل: الإرخاء والإرسال والإسبال. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 148).
أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَسَدَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ
(1)
ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ.
• [5920] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فِي مَفْرِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
71 - بَابُ الذَّوَائِبِ
• [5921] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ. خ
(2)
وَ
(3)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ خَالَتِي، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابَتِي
(4)
فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ.
(1)
ناصيته: الناصية: مقدم شعر الرأس من الآدمي. (انظر: كشف المشكل)(1/ 432).
* [5919][التحفة: خ م د تم س ق 5836]
* [5920][التحفة: خ م س 15928]
(2)
"خ" كذا الخاء منقوطة في اليونينية.
(3)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح.
(4)
بذؤابتي: الذؤابة: الشَّعر المضفور من شعر الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذأب).
* [5921][التحفة: خ د 5455]
• [5922] حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ بِهَذَا، وَقَالَ: بِذُؤَابَتِي، أَوْ: بِرَأْسِي.
72 - بَابُ الْقَزَعِ
• [5923] حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ، قال: أخْبَرَنِي مَخْلَدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْقَزَعِ.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قُلْتُ: وَمَا الْقَزَعُ؟ فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: إِذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ
(2)
، وَتَرَكَ هَا هُنَا شَعَرَةً
(3)
، وَهَا هُنَا، وَهَا هُنَا، فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأْسِهِ.
قِيلَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: فَالْجَارِيَةُ وَالْغُلَامُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، هَكَذَا قَالَ: الصَّبِيُّ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَعَاوَدْتُهُ، فَقَالَ: أَمَّا الْقُصَّةُ وَالْقَفَا لِلْغُلَامِ فَلَا بَأْسَ بِهِمَا، وَلَكِنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُتْرَكَ بِنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ شَِقُّ
(4)
رَأْسِهِ هَذَا وَهَذَا.
• [5924] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
* [5922][التحفة: خ د 5455]
(1)
عليه صح.
(2)
قوله: "حَلَقَ الصبيَّ" لأبي ذر وعليه صح: "حُلِقَ الصَّبِيُّ".
(3)
قوله: "وتَرَكَ ها هنا شعرةً" لأبي ذر وعليه صح: "وَتُرِكَ هَا هُنَا شَعَرٌ".
(4)
كذا بالضبطين، ولأبي ذر وعليه صح:"شِقُّ".
* [5923][التحفة: خ م د س ق 8243]
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْقَزَعِ.
73 - بَابُ تَطْيِيبِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا بِيَدَيْهَا
• [5925] حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَيَّبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي
(2)
لِحُرْمِهِ
(3)
، وَطَيَّبْتُهُ بِمِنًى قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ
(4)
.
74 - بَابُ الطِّيبِ فِي الرَّأْس وَاللِّحْيَةِ
• [5926] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ
(5)
مَا يَجِدُ
(6)
، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ.
* [5924][التحفة: خ 7202]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بِيَدَيَّ".
(3)
لحرمه: الحُرْم بالضم: الإحرام بالحج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرم).
(4)
يفيض: الإفاضة: الزَّحْفُ والدَّفْع في السَّير بكثرة، ولا يكون إلا عن تَفَرُّق وجَمْع، ومنه إفاضة الناس من عرفات إلى منى، ومنه طواف الإفاضة يوم النحر يفيض من منى إلى مكة، فيطوف ثم يرجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيض).
* [5925][التحفة: خ س 17529]
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "نَجِدُ".
* [5926][التحفة: خ م س 16010]
75 - بَابُ الاِمْتِشَاطِ
• [5927] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى
(1)
فَقَالَ: "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ
(2)
لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْأَبْصَارِ".
76 - بَابُ تَرْجِيلِ الْحَائِضِ زَوْجَهَا
• [5928] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ.
• [5929] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.
77 - بَابُ التَّرْجِيلِ
(3)
• [5930] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
بالمدرى: شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه، يسرح به الشعر المتلبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درى).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"تَنْتَظِرُ".
* [5927][التحفة: خ م ت س 4806]
* [5928][التحفة: خ 16604]
* [5929][التحفة: خ تم س 17154]
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "والتَّيَمُّنِ".
مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ
(1)
فِي تَرَجُّلِهِ وَوُضُوئِهِ.
78 - بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الْمِسْكِ
• [5931] حدثني
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّه لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ
(3)
فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ".
79 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الطِّيبِ
• [5932] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْرَامِهِ بِأَطْيَبِ
(2)
مَا أَجِدُ.
80 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ الطِّيبَ
• [5933] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
قوله: "ما استطاع" لأبي ذر عن المستملي: "بِمَا اسْتَطَاعَ".
* [5930][التحفة: ع 17657]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وخُلُوفُ".
* [5931][التحفة: خ س 13278]
* [5932][التحفة: خ م س 16365]
ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ.
81 - بَابُ الذَّرِيرَةِ
(1)
• [5934] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ - أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، لِلْحِلِّ وَالْإِحْرَامِ.
82 - بَابُ الْمُتَفَلِّجَاتِ
(3)
لِلْحُسْنِ
• [5935] حدثنا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ
(5)
، وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ
(6)
،
* [5933][التحفة: خ ت س 499]
(1)
الذريرة: نوع من الطيب مجموع من أخلاط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يُقسِمَانِ".
* [5934][التحفة: خ م 16377]
(3)
المتفلجات: الفَلَج: فرجة ما بين الثنايا والرباعيات فإن تُكُلف فهو التفليج. والمتفلجات النساء اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلج).
(4)
قوله: "عن عبد اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "قال عبدُ اللَّه".
(5)
الواشمات: الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نِيل فيزرق أثره أو يخضر. والواشمة: التي تفعل ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وشم).
(6)
المتنمصات: اللائي يأمرن بنتف الشعر من وجوههن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمص).
وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}
(1)
.
83 - بَابُ الْوَصْلِ فِي الشَّعَرِ
• [5936] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ - وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ
(2)
: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ:"إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ".
• [5937] وَقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ
(3)
، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ".
• [5938] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ يُحَدِّثُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ جَارِيَةً مِنَ
(1)
[الحشر: 7].
* [5935][التحفة: ع 9450]
(2)
حرسي: واحد الحرس وهم خدم السلطان المرتبون لحفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرس).
* [5936][التحفة: خ م د ت س 11407]
(3)
الواصلة: التي تصل شعرها بشعر آخر زور. والمستوصلة: التي تأمر من يفعل بها ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).
* [5937][التحفة: خت 14219]
الْأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ، وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ
(1)
شَعَرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ".
تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ.
• [5939] حدثني
(2)
أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَسمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي أَنْكَحْتُ ابْنَتِي، ثُمَّ أَصَابَهَا شَكْوَى فَتَمَرَّقَ
(3)
رَأْسُهَا، وَزَوْجُهَا يَسْتَحِثُّنِي بِهَا، أَفَأَصِلُ رَأْسَهَا
(4)
؟ فَسَبَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.
• [5940] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.
• [5941] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،
(1)
فتمعط: تناثر وتساقط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: معط).
* [5938][التحفة: خ م س 17849]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "فَتَمَزَّقَ".
فتمرق: انتثر وتساقط من مرض أو غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق)
(4)
للكشميهني: "شَعَرَهَا".
* [5939][التحفة: خ م 15740]
* [5940][التحفة: خ م س ق 15747]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ".
وَقَالَ نَافِعٌ: الْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ
(1)
.
• [5942] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا فَخَطَبَنَا، فَأَخْرَجَ كُبَّةً
(2)
مِنْ شَعَرٍ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى
(3)
أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ الزُّورَ، يَعْنِي: الْوَاصِلَةَ فِي الشَّعَرِ
(4)
.
84 - بَابُ الْمُتَنَمِّصَاتِ
• [5943] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: لَعَنَ عَبْدُ اللَّهِ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، فَقَالَتْ أُمُّ يَعْقُوبَ: مَا هَذَا؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ، وَ
(5)
فِي كِتَابِ اللَّهِ! قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ
(1)
عليه صح.
اللثة: هي ما حول الأسنان من اللحم. ولم يُرِدْ نافع حصر الوشم فيها، بل مراده أنه يقع فيها. (انظر: عمدة القاري) (18/ 98).
* [5941][التحفة: خ ت 7930]
(2)
كبة: شعر ملفوف بعضه على بعض. (انظر: حاشية السندي على النسائي)(6/ 264).
(3)
"أَرى": فتح الهمزة من الفرع.
(4)
هذا الحديث رقم على أوله بالتصحيح. وليس عند أبي ذر.
* [5942][التحفة: خ م س 11418]
(5)
عليه صح.
فَمَا وَجَدْتُهُ، قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
(1)
.
85 - بَابُ الْمَوْصُولَةِ
(2)
• [5944] حدثني
(3)
مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ.
• [5945] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَنَّهُ سَمِعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ قَالَتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَتِي أَصَابَتْهَا
(4)
الْحَصْبَةُ فَامَّرَقَ
(5)
شَعَرُهَا، وَإِنِّي زَوَّجْتُهَا أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقَالَ:"لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ".
• [5946] حدثني
(6)
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ
(7)
، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ
(1)
[الحشر: 7].
* [5943][التحفة: ع 9450]
(2)
الموصولة: التي تستدعي من يصل لها شعرها بشعر غيرها. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 288).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [5944][التحفة: خ 8048]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أصابها".
(5)
للحموي والكشميهني: "فَامَّزَقَ".
* [5945][التحفة: خ م س ق 15747]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(7)
على حاشية البقاعي: "زهير" ونسبه لنسخة.
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْوَاشِمَةُ
(1)
، وَالْمُوتَشِمَةُ، وَالْوَاصِلَةُ، وَالْمُسْتَوْصِلَةُ"، يَعْنِي: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
• [5947] حدثني
(3)
مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ
(4)
، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ!
86 - بَابُ الْوَاشِمَةِ
• [5948] حدثني
(5)
يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَيْنُ حَقٌّ"، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ.
• [5949] حدثني
(5)
ابْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ حَدِيثَ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لعن اللَّه الواشمةَ .... " إلخ.
(2)
قال القسطلاني وسقط قوله: "يعني
…
" إلخ في بعض النسخ. اهـ.
* [5946][التحفة: خ م 7688]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وَالْمُتَوَشَّمَاتِ".
* [5947][التحفة: ع 9450]
(5)
عليه صح.
* [5948][التحفة: خ م د 14696]
* [5949][التحفة: ع 9450]
• [5950] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَآكِلِ الرِّبَا، وَمُوكِلِهِ، وَالْوَاشِمَةِ، وَالْمُسْتَوْشِمَةِ
(1)
.
87 - بَابُ الْمُسْتَوْشِمَةِ
• [5951] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ تَشِمُ، فَقَامَ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ
(2)
بِاللهِ مَنْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْوَشْمِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا سَمِعْتُ، قَالَ: مَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَشِمْنَ، وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ".
• [5952] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ.
• [5953] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ،
(1)
"وآكلِ الربا وموكِلِه
…
" إلخ بالجر في النسخ المعتمدة بأيدينا، وقدر القسطلاني فقال: ولعن عليه السلام آكلَ الربا إلخ. وعلى هذا فهي بالنصب.
* [5950][التحفة: خ 11811]
(2)
أنشدكم: أسألكم وأقسم عليكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).
* [5951][التحفة: خ س 14909]
* [5952][التحفة: خ م د ت س 8137]
وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ
(1)
، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ
(2)
، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ!
88 - بَابُ التَّصَاوِيرِ
• [5954] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَاِئكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلَا تَصَاوِيرُ".
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
89 - بَابُ عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
• [5955] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَرَأَى فِي صُفَّتِهِ
(3)
تَمَاثِيلَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَالْمُتَوَشَّمَاتِ".
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "بالحسن".
* [5953][التحفة: ع 9450]
* [5954][التحفة: خ م ت س ق 3779]
(3)
صفته: الصُّفَّةُ من البنيان: شبه البَهْو الواسع الطويل السَّمْكِ. (انظر: لسان العرب، مادة: صفف).
* [5955][التحفة: خ م س 9575]
• [5956] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".
90 - بَابُ نَقْضِ الصُّوَرِ
• [5957] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ
(1)
إِلَّا نَقَضَهُ.
• [5958] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَعْلَاهَا مُصَوِّرًا
(2)
يُصَوِّرُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً
(3)
"، ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ
(4)
مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ
* [5956][التحفة: خ 7807]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَصَاوِيرُ".
تصاليب: جمع صليب، كأنهم سَمَّوْا ما كانت فيه صورة الصليب تصليبًا تسميةً بالمصدر. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (10/ 398)
* [5957][التحفة: خ د س 17424]
(2)
عليه صح.
(3)
ذرة: نملة صغيرة، وقيل: الذرة لا وزن لها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).
(4)
بتور: التور: إناء من صُفْر أو حجارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تور).
إِبْطَهُ
(1)
، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ
(2)
.
91 - بَابُ مَا وُطِئَ مِنَ التَّصَاوِيرِ
• [5959] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ - وَمَا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مِنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ
(3)
لِي عَلَى سَهْوَةٍ
(4)
لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هتَكَهُ، وَقَالَ: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ
(5)
بِخَلْقِ اللهِ"، قَالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً، أَوْ وِسَادَتَيْنِ.
• [5960] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
(1)
على حاشية البقاعي: "إبطيه" ونسبه لنسخة.
(2)
قوله: "قال منتهى الحلية" أي: تبليغ الغسل إلى الإبط منتهى الحلية في الجنة والحلية التحجيل من أثر الوضوء أو من الحلية المذكورة في قوله تعالى {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} . اهـ. قسطلاني.
* [5958][التحفة: خ م 14906]
(3)
بقرام: القِرَامُ: الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرم).
(4)
سهوة: بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع والخزانة. وقيل: هو كالصُّفَّة تكون بين يدي البيت. وقيل: شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سها).
(5)
يضاهون: يشابهون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضها).
* [5959][التحفة: خ م س 17483]
قَالَتْ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا
(1)
فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْزِعَهُ فَنَزَعْتُهُ، وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
92 - بَابُ مَنْ كَرِهَ الْقُعُودَ عَلَى الصُّورَةِ
(2)
• [5961] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا اشْتَرَتْ
(3)
نُِمْرُِقَةً
(4)
فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَقُلْتُ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِمَّا
(5)
أَذْنَبْتُ، قَالَ:"مَا هَذهِ النُِّمْرُِقَةُ؟ " قُلْتُ: لِتَجْلِسَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، قَالَ: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ
(6)
".
• [5962] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ - صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ
(7)
".
(1)
درنوكا: الدرنوك: ستر له خمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درنك).
* [5960][التحفة: خ 16968]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "الصُّوَرِ".
(3)
على حاشية البقاعي: "سترت" ونسبه لنسخة.
(4)
كذا بالضبطين، وعليه صح.
نمرقة: وسادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمرق).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَمَا".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "الصُّوَرُ".
* [5961][التحفة: خ م 17559]
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "صورةٌ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "صورٌ".
قَالَ بُسْرٌ: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ
(1)
، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْأَوَّلِ
(2)
؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: "إِلَّا رَقْمًا
(3)
فِي ثَوْبٍ"؟
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، هُوَ: ابْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَهُ بُكَيْرٌ، حَدَّثَهُ بُسْرٌ، حَدَّثَهُ زَيْدٌ، حَدَّثَهُ أَبُو طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
93 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الصَّلَاةِ فِي التَّصَاوِيرِ
• [5963] حدثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمِيطِي
(4)
عَنِّي، فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي".
94 - بَابٌ لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ
• [5964] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ، هُوَ: ابْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَعَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ فَرَاثَ
(5)
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "صُوَرٌ".
(2)
قوله: "يوم الأول" للكشميهني: "يَوْمَ أَوَّلَ".
(3)
رقما: الرقم: النقش والوشي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رقم).
* [5962][التحفة: خ م د س 3775]
(4)
أميطي: نَحَّي وأَبْعِدي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ميط).
* [5963][التحفة: خ 1053]
(5)
فراث: فأبطأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ريث).
عَلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا وَجَدَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ.
95 - بَابُ مَنْ لَمْ يَدْخُلْ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ
• [5965] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُِمْرُِقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَتْ
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ قَالَ:"مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ " فَقَالَتِ: اشْتَرَيْتُهَا لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ"، وَقَالَ:"إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ".
96 - بَابُ مَنْ لَعَنَ الْمُصَوِّرَ
• [5966] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي غُنْدَرٌ
(2)
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اشْتَرَى غُلَامًا حَجَّامًا، فَقَالَ
(3)
: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
* [5964][التحفة: خ 6784]
(1)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"وقالت".
* [5965][التحفة: خ م 17559]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "محمد بن جعفر".
(3)
قوله: "أنه اشترى غلامًا حجامًا فقال" رقم عليه للحموي والمستملي.
نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُصَوِّرَ.
97 - بَابٌ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ
• [5967] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ
(1)
قَتَادَةَ، قَالَ: كُنتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمْ يَسْأَلُونَهُ، وَلَا يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سُئِلَ
(2)
، فَقَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَن صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَن يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ".
98 - بَابُ الاِرْتِدَافِ عَلَى الدَّابَّةِ
• [5968] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى إِكَافٍ
(3)
، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ.
* [5966][التحفة: خ 11811]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يحدثه" الضمير في "يحدثه" للحديث.
(2)
على حاشية البقاعي: "يُسأل" ونسبه لنسخة.
* [5967][التحفة: خ م س 6536]
(3)
إكاف: الإكاف هو البرذعة ونحوها لذوات الحافر. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 30).
* [5968][التحفة: خ م س 105]
99 - بَابُ الثَّلَاثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ
• [5969] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْآخَرَ خَلْفَهُ.
100 - بَابُ حَمْلِ صَاحِبِ الدَّابَّةِ غَيْرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَقَالَ
(1)
بَعْضُهُمْ: صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِ الدَّابَّةِ، إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ.
• [5970] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، ذُكِرَ الْأَشَرُّ
(3)
الثَّلَاثَةُ عِنْدَ عِكْرِمَةَ فَقَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْفَضْلَ خَلْفَهُ، أَوْ قُثَمَ خَلْفَهُ، وَالْفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأيُّهُمْ شَرٌّ، أَوْ أَيُّهُمْ خَيْرٌ
(4)
؟!
101 - بَابٌ
(5)
• [5971] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ
* [5969][التحفة: خ س 6053]
(1)
من هنا إلى آخره رقم عليه للمستملي.
(2)
عليه صح.
(3)
رقم عليه للحموي. ولأبي ذر عن الكشميهني: "أشرُّ"، ولأبي ذر عن المستملي، والأصيلي:"شرُّ".
(4)
قوله: "فأيُّهم شرٌّ أو أيُّهم خيرٌ" لأبي ذر وعليه صح: "فأيُّهم أشرُّ أو أيُّهم أخيرُ".
* [5970][التحفة: خ 6007]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ إردافُ الرجلِ خلفَ الرجلِ".
مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا رَدِيفُ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا أَخِرَةُ
(2)
الرَّحْلِ، فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ
(3)
" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
(4)
وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:"يَا مُعَاذُ" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:"يَا مُعَاذُ" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
وَسَعْدَيْكَ، قَالَ:"هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ
(5)
" قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ:"هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ".
102 - بَابُ إِرْدَافِ الْمَرْأَةِ خَلْفَ الرَّجُلِ
(6)
• [5972] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ
(7)
، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ، وَإِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ يَسِيرُ،
(1)
رديف: الردف والإرداف: الركوب خلف الراكب. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 287).
(2)
أخرة: الخشبة التي يستند إليها الراكب من مركب البعير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أخر).
(3)
قوله: "يا معاذُ" لأبي ذر عن المستملي: "يا معاذُ بنُ جبل".
(4)
قوله: "رسول اللَّه" للكشميهني: "يا رسول اللَّه".
(5)
قوله: "بن جبلٍ" ليس عند أبي ذر، وفي موضعه صح.
* [5971][التحفة: خ م سي 11308]
(6)
قوله: "خلف الرجل" لأبي ذر وعليه صح: "خَلْفَ ذِي مَحْرَمٍ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "الصبَّاح".
وَبَعْضُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ عَثَرَتِ النَّاقَةُ، فَقُلْتُ: الْمَرْأَةَ، فَنَزَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا أُمُّكُمْ"، فَشَدَدْتُ الرَّحْلَ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَنَا، أَوْ رَأَى
(1)
الْمَدِينَةَ قَالَ: "آيِبُونَ
(2)
، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ".
103 - بَابُ الاِسْتِلْقَاءِ، وَوَضْعِ الرِّجْلِ عَلَى الْأُخْرَى
• [5973] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضْطَجِعُ
(3)
فِي الْمَسْجِدِ، رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى.
* * *
(1)
قوله: "أو رأى" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَرَأَى".
(2)
آيبون: راجعون. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 51).
* [5972][التحفة: خ م س 1654]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُضْطَجِعًا".
* [5973][التحفة: خ م د ت س 5298]