الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
85 - كتابُ الدِّيَاتِ
قَوْلُ
(1)
اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}
(2)
• [6868] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ
(3)
، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ:"أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ
(4)
يَطْعَمَ مَعَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ
(5)
جَارِكَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل تَصْدِيقَهَا {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
(6)
وَلَا يَزْنُونَ
(7)
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}
(8)
الْآيَةَ.
(1)
لأبي ذر: "وقولُ".
(2)
[النساء: 93].
(3)
كذا في اليونينية بالصرف وعدمه.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "خَشْيَةَ أنْ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي وابن عساكر:"حَليلةَ".
بحليلة: بزوجة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: حلل).
(6)
بعده لابن عساكر: "الآيةَ".
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".
(8)
[الفرقان: 68]. وزاد الأصيلي بعده: "يَلْقَ أَثاما".
* [6868][التحفة: خ م د ت س 9480]
• [6869] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَزَالَ
(1)
الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ
(2)
؛ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا".
• [6870] حدثني
(3)
أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا
(4)
إِسْحَاقُ
(5)
، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ
(6)
الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ
(7)
الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ.
• [6871] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ".
• [6872] حدثنا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا
(8)
عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
(8)
يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لا يَزالُ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "من ذنبه".
* [6869][التحفة: خ 7079]
(3)
"حدثنا": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(5)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي وابن عساكر:"ابنُ سعيد".
(6)
عليه صح صح. قال شيخنا أبو عبد اللَّه بن مالك: صواب "ورطات" أن يكون محركًا مثل تمرة وتمرات وركعة وركعات. اهـ. من اليونينية بخط الحافظ اليونيني كذا بأصل عبد اللَّه بن سالم البصري بأيدينا ومثله في الشارح. اهـ. مصححه.
(7)
سفك: السفْك: الإراقة والإجراء لكل مائع، وكأنه بالدم أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفك).
* [6870][التحفة: خ 7079]
* [6871][التحفة: خ م ت س ق 9246]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
حَدَّثَنَا
(1)
عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ حَدَّثَهُ - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ
(2)
لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ يَدِي بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ثُمَّ لَاذَ
(3)
بِشَجَرَةٍ، وَقَالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ آقْتُلُهُ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْتُلْهُ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ طَرَحَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ بَعْدَمَا قَطَعَهَا آقْتُلُهُ؟ قَالَ:"لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قَالَ".
• [6873] وَقال حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ: "إِذَا كَانَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ
(4)
يُخْفِي إِيمَانَهُ مَعَ قَوْمٍ كُفَّارٍ فَأَظْهَرَ إِيمَانَهُ فَقَتَلْتَهُ، فَكَذَلِكَ كُنْتَ أَنْتَ تُخْفِي إِيمَانَكَ بِمَكَّةَ مِنْ
(5)
قَبْلُ".
1 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(6)
: {وَمَنْ أَحْيَاهَا}
(7)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ حَرَّمَ قَتْلَهَا إِلَّا بِحَقٍّ حَيِيَ
(8)
النَّاسُ مِنْهُ جَمِيعًا
(9)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"إني لقيتُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لاذَ منِّي".
لاذ: التجأ إليها. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: لوذ)
* [6872][التحفة: خ م د س 11547]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِمَّنْ".
(5)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
* [6873][التحفة: خت 5490]
(6)
"قَوْلِ اللَّهِ تعالى": ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(7)
[المائدة: 32].
(8)
رقم عليه للأصيلي.
(9)
قوله: "حيي الناس منه جميعا" لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي:"فَكَأَنَّمَا أَحْيَا الناس جميعًا".
• [6874] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ
(1)
، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ
(2)
مِنْهَا".
• [6875] حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: أَخْبَرَنِي، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
• [6876] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "اسْتَنْصِتِ
(5)
النَّاسَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
عليه صح.
(2)
كفل: الكفل: الحظ والنصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفل).
* [6874][التحفة: خ م ت س ق 9568]
(3)
قال أبو ذر: وقع "واقد بن عبد اللَّه" والصواب: واقد بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر. كذا في اليونينية. اهـ. من هامش الأصل. وفي الشارح نسبه أبو الوليد شيخ المؤلف لجده وراجعه. اهـ. مصححه.
* [6875][التحفة: خ م د س ق 7418]
(4)
قوله: "قال قال" في نسخة: "قال لي" وعليه صح.
(5)
استنصت: مرهم بالسكوت. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 195).
* [6876][التحفة: خ م س ق 3236]
• [6877] حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ - أَوْ قَالَ: الْيَمِينُ الْغَمُوسُ
(4)
" شَكَّ شُعْبَةُ.
وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: "الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ - أَوْ قَالَ: "وَقَتْلُ النَّفْسِ".
• [6878] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا
(5)
عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ أَنَسًا
(6)
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْكَبَائِرُ". وَحَدَّثَنَا
(7)
عَمْرٌو
(8)
، حَدَّثَنَا
(5)
شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ - أَوْ قَالَ: "وَشَهَادَةُ الزُّورِ".
• [6879] حدثنا عَمْرُو
(9)
بْنُ زُرَارَةَ
(10)
، حَدَّثَنَا
(11)
هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا
(11)
حُصَيْنٌ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
للأصيلي: "قال النبيُّ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّهِ".
(4)
الغموس: اليمين الكاذبة الفاجرة، كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمس).
* [6877][التحفة: خ ت س 8835]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أنسَ بنَ مالك".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "وهو ابنُ مَرْزُوقٍ".
* [6878][التحفة: خ م ت س 1077]
(9)
عليه صح.
(10)
عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(11)
لأبي ذر، والأصيلي، وعليه صح:"أخبرنا".
حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، قَالَ: وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ
(1)
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ
(2)
بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقَالَ لِي: "يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا
(3)
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟! "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: "أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ
(4)
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟! "، قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
• [6880] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا
(5)
اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا
(5)
يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ
(6)
الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ
(7)
،
(1)
غشيناه: جئنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غشا).
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي وابن عساكر:"وطعنته".
(3)
"بعد أنْ": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر والكشميهني.
(4)
لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وعليه صح: "بعدما".
* [6879][التحفة: خ م د س 88]
(5)
"حدثني" عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(6)
النقباء: جمع نقيب، وهو كالعَريف على القوم المُقَدَّم عليهم، الذي يَتعرَّف أخبارهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).
(7)
هكذا بتقديم "ولا نسرق" في نسخ كثيرة معتمدة وفي أصل اليونينية "ولا نزني ولا نسرق" وكتب عليهما علامة التقديم والتأخير. اهـ. من هامش أصل عبد اللَّه بن سالم.
وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَلَا نَنْتَهِبَ
(1)
، وَلَا نَعْصِيَ
(2)
؛ بِالْجَنَّةِ
(3)
، إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ.
• [6881] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا".
رَوَاهُ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [6882] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: ارْجِعْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا
(5)
؛ فَالْقَاتِلُ
(6)
وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قَالَ: "إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "نَبْهَتَ".
ننتهب: النَّهْب والانتهاب: أخذ المرء ما ليس له جِهارا، وقيل: أخذ الشيء على غير اعتدال.
انظر: (فتح الباري شرح صحيح البخاري)(5/ 143)
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ولا نَقْضِيَ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فالجنةُ".
* [6880][التحفة: خ م 5100]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ عُمر رضي الله عنهما".
* [6881][التحفة: خ 7628]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بسَيفِهما".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "القاتلُ" أي بإسقاط الفاء.
* [6882][التحفة: خ م د س 11655]
2 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
(1)
الْحُرُّ
(2)
بِالْحُرِّ
(3)
وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(4)
3 - بَابُ سُؤَالِ الْقَاتِلِ
(5)
حَتَّى يُقِرَّ، وَالْإِقْرَارِ فِي الْحُدُودِ
• [6883] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ
(6)
رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا، أَفُلَانٌ
(7)
أَوْ فُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ
(8)
الْيَهُودِيُّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَقَرَّ بِهِ
(9)
؛ فَرُضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ.
(1)
"الآيةَ": عليه صح ورقم لأبي ذر.
(2)
من قوله تعالى: " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} إلى قوله: {فَلَهُ عَذَابٌ} ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(3)
بعده للأصيلي: إلى قوله: {أَلِيمٌ} ، وبعده لابن عساكر: "إلى قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(4)
[البقرة: 178]. وبعده للأصيلي: "وإذا لم يزل يُسْئَلِ القاتِلُ حَتَّى أَقَرَّ والإقرارُ في الحُدودِ".
(5)
قوله: "سؤال القاتل" على حاشية البقاعي: "إذا لم يسل القاتل" ونسبه لنسخة.
(6)
رض: الرض: الدق والكسر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رضض).
(7)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"فلانٌ أو فلانٌ"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"أفلانٌ أمْ".
(8)
قوله: "سَمَّى اليَهُوديَّ" عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(9)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
* [6883][التحفة: ع 1391]
4 - بَابٌ إِذَا قَتَلَ بِحَجَرٍ أَوْ بِعَصًا
• [6884] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ عَلَيْهَا أَوْضَاحٌ
(1)
بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَرَمَاهَا يَهُودِيٌّ بِحَجَرٍ، قَالَ: فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا رَمَقٌ
(2)
، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"فُلَانٌ قَتَلَكِ؟ "، فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا، فَأَعَادَ عَلَيْهَا، قَالَ:"فُلَانٌ قَتَلَكِ؟ "، فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا، فَقَالَ لَهَا فِي الثَّالِثَةِ:"فُلَانٌ قَتَلَكِ؟ "، فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا، فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلَهُ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ.
5 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنَّ
(3)
النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ
(4)
بِالْعَيْنِ
(5)
وَالْأَنْفَ
(6)
بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
(7)
• [6885] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(1)
أوضاح: جمع وضح، وهو نوع من الحلي يعمل من الفضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وضح).
(2)
رمق: هو بقية الروح وآخر النفس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمق).
* [6884][التحفة: خ م د س ق 1631]
(3)
عليه صح.
(4)
من قوله تعالى: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ليس عند الأصيلي.
(5)
أبي ذر وعليه صح: "الآية". وزاد ابن عساكر بعده: "إلى آخره".
(6)
من قوله تعالى: {وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(7)
[المائدة: 45].
مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ
(1)
الزَّانِي، وَالْمَارِقُ
(2)
مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ
(1)
الْجَمَاعَةَ
(3)
".
6 - بَابُ مَنْ أَقَادَ بِالْحَجَرِ
• [6886] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
(1)
بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا، فَقَتَلَهَا بِحَجَرٍ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا رَمَقٌ، فَقَالَ:"أَقَتَلَكِ فُلَانٌ؟ "، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ لَا، ثُمَّ قَالَ
(4)
الثَّانِيَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ
(5)
لَا، ثُمَّ سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَنْ نَعَمْ؛ فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَجَرَيْنِ.
7 - بَابٌ مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ
• [6887] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ قَتَلَتْ خُزَاعَةُ
(1)
عليه صح.
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"والمُفَارِقُ لدِينهِ".
المارق: الخارج التارك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 377).
(3)
عليه صح. وعند أبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"للجماعةِ".
* [6885][التحفة: ع 9567]
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"في الثانيةِ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أي نعم".
* [6886][التحفة: خ م د س ق 1631]
رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّمَا
(1)
أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى
(2)
شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ
(3)
شَجَرُهَا، وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ
(4)
، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا
(5)
يُودَى
(6)
، وَإِمَّا يُقَادُ
(7)
"، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ"، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الإِذْخِرَ
(8)
؛ فَإِنَّمَا
(9)
نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِلَّا الإِذْخِرَ".
وَتَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ فِي الْفِيلِ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي وللمستملي: "وإنها".
(2)
يختلى: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلا).
(3)
يعضد: يقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عضد).
(4)
لأبي ذر عن الحموي، وللمستملي:"ولا تُلْتَقَطُ ساقِطَتُها إلَّا لِمُنْشِدٍ".
منشد: المُنْشِد: المُعَرِّف. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "إما أن".
(6)
عليه صح.
يودى: يُعْطَى الدية. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: ودا)
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وإما أن يُقادَ".
يقاد: القود: القصاص. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: قود)
(8)
الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف جها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).
(9)
على حاشية البقاعي: "فإنَّا" ونسبه لنسخة.
قَالَ
(1)
بَعْضُهُمْ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ:"الْقَتْلَ"، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، "إِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ".
• [6888] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَتْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِصَاصٌ
(2)
وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقَالَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ
(3)
الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ، قَالَ:{فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}
(4)
: أَنْ يَطْلُبَ
(5)
بِمَعْرُوفٍ وَيُؤَدِّيَ بِإِحْسَانٍ.
8 - بَابُ مَنْ طَلَبَ دَمَ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ
• [6889] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ
(6)
فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ
(2)
امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ
(7)
دَمَهُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
* [6887][التحفة: خ م 15372]
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح صح.
(4)
[البقرة: 178].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يُطْلَبَ".
* [6888][التحفة: خ س 6415]
(6)
ملحد: الإلحاد: الميل والعدول عن الشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لحد).
(7)
ليهريق: الإهراق: من الإراقة، وهي الإسالة والصب، والهاء فيه زائدة. (انظر: عمدة القاري) (13/ 12).
* [6889][التحفة: خ 6521]
9 - بَابُ الْعَفْوِ فِي الْخَطَأِ بَعْدَ الْمَوْتِ
• [6890] حدثنا فَرْوَةُ
(1)
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ
(2)
، عَنْ عَائِشَةَ، هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ
(3)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: صَرَخَ إِبْلِيسُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي النَّاسِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ عَلَى أُخْرَاهُمْ حَتَّى قَتَلُوا الْيَمَانِ
(4)
، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي أَبِي، فَقَتَلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ انْهَزَمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ حَتَّى لَحِقُوا بِالطَّائِفِ.
* * *
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"بنُ أبي المَغْراءِ".
(2)
عليه صح. وقوله: "عن أبِيهِ، عنْ عائشةَ، هُزمَ المُشركُونَ يَوْمَ أُحُدٍ" ليس عند أبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر.
(3)
زاد ابن عساكر، وكذا أبو ذر عن المستملي بعده:"يَعْنِي الواسِطِيِّ".
(4)
على آخره صح.
* [6890][التحفة: خ 17114 - خ 17303]
10 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً
(1)
وَمَنْ
(2)
قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}
(3)
11 - بَابٌ إِذَا أَقَرَّ بِالْقَتْلِ مَرَّةً قُتِلَ بِهِ
• [6891] حدثني
(4)
إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا
(4)
حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ
(5)
، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأْسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا أَفُلَانٌ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ، فَأَوْمَأَتْ
(6)
بِرَأْسِهَا، فَجِيءَ بِالْيَهُودِيِّ فَاعْتَرَفَ؛ فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ.
وَقَدْ قَالَ هَمَّامٌ: بِحَجَرَيْنِ.
(1)
زاد أبو ذر، وعليه صح، وابن عساكر بعده:"الآية".
(2)
من قوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا} إلى قوله: {عَلِيمًا حَكِيمًا} ليس عند أبي ذر.
(3)
[النساء: 92].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "عن قتادةَ".
(6)
فأومأت: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ومأ).
* [6891][التحفة: ع 1391]
12 - بَابُ قَتْلِ الرَّجُلِ بِالْمَرْأَةِ
• [6892] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتَلَ يَهُودِيًّا بِجَارِيَةٍ قَتَلَهَا عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا.
13 - بَابُ الْقِصَاصِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الْجِرَاحَاتِ
وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: يُقْتَلُ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ.
وَيُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ: تُقَادُ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْجِرَاحِ.
وَبِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِبْرَاهِيمُ وَأَبُو الزِّنَادِ عَنْ أَصْحَابِهِ، وَجَرَحَتْ أُخْتُ الرُّبَيِّعِ
(1)
إِنْسَانًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْقِصَاصُ"
(2)
.
• [6893] حدثنا عَمْرُو بْنُ
(3)
عَلِيٍّ
(4)
، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَدَدْنَا
(5)
* [6892][التحفة: خ س 1188]
(1)
قال أبو ذر: كذا وقع هنا، والصواب: الربيع بنت النضر عمة أنس، بحذف لفظ أخت وهو موافق لما في البقرة من وجه آخر عن أنس أن الربيع بنت النضر عمته كسرت ثنية جارية قاله القسطلاني وراجعه. وفي "أسد الغابة" أنه قيل إن التي فعلت ذلك أخت الربيع وساق بسنده لمسلم بسنده عن أنس. اهـ. مصححه.
(2)
بالرفع في الفرع وفي غيره بالنصب على الإغراء. اهـ. قسطلاني.
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "ابن بَحْرٍ".
(5)
لددنا: اللَّدُود: ما يُسقاه المريض في أحد شِقَّي الفَم. ولَدِيدَا الفم: جانباه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لدد).
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ:"لَا تُلِدُّونِي "، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ
(1)
الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ
(2)
، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: "لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا لُدَّ غَيْرَ
(3)
الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ".
14 - بَابُ مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ أَوِ اقْتَصَّ دُونَ السُّلْطَانِ
• [6894] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ
(4)
".
• [6895] وَبِإِسْنَادِهِ: لَوِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِكَ أَحَدٌ وَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ خَذَفْتَهُ
(5)
بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ
(6)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كَراهيةَ".
(2)
لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"الدَّواءَ".
(3)
لأبي ذر: "غَيْرُ".
* [6893][التحفة: خ م س 16318]
(4)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "يومَ القيامةِ".
* [6894][التحفة: خ 13744]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حذفته - أي بالحاء المهملة - والصواب بالمعجمة وهي رواية الأكثرين".
خدفته: الخذف: الرمي بالحصى الصغار بأطراف الأصابع، أو تَتَّخِذُ مخْذفةً من خشب ثم ترمي بها الحصاة بين إبهامك والسبابة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خذف).
(6)
جناح: إثم. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 178).
* [6895][التحفة: خ 13760]
• [6896] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَدَّدَ
(1)
إِلَيْهِ مِشْقَصًا
(2)
.
فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
15 - بَابٌ إِذَا مَاتَ فِي الزِّحَامِ أَوْ قُتِلَ
• [6897] حدثني
(3)
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا
(4)
أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمَُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ، أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ، فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ، مَا احْتَجَزُوا
(5)
حَتَّى قَتَلُوهُ، قَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ
(6)
حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
(1)
"فسدد" كذا للأصيلي، وأبي ذر بالسين المهملة. وعند الحموي، والباقين "فشدَّد" بالمعجمة وهو وهم قاله عياض. اهـ. من اليونينية كذا بهامش الأصل ومثله في القسطلاني.
(2)
مشقصا: المشقص: نصل السَّهم إذا كان طويلا غير عَريضٍ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شقص).
* [6896][التحفة: خ 803]
(3)
للأصيلي: "حدثنا"، ولأبي ذر وعليه صح:"أخبرنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(5)
عليه صح صح.
(6)
لأبي ذر، وللأصيلي وعليه صح:"بقيةُ خَيْرٍ".
* [6897][التحفة: خ 16824]
16 - بَابٌ إِذَا قَتَلَ نَفْسَهُ خَطَأً؛ فَلَا دِيَةَ لَهُ
• [6898] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ مِنْ هُنَيْهَاتِكَ
(1)
، فَحَدَا
(2)
بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَنِ السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرٌ، فَقَالَ:"رحمه الله"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَّا أَمْتَعْتَنَا بِهِ، فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: حَبِطَ عَمَلُهُ قَتَلَ نَفْسَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ
(3)
، فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَقَالَ: "كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ
(4)
يَزِيدُهُ عَلَيْهِ؟! ".
17 - بَابٌ إِذَا عَضَّ رَجُلًا فَوَقَعَتْ ثَنَايَاهُ
• [6899] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فمه
(5)
، فَوَقَعَتْ
(1)
لأبي ذر، والكشميهني، وابن عساكر:"هُنَيَّاتكَ".
هنيهاتك: أي: كلماتك. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: هنا)
(2)
فحدا: الحَدْوُ: غناء سوَّاق الإبل وزجره لها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 184).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "يا رسولَ اللَّهِ".
(4)
لأبي ذر والكشميهني: "قَتِيلٍ"، ولأبي ذر:"يَزيدُ"، وثبت ضمير الغائب من "يزيده" للأصيلي.
* [6898][التحفة: خ م ق 4542]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وكذا للأصيلي، وابن عساكر:"مِنْ فِيهِ".
ثَنِيَّتَاهُ
(1)
، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ
(2)
: "يَعَضُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ، لَا دِيَةَ لَكَ"
(3)
.
• [6900] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَزْوَةٍ
(4)
، فَعَضَّ رَجُلٌ
(5)
فَانْتَزَعَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَبْطَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
18 - بَابٌُ {السِّنَّ بِالسِّنِّ}
(6)
• [6901] حدثنا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ ابْنَةَ النَّضْرِ لَطَمَتْ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ.
19 - بَابُ دِيَةِ الأَصَابِعِ
• [6902] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ"، يَعْنِي: الْخِنْصَرَ
(7)
وَالْإِبْهَامَ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا للأصيلي:"ثناياه".
ثنيتاه: الثَّنِيَّةُ: مقدم الأسنان، وهي أربع: اثنتان من فوق، واثنتان من أسفل. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 132).
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وكذا لابن عساكر في نسخة:"له".
* [6899][التحفة: خ م ت س ق 10823]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "غَزاةٍ".
(5)
عليه صح صح.
* [6900][التحفة: خ م د س 11837]
(6)
[المائدة: 45].
* [6901][التحفة: خ 749]
(7)
الخنصر: الإصبع الصغرى. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 241).
* [6902][التحفة: خ د ت س ق 6187]
• [6903] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
20 - بَابٌ إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ مِنْ رَجُلٍ هَلْ يُعَاقِبُ
(1)
أَوْ يَقْتَصُّ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ؟
وَقَالَ مُطَرِّفٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ فَقَطَعَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ جَاءَا بِآخَرَ وَقَالَا
(2)
: أَخْطَأْنَا، فَأَبْطَلَ شَهَادَتَهُمَا، وَأُخِذَا بِدِيَةِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا.
• [6904] وَقال لِي ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ غُلَامًا قُتِلَ غِيلَةً
(3)
، فَقَالَ عُمَرُ: لَوِ اشْتَرَكَ فِيهَا
(4)
أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ.
وَقَالَ مُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ أَرْبَعَةً قَتَلُوا صَبِيًّا، فَقَالَ عُمَرُ مِثْلَهُ.
* [6903][التحفة: خ د ت س ق 6187]
(1)
قوله: "هل يعاقب
…
إلخ". ببناء الفعلين للفاعل في اليونينية وفي رواية ببنائها للمفعول وفي رواية "يعاقَبون" وفي أخرى "يعاقَبوا" يعاقبوا بحذف النون أفاده القسطلاني، ويؤيده الأصل الذي بأيدينا المنقول من اليونينية.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فقالا".
(3)
عليه صح.
غيلة: خُفية، واغتيالًا، وهو أن يُخدع، ويُقتل في موضع لا يراه فيه أحد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غيل).
(4)
لأبي ذر والكشميهني: "فيه".
وَأَقَادَ
(1)
أَبُو بَكْرٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَلِيٌّ، وَسُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ مِنْ لَطْمَةٍ.
وَأَقَادَ عُمَرُ مِنْ ضَرْبَةٍ بِالدِّرَّةِ
(2)
.
وَأَقَادَ عَلِيٌّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَسْوَاطٍ.
وَاقْتَصَّ شُرَيْحٌ مِنْ سَوْطٍ وَخُمُوشٍ.
• [6905] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا "لَا تَلُدُّونِي"، قَالَ: فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ
(3)
الْمَرِيضِ
(4)
بِالدَّوَاءِ
(5)
، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: "أَلَمْ أَنْهَكُمْ
(6)
أَنْ تَلُدُّونِي؟! "، قَالَ: قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ
(7)
لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلَّا الْعَبَّاسَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ".
(1)
أقاد: القَوَد: القِصاص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قود).
(2)
بالدرة: بالسوط. (انظر: المصباح المنير، مادة: درر).
* [6904][التحفة: خ 10562]
(3)
"كراهيةَ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، كذا بهامش الأصل من أن النصب لأبي ذر، وفي القسطلاني: ولأبي ذر "كراهية" بالرفع، أي: هو كراهية.
(4)
عليه صح.
(5)
على حاشية البقاعي: "للدواء" ونسبه لنسخة.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ألم أنْهَكُنَّ".
(7)
للكشميهني: "كراهيةُ المريضِ".
* [6905][التحفة: خ م س 16318]
21 - بَابُ الْقَسَامَةِ
وَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ".
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: لَمْ يُقِدْ بِهَا مُعَاوِيَةُ.
وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ - وَكَانَ أَمَّرَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ فِي قَتِيلٍ وُجِدَ عِنْدَ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ السَّمَّانِينَ: إِنْ وَجَدَ أَصْحَابُهُ بَيِّنَةً وَإِلَّا فَلَا تَظْلِمِ النَّاسَ، فَإِنَّ هَذَا لَا يُقْضَى
(1)
فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
• [6906] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ فَتَفَرَّقُوا فِيهَا وَوَجَدُوا
(2)
أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، وَقَالُوا لِلَّذِى وُجِدَ فِيهِمْ
(3)
: قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا!، قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا، فَانْطَلَقُوا إِلَى النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا، فَقَالَ: "الْكُبْرَ
(5)
الْكُبْرَ"، فَقَالَ لَهُمْ: "تَأْتُونَ
(6)
بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ"، قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: "فَيَحْلِفُونَ"، قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ
(7)
مِائَةً
(8)
مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فوجدوا".
(3)
لأبي ذر عن الحموي: "قد قتلتم".
(4)
"إلى رسولِ اللَّهِ": عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر.
(5)
الكبر: قدموا الأكبر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كبر).
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "تأتوني".
(7)
فوداه: من الدِّيَة، وهي: حقّ القتيل. (انظر: لسان العرب، مادة: ودا).
(8)
للكشميهني: "بمائةٍ".
* [6906][التحفة: ع 4644]
• [6907] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مِنْ آلِ أَبِي قِلَابَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبْرَزَ سَرِيرَهُ يَوْمًا لِلنَّاسِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ
(1)
؟ قَالَ: نَقُولُ: الْقَسَامَةُ الْقَوَدُ بِهَا حَقٌّ، وَقَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ، قَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ، وَنَصَبَنِي لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِنْدَكَ رُءُوسُ الْأَجْنَادِ وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ مُحْصَنٍ بِدِمَشْقَ أَنَّهُ قَدْ زَنَى لَمْ
(2)
يَرَوْهُ أَكُنْتَ تَرْجُمُهُ؟! قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بِحِمْصَ أَنَّهُ سَرَقَ أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ وَلَمْ يَرَوْهُ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَوَاللَّهِ، مَا قَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا قَطُّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: رَجُلٌ
(3)
قَتَلَ بِجَرِيرَةِ
(4)
نَفْسِهِ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ رَجُلٌ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: أَوَلَيْسَ قَدْ حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ فِي السَّرَقِ وَسَمَرَ
(5)
الْأَعْيُنَ ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ،
(1)
القسامة: القَسَامة: اليمين، كالقسم، وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الوجودون خمسين يمينا، ولا يكون فيهم صبي، ولا امرأة، ولا مجنون، ولا عبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).
(2)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"ولم".
(3)
عليه صح.
(4)
بجريرة: هي الِجنَايَة والذنب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرر).
(5)
"وسَمَّر": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر، والأصيلي، قال عياض: والتخفيف أوجه.
فَاسْتَوْخَمُوا
(1)
الْأَرْضَ، فَسَقِمَتْ
(2)
أَجْسَامُهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَفَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ فَتُصِيبُونَ
(2)
مِنْ أَلْبَانِهَا
(3)
وَأَبْوَالِهَا؟ "، قَالُوا: بَلَى، فَخَرَجُوا، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا
(3)
وَأَبْوَالِهَا؛ فَصَحُّوا، فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَطْرَدُوا النَّعَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمْ فَأُدْرِكُوا فَجِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسَمَرَ
(4)
أَعْيُنَهُمْ، ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا، قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ؟! ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا وَسَرَقُوا، فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: وَاللَّهِ، إِنْ سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، فَقُلْتُ: أَتَرُدُّ عَلَيَّ حَدِيثِي يَا عَنْبَسَةُ؟!، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ جِئْتَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ وَاللَّهِ، لَا يَزَالُ هَذَا الْجُنْدُ بِخَيْرٍ مَا عَاشَ هَذَا الشَّيْخُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ فِي هَذَا سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَتَحَدَّثُوا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقُتِلَ، فَخَرَجُوا بَعْدَهُ، فَإِذَا هُمْ بِصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّطُ
(5)
فِي الدَّمِ
(6)
، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَاحِبُنَا كَانَ تَحَدَّثَ مَعَنَا، فَخَرَجَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَإِذَا نَحْنُ بِهِ يَتَشَحَّطُ فِي الدَّمِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "بِمَنْ تَظُنُّونَ - أَوْ
(7)
: تَرَوْنَ
(1)
فاستوخموا: استثقلوها ولم يوافق هواؤها أبدانهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وخم).
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "من أَلْبَانِهَا" مؤخر عن: "وأَبْوَالِهَا" عند أبي ذر.
(4)
"وسَمَّر": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(5)
يتشحط: يتخبط ويتمرغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شحط).
(6)
لأبي ذر والكشميهني: "في دَمِهِ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "أو مَنْ".
قَتَلَهُ؟ " قَالُوا: نَرَى أَنَّ الْيَهُودَ قَتَلَتْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِ فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: "آنْتُمْ قَتَلْتُمْ هَذَا؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "أَتَرْضَوْنَ نَفَلَ
(1)
خَمْسِينَ مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلُوهُ؟ "، فَقَالُوا: مَا يُبَالُونَ أَنْ يَقْتُلُونَا أَجْمَعِينَ ثُمَّ يَنْتَفِلُونَ
(2)
، قَالَ:"أَفَتَسْتَحِقُّونَ الدِّيَةَ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ؟ "، قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ؛ فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعُوا خَلِيعًا
(3)
لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَطَرَقَ
(4)
أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ، فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَحَذَفَهُ
(5)
بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ فَأَخَذُوا الْيَمَانِيَّ، فَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ بِالْمَوْسِمِ وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ، فَقَالَ: يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ، قَالَ: فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَقَدِمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ، فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ فَدَفَعَهُ إِلَى أَخِي الْمَقْتُولِ، فَقُرِنَتْ يَدُهُ بِيَدِهِ، قَالُوا
(6)
: فَانْطَلَقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا
(1)
عليه صح.
نفل: حلف. (انظر: عمدة القاري)(24/ 63).
(2)
لأبي ذر: "يَنْفِلون"، وكذا لأبي ذر وعليه صح وللأصيلي:"يُنَفَّلون"، قال القسطلاني: وفي نسخة "ينفلون" بضم المثناة التحتية وسكون النون أي يحلفون.
(3)
عليه صح، ولأبي ذر والكشميهني:"حَلِيفًا".
خليعا: كانت العرب يتعاهدون ويتعاقدون على النصرة والإعانة، وأن يؤخذ كل منهم بالآخر، فإذا أرادوا أن يتبرءوا من إنسان قد حالفوه أظهروا ذلك إلى الناس، وسموا ذلك الفعل خَلْعًا والمتبرأ منه خليعا: أي مخلوعا. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خلع).
(4)
فطرق: الطروق: إتْيَان الْمنَازل لَيْلًا فَجْأَة. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 242).
(5)
فحذفه: الحَذْفُ يُسْتَعْمَلُ في الرمي والضرب معا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حذف).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
بِنَخْلَةَ أَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي الْجَبَلِ، فَانْهَجَمَ
(1)
الْغَارُ عَلَى الْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمَاتُوا جَمِيعًا وَأَفْلَتَ
(2)
الْقَرِينَانِ، وَاتَّبَعَهُمَا حَجَرٌ فَكَسَرَ رِجْلَ أَخِي الْمَقْتُولِ فَعَاشَ حَوْلًا
(3)
ثُمَّ مَاتَ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَقَادَ رَجُلًا بِالْقَسَامَةِ ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَمَا صَنَعَ، فَأَمَرَ بِالْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمُحُوا مِنَ الدِّيوَانِ
(4)
، وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ.
22 - بَابٌ مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ فَفَقَئُوا عَيْنَهُ؛ فَلَا دِيَةَ لَهُ
• [6908] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ
(5)
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَعْضِ
(6)
حُجَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ أَوْ
(7)
بِمَشَاقِصَ، وَجَعَلَ يَخْتِلُهُ
(8)
لِيَطْعُنَهُ.
(1)
رقم عليه للأصيلي، وله أيضًا:"فانْهَدَمَ".
فانهجم: سقط وانهار. انظر: (مشارق الأنوار)(2/ 265).
(2)
كذا ضبط "أفلت" في اليونينية بفتح الهمزة مبنيًّا للفاعل أي: تخلص، والذي ذكره في "الفتح" والقسطلاني أنه بضم الهمزة. اهـ. من هامش الأصل.
(3)
حولا: سنة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).
(4)
الديوان: هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دون).
* [6907][التحفة: خ م د س 945]
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر وعليه صح، وأبي الوقت وعليه صح:"أبو النُّعْمانِ".
(6)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني. ولأبي ذر، وعليه صح:"من حُجَرٍ في بعض".
(7)
"أو مَشاقِصَ": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(8)
يختله: يختل الرجل: يداوره، ويطلبه من حيث لا يشعر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ختل).
* [6908][التحفة: خ م د 1078]
• [6909] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي
(1)
جُحْرٍ فِي
(1)
بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى
(2)
يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ أَعْلَمُ أَنْ
(3)
تَنْتَظِرَنِي
(4)
لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنَيْكَ
(5)
"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ"
(6)
.
• [6910] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(7)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَحَذَفْتَهُ
(4)
بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ؛ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ".
23 - بَابُ الْعَاقِلَةِ
• [6911] حدثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مَا
(8)
لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ - وَقَالَ مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ".
(2)
مدرى: شيء يعمل من حديد أو خشب، على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه، يسرح به الشعر المتلبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درى).
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أنكَ".
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "في عَيْنِكَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "النَظَرِ".
* [6909][التحفة: خ م ت س 4806]
(7)
قوله: "بن عبد اللَّه" ليس عند أبي ذر.
* [6910][التحفة: خ م س 13676]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "هما".
الْحَبَّ
(1)
وَبَرَأَ النَّسَمَةَ
(2)
، مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ، إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ، وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ
(3)
، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
24 - بَابُ جَنِينِ الْمَرْأَةِ
• [6912] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا؛ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا بِغُرَّةٍ
(4)
عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ.
• [6913] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّهُ اسْتَشَارَهُمْ فِي إِمْلَاصِ
(5)
الْمَرْأَةِ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْغُرَّةِ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ
(6)
، فَشَهِدَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِهِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الحَبَّةَ".
(2)
النسمة: النَّفْس والرُّوح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسم).
(3)
العقل: الدية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).
* [6911][التحفة: خ ت س ق 10311]
(4)
بغرة: العبد نفسه أو الأمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرر).
* [6912][التحفة: خ م س 15245]
(5)
إملاص: هو أن تُزْلِق المرأة الجنين قبل وقت الولادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملص).
(6)
قوله: "أو أمة فشهد" الخ هكذا في نسخة عبد اللَّه بن سالم ونسخة المزي وغيرهما، وأما النسخة التي شرح عليها القسطلاني فهي:"أو أمة قال: ائْتِ مَنْ يَشهَدُ مَعَكَ فَشَهِدَ" الخ. اهـ. مصححه.
* [6913][التحفة: خ 11231]
• [6914] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ نَشَدَ
(1)
النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي السِّقْطِ
(2)
؟، وَقَالَ
(3)
الْمُغِيرَةُ: أَنَا سَمِعْتُهُ قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، قَالَ: ائْتِ
(4)
مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ عَلَى
(5)
هَذَا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ هَذَا.
• [6915] حدثني
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَشَارَهُمْ فِي إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ مِثْلَهُ.
25 - بَابُ جَنِينِ الْمَرْأَةِ وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى الْوَالِدِ وَعَصَبَةِ الْوَالِدِ، لَا عَلَى الْوَلَدِ
• [6916] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا.
(1)
نشد: سأل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نشد).
(2)
بتثليث السين، والضم لأبي ذر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أأنت".
(5)
قوله: "على هذا فقال" كذا بالأصول المعتمدة، وأما نسخة الشارح فهي "على من يشهد معك على هذا فقال إلخ".
* [6914][التحفة: خ د 11511]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [6915][التحفة: خ 11231]
* [6916][التحفة: خ م د ت س 13225]
• [6917] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا
(1)
يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ قَتَلَتْهَا
(2)
وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَضَى: أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى: دِيَةَ
(3)
الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا
(4)
.
26 - بَابُ مَنِ اسْتَعَانَ عَبْدًا أَوْ صَبِيًّا
وَيُذْكَرُ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ
(5)
بَعَثَتْ إِلَى مُعَلِّمِ الْكُتَّابِ: ابْعَثْ إِلَيَّ غِلْمَانًا يَنْفُشُونَ صُوفًا، وَلَا تَبْعَثْ إِلَيَّ حُرًّا.
• [6918] حدثني
(6)
عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا
(6)
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ
(7)
فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَوَاللَّهِ، مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".
(2)
عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أنَّ ديةَ".
(4)
عاقلتها: هي العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).
* [6917][التحفة: خ م د س 13320 - خ م د س 15308]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أُمَّ سَلَمَةَ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(7)
كيس: عاقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كيس).
* [6918][التحفة: خ م 1000]
27 - بَابٌ الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ
• [6919] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا
(1)
ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعَجْمَاءُ
(2)
جُرْحُهَا جُبَارٌ
(3)
، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ
(4)
الْخُمُسُ".
28 - بَابٌ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانُوا لَا يُضَمِّنُونَ مِنَ النَّفْحَةِ، وَيُضَمِّنُونَ مِنْ رَدِّ الْعِنَانِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: لَا تُضْمَنُ النَّفْحَةُ إِلَّا أَنْ يَنْخُسَ
(5)
إِنْسَانٌ الدَّابَّةَ.
وَقَالَ شُرَيْحٌ: لَا تُضْمَنُ
(6)
مَا عَاقَبَتْ أَنْ يَضْرِبَهَا فَتَضْرِبَ بِرِجْلِهَا.
وَقَالَ الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ: إِذَا سَاقَ الْمُكَارِي حِمَارًا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَتَخِرُّ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِذَا سَاقَ دَابَّةً فَأَتْعَبَهَا فَهُوَ ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَتْ، وَإِنْ كَانَ خَلْفَهَا مُتَرَسِّلًا لَمْ يَضْمَنْ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
العجماء: البهيمة، سُمِّيت به لأنها لا تتكلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عجم).
(3)
جبار: هَدَر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جبر).
(4)
الركاز: هو عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ركز).
* [6919][التحفة: خ م ت س 13227]
(5)
بتثليث الخاء المعجمة والضم أعلى. اهـ. من اليونينية ومثله في الشارح.
(6)
بالمثناة الفوقية أو التحتية مبنيًّا للمفعول فيهما. اهـ. شارح.
• [6920] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْعَجْمَاءُ عَقْلُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ".
29 - بَابُ إِثْمِ مَنْ قَتَلَ ذِمِّيًّا بِغَيْرِ جُرْمٍ
• [6921] حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ
(1)
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ
(2)
مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".
30 - بَابٌ لَا يُقْتَلُ الْمُسْلِمُ بِالْكَافِرِ
• [6922] حدثنا
(3)
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ. وَحَدَّثَنَا
(4)
صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ - وَقَالَ
(5)
ابْنُ عُيَيْنَةَ
* [6920][التحفة: خ م 14387]
(1)
بالضبطين كسر الراء وفتحها وفوقه: معا.
ويرح: يشم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَيُوجَدُ".
* [6921][التحفة: خ ق 8917]
(3)
من قوله: "حدثنا أحْمَدُ بنُ يُونُسَ" إلى قوله: "قُلْتُ لِعَلِيِّ" عليه صح وليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا" أي بسقوط واو العطف لأبي ذر كالجمهور. اهـ. شارح.
(5)
من قوله: "وَقالَ ابنُ عُيَيْنَةَ مَرَّة" إلى قوله: "قُلْتُ: وما في الصَّحيفَةِ" ليس عند أبي ذر.
مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ، إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ، قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفَِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
31 - بَابٌ إِذَا لَطَمَ الْمُسْلِمُ يَهُودِيًّا عِنْدَ الْغَضَبِ
رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
• [6923] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ".
• [6924] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الْأَنْصَارِ لَطَمَ
(2)
فِي وَجْهِي، قَالَ
(3)
: "ادْعُوهُ"، فَدَعَوْهُ، قَالَ: "لِمَ لَطَمْتَ
(4)
وَجْهَهُ؟! "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِالْيَهُودِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى
* [6922][التحفة: خ ت س ق 10311]
* [6923][التحفة: خ م د 4405]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللهِ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "قد لطم"، وقوله:"لطم في وجهي" زيادة "في" ثبتت في نسختين معتمدتين بأيدينا وليست في نسخة الشارح. اهـ. مصححه.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال: أَلطَمْتَ".
الْبَشَرِ، قَالَ: قُلْتُ
(1)
: وَعَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(2)
، قَالَ: فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ، قَالَ: "لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ
(3)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُزِيَ
(4)
بِصَعْقَةِ الطُّورِ".
* * *
(1)
لأبي ذر وعلى أوله صح: "فقلت: أعلي".
(2)
قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح وليس عند أبي ذر.
(3)
يصعقون: الصَّعقُ هو أن يُغْشَى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استُعْمِل في الموت كثيرا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعق).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "جُوزِيَ".
* [6924][التحفة: خ م د 4405]
بسم الله الرحمن الرحيم
86 - كتابُ
(1)
اسْتِتَابةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالمعَانِدِين وَقِتَالِهم
وَ
(2)
إِثْمِ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، وَعُقُوبَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
(3)
: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
(4)
، {لَئِنْ
(5)
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
(6)
.
• [6925] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
(7)
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ
(8)
صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ
(9)
، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ؟! "
(4)
.
(1)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.
(2)
عليه صح وليس عند أبي ذر، وعنده وعليه صح:"بابُ إثْمِ".
(3)
"عز وجل": عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
(4)
[لقمان: 13].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ولئن".
(6)
[الزمر: 65].
(7)
[الأنعام: 82].
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّه".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "بذلك".
* [6925][التحفة: خ م ت س 9420]
• [6926] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، وَحَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ - ثَلَاثًا - أَوْ: قَوْلُ الزُّورِ"، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.
• [6927] حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ:"الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا
(3)
؟ قَالَ: "ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْيَمِينُ الْغَمُوسُ
(4)
"، قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: "الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ".
• [6928] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ:"مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ".
* [6926][التحفة: خ م ت 11679]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ موسى".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال: "ثم عقوقُ الوالدين" قال: "ثم ماذا".
(4)
الغموس: هي اليمين الكاذبة الفاجرة، كالتي يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غمس).
* [6927][التحفة: خ ت س 8835]
* [6928][التحفة: خ م ق 9258 - خ م 9303]
1 - بَابُ حُكْمِ الْمُرْتَدِّ وَالْمُرْتَدَّةِ
وَقَالَ
(1)
ابْنُ عُمَرَ وَالزُّهْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ: تُقْتَلُ الْمُرْتَدَّةُ، وَاسْتِتَابَتِهِمْ
(2)
.
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ
(3)
وَجَاءَهُمُ
(4)
الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}
(5)
.
(6)
.
وَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا
(7)
ثُمَّ آمَنُوا
(8)
ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}
(9)
.
(1)
قوله: "وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَالزُّهْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ تُقْتَلُ الْمُرْتَدَّةُ" عليه صح، ومؤخر عند أبي ذر عن قوله:"وَاسْتِتابِتِهم".
(2)
قوله: "وَاسْتِتابَتِهِم" قدَّم هذا اللفظ أبو ذر قبل: "وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
(4)
من قوله تعالى: {وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} إلى قوله: {وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ} : عليه صح وليس عند أبي ذر.
(5)
[آل عمران: 86 - 90].
(6)
[آل عمران: 100].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى {سَبِيلًا} ".
(8)
من قوله تعالى: {ثُمَّ كَفَرُوا}
…
إلى قوله تعالى: {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ} ، عليه صح وليس عند أبي ذر.
(9)
[النساء: 137].
وَقَالَ: {مَنْ يَرْتَدَّ
(1)
مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ
(2)
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}
(3)
، {
(4)
وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا
(5)
فَعَلَيْهِمْ
(6)
غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ} يَقُولُ: حَقًّا {أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} إِلَى قَوْلِهِ
(7)
: ثُمَّ {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
(8)
.
{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا
(9)
وَمَنْ
(10)
يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
(11)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يَرْتَدِدْ".
(2)
قوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(3)
[المائدة: 54].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال: ولكن".
(5)
قوله: {صَدْرًا} إلى {أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(6)
من قوله تعالى: {فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ} ..... إلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(7)
قوله: ثم .... {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(8)
[النحل: 106 - 110].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: {إِنِ اسْتَطَاعُوا} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
(10)
من قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} ..... إلى قوله تعالى: {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} عليه صح وليس عند أبي ذر.
(11)
[البقرة: 217].
• [6929] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ؛ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
، وَلَقَتَلْتُهُمْ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ".
• [6930] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، فَكِلَاهُمَا سَأَلَ، فَقَالَ:"يَا أَبَا مُوسَى - أَوْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ"، قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ
(2)
، فَقَالَ:"لَنْ - أَوْ: لَا - نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى - أَوْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ - إِلَى الْيَمَنِ"، ثُمَّ اتَّبَعَهُ
(3)
مُعَاذُ
(4)
بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، قَالَ: انْزِلْ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ، قَالَ: اجْلِسْ، قَالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ
(5)
وَرَسُولِهِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لا تُعَذِّبُوا بعَذاب اللَّهِ".
* [6929][التحفة: خ د ت س 5987]
(2)
قلصت: انضمت وانقبضت وارتفعت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 185).
(3)
في نسخة: "ثم أَتْبَعَهُ مُعاذَ بْنَ"، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر.
(4)
عليه صح.
(5)
"قضاء اللَّه" قال في "الفتح": بالرفع خبر مبتدأ محذوف، ويجوز النصب. اهـ. من هامش الأصل.
تَذَاكَرْنَا
(1)
قِيَامَ اللَّيْلِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَمَّا أَنَا، فَأَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي.
2 - بَابُ قَتْلِ مَنْ أَبَى قَبُولَ الْفَرَائِضِ وَمَا نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّةِ
• [6931] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ - قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ
(4)
مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ، لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ؛ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.
(1)
كذا في اليونينية والفرع، وفي بعض الأصول "تذاكرا" وعليها شرح القسطلاني.
* [6930][التحفة: خ م د س 9083]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "نبيُّ اللَّهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فقد عصم".
* [6931][التحفة: خ م د ت س 10666]
3 - بَابٌ إِذَا عَرَّضَ الذِّمِّيُّ وَغَيْرُهُ بِسَبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُصَرِّحْ نَحْوَ قَوْلِهِ: السَّامُ عَلَيْكَ
(1)
• [6932] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(2)
، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّامُ
(3)
عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ
(4)
"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ مَا
(5)
يَقُولُ؟ قَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ
(1)
" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟! قَالَ: "لَا، إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ".
• [6933] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ
(6)
مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ:"يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ"، قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ".
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عليكم".
(2)
قوله "بن مالك" عليه صح وليس عند أبي ذر.
(3)
السام: الموت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوم).
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ماذا".
* [6932][التحفة: خ سي 1638]
(6)
رهط: الرهط من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
* [6933][التحفة: خ م ت س 16437]
• [6934] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سَامٌ عَلَيْكَ
(1)
، فَقُلْ: عَلَيْكَ"
(1)
.
4 - بَابٌ
• [6935] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، فَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ:"رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
5 - بَابُ قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ
وَقَوْلِ
(2)
اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}
(3)
.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي وللمستملي: "عليكم".
* [6934][التحفة: خ م سي 7151 - خ 7248]
* [6935][التحفة: خ م ق 9260]
(2)
عليه صح.
(3)
[التوبة: 115].
• [6936] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا، فَوَاللَّهِ، لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ
(1)
، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حُدَّاثُ
(2)
الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ
(3)
، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ
(4)
إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ
(5)
مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
(6)
، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
• [6937] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
(1)
خدعة: يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال. فالأول: معناه أن الحرب ينقضي أمرها بخدعة واحدة من الخداع، أي: إن المقاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن لها إقالة وهي أفصح الروايات وأصحها.
ومعنى الثاني: هو الاسم من الخداع.
ومعنى الثالث: أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خدع).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أحداثُ".
(3)
الأحلام: العقول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلم).
(4)
للكشميهني: "لا يَجُوزُ".
(5)
يمرقون: يخرجون. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرق).
(6)
الرمية: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك، والمراد هنا: الهدف الذي يرمى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رمى).
* [6936][التحفة: خ م د س 10121]
أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَأَلَاهُ عَنِ
(1)
الْحَرُورِيَّةِ، أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟
(2)
، قَالَ: لَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ - وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا - قَوْمٌ تَحْقِرُونَ
(2)
صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، يَقْرَءُونَ
(2)
الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ: حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ
(2)
، إِلَى نَصْلِهِ
(3)
، إِلَى رِصَافِهِ
(4)
، فَيَتَمَارَى
(5)
فِي الْفُوقَةِ
(6)
، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَيْءٌ؟ ".
• [6938] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي
(7)
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(7)
عُمَرُ
(8)
، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَذَكَرَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ".
(1)
على حاشية البقاعي: "في" ونسبه لنسخة.
(2)
عليه صح.
(3)
نصله: حديدة السهم والرمح. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 14).
(4)
عليه صح.
رصافه: الرصاف: هي العقبة التي تلوى على مدخل النصل في السهم. انظر: (مشارق الأنوار)(1/ 293)
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيُتَمارَى".
فيتمارى: التماري: المجادلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا)
(6)
الفوقة: موضع الوتر من السهم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 165).
* [6937][التحفة: خ م س ق 4421]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(8)
عليه صح. وكتب على حاشية البقاعي: "عند أبي الهيثم: "عَمْرو" والصواب: "عُمر" كما في الأصل".
* [6938][التحفة: خ 7426]
6 - بَابُ مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ وَأَنْ لَا يَنْفِرَ
(1)
النَّاسُ عَنْهُ
• [6939] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، فَقَالَ: اعْدِلْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "وَيْلَكَ
(2)
!، مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! "، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي
(3)
أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: "دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ
(4)
، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ
(4)
، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ
(5)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ
(6)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ
(7)
فِي
(8)
رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ
(9)
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ
(10)
وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ
(11)
- أَوْ قَالَ
(12)
: ثَدْيَيْهِ
(1)
"يَنْفِرَ" كذا ضبطه في اليونينية والفرع المكي. اهـ. من هامش الأصل.
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "وَيْحَكَ". ولأبي ذر وعليه صح: "ومن يَعْدِلُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ".
(4)
عليه صح.
(5)
قذذه: القذذ ريش السهم، واحدتها: قُذَّة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قذذ).
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إلى نَصْلِهِ".
(7)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "إلى رِصَافِهِ".
(9)
نضيه: النضي: نصل السهم - أي: حديدته. وقيل: هو السهم قبل أن ينحت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نضا).
(10)
الفرث: ما في الكَرِش. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 150).
(11)
لأبي ذر عن المستملي: "ثَدْيَيْهِ".
(12)
قوله: "أو قَالَ ثَدْيَيْهِ" عليه صح وليس عند أبي ذر.
- مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ - أَوْ قَالَ: مِثْلُ الْبَضْعَةِ
(1)
تَدَرْدَرُ
(2)
- يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ
(3)
فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، جِيءَ بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ
(4)
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ
(5)
فِي الصَّدَقَاتِ}
(6)
.
• [6940] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُسَيْرُ
(7)
بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ - وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ الْعِرَاقِ: "يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ
(8)
، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ".
(1)
البضعة: القطعة من اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).
(2)
تدردر: ترجرج، أي: تجيء وتذهب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دردر).
(3)
لأبي ذر عن المستملي: "على خَيْرِ فِرْقَةٍ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي: "فِيهِمْ".
(5)
يلمزك: يعيبونك. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (ص 190).
(6)
[التوبة: 58].
* [6939][التحفة: خ م س ق 4421]
(7)
عليه صح.
(8)
تراقيهم: التراقي: جمع تَرْقُوَة، وهي العظم الذي بين ثُغْرَة النحر والعاتق، وهما تَرْقُوَتان من الجانبين. والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها اللَّه ولا يقبلها، فكأنها لم تتجاوز حلوقهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ترق).
* [6940][التحفة: خ م س 4665]
7 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ
(1)
فِئَتَانِ دَعْوَتُهُمَا
(2)
وَاحِدَةٌ"
• [6941] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ".
8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِينَ
• [6942] قال
(3)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ
(4)
أَخْبَرَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ
(5)
فِي الصَّلَاةِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ
(6)
بِرِدَائِهِ أَوْ بِرِدَائِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟
(1)
"تَقْتَتِلَ": هكذا بالفوقية أوله في الفرع المكي، وفي بعض الأصول بالتحتية.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "دَعْوَاهُمَا".
* [6941][التحفة: خ 13694]
(3)
قوله: "قال أبو عَبْدِ اللَّهِ" عليه صح وليس عند أبي ذر.
(4)
عليه صح.
(5)
أساوره: أواثبه وأقاتله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سور).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَلَمَّا سَلَّمَ لَبَّبْتُهُ"، كذا في بعض النسخ "لببته" بالتشديد، وفي بعضها "لَبَبْتُهُ" بالتخفيف، وضبطه القسطلاني بالوجهين.
لببته: جعلت في عنقه ثوبًا أو غيره وجررته به. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: لبب)
قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ
(1)
لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا، فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ
(2)
الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ"، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَؤُهَا، قَالَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اقْرَأْ يَا عُمَرُ" فَقَرَأْتُ، فَقَالَ:"هَكَذَا أُنْزِلَتْ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ
(4)
، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ".
• [6943] حدثنا
(5)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ. ح حَدَّثَنَا
(5)
يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
(6)
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟!، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
(7)
".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقُلْتُ".
(2)
على حاشية البقاعي: "سورة" ونسبه لنسخة.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقالَ".
(4)
أحرف: سبعة أوجه من اللغات متفرّقة في القرآن. (انظر: تأويل مشكل القرآن) لابن قتيبة (ص 30).
* [6942][التحفة: خ م د ت س 10591]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدثنا".
(6)
[الأنعام: 82].
(7)
[لقمان: 13].
* [6943][التحفة: خ م ت س 9420]
• [6944] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ
(1)
عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ
(2)
مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا
(3)
تَقُولُوهُ
(4)
، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ"، قَالَ
(4)
: بَلَى، قَالَ: "فَإِنَّهُ لَا يُوَافَِي
(5)
عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهِ
(4)
إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ".
• [6945] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ فُلَانٍ
(6)
، قَالَ: تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحِبَّانُ
(7)
بْنُ عَطِيَّةَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِحِبَّانَ
(4)
: لَقَدْ عَلِمْتُ
(4)
الَّذِي
(8)
جَرَّأَ صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ، يَعْنِي: عَلِيًّا، قَالَ: مَا هُوَ لَا أَبَا لَكَ؟! قَالَ: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ
(9)
، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ:
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَمِعَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ذَاكَ".
(3)
"ألَا تَقُولُونَهُ" بتخفيف وهي رواية الكشميهني. "لا تَقُولُوه": لأبي ذر عن الحموي والمستملي. "ألَّا تَقُولُوه" هو هكذا بتشديد إلَّا عند الأصيلي. اهـ. من اليونينية.
(4)
عليه صح.
(5)
"لا يُوَافِي" بفتح الفاء في اليونينية والكسر لغيرها. اهـ. من هامش الأصل.
* [6944][التحفة: خ م س ق 9750]
(6)
هو سعد بن عبيدة كذا في حاشية نسخة ورقم بعده لأبي ذر والأصيلي.
(7)
عليه صح صح.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلِمْتُ مَا الَّذِي". ولأبي ذر، عن الحموي، والمستملي:"عَلِمْتُ مَنِ الَّذِي".
(9)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "يَقُولُ".
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَأَبَا مَرْثَدٍ وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ حَاجٍ
(1)
- قَالَ أَبُو سَلَمَةَ هَكَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَاجٍ - فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأْتُونِي بِهَا"، فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَفْرَاسِنَا حَتَّى أَدْرَكْنَاهَا، حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، وَكَانَ
(3)
كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَقُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، فَأَنَخْنَا بِهَا بَعِيرَهَا فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا
(4)
فَمَا وَجَدْنَا شَيْئًا، فَقَالَ صَاحِبِي
(5)
: مَا نَرَى مَعَهَا كِتَابًا، قَالَ: فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْنَا
(6)
مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَلَفَ عَلِيٌّ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَأُجَرِّدَنَّكِ، فَأَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا
(7)
وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتِ الصَّحِيفَةَ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي فَأَضْرِبَ
(8)
عُنُقَهُ، فَقَالَ
(1)
عند أبي ذر: "حاج" بحاء مهملة وجيم قال: كذا الرواية هنا، والصواب "خاخ" بخاءين معجمتين كذا في اليونينية. اهـ. من هامش الأصل ونحوه في القسطلاني.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وَقَدْ كَانَ".
(4)
رحلها: الرحل: كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير. (انظر: المصباح المنير، مادة: رحل).
(5)
في نسخة وعليه صح: "صَاحِبَايَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلمتُمَا".
(7)
حجزتها: الحجزة في الأصل: موضع شَدَّ الإزار، وهو وَسَط الإنسان، ثم قيل للإزار: حُجْزَة، للمجاورة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجز).
(8)
عليه صح.
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي
(1)
أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
(2)
؟!، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يُدْفَعُ
(3)
بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ هُنَالِكَ
(4)
مِنْ قَوْمِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، قَالَ: "صَدَقَ، لَا
(5)
تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا"، قَالَ: فَعَادَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي
(6)
فَلِأَضْرِبَْ
(7)
عُنُقَهُ، قَالَ:"أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟! وَمَا يُدْرِيكَ؟! لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمُ الْجَنَّةَ"، فَاغْرَوْرَقَتْ
(8)
عَيْنَاهُ، فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
(9)
.
* * *
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "ما بي".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وبِرَسُولهِ".
(3)
"يَدْفَعُ اللَّهُ": كذا في اليونينية من غير رقم. ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هُناكَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ولا تَقُولُوا".
(6)
للكشميهني: "فَدَعْنِي".
(7)
عليه صح.
(8)
فاغرورقت: غرقت بالدموع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرق).
(9)
قال أبو عبدِ اللَّهِ: "خاخٍ أصَحُّ ولكنْ كذا قال أبو عَوَانَةَ: حاجٍ، وحَاجٍ تصحيف وهو مَوْضِعٌ وهُشَيْمٌ يقولُ: "خاخٍ". ورقَم على الكلمات التالية المستملي "أبو عبد اللَّه، خاخٍ، وحَاجِ تصحيف، موضع".
* [6945][التحفة: خ م د 10169]
بسم الله الرحمن الرحيم
87 - كتابُ الإكرَاهِ
قَوْلِ
(1)
اللَّهِ تَعَالَى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
(2)
.
وَقَالَ: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}
(3)
وَهِيَ تَقِيَّةٌ.
(4)
إِلَى قَوْلِهِ
(5)
: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}
(6)
فَعَذَرَ اللَّهُ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ لَا يَمْتَنِعُونَ مِنْ تَرْكِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَالْمُكْرَهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مُسْتَضْعَفًا غَيْرَ مُمْتَنِعٍ مِنْ فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: التَّقِيَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَنْ يُكْرِهُهُ اللُّصُوصُ فَيُطَلِّقُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَبِهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَالشَّعْبِيُّ وَالْحَسَنُ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وقَوْلِ اللَّه" بزيادة واو.
(2)
[النحل: 106].
(3)
[آل عمران: 28].
(4)
[النساء: 97].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: إلى قوله: {عَفُوًّا غَفُورًا} وقال: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} فَعَذَرَ.
(6)
[النساء: 75].
• [6946] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ، أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ، أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ، اشْدُدْ وَطْأَتَكَ
(1)
عَلَى مُضَرَ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ
(2)
كَسِنِي يُوسُفَ".
1 - بَابُ مَنِ اخْتَارَ الضَّرْبَ وَالْقَتْلَ وَالْهَوَانَ عَلَى الْكُفْرِ
• [6947] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".
• [6948] حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ قَيْسًا، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنَّ عُمَرَ مُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَوِ
(1)
وطأتك: عقوبتك وأخذك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 284).
(2)
سنين: جمع سنة، وهي الجدب والقحط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنه).
* [6946][التحفة: خ 15350]
* [6947][التحفة: خ م ت 946]
انْقَضَّ
(1)
أُحُدٌ مِمَّا فَعَلْتُمْ بِعُثْمَانَ كَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ
(2)
.
• [6949] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً
(3)
لَهُ
(4)
فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا
(5)
؟! أَلَا تَدْعُو لَنَا؟! فَقَالَ: "قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ
(6)
فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ؛ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".
2 - بَابٌ فِي بَيْعِ الْمُكْرَهِ وَنَحْوِهِ فِي الْحَقِّ وَغَيْرِهِ
• [6950] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
(7)
اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ
(8)
، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا
(9)
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "انفضَّ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْفَضُّ".
انقض: الانقضاض: الانهيار والتصدع والتفرق والتفتت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 189).
* [6948][التحفة: خ 4466]
(3)
بردة: شملة مخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).
(4)
للكشميهني: "بُرْدَهُ في ظِلَّ".
(5)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(6)
كتبه بالحرفين النون والياء، وكتب فوقه:"معا". "بالمِيشَارِ" وفي نسخة: "بالمِنْشَارِ" بالنون.
* [6949][التحفة: خ د س 3519]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(8)
عليه صح.
(9)
لأبي الوقت: "إلَيْنَا".
رَسُولُ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ"، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ
(2)
، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ
(3)
: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ:"ذَلِكَ أُرِيدُ"، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ثُمَّ قَالَ
(4)
الثَّالِثَةَ فَقَالَ: "اعْلَمُوا أَنَّ
(5)
الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا
(6)
الْأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ".
3 - بَابٌ لَا يَجُوزُ نِكَاحُ الْمُكْرَهِ
{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ
(7)
إِنْ
(8)
أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(9)
.
• [6951] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ خَنْسَاءَ
(1)
عليه صح، ولأبي ذر وعليه صح:"النبيُّ".
(2)
المدراس: البيت الذي يدرسون فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درس).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَنَادَى".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فِي الثالِثةِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أنما الأَرْضُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أنَّ الأَرْضَ".
* [6950][التحفة: خ م د س 14310]
(7)
" {عَلَى الْبِغَاءِ} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} ": كذا لأبي ذر وعليه صح.
(8)
من قوله: {إِنْ أَرَدْنَ} إلى قوله: {إِكْرَاهِهِنَّ} ليس عند أبي ذر، ومن قوله:{لِتَبْتَغُوا} إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، عليه علامة سقوط ولم يرقم له.
(9)
[النور: 33].
بِنْتِ خِذَامٍ
(1)
الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ، فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ نِكَاحَهَا.
• [6952] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، هُوَ: ذَكْوَانُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ
(2)
، قَالَ:"نَعَمْ"، قُلْتُ: فَإِنَّ الْبِكْرَ تُسْتَأْمَرُ
(3)
فَتَسْتَحِي
(4)
فَتَسْكُتُ، قَالَ:"سُكَاتُهَا إِذْنُهَا".
4 - بَابٌ إِذَا أُكْرِهَ حَتَّى وَهَبَ عَبْدًا أَوْ بَاعَهُ؛ لَمْ يَجُزْ
وَقَالَ
(5)
بَعْضُ النَّاسِ: فَإِنْ نَذَرَ الْمُشْتَرِي فِيهِ نَذْرًا فَهُوَ جَائِزٌ بِزَُعْمِهِ، وَكَذَلِكَ إِنْ دَبَّرَهُ
(6)
.
• [6953] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ دَبَّرَ مَمْلُوكًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ
(7)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟ "، فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ
(1)
"خِذَامِ" كذا في اليونينية بالخاء والذال المعجمتين هنا وفي ترك الحيل وكذا ضبطه القسطلاني في البابين والذي في الفتح فيهما ضبطه بالدال المهملة وكذا ضبطه في التقريب. اهـ. من هامش الأصل.
* [6951][التحفة: خ د س ق 15824]
(2)
أبضاعهن: تزويجهن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بضع).
(3)
تستأمر: تشاور. وقيل: تستأذن في أمر نكاحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أمر).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَتَسْتَحْيِي".
* [6952][التحفة: خ م س 16075]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وبِهِ قَالَ".
(6)
دبر: دبرت العبد: إذا علقت عتقه بموتك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ".
بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ: عَبْدًا قِبْطِيًّا، مَاتَ عَامَ أَوَّلَ.
5 - بَابٌ مِنَ الْإِكْرَاهِ كَرْهٌ
(1)
وَكُرْهٌ وَاحِدٌ
• [6954] حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(2)
.
قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: وَحَدَّثَنِي عَطَاءٌ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا}
(3)
الْآيَةَ، قَالَ: كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجَهَا
(4)
، وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يُزَوِّجْهَا فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بِذَلِكَ
(5)
.
6 - بَابٌ إِذَا اسْتُكْرِهَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى الزِّنَا
فَلَا حَدَّ عَلَيْهَا فِي
(6)
قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(7)
.
* [6953][التحفة: خ م 2515]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كُرْهًا وكَرْهًا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وقالَ".
(3)
[النساء: 19].
(4)
"زَوَّجَهَا وإن شَاءُوا لم يُزَوّجْهَا" كذا في اليونينية زَوَّجَهَا ولم يُزَوِّجْها، وفي غيرها زَوَّجُوها ولم يُزَوِّجُوها بالجمع فيهما، وعليها شرح القسطلاني.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "في ذَلِكَ".
* [6954][التحفة: خ د س 6100]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "لقَوْلِهِ".
(7)
[النور: 33].
• [6955] وَقال اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ
(1)
أَبِي عُبَيْدٍ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ
(2)
مِنَ الْخُمُسِ، فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى اقْتَضَّهَا، فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ وَنَفَاهُ، وَلَمْ يَجْلِدِ الْوَلِيدَةَ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا. قَالَ
(3)
الزُّهْرِيُّ فِي الْأَمَةِ الْبِكْرِ يَفْتَرِعُهَا
(4)
الْحُرُّ: يُقِيمُ ذَلِكَ الْحَكَمُ
(5)
مِنَ الْأَمَةِ الْعَذْرَاءِ بِقَدْرِ قِيمَتِهَا
(6)
وَيُجْلَدُ، وَلَيْسَ فِي الْأَمَةِ الثَّيِّبِ فِي قَضَاءِ الْأَئِمَّةِ غُرْمٌ، وَلَكِنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ.
• [6956] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بِسَارَةَ
(5)
دَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ أَرْسِلْ إِلَيَّ بِهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا فَقَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ، فَغُطَّ
(7)
حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بنْتَ".
(2)
الوليدة: الجارية والأمَة وإن كانت كبيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولد).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
(4)
يفترعها: يزيل بكارتها. (انظر: المصباح المنير، مادة: فرع).
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت وعليه صح:"ثَمَنِها".
* [6955][التحفة: خت 10677]
(7)
فغط: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).
* [6956][التحفة: خ 13764]
7 - بَابُ يَمِينِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ إِنَّهُ أَخُوهُ إِذَا خَافَ عَلَيْهِ الْقَتْلَ أَوْ نَحْوَهُ
وَكَذَلِكَ كُلُّ مُكْرَهٍ يَخَافُ فَإِنَّهُ يَذُبُّ عَنْهُ الْمَظَالِمَ
(1)
وَيُقَاتِلُ دُونَهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، فَإِنْ قَاتَلَ دُونَ الْمَظْلُومِ فَلَا قَوَدَ عَلَيْهِ وَلَا قِصَاصَ، وَإِنْ قِيلَ لَهُ: لَتَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ أَوْ لَتَأْكُلَنَّ الْمَيْتَةَ أَوْ لَتَبِيعَنَّ عَبْدَكَ أَوْ تُقِرُّ
(2)
بِدَيْنٍ أَوْ تَهَبُ
(2)
هِبَةً وَتَحُلُّ
(3)
عُقْدَةً، أَوْ لَنَقْتُلَنَّ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ فِي الْإِسْلَامِ
(4)
وَسِعَهُ ذَلِكَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ"، وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَوْ قِيلَ لَهُ: لَتَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ أَوْ لَتَأْكُلَنَّ الْمَيْتَةَ أَوْ لَنَقْتُلَنَّ ابْنَكَ أَوْ أَبَاكَ أَوْ ذَا رَحِمٍ مَُحَْرَِّمٍ
(5)
لَمْ يَسَعْهُ؛ لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُضْطَرٍّ، ثُمَّ نَاقَضَ فَقَالَ: إِنْ قِيلَ لَهُ: لَنَقْتُلَنَّ أَبَاكَ أَوِ ابْنَكَ، أَوْ لَتَبِيعَنَّ هَذَا الْعَبْدَ أَوْ تُقِرُّ
(6)
بِدَيْنٍ أَوْ تَهَبُ يَلْزَمُهُ فِي الْقِيَاسِ، وَلَكِنَّا نَسْتَحْسِنُ وَنَقُولُ: الْبَيْعُ وَالْهِبَةُ وَكُلُّ عُقْدَةٍ فِي ذَلِكَ بَاطِلٌ، فَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي رَحِمٍ مُحَرَّمٍ
(5)
وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ إِبْرَاهِيمُ لاِمْرَأَتِهِ
(7)
هَذِهِ أُخْتِي"، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ.
(1)
"المَظَالَمِ" هكذا في بعض النسخ وفي بعضها: "الظَّالَمِ".
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح، "وتَحُلُّ" هكذا في النسخ المعتمدة التي بأيدينا بالواو، وفي نسخة القسطلاني المطبوع:"أو تحل" بأو. اهـ. مصححه.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ومَا أشْبَهَ ذلك".
(5)
"مُحْرَّمٍ": كذا بالضبطين ورقم عليه: "معًا".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أو لَتُقِرَّنَّ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِسَارَةَ".
وَقَالَ النَّخَعِيُّ: إِذَا كَانَ الْمُسْتَحْلِفُ ظَالِمًا فَنِيَّةُ الْحَالِفِ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَنِيَّةُ الْمُسْتَحْلِفِ.
• [6957] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ
(1)
، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ".
• [6958] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟! قَالَ: "تَحْجُزُهُ
(2)
أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ".
* * *
(1)
يسلمه: يلقيه في الهلكة ولا يحميه من عدوه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سلم).
* [6957][التحفة: خ م د ت س 6877]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَحْجُرُه".
* [6958][التحفة: خ 1083]
(1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
88 - باب فِي تَركِ الحِيَلِ
(2)
وأن لكل امرِئ ما نوى في الأيمان وغيرها
(3)
• [6959] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَخْطُبُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ هَاجَرَ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".
1 - بَابٌ فِي الصَّلَاةِ
• [6960] حدثني
(5)
إِسْحَاقُ
(6)
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ".
(1)
قبل البسملة لأبي ذر وعليه صح: "كِتَابُ الْحِيَلِ".
(2)
ضرب في الفرع الذي بيدنا تبعًا لليونينية على لفظ "في"، فباب مضاف لتاليه، لكنها ثابتة في نسخ معتمدة وعليها شرح القسطلاني.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وغَيْرِهِ".
(4)
قوله: "بنِ سَعيدٍ" عليه صح وليس عند أبي ذر.
* [6959][التحفة: ع 10612]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "إسْحاقُ بنُ نَصْرٍ".
* [6960][التحفة: خ م د ت 14694]
2 - بَابٌ فِي الزَّكَاةِ وَأَلَّا يُفَرَّقَ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ.
• [6961] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا
(1)
أَبِي، حَدَّثَنَا
(1)
ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ.
• [6962] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ:"الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا"، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: "شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا"، قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرَائِعَ
(2)
الْإِسْلَامِ، قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ - أَوْ: دَخَلَ
(3)
الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ بَعِيرٍ حِقَّتَانِ
(4)
، فَإِنْ أَهْلَكَهَا مُتَعَمِّدًا، أَوْ وَهَبَهَا أَوِ احْتَالَ فِيهَا فِرَارًا مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ.
(1)
لأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.
* [6961][التحفة: خ د س ق 6582]
(2)
لأبي ذر: "بشرائع" وعليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أو أُدْخِلَ" وعليه صح.
(4)
حقتان: مثنى حِقَّةٍ، وهي من الإبل ما دخلت في السنة الرابعة إلى آخرها، سُمِّيَتْ بذلك لأنها اسْتَحَقَّت الركوب والتحميل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حقق).
* [6962][التحفة: خ م د س 5009]
• [6963] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا
(1)
مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا
(2)
أَقْرَعَ، يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ، فَيَطْلُبُهُ
(3)
وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ"، قَالَ: "وَاللَّهِ، لَنْ يَزَالَ
(4)
يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ".
• [6964] وَقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَخْبِطُ
(5)
وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِي رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَخَافَ أَنْ تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ فَبَاعَهَا بِإِبِلٍ مِثْلِهَا، أَوْ بِغَنَمٍ أَوْ بِبَقَرٍ أَوْ بِدَرَاهِمَ؛ فِرَارًا مِنَ الصَّدَقَةِ بِيَوْمٍ احْتِيَالًا فَلَا بَأْسَ
(6)
عَلَيْهِ.
وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ زَكَّى إِبِلَهُ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ بِيَوْمٍ أَوْ بِسَنَةٍ
(7)
جَازَتْ
(8)
عَنْهُ.
• [6965] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ
(1)
لأبي ذر: "حدثنا" وعليه صح.
(2)
شجاعا: هو الحية الذكر. وقيل الحية مطلقا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شجع).
(3)
لأبي ذر: "ويَطْلُبُهُ" وعليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لا يزال".
* [6963][التحفة: خ 14734]
(5)
لأبي ذر: "فَتَخْبِطُ" وعليه صح.
(6)
لأبي ذر: "فلا شَيْءَ" وعليه صح.
(7)
لأبي ذر: "أو بِستَّةٍ" وعليه صح.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَجْزَأتْ".
* [6964][التحفة: خ 14734]
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اقْضِهِ عَنْهَا".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذَا بَلَغَتِ الْإِبِلُ عِشْرِينَ فَفِيهَا أَرْبَعُ شِيَاهٍ، فَإِنْ وَهَبَهَا قَبْلَ الْحَوْلِ أَوْ بَاعَهَا، فِرَارًا وَ
(1)
احْتِيَالًا لِإِسْقَاطِ الزَّكَاةِ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إِنْ أَتْلَفَهَا فَمَاتَ، فَلَا شَيْءَ فِي مَالِهِ.
3 - بَابٌ
(2)
• [6966] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ
(3)
، قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قَالَ: يَنْكِحُ ابْنَةَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحُهُ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ، وَيَنْكِحُ أُخْتَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحُهُ أُخْتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ حَتَّى تَزَوَّجَ عَلَى الشِّغَارِ فَهُوَ جَائِزٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.
وَقَالَ فِي الْمُتْعَةِ: النِّكَاحُ فَاسِدٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أوِ احْتِيالًا".
* [6965][التحفة: ع 5835]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ الحِيلةِ في النِكاحِ".
(3)
الشغار: هو نكاح معروف في الجاهلية كان يقول الرجل للرجل: شاغرني، أي زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها حتى أزوجك أختي أو بنتي أو من ألي أمرها، ولا يكون بينهما مهر ويكون بُضْع كل واحدة منهما في مقابلة بُضْع الأخرى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شغر).
وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْمُتْعَةُ وَالشِّغَارُ جَائِزٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.
• [6967] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِمُتْعَةِ النِّسَاءِ بَأْسًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ
(1)
.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ حَتَّى تَمَتَّعَ، فَالنِّكَاحُ فَاسِدٌ.
وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النِّكَاحُ جَائِزٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.
4 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الاِحْتِيَالِ فِي الْبُيُوعِ وَلَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ
• [6968] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا
(2)
مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ؛ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ".
* [6966][التحفة: خ م د س 8141]
(1)
الإنسية: التي تألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنس).
* [6967][التحفة: خ م ت س ق 10263]
(2)
لأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.
* [6968][التحفة: خ م س 13811]
5 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَاجُشِ
• [6969] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ النَّجْشِ
(1)
.
6 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنَ
(2)
الْخِدَاعِ فِي الْبُيُوعِ
(3)
وَقَالَ أَيُّوبُ: يُخَادِعُونَ اللَّهَ كَمَا
(4)
يُخَادِعُونَ آدَمِيًّا، لَوْ أَتَوُا الْأَمْرَ عِيَانًا كَانَ أَهْوَنَ عَلَيَّ.
• [6970] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا
(5)
مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي الْبُيُوعِ، فَقَالَ: "إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ
(6)
".
* * *
(1)
النجش: هو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها، أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نجش).
* [6969][التحفة: خ م س ق 8348]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عن الخِدَاعِ".
(3)
لأبي ذر: "في البَيْعِ" وعليه صح، ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "كَأنَّمَا".
(5)
لأبي ذر: "حدثني" وعليه صح.
(6)
خلابة: خداع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلب).
* [6970][التحفة: خ د س 7229]
7 - بَابُ مَا يُنْهَى مِنَ الاِحْتِيَالِ لِلْوَلِيِّ فِي الْيَتِيمَةِ الْمَرْغُوبَةِ وَأَنْ لَا يُكَمِّلَ
(1)
صَدَاقَهَا
• [6971] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا
(2)
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا
(3)
فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}
(4)
، قَالَتْ: هِيَ الْيَتِيمَةُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا، فَيُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ نِسَائِهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ.
ثُمَّ اسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ
(5)
فِي النِّسَاءِ}
(6)
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
* * *
(1)
لأبي ذر: "يُكَمِّلَ لَها صَدَاقَها" وعليه صح.
(2)
لأبي ذر: "أخبرنا" وعليه صح.
(3)
تقسطوا: تعدلوا، أقسط الرجل: إذا عدل. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (ص 119).
(4)
[النساء: 3]. ولفظة: "النساء" عليها صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
لأبي ذر: "يَسْتَفْتُونَكَ" وعليه صح.
(6)
[النساء: 127].
* [6971][التحفة: خ 16474]
8 - بَابٌ إِذَا غَصَبَ
(1)
جَارِيَةً فَزَعَمَ أَنَّهَا مَاتَتْ فَقُضِيَ
(2)
بِقِيمَةِ الْجَارِيَةِ الْمَيِّتَةِ، ثُمَّ وَجَدَهَا صَاحِبُهَا فَهِيَ لَهُ وَيَرُدُّ الْقِيمَةَ، وَلَا تَكُونُ الْقِيمَةُ ثَمَنًا
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: الْجَارِيَةُ لِلْغَاصِبِ لِأَخْذِهِ الْقِيمَةَ، وَفِي هَذَا احْتِيَالٌ لِمَنِ اشْتَهَى جَارِيَةَ رَجُلٍ لَا يَبِيعُهَا فَغَصَبَهَا، وَاعْتَلَّ بِأَنَّهَا مَاتَتْ، حَتَّى يَأْخُذَ رَبُّهَا قِيمَتَهَا، فَيَطِيبُ
(3)
لِلْغَاصِبِ جَارِيَةُ غَيْرِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمْوَالُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ"، وَ"لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
• [6972] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ".
9 - بَابٌ
• [6973] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(4)
أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
(5)
، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ
(6)
بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ،
(1)
غصب جارية: أخذها ظلما وعدوانا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غصب).
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيُطَيَّبُ".
* [6972][التحفة: خ 7162]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَخْتَصِمُونَ إليَّ".
(6)
ألحن: المراد: أعرف بالحجة وأفطن لها من غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لحن).
وَأَقْضِيَ
(1)
لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا
(2)
أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ
(3)
أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْ
(4)
؛ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ".
10 - بَابٌ فِي النِّكَاحِ
• [6974] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَلَا الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ"، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ:"إِذَا سَكَتَتْ".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ
(5)
لَمْ تُسْتَأْذَنِ الْبِكْرُ وَلَمْ تَزَوَّجْ، فَاحْتَالَ رَجُلٌ فَأَقَامَ شَاهِدَيْ
(6)
زُورٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا بِرِضَاهَا، فَأَثْبَتَ الْقَاضِي نِكَاحَهَا
(7)
، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ بَاطِلَةٌ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَطَأَهَا، وَهُوَ تَزْوِيجٌ صَحِيحٌ.
• [6975] حدثنا عَلِيُّ بْنُ
(8)
عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ وَلَدِ جَعْفَرٍ تَخَوَّفَتْ أَنْ يُزَوِّجَهَا وَلِيُّهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَأَرْسَلَتْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأقْضِيَ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَى نَحْوٍ مِمَّا".
(3)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَلَا يَأخُذْهُ".
* [6973][التحفة: ع 18261]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إذَا لَمْ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "شَاهِدَيْنِ زُورًا".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نِكَاحَهُ".
* [6974][التحفة: خ م س 15425]
(8)
"بنُ عَبْدِ اللَّهِ": عليه صح وليس عند أبي ذر.
إِلَى شَيْخَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ جَارِيَةَ قَالَا: فَلَا تَخْشَيْنَ؛ فَإِنَّ خَنْسَاءَ بِنْتَ خِذَامٍ أَنْكَحَهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ خَنْسَاءَ.
• [6976] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ
(1)
حَتَّى تُسْتَأْمَرَ
(2)
، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ"، قَالُوا: كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: "أَنْ تَسْكُتَ". وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ إِنْسَانٌ بِشَاهِدَيْ زُورٍ عَلَى تَزْوِيجِ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ بِأَمْرِهَا، فَأَثْبَتَ الْقَاضِي نِكَاحَهَا إِيَّاهُ، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْهَا قَطُّ، فَإِنَّهُ يَسَعُهُ هَذَا النِّكَاحُ، وَلَا بَأْسَ بِالْمُقَامِ لَهُ مَعَهَا.
• [6977] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ"، قُلْتُ: إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي، قَالَ: "إِذْنُهَا صُمَاتُهَا
(3)
".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ هَوِيَ رَجُلٌ
(4)
جَارِيَةً يَتِيمَةً
(5)
أَوْ بِكْرًا فَأَبَتْ فَاحْتَالَ
* [6975][التحفة: خ د س ق 15824]
(1)
الأيم: الأيم في الأصل: التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها، ويريد بالأيم هنا: الثيب خاصة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أيم).
(2)
تستأمر: تشاور. وقيل: تستأذن في أمر نكاحها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أمر).
* [6976][التحفة: خ م 15371]
(3)
صماتها: سكوتها. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(ص 192).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إنْسانٌ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ثَيّبًا".
فَجَاءَ بِشَاهِدَيْ زُورٍ عَلَى أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا فَأَدْرَكَتْ فَرَضِيَتِ الْيَتِيمَةُ، فَقَبِلَ الْقَاضِي شَهَادَةَ
(1)
الزُّورِ، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ بِبُطْلَانِ
(2)
ذَلِكَ حَلَّ لَهُ الْوَطْءُ
(3)
.
11 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنِ احْتِيَالِ الْمَرْأَةِ مَعَ الزَّوْجِ وَالضَّرَائِرِ وَمَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ
• [6978] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ الْعَسَلَ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَجَازَ
(4)
عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ
(5)
لِي: أَهْدَتِ
(6)
امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ
(7)
عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ شَرْبَةً، فَقُلْتُ: أَمَا
(8)
وَاللَّهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، قُلْتُ
(9)
: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ
(10)
، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: لَا، فَقُولِي لَهُ:
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِشَهادَةِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بُطْلانَ".
(3)
عليه صح ورقم عليه لأبي ذر.
* [6977][التحفة: خ م س 16075]
(4)
أجاز: سار ومشى. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(1/ 165).
(5)
لأبي ذر وعليه صح وللأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت: "فَقِيلَ" وعليه صح.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَهْدَتْ لَها".
(7)
عكة: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عكك).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "أَمَ واللَّهِ".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "قالَتْ".
(10)
على حاشية البقاعي: "مغافر" ونسبه لنسخة.
مغافير: واحدها مُغْفُور، وهو صمغ حلو يؤكل، وله ريح كريهة منكرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غفر)
مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْتَدُّ عَلَيْهِ
(1)
أَنْ يُوجَدَ
(2)
مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ
(3)
نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ
(4)
، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ، وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ قُلْتُ
(5)
: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِرَهُ
(6)
بِالَّذِي قُلْتِ لِي، وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ فَرَقًا
(7)
مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ:"لَا"، قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قَالَ: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ" قُلْتُ
(8)
: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ، قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ: "لَا حَاجَةَ لِي بِهِ"، قَالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.
(1)
يشتد عليه: يكره. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(9/ 397).
(2)
رسمه بالمثناة التحتية والفوقية، وعليه صح.
(3)
جرست: أي: أَكَلَتْ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرس).
(4)
العرفط: شجر الطَّلْح، وله صمغ كريه الرائحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرفط).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "قالَتْ".
(6)
قوله: "أنْ أُبادِرَهُ" عليه صح وليس عند أبي ذر، وله عن الحموي والكشميهني وللأصيلي وأبي الوقت:"أُبادِيَهُ" وعليه صح، ولأبي ذر أيضا عن المستملي وابن عساكر ولأبي الوقت:"أُنادِيَهُ" وعليه صح.
(7)
فرقا: الفرق: الخوف والفزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرق).
(8)
لأبي ذر عن الحموي: "قالَتْ".
* [6978][التحفة: ع 16796]
12 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الاِحْتِيَالِ فِي الْفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ
• [6979] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ بِسَرْغَ
(1)
بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا سَمِعْتُمْ
(2)
بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا
(3)
عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ". فَرَجَعَ عُمَرُ مِنْ سَرْغَ.
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا انْصَرَفَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
• [6980] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا
(4)
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا
(5)
عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ سَعْدًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْوَجَعَ فَقَالَ: "رِجْزٌ
(6)
أَوْ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ، ثُمَّ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "سَرْغَ".
سرغ: عدها بعضهم آخر أعمال المدينة، وبعضهم آخر أعمال الشام وأول الحجاز بوادي تبوك، وهي المدورة اليوم، مركز الحدود بين الأردن والسعودية من طريق حارة عمان. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 139).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "تُقْدِمُوا".
* [6979][التحفة: خ م س 9720]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرني".
(6)
رجز: عذاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجز).
فَيَذْهَبُ
(1)
الْمَرَّةَ، وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمَنْ سَمِعَ
(2)
بِأَرْضٍ فَلَا يَُقْدَِمَنَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ بِأَرْضٍ وَقَعَ بِهَا، فَلَا يَخْرُجْ فِرَارًا مِنْهُ".
13 - بَابٌ فِي الْهِبَةِ وَالشُّفْعَةِ
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ وَهَبَ هِبَةً أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ أَكْثَرَ حَتَّى مَكَثَ عِنْدَهُ سِنِينَ، وَاحْتَالَ فِي ذَلِكَ ثُمَّ رَجَعَ الْوَاهِبُ فِيهَا، فَلَا زَكَاةَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا، فَخَالَفَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فِي الْهِبَةِ، وَأَسْقَطَ الزَّكَاةَ.
• [6981] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ".
• [6982] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتِ
(3)
الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: الشُّفْعَةُ لِلْجِوَارِ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى مَا شَدَّدَهُ
(4)
فَأَبْطَلَهُ، وَقَالَ: إِنِ اشْتَرَى دَارًا فَخَافَ أَنْ يَأْخُذَ الْجَارُ بِالشُّفْعَةِ فَاشْتَرَى سَهْمًا مِنْ مِائَةِ
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَمِعَ بِهِ".
* [6980][التحفة: خ م ت س 92]
* [6981][التحفة: خ ت س 5992]
(3)
صرفت: بينت مصارفها وشوارعها. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: صرف).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَدَّدَهُ".
سَهْمٍ، ثُمَّ اشْتَرَى الْبَاقِيَ وَ
(1)
كَانَ لِلْجَارِ الشُّفْعَةُ فِي السَّهْمِ الْأَوَّلِ، وَلَا شُفْعَةَ لَهُ فِي بَاقِي الدَّارِ، وَلَهُ أَنْ يَحْتَالَ فِي ذَلِكَ.
• [6983] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، قَالَ: جَاءَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي
(2)
، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ لِلْمِسْوَرِ: أَلَا تَأْمُرُ هَذَا أَنْ يَشْتَرِيَ مِنِّي بَيْتِي
(3)
الَّذِي فِي دَارِي
(4)
، فَقَالَ: لَا أَزِيدُهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةٍ، إِمَّا مُقَطَّعَةٍ
(5)
، وَإِمَّا مُنَجَّمَةٍ
(6)
، قَالَ: أُعْطِيتُ خَمْسَمِائَةٍ نَقْدًا فَمَنَعْتُهُ، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(7)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ
(8)
" مَا بِعْتُكَهُ
(9)
، أَوْ قَالَ: مَا أَعْطَيْتُكَهُ.
(1)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
* [6982][التحفة: خ د ت ق 3153]
(2)
منكبي: مثنى منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نكب).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَيْتَيَّ اللَّذَيْنِ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "في دارِهِ".
(5)
عليه صح.
(6)
عليه صح.
منجمة: تنجيم الدين: هو أن يُقَرَّر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: نجم)
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ".
(8)
على حاشية البقاعي: "بسقبه" ونسبه لنسخة.
بصقبه: الصَّقَب: القُرب والملاصقة. والمراد به الشُّفعة. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: صقب)
(9)
لأبي ذر عن المستملي: "ما بِعْتُكَ".
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا لَمْ يَقُلْ هَكَذَا، قَالَ: لَكِنَّهُ
(1)
قَالَ لِي هَكَذَا.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ
(2)
الشُّفْعَةَ فَلَهُ أَنْ يَحْتَالَ حَتَّى يُبْطِلَ الشُّفْعَةَ، فَيَهَبُ
(3)
الْبَائِعُ لِلْمُشْتَرِي الدَّارَ، وَيَحُدُّهَا وَيَدْفَعُهَا إِلَيْهِ، وَيُعَوِّضُهُ الْمُشْتَرِي أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَلَا يَكُونُ لِلشَّفِيعِ فِيهَا شُفْعَةٌ.
• [6984] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ سَعْدًا سَاوَمَهُ
(4)
بَيْتًا بِأَرْبَعِمِائَةِ مِثْقَالٍ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ
(5)
"، لَمَا أَعْطَيْتُكَ
(6)
.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ اشْتَرَى نَصِيبَ دَارٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُبْطِلَ الشُّفْعَةَ وَهَبَ لاِبْنِهِ الصَّغِيرِ، وَلَا يَكُونُ عَلَيْهِ يَمِينٌ.
14 - بَابُ احْتِيَالِ الْعَامِلِ لِيُهْدَى لَهُ
• [6985] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَكِنَّهُ قالَهُ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أنْ يَقْطَعَ".
(3)
عليه صح.
* [6983][التحفة: خ د س ق 12027]
(4)
ساومه: السوم والمساومة: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سوم).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بسَقَبِهِ ما أَعْطَيْتُكَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَعْطَيْتُكَهُ".
* [6984][التحفة: خ د س ق 12027]
أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ - يُدْعَى ابْنَ الْلُّتَبِيَّةِ - فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَهَلَّا
(1)
جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا"، ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي! أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلأَعْرِفَنَّ
(2)
أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ
(3)
، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ
(4)
، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ
(5)
"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ
(6)
بَيَاضُ إِبْطِهِ
(7)
يَقُولُ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ"، بَصْرَ
(8)
عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي.
• [6986] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: قَالَ
(9)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ
(10)
".
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "فَهَلْ جَلَسْتَ".
(2)
عليه صح، وعلى حاشية البقاعي:"فلا أعرفن" ونسبه لنسخة.
(3)
رغاء: صوت الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغو).
(4)
عليه صح.
خوار: صوت البقر. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: خور)
(5)
تيعر: تصيح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: يعر).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حتَّى رِيءَ".
(7)
لأبي ذر وأبي الوقت وعليه صح: "إبْطَيْهِ".
(8)
عليه صح.
* [6985][التحفة: خ م د 11895]
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "قالَ لَنا".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "بسَقَبِهِ".
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ اشْتَرَى دَارًا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَحْتَالَ حَتَّى يَشْتَرِيَ الدَّارَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَيَنْقُدَهُ
(1)
تِسْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَتِسْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَيَنْقُدَهُ دِينَارًا بِمَا بَقِيَ مِنَ الْعِشْرِينَ الْأَلْفَ
(2)
، فَإِنْ طَلَبَ الشَّفِيعُ أَخَذَهَا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَإِلَّا فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَى الدَّارِ، فَإِنِ اسْتُحِقَّتِ الدَّارُ رَجَعَ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِمَا دَفَعَ إِلَيْهِ، وَهُوَ تِسْعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَتِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ دِرْهَمًا وَدِينَارٌ؛ لِأَنَّ الْبَيْعَ حِينَ اسْتُحِقَّ انْتَقَضَ الصَّرْفُ
(3)
فِي الدِّينَارِ
(4)
، فَإِنْ وَجَدَ بِهَذِهِ الدَّارِ عَيْبًا وَلَمْ تُسْتَحَقَّ، فَإِنَّهُ يَرُدُّهَا عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ
(5)
دِرْهَمٍ
(6)
.
قَالَ: فَأَجَازَ هَذَا الْخِدَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
(6)
.
وَقَالَ
(7)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا دَاءَ
(8)
، وَلَا خِبْثَةَ
(9)
، وَلَا غَائِلَةَ
(10)
".
(1)
وَيَنْقُدَهُ هي هكذا في الموضعين بالنصب في بعض الأصول الصحيحة بيدنا وفي بعضها برفعها.
(2)
عليه صح ولأبي ذر وعليه صح: "الْعِشْرينَ ألْفَ" هي بغير تنوين في النسخ التي بأيدينا وكذا شرح القسطلاني، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر بالتنوين.
(3)
الصرف: بيع النقدين أحدهما بالآخر. (انظر: إرشاد الساري)(4/ 80).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في الدَّارِ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَلْفَا".
(6)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(7)
في نسخة وعليه صح: "وقال: قال".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "بَيْعُ المُسْلِمِ لَا داءَ".
داء: هو العيب الباطن في السلعة الذي لم يطلع عليه المشتري. (النهاية في غريب الحديث، مادة: دوا).
(9)
خبثة: حرام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).
(10)
غائلة: هي كل شيء يقصد به الخداع والتدليس. (انظر: غريب الحديث للخطابي)(1/ 258).
* [6986][التحفة: خ د س ق 12027]
• [6987] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ سَاوَمَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ بَيْتًا بِأَرْبَعِمِائَةِ مِثْقَالٍ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ
(1)
" مَا أَعْطَيْتُكَ.
* * *
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بسَقَبِهِ".
* [6987][التحفة: خ د س ق 12027]
بسم الله الرحمن الرحيم
89 - باب
(1)
التَّعبِيرِ
وأَوَّلُ
(2)
مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْي: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ
• [6988] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا
(3)
مَعْمَرٌ، قَالَ: الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ
(4)
فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ
(5)
مِثْلَ فَلَقِ
(6)
الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ
(7)
فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ
(8)
لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَقُلْتُ
(9)
:
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "كِتابُ التَّعْبيرِ".
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "بابُ أَوَّلُ ما بُدِئَ"، وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(4)
على حاشية البقاعي: "الصالحة" ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "جاءَتْهُ".
(6)
فلق: ضوء وإنارة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلق).
(7)
فيتحنث: التحنث: التعبد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنث).
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَتُزَوِّدُ".
(9)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي
(1)
حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَُهْدَُ
(2)
ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَُهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي
(3)
الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَُهْدَُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(4)
- حَتَّى بَلَغَ
(5)
- {مَا لَمْ يَعْلَمْ} "، فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ
(6)
حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: زَمِّلُونِي
(7)
زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ
(8)
، فَقَالَ:"يَا خَدِيجَةُ مَا لِي". وَأَخْبَرَهَا
(9)
الْخَبَرَ وَقَالَ: "قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي". فَقَالَتْ
(10)
لَهُ: كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ
(11)
اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ
(12)
(1)
فغطني: الغط: العصر الشديد والكبس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).
(2)
الجهد: بضم الجيم الوسع والطاقة، وبالفتح المشقة، وقيل المبالغة والغاية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جهد).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فأَخَذَنِي فغَطَّنِي".
(4)
[العلق: 1].
(5)
[العلق: 5]. ولأبي ذر وعليه صح: " {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ".
(6)
بوادره: جمع بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بدر).
(7)
زملوني: من التزميل: وهو التغطية بالثياب ولف الجسم بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زمل).
(8)
الروع: الفزع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روع).
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وأَخْبَرَ".
(10)
"عَلَى نفسي فقالت" لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَيَّ فقالَتْ".
(11)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لا يُحْزِنُكَ".
(12)
الكل: بالفتح: الثِّقْل من كل ما يُتَكَلَّفُ. والكَلُّ: العيال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلل).
وَتَقْرِي
(1)
الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ
(2)
الْحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو
(3)
أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَي ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ
(4)
وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ
(5)
الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا
(6)
أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " فَقَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا
(8)
جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا
(9)
. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ
(10)
وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ
(11)
الْوَحْيُ فَتْرَةً، حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ
(1)
تقري: تطعم وتكرم. (انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار)(2/ 181).
(2)
نوائب: جمع نائبة، وهي ما ينوب الإنسان، أي: ينزل به من المهمات والحوادث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوب).
(3)
للأصيلي: "أَخِي أَبِيها" وعليه صح، هكذا في النسخ المعتمدة. ونسبها في الفتح لابن عساكر كما في القسطلاني. اهـ.
(4)
بعده على حاشية البقاعي: "له" ونسبه لنسخة وعليه صح.
(5)
الناموس: صاحب السر والمراد جبريل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نمس).
(6)
جذعا: الجَذَع: الشاب الفتي، وأصل الجذع من الإبل: ما دخل في السَّنَة الخامسة، ومن البَقر والمَعْز ما دخل في السَّنَة الثَّانية، وقيل: البقر في الثالثة، ومن الضأن ما تَمَّت له سَنَةٌ، وقيل: أقل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذع).
(7)
عليه صح.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِمْثِلِ ما جِئتَ".
(9)
مؤزرا: بالغًا شديدًا. من الأزْر وهو القوة والشدة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أزر).
(10)
ينشب: يلبث. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: نشب).
(11)
فتر: الفترة: التأخر مدة من الزمان. (انظر: هدي الساري)(ص 27).
مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى
(1)
مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ
(2)
الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ
(3)
جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى
(4)
لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ
(5)
وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْي غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ
(6)
ابْنُ عَبَّاسٍ
(7)
{فَالِقُ الإِصْبَاحِ}
(8)
: ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ.
1 - باب رُؤْيَا الصَّالِحِينَ
(9)
وَقَوْلِهِ
(10)
تَعَالَى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
(11)
مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ
(12)
فَتْحًا قَرِيبًا}
(13)
.
(1)
يتردى: التردي: السقوط. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: ردا).
(2)
شواهق: عوالي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شهق).
(3)
بذروة: بأعلى. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: ذرو).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَدَا".
(5)
جأشه: قَلْبه ونَفْسه وجَنَانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جأش).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وقَالَ".
(7)
من قوله: "قال ابن عباس" ..... إلى قوله: "بالليل"، رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(8)
[الأنعام: 96].
* [6988][التحفة: خ م 16540 - خ م 16637]
(9)
في نسخة "الصَالِحَةِ".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "وقَوْلِ اللَّهِ".
(11)
لأبي ذر وعليه صح: " {آمِنِينَ} إلى قولِهِ: {فَتْحًا قَرِيبًا} ".
(12)
قوله: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ} ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(13)
[الفتح: 27].
• [6989] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
2 - الرُّؤْيَا
(1)
مِنَ اللَّهِ
• [6990] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
(2)
، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الرُّؤْيَا
(3)
مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ".
• [6991] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا
(4)
يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ
(5)
بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ
(6)
مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".
* [6989][التحفة: خ س ق 206]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بَابُ الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثني يَحْيَى وهُو ابنُ سَعيدٍ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الرُّؤْيَا الصَادِقَةُ مِنَ اللهِ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ".
* [6990][التحفة: ع 12135]
(4)
على حاشية البقاعي: "الرؤيا"، ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولْيَتَحَدَّثْ".
(6)
بعده على حاشية البقاعي: "باللَّه"، ونسبه لنسخة.
* [6991][التحفة: خ ت س 4092]
3 - بَابٌ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ
(1)
وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ
• [6992] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا لَقِيتُهُ بِالْيَمَامَةِ - عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْهُ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".
وَعَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
• [6993] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ
(1)
وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
• [6994] حدثنا
(2)
يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
رَوَاهُ
(3)
ثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَشُعَيْبٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
على حاشية البقاعي: "ستٍّ"، ونسبه لنسخة.
* [6992][التحفة: خ سي 12112]
* [6993][التحفة: خ م د ت س 5069]
(2)
قوله: "حدثنا" عليه صح، وهو عند أبي ذر مؤخر عن قوله: "رَوَاهُ
…
".
(3)
عليه صح، وهو مقدم عند أبي ذر عن قوله:"حدثنا يحيى بن قزعة". ولأبي ذر وعليه صح: " وَرَواهُ".
* [6994][التحفة: خ 13105]
• [6995] حدثني
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
4 - بَابُ الْمُبَشِّرَاتِ
(2)
• [6996] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ"، قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ".
5 - بَابُ رُؤْيَا يُوسُفَ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
(3)
(4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
(4)
. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [6995][التحفة: خ 4098]
(2)
المبشرات: جمع مبشرة وهي البشرى، والمراد أن الوحي ينقطع ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا. (انظر: فتح الباري لابن حجر) (12/ 375، 376).
* [6996][التحفة: خ 13160]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: " {سَاجِدِينَ} إلى قَوْلِهِ: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ".
(4)
[يوسف: 4 - 6].
رَبِّي حَقًّا
(1)
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
(2)
فَاطِرٌ وَالْبَدِيعُ وَالْمُبْتَدِعُ
(3)
وَالْبَارِئُ
(4)
وَالْخَالِقُ وَاحِدٌ، مِنَ الْبَدْءِ
(5)
بَادِئَةٍ.
6 -
(6)
رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام
-
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
(7)
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
(8)
.
قَالَ مُجَاهِدٌ {أَسْلَمَا} : سَلَّمَا مَا أُمِرَا بِهِ، {وَتَلَّهُ}
(9)
: وَضَعَ وَجْهَهُ
(10)
بِالْأَرْضِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: " {حَقًّا} إلى قَوْلِهِ: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} ".
(2)
[يوسف: 100، 101]. ولأبي ذر وعليه صح: "قال أبُو عَبْدِ اللَّهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "والمُبْدِعُ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "والْبادِئُ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "من البَدْوِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "باب رُؤْيا إبْراهِيمَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: " {السَّعْيَ} إلى قَوْلهِ: {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} ".
(8)
[الصافات: 102، 105].
(9)
[الصافات: 103].
(10)
على حاشية البقاعي: "جبهته"، ونسبه لنسخة.
7 - بَابُ التَّوَاطُؤِ
(1)
عَلَى الرُّؤْيَا
• [6997] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه
(2)
، أَنَّ أُنَاسًا
(3)
أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، وَأَنَّ أُنَاسًا أُرُوا أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ".
8 - بَابُ رُؤْيَا أَهْلِ السُّجُونِ وَالْفَسَادِ وَالشِّرْكِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ
(4)
قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ
(5)
مُتَفَرِّقُونَ}
(6)
.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ
(7)
لِبَعْضِ الْأَتْبَاعِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ {(أَرْبَابٌ) مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ
(1)
عليه صح.
(2)
عنه كذا هو بضمير الإفراد في اليونينية.
(3)
على حاشية البقاعي: "ناسًا" ونسبه لأبي ذر عن الكشميهني.
* [6997][التحفة: خ 6886]
(4)
لأبي ذر وعليه صح " {فَتَيَانِ} إلَى قَوْلِهِ: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} ".
(5)
{أَأَرْبَابٌ} في بعض النسخ المعتمدة بيدنا: "أرباب" بهمزة واحدة.
(6)
[يوسف: 36 - 39].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال الفُضَيلُ عند قَوْلِهِ {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ}: "{أَأَرْبَابٌ} ".
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ (دَأْبًا) فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ}
(1)
.
{وَادَّكَرَ}
(2)
: افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرَ
(3)
، {أُمَّةٍ}
(4)
: قَرْنٍ
(5)
وَتُقْرَأُ
(6)
أَمَهٍ نِسْيَانٍ،
(1)
[يوسف: 39 - 50].
(2)
[يوسف: 45]. وقوله: " {وَادَّكَرَ}
…
" عليه صح. وهو عند أبي ذر مؤخر عن قوله: "{تُحْصِنُونَ}
…
".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ ذَكَرْتُ".
(4)
[يوسف: 45].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: " {أُمَّةٍ}: قَرْنٍ".
(6)
"وَيُقْرَأُ" بالمثناة الفوقية والتحتية معا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يَعْصِرُونَ}
(1)
: الْأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ. {تُحْصِنُونَ}
(2)
: تَحْرُسُونَ.
• [6998] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ، أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُهُ".
9 - بَابُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ
• [6999] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي".
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ
(3)
.
• [7000] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي، وَ
(4)
رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
(1)
[يوسف: 49].
(2)
[يوسف: 48].
* [6998][التحفة: خ م س 12932]
(3)
قوله: "قال أبُو عَبْدِ اللهِ: قال ابنُ سِيرِينَ: إذَا رَآهُ في صُورَتِهِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [6999][التحفة: خ م س 15310]
(4)
ليس عند ابن عساكر.
* [7000][التحفة: خ تم 455]
• [7001] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَنْفِثْ
(1)
عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَزَايَا
(2)
بِي".
• [7002] حدثنا خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ".
تَابَعَهُ يُونُسُ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ
• [7003] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي".
10 - باب رُؤْيَا اللَّيْلِ
رَوَاهُ سَمُرَةُ.
• [7004] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ،
(1)
فلينفث: النفث: شبيه بالنفخ، وهو أقل من التَّفْل؛ لأن التَّفْل لا يكون إلا معه شيء من الريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفث).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لا يَتَرَاءَى بِي".
يتزايا: يصير مرئيًّا بصورتي. (انظر: عمدة القاري)(24/ 141).
* [7001][التحفة: ع 12135]
* [7002][التحفة: خ م تم 12136]
* [7003][التحفة: خ 4097]
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ الْبَارِحَةَ إِذْ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، حَتَّى وُضِعَتْ فِي يَدِي".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمْ تَنْتَقِلُونَهَا
(1)
.
• [7005] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ
(2)
كَأَحْسَنِ
(3)
مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ
(4)
كَأَحْسَنِ
(3)
مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا
(5)
تَقْطُرُ مَاءً، مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ
(3)
رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ
(6)
إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ
(7)
قَطَطٍ
(8)
، أَعْوَرِ
(3)
الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ
(9)
، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ".
(1)
لأبي ذر عن الحموي: "تَنْتَثِلُونَها".
* [7004][التحفة: خ 14450]
(2)
آدم: أسمر. (انظر: كشف المشكل من حيث الصحيحين)(2/ 321).
(3)
عليه صح.
(4)
لِمَّة: اللمة بكسر اللام شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذنين وحاذاهما. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم)(ص 182).
(5)
رجلها: الترجل والترجيل: تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رجل).
(6)
ليس عند أبي ذر. ولأبي ذر وعليه صح: "وَإذَا".
(7)
جعد: الجعودة في الشعر إذا كان منثنيًا. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين)(ص 149).
(8)
قطط: شديد الجعودة مثل رءوس السودان. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 158).
(9)
طافية: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء، وقيل: البارزة من بين صواحبها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 326).
* [7005][التحفة: خ م 8373]
• [7006] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أُرِيتُ
(1)
اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
وَ
(2)
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَوْ
(3)
أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
وَقَالَ شُعَيْبٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَكَانَ مَعْمَرٌ لَا يُسْنِدُهُ حَتَّى كَانَ بَعْدُ.
11 - باب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا
(5)
اللَّيْلِ.
• [7007] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى
(1)
لابن عساكر: "رَأيْتُ".
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
لابن عساكر: "وأبَا هُرَيْرَةَ".
(4)
قوله: "عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم" ليس عند ابن عساكر.
* [7006][التحفة: خ م د س ق 5838 - خ م 14109]
(5)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي.
أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. قَالَتْ: فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ - أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، شَكَّ إِسْحَاقُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَاسٌ
(1)
مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ، غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ" كَمَا قَالَ فِي الْأُولَى، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ"، فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ
(2)
مِنَ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ.
12 - بَابُ رُؤْيَا النِّسَاءِ
• [7008] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي
(3)
عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ - امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ قُرْعَةً، قَالَتْ: فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ: لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "أُناسٌ".
(2)
قوله: "حِين خَرَجَتْ" عليه صح.
* [7007][التحفة: خ م د ت س 199]
(3)
لابن عساكر: "عَنْ عُقَيْلٍ".
أَكْرَمَهُ؟ " فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا هُوَ فَوَاللَّهِ، لَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَاذَا يُفْعَلُ بِي"، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ
(1)
أَحَدًا أَبَدًا.
• [7009] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا، وَقَالَ:"مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ"، قَالَتْ: وَأَحْزَنَنِي فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ذَلِكَ
(2)
عَمَلُهُ".
13 - بَابٌ الْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا
(3)
حَلَمَ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عز وجل
-
• [7010] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفُرْسَانِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمُ الْحُلُمَ
(4)
يَكْرَهُهُ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَلَنْ يَضُرَّهُ".
(1)
لابن عساكر: "أحَدًا بَعْدَهُ".
* [7008][التحفة: خ س 18338]
(2)
"ذَلِكِ" كذا بالضبطين في اليونينية. ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ذَاكِ".
* [7009][التحفة: خ س 18338]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَإذَا".
(4)
قوله: "الحُلُمَ" كذا في هذا الموضع من اليونينية اللام مضمومة، قال في "الفتح": والحُلْمُ بضم المهملة وسكون اللام وقد تضم. اهـ. كذا بهامش الفرع الذي بيدنا.
* [7010][التحفة: ع 12135]
14 - بَابُ اللَّبَنِ
• [7011] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ
(1)
أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي - يَعْنِي - عُمَرَ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".
15 - بَابٌ إِذَا جَرَى اللَّبَنُ فِي أَطْرَافِهِ أَوْ أَظَافِيرِهِ
(2)
• [7012] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ
(3)
مِنْ
(4)
أَطْرَافِي
(5)
، فَأَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".
(1)
رقم له بعلامة الكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وعليه صح وكذا للأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت، وعليه صح:"في أظَافِيرِي"
* [7011][التحفة: خ م ت س 6700]
(2)
لابن عساكر: "وَأظَافِيرِهِ".
(3)
في نسخة: "يَجرِي".
(4)
في نسخة: "في أطْرَافِي".
(5)
قوله: "يخرج من أطرافي" وقع على حاشية البقاعي: "يجري في أظفاري"، ونسبه لنسخة.
* [7012][التحفة: خ م ت س 6700]
16 - بَابُ الْقَمِيصِ
(1)
فِي الْمَنَامِ
• [7013] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا
(2)
أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ
(3)
، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ
(4)
، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ"، قَالُوا: مَا أَوَّلْتَ
(5)
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ".
17 - بَابُ جَرِّ الْقَمِيصِ فِي الْمَنَامِ
• [7014] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ
(6)
، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجْتَرُّهُ
(7)
"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "القُمُصِ".
(2)
على حاشية البقاعي: "بينا"، ونسبه لنسخة.
(3)
عليه صح، وليس عند ابن عساكر، وأبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "الثُّدِيَّ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "أوَّلْتَهُ".
* [7013][التحفة: خ م ت س 3961]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "الثُّدِيُّ".
(7)
لابن عساكر: "يَجُرُّهُ".
* [7014][التحفة: خ م ت س 3961]
18 - بَابُ الْخُضَرِ
(1)
فِي الْمَنَامِ وَالرَّوْضَةِ الْخَضْرَاءِ
• [7015] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ
(2)
: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَابْنُ عُمَرَ، فَمَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ قَالُوا كَذَا وَكَذَا، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا مَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّمَا رَأَيْتُ كَأَنَّمَا عَمُودٌ وُضِعَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فَنُصِبَ
(3)
فِيهَا وَفِي رَأْسِهَا عُرْوَةٌ، وَفِي أَسْفَلِهَا مِنْصَفٌ - وَالْمِنْصَفُ الْوَصِيفُ
(4)
- فَقِيلَ: ارْقَهْ فَرَقِيتُ
(5)
حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَمُوتُ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى".
19 - بَابُ كَشْفِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَنَامِ
• [7016] حدثنا
(6)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ إِذَا
(1)
"الْخُضَرِ" كذا ضبطها في اليونينية بفتح الضاد، وفي "فتح الباري":"الخُضْرِ" بسكونها جمع أخضر وهو اللون المعروف في الثياب وغيرها. اهـ.
(2)
رقم عليه خف أي بتخفيف الباء.
(3)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "قَبَضْتُ".
(4)
الوصيف: الخادم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 15).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَرَقِيتُهُ ".
* [7015][التحفة: خ م 5332]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ
(1)
حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ".
20 - بَابُ ثِيَابِ
(2)
الْحَرِيرِ فِي الْمَنَامِ
• [7017] حدثنا مُحَمَّدٌ
(3)
، أَخْبَرَنَا
(4)
أَبُو مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ: رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ
(5)
أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُنْ
(6)
هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقُلْتُ: اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ
(7)
أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ
(6)
هَذَا
(8)
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَرَقةٍ مِنْ حَرِيرٍ".
سرقة: قطعة من جيِّد الحرير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سرق).
* [7016][التحفة: خ م 16810]
(2)
قوله: "ثياب" ليس عند ابن عساكر.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "محمدٌ هُوَ أبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ". ولأبي ذر عن المستملي: "مُحمدُ بنُ سَلَامٍ".
(4)
لابن عساكر: "أخبرني".
(5)
كذا في نسخة لابن عساكر. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني، ولابن عساكر:"فَإذَا هُوَ".
(6)
عليه صح.
(7)
كذا في نسخة لابن عساكر. ولابن عساكر أيضا: "فَإذَا هُوَ".
(8)
لابن عساكر: "إنْ يَكُنْ هذا".
* [7017][التحفة: خ 17209]
21 - بَابُ الْمَفَاتِيحِ فِي الْيَدِ
• [7018] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدِي".
قَالَ
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
: وَبَلَغَنِي أَنَّ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ الْأُمُورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ، وَالْأَمْرَيْنِ أَوْ نَحْوَ
(3)
ذَلِكَ.
22 - بَابُ التَّعْلِيقِ بِالْعُرْوَةِ وَالْحَلْقَةِ
• [7019] حدثني
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ح. وَحَدَّثَنِي خَلِيفَةُ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ وَسَطَ
(5)
الرَّوْضَةِ عَمُودٌ، فِي أَعْلَى الْعَمُودِ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ، قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي وَصِيفٌ فَرَفَعَ
(6)
ثِيَابِي فَرَقِيتُ، فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا مُسْتَمْسِكٌ بِهَا، فَقَصَصْتُهَا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ".
(2)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
"أوْ نَحْوَ" هكذا بالنصب في بعض النسخ المعتمدة بيدنا.
* [7018][التحفة: خ 13216]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"وَوَسَطَ"، سين وسط في رواية غير أبي ذر، والأصيلي غير مضبوطة في اليونينية والطاء مفتوحة، وفي روايتهما بفتح السين والطاء فحرر. اهـ. مصححه.
(6)
عليه صح.
عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "تِلْكَ الرَّوْضَةُ رَوْضَةُ الْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ
(1)
الْوُثْقَى، لَا تَزَالُ مُسْتَمْسِكًا بِالْإِسْلَامِ
(2)
حَتَّى تَمُوتَ".
23 - بَابُ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ تَحْتَ وِسَادَتِهِ
24 - بَابُ الْإِسْتَبْرَقِ وَدُخُولِ الْجَنَّةِ فِي الْمَنَامِ
• [7020] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي يَدِي سَرَقَةً مِنْ حَرِيرٍ، لَا أَهْوِى
(3)
بِهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ"، أَوْ قَالَ:"إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ".
25 - بَابُ الْقَيْدِ فِي الْمَنَامِ
• [7021] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ عَوْفًا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُسْتَمْسِكًا بِهَا".
* [7019][التحفة: خ م 5332]
(3)
"لَا أَهْوِي" بفتح الهمزة في اليونينية وجميع الأصول التي بأيدينا وكذا ضبط القسطلاني قال: وقال العيني كابن حجر بضم الهمزة من الإهواء وهو الإيماء. اهـ.
* [7020][التحفة: خ م ت س 7514]
تَكَدْ تَكْذِبُ
(1)
رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ
(2)
".
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَُّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قَالَ: وَكَانَ يُكْرَهُ
(3)
الْغُلُّ
(4)
فِي النَّوْمِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ الْقَيْدُ، وَيُقَالُ
(5)
: الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.
وَرَوَى قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَأَبُو هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَدْرَجَهُ
(6)
بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ، وَحَدِيثُ عَوْفٍ أَبْيَنُ.
وَقَالَ يُونُسُ: لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْقَيْدِ.
قال
(7)
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَا تَكُونُ الْأَغْلَالُ إِلَّا فِي الْأَعْنَاقِ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤمِنِ تَكْذِبُ".
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت، وعليه صح:"وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "يَكْرَهُ الغُلَّ".
(4)
الغل: الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غلل).
(5)
لأبي ذر عن الحموي: "وقال".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وأَدْرَجَ".
(7)
من قوله: "قال أبو عبد اللَّه"
…
إلى قوله: "الأعناق" لأبي ذر عن الكشميهني.
* [7021][التحفة: خ 14484]
26 - بَابُ الْعَيْنِ الْجَارِيَةِ فِي الْمَنَامِ
• [7022] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ - وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتِ
(1)
الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ: لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَ:"وَمَا يُدْرِيكِ"؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ، قَالَ: "أَمَّا هُوَ، فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي
(2)
وَلَا بِكُمْ"، قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَوَاللَّهِ، لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ
(3)
لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ
(4)
عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:"ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ".
27 - باب نَزْعِ
(5)
الْمَاءِ مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى يَرْوَى النَّاسُ
رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
• [7023] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني والمستملي: "أقْرَعَت".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني والمستملي: "مَا يُفْعَلُ بِهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"وَأُرِيتُ".
(4)
على حاشية البقاعي: "المنام"، ونسبه لنسخة.
* [7022][التحفة: خ س 18338]
(5)
في نسخة: "نَزْحِ المَاءِ".
"بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا، إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا
(1)
أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ فَغَفَرَ
(2)
اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ
(3)
الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ
(4)
فِي يَدِهِ غَرْبًا
(5)
فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا
(6)
مِنَ النَّاسِ يَفْرِى
(7)
فَرْيَهُ
(8)
، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ
(9)
".
28 - بَابُ نَزْعِ الذَّنُوبِ وَالذَّنُوبَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ
(10)
بِضَعْفٍ
• [7024] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى
(11)
، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: قَالَ: "رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا
(1)
ذنوبا: هي الدلو العظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذنب).
(2)
لأبي ذر، وعليه صح:"يَغْفِرُ اللَّهُ".
(3)
"ابنُ الخَطَّابِ" كذا في اليونينية. وفي بعض الأصول الصحيحة "عُمَرُ بنُ الخطاب".
(4)
فاستحالت: تحولت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).
(5)
غربا: هي الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).
(6)
عبقريا: عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبقر).
(7)
يفري: أصل الفري: القطع. يقال: فريت الشيء أفريه فريا إذا شققته وقطعته للإصلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).
(8)
لأبي ذر، وعليه صح:"فَرِيَّهُ".
(9)
بعطن: هو مبرك الإبل حول الماء، والمعنى: رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها، ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح اللَّه عليهم من الأمصار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عطن).
* [7023][التحفة: خ 7692]
(10)
قوله: "مِنَ البِئْرِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(11)
لأبي ذر وعليه صح: "مُوسَى بنُ عُقْبَةَ".
فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ ابْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ
(1)
مِنَ
(2)
النَّاسِ يَفْرِي
(3)
فَرْيَهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ".
• [7025] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(4)
عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ
(5)
وَعَلَيْهَا دَلْوٌ فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ".
29 - باب الاِسْتِرَاحَةِ فِي الْمَنَامِ
• [7026] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنِّي عَلَى حَوْضٍ
(6)
أَسْقِي النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرِيحَنِي،
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "عبقريًّا"، ونسبه لنسخة.
(2)
للكشميهني: "فِي الناسِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ يَفْرِي فَرِيَّهُ".
* [7024][التحفة: خ م ت س 7022]
(4)
لابن عساكر: "عَنْ عُقَيْلٍ".
(5)
قليب: القليب: هي البئر التي لم تطوَ (تُبن). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).
* [7025][التحفة: خ م 13212]
(6)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "حَوْضِي".
فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ".
30 - بَابُ الْقَصْرِ فِي الْمَنَامِ
• [7027] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
(1)
، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ
(2)
مُدْبِرًا"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ قَالَ: أَعَلَيْكَ
(3)
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُ.
• [7028] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِلَّا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ"، قَالَ: وَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
* [7026][التحفة: خ 14733]
(1)
قوله: "بنِ الخَطَّابِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "فَوَلَّيْتُ مِنْها مُدْبِرًا".
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني: "أعَلَيْكَ"، هكذا في النسخ التي بأيدينا الهمزة عليها علامة الثبوت لأبي ذر عن الكشميهني، قال القسطلاني: وسقطت الهمزة لأبي ذر عن الكشميهني فحرر. اهـ. مصححه.
* [7027][التحفة: خ ق 13214]
* [7028][التحفة: خ س 3065]
31 - بَابُ الْوُضُوءِ فِي الْمَنَامِ
• [7029] حدثني يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا"، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: عَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ
(1)
وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُ.
32 - بَابُ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ
• [7030] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ
(2)
الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطِفُ
(3)
رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ. أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ".
وَابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.
(1)
عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر، وليس عند ابن عساكر.
* [7029][التحفة: خ ق 13214]
(2)
سبط: مسترسل منبسط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).
(3)
ينطف: يقطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطف).
* [7030][التحفة: خ 6854]
33 - بَابٌ إِذَا أَعْطَى فَضْلَهُ غَيْرَهُ فِي النَّوْمِ
• [7031] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي، ثُمَّ
(1)
أَعْطَيْتُ فَضْلَهُ
(2)
عُمَرَ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "العِلْمَُ".
34 - بَابُ الْأَمْنِ وَذَهَابِ الرَّوْعِ فِي الْمَنَامِ
• [7032] حدثني
(3)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ
(5)
السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ كَانَ فِيكَ
(6)
خَيْرٌ
(7)
لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ لَيْلَةً
(8)
قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا
(1)
عليه صح.
(2)
عليه صح، ورقم عليه لأبي ذر، وليس عند ابن عساكر.
* [7031][التحفة: خ م ت س 6700]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيِّ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَدَثُ".
(6)
"فِيكَ" فتح الكاف من الفرع.
(7)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "خَيْرًا".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ذَاتَ لَيْلَةٍ"، وعليه صح.
فَأَرِنِي رُؤْيَا، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَِقْمَعَةٌ
(1)
مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَا
(2)
بِي إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ
(3)
بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: لَنْ تُرَاعَ
(4)
نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ تُكْثِرُ
(5)
الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا
(6)
بِي عَلَى شَفِيرِ
(7)
جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ
(8)
مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ
(9)
كَقَرْنِ
(10)
الْبِئْرِ، بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ، رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ
(1)
مقمعة: هي سوط يعمل من حديد، رأسها معوجة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قمع).
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر في نسخة:"يُقْبِلانِ"، وعليه صح. ونسبه على حاشية البقاعي للأصيلي أيضا.
(3)
للأصيلي: "إنِّي أعُوذُ".
(4)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر أيضا عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"لَمْ تُرَعْ".
تراع: تفزع، أَي لَا فزع عَلَيْك وَلم تقصد بِهِ. (انظر: مشارق الأنوار) (1/ 302).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَوْ كُنْتَ تُكثِرُ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حَتَّى وَقَفُوا وَجَهَنَّمُ مَطْوِيَّةٌ".
(7)
قوله: "بِي عَلَى شَفِيرِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
شفير: حرف وجانب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شفر).
(8)
قوله: "فإذَا هِي" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَها قُرُونٌ".
(10)
وقوله: "كَقَرْنِ" هي بالإفراد في جميع النسخ التي بأيدينا وفي النسخ التي شرح عليها القسطلاني كُقُرُونِ بالجمع.
كقرن: هي الدعامة من البناء أو الخشب يقابلها دعامة أخرى تمتد عليهما الخشبة التي تعلق فيها البكرة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 179).
عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ
(1)
". فَقَالَ
(2)
نَافِعٌ: لَمْ يَزَلْ
(3)
بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ.
35 - بَابُ الْأَخْذِ عَلَى الْيَمِينِ فِي النَّوْمِ
• [7033] حدثني
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ
(5)
صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ
(6)
مَنْ رَأَى مَنَامًا قَصَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي مَنَامًا يُعَبِّرُهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ
(7)
إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذَا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ
(6)
عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ.
(1)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "لَوْ كان يُصَلِّي من اللَّيْلِ".
(2)
لابن عساكر: "قال".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَلَمْ يَزَلْ".
* [7032][التحفة: خ م ق 15805]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولِ اللَّهِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فكانَ".
(7)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر أيضا عن الحموي والمستملي، وللأصيلي، وابن عساكر كلهم:"لَمْ تُرَعْ".
* [7033][التحفة: خ م ق 15805]
36 - بَابُ الْقَدَحِ فِي النَّوْمِ
• [7034] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(1)
، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".
37 - بَابٌ إِذَا طَارَ الشَّيْءُ فِي الْمَنَامِ
• [7035] حدثني
(2)
سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(3)
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ
(4)
عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ
(5)
، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ
(6)
أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ
(7)
مِنْ ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُمَا
(8)
وَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لَيْثٌ".
* [7034][التحفة: خ م ت س 6700]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
زاد بعده أبو ذر وعليه صح: "أبُو عَبْدِ اللَّهِ الجَرْمِيُّ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني وكذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أبي عُبَيْدَةَ"، قال في "الفتح": الصواب "ابن". اهـ. قسطلاني.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ذُكِرَ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أُرِيتُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "إسْوارَانِ". وعلى حاشية البقاعي: "إسوارين"، ونسبه لنسخة.
(8)
عليه صح. "فَفَظِعْتُهُما" بفتح الفاء الثانية عند أبي ذر.
فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزٌ
(1)
بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ.
38 - بَابٌ إِذَا رَأَى بَقَرًا تُنْحَرُ
• [7036] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ
(3)
، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهُ
(4)
خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ
(5)
بِهِ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ".
39 - بَابُ النَّفْخِ فِي الْمَنَامِ
• [7037] حدثني
(2)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا
(6)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ".
(1)
قالت لجنة تصحيح "السلطانية" بمشيخة الأزهر: "الصواب تنوينه؛ لأنه مصروف".
* [7035][التحفة: خ 5829]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(3)
"أوْ هَجَرٌ" هكذا بالصرف في النسخ المعتمدة، وفي القسطلاني أنها بمنع الصرف. ولأبي ذر وعليه صح، وكذا للأصيلي، وابن عساكر:"أو الْهَجَرُ".
(4)
"واللَّهُ خَيْرٌ" ضبط لفظ الجلالة بالوجهين في النسخ المعتمدة بيدنا مصححًا على الجر.
(5)
"آتانَا اللَّهُ بِهِ": لفظ: "به" ثابت في جميع النسخ المعتمدة ساقط من نسخة القسطلاني.
* [7036][التحفة: خ م س ق 9043]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
* [7037][التحفة: خ م 14707]
• [7038] وَقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُوتِيتُ
(1)
خَزَائِنَ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ
(2)
فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا
(3)
، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ".
40 - بَابٌ إِذَا رَأَى أَنَّهُ أَخْرَجَ الشَّيْءَ مِنْ كُورَةٍ فَأَسْكَنَهُ مَوْضِعًا آخَرَ
• [7039] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَأَيْتُ كَأَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ - وَهِيَ الْجُحْفَةُ - فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَيْهَا".
41 - بَابُ الْمَرْأَةِ السَّوْدَاءِ
• [7040] حدثنا
(4)
أَبُو بَكْرٍ
(3)
الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
(1)
على آخره صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَوَضَعَ في يَدَيَّ سِوَارَيْنِ".
(3)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
* [7038][التحفة: خ م 14707]
* [7039][التحفة: خ ت س ق 7023]
(4)
كذا ثبت في نسخة، ولابن عساكر، وأبي ذر وعليه صح:"حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ".
الْمَدِينَةِ: "رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةَ
(1)
، فَتَأَوَّلْتُهَا
(2)
أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ".
وَهِيَ الْجُحْفَةُ.
42 - بَابُ الْمَرْأَةِ الثَّائِرَةِ الرَّأْسِ
• [7041] حدثني
(3)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي
(3)
سُلَيْمَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ
(4)
، فَأَوَّلْتُ
(5)
أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى
(6)
مَهْيَعَةَ
(7)
".
وَهِيَ الْجُحْفَةُ
(8)
.
(1)
لابن عساكر: "مَهْيَعَةَ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأوَّلْتُها".
* [7040][التحفة: خ ت س ق 7023]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِمَهْيَعَةَ - وهِيَ الجُحْفَةُ".
(5)
قوله: "فأَوَّلْتُ" مؤخر عند أبي ذر، وابن عساكر على قوله:"وهِيَ الْجُحْفَةُ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"نُقِلَ إلَيْهَا" هكذا في النسخ التي بأيدينا وقال القسطلاني: ولأبي ذر: "نقل إلى الجحفة" ولابن عساكر: "نقل إليها". اهـ.
(7)
ليس عند ابن عساكر وأبي ذر، وعليه صح.
(8)
قوله: "وهِيَ الْجُحْفَةُ" عليه صح، ومقدم عند أبي ذر، وابن عساكر على قوله:"فأَوَّلْتُ".
* [7041][التحفة: خ ت س ق 7023]
43 - بَابٌ إِذَا هَزَّ سَيْفًا فِي الْمَنَامِ
• [7042] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ فِي رُؤْيَا
(1)
أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ".
44 - بَابُ مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ
• [7043] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ تَحَلَّمَ
(2)
بِحُلُْمٍ
(3)
لَمْ يَرَهُ - كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ - صُبَّ فِي أُذُنِهِ
(4)
الْآنُكُ
(5)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ".
قَالَ سُفْيَانُ: وَصَلَهُ لَنَا أَيُّوبُ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "في رُؤْيَايَ".
* [7042][التحفة: خ م س ق 9043]
(2)
تحلم: أي: قال إنه رأى في النوم ما لم يره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حلم).
(3)
بالضبطين وكتب فوقه معًا.
(4)
لابن عساكر: "في أُذُنَيْهِ".
(5)
الآنك: الرصاص الأبيض، وقيل: الأسود. وقيل: هو الخالص منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أنك).
وَقَالَ قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ: مَنْ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي هَاشِمٍ
(1)
الرُّمَّانِيِّ
(2)
، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ: مَنْ صَوَّرَ
(3)
…
وَمَنْ تَحَلَّمَ
…
وَمَنِ اسْتَمَعَ
…
• [7044] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "مَنِ اسْتَمَعَ
…
وَمَنْ تَحَلَّمَ
…
وَمَنْ صَوَّرَ
…
نَحْوَهُ.
تَابَعَهُ هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ.
• [7045] حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مِنْ أَفْرَى
(4)
الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ
(5)
".
45 - بَابٌ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَا يُخْبِرْ بِهَا وَلَا يَذْكُرْهَا
• [7046] حدثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَنْ أبِي هِشَامٍ".
(2)
عليه صح صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ صَوَّرَ صُورَةً".
* [7043][التحفة: خ د ت س ق 5986 - خت س 14252]
* [7044][التحفة: خ 6058 - خت 6229]
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"إنَّ مِنْ أفْرَى".
أفرى الفِرَى: أكذب الكذب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).
(5)
لابن عساكر: "مَا لَمْ تَرَهُ".
* [7045][التحفة: خ 7206]
سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى
(1)
الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: وَأَنَا كُنْتُ
(2)
لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ
(3)
ثَلَاثًا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ".
• [7047] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ
(4)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا
(5)
وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَنْ
(6)
تَضُرَّهُ".
46 - بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ
• [7048] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
(1)
لابن عساكر: "أرَى يَعْنِي الرُّؤْيَا".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "كُنْتُ أرَى".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلْيَتْفُلْ".
ليتفل: التفل: نَفْخٌ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النَّفْث. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تفل).
* [7046][التحفة: ع 12135]
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "عَنْ يَزِيدَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الْهَادِ اللَّيْثِي".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَلَيْهِ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لا تَضُرُّهُ".
* [7047][التحفة: خ ت س 4092]
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً
(1)
تَنْطُِفُ
(2)
السَّمْنَ وَالْعَسَلَ فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ
(3)
مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ
(4)
وَاصِلٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ
(5)
رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ
(5)
رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ
(5)
رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ
(6)
، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي
(6)
فَأَعْبُرَهَا
(7)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اعْبُرْ"
(8)
، قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُِفُ
(9)
مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ تَنْطُِفُ
(9)
، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ
(10)
رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ
(11)
رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا"، قَالَ: فَوَاللَّهِ
(12)
، لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ:"لَا تُقْسِمْ".
(1)
ظلة: سحابة. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 328).
(2)
كذا بالضبطين على الطاء، وعليه معًا.
(3)
يتكففون: يأخذون بأكفهم. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 319).
(4)
سبب: أي: الحبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبب).
(5)
لابن عساكر: "أخَذَهُ".
(6)
عليه صح.
(7)
عليه صح.
فأعبرها: فأُؤوِّلها وأُفسِّرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبر)
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "اعْبُرْهَا".
(9)
بالضبطين ورقم عليه: "معا".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "يَأْخُذُ بِهِ".
(11)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَأْخُذُ بِهِ".
(12)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"فَوَاللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ".
* [7048][التحفة: خ م د س ق 5838]
47 - بَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ
• [7049] حدثني
(1)
مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا
(2)
يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: "هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا؟ " قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: "إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي
(3)
وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي
(4)
بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ
(5)
رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ
(6)
الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ
(7)
الْأُولَى، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟! قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقْ
(8)
، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ
(9)
مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ، فَيُشَرْشِرُ
(10)
شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَعْنِي مِمَّا يُكْثِرُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وعليه صح:"انْبَعَثَا بِي".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "يُهْوِي".
(5)
فيثلغ: يُهَشّم. (انظر: غريب الحديث للخطابي)(1/ 677).
(6)
رقم عليه لابن عساكر في نسخة وعلى آخره صح، ولأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر، وضبب عليه:"فَيَتَدَهْدَأُ". وللكشميهني: "فَيَتَدَادَا". ولأبي ذر عن الحموي: "فَيتَدَهْدَهُ" ومعناه: يتدحرج. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: دهدا).
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "مَرَّةَ الأُولَى".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "انْطَلِقِ انْطَلِقْ".
(9)
بكلوب: حديدة معوجة الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة كلب).
(10)
فيشرشر: يُشَقِّقه ويقطِّعه. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: شرشر).
وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ - قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ - قَالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟! قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقْ
(1)
، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ
(2)
- قَالَ: فَأَحْسِبُ
(3)
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ
(4)
وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا
(5)
، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا
(6)
: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقِ
(7)
انْطَلِقْ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ
(8)
لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا
(9)
رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر في نسخة:"انْطَلِقِ انْطَلِقْ"، وبعده صح.
(2)
التنور: الذي يخبز فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: تنر).
(3)
لابن عساكر: "وَأحْسِبُ".
(4)
لغط: صوت وضجة لا يفهم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: لغط).
(5)
رقم عليه لأبي ذر وعليه صح. "وضَوْضَوْا" هي بلا همز قاله الجوهري. اهـ. من اليونينية.
ضوضوا: ضجوا واستغاثوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: ضوضو).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "لَهُمْ".
(7)
عليه صح.
(8)
فيفغر: يفتح. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: فغر).
(9)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَمَا رَجَعَ".
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ
(1)
، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ
(2)
يَحُشُّهَا
(3)
وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ
(4)
فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ
(5)
الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَي
(6)
الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا
(7)
؟ مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: قَالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ
(8)
عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ
(9)
مِنْهَا، وَلَا أَحْسَنَ
(10)
، قَالَ: قَالَا لِي: ارْقَ فِيهَا، قَالَ: فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ
(11)
مَا أَنْتَ رَاءٍ
(12)
، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ
(11)
مَا أَنْتَ رَاءٍ
(12)
، قَالَ: قَالَا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ، قَالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ
(1)
كريه المرآة: قبيح المنظر. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: رأي).
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"نَارٌ لَهُ".
(3)
يحشها: يوقدها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشش).
(4)
عليه صح.
معتمة: وافية النيات طويلته. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: عمم).
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لَوْنِ الرَّبِيعِ".
(6)
بين ظهري: المراد وسطها. (انظر: فتح الباري لابن حجر)(2/ 443).
(7)
عليه صح. وقوله: "ما هذا" ليس عند أبي ذر.
(8)
على حاشية البقاعي: "دوحة"، ونسبه لنسخة.
(9)
قوله: "أعْظَمَ" مؤخر عن قوله: "أحْسَنَ" عند ابن عساكر.
(10)
قوله: "أحسن" مقدم عن قوله: "أعظم" عند ابن عساكر.
(11)
عليه صح.
(12)
لأبي ذر وعليه صح: "رَائِي".
مَاءَهُ الْمَحْضُ
(1)
فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، قَالَ: قَالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ
(2)
الْبَيْضَاءِ، قَالَ: قَالَا لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالَا: أَمَّا الْآنَ فَلَا، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ
(3)
رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟! قَالَ: قَالَا لِي: أَمَا
(4)
إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُِضُهُ
(5)
، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ - وَعَيْنُهُ
(4)
إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ
(6)
، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ
(4)
الَّذِي عِنْدَ النَّارِ
(7)
يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ،
(1)
المحض: اللبن الخالص. (انظر: الفائق في غريب الحديث والأثر)(2/ 280).
(2)
الربابة: السحابة التي ركب بعضها بعضًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة: ربب).
(3)
عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(4)
عليه صح.
(5)
رقم على الفاء الثانية بالضبطين معًا، أي: بالضم والكسر. وكتب بجواره الكسرة: صح.
يرفضه: يرفض تلاوته حتى ينساه، أو يرفض العمل به. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين) (2/ 38).
(6)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"الحِجَارَة".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عِنْدَهُ النَّارُ".
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ"، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(1)
، وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ
(2)
مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ مِنْهُمْ
(3)
قَبِيحًا فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ".
* * *
(1)
ليس عند ابن عساكر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "شَطْرًا مِنْهُمْ حَسَنٌ". ولأبي ذر أيضا وعليه صح، وللأصيلي، وابن عساكر:"شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"وشَطْرًا مِنْهُمْ قَبِيحٌ". وفي نسخة أبي ذر: الصواب شطر وشطر. اهـ. من اليونينية، قال القسطلاني: وللنسفي والإسماعيلي بالرفع في الجميع.
* [7049][التحفة: خ م ت س 4630]
90 - كتابُ
(1)
الفِتَن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(2)
1 - مَا جَاءَ
(3)
فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}
(4)
وَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرُ مِنَ الْفِتَنِ
• [7050] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيَقُولُ
(5)
: لَا تَدْرِي مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى
(6)
".
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا، أَوْ نُفْتَنَ.
(1)
قوله: "كِتَابُ الفِتَنِ" مؤخر عن قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" عند أبي ذر وابن عساكر وعليه صح.
(2)
قوله: "بسم اللَّه الرَحْمن الرحيم" مقدم على قوله: "كِتَابُ الفِتَنِ"، عند أبي ذر وابن عساكر وعليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ ما جَاءَ".
(4)
[الأنفال: 25].
(5)
لأبي ذر وعليه صح وابن عساكر: "فيُقالَ".
(6)
القهقرى: المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).
* [7050][التحفة: خ م 15719]
• [7051] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرَطُكُمْ
(1)
عَلَى الْحَوْضِ، لَيُرْفَعَنَّ
(2)
إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمُ اخْتُلِجُوا
(3)
دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي، يَقُولُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".
• [7052] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ
(4)
وَرَدَهُ شَرِبَ
(5)
مِنْهُ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ
(6)
أَبَدًا، لَيَرِدُ
(7)
عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي
(8)
، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ".
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ
(9)
سَهْلًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
(1)
فرطكم: الفرَط: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرط).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَلَيُرْفَعَنَّ".
(3)
اختلجوا: اجْتُذِبُوا واقْتُطِعُوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلج).
* [7051][التحفة: خ م 9292]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَمَنْ وَرَدَهُ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "يَشْرَب".
(6)
عليه صح، وليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "لَيَرِدَنَّ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "وَيَعْرِفُونَنِي".
(9)
عليه صح.
قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ: "قَالَ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا
(1)
بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي".
2 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ".
• [7053] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
(2)
، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً
(3)
، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ".
• [7054] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ
(4)
، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَا أحْدَثُوا".
* [7052][التحفة: خ م 4782]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "القَطَّانُ".
(3)
ليس عند ابن عساكر.
أثرة: الأثرة: الاستئثار، وهو الانفراد بالشيء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثر).
* [7053][التحفة: خ م ت 9229]
(4)
عند ابن عساكر: "حدَّثنا عَبْدُ الوارث".
* [7054][التحفة: خ م 6319]
• [7055] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ
(1)
فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".
• [7056] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ، سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ
(2)
. فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا، أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَُثَْرَةٍ
(3)
عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا
(4)
، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.
• [7057] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي، قَالَ:"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي".
(1)
"من فارق الجماعة
…
" إلخ من استفهامية والاستفهام إنكاري فحكمه حكم النفي أو ما النافية مقدرة أو إلا زائدة أو نحو ذلك. أفاده القسطلاني.
* [7055][التحفة: خ م 6319]
(2)
على آخره صح ورقم عليه لأبي ذر والأصيلي. ونسبه على حاشية البقاعي لابن عساكر. "فَبَايَعْنَاهُ" هكذا بإثبات ضمير المفعول في الفروع المعتمدة بأيدينا وفي رواية بإسقاط الضمير وفي أخرى "فبايعنا" بفتح العين. أفاد ذلك القسطلاني.
(3)
ضبطت بالضبطين بفتح الألف وضمه، وفتح الثاء والتسكين وكتب فوقها: معًا.
(4)
عليه صح.
* [7056][التحفة: خ م 5077]
* [7057][التحفة: خ م ت س 148]
3 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ"
• [7058] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ
(1)
، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَمَعَنَا مَرْوَانُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: "هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ
(2)
غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ"، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي
(3)
فُلَانٍ لَفَعَلْتُ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا
(4)
بِالشَّامِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا
(5)
أَحْدَاثًا، قَالَ لَنَا: عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ، قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ.
4 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ"
• [7059] حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(6)
جَحْشٍ رضي الله عنهن، أَنَّهَا قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ؛ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
(1)
قوله: "بنِ عَمْرِو بنِ سَعِيدٍ" ليس عند ابن عساكر.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "عَلَى أَيْدِي".
(3)
ليس عند ابن عساكر.
(4)
"مُلِّكُوا" بضم الميم وكسر اللام وتشديدها عند أبي ذر كذا بهامش الأصل.
(5)
لابن عساكر: "غِلْمَانٌ أحْدَاثٌ".
* [7058][التحفة: خ 13084]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ جَحْشٍ".
مِثْلُ هَذِهِ" - وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً - قِيلَ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قَالَ: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ
(1)
".
• [7060] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
. وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: قَالَ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ
(3)
مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى"؟ قَالُوا: لَا، قَالَ:"فَإِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ، كَوَقْعِ الْقَطْرِ"
(4)
.
5 - بَابُ ظُهُورِ الْفِتَنِ
• [7061] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ
(5)
، وَيَنْقُصُ
(6)
الْعَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَ
(7)
هُوَ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ الْقَتْلُ".
(1)
الخبث: الفسق والفجور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).
* [7059][التحفة: خ م ت س ق 15880]
(2)
لابن عساكر: "عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ. ح"، كذا في نسخة وفي نسخة.
(3)
أطم: بناء مرتفع كالحصن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أطم).
(4)
لأبي ذر عن المستملي وابن عساكر: "المَطَرِ".
* [7060][التحفة: خ م 106]
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الزَّمَنُ".
(6)
عند أبي الوقت وأبي ذر عن الكشميهني: "ويُقْبَضُ العِلْمُ".
(7)
عليه صح. وعند أبي ذر وعليه صح: "أيُّمَا".
وَقَالَ شُعَيْبٌ
(1)
وَيُونُسُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7062 - 7063] حدثنا
(2)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَا: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ" وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ.
• [7064] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، قَالَ: جَلَسَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو مُوسَى فَتَحَدَّثَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ أَيَّامًا
(3)
يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ". وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ.
• [7065] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى رضي الله عنهما فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ، وَالْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ
(4)
: الْقَتْلُ.
(1)
قوله: "شُعَيْبٌ" مؤخر عند أبي ذر عن قوله: "ويُونُسُ" وعليه صح.
* [7061][التحفة: خ م د 12282 - خ م ق 13272]
(2)
عليه صح. وبعده على حاشية البقاعي: "مسدد ثنا" ونسبه لنسخة ولابن عساكر.
* [7062 - 7063][التحفة: خ م ت ق 9000]
(3)
للحموي والمستملي: "لَأَيَّامَا".
* [7064][التحفة: خ م ت ق 9000]
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وابن عساكر:"الحَبَشِ".
* [7065][التحفة: خ م ت ق 9000]
• [7066] حدثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأَحْسِبُهُ رَفَعَهُ قَالَ: "بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ، يَزُولُ
(2)
الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ".
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ.
• [7067] وَقال أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ
(3)
قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: تَعْلَمُ الأَيَّامَ الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْهَرْجِ نَحْوَهُ. قَالَ
(4)
ابْنُ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ".
6 - بَابٌ: "لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ"
• [7068] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا
(5)
إِلَيْهِ مَا نَلْقَى
(6)
مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: "اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ
(7)
مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا
(8)
رَبَّكُمْ. سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وكذا للأصيلي، وابن عساكر:"يَزُولُ فيها".
* [7066][التحفة: خ 9313]
(3)
"إِنَّهُ" كذا همزة "أنه" بالضبطين في اليونينية.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
* [7067][التحفة: خت 9277]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَشْكُوا".
(6)
للأصيلي: "ما يَلْقَوْا". ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر "مَا يَلْقَوْنَ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر "أشَرُّ منْهُ".
(8)
على حاشية البقاعي: "تلقون" ونسبه لأبي ذر وابن عساكر.
* [7068][التحفة: خ ت 836]
• [7069] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ
(1)
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً
(2)
فَزِعًا يَقُولُ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا أَنْزَلَ
(3)
اللَّهُ
(2)
مِنَ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ - يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ - لِكَيْ يُصَلِّينَ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ".
7 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا"
• [7070] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا".
• [7071] حدثنا
(4)
مُحَمَّدُ
(5)
بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا".
• [7072] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "سُلَيْمانَ بنِ بِلَالٍ".
(2)
ليس عند ابن عساكر.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أُنْزلَ اللَّيلَةَ".
* [7069][التحفة: خ ت 18290]
* [7070][التحفة: خ م س 8364]
(4)
من قوله: "حدثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلَاءِ" إلى قوله: "فَلَيْسَ مِنّا" ليس عند ابن عساكر.
(5)
هذا الحديث أي: حديث محمد بن العلاء عند ابن عساكر في نسخة وليس في الأصل. اهـ. من اليونينية.
* [7071][التحفة: خ م ت ق 9042]
أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُشِيرُ
(1)
أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ
(2)
فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ
(3)
فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ".
• [7073] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ بِسِهَامٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا
(4)
"، قَالَ: نَعَمْ.
• [7074] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ بِأَسْهُمٍ قَدْ أَبْدَى نُصُولَهَا
(5)
، فَأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ بِنُصُولِهَا لَا يَخْدِشُ مُسْلِمًا.
• [7075] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا - أَوْ فِي سُوقِنَا - وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا - أَوْ قَالَ: فَلْيَقْبِضْ - بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ
(6)
".
(1)
عليه صح. و"لا يُشِيرُ" هكذا هو بالرفع في الرواية فهو نفي بمعني النهي، ولبعضهم:"لا يُشِرْ" بالجزم قال في الفتح: وكلاهما جاء. أفاده القسطلاني.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْزَغُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَقَعَ".
* [7072][التحفة: خ م 14710]
(4)
بنصالها: النصال: جمع نصل، وهو حديدة السهم والرمح والسيف. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 135).
* [7073][التحفة: خ م س ق 2527]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا للأصيلي:"بَدَا نُصُولُها".
* [7074][التحفة: خ م 2513]
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وكذا للأصيلي:"بِشَيْءٍ".
* [7075][التحفة: خ م د ق 9039]
8 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"
• [7076] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي
(1)
أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ".
• [7077] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي وَاقِدٌ
(2)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
(3)
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
• [7078] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
(4)
. وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ - هُوَ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: "أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ
(5)
هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ
(6)
: حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟ "
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
* [7076][التحفة: خ م س ق 9251]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "واقدُ بنُ مُحَمَّدٍ".
(3)
حاشية البقاعي: "قال" ونسبه لنسخة وعليه صح.
* [7077][التحفة: خ م د س ق 7418]
(4)
قوله: "عنْ أبِي بَكْرَةَ" ليس عند ابن عساكر.
(5)
قوله: "أيُّ يَوْمٍ" عليه صح.
(6)
على حاشية البقاعي: "فسكت" ونسبه لنسخة.
قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ
(1)
: "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ
(2)
؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ
(3)
عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا
(4)
فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ مَنْ
(5)
هُوَ أَوْعَى
(6)
لَهُ"، فَكَانَ كَذَلِكَ، قَالَ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ"، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَُ حُرِّقَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ - حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ - قَالَ: أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ
(7)
بِقَصَبَةٍ.
• [7079] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَرْتَدُّوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقَالَ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي: "بالبَلْدَةِ الحَرَامِ".
(3)
أبشاركم: جمع بَشَرَة، وهي ظاهر جلد الإنسان. (انظر: فتح الباري) (13/ 27).
(4)
ليس عند ابن عساكر.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِمَنْ هُوَ".
(6)
أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).
(7)
عليه صح ورقم عليه للكشميهني. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بَهِشْتُ".
بهشت: أقبلت وأسرعت إليهم أدفعهم عني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهش).
* [7078][التحفة: خ م س 11682 - خ 11708]
* [7079][التحفة: خ ت 6185]
• [7080] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "اسْتَنْصِتِ
(1)
النَّاسَ"، ثُمَّ قَالَ: "لَا تَرْجِعُوا
(2)
بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
9 - بَابٌ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ
• [7081] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ
(3)
بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ
(4)
الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ
(5)
لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ
(6)
، فَمَنْ وَجَدَ فِيهَا
(7)
مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".
(1)
استنصت: مُرْهم بالإنصات. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 82).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني، وكذا لابن عساكر:"لا تَرْجِعُنَّ".
* [7080][التحفة: خ م س ق 3236]
(3)
ليس عند ابن عساكر.
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "فِتْنَةٌ".
(5)
تشرف: تطلع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).
(6)
تستشرفه: تنتصب له وتصرعه وتقتله. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 249).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْها".
* [7081][التحفة: خ م 13179 - خ م 14953]
• [7082] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ
(1)
خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".
10 - بَابٌ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا
• [7083] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: خَرَجْتُ بِسِلَاحِي لَيَالِيَ الْفِتْنَةِ فَاسْتَقْبَلَنِي أَبُو بَكْرَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أُرِيدُ نُصْرَةَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَكِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ
(2)
النَّارِ"، قِيلَ: فَهَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ أَرَادَ
(3)
قَتْلَ صَاحِبِهِ".
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ
(4)
لِأَيُّوبَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ يُحَدِّثَانِي بِهِ، فَقَالَا: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْحَسَنُ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.
• [7084] حدثنا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(5)
بِهَذَا.
(1)
عليه صح.
* [7082][التحفة: خ 15169]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فكِلاهُما في النار".
(3)
لأبي الوقت: "قَدْ أَرَادَ".
(4)
ليس عند ابن عساكر.
* [7083][التحفة: خ م د س 11655]
(5)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن زيد" ونسبه لنسخة.
وَقَالَ مُؤَمَّلٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ.
وَرَوَاهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.
وَقَالَ غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
(1)
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَلَمْ يَرْفَعْهُ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ.
11 - بَابٌ كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ
• [7085] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ
(2)
"، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْي
(3)
، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ
(1)
قوله: "بنِ حِرَاشٍ" عليه صح، وليس عند ابن عساكر وأبي ذر.
* [7084][التحفة: خ م د س 11655 - خت م س ق 11672 - خت 11699]
(2)
"دَخَنٌ" الخاء ليست مضبوطة في اليونينية في الموضعين، وضبطها القسطلاني بالفتح.
دخن: فساد واختلاف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دخن).
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "هَدْيِي".
الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا
(1)
، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".
12 - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكَثِّرَ
(2)
سَوَادَ الْفِتَنِ وَالظُّلْمِ
• [7086] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
(3)
، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ
(4)
وَغَيْرُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ - وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ: قَالَ قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ
(5)
فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِي أَشَدَّ النَّهْي، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ أَوْ يَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}
(6)
.
(1)
جلدتنا: أَنْفُسنا وعشيرتنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلد).
* [7085][التحفة: خ م ق 3362]
(2)
"يُكَثِّرَ" لم يضبطها في اليونينية، وضبطها في الفرع وكذا القسطلاني بالتشديد.
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "المقرئ" ونسبه لنسخة.
(4)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن شريح" ونسبه لنسخة.
(5)
فاكتتبت: كُتِبَ اسمي في جملة الغزاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كتب).
(6)
[النحل: 28].
* [7086][التحفة: خ س 6210]
13 - بَابٌ إِذَا بَقِيَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ
• [7087] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا
(1)
سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا:"أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ
(2)
، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ، فَيَبْقَى فِيهَا
(3)
أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ
(4)
، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ
(5)
فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا
(6)
، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ
(7)
وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ"، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ، وَلَا أُبَالِي أَيُّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ
(1)
عند ابن عساكر: "حدثنا".
(2)
الوكت: الأثَر في الشيء كالنُّقْطَة من غير لَونِه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وكت).
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر، وابن عساكر.
(4)
المجل: النفاخات التي تخرج في الأيدي عند كثرة العمل مملوءة ماء. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 374).
(5)
فنفط: تورم بالماء. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 20).
(6)
منتبرًا: مرتفعًا في جسمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نبر).
(7)
أظرفه: الظَّرْفُ في اللسان: البلاغة، وفي الوجه: الحُسْن، وفي القلب: الذكاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظرف).
الْإِسْلَامُ
(1)
، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ
(2)
، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا.
14 - بَابُ التَّعَرُّبِ
(3)
فِي الْفِتْنَةِ
• [7088] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ، ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ تَعَرَّبْتَ
(4)
؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِي فِي الْبَدْوِ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً، وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا
(5)
حَتَّى قَبْلَ
(6)
أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إسْلَامُهُ".
(2)
ساعيه: رئيسهم الذي يصدرون عن رأيه ولا يمضون أمرًا دونه. وقيل: أراد الوالى الذي عليه، أي: ينصفني منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعى).
* [7087][التحفة: خ م ت ق 3328]
(3)
التَّعَرُّب بالعين المهملة وتشديد الراء أي: السكنى مع الأعراب كذا بهامش اليونينية. ولأبي ذر وعليه صح: "التَّغَرُّبُ" بغين معجمة كذا في اليونينية.
(4)
عليه صح صح.
تعربت: لزمتَ البادية، وتركتَ الهجرة، وصرتَ من الأعراب. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 72)
(5)
للكشميهني: "فلَمْ يَزَلْ هُناكَ بِها"، وزاد على حاشية البقاعي نسبته لأبي ذر.
(6)
"حَتَّى قَبْلَ" النسخة التي شرح عليها القسطلاني "حتى أقبل قبل أن يموت"، ثم قال: وفي رواية: "حتى قبل أن يموت". بإسقاط "أقبل". وهو الذي في اليونينية، وفيه حذف "كان" بعد "حتى" وقبل قوله:"قبل"، وهي مقدرة، وهو استعمال صحيح. اهـ.
* [7088][التحفة: خ م س 4539]
• [7089] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَُ
(1)
مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ
(2)
الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".
15 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْفِتَنِ
• [7090] حدثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْفَوْهُ
(3)
بِالْمَسْأَلَةِ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ
(4)
فَقَالَ: "لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ"، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ رَأْسُهُ
(5)
فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى
(6)
يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ:"أَبُوكَ حُذَافَةُ"، ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ
(1)
هكذا بالضبطين في اليونينية، و"غنم" بالرفع فيها لا غير وقال في الفتح: إن كان غنم بالرفع فالنصب أي لخير وإلا فالرفع. ثم قال: والأشهر في الرواية غنم بالرفع، وجوَّز بعضهم رفعهما وبيَّن وجهه فراجعه. اهـ.
(2)
شعف: جمع شَعَفَة، وهي رأس الجبل، وشعفة كل شيء أعلاه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شعف).
* [7089][التحفة: خ د س ق 4103]
(3)
أحفوه: اسْتَقْصَوْا في السؤال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حفا).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَى المِنْبَرِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَافٌّ رَأْسَهُ".
(6)
لاحى: نازع وخاصم. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: لحا).
سُوءِ
(1)
الْفِتَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي
(2)
الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ".
قَالَ
(3)
قَتَادَةُ: يُذْكَرُ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}
(4)
.
• [7091] وَقال عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ: كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، وَقَالَ: عَائِذًا
(5)
بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ
(6)
الْفِتَنِ. أَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ
(7)
الْفِتَنِ.
• [7092] وَقال لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَمُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا. وَقَالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ".
(2)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فكَانَ قَتادَةُ يَذْكُرُ هذا الحَديثَ"، وقع في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية ضبط "يذكر" بفتح الياء، والحديث بالرفع والنصب وعليهما معًا، والذي في الفتح وتبعه القسطلاني:"قال قتادة: يذكر" إلخ، بضم أول "يذكر" وفتح الكاف، ووقع في رواية الكشميهني:"فكان قتادة يذكر" بفتح أوله وضم الكاف. اهـ.
(4)
[المائدة: 101].
* [7090][التحفة: خ م 1362]
(5)
على حاشية البقاعي: "عائذٌ" ونسبه لنسخة.
(6)
لابن عساكر: "مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنْ سَوْأَى".
* [7091][التحفة: خ م 1184]
* [7092][التحفة: خ م 1184]
16 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْفِتْنَةُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ"
• [7093] حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَامَ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "الْفِتْنَةُ هَا هُنَا الْفِتْنَةُ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ
(2)
- أَوْ قَالَ: قَرْنُ الشَّمْسِ".
• [7094] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بأَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ
(3)
الْمَشْرِقَ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ".
• [7095] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا"، قَالُوا
(4)
: وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا، فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: "هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ
(5)
الشَّيْطَانِ
(6)
".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(2)
قرن الشيطان: ناحية رأسه وجانبه، وقيل: القرن: القوة، أي: يتحرك ويقوى ويتسلط، وقيل غير ذلك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قرن).
* [7093][التحفة: خ ت 6939]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وهْوُ مُسْتَقْبِلُ المَشْرِقِ".
* [7094][التحفة: خ م 8290]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قالُوا: يا رَسولَ اللَّهِ".
(5)
رقم عليه للكشميهني.
(6)
قوله: "وبها يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ" رواية غير الكشميهني: "وبها يطلع الشيطان".
* [7095][التحفة: خ ت 7745]
• [7096] حدثنا إِسْحَاقُ
(1)
الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَلفٌ
(2)
، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ
(3)
بْنُ عُمَرَ فَرَجَوْنَا أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا حَسَنًا قَالَ: فَبَادَرَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ وَاللَّهُ يَقُولُ:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}
(4)
، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ ثَكِلَتْكَ
(5)
أُمُّكَ، إِنَّمَا كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ
(6)
عَلَى الْمُلْكِ.
17 - باب الْفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ، قَالَ
(7)
امْرُؤُ الْقَيْسِ
(8)
:
الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً
(9)
…
تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا
…
وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيل
(1)
لابن عساكر: "إسْحاقُ بنُ شاهِينَ".
(2)
لأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"خالِدٌ" وبعده صح.
(3)
قوله: "عَبْدُ اللَّهِ" ليس عند ابن عساكر.
(4)
[البقرة: 193].
(5)
ثكلتك: فقدتك، كأنه دعا عليه بالموت، وهي من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب، ولا يراد بها الدعاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: ثكل).
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وكذا لابن عساكر:"بِقِتالِكُمْ".
* [7096][التحفة: خ س 7059]
(7)
رقم عليه لأبي ذر، وعليه صح.
(8)
"قال امرؤ القيس" هو امرؤ القيس بن عابس الكندي، كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. من اليونينية.
(9)
عليه صح صح.
شَمْطَاءَ يُنْكَرُ
(1)
لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ
…
مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيل
• [7097] حدثنا عُمَرُ
(2)
بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ قَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، قَالَ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ عُمَرُ: أَيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟، قَالَ: بَلْ
(3)
يُكْسَرُ، قَالَ عُمَرُ: إِذًا لَا يُغْلَقَ
(4)
أَبَدًا، قُلْتُ: أَجَلْ، قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا أَعْلَمُ
(5)
أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ؟ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: عُمَرُ.
• [7098] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى
(6)
حَائِطٍ
(7)
مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ لِحَاجَتِهِ، وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَلَمَّا
(1)
رقم عليه (ت) عند أبي ذر، وعليه صح.
(2)
على أوله صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قال: لَا بَلْ".
(4)
على آخره صح.
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَمَا يَعْلَمُ".
* [7097][التحفة: خ م ت س ق 3337]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "يَوْمَا إلَى حَائِطٍ".
(7)
حائط: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).
دَخَلَ الْحَائِطَ جَلَسْتُ عَلَى بَابِهِ وَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَأْمُرْنِي، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَضَى حَاجَتَهُ، وَجَلَسَ عَلَى قُفِّ
(1)
الْبِئْرِ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ لِيَدْخُلَ، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَوَقَفَ فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، قَالَ:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَدَخَلَ فَجَاءَ
(2)
عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ عُمَرُ، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَجَاءَ
(3)
عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ فَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَامْتَلَأَ
(4)
الْقُفُّ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مَجْلِسٌ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، مَعَهَا بَلَاءٌ يُصِيبُهُ"، فَدَخَلَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ مَجْلِسًا، فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُمْ عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ثُمَّ دَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَخًا لِي، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَ.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَتَأَوَّلْتُ
(5)
ذَلِكَ قُبُورَهُمُ اجْتَمَعَتْ هَا هُنَا، وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في قُفَّ".
قف: القُفّ: الدَّكَّة التي تجعل حول البئر، وأصل القف: ما غلظ من الأرض وارتفع، أو هو من القَفّ: اليابس، لأن ما ارتفع حول البئر يكون يابسا في الغالب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفف).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَجَلَسَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وامْتَلَأَ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأوَّلْتُ".
* [7098][التحفة: خ م 8996]
• [7099] حدثني
(1)
بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ أَلَا تُكَلِّمُ هَذَا؟ قَالَ: قَدْ كَلَّمْتُهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَفْتَحُهُ
(2)
، وَمَا أَنَا بِالَّذِي أَقُولُ لِرَجُلٍ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ أَمِيرًا عَلَى رَجُلَيْنِ: أَنْتَ
(3)
خَيْرٌ، بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُجَاءُ بِرَجُلٍ فَيُطْرَحُ فِي النَّارِ، فَيَطْحَنُ فِيهَا كَطَحْنِ
(4)
الْحِمَارِ بِرَحَاهُ
(5)
، فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ، أَلَسْتَ كُنْتَ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟! فَيَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَفْعَلُهُ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَفْعَلُهُ".
18 - بَابٌ
• [7100] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ أَيَّامَ الْجَمَلِ، لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ فَارِسًا
(6)
مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً".
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنْ فَتَحَهُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ائْتِ خَيْرًا".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "كَمَا يَطْحَنُ الحِمَارُ".
(5)
برحاه: الرحى: التي يطحن بها. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: رحا).
* [7099][التحفة: خ م 91]
(6)
"أنَّ فارِسًا" هكذا هو بالصرف في جميع نسخ الحفاظ، وفي أصل أي القاسم الدمشقي غير مصروف على الصواب، قال شيخنا أبو عبد اللَّه بن مالك: الصواب عدم الصرف واللَّه أعلم. اهـ. ملخصًا مما كتب بهامش الأصل نقلًا عن خط الحافظ اليونيني.
* [7100][التحفة: خ ت س 11660]
• [7101] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ، فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الْحَسَنِ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَوَاللَّهِ، إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى ابْتَلَاكُمْ، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ.
19 - بَابٌ
(1)
• [7102] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ
(2)
، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَامَ عَمَّارٌ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَذَكَرَ عَائِشَةَ، وَذَكَرَ مَسِيرَهَا، وَقَالَ: إِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا ابْتُلِيتُمْ.
• [7103 - 7104 - 7105] حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ؛ حَيْثُ
(3)
بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ
(4)
، فَقَالَا: مَا رَأَيْنَاكَ أَتَيْتَ أَمْرًا أَكْرَهَ
* [7101][التحفة: خ ت 10356]
(1)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عنِ ابنِ أبي غَنِيَّةَ".
* [7102][التحفة: خ 10351]
(3)
للكشميهني: "حِينَ بَعَثَهُ".
(4)
يستنفرهم: يطلب منهم النصرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نفر).
عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ مُنْذُ أَسْلَمْتَ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَكَسَاهُمَا حُلَّةً
(1)
حُلَّةً، ثُمَّ رَاحُوا
(2)
إِلَى الْمَسْجِدِ.
• [7106 - 7107 - 7108] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ وَأَبِي مُوسَى وَعَمَّارٍ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَكَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنِ اسْتِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، قَالَ عَمَّارٌ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ، وَلَا مِنْ صَاحِبِكَ هَذَا شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتُمَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ - وَكَانَ مُوسِرًا: يَا غُلَامُ، هَاتِ حُلَّتَيْنِ، فَأَعْطَى إِحْدَاهُمَا أَبَا مُوسَى، وَالْأُخْرَى عَمَّارًا، وَقَالَ: رُوحَا فِيهِ
(3)
إِلَى الْجُمُعَةِ.
20 - بَابٌ إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا
• [7109] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ
(1)
حلة: هي ثياب ذات خطوط. والحلة لا تكون إلا من ثوبين. وقيل: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة. وقيل: الحلل برود اليمن. (انظر: هدي الساري)(ص 113).
(2)
راحوا: من الرواح: وهو الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: روح).
* [7103 - 7104 - 7105][التحفة: خ 10352]
(3)
عليه صح.
* [7106 - 7107 - 7108][التحفة: خ 10352]
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا، أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ".
21 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا لَسَيِّدٌ
(1)
، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
• [7110] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ أَبُو مُوسَى، وَلَقِيتُهُ بِالْكُوفَةِ جَاءَ
(2)
إِلَى
(3)
ابْنِ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ: أَدْخِلْنِي عَلَى عِيسَى فَأَعِظَهُ، فَكَأَنَّ ابْنَ شُبْرُمَةَ خَافَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَفْعَلْ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: لَمَّا سَارَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالْكَتَائِبِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَرَى كَتِيبَةً لَا تُوَلِّي حَتَّى تُدْبِرَ أُخْرَاهَا، قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ لِذَرَارِيِّ
(4)
الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: نَلْقَاهُ فَنَقُولُ لَهُ الصُّلْحَ، قَالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ جَاءَ الْحَسَنُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
• [7111] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّ حَرْمَلَةَ مَوْلَى أُسَامَةَ أَخْبَرَهُ - قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ رَأَيْتُ حَرْمَلَةَ -
* [7109][التحفة: خ م 6703]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "سَيِّدٌ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وَجَاءَ".
(3)
عليه صح.
(4)
لذراري: جمع ذرية، والذرية: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر أو أنثى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذرر).
* [7110][التحفة: خ د ت س 11658]
قَالَ: أَرْسَلَنِي أُسَامَةُ إِلَى عَلِيٍّ وَقَالَ: إِنَّهُ سَيَسْأَلُكَ الْآنَ فَيَقُولُ: مَا خَلَّفَ صَاحِبَكَ؟ فَقُلْ
(1)
لَهُ: يَقُولُ لَكَ: لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الْأَسَدِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِيهِ، وَلَكِنَّ هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ، فَلَمْ
(2)
يُعْطِنِي
(3)
شَيْئًا، فَذَهَبْتُ إِلَى حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَابْنِ جَعْفَرٍ، فَأَوْقَرُوا
(4)
لِي رَاحِلَتِي
(5)
.
22 - بَابٌ إِذَا قَالَ عِنْدَ قَوْمٍ شَيْئًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ بِخِلَافِهِ
• [7112] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ
(6)
وَوَلَدَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ
(7)
لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ، وَلَا بَايَعَ
(8)
فِي هَذَا الْأَمْرِ، إِلَّا كَانَتِ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
(1)
عليه صح صح.
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح، و"فلم يعطني" صوابه "يغني" كذا في اليونينية. اهـ. كذا في النسخ التي بأيدينا بالغين المعجمة وفي القسطلاني:"فلم يعني". بالعين المهملة وحرر. اهـ.
(4)
فأوقروا: حَمَّلُوها وِقْرًا، والوقر الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وقر).
(5)
راحلتي: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
* [7111][التحفة: خ 85]
(6)
حشمه: جماعة الإنسان اللائذون به لخدمته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حشم).
(7)
"ثُمَّ يُنْصَبُ" هو هكذا بالرفع في النسخ التي بأيدينا.
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولا تَابَعَ".
* [7112][التحفة: خ م 7529]
• [7113] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: لَمَّا كَانَ ابْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بِالشَّامِ، وَ
(1)
وَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلِّيَّةٍ
(2)
لَهُ مِنْ قَصَبٍ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ
(3)
الْحَدِيثَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ، أَلَا تَرَى مَا وَقَعَ فِيهِ
(4)
النَّاسُ؟ فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ: إِنِّي احْتَسَبْتُ
(5)
عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ
(6)
سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ، وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ وَاللَّهِ، إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا
(7)
.
• [7114] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ
(1)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(2)
كذا بالضبطين وعليه معًا بضم العين وكسرها وتشديد اللام مكسورة، كذا في القسطلاني ونسخة الحافظ المزي، وفي نسخة عبد اللَّه بن سالم تنوين "ظل" تبعا لليونينية وحرر. اهـ.
علية: غرفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: علا).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَسْتَطْعِمُهُ بالحَدِيثِ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "الناسُ فِيهِ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أحْتَسِبُ".
(6)
للكشميهني: "إذْ أَصْبَحْتُ".
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وإنَّ هؤلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أظْهُرِكُمْ واللَّهِ إنْ يُقاتِلُونَ إلَّا علَى الدنيا وإنَّ ذاكَ الَّذي بِمكَّةَ واللَّه إنْ يُقاتِلُ إلَّا على الدُّنْيا".
* [7113][التحفة: خ 11608]
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَانُوا يَوْمَئِذٍ يُسِرُّونَ، وَالْيَوْمَ يَجْهَرُونَ.
• [7115] حدثنا خَلَّادٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ النِّفَاقُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنَّمَا هُوَ الْكُفْرُ بَعْدَ الْإِيمَانِ.
23 - بَابٌ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُغْبَطَ أَهْلُ الْقُبُورِ
• [7116] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ
(1)
: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ".
24 - بَابُ تَغْيِيرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْبُدُوا
(2)
الْأَوْثَانَ
• [7117] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(3)
: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ
(4)
نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ".
* [7114][التحفة: خ س 3342]
* [7115][التحفة: خ 3334]
(1)
"فيقولُ" هو بالرفع في النسخ التي بأيدينا تبعًا لليونينية.
* [7116][التحفة: خ م 13824]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "تُعْبَدَ الْأَوْثَانُ".
(3)
لأبي ذر وأبي الوقت: "إنَّ أبَا هُرَيْرةَ قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ:".
(4)
أليات: جمع ألية وهي العجيزة، والمعنى: لا تقوم الساعة حتى ترجع دوس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بذي الخلصة وتضطرب أعجازهن. (انظر: النهاية فى غريب الحديث، مادة: ألى).
وَذُو الْخَلَصَةِ: طَاغِيَةُ
(1)
دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
• [7118] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ
(2)
".
25 - بَابُ خُرُوجِ النَّارِ
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: نَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ".
• [7119] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ؛ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى".
• [7120] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ
(3)
عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا".
(1)
طاغية: صنم ومعبود، والجمع: طواغٍ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طغي).
* [7117][التحفة: خ 13163]
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِعَصًا".
* [7118][التحفة: خ م 12918]
* [7119][التحفة: خ 13162]
(3)
يحسر: الحسر: الكشف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حسر).
قَالَ عُقْبَةُ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:"يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ".
26 - بَابٌ
• [7121] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مَعْبَدٌ، سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تَصَدَّقُوا، فَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَمْشِي
(1)
بِصَدَقَتِهِ، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا".
قَالَ
(2)
مُسَدَّدٌ: حَارِثَةُ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِأُمِّهِ
(3)
.
• [7122] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا
(4)
وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهُوَ: الْقَتْلُ - وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ
(5)
رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ
(6)
عَلَيْهِ:
* [7120][التحفة: خ م د ت 12263]
(1)
بعده للكشميهني: "الرَّجُلُ". وعلى حاشية البقاعي: "أحدكم" ونسبه لنسخة وعليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وَقالَ".
(3)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "قَالَهُ أبُو عَبْدِ اللَّهِ".
* [7121][التحفة: خ م س 3286]
(4)
لأبي الوقت: "دَعْوَاهُمَا".
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ".
لَا أَرَبَ
(1)
لِي بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ
(2)
: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي
(3)
- آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}
(4)
، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا
(5)
بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ
(6)
فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ
(5)
حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا".
27 - بَابُ ذِكْرِ الدَّجَّالِ
• [7123] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: قَالَ لِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ مَا
(7)
سَأَلْتُهُ، وَإِنَّهُ قَالَ لِي:"مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟ "، قُلْتُ: لِأَنَّهُمْ
(8)
يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ،
(1)
أرب: أي: حاجة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أرب).
(2)
"فَيقُولُ" بضم اللام في اليونينية في هذه والتي تقدمت في باب: لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور.
(3)
"يَعْنِي" ثبت لفظ يعني في النسخ المعتمدة بأيدينا، وسقط من نسخة القسطلاني.
(4)
[الأنعام: 158].
(5)
عليه صح.
(6)
لقحته: ناقة قَريبة العَهد بالنِّتاج. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لقح).
* [7122][التحفة: خ 13747]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "أَكْثَرَ ما سَألْتُهُ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي: "إنَّهُمْ".
وَنَهَرَ مَاءٍ، قَالَ:"هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ"
(1)
.
• [7124] حدثنا سَعْدُ
(2)
بْنُ
(2)
حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ"
(3)
.
• [7125] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ
(4)
بَابٍ مَلَكَانِ".
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا
(5)
.
(1)
بعده لغير الحموي والكشميهني: "حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ".
* [7123][التحفة: خ م ق 11523]
(2)
عليه صح.
(3)
بعده لأبي ذر عن المستملي، ولأبي الوقت:"حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ".
* [7124][التحفة: خ 221]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِكُلِّ".
(5)
من قوله: "قال: وقال ابنُ إسحاقَ، عن صالِحِ" إلى قوله: "سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذا" رقم عليه للمستملي والكشميهني.
* [7125][التحفة: خ 11654]
• [7126] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: "إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي
(1)
سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".
• [7127] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ
(2)
سَبْطُ
(3)
الشَّعَرِ يَنْطُفُ
(4)
أَوْ يُهَرَاقُ
(5)
رَأْسُهُ مَاءً، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ جَعْدُ
(6)
الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ
(7)
، قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ" - رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ.
(1)
للكشميهني: "ولَكِنْ".
* [7126][التحفة: خ م 6859]
(2)
آدم: أسمر. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 321).
(3)
سبط: مسترسل منبسط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبط).
(4)
ينطف: يقطر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نطف).
(5)
يهراق: الإهراق: من الإراقة، وهي الإسالة والصب، والهاء فيه زائدة. (انظر: عمدة القاري) (13/ 12).
(6)
جعد: الجعودة في الشعر ألا يتكسر ولا يسترسل. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(6/ 570).
(7)
طافية: الحبة التي خرجت عن حدِّ نبتةِ أخواتها فظهرت من بينها وارتفعت. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: طفا).
* [7127][التحفة: خ 6887]
• [7128] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
• [7129] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الدَّجَّالِ:"إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَمَاؤُهُ نَارٌ".
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [7130] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ
(1)
كَافِرٌ".
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
28 - بَابٌ لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ
• [7131] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَوْمًا
* [7128][التحفة: خ م 16496]
* [7129][التحفة: خ م د 3309]
(1)
عليه صح صح. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"مَكْتُوبًا" وبعده صح.
* [7130][التحفة: خ م د ت 1241]
(2)
قوله: "رسول اللَّه" لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ: "يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ
(1)
الْمَدِينَةِ، فَيَنْزِلُ
(2)
بَعْضَ السِّبَاخِ
(3)
الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ، وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ - أَوْ: مِنْ خِيَارِ النَّاسِ - فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ؛ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ، مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ، فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ".
• [7132] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ".
• [7133] حدثني
(4)
يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ".
قَالَ
(5)
: "وَلَا الطَّاعُونُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ".
(1)
نقاب: جمع نقب وهو الطريق بين الجبلين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقب).
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَنْزِلُ".
(3)
السباخ: جمع سَبَخَة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبخ).
* [7131][التحفة: خ م س 4139]
* [7132][التحفة: خ م س 14642]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(5)
قوله: "قالَ: ولا الطَّاعُون" لفظ "قال" ثابت في النسخ التي بأيدينا ساقط من نسخة القسطلاني.
* [7133][التحفة: خ ت 1269]
29 - بَابُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
• [7134] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(1)
جَحْشٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا يَقُولُ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ! فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ" وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ
(1)
جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟، قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ
(2)
".
• [7135] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُفْتَحُ الرَّدْمُ - رَدْمُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ - مِثْلَُ
(3)
هَذِهِ" وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ.
* * *
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
(2)
"الخُبْثُ" كذا ضبطه في اليونينية وضبطه القسطلاني "الخَبَثُ" بفتح الخاء والباء، وكذا في بعض النسخ المعتمدة بيدنا.
* [7134][التحفة: خ م ت س ق 15880]
(3)
كذا بالضبطين في اليونينية.
* [7135][التحفة: خ م 13524]
بسم الله الرحمن الرحيم
91 - كتابُ الأحكامِ
1 - قَوْلُ اللَّهِ
(1)
تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
(2)
• [7136] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي".
• [7137] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهْيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ اللَّهِ".
(2)
[النساء: 59].
* [7136][التحفة: خ م 15319]
* [7137][التحفة: خ د 7231]
2 - بَابٌ الْأُمَرَاءُ
(1)
مِنْ قُرَيْشٍ
• [7138] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهْوَ
(2)
عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ
(3)
أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ
(4)
اللَّهُ
(5)
عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ".
تَابَعَهُ نُعَيْمٌ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
• [7139] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الأَمْرُ أَمْرُ قُرَيشٍ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَهُمْ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يتحَدَّثُونَ".
(4)
كبه: ألقاه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 333).
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "في النَّارِ على وَجْهِهِ".
* [7138][التحفة: خ س 11438]
* [7139][التحفة: خ م 7420]
3 - بَابُ أَجْرِ مَنْ قَضَى بِالْحِكْمَةِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
(1)
• [7140] حدثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ
(2)
آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهْوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".
4 - بَابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْإِمَامِ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَةً
(3)
• [7141] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
(4)
، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنِ اسْتُعْمِلَ
(5)
عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ".
• [7142] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْوِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ
(6)
(1)
[المائدة: 47].
(2)
"رَجُلٌ": هو بالرفع في النسخ التي بأيدينا تبعًا لليونينية، وكذا ضبطها القسطلاني وقال في "الفتح":"رجلٍ": بالجر ويجوز الرفع والنصب. اهـ.
* [7140][التحفة: خ م س ق 9537]
(3)
"مَعْصِيَةً": هي بالنصب في جميع الأصول.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وإنِ اسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ عَبْدًا حَبَشِيًّا".
* [7141][التحفة: خ م 1699]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَكْرَهُهُ".
فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".
• [7143] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(1)
: "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ
(2)
، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ".
• [7144] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: عَزَمْتُ
(3)
عَلَيْكُمْ لَمَا جَمَعْتُمْ حَطَبًا، وَأَوْقَدْتُمْ نَارًا، ثُمَّ دَخَلْتُمْ فِيهَا، فَجَمَعُوا حَطَبًا فَأَوْقَدُوا
(4)
، فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ فَقَامَ
(5)
يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا تَبِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِرَارًا مِنَ النَّارِ، أَفَنَدْخُلُهَا؟! فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَمَدَتِ النَّارُ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَذُكِرَ
(6)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا؛ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".
* [7142][التحفة: خ م 6319]
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أوْ كَرِهَ"، وبعده صح.
* [7143][التحفة: خ م د 8150]
(3)
للكشميهني: "قَدْ عَزَمْتُ".
(4)
للكشميهني: "فَأوْقَدُوا نَارًا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فقَامُوا".
(6)
"فَذُكِرَ": ضُبط في الفرع بالبناء للمجهول، وليس مضبوطًا في اليونينية. كذا في هامش الأصل.
* [7144][التحفة: خ م د س 10168]
5 - بَابٌ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ الْإِمَارَةَ أَعَانَهُ اللَّهُ
(1)
• [7145] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ
(3)
، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا
(4)
عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ
(5)
إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ يَمِينَكَ
(6)
، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ".
6 - بَابٌ مَنْ سَأَلَ
(7)
الْإِمَارَةَ وُكِلَ
(7)
إِلَيْهَا
• [7146] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ
(8)
الْإِمَارَةَ، فَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أَعَانَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قالَ لِيَ النبيُّ".
(3)
"ابنَ سَمُرَة": كذا في اليونينية من غير رقم عليه ولا تصحيح.
(4)
على حاشية البقاعي: "أوتيتها"، ونسبه لنسخة.
(5)
على أوله صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ يَمِينِكَ".
* [7145][التحفة: خ م د ت س 9695]
(7)
عليه صح.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا تَتَمَنَّيَنَّ".
* [7146][التحفة: خ م د ت س 9695]
7 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الْإِمَارَةِ
• [7147] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ
(1)
الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ".
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
(2)
، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ.
• [7148] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَهُ، فَقَالَ:"إِنَّا لَا نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ".
8 - بَابُ مَنِ اسْتُرْعِيَ
(3)
رَعِيَّةً فَلَمْ يَنْصَحْ
• [7149] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ
(1)
على حاشية البقاعي: "فنعمت" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ جَعْفَرٍ".
* [7147][التحفة: خ س 13017 - خت س 14266]
* [7148][التحفة: خ م 9054]
(3)
عليه صح في موضعه.
اسْتَرْعَاهُ
(1)
اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ
(2)
، إِلَّا
(3)
لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ".
• [7150] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ - قَالَ زَائِدَةُ: ذَكَرَهُ - عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ
(4)
: أَتَيْنَا مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ
(5)
عُبَيْدُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وَهْوَ غَاشٌّ لَهُمْ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".
9 - بَابٌ مَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ
• [7151] حدثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ طَرِيفٍ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهْوَ يُوصِيهِمْ، فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: "وَمَنْ يُشَاقِقْ
(6)
يَشْقُقِ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالُوا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا يَأْكُلَ إِلَّا
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"يَسْتَرْعِيهِ".
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "بالنَّصِيحةِ". وقوله: "بنَصِيحَةٍ". كذا في اليونينية، والذي في "فتح الباري":"بِنُصْحِهِ" بضم النون وهاء الضمير وقال: "كذا للأكثر". اهـ.
(3)
سقط عند أبي ذر، والأصيلي.
* [7149][التحفة: خ م 11466]
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَدَخَلَ عَلَيْنا".
* [7150][التحفة: خ م 11466]
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَمَنْ يُشَاقّ يَشْقُقِ اللَّهُ علَيْهِ". كذا في النسخ التي بأيدينا وشرح القسطلاني. وفي "الفتح" أنّ رواية الكشميهني: "ومَنْ شَاقَّ شَقَّ". بلفظ الماضي في الفعلين، فحُرّر. اهـ. وعلى حاشية البقاعي أنّ رواية الكشميهني:"ومَنْ يشَاقَّ يشقَّ".
طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا يُحَالَ
(1)
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ
(2)
كَفِّهِ
(3)
مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ.
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ جُنْدَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ جُنْدَبٌ
(4)
.
10 - بَابُ الْقَضَاءِ وَالْفُتْيَا فِي الطَّرِيقِ
وَقَضَى يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فِي الطَّرِيقِ، وَقَضَى الشَّعْبِيُّ عَلَى بَابِ دَارِهِ.
• [7152] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَارِجَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ عِنْدَ سُدَّةِ الْمَسْجِدِ
(5)
، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ
(6)
، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْدَدْتُ
(7)
لَهَا كَبِيرَ صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي
(8)
أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ:"أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".
(1)
للأصيلي، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يَحُولَ".
(2)
عليه صح. وللكشميهني: "مِلْءُ كَفِّهِ".
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كَفٍّ".
(4)
قوله: "قُلْتُ لأَبي عَبْدِ اللَّهِ
…
إلى: جُنْدَبٌ". عليه صح. وليس عند أبي ذر.
* [7151][التحفة: خ 3259]
(5)
سدة المسجد: الظلال التي حوله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سدد).
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدِ اسْتَكانَ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ما عَدَدْتُ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولكِنْ".
* [7152][التحفة: خ م 844]
11 - بَابُ مَا ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَّابٌ
• [7153] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا
(1)
عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(2)
يَقُولُ لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ: تَعْرِفِينَ فُلَانَةَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهَا وَهْيَ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ:"اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي"، فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِي، قَالَ: فَجَاوَزَهَا وَمَضَى، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ: مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: مَا عَرَفْتُهُ، قَالَ: إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ، مَا عَرَفْتُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ
(3)
".
12 - بَابُ الْحَاكِمِ يَحْكُمُ بِالْقَتْلِ عَلَى مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي فَوْقَهُ
• [7154] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ
(4)
، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ
(5)
مُحَمَّدٌ
(6)
، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(7)
، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنَ الْأَمِيرِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"إسْحاقُ بن مَنْصُورٍ حدّثنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قال: سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَوَّلِ الصَّدْمَةِ".
* [7153][التحفة: خ م د ت س 439]
(4)
عليه صح. وليس عند أبي ذر، ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
(5)
لأبي ذر، وعليه صح:"مُحَمُّدٌ الأَنْصَارِيُّ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عَبْدِ اللَّهِ قال: حدّثني".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "عن أنَسِ بنِ مالِكٍ قال: إنَّ قَيْسَ".
* [7154][التحفة: خ ت 501]
• [7155] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
(1)
، عَنْ قُرَّةَ
(2)
، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ، وَأَتْبَعَهُ بِمُعَاذٍ.
• [7156] حدثني
(3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَجُلًا أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ، فَأَتَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
(4)
وَهْوَ عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: مَا لِهَذَا؟ قَالَ: أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ، قَالَ: لَا أَجْلِسُ
(3)
حَتَّى أَقْتُلَهُ، قَضَاءُ
(5)
اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.
13 - بَابٌ هَلْ يَقْضِي الْحَاكِمُ
(6)
، أَوْ يُفْتِي وَهْوَ غَضْبَانُ؟
• [7157] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى ابْنِهِ، وَكَانَ بِسِجِسْتَانَ؛ بِأَنْ لَا تَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهْوَ غَضْبَانُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يَحْيَى هُوَ القَطَّانُ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ قُرَّةَ بنِ خالِدٍ".
* [7155][التحفة: خ م د س 9083]
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "معاذُ بنُ جَبَلٍ" عليه صح صح.
(5)
كذا ثبت بالضبطين معًا.
* [7156][التحفة: خ م د س 9083]
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "القاضي".
* [7157][التحفة: ع 11676]
• [7158] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ، لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ
(2)
مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا
(3)
النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ
(4)
؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الْحَاجَةِ".
• [7159] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الكَِرْمَانِيُّ
(5)
، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ مُحَمَّدٌ
(6)
: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهْيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَغَيَّظَ فِيهِ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى النبيِّ".
(2)
الغداة: الصبح. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (1/ 179).
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أيُّهَا".
(4)
على حاشية البقاعي: "فليتجوز" ونسبه لنسخة.
* [7158][التحفة: خ م س ق 10004]
(5)
كذا ثبت بالضبطين معًا.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حَدَّثنا مُحَمَّدٌ هُو الزُّهْرِيُّ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيْهِ".
* [7159][التحفة: خ د 6996]
14 - بَابُ
(1)
مَنْ رَأَى لِلْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ، إِذَا لَمْ يَخَفِ الظُّنُونَ وَالتُّهَمَةَ
كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِهِنْدٍَ: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ"، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ أَمْرٌ
(2)
مَشْهُورٌ
(3)
.
• [7160] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي
(4)
عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
(5)
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ
(6)
أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، وَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ قَالَتْ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ
(7)
، فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ حَرَجٍ أَنْ أُطْعِمَ الَّذِي
(8)
لَهُ عِيَالَنَا؟ قَالَ: "لَا حَرَجَ عَلَيْكِ أَنْ تُطْعِمِيهِمْ مِنْ
(2)
مَعْرُوفٍ".
(1)
كذا ثبت عند المستملي.
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر، وأبي الوقت:"أمْرًا مَشْهُورًا"، وبعده صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قال أخْبَرَنِي".
(5)
"ابنِ رَبِيعَةَ": عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(6)
خباء: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبا).
(7)
مسيك: شديد الإمساك لماله، وقيل البخيل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مسك).
(8)
لأبي ذر عن المستملي: "مِنَ الَّذِي".
* [7160][التحفة: خ 16475]
15 - بَابُ الشَّهَادَةِ عَلَى الْخَطِّ الْمَخْتُومِ
(1)
وَمَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا يَضِيقُ عَلَيْهِمْ
(2)
، وَكِتَابِ الْحَاكِمِ إِلَى عَامِلِهِ
(3)
، وَالْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: كِتَابُ الْحَاكِمِ جَائِزٌ إِلَّا فِي الْحُدُودِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَ الْقَتْلُ خَطَأً فَهْوَ جَائِزٌ؛ لِأَنَّ هَذَا مَالٌ بِزَعْمِهِ، وَإِنَّمَا صَارَ مَالًا بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ
(4)
الْقَتْلُ، فَالْخَطَأُ وَالْعَمْدُ وَاحِدٌ، وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ فِي الْحُدُودِ
(5)
، وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سِنٍّ كُسِرَتْ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كِتَابُ الْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي جَائِزٌ إِذَا عَرَفَ الْكِتَابَ وَالْخَاتَمَ
(6)
، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُجِيزُ الْكِتَابَ الْمَخْتُومَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقَاضِي، وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الثَّقَفِيُّ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَعْلَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ، وَإِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَسَنَ، وَثُمَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، وَبِلَالَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ، وَعَامِرَ بْنَ عَبِيدَةَ
(7)
، وَعَبَّادَ بْنَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "المَحْكُومِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْهِ". وبعده للأصيلي: "عليهم فِيهِ".
(3)
على حاشية البقاعي: "عامله"، ونسبه لنسخة.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "يَثْبُتَ".
(5)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وللأصيلي:"في الجَارُودِ".
(6)
كذا ثبت بالضبطين، وعليه صح.
(7)
عليه صح صح. "عَبِيدَةَ": كذا هو في اليونينية مُصحَّحًا عليه تصحيحين. وفي "الفتح" ما نصه: "وعامر بن عبدة" هو بفتح الموحدة، وقيل بسكونها، وقيل فيه أيضًا:"عَبِيدَةُ". اهـ.
مَنْصُورٍ يُجِيزُونَ كُتُبَ الْقُضَاةِ بِغَيْرِ مَحْضَرٍ مِنَ الشُّهُودِ
(1)
، فَإِنْ قَالَ الَّذِي جِيءَ عَلَيْهِ بِالْكِتَابِ: إِنَّهُ زُورٌ، قِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَالْتَمِسِ الْمَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ، وَأَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَلَى كِتَابِ الْقَاضِي الْبَيِّنَةَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحْرِزٍ: جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَاضِي الْبَصْرَةِ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ الْبَيِّنَةَ أَنَّ لِي عِنْدَ فُلَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَهْوَ بِالْكُوفَةِ، وَجِئْتُ
(2)
بِهِ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَجَازَهُ، وَكَرِهَ الْحَسَنُ، وَأَبُو قِلَابَةَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّةٍ حَتَّى يَعْلَمَ مَا فِيهَا؛ لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ فِيهَا جَوْرًا.
وَقَدْ كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ: "إِمَّا أَنْ تَدُوا
(3)
صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ تُؤْذِنُوا
(3)
بِحَرْبٍ".
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ فِي شَهَادَةٍ
(4)
عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ
(5)
: إِنْ عَرَفْتَهَا فَاشْهَدْ، وَإِلَّا فَلَا تَشْهَدْ.
• [7161] حدثني
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قَالُوا: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، كَأَنِّي
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "من الْمَشْهُودِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"فَجِئَتُ".
(3)
ثبت بالمثناة الفوقية والتحتية، وعليه صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "في الشَّهادَةِ".
(5)
عليه صح.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِهِ
(1)
، وَنَقْشُهُ
(2)
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
16 - بَابٌ مَتَى يَسْتَوْجِبُ الرَّجُلُ الْقَضَاءَ؟
وَقَالَ الْحَسَنُ: أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْحُكَّامِ أَنْ لَا يَتَّبِعُوا الْهَوَى، وَلَا يَخْشَوُا النَّاسَ، وَلَا يَشْتَرُوا
(3)
بِآيَاتِي
(4)
ثَمَنًا قَلِيلًا، ثُمَّ قَرَأَ:{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
(5)
.
وَقَرَأَ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ
(6)
بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا} اسْتُودِعُوا {مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ
(7)
وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
(8)
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
(9)
}
(10)
.
(1)
وبيصه: الوبيص: البريق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبص).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وَنَقَشَهُ".
* [7161][التحفة: خ م س 1256]
(3)
"ولا يَشْتَروا"، "ولا تَشْتَروا": هو هكذا بالتاء والياء في نسخة عبد اللَّه بن سالم.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بآيَاتِهِ".
(5)
[ص: 26].
(6)
قوله: " {يَحْكُمُ بِهَا}
…
إلى: {ثَمَنًا قَلِيلًا} " عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(7)
عليه صح.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى قَوْلِهِ".
(9)
لأبي ذر عن المستملي بعده: " {بِمَا اسْتُحْفِظُوا}: اسْتُودِعُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ".
(10)
[المائدة: 44].
(1)
فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَلُمْ دَاوُدَ، وَلَوْلَا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ
(2)
أَمْرِ هَذَيْنِ لَرَأَيْتُ
(3)
أَنَّ الْقُضَاةَ هَلَكُوا، فَإِنَّهُ أَثْنَى عَلَى هَذَا بِعِلْمِهِ، وَعَذَرَ هَذَا بِاجْتِهَادِهِ.
وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً
(4)
كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ أَنْ يَكُونَ فَهِمًا
(5)
، حَلِيمًا، عَفِيفًا، صَلِيبًا، عَالِمًا سَئُولًا عَنِ الْعِلْمِ.
17 - بَابُ رِزْقِ الْحُكَّامِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَكَانَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ أَجْرًا.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَأْكُلُ الْوَصِيُّ بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ، وَأَكَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
• [7162] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ، أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّعْدِيِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي مِنْ
(1)
[الأنبياء: 78، 79].
(2)
سقط عند أبي ذر، وعليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَرُؤِّيتُ" كذا هو مضبوط بتشديد الهمزة في الفرع الذي بيدنا تبعًا لليونينية، وكذا ضبطه القسطلاني.
(4)
كذا ثبت في نسخة. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "خُطَّةً كانَتْ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "خَصْلَةً كَانَ".
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "فَقِيهًا"، ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالًا فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ
(1)
كَرِهْتَهَا؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تُرِيدُ
(2)
إِلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ
(3)
: إِنَّ لِي أَفْرَاسًا وَأَعْبُدًا
(4)
وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عُمَالَتِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ، قَالَ عُمَرُ: لَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "خُذْهُ، فَتَمَوَّلْهُ
(6)
، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ
(7)
وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَإِلَّا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ".
• [7163] وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ
(8)
يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"خُذْهُ، فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ".
(1)
العمالة: الذي يأخذه العامل من الأجرة (انظر: النهاية في غويب الحديث، مادة: عمل).
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَما تُرِيدُ".
(3)
لأبي الوقت: "فَقُلْتُ".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وأَعْتُدًا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال لَهُ".
(6)
فتموله: اجعله لك مالا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مول).
(7)
مشرف: الإشراف والتشرف: التطلع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).
* [7162][التحفة: خ م د س 10487]
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "عُمَرَ بنَ الخطَّابِ".
* [7163][التحفة: خ م س 10520]
18 - بَابُ مَنْ قَضَى وَلَاعَنَ فِي الْمَسْجِدِ
وَلَاعَنَ عُمَرُ عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَضَى
(1)
شُرَيْحٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فِي الْمَسْجِدِ.
وَقَضَى
(2)
مَرْوَانُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالْيَمِينِ عِنْدَ
(3)
الْمِنْبَرِ.
وَكَانَ الْحَسَنُ، وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى يَقْضِيَانِ فِي الرَّحَبَةِ
(4)
خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ.
• [7164] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ
(5)
، فُرِّقَ بَيْنَهُمَا.
• [7165] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلٍ أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ؟ فَتَلَاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنَا شَاهِدٌ.
(1)
قوله: "وقَضَى شُرَيْحٌ والشَّعْبِيُّ ويَحْيَى بنُ يَعْمَرَ في المَسْجِد"، مُؤخَّر عند أبي ذر وعليه صح. عن قوله:"وقَضَى مَرْوانُ عَلَى زيْدِ بنِ ثَابِتٍ باليَمِينِ".
(2)
قوله: "وقَضَى مَرْوانُ عَلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ باليَمِينِ" مُقدَّم عند أبي ذر وعليه صح على قوله: "وقَضَى شُرَيْحٌ والشَّعْبِيُّ ويَحْيَى بنُ يَعْمرَ في المَسْجِد".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "على المِنْبَرِ".
(4)
"في الرَّحَبَةَ": هي في بعض النسخ المعتمدة بيدنا بفتح الحاء، وفي بعضها بالسكون، ولم تضبط في اليونينية، وضبطها في "الفتح" بالفتح وقال: إنَّ "الرَّحْبة" بسكون الحاء اسم لمدينة. والذي يظهر من مجموع هذه الآثار أن المراد "بالرَّحَبَة" هنا رحبة المسجد. اهـ.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وفُرِّقَ".
* [7164][التحفة: خ م د س ق 4805]
* [7165][التحفة: خ م د س ق 4805]
19 - بَابُ مَنْ حَكَمَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حَدٍّ أَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَيُقَامَ
وَقَالَ عُمَرُ: أَخْرِجَاهُ مِنَ الْمَسْجِدِ
(1)
، وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوُهُ
(2)
.
• [7166] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي
(3)
اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهْوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعًا، قَالَ:"أَبِكَ جُنُونٌ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ:"اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ بِالْمُصَلَّى.
رَوَاهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّجْمِ.
20 - بَابُ مَوْعِظَةِ الْإِمَامِ لِلْخُصُومِ
• [7167] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(4)
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وضَرَبَهُ".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
* [7166][التحفة: خ م د ت س 3149 - خ م 3169 - خ م س 13208]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
بَشَرٌ
(1)
، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ
(2)
مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي نَحْوَ
(3)
مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ
(4)
أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ".
21 - بَابُ الشَّهَادَةِ تَكُونُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي وِلَايَتِهِ الْقَضَاءَ
(5)
أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْخَصْمِ
وَقَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي - وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ، فَقَالَ
(6)
: ائْتِ الْأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: لَوْ رَأَيْتَ
(7)
رَجُلًا عَلَى حَدٍّ
(8)
، زِنًا، أَوْ سَرِقَةٍ، وَأَنْتَ أَمِيرٌ؟ فَقَالَ: شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: صَدَقْتَ.
قَالَ عُمَرُ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ؛ لَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي. وَأَقَرَّ مَاعِزٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالزِّنَا أَرْبَعًا، فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْهَدَ مَنْ حَضَرَهُ.
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "مثلكم"، ونسبه لنسخة.
(2)
ألحن بحجته: أعرف بالحجة وأفطن لها من غيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لحن).
(3)
لأبي ذر عن الحموي: "عَلَى نَحْوِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ حَقِّ".
* [7167][التحفة: ع 18261]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "في وِلَايَةِ الْقَضَاءِ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قَالَ".
(7)
عليه صح.
(8)
"على حَدٍّ": كذا في اليونينية منوَّنًا.
وَقَالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عِنْدَ الْحَاكِمِ رُجِمَ. وَقَالَ الْحَكَمُ: أَرْبَعًا.
• [7168] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(1)
، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ: "مَنْ لَهُ بَيِّنَةٌ عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ
(2)
" فَقُمْتُ لِأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ
(3)
، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي، فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي، قَالَ: "فَأَرْضِهِ مِنْهُ
(4)
"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا، لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ
(5)
مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَدَعَ
(6)
أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَأَمَرَ
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَدَّاهُ إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا، فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ
(8)
.
قَالَ لِي
(9)
عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ اللَّيْثِ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ إِلَيَّ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ".
(2)
سلبه: ما أخذ عن القتيل مما كان عليه من لباس أو آلة. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 217).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عَلَى قَتِيلِي".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنَّي".
(5)
كذا عند أبي ذر وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "أضَيْبِع"، وعليه صح. كذا رسم في اليونينية بعينٍ بدونِ ألفٍ مُنوَّنًا.
أصيبغ: يصفه بالضعف والعجز والهوان، تشبيها بالأصبغ وهو نوع من الطيور ضعيف، وقيل: شبهه بالصبغاء، وهو نبت ضعيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبغ).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "ويَدَعُ"
(7)
عليه صح صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَقَامَ"، ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"فعَلِمَ". والذي في القسطلاني أن رواية أبي ذر عن الكشميهني: "فَحَكَمَ". فحُرِّر.
(8)
تأثلته: جمعته، وأثلة الشيء: أصله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أثل).
(9)
كذا ثبت عند الكشميهني.
وَقَالَ أَهْلُ الْحِجَازِ: الْحَاكِمُ لَا يَقْضِي بِعِلْمِهِ؛ شَهِدَ بِذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ، أَوْ قَبْلَهَا، وَلَوْ أَقَرَّ خَصْمٌ عِنْدَهُ لِآخَرَ بِحَقٍّ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَقْضِي عَلَيْهِ - فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ - حَتَّى يَدْعُوَ بِشَاهِدَيْنِ فَيُحْضِرَهُمَا إِقْرَارَهُ.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ: مَا سَمِعَ أَوْ رَآهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ قَضَى بِهِ، وَمَا كَانَ فِي غَيْرِهِ لَمْ يَقْضِ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ.
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ يَقْضِي بِهِ؛ لأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ، وَإِنَّمَا
(1)
يُرَادُ مِنَ الشَّهَادَةِ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ، فَعِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنَ الشَّهَادَةِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَقْضِي بِعِلْمِهِ فِي الْأَمْوَالِ، وَلَا يَقْضِي فِي غَيْرِهَا.
وَقَالَ الْقَاسِمُ: لَا يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُمْضِيَ
(2)
قَضَاءً بِعِلْمِهِ دُونَ عِلْمِ غَيْرِهِ، مَعَ أَنَّ عِلْمَهُ أَكْثَرُ مِنْ شَهَادَةِ غَيْرِهِ، وَلَكِنَّ فِيهِ تَعَرُّضًا
(3)
لِتُهَمَةِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِيقَاعًا
(4)
لَهُمْ فِي الظُّنُونِ، وَقَدْ كَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظَّنَّ فَقَالَ:"إِنَّمَا هَذِهِ صَفِيَّةُ".
• [7169] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(6)
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وإنَّهُ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أنْ يَقْضِيَ".
(3)
لأبي الوقت: "ولكِنْ فيه تَعَرُّضٌ"، ثم رقم بعده لأبي الوقت. وعلى:"لَكِنْ" بالتخفيف.
(4)
على حاشية البقاعي: "وإيقاعٌ"، ونسبه لنسخة، ولأبي الوقت.
* [7168][التحفة: خ م د ت ق 12132]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ"، وبعده صح.
(6)
في رواية: "إبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ" بلا رقم، ونسبه على حاشية البقاعي لأبي ذر.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(1)
، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَلَمَّا رَجَعَتِ انْطَلَقَ مَعَهَا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَدَعَاهُمَا فَقَالَ:"إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ"، قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ! قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ".
رَوَاهُ شُعَيْبٌ وَابْنُ مُسَافِرٍ وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، يَعْنِي
(2)
: ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
22 - بَابُ أَمْرِ الْوَالِي إِذَا وَجَّهَ أَمِيرَيْنِ إِلَى مَوْضِعٍ أَنْ يَتَطَاوَعَا وَلَا يَتَعَاصَيَا
• [7170] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبِي وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ:"يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا"، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا الْبِتْعُ
(3)
، فَقَالَ:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
وَقَالَ النَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
عليه صح.
(2)
قوله: "يَعْنِي ابنَ حُسَيْنٍ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [7169][التحفة: خ م د س ق 15901]
(3)
البتع: نبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بتع).
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ سَعِيدِ بنِ أبي بُرْدَةَ".
* [7170][التحفة: خ م د س ق 9086]
23 - بَابُ إِجَابَةِ الْحَاكِمِ الدَّعْوَةَ
وَقَدْ أَجَابَ عُثْمَانُ
(1)
عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
• [7171] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُكُّوا الْعَانِيَ
(2)
، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ".
24 - بَابُ هَدَايَا الْعُمَّالِ
• [7172] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ
(3)
يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْأُتَبِيَّةِ
(4)
عَلَى صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ - قَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ
(5)
: هَذَا لَكَ
(6)
،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ".
(2)
العاني: الأسير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عنا).
* [7171][التحفة: خ د س 9001]
(3)
كذا عند أبي ذر وعليه صح. وللأصيلي: "الأَسْدِ". سين "أسْدِ" و"الأسْدِ" ساكنة في اليونينية، مفتوحة في الفرع، أفاده القسطلاني.
(4)
"الأُتَبِيَّةِ": كذا في اليونينية الهمزة مضمومة، وقال في "الفتح": كذا في رواية أبي ذر بفتح الهمزة، والمثناة، وكسر الموحدة. وفي الهامش باللام بدل الهمزة. اهـ. من هامش الأصل. وقال عياض: ضبطه الأصيلي بخطه في هذا الباب "اللُّتْبِيَّةِ" بضم اللام، وسكون المثناة، وكذا قيَّده ابنُ السكن قال: وهو الصواب. اهـ من "الفتح".
(5)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَيَقُولُ".
(6)
عليه صح.
وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ
(1)
أَيُهْدَى
(2)
لَهُ أَمْ لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ
(3)
، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ
(4)
، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ
(5)
- ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ
(6)
إِبْطَيْهِ - أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ - ثَلَاثًا".
قَالَ سُفْيَانُ: قَصَّهُ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ. وَزَادَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ
(7)
، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنِي، وَسَلُوا
(8)
زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَإِنَّهُ سَمِعَهُ
(9)
مَعِي.
وَلَمْ يَقُلِ الزُّهْرِيُّ: سَمِعَ أُذُنِي.
{خُوَارٌ}
(10)
: صَوْتٌ، وَالْجُؤَارُ مِنْ {تَجْأَرُونَ}
(11)
، كَصَوْتِ الْبَقَرَةِ
(12)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَنْظُرَ".
(2)
كذا ثبت للأصيلي.
(3)
رغاء: صوت الإبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغا).
(4)
"خُوَارٌ" في رواية: "جُؤَارٌ". وبهما رُسم في الفرع الذي بأيدينا تبعًا لليونينية، وعليه علامة أبي ذر.
خوار: صوت البقر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خور).
(5)
تيعر: تصيح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: يعر).
(6)
عفرتي: العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عَفَر الأرض، وهو وجهها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عفر).
(7)
على حاشية البقاعي: "أذني"، ونسبه لنسخة.
(8)
"وَسَلُوا": بفتح المهملة وضم اللام، وفي رواية:"وَاسْأَلُوا" بسكون المهملة، بعدها همزة. أفاده القسطلاني.
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "سَمِعَ".
(10)
[الأعراف: 148].
(11)
[النحل: 53].
تجأرون: ترفعون أصواتكم بالدعاء. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 150).
(12)
قوله: " {خُوَارٌ}
…
إلى: الْبَقَرَةِ" كذا ثبت لأبي ذر عن الكشميهني. وفي رواية لأبي ذر عن الكشميهني: "كَصَوْتِ البَقَرِ".
* [7172][التحفة: خ م د 11895]
25 - بَابُ اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِي وَاسْتِعْمَالِهِمْ
• [7173] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدٌ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
26 - بَابُ الْعُرَفَاءِ لِلنَّاسِ
• [7174 - 7175] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ حِينَ أَذِنَ لَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي عِتْقِ سَبْيِ
(1)
هَوَازِنَ: "إِنِّي لَا أَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ
(2)
مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ
(3)
أَمْرَكُمْ" فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا.
* [7173][التحفة: خ 7780]
(1)
سبي: السبي: مَا غُلِب عليه من بني آدم واسترق. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 206).
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فِيكُمْ".
(3)
عرفاؤكم: جمع عَرِيف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرف).
* [7174 - 7175][التحفة: خ د س 11251]
27 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ثَنَاءِ السُّلْطَانِ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ
• [7176] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أُنَاسٌ لاِبْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا، فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ
(1)
مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّهَا
(2)
نِفَاقًا.
• [7177] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ؛ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".
28 - باب الْقَضَاءِ عَلَى الْغَائِبِ
• [7178] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا
(3)
سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ هِنْدَ
(4)
قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَأَحْتَاجُ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ، قَالَ:"خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِخِلَافِ".
(2)
كذا ثبت عند الحموي والمستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني: "نَعُدَّ هَذا".
* [7176][التحفة: خ 7427]
* [7177][التحفة: خ م 14155]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "هِنْدًا".
* [7178][التحفة: خ 16909]
29 - بَابُ
(1)
مَنْ قُضِيَ
(2)
لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّ قَضَاءَ الْحَاكِمِ لَا يُحِلُّ حَرَامًا، وَلَا يُحَرِّمُ حَلَالًا
• [7179] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(3)
أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ
(4)
بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ لِيَتْرُكْهَا".
• [7180] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا كَانَ عَامَُ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ: أَخِي، وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَتَسَاوَقَا
(5)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي، كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ، وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي، وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(1)
"بابُ": بغير تنوين في اليونينية، وقال في (الفتح) بالتنوين.
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتَ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولَعَلَّ".
* [7179][التحفة: ع 18261]
(5)
فتساوقا: فتلازما في الذهاب بحيث إن كلا منهما كان كالذي يسوق الآخر. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(12/ 36).
"هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ
(1)
الْحَجَرُ
(2)
"، ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: "احْتَجِبِي مِنْهُ" لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى.
30 - بَابُ الْحُكْمِ فِي الْبِئْرِ وَنَحْوِهَا
• [7181] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَحْلِفُ عَلَى يَمِينِ
(3)
صَبْرٍ يَقْتَطِعُ
(4)
مَالًا وَهْوَ فِيهَا فَاجِرٌ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ}
(5)
الْآيَةَ
(6)
. فَجَاءَ الْأَشْعَثُ وَعَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ: فِيَّ نَزَلَتْ وَفِي رَجُلٍ خَاصَمْتُهُ فِي بِئْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: "فَلْيَحْلِفْ
(7)
"، قُلْتُ: إِذَنْ يَحْلِفُ
(8)
، فَنَزَلَتْ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} الْآيَةَ.
(1)
للعاهر: للزاني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عهر).
(2)
الحجر: الخيبة والحرمان، وقيل: كنى بالحجر عن الرجم وليس كذلك؛ لأنه ليس كل زان يرجم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حجر).
* [7180][التحفة: خ 16605]
(3)
على آخره صح.
(4)
"يَقْتَطِعُ مالًا": كذا في اليونينية. وفي أصول كثيرة: "يَقتَطِعُ بها مالًا".
(5)
[آل عمران: 77]. لأبي ذر وعليه صح: " {وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} ".
(6)
كذا ثبت عند أبي ذر وعليه صح.
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَيَحْلِفُ".
(8)
كذا ثبت بالضبطين وعليه صح.
* [7181][التحفة: ع 158]
31 - بَابُ الْقَضَاءِ
(1)
فِي كَثِيرِ الْمَالِ وَقَلِيلِهِ
(2)
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ: الْقَضَاءُ فِي قَلِيلِ الْمَالِ وَكَثِيرِهِ سَوَاءٌ.
• [7182] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ
(3)
، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَلَبَةَ
(4)
خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ
(5)
فَقَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ
(6)
أَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، وَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ
(7)
، فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ لِيَدَعْهَا".
32 - بَابُ بَيْعِ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَضِيَاعَهُمْ
وَقَدْ بَاعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ
(8)
نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ.
• [7183] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ
(9)
قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا مِنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ القضاءُ في قَلِيلِ المَالِ وكَثِيرِهِ سَواءٌ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "قَلِيلِ المالِ وكَثِيرِهِ".
(3)
عليه صح صح.
(4)
جلبة: أصوات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلب).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إلَيْهِمْ".
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ نَارٍ".
* [7182][التحفة: ع 18261]
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُدَبَّرًا مِنْ نُعَيْم".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ".
أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ غُلَامًا
(1)
عَنْ
(2)
دُبُرٍ
(3)
، لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُ
(4)
، فَبَاعَهُ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِثَمَنِهِ إِلَيْهِ.
33 - بَابُ مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ بِطَعْنِ
(5)
مَنْ لَا يَعْلَمُ فِي
(6)
الْأُمَرَاءِ حَدِيثًا
(7)
• [7184] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ
(8)
: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطُعِنَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَالَ
(9)
: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ، إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ
(10)
، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"غُلامًا لَهُ" وبعده صح.
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَنْ دَيْنٍ". وقوله: "غَيْرَهُ" هو هكذا بالنصب في بعض الأصول بيدنا، وعليه علامة أبي ذر مُصحَّحًا عليه.
دبر: أي: بعد موته. يقال: دبرت العبد: إذا علقت عتقه بموتك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).
(4)
كذا ثبت عند أبي ذر وعليه صح.
* [7183][التحفة: خ د س ق 2416]
(5)
لأبي الوقت: "لِطَعْنٍ".
(6)
عليه صح.
(7)
سقط عند أبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(10)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِلْإِمَارَةِ".
* [7184][التحفة: خ 7217]
34 - بَابُ الْأَلَدِّ الْخَصِمِ
(1)
وَهْوَ: الدَّائِمُ فِي الْخُصُومَةِ، {لُدًّا}
(2)
: عُوجًا
(3)
.
• [7185] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ
(4)
".
35 - بَابٌ إِذَا قَضَى الْحَاكِمُ بِجَوْرٍ، أَوْ خِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَهْوَ رَدٌّ
• [7186] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ
(5)
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا. ح وَحَدَّثَنِي
(6)
نُعَيْمٌ
(7)
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَقَالُوا: صَبَأْنَا
(8)
صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ، وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ،
(1)
عليه صح.
(2)
[مريم: 97].
(3)
قوله: "لُدًّا عُوجًا". لأبي ذر عن الكشميهني: "ألَدُّ أَعْوَجُ".
(4)
عليه صح.
الألد الخصم: الشديد الخُصومة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لدد).
* [7185][التحفة: خ م ت س 16248]
(5)
قوله: "عنِ الزُّهْرِيَّ
…
خَالِدًا". عليه صح وليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدثني أبُو عَبْدِ اللَّهِ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ حدثنا". ثم رقم بعده لأبي ذر وعليه صح.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ".
(8)
صبأنا: يقال: صبا أو صبأ فلان: إذا خرج من دين إلى غيره، وكانت العرب تسمي المسلمين: الصُّبَاة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صبأ).
فَأَمَرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ، لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ
(1)
الْوَلِيدِ" مَرَّتَيْنِ.
36 - بَابُ الْإِمَامِ يَأْتِي قَوْمًا فَيُصْلِحُ
(2)
بَيْنَهُمْ
• [7187] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدِينِيُّ
(3)
، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرٍو، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَتَاهُمْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ
(4)
وَأَقَامَ، وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَشَقَّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَتَقَدَّمَ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، قَالَ: وَصَفَّحَ الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي
(5)
الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْرُغَ، فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ
(6)
لَا يُمْسَكُ عَلَيْهِ الْتَفَتَ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ
(7)
(1)
قوله: "ابنُ الوَلِيدِ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [7186][التحفة: خ س 6941]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِيُصْلِحَ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "المَدَنِيُّ".
(4)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(5)
كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(6)
التصفيح: التصفيح والتصفيق واحد، وهو من ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفح).
(7)
فأومأ: الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أومأ).
إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنِ
(1)
امْضِهْ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً
(2)
يَحْمَدُ
(3)
اللَّهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى
(4)
، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ تَقَدَّمَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ؟ "، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِلْقَوْمِ: "إِذَا نَابَكُمْ
(5)
أَمْرٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ".
37 - بَابٌ
(6)
يُسْتَحَبُّ لِلْكَاتِبِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا عَاقِلًا
• [7188] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ لِمَقْتَلِ
(7)
أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ
(8)
اسْتَحَرَّ
(9)
يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بِيَدِهِ أنِ امْضِهْ".
(2)
هنية: قليلا من الزمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هنا).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَحَمِدَ".
(4)
القهقرى: المشي إلى خلفٍ من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قهقر).
(5)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وأبي الوقت:"رَابَكُمْ".
نابكم: نزل بكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نوب).
* [7187][التحفة: خ د س 4669]
(6)
في رواية: "بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ". ثم رقم على "مَا": سقط عند أبي ذر والأصيلي وبعده صح.
(7)
لأبي ذر عن الحموي: "مَقْتَلَ".
(8)
كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(9)
استحر: أي: اشتد وكَثُرَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حرر).
بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا، فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ، خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدٌ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ
(1)
: وَإِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ
(2)
، قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ، لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ بِأَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا كَلَّفَنِي مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ، خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يَحُثُّ
(3)
مُرَاجَعَتِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِى شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَيَا، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ
(4)
، وَالرِّقَاعِ، وَاللِّخَافِ
(5)
، وَصُدُورِ الرِّجَالِ، فَوَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}
(6)
إِلَى آخِرِهَا مَعَ خُزَيْمَةَ
(7)
، أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا، وَكَانَتِ
(8)
الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ، حَتَّى
(1)
كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "واجْمَعْهُ".
(3)
كذا ثبت للأصيلي وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "يُحِبُّ".
(4)
العسب: الجريدة من النخل، وهي السَّعَفة مما لا ينبت عليه الخوص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسب).
(5)
اللخاف: جمع لَخْفَة، وهي حجارة بِيض رِقاق. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لخف).
(6)
[التوبة: 128].
(7)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن ثابت" ونسبه لنسخة.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَكَانَت".
تَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: اللِّخَافُ، يَعْنِي: الْخَزَفَ.
38 - بَابُ كِتَابِ الْحَاكِمِ إِلَى عُمَّالِهِ، وَالْقَاضِي إِلَى أُمَنَائِهِ
• [7189] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي لَيْلَى. ح حَدَّثَنَا
(1)
إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي لَيْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ، وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ
(2)
أَوْ عَيْنٍ، فَأَتَى يَهُودَ فَقَالَ: أَنْتُمْ وَاللَّهِ، قَتَلْتُمُوهُ، قَالُوا: مَا قَتَلْنَاهُ وَاللَّهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ
(3)
عَلَى قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لَهُمْ، وَأَقْبَلَ
(4)
هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ - وَهْوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ وَهْوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(5)
لِمُحَيِّصَةَ: "كَبِّرْ كَبِّرْ" يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِمَّا أَنْ يَدُوا
(6)
صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا
(7)
بِحَرْبٍ" فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ
* [7188][التحفة: خ ت س 6594]
(1)
لأبي ذر والأصيلي، وقبلهما صح:"وَحَدَّثَنا".
(2)
فقير: بئر، وقيل: هي القليلة الماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فقر).
(3)
تحته صح.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَقْبَلَ".
(5)
قوله: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
يدوا: يؤدوا ديته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ودا).
(7)
عليه صح.
بِهِ، فَكُتِبَ
(1)
: مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ:"أَتَحْلِفُونَ، وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ "، قَالُوا
(2)
: لَا، قَالَ:"أَفَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ؟ "، قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ، حَتَّى أُدْخِلَتِ الدَّارَ. قَالَ سَهْلٌ: فَرَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ
(3)
.
39 - بَابٌ هَلْ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا وَحْدَهُ لِلنَّظَرِ
(4)
فِي الْأُمُورِ
• [7190 - 7191] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَا: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ: صَدَقَ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا
(5)
عَلَى هَذَا، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَقَالُوا لِي: عَلَى
(6)
ابْنِكَ الرَّجْمُ، فَفَدَيْتُ ابْنِي مِنْهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ
(7)
، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَقَالُوا: إِنَّمَا عَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ، وَتَغْرِيبُ
(8)
عَامٍ، فَقَالَ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"فكَتَبُوا". وقوله: "فَكُتِبَ" هكذا هو بالبناء للمفعول في النسخ التي بأيدينا، وعزاه القسطلاني إلى الفرع وأصله، قال: وفي غيرهما بفتح الكاف. اهـ.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَقالُوا".
(3)
عليه صح.
* [7189][التحفة: ع 4644]
(4)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "يَنْظُر فِي الأُمُورِ".
(5)
عسيفا: أجيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسف).
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إنَّ عَلَى ابْنِكَ الرَّجْمَ".
(7)
وليدة: الوليدة: الجارية والأمَة وإن كانت كبيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولد).
(8)
تغريب: التغريب: النفي عن البلد الذي وقعت فيه الجناية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْوَلِيدَةُ، وَالْغَنَمُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ، وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ - لِرَجُلٍ - فَاغْدُ
(1)
عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا" فَغَدَا عَلَيْهَا أُنَيْسٌ فَرَجَمَهَا.
40 - بَابُ تَرْجَمَةِ الْحُكَّامِ
(2)
، وَهَلْ يَجُوزُ تَُرْجُمَانٌ وَاحِدٌ؟
• [7192] وَقال خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كِتَابَ الْيَهُودِ
(3)
، حَتَّى كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُتُبَهُ، وَأَقْرَأْتُهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ. وَقَالَ عُمَرُ وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُثْمَانُ: مَاذَا تَقُولُ هَذِهِ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ: فَقُلْتُ: تُخْبِرُكَ بِصَاحِبِهِمَا
(4)
الَّذِي صَنَعَ بِهِمَا
(5)
. وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ.
وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا بُدَّ لِلْحَاكِمِ مِنْ مُتَرْجِمَيْنِ.
• [7193] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا،
(1)
فاغد: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
* [7190 - 7191][التحفة: ع 3755]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الحاكِمِ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اليَهُودِيَّةِ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِصاحِبِها".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِها".
* [7192][التحفة: خت د ت 3702]
فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ لِلتَُّرْجُمَانِ: قُلْ لَهُ: إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ
(1)
هَاتَيْنِ
(2)
.
41 - باب مُحَاسَبَةِ الْإِمَامِ عُمَّالَهُ
(3)
• [7194] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ ابْنَ الْأُتَبِيَّةِ
(4)
عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم وَحَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا الَّذِي لَكُمْ، وَهَذِهِ
(6)
هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم: "فَهَلَّا
(8)
جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَبَيْتِ أُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا"، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ، وَحَمِدَ
(9)
اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ رِجَالًا مِنْكُمْ عَلَى أُمُورٍ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأْتِي أَحَدُكُمْ
(10)
فَيَقُولُ:
(1)
قوله: "فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ". اللام من "فَسَيَمْلِكُ" مضمومة في اليونينية كما بهامش الأصل، ونبه عليه القسطلاني، وفي كتب اللغة أنه من باب ضرب. اهـ. مصححه.
(2)
عليه صح.
* [7193][التحفة: خ م د ت س 4850]
(3)
في رواية: "مَعَ عُمَّالِهِ". كذا في اليونينية من غير رقم عليه.
(4)
"الأُتَبِيَّة": هي هنا بهذا الضبط في النسخ التي بأيدينا، وفي رواية:"اللُّتَبِيَّة" بضم اللام وفتح التاء، وضبطها الأصيلي بضم اللام وسكون التاء، وكذا قيده ابن السكن، وقال: إنه الصواب. أفاده القسطلاني. اهـ.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيِّ".
(6)
للكشميهني: "وهذا".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَلَّا".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "فَحَمِدَ".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "أحَدُهُمْ".
هَذَا لَكُمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَهَلَّا
(1)
جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَبَيْتِ أُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَوَاللَّهِ، لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا - قَالَ هِشَامٌ: بِغَيْرِ حَقِّهِ - إِلَّا جَاءَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا فَلأَعْرِفَنَّ
(2)
مَا جَاءَ اللَّهَ رَجُلٌ بِبَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ". ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ "أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ".
42 - بَابُ بِطَانَةِ الْإِمَامِ وَأَهْلِ مَشُورَتِهِ
الْبِطَانَةُ: الدُّخَلَاءُ.
• [7195] حدثنا أَصْبَغُ، أَخْبَرَنَا
(3)
ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ؛ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ
(4)
: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى".
وَقَالَ سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِهَذَا. وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ.
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَلَّا".
(2)
لأبي ذر عن المستملي: "فَلَا أَعْرِفَنَّ".
* [7194][التحفة: خ م د 11895]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(4)
بطانتان: بطانة الرجل: صاحب سرِّهِ وداخلةِ أمره الذي يشاوره في أحواله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطن).
وَقَالَ شُعَيْبٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ.
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ: حَدَّثَنِي
(1)
الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
43 - بَابٌ كَيْفَ يُبَايِعُ الْإِمَامُ النَّاسَ
(3)
؟
• [7196] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ
(4)
، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ - أَوْ نَقُولَ - بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ.
• [7197] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
"عُبَيْدُ اللَّهِ": هو بصيغة التصغير في بعض النسخ المعتمدة بيدنا، وهو الصواب كما في القسطلاني. وذكره في (التذهيب) فيمن اسمه عبيد اللَّه بالتصغير. ووقع في اليونينية والفرع:"عبد اللَّه" بالتكبير. اهـ. مصححه.
* [7195][التحفة: خت س 3494 - خ س 4423]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الإِمَامَ النَّاسُ".
(4)
المكره: هو ما يكرهه الإنسان ويشق عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كره).
* [7196][التحفة: خ م س ق 5118]
أَنَسٍ رضي الله عنه: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ، فَقَالَ:
"اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ
…
فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ"
فَأَجَابُوا
(1)
:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
…
عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
• [7198] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ
(2)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ يَقُولُ لَنَا "فِيمَا اسْتَطَعْتَ
(3)
".
• [7199] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ حَيْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: كَتَبَ: إِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ.
• [7200] حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَلَقَّنَنِي:"فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فأجَابُوهُ".
(2)
عليه صح.
(3)
للكشميهني: "اسْتَطَعْتُمْ".
* [7198][التحفة: خ 7244]
* [7199][التحفة: خ 7164]
* [7200][التحفة: خ م س 3216]
• [7201] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا بَايَعَ النَّاسُ عَبْدَ الْمَلِكِ، كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِلَى عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ.
• [7202] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ
(1)
قَالَ: قُلْتُ لِسَلَمَةَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ.
• [7203] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الرَّهْطَ
(2)
الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، قَالَ
(3)
لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَلَى
(4)
هَذَا الْأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ، فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ، فَمَالَ
(5)
النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ
* [7201][التحفة: خ 7164]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ يَزِيدَ بنِ أبي عُبَيْدٍ".
* [7202][التحفة: خ م ت س 4536]
(2)
الرهط: هو من الرجال ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عنْ هذا".
(5)
عليه صح.
وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ
(1)
، وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ تِلْكَ اللَّيَالِيَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ
(2)
الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا، فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ، قَالَ الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ
(3)
مِنَ اللَّيْلِ، فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: أَرَاكَ نَائِمًا، فَوَاللَّهِ، مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ
(4)
بِكَبِيرِ
(5)
نَوْمٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا، فَدَعَوْتُهُمَا لَهُ، فَشَاوَرَهُمَا
(6)
، ثُمَّ دَعَانِي فَقَالَ: ادْعُ لِي عَلِيًّا، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ
(7)
اللَّيْلُ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهْوَ عَلَى طَمَعٍ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ
(8)
الصُّبْحَ، وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ، وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ
(9)
مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا عَلِيُّ، إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلَا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ
(1)
يطأ عقبه: يتبعونه ويمشون وراءه. (انظر: غريب الحديث) لابن قتيبة (2/ 206).
(2)
للكشميهني: "تِلْكَ اللَّيْلَةُ".
(3)
هجع: طائفة من الليل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هجع).
(4)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "هذه الثَّلاثَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِكَثِيرِ نَوْمٍ".
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "فسارَّهُما".
(7)
ابهار: انْتَصَفَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهر).
(8)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "النَّاسُ".
(9)
وافوا تلك الحجة: قدموا إلى مكة فحجوا. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 197).
سَبِيلًا، فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَ
(1)
رَسُولِهِ
(2)
، وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ الْمُهَاجِرُونَ
(3)
، وَالْأَنْصَارُ، وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ، وَالْمُسْلِمُونَ.
44 - باب مَنْ بَايَعَ مَرَّتَيْنِ
• [7204] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ لِي:"يَا سَلَمَةُ، أَلَا تُبَايِعُ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُ فِي الْأَوَّلِ، قَالَ: "وَفِي الثَّانِي
(4)
".
45 - بَابُ بَيْعَةِ الْأَعْرَابِ
• [7205] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَهُ وَعْكٌ
(5)
، فَقَالَ: أَقِلْنِي
(6)
بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى،
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "وسُنَّةِ رسولِهِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "والمُهاجِرُونَ".
* [7203][التحفة: خ 10643]
(4)
قوله: "فِي الْأَوَّلِ قَالَ: وَفِي الثَّانِي": لأبي ذر عن الكشميهني: "في الأُولَى قَالَ: وفي الثَّانِيَة".
* [7204][التحفة: خ 4551]
(5)
وعك: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).
(6)
أقلني: الإقالة أن يعود المَبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الإقالة في البيعة والعهد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).
فَخَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ
(1)
، تَنْفِي خَبَثَهَا
(2)
، وَيَنْصَعُ
(3)
طِيبُهَا".
46 - بَابُ بَيْعَةِ الصَّغِيرِ
• [7206] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، هُوَ: ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ
(4)
حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هُوَ صَغِيرٌ" فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ.
47 - باب مَنْ بَايَعَ ثُمَّ اسْتَقَالَ الْبَيْعَةَ
• [7207] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ
(1)
كالكير: الْمَبْنِيّ للنار الَّتِي يدْخل فِيهَا الْحَدِيد. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 404).
(2)
خبثها: الخبث: ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا. (انظر: النهاية فى غريب الحديث، مادة: خبث).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني وعليه صح: "وتَنْصَعُ طِيبَهَا".
ينصع: يظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصع)
* [7205][التحفة: خ م ت س 3071]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتُ".
* [7206][التحفة: خ 9669]
وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَى الْأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي، فَأَبَى، فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ
(1)
طِيبُهَا".
48 - بَابُ مَنْ بَايَعَ رَجُلًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا
• [7208] حدثنا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ
(2)
، إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ، وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ يُبَايِعُ
(3)
رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ
(4)
بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فَأَخَذَهَا، وَلَمْ يُعْطَ
(5)
بِهَا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَتَنْصَعُ طيبَهَا".
* [7207][التحفة: خ م ت س 3071]
(2)
للأصيلي: "للدُّنْيَا". ولأبي ذر وعليه صح: "لِدُنْيَا".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَايَعَ".
(4)
"أُعْطِيَ": في نسختي الحافظين أبي ذر وأبي محمد الأصيلي من أول الأحاديث التي تكررت في حلف المشتري "لقد أُعْطِيَ": بضم الهمزة وكسر الطاء وضم ياء مضارعه كذلك، وجدته مضبوطًا حيث تكرر. كتبه علي بن محمد. اهـ. كذا بخط اليونيني. وقوله: وضم ياء مضارعه لعِلة وفتح الطاء في مضارعه، فإن الياء في كلتا روايتي البناء للفاعل والمفعول مضمومة بخلاف الطاء فإنها تختلف حركتها باختلاف البناءين. اهـ. مُلخصًا من هامش نسخة عبد اللَّه بن سالم.
(5)
رقم عليه لأبي ذر.
* [7208][التحفة: خ 12493]
49 - بَابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ
رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7209] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: قَالَ لَنَا
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ
(2)
: "تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ
(3)
تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا
(4)
فِي
(5)
مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ" فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ.
• [7210] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ بِالْكَلَامِ بِهَذِهِ
(1)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "في المَجْلِسِ".
(3)
ببهتان: البُهْتَانُ: الباطل الذي يُتَحَيَّرُ منه، وهو من البُهْت، وهو الكذب والافتراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهت).
(4)
على آخره صح.
(5)
عليه صح.
* [7209][التحفة: خ م ت س 5094]
الْآيَةِ: {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}
(1)
، قَالَتْ: وَمَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ إِلَّا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا.
• [7211] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيَّ
(2)
: {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}
(1)
، وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا يَدَهَا، فَقَالَتْ: فُلَانَةُ أَسْعَدَتْنِي
(3)
، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَمَا وَفَتِ امْرَأَةٌ إِلَّا أُمُّ سُلَيْمٍ، وَأُمُّ الْعَلَاءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَاذٍ - أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ، وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ.
50 - بَابُ مَنْ نَكَثَ بَيْعَةً
(4)
وَقَوْلِهِ
(5)
تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ
(6)
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ (عَلَيْهِ) اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
(7)
.
(1)
[الممتحنة: 12].
* [7210][التحفة: خ ت س 16640]
(2)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "علَيْنا".
(3)
أسعدتني: الإسعاد: هو أن تقوم المرأة في المناحات فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعد).
* [7211][التحفة: خ 18120]
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَيْعَتَهُ".
(5)
"وقَوْلِهِ تعالى": في الفتح ما نصه: "قوله: وقال اللَّه تعالى" في رواية غير أبي ذر: "وقوله تعالى". اهـ.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "الآيَةَ".
(7)
[الفتح: 10].
• [7212] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَايِعْنِي عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ جَاءَ الْغَدَ
(1)
مَحْمُومًا، فَقَالَ: أَقِلْنِي، فَأَبَى، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: "الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيبُهَا
(2)
".
51 - بَابُ الاِسْتِخْلَافِ
• [7213] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَارَأْسَاهْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ
(3)
" فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلِيَاهْ
(4)
! وَاللَّهِ، إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلَِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا
(5)
بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ! لَقَدْ هَمَمْتُ - أَوْ: أَرَدْتُ - أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ، فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ، وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ - أَوْ: يَدْفَعُ اللَّهُ، وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنَ الغَدِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وتَنْصَعُ طِيبَهَا".
* [7212][التحفة: خ س 3025]
(3)
عليه صح.
(4)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "واثُكْلاهْ".
واثكلياه: الثكل: الفَقْد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 129).
(5)
ضبطه على حاشية البقاعي: "مُعْرِسًا" ونسبه لنسخة.
معرسًا: دخل بامرأته، وكناية عن الجماع. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 76).
* [7213][التحفة: خ 17561]
• [7214] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: إِنْ أَسْتَخْلِفْ، فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ أَتْرُكْ، فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: رَاغِبٌ رَاهِبٌ
(1)
، وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا
(2)
لَا لِي وَلَا عَلَيَّ، لَا أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَمَيِّتًا
(3)
.
• [7215] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الْآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَذَلِكَ الغَدَُ
(4)
، مِنْ يَوْمٍ
(5)
تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، قَالَ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا
(6)
- يُرِيدُ بِذَلِكَ: أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ - فَإِنْ
(7)
يَكُ
(7)
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ
(8)
جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ هَدَى
(9)
اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ
(1)
"رَاغِبٌ رَاهِبٌ": قال القسطلاني: "رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ" بإثباتِ الواو، وسقطت من اليونينية. اهـ.
(2)
كفافا: لَا عَليّ وَلَا لي. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 346).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلَا مَيَّتًا".
* [7214][التحفة: خ م 10543]
(4)
"الغَدُ": كذا هو مضبوط بالنصب والرفع في نسخة عبد اللَّه بن سالم وغيرها، واقتصر القسطلاني على النصب.
(5)
"مِنْ يَوْمٍ": كذا في اليونينية "يومٍ" مجرور منوَّن، وكذا ضبطه القسطلاني. اهـ.
(6)
عليه صح.
يدبرنا: يخلفنا بعد موتنا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبر).
(7)
عليه صح.
(8)
ليس عند أبي ذر وابن عساكر.
(9)
"تَهْتَدُونَ به هَدَى اللَّهُ": قال القسطلاني: كذا في غير ما فرع من فروع اليونينية. وفي بعض الأصول وعليه شرح العيني كابن حجر: "تَهْتَدُونَ بِهِ بِمَا هَدَى اللَّهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم" اهـ.
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَانِي اثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ
(1)
أَوْلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ، وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ: اصْعَدِ الْمِنْبَرَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَعِدَ
(2)
الْمِنْبَرَ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً.
• [7216] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قَالَتْ
(3)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ - كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْمَوْتَ - قَالَ:"إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ".
• [7217] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ لِوَفْدِ بُزَاخَةَ
(4)
: تَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الْإِبِلِ حَتَّى يُرِيَ اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ
(5)
.
(1)
"فإنَّهُ": قال القسطلاني: بالفاء في اليونينية. وفي غيرها: "وإنَّهُ". اهـ.
(2)
للكشميهني: "حَتَّى أَصْعَدَهُ".
* [7215][التحفة: خ 10412]
(3)
لأبي ذر وأبي الوقت: "فَقَالَتْ".
* [7216][التحفة: خ م ت 3192]
(4)
بزاخة: موضع بالبحرين، قيل: ماء لطيئ، وقيل: لبني أسد. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 116).
(5)
على حاشية البقاعي: "فيه" ونسبه لنسخة.
* [7217][التحفة: خ 6598]
52 - بَابٌ
(1)
• [7218 - 7219] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا" فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ أَبِي: إِنَّهُ قَالَ: "كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ".
53 - بَابُ إِخْرَاجِ الْخُصُومِ وَأَهْلِ الرِّيَبِ
(3)
مِنَ الْبُيُوتِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ
وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ نَاحَتْ.
• [7220] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ يُحْتَطَبُ
(4)
، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ
(5)
أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا
(6)
سَمِينًا، أَوْ مَِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ
(7)
".
(1)
كذا ثبت لأبي ذر عن المستملي.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [7218 - 7219][التحفة: خ م 2205]
(3)
عليه صح.
(4)
لأبي الوقت: "فَيُحْتَطَبَ".
(5)
لأبي ذر: "أحدُهم" وعليه صح.
(6)
عرقا: العرق: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرق).
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: قَالَ يُونُسُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مِرْمَاةٌ مَا بَيْنَ ظِلْفِ الشَّاةِ مِنَ اللَّحْمِ مِثْلُ مِنْسَاةٍ وَمِيضَاةٍ الميمُ مَخْفُوضَةٌ". ثم رقم بعدَه لأبي ذر عن المستملي.
* [7220][التحفة: خ س 13832]
54 - بَابٌ هَلْ لِلْإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ الْمُجْرِمِينَ
(1)
، وَأَهْلَ الْمَعْصِيَةِ مِنَ الْكَلَامِ مَعَهُ، وَالزِّيَارَةِ وَنَحْوِهِ
• [7221] حدثني
(2)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ
(3)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَذَكَرَ حَدِيثَهُ، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا.
* * *
(1)
على حاشية البقاعي: "المحبوس" ونسبه لنسخة وعليه صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "عنْ عبدِ اللهِ".
* [7221][التحفة: خ م د س 11131]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
92 - باب مَا جَاءَ فِي التَّمَنِّي وَمَنْ تَمَنَّى الشَّهَادَةَ
• [7222] حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ مَا تَخَلَّفْتُ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ".
• [7223] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَدِدْتُ إِنِّي لَأُقَاتِلُ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا
(3)
".
فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُهُنَّ ثَلَاثًا
(4)
، أَشْهَدُ بِاللَّهِ.
(1)
بعده لأبي ذر عن المستملي: "كِتابُ التمَنِّي".
* [7222][التحفة: خ 13186]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أُقَاتِلُ".
(3)
قوله: "ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(4)
على حاشية البقاعي: "ثلاثٌ" ونسبه لنسخة.
* [7223][التحفة: خ 13844]
1 - بَابُ تَمَنِّي الْخَيْرِ
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا".
• [7224] حدثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ كَانَ عِنْدِي أُحُدٌ ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأْتِيَ ثَلَاثٌ
(2)
وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، لَيْسَ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ
(3)
فِي
(4)
دَيْنٍ عَلَيَّ، أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ".
2 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ"
• [7225] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ
(5)
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا سُقْتُ الْهَدْيَ
(6)
، وَلَحَلَلْتُ مَعَ النَّاسِ حِينَ حَلُّوا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثني".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عَلَيَّ ثَلَاثٌ".
(3)
في نسخة الحافظ أبي ذر: "أُرْصِدُهُ" بضم الهمزة وكسر الصاد، وكذلك شاهدته في أصلٍ مقروءٍ على الحافظ أبي محمد عبد اللَّه الأصيلي. اهـ. من اليونينية بخط الحافظ اليونيني.
أرصده: أعده. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رصد)
(4)
عليه صح.
* [7224][التحفة: خ 14737]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشةَ".
(6)
الهدي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
* [7225][التحفة: خ 16559]
• [7226] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ
(1)
، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَبَّيْنَا بِالْحَجِّ وَقَدِمْنَا مَكَّةَ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وَلْنَحِلَّ
(2)
إِلَّا مَنْ كَانَ
(3)
مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِنَّا هَدْيٌ غَيْرَِ
(4)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ
(5)
مَعَهُ الْهَدْيُ فَقَالَ: أَهْلَلْتُ
(6)
بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ
(7)
إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَحَلَلْتُ"، قَالَ: وَلَقِيَهُ سُرَاقَةُ وَهُوَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَنَا هَذِهِ خَاصَّةً؟ قَالَ: "لَا، بَلْ لِأَبَدٍ
(8)
"، قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدِمَتْ مَكَّةَ
(9)
وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَنْسُكَ
(10)
الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَطُوفُ وَلَا تُصَلِّي حَتَّى تَطْهُرَ، فَلَمَّا نَزَلُوا الْبَطْحَاءَ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَنْطَلِقُ بِحَجَّةٍ
(11)
؟! قَالَ: ثُمَّ
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن زريع" ونسبه لنسخة.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "ونَحِلَّ".
(3)
كذا ثبت لأبي ذر عن الحموي.
(4)
كذا ثبت بالضبطين معًا. ولأبي ذر وعليه صح: "غَيْرِ".
(5)
عليه صح.
(6)
أهللت: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَنَنْطَلِقُ".
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لِلْأَبَدِ". ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مَعَه مَكَّةَ".
(10)
تنسك: النُّسك: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّب به إلى اللَّه تعالى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نسك).
(11)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِحَجٍّ".
أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنْ يَنْطَلِقَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ عُمْرَةً فِي ذِي الْحَجَّةِ بَعْدَ أَيَّامِ الْحَجِّ.
3 - بَابُ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْتَ كَذَا وَكَذَا"
• [7227] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَرِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ:"لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، قَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " قِيلَ
(1)
: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ
(2)
.
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ بِلَالٌ:
أَلَا
(3)
لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بِوَادٍ وَحَوْلِى إِذْخِرٌ
(4)
وَجَلِيلُ
(5)
؟
فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
* [7226][التحفة: خ د 2405]
(1)
لأبي الوقت، ولأبي ذر عن الكشميهني:"ثم قال". في "الفتح" ما نصه: في رواية الكشميهني: "قال سعد". وهو أولى. اهـ.
(2)
غطيطه: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غطط).
(3)
عليه صح.
(4)
إذخر: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: إذخر).
(5)
جليل: نبت ضعيف قصير لا يطول. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جلل).
* [7227][التحفة: خ م ت س 16225]
4 - بَابُ تَمَنِّي الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ
• [7228] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ
(1)
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ
(2)
مِثْلَ مَا أُوتِيَ
(3)
هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ
(4)
كَمَا يَفْعَلُ".
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بِهَذَا
(5)
.
5 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَنِّي
{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ
(6)
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ
(7)
إِنَّ اللَّهَ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنْ آنَاءِ".
آناء: وقت. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 45).
(2)
على أوله صح.
(3)
على حاشية البقاعي: "أتى" ونسبه للحموي والمستملي.
(4)
قوله: "مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ" هكذا في بعض النسخ التي بأيدينا. وفي نسخة عبد اللَّه بن سالم لفظ "هَذا" بعد "أُوتِيَ" مضروبًا عليه، وكتب بهامشها ما نصه: كذا مضروب على "هذا" في اليونينية.
(5)
قوله: "حدثنا قُتَيْبَة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، بِهذا" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
* [7228][التحفة: خ س 12339]
(6)
قوله تعالى: " {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} إلى {مِنْ فَضْلِهِ} " عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله".
كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
(1)
.
• [7229] حدثنا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(2)
: "لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ"، لَتَمَنَّيْتُ.
• [7230] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ، لَدَعَوْتُ بِهِ.
• [7231] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، اسْمُهُ
(3)
: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
(4)
أَزْهَرَ
(5)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَتَمَنَّى
(6)
أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا
(7)
فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا
(7)
فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ".
(1)
[النساء: 32].
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قَالَ: لَا تَمَنَّوُا".
* [7229][التحفة: خ م 1622]
* [7230][التحفة: خ م س 3518]
(3)
ليس عند أبي ذر. وعليه صح.
(4)
قوله: "بنِ أزْهَرَ" ليس عند أبي ذر.
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "عن أبِي هُرَيْرَةَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَا يَتَمَنَّيَنَّ".
(7)
عليه صح.
* [7231][التحفة: خ س 12934]
6 - بَابُ
(1)
قَوْلِ الرَّجُلِ
(2)
: لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا
• [7232] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ
(3)
، يَقُولُ:
"لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، نَحْنُ وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، إِنَّ الْأُلَى - وَرُبَّمَا قَالَ: الْمَلَا - قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا أَبَيْنَا"
يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ.
7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّمَنِّي لِقَاءَ
(4)
الْعَدُوِّ
وَرَوَاهُ
(5)
الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7233] حدثني
(6)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ،
(1)
كذا لأبي ذر، وعليه صح. ولفظ "باب" في اليونينية مكتوب بالحمرة، وعليه علامة أبي ذر، وعلى رواية غيره يكون لفظ "قول" مرفوعًا ترجمة. اهـ. من هامش نسخة عبد اللَّه بن سالم.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "النبيَّ"، ونسبه أيضًا على حاشية البقاعي للكشميهني.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَإنَّ التُّرابَ لَمُوَارٍ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ".
* [7232][التحفة: خ م س 1875]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "تَمَنِّي لِقَاءِ". وللأصيلي، وابن عساكر:"التَّمَنِّي لِلِقَاءِ".
(5)
عليه صح.
(6)
للأصيلي، ولأبي ذر وعليه صح، ولابن عساكر:"حدّثنا".
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ - قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ: أَنَّ
(1)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ".
8 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً}
(2)
.
• [7234] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: أَهِيَ
(3)
الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا امْرَأَةً مِنْ غَيْرِ
(4)
بَيِّنَةٍ"؟ قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ أَعْلَنَتْ.
• [7235] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ قَالَ: أَعْتَمَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعِشَاءِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَقَالَ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ يَقُولُ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي - أَوْ: عَلَى النَّاسِ، وَقَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: عَلَى أُمَّتِي - لَأَمَرْتُهُمْ بِالصَّلَاةِ هَذِهِ السَّاعَةَ".
(1)
"أنَّ": كذا فتح همزة "أنَّ" في اليونينية.
* [7233][التحفة: خ م د 5161]
(2)
[هود: 80].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "هِيَ".
(4)
لأبي ذر عن المستملي: "عَنْ غَيْرِ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "بِغَيْرِ".
* [7234][التحفة: خ م س ق 6327]
(5)
أعتم: دخل في عَتَمَة الليل، وهي ظُلْمته. والمراد: أَخَّرَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عتم).
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الصَّلَاةَ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَخَرَجَ وَهْوَ يَمْسَحُ الْمَاءَ عَنْ شِقِّهِ يَقُولُ:"إِنَّهُ لَلْوَقْتُ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي".
وَقَالَ عَمْرٌو: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ.
أَمَّا عَمْرٌو فَقَالَ: رَأْسُهُ يَقْطُرُ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَمْسَحُ الْمَاءَ عَنْ شِقِّهِ، وَقَالَ عَمْرٌو:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي"، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:"إِنَّهُ لَلْوَقْتُ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي".
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7236] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ
(1)
".
* [7235][التحفة: خ م س 5915 - خت 5948 - خ 19077]
(1)
وقع هنا في النُّسخِ التي بأيدينا تبعًا لليونينية ذكرُ متابعة سليمان بن مغيرة، وليس هذا محلها؛ بل محلها بعد حديث أنس الآتي عقب هذا. قال في "الفتح":"تنبيه: وقع هنا في نسخة الصغاني: تابعه سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، وهو خطأ والصواب ما وقع عند غيره من ذكر هذا عقب حديث أنس المذكور عقبه". اهـ.
ثم ذكر عقب حديث أنس ما نصه: "ووقع هذا التعليق في رواية كريمة سابقًا على حديث حميد عن أنس، فصار كأنه طريق أخرى معلقة لحديث: "لولا أن أشق". وهو غلط فاحش، والصواب ثبوته هنا كما وقع في رواية الباقين". اهـ.
* [7236][التحفة: خ 13635]
• [7237] حدثنا عَيَّاشُ
(1)
بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: وَاصَلَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الشَّهْرِ وَوَاصَلَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَوْ مُدَّ بِيَ
(3)
الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ
(4)
تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ".
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُغِيرَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7238] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: "أَيُّكُمْ مِثْلِي؟! إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ
(1)
"، فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا، وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقَالَ: "لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ". كَالْمُنَكِّلِ
(5)
لَهُمْ.
(1)
عليه صح.
(2)
واصل: الوصال: ألا يفطر يومين أو أياما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "لَوْ مَدَّنِي"، وعلى حاشية البقاعي:"مدَّ في" ونسبه لنسخة.
(4)
المتعمقون جمع: المتعمق وهو: المبالغ في الأمر، المتشدد فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عمق).
* [7237][التحفة: خ م 394 - خت م 407]
(5)
كالمنكل: المعاقب. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 13).
* [7238][التحفة: خ 13167]
• [7239] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ
(1)
، أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قَالَ:"نَعَمْ"، قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ
(2)
لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: "إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ
(3)
بِهِمُ النَّفَقَةُ"، قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: "فَعَلَ ذَاكِ قَوْمُكِ؛ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، لَوْلَا
(4)
أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ
(5)
عَهْدُهُمْ
(6)
بِالْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ
(7)
فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ فِي الْأَرْضِ".
• [7240] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ: شِعْبًا
(8)
- لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - أَوْ: شِعْبَ الْأَنْصَارِ".
(1)
الجدر: يريد: الحِجْر، لما فيه من أصول حائط البيت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدر).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَمَا بَالُهُمْ".
(3)
"قَصَّرَتْ": ضبطه القسطلاني "قَصُرَتْ" بفتح القاف وضم الصاد، ثم قال: والذي في اليونينية بفتح الصاد المشدّدة. اهـ.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلَوْلَا".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَدِيثُ عَهْدٍ".
(6)
عليه صح.
(7)
لأبي ذر عن المستملي: "الجِدَارَ".
* [7239][التحفة: خ م ق 16005]
(8)
شعبا: هو ما انفرج بين جبلين. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
* [7240][التحفة: خ 13777]
• [7241] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا
(1)
، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا".
تَابَعَهُ أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الشِّعْبِ.
* * *
(1)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "وَشِعْبًا".
* [7241][التحفة: خ م 5303]
بسم الله الرحمن الرحيم
93 - باب مَا جَاءَ فِي خَبَرِ الْوَاحِدِ الصَّدُوقِ فِي الأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ
قَوْلُ
(1)
اللَّهِ تَعَالَى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
(2)
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}
(3)
، وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}
(4)
، فَلَوِ اقْتَتَلَ رَجُلَانِ
(5)
دَخَلَ
(6)
فِي مَعْنَى الْآيَةِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}
(7)
.
وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَرَاءَهُ
(8)
وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ فَإِنْ سَهَا
(9)
أَحَدٌ مِنْهُمْ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ.
• [7242] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ
(10)
قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ
(11)
مُتَقَارِبُونَ،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وَقَوْلِ اللَّهِ".
(2)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيَةَ".
(3)
[التوبة: 122].
(4)
[الحجرات: 9].
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الرَّجُلانِ".
(6)
على حاشية البقاعي: "دخلا" ونسبه لنسخة.
(7)
[الحجرات: 6].
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أُمَرَاءَ".
(9)
عليه صح.
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ".
(11)
شببة: جمع شابًّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شبب).
فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا
(1)
أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا، سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ:"ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ - وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا، أَوْ: لَا أَحْفَظُهَا - وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ".
• [7243] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ
(2)
قَائِمَكُمْ
(3)
وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ الْفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا - وَجَمَعَ يَحْيَى كَفَّيْهِ - حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا". وَمَدَّ يَحْيَى إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.
• [7244] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ".
• [7245] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ: أَزِيدَ فِي
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَهْلِينَا".
* [7242][التحفة: ع 11182]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لِيُرَجَّعَ".
(3)
عليه صح.
* [7243][التحفة: خ م د س ق 9375]
* [7244][التحفة: خ 7218]
الصَّلَاةِ؟ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ.
• [7246] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: "أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ، ثُمَّ رَفَعَ.
• [7247] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ
(1)
إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.
• [7248] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ - أَوْ: سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا - وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ
(2)
إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}
(3)
، فَوُجِّهَ نَحْوَ
* [7245][التحفة: ع 9411]
* [7246][التحفة: خ د ت س 14449]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في صَلاةِ الفَجْرِ".
* [7247][التحفة: خ م س 7228]
(2)
"أنْ يُوَجَّهَ": فتح جيم "يُوَجَّهَ" من الفرع، ولم يضبطها في اليونينية.
(3)
[البقرة: 144].
الْكَعْبَةِ وَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ.
• [7249] حدثني
(1)
يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخٍ
(2)
- وَهُوَ تَمْرٌ - فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أَنَسُ، قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ
(3)
فَاكْسِرْهَا، قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى مِهْرَاسٍ
(4)
لَنَا فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى انْكَسَرَتْ.
• [7250] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ:"لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ"، فَاسْتَشْرَفَ
(5)
لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ.
* [7248][التحفة: خ ت 1804]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(2)
فضيخ: الفضيخ: البسر يُشدخ ويُلقى عليه الماء لتسرع شدته. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 160).
(3)
الجرار: جمع جَرَّة، وهي الإناء المعروف من الفَخَّار، والمنهي عنها: المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جرر).
(4)
مهراس: صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء، وقد يُعمل منها حياض للماء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هرس).
* [7249][التحفة: خ م 207]
(5)
فاستشرف: الإشراف والتشرف: التطلع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).
* [7250][التحفة: خ م ت س ق 3350]
• [7251] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ".
• [7252] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدْتُهُ، أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ
(1)
، أَتَانِي بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [7253] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ
(3)
نَارًا وَقَالَ
(4)
: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا:"لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: "لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ
(5)
، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".
• [7254 - 7255] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي،
* [7251][التحفة: خ م س 948]
(1)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "وشَهِدَهُ".
* [7252][التحفة: خ م 10512]
(2)
عليه صح.
(3)
على آخره صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فَأَوْقَدُوا".
(4)
لأبي الوقت: "فقال".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في المَعْصِيَةِ".
* [7253][التحفة: خ م د س 10168]
عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَخْبَرَاهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7256] وَحدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ لِي بِكِتَابِ اللَّهِ، فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ لَهُ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَأْذَنْ لِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قُلْ"، فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا
(1)
عَلَى هَذَا - وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ - فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى امْرَأَتِهِ الرَّجْمَ، وَأَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ
(2)
عَامٍ، فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْوَلِيدَةُ
(3)
وَالْغَنَمُ فَرُدُّوهَا
(4)
، وَأَمَّا ابْنُكَ فَعَلَيْهِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ - لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ - فَاغْدُ
(5)
عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا"، فَغَدَا عَلَيْهَا أُنَيْسٌ فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.
* [7254 - 7255][التحفة: ع 3755]
(1)
عسيفا: أجيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسف).
(2)
تغريب: التغريب: النفي عن البلد الذي وقعت فيه الجناية. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).
(3)
الوليدة: الجارية والأمَة وإن كانت كبيرة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ولد).
(4)
على حاشية البقاعي: "فردٌّ" ونسبه لنسخة.
(5)
فاغد: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
* [7256][التحفة: ع 3755]
1 - بَابٌُ
(1)
بَعْثِ
(2)
النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ
• [7257] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَدَبَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَانْتَدَبَ
(5)
الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ
(6)
: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ
(7)
، وَحَوَارِيِّ الزُّبَيْرُ".
قَالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ: يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْهُمْ عَنْ جَابِرٍ، فَإِنَّ الْقَوْمَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ عَنْ جَابِرٍ، فَقَالَ: فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ سَمِعْتُ جَابِرًا، فَتَابَعَ
(8)
بَيْنَ أَحَادِيثَ
(9)
سَمِعْتُ جَابِرًا، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: كَذَا حَفِظْتُهُ
(10)
كَمَا أَنَّكَ جَالِسٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ يَوْمٌ وَاحِدٌ، وَتَبَسَّمَ سُفْيَانُ.
(1)
كذا ثبت بالضبطين وعليهما صح.
(2)
كذا ثبت بالضبطين معًا.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ المَدِينِي".
(4)
ندب: الندب: الحث على الشيء والترغيب فيه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 7).
(5)
فانتدب: فأجاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ندب).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "ثَلاثًا".
(7)
حواري: حواري الرجل: خاصته وناصره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حور).
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فتَتَابَعَ".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بَيْنَ أَرْبَعَةِ أحَادِيثَ".
(10)
لأبي الوقت وأبي ذر: "حَفِظْتُهُ مِنْهُ".
* [7257][التحفة: خ م س 3031]
2 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}
(1)
فَإِذَا أَذِنَ لَهُ وَاحِدٌ جَازَ
• [7258] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(2)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا
(3)
وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ الْبَابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ".
• [7259] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم قَالَ: جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَةٍ
(4)
لَهُ، وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْوَدُ عَلَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ: قُلْ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَذِنَ لِي.
* * *
(1)
[الأحزاب: 53].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ".
(3)
حائطا: الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حوط).
* [7258][التحفة: خ م ت س 9018]
(4)
مشربة: غرفة مرتفعة. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(1/ 488).
* [7259][التحفة: خ م 10512]
3 - باب مَا كَانَ يَبْعَثُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالرُّسُلِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ بِكِتَابِهِ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ
(2)
.
• [7260] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى مَزَّقَهُ. فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.
• [7261] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ:"أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ - أَوْ: فِي النَّاسِ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ".
4 - بَابُ وَصَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وُفُودَ الْعَرَبِ أَنْ يُبَلِّغُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ
قَالَهُ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ".
(2)
قوله: "وقال ابنُ عَبَّاسٍ" إلى: "قَيْصَرَ" كذا ثبت عند الكشميهني.
* [7260][التحفة: خ س 5845]
* [7261][التحفة: خ م س 4538]
• [7262] حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ
(1)
: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ الْوَفْدُ؟ " قَالُوا: رَبِيعَةُ، قَالَ: "مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ
(2)
وَالْقَوْمِ
(3)
، غَيْرَ خَزَايَا
(4)
وَلَا نَدَامَى"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، فَسَأَلُوا عَنِ الْأَشْرِبَةِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ وَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ - وَأَظُنُّ فِيهِ - صِيَامُ
(5)
رَمَضَانَ، وَتُؤْتُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ
(6)
وَالْحَنْتَمِ
(7)
وَالْمُزَفَّتِ
(8)
وَالنَّقِيرِ
(9)
- وَرُبَّمَا
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي في نسخة:"فقالَ لي".
(2)
عليه صح.
(3)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "أوِ القَوْمِ".
(4)
خزايا: جمع خَزيان، وهو المستحيي. أو الذليل المهان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزا).
(5)
"صيَامُ رَمَضَانَ": كذا برفع "صيام" في جميع النسخ المعتمدة بيدنا، وَوَجْهُهُ ظاهِرٌ. اهـ. مُصحِّحه.
(6)
الدباء: القرع، تُجعل القرعةُ اليابسة وعاءً. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).
(7)
الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).
(8)
المزفت: الإناء الذي طُلِيَ بالزِّفْت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).
(9)
النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مُسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).
قَالَ: الْمُقَيَّرِ
(1)
"، قَالَ: "احْفَظُوهُنَّ وَأَبْلِغُوهُنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ".
5 - بَابُ خَبَرِ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ
• [7263] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ
(2)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ سَعْدٌ، فَذَهَبُوا يَأْكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ
(3)
فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا - أَوِ: اطْعَمُوا، فَإِنَّهُ حَلَالٌ - أَوْ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، شَكَّ فِيهِ - وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي".
* * *
(1)
المقير: المطلي بالقار، وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل أو هو الزفت. (انظر: القاموس المحيط، مادة: قير).
* [7262][التحفة: خ م د ت س 6524]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"رَوَى".
(3)
ضب: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذَنَب عريض أعقد، يكثر في صحاري الأقطار العربية. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضبب).
* [7263][التحفة: خ م ق 7111]
بسم الله الرحمن الرحيم
94 - كتابُ الاعتِصَام بِالكِتابِ وَالسُّنَّةِ
• [7264] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ
(1)
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
(2)
لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيَّ
(3)
يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ.
سَمِعَ سُفْيَانُ مِنْ
(4)
مِسْعَرٍ
(5)
، وَمِسْعَرٌ قَيْسًا، وَقَيْسٌ طَارِقًا.
• [7265] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ الْغَدَ حِينَ بَايَعَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا بَكْرٍ، وَاسْتَوَى عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ
(1)
قوله: "حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ" لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ".
(2)
[المائدة: 3].
(3)
عليه صح.
(4)
ليس عند أبي ذر، والأصيلي.
(5)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"مِسْعَرًا".
* [7264][التحفة: خ م ت س 10468]
رَسُولَكُمْ، فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا، وَإِنَّمَا هَدَى
(1)
اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ
• [7266] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ".
• [7267] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا، أَنَّ أَبَا الْمِنْهَالِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُغْنِيكُمْ
(2)
- أَوْ نَعَشَكُمْ
(3)
- بِالْإِسْلَامِ، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
• [7268] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ، وَأُقِرُّ بِذَلِكَ
(5)
بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ.
(1)
قوله: "وَإِنَّمَا هَدَى" لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"لِمَا هَدَى"، ولأبي ذر عن الكشميهني:"بِمَا هَدَى".
* [7265][التحفة: خ 10412]
* [7266][التحفة: خ ت س ق 6049]
(2)
على أوله صح.
(3)
قوله: "أوْ نَعَشَكُمْ" ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
نعشكم: رفعكم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 19).
(4)
زاد لأبي ذر عن المستملي، ولابن عساكر في نسخة:"قال أبو عبد اللَّه: وَقَع ها هُنا: يُغْنِيكُمْ، وإنما هو: نَعَشَكُمْ، يُنْظَرُ في أصل كتاب الاعتصام". ولفظ: "يُنْظَرُ" ليس عند ابن عساكر.
* [7267][التحفة: خ 11608]
(5)
قوله: "وَأُقِرُّ بِذَلِكَ" لأبي ذر وعليه صح: "وَأُقِرُّ لَكَ".
* [7268][التحفة: خ 7245]
1 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ
(1)
"
• [7269] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدِي"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا
(2)
- أَوْ تَرْغَثُونَهَا
(3)
، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.
• [7270] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُومِنَ
(4)
- أَوْ آمَنَ - عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ
(5)
وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
2 - بَابُ الاِقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-.
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
(6)
، قَالَ: أَئِمَّةً نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدِي بِنَا مَنْ بَعْدَنَا.
(1)
جوامع الكلم: كثير المعاني قليل الألفاظ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).
(2)
تلغثونها: تأكلونها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغث).
(3)
ترغثونها: يعني الدنيا، أي: ترضعونها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رغث).
* [7269][التحفة: خ 13106]
(4)
عليه صح.
(5)
لأبي ذر عن الحموي، والكشميهني:"أُوتِيتُهُ".
* [7270][التحفة: خ م س 14313]
(6)
[الفرقان: 74].
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِإِخْوَانِي، هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا، وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ
(1)
.
• [7271] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا، فَقَالَ: هَمَمْتُ
(2)
أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ
(3)
وَلَا بَيْضَاءَ
(4)
إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَفْعَلْهُ صَاحِبَاكَ، قَالَ: هُمَا الْمَرْءَانِ يُقْتَدَى
(5)
بِهِمَا.
• [7272] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَأَلْتُ الْأَعْمَشَ، فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فِي جَذْرِ
(6)
قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَقَرَءُوا الْقُرْآنَ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ.
• [7273] حدثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ: يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ
(1)
قوله: "وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ" لأبي ذر عن الكشميهني: "ويَدْعُوا النَّاسَ إلى خَيْرٍ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لَقَدْ هَمَمْتُ".
(3)
صفراء: ذهبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفر).
(4)
بيضاء: فضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بيض).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "نَقْتَدِي".
* [7271][التحفة: خ د ق 4849]
(6)
جذر: أصل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جذر).
* [7272][التحفة: خ م ت ق 3328]
الْهَدْيِ هَدْيُ
(1)
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}
(2)
.
• [7274 - 7275] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ
(3)
: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ".
• [7276] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ:"مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى".
• [7277] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ
(4)
، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
(5)
بْنُ حَيَّانَ
(1)
قوله: "الْهَدْيِ هَدْيُ" لأبي ذر عن الكشميهني: "الْهُدَى هُدَى".
(2)
[الأنعام: 134].
* [7273][التحفة: خ 9551]
(3)
"قَالَ": في القسطلاني: "كذا في الفرع كأصله بالإفراد؛ أي: قال كل منهما، وفي غيره: قالا". اهـ.
* [7274 - 7275][التحفة: ع 3755]
* [7276][التحفة: خ 14237]
(4)
على أوله صح. "مُحَمَّدُ بنُ عَبَادَةَ" بفتح العين هنا وفي كتاب الأدب. اهـ من اليونينية بخط الأصل. قال القسطلاني: "ومن عداه في الصحيحين فبضم العين". اهـ.
(5)
"سُلَيمَانُ بْنُ حَيَّانَ": كذا في اليونينية وفرعها وعدّة من النسخ المعتمدة، والذي في القسطلاني والفتح وغيرهما من النسخ المعتمدة:"سليم" بوزن عظيم. اهـ ملخصًا من هامش الأصل.
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ
(1)
، حَدَّثَنَا - أَوْ سَمِعْتُ - جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً
(2)
، وَبَعَثَ دَاعِيًا فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَرْقٌ
(3)
بَيْنَ النَّاسِ.
تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
• [7278] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ،
(1)
"مِينَاء": كذا هو بالمدّ في عدّة نسخ معتمدة، وكذا ضبطه القسطلاني وصاحب التذهيب، ووقع في نسخة عبد اللَّه بن سالم مقصورًا، وضبط بالصرف في بعض نسخ المدّ، وفي بعضها بعدمه، وحرر. اهـ مصححه.
(2)
المأدبة: الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أدب).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَرَّقَ".
* [7277][التحفة: خ 2264 - خت ت 2267]
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا، فَقَدْ سُبِقْتُمْ
(1)
سَبْقًا بَعِيدًا، فَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.
• [7279] حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاء
(2)
، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا
(3)
، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ
(4)
، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ
(5)
مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ".
• [7280 - 7281] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ:
(1)
على أوله صح. ولأبي ذر وعليه صح: "سَبَقْتُمْ".
* [7278][التحفة: خ 3387]
(2)
عليه صح. "فَالنَّجَاء" لم تضبط الهمزة في اليونينية، وقال القسطلاني:"بالهمز والمد والرفع مصححًا عليه في الفرع، وفي غيره بالنصب". اهـ.
فالنجاء: انجوا بأنفسكم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نجا).
(3)
فأدلجوا: أدلج بالتخفيف: إذا سار من أول الليل، وادَّلج بالتشديد: إذا سار من آخره. ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كله. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دلج).
(4)
اجتاحهم: الاجتياح: الاستئصال والإهلاك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جوح).
(5)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"وَاتَّبَعَ".
* [7279][التحفة: خ م 9065]
كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ
(1)
مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ" فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا
(2)
كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ: عَنِ اللَّيْثِ
(3)
: عَنَاقًا
(4)
. وَهُوَ أَصَحُّ.
• [7282] حدثني
(5)
إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا
(6)
كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ
(1)
عصم: منع وحمى من المهالك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عصم).
(2)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "كَذَا" وبعده صح، ولأبي ذر عن الكشميهني:"كَذَا وَكَذَا".
عقالًا: العقال: الحبل الذي يعقل به البعير الذي كان يؤخذ في الصدقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عقل).
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "عن عقيل" ونسبه لنسخة.
(4)
عناقًا: العناق: الأنثى من المعز. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 92).
* [7280 - 7281][التحفة: خ م د ت س 10666]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(6)
كهولا: جمع كَهْل، وهو من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين، وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كهل).
لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ؟ فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ، قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ: فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ
(1)
وَمَا تَحْكُمُ
(2)
بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
(3)
، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ، فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا
(4)
عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.
• [7283] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ
(5)
أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ حِينَ خَسَفَتِ
(6)
الشَّمْسُ، وَالنَّاسُ قِيَامٌ وَهِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ
(7)
؟! فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ، قَالَتْ بِرَأْسِهَا: أَنْ نَعَمْ
(8)
، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَرَهُ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي
(9)
، حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ الْمُسْلِمُ،
(1)
الجزل: الكثير. (انظر: لسان العرب، مادة: جزل).
(2)
قوله: "وَمَا تَحْكُمُ" لأبي ذر عن الكشميهني: "وَلَا تَحْكُمُ".
(3)
[الأعراف: 199].
(4)
وقافا: يعمل بما فيه ولا يتجاوزه. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 259).
* [7282][التحفة: خ 10511]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بِنْتِ".
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "كَسَفَتِ".
(7)
قوله: "مَا لِلنَّاسِ" لأبي ذر عن الكشميهني: "ما بالُ النَّاسِ".
(8)
قوله: "أَنْ نَعَمْ" لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"أيْ نَعَمْ".
(9)
"فِي مَقَامِي" في بعض الأصول زيادة لفظ: "هذا" بعد "مقامي".
لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ فَأَجَبْنَا
(1)
وَآمَنَّا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا عَلِمْنَا أَنَّكَ مُوقِنٌ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوِ الْمُرْتَابُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ".
• [7284] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ
(2)
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ
(3)
عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ".
3 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِيهِ
وَقَوْلُِهُِ
(4)
تَعَالَى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}
(5)
.
• [7285] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ".
• [7286] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ،
(1)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فَأَجَبْنَاهُ".
* [7283][التحفة: خ م 15750]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَهْلَكَ".
(3)
قوله: "بِسؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ" لأبي ذر عن الكشميهني: "سُؤالُهُمْ واخْتِلَافُهُمْ".
* [7284][التحفة: خ 13850]
(4)
"وَقَوْلِهِ" كذا بالضبطين في اليونينية.
(5)
[المائدة: 101].
* [7285][التحفة: خ م د 3892]
سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً
(1)
فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: "مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ
(2)
، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ
(3)
الْمَكْتُوبَةَ".
• [7287] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ، وَقَالَ:"سَلُونِي"، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:"أَبُوكَ حُذَافَةُ". ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ:"أَبُوكَ سَالِمٌ؛ مَوْلَى شَيْبَةَ"، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَضَبِ قَالَ: إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عز وجل.
• [7288] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ - كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ - قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(1)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"حُجْزَةً".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "صُنْعِكُمْ".
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي، والمستملي.
* [7286][التحفة: خ م د س 3698]
* [7287][التحفة: خ م 9052]
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ
(1)
مِنْكَ الْجَدُّ"، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ
(2)
، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ وَمَنْعٍ وَهَاتِ
(3)
.
• [7289] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ.
• [7290] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ
(4)
الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا". قَالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ
(5)
الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ:"سَلُونِي" فَقَالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي
(6)
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
(1)
الجد: الحظ والسعادة والغِنَى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جدد).
(2)
"قِيلَ وَقَالَ": ضبطت الكلمتان هنا بالبناء على الفتح في عدّة نسخ معتمدة، وجوّز القسطلاني فيهما الجرّ مع التنوين أيضًا. اهـ مصححه.
(3)
ومنع وهات: منع ما عليه إعطاؤه، وطلب ما ليس له. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: منع).
* [7288][التحفة: خ م د س 11535]
* [7289][التحفة: خ 10413]
(4)
زاغت: من الزيغ: وهو الميل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 314).
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الْأَنْصَارُ".
(6)
على أوله صح.
"النَّارُ"، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَةُ"، قَالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: "سَلُونِي سَلُونِي
(1)
" فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ، وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ".
• [7291] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ:"أَبُوكَ فُلَانٌ"، وَنَزَلَتْ
(3)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ}
(4)
الْآيَةَ.
• [7292] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ
(5)
حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟! ".
(1)
رقم عليه للحموي، والمستملي.
(2)
بعده: "أَوْلَى". كذا في اليونينية من غير رقم عليه ولا تصحيح، ورقم عليه في الفرع علامة أبي الوقت، واللفظة ثابتة في القسطلاني والفتح، واختلف في تفسيرها؛ فارجع إليها.
* [7290][التحفة: خ م 1493 - خ م 1538]
(3)
"وَنَزَلَتْ" في بعض الأصول: "فنزلت" بالفاء، كذا في هامش نسخة عبد اللَّه بن سالم.
(4)
[المائدة: 101].
* [7291][التحفة: خ م ت س 1608]
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "يَسْألُونَ".
* [7292][التحفة: خ 973]
• [7293] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ
(1)
بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ
(2)
، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ، لَا يُسْمِعُْكُمْ
(3)
مَا تَكْرَهُونَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ، فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ، ثُمَّ قَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ
(4)
عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}
(5)
.
4 - بَابُ الاِقْتِدَاءِ بِأَفْعَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
• [7294] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ" فَنَبَذَهُ وَقَالَ: "إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا"، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.
(1)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "في خِرَبٍ".
(2)
عسيب: الجريدة من النخل، وهي السَّعَفة مما لا ينبت عليه الخوص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسب).
(3)
العين من "يسمعكم" ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها القسطلاني بالجزم على النهي، والرفع على الاستئناف. اهـ من هامش الأصل.
(4)
" {وَيَسْأَلُونَكَ} ": كذا في اليونينية بإثبات الواو؛ قال القسطلاني: "وفي بعض النسخ بحذفها".
(5)
[الإسراء: 85].
* [7293][التحفة: خ م ت س 9419]
* [7294][التحفة: خ 7161]
5 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ فِي الْعِلْمِ
(1)
وَالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ وَالْبِدَعِ
لِقَوْلِهِ
(2)
تَعَالَى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}
(3)
.
• [7295] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُوَاصِلُوا
(4)
". قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: "إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي
(5)
" فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ" كَالْمُنَكِّلِ
(6)
لَهُمْ.
• [7296] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ آجُرٍّ
(7)
وَعَلَيْهِ سَيْفٌ فِيهِ صَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ يُقْرَأُ إِلَّا كِتَابَُ
(8)
اللَّهِ،
(1)
قوله: "فِي الْعِلْمِ" ليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لقولِ اللَّهِ".
(3)
[النساء: 171].
(4)
تواصلوا: الوصال: ألا يفطر يومين أو أياما. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "ويَسْقِينِ".
(6)
لأبي ذر عن المستملي: "كالْمُنْكِرِ"، ولأبي ذر عن الحموي:"كالْمُنْكِي".
كالمنكل: المعاقب. انظر: (مشارق الأنوار)(2/ 13)
* [7295][التحفة: خ 15281]
(7)
آجر: الطوب المشوي. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 292).
(8)
"إِلَّا كِتَابُ": كذا باء "كتاب" بالضبطين في اليونينية.
وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ، وَإِذَا فِيهَا: "الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ عَيْرٍ
(1)
إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ
(2)
فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا
(3)
وَلَا عَدْلًا
(4)
"، وَإِذَا فِيهِ: "ذِمَّةُ
(5)
الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ
(6)
مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا"، وَإِذَا فِيهَا: "مَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا".
• [7297] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا تَرَخَّصَ
(7)
وَتَنَزَّهَ
(8)
عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ
(9)
، ثُمَّ قَالَ:"مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً".
(1)
عير: جبل أسود بحمرة، مستطيل من الشرق إلى الغرب، يشرف على المدينة المنورة من الجنوب تراه على بعد عشرة كيلومترات، وهو حد حرم المدينة من الجنوب. (انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة) (ص 203).
(2)
أحدث: الحدث هنا الإثم، وقيل: يعم الجنايات وغيرها. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 184).
(3)
صرفا: توبة، وقيل: نافلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صرف).
(4)
عدلا: فدية، وقيل: فريضة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عدل).
(5)
ذمة: الذمة: العهد والأمان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذمم).
(6)
أخفر: نقض العهد والذمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خفر).
* [7296][التحفة: خ م د ت س 10317]
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "فِيهِ".
(8)
تنزه: بَعُد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نزه).
(9)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "وأَثْنَى عليه" وبعده صح.
* [7297][التحفة: خ م سي 17640]
• [7298] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا
(1)
وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ
(2)
بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا
(3)
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ
(4)
الْحَنْظَلِيِّ أَخِي
(5)
بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الْآخَرُ بِغَيْرِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلَافِي، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
(6)
} إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ}
(7)
.
قَالَ
(8)
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - إِذَا حَدَّثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ.
• [7299] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ:"مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
قوله: "عن نَافِعٍ" لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا نَافِعُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "يَهْلِكَانِ".
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "التَّمِيمِيِّ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أخُو".
(6)
زاد لأبي ذر وعليه صح: " {فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ".
(7)
[الحجرات: 2، 3].
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال" بزيادة واو.
* [7298][التحفة: خ ت س 5269]
مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ
(1)
، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ
(2)
"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ
(2)
فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ"، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.
• [7300] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا
(3)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ
(4)
إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَيَقْتُلُهُ، أَتَقْتُلُونَهُ بِهِ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَ
(5)
، فَرَجَعَ عَاصِمٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ الْمَسَائِلَ، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ - وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ خَلْفَ عَاصِمٍ - فَقَالَ لَهُ: "قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ
(6)
قُرْآنًا"، فَدَعَا بِهِمَا
(7)
فَتَقَدَّمَا فَتَلَاعَنَا، ثُمَّ قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَأْمُرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفِرَاقِهَا، فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ
(8)
، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "لِلنَّاسِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لِلنَّاسِ".
* [7299][التحفة: خ ت س 17153]
(3)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ".
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "العَجْلانِيُّ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَعابَها".
(6)
على حاشية البقاعي: "فيكما" ونسبه لنسخة.
(7)
قوله: "فَدَعَا بِهِمَا" لأبي ذر وعليه صح: "فَدَعَاهُمَا".
(8)
على آخره صح.
"انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا مِثْلَ وَحَرَةٍ
(1)
فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ
(2)
أَعْيَنَ ذَا أَلْيَتَيْنِ فَلَا أَحْسِبُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا"، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الْأَمْرِ الْمَكْرُوهِ.
• [7301] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ النَّصْرِيُّ
(3)
، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ ذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ أَتَاهُ
(4)
حَاجِبُهُ
(5)
يَرْفَا، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، فَقَالَ
(6)
: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ فَأَذِنَ لَهُمَا، قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ
(7)
الظَّالِمِ اسْتَبَّا، فَقَالَ الرَّهْطُ
(8)
- عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ، فَقَالَ: اتَّئِدُوا
(9)
، أَنْشُدُكُمْ
(10)
بِاللَّهِ
(11)
(1)
وحرة: دويبة تلصق بالأرض وتتشبث بما يتعلق به، وإذا دبت على اللحم اشتد حماه. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 134).
(2)
أسحم: أسود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحم).
* [7300][التحفة: خ م د س ق 4805]
(3)
عليه صح صح.
(4)
على أوله صح.
(5)
حاجبه: الحاجب: النواب. (انظر: لسان العرب، مادة: حجب).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(7)
على آخره وأول ما بعده صح.
(8)
الرهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
(9)
اتئدوا: تَأَنَّوا ولا تعجلوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: تأد).
(10)
أنشدكم: أسألكم وأقسم عليكم. (انظر: لسان العرب، مادة: نشد).
(11)
للكشميهني: "اللَّهَ".
الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ". يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ
(1)
: {مَا أَفَاءَ
(2)
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ}
(3)
الْآيَةَ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا
(4)
دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا
(6)
: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ
(7)
هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ - وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ - تَزْعُمَانِ أَنَّ
(1)
قوله: "فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ" لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي، وابن عساكر:"قال اللَّهُ تَعالَى".
(2)
أفاء: الفيء: ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فيأ).
(3)
[الحشر: 6].
أوجفتم: الإيجاف: هو السير السريع. (انظر: غريب القرآن) للسجستاني (ص 83).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اخْتَارَهَا".
احتازها: جمعها. (انظر: عمدة القاري)(25/ 43).
(5)
للكشميهني: "فكان".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "قالوا".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "باللهِ"، وزاد نسبته على حاشية البقاعي للمستملي.
أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكِ، وَأَتَانِي هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ تَعْمَلَانِ
(1)
فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عَمِلْتُ فِيهَا مُنْذُ وَلِيتُهَا، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فِيهَا، فَقُلْتُمَا ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قَالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ
(2)
عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ
(3)
؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلْتَمِسَانِ
(4)
مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.
6 - بَابُ إِثْمِ مَنْ آوَى مُحْدِثًا
رَوَاهُ عَلِيٌّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7302] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ:
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "لَتَعْمَلَانِ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ثُمَّ أَقْبَلَ".
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(4)
أفتلتمسان: أفتطلبان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لمس).
* [7301][التحفة: خ م د ت س 10632 - خ م د ت س 10633]
قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، لَا يُقْطَعُ شَجَرُهَا مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا
(1)
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.
قَالَ عَاصِمٌ: فَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَوْ آوَى مُحْدِثًا.
7 - بَابُ مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ
{وَلَا تَقْفُ}
(2)
: لَا تَقُلْ
(3)
: {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
(2)
.
• [7303] حدثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، حَدَّثَنِي
(4)
ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ
(5)
، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ
(6)
انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ".
فَحَدَّثْتُ
(7)
عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ،
(1)
على آخره صح.
* [7302][التحفة: خ م 932]
(2)
[الإسراء: 36].
(3)
قوله: "لَا تَقُلْ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(5)
قوله: "وغَيْرُهُ" يعني به: ابن لَهِيعةَ؛ قاله الحافظ أبو ذر. اهـ من اليونينية.
(6)
لأبي ذر عن الحموي: "أعْطاكُمُوهُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"فَحَدَّثْتُ بِهِ".
فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنْهُ، فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.
• [7304] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ. ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا
(2)
إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا
(3)
، إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا
(4)
إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا الْأَمْرِ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: شَهِدْتُ صِفِّينَ، وَبِئْسَتْ صِفُّونَ
(5)
.
* [7303][التحفة: خ م ت س ق 8883]
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "عَلَيْه".
(2)
عواتقنا: العاتق: ما بين منكب الرجل إلى عنقه، والمراد به: البأس والقوة. (انظر: عمدة القاري)(17/ 230).
(3)
يفظعنا: يوقعنا في أمر فظيع شديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فظع).
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بها".
(5)
صفون: لغة في إعرابها بالرفع، وهي مبنية على الكسر لشبهها بجموع المعربة، وصفين: الموضع الذي كانت فيه الوقعة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 54).
* [7304][التحفة: خ م س 4661]
8 - بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ مِمَّا لَمْ يُنْزَلْ
(1)
عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَيَقُولُ: "لَا أَدْرِي"، أَوْ لَمْ يُجِبْ حَتَّى يُنْزَلَ
(1)
عَلَيْهِ الْوَحْيُ
(2)
، وَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيٍ وَلَا بِقِيَاسٍ
لِقَوْلِهِ
(3)
تَعَالَى: {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}
(4)
.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّوحِ فَسَكَتَ حَتَّى نَزَلَتْ
(5)
.
• [7305] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرِضْتُ فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَأَتَانِي وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ، فَأَفَقْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ - كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ قَالَ: فَمَا أَجَابَنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ.
(1)
كذا ضُبط وتحته صح.
(2)
قوله: "حَتَّى يُنْزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ" لأبي ذر عن المستملي: "حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْوَحْيَ".
(3)
"لِقَوْلِهِ تَعَالَى". عبارة الفتح: "في رواية المستملي: لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} ". اهـ.
(4)
[النساء: 105].
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نَزَلَتِ الآيَةُ".
* [7305][التحفة: ع 3028]
9 - بَابُ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ لَيْسَ بِرَأْيٍ وَلَا تَمْثِيلٍ
• [7306] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْإِصْبَهَانِيِّ
(1)
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ، يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ:"اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا"، فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ:"مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اثْنَيْنِ
(2)
، قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ:"وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ".
10 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقَاتِلُونَ"
(3)
وَهُمْ أَهْلُ
(4)
الْعِلْمِ
• [7307] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
(1)
"الْإِصْبَهَانِيِّ": كذا هو بكسر الهمزة في نسخة عبد اللَّه بن سالم، وقد فتحها الأكثر، وكسرها آخرون كما في معجم ياقوت. اهـ مصححه.
(2)
لأبي ذر، والكشميهني:"أَوِ اثْنَيْنِ". الهمزة لأبي الهيثم. اهـ من اليونينية.
* [7306][التحفة: خ م س 4028]
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
قوله: "وَهُمْ أَهْلُ" لأبي ذر وعليه صح: "وَهُمْ مِنْ أَهْلِ".
شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزَالُ
(1)
طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ
(2)
، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ".
• [7308] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(3)
: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ".
11 - بَابُ
(4)
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}
(5)
• [7309] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: عَمْرٌو سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قَالَ: "أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، فَلَمَّا نَزَلَتْ: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا
(6)
وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}
(5)
قَالَ: "هَاتَانِ أَهْوَنُ - أَوْ أَيْسَرُ".
(1)
"لَا يَزَالُ": هكذا هو بالتحتية في النسخ التي بأيدينا تبعًا لليونينية، وقال ابن حجر:"تَزَالُ بالمثناة أوله". ولعله أراد الفوقية؛ بدليل المقابلة بعدُ بقوله: "وفي رواية مسلم: لن يزال قوم". وهذه بالتحتية. اهـ. كتبه مصححه.
(2)
ظاهرين: غالبين عالين. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ظهر).
* [7307][التحفة: خ م 11524]
(3)
عليه صح صح.
* [7308][التحفة: خ م 11409]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ فِي".
(5)
[الأنعام: 65].
(6)
شيعا: فرقًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شيع).
* [7309][التحفة: خ ت 2536]
12 - بَابُ مَنْ شَبَّهَ أَصْلًا مَعْلُومًا بِأَصْلٍ مُبَيَّنٍ قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ
(1)
حُكْمَهُمَا
(2)
لِيُفْهَِمَ السَّائِلَ
• [7310] حدثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنِي
(3)
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: "هَلْ
(4)
فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ
(5)
؟ " قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: "فَأَنَّى تُرَى ذَلِكَ جَاءَهَا؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِرْقٌ نَزَعَهَا
(6)
، قَالَ:"وَلَعَلَّ هَذَا عِرْقٌ نَزَعَهُ"، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الاِنْتِفَاءِ مِنْهُ.
• [7311] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ
(1)
قوله: "قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ" لأبي ذر عن الكشميهني: "قَدْ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ".
(2)
لأبي الوقت: "حُكْمَهَا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وأبي الوقت:"أخبرني".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَهَل".
(5)
أورق: أسمر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ورق).
(6)
للكشميهني: "نَزَعَهُ".
عرق نزعها: أشبهها في الأصل، كأن نزع إلى أجداده من جهة الأب أو من جهة الأم. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) (ص 284).
* [7310][التحفة: خ م د 15311]
عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ: "فَاقْضُوا
(1)
الَّذِي لَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ".
13 - باب مَا جَاءَ فِي اجْتِهَادِ الْقُضَاةِ
(2)
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
لِقَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
(3)
.
وَمَدَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الْحِكْمَةِ حِينَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا، لَا يَتَكَلَّفُ
(4)
مِنْ قِبَلِهِ
(5)
.
وَمُشَاوَرَةِ الْخُلَفَاءِ وَسُؤَالِهِمْ أَهْلَ الْعِلْمِ.
• [7312] حدثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ
(6)
عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ
(7)
آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "اقْضُوا"، وزاد بعده لأبي ذر عن الكشميهني لفظ الجلالة:"اللَّهَ".
* [7311][التحفة: خ س 5457]
(2)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"القَضاءِ".
(3)
[المائدة: 45].
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ولا يَتَكَلَّفُ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قِيلِهِ".
(6)
للكشميهني: "فَسَلَّطَهُ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "أَوْ آخَرُ".
* [7312][التحفة: خ م س ق 9537]
• [7313] حدثنا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ إِمْلَاصِ
(1)
الْمَرْأَةِ - هِيَ
(2)
الَّتِي يُضْرَبُ بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا - فَقَالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فِيهِ غُرَّةٌ
(3)
عَبْدٌ، أَوْ أَمَةٌ"، فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي
(4)
بِالْمَخْرَجِ فِيمَا
(5)
قُلْتَ، فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَجِئْتُ بِهِ فَشَهِدَ مَعِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ، أَوْ أَمَةٌ".
تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
(6)
.
(1)
على آخره صح.
إملاص: هو أن تُزْلِق المرأة الجنين قبل وقت الولادة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ملص)
(2)
رقم عليه للكشميهني.
(3)
غرة: الغرة: العبد نفسه أو الأمة وسمي غرة لبياضه، فلا يقبل في الدية عبد أسود ولا جارية سوداء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرر).
(4)
عليه صح. وللأصيلي: "تَجِيءَ".
(5)
رقم عليه لابن عساكر في نسخة، ولأبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر أيضًا:"مِمَّا". هكذا في جميع النسخ المعتمدة، والذي في القسطلاني أنَّ:"مما" رواية الأصيلي، وأبي ذر عن الكشميهني.
(6)
قوله: "عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ" رقم عليه لأبي ذر عن الحموي، والمستملي، ووقع لأبي ذر عن الكشميهني:"عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ". قال في الفتح: "قوله: عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ، كذا للأكثر، وهو الصواب، ووقع في رواية الكشميهني: عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وهو غلط". اهـ.
* [7313][التحفة: خ 11231]
14 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَتَتْبَعُنَّ
(1)
سَنَنَ
(2)
مَنْ كَانَ
(3)
قَبْلَكُمْ"
• [7314] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا
(4)
شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
(5)
"، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟! فَقَالَ: "وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ ".
• [7315] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ
(6)
الصَّنْعَانِيُّ مِنَ الْيَمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ
(7)
قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا
(8)
وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
(9)
، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ
(10)
وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: "فَمَنْ؟ ".
(1)
"لَتَتْبَعُنَّ": كذا ضبطها في اليونينية هذه والتي في الحديث، وضبطها في الفتح على وزن الافتعال. اهـ من هامش الأصل.
(2)
سَنَن: طريق (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 223).
(3)
رقم عليه لأبي ذر عن الكشميهني.
(4)
بأخذ القرون قبلها: حتى تسير أمتي بسير القرون قبلها. (انظر: عمدة القاري)(25/ 52).
(5)
قوله: "شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ" لأبي ذر عن الكشميهني: "شِبْرًا شِبْرًا وذِرَاعًا ذِرَاعًا".
* [7314][التحفة: خ 13025]
(6)
زاد بلا رقم: "هو حَفْصُ بن مَيْسَرَةَ". اهـ من اليونينية.
(7)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(8)
قوله: "شِبْرًا شِبْرًا" لأبي ذر عن الكشميهني: "شِبْرًا بِشِبْرٍ".
(9)
على حاشية البقاعي: "ذراعا" ونسبه لنسخة.
(10)
كذا بالوجهين، وعلى الضم صح، ورقم عليه لأبي ذر.
* [7315][التحفة: خ م 4171]
15 - بَابُ إِثْمِ مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ أَوْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ}
(1)
الْآيَةَ
(2)
• [7316] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ
(3)
مِنْهَا - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ
(4)
سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا".
16 - بابُ مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَحَضَّ عَلَى اتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَا أَجْمَعَ
(5)
عَلَيْهِ الْحَرَمَانِ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَمَا كَانَ بِهَا
(6)
مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ
• [7317] حدثنا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيِّ
(7)
أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَ
(1)
[النحل: 25]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {بِغَيْرِ عِلْمٍ} ".
(2)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(3)
كفل: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفل).
(4)
قوله: "أَوَّلُ مَنْ" عليه صح، وليس عند أبي ذر. ووقعت العبارة على حاشية البقاعي:"لأنه سن القتل أولًا" ونسبه لنسخة وعليه صح.
* [7316][التحفة: خ م ت س ق 9568]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اجْتَمَعَ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"بِهِمَا".
(7)
عليه صح. "السَّلَمِيِّ" كذا ضبطه بفتح المهملة واللام القسطلاني وابن حجر وصاحب التذهيب، ووقع في بعض الفروع التي بيدنا تبعًا لليونينية ضبط اللام بالفتح والكسر. اهـ مصححه.
الْأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى
(1)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِلْنِي
(2)
بَيْعَتِي فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى، فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ
(3)
تَنْفِي خَبَثَهَا
(4)
وَيَنْصَعُ
(5)
طِيبُهَا
(6)
".
• [7318] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَ آخِرَُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمِنًى: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ
(7)
: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْنَا فُلَانًا، فَقَالَ عُمَرُ: لَأَقُومَنَّ الْعَشِيَّةَ فَأُحَذِّرَ
(8)
هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ، قُلْتُ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ
(9)
(1)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي، والمستملي.
(2)
أقلني: الإقالة أن يعود المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الإقالة في البيعة والعهد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قيل).
(3)
كالكير: الْمَبْنِيّ للنار الَّتِي يدْخل فِيهَا الْحَدِيد. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(3/ 404).
(4)
خبثها: الخبث: ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خبث).
(5)
ينصع: يظهر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نصع).
(6)
قوله: "وَيَنْصَعُ طِيبُهَا" لأبي ذر وعليه صح: "وَتَنْصَعُ طِيبَهَا".
* [7317][التحفة: خ م ت س 3071]
(7)
"فقال" عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأُحَذَّرُ"، وله عن الكشميهني:"فَلِأُحَذِّرَ".
(9)
رعاع: غَوْغَاء وسُقَّاط وأخلاط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رعع).
النَّاسِ يَغْلِبُونَ
(1)
عَلَى مَجْلِسِكَ، فَأَخَافُ أَنْ لَا يُنْزِلُوهَا عَلَى وَجْهِهَا
(2)
، فَيُطِيرُ بِهَا
(3)
كُلُّ مُطِيرٍ، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ السُّنَّةِ، فَتَخْلُصُ
(4)
بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَيَحْفَظُوا
(5)
مَقَالَتَكَ وَيُنَزِّلُوهَا
(6)
عَلَى وَجْهِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَقُومَنَّ بِهِ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(7)
بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أُنْزِلَ
(8)
آيَةُ
(9)
الرَّجْمِ.
• [7319] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَيَغْلِبُونَ" بزيادة واو.
(2)
للكشميهني: "وُجُوهِهَا".
(3)
قوله: "فَيُطِيرُ بِهَا" لأبي الوقت: "فَيُطَيِّرُهَا". ولم يضبط في النسخ التي بيدنا "مطير" على رواية أبي الوقت، ولعله يرويها بالتشديد كالفعل، كما أن كليهما مشدّد في: باب رجم الحبلى، ووجد هنا بهامش النسخ المعتمدة ما صورته هكذا:"يَ" ورقم عليه بعلامة الأصيلي، "مُ" وعليه علامة (د). ولعلها إشارة إلى رواية عند الأصيلي، و (د)؛ نصها:"فَيَطِيرُ بها كُلُّ مُطِيرٍ"، بفتح ياء "يطير"، مع ضم ميم "مطير". اهـ. مصححه.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَتَخْلُصَ".
(5)
لأبي الوقت: "وَيَحْفَظُوا".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وَيُنْزِلُوهَا".
(7)
قوله: "صلى الله عليه وسلم" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(8)
رقم على أوله لأبي ذر وعليه صح. ولبعضهم: "أَنْزَلَ" بالبناء للفاعل لغير أبي ذر.
(9)
"آيةُ" كذا هيَ مضبوطة في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية بالرفع والنصب، وانظر وجه النصب.
* [7318][التحفة: ع 10508]
كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ
(1)
مِنْ كَتَّانٍ فَتَمَخَّطَ، فَقَالَ: بَخْ
(2)
بَخْ، أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيَّ
(3)
، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي
(4)
وَيُرَى أَنِّي مَجْنُونٌ، وَمَا بِي مِنْ جُنُونٍ، مَا بِي إِلَّا الْجُوعُ.
• [7320] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ
(5)
، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، فَأَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ
(6)
يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً، ثُمَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَ
(7)
النِّسَاءُ يُشِرْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَتَاهُنَّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7321] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي قُبَاءً مَاشِيًا وَرَاكِبًا
(8)
.
(1)
ممشقان: مصبوغان بالمِشْق وهو ما يصبغ به الأحمر من الأشياء. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 388).
(2)
بخ: كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة. ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بخ).
(3)
للحموي، والمستملي:"عَلَيْهِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"عُنُقِهِ".
* [7319][التحفة: خ ت 14414]
(5)
على آخره صح.
(6)
"فَلَمْ" عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَجَعَلْنَ".
* [7320][التحفة: خ د س 5816]
(8)
قوله: "مَاشِيًا وَرَاكِبًا" للكشميهني: "رَاكِبًا وَمَاشِيًا".
* [7321][التحفة: خ م 7152]
• [7322] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي
(1)
، وَلَا تَدْفِنِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُزَكَّى.
• [7323] وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ: ائْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ، فَقَالَتْ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أُوثِرُهُمْ بِأَحَدٍ أَبَدًا.
• [7324] حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ فَيَأْتِي الْعَوَالِيَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ. وَزَادَ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ: وَبُعْدُ الْعَوَالِي أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةٌ.
• [7325] حدثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ الْجُعَيْدِ، سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: كَانَ الصَّاعُ
(2)
عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُدًّا
(3)
وَثُلُثًا
(4)
(1)
صواحبي: جمع صاحبة تريد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 309).
* [7322][التحفة: خ 16833]
* [7323][التحفة: خ 16833]
* [7324][التحفة: خ 1509 - خت 1566]
(2)
الصاع: مكيال مقداره: 2،04 كيلو جرام. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 37).
(3)
مدا: المد: كَيْلٌ مِقدار ملء اليدين المتوسطتين، من غير قبضهما، وهو حوالي 510 جرامات. (انظر: المكاييل والموازين) (ص 36).
(4)
قوله: "مُدًّا وَثُلُثًا" كذا بالنصب فيهما، وعلى كل منهما صح، وفيما عزاه عياض للأصيلي، وللأصيلي، وابن عساكر، و (د):"مُدٌّ وَثُلُثٌ" بالرفع، وبعده صح.
بِمُدِّكُمُ الْيَوْمَ، وَقَدْ زِيدَ فِيهِ
(1)
.
• [7326] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ"، يَعْنِي: أَهْلَ الْمَدِينَةِ.
• [7327] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى
(2)
النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ زَنَيَا، فَأَمَرَ بِهِمَا
(4)
فَرُجِمَا قَرِيبًا مِنْ حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ
(5)
عِنْدَ الْمَسْجِدِ.
• [7328] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو - مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا
(6)
".
(1)
زاد لأبي وقت، ولأبي ذر وعليه صح:"سَمِعَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكِ الْجُعَيْدَ".
* [7325][التحفة: خ س 3795]
* [7326][التحفة: خ م س 203]
(2)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.
(3)
"جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ" رقم على "إِلَى" بعلامة أبي ذر عن المستملي. كذا في النسخ التي بيدنا، ومقتضى هذا الوضع أن "إِلَى" ثابتة لأبي ذر عن المستملي، وعكس القسطلاني فنسب سقوطها إليهما؛ فحرر. اهـ. مصححه.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِهِمْ".
(5)
قوله: "تُوضَعُ الْجَنَائِزُ" لأبي ذر عن المستملي: "مَوْضِعُ الْجَنَائِزِ".
* [7327][التحفة: خ م س 8458]
(6)
لابتيها: مثنى لابَة، وهي الأرض ذاتُ الحجارة السود، والمراد طرفاها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لوب).
تَابَعَهُ سَهْلٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أُحُدٍ.
• [7329] حدثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، أَنَّهُ
(1)
كَانَ بَيْنَ جِدَارِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ، مَمَرُّ الشَّاةِ.
• [7330] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي".
• [7331] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَابَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْخَيْلِ، فَأُرْسِلَتِ
(2)
الَّتِي ضُمِّرَتْ
(3)
مِنْهَا وَأَمَدُهَا إِلَى
(4)
الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ
(5)
الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ أَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(6)
كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ.
* [7328][التحفة: خ م ت 1116]
(1)
عليه صح.
* [7329][التحفة: خ 4761]
* [7330][التحفة: خ م 12267]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأُرْسِلَ". كذا في اليونينية مبنيًّا للمجهول، ولكن الذي في "الفتح" والقسطلاني أنه مبني للفاعل، والفاعل هو النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. من هامش الأصل.
(3)
ضمرت: إضمار الخيل: أن تُعلف أولًا حتى تسمن وتقوى، ثم تقتصر بعدُ على قُوتِها وحبسها في بيت وتعريقها لتَصلُب وتقوى. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 59).
(4)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(5)
ثنية: طَرِيق مُرْتَفع بَين جبلين. (انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين) للحميدي (ص 407).
(6)
"وان عبد اللَّه". ليس على همزة "ان" ضبط في اليونينية.
* [7331][التحفة: خ 7636]
• [7332] حدثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ح
(1)
وَحَدَّثَنِي
(2)
إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى وَابْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7333] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ خَطَبَنَا
(3)
عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7334] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ
(4)
يُوضَعُ لِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْمِرْكَنُ
(5)
، فَنَشْرَعُ
(6)
فِيهِ جَمِيعًا.
• [7335] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَالَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْأَنْصَارِ وَقُرَيْشٍ فِي دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ، وَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ.
(1)
قوله: "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ح" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(2)
قوله: "وَحَدَّثَنِي" لأبي ذر، وعليه صح:"حدَّثنا".
* [7332][التحفة: خ م د ت س 10538]
(3)
في نسخة: "خَطِيبًا". من غير اليونينية.
* [7333][التحفة: خ 9802]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قد كان"، وبعده صح.
(5)
المركن: الإجانة التي يغسل فيها الثياب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أجن).
(6)
فنشرع: نغترف منه. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(4/ 262).
* [7334][التحفة: خ 17257]
* [7335][التحفة: خ م د 930]
• [7336 - 7337] حدثني
(1)
أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَسَقَانِي
(2)
سَوِيقًا
(3)
وَأَطْعَمَنِي تَمْرًا وَصَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِهِ.
• [7338] حدثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(4)
، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي - وَهُوَ بِالْعَقِيقِ - أَنْ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ".
وَقَالَ هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: "عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ".
• [7339] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَّتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَرْنًا لِأَهْلِ نَجْدٍ، وَالْجُحْفَةَ لِأَهْلِ الشَّأْمِ، وَذَا الْحُلَيْفَةِ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ"، وَذُكِرَ الْعِرَاقُ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عِرَاقٌ يَوْمَئِذٍ.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَسْقَانِي".
(3)
سويقا: القمح المقلي يطحن، وربما ثُري بالسمن. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 231).
* [7336 - 7337][التحفة: خ 5339]
(4)
قوله: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" لأبي ذر، وعليه صح:"قال: حدَّثني ابنُ عَبَّاسٍ".
* [7338][التحفة: خ د ق 10513]
* [7339][التحفة: خ 7159]
• [7340] حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ أُرِيَ وَهُوَ فِي مُعَرَّسِهِ
(1)
بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقِيلَ
(2)
لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ
(3)
مُبَارَكَةٍ.
17 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}
(4)
• [7341] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ رَفَعَ
(5)
رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ
(6)
: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ
(7)
لَكَ الْحَمْدُ" فِي الْأَخِيرَةِ
(8)
، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
(4)
.
(1)
معرسه: التعريس: النزول آخر الليل للنوم والاستراحة، وقد يستعمل في النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 76).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَقِيلَ".
(3)
ببطحاء: جزء من وادي مكة بين الحجون إلى المسجد الحرام، أما في عصرنا فقد عُبِّدت ولم تعد بطحاء، واسم البطحاء يُطلق على كل وادٍ شقه السيل فجعل أرضه كالرمل. (انظر: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية) (ص 46).
* [7340][التحفة: خ م س 7025]
(4)
[آل عمران: 128].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وَرَفَعَ" بزيادة واو.
(6)
على أوله والفراغ قبله: صح.
(7)
الواو عليه صح.
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "الآخِرَةِ".
* [7341][التحفة: خ س 6940]
18 - باب قَوْلِهِ تَعَالَى
(1)
: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
(2)
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
(3)
.
• [7342] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح حَدَّثَنِي
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ
(5)
، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ
(6)
وَفَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ: "أَلَا تُصَلُّونَ؟ " فَقَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعَهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ
(7)
يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
(8)
".
مَا أَتَاكَ لَيْلًا فَهُوَ: طَارِقٌ، وَيُقَالُ:{الطَّارِقُ} : النَّجْمُ، وَ {الثَّاقِبُ
(9)
}
(10)
الْمُضِيءُ، يُقَالُ: أَثْقِبْ نَارَكَ لِلْمُوقِدِ.
(1)
قوله: "قَوْلِهِ تَعَالَى" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
[الكهف: 54].
(3)
[العنكبوت: 46].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدَّثني" بزيادة واو.
(5)
على أوله صح.
(6)
طرقه: أتاه ليلا. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 176).
(7)
قوله: "وَهُوَ مُدْبِرٌ" لأبي ذر عن الكشميهني: "وَهُوَ مُنْصَرِفٌ".
(8)
[الكهف: 54]. وزاد لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه يُقال".
(9)
الثاقب: الْمُضِيء. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (1/ 523).
(10)
[الطارق: 3].
* [7342][التحفة: خ م س 10070]
• [7343] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ"، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ
(2)
، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"، فَقَالُوا: بَلَّغْتَ
(3)
يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
: "ذَلِكَ أُرِيدُ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ذَلِكَ أُرِيدُ"، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ
(5)
، وَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ".
19 - بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى
(6)
: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}
(7)
وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ
• [7344] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا
(8)
الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُجَاءُ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيُّ"، وبعده صح.
(2)
المدراس: البيت الذي يدرسون فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: درس).
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ بَلَّغْتَ".
(4)
قوله: "لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وَلرَسُولِهِ".
* [7343][التحفة: خ م د س 14310]
(6)
قوله: "قَوْلِهِ تَعَالَى" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(7)
[البقرة: 143].
(8)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح:"قال الأَعْمَشُ".
بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَتُسْأَلُ
(1)
أُمَّتُهُ، هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ
(2)
: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءُ
(3)
بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قَالَ: عَدْلًا، {لِتَكُونُوا
(4)
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}
(5)
".
وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا
(6)
الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.
20 - بَابٌ إِذَا اجْتَهَدَ الْعَامِلُ
(7)
أَوِ الْحَاكِمُ فَأَخْطَأَ - خِلَافَ الرَّسُولِ - مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ
(8)
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
(1)
على أوله صح.
(2)
لأبي ذر وعليه صح. وأبي الوقت: "فَيُقَالُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح. وأبي الوقت: "فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيُجَاءُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {لِتَكُونُوا} ". كذا في النسخ المعتمدة بيدنا، ونبه عليه القسطلاني، وانظر معنى زيادة "إلى قوله": على هذه الرواية مع كون الآية تامة. اهـ. مصححه.
(5)
[البقرة: 143].
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
* [7344][التحفة: خ ت س ق 4003]
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "العالِمُ".
(8)
عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.
• [7345 - 7346] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخَا بَنِي عَدِيٍّ الأَنْصَارِيَّ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى خَيْبَرَ، فَقَدِمَ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ
(2)
، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟ "، قَالَ
(3)
: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَشْتَرِي الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ مِنَ الْجَمْعِ
(4)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَفْعَلُوا وَلَكِنْ
(5)
مِثْلًا بِمِثْلٍ، أَوْ بِيعُوا هَذَا وَاشْتَرُوا بِثَمَنِهِ مِنْ هَذَا، وَكَذَلِكَ الْمِيزَانُ".
21 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ
• [7347] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
(6)
، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ
(7)
، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
"عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ" سقط هذا الراوي من النسخ التي بيدنا تبعًا لليونينية وفرعها، قال في "الفتح":"وذكر أبو علي الجياني أن سليمان سقط من أصل الفربري فيما ذكر أبو زيد، قال: والصواب إثباته؛ لأنه لا يتصل السند إلا به. قلت: وهو ثابت عندنا في النسخ المعتمدة من رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة عن الفربري، وكذا في سائر النسخ التي اتصلت لنا عن الفربري، فكأنها سقطت من نسخة أبي زيد فظن سقوطها من أصل شيخه، وقد جزم أبو نعيم في المستخرج بأن البخاري أخرجه عن إسماعيل عن أخيه عن سليمان، وهو - يعني أبا نعيم - يرويه عن أبى أحمد الجرجاني عن الفربري. اهـ. ملخصًا. وقوله: "ابن بلال" سقطت هذه النسبة من نسخة ابن حجر، وثبتت فيما عزاه القسطلاني إلى بعض النسخ. اهـ. مصححه.
(2)
جنيب: نوعٌ جَيِّدٌ معروفٌ من أنواع التَّمْر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جنب).
(3)
لأبي الوقت: "فقال".
(4)
الجمع: تَمْرٌ مختلط من أنواع متفرقة وليس مرغوبًا فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جمع).
(5)
سكون نون "لكن": من الفرع.
* [7345 - 7346][التحفة: خ م س 4044]
(6)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "الْمُقْرِئُ المَكِّيُّ".
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ شُرَيْحٍ".
بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ
(1)
أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ".
قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
22 - باب الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ قَالَ: إِنَّ أَحْكَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ ظَاهِرَةً وَمَا كَانَ يَغِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُمُورِ الْإِسْلَامِ
• [7348] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ، فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ائْذَنُوا لَهُ، فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا، قَالَ: فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ
(3)
إِلَّا أَصَاغِرُنَا
(4)
(1)
عليه صح.
(2)
بعده على حاشية البقاعي: "عن أبي هريرة" ورقم عليه: "كذا".
* [7347][التحفة: خ م د س ق 10748 - ع 15437 - خت 19574]
(3)
على آخره صح.
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَصْغَرُنَا".
فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: قَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: خَفِيَ عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَلْهَانِي الصَّفْقُ
(1)
بِالْأَسْوَاقِ.
• [7349] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الْأَعْرَجِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ: "مَنْ يَبْسُطْ
(2)
رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَى
(3)
شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي"، فَبَسَطْتُ بُرْدَةً
(4)
كَانَتْ عَلَيَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
23 - باب مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُجَّةً لَا مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ
• [7350] حدثنا حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا
(1)
الصفق: التبايُع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفق).
* [7348][التحفة: خ م د 4146]
(2)
قوله: "مَنْ يَبْسُطْ" لأبي ذر عن الكشميهني: "مَنْ بَسَطَ".
(3)
قوله: "فَلَنْ يَنْسَى" لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فَلَمْ يَنْسَ".
(4)
بردة: البردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مُرَبَّع فيه صور تلبسه الأعراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: برد).
* [7349][التحفة: خ م س ق 13957]
شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ
(1)
الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
24 - باب الأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلَائِلِ
(2)
وَكَيْفَ مَعْنَى الدِّلَالَةِ وَتَفْسِيرُِهَا
(3)
وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمْرَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ فَدَلَّهُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ
(4)
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}
(5)
.
وَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ:"لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ"، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الضَّبُّ، فَاسْتَدَلَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ.
• [7351] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي
(6)
لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "الصَّيَّادِ".
* [7350][التحفة: خ م د 3019]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بالدليل".
(3)
"وَتَفسِيرُهَا" كذا بالضبطين في اليونينية.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ".
(5)
[الزلزلة: 7].
(6)
عليه صح.
سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ
(1)
فِي مَرْجٍ
(2)
أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا
(3)
ذَلِكَ الْمَرْجِ
(4)
وَالرَّوْضَةِ
(5)
كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا
(6)
أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ
(7)
بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا
(8)
ظُهُورِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً، فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ"، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ
(9)
قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ
(10)
الْفَاذَّةَ
(2)
الْجَامِعَةَ
(2)
{فَمَنْ
(11)
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
(12)
خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
(13)
".
• [7352] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فأطالَ لَهَا"، وزاد نسبته على حاشية البقاعي للأصيلي.
(2)
مرج: أرض واسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي: تُخَلَّي تسرح مختلطة كيف شاءت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرج).
(3)
طيلها: الطَّوَل والطيل: الحبل الطويل يُشَدُّ أحدُ طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفَرَس ليَدُور فيه ويَرْعَى، ولا يذهب لوجهه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طول).
(4)
قوله: "ذَلِكَ الْمَرْجِ" لأبي ذر وعليه صح. والأصيلي: "مِنَ المَرْجِ"، وعلى حاشية البقاعي:"في المرج"، ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَوِ الرَّوْضَةِ".
(6)
شرفا: شوطًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: شرف).
(7)
عليه صح. وللأصيلي: "تُسْقَى".
(8)
لفظ: "لَا" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(9)
عليه صح.
(10)
على آخره صح.
(11)
لأبي ذر وعليه صح: "مَنْ".
(12)
ذرة: نملة صغيرة. (انظر: لسان العرب، مادة: ذرر).
(13)
[الزلزلة: 8].
* [7351][التحفة: خ م س 12316]
عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنَا
(1)
مُحَمَّدٌ، هُوَ
(2)
: ابْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ
(2)
بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ
(3)
، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَيْضِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ
(5)
مِنْهُ؟ قَالَ: "تَأْخُذِينَ
(6)
فِرْصَةً
(7)
مُمَسَّكَةً
(8)
فَتَوَضَّئِينَ
(9)
بِهَا"، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ
(10)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّئِي"، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَوَضَّئِينَ
(11)
بِهَا"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَرَفْتُ الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَذَبْتُهَا إِلَيَّ فَعَلَّمْتُهَا.
• [7353] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدَّثنا" بزيادة واو.
(2)
لفظ: "هُوَ" والألف بعده، ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(3)
"ابنُ شَيْبَةَ" وقع في نسخة عبد اللَّه بن سالم حذف ألف "ابن" وجره تبعًا لليونينية، وفي "الفتح" ما نصه:"ووقع هنا: منصور بن عبد الرحمن ابن شيبة، وشيبة إنما هو جد منصور لأمه؛ لأن اسم أمه: صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، وعلى هذا فيكتب: ابن شيبة، بالألف، ويعرب إعراب منصور لا إعراب عبد الرحمن، وقد تفطن لذلك الكرماني هنا". اهـ.
وكذلك كتب بالألف في بعض النسخ التي بيدنا. اهـ. مصححه.
(4)
لأبي الوقت: "رسولَ اللَّهِ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يُغْتَسَلُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"تَأْخُذِي".
(7)
فِرْصة: قطعة من صوف أو قطن أو خِرقة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرص).
(8)
ممسكة: مُطَيَّبة بالمِسْك. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 387).
(9)
لأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"فَتَوَضَّئِي".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(11)
للكشميهني: "تَوَضَّئِي".
* [7352][التحفة: خ م س 17859]
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا
(1)
وَأَضُبًّا
(2)
، فَدَعَا بِهِنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ فَتَرَكَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَالْمُتَقَذِّرِ لَهُ
(3)
، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ
(4)
عَلَى مَائِدَتِهِ، وَلَا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ
(5)
.
• [7354] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ
(6)
فِي بَيْتِهِ"، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِبَدْرٍ - قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي طَبَقًا فِيهِ خَضِرَاتٌ
(7)
- مِنْ بُقُولٍ فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقَالَ:"قَرِّبُوهَا"، فَقَرَّبُوهَا إِلَى بَعْضِ
(8)
أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ:"كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي".
(1)
أقطا: الأقط: لبن مجفف يابس مُسْتَحْجِر يُطبخ به. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أقط).
(2)
للكشميهني: "وَضَبًّا".
أضبا: حيوان من جنس الزواحف، غليظ الجسم خشنه، له ذَنَب عريض أعقد، يكثر في صحاري الأقطار العربية. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: ضبب)
(3)
رقم عليه للكشميهني، ولأبي ذر عن الحموي، والمستملي:"لَهُنَّ".
(4)
قوله: "وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ" للكشميهني: "ولَوْ كان حَرَامًا ما أُكِلَ".
(5)
عليه صح.
* [7353][التحفة: خ م د س 5448]
(6)
للكشميهني: "أو لِيَقْعُدْ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح، والأصيلي:"خُضَرَاتٌ".
(8)
على أوله والفراغ قبله صح.
وَ
(1)
قَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ
(2)
.
وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ وَأَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ قِصَّةَ الْقِدْرِ، فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ فِي الْحَدِيثِ؟.
• [7355] حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ
(3)
امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ قَالَ: "إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ".
زَادَ
(4)
الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ كَأَنَّهَا تَعْنِي: الْمَوْتَ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(5)
25 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ"
• [7356] وَقال أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ، وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ
(1)
الواو عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر، والأصيلي:"خُضَرَاتٌ".
* [7354][التحفة: خ م د س 2485]
(3)
"أَنَّ امْرَأَة أَتَتْ" كذا في النسخ التي بيدنا تبعًا لليونينية، وفي النسخة التي شرَح عليها القسطلاني:"أنَّ امرأةً من الأنصارِ". اهـ. مصححه.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "زَادَ لَنَا".
* [7355][التحفة: خ م ت 3192]
(5)
قوله: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ
(1)
الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ.
• [7357] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَ {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلْيْكُمُ} " الْآيَةَ.
• [7358] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(3)
، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا
(4)
لَمْ يُشَبْ
(5)
، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ، وَقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، أَلَا يَنْهَاكُمْ
(1)
عليه صح. وليس عند أبي ذر.
* [7356][التحفة: خت 11410]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
* [7357][التحفة: خ س 15405]
(3)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنِ عَبْدِ اللَّهِ".
(4)
محضا: المحض: الخالِص من كلِّ شيء، ويسمى به اللبن الخالص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: محض).
(5)
يشب: الشوب: الَّذِي يخلط بِهِ غَيره. وَالْمعْنَى: لم يُبدل. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 385).
مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ
(1)
، لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ.
26 - بَابٌ
(2)
كَرَاهِيَةِ الْخِلَافِ
(3)
• [7359] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(4)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ
(5)
".
• [7360] حدثنا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ"
(7)
.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُسَاءَلَتِهِمْ".
* [7358][التحفة: خ 5851]
(2)
كذا بالوجهين، ورقم على التنوين للأصيلي. والباب وما تحته مؤخر عند أبي ذر، وعليه صح. هذا الباب عند أبي ذر بعد باب: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التحريم، وقبل هذا الباب المذكور عنده باب: قول اللَّه تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} . اهـ. من اليونينية. كذا في هامش الأصل، ومثله في القسطلاني.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الاِخْتِلافِ".
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "البَجَلِيِّ".
(5)
زاد للمستملي: "قال أبو عبد اللَّه سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَلَّامًا".
* [7359][التحفة: خ م س 3261]
(6)
قوله: "بنِ عَبْدِ اللَّهِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "قال أبو عبد اللَّه".
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7361] حدثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ - وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - قَالَ: "هَلُمَّ
(3)
أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ"
(4)
، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا
(5)
؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ
(6)
وَالاِخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قُومُوا عَنِّي".
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ
(7)
كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ؛ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ.
* [7360][التحفة: خ م س 3261]
(1)
"حدَّثني" عليه صح. ورقم عليه لأبي ذر.
(2)
عليه صح.
حضر: دنا موته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حضر)
(3)
هلم: تعال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هلم).
(4)
زاد لأبي ذر عن الكشميهني: "أَبَدًا".
(5)
"واخْتَصَمُوا". ذكر في "الفتح" أن رواية أبي ذر: "اختصموا" بغير واو، ورواية غيره بالواو. اهـ من هامش الأصل.
(6)
اللغط: صوت وضَجَّة لا يُفهَم معناها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لغط).
(7)
الرزية: المصيبة. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(2/ 315).
* [7361][التحفة: خ م س 5841]
27 - بَابٌُ
(1)
نَهْي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّحْرِيمِ
(2)
إِلَّا مَا تُعْرَفُ إِبَاحَتُهُ
وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ نَحْوَ قَوْلِهِ حِينَ أَحَلُّوا: "أَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ".
وَ
(3)
قَالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ.
وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.
• [7362] حدثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
(4)
: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ قَالَ: أَهْلَلْنَا
(5)
- أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ عُمْرَةٌ.
قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا، أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحِلَّ، وَقَالَ:"أَحِلُّوا وَأَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ".
قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ
(6)
عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ، فَبَلَغَهُ أَنَّا
(1)
"بَابٌ نَهْي النَّبِيَّ" كذا في الأصل تبعًا لليونينية ضبط "باب" بوجهين، و"نهي النبيِّ" بالإضافة، وعبارة القسطلاني:"وفي نسخة: بابٌ، بالتنوين، نهَى النبيُّ، بفتح الهاء ورفع: النبيُّ، على الفاعلية". اهـ.
(2)
"عَن التَّحْرِيمِ" كذا في اليونينية وفرعها "عن" بالنون، والذي في "الفتح":"على" باللام؛ قال: "أي النهي الصادر منه محمول على التحريم، وهو حقيقة فيه". اهـ.
(3)
الواو عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "الْبُرْسَانِيُّ"، وبعده:"عنِ ابنِ جُرَيْجٍ"، بدلًا من:"حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ".
(5)
أهللنا: الإهلال: رفع الصوت بالتلبية، والمراد: الإحرام. (انظر: لسان العرب، مادة: هلل).
(6)
يعزم: يؤكد ذلك علينا. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 80).
نَقُولُ: لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ إِلَى نِسَائِنَا فَنَأْتِي عَرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَذْيَ
(1)
. قَالَ: وَيَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ هَكَذَا وَحَرَّكَهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ، وَلَوْلَا هَدْيِي
(2)
لَحَلَلْتُ كَمَا تَحِلُّونَ، فَحِلُّوا، فَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ"، فَحَلَلْنَا وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.
• [7363] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ"، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ:"لِمَنْ شَاءَ"؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً.
* * *
(1)
لأبي ذر عن المستملي: "المَنِيَّ".
المذي: البَلَل اللَّزِج الَّذِي يَخْرُج مِنَ الذَّكر عِنْدَ مُلاعَبة النِّسَاءِ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مذى)
(2)
على آخره صح.
هديي: الهَدْي: ما يُهْدَى إلى البيت الحرام من النَّعَم (الإبل) لتنحر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هدا).
* [7362][التحفة: خ 2462]
* [7363][التحفة: خ د 9660]
28 - بَابُ
(1)
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}
(2)
، {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}
(3)
وَأَنَّ
(4)
الْمُشَاوَرَةَ قَبْلَ الْعَزْمِ وَالتَّبَيُّنِ لِقَوْلِهِ: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
(3)
، فَإِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِبَشَرٍ التَّقَدُّمُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَشَاوَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوجِ، فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَعَزَمَ، قَالُوا: أَقِمْ، فَلَمْ يَمِلْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعَزْمِ، وَقَالَ:"لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لَأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ".
وَشَاوَرَ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ فِيمَا رَمَى
(5)
أَهْلُ الْإِفْكِ عَائِشَةَ، فَسَمِعَ مِنْهُمَا حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَجَلَدَ الرَّامِينَ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى تَنَازُعِهِمْ وَلَكِنْ حَكَمَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، وَكَانَتِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَشِيرُونَ الْأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ؛ لِيَأْخُذُوا بِأَسْهَلِهَا، فَإِذَا وَضَحَ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ اقْتِدَاءً
(6)
بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ قِتَالَ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ
(7)
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا
(1)
عليه صح. وهذا الباب وما تحته مقدم عند أبي ذر على باب: كَرَاهِيَة الخِلَافِ، الماضي قريبًا.
(2)
[االشورى: 38].
(3)
[آل عمران: 159].
(4)
كذا في اليونينية الهمزة مفتوحة ومكسورة.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "رَمَى بِهِ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اقْتَدَوْا".
(7)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "النَّاسَ".
قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا
(1)
"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ
(2)
إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ، قَالَ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ، فَاقْتُلُوهُ".
وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَشُورَةِ عُمَرَ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل.
• [7364] حدثنا الْأُوَيْسِيُّ
(4)
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
(5)
، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ
(6)
قَالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
(7)
حِينَ اسْتَلْبَثَ
(8)
الْوَحْيُ يَسْأَلُهُمَا وَهُوَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ؛ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، فَقَالَ:"هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟ " قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَمْرًا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ
(1)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ"، وبعده صح.
(2)
للكشميهني: "مَشُورَتِهِ".
(3)
على أوله والفراغ قبله صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَقَالَ" بزيادة واو.
(4)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "عَبْدُ العزيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ".
(5)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ سَعْدٍ".
(6)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "ما قالوا".
(7)
زاد في نسخة: "رضي الله عنهما".
(8)
استلبث: استفعل من اللبث وهو: الإبطاء والتأخر. ب (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبث).
السِّنِّ، تَنَامُ
(1)
عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ
(2)
فَتَأْكُلُهُ. فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي
(3)
إِلَّا خَيْرًا"، فَذَكَرَ بَرَاءَةَ عَائِشَةَ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ هِشَامٍ.
• [7365] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الْغَسَّانِيُّ
(5)
، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:"مَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أَهْلِي، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ؟ ". وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ
(6)
: لَمَّا أُخْبِرَتْ عَائِشَةُ بِالْأَمْرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْطَلِقَ إِلَى أَهْلِي؟ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَرْسَلَ مَعَهَا الْغُلَامَ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: سُبْحَانَكَ {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}
(7)
.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَتَنَامُ".
(2)
الداجن: الدَّاجِنُ: هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وقد يقع على غير الشاء من كل ما يألف البيوت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دجن).
(3)
قوله: "عَلَى أَهْلِي" لأبي ذر عن الكشميهني: "فِي أَهْلِي".
* [7364][التحفة: خ م س 16126 - خت م ت 16798]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "وحدَّثني" بزيادة واو.
(5)
عليه صح. في أصل أبي ذر: "العُشَانِيُّ" بالعين المهملة والشين المعجمة وصحح عليه، وكتب "الغساني" نسخة. اهـ. من اليونينية. قال في "الفتح":"والذي بالعين المهملة والشين المعجمة تصحيف شنيع". اهـ.
(6)
عليه صح.
(7)
[النور: 16].
* [7365][التحفة: خ 17302]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
95 - كتابُ
(2)
التَّوْحِيدِ
(3)
1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تبارك وتعالى
(4)
• [7366] حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى
(5)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ.
• [7367] وَحدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى
(6)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ
(1)
كذا لأبي ذر وعليه صح.
(2)
لأبي ذر عن المستملي وعليه صح صح: "الرَّدُّ علَى الجَهْمِيَّةِ وغَيْرِهِمْ". هكذا خرّج لهذه الرواية في نسخة عبد اللَّه بن سالم فوق لفظ "كِتاب". وخرّج لها في نسخة أخرى بعد لفظ "التَّوْحِيد". وقال القسطلاني: وفي رواية المستملي كما في الفرع: "كِتاب الرَّدّ علَى الجَهْمِيَّةِ وغَيْرِهِمْ". وقال الحافظُ ابنُ حجر - وتبعه العينيُّ - بعد قوله: "كتاب التَّوْحِيد": "وزاد المستملي الرَّدّ علَى الجَهْمِيَّةِ". اهـ.
(3)
كذا للحموي والكشميهني، وعليه صح.
(4)
في نسخة: "عز وجل".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ".
* [7366][التحفة: ع 6511]
(6)
عليه صح. ولأبي ذر والأصيلي وقبلهما صح، ولأبي الوقت وعليه صح:"يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفيِّ". يُقال: "يَحْيَى بن عبد اللَّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفيِّ". ويقال "يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بن عبد اللَّهِ بْنِ صَيْفيِّ". والأول أكثر. اهـ. من هامش الأصل.
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ
(1)
: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُعَاذًا
(2)
نَحْوَ الْيَمَنِ، قَالَ لَهُ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ
(3)
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي
(4)
أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ
(5)
".
• [7368] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَالْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، سَمِعَا الْأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم: "يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ " قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟ " قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:"أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ".
• [7369] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "قَدْ فَرَضَ".
(4)
رقم عليه لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
(5)
كرائم أموال الناس: نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها ويختصها لها، وواحدتها كريمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كرم).
* [7367][التحفة: ع 6511]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولُ اللَّه".
* [7368][التحفة: خ م 11306]
سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
(1)
يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ
(2)
، وَكَأَنَّ
(3)
الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا
(4)
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا
(5)
لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ".
زَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
• [7370] حدثنا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ
(6)
فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ " فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ".
(1)
[الإخلاص: 1].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فكَأَنَّ".
(4)
يتقالها: تقلل الشيء، واستقلّه وتقالّه: إذا رآه قليلًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلل).
(5)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "فَإِنَّها".
* [7369][التحفة: خ د س 4104 - خت س 11073]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "صَلَاتِهِمْ".
* [7370][التحفة: خ م س 17914]
2 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تبارك وتعالى: {قُلِ
(1)
ادْعُوا اللَّهَ أَوِ
(1)
ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
(2)
• [7371] حدثنا مُحَمَّدٌ
(3)
، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ".
• [7372] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ
(4)
إِلَى ابْنِهَا فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(5)
: "ارْجِعْ
(6)
فَأَخْبِرْهَا: أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ، وَلْتَحْتَسِبْ"، فَأَعَادَتِ الرَّسُولَ: أَنَّهَا أَقْسَمَتْ
(7)
لَتَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَدُفِعَ
(8)
(1)
كذا بالضبطين، وهما قراءتان؛ فالكسر قراءة عاصم وحمزة ويعقوب، والضم قراءة الباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 225).
(2)
[الإسراء: 110].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ، حدّثنا". وكتب فوق "سَلَامٍ": (خف).
* [7371][التحفة: خ م 3211]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "تَدْعُوهُ".
(5)
سقط عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "إليها".
(7)
لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"قَدْ أَقْسَمَتْ".
(8)
لأبي ذر، والكشميهني:"فَرُفِعَ". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "وَرُفِعَ".
الصَّبِيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ
(1)
كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ
(2)
، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(3)
، قَالَ:"هَذِهِ رَحْمَةٌ، جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
3 - بَابُ
(4)
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (أَنَا)
(5)
{الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}
(6)
• [7373] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ
(7)
بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ
(8)
عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ؛ يَدَّعُونَ
(9)
لَهُ الْوَلَدَ ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ".
(1)
تقعقع: تضطرب وتتحرك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قعقع).
(2)
شن: قربة بالية. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 254).
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "ما هذا؟ ". وعلى حاشية البقاعي: "ما هذه؟ " ونسبه لنسخة.
* [7372][التحفة: خ م د س ق 98]
(4)
عليه صح.
(5)
كذا في نسخة وعليه صح. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي في نسخة، ولأبي الوقت في نسخة:" {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} ".
(6)
[الذاريات: 58].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "هو ابنُ جُبَيْرٍ".
(8)
كذا لأبي ذر. و"أَصْبَرُ": هكذا هو بالرفع في بعض النسخ التي بيدنا تبعًا لليونينية، وضَبَطَه في الفرع بالنَّصب أيضا، وهو رواية غير أبي ذر كما في القسطلاني. اهـ. مصححه.
(9)
"يَدَّعُونَ": كذا في اليونينية بتشديد الدّال، وقال في "الفتح": بسكون الدّال، وجاء بتشديدها. اهـ. من هامش الأصل.
* [7373][التحفة: خ م س 9015]
4 -
(1)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {عَالِمُ
(2)
الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}
(3)
وَ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}
(4)
.
وَ {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ}
(5)
.
{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}
(6)
.
{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}
(7)
.
قَالَ يَحْيَى
(8)
: الظَّاهِرُ: عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ: عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.
• [7374] حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ
(9)
إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ اللَّهِ".
(2)
عليه صح.
(3)
[الجن: 26].
(4)
[لقمان: 34].
(5)
[النساء: 166].
(6)
[فاطر: 11].
(7)
[فصلت: 47].
(8)
"يَحْيَى": هو الفَرَّاء. اهـ. من اليونينية.
(9)
ما تغيض الأرحام: ما تنقص من مُدَّة حملهَا وَمَا تزيد عَلَيْهِ وَقيل مَا تسقطه نَاقِصا قبل تَمام خلقه. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 142).
* [7374][التحفة: خ 7183]
• [7375] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ؛ وَهُوَ يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}
(1)
، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ؛ وَهُوَ يَقُولُ: لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ.
5 -
(2)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ}
(3)
• [7376] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".
6 -
(2)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {مَلِكِ النَّاسِ}
(4)
فِيهِ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
[الأنعام: 103].
* [7375][التحفة: خ م ت س 17613]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ اللَّهِ".
(3)
[الحشر: 23].
* [7376][التحفة: خ س 9293]
(4)
[الناس: 2].
• [7377] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ
(1)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ ".
وَقَالَ شُعَيْبٌ وَالزُّبَيْدِيُّ وَابْنُ مُسَافِرٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
(2)
.
7 -
(3)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
(4)
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ
(5)
}
(6)
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}
(7)
وَمَنْ حَلَفَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ
(8)
وَقَالَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَقُولُ جَهَنَّمُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ".
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: رَبِّ
(9)
اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، لَا وَعِزَّتِكَ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا"
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "هُوَ ابنُ المُسَيَّبِ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مثْلَهُ".
* [7377][التحفة: خ م س ق 13322]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ اللَّهِ".
(4)
[إبراهيم: 4].
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وقبلهما صح:" {عَمَّا يَصِفُونَ} ".
(6)
[الصافات: 180].
(7)
[المنافقون: 8].
(8)
كذا للحموي، والكشميهني. ولأبي ذر والمستملي:"وسُلْطانِهِ" بدلًا من: "وصِفاتِه".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "يا رَبَّ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ عز وجل: لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ".
وَقَالَ أَيُّوبُ: "وَعِزَّتِكَ، لَا غِنَى
(1)
بِي عَنْ بَرَكَتِكَ".
• [7378] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:"أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ".
• [7379] حدثنا ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
(2)
: "يُلْقَى فِي النَّارِ".
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
وَعَنْ مُعْتَمِرٍ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَزَالُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي
(3)
بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ تَقُولُ: قَدْ
(4)
قَدْ
(5)
بِعِزَّتِكَ
(6)
وَكَرَمِكَ، وَلَا تَزَالُ الْجَنَّةُ تَفْضُلُ
(7)
حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ".
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لا غَنَاءَ".
* [7378][التحفة: خ م س 6550]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "لا يَزَالُ".
(3)
فينزوي: ينضم وينقبض. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زوى).
(4)
كتب فوقه: "معًا".
قد قد: حسبي حسبي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قد).
(5)
كتب فوقه: "معًا".
(6)
عليه صح.
(7)
عليه صح صح. ولأبي ذر، والمستملي:"بِفَضْلٍ".
* [7379][التحفة: خ م س 1177 - خ 1230 - خ 1279]
8 -
(1)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}
(2)
• [7380] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو مِنَ اللَّيْلِ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ
(3)
فِيهِنَّ، لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، قَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا
(4)
أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ".
حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا، وَقَالَ:"أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ".
9 -
(5)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
(6)
: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
(7)
وَقَالَ الْأَعْمَشُ: عَنْ تَمِيمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(2)
[الأنعام: 73].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "وما".
(4)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [7380][التحفة: خ م س ق 5702]
(5)
قوله: "قَوْلُ اللَّهِ تعالى" عليه صح وليس عند أبي ذر.
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ {وَكَانَ
…
} ".
(7)
[النساء: 134].
وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
(1)
.
• [7381] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا
(2)
كَبَّرْنَا، فَقَالَ: "ارْبَعُوا
(3)
عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا"، ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ" أَوْ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ" بِهِ.
• [7382 - 7383] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي
(4)
ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قَالَ:"قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
• [7384] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام نَادَانِي قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ".
(1)
[المجادلة: 1].
(2)
على آخره صح.
(3)
اربعوا: ارفقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ربع).
* [7381][التحفة: ع 9017]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
* [7382 - 7383][التحفة: خ م سي 8928]
* [7384][التحفة: خ م س 16700]
10 -
(1)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
(2)
(3)
• [7385] حدثني
(4)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاِسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُ
(5)
السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ، ثُمَّ يُسَمِّيهِ
(6)
بِعَيْنِهِ، خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - قَالَ: أَوْ: فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَ
(7)
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} ". والنسخة التي شرح عليها القسطلاني: "باب قول اللَّه تعالى
…
إلخ".
(2)
قوله: "قَوْلُ اللَّهِ تعالى" ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(3)
[الأنعام: 65].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يُعَلِّمُهُمْ".
(6)
بالمُثنَّاة الفوقيّة والتحتية.
(7)
رقم على الواو لأبي ذر، والكشميهني.
* [7385][التحفة: خ د ت س ق 3055]
11 -
(1)
مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}
(2)
• [7386] حدثني
(3)
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْلِفُ: "لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ".
12 -
(4)
إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ اسْمٍ إِلَّا وَاحِدًا
(5)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {ذُو الْجَلَالِ}
(6)
: الْعَظَمَةِ
(7)
، {الْبَرُّ}
(8)
: اللَّطِيفُ.
• [7387] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا
(9)
، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".
{أَحْصَيْنَاهُ}
(10)
: حَفِظْنَاهُ
(11)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ مُقَلِّبِ القُلوبِ وقَولِ اللَّهِ".
(2)
[الأنعام: 110].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [7386][التحفة: خ ت س ق 7024]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ إنَّ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "واحدةً".
(6)
[الرحمن: 27].
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "العظيمُ".
(8)
[الطور: 28].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "واحدةً".
(10)
[يس: 12]. كذا لأبي ذر والحموي.
(11)
كذا لأبي ذر والحموي.
* [7387][التحفة: خ ت س 13727]
13 -
(1)
السُّؤَالُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالاِسْتِعَاذَةُ بِهَا
• [7388] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي
(2)
مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ
(3)
فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ
(4)
ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّ
(5)
وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ".
تَابَعَهُ يَحْيَى وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَزَادَ زُهَيْرٌ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ
(6)
.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ السُّؤالِ بأسماءِ اللَّهِ تعالى والاسْتِعاذَةِ بها".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
كذا في اليونينية وبعض فروعها. وفي الفرع المكي: "إلى فِراشِهِ". كذا بهامش الأصل.
(4)
بصنفة: صنفة الإزار: طرفه. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: صنف).
(5)
كذا في اليونينية: "رَبِّ" بدون ياء. وفي بعض الأصول: "ربي" بإثباتها. كذا بهامش الأصل.
(6)
قوله: "تابعه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ". عليه صح وليس عند أبي ذر.
* [7388][التحفة: خت سي ق 12984 - خ 13012 - خ م د س 14306]
• [7389] حدثنا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ" وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
(1)
".
• [7390] حدثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: "بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحْيَا"، فَإِذَا
(2)
اسْتَيْقَظَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".
• [7391] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
(3)
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْطَانٌ
(4)
أَبَدًا".
• [7392] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُرْسِلُ كِلَابِي الْمُعَلَّمَةَ؟ قَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَأَمْسَكْنَ فَكُلْ،
(1)
النشور: الحياة بعد الموت. (انظر: غريب القرآن لابن قتيبة)(ص 310).
* [7389][التحفة: خ د ت سي ق 3308]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وإذا".
* [7390][التحفة: خ سي 11910]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "أحَدَهُمْ".
(4)
على حاشية البقاعي: "الشيطان" ونسبه لنسخة.
* [7391][التحفة: ع 6349]
وَإِذَا رَمَيْتَ بِالْمِعْرَاضِ
(1)
فَخَزَقَ
(2)
فَكُلْ".
• [7393] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هُنَا
(3)
أَقْوَامًا حَدِيثًا
(4)
عَهْدُهُمْ بِشِرْكٍ، يَأْتُونَا
(5)
بِلُحْمَانٍ لَا نَدْرِي يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا أَمْ لَا؟ قَالَ: "اذْكُرُوا أَنْتُمُ اسْمَ اللَّهِ وَكُلُوا".
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ.
• [7394] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ.
• [7395] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جُنْدَبٍ أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ صَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ:"مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ".
(1)
بالمعراض: خشبة محددة الطرف، وقيل: في طرفها حديدة يرمى بها الصيد، وقيل: سهم لا ريش له يرمى به عرضا، فما أصاب بحده وطوله أكل لأنه جرح وقطع، وما أصاب بعرضه لم يؤكل. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 73).
(2)
فخزق: أصاب الرَّميَّة ونَفَذ فيها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خزق).
* [7392][التحفة: ع 9878]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هَا هُنا".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حَدِيثٌ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "يَأْتُونَنا".
* [7393][التحفة: خ د 16950]
* [7394][التحفة: خ د 1364]
* [7395][التحفة: خ م س ق 3251]
• [7396] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ".
14 - بَابُ
(1)
مَا يُذْكَرُ فِي الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ وَأَسَامِي اللَّهِ
وَقَالَ خُبَيْبٌ:
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ
…
فَذَكَرَ الذَّاتَ بِاسْمِهِ تَعَالَى
• [7397] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ
(2)
بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةً، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ، أَنَّ ابْنَةَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ
(3)
مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ
(4)
بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ
(5)
:
وَلَسْتُ أُبَالِي
(6)
حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
…
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
* [7396][التحفة: خ 7258]
(1)
عليه صح.
(2)
على أوله صح.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فاسْتَعَارَ".
(4)
يستحد: الاستحداد: حلق العَانَة بالحديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حدد).
(5)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
للأصيلي وأبي الوقت: "ما أُبَالِي".
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
…
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ
(1)
شِلْوٍ
(2)
مُمَزَّعِ
(3)
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ يَوْمَ أُصِيبُوا.
15 -
(4)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}
(5)
وَقَوْلُهُ
(6)
جَلَّ ذِكْرُهُ: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}
(7)
• [7398] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا
(8)
مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ
(9)
إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ".
• [7399] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، هُوَ
(10)
(1)
أوصال: أعضاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وصل).
(2)
شلو: العضو من اللحم، والجمع: أشلاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: شلا).
(3)
ممزع: مقطع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مزع).
* [7397][التحفة: خ د س 14271]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(5)
[آل عمران: 28].
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وقَوْلِ اللَّهِ".
(7)
[المائدة: 116].
(8)
"ما مِنْ أحَدٍ أغْيَرُ": كذا في النسخ المعتمدة بيدنا، وعليها شرح ابن حجر والقسطلاني، وكتب عبد اللَّه بن سالم بهامش نسخته أنه كذلك في غالب الأصول، ووقع في صلب نسخته اختلاط. ا هـ. مصححه.
(9)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "أحَبُّ" هذه من الفرع.
* [7398][التحفة: خ م س 9256]
(10)
عليه صح. ولأبي ذر وعليه صح: "وَهوَ".
يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ، وَهْوَ وَضْعٌ
(1)
عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي".
• [7400] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ
(2)
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ
(3)
بَاعًا
(4)
، وَإِنْ
(5)
أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً
(6)
".
16 -
(7)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}
(8)
• [7401] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
(9)
، عَنْ عَمْرٍو
(10)
، عَنْ جَابِرِ بْنِ
(1)
"وَضْعٌ" قال في "الفتح": بفَتحٍ ثم سكون أي موضوع، ثم قال: وحكى عياض عن رواية أبي ذر: "وَضَعَ" بالفتح على أنه فِعْلٌ ماضٍ مبنيّ للفاعل، ورأيته في نسخة معتمدة بكسر الضاد مع التنوين. اهـ.
* [7399][التحفة: خ 12494]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "شِبْرًا".
(3)
لأبي ذر عن الحموي: "مِنْهُ".
(4)
باعا: قَدْر مَدِّ اليدين وما بينهما من البدن. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بوع).
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ومَنْ".
(6)
هرولة: الهرولة: بين المشي والعدو، وهو كناية عن سرعة إجابة اللَّه تعالى، وقبول توبة العبد، ولطفه ورحمته. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: هرول).
* [7400][التحفة: خ 12373]
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(8)
[القصص: 88].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ".
(10)
بعده على حاشية البقاعي: "ابن دينار" ونسبه لنسخة.
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، فَقَالَ:{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، قَالَ
(1)
(2)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا أَيْسَرُ".
17 -
(3)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}
(4)
: تُغَذَّى
(5)
وَقَوْلُهُ
(6)
جَلَّ ذِكْرُهُ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}
(7)
• [7402] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ
(8)
- وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ
(9)
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(2)
[الأنعام: 65].
شيعا: فرقًا مختلفين. (انظر: غريب القرآن) لابن قتيبة (1/ 154).
* [7401][التحفة: خ س 2516]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(4)
[طه: 39].
(5)
رقم عليه لأبي ذر عن المستملي.
(6)
كذا ضُبط في النُّسخ بوجهين؛ الرَّفعِ على رواية غير أبي ذر، والجرِّ على روايته، وسيأتي مَثَلُ ذلك. اهـ. مصححه.
(7)
[القمر: 14].
(8)
على حاشية البقاعي: "عينيه" ونسبه لنسخة.
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "عَيْنِ اليُمْنَى"، كذا في النسخ التي بيدنا. وعكس القسطلاني فنسب هذه إلى غير أبي ذر، والتي في الصّلب إلى أبي ذر. اهـ. مصححه.
الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ"
(1)
.
• [7403] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ
(2)
لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ".
18 - {
(3)
هُوَ
(4)
اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّر}
(5)
• [7404] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى، هُوَ
(4)
ابْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلَا يَحْمِلْنَ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ
(6)
، فَقَالَ:"مَا عَلَيْكُمْ أَلَّا تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
(1)
"طافية": وُضِع على الياء همزة في بعض النسخ. قال القسطلاني: بالياء وقد تُهْمز لكن أنكره بعضهم. اهـ.
طافية: الحبة التي خرجت عن حد نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: طفا).
* [7402][التحفة: خ 7639]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّهَ".
* [7403][التحفة: خ م د ت 1241]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ اللَّهِ: هُوَ الخَالقُ" ثم رقم بعده لأبي ذر. وروايةُ أبي ذر هذه مُخالِفةٌ للتلاوة.
(4)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
[الحشر: 24].
(6)
العزل: العَزْل: عزل الماء عن النساء حذر الحمل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عزل).
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: عَنْ قَزَعَةَ، سَمِعْتُ
(1)
أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ
(2)
إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهَا".
19 -
(3)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}
(4)
• [7405] حدثني
(5)
مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْمَعُ
(6)
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَمَا تَرَى النَّاسَ؟! خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ؛ شَفِّعْ
(7)
لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ
(8)
، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ
(8)
، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَاهُ الَّتِي أَصَابَهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى؛ عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ، وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "قال: سَألْتُ".
(2)
عليه صح.
* [7404][التحفة: خ م د س 4111]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(4)
[ص: 75].
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(6)
لأبي ذر، وأبي الوقت، وقبلهما صح:"يُجْمَعُ المؤمِنونَ".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"اشْفَعْ".
(8)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "هُنَاكَ".
خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ
(1)
، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى؛ عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(2)
؛ عَبْدًا غُفِرَ
(3)
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي
(4)
، فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ
(5)
لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَ
(6)
قُلْ
(7)
يُسْمَعْ
(8)
، وَسَلْ تُعْطَهْ
(9)
، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا
(10)
، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ
(8)
، وَسَلْ تُعْطَهْ
(11)
، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبِّي، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ
(12)
يُسْمَعْ
(13)
، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا (10)، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أصَابها".
(2)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وأبي الوقت:"غَفَرَ اللَّهُ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَأْتُونَنِي".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ويُؤْذَنُ".
(6)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "قُلْ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "تُسْمَعْ".
(9)
لأبي ذر عن المستملي: "تُعْطَ".
(10)
زاد لأبي ذر وعليه صح: "رَبِّي".
(11)
للمستملي: "تُعْطَ".
(12)
لأبي ذر وعليه صح: "وقُلْ".
(13)
لأبي ذر وعليه صح: "تُسْمَعْ".
قَالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً
(2)
، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنَ الْخَيْرِ
(3)
ذَرَّةً".
• [7406] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا
(4)
أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا
(5)
نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ
(6)
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ"، وَقَالَ: "أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ
(7)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ"، وَقَالَ
(8)
: "عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ".
• [7407] حدثنا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(9)
، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّى الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(2)
برة: البر: القمح، وواحدته: برة. (انظر: لسان العرب، مادة: برر).
(3)
عليه صح.
* [7405][التحفة: خ م ت 1356]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "أخبرنا".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "تَغِيضُها".
يغيضها: ينقصها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غيض).
(6)
سحاء: دائمة الصب والْهَطْل بالعطاء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سحح).
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "خَلَقَ اللَّهُ".
(8)
عليه صح. وفي نسخة: "وَكَانَ".
* [7406][التحفة: خ س 13740]
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى".
يَقْبِضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَرْضَ
(1)
، وَتَكُونُ السَّمَاوَاتُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ".
رَوَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ مَالِكٍ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.
• [7408] وَقال أَبُو الْيَمَانِ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ".
• [7409] حدثنا مُسَدَّدٌ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ
(2)
، ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
(3)
".
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الْأَرَضِينَ".
* [7407][التحفة: خ 8087]
* [7408][التحفة: خت 15176]
(2)
نواجذه: النواجذ: ما يبدو من الأسنان عند الضحك، وقيل: هي الأنياب. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: نجذ).
(3)
[الزمر: 67].
* [7409][التحفة: خ م ت س 9404]
• [7410] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
(1)
، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى
(2)
عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ:" {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} "
(3)
.
20 -
(4)
قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ"
وَقَالَ عُبَيْدُ
(5)
اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو
(5)
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ
(6)
.
• [7411] حدثنا
(7)
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(8)
، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ
(9)
، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
قوله: "بنِ غِيَاثٍ": عليه صح وليس عند أبي ذر.
(2)
الثرى: التراب النَّدِيّ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ثرى).
(3)
[الزمر: 67].
* [7410][التحفة: خ م س 9422]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(5)
عليه صح.
(6)
قوله: "وقال عُبَيْدُ اللَّهِ بن عَمْرٍو عن عَبْدِ المَلِكِ: لا شَخْصَ أَغْيَرُ منَ اللَّه" مُؤخَّر عند أبي ذر وعليه صح بعد الحديث التالي.
(7)
الحديث مُقدَّم عند أبي ذر وعليه صح على قوله: "وقال عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو عن عَبْدِ المَلِكِ: لا شَخْصَ أَغْيَرُ منَ اللَّه".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "التَّبُوذَكِيُّ".
(9)
مصفح: يقال: أَصْفَحَه بالسيف، إذا ضربه بعرضه دون حَدِّه، فهو مُصْفِح. والسيفُ مُصْفَح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفح).
فَقَالَ: "تَعْجَبُونَ
(1)
مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ
(2)
أَحَبُّ
(3)
إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ
(4)
، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ
(5)
إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ؛ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ".
21 -
(6)
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً}
(7)
وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا، {قُلِ اللَّهُ
(8)
} وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ شَيْئًا وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ، وَقَالَ:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}
(9)
.
• [7412] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: "أَمَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا، لِسُوَرٍ سَمَّاهَا.
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أَتَعْجَبُونَ".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "أحَدٌ".
(3)
كذا لأبي ذر وعليه صح. "أَحَبُّ": هكذا هو بالرفع في النسخة التي بيدنا مُصحَّحًا عليه لأبي ذر. وفي القسطلاني و"الفتح" أنه يجوز فيه الرَّفعُ والنَّصبُ. اهـ.
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "الْمُنْذِرِينَ والمُبَشِّرِينَ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَحَدٌ أَحَبُّ".
* [7411][التحفة: خ م 11538]
(6)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ".
(7)
[الأنعام: 19]. بعده لأبي ذر وعليه صح: " {قُلِ اللَّهُ} فسَمَّى".
(8)
قوله: {قُلِ اللَّهُ} . سقط عند أبي ذر.
(9)
[القصص: 88].
* [7412][التحفة: خ د ت س 4742]
22 - بَابٌ {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
(1)
، {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
(2)
قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}
(3)
: ارْتَفَعَ، {فَسَوَّاهُنَّ}
(4)
: خَلَقَهُنَّ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {اسْتَوَى} : عَلَا عَلَى الْعَرْشِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْمَجِيدُ}
(5)
: الْكَرِيمُ، وَ {الْوَدُودُ}
(6)
: الْحَبِيبُ.
يُقَالُ: {حَمِيدٌ مَجِيدٌ}
(7)
: كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِيدٍ
(8)
.
• [7413] حدثنا عَبْدَانُ، عَنْ
(9)
أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ"، قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ:"اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ"، قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ
(1)
[هود: 7].
(2)
[التوبة: 129].
(3)
[البقرة: 29].
(4)
[البقرة: 29]. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فسَوَّى". كذا في نسخة عبد اللَّه بن سالم، وفي "الفتح" أنَّ رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي:"فَسَوَّى: خَلَقَ". وكذا في القسطلاني إلا أنه زاد: "أي". التفسيرية قبل: "خَلَقَ". اهـ. مصححه.
(5)
[البروج: 15].
(6)
[البروج: 14].
(7)
[هود: 73].
(8)
للكشميهني وعليه صح: "مِنْ حَمِدَ".
(9)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "قال: أخبرنا أبو حمزة".
أَوَّلِ
(1)
هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ؟ قَالَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ"، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ، أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.
• [7414] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا
(2)
نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ
(3)
مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟! فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْضُ - أَوِ: الْقَبْضُ - يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ".
• [7415] حدثنا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ
(4)
: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ، قَالَ: فَكَانَتْ
(5)
زَيْنَبُ
(6)
تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.
(1)
كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
* [7413][التحفة: خ ت س 10829]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "تَغِيضُهَا".
(3)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللَّهُ".
* [7414][التحفة: خ م 14711]
(4)
قوله: "قالت عائشة" لأبي ذر وعليه صح: "قال أنَسٌ" وبعده صح.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وكانت".
(6)
عليه صح، وسقط عند أبي ذر.
وَعَنْ ثَابِتٍ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ}
(1)
نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.
• [7416] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي
(2)
فِي السَّمَاءِ.
• [7417] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي".
• [7418] حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ
(3)
حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا
(1)
[الأحزاب: 37].
* [7415][التحفة: خ 305]
(2)
عليه صح.
* [7416][التحفة: خ س 1124]
* [7417][التحفة: خ 13770]
(3)
لأبي ذر، وأبي الوقت:"فَإِنَّ".
سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ
(1)
تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ".
• [7419] حدثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ
(2)
فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا
(3)
، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا"، ثُمَّ قَرَأَ: "(ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا) "، فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ.
• [7420] حدثنا مُوسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ
(4)
.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}
(5)
، حَتَّى خَاتِمَةِ {بَرَاءَةٌ} .
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ومِنْها".
* [7418][التحفة: خ 14236]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "فَتَسْتَأْذِنُ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "في السجود".
* [7419][التحفة: خ م د ت س 11993]
(4)
قوله: "أنَّ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ": ليس عند أبي ذر. وعليه صح.
(5)
[التوبة: 128].
* [7420][التحفة: خ ت س 3729]
• [7421] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ بِهَذَا، وَقَالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ.
• [7422] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا
(1)
اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا
(1)
اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ".
• [7423] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
: "يَصْعَقُونَ
(3)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ".
• [7424] وَقال الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى
(4)
آخِذٌ بِالْعَرْشِ".
* [7421][التحفة: خ ت س 3729]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "إلَّا هُوَ".
* [7422][التحفة: خ م ت س ق 5420]
(2)
قوله: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم": عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(3)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "الناسُ" وبعده صح.
يصعقون: الصَّعقُ: هو أن يُغْشَى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استُعْمِل في الموت كثيرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صعق).
* [7423][التحفة: خ م د 4405]
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "بِموسى".
* [7424][التحفة: خت 14966]
23 -
(1)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}
(2)
، وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}
(3)
وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ
(4)
: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لأَخِيهِ: اعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ. يُقَالُ: {ذِي الْمَعَارِجِ}
(5)
الْمَلَائِكَةُ تَعْرُجُ إِلَى
(6)
اللَّهِ.
• [7425] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ
(7)
الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِكُمْ
(8)
، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".
• [7426]
(9)
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَصَدَّقَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(2)
[المعارج: 4].
(3)
[فاطر: 10].
(4)
عليه صح.
(5)
[المعارج: 3].
(6)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "إليهِ".
(7)
يعرج: العروج: الصعود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عرج).
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِهِمْ".
* [7425][التحفة: خ م س 13809]
(9)
"قالَ أبو عبدِ اللَّهِ قالَ": كذا في اليونينية من غير رقم عليه، ونسبهُ القسطلانيُّ إلى أبي ذر.
بِعَدْلِ
(1)
تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا
(2)
بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ
(3)
كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ
(4)
حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ".
وَرَوَاهُ وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ
(5)
".
• [7427] حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ:"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ".
• [7428] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ - أَوْ: أَبِي نُعْمٍ. شَكَّ قَبِيصَةُ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(6)
قَالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ
(7)
، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ.
(1)
بعدل: العَدْل بالفتح: المِثْل، وما عادَل الشيءَ وكافأه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عدل).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَقْبَلُها".
(3)
لأبي ذر والمستملي: "لِصَاحِبِها".
(4)
فلوه: الفَلُوُّ: المهر الصغير، وقيل: هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلا).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "طَيِّبٌ".
* [7426][التحفة: خ م 12819 - خت م ت س ق 12379]
* [7427][التحفة: خ م ت س ق 5420]
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "الخُدْرِيِّ".
(7)
بذهيبة: تصغير ذهب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذهب).
* [7428][التحفة: خ م د س 4132]
• [7429] وَحدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ وَهْوَ بِالْيَمَنِ
(2)
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، فَتَغَضَّبَتْ
(3)
قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ فَقَالُوا: يُعْطِيهِ صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَالَ:"إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ"، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ؟! فَيَأْمَنِّي
(4)
عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي
(5)
؟! " فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ
(6)
- أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(7)
، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (
(7)
: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ
(8)
السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ؛ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثنا".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "في اليَمَنِ".
(3)
كذا للأصيلي وعليه صح. ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني، و (د صع):"فَتَغَيَّظَتْ".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَأْمَنُنِي".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "تَأْمَنُونَنِي".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "النبيَّ صلى الله عليه وسلم". كذا هذا التخريج في النسخ التي بيدنا تبعًا لليونينية عقب قوله: "قَتْلَهُ". وذكرها القسطلانيُّ عقب قوله: "مِنَ القَوْمِ". اهـ. من هامش الأصل.
(7)
قوله: "النبيُّ صلى الله عليه وسلم". عليه صح وليس عند أبي ذر.
(8)
على حاشية البقاعي: "مرق"، ونسبه لأبي ذر.
* [7429][التحفة: خ م د س 4132]
• [7430] حدثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}
(2)
، قَالَ:"مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ".
24 -
(3)
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ
(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
(4)
• [7431] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ وَهُشَيْمٌ
(5)
، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ
(6)
فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلَّا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ
(7)
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَافْعَلُوا".
• [7432] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أُرَاهُ".
(2)
[يس: 38].
* [7430][التحفة: خ م د ت س 11993]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(4)
[القيامة: 22، 23].
(5)
للحموي والمستملي: "أو هُشَيْمٌ".
(6)
تضامون: يروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه. ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته؛ فيراه بعضكم دون بعض. والضيم: الظلم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضمم).
(7)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "عَنْ صَلَاةٍ".
* [7431][التحفة: ع 3223]
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قَالَ
(2)
: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا".
• [7433] حدثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ:"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ".
• [7434] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تُضَارُّونَ
(3)
فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّْبَِعْهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ
(4)
الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا - أَوْ: مُنَافِقُوهَا، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ - فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى
(1)
قوله: "بنِ عَبْدِ اللَّهِ". عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(2)
لأبي ذر، والمستملي:"قال خَرَجَ علينا رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ البَدْرِ فقالَ".
* [7432][التحفة: ع 3223]
* [7433][التحفة: ع 3223]
(3)
تضارون: تتخالفون وتتجادلون. وقيل: أراد بالمُضارَّة الاجتماعَ والازدحامَ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ضرر).
(4)
الطواغيت: الأصنام. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طغي).
يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَنَا رَبُّنَا
(1)
عَرَفْنَاهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ.
وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا
(2)
، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ
(3)
مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ
(4)
، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا
(5)
قَدْرُ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ
(6)
الْمُوبَقُ
(7)
بَقِيَ
(8)
بِعَمَلِهِ - أَوِ: الْمُوثَقُ
(9)
بِعَمَلِهِ - وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ
(10)
- أَوِ: الْمُجَازَى
(11)
، أَوْ نَحْوُهُ -
(1)
رقم على آخرها للكشميهني. "جاءنا": هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا على الضمير علامة الكشميهني، والذي يُستفاد من القسطلاني أنَّ الضمير رواية المستملي. اهـ. مصححه.
(2)
لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي:"يَجِيءُ". وعلى حاشية البقاعي: "يجيز" ونسبه لنسخة.
(3)
كلاليب: جمع كَلُّوب، وهو: حديدة معوجة الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كلب).
(4)
السعدان: جمع سَعْدَانة، وهو: نبت ذو شوك، وهو من جيد مراعي الإبل تسمن عليه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعد).
(5)
كذا للكشميهني
(6)
لأبي ذر عن المستملي، وللأصيلي:"فَمِنْهُمُ المؤْمِنُ بَقِيَ بعملِهِ أو المُوبَقُ بعَملِهِ". ثم رقم على "المُوبَقُ" صح.
(7)
الموبق: المُهْلَك. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وبق).
(8)
كذا للحموي، والكشميهني. ولأبي ذر عن المستملي:"يَقِي".
(9)
لأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "المُوبَقُ".
(10)
المخردل: المرمي المصروع. وقيل المُقَطَّع تُقطِّعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خردل).
(11)
عليه صح.
ثُمَّ يَتَجَلَّى
(1)
حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ
(2)
السُّجُودِ - تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ؛ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ - فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا
(3)
، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ
(4)
فِي حَمِيلِ السَّيْلِ
(5)
، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ
(6)
مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي
(7)
رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا
(8)
، فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ
(9)
ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ
(10)
مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ
(1)
عليه صح في موضعه.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بِآثارِ".
(3)
امتحشوا: احترقوا. (انظر: النهاية في غريب الحديث. مادة: محش).
(4)
الحبة: بذور البقول وحب الرياحين، وقيل: نبت صغير ينبت في الحشيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبب).
(5)
حميل السيل: ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حمل).
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "مِنهم".
(7)
قشبني: سَمَّني وآذاني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قشب).
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "ذَكَاها".
ذكاؤها: شدة وهج النار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذكا).
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "أعْطَيْتُكَ".
(10)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّهَ".
يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ أَبَدًا؟! وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ
(1)
لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ
(2)
وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَلَّا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ
(3)
؟! فَيَقُولُ
(4)
: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَكُونَنَّ
(5)
أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ يَقُولُ
(6)
كَذَا وَكَذَا حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللَّهُ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ".
قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَالَ: "ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ:"وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ
(1)
انفهقت: انفتحت واتسعت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فهق).
(2)
الحبرة: النَّعْمَة وسَعَة العيش. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر).
(3)
على حاشية البقاعي: "أعطيتك" ونسبه لنسخة.
(4)
عليه تضبيب. هكذا ضبَّب في النسخ تبعًا لليونينية على "فيَقُولُ" هذه، ونبه عليه القسطلاني.
(5)
عليه صح. ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني: "لا أكُونُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ويقولُ".
أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: "ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ: "ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ"، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ.
• [7435] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
(1)
، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "هَلْ تُضَارُونَ
(2)
فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
(3)
إِذَا كَانَتْ صَحْوًا
(4)
؟ ". قُلْنَا: لَا، قَالَ: "فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا
(5)
"، ثُمَّ قَالَ: "يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ
(6)
، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ
(7)
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ
(8)
، فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ
* [7434][التحفة: خ م س 14213]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "ابنُ سَعْدٍ".
(2)
"تُضَارُونَ": كذا في اليونينية بالتخفيف في هذا الموضع وما بعده، وبالتَّشديد في الفرع، وفي القسطلاني أنهما روايتان.
(3)
عليه صح وليس عند أبي ذر.
(4)
صحوا: حين صفاء الجو وذهاب الغيم. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 39).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "رُؤْيَتِها".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "إلهِهِمْ".
(7)
غبرات: البواقي. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غبر).
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "السَّرَابُ".
تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ؛ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ؛ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ
(1)
حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ
(2)
وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ
(3)
الْيَوْمَ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ
(4)
فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ
(5)
: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا
(6)
وَاحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "في جَهَنَّمَ".
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يُجْلِسُكُمْ".
(3)
"إلَيْهِ": كذا هو في جميع الأصول متونًا وشروحًا بضمير الإفراد، وتقدم الحديث في تفسير سورة النساء بلفظ "إليهم" بضمير الجمع. اهـ. كتبه مصححه.
(4)
زاد لأبي ذر عن المستملي، والأصيلي، وعليه صح:"في صورةٍ غَيْرِ صُورتِهِ التِي رَأَوْهُ فيها أوَّلَ مَرَّةٍ". ثم رقم على "التِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ" لأبي الوقت عن المستملي والكشميهني، وعليه صح. ونسب الأخير على حاشية البقاعي لأبي ذر عن المستملي والكشميهني. وعلى حاشية البقاعي أيضًا:"فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها" ونسبه للحموي.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيُقالُ".
(6)
طبقًا: فقار الظهر، يريد أنه صار فقارهم كله كالفقارة الواحدة فلا يقدرون على السجود. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طبق).
ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجَسْرُ؟ قَالَ: "مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ
(1)
، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ
(2)
مُفَلْطَحَةٌ
(3)
لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ
(4)
تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ
(5)
الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ
(6)
، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ
(7)
فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً - فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ - مِنَ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا
(8)
رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ
(9)
يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ
(10)
(1)
عليه صح. وللكشميهني: "الدَّحَضُ: الزَّلَقُ، {لِيُدْحِضُوا}: ليُزْلِقُوا {زَلَقًا} لا يَثْبُتُ فيه قَدَمٌ".
مدحضة مزلة: هما بِمَعْنى من الزلل أَي يزل من مَشى عَلَيْهِ إلا من عصمه اللَّه. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 310).
(2)
حسكة: شَوْكَة صُلْبَة معروفة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حسك).
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مُطَحْلَفَةٌ".
مفلطحة: فيها عرض واتساع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فلطح).
(4)
لأبي الوقت، وأبي ذر:"عَقِيفةٌ".
عقيفاء: منعطفة معوجة. (انظر: عمدة القاري)(25/ 130)
(5)
كأجاويد: أجاويد جمع أجواد، وأجواد جمع جواد وهو الفرس السابق الجيد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: جود).
(6)
الركاب: الإبل. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 289).
(7)
على حاشية البقاعي: "مكدوش" ونسبه لنسخة.
مكدوس: مدفوع، يريد: دُفِع فسقط. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كدس).
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فإذا".
(9)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وبَقِيَ إخْوَانُهُمْ".
(10)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ
(1)
لَمْ تُصَدِّقُونِي
(2)
فَاقْرَءُوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}
(3)
- فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ
(4)
الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ
(5)
كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ إِلَى
(6)
جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ".
• [7436] وَقال حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فإذا لم تُصَدَّقوني".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تُصَدِّقُوا".
(3)
[النساء: 40].
(4)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
كتب فوقه: "خف".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "وإلى".
* [7435][التحفة: خ م 4172]
بِذَلِكَ
(1)
، فَيَقُولُونَ
(2)
: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَشْفَعْ
(3)
لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَالَ: وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ؛ أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ؛ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: إِنِّي
(4)
لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ
(5)
كَذَبَهُنَّ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا، قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ؛ قَتْلَهُ النَّفْسَ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ، قَالَ: فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي
(6)
، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي،
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "يَهُمُّوا بذلك وذَكَرَ الحديثَ بطُولِهِ".
(2)
من ها هنا إلى آخر الحديث رقم عليه للمستملي والكشميهني.
(3)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "اشْفَعْ".
(4)
كذا للكشميهني.
(5)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "كَذَباتٍ".
(6)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "فَيَأْتُونَنِي".
فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ
(1)
، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: "فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - ثُمَّ أَعُودُ
(2)
فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ
(3)
يَقُولُ: "فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ - حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ - أَيْ: وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ - قَالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
(4)
، قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم".
(1)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "ثم أَشْفَعُ".
(2)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "الثانيةَ".
(3)
للكشميهني: "أيْضًا".
(4)
[الإسراء: 79].
* [7436][التحفة: خت 1417]
• [7437] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ
(1)
، وَقَالَ لَهُمُ:"اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ".
• [7438] حدثني
(2)
ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ، وَبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَ
(3)
أَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ".
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(4)
: قَالَ
(5)
قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ:"قَيَّامُ".
(1)
قبة: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قبب).
* [7437][التحفة: خ م س 1506]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(3)
على حاشية البقاعي: "وما"، ونسبه لنسخة.
(4)
قوله: "قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ" عليه صح. وليس عند أبي ذر.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "وقال".
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْقَيُّومُ}
(1)
: الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَقَرَأَ عُمَرُ " (الْقَيَّامُ) "، وَكِلَاهُمَا مَدْحٌ.
• [7439] حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَُرْجُمَانٌ وَلَا حِجَابٌ
(2)
يَحْجُبُهُ".
• [7440] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ، إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ
(3)
عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ".
• [7441] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ".
(1)
[البقرة: 255].
* [7438][التحفة: خ م س ق 5702]
(2)
ذكر في "الفتح" أن في رواية الكشميهني "وَلا حَاجِبٌ". اهـ. من هامش الأصل.
* [7439][التحفة: خ م ت ق 9852]
(3)
في نسخة: "الْكِبرِياءِ".
* [7440][التحفة: خ م ت س ق 9135]
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ
(1)
لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ}
(2)
الْآيَةَ.
• [7442] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ
(3)
لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا
(4)
أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ؛ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي، كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ".
• [7443] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ
(5)
كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ
(1)
خلاق: حظ ونصيب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خلق).
(2)
[آل عمران: 77].
* [7441][التحفة: خ م 9238]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "سِلْعتِهِ".
(4)
على حاشية البقاعي: "ما" ونسبه لنسخة.
* [7442][التحفة: خ م 12855]
(5)
استدار: عاد إلى الموضع الذي بدأ منه، والمراد: أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر وهو النسيء ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى يجعلوه في جميع الشهور فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل، ودارت السنة كهيئتها الأولى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دور).
حُرُمٌ، ثَلَاثٌ
(1)
مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحَجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ
(2)
، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: "أَلَيْسَ ذَا
(3)
الْحَجَّةِ؟ "
(3)
قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟ " قُلْنَا: بَلَى، قَالَ:"فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ:"أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قُلْنَا: بَلَى
(4)
، قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى
(5)
مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ".
فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"ثَلاثَةٌ" وبعده صح.
(2)
رجب مضر: أضاف رجب إلى قبيلة مضر لأنهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مضر).
(3)
عليه صح.
(4)
قوله: "قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا
…
إلى قُلْنَا: بَلَى". كذا عند المستملي والكشميهني.
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أوْعَى لَهُ".
أوعى: أحْفَظ وأفْهَم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعا).
* [7443][التحفة: خ م س 11682]
25 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
(1)
• [7444] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي
(2)
، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا، فَأَرْسَلَ:"إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ"، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْتُ مَعَهُ
(3)
، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيَّ، وَنَفْسُهُ تَقَلْقَلُ
(4)
فِي صَدْرِهِ، حَسِبْتُهُ قَالَ: كَأَنَّهَا شَنَّةٌ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَتَبْكِي؟! فَقَالَ: "إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
• [7445] حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ
(5)
؟ وَقَالَتِ النَّارُ: يَعْنِي - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ
(1)
[الأعراف: 56].
(2)
للكشميهني: "يُفْضِي".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "وَمَعَهُ مُعَاذ".
(4)
تقلقل: تتحرك بصوت شديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلقل).
* [7444][التحفة: خ م د س ق 98]
(5)
سقطهم: أراذلهم وأدوانهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سقط).
وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ:{هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}
(1)
ثَلَاثًا، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ".
• [7446] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيُصِيبَنَّ أَقْوَامًا سَفْعٌ
(3)
مِنَ النَّارِ بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا عُقُوبَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ".
وَقَالَ هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ
(4)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
26 - قَوْلُ
(5)
اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}
(6)
• [7447] حدثنا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ
(7)
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ
(1)
[ق: 30].
* [7445][التحفة: خ 13651]
(2)
لأبي ذر وأبي الوقت: "أنَّ النبيَّ".
(3)
سفع: علامة تغير ألوانهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سفع).
(4)
قوله: "عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم". عليه صح وليس عند أبي ذر.
* [7446][التحفة: خ 1371 - خ 1415]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(6)
[فاطر: 41].
(7)
"جاء حَبْرٌ". قال في "الفتح": بفتح المهملة ويجوز كسرها، بعدها موحدة ساكنة ثم راء، واحدُ الأحْبارِ. وذكر صاحبُ "المشارق" أنه وقع في بعض الروايات:"جاءَ جبريلُ". قال: وهو تصحيف فاحش. وهو كما قال. ففي رواية: "جاءَ رجلٌ". وفي أخرى: "أنَّ يهوديًّا جاءَ". ولمُسْلِمٍ: "جاءَ حَبْرٌ مِن اليهودِ". فعُرف أنّ مَن قال: "جبريل". فقد صَحَّف. اهـ. مُلخَّصًا.
حبر: عَالِم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حبر).
السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالْأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ
(1)
عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
(2)
.
27 - مَا جَاءَ
(3)
فِي تَخْلِيقِ
(4)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَلَائِقِ
وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تبارك وتعالى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ
(5)
وَهُوَ الْخَالِقُ، هُوَ
(6)
الْمُكَوِّنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ، وَأَمْرِهِ، وَتَخْلِيقِهِ، وَتَكْوِينِهِ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ.
• [7448] حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا؛ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ
(7)
، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَوْ بَعْضُهُ
(8)
،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "الخَلائِق". وهذه الرواية ليست من اليونينية.
(2)
[الزمر: 67].
* [7447][التحفة: خ م س 9422]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ مَا جَاءَ".
(4)
ذكر في "الفتح" والقسطلاني أنّ في رواية الكشميهني: "خَلْقِ السَّمواتِ".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "وكَلَامِهِ".
(6)
عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(7)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "نِصْفُهُ".
قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَرَأَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ {لِأُولِي الْأَلْبَابِ}
(1)
ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ
(2)
، ثُمَّ صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ.
28 - بَابٌ
(3)
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ}
(4)
• [7449] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمَّا قَضَى
(5)
اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي".
• [7450] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، حَدَّثَنَا
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "
(7)
أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَ
(8)
(1)
[آل عمران: 190].
(2)
استن: استعمل السواط وأَمَرَّه على أسنانه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سنن).
* [7448][التحفة: خ م 6355]
(3)
في نسخة "الفتح": "بابُ قَوْلِهِ تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ".
(4)
[الصافات: 171].
(5)
قضى: خلق وأحكم وفلاغ منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قضا).
* [7449][التحفة: خ س 13828]
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يقولُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "قالَ".
(7)
"المصدوقُ": كذا هو في النسخ المعتمدة بيدنا، وعليه شرح القسطلاني وابن حجر، ورُسِمت الكلمة في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية:"المُصدَّق". بتشديد الدّال، وأُلحق بها "واو" كأنه إشارة إلى روايتين في الكلمة. اهـ. مصححه.
(8)
كذا في اليونينية والفرع. وفي بعض الأصول الصحيحة: "أو أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". اهـ. من هامش الأصل.
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً
(1)
مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً
(2)
مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ
(3)
، فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى لَا يَكُونُ
(4)
بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا
(5)
يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".
• [7451] حدثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَا جِبْرِيلُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ " فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}
(6)
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: هَذَا كَانَ
(7)
الْجَوَابَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
• [7452] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ
(8)
بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ
(1)
علقة: الدّم الجامد ومنه: العَلَقَةُ التي يكون منها الولد. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 579).
(2)
مضغة: هي القطعة من اللحم قَدْرَ ما يُمضَغ، وجمعها: مُضَغ. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مضغ).
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَبْعَثُ اللَّهُ المَلَكَ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ما يَكُونُ".
(5)
عليه صح.
* [7450][التحفة: ع 9228]
(6)
[مريم: 64].
(7)
عند أبي ذر: "كان هذا". ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "كان هذا".
* [7451][التحفة: خ ت س 5505]
(8)
للكشميهني: "خِرَبٍ". ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة.
مُتَّكِئٌ
(1)
عَلَى عَسِيبٍ
(2)
، فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْعَسِيبِ وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
(3)
فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ قُلْنَا لَكُمْ لَا تَسْأَلُوهُ.
• [7453] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ".
• [7454] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ:"مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
(1)
"مُتَوَكِّئٌ": كذا في بعض النسخ تبعًا لليونينية بلا رقم عليه. وفي بعضها إثبات: "مُتَوَكِّئٌ" بالصلب، و"مُتَّكِئٌ": بالهامش. وعلى حاشية البقاعي: "مُتَوَكِّئٌ" ونسبه لأبي ذر.
(2)
عسيب: جريدة من النخل، وهي السَّعَفة مما لا ينبت عليه الخوص. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عسب).
(3)
[الإسراء: 85].
* [7452][التحفة: خ م ت س 9419]
* [7453][التحفة: خ س 13833]
* [7454][التحفة: ع 8999]
29 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ}
(1)
• [7455] حدثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ".
• [7456] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ
(2)
قَائِمَةٌ
(2)
بِأَمْرِ اللَّهِ، مَا يَضُرُّهُمْ
(3)
مَنْ كَذَّبَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ
(4)
، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ.
• [7457] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ
(1)
[النحل: 40]. وبعده: " {إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ". ثم رقم على: " {أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ". عليه صح وليس عند أبي ذر. وفي "الفتح" ما نصه: "باب قول اللَّه تعالى: {إِنَّمَا (أمْرُنَا) لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} ". زاد غيرُ أبي ذر: {أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} . ونقص: {إِذَا أَرَدْنَاهُ} ". من رواية أبي زيدٍ المروزي. اهـ.
* [7455][التحفة: خ م 11524]
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "لا يَضُرُّهُم".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني: "خَذَلَهُمْ".
* [7456][التحفة: خ م 11432]
فَقَالَ: "لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ
(1)
أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ
(2)
لَيَعْقِرَنَّكَ
(3)
اللَّهُ".
• [7458] حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ حَرْثِ
(4)
الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ مَعَهُ، فَمَرَرْنَا عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ؛ أَنْ يَجِيءَ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَنَسْأَلَنَّهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا (أُوتُوا)
(5)
مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
(6)
.
قَالَ الْأَعْمَشُ: هَكَذَا فِي قِرَاءَتِنَا.
* * *
(1)
لن تعدو: لن تجاوز. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 70).
(2)
أدبرت: تركت الحق وأعرضت. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 252).
(3)
ليعقرنك: يهلكك ويقتلك. (انظر: مشارق الأنوار)(2/ 100).
* [7457][التحفة: خ م ت س 13574]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حَرْثٍ بالمدينة". وللمستملي: "حَرْثٍ أو خِرَبٍ بالمدينةِ". هذا مقتضى وضع النسخ المعتمدة، وفي القسطلاني ما يخالفه، فانظُرْهُ.
(5)
قال في "الفتح": ووقع في رواية الكشميهني " {وَمَا أُوتِيتُمْ} ". وفق القراءة المشهورة. أفاده القسطلاني.
(6)
[الإسراء: 85].
* [7458][التحفة: خ م ت س 9419]
30 - قَوْلُ
(1)
اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ
(2)
رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي
(3)
وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
(4)
(5)
.
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
(6)
يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
(7)
.
• [7459] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ
(8)
، أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ قَوْلِ".
(2)
عليه صح.
(3)
بعده: "إلى قَوْلِهِ". ليس عليها علامة في اليونينية، وظاهِرٌ أنها رواية أبي ذر، وقوله:{لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(4)
[الكهف: 109].
(5)
[لقمان: 27].
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".
(7)
[الأعراف: 54]. وبعده لأبي ذر عن المستملي: "سَخَّرَ: ذَلَّلَ".
(8)
لأبي ذر عن المستملي والكشميهني: "كَلِمَاتِهِ".
* [7459][التحفة: خ س 13833]
31 - قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}
(2)
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}
(3)
.
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
(4)
.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
(5)
.
• [7460] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا
(6)
فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ".
• [7461] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ
(7)
وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَالَ لَهُمْ:"أَلَا تُصَلُّونَ؟ " قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "بابٌ في المشيئةِ والإِرَادةِ وما تَشاءُون إلَّا أن يَشاءَ اللَّهُ وقَوْلِ اللَّهِ".
(2)
[آل عمران: 26].
(3)
[الكهف: 23، 24].
(4)
[القصص: 56].
(5)
[البقرة: 185].
(6)
فاعزموا: اجزموا ولا ترددوا. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 451).
* [7460][التحفة: خ 1055]
(7)
طرقه: أتاه ليلا. (انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين)(1/ 176).
بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا! فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ
(1)
ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}
(2)
.
• [7462] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ
(3)
الزَّرْعِ، يَفِيءُ
(4)
وَرَقُهُ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا
(5)
الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا
(6)
، فَإِذَا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ
(7)
، صَمَّاءًُ
(8)
مُعْتَدِلَةًٌ، حَتَّى يَقْصِمَهَا
(9)
اللَّهُ إِذَا شَاءَ".
• [7463] حدثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ
(1)
بعده على حاشية البقاعي: "له" ونسبه لنسخة.
(2)
[الكهف: 54].
* [7461][التحفة: خ م س 10070]
(3)
خامة: الحزمة الغَضَّة اللينة من النبات. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خوم).
(4)
يفيء: يتحوّل ويرجع. (انظر: إرشاد الساري)(10/ 422).
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "انْتَهَى".
(6)
تكفئها: انكفأ: مال ورجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: كفأ).
(7)
الأرزة: هي إحدى شجر الْأرز، وهو الصنوبر، ويُقال له: الأرزن أَيضًا. (انظر: مشارق الأنوار)(1/ 27).
(8)
في بعض النسخ التي بأيدينا تبعًا لليونينية ضبط "صماء معتدلة" بالرفع والنصب مع تنوين "صماء" في حالة النصب. اهـ. مصححه.
صماء: صلبة شديدة بلا تجويف. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(10/ 113).
(9)
يقصمها: يكسرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصم).
* [7462][التحفة: خ 14239]
عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ
(1)
عَلَى الْمِنْبَرِ
(2)
: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا
(3)
سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا
(4)
قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا
(5)
وَأَكْثَرُ أَجْرًا
(6)
! قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟
(7)
قَالُوا: لَا، فَقَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ
(8)
مَنْ أَشَاءُ".
• [7464] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ الْمُسْنَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ
(9)
، فَقَالَ: "أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا،
(1)
عليه صح.
(2)
بعده لأبي ذر عن الكشميهني: "يقول".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فِيمَنْ".
(4)
قيراطا: القيراط: جزء من أجزاء الدينار وهو أقل ما تقع به الإجارة في ذلك الوقت، أو هو جزء من أجزاء معلومة عند اللَّه. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري) (3/ 231).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أَعْمالًا".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "جَزاءً".
(7)
لأبي ذر عن الكشميهني: "مِنْ أجُورِكُمْ شَيْئًا".
(8)
عليه صح.
* [7463][التحفة: خ 6855]
(9)
رهط: الرهط من الرجال: ما دون العشرة. وقيل: إلى الأربعين، ولا تكون فيهم امرأة، ولا واحد له من لفظه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رهط).
وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ
(1)
تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي
(2)
فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ".
• [7465] حدثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ عليه السلام كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَةً، فَقَالَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي، فَلْتَحْمِلْنَ
(3)
كُلُّ امْرَأَةٍ
(4)
، وَلْتَلِدْنَ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَطَافَ عَلَى نِسَائِهِ، فَمَا وَلَدَتْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ، وَلَدَتْ
(5)
شِقَّ غُلَامٍ. قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كَانَ سُلَيْمَانُ اسْتَثْنَى، لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ، فَوَلَدَتْ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
• [7466] حدثنا مُحَمَّدٌ
(6)
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ،
(1)
ببهتان: البُهْتَانُ: الباطل الذي يُتَحَيَّرُ منه، وهو من البُهْت، وهو الكذب والافتراء. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بهت).
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "تَعْصُوا".
* [7464][التحفة: خ م ت س 5094]
(3)
بالمثناة التحتية والفوقية. "فَلْتَحْمِلْنَ": كذا هو بالتحتية والفوقية في اليونينية. اهـ. من هامش الأصل وفي القسطلاني: "فلْتحملْنَ" بسكون اللامين وتخفيف النون، وقد يفتحان وتشدد النون، وكذلك ضبط قوله "ولْتلْدنَ". اهـ. مصححه.
(4)
بعده على حاشية البقاعي: "منهن" ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "جاءتْ بِشِقِّ".
* [7465][التحفة: خ 14457]
(6)
"هو ابنُ سَلَامِ": بالتخفيف. كذا في اليونينية من غير رقم عليه. اهـ. من هامش الأصل، ونسبه على حاشية البقاعي لنسخة. وفي القسطلاني أنه "ابن سلام" كما قاله ابن السكن، أو هو "ابن المثنى". اهـ.
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، فَقَالَ:"لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" قَالَ: قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ! بَلْ هِيَ
(1)
حُمَّى تَفُورُ
(2)
، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَنَعَمْ إِذَنْ ".
• [7467] حدثنا ابْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ"، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، وَتَوَضَّئُوا إِلَى أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَضَّتْ، فَقَامَ فَصَلَّى.
• [7468] حدثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالْأَعْرَجِ، وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
(3)
، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ
(1)
كذا لأبي ذر عن الكشميهني.
(2)
تفور: يظهر حرها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فور).
* [7466][التحفة: خ س 6055]
* [7467][التحفة: خ د س 12096]
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "الأويسي" ونسبه لنسخة.
الْمُسْلِمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ
(1)
بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ! ".
• [7469] حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي عِيسَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ
(2)
إِنْ شَاءَ اللَّهُ".
• [7470] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - أَنْ أَخْتَبِيَ
(3)
دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
• [7471] حدثنا يَسَرَةُ
(4)
بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم:
(1)
باطش: متعلق به بقوة، والبطش الأخذ القوي الشديد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: بطش).
* [7468][التحفة: خ م د س 13956]
(2)
الطاعون: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: طعن).
* [7469][التحفة: خ ت 1269]
(3)
"أَخْتَبِيَ": كذا هو في اليونينية من غير همز. اهـ. من هامش الأصل.
* [7470][التحفة: خ 15171]
(4)
عليه صح صح.
(5)
لأبي ذر وأبي الوقت: "النبيُّ".
"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ
(1)
، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَنْزِعَ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا
(2)
أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ
(3)
غَرْبًا
(4)
، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا
(5)
مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ
(6)
، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ حَوْلَهُ بِعَطَنٍ
(7)
".
• [7472] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ، وَرُبَّمَا قَالَ: جَاءَهُ السَّائِلُ، أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ قَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ
(8)
".
(1)
قليب: القليب: هي البئر التي لم تطوَ (تُبن). (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قلب).
(2)
ذنوبًا: الذنوب: الدلو العظيمة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: ذنب).
(3)
فاستحالت: تحولت. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حول).
(4)
غربا: الغرب: الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غرب).
(5)
عبقريا: عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبقر).
(6)
يفري فريَّه: أصل الفري: القطع. يقال: فريت الشيء أفريه فريا إذا شققته وقطعته للإصلاح. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فرا).
(7)
عطن: العَطَنُ: مبرك الإبل حول الماء، والمعنى: رَوِيت إبلُهُم حتى بَرَكت وأقامت مكانها، ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح اللَّه عليهم من الأمصار. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عطن).
* [7471][التحفة: خ 13107]
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَشَاءُ".
* [7472][التحفة: خ م د ت س 9036]
• [7473] حدثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ
(1)
، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ
(1)
، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ
(2)
مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَا مُكْرِهَ لَهُ".
• [7474] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرٌو
(3)
، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ تَمَارَى
(4)
هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى، أَهُوَ خَضِرٌ؟ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى، الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا مُوسَى فِي مَلَأٍ
(5)
بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ فَقَالَ مُوسَى: لَا، فَأُوحِيَ
(6)
إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ، فَكَانَ مُوسَى يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا (أَنْسَانِيهِ) إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ
(1)
عليه صح في موضعه.
(2)
العزم: الجزم وعدم التردد. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 451).
* [7473][التحفة: خ 14731]
(3)
عليه صح صح.
(4)
تمارى: التماري: المجادلة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: مرا).
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "مَلَأٍ مِنْ بَنِي".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَأَوْحَى اللَّهُ".
أَذْكُرَهُ}
(1)
قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا (نَبْغِي) فَارْتَدَّا
(2)
عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}
(3)
فَوَجَدَا خَضِرًا، وَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ".
• [7475] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَنْزِلُ غَدًا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - بِخَيْفِ
(4)
بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا
(5)
عَلَى الْكُفْرِ"، يُرِيدُ: الْمُحَصَّبَ
(6)
.
• [7476] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(7)
قَالَ: حَاصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ
(8)
فَلَمْ يَفْتَحْهَا،
(1)
[الكهف: 63].
(2)
فارتدا: رجعا. (انظر: غريب القرآن، للسجستاني)(ص 107).
(3)
[الكهف: 64].
قصصا: من القصِّ، وهو تتبع الأثر. (انظر: المفردات في غريب القرآن) (ص 671).
* [7474][التحفة: خ م ت س 39]
(4)
بخيف: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خيف).
(5)
تقاسموا: تحالفوا، يريد: لما تعاهدت قريش على مقاطعة بني هاشم وترك مخالطتهم. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قسم).
(6)
المحصب: موضع فيما بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، ويعرف اليوم بمجر الكبش. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 240).
* [7475][التحفة: خ 15172]
(7)
عليه صح. كذا في اليونينية والفرع. قال القسطلاني: وفي رواية أبي ذر عن غير الحموي والمستملي: عن عبد اللَّه بن عَمرو بفتح العين وسكون الميم أي ابن العاص، وصوَّب الأوَّل الدارقطني وغيره. اهـ. وهو كذلك في بعض الأصول الصحيحة. اهـ. من هامش الأصل.
(8)
الطائف: مدينة تقع شرق مكة مع ميل قليل إلى الجنوب، على مسافة تسعة وتسعين كيلو مترا، وترتفع عن سطح البحر 1630 مترا. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص 170).
فَقَالَ: "إِنَّا قَافِلُونَ
(1)
إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: نَقْفُلُ وَلَمْ نَفْتَحْ؟ قَالَ: "فَاغْدُوا
(2)
عَلَى الْقِتَالِ"، فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ جِرَاحَاتٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، فَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
32 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ
(3)
عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
(4)
وَلَمْ يَقُلْ: مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ؟
وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}
(5)
.
وَقَالَ مَسْرُوقٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْي سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ شَيْئًا
(6)
، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ
(7)
الصَّوْتُ، عَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ
(8)
وَنَادَوْا: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ}
(9)
.
(1)
كذا في اليونينية، وفي بعض الأصول الصحيحة زيادة:"غدًا". اهـ. من هامش الأصل.
قافلون: قفل: رجع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قفل).
(2)
فاغدوا: الغدو: سير أول النهار، والمراد الذهاب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: غدا).
* [7476][التحفة: خ م س 7043]
(3)
فزع: أزيل الفزع. (انظر: المفردات في غريب القرآن)(ص 635).
(4)
[سبأ: 23].
(5)
[البقرة: 255].
(6)
كذا للكشميهني.
(7)
لأبي ذر والكشميهني: "وَثَبَتَ".
(8)
لأبي ذر وعليه صح: "مِن رَبِّكُمْ" وبعده صح.
(9)
[سبأ: 23].
وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ، كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ".
• [7477] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا
(1)
لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ
(2)
- قَالَ: عَلِيٌّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفْوَانٍ
(3)
- يَنْفُذُهُمْ
(4)
ذَلِكَ، فَإِذَا {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا
(5)
مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
(6)
".
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "خَضَعانًا". كذا هو في النسخ المعتمدة بفتح الأول والثاني، ولم نجده بفتحهما في شيء من الشراح ولا كتب اللغة التي بيدنا؛ بل هو إما مصدر بضم الأول وقد يكسر، والثاني ساكن على كل حال كالغفران والوجدان، أو جمع خاضع. اهـ. مصححه.
خضعانا: جمع خاضع، والخضوع: الانقياد والمطاوعة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: خضع).
(2)
عليه صح.
صفوان: الصفوان: الحجر الأملس. وقيل: هو جمع، واحدُه صَفْوَانة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: صفو).
(3)
عليه صح.
(4)
كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي.
ينفذهم: يعمهم. (انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري)(13/ 467).
(5)
بعده لأبي ذر والحموي والمستملي وقبلهم صح: "للذي قال: الحَقُّ". كذا في اليونينية "الحَقُّ" مرفوع والذي فيها في تفسير سورة الحجر: "للذي قال الحقَّ" بالنصب وهو المُتعيَّن. اهـ. من هامش الأصل. وللكشميهني: "الَّذِي قال الحقّ".
(6)
[سبأ: 23].
قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا.
قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، أَنَّهُ قَرَأَ {فُزِّعَ
(1)
} قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا؟ قَالَ سُفْيَانُ: وَهِيَ قِرَاءَتُنَا.
• [7478] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَذِنَ
(2)
اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ"، وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ
(4)
: أَنْ يَجْهَرَ بِهِ.
• [7479] حدثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ:
(1)
" {فُزِّعَ} ": كذا في اليونينية. وقال في "الفتح": "فرّغ" بالراء المهملة والغين المعجمة بوزن القراءة المشهورة. وقد ذكرت في سورة (سبأ) مَنْ قرأها كذلك، ووقع للأكثر هنا كالقراءة المشهورة، والسياق يؤيد الأوّل. اهـ.
* [7477][التحفة: خ د ت ق 14249]
(2)
أذن: استمع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: أذن).
(3)
عليه صح. ولأبي ذر والكشميهني: "لِنَبِيٍّ".
(4)
لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"يُريدُ يَجْهَرُ به". ولأبي ذر والكشميهني: "يُرِيدُ أنْ يَجْهَرَ بالقُرْآنِ".
* [7478][التحفة: خ 15224]
يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ
(1)
وَسَعْدَيْكَ
(2)
، فَيُنَادَى
(3)
بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ".
• [7480] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ
(4)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ
(5)
أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي
(6)
الْجَنَّةِ.
33 - بَابُ كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ الْمَلَائِكَةَ
وَقَالَ مَعْمَرٌ: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ}
(7)
أَيْ: يُلْقَى عَلَيْكَ، وَتَلَقَّاهُ
(8)
أَنْتَ، أَيْ: تَأْخُذُهُ عَنْهُمْ
(9)
، وَمِثْلُهُ:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}
(10)
(1)
لبيك: إجابة لك يا رب بعد إجابة، لم يستعمل إلا مثنى. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: لبب).
(2)
سعديك: ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة، وإسعادًا بعد إسعاد؛ ولهذا ثني. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سعد).
(3)
على آخره صح. "فَيُنَادَى": في "الفتح" أن رواية الأكثر بالبناء للفاعل، ورواية أبي ذر بالبناء للمفعول.
* [7479][التحفة: خ م س 4005]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "اللَّهُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "مِنَ الجَّنِة".
* [7480][التحفة: خ م 16815]
(7)
[النمل: 6].
(8)
عليه صح.
(9)
"عَنْهُمْ": كذا هو بصيغة الجمع في جميع النسخ المعتمدة بيدنا. ووَقَع بصيغة الإفراد في نسخة القسطلاني. اهـ. مصححه، ونسب الإفراد على حاشية البقاعي لنسخة.
(10)
[البقرة: 37].
• [7481] حدثني
(1)
إِسْحَاقُ
(2)
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، هُوَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ
(3)
الْأَرْضِ".
• [7482] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ -
(4)
كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".
• [7483] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي، أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَ
(5)
إِنْ سَرَقَ وَإِنْ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدَّثنا".
(2)
للحموي: "هو ابنُ راهويه". كذا في اليونينية.
(3)
عليه صح.
* [7481][التحفة: خ 12824]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "بِهِمْ".
* [7482][التحفة: خ م س 13809]
(5)
عليه سقط بلا رقم، وعليه صح.
زَنَى
(1)
؟! قَالَ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى
(2)
! ".
34 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ}
(3)
قَالَ مُجَاهِدٌ: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}
(4)
: بَيْنَ
(5)
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالْأَرْضِ السَّابِعَةِ
• [7484] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا فُلَانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي
(6)
لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا
(7)
".
• [7485] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
(1)
للكشميهني: "وَزَنَى".
(2)
كذا لأبي ذر عن الحموي والمستملي. ولأبي ذر عن الكشميهني: "وَزَنَى".
* [7483][التحفة: خ م سي 11982]
(3)
[النساء: 166].
(4)
[الطلاق: 12].
(5)
لأبي ذر، والمستملي، والكشميهني:"مِنَ السَّماءِ".
(6)
"مِنْ": كذا هو من غير رمز في النسخ، ونسبه القسطلاني لأبي ذر. اهـ. مصححه.
(7)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "خَيْرًا".
* [7484][التحفة: خ م 1860]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، وَزَلْزِلْ
(1)
بِهِمْ".
زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
• [7486] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
(2)
قَالَ: أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ فَسَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، وَقَالَ
(3)
اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا
(4)
} {لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ
(5)
}: حَتَّى يَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} : عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}
(6)
: أَسْمِعْهُمْ، وَلَا تَجْهَرْ حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْكَ الْقُرْآنَ.
* * *
(1)
لأبي ذر، والمستملي، والكشميهني:"وَزَلْزِلْهُمْ".
* [7485][التحفة: خ م ت س ق 5154]
(2)
[الإسراء: 110].
(3)
لأبي ذر وعليه صح. وللأصيلي: "فقالَ اللَّهُ".
(4)
قوله: " {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} ". ليس عند أبي ذر، والأصيلي.
(5)
قوله: " {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} {لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} " ليس عند أبي ذر.
(6)
[الإسراء: 110].
* [7486][التحفة: خ م ت س 5451]
35 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}
(1)
{لَقَوْلٌ
(2)
فَصْلٌ}
(3)
: حَقٌّ {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}
(4)
: بِاللَّعِبِ
• [7487] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ".
• [7488] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ".
• [7489] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَى
(5)
رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ
(6)
عَمَّا تَرَى؟! قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ".
(1)
[الفتح: 15].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: " {إِنَّهُ لَقَوْلٌ} ".
(3)
[الطارق: 13].
(4)
[الطارق: 14].
* [7487][التحفة: خ م د س 13131]
* [7488][التحفة: خ 12553]
(5)
على حاشية البقاعي: "فناداه" ونسبه لنسخة.
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أُغْنِكَ".
* [7489][التحفة: خ 14724]
• [7490] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَتَنَزَّلُ
(1)
رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ
(2)
يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ ".
• [7491] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
• [7492] وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ: "قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ".
• [7493] حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: "هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ
(3)
بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ
(4)
، أَوْ إِنَاءٍ
(5)
فِيهِ شَرَابٌ، فَأَقْرِئْهَا
(6)
مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ
(7)
، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ".
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "يَنْزِلُ".
(2)
للأصيلي: "ومَنْ".
* [7490][التحفة: ع 13463]
* [7491][التحفة: خ س 13740 - خ 13744]
* [7492][التحفة: خ س 13740]
(3)
لأبي ذر، والمستملي:"تَأْتِيكَ".
(4)
للأصيلي: "أو شَرَابٌ".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "أو إناءٌ أو شَرَابٌ". ورقم على "شَراب" صح.
(6)
رقم عليه صح فوقه وتحته.
(7)
قصب: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: قصب).
* [7493][التحفة: خ م س 14902]
• [7494] حدثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
(1)
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ
(2)
اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ".
• [7495] حدثنا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ
(3)
، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِى لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ".
• [7496] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ - زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا،
(1)
للأصيلي: "حدثنا".
(2)
ليس عند الأصيلي.
* [7494][التحفة: خ 14683]
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"حَقٌّ".
* [7495][التحفة: خ م س ق 5702]
وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَلَكِنْ
(1)
وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي بَرَاءَتِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ}
(2)
، الْعَشْرَ الْآيَاتِ.
• [7497] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ
(3)
عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ
(4)
".
• [7498] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ
(5)
، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ
(6)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ولكِنِّي".
(2)
[النور: 11].
* [7496][التحفة: خ م س 16126 - خ م س 16311 - خ م 16576 - خ م س 17409]
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَإِذَا".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "سَبْعِمِائةِ ضِعْفٍ".
* [7497][التحفة: خ 13887]
(5)
"ابْنُ بِلَالٍ": عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(6)
"مُزَرِّدٍ": ضُبط بفتح الراء في اليونينية، وبالكسر في الفرع وبعض النسخ، وبه ضُبط في (خلاصة التذهيب). اهـ. مصححه.
قَالَ: "خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَ: مَهْ؟ قَالَتْ
(1)
: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، فَقَالَ
(2)
: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَلِكِ لَكِ" ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ
(3)
إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}
(4)
• [7499] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: مُطِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِي".
• [7500] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَالَ اللَّهُ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ".
• [7501] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ اللَّهُ: أَنَا
(5)
عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي".
(1)
للأصيلي: "فقالت".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "قال".
(3)
كذا بالوجهين قراءتان، فقراءة الكسر لنافع، وقراءة الفتح للباقين. (انظر: النشر في القراءات العشر) (2/ 230).
(4)
[محمد: 22].
* [7498][التحفة: خ م س 13382]
* [7499][التحفة: خ م د س 3757]
* [7500][التحفة: خ م د س 3757]
(5)
لأبي ذر عن المستملي: "لَأَنَا".
* [7501][التحفة: خ 13771]
• [7502] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ: فَإِذَا
(1)
مَاتَ فَحَرِّقُوهُ وَاذْرُوا
(2)
، نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ، وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ
(3)
مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ".
• [7503] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ
(4)
لِي
(5)
، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ
(6)
عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ
(7)
وَيَأْخُذُ بِهِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا - أَوْ: أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ: أَصَبْتُ - آخَرَ فَاغْفِرْهُ
(8)
، فَقَالَ: أَعَلِمَ
(6)
عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا،
(1)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"إذا".
(2)
"واذْرُوا": كذا هو بوصل الهمزة في اليونينية.
(3)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "لِيَجْمَعَ".
* [7502][التحفة: خ م س 13810]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "فاغْفِرْهُ".
(5)
كذا للكشميهني.
(6)
للأصيلي: "عَلِمَ".
(7)
للأصيلي: "الذُّنُوبَ ويَأْخُذُ بها". ورقم للأصيلي آخره.
(8)
عليه صح. وللأصيلي: "فاغْفِرْ لي".
يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا - قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ
(1)
: أَذْنَبْتُ - آخَرَ فَاغْفِرْهُ
(2)
لِي، فَقَالَ
(3)
: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي - ثَلَاثًا
(4)
- فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
• [7504] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ سَلَفَ، أَوْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
(5)
، قَالَ كَلِمَةً، يَعْنِي: أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَتِ
(6)
الْوَفَاةُ، قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ
(7)
أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ
(7)
، أَوْ: لَمْ يَبْتَئِزْ
(7)
عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ
(8)
يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا إِذَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِي حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي - أَوْ قَالَ: فَاسْحَكُونِي - فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَأَذْرُونِي فِيهَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا، ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل: كُنْ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي، مَا حَمَلَكَ عَلَى
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أو قال" وبعده صح.
(2)
عليه صح.
(3)
ليس عند الأصيلي.
(4)
قوله: "ثَلاثًا فلْيَعْمَلْ ما شاءَ" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
* [7503][التحفة: خ م سي 13601]
(5)
للأصيلي: "قَبْلَهُم".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "حَضَرَهُ المَوْتُ": والذي في القسطلاني أنّ رواية أبي ذر: "حَضَرَهُ الوفاةُ". اهـ. مصححه.
(7)
عليه صح.
(8)
عليه صح. وليس عند أبي ذر والأصيلي.
أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، أَوْ فَرَقٌ
(1)
مِنْكَ، قَالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ عِنْدَهَا"، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: "فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا".
فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عُثْمَانَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سَلْمَانَ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:"أَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ"، أَوْ كَمَا حَدَّثَ.
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، وَقَالَ:"لَمْ يَبْتَئِرْ".
وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، وَقَالَ:"لَمْ يَبْتَئِزْ"
(2)
، فَسَّرَهُ قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ.
36 - باب كَلَامِ الرَّبِّ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ
• [7505] حدثنا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ
(3)
، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ فَيَدْخُلُونَ، ثُمَّ أَقُولُ: أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ"، فَقَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [7506] حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
(1)
للأصيلي: "مَخَافَتَكَ أو فَرَقًا".
(2)
عليه صح.
* [7504][التحفة: خ م 4247]
(3)
عليه صح. ولأبي ذر عن الكشميهني: "شَفَعْتُ".
* [7505][التحفة: خ 817]
وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ
(1)
إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ
(2)
لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ
(3)
يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ
(4)
مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، جَاءُوكَ
(5)
يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا
(6)
إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ
(4)
بِإِبْرَاهِيمَ
(7)
فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ
(8)
اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَأْتُونِي
(9)
، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي
(10)
مَحَامِدَ
(11)
أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي
(1)
لأبي ذر، والأصيلي:"البُنَانِيِّ".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَسَألَهُ".
(3)
"فَوَافَقْنَاهُ": (الهاء) ليست عند الحموي، والمستملي.
(4)
عليه صح.
(5)
"جَاءُوكَ": (الكاف) عليها صح. وليست عند أبي ذر، والأصيلي.
(6)
ليس عند أبي ذر، وعليه صح.
(7)
عليه صح. قال القسطلاني: وفي الأحاديث السابقة: "فيقولُ آدمُ عليكُم بنُوحٍ". ولم يذكر هنا: "نوحًا". اهـ.
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "كَلَّمَ اللَّه".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيَأْتُونَنِي".
(10)
لأبي ذر وعليه صح: "فَيُلْهِمُني".
(11)
لأبي ذر وعليه صح، ولأبي الوقت:"لِمَحَامِدَ".
الْآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ
(1)
: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ
(2)
، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ
(1)
: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ
(1)
: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ
(3)
، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ
(1)
: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ
(4)
: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى
(5)
مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ
(6)
مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ
(7)
، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ".
فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ - وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ
(8)
- بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فيقول".
(2)
لأبي ذر، وللأصيلي وقبلهما صح:"تُعْطَهْ".
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "فَأَخْرِجْهُ".
(4)
للأصيلي: "فيقال".
(5)
كذا لأبي ذر، والكشميهني.
(6)
على آخره صح.
(7)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ".
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"فحَدَّثَنا". وللكشميهني عن الأصيلي: "فَحَدَّثْناهُ". كذا في النسخ التي بأيدينا، وهو موافقٌ لما في القسطلاني مخالفٌ لما في "الفتح". وعبارته: وقوله: "فحدَّثْناه" بسكون المثلثة، ووقع للكشميهني بفتح المثلثة وحذف الضمير. اهـ.
فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ! فَقَالَ: هِيهْ، فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ: هِيهْ، فَقُلْنَا
(1)
: لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا، قُلْنَا
(2)
: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا، فَضَحِكَ وَقَالَ: خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا، مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ، قَالَ: "ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ
(3)
، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي، وَجَلَالِي، وَكِبْرِيَائِي، وَعَظَمَتِي، لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
• [7507] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ
(4)
: رَبِّ الْجَنَّةُ مَلْأَى، فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَكُلُّ
(5)
ذَلِكَ يُعِيدُ عَلَيْهِ: الْجَنَّةُ مَلْأَى، فَيَقُولُ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ
(6)
".
(1)
للأصيلي: "له".
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَقُلْنا".
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"المَحَامِدِ".
* [7506][التحفة: خ م س 1599]
(4)
للأصيلي: "أَيْ".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"كُلُّ".
(6)
للكشميهني: "مَرَّاتٍ".
* [7507][التحفة: خ م ت ق 9405]
• [7508] حدثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ
(1)
إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ
(2)
أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".
قَالَ الْأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ:"وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ".
• [7509] حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ
(3)
فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَُ الْقِيَامَةِ، جَعَلَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إِلَى قَوْلِهِ {يُشْرِكُونَ}
(4)
".
• [7510] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ:
(1)
للأصيلي: "مِنْ أحَدٍ"، وزاد نسبته على حاشية البقاعي لأبي الوقت.
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ثُمَّ يَنْظُرُ".
* [7508][التحفة: خ م ت ق 9852]
(3)
للأصيلي: "إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم".
(4)
[الزمر: 67].
* [7509][التحفة: خ م ت س 9404]
"يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ
(1)
كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ".
وَقَالَ آدَمُ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
37 -
(2)
بَابُ قَوْلِهِ: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}
(3)
• [7511] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا
(4)
عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا
(5)
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ
(6)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ
(7)
آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟! قَالَ آدَمُ
(8)
: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ؟! ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى".
(1)
للأصيلي: "أَعَمِلْتَ".
* [7510][التحفة: خ م س ق 7096]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "بابُ ما جاء في: {وَكَلَّمَ} ".
(3)
[النساء: 164].
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدّثني".
(5)
للأصيلي: "أخبرني". ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"أخبرني". هكذا في النسخ التي بأيدينا، وكتب عبد اللَّه بن سالم بإزائها في هامش نسخته:"لعله أخبرنا". اهـ.
(6)
لأبي ذر، والأصيلي:"رسولَ اللَّهِ".
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "آنْتَ". وقعت هذه الرواية في اليونينية مقابلة: لِـ "أنت آدم" و"أنت موسى" إذ كانت فيها الجملتان في سطر واحد، وليس على إحداهما علامة تخريج. اهـ. من هامش الأصل.
(8)
سقط عند أبي ذر، والأصيلي.
* [7511][التحفة: خ م 12283]
• [7512] حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ الْمَلَائِكَةَ
(2)
، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، فَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ".
• [7513] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ
(3)
ابْنَ
(4)
مَالِكٍ يَقُولُ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، إَنَّهُ
(5)
جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ
(6)
: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ، وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ، وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ
(1)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت، وقبلهم صح:"النبيُّ".
(2)
على حاشية البقاعي: "ملائكته"، ونسبه لنسخة.
* [7512][التحفة: خ م س 1357]
(3)
لأبي ذر، والأصيلي، وقبلهما صح:"أنَسَ"، وبعده صح.
(4)
عليه صح.
(5)
كذا في اليونينية الهمزة مفتوحة ومكسورة. ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَنَّهُ جاءَ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "إذْ جاءَ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَحَدُهُمْ". هذه من الفرع.
جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا
(1)
بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ، يَعْنِي: عُرُوقَ حَلْقِهِ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ
(2)
بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ
(3)
، لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا
(4)
يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ
(5)
فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الاِبْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ:"مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ
(6)
فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ
(7)
، قَالَ:"مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ
(8)
رَبُّكَ، ثُمَّ عَرَجَ
(9)
إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَحُشِيَ به صَدْرُهُ وَلَغَادِيدُهُ".
(2)
سقطت فاء: "فَيَسْتَبْشِرُ" للأصيلي.
(3)
للأصيلي: "الدُّنْيَا".
(4)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"ما".
(5)
للأصيلي: "آدَمُ".
(6)
للأصيلي: "بِيَدِه".
(7)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"أَذْفَرُ".
(8)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حَبَاكَ به".
(9)
لأبي ذر والأصيلي، وقبلهما صح:"بِهِ".
الْأُولَى، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى
(1)
السَّادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ، فَأَوْعَيْتُ
(2)
مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ، فَقَالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ
(3)
، ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا الْجَبَّارُ
(4)
رَبُّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى
(5)
اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى
(6)
إِلَيْهِ
(7)
خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ، كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: "عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ"، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "السَّماءِ".
(2)
ليس عند أبي ذر عن الحموي والمستملي. وسقط عند الأصيلي. ولأبي ذر عن الكشميهني: "فَوَعَيْتُ".
(3)
لأبي ذر، والحموي، والمستملي:"تَرْفَعَ عَليَّ أحَدًا".
(4)
لأبي ذر: "لِلْجَبَّارِ رَبَّ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وأبي الوقت:"إلَيْه". هكذا مقتضى النسخ ويؤخذ من صنيع القسطلاني أنَّ "إليه" بعد لفظ الجلالة.
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي وعليه صح، ولأبي الوقت:"يُوحِي".
(7)
ليس عند أبي ذر. والجملة على حاشية البقاعي: "فأُوحي إليه فيما أوحى اللَّه" ونسبه للحموي.
لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ
(1)
نَعَمْ إِنْ
(2)
شِئْتَ، فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ:"يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا، فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا"، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا
(3)
فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا، وَقُلُوبًا، وَأَبْدَانًا، وَأَبْصَارًا، وَأَسْمَاعًا، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ
(2)
ذَلِكَ يَلْتَفِتُ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ، وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ: "يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ، وَقُلُوبُهُمْ، وَأَسْمَاعُهُمْ
(5)
، وَأَبْدَانُهُمْ، فَخَفِّفْ عَنَّا"، فَقَالَ الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ"، قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُ
(6)
عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، قَالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: "خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا"، قَالَ مُوسَى: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَيْ".
(2)
عليه صح.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "هَذِهِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي في نسخة:"يَتَلَفَّتُ".
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي:"وأبصارُهُمْ".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "فَرَضْتُهُ".
فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا مُوسَى، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ
(1)
إِلَيْهِ"، قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ
(2)
الْحَرَامِ.
38 - بَابُ كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
• [7514] حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ! فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا".
• [7515] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ - وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ -: "أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ
(4)
رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَخْتَلِفُ".
(2)
على حاشية البقاعي: "المسجد" ونسبه للمستملي والحموي.
* [7513][التحفة: خ م 909]
* [7514][التحفة: خ م ت س 4162]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "رسولَ اللَّهِ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي: "يسْتَأْذِنُ".
لَهُ
(1)
: أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي
(2)
أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَتَبَادَرَ
(3)
الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ
(4)
شَيْءٌ"، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَجِدُ هَذَا إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
39 - باب ذِكْرِ اللَّهِ بِالْأَمْرِ، وَذِكْرِ الْعِبَادِ بِالدُّعَاءِ، وَالتَّضَرُّعِ، وَالرِّسَالَةِ، وَالْإِبْلَاغِ
(5)
لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}
(6)
، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ
(7)
فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
(8)
، غُمَّةٌ
(9)
: هَمٌّ وَضِيقٌ.
(1)
عليه صح.
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "ولكِنْ".
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "فَبَادَرَ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "يَسَعُكَ".
* [7515][التحفة: خ 14235]
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "والبَلَاغِ".
(6)
[البقرة: 152].
(7)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى قوله: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ".
(8)
[يونس: 71 - 72].
(9)
عليه صح.
قَالَ مُجَاهِدٌ: اقْضُوا إِلَيَّ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ، يُقَالُ: افْرُقِ: اقْضِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}
(1)
إِنْسَانٌ يَأْتِيهِ، فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ
(2)
عَلَيْهِ، فَهْوَ آمِنٌ حَتَّى
(3)
يَأْتِيَهُ فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ، وَحَتَّى يَبْلُغَ مَأْمَنَهُ، حَيْثُ جَاءَهُ النَّبَأُ الْعَظِيمُ الْقُرْآنُ {صَوَابًا}
(4)
حَقًّا فِي الدُّنْيَا، وَعَمَلٌ
(5)
بِهِ.
40 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}
(6)
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
(7)
وَقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}
(8)
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ
(9)
عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ
(10)
مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}
(11)
.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
(12)
{
(13)
وَلَئِنْ
(1)
[التوبة: 6].
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "يُنْزِلُ" بالضبطين معًا.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "حِينَ يَأْتِيهِ".
(4)
[النبأ: 38].
(5)
للأصيلي: "وعَمَلًا".
(6)
[البقرة: 22]
(7)
[فصلت: 9].
(8)
[الفرقان: 68].
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى قَوْلِهِ: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ".
(10)
ليس عند أبي ذر.
(11)
[الزمر: 65، 66].
(12)
[يوسف: 106].
(13)
لأبي ذر وعليه صح: "قال".
سَأَلْتَهُمْ
(1)
مَنْ خَلَقَهُمْ}
(2)
وَ {مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ
(3)
اللَّهُ}
(4)
فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَمَا ذُكِرَ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ
(5)
الْعِبَادِ وَأَكْسَابِهِمْ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَا (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ) إِلَّا بِالْحَقِّ}
(6)
: بِالرِّسَالَةِ وَالْعَذَابِ {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ}
(7)
: الْمُبَلِّغِينَ الْمُؤَدِّينَ مِنَ الرُّسُلِ {وَإِنَّا لَهُ (حَافِظُونَ)}
(8)
عِنْدَنَا {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} : الْقُرْآنُ، {وَصَدَّقَ بِهِ}
(9)
: الْمُؤْمِنُ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ.
• [7516] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ
(10)
نِدًّا
(11)
وَهْوَ خَلَقَكَ"، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ
(12)
أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" قُلْتُ:
(1)
للأصيلي، ولأبي ذر في نسخة وعليه صح:"قَالَ تَسْأَلُهُمْ". وعند (د)، (ق):"قَالَ مَنْ سَأَلَهُمْ". رواية: "قَالَ مَنْ سَأَلَهُمْ" من الفرع. كذا بهامش الأصل.
(2)
[الزخرف: 87].
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"فَيَقُولُونَ".
(4)
[لقمان: 25].
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أعمالِ".
(6)
[الحجر: 8].
(7)
[الأحزاب: 8].
(8)
[الحجر: 9]. ولأبي الوقت، وأبي ذر:"لَحافِظُونَ".
(9)
[الزمر: 33].
(10)
لأبي ذر عن الحموي: "لَهُ".
(11)
عليه صح. وعلى حاشية البقاعي: "أندادًا"، ونسبه لنسخة.
(12)
على حاشية البقاعي: "مخافة" ونسبه لأبي ذر.
ثُمَّ أَيّ؟
(1)
قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ
(2)
جَارِكَ".
41 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ
(3)
وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ}
(4)
• [7517] حدثنا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ
(5)
شَحْمُ
(6)
بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ
(7)
فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}
(8)
الْآيَةَ.
(1)
ياء "أيّ" هذه مُشدّدةٌ ساكنةٌ في نسخة عبد اللَّه بن سالم تبعًا لليونينية.
(2)
على حاشية البقاعي: "حليلة"، ونسبه لأبي ذر.
* [7516][التحفة: خ م د ت س 9480]
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".
(4)
[فصلت: 22].
(5)
عليه صح.
(6)
عليه صح. وللأصيلي: "شُحومُ".
(7)
عليه صح.
(8)
[فصلت: 22].
* [7517][التحفة: خ م ت س 9335]
42 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}
(1)
وَ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}
(2)
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
(3)
.
وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
(4)
.
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ".
• [7518] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ؟! وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ.
• [7519] حدثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ؟! وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ بَدَّلُوا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَغَيَّرُوا، فَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ
(5)
، قَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِذَلِكَ ثَمَنًا قَلِيلًا،
(1)
[الرحمن: 29].
(2)
[الأنبياء: 2].
(3)
[الطلاق: 1].
(4)
[الشورى: 11].
* [7518][التحفة: خ 6009]
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "الْكُتُبَ".
أَوَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ
(1)
.
43 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}
(2)
وَفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ
(3)
يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا مَعَ عَبْدِي حَيْثُمَا
(4)
ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ".
• [7520] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ.
فَقَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ
(5)
: أُحَرِّكُهُمَا لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
(6)
، قَالَ: جَمْعُهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
(7)
، قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ
(1)
لأبي ذر، وللمستملي:"إلَيْكُمْ".
* [7519][التحفة: خ 5851]
(2)
[القيامة: 16].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "حِينَ".
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إذا ما ذَكَرَني". ولأبي ذر عن الكشميهني: "ما ذَكَرَني".
(5)
لأبي ذر وعليه صح: "فأنَا".
(6)
[القيامة: 16، 17].
(7)
[القيامة: 18].
وَأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا
(1)
أَقْرَأَهُ
(2)
.
44 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
(3)
{يَتَخَافَتُونَ}
(4)
: يَتَسَارُّونَ.
• [7521] حدثني
(5)
عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} ، قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَفٍ
(5)
بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} ، أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ
(6)
الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}: عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}
(7)
.
(1)
"أَقْرَأَهُ": كذا في النسخ المعتمدة بيدنا. ورسمت في نسخة عبد اللَّه بن سالم بوجهين "قَرَأهُ" و"أَقْرَأَهُ" مصححًا عليها. اهـ. مصححه.
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "جِبْرِيلُ".
* [7520][التحفة: خ م ت س 5637]
(3)
[الملك: 13، 14].
(4)
[طه: 103].
(5)
عليه صح.
(6)
"فَيَسْمَعَ": كذا هو في بعض النسخ. وفي بعضها: "فيتَسَمَّع"، وهو الذي في فرع اليونينية، ورُسِمت في اليونينية:"فيسمع"، و"فتسمع" بالتحتية والفوقية. اهـ. مصححه.
(7)
[الإسراء: 110].
* [7521][التحفة: خ م ت س 5451]
• [7522] حدثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
(1)
فِي الدُّعَاءِ.
• [7523] حدثنا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ".
وَزَادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بِهِ.
45 - باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهْوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
(2)
، وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا، فَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ"، فَبَيَّنَ اللَّهُ
(3)
أَنَّ قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ
(4)
هُوَ فِعْلُهُ.
وَقَالَ: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}
(5)
، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(6)
.
(1)
[الإسراء: 110].
* [7522][التحفة: خ م 16806]
* [7523][التحفة: خ 15211]
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ".
(3)
لفظ الجلالة "اللَّهُ": عليه صح، وليس عند أبي ذر، والأصيلي.
(4)
قوله: "فَبَيَّنَ اللَّهُ أَنَّ قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ". لأبي ذر عن الكشميهني: "فَبَيَّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن قِرَاءتَهُ الكِتابَ".
(5)
[الروم: 22].
(6)
[الحج: 77].
• [7524] حدثنا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهْوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ
(1)
، فَهْوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ
(2)
كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهْوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ".
• [7525] حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهْوَ يَتْلُوهُ
(3)
آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهْوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".
سَمِعْتُ
(4)
سُفْيَانَ مِرَارًا، لَمْ أَسْمَعْهُ يَذْكُرُ الْخَبَرَ
(5)
، وَهْوَ مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِهِ.
* * *
(1)
لأبي الوقت، وأبي ذر:"مِنْ آناءِ الليلِ وآناءِ النهارِ".
(2)
على حاشية البقاعي: "فعلت" ونسبه لنسخة.
* [7524][التحفة: خ س 12339]
(3)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"يَقُومُ به".
(4)
بعده لأبي الوقت، وأبي ذر:"مِنْ".
(5)
عليه صح صح.
* [7525][التحفة: خ م ت س ق 6815]
46 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
(1)
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ (رِسَالَاتِهِ)}
(2)
وَ
(3)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ. وَقَالَ
(5)
: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا
(1)
رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ}
(6)
وَقَالَ
(7)
: {(أُبْلِغُكُمْ) رِسَالَاتِ رَبِّي}
(8)
.
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَسَيَرَى
(9)
اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
(10)
}
(11)
.
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلِ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
(12)
، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} : هَذَا الْقُرْآنُ، {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}
(13)
: بَيَانٌ وَدِلَالَةٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ}
(14)
: هَذَا حُكْمُ اللَّهِ، {لَا رَيْبَ}
(15)
:
(1)
عليه صح.
(2)
[المائدة: 67].
(3)
عليه صح، وليس عند أبي ذر والأصيلي.
(4)
للأصيلي: "رسولِهِ".
(5)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "اللَّهُ تعالى".
(6)
[الجن: 28].
(7)
لأبي ذر: "تعالى".
(8)
[الأعراف: 62].
(9)
لأبي الوقت وأبي ذر وقبلهما صح: "فسَيَرَى".
(10)
لأبي ذر والأصيلي وقبلهما صح: "والمؤمنون".
(11)
[التوبة: 94].
(12)
[التوبة: 105].
(13)
[البقرة: 2].
(14)
[الممتحنة: 10].
(15)
[البقرة: 2]. لأبي الوقت، وأبي ذر:"فيه".
لَا شَكَّ، {تِلْكَ آيَاتُ}
(1)
، يَعْنِي: هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ، وَمِثْلُهُ {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ}
(2)
، يَعْنِي: بِكُمْ.
وَقَالَ أَنَسٌ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالَهُ
(3)
حَرَامًا إِلَى قَوْمِهِ
(4)
، وَقَالَ: أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغُ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ.
• [7526] حدثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ
(5)
، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(6)
الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ
(5)
، قَالَ الْمُغِيرَةُ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا: أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا، صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ.
• [7527] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا.
وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْي فَلَا تُصَدِّقْهُ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}
(7)
.
(1)
[البقرة: 252].
(2)
[يونس: 22].
(3)
في نسخة: "خالي".
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "قَوْمٍ".
(5)
عليه صح.
(6)
"عَبْد اللَّهِ": كذا هو في اليونينية بالتكبير، وفي نسخ معتمدة:"عبيد اللَّه" بالتصغير، وقال في "الفتح" إنه للأكثر. اهـ. من هامش الأصل.
* [7526][التحفة: خ 11491]
(7)
[المائدة: 67].
* [7527][التحفة: خ م ت س 17613]
• [7528] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ
(1)
، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ:"أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهْوَ خَلَقَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ؛ أَنْ
(2)
يَطْعَمَ مَعَكَ"، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ
(3)
: "أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}
(4)
الْآيَةَ.
47 - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}
(5)
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا، وَأُعْطِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ، وَأُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ"
وَقَالَ أَبُو رَزِينٍ: {يَتْلُونَهُ}
(6)
يَتَّبِعُونَهُ وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، يُقَالُ:{يُتْلَى}
(7)
يُقْرَأُ، حَسَنُ التِّلَاوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ، {لَا يَمَسُّهُ}
(8)
: لَا يَجِدُ طَعْمَهُ
(9)
وَنَفْعَهُ
(9)
إِلَّا مَنْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ، وَلَا يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلَّا الْمُوقِنُ
(10)
؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ
(1)
كذا بالضبطين، وعليه صح.
(2)
قبله لأبي ذر وعليه صح: "مَخافةَ".
(3)
قبله لأبي الوقت، وأبي ذر:"ثُمَّ".
(4)
[الفرقان: 68]. ولأبي ذر وعليه صح: " {يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} الآيةَ".
* [7528][التحفة: خ م د ت س 9480]
(5)
[آل عمران: 93].
(6)
[البقرة: 121]. ولأبي ذر وعليه صح: " {حَقَّ تِلَاوَتِهِ} ".
(7)
[الإسراء: 107].
(8)
[الواقعة: 79].
(9)
عليه صح.
(10)
لأبي ذر عن المستملي: "المُؤْمِنُ".
أَسْفَارًا
(1)
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
(2)
، وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ
(3)
عَمَلًا.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ: "أَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ؟ " قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي، أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ إِلَّا صَلَّيْتُ، وَسُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ
(4)
أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ".
• [7529] حدثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ، ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتِ
(5)
الشَّمْسُ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: هَؤُلَاءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا، قَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا
(6)
؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهْوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".
(1)
بعده لأبي ذر وعليه صح: "الآيةَ".
(2)
[الجمعة: 5].
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "والصَّلاةَ".
(4)
على حاشية البقاعي: "العمل"، ونسبه لنسخة.
(5)
لأبي ذر والكشميهني وقبلهما صح: "غُرُوبِ الشَّمْسِ".
(6)
قوله: "مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا" على حاشية البقاعي: "من شيء"، ونسبه لنسخة.
* [7529][التحفة: خ 7004]
48 - بَابٌ وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ عَمَلًا
وَقَالَ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ".
• [7530] حَدَّثَنِي
(1)
سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ. وَحَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
49 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
(2)
(19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}
(3)
{هَلُوعًا}
(4)
: ضَجُورًا.
• [7531] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَالٌ فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: "إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى
(5)
وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ"، فَقَالَ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [7530][التحفة: خ م ت س 9232]
(2)
"ضَجُورًا": كذا في اليونينية من غير رقم عليه.
(3)
[المعارج: 19 - 21].
(4)
[المعارج: 19].
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "الغَنَاءِ".
عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ.
50 - بَابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ
• [7532] حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: "إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي
(2)
ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا
(3)
أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
• [7533] حدثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ
(4)
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ
(5)
صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا - أَوْ: بُوعًا".
وَقَالَ مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل
(6)
.
* [7531][التحفة: خ 10711]
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
لأبي الوقت: "إليَّ".
(3)
في نسخة: "يَمْشِي".
* [7532][التحفة: خ 1280]
(4)
عليه صح. و"التَّيْميّ": هو سليمانُ بنُ طَرخان. هذا هو الصواب، ووقع في اليونينية:"التَّمِيمِيّ" بِمِيمَيْنِ، ولعلَّه سَبْقُ قَلَمٍ. أفاده القسطلاني.
(5)
عليه صح.
(6)
على حاشية البقاعي: "في النسخة السميساطية: وقال معتمر: سمعت أبي، سمعت أنسًا، عن أبي هريرة، عن ربه. ثم قال: هكذا في الأصول كلها".
* [7533][التحفة: خ 1280 - خ م 12201]
• [7534] حدثنا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ قَالَ:"لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ".
• [7535] حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: "لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنَّهُ
(1)
خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى"، وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.
• [7536] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ
(2)
، أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ
(3)
الْمُزَنِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ - أَوْ: مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ - قَالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ، يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ، يَحْكِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ؟ قَالَ: آ آ آ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
* * *
* [7534][التحفة: خ 14393]
(1)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أَنَا".
* [7535][التحفة: خ م د 5421]
(2)
قلتُ: "سُرَيْج" بسين مهملة. اهـ. من اليونينية. اهـ. من هامش الأصل.
(3)
لأبي ذر وعليه صح: "المُغَفَّلِ".
* [7536][التحفة: خ م د تم س 9666]
51 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنْ تَفْسِيرِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا
لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(1)
.
• [7537] وَقال ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، أَنَّ هِرَقْلَ دَعَا تَُرْجُمَانَهُ، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ، وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}
(2)
" الآيَةَ.
• [7538] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ}
(3)
الْآيَةَ".
• [7539] حدثنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أُتِيَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِ:"مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا؟ " قَالُوا: نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا، قَالَ: " {فَأْتُوا
(1)
[آل عمران: 93].
(2)
[آل عمران: 64].
* [7537][التحفة: خ م د ت س 4850]
(3)
[البقرة: 136].
* [7538][التحفة: خ س 15405]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ".
بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(1)
"، فَجَاءُوا، فَقَالُوا لِرَجُلٍ - مِمَّنْ يَرْضَوْنَ: يَا أَعْوَرُ
(2)
، اقْرَأْ، فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ
(3)
، قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ عَلَيْهِمَا
(4)
الرَّجْمَ وَلَكِنَّا نُكَاتِمُهُ
(5)
بَيْنَنَا، فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ
(6)
عَلَيْهَا
(7)
الْحِجَارَةَ.
52 - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ
(8)
الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ" وَ: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ"
• [7540] حدثني
(9)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(1)
[آل عمران: 93].
(2)
لأبي ذر عن الكشميهني: "أَعْوَرُ". كذا في اليونينية مضمومًا، وأعربه ابنُ حجر والقسطلانيُّ مجرورًا بالفتحة صفةً لرجل، وكذا ضُبط في الفرع. كذا بهامش الأصل.
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني: "عليها".
(4)
لأبي ذر وأبي الوقت: "بَيْنَهُما".
(5)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وللأصيلي:"نَتَكاتَمُهُ". ولأبي ذر عن الكشميهني: "نَتَكاتَمُها".
(6)
"يَحْنَأُ": كذا هو بالحاء المهملة في اليونينية من غير رقم عليه، ولم نجد في كتب اللغة التي بيدنا:"يحنأ" بالمهملة والهمز بمعنى "يجانئ" بل الذي فيها "يجنأ" بالجيم أو "يحنى" من غير همز. اهـ. مصححه.
(7)
عليه صح.
* [7539][التحفة: خ م س 7519]
(8)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وعليه صح:"مَعَ سَفَرَةِ الكِرَامِ". ولأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي في نسخة:"معَ السَّفَرةِ".
(9)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
"مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ".
• [7541] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ يُبَرِّئُنِي، وَلَكِنْ
(1)
وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ
(2)
فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ}
(3)
، الْعَشْرَ الْآيَاتِ كُلَّهَا.
• [7542] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أُرَاهُ
(4)
عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ
(5)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ: " {وَالتِّينِ
(6)
وَالزَّيْتُونِ}
(7)
" فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا - أَوْ: قِرَاءَةً - مِنْهُ.
• [7543] حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ يَرْفَعُ
* [7540][التحفة: خ م د س 14997]
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني، ولأبي الوقت:"ولكِنِّي".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "مُنْزِلٌ".
(3)
[النور: 11]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: {عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} .
* [7541][التحفة: خ م س 16126 - خ م س 16311 - خ م 16576 - خ م س 17409]
(4)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي:"قال: سَمِعْتُ البَرَاءَ".
(5)
لأبي ذر، والأصيلي، وأبي الوقت:"يَقولُ".
(6)
لأبي ذر عن الكشميهني: "بالتِّينِ".
(7)
[التين: 1].
* [7542][التحفة: ع 1791]
صَوْتَهُ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}
(1)
.
• [7544] حدثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ:"إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ - أَوْ: بَادِيَتِكَ - فَأَذَّنْتَ لِلصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ؛ فَإِنَّهُ: "لَا يَسْمَعُ مَدَى
(2)
صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
• [7545] حدثنا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ.
53 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ
(3)
الْقُرْآنِ}
(4)
• [7546] حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ
(1)
[الإسراء: 110].
* [7543][التحفة: خ م ت س 5451]
(2)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "نِدَاءَ".
* [7544][التحفة: خ س ق 4105]
* [7545][التحفة: خ م د س ق 17858]
(3)
لأبي ذر عن الكشميهني، وللأصيلي في نسخة:"مِنْهُ".
(4)
[المزمل: 20].
الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ
(1)
فَلَبَبْتُهُ
(2)
بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ
(3)
: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، فَقَالَ:"أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ"، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَلِكَ
(4)
أُنْزِلَتْ
(1)
"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ يَا عُمَرُ". فَقَرَأْتُ
(1)
الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ: "كَذَلِكَ
(4)
أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ".
54 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}
(5)
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، يُقَالُ: مُيَسَّرٌ: مُهَيَّأٌ
(6)
.
(1)
عليه صح.
(2)
"فَلَبَبْتُهُ": ضُبط في اليونينية بتخفيف الباء الأولى، وفي الفرع بتشديدها، وبهما ضبط القسطلاني. اهـ.
لببته: جررته بالرداء المتعلق بنحره. (انظر: غريب الحديث لابن الجوزي)(2/ 310).
(3)
لأبي الوقت: "فقال".
(4)
للأصيلي: "كذا".
* [7546][التحفة: خ م د ت س 10591 - خ م ت س 10642]
(5)
[القمر: 17]. ولأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي في نسخة:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} .
(6)
لأبي ذر وعليه صح، وللأصيلي، وأبي الوقت:"وقال مجاهدٌ: يَسَّرْنا القُرْآنَ بلِسَانِكَ هَوَّنَّا قِرَاءتَهُ عليك".
وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
(1)
، قَالَ: هَلْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فَيُعَانَ
(2)
عَلَيْهِ
(3)
.
• [7547] حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: يَزِيدُ، حَدَّثَنِي مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيمَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ:"كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ".
• [7548] حدثني
(4)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، سَمِعَا سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ
(2)
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ فِي جَِنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ"، قَالُوا: أَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}
(5)
" الْآيَةَ.
* * *
(1)
[القمر: 17].
(2)
عليه صح.
(3)
قوله: "وقال مَطَرٌ" إلى: "فَيُعَانَ عليه" كذا للكشميهني.
* [7547][التحفة: خ م د س 10859]
(4)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(5)
[الليل: 5].
* [7548][التحفة: ع 10167]
55 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}
(1)
، {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}
(2)
قَالَ قَتَادَةُ: مَكْتُوبٌ. {يَسْطُرُونَ}
(3)
: يَخُطُّونَ. {فِي أُمِّ الْكِتَابِ}
(4)
: جُمْلَةِ
(5)
الْكِتَابِ وَأَصْلِهِ
(6)
. {مَا يَلْفِظُ}
(7)
: مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُكْتَبُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. {يُحَرِّفُونَ}
(8)
: يُزِيلُونَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ عز وجل، وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ، يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، دِرَاسَتُهُمْ تِلَاوَتُهُمْ.
{وَاعِيَةٌ} : حَافِظَةٌ. {وَتَعِيَهَا}
(9)
: تَحْفَظُهَا.
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} ، يَعْنِي: أَهْلَ مَكَّةَ. {وَمَنْ بَلَغَ}
(10)
هَذَا الْقُرْآنُ، فَهْوَ لَهُ نَذِيرٌ.
(1)
[البروج: 21، 22].
(2)
[الطور: 1، 2].
(3)
[القلم: 1].
(4)
[الزخرف: 4].
(5)
"جملةُ الكتاب وأصلِهِ": هكذا ضُبطت في نسخة عبد اللَّه بن سالم "جملةُ" بالرفع والجر، وأصله بالجر فقط مع كونه تابعًا لما عطف عليه رفعًا وجرًّا. اهـ. مصححه.
(6)
عليه صح صح.
(7)
[ق: 18].
(8)
[النساء: 46].
(9)
[الحاقة: 12]. وقوله: "وتَعِيْها": كذا هو في اليونينية ساكن الياء، والتلاوة بفتحها وبه ضُبط في الفرع. اهـ. من هامش الأصل.
(10)
[الأنعام: 19].
• [7549] وَقال لِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمَّا قَضَى
(1)
اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ - أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ".
• [7550] حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ".
56 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
(3)
، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
(4)
وَيُقَالُ
(5)
لِلْمُصَوِّرِينَ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ.
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
(6)
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
(7)
.
(1)
لأبي ذر عن الكشميهني: "خَلَقَ".
* [7549][التحفة: خ 14671]
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
* [7550][التحفة: خ 14671]
(3)
[الصافات: 96].
(4)
[القمر: 49].
(5)
لأبي ذر عن الكشميهني: "ويقول".
(6)
لأبي ذر وعليه صح: "إلى: {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ".
(7)
[الأعراف: 54].
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: بَيَّنَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الْأَمْرِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْر}
(1)
.
وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْإِيمَانَ عَمَلًا، قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ"، وَقَالَ:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(2)
.
وَقَالَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الْأَمْرِ إِنْ عَمِلْنَا بِهَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، فَأَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَالشَّهَادَةِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَمَلًا.
• [7551] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَالْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيِّينَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ، فَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ
(3)
فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ - كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِي - فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا
(4)
فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ لَا آكُلُهُ
(5)
، فَقَالَ: هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ
(6)
عَنْ ذَاكَ، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ،
(1)
[الأعراف: 54].
(2)
[السجدة: 17].
(3)
على حاشية البقاعي: "طعام" ونسبه لنسخة.
(4)
كذا للكشميهني.
(5)
للكشميهني: "أن لا آكُلَهُ".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "فَلَأُحَدِّثَنَّكَ عَنْ ذَلِكَ". وقوله: "فَلْأُحَدَّثْكَ": ضُبط في بعض النسخ المعتمدة بسكون اللام والمثلثة تبعًا لليونينية، وفي بعضها بكسرِ اللام وفتح المثلثة. كتبه مصححه.
قَالَ: "وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ"، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا، فَقَالَ:"أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّونَ؟ " فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، ثُمَّ انْطَلَقْنَا، قُلْنَا: مَا صَنَعْنَا؟ حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَحْمِلُنَا
(1)
، وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: "لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، إِنِّي
(2)
وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ
(3)
وَتَحَلَّلْتُهَا".
• [7552] حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: فَقَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرٍ حُرُمٍ
(4)
، فَمُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الْأَمْرِ، إِنْ عَمِلْنَا بِهِ
(5)
دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو إِلَيْهَا
(6)
مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "أَلَّا يَحْمِلَنا".
(2)
لأبي ذر وعليه صح: "وإنَّي".
(3)
على حاشية البقاعي: "منها" ونسبه للمستملي.
* [7551][التحفة: خ م ت س 8990]
(4)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "أشْهُرِ الحُرُمِ".
(5)
للكشميهني: "بها".
(6)
لأبي ذر عن الحموي والمستملي: "إليه".
لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ
(1)
وَالنَّقِيرِ
(2)
وَالظُّرُوفِ الْمُزَفَّتَةِ
(3)
وَالْحَنْتَمَةِ
(4)
".
• [7553] حدثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".
• [7554] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".
• [7555] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً".
(1)
الدباء: القرع، واحدتها دباءة، كانوا ينتبذون فيها، فتسرع الشدة في الشراب. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: دبب).
(2)
النقير: أصل النخلة، ينقر وسطه، ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء، ليصير نبيذًا مسكرًا. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: نقر).
(3)
قوله: "والظروف المزفتة" لأبي ذر، والمستملي:"والمُزَفَّتةِ".
المزفتة: الإناء الذي طلي بالزفت - وهو نوع من القار - ثم انتبذ فيه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: زفت).
(4)
الحنتمة: مفرد الحنتم، وهي: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: حنتم).
* [7552][التحفة: خ م د ت س 6524]
* [7553][التحفة: خ س ق 17557]
* [7554][التحفة: خ م س 7520]
* [7555][التحفة: خ م 14906]
57 - بَابُ قِرَاءَةِ الْفَاجِرِ وَالْمُنَافِقِ وَأَصْوَاتُهُمْ وَتِلَاوَتُهُمْ لَا تُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ
• [7556] حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ
(1)
طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي
(2)
لَا يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا".
• [7557] حدثنا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ
(3)
، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ:"إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ
(4)
يَخْطَفُهَا
(5)
الْجِنِّيُّ، فَيُقَرْقِرُهَا
(6)
فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ
(1)
كالأترجة: شجر ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهبي اللون، ذكي الرائحة حامض الماء. (انظر: المعجم الوسيط، مادة: الأترجة).
(2)
لأبي الوقت وعليه صح: "ومثَلُ الَّذِي".
* [7556][التحفة: ع 8981]
(3)
بعده على حاشية البقاعي: "قال" ونسبه لنسخة.
(4)
قوله: "من الحق" عليه صح، وليس عند أبي ذر.
(5)
لأبي الوقت، ولأبي ذر عن الكشميهني:"يَحْفَظُها".
(6)
فيقرقرها: يرددها، أو يصوت بها. (انظر: مشارق الأنوار) (2/ 177).
كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ
(1)
، فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ".
• [7558] حدثنا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ
(2)
يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ
(3)
" قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: "سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ - أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ
(4)
".
58 - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ}
(5)
وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْقُسْطَاسُ
(6)
الْعَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ، وَيُقَالُ: الْقِسْطُ مَصْدَرُ الْمُقْسِطِ، وَهُوَ الْعَادِلُ، وَأَمَّا الْقَاسِطُ فَهُوَ الْجَائِرُ.
(1)
لأبي ذر والمستملي: "الزُّجَاجةِ".
* [7557][التحفة: خ م 17349]
(2)
ليس عند أبي ذر وعليه صح.
(3)
فوقه: موضع الوتر منه. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: فوق).
(4)
التسبيد: الحلق واستئصال الشعر، وقيل: هو ترك التدهن وغسل الرأس. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: سبد).
* [7558][التحفة: خ 4304]
(5)
[الأنبياء: 47]. وبعده لأبي ذر وعليه صح: " {لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ".
(6)
"القُسْطاس": كذا هو بضم القاف في النسخ المعتمدة، وضبطها القسطلاني بالضم والكسر. اهـ. مصححه.
• [7559] حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ
(2)
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
(3)
.
* * *
(1)
لأبي ذر وعليه صح: "حدثنا".
(2)
"إشكاب": قال في "الفتح": غير مُنصَرفٍ لأنه أعجمي وقيل بل عربي فينصرف. اهـ. وبالصرف ضُبط في اليونينية كما ترى. وفي "القاموس": "وأحمد بن إشكاب" بالكسر، ممنوعًا مُحْدَث. اهـ. من هامش الأصل.
(3)
في هامش اليونينية بخط الأصل ما نصه: عدد ما فيه من الأحاديث سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا. اهـ. كذا بهامش نسخة عبد اللَّه بن سالم.
* [7559][التحفة: خ م ت سي ق 14899]