الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي
[قالَ الإمامُ الحافظُ شرفُ الدِّينِ أَبُو الحُسينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ اليُونِيْنيُّ رحمه الله:]
حدَّثنا الشيخُ سِرَاجُ الدِّينِ أَبُو عبدِ الله الحُسينُ بنُ المُبارَك بنِ محمَّدِ بنِ يحيى الزَّبِيديُّ، فِي شَوَّال سنةَ ثلاثينَ وستِّ مئةٍ، بدمشقَ بالجامعِ المُظَفَّريِّ بسفحِ جبلِ قاسيونَ:
أخبَرَنا أَبُو الوقتِ عبدُ الأوَّلِ بنُ عيسى بنِ شُعيبِ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ السِّجْزِيُّ الصوفيُّ ثُمَّ الهَرَويُّ، قراءةً عليه ونحنُ نسمعُ، ببغدادَ، فِي آخرِ سنةِ اثنتينِ وأولِ سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسِ مئةٍ:
أخبَرَكمُ الإمامُ جمالُ الإسلامِ أَبُو الحسنِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمَّدِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ محمَّدِ بنِ داودَ بنِ أحمدَ بنِ معاذِ بنِ سهلِ بنِ الحكمِ الدَّاوُودِيُّ، قراءةً عليه ببُوشَنجَ فِي ذيِ القعدةِ سنةَ خمسٍ وستينَ وأربعِ مئةٍ:
أخبَرَنا الإمامُ أَبُو محمَّدٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَهْ بنِ أحمدَ بنِ يوسفَ بنِ أَعْيَنَ السَّرَخْسيُّ، قراءةً عليه فِي صفرَ سنةَ إحدى وثمانينَ وثلاثِ مئةٍ:
أخبَرَنا الإمامُ أَبُو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ يُوْسُفَ بنِ مَطَرِ بنِ صالحِ بنِ بِشْرِ بنِ إبراهيمَ البخاريُّ الفِرَبْريُّ، بفِرَبْرَ سنةَ ستَّ عشرةَ وثلاثَ مئةٍ:
حدَّثنا الإِمامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ الأَحْنَفِ الجُعْفِيُّ مَوْلاهُمُ البُخارِيُّ بِفِرَبْر سَنَةَ ثمانٍ وأربعينَ ومئتينِ مرَّةً، ومرةً سَنَةَ اثنتينِ وخمسينَ ومئتينِ، قالَ:
(1)
(1)
كَيْفَ
(1)
كانَ بَدْءُ الوَحْيِ إِلى رَسُولِ اللّه صلى الله عليه وسلم،
وقَوْلُ
(3)
اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ
(2)
: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ}
(5)
[النساء: 163]
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابٌ: كيف
…
».
قال في الإرشاد: لم يقل في الأول: كتاب بدء الوحي؛ لأنَّه كالمقدمة، ومن ثَمَّ بدأ به؛ لأنَّ مِن شأن المقدمة كونها أمام المراد، وأيضًا فإنَّ مِن الوحي عُرِف الإيمان وغيره (ل).
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وقَوْلِ» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «سبحانه» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«عز وجل» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» .
1 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ
(1)
قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ
(2)
، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ، قالَ: أخبَرَني مُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ التَّيْمِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بنَ وقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يقولُ:
سمعتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى المِنْبَرِ، قالَ
(3)
: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّما الأعمالُ بِالنِّيَّاتِ، وإِنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانتْ هِجْرَتُهُ إِلى دُنْيا يُصِيبُها، أو إلى
(4)
امْرأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إِلى ما هاجَرَ إليهِ».
(1)
قوله: «عبد الله بن الزبير» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «عن سفيانَ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يقول» .
(4)
لفظة: «إلى» ليست في رواية أبي ذر.
2 -
حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها: أَنَّ الحارِثَ بنَ هِشامٍ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأتِيكَ الوَحْيُ؟ فقالَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحيانًا يَأتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهو أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ
(2)
عَنِّي وقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ ما قالَ، وأَحْيانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا
(3)
، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي
ما يَقُولُ». قالتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: ولَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ
(4)
عليهِ الوَحْيُ فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ، فَيَفْصِمُ
(5)
عَنْهُ وإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَيُفْصَمُ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وبالمثبت ضبطت رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أي على مِثالِ رَجُلٍ» .
(4)
صحَّحَ عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«يُنْزَلُ» بالبناء للمفعول.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فيُفصَمُ» بضم الياء وفتح الصاد، وضبطت روايتاهما في (ب، ص): «فيُفصِمُ» بكسر الصاد.
3 -
4 - حدَّثنا
(1)
يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ:
عن عايِشَةَ
(2)
أُمِّ المُؤْمِنِينَ، أَنَّها قالتْ: أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فكانَ
(3)
لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بِغارِ حِراءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ
(4)
إِلى أَهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ
(5)
لذلك
(6)
، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو فِي غارِ
⦗ص: 9⦘
حِراءٍ، فَجاءَهُ المَلَكُ، فقالَ: اقْرَأْ. قالَ
(7)
: «ما أَنا بِقارِي
(8)
». قالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ
(9)
، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ
(10)
: «ما أَنا بِقارِي» . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ
(11)
، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: «ما أَنا بِقارِي» . فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ.} [العلق: 1 - 3]». فَرَجَعَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها، فقالَ: «زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي
(12)
». فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فقالَ لِخَدِيجَةَ وأَخْبَرَها الخَبَرَ:«لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» . فقالَت
(13)
خَدِيجَةُ: كَلَّا، واللَّهِ ما يُخْزِيكَ
(14)
اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ
(15)
المَعْدُومَ، وتُقْرِي
(16)
الضَّيْفَ، وتُعِينُ عَلَى نَوائِبِ الحَقِّ.
فانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حتَّى أَتَتْ بِهِ ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى، ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وكانَ امْرَأً قَدْ
(17)
تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتابَ العِبْرانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرانِيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وكانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فقالَت لَهُ خَدِيجَةُ: يا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِن ابْنِ أَخِيكَ. فقالَ لَهُ ورَقَةُ: يا ابْنَ أَخِي ماذا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ
(18)
ما رَأَى، فقالَ لَهُ ورَقَةُ: هَذا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ
(19)
اللَّهُ عَلَى مُوسَى
(20)
يا لَيْتَنِي فيها
⦗ص: 10⦘
جَذَعًا
(21)
، لَيْتَنِي
(22)
أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟!» . قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ما جِئْتَ
(23)
بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوَحْيُ.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: وأخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيَّ قالَ وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحْيِ، فقالَ فِي حَدِيثِهِ: «بَيْنا أَنا أَمْشِي إِذْ سمعتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذا المَلَكُ الَّذِي جاءَنِي بِحِراءٍ جالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي
(24)
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى
(25)
: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ} إلى
قَوْلِهِ: {وَالرُّجْزَ
(26)
فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]
(27)
. فَحَمِيَ الوَحْيُ وتَتابَعَ
(28)
».
تابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ وأَبُو صالِحٍ.
وتابَعَهُ هِلالُ بنُ رَدَّادٍ
(29)
عن الزُّهْرِيِّ.
⦗ص: 11⦘
وقالَ يُونُسُ ومَعْمَرٌ: «بَوادِرُهُ
(30)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «عائِشَةَ» .
(3)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر وأخرى عن الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وكان» .
(4)
في هامش (ب، ص): «أي: يحنُّ ويشتاقُ ويرجِع إلى أهله وعياله [في ص: إلى أهله: أي عياله]» .
(5)
هكذا في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد. (ب، ص)
(6)
لفظة: «لذلك» ثابتة في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلت» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي أيضًا.
(8)
ضبطت في (و، ب، ص): «بقارئٍ» في المواضع الثلاث.
(9)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجُهْدُ» ، وكتب بهامش اليونينية: قوله: «حتّى بَلَغَ مِنِّي الجهد» بفتح الجيم، وقال بعضهم بضمها. وبالفتح: الغاية والمشقة، ومن قال بالضم فإما أن يكون لغتين، أو يكون وُسْعُ الملَكِ وطاقته مِن غطِّه. ويكون على هذا التأويل منصوبًا -أي الجهدَ- مفعولًا-أي بلغ الغطُّ مني الجهدَ- وعلى التأويل الآخر يكون مرفوعًا فاعلًا-أي بلغ مني الجهدُ مبلغه-. اهـ.
(10)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فقلتُ» .
(11)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجُهْدُ» .
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(13)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «قالت» .
(14)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحْزُنك» من الحزن.
(15)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وتُكسِبُ» بضم التاء.
(16)
ضبطت في (ص) بفتح التاء، وهكذا ضبطها في الإرشاد.
(17)
لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(18)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (و)، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بخبرِ» .
(19)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنزَلَ» .
(20)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(21)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «جَذَعٌ» .
(22)
في رواية الأصيلي: «يا ليتني» .
(23)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِئْتَ» .
(24)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «زَمِّلوني زَمِّلوني» مرتين.
(25)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» .
(26)
بكسر الراء المشددة على قراءة الجمهور غير حفص وأبي جعفر ويعقوب (ن، ب)، وضبطها في (ص) بالكسر والضمِّ، وأهمل ضبطها في (و).
(27)
بهامش اليونينية: «الآية ثابتة عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت» ا هـ.
(28)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وتواتر» .
(29)
صحَّح على هذا اللفظ في اليونينيَّة قبله وبعده.
(30)
هكذا في رواية الأصيلي وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية كريمة والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر وابن عساكر ورواية أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«تواتر» . قلنا: وكلاهما محتملٌ؛ فمن روى: «تواتر» أراد الاختلاف في ضبط رواية: «فَحَمِيَ الوَحْيُ وتَتابَعَ» ، ومن علي روى:«بوادره» أراد الاختلاف في ضبط رواية: «يَرْجُفُ فُؤادُهُ» (ل).
5 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ أَبِي عائِشَةَ، قالَ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعالَى
(2)
: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وكانَ مِمَّا يُحَرِّكُ
(3)
شَفَتَيْهِ -فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَنا أُحَرِّكُهُما لَكُمْ
(4)
كَما كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُما. وقالَ سَعِيدٌ: أَنا أُحَرِّكُهُما كَما رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُما. فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى
(5)
: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} . قالَ: جَمْعُهُ لَهُ فِي صَدْرِكَ
(6)
وتَقْرَأَهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} . قالَ
(7)
: فاسْتَمِعْ لَهُ وأَنْصِتْ. {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16 - 19]: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا أَنْ تقْرَأَهُ، فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِذا أَتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فَإِذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَما قَرَأَهُ
(8)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «عز وجل» .
(3)
في نسخة زيادة: «به» (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لك» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(6)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا (و، ب، ص)، وفي روايةٍ لأبي ذر وابن عساكر وللسمعاني عن أبي الوقت:«جمْعُه له صدرُك» (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر ولابن عساكر وللأصيلي وللسمعاني عن أبي الوقت:«جمْعُه لك صدرُك»
(7)
لفظة: «قال» ليست في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «كما قرأ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى عن أبي ذر:«كما كان قرأ» .
6 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ عن الزُّهْرِيِّ (ح) -وحدَّثنا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ ومَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ
(1)
- قالَ: أخبَرَني
(2)
عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أَجْوَدُ
(3)
ما يَكُونُ فِي رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضانَ فَيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نحوَه عن الزهري» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أجودَ» بالنصب، وفي رواية أبي ذر:«فكان أجودَ» .
7 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ
(1)
الحَكَمُ بنُ نافِعٍ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ أخبرَهُ:
أَنَّ أَبا سُفْيانَ بنَ حَرْبٍ أخبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وكانُوا تُجَّارًا
(2)
بِالشَّامِ، فِي المُدَّةِ الَّتِي كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أَبا سُفْيانَ
(3)
وكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وهُمْ بِإيلياءَ
(4)
، فَدَعاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ، وحَوْلَهُ عُظَماءُ الرُّومِ، ثُمَّ دَعاهُمْ ودَعا بِتَرْجُمانِهِ
(5)
، فقالَ:
⦗ص: 13⦘
أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فقالَ
(6)
أَبُو سُفْيانَ: فَقُلْتُ
(7)
: أَنا أَقْرَبُهُمْ
(8)
نَسَبًا. فقالَ
(9)
: أَدْنُوهُ مِنِّي، وقَرِّبُوا أَصْحابَهُ فاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ. ثُمَّ قالَ لِتَرْجُمانِهِ
(10)
: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سائلٌ هَذا عن هَذا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ. فَواللَّهِ لَوْلا الحَياءُ مِنْ أَنْ يَأْثُرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ
(11)
. ثُمَّ كانَ أَوَّلَ ما سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هو فِينا ذُو نَسَبٍ. قالَ: فَهَلْ قالَ هَذا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ
(12)
؟ قُلْتُ: لا. قالَ: فَهَلْ كانَ مِنْ آبائِهِ مِنْ مَلِكٍ
(13)
؟ قُلْتُ: لا. قالَ: فَأَشْرافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ
(14)
أَمْ ضُعَفاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ
(15)
: بَلْ ضُعَفاؤُهُمْ. قالَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟
قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ. قالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً
(16)
لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لا. قالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ؟ قُلْتُ: لا. قالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لا، ونَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لا نَدْرِي ما هو فاعِلٌ فِيها. قالَ: ولَمْ تُمْكِنِّي
(17)
كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فيها شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ
(18)
الكَلِمَةِ. قالَ: فَهَلْ قاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَكَيْفَ كانَ قِتالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ
(19)
: الحَرْبُ بَيْنَنا وبَيْنَهُ سِجالٌ، يَنالُ مِنَّا ونَنالُ مِنْهُ. قالَ: ماذا
(20)
يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ:
⦗ص: 14⦘
يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وحْدَهُ ولا
(21)
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، واتْرُكُوا ما يَقُولُ آباؤُكُمْ، ويَأْمُرُنا بِالصَّلاةِ
(22)
والصِّدْقِ والعَفافِ والصِّلَةِ. فقالَ لِلتَّرْجُمانِ: قُلْ لَهُ: سألتُكَ عن نَسَبِهِ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ
(23)
الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِها. وسَألتُكَ: هَلْ
(24)
قالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذا القَوْلَ، فَذَكَرْتَ أَنْ لا، فَقُلْتُ: لَوْ كانَ أَحَدٌ قالَ هَذا القَوْلَ قَبْلَهُ، لَقُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَسِي
(25)
بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ. وسَألتُكَ: هَلْ كانَ مِنْ آبائِهِ مِنْ مَلِكٍ
(26)
، فَذَكَرْتَ أَنْ لا، قُلْتُ
(27)
: فَلَوْ
(28)
كانَ مِنْ آبائِهِ مِنْ مَلِكٍ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ. وسَألتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ، فَذَكَرْتَ أَنْ لا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الكَذِبَ عَلَى النَّاسِ ويَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ. وسَألتُكَ: أَشْرافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفاؤُهُمْ، فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وهُمْ أَتْباعُ الرُّسُلِ. وسَألتُكَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمانِ حتَّى يَتِمَّ. وسَألتُكَ: أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَذَكَرْتَ أَنْ لا، وكَذَلِكَ الإِيمانُ حِينَ تُخالِطُ بَشاشَتُهُ القُلُوبَ
(29)
. وسَألتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ، فَذَكَرْتَ أَنْ لا، وكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا تَغْدِرُ. وسَألتُكَ: بِما يَأْمُرُكُمْ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ، ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، ويَنْهاكُمْ عن عِبادَةِ الأَوْثانِ، ويَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاةِ والصِّدْقِ والعَفافِ، فَإِنْ كانَ ما تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هاتَيْنِ، وقَدْ
⦗ص: 15⦘
كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خارِجٌ، لَمْ
(30)
أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي
(31)
أَخْلُصُ إِلَيْهِ، لَتَجَشَّمْتُ لِقاءَهُ، ولَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عن قَدَمِهِ
(32)
. ثُمَّ دَعا بِكِتابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي بَعَثَ بِهِ
(33)
دِحْيَةَ
(34)
إِلى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلى هِرَقْلَ، فَقَرَأَهُ، فَإِذا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ ورَسُولِهِ
(35)
إِلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ
(36)
، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]». قالَ أَبُو سُفْيانَ:
فَلَمَّا قالَ ما قالَ، وفَرَغَ مِنْ قِراءَةِ الكِتابِ، كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ، وارْتَفَعَتِ الأَصْواتُ وأُخْرِجْنا، فَقُلْتُ لأَصْحابِي حِينَ أُخْرِجْنا: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ؛ إِنَّهُ يَخافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ. فَما زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإِسْلامَ.
وَكانَ ابْنُ النَّاظُورِ
(37)
، صاحِبُ
(38)
إِيلِياءَ وهِرَقْلَ، سُقُفًّا
(39)
عَلَى نَصارَى الشَّأمِ، يُحَدِّثُ
⦗ص: 16⦘
أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِياءَ، أَصْبَحَ
(40)
خَبِيثَ النَّفْسِ، فقالَ بَعْضُ بَطارِقَتِهِ: قَدِ اسْتَنْكَرْنا هَيْئَتَكَ.
قالَ ابْنُ النَّاظُورِ
(41)
: وكانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ، فقالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ
(42)
الخِتانِ قَدْ ظَهَرَ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ قالَوا: لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا اليَهُودُ، فَلا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ، واكْتُبْ إِلى مَدائِنِ مُلْكِكَ، فَيَقْتُلُوا
(43)
مَنْ فِيهِمْ مِنَ اليَهُودِ. فَبَيْنَما
(44)
هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ، أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عن خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قالَ: اذْهَبُوا فانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هو أَمْ لا؟ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ، وسَأَلَهُ عن العَرَبِ، فقالَ: هُمْ يَخْتَتِنُوْنَ
(45)
، فقالَ هِرَقْلُ: هَذا يَمْلِكُ
(46)
هَذِهِ الأُمَّةَ، قَدْ ظَهَرَ. ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلى صاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ
(47)
، وكانَ نَظِيرَهُ
(48)
فِي العِلْمِ، وسارَ هِرَقْلُ إِلى حِمْصَ، فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حتَّى أَتاهُ كِتابٌ مِنْ صاحِبِهِ يُوافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَماءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوابها فَغُلِّقَتْ،
⦗ص: 17⦘
ثُمَّ اطَّلَعَ فقالَ: يا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِي الفَلاحِ والرَّشَدِ
(49)
، وأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ، فَتُبايِعُوا
(50)
هَذا النَّبِيَّ
(51)
؟ فَحاصُوا حِيْصَةَ
(52)
حُمُرِ الوَحْشِ إِلى الأَبْوابِ، فَوَجَدُوها قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ، وأَيِسَ
(53)
مِنَ الإِيمانِ، قالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ. وقالَ: إِنِّي قُلْتُ مَقالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بها شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ. فَسَجَدُوا لَهُ ورَضُوا عَنْهُ، فَكانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ.
رَواهُ
(54)
صالِحُ بنُ كَيْسانَ ويُونُسُ ومَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
قوله: «أبو اليمان» ثابت في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وليس هو في روايةٍ أخرى عنه ولا في رواية أبي ذر والأصيلي.
(2)
ضُبطت في (ب، ص): «تِجَارًا» بالكسر والتخفيف، وعزوا المثبت إلى غير اليونينية، وأُهمل ضبطها في (و).
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن حرب» .
(4)
هكذا في روايةٍ للأصيلي وللسمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى للأصيلي وللسمعاني عن أبي الوقت:«وهو بِإيلياءَ» ، وضبطت همزة إيلياء في (ن) بالفتح، وأهمل ضبطها في (و).
(5)
هكذا في روايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى للسمعاني عن أبي الوقت:«ترجمانَه» كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر والمُستملي: «بالتّرجُمانِ» ، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، ونسبها في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويِي بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
وبهامش اليونينية: قوله: «فدعا بتَرجُمانه» بفتح التاء وضم الجيم، وضبطه الأصيلي بضمهما - ونُقل عن أبي علي فيه الوجهان - وهو المفسِّر لغةً بلُغةٍ. ا هـ (ن، و).
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قلت» (ن، و). ونسبت في (ص، ب) إلى نسخة مطلقًا.
(8)
في رواية الأصيلي زيادة: «بِه» .
(9)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «قال» .
(10)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِتُرْجُمانِهِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(11)
هكذا في رواية ابن عساكر وروايةٍ عن الأصيلي أيضًا، وفي روايةٍ أخرى عن الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي:«عليه» .
(12)
في رواية الأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ وكريمة وابن عساكر: «مثله» .
(13)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية أخرى لابن عساكر:«مَنْ مَلَك» .
(14)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اتَّبَعُوه» .
(15)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلت» .
(16)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «سُخْطَةً» ، وضبطت روايتاهما في (ب، ص): «سُخْطًا» .
(17)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُمْكِنِّي» .
(18)
صحَّح في اليونينيَّة على هذين اللفظين: «غَيْرُ» ، «هَذِهِ» .
(19)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي: «قال» .
(20)
في نسخة: «فماذا» (ب، ص).
(21)
هكذا في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية المُستملي:«لا» .
(22)
في نسخة زيادة: «والزكاة» .
(23)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وكذلك» .
(24)
لفظة: «هل» ليست في رواية أبي ذر.
(25)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتأسَّى» .
(26)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَن مَلَكَ» . وبهامش اليونينية: «بفتح الميمين وفتح اللام والكاف، ويُروى بكسر الميم وكسر اللام، وكلاهما يرجع إلى معنًى، قاله عياض في المشارق» ا هـ.
(27)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فقلت» .
(28)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لو» .
(29)
في كريمة ونسخة من رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «يُخالطُ بشاشةَ القلوبِ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى عن الحَمُّويِي:«يُخالطُ بشاشتُه القلوبَ» .
(30)
في رواية ابن عساكر: «ولم» .
(31)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنَّني» .
(32)
هكذا في روايةٍ للأصيلي وابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أخرى للأصيلي وأخرى لابن عساكر:«قدميه» . كتبت بالحمرة.
(33)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(34)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بعث به مع دِحية» . ونسبها في (ن) إلى حاشية رواية ابن عساكر لا روايته.
(35)
في رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر: «مِن محمدِ بن عبد الله رسولِ الله» .
(36)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى للأصيلي:«اليَرِيْسِيِّيْنَ» .
(37)
كتب في اليونينية تحت الظاء طاءً للدلالة على ضبطها بوجهين، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«الناطور» بالطاء المهملة. وبهامش اليونينية: «بالظاء المنقوطة عند ابن عساكر في الموضعين» .
(38)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (و)، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«صاحبَ» بالنصب.
(39)
هكذا في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وفي رواية الجرجاني «سُقِفًّا» (ب، ص). وفي روايةٍ للقابسي: «أُسْقُفًا» (ب). وفي نسخة: «سُقِّفَ» وهو المثبت في متن (و)، وفي رواية ابن عساكر:«أُسْقُفًّا» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أُسْقِفَ» .
(40)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يومًا» .
(41)
كتب في اليونينية تحت الظاء طاءً للدلالة على ضبطها بوجهين، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب في الهامش: قال صاحب المحكم: الناظور: الناطور -يعني بالطاء المهملة- حافظ الزرع والثمر، وليست بعربية محضة، وقال أبو حنيفة: عربية؛ قال الشاعر:
أَلا يا جارَنا بأَباضَ إني
…
رأيتُ الرِّيحَ خَيرًا مِنكَ جارا
تُغَدِّينا إذا هَبَّتْ عَلَينا
…
وتَمْلَأُ عَينَ ناطِرِكم غُبارا
وقال ابن أحمر:
وبُستانُ ذي ثَورَينِ لا لِينَ عِندَه
…
إذا ما طَغَى ناطُورُه وتَغَشْمَرا. اهـ. (ن)
(42)
هكذا في روايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت أيضًا (و)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أخرى للسمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«مُلْكَ» بضم الميم وسكون اللام.
(43)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فليقتلوا» .
(44)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فبينا» .
(45)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر:«مُخْتَتِنُونَ» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(46)
في (ن): «مَلِكُ» ، وفي رواية الأصيلي: «مُلْكِ
…
، مَلِكِ
…
» بضم الميم وسكون اللام، وبفتح الميم وكسر اللام بالضبطين، وكتب فوقها «معًا» .
(47)
هكذا بتخفيف الياء، وجوَّدها في (ص)، فكتب فوق الياء:(خف)، وفي رواية ابن عساكر بتشديدها.
(48)
في رواية الأصيلي ونسخة عند ابن عساكر أيضًا: «وكان هرقلُ نظيرَه» .
(49)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الرُّشْدِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(50)
بهامش اليونينية دون رقم: «فبايعوا» كتبت بالحمرة، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فنبايع» ، وضبط في (ب، ص) رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فنتابع» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَتُتابِعوا» ، وفي حاشية رواية ابن عساكر:«فَنَتَّبِع» .
(51)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لهذا النَّبيِّ» . وفي اليونينية بين الأسطر من غير رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(52)
هكذا ضُبطت في (ن) وهي مصدر هيئة، وضبطت في باقي الأصول:«حَيصة» .
(53)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى للأصيلي:«ويئس» .
(54)
في رواية ابن عساكر: «ورواه» ، وفي رواية [ح] و [عط]:«قال محمد: رواه» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتابُ الإِيْمانِ
(1)
(1)
البسملة ولفظة: «كتاب» ثابتة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر أيضًا، وقوله:«كتاب الإيمان» مقدم على البسملة في رواية الأصيلي، والذي في (ب، ص) أنَّ الكتاب مقدَّم على البسملة عندهم جميعًا.
(1)
بابٌ: قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ»
وهو قَوْلٌ وفِعْلٌ، ويَزِيدُ
(2)
ويَنْقُصُ؛ قالَ
(3)
اللَّهُ تَعالَى
(4)
: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]. {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
(5)
[الكهف: 13]. {وَيَزِيدُ
(6)
اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76]. {وَالَّذِينَ
(7)
اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد: 17]. {وَيَزْدَادَ
(8)
الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31]. وقَوْلُهُ: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: 124].
وقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ
(9)
: {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} [آل عمران: 173]. وقَوْلُهُ تَعالَى: {وَمَا
(10)
زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
والحُبُّ فِي اللَّهِ والبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمانِ.
وَكَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلى عَدِيِّ بنِ عَدِيٍّ: إِنَّ لِلإِيمانِ فَرائضَ
(11)
وشَرائعَ
(12)
وحُدُودًا وسُنَنًا
(13)
، فَمَنِ اسْتَكْمَلَها اسْتَكْمَلَ الإِيمانَ، ومَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْها لَمْ يَسْتَكْمِلِ الإِيمانَ، فَإِنْ أَعِشْ
⦗ص: 20⦘
فَسَأُبَيِّنُها لَكُمْ حتَّى تَعْمَلُوا بِها، وإِنْ أَمُتْ فَما أَنا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ.
وقالَ إِبْراهِيمُ
(14)
: {وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260].
وقالَ مُعاذٌ
(15)
: اجْلِسْ بِنا نُؤْمِنْ ساعَةً.
وقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: اليَقِينُ الإِيمانُ كُلُّهُ.
وقالَ ابْنُ عُمَرَ: لا يَبْلُغُ العَبْدُ
(16)
حَقِيقَةَ التَّقْوَى حتَّى يَدَعَ ما حاكَ فِي الصَّدْرِ.
وقالَ مُجاهِدٌ: {شَرَعَ لَكُم
(17)
} [الشورى: 13]: أَوْصَيْناكَ يا مُحَمَّدُ وإِيَّاهُ دِينًا واحِدًا.
وقالَ
(18)
ابْنُ عَبَّاسٍ: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]: سَبِيلًا وسُنَّةً.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية ابن عساكر:«بابُ الإِيمانِ وقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهو قول وعمل ويزيد» . وفي رواية ابن عساكر: «وهو قولٌ يزيدُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(5)
قوله: «{وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}» ليس في رواية ابن عساكر.
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وقال: {وَيَزِيدُ
…
}».
(7)
في رواية الأصيلي: «وقال: {وَالَّذِينَ
…
}»، والآية كلها ليست في رواية ابن عساكر.
(8)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «وقوله: {وَيَزْدَادَ
…
}».
(9)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» ، وهذه الآية ليست في نسخة.
(10)
في رواية الأصيلي: «ما» .
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش اليونينية:«وقع للجرجاني: فرائع، وليس بشيء» (ن)، ونقله في الإرشاد.
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(13)
في رواية ابن عساكر: «إنَّ الإيمانَ فرائضُ وشرائعُ وحدودٌ وسننٌ» ا هـ.
(14)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(15)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن جبل» .
(16)
في رواية ابن عساكر: «عبدٌ» .
(17)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر زيادة: «{مِّنَ الدِّينِ}» .
(18)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(2)
بابٌ
(1)
: {دُعاؤُكُمْ} : إِيمانُكُمْ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية ابن عساكر والأصيلي.
قال في الإرشاد: وقع هنا في رواية أبي ذر وغيره: «بابٌ» بالتنوين، وهو ثابت في أصل عليه خط الحافظ قطب الدين الحلبي كما قال العَيْني إنه رآه، ورأيته أنا كذلك في فرع اليونينية كهي، لكنه ساقط في رواية الأصيلي وابن عساكر، وأيده قول الكِرْماني: إنه وقف على أصل مسموع على الفربري بحذفه، بل قال النووي: ويقع في كثير من النسخ هنا باب، وهو غلط فاحش، وصوابه بحذفه، ولا يصح إدخاله هنا؛ لأنه لا تعلق له بما نحن فيه. اهـ.
قال في الفتح: ثبت: «باب» في كثير من الروايات المتصلة، منها رواية أبي ذر، ويمكن توجيهه، لكن قال الكرماني إنه وقف على نسخة مسموعة على الفربري بحذفه، وعلى هذا فقوله: دعاؤكم إيمانكم، من قول ابن عباس. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لقوله عز وجل: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]، ومعنى الدعاء في اللغة: الإيمان» .
8 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى قالَ: أخبَرَنا
(1)
حَنْظَلَةُ بنُ أَبِي سُفْيانَ، عن عِكْرِمَةَ بنِ خالِدٍ:
⦗ص: 21⦘
عن ابْنِ عُمَرَ
(2)
قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضانَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «رضي الله عنهما» (و)، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
(3)
بابُ أُمُورِ
(1)
الإِيمانِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(2)
: {لَّيْسَ الْبِرُّ
(3)
أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
(4)
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
(5)
وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]، {قَدْ
(6)
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} الآيَةَ [المؤمنون: 1]
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابُ أمرِ» ، وفي رواية الأصيلي:«أمورُ الإيمان وقولُ الله» دون لفظة: «باب» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» ، وعزاها في (ن) إلى رواية ابن عساكر بدل رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
بالرفع على قراءة الجمهور، وضُبطت في (ص) بالنصب على قراءة حفص وحمزة، وأهمل ضبطها في (ق).
(4)
في روايةٍ عن أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلى قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}» بدل إتمام الآية، وتتمة الآية ليست في رواية الأصيلي ولا في روايةٍ أخرى عن أبي ذر.
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}» بدل إتمام الآية.
(6)
في رواية الأصيلي: «و: {قَدْ
…
}»، وفي رواية ابن عساكر: «وقوله: {قَدْ
…
}».
9 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ
(1)
قالَ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلالٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الإِيمانُ بِضْعٌ
(2)
وسِتُّونَ شُعْبَةً، والحَياءُ
⦗ص: 22⦘
شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمانِ».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الجعفي» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بضعةٌ» ، وبهامش (ب، ص): «قال الأصيلي: صوابه: بضعٌ» .
(4)
بابٌ
(1)
: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
10 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ
(1)
، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي السَّفَرِ وإِسْماعِيلَ
(2)
، عن الشَّعْبِيِّ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» .
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: وقالَ أَبُو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا داوُدُ
(4)
، عن عامِرٍ قالَ: سمعتُ عَبْدَ اللَّهِ
(5)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وقالَ عَبْدُ الأَعْلَى: عن داوُدَ، عن عامِرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن شعبةَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر زيادة:«ابنِ أبي خالد» .
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(4)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «هو ابن أبي هند» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «يعني ابنَ عمرو» ، وفي رواية ابن عساكر:«هو ابنُ عمرو» .
(5)
بابٌ
(1)
: أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
11 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ
(1)
القُرَشِيِّ
(2)
،
قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
⦗ص: 23⦘
عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ؟ قالَ:«مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ» .
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بابُ إِطْعامِ
(1)
الطَّعامِ مِنَ الإِسْلامِ
(2)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ: إِطْعامُ»، وأهمل الضبط في (و)، وضبطه في (ص) بالقطع فقط:«بابٌ: إِطْعامُ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «إِطْعامُ الطَّعامِ مِنَ الإيمانِ» .
12 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ، عن أَبِي الخَيْرِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قالَ
(2)
: «تُطْعِمُ الطَّعامَ، وتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِفْ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [ع] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(7)
بابٌ
(1)
: مِنَ الإِيمانِ أَنْ يُحِبَّ لأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
13 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وعن حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ: عن أَنَسٍ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يُؤْمِنُ
(2)
حتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«لا يؤمِن أحدُكم» ، وهو المثبت في متن (ب، ق، ص)، وفي رواية أخرى عن أبي ذر:«لا يؤمن أحدٌ» ، وفي حاشية رواية ابن عساكر أيضًا:«لا يؤمِن عبدٌ» .
(8)
بابٌ
(1)
: حُبُّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الإِيمانِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
14 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا
(1)
أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
⦗ص: 24⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «فَوالَّذِي
(3)
نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ والِدِهِ ووَلَدِهِ
(4)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والذي» .
(4)
في رواية الأصيلي: «مِنْ وَلَدِهِ ووالِدِهِ» .
15 -
حدَّثنا
(1)
يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيْبٍ: عن أَنَسٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم.
(ح): وحدَّثنا آدَمُ قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «عن أنس قال: قال النَّبيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(9)
بابُ
(1)
حَلَاوَةِ الإِيمانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
16 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ ورَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَما يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» .
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن مالك» .
(10)
بابٌ: عَلَامَةُ
(1)
الإِيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ
(1)
في رواية الأصيلي: «بابُ علامةِ
…
» بالإضافة.
17 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ جَبْرٍ، قالَ:
سمعتُ أَنَسًا
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«آيَةُ الإِيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ» .
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر زيادة: «بن مالك رضي الله عنه» .
(11)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «بابٌ» ليست في رواية الأصيلي.
18 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ قالَ: أخبَرَني أَبُو إِدْرِيسَ عايذُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ رضي الله عنه -وكان شَهِدَ بَدْرًا، وهو أَحَدُ النُّقَباءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وَحَوْلَهُ عِصابَةٌ مِنْ أَصْحابِهِ: «بايِعُونِي عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ،
وَلا تَأْتُونَ
(1)
بِبُهْتانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى
(2)
مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ
(3)
فِي الدُّنْيا فهو كَفَّارَةٌ لَهُ
(4)
، وَمَنْ أَصابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ
(5)
فهو إِلى اللَّهِ، إِنْ شاءَ عَفا عَنْهُ، وَإِنْ شاءَ عاقَبَهُ». فَبايَعْناهُ عَلَى ذَلِكَ.
(1)
في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا تأتوا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وفَّى» بالتثقيل.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «عليه» .
(12)
بابٌ
(1)
: مِنَ الدِّينِ الفِرارُ مِنَ الفِتَنِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
19 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ
(1)
أَنَّهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ
(2)
أَنْ يَكونَ خَيْرَ
(3)
مالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ
(4)
يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجِبالِ وَمَواقِعَ القَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «رضي الله عنه» .
(2)
بهامش اليونينية: بكسر الشين، ولا يقال بفتحها. من المحكم. اهـ.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية الأصيلي: «خيرُ
…
غنمًا»، «خيرَ
…
غنمًا»، برفع ونصب «خير» ، وكتب فوقها معًا.
(13)
بابُ
(1)
قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ» . وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلُ القَلْبِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تعالى
(2)
: {وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «لقول الله عز وجل» . وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لقوله عز وجل» .
20 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالَتْ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ
(3)
مِنَ الأَعْمالِ بِما
(4)
يُطِيقُونَ، قالَوا: إِنَّا لَسْنا كَهَيْئَتِكَ يا رَسُولَ اللَّه؛ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حتَّى يُعْرَفَ
(5)
الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يقول:«إِنَّ أَتْقاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنا» .
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سَلَام» في اليونينيَّة، وكتب بهامشها:«قال الأصيلي: يثقَّل ويُخفَّف» . اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما» .
(5)
ضبط في (و) رواية الأصيلي بالرفع، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، وضبطت روايته في بقية النسخ كالمثبت، وفي روايةٍ أخرى عنه:«فغَضب حتى عُرِفَ» .
(14)
بابٌ
(1)
: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَما يَكْرَهُ
(2)
أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ مِنَ الإِيمانِ
(3)
(1)
ضُبطت لفظة: «باب» في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وهي ليست ثابتة في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية من غير رقم: «كره» كتبت بالحمرة (ن، و).
(3)
قوله: «من الإيمان» ليس في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
21 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَنْ كان اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، ومَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ
(2)
، ومَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ
(3)
، كَما يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
(3)
في نسخة عند ابن عساكر زيادة: «منه» .
(15)
بابُ
(1)
تَفاضُلِ أَهْلِ الإِيمانِ فِي الأَعْمالِ
(1)
لفظة: «باب» ليست ثابتة في رواية الأصيلي.
22 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَمْرِو بنِ يَحْيَى المازِنِيِّ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يقولُ اللَّهُ تعالى
(1)
: أَخْرِجُوا
(2)
مَنْ كانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمانٍ
(3)
. فَيَخْرُجُونَ
(4)
منها قَدِ اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الحَيا
(5)
-أو: الحَياةِ، شَكَّ
(6)
مالِكٌ- فَيَنْبُتُونَ
⦗ص: 28⦘
كَما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي جانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّها تَخْرُجُ صَفْراءَ مُلْتَوِيَةً». قالَ وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرٌو: «الحَياةِ»
(7)
، وقالَ:«خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عز وجل» .
(2)
في حاشية رواية الأصيلي ورواية [عط] زيادة: «مِن النار» .
(3)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي والمُستملي: «من الإيمان» .
(4)
في رواية الأصيلي: «فيُخْرَجُون» بالبناء للمفعول (ن، و)، وضبطت في متن (ب، ص) بالوجهين معًا، دون ذكر اختلاف.
(5)
هكذا في رواية الأصيلي وأبي ذر أيضًا (ن، و)، ولفظة «الحيا» بالقصر، وجوَّدها في (ب، ص) فكتب فوقها: «قصر» ، وضبطها بالمد في (و):«الحياء» ، قال في الإرشاد: ولا وجه له. اهـ.
(6)
في رواية ابن عساكر: «يشك» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
23 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهاب، عن أَبِي أُمَامَةَ بنِ سَهْلٍ
(1)
:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يقول: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنا أَنا نائمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وعليهم قُمُصٌ، منها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ
(2)
، ومنها ما دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ
عَلَيَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وعليهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ». قالُوا
(3)
: فَما أَوَّلْتَ ذلك يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الدِّينَ
(4)
».
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن حُنَيف» .
(2)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: بفتح الثاء وسكون الدال وتخفيف الياء، كما هو مثبت، وهي روايةٌ لأبي ذر، والثاني:«الثُّدِيَّ» بضم الثاء وكسر الدال وتشديد الياء المفتوحة، وهي رواية الأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى لأبي ذر. كتبت بالحمرة.
(3)
في روايةٍ للأصيلي: «قال» ، وعزاها في (ب، ص) إلى نسخة عند ابن عساكر بدل الأصيلي.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
بابٌ: الحَياءُ مِنَ الإِيمانِ
24 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكُ بنُ أَنَسٍ
(2)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ وهو يَعِظُ أَخاهُ فِي الحَياءِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهُ؛ فَإِنَّ الحَياءَ مِنَ الإِيمانِ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي.
(17)
بابٌ
(1)
: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ}
[التوبة: 5]
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» . وصحَّح بعدها.
25 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبُو رَوْحٍ الحَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن واقِدِ بنِ مُحَمَّدٍ
(2)
قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» .
(1)
قوله: «المُسنَدي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «يعني ابن زيد بن عبد الله بن عُمر» .
(18)
بابُ مَنْ قالَ: إِنَّ الإِيمانَ هو العَمَلُ
؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تعالى
(1)
: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]
وَقالَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي قَوْلِهِ تعالى
(2)
: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93]: عن قَوْلِ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(3)
.
{لِمِثْلِ
(4)
هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61]
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن لا إله إلا الله» ، وفي رواية ابن عساكر:«قال: عن لا إله إلا الله» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «وقال: {لِمِثْلِ}» ، وزاد نسبتها في (ن) إلى [ح].
26 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ وَمُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَا: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فقالَ
(1)
: «إِيمانٌ بِاللَّهِ
⦗ص: 30⦘
وَرَسُولِهِ». قِيلَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: «الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . قِيلَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(19)
بابٌ
(1)
: إِذا لَمْ يَكُنِ الإِسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ،
وكان عَلَى الاسْتِسْلامِ، أَوِ الخَوْفِ مِنَ القَتْلِ؛ لِقَولِهِ تعالى
(2)
: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14]، فَإِذا كان عَلَى الحَقِيقَةِ فهو عَلَى
قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلَامُ}
(3)
[آل عمران: 19]
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وصحَّح بعدها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عز وجل» .
(3)
في رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية [ح] و [عط] زيادة: «{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}» .
27 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عامِرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ:
عن سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جالِسٌ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا هو أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما لَكَ عن فُلانٍ؛ فَواللَّهِ إِنِّي
(2)
لأَراه
(3)
مُؤْمِنًا؟! فقالَ
(4)
: «أَوْ مُسْلِمًا» . فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَعْلَمُ مِنْهُ،
⦗ص: 31⦘
فَعُدْتُ
(5)
لِمَقالَتِي
(6)
فَقُلْتُ: ما لَكَ عن فُلانٍ؛ فَواللَّهِ إِنِّي لأَراه
(7)
مُؤْمِنًا؟! فقالَ: «أَوْ مُسْلِمًا»
(8)
. ثُمَّ غَلَبَنِي
(9)
ما أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقالَتِي، وَعادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: «يا سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ
(10)
إِلَيَّ مِنْهُ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ».
وَرَواهُ
(11)
يُونُسُ وَصالِحٌ وَمَعْمَرٌ وابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
لفظة: «إني» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «لأُراهُ» بالضمِّ، وعزا في (ص) المثبت في المتن إلى رواية ابن عساكر أيضًا.
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «قال» .
(5)
قوله: «فعدت» ثابت في رواية أبي ذر والأصيلي أيضًا.
(6)
قوله: «لمقالتي» ليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(7)
في رواية ابن عساكر: «لأُراه» بالضم.
(8)
من قوله: «ما لك» إلى قوله: «أو مسلمًا» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.
(9)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَسَكَتُّ قليلًا ثم غلبني» .
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «أعجبُ» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رواه» .
(20)
بابٌ: إِفْشاءُ السَّلامِ
(1)
مِنَ الإِسْلامِ
وقالَ عَمَّارٌ: ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ
(2)
جَمَعَ الإِيمانَ: الإِنْصافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعالَمِ، والإِنْفاقُ مِنَ الإِقْتارِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «بابٌ: السلامُ» .
(2)
لفظة: «فقد» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
28 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبي الخَيْرِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قالَ: «تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» .
(21)
بابُ كُفْرانِ العَشِيرِ، وَكُفْرٍ بَعْدَ كُفْرٍ
(1)
فِيهِ عن أَبِي سَعِيدٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وكفرٍ دونَ كفرٍ» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وكُفْرٌ دونَ كفرٍ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الخُدْرِيِّ» ، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«فيه أبو سعيد» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «كثيرًا» .
29 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
⦗ص: 32⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُ النَّارَ فَإِذا أَكْثَرُ
(2)
أَهْلِها النِّساءُ؛ يَكْفُرْنَ
(3)
». قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قالَ: «يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسانَ، لو
(4)
أَحْسَنْتَ إِلى إِحْداهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ
(5)
شَيْئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ».
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «
…
ابن عباس عن النَّبيِّ».
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ عن أبي ذر: «أُريتُ النارَ أكثرُ» ، وفي رواية [عط] ونسخة عن الأصيلي:«أُريتُ النارَ فرأيتُ أكثرَ» ، وفي رواية أخرى لأبي ذر:«أُريتُ النارَ ورأيتُ أكثرَ» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر أيضًا، وعزاها في (ب) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ عن أبي ذر والأصيلي وابن عساكر:«بِكُفْرِهِنَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي: «إنْ» .
(5)
لفظة: «منك» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا.
(22)
بابٌ
(1)
: المَعاصِي مِنْ أَمْرِ الجاهِلِيَّةِ، وَلا يُكَفَّرُ
(2)
صاحِبُها بِارْتِكابِها إِلَّا
بِالشِّرْكِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جاهِلِيَّةٌ» ، وَقَوْلِ
(3)
اللَّهِ تعالى
(4)
: {إِنَّ اللّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «يَكْفُرُ» ، (ن)، وذُكرت دون نسبة في (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عز وجل» .
30 -
حدَّثنا سُليمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن واصِلٍ الأَحْدَبِ
(1)
: عَنِ المَعْرُورِ
(2)
قالَ
(3)
:
لَقِيتُ أَبا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وعليه حُلَّةٌ، وعلى غُلامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عن ذلك، فقالَ: إِنِّي سابَبْتُ
⦗ص: 33⦘
رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فقالَ ليَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أَبا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟! إِنَّكَ امْرُؤٌ فيك جاهِلِيَّةٌ، إِخْوانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كان أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» .
(1)
لفظة: «الأحدب» ليست في رواية أبي ذر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية الأصيلي:«هو الأحدبُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ سُوَيد» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» .
(22 م)
بابٌ
(1)
: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
(2)
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
فَسَمَّاهُمُ الْمُؤْمِنِينَ
(3)
[الحجرات: 9]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الآية» ، وقوله:«{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية ابن عساكر: «مؤمنين» ، ولقد أدخل أبو ذر محتوى هذا الباب تحت الباب السابق، والآية وحديث أبي بكرة مقدَّمان على حديث المعرور في روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويِي، وحديث أبي بكرة ليس في روايته عن المُستملي.
31 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المُبارَكِ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ وَيُونُسُ، عن الحَسَنِ:
عَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، قالَ: ذَهَبْتُ لأَنْصُرَ هذا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فقالَ: أين تُرِيدُ؟ قُلْتُ
(1)
: أَنْصُرُ هذا الرَّجُلَ. قالَ: ارْجِعْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذا التَقَى المُسْلِمانِ بِسَيْفَيْهِما فالقاتِلُ والمَقْتُولُ فِي النَّارِ» . فَقُلْتُ
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ هذا القاتِلُ، فَما بالُ المَقْتُولِ؟ قالَ:«إِنَّهُ كان حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صاحِبِهِ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «فقلتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «قلت» .
(23)
بابٌ: ظُلْمٌ دُونَ ظُلْمٍ
32 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ (ح) -قالَ: وَحدَّثني بِشْرٌ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، عن
⦗ص: 34⦘
شُعْبَةَ- عن سُلَيْمانَ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: لَمَّا نَزَلَتِ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قالَ أَصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم: أَيُّنا لَمْ يَظْلِمْ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
(4)
: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
(1)
في رواية ابن عساكر: «قال: وَحدَّثني بشر بن خالد أبو محمد العسكري قال: حدَّثنا محمد بن جعفر» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «قال» .
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(4)
لفظ الجلالة ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ن، و)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي زيادة:«عز وجل» .
(24)
بابُ عَلَامَةِ
(1)
المُنافِقِ
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «علاماتِ» كتبت بالحمرة، وفي رواية الأصيلي:«علاماتُ» ، ولفظة:«باب» ليست عنده.
33 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ أَبُو الرَّبِيعِ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حدَّثنا نافِعُ بنُ مالِكِ بنِ أَبِي عامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذا ائْتُمِنَ خانَ» .
34 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فيهِ كان مُنافِقًا خالِصًا، وَمَنْ كانتْ فيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانتْ
(1)
فيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: إِذا ائْتُمِنَ خانَ، وَإِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذا خاصَمَ فَجَرَ».
تابَعَهُ شُعْبَةُ عن الأَعْمَشِ.
(1)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي: «كان» ، وعزاها في (ب، ص) إلى نسخةٍ عن الأصيلي.
(25)
بابٌ
(1)
: قِيامُ لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ الإِيمانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
35 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إِيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(26)
بابٌ
(1)
: الجِهادُ مِنَ الإِيمانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
36 -
حدَّثنا حَرَمِيُّ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا عُمَارَةُ
(1)
: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ بنُ عَمْرِو بنِ جَرِيرٍ
(2)
، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «انْتَدَبَ اللَّهُ
(3)
لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ: لا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمانٌ
(4)
بِي أَوْ تَصْدِيقٌ
(5)
بِرُسُلِي، أَنْ أَرْجِعَهُ
(6)
بِما نالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ.
⦗ص: 36⦘
وَلَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ما قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ أُقْتَلُ
(7)
».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «بن جرير» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(4)
في رواية [عط]: «الإيمان» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «وتصديق» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أُرْجِعَهُ» .
(7)
في رواية الأصيلي: «أنْ أُقتلَ
…
ثمَّ أُقتلَ
…
ثمَّ أُقتلَ»، وفي رواية أبي ذر: «
…
في سبيل الله، ثم أُحيا فَأُقْتَلُ، ثم أُحْيا فَأُقْتلُ».
(27)
بابٌ: تَطَوُّعُ
(1)
قِيامِ رَمَضانَ
(2)
مِنَ الإِيمانِ
(1)
في رواية ابن عساكر: «بابُ تطوُّعِ» بالإضافة، ولفظة:«باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «قيامِ شهرِ رمضانَ» .
37 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قامَ رَمَضانَ إِيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(28)
بابٌ
(1)
: صَوْمُ رَمَضانَ احْتِسابًا مِنَ الإِيمانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
38 -
حدَّثنا ابنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيد، عنْ أبِي سَلَمَةَ:
عنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صامَ رَمَضانَ إِيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سَلَام» في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]:«محمد بن سلام» ، ولام:«سلام» مخففة عند ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(29)
بابٌ
(1)
: الدِّينُ يُسْرٌ،
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الدِّينِ إِلى اللَّهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»
(1)
لفظة: «باب» ليست ثابتة في رواية الأصيلي.
39 -
حدَّثنا عَبْدُ السَّلامِ بنُ مُطَهَّرٍ، قالَ: حدَّثنا عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ، عن مَعْنِ بنِ مُحَمَّدٍ الغِفارِيِّ،
⦗ص: 37⦘
عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشادَّ
(1)
الدِّينَ
(2)
إِلَّا غَلَبَهُ
(3)
، فَسَدِّدُوا وَقارِبُوا، وَأَبْشِرُوا
(4)
، واسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ».
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «هذا» كتبت بالحمرة. قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «أحدٌ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «ولن يُشادَّ إلَّا غَلَبه» ، وكتب فوق «يُشادَّ»:(كذا)، وفي حاشيته ورواية كريمة:«ولن يُشادَّ هذا الدينَ أحدٌ إِلَّا غَلَبَهُ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، ولفظة:«وأبشروا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(30)
بابٌ
(1)
: الصَّلاةُ مِنَ الإِيمانِ،
وَقَوْلُ اللَّهِ تعالى
(2)
: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] يَعْنِي: صَلاتَكُمْ عِنْدَ البَيْتِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي أيضًا.
40 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ:
عَنِ البَراءِ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان أَوَّلَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدادِهِ -أَوْ قالَ: أَخْوالِهِ- مِنَ الأَنْصارِ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ
(2)
أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكان يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ
(3)
صَلاةٍ صَلَّاها صَلاةُ العَصْرِ
(4)
، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ راكِعُونَ، فقالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ
⦗ص: 38⦘
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ. فَدارُوا كَما هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وَكانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كان يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المقْدِسِ وَأَهْلُ الكِتابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.
قالَ زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ عن البَراءِ فِي حَدِيثِهِ هَذا
(6)
: أَنَّهُ ماتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ ما نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى
(7)
: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143].
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عازب» .
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط] زيادة: «شهرًا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «وأنه صَلَّى أولَ» . كتبت بالحمرة، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر و [عط]: «وأنَّه أَوَّلَ صَلاةٍ صَلَّاها العَصْرُ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيِّ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «أبو إسحاق في حديثه عن البراء في حديثه هذا» .
(7)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «عز وجل» .
(31)
بابُ
(1)
حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
41 -
قالَ
(1)
مالِكٌ: أخبَرَني زَيدُ بنُ أَسْلَمَ: أَنَّ عَطاءَ بنَ يَسارٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ أخبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ، يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كان زَلَفَها
(2)
، وكان بَعْدَ ذَلِكَ القِصاصُ: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثالِها
⦗ص: 39⦘
إِلى سَبْعِ مائةِ ضِعْفٍ، والسَّيِّئَةُ بِمِثْلِها إِلَّا أَنْ يَتَجاوَزَ اللَّهُ عَنْها».
(1)
في رواية الأصيلي و [عط]: «وقال» (ص، ب)، وفي نسخة عند ابن عساكر:«قال: وقال» .
(2)
وضع علامة التَّخفيف على لام «زَلَفَها» في اليونينيَّة، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«زلَّفها» (و)، وعزاها في (ص) إلى رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر:«أَسْلَفها» .
وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني قال: «كان زَلَفها» بفتح اللام مخففة أي: جمعها واكتسبها أو قَرَّبها قربةً إلى الله عز وجل، قاله عياض، وقال ابن سِيْدَه: وزَلَف الشيءَ وزلَّفه: قدَّمه، عن ابن الأعرابي، ضُبط بالتخفيف والتثقيل. وبالتخفيف ثابتةٌ في أصلٍ مقروءٍ على الحافظ أبي العباس أحمد بن مَعد بن عيسى بن وكيل الإقليشي، وكذلك قرأته على سيدي ومولاي والدي أبي عبد الله محمد رحمه الله تعالى وعلى غيره من أئمتنا؛ كالحافظ الإمام أبي محمد عبد العظيم المنذري وغيره رضي الله عنهم أجمعين، وفي أصل الحافظ أبي محمد الأصيلي المشار إليه: زَلَفَها، بتخفيف اللام، ومعناه: قدَّمها، وضبطه بالتثقيل أيضًا. اهـ.
42 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بنُ مَنْصُورٍ، قالَ: حدَّثنا
(2)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ
(3)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُها تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثالِها إِلى سَبْعِ مائةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُها تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِها» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية [عط] زيادة: «بن مُنَبِّه» .
(32)
بابٌ: أَحَبُّ الدِّينِ إِلى اللَّهِ
(1)
أَدْوَمُهُ
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
43 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عن عائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْها وعندها امْرَأَةٌ، قالَ
(1)
: «مَنْ هَذِهِ؟» قالَتْ: فُلانَةُ. تَذْكُرُ
(2)
مِنْ صَلاتِها، قالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِما
(3)
تُطِيقُونَ، فَواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا». وكان أَحَبَّ
(4)
الدِّينِ إِلَيْهِ
(5)
ما داوَمَ عَلَيْهِ صاحِبُهُ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر و [عط]: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُذْكَرُ» بضم الياء مبنيًا للمفعول. وجعل في (ب، ص) المثبت في المتن هو روايتهم.
(3)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي: «ما» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أحبُّ» ، وبالرفع رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت (ب، ص).
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي وحاشية رواية ابن عساكر:«إلى الله» .
(6)
قوله: «ما داوم عليه صاحبه» ليس في رواية الأصيلي.
(33)
بابُ
(1)
زِيادَةِ الإِيمانِ وَنُقْصانِهِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تعالى
(2)
: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31]. وقالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] فَإِذا تَرَكَ
(3)
شَيْئًا
(4)
مِنَ الكَمالِ فهو ناقِصٌ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «عز وجل» .
(3)
في رواية الأصيلي: «تَرَكْتَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
44 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ:
عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَخْرُجُ
(1)
مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ
النَّارِ مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ
(2)
مِنْ خَيْرٍ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: قالَ
(4)
أَبانُ: حدَّثنا قَتادَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«مِنْ إِيمانٍ» مَكانَ «خَيْرٍ
(5)
».
(1)
في روايةٍ الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُخْرَجُ» بضم الياء في جميع الحديث.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر و [عط].
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(5)
في رواية الأصيلي: «مِنْ خَيْرٍ» .
45 -
حدَّثنا الحَسَنُ
(1)
بنُ الصَّبَّاحِ، سَمِعَ جَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ: حدَّثنا أَبُو العُمَيْسِ: أخبَرَنا قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بنِ شِهابٍ:
عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قالَ لَهُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتابِكُمْ تَقْرَؤُونَها، لَوْ عَلَيْنا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاتَّخَذْنا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]. قالَ
(2)
عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنا
⦗ص: 41⦘
ذَلِكَ اليَوْمَ، والمَكانَ الَّذِي نَزَلَتْ
(3)
فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم: وهو قائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ
(5)
.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «البَزَّارُ» .
(2)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا، وفي روايةٍ أخرى عنه ورواية أبي ذر والأصيلي و [عط] و [ح] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فقال» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أُنزلت» .
(4)
في رواية أبي ذر: «رسول الله» .
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يوم الجمعة» .
(34)
بابٌ
(1)
: الزَّكاةُ مِنَ الإِسْلامِ
وَقَوْلُهُ
(2)
: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
(3)
حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
(4)
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «سبحانه» ، وفي رواية الأصيلي:«عز وجل» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط] زيادة: «الآية إلى آخرها» بدل إتمامها.
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
46 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني
(1)
مالِكُ بنُ أَنَسٍ
(2)
، عن عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بنِ مالِكٍ، عن أَبِيهِ:
أَنَّه سَمِعَ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يقول: جاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ
(3)
، ثائرَ الرَّأسِ، يُسْمَعُ
(4)
دَوِيُّ
(5)
صَوْتِهِ وَلا يُفْقَهُ
(6)
ما يقول، حتَّى دَنا فَإِذا هو يَسْأَلُ عن الإِسْلامِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خَمْسُ صَلَواتٍ فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ» . فقالَ
(7)
: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُها؟ قالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ
(8)
». قالَ
(9)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَصِيامُ
(10)
رَمَضانَ». قالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ:
⦗ص: 42⦘
«لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ» . قالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكاةَ، قالَ
(11)
: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُها؟ قالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ» . قالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقول: واللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذا وَلا أَنْقُصُ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «جاءَ رَجُلٌ من أهل نجد إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَسْمَعُ» .
(5)
ضبطت في (ن): بضمِّ الدال، قال القاضي في المشارق: بفتح الدال وكسر الواو، وجاء عندنا في البخاري بضم الدال، والصواب فتحها. اهـ.
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَفْقَهُ» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلا نَفْقَهُ» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(8)
في هامش (ص، ب): طاء (تطوَّع) مخفَّفة في اليونينية في المواضع الثلاثة، وقال في الفتح:(تطَّوَّع) بتشديد الطاء والواو، وأصله تتطوع بياءين، فأدغمت أحدهما، ويجوز تخفيف الطاء على حذف أحدهما. اهـ.
(9)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(10)
في رواية أبي ذر: «وصوم» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فقال» .
(35)
بابٌ
(1)
: اتِّباعُ الجَنائِزِ مِنَ الإِيمانِ
(1)
ضبطه في (ن) بالإضافة: «بابُ اتباعِ» .
47 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَلِيٍّ المَنْجُوفِيُّ، قالَ: حدَّثنا رَوْحٌ، قالَ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن الحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ اتَّبَعَ
(2)
جَنازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمانًا واحْتِسابًا، وكان مَعَهُ
(3)
حتَّى يُصَلَّى
(4)
عَلَيْها وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِها، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيراطَيْنِ، كُلُّ قِيراطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْها ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيراطٍ».
تابَعَهُ
(5)
عُثْمانُ المُؤَذِّنُ قالَ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. نَحْوَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي: «ومحمدٌ» بالرفع.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر: «تَبِعَ» ، وزاد نسبتها في (ب، ص) إلى رواية الحمُّويي، وجعلها في (ن) في حاشية رواية ابن عساكر لا روايته.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «معها» .
(4)
في رواية الأصيلي: «يُصَلِّ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: تابعه» .
(36)
بابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِنْ
(1)
أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وهو لا يَشْعُرُ
-وقالَ إِبْراهِيمُ التَّيْمِيُّ: ما عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذَّبًا
(2)
.
وقالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَخافُ النِّفاقَ عَلَى نَفْسِهِ، ما مِنْهُمْ أَحَدٌ يقول: إِنَّهُ عَلَى إِيمانِ جِبْرِيلَ وَمِيكايِلَ.
وَيُذْكَرُ
عَنِ الحَسَنِ
(3)
: ما
(4)
خافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلَّا مُنافِقٌ. -
وَما يُحْذَرُ مِنَ الإِصْرارِ عَلَى النِّفاقِ
(5)
والعِصْيانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تعالى
(6)
: {وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
(1)
لفظة: «من» ليست في رواية ابن عساكر و [عط].
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مكذِّبًا» بكسر الذال اسم فاعلٍ.
(3)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «أنه قال» . كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية [عط]: «وما» .
(5)
هكذا في روايةٍ عن أبي ذر وروايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ عن أبي ذر ورواية الأصيلي وابن عساكر:«على التقاتل» ، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى روايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت أيضًا
(6)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» ، وفي رواية الأصيلي:«لقوله عز وجل» .
48 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن زُبَيْدٍ، قالَ: سَأَلْتُ أَبا وائلٍ عن المُرْجِئَةِ
(1)
فقالَ:
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتالُهُ كُفْرٌ» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «المُرْجِيَةِ» .
49 -
حدَّثنا
(1)
قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(2)
: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ: عَنْ أَنَسٍ
(3)
، قالَ:
⦗ص: 44⦘
أخبَرَني عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فقالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوها
(4)
فِي السَّبْعِ والتِّسْعِ
(5)
والخَمْسِ».
(1)
في (ب، ص): «أخبَرَنا» وعزوا المثبت إلى رواية ابن عساكر والأصيلي، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«هو ابن سعيد» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«حدَّثنا أنس» ، وزاد الأصيلي:«بن مالك» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فالتمسوها» .
(5)
في رواية [ح] و [عط]: «في التسع والسبع» .
(37)
بابُ سُؤالِ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإِيمانِ والإِسْلامِ والإِحْسانِ وَعِلْمِ السَّاعَةِ، وَبَيانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ، ثُمَّ قالَ:«جاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» . فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ دِينًا، وما بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِوَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ مِنَ الإِيمانِ. وَقَوْلِهِ تعالى
(1)
: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]
(1)
في رواية الأصيلي: «وقولِه عز وجل» ، وفي رواية أبي ذر:«وقولِ الله تعالى» .
50 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: كان النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم بارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأَتاهُ جِبْرِيلُ
(2)
فقالَ: ما الإِيمانُ؟ قالَ: «الإِيمانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ
(3)
وَبِلِقائِهِ
(4)
وَرُسُلِهِ
(5)
وَتُؤْمِنَ بِالبَعْثِ». قالَ: ما الإِسْلامُ؟ قالَ: «الإِسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلا تُشْرِكَ بِهِ
(6)
، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضانَ». قالَ: ما الإِحْسانُ؟ قالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كأَنَّكَ تَراهُ، فإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإِنَّهُ يَراكَ» . قالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: «ما المَسْؤُولُ
(7)
بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسأُخْبِرُكَ عن أَشْراطِها:
⦗ص: 45⦘
إِذا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّها، وإِذا تَطاوَلَ رُعاةُ الإِبِلِ البُهْمُ
(8)
فِي البُنْيانِ، فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ». ثُمَّ تَلا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
(9)
} الآيَةَ
(10)
[لقمان: 34]، ثُمَّ أَدْبَرَ، فقالَ:«رُدُّوهُ» . فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فقالَ:«هذا جِبْرِيلُ، جاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ» .
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الإِيمانِ.
(1)
في رواية [عط]: «رسول الله» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فأتاه رجلٌ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «وكتبه» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَبِلِقايِهِ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «وبرسله» .
(6)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي زيادة: «شيئًا» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «عنها» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «البُهْمِ» ، وكتب فوقها «معًا». وبهامش (ن): مَن ضمَّ الميم جعله نعتًا للرُّعاة، وهو الصواب، قاله عياض ورجَّحه، ومن كسر الميم جعله نعتًا للإبل، وهو بضم الباء، وهو صوابه، وهي رواية أبي ذر وغيره، وروي عن الأصيلي بفتح الباء وضمِّها، وضبطه القابسيُّ بالفتح، وحكي عنه الضم للباء والميم وإسكان الهاء، جعله نعتًا للرُّعاة، أي: السود، ووصْفُهم بالصمِّ البُكم [يعني: كما في رواية مسلم] يدلُّ على أنَّه وصفٌ للرُّعاة لا للإبل، قاله عياض. اهـ. انظر المشارق: 1/ 200.
(9)
في رواية الأصيلي زيادة: «{وَيُنْزِلُ}» هكذا ضبطت في (ب، ص) على قراءة أبي عمرو ويعقوب وخلف وابن كثير وحمزة والكسائي، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(10)
لفظة: «الآية» ليست في [عط].
(38)
بابٌ
(1)
(1)
التبويب ثابت في رواية كريمة (ب، ص)، وهو موافق لما في الإرشاد، وليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، ورمز عليه في الأصول بعلامة السقوط (لا) مكررة بالحمرة.
51 -
حدَّثنا إِبراهِيمُ بنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثنا إِبراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ، قالَ:
أخبَرَني أَبُو سُفْيانَ
(1)
: أَنَّ هِرَقْلَ قالَ لَهُ: سأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمانُ حتَّى يَتِمَّ. وَسألْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ
(2)
سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا، وَكَذَلِكَ الإِيمانُ حِينَ تُخالِطُ بَشاشَتُهُ القُلُوبَ لا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ.
(1)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «بن حرب» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «منهم» .
(39)
بابُ
(1)
فَضْلِ مَنِ اسْتَبْرأَ لِدِينِهِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
52 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّاءُ، عن عامِرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ النُّعْمانَ بنَ بَشِيرٍ يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يقول: «الحَلالُ بَيِّنٌ، والحَرامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ
(2)
لا يَعْلَمُها كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهاتِ
(3)
اسْتَبْرأَ
(4)
لِدِيْنِهِ وَعِرْضِهِ
(5)
، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهاتِ
(6)
كَراعِيْ
(7)
يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُواقِعَهُ، أَلا وإِنَّ
(8)
لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا إِنَّ
(9)
حِمَى اللَّهِ
(10)
فِي أَرْضِهِ
(11)
مَحارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ
(12)
، وإِذا
(13)
فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلْبُ».
(1)
في رواية [عط]: «النَّبيَّ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مُشَبِّهاتٌ» ، وكتب فوقها «معًا» . وكذا في رواية الأصيلي بالوجهين، وفي رواية ابن عساكر وأخرى للأصيلي و [عط]:«مُشْتَبِهاتٌ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «المُشْتَبِهات» ، وفي رواية [عط] و [ح]:«الشُّبُهات» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقد استبرأ» .
(5)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «لعرضه ودينه» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«المُشَبَّهات» ، وفي رواية الأصيلي:«المشْتَبِهات» .
(7)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كراعٍ» ، كتبت بالحمرة. وعزاها في (ن) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر.
(8)
قوله: «ألا وإنَّ» ليس في رواية الأصيلي.
(9)
في رواية [عط]: «وإنَّ» .
(10)
في هامش اليونينية دون رقم زيادة: «عز وجل» . (و)
(11)
قوله: «في أرضه» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(12)
لفظة: «كله» ليست في رواية ابن عساكر و [عط].
(13)
في رواية [عط]: «وإنْ» .
(40)
بابٌ: أَداءُ الخُمُسِ مِنَ الإِيمانِ
53 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، قالَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: عن أَبِي جَمْرَةَ، قالَ:
كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، يُجْلِسُنِي
(1)
عَلَى سَرِيرِهِ، فقالَ: أَقِمْ عِنْدِي حتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مالِي. فأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ القَوْمُ؟ -أَوْ: مَنِ الوَفْدُ؟ -» قالُوا: رَبِيعَةُ. قالَ: «مَرْحَبًا بِالقَوْمِ -أَوْ بِالوَفْدِ- غَيْرَ خَزايا وَلا نَدامَى» . فقالَوا
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نأتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرِ الحَرامِ
(3)
، وَبَيْنَنا وَبَيْنَكَ هذا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، فَمُرْنا بِأَمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِرْ
(4)
بِهِ مَنْ وَراءَنا، وَنَدْخُلْ بِهِ الجَنَّةَ. وَسأَلُوهُ عن الأَشْرِبَةِ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهاهُمْ عن أَرْبَعٍ؛ أَمَرَهُمْ بِالإِيمانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قالَ:«أَتَدْرُونَ ما الإِيمانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «شَهادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وإِقامُ الصَّلاةِ، وإِيتاءُ الزَّكاةِ، وَصِيامُ رَمَضانَ، وأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ» . وَنَهاهُمْ عن أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ والدُّبَّاءِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ -وَرُبَّما قالَ: المُقَيَّرِ- وقالَ: «احْفَظُوهُنَّ، وأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَراءَكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فيُجْلِسُنِي» ، وعزاها في (ص) إلى رواية الأصيلي بدل رواية السَّمعاني عن أبي الوقت
(2)
في رواية الأصيلي: «قالوا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الشهرِ الحرامِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(41)
بابُ ما جاءَ أَنَّ
(1)
الأَعْمالَ
(2)
بِالنِّيَّةِ والحِسْبَةِ «وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى»
فَدَخَلَ
(3)
فِيهِ الإِيمانُ، والوُضُوءُ، والصَّلاةُ، والزَّكاةُ، والحَجُّ، والصَّوْمُ، والأَحْكامُ.
⦗ص: 48⦘
وَقالَ
(4)
: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: 84]: عَلَى نِيَّتِهِ.
«نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ -يَحْتَسِبُها- صَدَقَةٌ»
(5)
.
وَقالَ
(6)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية [ح]: «العَمَلَ» كتبت بالحمرة، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية كريمة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: فدخل» .
(4)
في رواية أبي ذر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة عند ابن عساكر: «وقال الله تعالى» ، وفي رواية الأصيلي:«وقال عز وجل» .
(5)
قوله: «نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [ح] و [عط] زيادة: «النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
54 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ، عن عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ:
عن عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الأَعْمالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا
(2)
يُصِيبُها، أَوِ امْرأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إِلى ما هاجَرَ إِلَيْهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «إلى دنيا» .
55 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَدِيُّ بنُ ثابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ يَزِيدَ:
عن أَبِي
(2)
مَسْعُودٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُها فَهِيَ
(3)
لَهُ صَدَقَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الحجاج بن مِنهال» ، وضبطت روايته في (ص، ب): «الحجاج بن المِنهال» بالتعريف فيهما، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حجاج بن المنهال» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في موضعين: قبلها وفوقها.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] و [ح]، ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فهو» ، وهو المثبت في متن (ص، ب).
56 -
حدَّثنا الحَكَمُ بنُ نافِعٍ، قالَ: أخبَرَنا
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عامِرُ بنُ سَعْدٍ:
عن سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّهُ أخبَرَه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عليها
(1)
، حتَّى ما تَجْعَلُ فِي فِي
(2)
امْرأَتِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «بها» ، وقد ضرب على ألفها بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في فَمِ» .
(42)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَيمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ» ، وَقَوْلِهِ تعالى
(1)
: {إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 91]
(1)
في رواية أبي ذر: «وَقولِ اللهِ تعالى» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وقوله عز وجل» .
57 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسُ بنُ أَبِي حازِمٍ:
عن جَرِيرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقامِ الصَّلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
58 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن زِيَادِ بنِ عِلَاقَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
يَوْمَ ماتَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، قامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ، وقالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، والوَقارِ، والسَّكِينَةِ، حتَّى يأتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فإِنَّما يأتِيكُمُ الآنَ. ثُمَّ قالَ: اسْتَعْفُوا
(2)
لأَمِيرِكُمْ؛ فإِنَّهُ كان يُحِبُّ العَفْوَ. ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ فإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ
(3)
: أُبايِعُكَ عَلَى الإِسْلامِ، فَشَرَطَ عَلَيَّ: «والنُّصْحِ
(4)
لِكُلِّ مُسْلِمٍ». فَبايَعْتُهُ عَلَى هذا، وَرَبِّ هذا المَسْجِدِ إِنِّي لَناصِحٌ لَكُمْ. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «يقول» .
(2)
في نسخة عند ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «استغفروا» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقلت» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
كتابُ العلمِ
(1)
(1)
لفظة: «كتاب» ليست في رواية أبي ذر، وهي ثابتة في روايته عن المستملي.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ فَضْلِ العِلْمِ
(1)
، وقولُِ اللَّهِ تعالى
(2)
: {يَرْفَعِ
(3)
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]، وَقَوْلُهُ
(4)
عز وجل: {رَبِّ
(5)
زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]
(1)
لم ترد البسملة في رواية ابن عساكر، والكتاب والتبويب ثابتان عنده أيضًا، وفي رواية الأصيلي و [ع]: «بابُ فضل العلم. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَضلُ العلم
…
»، وفي رواية [عط]: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كتاب العلم. بابُ فضل العلم
…
»، ولفظة:«باب» ثابتة عند أبي ذر أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(3)
أهمل ضبطها في (ن) وضبطها في (و، ب، ص) بالرفع، وبهامش (ب، ص) نقلاً عن القسطلاني: برفع: {يَرْفَعِ} في الفرع، والتلاوة بالكسر للساكنَيْن، وأصلحها في اليونينية بكشط الرفع وإثبات الكسر. اهـ.
(4)
ضبطت في (ب، ص) بالجر.
(5)
في رواية الأصيلي: «{وَقُل رَّبِّ
…
}».
(2)
بابُ مَنْ سُئلَ
(1)
عِلْمًا وهو مُشْتَغِلٌ فِي حَدِيثِهِ،
فأَتَمَّ الحَدِيثَ ثُمَّ أَجابَ السَّائِلَ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «سُيلَ» .
59 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ.
(ح) وَحدَّثني
(1)
إِبراهيمُ بنُ المُنْذِرِ
(2)
: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ، قالَ: حدَّثني
(3)
أَبِي قالَ: حدَّثني هِلالُ بنُ عَلِيٍّ، عن عَطاءِ بْنِ يَسارٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: بَيْنَما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جاءَهُ أَعْرابِيٌّ فقالَ:
⦗ص: 52⦘
مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ
(4)
، فقالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ ما قالَ فَكَرِهَ ما قالَ. وقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ. حتَّى إذا قَضَى حَدِيثَهُ قالَ: «أَيْنَ -أُراهُ- السَّائِلُ
(5)
عن السَّاعَةِ؟». قالَ: ها أَنا يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فإذا ضُيِّعَتِ الأَمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ» . قالَ: كَيْفَ إِضاعَتُها؟ قالَ: «إذا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثنا» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «قال: وحدَّثنا» .
(2)
في (ب، ص) زيادة: «قال» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية ابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«يُحَدِّثُهُ» .
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أينَ السائلُ» ، ولم تضبط:«أراه» في (ن)، ونصَّ القسطلانيُّ على أنَّها لم تُضبط في اليونينية
(3)
بابُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالعِلْمِ
60 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ عارِمُ بنُ الفَضْلِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن يُوسُفَ بْنِ ماهِكٍ
(2)
:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سافَرْناها، فأَدْرَكَنا وَقَدْ أَرْهَقَتْنا الصَّلاةُ
(4)
، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنا، فَنادَى بِأَعلى صَوْتِهِ:«وَيْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ النَّارِ» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا.
(1)
قوله: «عارم بن الفضل» ليس في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مَاهَكَ» ، وكتب بهامشها: بكسر الهاء عند الأصيلي ومصحَّح عليه وصَرَفَه. اهـ. وبفتح الهاء غير مصروف كما في الإرشاد.
(3)
لفظة: «عنَّا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(4)
في [عط]: «وقد أرهَقْنا الصلاةَ» .
(4)
بابُ
(1)
قَوْلِ المُحَدِّثِ: حدَّثنا أَوْ أخبَرَنا
(2)
وقالَ لَنا الحُمَيْدِيُّ: كانَ عند ابْنِ عُيَيْنَةَ حدَّثنا وأخبَرَنا وأَنْبأَنا وَسَمِعْتُ واحِدًا.
⦗ص: 53⦘
وقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو الصَّادِقُ المَصْدُوقُ.
وقالَ شَقِيقٌ عن عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً.
وقالَ حُذَيْفَةُ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ.
وقالَ أَبُو العالِيَةِ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيما يَرْوِي عن رَبِّهِ عز وجل.
وقالَ أَنَسٌ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ
(4)
عن رَبِّهِ عز وجل.
وقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عن رَبِّكُمْ عز وجل
(5)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر و [ح] و [عط]: «حدَّثنا وأخبَرَنا» . وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي: «حدَّثنا وأنبأنا أو أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «من النَّبيِّ» .
(4)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي: «فيما يرويه» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تبارك وتعالى» .
61 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها، وإِنَّها مَثَلُ
(2)
المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي ما هِيَ؟» فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوادِي. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ، فاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قالُوا: حَدِّثْنا ما هِيَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» .
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن سعيد» .
(2)
في رواية أبي ذر و [عط]: «مِثْلُ» .
(5)
بابُ طَرْحِ الإِمامِ المَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحابِهِ لِيَخْتَبِرَ ما عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْمِ
62 -
حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها، وإِنَّها مَثَلُ المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي ما هِيَ؟» قالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوادِي. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ
(1)
. ثُمَّ قالُوا: حَدِّثْنا ما هي يا رَسُولَ اللَّهِ
(2)
؟ قالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» .
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر و [عط] ورواية أبي ذر عن المستملي زيادة: «فاستحييت» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حَدِّثْنا يا رَسُولَ اللَّهِ ما هي؟» ، وفي رواية ابن عساكر و [عط]:«حَدِّثْنا يا رَسُولَ اللَّهِ؟»
(6)
بابُ ما جاءَ فِي العِلْمِ، وَقَوْلِهِ تعالى:{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
[طه: 114]
القِراءَةُ والعَرْضُ عَلَى المُحَدِّثِ
(1)
، وَرأَى الحَسَنُ والثَّوْرِيُّ وَمالِكٌ القِراءَةَ جائزَةً.
قالَ أَبُو عَبدِ اللهِ
(2)
: سَمِعتُ أَبا عاصِمٍ يَذْكُرُ عن سُفْيانَ الثَّورِيِّ وَمالكٍ أَنَّهُما كانا يَرَيانِ القِراءَةَ والسَّماعَ جائِزًا
(3)
.
حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ مُوسَى، عن سُفْيانَ، قالَ: إذا قَرأَ عَلَى المُحَدِّثِ فَلا بأسَ أَنْ يَقُولَ: حدَّثني وَسمعتُ
(4)
.
واحْتَجَّ بَعْضُهُمْ في القِراءَةِ عَلَى العالِمِ بِحَدِيثِ ضِمامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قالَ
(5)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَواتِ
(6)
؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: فَهَذِهِ قِراءَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(7)
، أَخْبَرَ ضِمامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فأَجازُوهُ.
واحْتَجَّ مالِكٌ بِالصَّكِّ يُقْرأُ عَلَى القَوْمِ، فَيَقُولُونَ: أَشْهَدَنا فُلانٌ. وَيُقْرأُ ذَلِكَ قِراءَةً عَلَيْهِمْ
(8)
، وَيُقْرأُ عَلَى المُقْرِئِ فَيَقُولُ القارِئُ: أَقْرأَنِي فُلانٌ.
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلامٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ
بْنُ الحَسَنِ الواسِطِيُّ، عن عَوْفٍ، عن الحَسَنِ، قالَ: لا بأسَ بِالقِراءَةِ عَلَى العالِمِ.
⦗ص: 55⦘
وأخبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ الفِرَبْرِيُّ: وَحدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيلَ البُخارِيُّ
(9)
: وحدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى، عن سُفْيانَ، قالَ: إذا قُرِئَ
(10)
عَلَى المُحَدِّثِ فَلا بأسَ أَنْ تَقُولَ
(11)
: حدَّثني.
قالَ: وَسَمِعْتُ
(12)
أَبا عاصِمٍ يَقُولُ عن مالِكٍ وَسُفْيانَ: القِراءَةُ عَلَى العالِمِ وَقِراءَتُهُ سَواءٌ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي و [عط] بدل هذا الباب والترجمة: «باب القراءة والعرض على المحدِّث» ، ونسبها في (ب) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل [عط]، وعند الأصيلي:«القراءةُ والعرضُ .. » دون لفظة «باب» .
(2)
قوله: «قال أَبُو عَبدِ اللهِ» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية أبي ذر و [ح]: «جائِزةً» .
(4)
هذا الأثر ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أنه قال» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الصَّلاةَ» .
(7)
في رواية الأصيلي: «قراءةٌ على العالِمِ» .
(8)
قوله: «ويُقرأ ذلك قراءةً عليهم» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر و [ح] و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدله:«وإنما ذلك قراءةٌ عليهم» .
(9)
قوله: «وأخبَرَنا محمَّدُ بنُ يُوسفَ الفِرَبْرِيُّ: وَحدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيلَ البُخارِيُّ» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(10)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [ح] و [عط]: «قَرأَ» ، وفي رواية ابن عساكر والأصيلي:«قَرأتَ» .
(11)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَقُولَ» ، وصحَّح فوقها.
(12)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: سمعت» .
63 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا
(1)
اللَّيْثُ، عن سَعِيدٍ، هُوَ المَقْبُرِيُّ
(2)
، عن شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَما
(3)
نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ
(4)
رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فأَناخَهُ فِي المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْنا: هذا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئ. فقالَ لَهُ الرَّجُلُ: ابْنَ
(5)
عَبْدِ المُطَّلِبِ! فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَبْتُكَ» . فقالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(6)
: إِنِّي سائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي المَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ. فقالَ:«سَلْ عَمَّا بَدا لَكَ» . فقالَ: أَسْأَلُكَ
⦗ص: 56⦘
بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فقالَ
(7)
: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قالَ
(8)
: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَواتِ
(9)
الخَمْسَ فِي اليَوْمِ واللَّيْلَةِ؟ قالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَصُومَ
(10)
هذا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيائنا فَتَقْسِمَها عَلَى فُقَرائنا؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ نَعَمْ» . فقالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِما جِئْتَ
(11)
بِهِ، وأَنا رَسُولُ مَنْ وَرائِي مِنْ قَوْمِي، وأَنا ضِمامُ بنُ ثَعْلَبَةَ، أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ
(12)
.
رَواهُ مُوسَى
(13)
وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمانَ
(14)
، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهذا
(15)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن سعيد المَقْبُريِّ» .
(3)
في نسخة: «بينا» (ص، ب).
(4)
في رواية الأصيلي: «إذ دخل» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا ابن» .
(6)
قوله: «لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]، وزاد في (ن) نسبة عدم وجوده إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(7)
في رواية [عط]: «قال» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(9)
هكذا في رواية المستملي أيضًا، وفي رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«الصلاة» .
(10)
في (ب، ص): «نصوم» بالنون.
(11)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِئْتَ» .
(12)
قوله: «وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر» ليس في رواية الأصيلي.
(13)
في رواية ابن عساكر: «ورواه موسى بن إسماعيل» .
(14)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن المغيرة» ، وقوله:«رَواهُ مُوسَى وَعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمانَ» ليس في رواية الأصيلي، وعنده مكانه:«وأُخْبِرنا عن سليمان» .
(15)
لفظة: «بهذا» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر و [ح] و [عط] بدلها:«مِثْلَه» .
(7)
بابُ
(1)
ما يُذْكَرُ فِي المُناوَلَةِ، وَكِتابِ أَهْلِ العِلْمِ بِالعِلْمِ إلى البُلْدانِ
وقالَ أَنَسٌ: نَسَخَ عُثْمانُ
(2)
المَصاحِفَ فَبَعَثَ بها إِلَى الآفاقِ.
⦗ص: 57⦘
وَرأَى عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ وَيَحْيَى بنُ سَعِيدٍ وَمالِكٌ
(3)
ذَلِكَ جائِزًا.
واحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الحِجازِ فِي المُناوَلَةِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَيْثُ كَتَبَ لأَمِيرِ
(4)
السَّرِيَّةِ كِتابًا وَقالَ: «لا تَقْراهُ
(5)
حَتَّى تَبْلُغَ مَكانَ كَذا وَكَذا». فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ المَكانَ قَراهُ عَلَى النَّاسِ، وأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «وقال أنسُ بنُ مالكٍ: نسخَ عثمانُ بنُ عفانَ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أنس» .
(4)
في رواية الأصيلي: «إلى أمير» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«لا نقرأهُ» ، بالنون.
64 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتابِهِ رَجُلًا، وأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ
(1)
مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ المُسَيَّب قالَ: فَدَعا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «قرأ» .
65 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ
(1)
قالَ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(3)
، قالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتابًا -أَوْ: أَرادَ أَنْ يَكْتُبَ- فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لا يَقْرَؤُونَ كِتابًا إِلَّا مَخْتُومًا. فاتَّخَذَ خاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
، كأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَياضِهِ فِي يَدِهِ. فَقُلْتُ لِقَتادَةَ: مَنْ قالَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
؟ قالَ: أَنَسٌ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «المروزي» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(4)
قوله: «رسول الله» ثابت في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(5)
قوله: «رسول الله» ثابت في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص).
(8)
بابُ
(1)
مَنْ قَعَدَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ المَجْلِسُ،
وَمَنْ رأَى فُرْجَةً فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فيها
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر و [ح]: «إليها» .
66 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ أَبا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ أخبَرَهُ:
عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَما هو جالِسٌ فِي المَسْجِدِ والنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ، فأَقْبَلَ اثْنانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ واحِدٌ، قالَ: فَوَقَفا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَمَّا أَحَدُهُما: فَرأَى فُرْجَةً
(1)
فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فيها، وأَمَّا الآخَرُ: فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وأَمَّا الثَّالِثُ: فأَدْبَرَ ذاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَلا أُخْبِرُكُمْ عن النَّفَرِ الثَّلاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فأَوَى إلى اللَّهِ فآواهُ اللَّهُ، وأَمَّا الآخَرُ فاسْتَحْيا فاسْتَحْيا اللَّهُ مِنْهُ، وأَمَّا الآخَرُ فأَعْرَضَ فأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «فَرجة» بفتح الفاء.
67 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن ابْنِ سِيرِينَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ: ذَكَرَ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ، وأَمْسَكَ إِنْسانٌ بِخِطامِهِ -أَوْ بِزِمامِهِ- قالَ
(2)
: «أَيُّ يَوْمٍ هذا؟» فَسَكَتْنا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟»
⦗ص: 59⦘
قُلْنا
(3)
: بَلَى. قالَ: «فأَيُّ شَهْرٍ هذا؟» فَسَكَتْنا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمهِ
(4)
، فقالَ
(5)
: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنا: بَلَى. قالَ: «فإِنَّ دِماءَكُمْ، وأَمْوالَكُمْ، وأَعْراضَكُمْ، بَيْنَكُمْ حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، فِي شَهْرِكُمْ هذا، فِي بَلَدِكُمْ هذا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائبَ، فإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هو أَوْعَى لَهُ مِنْهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: ذُكِرَ النَّبيُّ» ، وفي حاشية رواية ابن عساكر وروايةٍ أخرى للسمعاني عن أبي الوقت ورواية [ح] و [عط]:«عن أبيه أنَّ النَّبيَّ» . وزاد في (ص، ب) نسبتها إلى نسخة عن الأصيلي أيضًا
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط]: «فقلنا» .
(4)
قوله: «قالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» إلى هنا ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(5)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(10)
بابٌ
(1)
: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ
؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(2)
: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] فَبَدأَ بِالعِلْمِ.
وأَنَّ
(3)
العُلَماءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ، وَرَّثُوا
(4)
العِلْمَ، مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وافِرٍ، «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ
(5)
عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلى الجَنَّةِ».
وقالَ جَلَّ ذِكْرُهُ
(6)
: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28] وقالَ: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] وقالَ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
وقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَهِّمْهُ
(7)
».
⦗ص: 60⦘
و «إِنَّما العِلْمُ بِالتَّعْلِيْمِ
(8)
».
وَقالَ أَبُو ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصامَةَ عَلَى هَذِهِ -وأَشارَ إِلَى قَفاهُ- ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ
(9)
كَلِمَةً سَمِعْتُها مِنَ النَّبِيِّ
(10)
صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لأَنْفَذْتُها.
(11)
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79]: حُكماءَ فُقَهاءَ
(12)
. وَيُقالُ: الرَّبَّانِيُّ الذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبارِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «عز وجل» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إنَّ» .
(4)
بتشديد الراء المفتوحة، أي: الأنبياء، وبهامش اليونينية بدون رقم:«ورِثوا» . اهـ. بالكسر مع علامة التَّخفيف، أي: العلماء ورثوا.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
لفظة: «جلَّ ذكره» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية [عط]:«جلَّ وعزَّ» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في وسطها وآخرها، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر والمستملي و [ح]:«يفقهه في الدين» .
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بالتَّعلُّم» ، وبهامش اليونينية كما في (ص، ب): «وهو الصواب» يعني: رواية الثلاثة.
(9)
وضع علامة التَّخفيف على فاء «أُنْفِذُ» في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسول الله» .
(11)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ» .
(12)
في (ق، ص، ب): «حلماء فقهاء» ، وفي رواية [عط]:«حكماء علماء» .
(11)
بابُ
(1)
ما كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالمَوْعِظَةِ والعِلْمِ كَيْلا يَنْفِرُوا
(1)
قوله: «باب» ثابت في رواية الأصيلي أيضًا.
68 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائلٍ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنا بِالمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ؛ كَراهَةَ
(2)
السَّآمَةِ عَلَيْنا.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «كراهية» .
69 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثني أَبُو التَّيَّاحِ:
⦗ص: 61⦘
عَنْ أَنَسٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن سعيد» ، وهي مثبتة في متن (ق، ب، ص).
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(12)
بابُ مَنْ جَعَلَ لأَهْلِ العِلْمِ أَيَّامًا
مَعْلُومَةً
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أيامًا معلوماتٍ» . وفي رواية الحَمُّويِي والمستملي: «يومًا معلومًا» .
70 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائلٍ، قالَ:
كانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فقالَ لَهُ رَجُلٌ: يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنا كُلَّ يَوْمٍ. قالَ: أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ، كَما كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنا بها؛ مَخافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا.
(13)
بابٌ
(1)
: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «في الدين» ثابت في رواية ابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ و [ع] أيضًا.
71 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: قالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
سَمِعْتُ مُعاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ عز وجل
(3)
- بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وإِنَّما أَنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قائِمَةً على أَمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خالَفَهُمْ، حَتَّى يأتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(2)
هكذا في رواية السمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ لابن عساكر أيضًا، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر وأخرى عن ابن عساكر:«رسول الله» .
(3)
قوله: «عز وجل» ليس في (ب، ص).
(14)
بابٌ: الفَهْمُ
(1)
فِي العِلْمِ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ الفهمِ» ، ولفظة:«باب» ليست في رواية الأصيلي.
72 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قالَ لِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: عن مُجاهِدٍ، قالَ
(2)
:
صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى المَدِينَةِ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا حَدِيثًا واحِدًا، قالَ
(3)
: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأُتِيَ بِجُمَّارٍ، فقالَ:«إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُها كَمَثَلِ المُسْلِمِ» . فأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فإِذا أَنا أَصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قالَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عبد الله» .
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي.
(3)
لفظة: «قال» ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(15)
بابُ
(1)
الاغْتِباطِ فِي العِلْمِ والحِكْمَةِ
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا
(2)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست ثابتة في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال أبو عبد الله: وبعد أن تُسَوَّدوا، وقد تعلَّم أصحابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في كبر سِنِّهم» . وانظر تغليق التعليق: 2/ 83.
73 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنِي
(1)
إِسْماعيلُ بنُ أبِي خالِدٍ على غَيْرِ ما حَدَّثَناهُ الزُّهرِيُّ، قالَ: سَمعتُ قَيْسَ بنَ أَبِي حازِمٍ، قالَ:
سمعتُ عبدَ الله بنَ مسْعُودٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللهُ مالًا فَسُلِّطَ
على هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فهو يَقْضِي بها وَيُعَلِّمُها».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(16)
بابُ ما ذُكِرَ فِي ذَهابِ مُوسَى
(1)
فِي البَحْرِ إِلَى الخَضِرِ
عليهما السلام، وَقَوْلِهِ تَعالَى: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ
(2)
مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
(3)
} [الكهف: 66]
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الآية» بدل إتمامها، و {تُعَلِّمَنِي} بإثبات الياء قراءة ابن كثير ويعقوب في الوصل والوقف، وقراءة نافع وأبي عمرو وأبي جعفر في الوصل فقط.
(3)
{رُشْدًا} بضم الراء وسكون الشين رواية الأصيلي أيضًا، وهي قراءة الجمهور، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا، و {رَشَدًا} بالفتح هي قراءة أبي عمرو ويعقوب.
74 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ
(2)
الزُّهْرِيُّ، قالَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إبراهيمَ، قالَ: حدَّثني
(3)
أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ حَدَّثَ
(4)
أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبَرَهُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ فِي صاحِبِ مُوسَى، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ. فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فقالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنا وَصاحِبِي هذا فِي صاحِبِ مُوسَى، الذِي سأَلَ مُوسَى
(5)
السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَانَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(7)
: «بَيْنَما مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، جاءَهُ
(8)
رَجُلٌ فقالَ: هَلْ
(9)
تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ
(10)
مُوسَى: لا. فأَوْحَى اللَّهُ
(11)
إِلَى مُوسَى: بَلَى
(12)
، عَبْدُنا خَضِرٌ. فَسأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ:
⦗ص: 64⦘
إذا فَقَدْتَ الحُوتَ فارْجِعْ، فإِنَّكَ سَتَلْقاهُ. وَكانَ
(13)
يَتَّبِعُ أَثَرَ الحُوتِ فِي البَحْرِ، فقالَ لِمُوسَى فَتاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي
(14)
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 63، 64] فَوَجَدَا خَضِرًا، فَكانَ مِنْ شأنِهِما الذِي قَصَّ اللَّهُ عز وجل فِي كِتابِهِ».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة عند حرف الغين.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «حدَّثه» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه» .
(6)
في رواية [عط]: «النَّبيَّ» . وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا، وهو موافق لما في الإرشاد.
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يذكُر شانَه يقول» .
(8)
في رواية أبي ذر: «إِذْ جاءه» .
(9)
لفظة: «هل» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ن، ق).
(10)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(11)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(12)
هكذا في رواية المستملي والحَمُّويِي أيضًا (ن)، وفي رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية [صع] و [عط]:«بَلْ» .
(13)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فكان» .
(14)
بإثبات الياء قراءة ابن كثير ويعقوب في الوصل والوقف، وقراءة نافع وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر في الوصل فقط.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
75 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وقالَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ» .
(1)
في رواية أبي ذر و [عط]: «النَّبيُّ» .
(18)
بابٌ: مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية [ع]: «الصَّبيِّ» .
76 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: أَقْبَلْتُ راكِبًا على حِمارٍ أَتانٍ، وأَنا يَوْمَئِذٍ قَدْ ناهَزْتُ الاحْتِلامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِمِنًى إلى غَيْرِ جِدارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، وأَرْسَلْتُ الأَتانَ تَرْتَعُ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ
(2)
، فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَليَّ.
(1)
قوله: «بن أبي أويس» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«ودخلتُ الصفَّ» .
77 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثني الزُّبَيْدِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ:
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، قالَ: عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَجَّةً مَجَّها فِي وَجْهِي، وأَنا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، مِنْ دَلْوٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(19)
بابُ الخُرُوجِ فِي طَلَبِ العِلْمِ
وَرَحَلَ جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ؛ فِي حَدِيثٍ واحِدٍ.
78 -
حدَّثنا أَبُو القاسِمِ خالِدُ بْنُ خَلِيٍّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: قالَ
(2)
الأَوْزاعِيُّ: أخبَرَنا الزُّهْرِيُّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ
(3)
والْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ فِي صاحِبِ مُوسَى، فَمَرَّ بهما أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فقالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنا وَصاحِبِي هَذا فِي صاحِبِ مُوسَى الذِي سأَلَ السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شانَهُ؟ فقالَ أُبَيٌّ: نَعَمْ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شانَهُ يَقُولُ: «بَيْنَما مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، إِذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ
(5)
: أَتَعْلَمُ
(6)
أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ مُوسَى: لا. فأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إلى مُوسَى: بَلَى
(7)
، عَبْدُنا خَضِرٌ. فَسأَلَ
⦗ص: 66⦘
السَّبِيلَ إلى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الحُوتَ
(8)
آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إذا فَقَدْتَ الحُوتَ
(9)
فارْجِعْ، فإِنَّكَ سَتَلْقاهُ. فَكانَ مُوسَى
(10)
يَتَّبِعُ أَثَرَ الحُوتِ فِي البَحْرِ
(11)
، فقالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63]. قالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي
(12)
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِنْ شأنِهِما ما قَصَّ اللَّهُ فِي كِتابِهِ».
(1)
بهامش (ن): «في الأصل: قاضي حمص» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر و [عط].
(2)
في (ب، ص): (قال: قال)، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«قال: حدَّثنا» .
(3)
في (ب، ص): (قال: قال)، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«قال: حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر و [عط]: «رسولَ اللهِ» .
(5)
في رواية [عط]: «قال» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هل تَعلم» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«تعلم» بدون أداة استفهام.
(7)
هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي أيضًا، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي:«بَلْ» .
(8)
لفظة: «الحوت» ليست في رواية [عط].
(9)
لفظة: «الحوت» ليست في رواية [عط].
(10)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه» .
(11)
هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي أيضًا، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي:«في الماء» .
(12)
بإثبات الياء قراءة ابن كثير ويعقوب في الوصل والوقف، وقراءة نافع وأبي عمرو في الوصل فقط.
(20)
بابُ فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ
79 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ
(1)
مِنَ الهُدَى والْعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصابَ أَرْضًا، فَكانَ منها نَقِيَّةٌ
(2)
قَبِلَتِ الماءَ
(3)
-قالَ
(4)
إِسْحاقُ
(5)
: وَكانَ منها
⦗ص: 67⦘
طائِفَةٌ قَبِلَتِ
(6)
الماءَ
(7)
- فأَنْبَتَ
(8)
الكَلأَ والْعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكانَتْ منها أَجادِبُ
(9)
، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها
(10)
النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وأَصابَتْ
(11)
منها طائِفَةً أُخْرَى، إِنَّما هِيَ قِيعانٌ، لا تُمْسِكُ ماءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ
(12)
فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ ما
(13)
بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «مَثَلُ ما بعثني بهِ اللهُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«ثَغبَةٌ» بكسر الغين وإسكانها، ولم تتحرر الرموز إلَّا في (ص) ونسخة الزاهدي، فعزاها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي، وعزاها في الفتح إلى حاشية أصل أبي ذر، بينما قرأ القسطلاني الرمز علامةَ تضبيب فقط، و (ثغبة) ضبطت بمثلثة مفتوحة وغين معجمة مكسورة وساكنة معًا بعدها موحدة خفيفة مفتوحة، وضبطت بضم المثلثة وتسكين الغين أيضًا. وفي (ن) نقلًا عن هامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: فكان منها «ثغبة» كذا ذكره بعضُهم عن البخاري، ولم يروه عنه، وفسَّره بمستنقع الماء في الجبال، وهو تصحيف وقلب للتمثيل؛ لأنه إنما جعل هذا المثل فيما ينبت والثغاب لا ينبت [في الأصل: يثبت، في الموضعين، وهو تصحيف] والذي رُوِّيناه من طرق البخاري كلها:«فكان منها نقيةٌ» بالنون مثل قوله في مسلم: «طائفة طيبة قبلت الماء» ، وذكر بعضهم:«فكان منها بقعة قبلت الماء» والصحيح كما رويناه. اهـ. وانظر المشارق.
(3)
في ابن عساكر زيادة: «الصَّفْصَفُ المُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ» (ن، و).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «قال أبو عبد الله: قال» .
(5)
هو ابن راهويه كما في الفتح، وفي (ن):«بن إسحاق» وأشار إليها في (ق) وهو موافق لرواية كريمة، قال في الفتح: وكان شيخنا العراقي يرجحها، ولم أسمع ذلك منه، وقد وقع في نسخة الصغاني:«وقال إسحاق عن أبي أسامة» وهذا يرجح الأول. اهـ.
(6)
بهامش اليونينية: «قَيَّلتِ الماء» بالياء أخت الواو مشدَّدة، قال: ومعنى قَيَّلت: أمسكت عند الأصيلي. اهـ. وأثبت في (ب، ص): «قَيَّلتِ» في متن اليونينية.
(7)
قول إسحاق مؤخَّر في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت إلى آخر الباب. وبهامش (ن): «يلي: قال ابن إسحاق: قاع يعلوه الماء والصَّفْصَفُ المُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ» . وقول إسحاق مع الزيادة مثبت في متن (ب، ص) آخر الحديث معزوًا إلى رواية المستملي.
(8)
في (و، ب): «فأنبتت» ، وهو موافق لما في (ق).
(9)
في رواية أبي ذر: «إخاذات» بهمزة مكسورة وخاء خفيفة وذال معجمتين، آخره مثناة فوقية قبلها ألف جمع إخاذة. وفي (ب، ص) أنَّ رواية الأصيلي: «أَجَادِب» . وبهامشهما: بالمهملة، قال الأصيلي: هو الصواب. اهـ.
(10)
في رواية الأصيلي: «به» .
(11)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت وابن عساكر و [ح] و [عط]: «وأصاب» . وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي.
(12)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَقُهَ» .
(13)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بما» .
(21)
بابُ رَفْعِ العِلْمِ وَظُهُورِ الجَهْلِ
وقالَ رَبِيعَةُ: لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ العِلْمِ أَنْ يُضَيِّعَ
(1)
نَفْسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يُضَيِّعُ» بالرفع لعدم وجود لفظة «أن» عندهم.
80 -
حدَّثنا عِمْرانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسٍ
(1)
قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشْراطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَثْبُتَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
81 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ
(1)
قالَ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لا يُحَدِّثُكُمْ
(2)
أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مِنْ
(4)
أَشْراطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنا، وَتَكْثُرَ النِّساءُ، وَيَقِلَّ الرِّجالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرأَةً القَيِّمُ الواحِدُ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «النَّبيَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «إن مِن» .
(22)
بابُ فَضْلِ العِلْمِ
82 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ
(2)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ
(3)
: «بَيْنا أَنا نائمٌ، أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى أَنِّي
(4)
لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي
(5)
أَظْفارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ». قالُوا: فَما أَوَّلْتَهُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الْعِلْمَ
(6)
».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن عُقيلٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يقول» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنِّي» .
(5)
في حاشية رواية ابن عساكر: «من» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الْعِلْمُ» .
(23)
بابُ الفُتْيا وَهُوَ واقِفٌ على الدَّابَّةِ وَغَيْرِها
(1)
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «أو غيرها» .
83 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجاءَهُ
(1)
رَجُلٌ فقالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فقالَ
(2)
: «اذْبَحْ وَلا حَرَجَ» . فَجاءَ آخَرُ فقالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قالَ
(3)
: «ارْمِ وَلا حَرَجَ» . فَما سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلَّا قالَ: «افْعَلْ وَلا حَرَجَ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «فجاء» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(24)
بابٌ
(1)
: مَنْ أَجَابَ الفُتْيا بِإِشارَةِ اليَدِ والرَّأسِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
84 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ فِي حَجَّتِهِ فقالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. فأَوْمأَ
(1)
بِيَدِهِ، قالَ:«وَلا حَرَجَ»
(2)
. وقالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فأَوْمأَ بِيَدِهِ: وَلا حَرَجَ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال: فأومأ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال: لا حرج» .
85 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ
(1)
، عن سالِمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُقْبَضُ العِلْمُ، وَيَظْهَرُ الجَهْلُ والْفِتَنُ
(2)
،
⦗ص: 70⦘
وَيَكْثُرُ الهَرْجُ». قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما الهَرْجُ؟ فقالَ هَكَذا بِيَدِهِ فَحَرَّفَها، كأَنَّهُ يُرِيدُ القَتْلَ.
86 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن فاطِمَةَ:
عن أَسْماءَ، قالَتْ: أَتَيْتُ عائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فقلتُ: ما شانُ النَّاسِ؟ فأَشارَتْ إلى السَّماءِ، فإذا النَّاسُ قِيامٌ، فقالَت: سُبْحانَ اللَّهِ! قُلْتُ: آيَةٌ؟ فأَشارَتْ بِرأسِها أَيْ نَعَمْ، فَقُمْتُ حتَّى تَجَلَّانِي
(1)
الغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ على رأسِي الماءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ما مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رأَيْتُهُ فِي مَقامِي
(3)
، حتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ
(4)
، فأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ -أَوْ قَرِيبً
(5)
، لا أَدْرِي أَيَّ ذلك قالَتْ أَسْماءُ- مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُقالُ: ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ؟ فأَمَّا المُؤمِنُ -أَوِ المُوقِنُ، لا أَدْرِي بِأَيِّهِما
(6)
قالَتْ أَسْماءُ- فَيَقُولُ: هو مُحَمَّدٌ، هو رَسُولُ اللَّهِ، جاءَنا بِالبَيِّناتِ والهُدَى، فأَجَبْنا واتَّبَعْنا
(7)
، هو
(8)
مُحَمَّدٌ
(9)
ثَلاثًا، فَيُقالُ: نَمْ صالِحًا، قَدْ عَلِمْنا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا به، وأمَّا المُنافِقُ -أو المُرْتابُ، لا
⦗ص: 71⦘
أدري أَيَّ ذلك قالتْ أَسْماءُ- فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، سمعتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شيئًا فقلتُهُ».
(10)
(1)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط] وأخرى لابن عساكر:«عَلَاني» .
(2)
زاد بين الأسطر بالحمرة في (ن، و، ق): «عز وجل» وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وحاشية رواية ابن عساكر زيادة: «هذا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بتثليث آخر الكلمتين: المثبت، و «الجَنَّةُ والنَّارُ» ، و «الجَنَّةِ والنَّارِ» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط]: «قريبًا» بإثبات ألف الإطلاق
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [ح] و [عط]: «أيَّهما» بحذف الباء.
(7)
في رواية أبي ذر: «فأجبناه واتبعناه» .
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وهو» ، وقيَّد في (ن، و) رواية ابن عساكر بروايته عن كريمة، وقيَّدها في (ب، ص) بحاشية روايته، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، وقيَّد في (ب، ص) رواية أبي ذر أيضًا عن الحَمُّويِي، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي.
(9)
كتب بين الأسطر بالحمرة دون رقم: «صلى الله عليه وسلم» .
(10)
في رواية [ح] و [عط] زيادة: «وذَكَر الحديثَ» .
(25)
بابُ
(1)
تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ على أَنْ يَحْفَظُوا الإِيمانَ والعِلْمَ، وَيُخْبِرُوا مَنْ وَراءَهُمْ
وقالَ مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ: قالَ لَنا النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعُوا إلى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ
(3)
».
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رسولُ الله» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي والمستملي: «فعظوهم» .
87 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي جَمْرَةَ، قالَ:
كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ، فقالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «مَنِ الوَفْدُ؟» ، أَوْ:«مَنِ القَوْمُ؟» . قالُوا: رَبِيعَةُ. فَقالَ
(1)
: «مَرْحَبًا بِالقَوْمِ -أَوْ بِالوَفْدِ
(2)
- غَيْرَ خَزايا وَلا نَدامَى». قالُوا: إِنَّا نأتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنا وَبَيْنَكَ هَذا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلا نَسْتَطِيعُ أَنْ نأتِيَكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرامٍ
(3)
، فَمُرْنا بِأَمْرٍ نُخْبِرْ
(4)
بِهِ مَنْ وَراءَنا، نَدْخُلُ به الجَنَّةَ. فأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهاهُمْ عن أَرْبَعٍ: أَمَرَهُمْ بِالإِيمانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ
(5)
، قالَ
(6)
: «هَلْ تَدْرُونَ ما
⦗ص: 72⦘
الإِيمانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «شَهادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وإِقامُ الصَّلاةِ، وإِيتاءُ الزَّكاةِ، وَصَوْمُ رَمَضانَ، وَتُعْطُوا الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ» . وَنَهاهُمْ عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ والمُزَفَّتِ. قالَ شُعْبَةُ: رُبَّما
(7)
قالَ: النَّقِيرِ، وَرُبَّما قالَ: المُقَيَّرِ. قالَ: «احْفَظُوهُ وأَخْبِرُوهُ
(8)
مَنْ وَراءَكُمْ».
(1)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «قال» .
(2)
في رواية الأصيلي: «مرحبًا بالوفد أو بالقوم» .
(3)
في رواية الأصيلي والحَمُّويِي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «شهر الحرام» .
(4)
ضبط في (ب): «نخبرُ» ، وفي (ص) بالوجهين.
(5)
بهامش اليونينية دون رقم: «عز وجل» بدل: «وحده» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص) دون إبدال: «عز وجل وحده» .
(6)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وربما» .
(8)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأخبِروا به» .
(26)
بابُ
(1)
الرِّحْلَةِ في المَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ، وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «وتعليم أهله» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي، قال في الفتح: وصُوِّب حذفه لمجيئه في باب آخر.
88 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا عُمَرُ بنُ سَعِيدِ بنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عن عُقْبَةَ بنِ الحارِثِ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً
(2)
لأَبِي إِهابِ بنِ عَزِيزٍ، فأَتَتْهُ امْرأَةٌ فقالَت: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ والَّتِي تَزَوَّجَ
(3)
. فَقالَ لَها عُقْبَةُ: ما أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي
(4)
، وَلا أَخْبَرْتِنِي
(5)
.
⦗ص: 73⦘
فَرَكِبَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ فَسأَلَهُ، فَقالَ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟!» . فَفارَقَها عُقْبَةُ، وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ.
(1)
قوله: «أبو الحسن» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «بنتًا» .
(3)
في رواية ابن عساكر والأصيلي وأبي ذر والمستملي و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بِها» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أرضعتيني» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرتيني» .
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «قال» .
(7)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(27)
بابُ
(1)
التَّناوُبِ في العِلْمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
89 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ - (ح) قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وقالَ ابْنُ وَهْبٍ:
أخبَرَنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ- عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي ثَوْرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ:
عن عُمَرَ، قالَ: كُنْتُ أَنا وَجارٌ لِي مِنَ الأَنْصارِ، في
(2)
بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ، وَهْيَ
(3)
مِنْ عَوالِي المَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَناوَبُ النُّزُولَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فإذا نَزَلْتُ جِئتُهُ بِخَبَرِ ذلك اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وإذا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَنَزَلَ صاحِبِي الأَنْصارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَضَرَبَ بابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، فقالَ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فقالَ: قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قالَ
(4)
: فَدَخَلْتُ
(5)
على حَفْصَةَ فإذا هِيَ تَبْكِي، فقلتُ: طَلَّقَكُنَّ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: لا أَدْرِي. ثُمَّ دَخَلْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ وأَنا قائِمٌ: أَطَلَّقْتَ نِساءَكَ؟ قالَ: «لا» . فقلتُ
(7)
: اللَّهُ أَكْبَرُ.
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر و [عط]: «مِن» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وهو» .
(4)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية الأصيلي أيضًا
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «دخلتُ» .
(6)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية أبي ذر:«أَطَلَّقكُنَّ» .
(7)
في رواية الأصيلي: «قلت» .
(28)
بابُ
(1)
الغَضَبِ في المَوْعِظَةِ والتَّعْلِيمِ
إذا رأَى ما يَكْرَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
90 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سُفْيانُ، عن ابْنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسِ بنِ أَبِي حازِمٍ:
عن أَبِي مَسْعُودٍ الأَنصارِيِّ، قالَ: قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لا أَكادُ أُدْرِكُ الصَّلاةَ مِمَّا يُطَوِّلُ
(2)
بِنا فُلانٌ. فَما رأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ
(3)
يَوْمَئِذٍ، فقالَ: «أَيُّها النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ
(4)
، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فإِنَّ فِيهِمِ المَرِيضَ والضَّعِيفَ وَذا الحاجَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرني» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «منه» .
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «إنَّ منكم مُنَفِّرِينَ» .
91 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلالٍ المَدِينِيُّ
(2)
، عن رَبِيعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ:
عن زَيْدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سأَلَهُ رَجُلٌ عن اللُّقَطَةِ
(3)
، فقالَ:«اعْرِفْ وِكاءَها -أَوْ قالَ: وِعاءَها- وَعِفاصَها، ثُمَّ عَرِّفْها سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بها، فإِنْ جاءَ رَبُّها فأَدِّها إِلَيْهِ» . قالَ: فَضالَّةُ الإِبِلِ؟ فَغَضِبَ حتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتاهُ -أَوْ قالَ: احْمَرَّ وَجْهُهُ- فقالَ: «وَما لَكَ
(4)
وَلَها؟! مَعَها سِقاؤُها وَحِذاؤُها، تَرِدُ الماءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ، فَذَرْها حتَّى يَلْقاها رَبُّها». قالَ: فَضالَّةُ
⦗ص: 75⦘
الغَنَمِ؟ قالَ: «لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «العَقَديُّ» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«عبد الملك بن عَمرو العَقَدي» .
(2)
في رواية الأصيلي: «المدني» .
(3)
بفتح القاف، وفي رواية [عط]:«اللُّقْطَةِ» بسكون القاف.
(4)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية السمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر:«فما لَكَ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«ما لَكَ» .
92 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ، قالَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن أَشْياءَ كَرِهَها، فَلَمَّا أُكْثِرَ عَلَيْهِ غَضِبَ، ثُمَّ قالَ لِلنَّاسِ
(2)
: «سَلُونِي عَمَّا
(3)
شِئْتُمْ». قالَ رَجُلٌ: مَنْ أَبِي؟ قالَ: «أَبُوكَ حُذافَةُ» . فَقامَ آخَرُ فقالَ: مَنْ أَبِي يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقالَ
(4)
: «أَبُوكَ سالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ» . فَلَمَّا رأَى عُمَرُ ما في وَجْهِهِ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَتُوبُ إلى اللَّهِ
(5)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «للناس» ليست في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية الأصيلي: «عمَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(5)
في اليونينية بين الأسطر زيادة: «عز وجل» (ن، و)، وهي مثبتة في متن (ب، ص، ق).
(29)
بابُ
(1)
مَنْ بَرَكَ على رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الإِمامِ أَوِ المُحَدِّثِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
93 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
أخبَرَني أَنَسُ بنُ مالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، فَقامَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ حُذافَةَ فَقالَ
(2)
: مَنْ أَبِي؟ فَقالَ: «أَبُوكَ
(3)
حُذافَةُ». ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي» . فَبَرَكَ عُمَرُ على رُكْبَتَيْهِ فقالَ: رَضِينا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا
(4)
. فَسَكَتَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «من أبي؟ قال: قال: أبوك» .
(4)
في رواية الأصيلي: «وبمحمد نبيًّا صلى الله عليه وسلم» .
(30)
بابُ
(1)
مَنْ أَعادَ الحَدِيثَ ثَلاثًا لِيُفْهَمَ عَنْهُ
فَقالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا
(3)
وَقَوْلُ
(4)
الزُّورِ». فَما زالَ يُكَرِّرُها.
وقالَ ابْنُ عُمَرَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ بَلَّغْتُ؟» ثَلاثًا.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «وقول» ، وفي رواية [عط]:«وقال» .
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ليفهم، فقال: أَلَا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، وهو في (ب، ص) أيضًا. و «وقولَ» .
94 -
حدَّثنا عَبْدَةُ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
:
عن أَنَسٍ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كانَ إذا سَلَّمَ سَلَّمَ
(2)
ثَلاثًا، وإذا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعادَها ثَلاثًا.
(3)
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
صحَّح هنا على «سلَّمَ» الثانية في اليونينيَّة.
(3)
هذا الحديث ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
95 -
حدَّثنا عَبْدَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا ثُمَامَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
:
عن أَنَسٍ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كانَ إذا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعادَها ثَلاثًا؛ حتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وإذا أَتَى على قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثًا.
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية الأصيلي، وذكر في (و، ب، ص) أنَّ عنده مكانه: «الصفَّار» .
(2)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«ثُمامة بن أنس» منسوبًا إلى جدِّه.
96 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ:
حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن يُوسُفَ بنِ ماهَكَ
(1)
:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، قالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ سافَرْناهُ
(2)
، فأدْرَكَنا وقد
⦗ص: 77⦘
أَرْهَقْنا الصَّلاةَ، صَلاةَ
(3)
العَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنا نَمْسَحُ على أَرْجُلِنا، فَنادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:«وَيْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ النَّارِ» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا.
(1)
في رواية الأصيلي: «بن ماهِكٍ» بكسر الهاء مصروفًا (ب، ص)، وضبطت في (و) بالمنع والصرف معًا دون عزو.
(2)
في رواية الأصيلي: «في سَفْرةٍ سافرناها» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أرهقَتْنا الصلاةُ، صلاةُ
…
»، وبهامش اليونينية:«أرهقْنا الصلاةَ: أي أخرناها. وفي بعض الروايات: أرهقتنا الصلاةُ، والأول أوجه» . اهـ. (ن)، وبنحوه في (ب، ص).
(31)
بابُ
(1)
تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وأهْلَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
97 -
أخبرنا مُحَمَّدٌ -هو ابْنُ سَلَامٍ
(1)
- حدَّثنا
(2)
المُحارِبِيُّ: حدَّثنا صالِحُ بنُ حَيَّانَ، قالَ: قالَ عامِرٌ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثَةٌ لَهُمْ أَجْرانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتابِ، آمَنَ بِنَبِيِّهِ وأمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم والعَبْدُ المَمْلُوكُ إذا أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوالِيهِ، وَرَجُلٌ كانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ
(3)
، فأدَّبَها فأحْسَنَ تأدِيبَها، وَعَلَّمَها فأحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتَقَها فَتَزَوَّجَها، فَلَهُ أَجْرانِ».
ثُمَّ قالَ عامِرٌ: أَعْطَيْناكَها بِغَيْرِ شَيْءٍ، قَدْ
(4)
كانَ يُرْكَبُ فِيما دُونَها إلى المَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا محمد بن سلام» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثني محمد بن سلام» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يطؤها» .
(4)
في رواية الأصيلي: «وقد» .
(32)
بابُ
(1)
عِظَةِ الإِمامِ النِّساءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
98 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَيُّوبَ، قالَ: سمعتُ عَطاءً، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قالَ: أَشْهَدُ على النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم -أَوْ قالَ عَطاءٌ: أَشْهَدُ على ابْنِ
⦗ص: 78⦘
عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَمَعَهُ
(2)
بِلالٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ
(3)
، فَوَعَظَهُنَّ
(4)
وأمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي القُرْطَ والخاتَمَ، وَبِلالٌ ياخُذُ في طَرَفِ ثَوْبِهِ.
وقالَ
(5)
إِسْماعِيلُ عن أَيُّوبَ عن عَطاءٍ، وقالَ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ
(6)
: أَشْهَدُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» .
(2)
الواو ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ن)، ونقلها في (ب، ص) عن الفتح.
(3)
هكذا في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا (و)، وفي رواية أبي ذر و [ح] و [عط] زيادة:«النساءَ» . وجعل في (ب، ص) رواية الأصيلي والسمعاني عن أبي الوقت موافقة لهم.
(4)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ [وعليها اقتصر في (و)] والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ن، ق).
(5)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: وقال» .
(6)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط]: «قال ابن عباس» . وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
(33)
بابُ
(1)
الحِرْصِ على الحَدِيثِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
99 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمانُ، عن عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قالَ: قِيلَ
(1)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفاعَتِكَ يَوْمَ القِيامَةِ؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ -يا أَبا هُرَيْرَةَ- أَنْ لا يَسْأَلُني
(2)
عن هَذا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ
(3)
مِنْكَ؛ لِما رأيْتُ مِنْ حِرْصِكَ على الحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفاعَتِي يَوْمَ القِيامَةِ
(4)
، مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خالِصًا
(5)
مِنْ قَلْبِهِ» أَوْ: «نَفْسِهِ» .
(1)
لفظة: «قيل» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَسْأَلَني» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
بالنصب، هكذا في اليونينية، قال عياض: على المفعول الثاني لظننت، ويصح الرفع صفةً لأحد أو بدلًا منه، وضبط بالوجهين في (ب، ص).
(4)
صحَّح على اللفظتين «يوم» و «القيامة» في اليونينيَّة، ولفظ:«يوم القيامة» ثابتة في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ (ب، ص).
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مخلصًا» . قارن بما في الإرشاد.
(34)
بابٌ
(1)
كَيْفَ يُقْبَضُ العِلْمُ
وَكَتَبَ
(2)
عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ إلى أَبِي بَكْرِ ابنِ حَزْمٍ: انْظُرْ ما كانَ
(3)
مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فاكْتُبْهُ؛ فإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ العِلْمِ وَذَهابَ العُلَماءِ.
وَلا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْتُفْشُوا العِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا
(4)
حتَّى يُعَلَّمَ
(5)
مَنْ لا يَعْلَمُ، فإِنَّ العِلْمَ لا يَهْلِكُ حتَّى يَكُونَ سِرًّا.
(6)
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال: وكتب» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عندكَ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَلْيُفْشُوا
…
وَلْيَجْلِسُوا»، وصحَّح على «وَلْيَجْلِسُوا». وفي رواية ابن عساكر:«وَلْيُفْشُوا العِلْمَ، وَلْيَجْلِسُوا» بالياء.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَعْلَمَ» .
(6)
وقع هذا التعليق موصولًا عقبه في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السمعاني عن أبي الوقت، ولفظه:«حدَّثنا [عند الأصيلي: قال أبو عبد الله: حدَّثنا] العَلاءُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ، بِذَلِكَ، يَعْنِي حَدِيثَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ، إلى قَوْلِهِ: ذَهابَ العُلَماءِ» ا هـ. وهذه الزيادة ليست في رواية ابن عساكر، وأثبتت هذه الزيادة في متن (ب، ص).
100 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ:
حدَّثني مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ، قالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ
(1)
مِنَ العِبادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يُبْقِ عالِمًا
(2)
، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا».
قالَ الفِرَبْرِيُّ: حدَّثنا عَبَّاسٌ، قالَ: حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن هِشامٍ؛ نَحْوَهُ
(3)
.
(1)
في رواية [عط]: «يَنْزِعُهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر و [عط]: «لم يَبْقَ عالِمٌ» .
(3)
من قوله: «قال الفربري» إلى قوله: «نحوه» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط] ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(35)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُجْعَلُ لِلنِّساءِ يَوْمٌ
(2)
على حِدَةٍ في العِلْمِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«هل يَجْعل للنساء يومًا» .
101 -
102 - حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ الاصْبَهانِيِّ
(1)
، قالَ: سمعتُ أَبا صالِحٍ ذَكْوانَ يُحَدِّثُ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: قالَتِ النِّساءُ
(2)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: غَلَبَنا عَلَيْكَ الرِّجالُ، فاجْعَلْ لَنا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فِيما قالَ لَهُنَّ: «ما مِنْكُنَّ امْرأَةٌ
(3)
تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِها، إِلَّا كانَ لَها حِجابًا
(4)
مِنَ النَّارِ». فقالَت امْرأَةٌ: واثْنَتيْنِ؟ فقالَ: «واثْنَتيْنِ
(5)
».
حدَّثنا
(6)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابنِ الأَصْبَهانِيِّ
(7)
، عن ذَكْوانَ، عن أَبِي سَعِيدٍ
(8)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ بِهَذا.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابنِ الأَصْبَهانِيِّ، قالَ: سمعتُ أَبا حازِمٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ
(9)
(1)
ضبطت الهمزة في (ب، ص) بفتح الهمزة وكسرها، وأهمل ضبطها الهمزة في (ن، و).
(2)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «قال: قال النساء» .
(3)
في رواية الأصيلي: «من امرأةٍ» .
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي والحَمُّويِي: «حجابٌ» .
(5)
في رواية الأصيلي وأبي ذر و [عط] ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «واثنين؟ فقال: واثنين» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(7)
ضبطت بفتح الهمزة في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(8)
في رواية الأصيلي زيادة: «الخُدْرِيِّ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(36)
بابُ
(1)
مَنْ سَمِعَ شَيْئًا
(2)
فَراجَعَ
(3)
حتَّى يَعْرِفَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «فلم يَفْهَم» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «فيه» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«فراجعه» .
103 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنا نافِعُ بنُ عُمَرَ
(1)
، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
أَنَّ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كانَتْ لا تَسْمَعُ
(2)
شيئًا لا تَعْرِفُهُ إِلَّا راجَعَتْ فِيهِ حتَّى تَعْرِفَهُ، وأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» . قالتْ عائِشَةَ: فقلتُ: أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعالَى
(3)
: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الإنشقاق: 8]؟ قالَتْ: فقالَ: «إِنَّما ذلكِ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ يَهْلِكْ
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الجُمَحِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «لا تَسْتَمِعُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «عز وجل» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَهْلِكَ» . وهي بالجزم فقط في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وفي رواية الأصيلي بدلها:«عُذِّبَ» .
(37)
بابٌ
(1)
: لِيُبَلِّغَ العِلْمَ الشَّاهِدُ الغائبَ
قالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
104 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثني
(1)
اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني سَعِيدٌ
(2)
:
عن أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّهُ قالَ لِعَمْرِو بنِ سَعِيدٍ وَهْوَ يَبْعَثُ البُعُوثَ إلى مَكَّةَ: ائذَنْ لِي أَيُّها الأَمِيرُ؛ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قامَ بِهِ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم الغَدَ مِنْ يَوْمِ الفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنايَ، وَوَعاهُ قَلْبِي، وأَبْصَرَتْهُ عَيْنايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، حَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَها اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْها
⦗ص: 82⦘
النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بها
(4)
دَمًا، وَلا يَعْضِدَ
(5)
بها شَجَرَةً، فإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيها، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ
أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يأْذَنْ لَكُمْ، وإِنَّما أَذِنَ لِي فيها
(6)
ساعَةً مِنْ نَهارٍ، ثُمَّ عادَتْ حُرْمَتُها اليَوْمَ كَحُرْمَتِها بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائبَ». فَقِيلَ لأَبِي شُرَيْحٍ: ما قالَ عَمْرٌو؟ قالَ: أَنا أَعْلَمُ مِنْكَ يا أَبا شُرَيْحٍ، لا يُعِيذُ
(7)
عاصِيًا، وَلا فارًّا بِدَمٍ، وَلا فارًّا بِخَرْبَةٍ
(8)
.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «هو ابن أبي سعيد» وفي رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «سعيد بن أبي سعيد» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» ، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية [ع] أيضًا.
(4)
في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» . كتبت بالحمرة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
لفظة: «فيها» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «لا تعيذ» .
(8)
في رواية المستملي وأبي ذر زيادة: «يعني السَّرِقة» .
105 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ
(1)
:
عن أَبِي بَكْرَةَ، ذَكَرَ
(2)
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(3)
: «فَإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: وَأَعْراضَكُمْ- عَلَيْكُمْ حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، ألا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغائبَ -وَكان مُحَمَّدٌ يَقُولُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كانَ ذلكَ
(4)
-أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» مَرَّتَيْنِ.
(1)
قوله: «عن ابن أبي بكرة» ثابت في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «ذُكِرَ» .
(3)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا، وفي أخرى عنه:«فقال» .
(4)
في نسخة [ح] و [عط]: «قال ذلك» .
(38)
بابُ
(1)
إِثْمِ مَنْ كَذَبَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
106 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، قالَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني مَنْصُورٌ، قالَ: سمعتُ رِبْعِيَّ بنَ حِراشٍ يَقُولُ:
⦗ص: 83⦘
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ» .
107 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن جامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عن عامِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن أَبِيهِ، قالَ:
قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: إِنِّي لا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَما يُحَدِّثُ فُلانٌ وَفُلانٌ!؟ قالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفارِقْهُ، وَلَكِنْ
(1)
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «ولكنِّي» .
108 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن عَبْدِ العَزِيزِ قالَ
(1)
:
قالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
109 -
ثلاثي- حدَّثنا مَكِّيُّ
(1)
بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
عن سَلَمَةَ قالَ: سمعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ ما لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «المكي» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثني المكيُّ» .
110 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا
(2)
بِكُنْيَتِي، وَمَنْ
⦗ص: 84⦘
رَآنِي في المَنامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ولا تَكَنَّوا» . كتبت بالحمرة.
(39)
بابُ
(1)
كِتَابَةِ العِلْمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
111 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عن سُفْيانَ، عن مُطَرِّفٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قالَ:
قُلْتُ لِعَلِيٍّ
(2)
: هَلْ عِنْدَكُمْ كِتابٌ؟ قالَ: لا، إِلَّا كِتابُ اللَّهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ ما في هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قالَ: قُلْتُ: فَما
(3)
في هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قالَ: العَقْلُ، وَفَكاكُ
(4)
الأَسِيرِ، وَلا يُقْتَلُ
(5)
مُسْلِمٌ بِكافِرٍ.
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سَلَامٍ» في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا ابنُ سلام» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أبي طالب» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وما» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَفِكاكُ» ، وأهمل ضبط الفاء في (ن)، وضبطها بالكسر في (و)، وبالفتح في (ب، ص).
(5)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ و [ح] و [عط]: «وأن لا يُقتلَ» .
112 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ خُزاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ -عامَ فَتْحِ مَكَّةَ- بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذلكَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم، فَرَكِبَ راحِلَتَهُ فَخَطَبَ، فقالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عن مَكَّةَ القَتْلَ -أَوِ الفِيلَ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
- وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ
(2)
، أَلَا وَإِنَّها
(3)
لَمْ
⦗ص: 85⦘
تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ تَحِلَّ
(4)
لأَحَدٍ بَعْدِي، ألَا وَإِنَّهَا
(5)
حَلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ألَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، فَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ
(6)
: إِمَّا أَنْ يُعْقَلَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ القَتِيلِ». فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ فقالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ: «اكْتُبُوا لأَبِي فُلَانٍ» . فقالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ في بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِلَّا الإِذْخِرَ، إِلَّا
(7)
الإِذْخِرَ
(8)
».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقَالُ: يُقَادُ بِالْقَافِ، فَقِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ؟ قالَ: كَتَبَ لَهُ هَذِهِ الخُطْبَةَ
(9)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: كذا قال أبو نعيم [أراد البخاري أن الشك فيه من شيخه] واجعلوا (في رواية الأصيلي: واجعلوه) على الشك: الفيل أو القتل، وغيره يقول: الفيل [أي من غير شكٍّ]» . وهذا القول بدل قوله: «شك أبو عبد الله» عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وسُلِّطَ عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإنها» .
(4)
في رواية ابن عساكر و [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا تحلُّ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
لفظة: «النظرين» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ و [عط] و [ع] أيضًا.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية الأصيلي زيادة لفظة: «مرتين» ، وفي (ب، ص) أن هذه الزيادة وقعت بعد «إلَّا الإذخر» الأولى.
(9)
قوله: «قال أبو عبد الله
…
إلخ»، ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، وقيَّد في (ن، ق) عدم وجوده في حاشية رواية ابن عساكر، وزاد في (و، ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت بدل حاشية رواية ابن عساكر.
113 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا عَمْرٌو، قالَ: أخبَرَني وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ، عن أَخِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ما مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ
(1)
حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي، إِلَّا ما كان مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ كان يَكْتُبُ وَلا أَكْتُبُ.
تابَعَهُ مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أكثرُ» بالرفع.
114 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 86⦘
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، قالَ:«ائْتُونِي بِكِتابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ» . قالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الوَجَعُ، وَعِنْدَنا كِتابُ اللَّهِ حَسْبُنا. فاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قالَ
(1)
: «قُومُوا عَنِّي، وَلا يَنْبَغِي عِنْدِيَ التَّنازُعُ» . فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتابِهِ.
(1)
في رواية [عط]: «فقال» .
(40)
بابُ
(1)
العِلْمِ وَالْعِظَةِ بِاللَّيْلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
115 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْدٍ، عن أُمِّ سَلَمَةَ. و
(1)
عَمْرٍو وَيَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْدٍ
(2)
:
⦗ص: 87⦘
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ
(3)
: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ فقالَ: «سُبْحانَ اللَّهِ! ماذا أُنْزِلَ
(5)
اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَماذا فُتِحَ مِنَ الخَزائِنِ! أَيْقِظُوا صَواحِباتِ
(6)
الحُجَرِ؛ فَرُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيا عارِيَةٍ
(7)
في الآخِرَةِ».
(1)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت ورواية [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن الزهري عن امرأة» . وبهامش اليونينية: «قال عياض: حديث صدقة عن ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة، وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن امرأة عن أم سلمة، عمرو هنا وما بعده مخفوض معطوف على معمر، والقائل: «وعمرو» هو ابن عيينة. ووقع عند الحَمُّويِي والمستملي في الطريق الثاني: عن هند عن أم سلمة، كما ذكر في الحديث قبله، ولغيرهما:«عن امرأة عن أم سلمة» هذا آخر كلامه. ورأيت في نسخة صحيحة مرقومًا على «عن امرأة» : (هـ) هكذا علامة أبي الهيثم، وكذلك هو عند الحفاظ الثلاثة: الأصيلي والدِّمشقي [يعني: ابن عساكر] وابن السمعاني في أصل سماعه على أبي الوقت في خانكاه السِّمِيساطي، وهذا اصطلاح ما وقع عنده في أصولهم: ص للأصيلي، س لابن عساكر، ط لابن السمعاني على هذه الصورة. اهـ.
(3)
لفظة: «قالت» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(4)
في رواية أبي ذر و [عط]: «رسولُ الله» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ماذا أنزلَ اللهُ» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«صواحب» .
(7)
في رواية الأصيلي: «عاريةٌ» بالرفع.
(41)
بابُ
(1)
السَّمَرِ بالْعِلْمِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر أيضًا. وبهامش اليونينية دون رقم:«باب السَّمرِ في العلم» مُضَبَّبًا على لفظة: «في» ، وعكس في (ب، ص) فجعل ما في المتن هامشًا، وما في الهامش متنًا.
116 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني
(1)
اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ خالِدٍ
(2)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ، وَأَبِي بَكْرِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ أَبِي حَثْمَةَ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، قالَ: صَلَّى بِنا
(3)
النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم العِشاءَ في آخِرِ حَياتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ
⦗ص: 88⦘
قامَ، فقالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ فَإِنَّ على رَأسِ
(5)
مائةِ سَنَةٍ منها لا يَبْقَى مِمَّنْ هو على ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مسافر» .
(3)
هكذا في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية عن [عط] أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت وأخرى عن [عط]:«لنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رسولُ الله» . ونسبت في (ب، ص) إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت بدل
الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فإنَّ رأسَ» .
117 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا
الحَكَمُ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بنَ جُبَيْرٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: بِتُّ في بَيْتِ خالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحارِثِ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَها في لَيْلَتِها، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، ثُمَّ جاءَ إلى مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ، ثُمَّ قالَ:«نامَ الغُلَيِّمُ؟» أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُها، ثُمَّ قامَ، فَقُمْتُ عن يَسارِهِ، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى
(1)
خَمْسَ رَكَعاتٍ
(2)
، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نامَ، حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ -أَوْ خَطِيطَهُ- ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وصلى» .
(2)
صحَّح على «خَمْسَ» و «رَكَعاتٍ» في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وبهامش اليونينية دون رقم:«خمسَ عشرَ [في (و): عشرة. وهو الصواب] ركعةً» .
(42)
بابُ
(1)
حِفْظِ العِلْمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
118 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ، قالَ: حَدَّثَنِي مالكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن الأَعْرَجِ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: إنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبو هُرَيْرَةَ. وَلَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا -ثُمَّ يَتْلُو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
(1)
} إلى قَوْلِهِ: {الرَّحِيمُ} [البقرة: 159 - 160]- إِنَّ إِخْوانَنا مِنَ المُهاجِرِينَ كان يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْواقِ، وإِنَّ إِخْوانَنا مِنَ الأَنْصارِ كان
⦗ص: 89⦘
يَشْغَلُهُمُ العَمَلُ في أَمْوالِهِمْ، وَإِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ كان يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ بَطْنِهِ
(2)
، وَيَحْضُرُ ما لا يَحْضُرُونَ، وَيَحْفَظُ ما لا يَحْفَظُونَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{وَالْهُدَى}» .
(2)
هكذا رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت وأخرى للأصيلي:«لِشِبَعِ بطنِهِ» ، وفي رواية أخرى لابن عساكر:«ليَشْبَع بطنُهُ» وقيَّدها في (ب، ص) بحاشية روايته.
119 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ دِينارٍ، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ
(2)
، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْساهُ. قالَ
(3)
: «ابْسُطْ رِدَاكَ» . فَبَسَطْتُهُ، قالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ضُمَّهُ
(4)
». فَضَمَمْتُهُ، فَما نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ
(5)
.
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ بِهذا، أَوْ قالَ
(6)
: غَرَفَ
(7)
بِيَدِهِ فِيهِ
(8)
.
(1)
قوله: «أبو مصعب» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «قلتُ لرسولِ اللهِ» .
(3)
في رواية [عط]: «فقال» .
(4)
ضبط متن اليونينية في (ب، ص): «ضُمُّه» بضم الميم، وعزا المثبت إلى رواية أبي ذر أيضًا، والذي في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«ضُمَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [ح] و [عط]: «بعدُ» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» ، وفي رواية [عط]:«قال» .
(7)
في رواية أبي ذر: «يحذف» . أي: كأنَّه يرمي بيده في رداء أبي هريرة شيئًا. قارن بما في الإرشاد.
(8)
قوله: «حدَّثنا إبراهيم بن المنذر
…
إلخ»، ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي ولا في رواية أبي ذر عن المستملي.
120 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني
(1)
أَخِي، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: حَفِظْتُ مِنْ
(2)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُما فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ
⦗ص: 90⦘
فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ
(3)
هذا البُلْعُومُ
(4)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «عن» .
(3)
في رواية [عط]: «لَقُطِعَ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت ورواية الأصيلي و [ح] زيادة: «قال أبو عبد الله: البُلعومُ: مجرى الطعام» . كتبت بالحمرة.
(43)
بابُ
(1)
الإِنْصَاتِ لِلْعُلَمَاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
121 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَلِيُّ بنُ مُدْرِكٍ، عن أَبِي زُرْعَةَ
(1)
:
عَنْ جَرِيرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ في حَجَّةِ الوَداعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» . فقالَ: «لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عن أبي زُرعة بن عمرو» .
(44)
بابُ
(1)
ما يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إذا سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟
فَيَكِلُ العِلْمَ إلى اللَّهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
122 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا
(1)
عَمْرٌو، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا البِكَالِيَّ
(2)
يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى
(3)
بَنِي إِسْرائِيلَ، إِنَّما هو مُوسًى آخَرُ. فقالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ؛ حدَّثنا
(4)
أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «قامَ
(5)
⦗ص: 91⦘
مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا في بَنِي إِسْرائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فقالَ: أَنا أَعْلَمُ. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ
إِلَيْهِ
(6)
، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هو أَعْلَمُ مِنْكَ. قالَ: يا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا في مِكْتَلٍ، فَإِذا فَقَدْتَهُ فَهْوَ ثَمَّ. فانْطَلَقَ وانْطَلَقَ بِفَتاهُ
(7)
يُوشَعَ بنِ نُونٍ، وَحَمَلا حُوتًا في مِكْتَلٍ، حَتَّى كانا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعا رُؤُوسَهُما وَناما
(8)
، فانْسَلَّ الحُوتُ مِنَ المِكْتَلِ {فاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في البَحْرِ سَرَبًا} ، وَكان لِمُوسَى وَفَتاهُ عَجَبًا، فانْطَلَقا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِما وَيَوْمَهُما
(9)
، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ مُوسَى لِفَتاهُ:{آتِنا غَداءَنا، لقد لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَبًا} . وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جاوَزَ المَكانَ الذِي أُمِرَ بِهِ، فقالَ
(10)
لَهُ فَتاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ
(11)
}. قالَ مُوسَى: {ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي
(12)
فارْتَدَّا على آثارِهِما قَصَصًا}، فَلَمَّا انْتَهَيا إلى الصَّخْرَةِ، إذا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ -أَوْ قالَ: تَسَجَّى بِثَوْبِهِ- فَسَلَّمَ مُوسَى، فقالَ الخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلامُ؟! فقالَ
(13)
: أَنا مُوسَى. فقالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: {هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَنْ تُعَلِّمَنِي
(14)
مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟
(15)
قالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي
(16)
صَبْرًا}، يا مُوسَى إِنِّي على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ على عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ
(17)
لا أَعْلَمُهُ. قالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِرًا، وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. فانْطَلَقا} يَمْشِيانِ على ساحِلِ البَحْرِ، لَيْسَ لَهُما سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بهما سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُما، فَعُرِفَ الخَضِرُ، فَحَمَلُوهُما
(18)
بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ على حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ في البَحْرِ، فقالَ الخَضِرُ:
⦗ص: 92⦘
يا مُوسَى، ما نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هذا العُصْفُورِ في البَحْرِ. فَعَمَدَ الخَضِرُ إلى لَوْحٍ مِنْ أَلْواحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ، فقالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَها {لِتُغْرِقَ أَهْلَها
(19)
؟! قالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي
(20)
صَبْرًا؟ قالَ: لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ
(21)
}. فَكانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيانًا. فانْطَلَقا، فَإِذا غُلامٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأسِهِ مِنْ أَعْلاهُ فاقْتَلَعَ رَأسَهُ بِيَدِهِ. فقالَ مُوسَى:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} ؟! {قالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟} -قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَهذا أَوْكَدُ- {فانْطَلَقا حَتَّى إِذا
(22)
أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما، فَوَجَدا فيها جِدارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ
(23)
}، قالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقامَهُ، فقالَ لَهُ
(24)
مُوسَى: {لَوْ شِيتَ
(25)
لاتَّخَذْتَ
(26)
عَلَيْهِ أَجْرًا، قالَ: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنا مِنْ أَمْرِهِما» .
(27)
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
هكذا ضبطت الباء في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (ب، ص) بكسرها وفتحها معًا.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ليس موسى» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال: قام» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي ورواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى الله» .
(7)
في رواية أبي ذر و [عط]: «وانطلق معه بفتاه» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فناما» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الميم.
(10)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(11)
في رواية ابن عساكر زيادة: «{وما أنسانيه إلا الشيطان}» وبها قرأ الجمهور غير حفص.
(12)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(13)
بالياء وصلًا قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
(14)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الله» . كتبت بالحمرة، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية المستملي.
(15)
بفتح الراء والشين على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وضبطت في (ص) بضمها على قراءة الجمهور.
(16)
بسكون الياء على قراءة الجمهور غير حفص.
(17)
بالياء وصلًا قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
(18)
في رواية [ح] و [عط]: «فحملوهم» .
(19)
في رواية [عط]: «{ليَغْرَقَ أهْلُها}» وبها قرأ حمزة والكسائي وخلف.
(20)
بسكون الياء على قراءة الجمهور غير حفص.
(21)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ولا ترهقني من أمري عسرًا» . و {تؤاخذني} في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش وأبي جعفر.
(22)
لفظة: «إذا» ليست في رواية أبي ذر و [عط].
(23)
لفظة: «فأقامه» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(24)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(25)
هكذا ضبطت في (ن) بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر، وضبطت في (و، ب، ص) بالهمز على قراءة الجمهور.
(26)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وعط: «{لتَخِذْتَّ}» وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.
(27)
في متن (ن، ق) زيادة: «قال محمد بن يوسف الفربري: حدَّثناه [في (ق): حدَّثنا به] عليُّ بن خَشْرَم: حدَّثنا سفيان بن عيينة بطوله» . ورمز في (ق) إلى أنَّها ليست في رواية الأصيلي.
(45)
بابُ
(1)
مَنْ سَأَلَ وَهوَ قَائِمٌ عَالِمًا جَالِسًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
123 -
حدَّثنا عُثْمانُ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائلٍ:
⦗ص: 93⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى، قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ
ما القِتالُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَإِنَّ أَحَدَنا يُقاتِلُ غَضَبًا، وَيُقاتِلُ حَمِيَّةً. فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأسَهُ -قالَ: وَما رَفَعَ إِلَيْهِ رَأسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كان قائِمًا- فقالَ: «مَنْ قاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيا فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رمز زيادة: «عز وجل» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(46)
بابُ
(1)
السُّؤَالِ وَالفُتْيَا عِنْدَ رَمْيِ الجِمَارِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
124 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عِيسَى بنِ طَلْحَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الجَمْرَةِ وَهُوَ يُسْأَلُ، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قالَ
(1)
: «ارْمِ وَلا حَرَجَ» . قالَ
(2)
آخَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ. قالَ:«انْحَرْ وَلا حَرَجَ» . فَما سُئِلَ عن شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلَّا قالَ: «افْعَلْ وَلا حَرَجَ» .
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فقال» ، وفي رواية [عط]:«وقال» .
(47)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}
[الإسراء: 85]
(1)
في رواية الأصيلي: «قولُ الله عز وجل» ولا وجود للفظة «باب» عنده.
125 -
حدَّثنا قَيْسُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ سُلَيْمانُ
(1)
، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: بَيْنا أَنا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في خَرِبِ
(2)
المَدِينَةِ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ على عَسِيبٍ مَعَهُ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عن الرُّوحِ. وقالَ
(3)
بَعْضُهُمْ:
⦗ص: 94⦘
لا تَسْأَلُوهُ، لا يَجِيءُ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ. فقالَ بَعْضُهُمْ: لَنَسْأَلَنَّهُ. فَقامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فقالَ: يا أَبا القاسِمِ، ما الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ، فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ، فقالَ
(4)
: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا
(5)
مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]. قالَ الأَعْمَشُ: هَكَذا في قِراءَتِنا
(6)
.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ مِهْرانَ» .
(2)
بفتح الخاء وكسر الراء، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«خِرَبِ» بكسر الخاء وفتح الراء.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية [عط]:{أُوتِيتُم} على وفق القراءة المتواترة.
(6)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «هكذا هي قراءتُنا» .
(48)
بابُ مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاِخْتِيَارِ؛ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ
(1)
؛ فَيَقَعُوا في أَشَدَّ
(2)
مِنْهُ
(1)
زاد في (ن، و) بين الأسطر بالحمرة: «عنه» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(2)
في رواية الأصيلي: «أشَرَّ» بالراء، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«شَرٍّ» بالراء مع إسقاط الهمزة.
126 -
حدَّثنا عُبَيْدُ الله بنُ مُوسَى، عن إسْرائيلَ، عن أَبِي إسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
قالَ لي ابنُ الزُّبَيْرِ: كانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ
(1)
كَثِيرًا، فَما حَدَّثَتْكَ في الكَعْبَةِ؟ قُلْتُ
(2)
: قالتْ لِي: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا عائِشَةُ، لَوْلا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ -قالَ
(3)
ابْنُ الزُّبَيْرِ: بِكُفْرٍ- لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ، فَجَعَلْتُ لَها بابَيْنِ: بابٌ
(4)
يَدْخُلُ النَّاسُ
(5)
وَبابٌ يَخْرُجُونَ
(6)
». فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «حديثًا» .
(2)
في رواية أبي ذر و [عط]: «فقلتُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «بابًا» بالنصب في هذا الموضع والذي يليه.
(5)
زاد في (و): «منه» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي وأبي ذر زيادة: «منه» .
(49)
بابٌ
(1)
: مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ لا يَفْهَمُوا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وهي غير مضبوطة في (ن، و)، وضبطت بالتنوين في (ب، ص).
127 -
وقالَ عليٌّ: حَدِّثُوا النَّاسَ بما يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّون أن يُكَذَّبَ اللهُ ورَسُولُهُ؟!
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى، عن مَعرُوفِ بنِ خَرَّبُوذٍ
(2)
، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن عَلِيٍّ
(3)
، بِذلكَ.
(4)
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
(2)
قوله: «بن خَرَّبوذ» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي. وبهامش اليونينية: قال الإمام الحافظ عياض رحمه الله: خَرَّبوذ بفتح الخاء وتشديد الراء وضم الباء بواحدة وآخره ذال معجمة، وضُبط عن أبي الوليد الباجي بضم الخاء. ا هـ وانظر المشارق [1/ 492] و «ابن خربوذ» بالتنوين مصروف في (ب، ص)، مهمل الضبط في (ن، و).
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أبي طالب» .
(4)
هذا الأثر ثابت في رواية الحَمُّويِي والمستملي أيضًا.
128 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا
(1)
مُعاذُ بنُ هِشامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن قَتادَةَ، قالَ:
حدَّثنا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمُعاذٌ
(2)
رَدِيفُهُ على الرَّحْلِ، قالَ:«يا مُعاذَ بنَ جَبَلٍ» . قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قالَ: «يا مُعاذُ» . قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ
(3)
. ثَلاثًا، قالَ: «ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ على النَّارِ». قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا
(4)
؟ قالَ:
⦗ص: 96⦘
«إِذًا يَتَّكِلُوا
(5)
». وَأَخْبَرَ
(6)
بِها مُعاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أخبَرَنا» ، وزاد في (ن، ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية [عط]، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت، وهي في (ب، ص) بدل [عط].
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
قوله: «يا مُعاذُ قال: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ» ليس في رواية الأصيلي.
(4)
في رواية أبي ذر: «فيستبشرونَ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «يَنْكُلوا» (ن)، وهو موافق لما في (ق)، وعزاها في (و، ب، ص، ق) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل الأصيلي.
(6)
في رواية [عط]: «أَخبَرَ» بغير واو.
129 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا
(1)
، قالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِمُعاذِ بنِ جَبَلٍ
(2)
: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» . قالَ
(3)
: أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: «لا؛ إِنِّي
(4)
أَخافُ أَنْ يَتَّكِلُوا».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن مالك» .
(2)
قوله: «بن جبل» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(4)
لفظة: «إني» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي.
(50)
بابُ
(1)
الحَيَاءِ في العِلْمِ
وقالَ مُجاهِدٌ: لا يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلا مُسْتَكْبِرٌ.
وقالَتْ عائِشَةُ: نِعْمَ النِّساءُ نِساءُ الأَنْصارِ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحَياءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
130 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا أَبُو مُعاوِيَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ
(2)
، عن أَبِيهِ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ
(3)
أُمِّ سَلَمَةَ:
⦗ص: 97⦘
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قالَتْ: جاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ على المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ
(4)
إذا احْتَلَمَتْ؟ قالَ
(5)
النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم: «إِذا رَأَتِ الماءَ» . فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ - تَعْنِي
(7)
وَجْهَها- وقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَتَحْتَلِمُ
(8)
المَرْأَةُ؟! قالَ: «نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُها وَلَدُها؟!» .
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سَلَامٍ» في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ عروةَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بنت» .
(4)
في رواية [عط]: «غَسْلٍ» بفتح الغين.
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقالَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «يعني» بالياء.
(8)
في رواية أبي ذر: «أَوَ تحتلم» .
131 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُها، وَهِيَ
(2)
مَثَلُ
(3)
المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي ما هِيَ؟» فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البادِيَةِ، وَوَقَعَ في نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فاسْتَحْيَيْتُ. فقالوا
(4)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنا بِها. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هِيَ النَّخْلَةُ» . قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِما وَقَعَ في نَفْسِي، فقالَ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَها أَحَبُّ
(5)
إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذا وَكَذا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما» .
(2)
في رواية الأصيلي: «هي» بإسقاط الواو.
(3)
في رواية [عط]: «مِثْل» بكسر الميم وسكون المثلثة.
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «قالوا» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(51)
بابُ
(1)
مَنِ اسْتَحْيَا فَأَمَرَ غَيْرَهُ بِالسُّؤَال
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
132 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ داوُدَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عن مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ:
⦗ص: 98⦘
عَنْ عَلِيٍّ
(1)
، قالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ
(2)
أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، فقالَ:«فِيهِ الوُضُوءُ» .
(52)
بابُ
(1)
ذِكْرِ العِلْمِ وَالفُتْيَا في المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
133 -
حدَّثني
(1)
قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثنا نافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ
(3)
:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا قامَ في المَسْجِدِ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ أَيْنَ تَأمُرُنا أَنْ نُهِلَّ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يُهِلُّ أَهْلُ المَدِينَةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ» . وقالَ
(4)
ابْنُ عُمَرَ: وَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَيُهِلُّ أَهْلُ اليَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ» . وَكان ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ أَفْقَهْ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(3)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «قال» .
(53)
بابُ
(1)
مَنْ أَجَابَ السَّائِلَ بِأَكْثَرَ
(2)
مِمَّا سَأَلَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «أكثرَ» .
134 -
حدَّثنا آدَمُ
(1)
: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
،
⦗ص: 99⦘
عن سالمٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ فقالَ: «لا يَلْبَسِ
(3)
القَمِيصَ، وَلا العِمامَةَ، وَلا السَّراوِيلَ، وَلا البُرْنُسَ، وَلا ثَوْبًا مَسَّهُ الوَرْسُ أَوِ الزَّعْفَرانُ
(4)
، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُما حَتَّى يَكُونا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ».
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «والزهري» . وعزاها في (ن) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(3)
في رواية أبي ذر: «لا يَلبَسُ» بالرفع (و، ب، ص).
(4)
في رواية الأصيلي: «مسَّه الزعفران أو الورس» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
كِتَابُ الوُضُوءِ
(2)
(1)
البسملة مؤخرة عن الكتاب في رواية ابن عساكر.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم «كتاب الطهارة» . كتبت بالحمرة.
(1)
بابُ ما جَاءَ في الوُضُوءِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ
(1)
إِلَى الْكَعْبَينِ} [المائدة: 6]
(2)
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ فَرْضَ الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً، وَتَوَضَّأَ أيْضًا مَرَّتَيْنِ
(4)
وَثَلاثًا
(5)
، وَلَمْ يَزِدْ على ثَلاثٍ
(6)
، وَكَرِهَ أَهْلُ العِلْمِ الإِسْرافَ فِيهِ
(7)
، وَأَنْ يُجاوِزُوا فِعْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بالجر على قراءة ابن كثير وأبي عمرو وشعبة وحمزة وأبي جعفر وخلف، وفي رواية الأصيلي:{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب على قراءة الباقين.
(2)
في رواية الأصيلي: «ما جاء في الوضوء، وقالَ اللهُ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} يتلو [في (و، ب): متلوًا] إلى {الْكَعْبَينِ}» ، وفي رواية ابن عساكر وأبي ذر:«باب ما جاء في قولِ اللهِ تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}» ، وفي رواية [عط]:«بابٌ في الوضوءِ في قولِ اللهِ تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآية إلى {الْكَعْبَينِ}» .
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية الأصيلي و [عط].
(4)
في رواية أبي ذر: «مرتين مرتين» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية الأصيلي و [عط]: «وثلاثًا ثلاثًا» .
(6)
في رواية [عط]: «على الثلاث» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«على ثلاثة» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بابٌ
(1)
: لا تُقْبَلُ صَلَاةٌ
(2)
بِغَيْرِ طُهُورٍ
135 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِيُّ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُقْبَلُ صَلاةُ
(1)
مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».
قالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ: ما
(2)
الحَدَثُ يا أَبا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: فُساءٌ أَوْ ضُراطٌ.
(3)
بابُ فَضْلِ الوُضُوءِ، وَالغُرُّ المُحَجَّلُونَ
(1)
مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ
(1)
في رواية الأصيلي: «فَضْلُ الوُضُوءِ وفضلُ الغُرِّ المحجَّلين» ولا وجود للفظة باب عنده.
136 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن خالدٍ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي هِلالٍ، عَن نُعَيْمٍ المُجْمِرِ، قالَ:
رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ على ظَهْرِ المَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ
(1)
، فقالَ
(2)
: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «توضأ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر و [عط]: «رسولَ الله» .
(4)
بابٌ
(1)
: لا يَتَوَضَّأُ
(2)
مِنَ الشَّكِّ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ
137 -
حدَّثنا عليٌّ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا الزُّهرِيُّ، عن سَعيدِ بنِ المسيَّبِ،
⦗ص: 103⦘
عن
(1)
عَبَّادِ بنِ تَميمٍ:
عن عَمِّه: أَنَّهُ شَكا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ الذّي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ. فقالَ: «لا يَنْفَتِلْ -أَوْ: لا يَنْصَرِفْ- حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وعن» . وهو الصواب، وهذا الموضع من أوهام اليونينية، قال في الإرشاد: العطف على قوله: «عن سعيد بن المسيب» هو الصحيح؛ لأنَّ الزهري يروي عن سعيد وعباد. اهـ.
(5)
بابُ
(1)
التَّخْفِيفِ في الوُضُوءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
138 -
حدَّثنا
(1)
عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، قالَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم نامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ صَلَّى
(2)
. وَرُبَّما قالَ: اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قامَ فَصَلَّى.
ثُمَّ حدَّثنا بِهِ سُفْيانُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، عن عَمْرٍو، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: بِتُّ عِنْدَ خالتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا كانَ فِي
(3)
بَعْضِ اللَّيْلِ، قامَ النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا -يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ- وَقامَ يُصَلِّي
(5)
، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عن يَسارِهِ -وَرُبَّما قالَ سُفْيانُ: عن شِمالهِ- فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ أَتاهُ المُنادِي فَآذَنَهُ
(6)
بِالصَّلاةِ، فَقامَ مَعَهُ إلى الصَّلاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قُلْنا لِعَمْرٍو: إِنَّ ناسًا يَقُولُونَ:
⦗ص: 104⦘
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَنامُ عَيْنُهُ وَلا يَنامُ قَلْبُهُ. قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: رُؤْيا الأَنْبِياءِ وَحْيٌ. ثُمَّ قَرَأَ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102].
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «ثم صلى» ليس في رواية ابن عساكر (و، ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «من» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسول الله» .
(5)
في رواية [عط]: «وقام فصلى» .
(6)
بهامش اليونينية دون رقم: «يُوذِنُه» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر والمستملي:«فناداه» .
(6)
بابُ
(1)
إِسْبَاغِ الوُضُوءِ
وقالَ ابْنُ عُمَرَ: إِسْباغُ الوُضُوءِ: الإِنْقاءُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
139 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالكٍ، عن مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إذا كانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَال، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الوُضُوءَ، فَقُلْتُ: الصَّلاةَ
(1)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقالَ
(2)
: «الصَّلاةُ أَمامَكَ» . فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ المُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَناخَ كُلُّ إِنْسانٍ بَعِيرَهُ في مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ العِشاءُ فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُما.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(7)
بابُ
(1)
غَسْلِ الوَجْهِ بِاليَدَيْنِ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
140 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قالَ: أخبَرَنا
(2)
أَبُو سَلَمَةَ الخُزاعِيُّ مَنْصُورُ بنُ سَلَمَةَ، قالَ: أخبَرَنا
(3)
ابْنُ بِلال -يَعْنِي سُلَيْمانَ- عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
⦗ص: 105⦘
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ ماءٍ، فَمَضْمَضَ
(4)
بها واسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ ماءٍ
(5)
، فَجَعَلَ بها هَكَذا، أَضافَها إلى يَدِهِ الأُخْرَى، فَغَسَلَ بِهِما
(6)
وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ ماءٍ، فَغَسَلَ بها يَدَهُ اليُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ ماءٍ فَغَسَلَ بها يَدَهُ اليُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ ماءٍ، فَرَشَّ على رِجْلِهِ اليُمْنَى حَتَّى غَسَلَها، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ بها رِجْلَهُ -يَعْنِي اليُسْرَى
(7)
- ثُمَّ قالَ: هَكَذا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ
(9)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» . وزاد في (و) نسبتها إلى رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فتمضمض» .
(5)
قوله: «من ماء» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط].
(6)
في رواية أبي ذر و [عط]: «بها» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فغسل بها يعني رجله اليسرى» .
(8)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيَّ» .
(9)
في رواية ابن عساكر: «توضأ» .
(8)
بابُ
(1)
التَّسْمِيَةِ على كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الوِقَاعِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وهذا الباب ومحتواه مُقدَّم على الباب الذي قبله في رواية ابن عساكر.
141 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن سالمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إذا أَتَى أَهْلَهُ قالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا. فَقُضِيَ بَيْنَهُما
(2)
وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «به» . كتبت بالحمرة، وكتبت في (ن، و) بين الأسطر وهي مثبتة في متن (ب، ص، ق).
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «بينهم» .
(9)
بابُ
(1)
ما يَقُولُ عِنْدَ الخَلَاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
142 -
حدَّثنا
آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيْبٍ، قالَ:
⦗ص: 106⦘
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ
(1)
والخَبائِثِ».
تابَعَهُ
(2)
ابْنُ عَرْعَرَةَ، عن شُعْبَةَ.
وقالَ غُنْدَرُ، عن شُعْبَةَ:«إذا أَتَى الخَلاءَ» .
وقالَ مُوسَى، عن حَمَّادٍ:«إِذا دَخَلَ» .
وقالَ سَعِيدُ بنُ زَيْدٍ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ: «إِذا أَرادَ أَنْ يَدْخُلَ»
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «الخُبْث» بسكون الباء.
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: تابعه» .
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «قال أبو عبد الله: ويقال: الخُبْثِ» . يعني: بسكون الموحدة كرواية الأصيلي.
(10)
بابُ
(1)
وَضْعِ المَاءِ عِنْدَ الخَلَاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
143 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا هاشِمُ بنُ القاسِمِ، قالَ: حدَّثنا وَرْقاءُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي يَزِيدَ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الخَلاءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، قالَ
(1)
: «مَنْ وَضَعَ هَذا؟» . فَأُخْبِرَ، فقالَ:«اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(11)
بابٌ
(1)
: لَا تُسْتَقْبَلُ القِبْلَةُ
(2)
بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ
(3)
، إِلَّا عِنْدَ البِنَاءِ: جِدَارٍ أَوْ نَحْوِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا ضبطت في [ب، ص] بالوجهين: «لا تُستقبَلُ القِبلةُ .. » بالبناء للمفعول، و:«لا يَستقبِلُ القِبلةَ» بالبناء للفاعل، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (و) بالبناء
(3)
في رواية ابن عساكر: «ولا بول» .
144 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قالَ: حدَّثنا
(1)
الزُّهْرِيُّ، عن عَطاءِ بنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:
⦗ص: 107⦘
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَتَى أَحَدُكُمُ الغائِطَ، فَلا يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وَلا يُوَلِّها ظَهْرَهُ، شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا» .
(1)
في نسخة: «حدَّثني» (ب، ص).
(12)
بابُ
(1)
مَنْ تَبَرَّزَ على لَبِنَتَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
145 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا
(1)
مالكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، عن عَمِّهِ واسِعِ بنِ حَبَّانَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كانَ يَقُولُ: إِنَّ ناسًا يَقُولُونَ: إذا قَعَدْتَ على حاجَتِكَ فَلا تَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وَلا بَيْتَ المَقْدِسِ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: لقد ارْتَقَيْتُ يَوْمًا
(2)
على ظَهْرِ بَيْتٍ لَنا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ المَقْدِسِ لِحاجَتِهِ. وقالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الذِينَ يُصَلُّونَ على أَوْراكِهِمْ؟! فَقُلْتُ: لا أَدْرِي واللَّهِ. قالَ مالكٌ: يَعْنِي الذِي يُصَلِّي وَلا يَرْتَفِعُ عن الأَرْضِ، يَسْجُدُ وهو لاصِقٌ بِالأَرْضِ.
(1)
في (و، ب، ص): «أخبَرَنا» .
(2)
لفظة: «يومًا» ليست في رواية ابن عساكر.
(13)
بابُ
(1)
خُرُوجِ النِّسَاءِ إلى البَرَازِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
146 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَزْواجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إذا تَبَرَّزْنَ إلى المَناصِعِ، وهو صَعِيدٌ أَفْيَحُ، فَكانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِساءَكَ. فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ
(1)
، زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَيْلَةً مِنَ اللَّيالي عِشاءً، وَكانَتِ امْرَأَةً
⦗ص: 108⦘
طَوِيلَةً، فَناداها عُمَرُ: أَلَا قَدْ عَرَفْناكِ يا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى
(2)
أَنْ يُنْزَلَ
(3)
الحِجابُ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيةَ الحِجابِ
(4)
.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «زَمَعَةَ» .
(2)
لفظة: «على» ليست في رواية الأصيلي.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَنْزِلَ» .
(4)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي: «فَأَنْزَلَ اللهُ الحِجابَ» ، وضُرِب في (ن) على لفظة:«آيةَ» بالحمرة.
147 -
حدَّثنا
(1)
زَكَرِيَّا: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«قَدْ أُذِنَ أَنْ تَخْرُجْنَ في حاجَتِكُنَّ» . قالَ هِشامٌ: يَعْنِي البَرَازَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثني» .
(14)
بابُ
(1)
التَّبَرُّزِ في البُيُوتِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
148 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بنُ عِياضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن
مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، عن واسِعِ بنِ حَبَّانَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، قالَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ ظَهْرِ
(2)
بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حاجَتِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حاجَتَهُ، مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ، مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «ظهر» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(14 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي وأبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
149 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى
⦗ص: 109⦘
بنِ حَبَّانَ، أَنَّ عَمَّهُ واسِعَ بنَ حَبَّانَ أخبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ أخبَرَهُ، قالَ: لقد ظَهَرْتُ ذاتَ يَوْمٍ على ظَهْرِ بَيْتِنا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قاعِدًا على لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ المَقْدِسِ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ هارُونَ» .
(15)
بابُ
(1)
الاسْتِنْجَاءِ بِالمَاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
150 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ هِشامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي مُعاذٍ -واسْمُهُ عَطاءُ بنُ أَبِي مَيْمُونَةَ
(1)
- قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالكٍ يَقُولُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ لِحاجَتِهِ، أَجِيءُ أَنا وَغُلامٌ، مَعَنا إِداوَةٌ مِنْ ماءٍ. يَعْنِي
(2)
: يَسْتَنْجِي
(3)
بِهِ.
(1)
قوله: «واسمه عطاء بن أبي ميمونة» ليس في رواية [عط].
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
بابُ
(1)
مَنْ حُمِلَ مَعَهُ المَاءُ لِطُهُورِهِ
(2)
وقالَ أبو الدَّرْداءِ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صاحِبُ النَّعْلَيْنِ والطَّهُورِ والوِسَادِ؟!
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «لِطَهُورٍ» بفتح الطاء وحذف الضمير.
151 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي مُعاذٍ -هو عَطاءُ بنُ أَبِي مَيْمُونَةَ
(1)
- قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا
(2)
يَقُولُ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ لِحاجَتِهِ، تَبِعْتُهُ أَنا وَغُلامٌ مِنَّا، مَعَنا إِداوَةٌ مِنْ ماءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «عن عطاءِ بنِ أبي ميمونة» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أنسَ بن مالك» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» . كتبت بالحمرة.
(17)
بابُ
(1)
حَمْلِ العَنَزَةِ مَعَ المَاءِ في الاسْتِنْجَاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
152 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَطاءِ بنِ أَبِي مَيْمُونَةَ:
سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالكٍ يَقُولُ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ الخَلاءَ، فَأَحْمِلُ أَنا وَغُلامٌ إِداوَةً مِنْ ماءٍ وَعَنَزَةً، يَسْتَنْجِي بِالماءِ.
تابَعَهُ النَّضْرُ وَشاذانُ عن شُعْبَةَ.
العَنَزَةُ: عَصًا عَلَيْهِ زُجٌّ
(2)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(2)
قوله: «العنزة عصًا عليه زجٌّ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت. «لا الحمرة إلى»
(18)
بابُ
(1)
النَّهْيِ عن الاسْتِنْجَاءِ بِاليَمِينِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
153 -
حدَّثنا
(1)
مُعاذُ بنُ فَضالةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ -هو الدَّسْتَوائِيُّ- عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ:
عن أَبِيهِ
(2)
، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَفَّسْ في الإِناءِ، وَإِذا أَتَى الخَلاءَ فَلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ» .
(19)
بابٌ
(1)
: لَا يُمْسِكُ
(2)
ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إذا بَال
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «لا يَمَسُّ» كتبت بالحمرة.
154 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتَادَةَ:
⦗ص: 111⦘
عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلا يَأخُذَنَّ
(1)
ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلا يَسْتَنْجِ
(2)
بِيَمِينِهِ، وَلا يَتَنَفَّسْ في الإِناءِ».
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، بنون التأكيد، ولغيره بدونها (ب، ص).
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي و [عط] و [صع] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ولايَسْتَنْجِي» . وهو المثبت في متن (ب، ص) وأشار بهامشها إلى المثبت في المتن.
(20)
بابُ
(1)
الاسْتِنْجَاءِ بِالحِجَارَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
155 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ يَحْيَى بنِ سَعِيدِ بنِ عَمْرٍو المَكِّيُّ، عن جَدِّهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: اتَّبَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ
لِحاجَتِهِ، فَكانَ لا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فقالَ: «ابْغِنِي
(1)
أَحْجارًا أَسْتَنْفِضْ بها -أَوْ نَحْوَهُ- وَلا تَأتِنِي
(2)
بِعَظْمٍ، وَلا رَوْثٍ». فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجارٍ بِطَرَفِ ثِيابِي، فَوَضَعْتُها
(3)
إلى جَنْبِهِ، وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا قَضَى
(4)
أَتْبَعَهُ بِهِنَّ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي:«أَبْغِ لي» بهمزة قطع.
(2)
في رواية ابن عساكر ونسخة لأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا تأتيني» ، وفي رواية [عط]:«ولا تأتي» وضبَّب على رواية [عط] في (ب، ص).
(3)
في رواية [عط]: «فوضَعَها» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
156 -
حدَّثنا
(1)
أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: لَيْسَ أبو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَسْوَدِ، عن أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الغَائِطَ، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ
⦗ص: 112⦘
حَجَرَيْنِ، وَالتَمَسْتُ الثَّالثَ فَلَم أَجِدْهُ
(2)
، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً فَأَتَيْتُهُ بها، فَأَخَذَ الحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وقالَ:«هَذَا رِكْسٌ» .
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت قبلَ هذا الحديث زيادة: «بابٌ: لا يُسْتَنْجَى بَرَوْثٍ» . ولفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «فلم أَجِد» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وقال إِبراهِيمُ بنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي إِسحاق: حَدَّثَني عَبدُ الرَّحمَنِ» . وانظر تغليق التعليق: 2/ 102.
(22)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
157 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً مَرَّةً.
(23)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
158 -
حدَّثنا
(1)
حُسَيْنُ
(2)
بنُ عِيسَى، قالَ: حدَّثنا يُونُسُ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا
(3)
فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرِ
(4)
بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «الحسين» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَخبَرَنا» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن محمد» .
(24)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي (ن، و، ق).
159 -
160 - حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، قالَ: حدَّثني إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ عَطاءَ بنَ يَزِيدَ أخبَرَه: أَنَّ حُمْرانَ مَوْلَى عُثْمانَ أخبَرَه:
⦗ص: 113⦘
أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ دَعا بِإِناءٍ، فَأَفْرَغَ على كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرارٍ
(1)
فَغَسَلَهُما، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الإِناءِ، فَمَضْمَضَ
(2)
واسْتَنْشَقَ
(3)
، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ إلى المَرْفِقَيْنِ ثَلاثَ مِرارٍ، ثُمَّ
(4)
مَسَحَ بِرَأسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مِرارٍ إلى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فيهما نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ
(5)
مِنْ ذَنْبِهِ».
- وَعَنْ إِبْراهِيمَ، قالَ: قالَ صالِحُ بنُ كَيْسانَ: قالَ ابْنُ شِهابٍ: وَلَكِنْ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عن حُمْرانَ:
فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ
(6)
حَدِيثًا لَوْلا آيَةٌ
(7)
ما حَدَّثْتُكُمُوهُ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَتَوَضَّأُ
(8)
رَجُلٌ يُحْسِنُ
(9)
وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّي الصَّلاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ حَتَّى يُصَلِّيَها». قالَ عُرْوَةُ: الآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا
(10)
} [البقرة: 159].
(1)
في رواية الأصيلي و [عط]: «مرات» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فَتَمَضْمَضَ» .
(3)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر والحَمُّويِي وأبي ذر أيضًا، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«واسْتَنْثَرَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتبت بالحمرة، ولفظة:«ثم» ثابتة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(5)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا، وفي روايةٍ أخرى له:«غَفَرَ اللهُ ما تَقَدَّمَ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال: لأُحَدِّثنَّكُمْ» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «لولا الآيَةُ» .
(8)
في رواية [عط]: «لا يَتَوَضَّأَن» (ب، ص).
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَيُحسِنُ» .
(10)
في رواية [عط] زيادة: «الآيةَ» ، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«{مِنَ البَيِّنَاتِ}» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(25)
بابُ
(1)
الاسْتِنْثَارِ في الوُضُوءِ
ذَكَرَهُ عُثْمانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ زَيْدٍ وابْنُ عَبَّاسٍ
(2)
رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
161 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أبو إِدْرِيسَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ
(1)
قالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» .
(1)
قوله: «أنَّهُ» : ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(26)
بابُ
(1)
الاسْتِجْمَارِ وِتْرًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
162 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ، ثُمَّ ليَنْثُرْ
(1)
، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَها في وَضُوئِهِ
(2)
، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي أَيْنَ باتَتْ يَدُهُ».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «لِيَنْتَثِرْ» .
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وذكر في (ب، ص) أنَّ رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الإناء» .
(27)
بابُ
(1)
غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ، وَلَا يَمْسَحُ على القَدَمَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
163 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى، قالَ: حدَّثنا
(2)
أبو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن يُوسُفَ بنِ ماهِكٍ
(3)
:
⦗ص: 115⦘
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، قالَ
(4)
: تَخَلَّفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنَّا في سَفْرَةٍ سافَرْناها
(5)
، فَأَدْرَكَنا وَقَدْ أَرْهَقْنا العَصْرَ
(6)
، فَجَعَلْنا نَتَوَضَّأُ وَنَمْسَحُ على أَرْجُلِنا، فَنادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:«وَيْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ النَّارِ» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: بكسر الهاء والصرف وهو المثبت، وبفتح الهاء والمنع:«ماهَكَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«قال» (ن، و).
(5)
قوله: «سافرناها» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي.
(6)
في رواية الأصيلي: «أَرْهَقَتْنا العَصرُ» .
(28)
بابُ
(1)
المَضْمَضَةِ في الوُضُوءِ
(2)
قالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ زَيْدٍ رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «مِنَ الوضوء» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «بابٌ
…
».
164 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَطاءُ بنُ يَزِيدَ، عن حُمْرانَ مَوْلَى عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ:
أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ
(1)
دَعا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ على يَدَيْهِ مِنْ إِنائِهِ فَغَسَلَهُما ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ
(2)
واسْتَنْشَقَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ
(3)
ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذا، وقالَ
(4)
: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فيهما -يعني نَفْسَهُ
(5)
- غَفَرَ اللَّهُ لَهُ
(6)
ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنَ عَفَّان» .
(2)
في رواية أبي ذر و [عط]: «ثم مَضْمَضَ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «كِلْتا رِجْلَيْهِ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي ورواية [عط]:«كُلَّ رجلَيه» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «ثم قال» .
(5)
لفظة: «يعني» ليست في رواية كريمة وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ (ن، و)، وهي ليست في متن (ب، ص)، ولفظة:«نفسه» ليست في رواية ابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(6)
هكذا في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، ولغيرهما:«غُفِرَ لَهُ» .
(29)
بابُ
(1)
غَسْلِ الأَعْقَابِ
وَكانَ ابْنُ سِيرِينَ يَغْسِلُ مَوْضِعَ الخاتَمِ إذا تَوَضَّأَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
165 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكانَ يَمُرُّ بِنا والنَّاسُ يَتَوَضَّؤُونَ مِنَ المِطْهَرَةِ، قالَ
(2)
: أَسْبِغُوا الوُضُوءَ؛ فَإِنَّ أَبا القاسِمِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَيْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ النَّارِ» .
(1)
قوله: «بن أبي إياس» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(30)
بابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ في النَّعْلَيْنِ، وَلَا يَمْسَحُ على النَّعْلَيْنِ
166 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن عُبَيْدِ بنِ جُرَيْجٍ:
أَنَّهُ قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ: يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحابِكَ
(1)
يَصْنَعُها. قالَ: وَما هِيَ يا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قالَ: رَأَيْتُكَ لا تَمَسُّ مِنَ الأَرْكانِ إِلَّا اليَمانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إذا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إذا رَأَوُا الهِلالَ وَلَمْ
(2)
تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كان يَوْمُ
(3)
التَّرْوِيَةِ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا الأَرْكانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمَسُّ إِلَّا اليَمانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النَّعْلَ
(4)
الَّتِي
لَيْسَ فيها شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فيها، فَأَنا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَها، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بها، فَأَنا
(5)
أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بها، وَأَمَّا الإِهْلالُ فَإِنِّي
⦗ص: 117⦘
لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ راحِلَتُهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ أَصحابِنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فَلَمْ» .
(3)
هكذا ضبطت في متن (ب، ص) وضبطت في هامشهما بالرفع والنصب معًا، دون عزو، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النِّعال» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإنِّي» .
(31)
بابُ
(1)
التَّيَمُّنِ في الوُضُوءِ وَالْغَسْلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
167 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ، قالتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُنَّ في غَسْلِ ابْنَتِهِ: «ابْدَأْنَ بِمَيامِنِها وَمَواضِعِ الوُضُوءِ مِنْها» .
168 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني أَشْعَثُ بنُ سُلَيْمٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عن مَسْرُوقٍ:
عن عَائِشَةَ، قالتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ، فِي
(1)
شَأنِهِ كُلِّهِ.
(1)
صحَّح قبلها في اليونينيَّة، وفي رواية [عط]:«وفي» .
(32)
بابُ
(1)
التِمَاسِ الوَضُوءِ إذا حَانَتِ الصَّلَاةُ
وقالتْ عائِشَةُ: حَضَرَتِ الصُّبْحُ، فالْتُمِسَ الماءُ
(2)
فَلَمْ يُوجَدْ، فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فالتَمَسُوا الماءَ» .
169 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، وَحانَتْ صَلاةُ العَصْرِ، فالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 118⦘
في ذَلِكَ الإِناءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا مِنْهُ، قالَ: فَرَأَيْتُ الماءَ يَنْبُعُ
(2)
مِنْ تَحْتِ أَصابِعِهِ، حَتَّى تَوَضَّؤُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر و [عط]: «النَّبيَّ» .
(2)
أشار في هامش (ب، ص) إلى تثليث الباء من: «ينبع» .
(33)
بابُ المَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الإِنْسَانِ
-وَكَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بِهِ
(1)
بَأسًا أَنْ يُتَّخَذَ منها
(2)
الخُيُوطُ وَالْحِبَالُ- وَسُؤْرِ الكِلَابِ وَمَمَرِّهَا في المَسْجِدِ
(3)
وقالَ الزُّهْرِيُّ: إذا وَلَغَ في إِناءٍ
(4)
لَيْسَ لَهُ وَضُوءٌ غَيْرَهُ
(5)
يَتَوَضَّأُ بِهِ
(6)
.
وقالَ سُفْيانُ: هَذا الفِقْهُ بِعَيْنِهِ، يَقُولُ اللَّهُ
(7)
تَعالَى
(8)
: {فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ} [النساء: 43] وَهَذا
(9)
ماءٌ، وَفِي النَّفْسِ منه شَيْءٌ، يَتَوَضَّأُ بِهِ
(10)
وَيَتَيَمَّمُ.
(1)
لفظة: «به» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «مِنه» .
(3)
في رواية [عط] زيادة: «وأَكلِها» .
(4)
في رواية أبي ذر: «في الإناء» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَيْرُهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «بها» .
(7)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لقولِ اللهِ» .
(8)
بهامش اليونينية دون رمز: «عز وجل» (ن).
(9)
في رواية الأصيلي: «فهذا» .
(10)
في رواية [عط]: «منه» .
170 -
حدَّثنا مالِكُ بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن عاصِمٍ، عن ابْنِ سِيرِينَ، قالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: عِنْدَنا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَصَبْناهُ مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ، أَوْ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ. فقالَ: لأَنْ تَكُونَ
(1)
عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ
(2)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيا وَما فيها.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَكُونَ» .
(2)
لفظة: «منه» ليست في رواية أبي ذر.
171 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سَعِيدُ بنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا عَبَّادٌ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن ابْنِ سِيرِينَ:
عن أَنَسٍ
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَلَقَ رَأسَهُ، كان أبو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
172 -
173 - حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، عَنْ مالِكٍ
(2)
، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: إِنَّ
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا شَرِبَ الكَلْبُ فِي
(4)
إِناءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا».
(5)
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بابٌ: إِذا شَرِبَ الكلبُ في إِناءِ أَحدِكُم فليغسلهُ سَبعًا» قبل هذا الحديث.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا مالكٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «عن أبي هريرة: أنَّ» .
(4)
في رواية [عط]: «من» .
(5)
بهامش اليونينية مكتوب بالحمرة: «بابٌ: إِذا شَرِبَ الكلبُ في إِناءِ أَحدِكُم فليغسلهُ سَبعًا
173 -
حدَّثنا إسحاقُ: أخبَرَنا عبدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ: سمعتُ أبي، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُرَيرةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنَّ رَجُلًا رأى كلبًا ياكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ [في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط] زيادة: «قال:» ] فأخَذَ الرَّجلُ خُفَّهُ، فجعَل يَغْرِفُ لَهُ بهِ حتى أَرْوَاهُ، فشَكَرَ اللهُ له، فَأدْخَلَه الجنةَ». [انظر تحفة الأشراف: 12825].
ورمز إلى أنَّ البابَ والترجمة لم يردا في رواية أبي ذر والأصيلي، ثم كتب تعليقًا:(وهذا المكتوب بالحمرة ثابتٌ عند ابنِ عساكر بعد حديث «عبد الله بن يوسف: حدَّثنا مالك»، ويلي الذي بالحمرة: «قال أحمد بن شَبِيب». وهذا المكتوب بالحمرة ما خلا التبويبَ في أصل الحافظ المنذري إلَّا أنَّ عليه: لا إلى).
174 -
وقالَ أَحْمَدُ بنُ شَبِيبٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: حدَّثني
حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 120⦘
عن أَبِيهِ، قالَ: كانَتِ الكِلابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ
(1)
في المَسْجِدِ، في زَمانِ
(2)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَكُونُوا
(3)
يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كانت الكلابُ تُقْبِلُ وتُدبرُ» . وفي هامش (ن): في نسخة الأصيلي قال: في رواية إبراهيم بن معقل النَّسفي: «تَبولُ وتُقبلُ وتُدبرُ» . اهـ.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «زمن» كتبت بالحمرة (ن، و، ق).
(3)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر أيضًا، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية الحَمُّويي. وفي رواية أخرى لابن عساكر: «فلم يكن» ، وقيَّدها في (ن) بحاشية روايته.
175 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن ابْنِ أَبِي السَّفَرِ
(1)
، عن الشَّعْبِيِّ:
عن عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ
(2)
: «إِذا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ المُعَلَّمَ فَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِذا أَكَلَ فَلا تَأكُلْ؛ فَإِنَّما أَمْسَكَهُ على نَفْسِهِ» . قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ. قالَ: «فَلا تَأكُلْ؛ فَإِنَّما سَمَّيْتَ على كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ على كَلْبٍ آخَرَ» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «السَّفْرِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(34)
بابُ
(1)
مَنْ لَمْ يَرَ الوُضُوءَ إِلَّا مِنَ المَخْرَجَيْنِ:
مِنَ
(2)
القُبُلِ وَالدُّبُرِ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(3)
: {أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ} [المائدة: 6]
وقالَ عَطاءٌ فِيمَنْ يَخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ الدُّودُ، أَوْ مِنْ ذَكَرِهِ نَحْوُ القَمْلَةِ: يُعِيدُ الوُضُوءَ
(4)
.
وقالَ جابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(5)
: إذا ضَحِكَ في الصَّلاةِ أَعادَ الصَّلاةَ وَلَمْ يُعِدِ الوُضُوءَ.
⦗ص: 121⦘
وقالَ الحَسَنُ: إِنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفارِهِ
(6)
، أَوْ خَلَعَ
(7)
خُفَّيْهِ فَلا وُضُوءَ عَلَيْهِ.
وقالَ أبو هُرَيْرَةَ: لا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ.
وَيُذْكَرُ عن جابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غَزْوَةِ ذاتِ الرِّقاعِ، فَرُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَنَزَفَهُ الدَّمُ، فَرَكَعَ وَسَجَدَ وَمَضَى في صَلاتِهِ.
وقالَ الحَسَنُ: ما زالَ المُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ في جِراحاتِهِمْ.
وقالَ طاوُوسٌ وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَعَطاءٌ وَأَهْلُ الحِجازِ: لَيْسَ في الدَّمِ وُضُوءٌ.
وَعَصَرَ ابْنُ عُمَرَ بَثْرَةً، فَخَرَجَ منها الدَّمُ وَلَمْ
(8)
يَتَوَضَّأْ.
وَبَزَقَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى دَمًا فَمَضَى في صَلاتِهِ.
وقالَ ابْنُ عُمَرَ والْحَسَنُ فِيمَنْ يَحْتَجِمُ
(9)
: لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا
(10)
غَسْلُ مَحاجِمِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «مِنَ» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر و [عط]، وضبَّب عليها في (ب، ص).
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لقوله عز وجل» . كتبت بالحمرة (ن، و) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ب، ص) أنَّ روايتهم: «لقوله تعالى» .
(4)
بهامش اليونينية بدون رقم: «يعيد الصلاةَ» كتبت بالحمرة.
(5)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية الأصيلي.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أو أظفاره» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «وخلع» .
(8)
في روايةٍ عن أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الدَّمُ فلم» ، وفي رواية عنهم:«دَمٌ فلم» ، وفي رواية ابن عساكر:«دَمٌ ولم»
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «احتَجَمَ» .
(10)
لفظة: «إلَّا» ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا (ن، و)، وبهامش (ن): عند الأصيلي في الأصل: فليس غسل محاجمه [كذا، ولعل الصواب: فليس عليه
…
]. وقال في الهامش: صح ثبوت «إلَّا» للمُستملي وحده. اهـ.
176 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «لا يَزالُ العَبْدُ في صَلاةٍ، ما كانَ
(3)
في المَسْجِدِ
⦗ص: 122⦘
يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، ما لَمْ يُحْدِثْ». فقالَ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ: ما الحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: الصَّوْتُ. يَعْنِي: الضَّرْطَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما دامَ» .
177 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(1)
، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «سفيانُ بن عُيينةَ» .
178 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ، عن مُحَمَّد ابنِ
(2)
الحَنَفِيَّةِ قالَ:
قالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ، فقالَ:«فِيهِ الوُضُوءُ» .
وَرَواهُ
(3)
شُعْبَةُ عن الأَعْمَشِ.
(1)
قوله: «بنُ سعيدٍ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
هكذا في (ن) بألف، وفي باقي الأصول بدونها، وفي هامش (ب): كذا في الفرع (بن) من غير ألف ومن غير تنوين. اهـ.
(3)
في رواية ابن عساكر: «رواه» .
179 -
حدَّثنا
(1)
سَعْدُ بنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ عَطاءَ بنَ يَسارٍ أخبَرَه: أَنَّ زَيْدَ بنَ خالِدٍ أخبَرَه:
أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ
(2)
رضي الله عنه؛ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إذا جامَعَ فَلَمْ
(3)
يُمْنِ؟ قالَ عُثْمانُ: يَتَوَضَّأُ
⦗ص: 123⦘
كَما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ. قالَ عُثْمانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلْتُ عن ذَلِكَ عَلِيًّا والزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَأُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رضي الله عنهم، فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ.
(1)
هذا الحديث ليس في رواية [عط]، كذا رمز في الأصول كلها، والظاهر أنَّ هذا الحديث كان في النسخة، ثمَّ ضُرب عليه، بدليل الفروق المقيَّدة لألفاظ الحديث في هذه الرواية
(2)
قوله: «بن عَفَّان» ليس في رواية ابن عساكر و [عط].
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «ولم» .
180 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا النَّضْرُ، قالَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ذَكْوانَ أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إلى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، فَجاءَ وَرَأسُهُ يَقْطُرُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَعَلَّنا أَعْجَلْناكَ؟» فقالَ
(3)
: نَعَمْ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُعْجِلْتَ
(4)
أَوْ قُحِطْتَ
(5)
فَعَلَيْكَ الوُضُوءُ
(6)
».
تابَعَهُ وَهْبٌ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ
(7)
.
(1)
في رواية [عط]: «حدَّثني» .
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] زيادة:«هو ابن منصور» .
(3)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عُجِلْتَ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «أُقْحِطْتَ» بالبناء للمفعول، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية [ح] بدل رواية ابن عساكر.
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الوُضُوءَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «عن شُعبةَ» . وفي رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وَلَمْ [في رواية أبي ذر: لم، وعند ابن عساكر: قال أبو عَبْدِ اللَّهِ: ولم] يَقُلْ غُنْدَرُ وَيَحْيَى عن شُعْبَةَ: الْوُضُوءُ» . وهذه الزيادة مثبتة في متن (ق، ب، ص) وكتبت بالحمرة. وهي مقدَّمة في رواية ابن عساكر على قوله: «تَابَعَهُ وَهْبٌ، قال: عن شُعْبَةَ» .
(35)
بابُ
(1)
الرَّجُلِ يُوَضِّئُ صَاحِبَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
181 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا يَزِيدُ بنُ هارُونَ، عن يَحْيَى، عن مُوسَى بنِ عُقْبَةَ،
⦗ص: 124⦘
عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَفاضَ مِنْ عَرَفَةَ، عَدَلَ إلى الشِّعْبِ، فَقَضَى حاجَتَهُ. قالَ أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ
(2)
: فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي؟ فقالَ
(3)
: «الْمُصَلَّى أَمامَكَ» .
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سلام» في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثنَا محمدُ بنُ سلام» ، وفي رواية ابن عساكر:«حدَّثنا ابنُ سلام» .
(2)
قوله: «بن زيد» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
182 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني سَعْدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ نَافِعَ بنَ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ أخبَرَه: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بنَ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ:
عن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ: أَنَّهُ كان مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، وَأَنَّهُ ذَهَبَ لِحاجَةٍ لَهُ، وَأَنَّ مُغِيرَةَ
(1)
جَعَلَ يَصُبُّ الماءَ
(2)
عَلَيْهِ وهو يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأسِهِ، وَمَسَحَ على الخُفَّيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «المغيرةَ» .
(2)
لفظة: «الماء» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط].
(36)
بابُ
(1)
قِرَاءَةِ القُرَآنِ بَعْدَ الحَدَثِ وَغَيْرِهِ
وقالَ مَنْصُورٌ عن إِبْراهِيمَ: لَا بَأسَ بِالْقِراءَةِ في الحَمَّامِ، وَبِكَتْبِ
(2)
الرِّسالَةِ على غَيْرِ وُضُوءٍ.
وقالَ حَمَّادٌ عن إِبْراهِيمَ: إِنْ كان عَلَيْهِمْ إِزارٌ فَسَلِّمْ
(3)
، وَإِلَّا فَلَا تُسَلِّمْ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَيكتُبُ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «عَلَيهِم» .
183 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن مَخْرَمَةَ بنِ سُلَيْمانَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ:
أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ أخبَرَه: أَنَّهُ باتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خالَتُهُ،
⦗ص: 125⦘
فاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسادَةِ، واضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ في طُولِها، فَنامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذا
(1)
انْتَصَفَ اللَّيْلُ -أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ- اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ
(2)
يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآياتِ الخَواتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرانَ، ثُمَّ قامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ منها فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قامَ يُصَلِّي. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى على رَأسِي، وَأَخَذَ
بِأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُها، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ
(3)
، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتاهُ المُؤَذِّنُ، فَقامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
(1)
لفظة: «إذا» ليست في رواية ابن عساكر، وعزا في (ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية الأصيلي بدل رواية ابن عساكر
(2)
في نسخة: «فَجَعَلَ» (ب)، وعكس في (ص) فجعل ما في المتن هامشًا مُصححًا عليه، وما في الهامش متنًا.
(3)
بهامش (ن): «ستة» يعني عدد مرات تكرار لفظ: «ركعتين» .
(37)
بابُ
(1)
مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ إِلَّا مِنَ الغَشْيِ المُثْقِلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
184 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني
(1)
مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ
(2)
، عن امْرَأَتِهِ فاطِمَةَ:
عن جَدَّتِها أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّها قالتْ: أَتَيْتُ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذا النَّاسُ قِيامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذا هِيَ قائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: ما لِلنَّاسِ؟ فَأَشارَتْ بِيَدِها نَحْوَ السَّماءِ، وقالتْ
(3)
: سُبْحانَ اللَّهِ. فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشارَتْ أَيْ: نَعَمْ
(4)
. فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي
⦗ص: 126⦘
الغَشْيُ، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأسِي ماءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ما مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ في مَقامِي هَذا، حَتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ
(5)
، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في القُبُورِ
(6)
مِثْلَ -أَوْ قَرِيبَ
(7)
مِنْ- فِتْنَةِ الدَّجَّالِ -لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالتْ أَسْماءُ- يؤتَى أَحَدُكُمْ فَيُقالُ
(8)
: ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ -أَوِ المُوْقِنُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالتْ أَسْماءُ- فَيَقُولُ: هو مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، جاءَنا بِالْبَيِّناتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنا وَآمَنَّا واتَّبَعْنا. فَيُقالُ
(9)
: نَمْ صالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا. وَأَمَّا المُنافِقُ -أَوِ المُرْتَابُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالتْ أَسْماءُ- فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
قوله: «بن عروة» ليس في رواية [عط].
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالتْ» .
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَنْ نَعَمْ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجَنَّةِ والنَّارِ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «في قبوركم» .
(7)
ضُبطت في متن (ب): «قريبً» بالتنوين، لعله للتنبيه على كلا الضبطين، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أو قريبًا» .
(8)
في رواية الأصيلي زيادة: «له» .
(9)
في رواية الحَمُّويي والأصيلي زيادة: «له» .
(38)
بابُ
(1)
مَسْحِ الرَّأسِ كُلِّهِ
(2)
؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(3)
: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} [المائدة: 6]
وقالَ ابْنُ المُسَيَّبِ: المَرْأَةُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ، تَمْسَحُ على رَأسِها.
وَسُئِلَ مالِكٌ: أَيُجْزِئُ أَنْ يَمْسَحَ بَعْضَ
(4)
الرَّأسِ
(5)
؟ فاحْتَجَّ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «كلِّه» ثابتة في رواية المُستملي أيضًا، قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية الأصيلي: «عز وجل» ، وفي رواية ابن عساكر:«سبحانه وتعالى» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «ببعض» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَأسِهِ» .
185 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن عَمْرِو بنِ يَحْيَى المازِنِيِّ، عن أبِيهِ:
أنَّ رَجُلًا قالَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ -وَهْوَ جَدُّ عَمْرِو بنِ يَحْيَى-: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كان
⦗ص: 127⦘
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ زَيْدٍ: نَعَمْ. فَدَعا بِمَاءٍ، فَأَفْرَغَ على يَدَيْهِ
(2)
فَغَسَلَ مَرَّتَيْنِ
(3)
، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ
(4)
ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ
(5)
إلى المِرْفَقَيْنِ
(6)
، ثُمَّ مَسَحَ رَأسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِما وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأسِهِ حَتَّى ذَهَبَ بِهِما إلى قَفاهُ، ثُمَّ رَدَّهُما إلى المَكانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَلَى يَدِهِ» بالإفراد.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَغَسَل يَدَهُ مرتين» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «واستنشقَ» .
(5)
اختُلف في ضبط رواية الأصيلي: ففي (ن، و، ق) أن روايته: «ثم غسل يديه إلى المرفقين» ؛ بسقوط ذكر العدد، وفي (ب، ص) أنها: «ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين» ؛ بتأخير العدد عن المرفقين، وأشار في (ب، ص) إلى أنَّ روايته قد ضبطت في بعض النسخ: «ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين» .
(6)
هكذا بتثنية المرفق في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ لأبي ذر أيضًا، وهي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي كما في (ك)، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر:«إلى المرفق» بالإفراد، كتبت بالحمرة، وهي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ كما في (ك)، قارن بما في الإرشاد.
(39)
بابُ
(1)
غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ إلى الكَعْبَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
186 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى: حدَّثنا
(2)
وُهَيْبٌ، عن عَمْرٍو، عن أَبِيهِ: شَهِدْتُ عَمْرَو بنَ أَبِي حَسَنٍ:
سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ زَيْدٍ عن وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعا بِتَوْرٍ مِنْ ماءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَأَكْفَأَ على يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ
(3)
ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في التَّوْرِ، فَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ واسْتَنْثَرَ، ثَلَاثَ
(4)
غَرَفاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمُّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ
(5)
⦗ص: 128⦘
إلى المِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأسَهُ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «قالَ: حدَّثنا» .
(3)
في رواية [عط]: «يَدَهُ» بالإفراد.
(4)
في رواية الأصيلي: «بثَلاثِ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثم أَدْخَلَ يديه مرتين» بدون ذكر الغَسل، وفي رواية الأصيلي:«ثم أدخل يده فغسل يديه مرتين» . قارن بما في السلطانية.
(40)
بابُ
(1)
اسْتِعْمَالِ فَضْلِ وَضُوءِ النَّاسِ
وَأَمَرَ جَرِيرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ أَهْلَهُ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا بِفَضْلِ سِواكِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
187 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا الحَكَمُ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم بِالْهاجِرَةِ، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ، فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، والْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ.
188 -
وقالَ أبو مُوسَى: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فِيهِ ماءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فيهِ، ثُمَّ قالَ لَهُما:«اشْرَبا مِنْهُ، وَأَفْرِغا على وُجُوهِكُما وَنُحُورِكُما» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
189 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ:
أخبَرَني
(1)
مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ، قالَ: وَهْوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في وَجْهِهِ وَهْوَ غُلَامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ.
وقالَ عُرْوَةُ، عن المِسْوَرِ وَغَيْرِهِ، يُصَدِّقُ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما صاحِبَهُ: وَإِذا تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كادُوا يَقْتَتِلُونَ على وَضُوئِهِ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «حدَّثني» كتبت بالحمرة.
190 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا حاتِمُ بنُ إِسْماعِيلَ، عن الجَعْدِ، قالَ:
سَمِعْتُ السَّائِبَ بنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خالَتِي إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ
(2)
. فَمَسَحَ رَأسِي، وَدَعا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إلى خاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، مِثْلَ
(3)
زِرِّ الحَجَلَةِ.
(1)
في رواية المُستملي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابٌ: حدَّثنا» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وَقِعٌ» ؛ بكسر القاف، وفي رواية أبي ذر ونسخة السميساطي:«وَقَعَ» بفتح القاف.
(3)
بالنصب؛ مفعولُ «نَظَرتُ» ، وفي رواية الأصيلي:«مِثْلِ» بالجر؛ بدلًا من «خاتَم» .
(41)
بابُ مَنْ مَضْمَضَ
(1)
وَاسْتَنْشَقَ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ
(1)
في رواية [عط]: «تمضمض» .
191 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا خالِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ أَفْرَغَ مِنَ الإِناءِ على يَدَيْهِ فَغَسَلَهُما، ثُمَّ غَسَلَ -أَوْ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ- مِنْ كَفَّةٍ
(1)
واحِدَةٍ
(2)
، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأسِهِ، ما أَقْبَلَ وَما أَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قالَ: هَكَذا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «كُفَّةٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«غَرْفَةٍ واحدةٍ» ، وفي رواية ابن عساكر:«كَفٍّ واحدةٍ» . وكتب بهامش اليونينية: «قال الأصيلي: صوابه: من كفٍّ واحدٍ» ا هـ.
(42)
بابُ
(1)
مَسْحِ الرَّأسِ مَرَّةً
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في روايةٍ عن الأصيلي: «مَسْحَةً» وضبطت روايته في (و): «مسحةً واحدةً» ، وفي أخرى عنه:«مَرَّةً وَاحِدَةً» .
192 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ، قالَ:
⦗ص: 130⦘
شَهِدْتُ عَمْرَو بنَ أَبِي حَسَنٍ، سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ زَيْدٍ عن وُضُوءِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَدَعا بِتَوْرٍ
مِنْ ماءٍ
(2)
فَتوَضَّأَ لَهُمْ
(3)
، فَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ واسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، بِثَلَاثِ غَرَفاتٍ مِنْ ماءٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ
(4)
، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِناءِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِناءِ فَمَسَحَ بِرَأسِهِ، فَأَقْبَلَ بِيَدِهِ
(5)
وَأَدْبَرَ بِهِما
(6)
، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِناءِ
(7)
فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ.
حدَّثنا
(8)
مُوسَى، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ
(9)
: مَسَحَ رَأسَهُ
(10)
مَرَّةً.
(11)
(1)
رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ اللهِ» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي وروايةٍ عن ابن عساكر أيضًا، وفي رواية كريمة وأخرى عن ابن عساكر:«فدعا بماءٍ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى الكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَكَفَأَ [في روايةٍ عن الأصيلي: «فَأَكْفَأَ» ، وفي أخرى عنه:«فَكَفَأَهُ» ] على يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ»، كتبت بالحمرة، وهي مثبتة كذلك في متن (ب، ص).
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «في الإناء» .
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ للأصيلي أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ للأصيلي:«بيديه» كتبت بالحمرة.
(6)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]:«بها» .
(7)
قوله: «في الإناء» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر.
(8)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثنا» .
(9)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «وقال» ، وعزاها في (و) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل الأصيلي.
(10)
في رواية أبي ذر و [عط]: «برأسِهِ» .
(11)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(43)
بابُ وُضُوءِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ، وَفَضْلِ وَضُوءِ
(1)
المَرْأَةِ
وَتَوَضَّأَ عُمَرُ بِالْحَمِيمِ
(2)
، مِنْ
(3)
بَيْتِ نَصْرانِيَّةٍ.
(4)
(1)
بفتح الواو أي الماء الفاضل في الإناء، وفي رواية [عط]:«وُضُوءِ» بضم الواو، ولا وجه لها.
(2)
بهامش اليونينية: «قال ابن الأثير في نهايته: ومنه الحديث: (أنه كان يغتسل بالحَميم) وهو الماء الحارُّ» . اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَمِنْ» .
(4)
هذا الأثر ليس في رواية ابن عساكر.
193 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عنْ نافِعٍ:
عنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ
(1)
أَنَّهُ قالَ: كانَ الرِّجالُ والنِّساءُ يَتَوَضَّؤُونَ في زَمانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن ابن عمر» .
(44)
بابُ
(1)
صَبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ على المُغْمَى عَلَيْهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
194 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: جاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، وَأَنا مَرِيضٌ لَا أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ، وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَعَقِلْتُ
(1)
، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنِ المِيرَاثُ؟ إِنَّما يَرِثُنِي كَلَالَةٌ. فَنَزَلَتْ آيَةُ الفَرائِضِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَعَقَلْتُ» .
(45)
بابُ
(1)
الغَسْلِ
(2)
وَالوُضُوءِ في المِخْضَبِ وَالقَدَحِ وَالخَشَبِ وَالحِجَارَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغُسْلِ» .
195 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُنِيرٍ
(1)
، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ بَكْرٍ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
عن أَنَسٍ، قالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقامَ مَنْ كانَ قَرِيبَ الدَّارِ إلى أَهْلِهِ، وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ
⦗ص: 132⦘
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجارَةٍ فِيهِ ماءٌ، فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ. قُلْنا
(2)
: كَمْ كُنْتُمْ؟ قالَ: ثَمانِينَ وَزِيادَةً.
(1)
في رواية الأصيلي: «المُنِير» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَقُلْنَا» ، وفي رواية [عط]:«قلتُ» .
196 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلَاءِ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعا بِقَدَحٍ فِيهِ ماءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ.
197 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ، قالَ: أَتانا
(1)
رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجْنا لَهُ ماءً في تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ، فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأسِهِ، فَأَقْبَلَ بِهِ وَأَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ.
(1)
هكذا في رواية الأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي، وفي رواية غيرهم:«أَتَى» وهو المثبت في متن (ب، ص)، وكتب الضمير «نا» في متن (ن، و) بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ» .
198 -
حدَّثنا أبو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ
(1)
:
أَنَّ عَائِشَةَ قالتْ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم واشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، اسْتَأذَنَ أَزْواجَهُ فِي
(2)
أَنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ في الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسٍ
⦗ص: 133⦘
وَرَجُلٍ آخَرَ -قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ فقالَ: أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: هو عَلِيٌّ
(3)
- وَكانَتْ عائِشَةُ
(4)
تُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ بَعْدَ ما دَخَلَ بَيْتَهُ
(5)
واشْتَدَّ
(6)
وَجَعُهُ: «هَرِيقُوا
(7)
عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ، لَعَلِّي أَعْهَدُ إلى النَّاسِ». وَأُجْلِسَ في مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنا نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلْكَ
(8)
، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنا: أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ. ثُمَّ خَرَجَ إلى النَّاسِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مَسْعُود» .
(2)
في هامش اليونينية دون رقم: «على» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «بنُ أبي طالب رضي الله عنه» .
(4)
زاد في (ن) بين الأسطر: «رضي الله عنها» ، وهي في هامش (و)، ومثبتة في متن (ب، ص).
(5)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«بَيْتَها» .
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «به» .
(7)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر و [عط] وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«أَهْرِيقُوا» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية المُستملي.
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(46)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ مِنَ التَّوْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
199 -
حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ
(1)
، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ، قالَ: كان عَمِّي يُكْثِرُ مِنَ الوُضُوءِ، قالَ
(2)
لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ:
أخبِرْني كَيْفَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فَدَعا بِتَوْرٍ مِنْ ماءٍ، فَكَفَأَ
(3)
على يَدَيْهِ، فَغَسَلَهُما ثَلَاثَ مِرارٍ
(4)
، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في التَّوْرِ، فَمَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِنْ غَرْفَةٍ
⦗ص: 134⦘
واحِدَةٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ
(5)
فاغْتَرَفَ بِها
(6)
، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
(7)
، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ
(8)
ماءً فَمَسَحَ رَأسَهُ
(9)
، فَأَدْبَرَ
(10)
بِهِ
(11)
وَأَقْبَلَ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، فقالَ
(12)
: هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن بلال» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية الأصيلي و [عط]، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مَرَّاتٍ» .
(5)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يديه» بالتثنية.
(6)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «بِهِمَا» .
(7)
في رواية الأصيلي والحَمُّويي والمُستملي و [عط]: «مِرَار» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بيديه» بالتثنية.
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بيديه» .
(10)
في رواية الأصيلي: «وأدبر» .
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
في رواية الأصيلي: «وقالَ» .
200 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن ثابِتٍ:
عن أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعا بِإِناءٍ مِنْ ماءٍ، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ، فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ماءٍ، فَوَضَعَ أَصابِعَهُ فِيهِ، قالَ أَنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إلى الماءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصابِعِهِ، قالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ، ما بَيْنَ السَّبْعِينَ إلى الثَّمانِينَ.
(47)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ بِالمُدِّ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
201 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، قالَ: حدَّثني ابْنُ جَبْرٍ
(1)
:
قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كانَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ -أَوْ كان يَغْتَسِلُ- بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أَمْدادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ.
(48)
بابُ
(1)
المَسْحِ على الخُفَّيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
202 -
حدَّثنا أَصْبَغُ بنُ الفَرَجِ المِصْرِيُّ
(1)
، عن ابْنِ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني عَمْرٌو: حدَّثني
(2)
أبو النَّضْرِ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ:
عن سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ مَسَحَ على الخُفَّيْنِ. وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ: سَأَلَ عُمَرَ
(3)
عن ذَلِكَ فقالَ: نَعَمْ، إذا حَدَّثَكَ شَيْئًا سَعْدٌ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ غَيْرَهُ.
وقالَ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ: أخبَرَني أبو النَّضْرِ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أخبَرَه: أَنَّ سَعْدًا، فقالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللَّهِ. نَحْوَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا أَصْبَغ المصري» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا أَصْبَغ بن الفَرَج» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَني عمرو بن الحارث، قالَ: حدَّثني» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنَ الخطاب» .
203 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ الحَرَّانِيُّ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن نافِعِ بنِ جُبَيْرٍ، عن عُرْوَةَ بنِ المُغِيرَةِ:
عن أَبِيهِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ خَرَجَ لِحاجَتِهِ، فاّْتَّبَعَهُ
المُغِيرَةُ بِإِداوَةٍ فِيها ماءٌ، فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حاجَتِهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ على الخُفَّيْنِ.
204 -
حدَّثنا أبو نُعَيمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحيَى، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عن جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُميَّة الضَّمْرِيِّ:
أنَّ أَباهُ أخبَرَهُ: أنَّهُ رَأى النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على الخُفَّيْنِ.
⦗ص: 136⦘
وَتابَعهُ
(2)
حَرْبُ بنُ شَدَّادٍ
(3)
، وَأَبانُ، عن يَحْيَى.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ اللهِ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «تابعه» بإسقاط الواو، وفي رواية ابن عساكر:«قال أبو عبد الله: وتابعه» .
(3)
قوله: «بن شَدَّاد» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
205 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن جَعْفَرِ بنِ عَمْرٍو
(1)
:
عن أَبِيهِ
(2)
، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على عِمامَتِهِ وَخُفَّيْهِ.
وَتابَعَهُ
(3)
مَعْمَرٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن عَمْرٍو، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن أُمَيَّة» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «تابعه» .
(49)
بابٌ
(1)
: إذا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ وَهُمَا طَاهِرَتَانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
206 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا زَكَرِيَّاءُ، عن عامِرٍ، عن عُرْوَةَ بنِ المُغِيرَةِ:
عن أَبِيهِ، قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَأَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فقالَ: «دَعْهُما، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُما طاهِرَتَيْنِ
(1)
». فَمَسَحَ عَلَيْهِما.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهما طاهرتان» .
(50)
بابُ
(1)
مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ لَحْمِ الشَّاةِ وَالسَّوِيقِ
وَأَكَلَ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ
(2)
لَحْمًا
(3)
فَلَمْ يَتَوَضَّؤُوا.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رضي الله عنهم» وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(3)
لفظة: «لحمًا» ثابتة في رواية الأصيلي و «عط» ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي أيضًا (ب، ص)، وهي مهمشة فيهما.
207 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسَارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
208 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني جَعْفَرُ بنُ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ:
أَنَّ أَبَاهُ أخبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شاةٍ، فَدُعِيَ إلى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَى السِّكِّينَ، فَصَلَّى
(2)
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «وصلى» .
(51)
بابُ
(1)
مَنْ مَضْمَضَ مِنَ السَّوِيقِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
209 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حارِثَةَ:
أَنَّ سُوَيْدَ بنَ النُّعْمَانِ أخبَرَهُ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إذا كانُوا بِالصَّهْباءِ، وَهِيَ أَدْنَى خَيْبَرَ، فَصَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ دَعا بِالأَزْوادِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْنا، ثُمَّ قامَ إلى المَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
210 -
حدَّثنا
(1)
أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو
(2)
، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ:
عن مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عِنْدَها كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن الحارث» .
(52)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُمَضْمِضُ
(2)
مِنَ اللَّبَنِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «يُتَمَضْمَضُ» .
211 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ وَقُتَيْبَةُ، قالا: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، فَمَضْمَضَ، وَقالَ:«إِنَّ لَهُ دَسَمًا» .
تابَعَهُ يُونُسُ
وَصالِحُ بنُ كَيْسانَ، عن الزُّهْرِيِّ.
(53)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ،
وَمَنْ لَمْ يَرَ مِنَ النَّعْسَةِ وَالنَّعْسَتَيْنِ أَوِ الخَفْقَةِ وُضُوءًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
212 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عن عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إذا صَلَّى وهو ناعِسٌ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ
(2)
نَفْسَهُ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ عُروةَ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: بالرفع وهو المثبت عطفًا على: «يستغفر» وبالنصب جوابًا ل «لعلَّ» ، وكتب فوقها «معًا» . وبالنصب رواية الأصيلي.
213 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذا نَعَسَ
(1)
في الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ، حَتَّى يَعْلَمَ ما يَقْرَأُ».
(1)
في رواية الأصيلي والحَمُّويي وابن عساكر زيادة: «أحدُكم» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(54)
بابُ
(1)
الوُضُوءِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
214 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
سُفْيانُ، عن عَمْرِو بنِ عامِرٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا
(2)
.
(خ) قالَ: وَحدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بنُ عامِرٍ:
عن أَنَسٍ
(3)
، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
215 -
حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
سُلَيْمانُ
(2)
، قالَ: حدَّثني
(3)
يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني بُشَيْرُ بنُ يَسَارٍ، قالَ:
أخبَرَني سُوَيْدُ بنُ النُّعْمَانِ، قالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالصَّهْباءِ، صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العَصْرَ، فَلَمَّا صَلَّى دَعا بِالأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يؤتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَكَلْنا وَشَرِبْنا، ثُمَّ قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى
(4)
لَنا المَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية [عط] زيادة: «يعني ابن بلال
(3)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «وصلَّى» .
(55)
بابٌ
(1)
: مِنَ الكَبَائرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
216 -
حدَّثنا عُثْمانُ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحائِطٍ مِنْ حِيطانِ المَدِينَةِ - أَوْ مَكَّةَ - فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسانَيْنِ يُعَذَّبانِ في قُبُورِهِما، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يُعَذَّبانِ، وَما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ» . ثُمَّ قالَ: «بَلَى، كان أَحَدُهُما لَا يَسْتَتِرُ
(1)
مِنْ بَوْلِهِ، وَكانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعا بِجَرِيدَةٍ،
⦗ص: 140⦘
فَكَسَرَها كِسْرَتَيْنِ
(2)
، فَوَضَعَ على كُلِّ قَبْرٍ منهما كِسْرَةً
(3)
، فَقِيلَ لَهُ
(4)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذا؟ قالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُما ما لَمْ يَيْبَسا
(5)
»، أَوْ: «إِلَى
(6)
أَنْ يَيْبَسا».
(1)
في رواية ابن عساكر: «لا يَسْتَبْرِئ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الكاف.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الكاف.
(4)
لفظة: «له» ليست في رواية ابن عساكر.
(5)
في (و، ب، ص): «تيبسا» بالمثناة الفوقية، انظر الإرشاد.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا» .
(56)
بابُ
(1)
ما جَاءَ في غَسْلِ البَوْلِ
وقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِصاحِبِ القَبْرِ: «كانَ لَا يَسْتَتِرُ
(2)
مِنْ بَوْلِهِ». وَلَمْ يَذْكُرْ سِوَى بَوْلِ النَّاسِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا، وفي أخرى عنه:«لا يَسْتَبْرِئُ» .
217 -
حدَّثنا يَعْقوبُ بنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا
(1)
إِسْماعيلُ بنُ إِبراهِيمُ، قالَ: حدَّثني رَوْحُ بنُ القاسِمِ، قالَ: حدَّثني عَطاءُ بنُ أَبِي مَيْمُونَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قالَ: كان النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ، أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ
(3)
بِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر و [ح]:«فَيَغْتَسِل» ، وفي رواية ابن عساكر:«فَتَغَسَّلَ» .
218 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ خَازِمٍ
(2)
،
قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن مُجاهِدٍ،
⦗ص: 141⦘
عن
(3)
طاؤُوسٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فقالَ: «إِنَّهُما لَيُعَذَّبانِ، وَما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُما فَكانَ لَا يَسْتَتِرُ
(4)
مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّها نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ في كُلِّ قَبْرٍ واحِدَةً. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذا
(5)
؟ قالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُما ما لَمْ يَيْبَسا» .
قالَ ابْنُ المُثَنَّى
(6)
: وحدَّثنا
(7)
وَكِيعٌ قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ قالَ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا مِثْلَهُ: «لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ»
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«بابٌ» قبل الحديث، وهو مثبت في متن (ب، ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«لا يَسْتَبْرِئُ» .
(5)
لفظة: «هذا» ثابتة في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، قارن بما في السلطانية.
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وقال محمد بن المثنى» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» بإسقاط الواو.
(8)
قوله: «لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي ولا في [عط]. «لا الحمرة إلى» .
(57)
بابُ
(1)
تَرْكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسِ الأَعْرَابِيَّ حَتَّى فَرَغَ مِنْ بَوْلِهِ في المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
219 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ: أخبَرَنا
(2)
إِسْحاقُ:
عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى أَعْرابِيًّا يَبُولُ في المَسْجِدِ، فقالَ:«دَعُوهُ» . حَتَّى إذا فَرَغَ
(3)
، دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ
(4)
عَلَيْهِ.
(1)
قوله: «بن إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «من بوله» .
(4)
في رواية الأصيلي: «فَصَبَّ» بحذف الضمير.
(58)
بابُ
(1)
صَبِّ المَاءِ على البَوْلِ في المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
220 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قامَ أَعْرابِيٌّ فَبالَ في المَسْجِدِ
(1)
، فَتَناوَلَهُ النَّاسُ، فقالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«دَعُوهُ، وَهَرِيقُوا على بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ -أَوْ ذَنُوبًا مِنْ ماءٍ- فَإِنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قام أعرابيٌّ في المسجدِ فبالَ» .
221 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(58 م)
بابٌ: يُهَرِيقُ المَاءَ على البَوْلِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي ولا في [عط]. «لا الحمرة إلى» وهو الصواب، أو تكونا قبل إسناد الحديث السابق.
221 م# حدَّثنا
(1)
خالِدٌ
(2)
، قالَ: وَحَدَّثَنا
(3)
سُلَيْمانُ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ، قالَ: جاءَ أَعْرابِيٌّ، فَبالَ في طائِفَةِ المَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ، أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَنُوبٍ مِنْ ماءٍ، فَأُهْرِيقَ
(4)
عَلَيْهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن مَخْلد» ، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية [عط].
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(4)
في الرواية أبي ذر: «فأُهُرِيق» بضم الهمزة والهاء.
(59)
بابُ
(1)
بَوْلِ الصِّبْيَانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
222 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّها
(1)
قالتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ، فَبالَ على ثَوْبِهِ، فَدَعا بِماءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ.
(1)
لفظة: «أنها» ليست في رواية ابن عساكر.
223 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ:
عن أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ
(1)
مِحْصَنٍ: أَنَّها أَتَتْ بِابْنٍ لَها صَغِيرٍ لَمْ يَأكُلِ الطَّعامَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حَجْرِهِ
(2)
، فَبالَ على ثَوْبِهِ، فَدَعا بِماءٍ، فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ابنةِ» .
(2)
قوله: «في حَجْرِه» ليس في رواية [عط].
(60)
بابُ
(1)
البَوْلِ قَائِمًا وَقَاعِدًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
224 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائلٍ:
عن حُذَيْفَةَ قالَ: أَتَى النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبالَ قائِمًا، ثُمَّ دَعا بِماءٍ، فَجِئْتُهُ بِماءٍ فَتَوَضَّأَ.
(61)
بابُ
(1)
البَوْلِ عِنْدَ صَاحِبِهِ، وَالتَّسَتُّرِ بِالْحَائِطِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
225 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائلٍ:
⦗ص: 144⦘
عن حُذَيْفَةَ، قالَ: رَأَيْتُنِي أَنا والنَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم نَتَماشَى، فَأَتَى سُباطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ حائِطٍ، فَقامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ، فَبالَ، فانْتَبَذْتُ مِنْهُ، فَأَشارَ إِلَيَّ فَجِئْتُهُ، فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ
(2)
حَتَّى فَرَغَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «والنَّبِيَّ» ، وكتب فوقها «معًا». وفي رواية الأصيلي:«ورسول الله» ، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية ابن عساكر، وأشار إليها في بعض الفروع في هامش (ب، ص).
(2)
في رواية الأصيلي: «عَقِبَيه» بالتثنية.
(62)
بابُ
(1)
البَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
226 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائلٍ، قالَ:
كانَ أبو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ في البَوْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرائِيلَ كان إذا أَصابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ. فقالَ حُذَيْفَةُ: لَيْتَهُ أَمْسَكَ؛ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُباطَةَ قَوْمٍ، فَبالَ قائِمًا.
(63)
بابُ
(1)
غَسْلِ الدَّمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
227 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: حَدَّثَتْنِي فاطِمَةُ:
عن أَسْمَاءَ، قالتْ: جاءَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فقالتْ: أَرَأَيْتَ إِحْدانا تَحِيضُ في الثَّوْبِ كَيْفَ تَصْنَعُ؟ قالَ
(2)
: «تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ
(3)
بِالْماءِ، وَتَنْضَحُهُ، وَتُصلِّي
(4)
فِيهِ».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلى النَّبيِّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(3)
بهامش اليونينية: «قال القاضي عياض: تُقَرِّصه بالتثقيل وكسر الراء، وبالتخفيف وضم الراء، بمعنى تقطعه بظفرها» . اهـ.
(4)
في رواية ابن عساكر: «ثم تصلي» .
228 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا
(2)
أبو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عَائِشَةَ، قالتْ: جاءَتْ فاطِمَةُ ابْنَةُ
(3)
أَبِي حُبَيْشٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا؛ إِنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذا أَدْبَرَتْ فاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ، ثُمَّ صَلِّي» . قالَ: وقالَ أَبِي: «ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكِ
(4)
الوَقْتُ».
(1)
في رواية ابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يعني ابن سلام» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بنتُ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(64)
بابُ
(1)
غَسْلِ المَنِيِّ وَفَرْكِهِ، وَغَسْلِ ما يُصِيبُ مِنَ المَرْأَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
229 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَمْرُو بنُ مَيْمُونٍ
(2)
الجَزَرِيُّ، عن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ:
عن عَائِشَةَ، قالتْ: كُنْتُ أَغْسِلُ الجَنابَةَ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَيَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ، وَإِنَّ بُقَعَ الماءِ في ثَوْبِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن المبارك» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بن مِهْران» ، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «رسولِ الله» .
230 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ، قالَ: حدَّثنا عَمْرٌو
(1)
، عن سُلَيْمانَ
(2)
، قالَ: سَمِعْتُ عائِشَةَ:
(خ): وَحدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ مَيْمُونٍ، عن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ قالَ:
⦗ص: 146⦘
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن المَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فقالتْ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ، وَأَثَرُ الغَسْلِ في ثَوْبِهِ: بُقَعُ
(3)
المَاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «يعني ابنَ مَيْمُون» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن يَسَار» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(65)
بابٌ
(1)
: إذا غَسَلَ الجَنَابَةَ أَوْ غَيْرَهَا فَلَمْ يَذْهَبْ أَثرُهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
231 -
حدَّثنا مُوسَى
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ مَيْمُونٍ، قالَ: سَأَلْتُ
(2)
سُلَيْمانَ بنَ يَسارٍ
فِي الثَّوْبِ تُصِيبُهُ الجَنابَةُ، قالَ:
قالتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ، وَأَثَرُ الغَسْلِ فِيهِ: بُقَعُ المَاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ إسماعيلَ المِنْقريّ [ضبطت بلفظين: «المِنْقَريّ» و «المِنْقِريّ» ، وكتب فوقها معا]»، وذكر في (ص) أن زيادة:«المنقري» لأبي ذر فقط، وهذا موافق لنسخة الزاهدي.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سمعتُ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر.
232 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ مَيْمُونِ بنِ مِهْرانَ، عن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ:
عن عَائِشَةَ: أَنَّها كانَتْ تَغْسِلُ المَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَراهُ فِيهِ بُقْعَةً أَوْ بُقَعًا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «رسولِ الله» .
(66)
بابُ
(1)
أَبْوَالِ الإِبِلِ وَالدَّوَابِّ وَالْغَنَمِ وَمَرَابِضِهَا
وَصَلَّى أبو مُوسَى في دارِ البَرِيدِ والسِّرْقِينِ والْبَرِّيَّةُ إلى جَنْبِهِ، فقالَ: هاهُنا وَثَمَّ سَواءٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
233 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: قَدِمَ أُناسٌ
(2)
مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ، فاجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمُ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلِقاحٍ، وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوالِها وَأَلْبانِها، فانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَحُّوا، قَتَلُوا راعِيَ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، واسْتاقُوا إبِلَهم
(5)
، فَجاءَ الخَبَرُ في أَوَّلِ النَّهارِ، فَبَعَثَ في آثارِهِمْ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهارُ جِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ
(6)
، وَسُمِرَتْ أَعْيُنُهُمْ، وَأُلْقُوا في الحَرَّةِ، يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ. قالَ أبو قِلَابَةَ: فَهَؤُلَاءِ سَرَقُوا وَقَتَلُوا
(7)
، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ، وَحارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قَدِمَ ناسٌ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بَدَل المُستملي.
(3)
هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «رسولِ الله» .
(5)
بهامش اليونينية دون رقم: «النَّعَمَ» وهو المثبت في متن (ب، ص)، وأُثبت اللفظان معًا في متن (و).
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي والحَمُّويي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فأمر بِقَطْعِ أيديهم وأرجلِهم» .
(7)
في رواية الأصيلي: «قَتَلوا وسَرَقوا» .
234 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
أبو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بنُ حُمَيْدٍ
(2)
:
عن أَنَسٍ، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى المَسْجِدُ في مَرابِضِ الغَنَمِ.
(67)
بابُ
(1)
ما يَقَعُ مِنَ النَّجاساتِ في السَّمْنِ والْماءِ
وقالَ الزُّهْرِيُّ: لَا بَأسَ بِالْماءِ ما لَمْ يُغَيِّرْهُ طَعْمٌ أَوْ رِيحٌ أَوْ لَوْنٌ.
وقالَ حَمَّادٌ: لَا بَأسَ بِرِيشِ المَيْتَةِ.
وقالَ الزُّهْرِيُّ في عِظامِ المَوْتَى نَحْوَ الفِيلِ وَغَيْرِهِ: أَدْرَكْتُ ناسًا مِنْ سَلَفِ العُلَماءِ يَمْتَشِطُونَ بِها، وَيَدَّهِنُونَ فِيها، لَا يَرَوْنَ بِهِ
(2)
بَأسًا.
وقالَ ابْنُ سِيرِينَ وَإِبْراهِيمُ
(3)
: وَلَا
(4)
بَأسَ بِتِجارَةِ العاجِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «به» ليست في رواية ابن عساكر و [عط].
(3)
قوله: «وإبراهيم» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا (ن، و، ق).
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي و [عط]: «لا» بإسقاط الواو.
235 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ
(1)
، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن فَأْرَةٍ سَقَطَتْ في سَمْنٍ، فقالَ: «أَلْقُوها وَما حَوْلَها فاطْرَحُوهُ
(4)
، وَكُلُوا سَمْنَكُمْ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «الزُّهْريِّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ عُتْبةَ بنِ مسعود» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيَّ» .
(4)
لفظة: «فاطرحوه» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
236 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا مَعْنٌ، قالَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن فَأْرَةٍ سَقَطَتْ في سَمْنٍ، فقالَ:«خُذُوها وَما حَوْلَها فاطْرَحُوهُ» .
⦗ص: 149⦘
قالَ مَعْنٌ: حدَّثنا مالِكٌ ما لَا أُحْصِيهِ، يَقُولُ
(1)
: عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن مَيْمُونَةَ.
(1)
لفظة: «يقول» ثابتة في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
237 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ كَلْمٍ
(2)
يُكْلَمُهُ
(3)
المُسْلِمُ في سَبِيلِ اللَّهِ، يَكُونُ
(4)
يَوْمَ القِيامَةِ كَهَيْئَتِها
(5)
إِذْ طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دَمًا، اللَّوْنُ
(6)
لَوْنُ الدَّمِ، والْعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ
(7)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
هكذا في رواية عن ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«كَلْمةٍ» بالتأنيث.
(3)
في رواية ابن عساكر والقابسي: «يُكْلَمُهُا» (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «تكون» بالتأنيث، كتبت بالحمرة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر و [عط]: «فاللون» (ن، و)، وضُبطت روايتاهما في (ب):«واللون» وهو موافق لما في الإرشاد.
(7)
في رواية أبي ذر: «عَرْفُ مِسْكٍ» .
(68)
بابُ
(1)
الماءِ الدَّائِمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية ابن عساكر:«باب البولِ في الماء الدائم» ، وذكر في (ص) أنَّ رواية الأصيلي:«لا تبولوا في الماء الدائم» ، وهو موافق لما في الفتح والإرشاد.
238 -
239 - حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
أبو الزِّنَادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ
(2)
حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ
(3)
رَسُولَ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ» .
⦗ص: 150⦘
وَبِإِسْنادِهِ؛ قالَ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ
(5)
فِيهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «الأعرج» ليس في رواية [عط].
(3)
في رواية ابن عساكر: «يقول: إنَّه سَمِع» ، قارن بما في الإرشاد، وفي رواية الأصيلي:«قال: سمعتُ» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيَّ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَغْتَسِلْ» .
(69)
بابٌ
(1)
: إذا أُلْقِيَ على ظَهْرِ المُصَلِّي قَذَرٌ أَوْ جِيفَةٌ لَمْ تَفْسُدْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ
وَكانَ
(2)
ابْنُ عُمَرَ إذا رَأَى في ثَوْبِهِ دَمًا وهو يُصَلِّي وَضَعَهُ وَمَضَى في صَلَاتِهِ.
وَقالَ
(3)
ابْنُ المُسَيَّبِ والشَّعْبِيُّ: إذا صَلَّى وَفِي ثَوْبِهِ دَمٌ أَوْ جَنابَةٌ أَوْ لِغَيْرِ القِبْلَةِ أَوْ تَيَمَّمَ، صَلَّى
(4)
، ثُمَّ أَدْرَكَ الماءَ في وَقْتِهِ، لَا يُعِيدُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: وكان» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها، وهي هكذا في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«وكان» بدل: «وقال» ، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فصلَّى» .
240 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ:
عن عَبْدِ اللّهِ، قالَ
(1)
: بَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ساجِدٌ.
(خ): وَحدَّثني
(2)
أَحْمَدُ بنُ عُثْمانَ، قالَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بنُ مَيْمُونٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ مَسْعُودٍ
(3)
حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذ
(4)
قالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ
⦗ص: 151⦘
على ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إذا سَجَدَ؟ فانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ
(5)
فَجاءَ بِهِ، فَنَظَرَ حَتَّى
(6)
سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَضَعَهُ على ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنا أَنْظُرُ لَا أُغَيِّرُ
(7)
شَيْئًا، لَوْ كانَتْ
(8)
لِي مَنَعَةٌ
(9)
، قالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ساجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأسَهُ، حَتَّى جاءَتْهُ
(10)
فاطِمَةُ، فَطَرَحَتْ عن ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ثُمَّ قالَ
(11)
: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعا عَلَيْهِمْ، قالَ: وَكانُوا يَرَوْنَ
(12)
أَنَّ الدَّعْوَةَ في ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجابَةٌ
(13)
، ثُمَّ سَمَّى:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والْوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ» -وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْهُ- قالَ: فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
(14)
، لقد رَأَيْتُ الَّذِينَ
(15)
عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ.
(1)
في رواية الحَمُّويي: «عن عمرو بن ميمون قال: عبدُ اللهِ قال» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى نسخة مطلقًا.
(2)
في رواية الأصيلي: «وحدَّثنا» ، وفي رواية ابن عساكر:«قال: وحدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ» .
(4)
لفظة: «إذْ» ليست في رواية ابن عساكر.
(5)
في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أشقى قومٍ» .
(6)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «إذا» .
(7)
في رواية الحَمُّويي: «لا أُغْنِي» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «كانَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، ورواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«لو كانت» .
(9)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مَنْعَةٌ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش:«قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: للنسفي والحَمُّويي: وأنا لا أغني شيئًا لو كانت مَنَعةٌ، وعند غيرهم: لا أُغيِّر شيئًا، والأوَّل أَوجهُ، وإن كان معناهما يَصحُّ؛ أي: لو كان معي مَن يمنَعني لأَغنَيتُ، وكَفَفتُ شَرَّهم، أو غَيَّرتُ فعلَهم» . اهـ.
(10)
في رواية أبي ذر و [عط]: «جاءت» .
(11)
في رواية ابن عساكر: «فَرَفَع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسَهُ وقال» .
(12)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُرَوْنَ» .
(13)
في رواية ابن عساكر: «يَرَوْنَ الدعوةَ في ذلك البلد مستجابةً» ، وفي رواية كريمة: «يَرَوْنَ أنَّ الدعوةَ
…
مستجابةً».
(14)
في رواية ابن عساكر والحَمُّويي: «في يده» .
(15)
في رواية أبي ذر وابن عساكر عن المُستملي والحَمُّويي: «الذي» .
(70)
بابُ
(1)
البُزَاقِ والْمُخاطِ وَنَحْوِهِ في الثَّوْبِ
قالَ
(2)
عُرْوَةُ، عن المِسْوَرِ وَمَرْوانَ: خَرَجَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم زَمَنَ
(4)
حُدَيْبِيَةَ
(5)
-فَذَكَرَ الحَدِيثَ- وَما تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نُخامَةً، إِلَّا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(4)
في رواية الأصيلي: «في زمنِ» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]: «الحُدَيْبيةِ» .
241 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن حُمَيْدٍ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في ثَوْبِهِ.
طَوَّلَهُ
(2)
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنا يَحْيَى بنُ أَيُّوبَ: حدَّثني حُمَيْدٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية الأصيلي و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: طوَّله» .
(71)
بابٌ
(1)
: لَا يَجُوزُ الوُضُوءُ بِالنَّبِيذِ، وَلَا المُسْكِرِ
(2)
وَكَرِهَهُ الحَسَنُ وَأَبُو العالِيَةِ.
وقالَ عَطاءٌ: التَّيَمُّمُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ واللَّبَنِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا بالمسكر» .
242 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 153⦘
عن عائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«كُلُّ شَرابٍ أَسْكَرَ فَهوَ حَرامٌ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «سفيان عن الزهري» ، قارن بما في الإرشاد.
(72)
بابُ
(1)
غَسْلِ المَرْأَةِ أَباها الدَّمَ عن
(2)
وَجْهِهِ
(3)
وقالَ أبو العالِيَةِ: امْسَحُوا على رِجْلِي؛ فَإِنَّها مَرِيضَةٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «من» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «باب غسل المرأةِ الدَّمَ مِن وجه أبيها» .
243 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
سُفْيانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عن أَبِي حازِمٍ:
سَمِعَ سَهْلَ بنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ
(3)
وَسَأَلَهُ النَّاسُ وَما بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ: بِأَيِّ شَيْءٍ دُوْوِيَ جُرْحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: ما بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَم بِهِ مِنِّي، كان عَلِيٌّ يَجِيءُ بِتُرْسِهِ فِيهِ ماءٌ، وَفاطِمَةُ تَغْسِلُ عن وَجْهِهِ الدَّمَ، فَأُخِذَ حَصِيرٌ، فَأُحْرِقَ، فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «يعني ابن سلام» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل ابن عساكر.
(3)
قوله: «الساعدي» ليس في رواية ابن عساكر.
(73)
بابُ السِّواكِ
وقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فاسْتَنَّ.
(1)
(1)
هذا الأثر ليس في رواية ابن عساكر، وهو ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
244 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن غَيْلَانَ بنِ جَرِيرٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِواكٍ بِيَدِهِ، يَقُولُ: أُعْ أُعْ
(1)
،
⦗ص: 154⦘
والسِّواكُ في فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ.
(1)
بهامش اليونينية: عند الحافظ أبي القاسم [يعني: ابن عساكر] في أصله: «أُغْ أُغْ» بغين معجمة، وفي نسخة: بالعين. اهـ.
245 -
حدَّثنا عُثْمانُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائلٍ:
عن حُذَيْفَةَ، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فاهُ بِالسِّواكِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن أبي شيبة» .
(74)
بابُ
(1)
دَفْعِ السِّواكِ إلى الأَكْبَرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
246 -
وقالَ عَفَّانُ: حدَّثنا صَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ، عن نافِعٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «أُرانِي
(1)
أَتَسَوَّكُ بِسِواكٍ، فَجاءَنِي رَجُلَانِ، أَحَدُهُما أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَناوَلْتُ السِّواكَ الأَصْغَرَ مِنْهُما، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إلى الأَكْبَرِ مِنْهُما».
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: اخْتَصَرَهُ نُعَيْمٌ، عن ابْنِ المُبارَكِ، عن أُسامَةَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أَراني» بفتح الهمزة.
(75)
بابُ
(1)
فَضْلِ مَنْ باتَ على الوُضُوءِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وكريمة و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «على وُضوءٍ» . كتبت بالحمرة.
247 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ:
عن البَراءِ بنِ عازِبٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ
⦗ص: 155⦘
آمَنْتُ بِكِتابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ على
الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ
(2)
بِهِ». قالَ: فَرَدَّدْتُها على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُ:«اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ» ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ
(3)
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «ما تَكَلَّمُ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «الذي أرسلت» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
كتاب الغُسْل
(2)
وَقَوْلِ
(3)
اللَّهِ تَعالَى
(4)
: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ
(5)
النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]
(6)
.
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ
(7)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ
(8)
النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43].
(9)
(1)
في رواية كريمة: «وقَولُ»
(2)
لم تَرِد البسملة في رواية الأصيلي وابن عساكر. وهي في رواية أبي ذر مؤخَّرة عن الكتاب.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغَسْل» .
(4)
في رواية الأصيلي: «باب الغسلِ وقولِ الله عز وجل» ، وفي رواية [عط]:«كتاب الغسل باب قول الله تعالى» .
(5)
من اللَّمس؛ على قراءة حمزة والكسائي وخلف، وفي رواية ابن عساكر:{لَامَسْتُمُ} من المُلامَسة؛ على قراءة الباقين.
(6)
في رواية [عط]: «{وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ} الآية» ، وفي روايةٍ لأبي ذر والأصيلي:«{وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا} الرواية إلى قوله: {تَشْكُرُونَ}» ، وفي رواية أخرى لهما ورواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«{وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا} الرواية إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}» ، وفي رواية ابن عساكر:«{وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ} إلى قوله: {وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}» .
(7)
في رواية الأصيلي: «وقوله عز وجل» ، وبهامش اليونينية دون رقم:«وقوله تعالى» .
(8)
من اللَّمس؛ على قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(9)
في رواية [عط]: «{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَاةَ} الآيةَ إلى قوله: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} الرواية إلى قوله: {عَفُوًّا غَفُورًا}» .
(1)
بابُ
(1)
الْوُضُوءِ قَبْلَ الْغُسْلِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الْغَسْلِ» .
248 -
حدَّثنا عبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالكٌ، عن هِشامٍ
(1)
، عن أَبيهِ:
عن عائِشةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ
(2)
كَما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصابِعَهُ في الماءِ، فَيُخَلِّلُ بها أُصُولَ شَعَرِهِ
(3)
، ثُمَّ يَصُبُّ على رَأسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ
(4)
بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الماءَ على جِلْدِهِ كُلِّهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي زيادة: «بن عروة» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ثمَّ توضأَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أصولَ الشعَرِ» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر عن الحَمُّويي: «غَرَفات» .
249 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالتْ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، غَيْرَ رِجْلَيْهِ، وَغَسَلَ فَرْجَهُ وَما أَصابَهُ مِنَ الأَذَى، ثُمَّ أَفاضَ عَلَيْهِ الماءَ، ثُمَّ نَحَّى رِجْلَيْهِ، فَغَسَلَهُما، هَذِهِ
(1)
غُسْلُهُ مِنَ الجَنابَةِ.
(1)
لفظة: «هذه» مُضبَّب عليها في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«هذا» .
(2)
بابُ
(1)
غُسْلِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
250 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ، مِنْ قَدَحٍ يُقالَ لَهُ: الفَرَقُ.
(3)
بابُ
(1)
الغُسْلِ بِالصَّاعِ وَنَحْوِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
251 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثني
(2)
عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حدَّثني
(3)
شُعْبَةُ،
قالَ: حدَّثني أبو بَكْرِ بنُ حَفْصٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ يَقُولُ:
دَخَلْتُ أَنا وَأَخُو عائِشَةَ على عائِشَةَ، فَسَأَلَها أَخُوها عن غَسْلِ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَدَعَتْ بِإِناءٍ نَحْوًا
(5)
مِنْ صاعٍ، فاغْتَسَلَتْ، وَأَفاضَتْ على رَأسِها، وَبَيْنَنا وَبَيْنَها حِجابٌ.
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ
(6)
يَزِيدُ بنُ هارُونَ، وَبَهْزٌ، والْجُدِّيُّ، عن شُعْبَةَ: قَدْرِ صاعٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» ، ولفظة:«غسل» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غُسْلِ» ، وقد أهمل ضبطها في (ن) وضبطها في (و) بضم الغين وفي (ب، ص) بفتحها.
(5)
هكذا في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا: بالنصب (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر و [عط]:«نحوٍ» بالجر.
(6)
في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «وقال» ، وليس عندهم قوله:«قال أبو عبد الله» .
252 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ آدَمَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
زُهَيْرٌ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: حدَّثنا أبو جَعْفَرٍ:
أَنَّهُ كان عِنْدَ جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، هو وَأَبُوهُ، وَعِنْدَهُ قَوْمٌ، فَسَأَلُوهُ عن الغُسْلِ
(2)
، فقالَ: يَكْفِيكَ صاعٌ. فقالَ رَجُلٌ: ما يَكْفِينِي. فقالَ جابِرٌ: كان يَكْفِي مَنْ هو أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ
(3)
مِنْكَ. ثُمَّ أَمَّنا في ثَوْبٍ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغَسْلِ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أو خيرًا» .
253 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عن جابِرِ بنِ زَيْدٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَيْمُونَةَ كانا يَغْتَسِلَانِ مِنْ
(1)
إِناءٍ واحِدٍ.
وقالَ يَزِيدُ بنُ هارُونَ، وبَهْزٌ، والجُدِّيُّ، عن شُعْبةَ: قَدْرِ صاعٍ.
(2)
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في» .
(2)
قوله: «وقالَ يزيدُ بنُ هارونَ، وبَهْزٌ، والجُدِّيُّ، عن شُعْبةَ: قدْرِ صاعٍ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعندهم عدا [عط] زيادة:«قال أبو عبد الله: كان ابنُ عُيينةَ يقول أخيرًا (في رواية الأصيلي: أخيرًا يقول): عن ابن عباس عن ميمونة. والصحيح ما رواه أبو نعيم» ، كتبت بالحمرة. وانظر تغليق التعليق: 2/ 152.
(4)
بابُ
(1)
مَنْ أَفاضَ على رَأسِهِ ثَلَاثًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
254 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمانُ بنُ صُرَد، قالَ:
حدَّثني جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَنا فَأُفِيضُ على رَأسِي ثَلَاثًا» . وَأَشارَ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِما
(1)
.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كلاهما» . (ب، ص)
255 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مِخْوَلِ
(2)
بنِ راشِدٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفْرِغُ على رَأسِهِ ثَلَاثًا.
(1)
في هامش (ن): «في الأصل: يَسار مضبَّب عليه» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «مِخْوَلِ» بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الواو المخفَّفة، وهو المثبت، و «مُخَوَّلٌ»: بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الواو المفتوحة، والثاني هو رواية ابن عساكر، وبهامش اليونينية:«مشدَّد عند ابن عساكر» . زاد في (ب، ص): «وكذا قيَّده الحاكم، قاله عياض» .
256 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا مَعْمَرُ
(1)
بنُ يَحْيَى بنِ سامٍ: حدَّثني
(2)
أبو جَعْفَرٍ، قالَ:
قالَ لِي جابِرٌ
(3)
: وَأتانِي
(4)
ابْنُ عَمِّكَ - يُعَرِّضُ بِالْحَسَنِ بنِ
(5)
مُحَمَّدٍ ابنِ الحَنَفِيَّةِ - قالَ: كَيْفَ الغُسْلُ مِنَ الجَنابَةِ؟ فَقُلْتُ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأخُذُ ثَلَاثَةَ أَكُفٍّ، وَيُفِيضُها
(6)
على رَأسِهِ
(7)
، ثُمَّ يُفِيضُ على سائِرِ جَسَدِهِ، فقالَ لِي الحَسَنُ: إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ. فَقُلْتُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْكَ شَعَرًا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «مُعَمَّر» بضم الميم الأولى وتشديد الثانية؛ على وَزْن «مُحمَّد» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الله» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أتاني» .
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر عن أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية [عط] ورواية ابن عساكر:«يُعرِّض الحَسنَ بنَ» .
(6)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي و [عط]: «فيُفيضها» .
(7)
قوله: «على رأسه» ليس في رواية أبي ذر (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي.
(5)
بابُ
(1)
الغُسْلِ
(2)
مَرَّةً واحِدَةً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغَسْلِ» .
257 -
حدَّثنا مُوسَى
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، عن الأَعْمَشِ، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
قالتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ماءً لِلْغُسْلِ
(2)
، فَغَسَلَ يَدَيْهِ
(3)
مَرَّتَيْنِ -أَوْ: ثَلَاثًا-، ثُمَّ أَفْرَغَ على شِمالِهِ، فَغَسَلَ مَذاكِيرَهُ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ أَفاضَ على جَسَدِهِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن إسماعيل» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِلْغَسْلِ» .
(3)
في رواية [عط] ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يده» بالإفراد.
(6)
بابُ
(1)
مَنْ بَدَأَ بِالْحِلَابِ
(2)
أَوِ الطِّيبِ
(3)
عِنْدَ الغُسْلِ
(4)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية: الحِلاب والمِحْلَب: الإناء الذي تُحلَب فيه ذواتُ الألبان. (ن، ق)
(3)
في رواية [عط]: «والطِّيبِ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغَسْلِ» .
258 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا أبو عاصِمٍ، عن حَنْظَلَةَ، عن القاسِمِ:
عن عائِشَةَ قالتْ:
كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ، دَعا بِشَيْءٍ نَحْوِ الحِلَابِ، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ
(2)
، فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأسِهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ الأَيْسَرِ، فقالَ بهما على رَأسِهِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بكفَّيه» بالتثنية.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «على وسَطِ رأسِه» .
(7)
بابُ
(1)
المَضْمَضَةِ والاستِنْشاقِ في الجَنابَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
259 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِياثٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني سالِمٌ، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
حَدَّثَتْنا مَيْمُونَةُ، قالتْ: صَبَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا، فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ على يَسارِهِ فَغَسَلَهُما، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ قالَ بِيَدِهِ الأَرْضَ
(1)
فَمَسَحَها بِالتُّرابِ، ثُمَّ غَسَلَها، ثُمَّ مَضْمَضَ
(2)
واسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، وَأَفاضَ على رَأسِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى، فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمِنْدِيلٍ، فَلَمْ يَنْفُضْ بِها
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «على الأرضِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «تمضمض» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «قال أبو عبد الله: يعني لم يتمسَّح به» . كتبت بالحمرة.
(8)
بابُ
(1)
مَسْحِ اليَدِ بِالتُّرابِ لِيَكُونَ
(2)
أَنْقَى
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «لتكون» .
260 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ
(2)
، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ دَلَكَ بها الحائِطَ، ثُمَّ غَسَلَها، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عبدُ الله بن الزبير الحُمَيدي» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «
…
سُفيانُ، عن الأعمشِ».
(9)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُدْخِلُ الجُنُبُ يَدَهُ في الإِناءِ
قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَها، إذا لَمْ يَكُنْ على يَدِهِ قَذَرٌ غَيْرَ
(2)
الجَنابَةِ؟
وَأَدْخَلَ ابْنُ عُمَرَ والْبَراءُ بنُ عازِبٍ يَدَهُ
(3)
في الطَّهُورِ وَلَمْ يَغْسِلْها، ثُمَّ تَوَضَّأَ.
وَلَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ وابْنُ عَبَّاسٍ بَأسًا بِما يَنْتَضِحُ مِنْ غُسْلِ الجَنابَةِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَيْرُ» .
(3)
في رواية [ح] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يديهما» .
261 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ: أخبَرَنا
(1)
أَفْلَحُ
(2)
، عن القاسِمِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ، تَخْتَلِفُ أَيْدِينا فِيهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أفلح بن حُمَيد» .
262 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 164⦘
عن عائِشَةَ، قالتْ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ غَسَلَ يَدَهُ
(1)
.
(1)
في رواية [ح]: «يديه» بالتثنية.
263 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بَكْرِ بنِ حَفْصٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ
(1)
: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ مِنْ جَنابَةٍ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ، عن عائِشَةَ، مِثْلَهُ
(2)
.
(1)
لفظة: «قالت» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا (و، ب، ص)، وليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «بمثله» .
264 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ جَبْرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ يَقُولُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم والمَرْأَةُ مِنْ نِسائِهِ، يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِناءٍ واحِدٍ.
زادَ مُسْلِمٌ وَوَهْبٌ
(1)
، عن شُعْبَةَ: مِنَ الجَنابَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ووهبُ بنُ جَرير» .
(10)
بابُ
(1)
تَفْرِيقِ الغُسْلِ والوُضُوءِ
وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ غَسَلَ قَدَمَيْهِ بَعْدَما جَفَّ وُضُوؤُهُ
(2)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وهذا الباب ومحتواه مؤخَّر عن الذي بعده في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(2)
ضبطت في (و، ب، ص) بفتح الواو.
265 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوبٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ:
⦗ص: 165⦘
قالتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم ماءً يَغْتَسِلُ بِهِ، فَأَفْرَغَ
على يَدَيْهِ، فَغَسَلَهُما مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ
(3)
أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ، فَغَسَلَ مَذاكِيرَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ
(4)
واسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَغَسَلَ
(5)
رَأسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفْرَغَ على جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى مِنْ مَقامِهِ، فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.
(1)
قوله: «مولى ابن عباس» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]: «للنبيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مرتين» ، دون تكرار، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تمضمض» ، كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثم غسل» . وزاد في (ب) نسبتها إلى رواية [عط].
(11)
بابُ
(1)
مَنْ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ في الغُسْلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وهذا الباب ومحتواه مقدَّم على الذي قبله في رواية الأصيلي وابن عساكر.
266 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ بِنْتِ
(2)
الحارِثِ، قالتْ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا وَسَتَرْتُهُ، فَصَبَّ على يَدِهِ، فَغَسَلَها مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ - قالَ سُلَيْمانُ: لَا أَدْرِي، أَذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لا- ثُمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ -أَوْ: بِالْحائِطِ- ثُمَّ تَمَضْمَضَ
(3)
واسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَغَسَلَ رَأسَهُ، ثُمَّ صَبَّ على جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَناوَلْتُهُ
⦗ص: 166⦘
خِرْقَةً، فقالَ بِيَدِهِ هَكَذا، وَلَمْ يُرِدْها.
(1)
قوله: «بن إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ابنةِ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «مَضْمَضَ» .
(12)
بابٌ
(1)
: إذا جامَعَ ثُمَّ عادَ
(2)
، وَمَنْ دارَ على نِسائِهِ في غُسْلٍ واحِدٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عاود» .
267 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَيَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن شُعْبَةَ، عن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، عن أَبِيهِ، قالَ: ذَكَرْتُهُ لِعائشَةَ فقالتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَطُوفُ على نِسائِهِ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ
(1)
طِيبًا.
(1)
بهامش اليونينية: عند [عط]: بالخاء المعجمة والحاء المهملة. اهـ.
268 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا مُعاذُ بنُ هِشامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن قَتادَةَ، قالَ:
حدَّثنا أَنَسُ بنُ مالِكٍ
(1)
، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدُورُ على نِسائِهِ في السَّاعَةِ الواحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ والنَّهارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ. قالَ
(2)
: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَوَكانَ يُطِيقُهُ؟ قالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ.
وقالَ سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: تِسْعُ نِسْوَةٍ.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط] أيضًا (ن، و، ق)، والذي في (ب، ص) أنها ثابتة في رواية [عط] فقط، وليست في رواية ابن عساكر.
(13)
بابُ
(1)
غَسْلِ المَذْيِ والْوُضُوءِ مِنْهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
269 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عَلِيٍّ قالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلًا أَنْ يَسْأَلَ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ لِمَكانِ ابْنَتِهِ،
⦗ص: 167⦘
فَسَأَلَ
(2)
فقالَ: «تَوَضَّأْ واغْسِلْ ذَكَرَكَ» .
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «رجلًا يسألُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فسأله» .
(14)
بابُ مَنْ تَطَيَّبَ ثُمَّ اغْتَسَلَ وَبَقِيَ أَثَرُ الطِّيبِ
270 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانَةَ، عن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، عن أَبِيهِ، قالَ:
سَأَلْتُ عائِشَةَ، فَذَكَرْتُ
(1)
لَها قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ: ما أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا. فقالتْ عائِشَةُ: أَنا طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طافَ في نِسائِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وذكرتُ» .
271 -
حدَّثنا آدَمُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا الحَكَمُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفْرِقِ
النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ أبي إياسٍ» .
(2)
في رواية [عط]: «رسولِ الله» .
(15)
بابُ
(1)
تَخْلِيلِ الشَّعَرِ، حَتَّى إذا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفاضَ عَلَيْهِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «أفاض عليه» صحَّح عليه في اليونينيَّة عند كلا الكلمتين، وهو ليس في رواية ابن عساكر، وفي رواية الأصيلي:«أفاض عليها» .
272 -
273 - حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ
(2)
، حَتَّى إذا ظَنَّ أَنَّه قَدْ
(3)
أَرْوَى بَشَرَتَهُ، أَفاضَ
⦗ص: 168⦘
عَلَيْهِ الماءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سائِرَ جَسَدِهِ.
وقالتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ، نَغْرِفُ منه جَمِيعًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية [عط]: «ثم يُخلِّل شَعَرَه بيده» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ قد» .
(16)
بابُ مَنْ تَوَضَّأَ في الجَنابَةِ، ثُمَّ غَسَلَ سائرَ جَسَدِهِ
وَلَمْ يُعِدْ غَسْلَ مَواضِعِ الوُضُوءِ
(1)
مَرَّةً أُخْرَى
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «منه» كتبت بالحمرة.
274 -
حدَّثنا يُوسُفُ بنُ عِيسَى، قالَ: أخبَرَنا
(1)
الفَضْلُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا الأَعْمَشُ، عن سالِمٍ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ، قالتْ: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا
(2)
لِجَنابَةٍ
(3)
، فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ
(4)
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالأَرْضِ -أَوِ الحائِطِ
(5)
- مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ
(6)
واسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِراعَيْهِ، ثُمَّ أَفاضَ على رَأسِهِ الماءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، قالتْ
(7)
: فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ، فَلَمْ يُرِدْها، فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«وُضِع لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَضُوءٌ» .
(3)
قوله: «وَضوءًا لجنابةٍ» هكذا في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«وَضوءَ الجنابةِ» ؛ بالإضافة.
(4)
في رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على يساره» . كتبت بالحمرة.
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر والأصيلي أيضًا (ص) وهو موافق لنسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بيده الأرضَ أو الحائِطَ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تمضمض» .
(7)
في رواية الأصيلي زيادة: «عائشة» ، قال في الفتح: وهو غلط واضح.
(8)
في رواية أبي ذر: «ينفض الماءَ بيده» ، وفي رواية الأصيلي:«فجعلَ يَنفضُ يَدَهُ» كتبت بالحمرة.
(17)
بابٌ
(1)
: إذا ذَكَرَ في المَسْجِدِ أَنَّهُ جُنُبٌ يَخْرُجُ
(2)
كَما هُوَ، وَلَا يَتَيَمَّمُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «خرج» .
275 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا عُثْمانُ بنُ عُمَرَ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيامًا، فَخَرَجَ إِلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قامَ في مُصَلَّاهُ، ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ، فقالَ لَنا:«مَكانَكُمْ» . ثُمَّ رَجَعَ فاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنا وَرَأسُهُ يَقْطُرُ، فَكَبَّرَ فَصَلَّيْنا مَعَهُ.
تابَعَهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ.
وَرَواهُ الأَوْزاعِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ.
(18)
بابُ
(1)
نَفْضِ اليَدَيْنِ مِنَ الغُسْلِ عَنِ
(2)
الجَنابَةِ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «من» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «من غُسْل الجَنابة» .
276 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
أبو حَمْزَةَ
(2)
، قالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، عن سالِمٍ
(3)
، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
قالتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ، وَصَبَّ على يَدَيْهِ، فَغَسَلَهُما، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ الأَرْضَ، فَمَسَحَها، ثُمَّ غَسَلَها، فَمَضْمَض
(4)
واسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِراعَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ على رَأسِهِ، وَأَفاضَ على جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَناوَلْتُهُ ثَوْبًا، فَلَمْ يَأخُذْهُ، فانْطَلَقَ وهو يَنْفُضُ يَدَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل ابن عساكر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن أبي الجعد» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فتمضمض» .
(19)
بابُ
(1)
مَنْ بَدَأَ بِشِقِّ رَأسِهِ الأَيْمَنِ في الغُسْلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
277 -
حدَّثنا خَلَّادُ بنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ نافِعٍ، عن الحَسَنِ بنِ مُسْلِمٍ،
عن صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عن عائِشَةَ، قالتْ: كُنَّا إذا أَصابَتْ
(1)
إِحْدانا جَنابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْها
(2)
ثَلَاثًا فَوْقَ رَأسِها، ثُمَّ تَأخُذُ بِيَدِها على شِقِّها الأَيْمَنِ، وَبِيَدِها الأُخْرَى على شِقِّها الأَيْسَرِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أصاب» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بيدها» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(20)
بابُ
(2)
مَنِ اغْتَسَلَ عُرْيانًا وَحْدَهُ فِي الخَلوَةِ
(3)
وَمَنْ تَسَتَّرَ
(4)
فالتَّسَتُّر
(5)
أَفْضَلُ
وقالَ بَهْزٌ
(6)
، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيا منه مِنَ النَّاسِ» .
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية ابن عساكر والأصيلي وأبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورمز في (ب) لثبوتها في رواية أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي والسلطانية.
(2)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في خلوةٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ومَن يستتر» .
(5)
هكذا في رواية [عط] أيضًا (ن، و)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«والتستُّر» .
(6)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «بن حَكيم» .
278 -
279 - حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «كانَتْ بَنُو إِسْرائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، وَكانَ مُوسَى
(1)
يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فقالوا: واللَّهِ ما يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنا
⦗ص: 171⦘
إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ
(2)
. فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ على حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ
(3)
بِثَوْبِهِ، فَخَرَجَ
(4)
مُوسَى في أَثَرِهِ
(5)
، يَقُولُ: ثَوْبِي يا حَجَرُ
(6)
. حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرائِيلَ إلى مُوسَى، فقالوا
(7)
: واللَّهِ ما بِمُوسَى مِنْ بأسٍ. وَأَخَذَ ثَوْبَهُ، فَطَفِقَ
(8)
بِالْحَجَرِ ضَرْبًا». فقالَ
(9)
أبو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إِنَّهُ لَنَدَبٌ بِالْحَجَرِ، سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبًا بِالْحَجَرِ.
- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «بَيْنا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيانًا، فَخَرَّ عَلَيْهِ
(10)
جَرادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ
(11)
يَحْتَثِي
(12)
في ثَوْبِهِ، فَناداهُ رَبُّهُ: يا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قالَ: بَلَى وَعِزَّتِكَ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عن بَرَكَتِكَ».
وَرَواهُ
(13)
إِبْراهِيمُ، عن مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عن صَفْوانَ
(14)
، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ،
⦗ص: 172⦘
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«بَيْنا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيانًا» .
(15)
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «الحجر» ثابتةٌ في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَجَمَحَ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِثْرِهِ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ثوبي يا حجر» .
(7)
في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «وقالوا» .
(8)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «وطفق» .
(9)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر و [عط]: «قال» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(11)
في اليونينية بين الأسطر: «عليه السلام» .
(12)
في رواية ابن عساكر: «يَحْتَثِنُ» بالنون بدل الياء في آخره، هكذا ضبطت في أكثر الأصول وهكذا ضبطها ابنُ حجر، وقال العَيْني:«أمعنتُ النظرَ في كتب اللغة فما وجدتُ لها وجهًا في هذا» ا هـ. وضُبطتْ رواية ابن عساكر في (ن): «يَخْتَبِنُ» بياء ثم خاء ثم تاء ثم باء ثم نون، وهو من خَبَنَ الطعامَ إذا غيَّبه وخبَّأه وأعدَّه للشدَّة، والخُبْنة بالضم ما يَحمِله الإنسانُ في حضنه، كما في تاج العروس «مادة: خبن»، وهي أقرب للمعنى.
(13)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية غيره:«وروى» .
(14)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سُلَيْمٍ» .
(15)
قوله: «وَرَواهُ إِبْراهِيمُ
…
» إلخ، ليس في رواية [عط].
(21)
بابُ التَّسَتُّرِ في الغُسْلِ عِنْدَ
(1)
النَّاسِ
(1)
في رواية [عط]: «عن» .
280 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ
(1)
، عن مالِكٍ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هانِئ بِنْتِ أَبِي طالِبٍ
(2)
أخبَرَه:
أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هانِئ بِنْتَ أَبِي طالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفاطِمَةُ تَسْتُرُهُ، فقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» فَقُلْتُ
(3)
: أَنا أُمُّ هانِئ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ قَعْنَبٍ» .
(2)
قوله: «بنت أبي طالب» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «قلتُ» .
281 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن سالِمِ بنِ أَبِي الجَعْدِ، عن كُرَيْبٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مَيْمُونَةَ، قالتْ: سَتَرْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم وهو يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنابَةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ على شِمالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَما أَصابَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ على الحائِطِ أوِ الأَرْضِ
(3)
، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَفاضَ على جَسَدِهِ الماءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.
تابَعَهُ أبو عَوانَةَ وابْنُ فُضَيْلٍ، في السَّتْرِ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية [عط]: «رسولَ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ثم مسَح بيده الحائِطَ والأرضَ» .
(4)
في رواية الأصيلي: «التستُّر» .
(22)
بابٌ
(1)
: إذا احْتَلَمَتِ المَرْأَةُ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
282 -
حدَّثنا عَبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبْيهِ، عن زَيْنَبَ ابنَةِ
(1)
أبِي سَلَمَة:
عن أُمِّ سَلَمَةَ أمِّ المُومنينَ: أَنَّها قالتْ: جاءتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، امْرَأَةُ أَبِي طَلْحَةَ، إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هَلْ على المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إذا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«نَعَمْ، إذا رَأَتِ الماءَ» .
(1)
في رواية كريمة وابن عساكر وأبي ذر والأصيلي: «بنت» .
(23)
بابُ عَرَقِ الجُنُبِ، وَأَنَّ المُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ
283 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ، قالَ: حدَّثنا بَكْرٌ، عن أَبِي رافِعٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ
(1)
المَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فانْخَنَسْتُ
(2)
مِنْهُ، فَذَهَبَ فاغْتَسَلَ، ثُمَّ جاءَ، فقالَ:«أَيْنَ كُنْتَ يا أَبا هُرَيْرَةَ؟» قالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجالِسَكَ وَأَنا على غَيْرِ طَهارَةٍ. فقالَ
(3)
: «سُبْحانَ اللَّهِ! إِنَّ المُسْلِمَ
(4)
لَا يَنْجُسُ».
(1)
في رواية كريمة: «طُرُق» (ب، ص).
(2)
هكذا في نسخة عند ابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«فانْتَخَسْتُ» ، وفي (و، ق) أنَّ رواية المُستملي: «فانْتَجَسْتُ» وهو موافق لما في الفتح والإرشاد، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ ونسخة عن ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فانْبَجَسْتُ» ، وفي رواية [ح]:«فانْخَنَسَ» . وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): «انخنستُ أي: انقبضتُ وتأخرتُ» ا هـ.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «قال» .
(4)
هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«المؤمِنَ» . كتبت بالحمرة.
(24)
بابٌ
(1)
: الجُنُبُ يَخْرُجُ وَيَمْشِي في السُّوقِ وَغَيْرِهِ
وقالَ عَطاءٌ: يَحْتَجِمُ الجُنُبُ، وَيُقَلِّمُ أَظْفارَهُ، وَيَحْلِقُ رَأسَهُ، وَإِنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي (و، ب، ص).
284 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسَ بنَ مالِكٍ حَدَّثَهُمْ
(2)
: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم كان يَطُوفُ على نِسائِهِ، في اللَّيْلَةِ الواحِدَةِ، وَلَهُ يَوْمَيذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
(1)
قوله: «بن حمَّاد» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «حدَّثه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أنَّ النَّبيَّ» .
285 -
حدَّثنا عَيَّاشٌ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا حُمَيْدٌ، عن بَكْرٍ، عن أَبِي رافِعٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فانْسَلَلْتُ
(2)
، فَأَتَيْتُ
(3)
الرَّحْلَ، فاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئتُوهو قاعِدٌ، فقالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يا أَبا هِرٍّ
(4)
؟» فَقُلْتُ لَهُ، فقالَ: «سُبْحانَ اللَّهِ يا أَبا هِرٍّ
(5)
! إِنَّ المُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «منه» .
(3)
في رواية [عط]: «وأتيتُ» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يا أبا هريرة» . كتبت بالحمرة.
(5)
قوله: «يا أبا هِرٍّ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(25)
بابُ
(1)
كَيْنُونَةِ الجُنُبِ في البَيْتِ، إذا تَوَضَّأَ
(2)
قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «إذا توضأ» ثابت في رواية أبي ذر و [عط] أيضًا (ب، ص).
(3)
قوله: «قبل أنْ يغتسل» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
286 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ وَشَيْبانُ، عن يَحْيَى
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ عائِشَةَ: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْقُدُ وهو جُنُبٌ؟ قالتْ: نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن أبي كثير» .
(26)
بابُ
(1)
نَوْمِ الجُنُبِ
(1)
التبويب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، والذي في (ن، و) أنَّ لفظة: «باب» فقط ليست عندهم.
287 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ
(1)
، عن نافِعٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ
(2)
: أَيَرْقُدُ أَحَدُنا وهو جُنُبٌ؟ قالَ: «نَعَمْ، إذا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ وهو جُنُبٌ
(3)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «
…
قتيبةُ، عن الليث».
(2)
قوله: «أنَّه قال» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي، وضرب عليها في متن اليونينية بالحمرة (ن، و). وهي ليست في متن (ب، ص).
(3)
قوله: «وهو جُنُب» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(27)
بابُ الجُنُبِ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَنامُ
288 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَرادَ أَنْ يَنامَ وهو جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ وَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ.
289 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: اسْتَفْتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيَنامُ أَحَدُنا وهو جُنُبٌ؟ قالَ
(2)
(1)
في رواية الأصيلي: «عن ابن عمر» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فقال» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت بدل الأصيلي.
290 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ
(1)
تُصِيبُهُ الجَنابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فقالَ لَهُ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّأْ، واغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بأنَّه» . كتبت بالحمرة.
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية الأصيلي.
(28)
بابٌ
(1)
: إذا التَقَى الخِتانانِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
291 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ - (خ): وَحدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، عن هِشامٍ- عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ، عن أَبِي رافِعٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِذا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِها الأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها، فَقَدْ وَجَبَ الغَسْلُ» .
تابَعَهُ عَمْرُو بنُ مَرْزُوقٍ
(1)
، عن شُعْبَةَ. مِثْلَهُ
(2)
.
وقالَ مُوسَى: حَدَّثَنا
(3)
أَبانُ: حدَّثنا قَتادَةُ: أخبَرَنا الحَسَنُ. مِثْلَهُ.
(1)
قوله: «بن مرزوق» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
قوله: «مثله» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(3)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(29)
بابُ
(1)
غَسْلِ ما يُصِيبُ مِنْ فَرْجِ المَرْأَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
292 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن الحُسَيْنِ: قالَ يَحْيَى: وَأخبَرَني أبو سَلَمَةَ: أَنَّ عَطاءَ بنَ يَسارٍ أخبَرَه: أَنَّ زَيْدَ بنَ خالِدٍ الجُهَنِيَّ أخبَرَه:
أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمانَ بنَ عَفَّانَ، فقالَ: أَرَأَيْتَ
(1)
إذا جامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَلمْ يُمْنِ؟ قالَ عُثْمانُ: يَتَوَضَّأُ كَما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ويَغْسِلُ ذَكَرَهُ. قالَ
(2)
عُثْمانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللِه صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلْتُ عن ذَلِكَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طالِبٍ والزُّبَيْرَ بنَ العَوَّامِ وَطَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأُبَيَّ بنَ كَعْبٍ
(3)
، فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ.
قالَ يَحْيَى
(4)
: وأَخبَرَني أبو سَلَمَةَ: أَنَّ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ أخبَرَه: أَنَّهُ سَمِعَ
(5)
ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قال له: أرأيتَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(3)
بهامش (ن) دون رقم زيادة: «رضي الله عنهم» ، وهي مثبتة في متن (و، ب، ص).
(4)
قوله: «قال يحيى» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنَّ عروة بن الزبير أخبَرَه: أنَّ أبا أيوب أخبَرَه: أنَّه سمع
…
».
293 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، قالَ: أخبَرَني أبو أَيُّوبَ، قالَ:
أخبَرَني أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إذا جامَعَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ
(1)
فَلَمْ يُنْزِلْ. قالَ: «يَغْسِلُ ما مَسَّ المَرْأَةَ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي» .
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: الغَسْلُ أَحْوَطُ، وَذاكَ الآخِرُ، إِنَّما
(2)
بَيَّنَّا
(3)
لاِخْتِلَافِهِمْ
(4)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، ولغيرهم:«امرأتَه» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، ولغيرهم:«امرأتَه» .
(3)
في رواية الأصيلي: «بَيَّناه» .
(4)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه ورواية [عط]:«بيَّنا اختلافَهم» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
كتابُ
(2)
الحَيْض
قَوْلُ
(3)
اللَّهِ تَعالَى
(4)
: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} إلى قَوْلِهِ: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]
(5)
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية ابن عساكر والأصيلي، وهي في رواية أبي ذر مؤخَّرة عن الكتاب.
(2)
في رواية [عط]: «بابُ» بدل: «كتاب» .
(3)
هكذا في رواية [عط] أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وقولِ» .
(4)
في رواية الأصيلي: «عز وجل» .
(5)
في رواية الأصيلي: «{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ} الآية إلى آخرها متلوًّا إلى قَوْلِهِ: {الْمُتَطَهِّرِينَ}» (ب، ص)، وفي رواية [عط]:«{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} الآية» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ} الآية إلى آخرها متلوًّا إلى قَوْلِهِ: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}» ، وفي رواية ابن عساكر:«{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} الآية إلى آخرها متلوًّا إلى قَوْلِهِ: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}» .
(1)
بابٌُ
(1)
: كَيْفَ كانَ بَدْءُ الْحَيْضِ؟
وَقَوْلُ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «هَذا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ على بَناتِ آدَمَ» .
وقالَ بَعْضُهُمْ: كان أَوَّلُ ما أُرْسِلَ الحَيْضُ على بَنِي إِسْرائِيلَ.
وَحَدِيثُ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ.
(1)
أهمل ضبط لفظة: «باب» في (ن، و، ب) وضبطها في (ص) بالرفع، ولفظة:«باب» ليست في رواية الأصيلي، وهذا الباب مقدَّم على الذي قبله في رواية [عط].
(2)
هكذا بالرفع ضبطها في (ن)، وأهمل ضبطها في (و)، وضبطها في (ب، ص) بالرفع والجر معًا.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: وحديث» .
294 -
حدَّثنا
(1)
عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ القاسِمِ، قالَ: سَمِعْتُ القاسِمَ
(3)
يَقُولُ:
سَمِعْتُ عائِشَةَ تَقُولُ: خَرَجْنا لا نَرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا كُنَّا
(4)
بِسَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنا أَبْكِي، قالَ
(5)
: «ما لَكِ؟ أَنُفِسْتِ
(6)
؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «إِنَّ هَذا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ على بَناتِ آدَمَ، فاقْضِي ما يَقْضِي الحاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ» . قالتْ: وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن نِسائهِ بِالْبَقَرِ
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «باب الأمر للنُّفَساء (في ب، ص: للنساء) إذا نَفِسْنَ» قبل الحديث.
(2)
في رواية ابن عساكر: «عليٌّ، يعني: ابنَ عبد الله» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنَ محمد» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كنتُ» .
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(6)
بهامش اليونينية: (نُفِسَتِ المرأةُ ونَفَسَتْ) إذا ولدت، بفتح النون وضمها، وأما إذا حاضت فبفتح النون لا غير. اهـ.
(7)
في رواية أبي ذر والحموبي والمُستملي: «بالبقرة» .
(2)
بابُ غَسْلِ الحائِضِ رَأسَ زَوْجِها وَتَرْجِيلِهِ
295 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنا حائِضٌ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية [عط] بدل تقييد رواية ابن عساكر بروايته عن أبي الوقت.
296 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا
(1)
هِشامُ بنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهمْ، قالَ: أخبَرَني هِشامٌ
(2)
، عن عُرْوَةَ أَنَّهُ سُئِلَ: أَتَخْدُمُنِي الحائِضُ؟ أَوْ: تَدْنُو مِنِّي المَرْأَةُ وَهْيَ جُنُبٌ؟ فقالَ عُرْوَةُ: كُلُّ ذَلِكَ عَلَيَّ هَيِّنٌ
(3)
، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي، وَلَيْسَ على أَحَدٍ في ذَلِكَ بَأسٌ؛ أخبَرَتني عائِشَةُ أَنَّها كانَتْ تُرَجِّلُ -تَعْنِي
(4)
رَأسَ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حائِضٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجاوِرٌ في المَسْجِدِ، يُدْنِي لَها رَأسَهُ، وَهْيَ في حُجْرَتِها، فَتُرَجِّلُهُ وَهْيَ حائِضٌ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن عروة» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «كلُّ ذلك هينٌ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَعْنِي» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ترجِّلُ رسولَ الله» ، وضرب على قوله:«تعني رأس» في متن اليونينية بالحمرة. «لا الحمرة إلى»
(3)
بابُ
(1)
قِراءَةِ الرَّجُلِ في حَجْرِ امْرَأَتِهِ وَهْي حائِضٌ
(2)
وَكانَ أبو وائلٍ يُرْسِلُ خادِمَهُ وَهْيَ حائِضٌ إلى أَبِي رَزِينٍ، فَتَأتِيهِ
(3)
بِالْمُصْحَفِ، فَتُمْسِكُهُ بِعِلاقَتِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «باب قراءة القرآن في حَجْر امرأته وهي حائض» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِتَأتِيَه» .
297 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ: سَمِعَ زُهَيْرًا، عن مَنْصُورٍ بنِ صَفِيَّةَ: أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ:
أَنَّ عائِشَةَ حَدَّثَتْها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَتَّكِئُ في حَجْرِي وَأَنا حائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ القُرْآنَ.
(4)
بابُ مَنْ سَمَّى النِّفاسَ حَيْضًا
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «والحيضَ نِفاسًا» .
298 -
حدَّثنا المَكِّيُّ
(1)
بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 182⦘
أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(2)
أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْها، قالتْ: بَيْنا أَنا مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، مُضْطَجِعَةً
(4)
في خَمِيصَةٍ، إِذْ حِضْتُ، فانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيابَ حِيضَتِي
(5)
، قالَ
(6)
: «أَنُفِسْتِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعانِي، فاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الخَمِيلَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «مكِّيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بنتَ» .
(3)
في رواية الأصيلي و [عط]: «رسولِ الله» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مُضْطَجِعَةٌ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الحاء.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(5)
بابُ
(1)
مُباشَرَةِ الحائِضِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
299 -
300 - 301 - حدَّثنا قَبِيصَةُ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ، كِلانا جُنُبٌ.
وَكانَ
(1)
يَأمُرُنِي فَأَتَّزِرُ، فَيُباشِرُنِي وَأَنا حائِضٌ. وَكانَ يُخْرِجُ رَأسَهُ إِلَيَّ وهو مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنا حائِضٌ
(1)
في رواية الأصيلي: «فكان» .
302 -
حدَّثنا
(1)
إِسْماعِيلُ بنُ خَلِيلٍ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، قالَ: أخبَرَنا أبو إِسْحاقَ -هو الشَّيْبانِيُّ- عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كانَتْ إِحْدانا إذا كانَتْ حائِضًا، فَأَرادَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم أَنْ يُباشِرَها، أَمَرَها أَنْ تَتَّزِرَ فِي
فَوْرِ حَيْضَتِها، ثُمَّ يُباشِرُها. قالتْ: وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، كَما كان
⦗ص: 183⦘
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟!
تابَعَهُ خالِدٌ وَجَرِيرٌ عن الشَّيْبانِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «إسماعيل بن الخليل» .
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
303 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ ابنُ شَدَّادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم إذا أَرادَ أَنْ يُباشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسائِهِ، أَمَرَها فاتَّزَرَتْ وَهْيَ حائِضٌ
(2)
.
وَرَواهُ
(3)
سُفْيانُ عن الشَّيْبانِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سمعت ميمونةَ قالت: كان النَّبيُّ
…
»، وفي رواية [عط]:«سمعت ميمونة تقول: كان رسول الله» .
(2)
في رواية الأصيلي: «
…
من نسائه وهي حائض أمرها فاتَّزرت».
(3)
في رواية الأصيلي و [عط]: «رواه» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(6)
بابُ تَرْكِ الحائِضِ الصَّوْمَ
304 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ -هو ابْنُ أَسْلَمَ
(2)
- عن عِياضِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أَضْحَى -أَوْ فِطْرٍ- إلى المُصَلَّى، فَمَرَّ على النِّساءِ، فقالَ:«يا مَعْشَرَ النِّساءِ تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» . فَقُلْنَ
(3)
: وَبِمَ
(4)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ
⦗ص: 184⦘
أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ». قُلْنَ: وَما نُقْصانُ دِينِنا وَعَقْلِنا يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَلَيْسَ شَهادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ؟» . قُلْنَ: بَلَى. قالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصانِ عَقْلِها، أَلَيْسَ إذا حاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟» قُلْنَ: بَلَى. قالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصانِ دِينِها» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «زيدُ بنُ أسلمَ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلن» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
بابٌ: تَقْضِي الحائِضُ المَناسِكَ كُلَّها إِلَّا الطَّوافَ بِالْبَيْتِ
وقالَ إِبْراهِيمُ: لا بَأسَ أَنْ تَقْرَأَ الآيَةَ.
وَلَمْ يَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْقِراءَةِ لِلْجُنُبِ بَأسًا.
وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ على كُلِّ أَحْيانِهِ.
وقالتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: كُنَّا نُؤمَرُ أَنْ يَخْرُجَ الحُيَّضُ
(1)
فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أخبَرَني أبو سُفْيانَ: أَنَّ هِرَقْلَ دَعا بِكِتابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ فَإِذا فِيهِ: «{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، و
(2)
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ
(3)
} الآيَةَ [آل عمران: 64]».
وقالَ عَطاءٌ، عن جابِرٍ: حاضَتْ عائِشَةُ فَنَسَكَتِ المَناسِكَ
(4)
، غَيْرَ الطَّوافِ بالبَيْتِ، ولا تُصَلِّي.
وقالَ الحَكَمُ: إنِّي لَأَذْبَحُ وأَنا جُنُبٌ.
⦗ص: 185⦘
وقالَ اللهُ
(5)
: {وَلَا تَأْكُلُواْ
(6)
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121].
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي و [عط]: «نُخْرِجَ الحُيَّضَ» .
(2)
الواو ثابتة في رواية كريمة أيضا، وليست في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر.
(3)
قوله: {إِلَى كَلَمَةٍ} ليس في رواية الأصيلي و [عط].
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «كلَّها» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(6)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
305 -
حدَّثنا أبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أبي سَلَمَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ القاسِمِ، عن القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم لا نَذْكُرُ إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنا سَرِفَ، طَمَثْتُ
(2)
، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَأَنا أَبْكِي، فقالَ:«ما يُبْكِيكِ؟» قُلْتُ: لَوَدِدْتُ واللَّهِ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ العامَ. قالَ: «لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟
(4)
» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَإِنَّ ذَلِكِ
(5)
شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ على بَناتِ آدَمَ، فافْعَلِي ما يَفْعَلُ الحاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي».
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «طَمِثْتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فدخل النَّبيُّ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «نَفِسْتِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«ذاكِ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(8)
بابُ
(1)
الاسْتِحاضَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
306 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، أَنَّها قالتْ: قالتْ فاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فاتْرُكِي الصَّلاةَ، فَإِذا ذَهَبَ قَدْرُها، فاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» .
(1)
قوله: «بن عروة» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(9)
بابُ غَسْلِ دَمِ المَحِيضِ
(1)
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الحَيض» ، وفي رواية [عط]:«الحائض» .
307 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامٍ
(1)
، عن فاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ:
عن أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
(2)
أَنَّها قالتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِحْدانا إذا أَصابَ ثَوْبَها الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَصابَ ثَوْبَ إِحْداكُنَّ الدَّمُ مِنَ الحَيْضَةِ، فَلْتَقْرُصْهُ
(3)
، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ بِماءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ».
(1)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «بن عروة» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «الصدِّيق» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
308 -
حدَّثنا أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني
(1)
عَمْرُو بنُ الحارِثِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ: حَدَّثَهُ عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كانَتْ إِحْدانا تَحِيضُ، ثُمَّ تَقْتَرِصُ
(2)
الدَّمَ مِنْ ثَوْبِها عِنْدَ طُهْرِها، فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ على سائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية [ح]: «تَقْرُصُ» .
(10)
بابُ الاعْتِكافِ لِلْمُسْتَحاضَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اعتكاف المُستحاضة» ، ولفظة:«باب» ليست في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
309 -
حدَّثنا إسْحاقُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا
(2)
خالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عن عائِشَةَ: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسائهِ، وَهْيَ مُسْتَحاضَةٌ تَرَى الدَّمَ، فَرُبَّما وَضَعَتِ الطَّسْتَ تَحْتَها مِنَ الدَّمِ. وَزَعَمَ: أَنَّ عائِشَةَ رَأَتْ ماءَ العُصْفُرِ، فقالتْ: كَأَنَّ هَذا
⦗ص: 187⦘
شَيْءٌ كانَتْ فُلانَةُ تَجِدُهُ.
310 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأةٌ مِنْ أَزْواجِهِ، فَكانَتْ تَرَى الدَّمَ والصُّفْرَةَ، والطَّسْتُ
(1)
تَحْتَها، وَهْيَ تُصَلِّي.
(1)
قوله: «والطَّسْتُ» ليس في رواية [عط].
311 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ، عن عائِشَةَ: أَنَّ بَعْضَ أُمَّهاتِ المُؤمِنِينَ اعْتَكَفَتْ وَهْيَ مُسْتَحاضَةٌ.
(11)
بابٌ
(1)
: هَلْ تُصَلِّي المَرْأَةُ في ثَوْبٍ حاضَتْ فِيهِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
312 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ نافِعٍ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ: قالتْ
(1)
عائِشَةُ: ما كان لإِحْدانا إِلَّا ثَوْبٌ واحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ، فَإِذا أَصابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ
(2)
، قالتْ بِرِيقِها، فَقَصَعَتْهُ
(3)
بِظُفْرِها.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ عن ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عن ابن عساكر:«قال: قالت» .
(2)
في رواية الأصيلي: «مِن الدَّمِ» .
(3)
هكذا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ن، و، ق)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت:«فَمَصَعَتْهُ» .
(12)
بابُ
(1)
الطِّيبِ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِها
(2)
مِنَ المَحِيضِ
(3)
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قبل الباب، وذكر في (و، ب، ص) أنَّ لفظة: «باب» ليست عنده.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَسْلِها» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مِنَ الحيضِ» .
313 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن حَفْصَةَ
⦗ص: 188⦘
- قالَ أبو عبد الله
(1)
: أو هِشامِ بنِ حَسَّانَ، عن حَفْصَةَ-:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
، قالتْ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلَّا على زَوْجٍ
(3)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلا نَكْتَحِلَ، وَلا نَتَطَيَّبَ، وَلا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَقَدْ رُخِّصَ لَنا عِنْدَ الطُّهْرِ إذا اغْتَسَلَتْ إِحْدانا مِنْ مَحِيضِها في نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفارٍ، وَكُنَّا نُنْهَى عن اتِّباعِ الجَنائِزِ.
قالَ
(4)
: رَواهُ
(5)
هِشامُ بنُ حَسَّانٍ، عن حَفْصَةَ،
عن أُمِّ عَطِيَّةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «قال أبو عَبْدِ اللَّهِ» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وبهامش اليونينية: ليس «قال أبو عبد الله» عند الأصيلي ولا عند ابن عساكر، وهو مُعلَّمٌ بسين عند أبي ذر وعند السَّمعاني عن أبي الوقت ا هـ. (مُعلمٌ بسين: يعني علامة المُستملي).
(2)
قوله: «عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (ن، و، ق) نسبة عدم وجوده إلى رواية [عط]، خلافًا لما في (ب، ص) إذ رمزوا لثبوتها فيها.
(3)
في رواية أبي ذر: «زوجِها» .
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي زيادة: «أبو عبد الله» ، وقيَّد في (ن، و) بحاشية رواية ابن عساكر.
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ورَوَى» ، وفي رواية ابن عساكر:«رَوَى» .
(13)
بابُ دَلْكِ المَرْأَةِ نَفْسَها إذا تَطَهَّرَتْ مِنَ المَحِيضِ،
وَكَيْفَ تَغْتَسِلُ، وَتَأخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَتَّبِعُ
(1)
بها أَثَرَ الدَّمِ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «تَتْبَعُ» .
(2)
هكذا في رواية [عط] والأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وعند غيرهم:«فتتبع الدمَ» (ن)، والذي في سائر الأصول أنَّ رواية غيرهم:«فتتبع أثر الدم» وهو المثبت في المتن عندهم.
314 -
حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن مَنْصُورِ بنِ صَفِيَّةَ، عن أُمِّهِ:
⦗ص: 189⦘
عن عائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن غُسْلِها مِنَ المَحِيضِ، فَأَمَرَها كَيْفَ تَغْتَسِلُ، قالَ: «خُذِي فِرْصَةً مِنْ مسْكٍ
(1)
، فَتَطَهَّرِي بِها». قالتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ
(2)
؟ قالَ: «تَطَهَّرِي بِها» . قالتْ: كَيْفَ؟
(3)
قالَ: «سُبْحانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِي
(4)
». فاجْتَذَبْتُها
(5)
إِلَيَّ، فَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بها أَثَرَ الدَّمِ.
(1)
ضُبطت الميم بالكسر والفتح معاً في (ب، ص)، ونسبت فيهما إلى رواية الأصيلي وابن عساكر، وأهمل ضبطها في متن (ن، و) وضبط في (ن) روايتيهما بكسر الميم فقط، وضبطها في (و) بفتحها فقط.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] زيادة: «بها» .
(3)
قوله: «قال: تطهري بها، قالت: كيف» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بها، قالت: كيف؟ قال: سبحانَ اللهِ تطهري بها» . قارن بالسلطانية.
(5)
في متن (ب، ص): «فاجْتَبَذْتُها» وأشارا إلى المثبت نقلًا عن الإرشاد.
(14)
بابُ غُسْلِ
(1)
المَحِيضِ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَسْلِ» .
315 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ
(1)
، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عن أُمِّهِ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ قالتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ المَحِيضِ؟ قالَ: «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَوَضَّئِي
(2)
ثَلاثًا». ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَحْيا، فَأَعْرَضَ
(3)
بِوَجْهِهِ -أَوْ قالَ
(4)
: «تَوَضَّئِي بِها» - فَأَخَذْتُها فَجَذَبْتُها، فأخبَرْتُها بِما يُرِيدُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن إبراهيم» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وتوضَّئي» ، وفي رواية [عط]:«فتوضَّئي بها» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وأعرضَ» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «وقال» .
(15)
بابُ امْتِشاطِ المَرْأَةِ عِنْدَ غُسْلِها
(1)
مِنَ المَحِيضِ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَسْلِها» .
316 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ تَمَتَّعَ، وَلَمْ
⦗ص: 190⦘
يَسُقِ الهَدْيَ. فَزَعَمَتْ أَنَّها حاضَتْ، وَلَمْ تَطْهُرْ حَتَّى دَخَلَتْ لَيْلَةُ عَرَفَةَ، فقالتْ
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لَيْلَةُ عَرَفَةَ
(3)
، وَإِنَّما كُنْتُ تَمَتَّعْتُ بِعُمْرَةٍ. فقالَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«انْقُضِي رَأسَكِ، وامْتَشِطِي، وَأَمْسِكِي عن عُمْرَتِكِ» . فَفَعَلْتُ
(4)
، فَلَمَّا قَضَيْتُ الحَجَّ، أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَيْلَةَ الحَصْبَةِ فَأَعْمَرَنِي مِنَ التَّنْعِيمِ، مَكانَ عُمْرَتِي الَّتِي نَسَكْتُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «قالت» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ليلةُ يومِ عرفةَ» . قارن بما في الإرشاد.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
بابُ
(1)
نَقْضِ المَرْأَةِ شَعَرَها عِنْدَ غَسْلِ
(2)
المَحِيضِ
317 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: خَرَجْنا مُوافِينَ
(1)
لِهِلالِ ذِي الحِجَّةِ، فقالَ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهْلِلْ
(3)
، فَإِنِّي لَوْلا أَنِّي أَهْدَيْتُ لأَهْلَلْتُ
(4)
بِعُمْرَةٍ». فَأَهَلَّ بَعْضُهُمْ بِعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ بَعْضُهُمْ بِحَجٍّ، وَكُنْتُ أَنا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنا حائِضٌ، فَشَكَوْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«دَعِي عُمْرَتَكِ، وانْقُضِي رَأسَكِ، وامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِحَجٍّ» . فَفَعَلْتُ، حَتَّى إذا كان لَيْلَةُ الحَصْبَةِ، أَرْسَلَ مَعِي أَخِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْتُ إلى التَّنْعِيمِ، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ مَكانَ عُمْرَتِي.
قالَ هِشامٌ: وَلَمْ يَكُنْ في شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ، وَلا صَوْمٌ، وَلا صَدَقَةٌ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «مُوافقين» . كتبت بالحمرة.
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص). وفي رواية أبي ذر وروايةٍ أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في رواية ابن عساكر والأصيلي والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فليُهلَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لأحلَلْتُ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وعنده مكانَها:«قولُ الله عز وجل» .
318 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل وَكَّلَ
(2)
بِالرَّحِمِ مَلَكًا
يَقُولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ عَلَقَةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ. فَإِذا أَرادَ أَنْ يَقْضِيَ
(3)
خَلْقَهُ قالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ
(4)
؟ فَما الرِّزْقُ والأَجَلُ
(5)
؟ فَيُكْتَبُ
(6)
في بَطْنِ أُمِّهِ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
أهمل ضبط الكاف في (ن، ب) والمثبت من (و، ص)، وذكر في الفتح أنَّ روايته بالتخفيف.
(3)
في رواية الأصيلي: «فإذا أراد يقضي» بإسقاط: «أن» .
(4)
في هامش اليونينية: «نطفة» وما بعده منصوب عند ابن عساكر، وكذا:«أذكرًا أم شقيًا أم سعيدًا» عند الأصيلي. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «وما الأجل» .
(6)
في رواية الأصيلي: «قال: فيكتب» .
(18)
بابٌ: كَيْفَ تُهِلُّ الحائضُ بِالْحَجِّ والْعُمْرَةِ
319 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَداعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ
(2)
، فَقَدِمْنا مَكَّةَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ فَلْيُحْلِلْ، وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى فَلا يَحِلُّ، حَتَّى يَحِلَّ بِنَحْرِ هَدْيِهِ
(3)
، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ
(4)
فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ». قالتْ: فَحِضْتُ، فَلَمْ أَزَلْ حائِضًا حَتَّى كان يَوْمُ عَرَفَةَ، وَلَمْ أُهْلِلْ إِلَّا بِعُمْرَةٍ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَنْقُضَ رَأسِي، وَأَمْتَشِطَ، وَأُهِلَّ بِحَجٍّ، وَأَتْرُكَ العُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، حَتَّى قَضَيْتُ
⦗ص: 192⦘
حَجِّي
(5)
، فَبَعَثَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي بَكْرٍ
(6)
، وَأَمَرَنِي
(7)
أَنْ أَعْتَمِرَ مَكانَ عُمْرَتِي، مِنَ التَّنْعِيمِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بحَجَّةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حتى يَحلَّ نحرُ هديه» .
(4)
في رواية أبي ذر و [عط]: «بحَجَّةٍ» .
(5)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«حَجَّتي» .
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «الصدِّيقِ» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فأمرني» بالفاء.
(19)
بابُ إِقْبالِ المَحِيضِ وَإِدْبارِهِ
وَكُنَّ نِساءٌ يَبْعَثْنَ إلى عائِشَةَ بِالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: لا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ القصَّةَ
(1)
البَيْضاءَ. تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضَةِ.
وَبَلَغَ ابْنَةَ
(2)
زَيْدِ بنِ ثابِتٍ أَنَّ نِساءً يَدْعُونَ بِالْمَصابِيحِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، يَنْظُرْنَ إلى الطُّهْرِ، فقالتْ: ما كان النِّساءُ يَصْنَعْنَ هَذا! وَعابَتْ عَلَيْهِنَّ.
(1)
أهمل ضبط القاف في (ن)، وضبطها بالفتح في (و، ص)، وضبطها بفتح القاف وكسرها معًا في (ب).
(2)
في رواية ابن عساكر: «بنتَ» .
320 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ كانَتْ تُسْتَحاضُ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاةَ، وَإِذا أَدْبَرَتْ فاغْتَسِلِي وَصَلِّي» .
(20)
بابٌ: لا تَقْضِي الحائضُ الصَّلاةَ
وقالَ جابِرٌ
(1)
وَأَبُو سَعِيدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«تَدَعُ الصَّلاةَ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن عبد الله» .
321 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ، قالَ: حَدَّثَتْنِي مُعاذَةُ:
⦗ص: 193⦘
أَنَّ امْرَأَةً قالتْ لِعائِشَةَ: أَتَجْزِئ
(1)
إِحْدانا صَلاتَها إذا طَهُرَتْ؟ فقالتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟! كُنَّا
(2)
نَحِيضُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلا
(3)
يَأمُرُنا بِهِ. أَوْ قالتْ: فَلا نَفْعَلُهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي: «قد كنَّا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «ولا» .
(21)
بابُ
(1)
النَّوْمِ مَعَ الحائِضِ وَهْيَ في ثِيابِها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
322 -
حدَّثنا سَعْدُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قالتْ: حِضْتُ وَأَنا مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم في الخَمِيلَةِ، فانْسَلَلْتُ، فَخَرَجْتُ منها، فَأَخَذْتُ ثِيابَ حِيضَتِي فَلَبِسْتُها، فقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَنُفِسْتِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعانِي، فَأَدْخَلَنِي مَعَهُ
(3)
في الخَمِيلَةِ. قالتْ: وَحَدَّثَتْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّلُها وهو صائمٌ. وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنا والنَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم مِنْ إِناءٍ واحِدٍ مِنَ الجَنابَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «بنتِ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
(3)
لفظة: «معه» ليست في رواية [عط].
(4)
في رواية الأصيلي: «ورسولُ اللهِ» .
(22)
بابُ مَنْ اتَّخذَ
(1)
ثِيابَ الحَيْضِ سِوَى ثِيابِ الطُّهْرِ
(1)
هكذا في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وعند غيرهم «أخذ» .
323 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 194⦘
عن أُمِّ سَلَمَةَ، قالتْ: بَيْنا أَنا مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعَةً
(3)
في خَمِيلَةٍ
(4)
، حِضْتُ فانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيابَ حِيضَتِي، فقالَ:«أَنُفِسْتِ؟»
(5)
فَقُلْتُ
(6)
: نَعَمْ. فَدَعانِي، فاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الخَمِيلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «بنتِ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مُضْطَجِعَةٌ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في الخميلة» .
(5)
بهامش اليونينية: كذا ضبطه الأصيلي بضم النون، قال الهروي: يقال في الولادة بضم النون وفتحها، وإذ حاضت نَفِست بالفتح لا غير، ونحوه لابن الأنباري. اهـ.
(6)
في رواية ابن عساكر: «قلت» .
(23)
بابُ شُهُودِ الحائِضِ العِيدَيْنِ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، وَيَعْتَزِلْنَ
(1)
المُصَلَّى
(1)
في رواية ابن عساكر: «واعتزالهِنَّ» .
324 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ -هو ابْنُ سَلامٍ
(1)
- قالَ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ الوَهَّابِ، عن أَيُّوبَ:
عن حَفْصَةَ، قالتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَواتِقَنا أَنْ يَخْرُجْنَ في العِيدَيْنِ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ، فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ عن أُخْتِها، وَكانَ زَوْجُ أُخْتِها غَزا مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشَرَةَ
(4)
، وَكانَتْ أُخْتِي مَعَهُ في سِتٍّ، قالتْ: كُنَّا نُداوِي الكَلْمَى، وَنَقُومُ على المَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَعَلَى إِحْدانا بَأسٌ إِذا
(5)
لَمْ يَكُنْ لَها جِلْبابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ؟ قالَ: «لِتُلْبِسْها
(6)
صاحِبَتُها مِنْ جِلْبابِها، وَلْتَشْهَدِ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ
(7)
».
⦗ص: 195⦘
فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ، سَأَلْتُها: أَسَمِعْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قالتْ: بِأَبِي
(8)
نَعَمْ -وَكانَتْ لا تَذْكُرُهُ إِلَّا قالتْ: بِأَبِي- سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَخْرُجُ
(9)
العَواتِقُ وَذَواتُ
(10)
الخُدُورِ -أَوِ: العَواتِقُ ذَواتُ الخُدُورِ
(11)
- والْحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ
(12)
الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤمِنِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى». قالتْ حَفْصَةُ: فَقُلْتُ: الحُيَّضُ
(13)
؟! فقالتْ: أَلَيْسَ تَشْهَدُ
(14)
عَرَفَةَ، وَكَذا وَكَذا؟!
(15)
(1)
في رواية ابن عساكر: «محمدُ بنُ سَلامٍ» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«محمد» غير منسوب.
(2)
في رواية الأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي والوقت: «حدَّثنا» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ برواية أبي ذر عنه.
(3)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «غزوةً» .
(5)
في رواية الأصيلي: «إنْ» (ب). وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي.
(6)
في رواية [عط]: «فتُلبِسُها» .
(7)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «المؤمنين» ، وقيَّد في (و، ب، ص) روايةَ أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(8)
في رواية الأصيلي في الموضعين: «بِأَبَا» بفتح الموحدة وإبدال ياء المتكلم ألفًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ في الموضعين:«بِيَبي» بقلب الهمزة ياء.
(9)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تَخْرُجُ» .
(10)
في رواية أبي ذر: «ذواتُ» بدون واو.
(11)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ذات الخِدر» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الحَمُّويي.
(12)
في رواية ابن عساكر: «ويشهدن» .
(13)
في رواية كريمة: «آلحُيَّضُ» بزيادة ألف الاستفهام (ب، ص).
(14)
في رواية الأصيلي: «أليس يَشْهَدْنَ» .
(15)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الأول.
(24)
بابٌ: إذا حاضَتْ في شَهْرٍ ثَلاثَ حِيَضٍ،
وَما يُصَدَّقُ النِّساءُ في الحَيْضِ والْحَمْلِ
(1)
، فِيما
(2)
يُمْكِنُ مِنَ الحَيْضِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(3)
: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ
(4)
} [البقرة: 228]
وَيُذْكَرُ عن عَلِيٍّ وَشُرَيْحٍ: إِنِ امْرَأةٌ
(5)
جاءَتْ بِبَيِّنَةٍ
(6)
مِنْ بِطانَةِ أَهْلِها، مِمَّنْ يُرْضَى دِينُهُ:
⦗ص: 196⦘
أَنَّها حاضَتْ في شَهْرٍ ثَلاثًا
(7)
، صُدِّقَتْ.
وقالَ عَطاءٌ: أَقْراؤُها ما كانَتْ.
وَبِهِ قالَ إِبْراهِيمُ.
وقالَ عَطاءٌ: الحَيْضُ يَوْمٌ إلى خَمْسَ عَشْرَةَ
(8)
.
وقالَ مُعْتَمِرٌ، عن أَبِيهِ: سَأَلْتُ
(9)
ابْنَ سِيرِينَ عن المَرْأَةِ تَرَى الدَّمَ بَعْدَ قُرْئِها بِخَمْسَةِ أَيَّامٍ. قالَ: النِّساءُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «والحَبَل» بالباء المفتوحة بدل الميم الساكنة (و، ب، ص).
(2)
في رواية ابن عساكر: «وفيما» .
(3)
في (ن): «لقوله تعالى» ، وفي رواية الأصيلي:«عز وجل» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «{إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ}» على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
ضبطت في (ب، ص): «إنَّ امرأةً» وعزوا ذلك إلى رواية أبي ذر والحَمُّويي.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن أبي الوقت و [عط]: «إنْ جاءَتْ ببينة» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «في كُلِّ شهرٍ ثلاثًا» .
(8)
في رواية ابن عساكر ونسخة لأبي ذر: «خمسةَ عشرَ» .
(9)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: سألت» . قارن بما في الإرشاد
325 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ أَبِي رَجاءٍ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، قالَ: سَمِعْتُ هِشامَ بنَ عُرْوَةَ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عن عائِشَةَ: أَنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: إِنِّي أُسْتَحاضُ فَلا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ؟ فقالَ:«لا، إِنَّ ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَكِنْ دَعِي الصَّلاةَ قَدْرَ الأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيها، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي» .
(25)
بابُ الصُّفْرَةِ والْكُدْرَةِ في غَيْرِ أَيَّامِ الحَيْضِ
326 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ، عن أُمِّ عَطِيَّةَ، قالتْ
(2)
: كُنَّا لا نَعُدُّ
الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ
(3)
شَيْئًا.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(2)
لفظة: «قالت» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية الأصيلي: «الصُّفْرَةَ والكُدْرةَ» .
(26)
بابُ عِرْقِ الاسْتِحاضَةِ
327 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا مَعْنٌ، قالَ: حدَّثني
(1)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ، وَعَنْ عَمْرَةَ
(2)
:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ، فَأَمَرَها أَنْ تَغْتَسِلَ، فقالَ:«هَذا عِرْقٌ» . فَكانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاةٍ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن عُروةَ عن عَمْرةَ» بحذف الواو.
(27)
بابُ المَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَ الإِفاضَةِ
328 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن أَبِيهِ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّها قالتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَدْ حاضَتْ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَّها تَحْبِسُنا؟! أَلَمْ تَكُنْ أَفاضتْ
(2)
مَعَكُنَّ؟». فقالوا
(3)
: بَلَى. قالَ: «فاخْرُجِي
(4)
».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «طافَتْ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «قالوا» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فاخْرُجْنَ» .
329 -
330 - حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أَسَدٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ طاؤوسٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: رُخِّصَ لِلْحائِضِ أَنْ تَنْفِرَ إذا حاضَتْ.
- وَكانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ في أَوَّلِ أَمْرِهِ: إِنَّها لا تَنْفِرُ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تَنْفِرُ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَهُنَّ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(28)
بابٌ: إذا رَأَتِ المُسْتَحاضَةُ الطُّهْرَ
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَلَوْ ساعَةً، وَيَأتِيها زَوْجُها إذا صَلَّتْ، الصَّلاةُ أَعْظَمُ.
331 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، عن زُهَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ
(1)
، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاةَ، وَإِذا أَدْبَرَتْ فاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن عروة» .
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولُ اللهِ» .
(29)
بابُ الصَّلاةِ على النُّفَساءِ وَسُنَّتِها
332 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ أَبِي سُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شَبابَةُ، قالَ: أخبَرَنا
(2)
شُعْبَةُ، عن حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، عن ابْنِ بُرَيْدَةَ
(3)
:
عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ
(4)
: أَنَّ امْرَأَةً ماتَتْ في بَطْنٍ، فَصَلَّى عَلَيْها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقامَ وَسْطَها.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» (ب، ص).
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «عبد الله بن بُريدة» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جُنْدُبٍ» .
(30)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
333 -
حدَّثنا الحَسَنُ بنُ مُدْرِكٍ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَمَّادٍ، قالَ: أخبَرَنا أبو عَوانَةَ -اسْمُهُ الوَضَّاحُ
(1)
-
⦗ص: 199⦘
مِنْ كِتابِهِ، قالَ: أخبَرَنا
(2)
سُلَيْمانُ الشَّيْبانِيُّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ شَدَّادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ خالَتِي مَيْمُونَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّها كانَتْ تَكُونُ
(3)
حائِضًا لا تُصَلِّي، وَهْيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو يُصَلِّي على خُمْرَتِهِ، إذا سَجَدَ أَصابَنِي بَعْضُ ثَوْبِهِ.
(1)
هكذا في رواية [عط] أيضًا (ص). وقوله: «اسْمُهُ الوَضَّاحُ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي، وزاد في (و، ب، ص) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية ابن عساكر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. «لا الحمرة إلى»
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «أنَّها تكون» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ التَّيَمُّمِ
(2)
قَوْلُ
(3)
اللَّهِ تَعالَى
(4)
: {فَلَمْ تَجِدُواْ
(5)
مَاءً فَتَيَمَّمُواْ
(6)
صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} [المائدة: 6]
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية الأصيلي، وهي في رواية أبي ذر مؤخَّرة عن الكتاب عنده.
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كتاب التيمُّم» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «وقولِ» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عز وجل» .
(5)
بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر عند القراءة عليه: التنزيل: {فَلَمْ تَجِدُواْ} ، ورواية الكتاب:«فإنْ لم تجدوا» . اهـ.
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
334 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أَسْفارِهِ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالْبَيْداءِ -أَوْ بِذاتِ الجَيْشِ- انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على التِماسِهِ، وَأَقامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا على ماءٍ، فَأَتَى النَّاسُ إلى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فقالوا: أَلا تَرَى ما صَنَعَتْ عائِشَةُ؟! أَقامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والنَّاسِ، وَلَيْسُوا على ماءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ؟! فَجاءَ أبو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واضِعٌ رَأسَهُ على فَخِذِي قَدْ نامَ، فقالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والنَّاسَ، وَلَيْسُوا على ماءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ؟! فقالتْ عائِشَةُ: فَعاتَبَنِي أبو بَكْرٍ، وقالَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ في خاصِرَتِي، فَلا
(2)
يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على فَخِذِي، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ على غَيْرِ ماءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا، فقالَ
(3)
أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ: ما هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يا آلَ أَبِي بَكْرٍ.
⦗ص: 201⦘
قالتْ: فَبَعَثْنا البَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنا
(4)
العِقْدَ تَحْتَهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيِّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فما» .
(3)
في رواية [عط]: «قال» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «فوجدنا» .
335 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا
(2)
هُشَيْمٌ.
(خ) وَحدَّثني
(3)
سَعِيدُ بنُ النَّضْرِ، قالَ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ، قالَ: أخبَرَنا سَيَّارٌ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ -هو ابْنُ صُهَيْبٍ-
(4)
الفَقِيرُ، قالَ:
أخبَرَنا
(5)
جابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّما رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ المَغانِمُ
(6)
وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ، وَكانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عامَّةً».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «هو العَوَقِي» .
(2)
في رواية [عط]: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «وحدَّثنا» . وفي متن (ب، ص): «خ قال: وحدَّثني» .
(4)
قوله: «هو ابْنُ صُهَيْبٍ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (و) نسبة عدم وجوده إلى رواية [عط] أيضًا، وهو موافق لما في السلطانية مخالف لما في (ب)، إذ فيها إثباته في رواية [عط]. «لا الحمرة إلى»
(5)
في رواية [عط]: «حدَّثنا» .
(6)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«الغنائم» .
(2)
بابٌ: إذا لَمْ يَجِدْ ماءً وَلا تُرابًا
336 -
حدَّثنا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ نُمَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ: أَنَّها اسْتَعارَتْ مِنْ أَسْماءَ قِلادَةً فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا
⦗ص: 202⦘
فَوَجَدَها، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ، فَصَلَّوْا، فَشَكَوْا ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فقالَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ لِعائِشَةَ: جَزاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَواللَّهِ ما نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكِ
(1)
لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا.
(1)
بهامش اليونينية: مضبَّب على «ذلكِ» عند أبي ذر وابن عساكر. اهـ.
(3)
بابُ التَّيَمُّمِ في الحَضَرِ،
إذا لَمْ يَجِدِ الماءَ وَخافَ
(1)
فوْتَ الصَّلاةِ
وَبِهِ قالَ عَطاءٌ
(2)
.
وقالَ الحَسَنُ في المَرِيضِ عِنْدَهُ الماءُ، وَلا يَجِدُ مَنْ يُناوِلُهُ: يَتَيَمَّمُ
(3)
.
وَأَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ أَرْضِهِ بِالْجُرُفِ، فَحَضَرَتِ العَصْرُ بمِرْبَدِ
(4)
النَّعَمِ
فَصَلَّى، ثُمَّ دَخَلَ المَدِينَةَ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، فَلَمْ يُعِدْ.
(1)
في رواية الأصيلي: «فخاف» .
(2)
قوله: «وبه قال عطاء» ثابت في حاشية رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية [عط]: «تيَمَّمْ» .
(4)
هكذا ضُبطت في (ن، و، ق): بكسر الميم، وضُبطت في (ب، ص) بفتح الميم، وعزوا ذلك لليونينية، ونقلا عن الإرشاد أنَّ الكسر هو رواية الجمهور، وهو الموافق للُّغة.
337 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرِ بنِ رَبِيعَةَ، عن الأَعْرَجِ
(1)
، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَيْرًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: أَقْبَلْتُ أَنا وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ يَسَارٍ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى دَخَلْنا على أَبِي جُهَيْمِ بنِ الحارِثِ بنِ الصِّمَّةِ الأَنْصارِيِّ، فقالَ أبو الجُهَيْمِ
(2)
: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَقْبَلَ على الجِدارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ
(4)
، ثُمَّ رَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حُميدٍ الأعرج» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أبو جُهيمٍ» ، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«الأنصاري» .
(3)
في متن (ب، ص) زيادة: «عليه» ، وذكر في (ب) أنَّها ثابتة في هوامش بعض النسخ من غير تخريج.
(4)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وبيديه» .
(4)
بابٌ: المُتَيَمِّمُ
(1)
هَلْ يَنْفُخُ فِيهِما؟
(1)
قوله: «المتيمم» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
338 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الحَكَمُ، عن ذَرٍّ، عن سَعِيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، عن أَبِيهِ: قالَ:
جاءَ رَجُلٌ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فقالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الماءَ. فقالَ عَمَّارُ بنُ ياسِرٍ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: أَما تَذْكُرُ أَنَّا
(1)
كُنَّا في سَفَرٍ أَنا وَأَنْتَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ
(2)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
: «إنَّما كان يَكْفِيكَ هَكَذا
(4)
». فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَفَّيهِ
(5)
الأَرْضَ
(6)
، وَنَفَخَ فِيهِما، ثُمَّ مَسَحَ بهما وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ؟
(1)
في رواية الأصيلي: «إذْ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ذلكَ» .
(3)
قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية الأصيلي (ن، و). وفي (ب، ص) أنَّ قوله: «النَّبِيُّ» فقط هو الذي ليس في روايته.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «هَذا» .
(5)
قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «في الأرض» (ن، ق)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
(5)
بابٌ: التَّيَمُّمُ لِلْوَجْهِ والْكَفَّيْنِ
339 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعْبَةُ: أخبَرَني الحَكَمُ
(2)
، عن ذَرٍّ، عن سَعِيدِ
(3)
بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى، عن أَبِيهِ:
قالَ عَمَّارٌ بِهَذا، وَضَرَبَ شُعْبَةُ بِيَدَيْهِ الأَرْضَ ثُمَّ أَدْناهُما مِنْ فِيهِ، ثُمَّ مَسَحَ
(4)
وَجْهَهُ
⦗ص: 204⦘
وَكَفَّيْهِ.
وقالَ النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، قالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا يَقُولُ: عن ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى.
قالَ الحَكَمُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(5)
، عن أَبِيهِ، قالَ: قالَ عَمَّارٌ.
340 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ
(6)
، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى:
عن أَبِيهِ: أَنَّهُ شَهِدَ عُمَرَ، وقالَ لَهُ عَمَّارٌ: كُنَّا في سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنا. وَقالَ: تَفَلَ فِيهِما.
341 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ذَرٍّ، عن ابنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ أبْزَى، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ
(7)
قالَ:
قالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: تَمَعَّكْتُ، فأتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «يَكْفِيكَ الوَجْه
(8)
والْكَفَّيْنِ
(9)
».
342 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ذَرٍّ، عن ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(10)
:
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ، فقالَ
(11)
لَهُ عَمَّارٌ. وَساقَ الحَدِيثَ.
⦗ص: 205⦘
343 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ذَرٍّ، عن ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى: عن أَبِيهِ، قالَ:
قالَ عَمَّارٌ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الأَرْضَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ.
(12)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عن الحكم» .
(3)
قوله: «سعيد» ثابت في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا. كتب في متن اليونينية بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بهما» .
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ أَبْزى» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «سمعتُ ذَرًّا» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «عن عبد الله» ، كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«عن أبيه» ، بدل قوله:«عن عبد الرحمن» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بالأوجه الثلاث: «الوَجْهَ» و «الوَجْهِ» و «الوَجْهُ» . (ب، ص).
(9)
هكذا في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا: بالنصب (ن، و، ق)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«والكفَّان» بالرفع. كتبت بالحمرة.
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بن أبزى» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(12)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الأول بقراءة الشيخ نور الدين الهاشمي بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الأربعاء الرابع من جمادى الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتب أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي، عُرِف بالنُّويري.
(6)
بابٌ: الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ المُسْلِمِ، يَكْفِيهِ مِنَ
(1)
الماءِ
وقالَ الحَسَنُ: يُجْزِيُهُ التَّيَمُّمُ ما لَمْ يُحْدِثْ.
وَأَمَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وهو مُتَيَمِّمٌ.
وقالَ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: لا بَأسَ بِالصَّلاةِ
على السَّبَخَةِ، والتَّيَمُّمِ بِها.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
344 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثني
(1)
يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا عَوْفٌ، قالَ: حدَّثنا أبو رَجاءٍ:
عن عِمْرانَ، قالَ: كُنَّا في سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
، وَإِنَّا أَسْرَيْنا، حَتَّى
(3)
كُنَّا في آخِرِ اللَّيْلِ، وَقَعْنا وَقْعَةً، وَلا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ المُسافِرِ مِنْها، فَما
(4)
أَيْقَظَنا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكانَ
(5)
أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلانٌ ثُمَّ فُلانٌ ثُمَّ فُلانٌ -يُسَمِّيهِمْ أبو رَجاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ- ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ الرَّابِعُ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا نامَ لَمْ يُوقَظْ
(6)
حَتَّى يَكُونَ هو يَسْتَيْقِظُ؛ لأَنَّا لا نَدْرِي ما يَحْدُثُ لَهُ في نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى ما أَصابَ النَّاسَ، وَكانَ رَجُلًا جَلِيدًا، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ،
⦗ص: 206⦘
فَما زالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ
(7)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصابَهُمْ، قالَ
(8)
: «لا ضَيْرَ -أَوْ لا يَضِيرُ- ارْتَحِلُوا» . فارْتَحَلَ
(9)
فَسارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ، إذا هو بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ القَوْمِ، قالَ:«ما مَنَعَكَ يا فُلانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ القَوْمِ؟» قالَ: أَصابَتْنِي جَنابَةٌ وَلا ماءَ. قالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ؛ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ» . ثُمَّ سارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعا فُلانًا -كان يُسَمِّيهِ أبو رَجاءٍ نَسِيَهُ
(10)
عَوْفٌ- وَدَعا عَلِيًّا فقالَ: «اذْهَبا فابْتَغِيا
(11)
الماءَ». فانْطَلَقا، فَتَلَقَّيا امْرَأَةً بَيْنَ مَزادَتَيْنِ -أَوْ سَطِيحَتَيْنِ- مِنْ ماءٍ
(12)
على بَعِيرٍ لَها، فَقالا لَها: أَيْنَ الماءُ؟ قالتْ: عَهْدِي بِالْماءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ، وَنَفَرُنا خُلُوفًا
(13)
. قالا لَها: انْطَلِقِي إِذًا. قالتْ: إلى أَيْنَ؟ قالا: إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالتْ: الَّذِي يُقالُ لَهُ الصَّابِئُ؟ قالا: هو الَّذِي تَعْنِينَ، فانْطَلِقِي. فَجاءا بِها إلى النَّبِيِّ
(14)
صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثاهُ الحَدِيثَ، قالَ: فاسْتَنْزَلُوها عن بَعِيرِها، وَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِناءٍ، فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْواهِ المَزادَتَيْنِ -أَوْ سَطِيحَتَيْنِ
(15)
- وَأَوْكَأَ أَفْواهَهُما، وَأَطْلَقَ العَزالِيَ، وَنُودِيَ في النَّاسِ: اسْقُوا واسْتَقُوا. فَسَقَى مَنْ شاءَ
(16)
، واسْتَقَى مَنْ شاءَ، وَكانَ آخِرُ
(17)
ذاكَ
(18)
أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصابَتْهُ الجَنابَةُ إِناءً مِنْ ماءٍ، قالَ:
⦗ص: 207⦘
«اذْهَبْ، فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ» . وَهْيَ قائِمَةٌ تَنْظُرُ إلى ما يُفْعَلُ بِمائِها، وايْمُ اللَّهِ، لقد أُقْلِعَ عَنْها، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنا أَنَّها أَشَدُّ مِلْئةً منها حِينَ ابْتَدَأَ فِيها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اجْمَعُوا لَها» . فَجَمَعُوا لَها مِنْ بَيْنِ
(19)
عَجْوَةٍ وَدُقَيِّقَةٍ وَسُوَيِّقَةٍ
(20)
، حَتَّى جَمَعُوا لَها طَعامًا، فَجَعَلُوها
(21)
في ثَوْبٍ، وَحَمَلُوها على بَعِيرِها، وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْها، قالَ
(22)
لَها: «تَعْلَمِينَ ما رَزِئنا مِنْ مائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنِ اللَّهُ هو الَّذِي أَسْقانا
(23)
». فَأَتَتْ أَهْلَها وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قالُوا
(24)
: ما حَبَسَكِ يا فُلانَةُ؟ قالتْ: العَجَبُ، لَقِيَنِي رَجُلانِ، فَذَهَبا بِي إلى هَذا الَّذِي
(25)
يُقالَ لَهُ الصَّابِئُ، فَفَعَلَ كَذا وَكَذا، فَواللَّهِ، إِنَّهُ لأَسْحَرُ
النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ -وقالتْ بِإِصْبَعَيْها الوُسْطَى والسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُما إلى السَّماءِ، تَعْنِي: السَّماءَ والأَرْضَ- أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا. فَكانَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ
(26)
على مَنْ حَوْلَها مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلا يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فقالتْ يَوْمًا لِقَوْمِها: ما أُرَى
(27)
أَنَّ هَؤُلاءِ القَوْمَ يَدَعُونَكُمْ عَمْدًا، فَهَلْ لَكُمْ في الإِسْلامِ؟ فَأَطاعُوها فَدَخَلُوا في الإِسْلامِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «كنا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفر» .
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إذا» . وضرب عليها بالحمرة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «وما» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فكان» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نُوقِظْه» بنون المتكلِّم وكسر القاف.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِصَوتهِ» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(9)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فارتحَلوا» .
(10)
في رواية ابن عساكر: «ونَسِيَه» .
(11)
في روايةٍ للأصيلي: «فابْغِيا» .
(12)
قوله: «من ماء» ليس في رواية ابن عساكر.
(13)
في رواية الأصيلي و [عط]: «خُلوفٌ» بالرفع.
(14)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ اللهِ» .
(15)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «السطيحتين» .
(16)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] وأخرى لابن عساكر:«فسقى مَن سَقَى» .
(17)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «آخِرَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(18)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذلك» .
(19)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية ابن عساكر وأبي ذر وروايةٍ للأصيلي، وفي رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية [عط]:«لها ما بينَ» ، وزاد في (ب، ص) أنَّ في روايةٍ أخرى للأصيلي: «لها بين» .
(20)
صحَّح في اليونينيَّة على كلا الكلمتين: «وَدُقَيِّقَةٍ وَسُوَيِّقَةٍ» .
(21)
هكذا في روايةٍ عن أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى عنهم ورواية [عط]:«فجَعلوهُ» . كتبت بالحمرة.
(22)
في رواية الأصيلي: «قالوا» .
(23)
في رواية ابن عساكر: «سقانا» .
(24)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالوا» (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي:«فقالوا لها» .
(25)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلى هذا الرجل الذي» .
(26)
في رواية الأصيلي: «بعدُ يُغِيرون» .
(27)
هكذا في رواية لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي و [عط] وأخرى لابن عساكر:«ما أدْرِي» .
(7)
بابٌ: إذا خافَ الجُنُبُ على نَفْسِهِ المَرَضَ أَوِ المَوْتَ،
أَوْ خافَ العَطَشَ، تَيَمَّمَ
(1)
وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بنَ العاصِ أَجْنَبَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ، فَتَيَمَّمَ وَتَلا
(2)
: {وَلَا تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُعَنِّفْ
(4)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «يَتيمَّم» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «فتلا» .
(3)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا بالبناء للمفعول (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي:«فَذَكَرَ ذلك للنبي» بالبناء للفاعل.
(4)
في نسخة عند ابن عساكر: «يعنِّفهُ» .
345 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ -هو غُنْدَرٌ
(1)
- عن شُعْبَةَ
(2)
، عن سُلَيْمانَ، عن أَبِي وائلٍ، قالَ: قالَ أبو مُوسَى لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ: إذا لَمْ يَجِدِ الماءَ لا يُصَلِّي
(3)
؟ قالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ
(4)
رَخَّصْتُ لَهُمْ في هَذا، كانَ
(5)
إذا وَجَدَ أَحَدُهُمُ البَرْدَ قالَ هَكَذا -يَعْنِي تَيَمَّمَ- وَصَلَّى. قالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ قَوْلُ عَمَّارٍ لِعُمَرَ؟ قالَ: إِنِّي
(6)
لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنِعَ بِقَوْلِ عَمَّارٍ.
(1)
في رواية [عط]: «حدَّثنا محمدٌ غُندرٌ» ، وفي رواية الأصيلي:«حدَّثنا محمدٌ» غير منسوب.
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا شعبةُ» ، وفي رواية ابن عساكر و [عط]:«أخبَرَنا شعبةُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «إذا لم تجد الماءَ لا تُصلي» بتاء المخاطَب في الفِعلَين.
(4)
في رواية ابن عساكر: «نعم، لو» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «وكان» .
(6)
في وراية [عط]: «فإنِّي» .
346 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بنَ سَلَمَةَ، قالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فقالَ لَهُ أبو مُوسَى: أَرَأَيْتَ يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
⦗ص: 209⦘
إذا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ ماءً
(2)
، كَيْفَ يَصْنَعُ
(3)
؟ فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا يُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ
(4)
الماءَ
(5)
. فقالَ أبو مُوسَى: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِقَوْلِ عَمَّارٍ؛ حِينَ قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كانَ يَكْفِيكَ
…
»؟! قالَ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ
(6)
؟! فقالَ أبو مُوسَى: فَدَعْنا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ، كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟! فَما دَرَى عَبْدُ اللَّهِ ما يَقُولُ، فقالَ: إِنَّا لَوْ رَخَّصْنا لَهُمْ في هَذا، لأَوْشَكَ إذا بَرَدَ
(7)
على أَحَدِهِمُ الماءُ أَنْ يَدَعَهُ وَيَتَيَمَّمَ. فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَإِنَّما كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ لِهَذا؟ قالَ
(8)
: نَعَمْ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا أبي، عن الأعمش» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «الماءَ» .
(3)
في رواية [عط]: «إذا أجنبتَ فلم تجد الماءَ كيف تصنع؟» بتاء المخاطَب.
(4)
في رواية الأصيلي: «لا تُصلي حتى تجد» بتاء المخاطَب.
(5)
لفظة: «الماء» ليست في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «منه» .
(7)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بَرُدَ» .
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(8)
بابٌ: التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«بابُ التيممِ ضربةً» بالإضافة وبالنصب
347 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
أبو مُعاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، قالَ: كُنْتُ جالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فقالَ لَهُ أبو مُوسَى: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ، فَلَمْ يَجِدِ الماءَ شَهْرًا، أَما كان يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي؟ فَكَيْفَ
(3)
تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الآيَةِ
(4)
في سُورَةِ المائِدَةِ: {فَلَمْ تَجِدُواْ
(5)
مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6]؟ فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ في هَذا،
⦗ص: 210⦘
لأَوْشَكُوا إذا بَرَدَ
(6)
عَلَيْهِمُ الماءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ
(7)
. قُلْتُ: وَإِنَّما
(8)
كَرِهْتُمْ هَذا لِذا؟ قالَ: نَعَمْ. فقالَ
(9)
أبو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ
(10)
أَجِدِ الماءَ، فَتَمَرَّغْتُ في الصَّعِيدِ
(11)
كَما تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«إِنَّما كان يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذا» . فَضَرَبَ
(12)
بِكَفِّهِ
(13)
ضَرْبَةً على الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَها، ثُمَّ مَسَحَ بِهَما
(14)
ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمالِهِ -أَوْ ظَهْرَ شِمالِهِ بِكَفِّهِ- ثُمَّ مَسَحَ بِهِما
(15)
وَجْهَهُ؟! فقالَ
(16)
عَبْدُ اللَّهِ: أَفَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ
عَمَّارٍ؟!
وَزادَ
(17)
يَعْلَى، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ: كُنْتُ
(18)
مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فقالَ أبو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(19)
صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي أَنا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ بِالصَّعِيدِ، فَأَتَيْنا رَسُولَ اللَّهِ
(20)
صلى الله عليه وسلم فأخبَرْناهُ، فقالَ: «إِنَّما كان يَكْفِيكَ هَكَذا
(21)
». وَمَسَحَ
⦗ص: 211⦘
وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ واحِدَةً؟!
(1)
قوله: «بن سلام» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية [عط]: «قال: فكيف» .
(4)
قوله: «بهذه» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، ولفظة:«الآية» ليس في روايته، وذكر في (ب، ص) أنَّها ثابتة في روايته.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فإنْ لم تجدوا» ، قال في الفتح: وهو مغاير للتلاوة، وقيل: إنَّه كان كذلك في رواية أبي ذر ثم أصلحها على وفق الآية. اهـ، وانظر قولَ أبي ذر الذي تقدَّم في التعليق على أول كتاب التيمم قبل الحديث:334.
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بَرُدَ» .
(7)
في رواية الأصيلي: «بالصعيد» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فإنما» .
(9)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(10)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولم» .
(11)
في رواية [عط]: «في التراب» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وضرب» .
(13)
في رواية الأصيلي: «بِكَفَّيْهِ» بالتثنية.
(14)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «بها» بالإفراد.
(15)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بها» .
(16)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» (ن، و، ق) وهو موافق لما في الإرشاد.
(17)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «زاد» .
(18)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: كنت» .
(19)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(20)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(21)
هكذا في رواية المُستملي وروايةٍ للكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (و، ب، ص)، وفي رواية أخرى للكُشْمِيْهَنِيِّ:«هذا» .
(9)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
348 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا عَوْفٌ، عن أَبِي رَجاءٍ، قالَ:
حدَّثنا عِمْرانُ بنُ حُصَيْنٍ الخُزاعِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ في القَوْمِ، فقالَ: «يا فُلانُ، ما مَنَعَكَ
(1)
أَنْ تُصَلِّيَ في القَومِ؟» فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَصابَتْنِي جَنابَةٌ وَلا ماءَ
(2)
. قالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ» .
(3)
(1)
في رواية الأصيلي: «ما يمنعك» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
في (ن): «ولا ماءٌ» .
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصله مرة ثانية فصحَّ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
كتابُ
(2)
الصلاةِ
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية ابن عساكر، وهي في رواية الأصيلي مؤخَّرة عن الكتاب.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(1)
بابٌ
(1)
: كَيْفَ فُرِضَتِ الصَّلَواتُ
(2)
في الإِسْراءِ
وقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثني أبو سُفْيانَ -في حَدِيثِ هِرَقْلَ- فقالَ: يَأمُرُنا -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّلاةِ والصِّدْقِ والْعَفافِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، والتبويب ثابت في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «الصلاة» بالإفراد.
349 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
، قالَ:
كان أبو ذَرٍّ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فُرِجَ عن سَقْفِ بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ
(2)
، فَفَرَجَ صَدْرِي
(3)
، ثُمَّ غَسَلَهُ بِماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمانًا، فَأَفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي
(4)
إلى السَّماءِ الدُّنْيا
(5)
، فَلَمَّا جِئتُ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، قالَ جِبْرِيلُ لِخازِنِ السَّماءِ: افْتَحْ. قالَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: هَذا
(6)
جِبْرِيلُ. قالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. فقالَ: أُرْسِلَ
(7)
إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا
⦗ص: 214⦘
فَتَحَ عَلَوْنا السَّمَاءَ الدُّنْيا، فَإِذا
(8)
رَجُلٌ قاعِدٌ، على يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَلَى يَسارِهِ أَسْوِدَةٌ، إذا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذا نَظَرَ قِبَلَ يَسارِهِ
(9)
بَكَى، فقالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ والابْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: هَذا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ وَشِمالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ اليَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الجَنَّةِ، والأَسْوِدَةُ الَّتِي عن شِمالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذا نَظَرَ عن يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذا نَظَرَ قِبَلَ شِمالِهِ بَكَى. حَتَّى عَرَجَ بِي
(10)
إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ، فقالَ لِخازِنِها: افْتَحْ. فقالَ لَهُ خازِنُها مِثْلَ ما قالَ الأَوَّلُ، فَفَتَحَ». قالَ
(11)
أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ
وَجَدَ في السَّمَواتِ آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْراهِيمَ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ: أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ في السَّماءِ الدُّنْيا، وَإِبْراهِيمَ في السَّماءِ السَّادِسَةِ، قالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِإِدْرِيسَ، قالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ والأَخِ الصَّالِحِ. «فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالَ
(12)
: هَذا إِدْرِيسُ. ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، فقالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ والأَخِ الصَّالِحِ
(13)
. قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالَ: هَذا مُوسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فقالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ
(14)
. قُلْتُ
(15)
: مَنْ هَذا؟ قالَ: هَذا
(16)
عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْراهِيمَ، فقالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ والابْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالَ: هَذا إِبْراهِيمُ صلى الله عليه وسلم».
قالَ ابْنُ شِهابٍ: فأخبَرَني ابْنُ حَزْمٍ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبا حَبَّةَ الأَنْصارِيَّ كانا يَقُولانِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ عُرِجَ
(17)
بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلامِ». قالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بنُ مالِكٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَفَرَضَ اللَّهُ
(18)
على أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ على مُوسَى، فقالَ:
⦗ص: 215⦘
ما فَرَضَ اللَّهُ لَكَ على أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاةً. قالَ: فارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلك
(19)
. فَراجَعَنِي
(20)
فَوَضَعَ شَطْرَها، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، قُلْتُ
(21)
: وَضَعَ شَطْرَها. فقالَ
(22)
: راجِعْ رَبَّكَ
(23)
، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ. فَراجَعْتُ
(24)
فَوَضَعَ شَطْرَها، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَراجَعْتُهُ، فقالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهْيَ خَمْسُونَ
(25)
، لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ. فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فقالَ: راجِعْ رَبَّكَ
(26)
. فَقُلْتُ
(27)
: اسْتَحْيَيْتُ
(28)
مِنْ رَبِّي. ثُمَّ انْطَلَقَ بِي
(29)
، حَتَّى انْتَهَى بِي
(30)
إلى سِدْرَةِ
(31)
المُنْتَهَى، وَغَشِيَها أَلْوانٌ لا أَدْرِي ما هِيَ، ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذا فيها حَبَايِلُ
(32)
اللُّؤْلُؤِ، وَإِذا تُرابُها المِسْكُ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(3)
في رواية [عط]: «ففَرَج عنْ صَدرِي» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فعَرَج به» .
(5)
لفظة: «الدنيا» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. قارن بما في الإرشاد
(6)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر: «أَأُرسل» .
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «إذا» .
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «شمالِه» . كتبت بالحمرة.
(10)
في رواية ابن عساكر: «به» .
(11)
في رواية [عط]: «فقال» .
(12)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(13)
قوله: «والأخ الصالح» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(14)
في رواية [عط]: «مرحبًا بالنَّبيِّ الصالح والأخ الصالح» .
(15)
في رواية [عط]: «فقلتُ» .
(16)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر.
(17)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «عَرَجَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(18)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(19)
لفظة: «ذلك» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. وضرب عليها في متن اليونينية بالحمرة.
(20)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فراجعتُ» .
(21)
في رواية الأصيلي: «فقلتُ» .
(22)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر:«قال» .
(23)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ارجع إلى ربِّك» .
(24)
في رواية ابن عساكر: «فرجعْتُ فراجَعْتُ» .
(25)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «هُنَّ خمسٌ وهنَّ خمسون» .
(26)
في رواية أبي ذر: «ارجعْ إلى ربِكَ» .
(27)
في رواية أبي ذر: «قلتُ» .
(28)
في رواية الأصيلي: «قد استحييت» .
(29)
لفظة: «بي» ليست في نسخةٍ كما في (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي.
(30)
لفظة: «بي» ليست في نسخةٍ (ن، و).
(31)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حتى انتهى بي السدرةَ» . قارن بما في الإرشاد.
(32)
بهامش اليونينية: في الأصل مضَبَّبٌ على: «حبايل» ، ثم ضُرب على التضبيب، وصحِّح على لفظة:«حبايل» ثلاث مرَّات، إحداهن بالحمرة، وفي حاشية الأصل:«الصواب: جنابذُ» بالجيم جمع جُنبذة، وهي القُبة، ذكره ابن الأعرابي، وأورده الإسماعيليُّ وأبو عُبيد الهرويُّ في كتابيهما. اهـ.
350 -
حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عَنْ صالِحِ بْنِ كَيْسانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ، قالتْ:«فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ حِينَ فَرَضَها رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ في صَلاةِ الحَضَرِ» .
(2)
بابُ
(1)
وُجُوبِ الصَّلاةِ في الثِّيابِ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(2)
: {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ
كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، وَمَنْ صَلَّى مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ واحِدٍ
(3)
-وَيُذْكَرُ عن سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَزُرُّهُ
(4)
وَلَوْ بِشَوْكَةٍ». فِي
(5)
إِسْنادِهِ نَظَرٌ. -
وَمَنْ صَلَّى في الثَّوْبِ الَّذِي يُجامِعُ فِيهِ ما لَمْ
يَرَ
(6)
أَذًى.
وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيانٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «عز وجل» .
(3)
بهامش اليونينية: هذا الكلام [يعني قوله: «ومن صلى ملتحفًا في ثوب واحد»] ساقط عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت من طريق الحَمُّويي [كتب فوقها هنا: (كذا)] والكُشْمِيْهَنِيِّ [كتب فوقها هنا: (كذا)]، وثابت من طريق أبي ذر عن المُستملي. اهـ.
(4)
في رواية الأصيلي: «تَزُرُّه» بتاء المخاطَب، وفي رواية [عط]:«يَزُرُّ» بحذف الضمير.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَفِي» .
(6)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فِيهِ» .
351 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ إِبْراهِيمَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ، قالتْ: أُمِرْنا أَنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَوْمَ العِيدَيْنِ، وَذَواتِ الخُدُورِ، فَيَشْهَدْنَ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ، وَتَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ
(1)
، قالتْ امْرَأةٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ،
⦗ص: 217⦘
إِحْدانا لَيْسَ لَها جِلْبابٌ. قالَ: «لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها مِنْ جِلْبابِها» .
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
بنُ رَجاءٍ
(3)
: حدَّثنا عِمْرانُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِيرِينَ: حَدَّثَتْنا أُمُّ عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. بِهَذا.
(1)
في (ب، ص): «ويعتزل» بالياء، وأهمل نقطها في (و)، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مُصَلَّاهُم» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال محمد: وقال عبد الله» .
(3)
قوله: «وقال عبد الله بن رجاء» ليس في رواية الأصيلي و [عط](ن، و، ق)، قارن بما في السلطانية، ولم يحرٍّر في (ب، ص) مكان السقط.
(3)
بابُ
(1)
عَقْدِ الإِزارِ على القَفا في الصَّلاةِ
وقالَ أبو حازِمٍ عن سَهْلٍ
(2)
: صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عاقِدِي أُزْرِهِمْ على عَواتِقِهِمْ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سعد» .
352 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا عاصِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثني واقِدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، قالَ:
صَلَّى جابِرٌ في إِزارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفاهُ، وَثِيابُهُ مَوْضُوعَةٌ على المِشْجَبِ، قالَ
(1)
لَهُ قائِلٌ: تُصَلِّي في إِزارٍ واحِدٍ؟! قالَ
(2)
: إِنَّما صَنَعْتُ ذَلِكَ
(3)
لِيَرانِي أَحْمَقُ مِثْلُكَ، وَأَيُّنا كان لَهُ ثَوْبانِ على عَهْدِ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم؟!
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
(2)
في (و، ب، ص): «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ذاكَ» ، وفي روايته عن المُستملي:«هَذا» .
(4)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
353 -
حدَّثنا مُطَرِّفٌ أبو مُصْعَبٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي المَوالِي، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ قالَ:
⦗ص: 218⦘
رَأَيْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
يُصَلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ، وَقالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ثَوْبٍ.
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(4)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في الثَّوْبِ الواحِدِ مُلْتَحِفًا بِهِ
قالَ
(2)
الزُّهْرِيُّ في حَدِيثِهِ: المُلْتَحِفُ: المُتَوَشِّحُ. وهو المُخالِفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ، وهو الاِشْتِمالُ على مَنْكِبَيْهِ.
قالَ: قالتْ
(3)
أُمُّ هانِئ: التَحَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ
(4)
، وَخالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالت» ، ولفظة:«قال» ليست عندهم.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بثوبٍ لَهُ» (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي، وفي رواية الأصيلي:«في ثَوبٍ» ، وليس في رواية ابن عساكر قوله:«بثوب» ، وقيد في (ن، ق) ذلك بروايته عن المُستملي.
354 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى في ثَوْبٍ واحِدٍ، قَدْ خالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «أخبَرَنا» .
355 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
عن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ، في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَدْ أَلْقَى طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ.
356 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
أبو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ أخبَرَه قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ثَوْبٍ واحِدٍ، مُشْتَمِلًا
(3)
بِهِ في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، واضِعًا طَرَفَيْهِ على عاتِقَيْهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «النَّبيَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مشتمِلٌ» بالرفع.
357 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مالِكُ بنُ أَنَسٍ
(1)
، عن أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبا مُرَّةَ، مَوْلَى أُمِّ هانِئ بِنْتِ أَبِي طالِبٍ، أخبَرَه:
أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هانِئ بِنْتَ أَبِي طالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قالتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» .
فَقُلْتُ
(3)
: أَنا أُمُّ هانِئ بِنْتُ أَبِي طالِبٍ، فقالَ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ
(4)
هانِئٍ». فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قامَ فَصَلَّى ثَمانِيَ
(5)
رَكْعاتٍ، مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ واحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي
(6)
أَنَّهُ قاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلان ابْن
(7)
هُبَيْرَةَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنا مَنْ أَجَرْتِ يا أُمَّ هانِئ» . قالتْ أُمُّ هانِئ: وَذاكَ
(9)
ضُحًى.
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «قلت» .
(4)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «يا أُمَّ» بياء النداء.
(5)
في رواية ابن عساكر: «ثمانِ» ، وذكر في (ب، ص): أنَّ قوله: «ركْعات» ضبط بسكون الكاف في اليونينية. اهـ.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«بنُ أَبي» .
(7)
لفظة: «فُلان ابْن» ضبطت بالرفع في (و)، وبالنصب في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن) للدَّلالة على الضَّبطين.
(8)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(9)
في رواية الأصيلي: «وذلك» .
358 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ سائلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاةِ في ثَوْبٍ واحِدٍ
(2)
، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبانِ؟!» .
(5)
بابٌ
(1)
: إذا صَلَّى في الثَّوْبِ الواحِدِ فَلْيَجْعَلْ على عاتِقَيْهِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «عاتقه» بالإفراد.
359 -
حدَّثنا أبو عاصِمٍ: عن مالِكٍ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «لا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ في الثَّوْبِ الواحِدِ لَيْسَ على عاتِقَيْهِ
(2)
شَيْءٌ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط]: «عاتِقِهِ» بالإفراد.
360 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ: سَمِعْتُهُ، أَوْ كُنْتُ سَأَلْتُهُ، قالَ
(1)
:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى في ثَوْبٍ واحِدٍ
(2)
فَلْيُخالِفْ
(3)
بَيْنَ طَرَفَيْهِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «فَقالَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق كلا اللفظين: «ثَوْبٍ واحِدٍ» .
(3)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي روايته ورواية أبي ذر:«في ثَوْبٍ فَلْيُخالِف» .
(6)
بابٌ
(1)
: إذا كان الثَّوْبُ ضَيِّقًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
361 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ صالِحٍ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ، عن سَعِيدِ بنِ الحارِثِ، قالَ:
سَأَلْنا جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ عن الصَّلاةِ في الثَّوْبِ الواحِدِ، فقالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في بَعْضِ أَسْفارِهِ، فَجِئتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ أَمْرِي، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ واحِدٌ، فاشْتَمَلْتُ بِهِ،
⦗ص: 221⦘
وَصَلَّيْتُ إلى جانِبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«ما السُّرَى يا جابِرُ؟» فأخبَرْتُهُ بِحاجَتِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ قالَ:«ما هَذا الاِشْتِمالُ الَّذِي رَأَيْتُ؟» قُلْتُ: كان ثَوْبٌ
(1)
-يَعْنِي: ضاقَ
(2)
- قالَ: «فَإِنْ كان واسِعًا فالْتَحِفْ بِهِ، وَإِنْ كان ضَيِّقًا فاتَّزِرْ بِهِ» .
(1)
هكذا رواية أبي ذر أيضًا (ن، ق)، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«ثوبًا» بالنصب.
(2)
قوله: «يعني ضاق» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
362 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني
(1)
أبو حازِمٍ:
عن سَهْلٍ
(2)
، قالَ: كان رِجالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عاقِدِي أُزْرِهِمْ
(3)
على أَعْناقِهِمْ، كَهَيْئَةِ الصِّبْيانِ، وَيُقالُ
(4)
لِلنِّساءِ: «لا تَرْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجالُ جُلُوسًا» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سعد» .
(3)
ضبطت في (ن): «أُزُرِهم» ، وهي لغة فيها.
(4)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«وقال» .
(7)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في الجُبَّةِ الشَّامِيَّةِ
وقالَ الحَسَنُ في الثِّيابِ يَنْسُجُها المَجُوسِيُّ
(2)
؛ لَمْ يَرَ بها بَأسًا.
وقالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَلْبَسُ مِنْ ثِيابِ اليَمَنِ ما صُبِغَ بِالْبَوْلِ.
⦗ص: 222⦘
وَصَلَّى عَلِيٌّ
(3)
في ثَوْبٍ غَيْرِ مَقْصُورٍ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «المجوسُ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ أبي طالب» .
363 -
حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا أبو مُعاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن مُغِيرَةَ بنِ شُعْبَةَ، قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فقالَ
(1)
: «يا مُغِيرَةُ، خُذِ الإِداوَةَ» . فَأَخَذْتُها، فانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوارَى عَنِّي، فَقَضَى
(2)
حاجَتَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شامِيَّةٌ، فَذَهَبَ
لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّها فَضاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِها، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، وَمَسَحَ على خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى.
(1)
في رواية أبي ذر: «قالَ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «وقضى» .
(8)
بابُ
(1)
كَراهِيَةِ التَّعَرِّي في الصَّلاةِ وَغَيْرِها
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «وغيرها» ثابتة في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
364 -
حدَّثنا مَطَرُ بنُ الفَضْلِ، قالَ: حدَّثنا رَوْحٌ، قالَ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ دِينارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَنْقُلُ مَعَهُمُ الحِجارَةَ لِلْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزارُهُ
(1)
، فقالَ لَهُ العَبَّاسُ عَمُّهُ: يا ابْنَ أَخِي، لَوْ حَلَلْتَ إِزارَكَ، فَجَعَلْتَ
(2)
على مَنْكِبَيْكَ دُونَ الحِجارَةِ. قالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ على مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَما رُئِيَ
(3)
بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيانًا صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«إزارٌ» بحذف الضمير.
(2)
في رواية الأصيلي: «فَجَعَلْته» .
(3)
ضبطت في اليونينية بوجهين معاً: الأول: «رُؤِيَ» بضم الراء بعدها همزة مكسورة ثم ياء مفتوحة، والثاني:«رِيءَ» بكسر الراء بعدها مدة ثم همزة مفتوحة.
(9)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في القَمِيصِ والسَّراوِيلِ والتُّبَّانِ والْقَباءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
365 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قامَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عن الصَّلاةِ في الثَّوْبِ الواحِدِ، فقالَ:«أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟!» . ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ، فقالَ: إذا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا، جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ في إِزارٍ وَرِداءٍ، في إِزارٍ وَقَمِيصٍ، في إِزارٍ وَقَباءٍ، في سَراوِيلَ وَرِداءٍ، في سَراوِيلَ وَقَمِيصٍ، في سَراوِيلَ وَقَباءٍ، في تُبَّانٍ وَقَباءٍ، في تُبَّانٍ وَقَمِيصٍ، قالَ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: في تُبَّانٍ وَرِداءٍ.
366 -
حدَّثنا عاصِمُ بنُ عَلِيٍّ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ، قالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ فقالَ
(1)
: «لا يَلْبَسُِ القَمِيصَ، وَلا السَّراوِيلَ، وَلا البُرْنُسَ، وَلا ثَوْبًا مَسَّهُ الزَّعْفَرانُ
(2)
، وَلا وَرْسٌ، فَمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُما حَتَّى يَكُونا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ».
وَعَنْ نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «قال» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «زعفرانٌ» .
(10)
بابُ
(1)
ما يَسْتُرُ
(2)
مِنَ العَوْرَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضبطت في متن اليونينية على وجهين: المثبت-وهي رواية كريمة أيضًا-، و «ما سَتَرَ» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يُسْتَرُ» بالبناء للمفعول.
367 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا لَيْثٌ
(2)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّهُ قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن اشْتِمالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في ثَوْبٍ واحِدٍ لَيْسَ على فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ
(3)
.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر و [عط].
(2)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «الليث» .
(3)
في رواية [عط]: «ليس على فرجه شيْءٌ منه» .
368 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعَتَيْنِ: عن اللِّماسِ والنِّباذِ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ
(2)
، وَأَنْ يَحْتَبِيَ
(3)
الرَّجُلُ
(4)
في ثَوْبٍ واحِدٍ.
(1)
قوله: «بن عقبة» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «تُشْتَمَلُ الصَّماءُ» بالبناء للمفعول.
(3)
في رواية ابن عساكر: «وأن يُحْتبَى» بالبناء للمفعول
(4)
قوله: «الرجل» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
369 -
حدَّثنا إِسحاقُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
يَعْقُوبُ بنُ إِبراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ،
⦗ص: 225⦘
عن عَمِّهِ، قالَ: أخبَرَني حُمَيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ
(2)
:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلْكَ الحَجَّةِ، في مُؤَذِّنِينَ
يَوْمَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بِمِنًى: أَلَا لَا يَحُجُّ
(3)
بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيانٌ.
قالَ حُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِـ {بَرَاءةٌ} .
قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنا عَلِيٌّ في أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ: لا يَحُجُّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيانٌ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
قوله: «بن عوف» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
هكذا في حاشية رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«أَنْ لا يحجَّ» .
(11)
بابُ
(1)
الصَّلَاةِ بِغَيْرِ رِداءٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
370 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي المَوالِي، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، قالَ:
دَخَلْتُ على جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ وهو يُصَلِّي في ثَوْبٍ مُلْتَحِفًا بِهِ
(1)
، وَرِداؤُهُ مَوْضُوعٌ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنا: يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، تُصَلِّي وَرِداؤُكَ مَوْضُوعٌ؟! قالَ: نَعَمْ، أَحْبَبْتُ أَنْ يَرانِي الجُهَّالُ مِثْلُكُمْ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي هَكَذا
(2)
.
(1)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر، وفي نسخة لأبي ذر:«ملتَحِفٌ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كذا» ، ورمز في اليونينية على «هكذا» بعلامة السقوط بالحمرة بلا رقم.
(12)
بابُ
(1)
ما يُذْكَرُ فِي الفَخِذِ
وَيُرْوَى
(2)
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَرْهَدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَحْشٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«الْفَخِذُ عَوْرَةٌ» .
⦗ص: 226⦘
وقالَ أَنَسٌ
(3)
: حَسَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن فَخِذِهِ.
وَحَدِيثُ
(4)
أَنَسٍ أَسْنَدُ، وَحَدِيثُ جَرْهَدٍ أَحْوَطُ، حَتَّى يُخْرَجَ
(5)
مِنِ اخْتِلافِهِمْ.
وقالَ أبو مُوسَى: غَطَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ
(6)
حِينَ دَخَلَ عُثْمانُ.
وقالَ زَيْدُ بنُ ثابِتٍ: أَنْزَلَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَفَخِذُهُ
(7)
على فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ، حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: ويُروى» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: وحديثُ» .
(5)
في رواية [عط]: «يَخْرُجُ» بالبناء للفاعل (ب، ص).
(6)
في رواية [عط]: «رُكْبَتَه» بالإفراد.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَخِذُهُ» بدون واو.
371 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
إِسْماعِيلُ
(2)
ابْنُ عُلَيَّةَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ صُهَيْبٍ:
عن أَنَسٍ
(3)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ، فَصَلَّيْنا عِنْدَها صَلاةَ الغَداةِ بِغَلَسٍ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَكِبَ أبو طَلْحَةَ، وَأَنا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ، فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في زُقاقِ خَيْبَرَ، وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَسَرَ الإِزارَ عن فَخِذِهِ، حَتَّى إِنِّي أنْظُرُ
(4)
إلى بَياضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ القَرْيَةَ قالَ:«اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ، فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ» . قالها ثَلاثًا، قالَ: وَخَرَجَ القَوْمُ إلى أَعْمالِهِمْ، فقالوا: مُحَمَّدٌ -قالَ عَبْدُ العَزِيزِ: وقالَ بَعْضُ أَصْحابِنا: والْخَمِيسُ، يَعْنِي الجَيْشَ- قالَ: فَأَصَبْناها عَنْوَةً، فَجُمِعَ السَّبْيُ، فَجاءَ دِحْيَةُ
(5)
، فقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَعْطِنِي جارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. قالَ
(6)
: «اذْهَبْ فَخُذْ جارِيَةً» . فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَجاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ،
⦗ص: 227⦘
أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ
(7)
صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ والنَّضِيرِ، لا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ. قالَ:«ادْعُوهُ بِها» . فَجاءَ بِها، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«خُذْ جارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَها» . قالَ: فَأَعْتَقَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَتَزَوَّجَها. فقالَ لَهُ ثابِتٌ: يا أَبا حَمْزَةَ، ما أَصْدَقَها؟ قالَ: نَفْسَها، أَعْتَقَها وَتَزَوَّجَها، حَتَّى إذا كان بِالطَّرِيقِ، جَهَّزَتْها لَهُ أُمُّ
سُلَيْمٍ، فَأَهْدَتْها لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوْسًا، فقالَ:«مَنْ كان عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ» . وَبَسَطَ نِطَعًا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ -قالَ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ- قالَ: فَحاسُوا حَيْسًا، فَكانَتْ
(8)
وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي ولا في رواية [عط].
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(4)
في رواية [عط]: «لأنظر» .
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الكَلْبيُّ رضي الله عنه» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
(7)
ضبطت في (ن) في هذا الموضع بكسر الدال وفتحها معًا.
(8)
في رواية [عط]: «وكانت» . وضبطت «وليمةُ» بالضم في (ن).
(13)
بابٌ
(1)
: في كَمْ تُصَلِّي المَرْأَةُ فِي
(2)
الثِّيابِ
وقالَ عِكْرِمَةُ: لَوْ وارَتْ جَسَدَها في ثَوْبٍ لأَجَزْتُهُ
(3)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «جاز» .
372 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: لقد كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيَشْهَدُ
(1)
مَعَهُ نِساءٌ مِنَ المُؤمِناتِ، مُتَلَفِّعاتٍ
(2)
في مُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ، ما يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ.
(1)
في رواية [عط]: «فشهد» .
(2)
في رواية الأصيلي: «متلفِّعاتٌ» بالرفع.
(14)
بابٌ
(1)
: إذا صَلَّى في ثَوْبٍ لَهُ أَعْلامٌ، وَنَظَرَ إلى عَلَمِها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
373 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ
(1)
، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَها أَعْلامٌ، فَنَظَرَ إلى أَعْلامِها نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إلى أَبِي جَهْمٍ، وائْتُونِي بِأَنْبِجانِيَّةِ
(2)
أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّها أَلْهَتْنِي آنِفًا عن صَلاتِي».
وقالَ هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عائِشَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ أَنْظُرُ إلى عَلَمِها وَأَنا في الصَّلاةِ، فَأَخافُ أَنْ تَفْتِنَنِي
(3)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن شهاب» .
(2)
ضبطت في (ب): «بِإِنْبَجانِيَةِ» ، بفتح الباء وتخفيف الياء، وهو موافق لما في الإرشاد.
(3)
في رواية [عط]: «يَفتِنَني» بالياء.
(15)
بابٌ
(1)
: إِنْ صَلَّى في ثَوْبٍ مُصَلَّبٍ أَوْ تَصاوِيرَ، هَلْ تَفْسُدُ صَلاتُهُ؟
وَما يُنْهَى عن ذَلِكَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «وما يُنهى من ذلك» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وحاشية رواية ابن عساكر:«وما يُنهى عنه من ذلك» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وما يُنهى من ذلك» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وحاشية رواية ابن عساكر:«وما يُنهى عنه من ذلك» .
374 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ صُهَيْبٍ:
عن أَنَسٍ
(1)
: كانَ قِرَامٌ لِعائشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جانِبَ بَيْتِها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمِيطِي عَنَّا
⦗ص: 229⦘
قِرامَكِ هَذا
(2)
؛ فَإِنَّهُ لا تَزالُ تَصاوِيرُهُ
(3)
تَعْرُضُ
(4)
فِي صَلاتِي».
(1)
في روايةٍ للأصيلي زيادة: «بن مالك قال» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]:«عن أنسٍ قال» .
(2)
لفظة: «هذا» ليست في رواية [عط].
(3)
بإضافته إلى الضمير، هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«تصاويرُ» . قارن بما في السلطانية.
(4)
هكذا ضبطت في (ن) مصححًا عليها، وضبطت في باقي الأصول بكسر الرَّاء، وهو موافق لما في الإرشاد.
(16)
بابُ
(1)
مَنْ صَلَّى في فَرُّوجِ حَرِيرٍ ثُمَّ نَزَعَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
375 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ
(1)
، عن أَبِي الخَيْرِ:
عن عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ، قالَ: أُهْدِيَ إلى النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حَرِيرٍ، فَلَبِسَهُ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا، كالْكارِهِ لَهُ، وَقالَ: «لا يَنْبَغِي هَذا
(3)
لِلْمُتَّقِينَ».
(1)
في حاشية رواية الأصيلي ورواية [عط] زيادة: «بن أبي حَبيب» ، وفي رواية ابن عساكر:«هو ابنُ أبي حَبيب» وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى حاشية رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «هذا لا ينبغي» .
(17)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في الثَّوْبِ الأَحْمَرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
376 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثني عُمَرُ بنُ أَبِي زائدَةَ، عن عَوْنِ بنِ أَبِي جُحَيْفَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في قُبَّةٍ حَمْراءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلالًا أَخَذَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَبْتَدِرُونَ ذاكَ
(1)
الوَضُوءَ، فَمَنْ أَصابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ منه شَيْئًا أَخَذَ مِنْ بَلَلِ
(2)
يَدِ صاحِبِهِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بِلالًا أَخَذَ عَنَزَةً
(3)
فَرَكَزَها، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في حُلَّةٍ حَمْراءَ مُشَمِّرًا
صَلَّى إلى العَنَزَةِ بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ والدَّوابَّ
⦗ص: 230⦘
يَمُرُّونَ مِنْ بَيْنِ
(4)
يَدَيِ العَنَزَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «ذلك» .
(2)
في رواية [عط]: «بلال» بفتح الباء وكسرها معًا.
(3)
في رواية [عط] زيادة: «له» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «يمرونَ بينَ» .
(18)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في السُّطُوحِ والمِنْبَرِ والْخَشَبِ
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: وَلَمْ يَرَ الحَسَنُ بَأسًا أَنْ يُصَلَّى على الجمْدِ
(3)
والْقَناطِرِ
(4)
، وَإِنْ جَرَى تَحْتَها بَوْلٌ، أَوْ فَوْقَها، أَوْ أَمامَها، إذا كان بَيْنَهُما سُتْرَةٌ.
وَصَلَّى أبو هُرَيْرَةَ على سَقْفِ
(5)
المَسْجِدِ بِصَلاةِ الإِمامِ.
وَصَلَّى ابْنُ عُمَرَ على الثَّلْجِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي و [عط].
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: «الجُمْدِ» ، و «الجَمْدِ» ، وكتب بالهامش: بفتح الجيم وضمها، والميم ساكنة على كل حال. ا هـ (ب، ص)، وبهامشها أيضًا من غير رقم:«على الخَنْدَقِ» . كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «والقناطير» .
(5)
لفظة: «سقفِ» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية [عط] وأبي ذر والأصيلي ورواية أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«على ظهرِ» .
377 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا أبو حازِمٍ، قالَ
(1)
:
سَأَلُوا سَهْلَ بنَ سَعْدٍ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ المِنْبَرُ؟ فقالَ: ما بَقِيَ بِالنَّاسِ
(2)
أَعْلَمَ
(3)
مِنِّي، هو مِنْ أَثْلِ الغابَةِ، عَمِلَهُ فُلانٌ مَوْلَى فُلانَةَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ عُمِلَ وَوُضِعَ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، كَبَّرَ وَقامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَرَكَعَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ
(4)
ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى، فَسَجَدَ على الأَرْضِ، ثُمَّ عادَ إلى المِنْبَرِ
(5)
، ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ رَفَعَ
⦗ص: 231⦘
رَأسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالأَرْضِ، فَهَذا شَانُهُ.
قالَ
(6)
أبو عَبْدِ اللَّهِ
(7)
: قالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(8)
: سَأَلَنِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رحمه الله عن هَذا الحَدِيثِ، قالَ
(9)
: فَإِنَّما
(10)
أَرَدْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان أَعْلَى مِنَ النَّاسِ، فَلا
(11)
بَأسَ أَنْ يَكُونَ الإِمامُ أَعْلَى مِنَ النَّاسِ بِهَذا الحَدِيثِ. قالَ: فَقُلْتُ
(12)
: إِنَّ
(13)
سُفْيانَ بنَ عُيَيْنَةَ كان يُسْأَلُ عن هَذا كَثِيرًا، فَلَمْ تَسْمَعْهُ مِنْهُ؟ قالَ: لا.
(14)
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في الناس» ، وفي رواية [عط]:«من الناس» .
(3)
هكذا ضبطت في (ن) بالفتح مصحَّحًا عليها، وضُبطت في باقي الأصول:«أَعلَمُ» بالضم.
(4)
قوله: «رأسه» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «ثم قرأ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(7)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت (ن، ق)، وعزا في (و، ص) عدم وجوده إلى رواية [عط] بدل رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعزَا في (ب) عدمَ وجوده إلى رواية [عط] فقط، وهو موافق لما في السلطانية.
(8)
في رواية أبي ذر: «قال علي ابنُ المديني» .
(9)
في رواية [عط]: «فقال» ، وفي رواية ابن عساكر:«قال أبو عبد الله» .
(10)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «وإنَّما» .
(11)
في رواية ابن عساكر: «ولا» .
(12)
في رواية [عط]: «قُلتُ» .
(13)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «فإَنَّ» .
(14)
من قوله: «قال علي بن عبد الله» إلى قوله: «قال: لا» ليس في رواية [عط]، كذا في الأصول ويُشكل عليه ما اتفقت الأصول على نقله سابقًا من اختلافٍ في الروايات عن [عط]، ولعله كان ثابتًا في الرواية ثمَّ ضُرب عليه، فقيِّدت الفروق من المضروب عليه.
378 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ هارُونَ، قالَ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عن فَرَسِهِ
(2)
، فَجُحِشَتْ ساقُهُ -أَوْ كَتِفُهُ- وَآلَى مِنْ نِسائِهِ شَهْرًا، فَجَلَسَ في مَشْرُبَةٍ لَهُ، دَرَجَتُها مِنْ جُذُوعٍ، فَأَتاهُ أَصْحابُهُ
⦗ص: 232⦘
يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جالِسًا وَهُمْ قِيامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ قالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُوْتَمَّ بِهِ، فَإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا، وَإِنْ
(3)
صَلَّى قائِمًا فَصَلُّوا قِيامًا». وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فقالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا!؟ فقالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ
(4)
وَعِشْرُونَ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَرَسٍ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي: «وإذا» .
(4)
في رواية [عط]: «تسعةٌ» .
(19)
بابٌ: إذا أَصابَ ثَوْبُ المُصَلِّي امْرَأَتَهُ إذا سَجَدَ
379 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا سُلَيمانُ الشَيْبانِيُّ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ
(1)
:
عَن مَيْمُونَةَ، قالتْ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنا حِذاءَهُ، وَأَنا حائِضٌ، وَرُبَّما أَصابَنِي ثَوْبُهُ إذا سَجَدَ. قالتْ: وَكانَ يُصَلِّي على الخُمْرَةِ.
(1)
قوله: «بن شَدَّاد» ليس في رواية الأصيلي.
(20)
بابُ الصَّلاةِ على الحَصِيرِ
وَصَلَّى جابِرٌ
(1)
وَأَبُو سَعِيدٍ في السَّفِينَةِ قائِمًا.
وقالَ الحَسَنُ: قائِمًا
(2)
ما لَمْ تَشُقَّ
(3)
على أَصْحابِكَ، تَدُورُ مَعَها، وَإِلَّا فَقاعِدًا.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عبدِ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُصلِّي قائِمًا» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَشُقَّ» .
380 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ
(2)
لَكُمْ». قالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ ما لُبِسَ،
⦗ص: 233⦘
فَنَضَحْتُهُ بِماءٍ، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَفَفْتُ والْيَتِيمَ
(3)
وَراءَهُ، والْعَجُوزُ مِنْ وَرائِنا، فَصَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ يوسفَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَلَأُصَلِّيْ» بزيادة الياء الساكنة.
(3)
هكذا ضبطت بالنصب مفعولٌ معه، وقد صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر و [عط]:«واليتيمُ» بالرفع.
(21)
بابُ الصَّلاةِ على الخُمْرَةِ
381 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ الشَّيْبانِيُّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ شَدَّادٍ:
عن مَيْمُونَةَ قالتْ: كان النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على الخُمْرَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولُ الله» .
(22)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ على الفِراشِ
وَصَلَّى أَنَسٌ على فِراشِهِ.
وَقالَ أَنَسٌ
(2)
: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَسْجُدُ أَحَدُنا على ثَوْبِهِ.
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «أنس» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
من قوله: «وقال أنس» إلى قوله: «على ثوبه» ليس في رواية [عط].
382 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّها قالتْ: كُنْتُ أَنامُ
(1)
بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلايَ في قِبْلَتِهِ، فَإِذا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذا قامَ بَسَطْتُهُما، قالتْ: والْبُيُوتُ يَوْمَئذٍ لَيْسَ فيها مَصابِيحُ.
(1)
بهامش اليونينية: ضبَّب الأصيلي على لفظة: «أنام» . اهـ.
383 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ
(1)
، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
⦗ص: 234⦘
أَنَّ عائِشَةَ أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي، وَهْيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، على فِراشِ أَهْلِهِ، اعْتِراضَ الجَنازَةِ.
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني عُقيلٌ» .
384 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا اللَّيثُ، عن يَزِيدَ، عن عِراكٍ، عَن عُروَةَ:
أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي، وَعائشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، على الفِراشِ الَّذِي يَنامانِ عَلَيْهِ.
(23)
بابُ
(1)
السُّجُودِ على الثَّوْبِ في شِدَّةِ الحَرِّ
وقالَ الحَسَنُ: كان القَوْمُ يَسْجُدُونَ على العِمامَةِ والْقَلَنْسُوَةِ، وَيَداهُ في كُمِّهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
385 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ هِشامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، قالَ: حدَّثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، قالَ: حدَّثني غالِبٌ القَطَّانُ، عَن بَكرِ بنِ عَبْدِ اللهِ:
عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَضَعُ أَحَدُنا طَرَفَ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ في مَكانِ السُّجُودِ.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(24)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في النِّعالِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
386 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنا
(2)
أبو مَسْلَمَةَ سَعِيدُ بنُ يَزِيدَ الأَزْدِيُّ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في نَعْلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ.
(25)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ فِي
الخِفافِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
387 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ إِبْراهِيمَ يُحَدِّثُ: عن هَمَّامِ بنِ الحارِثِ، قالَ:
⦗ص: 235⦘
رَأَيْتُ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ على خُفَّيْهِ، ثُمَّ قامَ فَصَلَّى، فَسُئِلَ فقالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذا.
قالَ إِبْراهِيمُ: فَكانَ يُعْجِبُهُمْ؛ لأَنَّ جَرِيرًا كانَ
(1)
مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ.
(1)
لفظة: «كان» ليست في رواية ابن عساكر.
388 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، قالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ على خُفَّيْهِ وَصَلَّى.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولَ الله» .
(26)
بابٌ
(1)
: إذا لَمْ يُتِمَّ السُّجُودَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وهذا الباب والذي يليه مقدَّم في روايته على باب الصلاة في النِّعال.
389 -
أخبرنا
(1)
الصَّلْتُ بنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا
(2)
مَهْدِيٌّ، عن واصِلٍ، عن أَبِي وائلٍ، عن حُذَيْفَةَ: رَأَى
(3)
رَجُلًا لا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلا سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، قالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: ما صَلَّيْتَ، قالَ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: لَوْ
(4)
مُتَّ مُتَّ على غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية [عط]:«أنه رأى» .
(4)
في رواية [عط]: «ولو» .
(27)
بابٌ: يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجافِي فِي السُّجُودِ
(1)
(1)
قوله: «في السجود» ليس في رواية ابن عساكر
390 -
أخبرنا
(1)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا
(2)
بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عن جَعْفَرٍ
(3)
، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ:
⦗ص: 236⦘
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَياضُ إِبْطَيْهِ.
وَقالَ اللَّيثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. نَحْوَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» ، وفي رواية [عط]:«أخبَرَنا» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن ربيعة» .
(28)
بابُ
(1)
فَضْلِ اسْتِقْبالِ القِبْلَةِ
يَسْتَقْبِلُ بِأَطْرافِ رِجْلَيْهِ
(2)
، قالَ أبو حُمَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «القِبلةَ» .
(3)
من قوله: «يستقبل» إلى قوله: «وسلم» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية [عط].
391 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ، قالَ: حدَّثنا ابنُ المَهْدِيِّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا مَنْصُورُ بنُ سَعْدٍ، عن مَيْمُونِ بنِ سِيَاهْ:
عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(2)
، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلاتَنا، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنا، فَذَلِكَ المُسْلِمُ، الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ
(3)
، فَلا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ».
392 -
حدَّثنا نُعَيْمٌ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ المُبارَكِ
(4)
، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ
(5)
:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا:
⦗ص: 237⦘
لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذا قالُوها، وَصَلَّوْا صَلاتَنا، واسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنا دِماؤُهُمْ وَأَمْوالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّها، وَحِسابُهُمْ على اللَّهِ».
393 -
قالَ ابْنُ أبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا
(6)
يَحْيَى
(7)
: حدَّثنا حُمَيْدٌ: حدَّثنا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(8)
.
وَقالَ
(9)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ الحارِثِ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ، قالَ: سَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِياهْ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ، قالَ
(10)
: يا أَبا حَمْزَةَ، ما
(11)
يُحَرِّمُ دَمَ العَبْدِ وَمالَهُ؟ فقالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنا وَصَلَّى صَلاتَنا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنا، فهو المُسْلِمُ، لَهُ ما لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ
ما على المُسْلِمِ
(12)
.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «بن مهديٍّ» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «وذمة رسولِ اللهِ» . زاد في (ب، ص) أنَّ في روايته أيضًا زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«قال محمد بن إسماعيل: حدَّثنا نُعَيم: وقال ابن المبارك» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وحدَّثنا نُعَيم: قال ابن المبارك» ، وفي رواية الأصيلي:«وقال ابن المبارك» معلقًا دون ذكر نعيم.
(5)
قوله: «الطويل» ليس في رواية ابن عساكر.
(6)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«وقال ابن أبي مريم: أخبَرَنا» ، وفي رواية ابن عساكر:«وقال محمد: قال ابن أبي مريم: حدَّثني» .
(7)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن أيوب» .
(8)
رواية ابن أبي مريم مؤخَّرة عند الأصيلي عن رواية ابن المَديني التي تليها.
(9)
في رواية [عط]: «قال» .
(10)
لفظة: «قال» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فقال» .
(11)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت عن الحَمُّويي ونسخةٍ لأبي ذر: «فَما» ، وضُبطت روايتاهما في (ب، ص): «وما» .
(12)
رواية علي بن عبد الله مقدَّمةٌ في رواية الأصيلي على رواية ابن أبي مريم.
(29)
بابُ
(1)
قِبْلَةِ أَهْلِ المَدِينَةِ وَأَهْلِ الشَّامِ والمَشْرِقِ
لَيْسَ فِي المَشْرِقِ وَلا فِي المَغْرِبِ قِبْلَةٌ
(2)
؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ بِغائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «قِبلة» ليست في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
394 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ
(1)
:
عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا أَتَيْتُمُ الغائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ
⦗ص: 238⦘
وَلا تَسْتَدْبِرُوها، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا». قالَ أبو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنا الشَّامَ، فَوَجَدْنا مَراحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ
(2)
، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ
(3)
.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عَطاءٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «اللَّيثي» .
(2)
في رواية [عط]: «فنَتَحَرَّفُ» .
(3)
زاد في (ن، ص) بين الأسطر لفظة: «تعالى» ، وكتبت في متن (ب).
(30)
بابُ
(1)
قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
[البقرة: 125]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
395 -
396 - حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، قالَ:
سَأَلْنا ابْنَ عُمَرَ عن رَجُلٍ طافَ بِالْبَيْتِ العُمْرَةَ
(1)
، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ: أَيَأتِي امْرَأَتَهُ؟ فقالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطافَ بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ، وَقَدْ كان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(2)
حَسَنَةٌ.
وسَأَلْنا جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ، فقالَ: لا يَقْرَبَنَّها، حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] ونسخةٍ لأبي ذر: «للعمرة» .
(2)
ضُبطت الهمزة في (ص) بضبطين: المثبت، و «إِسْوَةٌ» ، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
397 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سَيْفٍ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا، قالَ:
أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ، فَقِيلَ لَهُ: هَذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الكَعْبَةَ. فقالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَقْبَلْتُ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، وَأَجِدُ بِلالًا قائِمًا بَيْنَ البابَيْنِ، فَسَأَلْتُ بِلالًا فَقُلْتُ
(2)
: أَصَلَّى النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي الكَعْبَةِ؟ قالَ: نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ، بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ على يَسارِهِ
(4)
إذا دَخَلْتَ،
⦗ص: 239⦘
ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى فِي وَجْهِ الكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «يعني ابن أبي سليمان» ، قارن بما في السلطانية
(2)
قوله: «فقلت» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «صلَّى النَّبيُّ» ، وفي رواية الأصيلي:«صلَّى رسولُ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يسارك» (ن، ق)، وعزاها في (و) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ فقط.
398 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم البَيْتَ، دَعا فِي نَواحِيهِ كُلِّها، وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قبلِ
(2)
الكَعْبَةِ، وَقالَ:«هَذِهِ القِبْلَةُ» .
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «حدَّثنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل رواية أبي ذر.
(2)
كتبت بالضبطين في (ن، ق) بكسر القاف وفتح الباء: «قِبَلِ» ، وبضمهما:«قُبُلِ» ، وبالثاني ضبطت في (و)، وضبطت في (ب، ص): بضمهما، وبضم القاف وسكون الباء.
(31)
بابُ
(1)
التَّوَجُّهِ نَحْوَ القِبْلَةِ حَيْثُ كانَ
وَقالَ أبو هُرَيْرَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ وَكَبِّرْ
(2)
».
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكبِّر» ، وفي رواية ابن عساكر: «
…
قام النبي صلى الله عليه وسلم استقبلَ القِبْلَة فكبَّر» حكاية عن فعل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لا عن قوله.
399 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ، قالَ: حدَّثنا إِسْرائيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ
(1)
رضي الله عنهما، قالَ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُوَجِّهَ
(3)
إلى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} [البقرة: 144] فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ. وَقالَ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ
⦗ص: 240⦘
اليَهُودُ: {مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ
وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]
(4)
. فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ
(5)
، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَما صَلَّى، فَمَرَّ على قَوْمٍ مِنَ الأَنْصارِ فِي صَلاةِ العَصْرِ، نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فقالَ: هو يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ
(6)
الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ.
(1)
قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُوَجَّهَ» ، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(4)
بهامش اليونينية: عند الأصيلي: «وقال السفهاء إلى {كَانُواْ عَلَيْهَا} متلوًّا» ثم قال: «إلى قوله: {صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}» . اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «رجالٌ» .
(6)
قوله: «توجه» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (و، ب، ص) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية الأصيلي. «لا الحمرة إلى» .
400 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ
(1)
، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ
(2)
، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن جابِرٍ
(3)
، قالَ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على راحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ
(5)
، فَإِذا أَرادَ الفَرِيضَةَ، نَزَلَ فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن إبراهيم» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أبي عبد الله» (ب) وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الله» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(5)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
401 -
حدَّثنا عُثْمانُ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ
(1)
، قالَ
(2)
:
قالَ
(3)
عَبْدُ اللَّهِ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ إِبْراهِيمُ: لا أَدْرِي زادَ
(4)
أَوْ نَقَصَ- فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَيْءٌ؟ قالَ:«وَما ذاكَ؟» قالُوا: صَلَّيْتَ كَذا وَكَذا. فَثَنَى رِجْلَيْهِ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ قالَ: «إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي
⦗ص: 241⦘
الصَّلاةِ شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَما تَنْسَوْنَ، فَإِذا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ
(5)
الصَّوابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ ليُسَلِّمْ
(6)
، ثُمَّ يَسْجُدُ
(7)
سَجْدَتَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «عن عبدِ الله» ، مضبَّب عليها.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «أزادَ» .
(5)
هكذا في (ن، و، ق)، وفي (ب، ص): «فليتحرَّى» بإثبات الألف المقصورة.
(6)
في رواية أبي ذر: «ثمَّ يسلِّم» .
(7)
لم تضبط الدال في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالرفع، وفي السلطانة بالجزم، وفي رواية الأصيلي:«ثم ليسجدْ» .
(32)
بابُ
(1)
ما جاءَ فِي القِبْلَةِ،
وَمَنْ لا يَرَى
(2)
الإِعادَةَ على مَنْ سَها، فَصَلَّى إلى غَيْرِ القِبْلَةِ
وَقَدْ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَكْعَتَيِ الظُّهْرِ
(3)
، وَأَقْبَلَ على النَّاسِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ ما بَقِيَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ومَن لَمْ يَرَ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «في ركعتين من الظهر» .
402 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قالَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ:
قالَ عُمَرُ
(2)
: وافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ: فَقُلْتُ
(3)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلَّى، فَنَزَلَتْ:{وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الحِجابِ، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ نِساءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ؛ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ والفاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجابِ، واجْتَمَعَ نِساءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبَدِّلَهُ
(4)
أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ} [التحريم: 5]
⦗ص: 242⦘
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.
- حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ
(5)
، قالَ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا. بِهَذا.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن الخطاب رضي الله عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «قُلتُ» .
(4)
هكذا ضبطت في (ن، ص) على قراءة نافع وأبي عمرو وأبي جعفر، وضبطت في (ب) بوجهين: المثبت، وقراءة الجمهور:{يُبْدِلَهُ} ، وأهمل ضبطها في (و).
(5)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال ابن أبي مريم» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«قال أبو عبد الله: وحدَّثنا ابنُ أبي مريم» ، وفي رواية ابن عساكر:«قال محمدٌ: وقالَ ابنُ أبي مريم» .
403 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، إِذْ جاءَهُمْ آتٍ فقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ
(2)
، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فاسْتَقْبَلُوها
(3)
، وَكانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّامِ، فاسْتَدارُوا إلى الكَعْبَةِ.
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «القرآنُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «فاستقبِلوها» بكسر الموحدة وصيغة الأمر، وبهامش اليونينية:«فاستقبَلوها» بفتح الباء في البخاري من سائر رواياته غير الأصيلي فإنه رواه بكسرها. اهـ.
404 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عَنِ الحَكَمِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا، فقالوا: أَزِيدَ فِي الصَّلاةِ؟ قالَ: «وَما ذاكَ؟» قالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا.
فَثَنَى رِجْلَيْهِ
(1)
، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «رجلَه» بالإفراد.
(33)
بابُ
(1)
حَكِّ البُزَاقِ بِالْيَدِ مِنَ
(2)
المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في (ن، و، ق): كُتب فوق «من» : «(في) معًا» ، ولعلَّه لهذا السبب أعاد الإمامُ البخاريُّ حديثَ ابن عمر رضي الله عنهما الآتي ضمن الباب سندًا ومتنًا؛ فإن البابَ مزدَوَجُ الترجمة في أصل البخاري، والله أعلم.
405 -
حدَّثنا قُتَيبةُ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
⦗ص: 243⦘
عَن أَنَسٍ
(1)
: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي القِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، حتَّى رُئِيَ
(2)
فِي وَجْهِهِ، فَقامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، فقالَ
(3)
: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا قامَ فِي صَلاتِهِ، فَإِنَّهُ يُناجِي رَبَّهُ -أَوْ
(4)
إِنَّ
(5)
رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ- فَلا يَبْزُقَنَّ
(6)
أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
(7)
». ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدائِهِ، فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ على بَعْضٍ، فقالَ:«أَوْ يَفْعَلْ هَكَذا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي وأبي ذر: «حتى رِيءَ» بكسر الراء ومد الياء آخره همزة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «وقال» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي بواو العطف بدل: «أو»
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أنَّ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «فلا يَبْزُقْ» .
(7)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قَدَمِهِ» بالإفراد.
406 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى بُصاقًا فِي جِدارِ القِبْلَةِ
(1)
، فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ على النَّاسِ فقالَ:«إِذا كانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إذا صَلَّى» .
- حدَّثنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى بُصاقًا فِي جِدارِ القِبْلَةِ، فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ على النَّاسِ فقالَ:«إِذا كان أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إذا صَلَّى» .
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «في جدار المسجد» .
(2)
بهامش اليونينية: مُعادٌ بمتنه وسنده وكذا في الأصل. اهـ.
407 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي جِدارِ القِبْلَةِ مُخاطًا -أَوْ بُصاقًا،
⦗ص: 244⦘
أَوْ نُخامَةً- فَحَكَّهُ.
(34)
بابُ
(1)
حَكِّ المُخاطِ بِالْحَصَى
(2)
مِنَ المَسْجِدِ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «بالحصباء» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] زيادة: «وقال ابن عباس: إنْ وَطِئتَ على قَذَرٍ رَطْبٍ فاغسله، وإن كان يابسًا فلا» . كتبت بالحمرة. انظر تغليق التعليق: 2/ 225.
408 -
409 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا
(2)
ابْنُ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ وَأَبا سَعِيدٍ حَدَّثاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخامَةً فِي جِدارِ المَسْجِدِ، فَتَناوَلَ حَصاةً فَحَكَّها
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية [عط]: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فحَتَّها» .
(35)
بابٌ
(1)
: لا يَبْصُقْ عن يَمِينِهِ فِي الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
410 -
411 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ وَأَبا سَعِيدٍ أخبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخامَةً فِي حائِطِ المَسْجِدِ، فَتَناوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَصاةً فَحَتَّها، ثُمَّ قالَ: «إِذا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ، فَلا يَتَنَخَّمُ
(1)
قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلا عن يَمِينِهِ، ولْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، أو تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَتَنَخَّمَنَّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
412 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني قَتادَةُ، قالَ:
⦗ص: 245⦘
سَمِعْتُ أَنَسًا
(1)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «لا يَتْفِلَنَّ
(3)
أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «رسولُ الله» .
(3)
بهامش اليونينية: ذكر الجوهري في صحاحه قال: وقد تَفَلَ يَتْفِلُ ويَتْفُلُ، ضبطه بالضم والكسر. اهـ.
(36)
بابٌ
(1)
: لِيَبْزُقْ
(2)
عن يَسارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَبْصُقْ» .
413 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ المُؤْمِنَ إذا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّما يُناجِي رَبَّهُ، فَلا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» .
414 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا
(2)
سُفْيانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ
(3)
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ نُخامَةً فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ، فَحَكَّها بِحَصاةٍ
(4)
، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْزُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَوْ عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ، أَوْ تَحْتَ
(5)
قَدَمِهِ اليُسْرَى.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ حُمَيْدًا، عن أَبِي سَعِيدٍ. نَحْوَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الله» .
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «أبي هريرة» بدل أبي سعيد. قال في الفتح: وهو وهم.
(4)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «بحصًى» .
(5)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي وحاشية رواية ابن عساكر أيضًا، كتبت في متن اليونينية بالحمرة، وفي رواية غيرهم:«وتحت» بالعطف، وهو المثبت في متن (و).
(37)
بابُ
(1)
كَفَّارَةِ البُزاقِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
415 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ، قالَ:
⦗ص: 246⦘
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ
(1)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْبُزاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُها دَفْنُها» .
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(38)
بابُ
(1)
دَفْنِ النُّخامَةِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
416 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثنا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ
(2)
، عن هَمَّامٍ:
سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قامَ أَحَدُكُمْ إلى الصَّلاةِ، فَلا يَبْصُقْ أَمامَهُ؛ فَإِنَّما يُناجِي اللَّهَ ما دامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلا عن يَمِينِهِ؛ فَإِنَّ عن يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَيَدْفِنُها
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا مَعْمَرٌ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(39)
بابٌ
(1)
: إذا بَدَرَهُ البُزاقُ فَلْيَأخُذْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
417 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
عن أَنَسٍ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخامَةً فِي القِبْلَةِ، فَحَكَّها
(2)
بِيَدِهِ، وَرُئِيَ
(3)
مِنْهُ كَراهِيَةٌ -أَوْ رُئِيَ
(4)
كَراهِيَتُهُ- لِذَلِكَ، وَشِدَّتُهُ عَلَيْهِ، وَقالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا قامَ فِي صَلاتِهِ، فَإِنَّما يُناجِي رَبَّهُ -أَوْ رَبُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قِبْلَتِهِ
(5)
- فَلا يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ». ثُمَّ أَخَذَ
⦗ص: 247⦘
طَرَفَ رِدائِهِ، فَبَزَقَ فِيهِ، وَرَدَّ بَعْضَهُ على بَعْضٍ، قالَ
(6)
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فحَكَّهُ» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ورِيْءَ» بكسر الراء وسكون الياء آخرها همزٌ.
(4)
في رواية الأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو رِيْءَ» بكسر الراء وسكون الياء آخرها همز (ب، ص).
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر:«القِبلَة» .
(6)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «فقال» .
(40)
بابُ
(1)
عِظَةِ الإِمامِ النَّاسَ فِي إِتْمامِ الصَّلاةِ، وَذِكْرِ القِبْلَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
418 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هاهُنا؟! فَواللَّهِ ما يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلا رُكُوعُكُمْ
(2)
؛ إِنِّي لأَراكُمْ مِنْ وَراءِ ظَهْرِي».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن النَّبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «
…
رُكُوعُكُمْ وَلا خُشُوعُكُمْ».
419 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صالِحٍ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمانَ، عن هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: صَلَّى بِنا
(1)
النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم صَلاةً، ثُمَّ رَقِيَ المِنْبَرَ، فقالَ فِي الصَّلاةِ وَفِي الرُّكُوعِ:«إِنِّي لأَراكُمْ مِنْ وَرائِي كَما أَراكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(41)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُقالُ: مَسْجِدُ بَنِي فُلانٍ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
420 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي أُضْمِرَتْ مِنَ الحَفْياءِ، وَأَمَدُها ثَنِيَّةُ الوَداعِ، وَسابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضْمَرْ
(1)
مِنَ الثَّنِيَّةِ إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ وَأَنَّ
(2)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كان فِيمَنْ سابَقَ بِها.
(1)
في رواية الأصيلي: «تُضَمَّر» بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم المفتوحة، وهو المثبت في متن (ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(42)
بابُ
(1)
القِسْمَةِ، وَتَعْلِيقِ القِنْوِ فِي المَسْجِدِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبد الله: القِنْوُ: العِذْقُ، والاثنان: قِنوانِ، والجماعة أيضًا: قِنوانٌ، مثل صِنو وصِنوان» . اهـ.
421 -
وَقالَ إِبْراهِيمُ
(1)
عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:
عن أَنَسٍ
(2)
رضي الله عنه، قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فقالَ:«انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ» . وَكانَ أَكْثَرَ مالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ جاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَما كان يَرَى أَحَدًا إلَّا أَعْطاهُ، إِذْ جاءَهُ العَبَّاسُ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي؛ فَإِنِّي فادَيْتُ نَفْسِي وَفادَيْتُ عَقِيلًا. فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خُذْ» . فَحَثا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُؤْمُرْ
(3)
بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ
(4)
إِلَيَّ. قالَ: «لا» . قالَ: فارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قالَ: «لا» . فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُؤْمُرْ
(5)
بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ. قالَ: «لا» . قالَ
(6)
: فارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قالَ: «لا» . فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَلْقاهُ على كاهِلِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَما زالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنا؛ عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَما قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ منها دِرْهَمٌ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن طَهْمان» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«يعني ابن طَهْمان» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية الأصيلي و [عط]: «مُرْ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَرْفَعُهُ» ، وفي نسخة عن أبي ذر:«بِرَفْعِه» .
(5)
في رواية الأصيلي و [عط]: «مُرْ» .
(6)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، كتبت بالحمرة.
(43)
بابُ
(1)
مَنْ دَعا لِطَعامٍ فِي المَسْجِدِ وَمَنْ أَجابَ فِيهِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَن دُعِيَ لِطَعامٍ فِي المَسْجِد ومَن أجاب منهِ» .
422 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
:
⦗ص: 249⦘
سَمِعَ
(2)
أَنَسًا
(3)
قالَ
(4)
: وَجَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ مَعَهُ
(5)
ناسٌ، فَقُمْتُ، فقالَ لِي:«آرْسَلَكَ أبو طَلْحَةَ؟» قُلْتُ
(6)
: نَعَمْ. فقالَ
(7)
: «لِطَعامٍ
(8)
؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فقالَ
(9)
لِمَنْ مَعَهُ
(10)
: «قُومُوا» . فانْطَلَقَ وانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن أبي طلحة» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أنه سمع» .
(3)
في رواية [عط] زيادة: «بن مالك» .
(4)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَمَعهُ» .
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فَقُلتُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(8)
في رواية [عط]: «للطعام» .
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قال» .
(10)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية ابن عساكر عن الحَمُّويي: «لمَن حَوْلَه» .
(44)
بابُ
(1)
القَضاءِ واللِّعانِ فِي المَسْجِدِ بَيْنَ الرِّجالِ والنِّساءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
423 -
حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني
(2)
ابْنُ شِهابٍ: عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ؟ فَتَلاعَنا فِي المَسْجِدِ، وَأَنا شاهِدٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(45)
بابٌ
(1)
: إذا دَخَلَ بَيْتًا يُصَلِّي حَيْثُ شاءَ، أَوْ حَيْثُ أُمِرَ، وَلا يَتَجَسَّسُ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي أيضًا، وضبط روايتهما في (ن):«يتحسَّسُ» بالحاء، وهو المثبت في متن (و)، أما ضبط آخرها فضبطت بالرفع في (ن، ب) وبالجزم في (و)، وبهما معًا في (ص) وهو الموافق لما في الإرشاد.
424 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن مَحْمُودِ
⦗ص: 250⦘
بْنِ الرَّبِيعِ:
عن عِتْبانَ بْنِ مالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم أَتاهُ فِي مَنْزِلِهِ، فقالَ
(2)
: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ؟» قالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إلى مَكانٍ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَصَفَفْنا
(3)
خَلْفَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «قالَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فصفَّنا» (ن، ص)، وضبطها في (و):«فصففنا» ، وفي رواية ابن عساكر وأخرى لأبي ذر:«وصفَّنا» بالواو والإدغام.
(46)
بابُ
(1)
المَساجِدِ فِي البُيُوتِ
وَصَلَّى البَراءُ بْنُ عازِبٍ فِي مَسْجِدِهِ
(2)
فِي دارِهِ جَماعَةً.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في مسجدٍ» .
425 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيُّ:
أَنَّ عِتْبانَ بْنَ مالِكٍ -وهو مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصارِ- أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَأَنا أُصَلِّي لِقَوْمِي، فَإِذا كانَتِ الأَمْطارُ، سالَ الوادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ
(1)
فَأُصَلِّيَ بِهِمْ
(2)
، وَوَدِدْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَّكَ تَأتِينِي فَتُصَلِّيَ
(3)
فِي بَيْتِي، فَأَتَّخِذَهُ
(4)
مُصَلًّى. قالَ: فقالَ لهُ
(5)
رسُولُ اللهُ: «سَأَفْعَلُ إِنْ
شاءَ اللهُ». قالَ عِتْبانُ: فَغَدا
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ، فاسْتَأذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى
(7)
دَخَلَ البَيْتَ، ثُمَّ قالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ
⦗ص: 251⦘
أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ
(8)
بَيْتِكَ؟». قالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إلى ناحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ، فَقُمْنا فصفَفْنا
(9)
، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، قالَ: وَحَبَسْناهُ على خَزِيرَةٍ صَنَعْناها لَهُ، قالَ: فَثابَ فِي البَيْتِ رِجالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ، فاجْتَمَعُوا، فقالَ قائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِن
(10)
أَوِ ابْنُ الدُّخْشِنِ
(11)
؟ فقالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُلْ ذَلِكَ؛ أَلا تَراهُ قَدْ قالَ: لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ؟!» . قالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إلى المُنافِقِينَ. قالَ
(12)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ على النَّارِ مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» .
قالَ ابْنُ شِهابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصارِيَّ -وَهْوَ أَحَدُ بَنِي سالِمٍ، وهو مِنْ سَرَاتِهِمْ- عن حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأنصاريِّ
(13)
، فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «المسجدَ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فأصلي لهم» ، وزاد في (ن، ق) نسبتَها إلى رواية أبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
لفظة: «له» ليست في (ن).
(6)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «علَيَّ» .
(7)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حِينَ» .
(8)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» .
(9)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] أيضًا، وفي رواية غيرهم:«فَصَفَّنا» .
(10)
هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوق الخاء:(كذا).
(11)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الدُّخْشُنِ» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
(13)
قوله: «الأنصاريِّ» ثابت في رواية ابن عساكر أيضًا.
(47)
بابُ
(1)
التَّيَمُّنِ فِي دُخُولِ المَسْجِدِ وَغَيْرِهِ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ اليُمْنَى، فَإِذا خَرَجَ بَدَأَ بِرِجْلِهِ اليُسْرَى.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
426 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عن أَبِيهِ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ ما اسْتَطاعَ، فِي شَأنِهِ كُلِّهِ: فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ.
(48)
بابٌ
(1)
: هَلْ تُنْبَشُ قُبُورُ مُشْرِكِي الجاهِلِيَّةِ، وَيُتَّخَذُ مَكانَها مَساجِدُ
(2)
؛
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ» ؟
وَما يُكْرَهُ مِنَ الصَّلاةِ فِي القُبُورِ؟
وَرَأَى عُمَرُ
(3)
أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ، فقالَ: القَبْرَ القَبْرَ. وَلَمْ يَأمُرْهُ بِالإِعادَةِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «مكانُها مساجدَ» ، وعكس في (ب، ص) فجعل المثبت في المتن هو رواية [عط].
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ الخطاب رضي الله عنه» .
427 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عن عائِشَةَ
(1)
: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتا كَنِيسَةً رَأَيْنَها
(2)
بِالْحَبَشَةِ، فيها تَصاوِيرُ، فَذَكَرَتا
(3)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «إِنَّ أُولَئِكَ
(4)
إذا كان فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَماتَ، بَنَوْا على قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ
(5)
الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ
(6)
شِرارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ القِيامَةِ».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «أمِّ المُؤْمِنين» .
(2)
في رواية الأصيلي ونسخةٍ عن أبي ذر: «رأتاها» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «ذلك» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أُولَئِكِ» .
(5)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر أيضًا، وفي رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«تِيكَ» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَأُولَئِكِ» ، وفي رواية ابن عساكر:«أولئك» .
428 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، فَنَزَلَ أَعْلَى
(2)
المَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ
(3)
لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إلى بَنِي النَّجَّارِ،
⦗ص: 253⦘
فَجاؤُوا مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ
(4)
، كَأَنِّي
(5)
أَنْظُرُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على راحِلَتِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ
(6)
، وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِناءِ أَبِي أَيُّوبَ،
وَكانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرابِضِ الغَنَمِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِناءِ المَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إلى مَلَإٍ مِنْ
(7)
بَنِي النَّجَّارِ، فقالَ:«يا بَنِي النَّجَّارِ، ثامِنُونِي بِحائِطِكُمْ هَذا» . قالُوا: لا واللَّهِ، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ. فقالَ
(8)
أَنَسٌ: فَكانَ فِيهِ ما أَقُولُ لَكُمْ: قُبُورُ المُشْرِكِينَ، وَفِيهِ خَرِبٌ
(9)
، وَفِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، ثُمَّ بِالخَرِبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ، وَجَعَلُوا عِضادَتَيْهِ الحِجارَةَ، وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ الصَّخْرَةَ
(10)
، وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ، وهو يَقُولُ:
«
…
اللَّهُمَّ لا خَيْرَ إلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ
…
…
فاغْفِرْ لِلأَنْصارِ
(11)
والْمُهاجِرَهْ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي: «في أعلى» .
(3)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي وحاشية رواية ابن عساكر:«أربعًا وعشرين» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «مُتَقَلِّدِينَ السيوفَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فكأني» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في موضعين: أولها وآخرها.
(7)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]: «ملإ بني النجار» .
(8)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «قال» .
(9)
ضبطت في متن (و): «خِرَبٌ» بكسر الخاء وفتح الراء، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر.
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «الصخرَ» . كتبت بالحمرة.
(11)
في رواية المُستملي: «الأنصارَ» . على تضمين اغفر معنى: استر. انظر الإرشاد.
(49)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ فِي مَرابِضِ الغَنَمِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
429 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي مَرابِضِ الغَنَمِ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدُ يَقُولُ: كان يُصَلِّي فِي مَرابِضِ الغَنَمِ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى المَسْجِدُ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(50)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ فِي مَواضِعِ الإِبِلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
430 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سُلَيْمانُ بْنُ حَيَّانَ، قالَ: حَدَّثَنا
(2)
عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ، قالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي إلى بَعِيرِهِ، وَقالَ
(3)
: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(51)
بابُ مَنْ صَلَّى وَقُدَّامَهُ تَنُّورٌ أَوْ نارٌ، أَوْ شَيْءٌ مِمَّا يُعْبَدُ، فَأَرادَ بِهِ اللَّهَ
(1)
وَقالَ الزُّهْرِيُّ: أخبَرَني أَنَسٌ
(2)
قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ وَأَنا أُصَلِّي» .
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فأراد به وجهَ اللهِ تعالى» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
431 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بْنِ يَسارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«أُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ» .
(52)
بابُ
(1)
كَراهِيَةِ الصَّلاةِ فِي المَقابِرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
432 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، وَلا تَتَّخِذُوها قُبُورًا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عمر» .
(53)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ فِي مَواضِعِ
(2)
الخَسْفِ والْعَذابِ
وَيُذْكَرُ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَرِهَ الصَّلاةَ بِخَسْفِ بابِلَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «مَوضِعِ» بالإفراد.
433 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَدْخُلُوا على هَؤُلاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أَنْ تَكُونُوا باكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا باكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ؛ لا يُصِيبُكُمْ ما أَصابَهُمْ» .
(54)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ فِي البِيعَةِ
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّا لا نَدْخُلُ كَنائِسَكُمْ
(2)
؛ مِنْ أَجْلِ التَّماثِيلِ الَّتِي فِيها، الصُّوَرَ
(3)
.
وَكانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي فِي البِيعَةِ، إلَّا بِيعَةً فيها تَماثِيلُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «كنائِسهم» .
(3)
بالنصب على التفسير، والجر على البدل من التماثيل أو عطف بيان، وفي رواية أبي ذر:«الصوَرُ» بالرفع على الابتداء، وفي رواية الأصيلي:«والصورِ» بالجرِّ عطفًا.
434 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ:
أخبَرَنا
(2)
عَبْدَةُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنِيسَةً رَأَتْها بِأَرْضِ الحَبَشَةِ، يُقالَ لَها مارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ ما رَأَتْ فيها مِنَ الصُّوَرِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ
(3)
قَوْمٌ إذا ماتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ -أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ- بَنَوْا على قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ
(4)
الصُّوَرَ، أُولَئِكَ
(5)
شِرارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن سَلام» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَني» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أُولَئِكِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تِلْكِ» ، وفي رواية [ح]:«تِيكِ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أُولَئِكِ» .
(55)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
435 -
436 - حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
أَنَّ عائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قالَا: لَمَّا نُزِلَ
(1)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ على وَجْهِهِ، فَإِذا اغْتَمَّ بها كَشَفَها عن وَجْهِهِ، فقالَ وهو كَذَلِكَ:«لَعْنَةُ اللَّهِ على اليَهُودِ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِم مَساجِدَ» ؛ يُحَذِّرُ ما صَنَعُوْا.
(1)
بالبناء للمفعول، هكذا في رواية الأصيلي و [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص).
437 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
438 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قالَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، قالَ: حدَّثنا سَيَّارٌ -هو أبو الحَكَمِ- قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ الفَقِيرُ، قالَ:
حدَّثنا جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا، لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِياءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّما
(1)
رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائمُ، وَكانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ».
(1)
في رواية الأصيلي: «طَهورًا ومَسجدًا، فأيُّما» .
(57)
بابُ
(1)
نَوْمِ المَرْأَةِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
439 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن هِشامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ وَلِيدَةً كانَتْ سَوْداءَ لِحَيٍّ مِنَ العَرَبِ، فَأَعْتَقُوها فَكانَتْ مَعَهُمْ، قالتْ: فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ، عَلَيْها وِشاحٌ أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ، قالتْ: فَوَضَعَتْهُ، أَوْ وَقَعَ منها، فَمَرَّتْ بِهِ
(2)
حُدَيَّاةٌ وهو مُلْقًى، فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ، قالتْ: فالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، قالتْ: فاتَّهَمُونِي بِهِ، قالتْ: فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ
(3)
، حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَها، قالتْ: واللَّهِ إِنِّي لَقائِمَةٌ مَعَهُمْ، إِذْ مَرَّتِ الحُدَيَّاةُ فَأَلْقَتْهُ، قالتْ: فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ، قالتْ: فَقُلْتُ: هَذا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ، زَعَمْتُمْ وَأَنا مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وهو ذا هُوَ؟! قالتْ: فَجاءَتْ إلى رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَتْ، قالتْ عائِشَةُ: فَكانَ لَها خِباءٌ فِي المَسْجِدِ -أَوْ حِفْشٌ- قالتْ: فَكانَتْ تَأتِينِي فَتَحَدَّثُ عِنْدِي، قالتْ: فَلا تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا، إلَّا قالتْ:
وَيَوْمَ
(5)
الوِشَاحِ مِنْ أَعاجِيبِ
(6)
رَبِّنا
…
…
…
أَلا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الكُفْرِ أَنْجانِي
قالتْ عائِشَةُ: فَقُلْتُ لَها: ما شَأنُكِ، لا تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إلَّا قُلْتِ هَذا؟ قالتْ: فَحَدَّثَتْنِي بِهَذا الحَدِيثِ.
(7)
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عروة» .
(2)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «يُفتِّشُونِي» .
(4)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(5)
هكذا ضبطت في (ن، ب)، وضبطت بالرفع في (و، ص).
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَعاجِيبِ» .
(7)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(58)
بابُ
(1)
نَوْمِ الرِّجالِ فِي المَسْجِدِ
وَقالَ أبو قِلابَةَ، عن أَنَسٍ
(2)
: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكانُوا فِي الصُّفَّةِ.
⦗ص: 258⦘
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
(3)
: كان أَصْحابُ
(4)
الصُّفَّةِ الفُقَراءُ
(5)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «الصدِّيق» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَصْحابَ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الفُقَراءَ» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فُقراءَ» .
440 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ، قالَ:
أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: أَنَّهُ كان يَنامُ، وهو شابٌّ أَعْزَبُ
(2)
لا أَهْلَ لَهُ، فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عمر» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وبهامش اليونينية كتب:«أَعزَبُ، كذا هو في الأصل، وكذلك ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين» . اهـ.
441 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قالَ: جاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ، فقالَ:«أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟» قالتْ
(1)
: كان بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغاضَبَنِي فَخَرَجَ، فَلَمْ
(2)
يَقِلْ
(3)
عِنْدِي. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسانٍ: «انْظُرْ أَيْنَ هُوَ» . فَجاءَ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هو فِي المَسْجِدِ راقِدٌ. فَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عن شِقِّهِ، وَأَصابَهُ تُرابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: «قُمْ أَبا تُرابٍ، قُمْ
(4)
أَبا تُرابٍ».
(1)
في روايةٍ لابن عساكر: «وقالت» ، وفي رواية [عط] وأخرى عن ابن عساكر:«فقالت» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية الأصيلي: «ولم» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «يُقِل» (ب، ص).
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
442 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، قالَ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: رَأَيْتُ
(1)
سَبْعِينَ مِنْ أَصْحابِ الصُّفَّةِ، ما مِنْهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِداءٌ، إِمَّا إِزارٌ وَإِمَّا كِساءٌ، قَدْ رَبَطُوا فِي أَعْناقِهِمْ، فَمِنْها ما يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ، وَمِنْها ما يَبْلُغُ الكَعْبَيْنِ،
⦗ص: 259⦘
فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ؛ كَراهِيَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لقد رأيتُ» .
(59)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ
وَقالَ كَعْبُ بْنُ مالِكٍ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأَ بِالمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
443 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، قالَ: حدَّثنا مُحارِبُ بْنُ دِثارٍ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو فِي المَسْجِدِ - قالَ مِسْعَرٌ: أُراهُ قالَ: ضُحًى- فقالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» . وَكانَ لِي عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَضانِي وَزادَنِي.
(60)
بابٌ
(1)
: إذا دَخَلَ
(2)
المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «أحدُكم» .
(3)
في رواية ابن عساكر و [ح] و [عط] زيادة: «قبل أن يجلِس» .
444 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ:
عن أَبِي قَتادَةَ السَّلَمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ» .
(61)
بابُ
(1)
الحَدَثِ في المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
445 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «المَلائِكَةُ تُصَلِّي على أَحَدِكُمْ، ما دامَ فِي
⦗ص: 260⦘
مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ».
(62)
بابُ
(1)
بُنْيانِ المَسْجِدِ
وَقالَ أبو سَعِيدٍ: كان سَقْفُ المَسْجِدِ مِنْ جَرِيدِ
النَّخْلِ.
وَأَمَرَ عُمَرُ بِبِناءِ المَسْجِدِ، وَقالَ: أَكِنَّ
(2)
النَّاسَ مِنَ المَطَرِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ؛ فَتَفْتِنَ النَّاسَ.
وَقالَ أَنَسٌ: يَتَباهَوْنَ بِها، ثُمَّ لا يَعْمُرُونَها إلَّا قَلِيلًا.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّها كَما زَخْرَفَتِ اليَهُودُ والنَّصارَى.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي:«وأَكِنَّ» ، وفي رواية [عط]:«وأَكِنِّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أُكِنُّ» .
446 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني
(2)
أَبِي، عن صالِحِ بْنِ كَيْسانَ، قالَ: حدَّثنا نافِعٌ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(3)
أخبَرَه: أَنَّ المَسْجِدَ كان على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ
(5)
خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أبو بَكْرٍ شَيْئًا، وَزادَ فِيهِ عُمَرُ، وَبَناهُ على بُنْيانِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِاللَّبِنِ والْجَرِيدِ، وَأَعادَ عَمَدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمانُ، فَزادَ فِيهِ زِيادَةً كَثِيرَةً، وَبَنَى جِدارَهُ بِالْحِجارَةِ المَنْقُوشَةِ والْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عَمَدَهُ مِنْ حِجارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ.
(1)
قوله: «بن سعد» ليس في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عمر» .
(4)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «عَمَدُهُ» .
(63)
بابُ
(1)
التَّعاوُنِ فِي بِناءِ المَسْجِدِ
(2)
{مَا كَانَ
(3)
لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ
(4)
اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ*إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ
(5)
} [التوبة: 17 - 18].
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «المساجد» بالجمع.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقول الله عز وجل: {مَا كَانَ
…
}»، وفي رواية ابن عساكر و [عط]: «قوله تعالى: {مَا كَانَ
…
}».
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «الآيةَ إلى قوله: {مِنَ الْمُهْتَدِينَ}» بدل إتمامها، كتبت بالحمرة، إلا أن لفظة:«الآية» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية ابن عساكر:«إلى قوله: {فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}» بدل إتمامها.
(5)
من قوله: {شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ .. } إلى قوله: { .. مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ليس في نسخة.
447 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُخْتارٍ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن عِكْرِمَةَ:
قالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلاِبْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقا إلى أَبِي سَعِيدٍ؛ فاسْمَعا
(1)
مِنْ حَدِيثِهِ. فانْطَلَقْنا، فَإِذا هو فِي حائِطٍ يُصْلِحُهُ، فَأَخَذَ رِداءَهُ فاحْتَبَى، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنا، حَتَّى
(2)
أَتَى ذِكْرُ
(3)
بِناءِ المَسْجِدِ، فقالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً
(4)
، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْفُضُ
(5)
التُّرابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ
(6)
: «وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئةُ الباغِيَةُ
(7)
، يَدْعُوهُمْ إلى الجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إلى النَّارِ». قالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الفِتَنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «واسمعا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت والأصيلي وابن عساكر و [عط] زيادة: «إذا» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على ذِكرِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية الأصيلي: «يَنْفُضُ» ، وفي رواية [عط]:«فجعل يَنفض» ، وقوله:«فيَنْفُض التراب عنه» ليس في رواية ابن عساكر. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(6)
بهامش اليونينية: ضُبِّب على الواو في رواية ابن عساكر. اهـ.
(7)
قوله: «تقتله الفئة الباغية» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
(64)
بابُ
(1)
الاِسْتِعانَةِ بِالنَّجَّارِ والصُّنَّاعِ فِي أَعْوادِ المِنْبَرِ والْمَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
448 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، عن أَبِي حازِمٍ
(2)
:
عن سَهْلٍ، قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلى امْرَأَةٍ: «مُرِي
(3)
غُلامَكِ النَّجَّارَ، يَعْمَلْ لِي أَعْوادًا، أَجْلِسُ
(4)
عَلَيْهِنَّ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سعيد» .
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أخرى له ورواية أبي ذر:«حدَّثني أبو حازم» .
(3)
في رواية كريمة: «أَنْ مُرِي» ، وضبب على لفظة:(أن) في (و، ب)، وقبلها في متن (ب، ص) زيادة: «فقال» مضروبا ومضبَّبًا عليها معًا، وبهامش (ب): كذا في اليونينية الضرب والتضبيب.
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَجْلِسْ» .
449 -
حدَّثنا خَلَّادٌ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عن أَبِيهِ:
عن جَابِرٍ
(1)
: أَنَّ امْرَأَةً قالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ؟ فَإِنَّ لِي غُلامًا نَجَّارًا. قالَ:«إِنْ شِئتِ» . فَعَمِلَتِ المِنْبَرَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الله» .
(65)
بابُ
(1)
مَنْ بَنَى مَسْجِدًا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
450 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني
(1)
ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني عَمْرٌو: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ
(2)
: أَنَّ عاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ الخَوْلَانِيَّ:
أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ، عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ
(3)
، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا -قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ- بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ
فِي الجَنَّةِ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَه» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
(66)
بابٌ
(1)
: يَأخُذُ بِنُصُولِ
(2)
النَّبْلِ إذا مَرَّ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «بِنِصالِ» ، وفي رواية أبي ذر:«نُصولَ» .
451 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو:
أَسَمِعْتَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ فِي المَسْجِدِ وَمَعَهُ سِهامٌ، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمْسِكْ بِنِصالِها» ؟
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(67)
بابُ
(1)
المُرُورِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
452 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا أبو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا بُرْدَةَ:
عن أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَساجِدِنا أَوْ أَسْواقِنا بِنَبْلٍ، فَلْيَأخُذْ على نِصالِها؛ لا يَعْقِرْ
(1)
بِكَفِّهِ مُسْلِمًا
(2)
».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي: «بكفِّه، لا يعقِرْ مُسلِمًا» ، وبهامش اليونينية: تقديره [أي رواية المتن]- والله أعلم-: فليأخذ عَلَى نِصالِها بِكَفِّهِ، لا يعقر مسلمًا. وكذلك عند الحافظ أبي محمد الأصيلي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. اهـ.
(68)
بابُ
(1)
الشِّعْرِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
453 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ
(1)
الحَكَمُ بنُ نافِعٍ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثابِتٍ الأَنْصارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبا هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يا حَسَّانُ، أَجِبْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ» ؟ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.
(1)
قوله: «أبو اليمان» ليس في رواية الأصيلي.
(69)
بابُ
(1)
أَصْحابِ الحِرابِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
454 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ
(1)
، عن ابِنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيرِ:
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: لَقَدْ رَأَيتُ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا على بابِ حُجْرَتِي والْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدائِهِ؛ أَنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ.
455 -
زادَ
(2)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حَدَّثَنا
(3)
ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرابِهِمْ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ كَيْسان» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وزاد» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» ، وفي رواية [عط]:«حدَّثه» .
(70)
بابُ
(1)
ذِكْرِ البَيْعِ والشِّراءِ
(2)
على المِنْبَرِ فِي المَسْجِدِ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «ذِكْرِ الشراء والبيع» .
(3)
في رواية أبي ذر و [عط]: «على المنبر والمَسجد» .
456 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن يَحْيَى، عن عَمْرَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: أَتَتْها بَرِيرَةُ تَسْأَلُها فِي كِتابَتِها، فقالتْ: إِنْ شِئتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ وَيَكُونُ الوَلاءُ لِي. وَقالَ أَهْلُها: إِنْ شِئتِ أَعْطَيْتِها ما بَقِيَ -وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً:
⦗ص: 265⦘
إِنْ شِئتِ أَعْتَقْتِها- وَيَكُونُ الوَلاءُ لَنا. فَلَمَّا جاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ
(1)
، فقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم
(2)
: «ابْتاعِيها فَأَعْتِقِيها، فَإِنَّ الوَلاءَ
(3)
لِمَنْ أَعْتَقَ». ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ -وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً:
فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ- فقالَ: «ما بالُ أَقْوامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ
(4)
فِي كِتابِ اللَّهِ؟! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائةَ مَرَّةٍ».
رَواهُ
(5)
مالِكٌ، عن يَحْيَى، عن عَمْرَةَ: أَنَّ بَرِيرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ: صَعِدَ المِنْبَرَ.
قالَ عَلِيٌّ: قالَ يَحْيَى
(6)
وَعَبْدُ الوَهَّابِ، عن يَحْيَى: عن عَمْرَةَ
(7)
.
وَقالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: عن يَحْيَى، قالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، قالتْ: سَمِعْتُ عائِشَةَ.
(1)
لفظة: «ذلك» ليست في رواية [عط].
(2)
قوله: «النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّما الوَلاءُ» .
(4)
في رواية الأصيلي: «ليست» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ورواه» ، قارن بما في الإرشاد.
(6)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: قال يحيى» .
(7)
في رواية الأصيلي زيادة: «نحوَه» .
(71)
بابُ التَّقَاضِي
والْمُلازَمَةِ فِي المَسْجِدِ
457 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ:
عن كَعْبٍ: أَنَّهُ تَقاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كان لَهُ عَلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، فارْتَفَعَتْ أَصْواتُهُما حَتَّى سَمِعَهُما
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِما، حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنادَى:«يا كَعْبُ» . قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذا» . وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَي الشَّطْرَ، قالَ: لَقَدْ
(3)
فَعَلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «قُمْ فاقْضِهِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] أيضاً (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قد» (ن، و، ق)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية ابن عساكر في نسخة.
(72)
بابُ
(1)
كَنْسِ المَسْجِدِ، والْتِقاطِ الخِرَقِ والْقَذَى والْعِيدانِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «والعِيدان والقَذَى» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«منه» .
458 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ، عن أَبِي رافِعٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ -أَوِ امْرَأَةً سَوْداءَ- كان يَقُمُّ المَسْجِدَ، فَماتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فقالوا: ماتَ. قالَ
(1)
: «أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ؟! دُلُّونِي على قَبْرِهِ -أَوْ قالَ: قَبْرِها-» . فَأَتَى قَبْرَهُ
(2)
فَصَلَّى عَلَيْها
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «قَبْرَها» .
(3)
في رواية الأصيلي: «عليه» .
(73)
بابُ
(1)
تَحْرِيمِ تِجارَةِ الخَمْرِ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
459 -
حدَّثنا عَبْدانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: لَمَّا أُنْزِلَ
(1)
الآياتُ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي الرِّبا، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المَسْجِدِ فَقَرَأَهُنَّ على النَّاسِ، ثُمَّ حَرَّمَ تِجارَةَ الخَمْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أُنزِلت» ، وفي روايةٍ أخرى لابن عساكر:«نَزَلَت» .
(74)
بابُ
(1)
الخَدَمِ لِلْمَسْجِدِ
(2)
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35]: لِلْمَسْجِدِ
(3)
يَخْدُمُها
(4)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في المَسجد» .
(3)
في رواية أبي ذر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{
…
مُحَرَّرًا}: محرَّرًا للمسجد»، وفي رواية الأصيلي: «{
…
مُحَرَّرًا}: تعني: محرَّرًا للمسجد».
(4)
لفظة: «يخدمها» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر:«يخدمه» . وضبَّب عليها في (ب، ص) قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
460 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ واقِدٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن ثابِتٍ، عن أَبِي رافِعٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً -أَوْ رَجُلًا- كانَتْ تَقُمُّ
(2)
المَسْجِدَ، وَلا أُراهُ إلَّا امْرَأَةً. فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى على قَبْرِهِ
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن زيد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «كان يقمُّ» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قبرها» (ب، ص)، وفي رواية [عط]:«قبرٍ» .
(75)
بابُ الأَسِيرِ أَوِ الغَرِيمِ
(1)
يُرْبَطُ فِي المَسْجِدِ
(1)
في رواية ابن عساكر: «والغريم» ، وفي رواية الأصيلي:«الأسيرُ أوالغريمُ» ولفظة: «باب» ليست عنده.
461 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البارِحَةَ -أَوْ: كَلِمَةً نَحْوَها- لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَرَدْتُ
(2)
أَنْ أَرْبِطَهُ إلى سارِيَةٍ مِنْ سَوارِي المَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمانَ: رَبِّ
(3)
{هَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي} [ص: 35]
(4)
». قالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ
(5)
خاسِئًا.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأردتُ» .
(3)
لفظة: «ربِّ» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ زيادة: «{إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}» . كتبت بالحمرة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(76)
بابُ الاِغْتِسالِ إذا أَسْلَمَ، وَرَبْطِ الأَسِيرِ
(1)
أَيْضًا فِي المَسْجِدِ
وَكانَ شُرَيْحٌ يَأمُرُ الغَرِيمَ أنْ يُحْبَسَ إلى سارِيَةِ المَسْجِدِ
(2)
.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «ويربط الأسير» (ب، ص).
(2)
من قوله: «وربط الأسير
…
» إلى: «سارية المسجد» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر، وضبِّب عليه في رواية أبي ذر و [عط] وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
462 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ:
سَمِعَ
(2)
أَبا هُرَيْرَةَ، قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقالُ لَهُ ثُمامَةُ بْنُ أُثالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسارِيَةٍ مِنْ سَوارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«أَطْلِقُوا ثُمامَةَ» . فانْطَلَقَ
(3)
إلى نَخْلٍ
(4)
قَرِيبٍ مِنَ
المَسْجِدِ، فاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فقالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنه سمع» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي نسخة:«فذهب» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «نَجْلٍ» ، في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«نَخْل» بالخاء، (ن، و)، قارن بما في الإرشاد، وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «فانطلق إلى نخل» كذا هي الرواية بالخاء، وذكر ابنُ دُريد:«إلى نَجْل» بالجيم، قال: وهو الماء الجاري. اهـ.
(77)
بابُ
(1)
الخَيْمَةِ فِي المَسْجِدِ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
463 -
حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الخَنْدَقِ فِي الأَكْحَلِ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
خَيْمَةً فِي المَسْجِدِ؛ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ -وَفِي المَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفارٍ- إلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فقالوا: يا أَهْلَ الخَيْمَةِ، ما هَذا الَّذِي يَأتِينا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَماتَ فِيها
(2)
.
(1)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «منها» كتبت بالحمرة.
(78)
بابُ
(1)
إِدْخالِ البَعِيرِ فِي المَسْجِدِ لِلْعِلَّةِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على بَعِيرٍ
(2)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «بَعيرِه» .
464 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ،
⦗ص: 269⦘
عن عُرْوَةَ
(1)
، عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ، قالتْ: شَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، قالَ:«طُوفِي مِنْ وَراءِ النَّاسِ وَأَنْتِ راكِبَةٌ» . فَطُفْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلى جَنْبِ البَيْتِ، يَقْرَأُ بـ {الطُّورِ. وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} .
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن الزبير» .
(79)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
465 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا مُعاذُ بْنُ هِشامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن قَتادَةَ، قالَ:
حدَّثنا أَنَسٌ
(1)
: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُما مِثْلُ المِصْباحَيْنِ، يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِما، فَلَمَّا افْتَرَقا صارَ مَعَ كُلِّ واحِدٍ منهما واحِدٌ، حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(80)
بابُ
(1)
الخَوْخَةِ والْمَمَرِّ فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
466 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، قالَ: حدَّثنا أبو النَّضْرِ، عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عن بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ
(1)
:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيا
⦗ص: 270⦘
وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَ اللَّهِ
(2)
». فَبَكَى أبو بَكْرٍ
(3)
رضي الله عنه، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ما يُبْكِي هَذا الشَّيْخَ، إِنْ يَكُنِ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيا
(4)
وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَ اللَّهِ؟! فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو العَبْدُ
(5)
، وَكانَ أبو بَكْرٍ أَعْلَمَنا، قالَ
(6)
: «يا أَبا بَكْرٍ لا تَبْكِ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمالِهِ أبو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي
(7)
لاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ
(8)
، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ
(9)
الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ بابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بابَ
(10)
أَبِي بَكْرٍ».
(1)
قوله: «عن بسر بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي، «لا الحمرة إلى» وبهامش اليونينية: حاشية على الأصل المسموع على الحافظ أبي ذر: «صوابه: عن عُبيد بن حُنين عن أبي سعيد» وقال الفربري: الرواية هكذا وفي كتاب البخاري: «عن بُسْر بن سعيد» وهو مضروبٌ عليه.
وبهامشها أيضًا: قال الحافظ أبو علي الغَسَّاني: روي: «فُليح عن أبي النضر عن عُبيد بن حُنين عن بُسْر» ، و:«عن عُبيد وبُسْر» بواو العطف، و:«عن أبي النضر عن بُسْر عن أبي سعيد» بإسقاط عُبيد بن حُنين. قال: وكلٌّ صوابٌ، لعلَّ فُليحًا كان يحدِّث به مرةً: عن عُبيد، ومرةً: عن بُسْر، ومرةً يَجمعهما. اهـ. انظر:«تقييد المهمل» : 2/ 584.
(2)
قوله: «فاختار ما عند الله» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية [عط]، وبهامش اليونينية: وضُرب عليه في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو مخرَّج [يعني إلى الهامش] في رواية أبي ذر. اهـ.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «الصدِّيق» .
(4)
في رواية أبي ذر: «إنْ يكن عبدًا خُيِّر بين الدنيا» .
(5)
في (و، ب، ص): «هو العبدَ» بالنصب، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.
(6)
في رواية الأصيلي و [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فقال» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «متَّخِذًا من أُمتي خليلًا» .
(8)
في رواية الأصيلي: «يعني لاتَّخذت أبا بكر خليلًا» . والذي في (ب، ص) أن روايته: «لاتَّخذت أبا بكر يعني خليلًا» وهو موافق لما في السلطانية.
(9)
في رواية الأصيلي: «خُوَّة» .
(10)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» .
467 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ، قالَ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيهِ، عاصِبٌ
(2)
رَأسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ على المِنْبَرِ
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الإِسْلامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذا المَسْجِدِ،
⦗ص: 271⦘
غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ».
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عاصبًا» .
(81)
بابُ
(1)
الأَبْوابِ والغَلقِ
(2)
لِلكَعْبَةِ والمَسَاجِدِ
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: وَقالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: قالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يا عَبْدَ المَلِكِ، لَوْ رَأَيْتَ مَساجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوابَها.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
أهمل ضبط اللام في (ن)، وضبطها في (و) بالكسر، وضبطها في (ب) بالفتح، وضبطت بالوجهين في (ص) ونسخة البقاعي.
(3)
قوله: «أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي، وهو ثابت في رواية [عط] أيضًا.
468 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ وَقُتَيْبَةُ
(1)
، قالَا: حدَّثنا حَمَّادٌ
(2)
، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ مَكَّةَ، فَدَعا عُثْمانَ بْنَ طَلْحَةَ، فَفَتَحَ البابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَبِلالٌ وَأُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ أُغْلِقَ البابُ
(3)
، فَلَبِثَ فِيهِ ساعَةً، ثُمَّ خَرَجُوا.
قالَ ابْنُ عُمَرَ: فَبَدَرْتُ فَسَأَلْتُ بِلالًا، فقالَ: صَلَّى فِيْهِ. فقَلتُ: في أَيٍّ؟ قالَ: بينَ الأُسْطُوانَتَيْنِ. قالَ ابنُ عُمَرَ: فَذهبَ علَيَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سعيد» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن زيد» .
(3)
في رواية [عط]: «أَغْلَقَ البابَ» .
(82)
بابُ
(1)
دُخُولِ المُشْرِكِ المَسْجِدَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
469 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، يُقالُ لَهُ: ثُمامَةُ بْنُ أُثالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسارِيَةٍ مِنْ سَوارِي المَسْجِدِ.
(83)
بابُ
(1)
رَفْعِ الصَّوْتِ فِي المَساجِدِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «في المسجد» بالإفراد، كتبت بالحمرة، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
470 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا الجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائبِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ: كُنْتُ قائِمًا فِي المَسْجِدِ، فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فقالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ. فَجِئتُهُ بِهِما، قالَ
(1)
: مَنْ
(2)
أَنْتُما؟ -أَوْ: مِنْ أَيْنَ أَنْتُما؟ - قالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ. قالَ: لَوْ كُنْتُما مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لأَوْجَعْتُكُما؛ تَرْفَعانِ أَصْواتَكُما فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم؟!
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ممَّن» .
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
471 -
حدَّثنا أَحْمَدُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني عَبْدُ الرحمن
(2)
بْنُ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ:
أَنَّ كَعْبَ بْنَ مالِكٍ أخبَرَه: أَنَّهُ تَقاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا
(3)
لَهُ عَلَيْهِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، فارْتَفَعَتْ أَصْواتُهُما، حَتَّى سَمِعَها
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، وَنادَى
(5)
: «يا كَعْبُ
(6)
بْنَ مالِكٍ،
⦗ص: 273⦘
يا كَعْبُ». قالَ
(7)
: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَشارَ بِيَدِهِ أَنْ: ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ. قالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُمْ فاقْضِهِ
(8)
».
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الله» ، وصحِّح عليهما معًا، وذكر في (ب، ص): أن المثبت في متن اليونينية: «عبد الله» وأن قوله: «عبد الرحمن» مُهمَّش، وهو عكس ما في (و)، وذكر في (ب) أنَّه مضروب عليه بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «كان» .
(4)
في رواية الأصيلي: «سمعهما» .
(5)
في رواية [عط] وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «كعبَ بنَ مالك» ، وزاد في (ب):«قال» ، وهو موافق لما في السلطانية.
(6)
ضبطها في (و): (يا كعبَ) بالنصب، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(7)
في رواية الأصيلي: «فقال» . ولم يضبط في (ب، ص) موضع التخريج، وكذلك في الإرشاد والسلطانية.
(8)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فاقْضِهْ» .
(84)
بابُ الحِلَقِ والْجُلُوسِ
(1)
فِي المَسْجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي (ب، ص) أنَّ رواية ابن عساكر: «بابُ الحَلَق» ، وضبطها في (و) بالوجهين دون عزو. وبهامش اليونينية:«قال عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: الحَلْقة بفتح الحاء وجزم اللام حَلْقة القوم، والجمع: حِلَق، مثل بَدْرة وبِدَر، قاله الخطابي، وذكرها غير واحد بالفتح: حَلَق» ا هـ.
472 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(2)
، قالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو على المِنْبَرِ: ما تَرَى فِي صَلاةِ اللَّيْلِ؟ قالَ: «مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ ما صَلَّى» . وَإِنَّهُ كان يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ
(3)
وِتْرًا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا عبيدُ الله» .
(2)
في رواية الأصيلي: «عبد الله بن عمر» .
(3)
في رواية الأصيلي وحاشيتي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بالليل» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية ابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وعزاها في (ب، ص) إلى حواشي: الأصيلي وابن عساكر والسمعاني عن أبي الوقت.
473 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا جاءَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يَخْطُبُ، فقالَ: كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ؟ فقالَ
(2)
:
«مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِواحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ
(3)
ما قَدْ صَلَّيْتَ».
⦗ص: 274⦘
قالَ
(4)
الوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَجُلًا نادَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو فِي المَسْجِدِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن زيد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
لفظة: «لك» ليست في نسخة من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وضبط في (ب، ص) رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تُوتِرُ ما قَدْ صَلَّيْتَ» .
(4)
في رواية [عط]: «وقال» .
474 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ أَبا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ أخبَرَه:
عن أَبِي واقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قالَ: بَيْنَما رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فِي المَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ
(3)
، فَأَقْبَلَ اثْنانِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ واحِدٌ، فَأَمَّا أَحَدُهُما فَرَأَى فُرْجَةً
(4)
فَجَلَسَ، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ
(5)
الثَّلاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إلى اللَّهِ، فَآواهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فاسْتَحْيا، فاسْتَحْيا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ، فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية الأصيلي و [عط]: «فأقبل نفرٌ ثلاثةٌ» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «في الحَلْقة» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «النَّفرِِ» .
(85)
بابُ
(1)
الاسْتِلْقاءِ فِي المَسْجِدِ وَمَدِّ الرِّجْلِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «وَمَدِّ الرِّجْلِ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر، وفي (ب، ص) أن هذه الزيادةَ ثابتةٌ في نسخةٍ عند أبي ذر وابن عساكر أيضًا. «لا الحمرة إلى»
475 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا فِي المَسْجِدِ، واضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ على الأُخْرَى.
⦗ص: 275⦘
وَعَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: كان عُمَرُ وَعُثْمانُ يَفْعَلانِ ذَلِكَ.
(86)
بابُ
(1)
المَسْجِدِ يَكُونُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ بِالنَّاسِ
(2)
وَبِهِ قالَ الحَسَنُ وَأَيُّوبُ وَمالِكٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «للناس» .
476 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني
(1)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إلَّا وَهُما يَدِينانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنا
(2)
يَوْمٌ إلَّا يَأتِينا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَرَفَيِ النَّهارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ بَدا لِأَبِي بَكْرٍ فابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِناءِ دارِهِ، فَكانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَقِفُ عَلَيْهِ نِساءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْناؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ مِنْهُ ويَنْظُرونَ إِليِهِ، وكانَ أبو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إذا قَرَأَ القُرْآنَ،
فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأخبَرَني» بالفاء، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وأخبَرَني» بالواو.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عليهما» .
(87)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ في مَسْجِدِ
(2)
السُّوقِ
وصَلَّى ابنُ عَوْنٍ فِي مَسْجِدٍ في دارٍ يُغْلَقُ عَلَيْهِمُ البابُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي ولا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط]: «مساجد» بالجمع.
477 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أبو مُعاويَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النِبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «صَلاةُ الجَمِيعِ
(1)
تَزِيدُ على صَلاتِهِ في بَيْتِهِ
⦗ص: 276⦘
وَصَلاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ
(2)
، وَأَتَى المَسْجِدَ، لا يُرِيدُ إلَّا الصَّلاةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ
(3)
بها دَرَجَةً، وَحَطَّ
(4)
عَنْهُ
(5)
خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، وَإِذا دَخَلَ المَسْجِدَ، كان فِي صَلاةٍ ما كانَتْ
(6)
تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي -يَعْنِي عَلَيْهِ- المَلائِكَةُ
(7)
، ما دامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ
(8)
».
(1)
في نسخة: «صلاة الجماعة» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظ الجلالة ليس في رواية الأصيلي.
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو حطَّ» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «بها» .
(6)
هكذا في نسخة عن أبي ذر أيضًا (و، ب، ص)، وفي روايته:«كان» .
(7)
لفظة: «يعني» ليست في [عط]، وفي رواية الأصيلي:«تصلي الملائكةُ عليه» (ب، ص)، وبهامشهما دون تخريج زيادة لفظة:«عليه» مرموزًا عليها برمز رواية أبي ذر عن الحمويي والكشميهني، وبهامش (ب): هذه الرواية ليس لها تخريج في اليونينية، والظاهر أنها بعد:«الملائكة» . اهـ، وبهامش اليونينية: سقط: «يعني» عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت، و «عليه» [أي: وسقط لفظ: «عليه» ] عند ابن عساكر في نسخة، وثبت في نسخة عند ابن عساكر. اهـ.
(8)
لفظة: «فيه» ليست في نسخة عند ابن عساكر (ب، ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]:«ما لم يُوذِ؛ يحدثُ فيه» .
(88)
بابُ
(1)
تَشْبِيكِ الأَصابِعِ فِي المَسْجِدِ وَغَيْرِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
478 -
479 - حدَّثنا حامِدُ بْنُ عُمَرَ، عن بِشْرٍ: حدَّثنا عاصِمٌ: حدَّثنا واقِدٌ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَوِ ابْنِ عَمْرٍو: شَبَّكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
أَصابِعَهُ.
480 -
وقالَ عاصِمٌ بنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ هَذا الحَديْثَ مِن أَبِي فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَقَوَّمَهُ لي واقِدٌ، عَن أَبيهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي وهو يَقُولُ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كَيْفَ بِكَ إِذا بَقِيتَ فِي
⦗ص: 277⦘
حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟!». بِهَذا.
(2)
(1)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية ابن عساكر. (ن)، والذي في (ص، ق) أن قوله: «النَّبي» ليس في روايته أيضًا.
(2)
من قوله: «حدثنا حامد» إلى قوله: «بهذا» ليس في رواية الأصيلي. (لا الحمرة إلى).
481 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن جَدِّهِ:
عن أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ
(1)
لِلْمُؤمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ أَصابِعَهُ
(2)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «قال: المؤمنُ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «بين أصابعِه» .
482 -
حدَّثنا إِسْحاقُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ شُمَيْلٍ
(1)
: أخبَرَنا
(2)
ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: صَلَّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلاتَيِ العَشِيِّ
(3)
-قالَ ابْنُ سِيرِينَ: سَمَّاها
(4)
أبو هُرَيْرَةَ، وَلَكِنْ نَسِيتُ أَنا- قالَ: فَصَلَّى بِنا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَقامَ إلى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي المَسْجِدِ، فاتَّكَأَ عَلَيْها كَأَنَّهُ غَضْبانُ، وَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى على
(5)
اليُسْرَى، وشَبَّكَ بَيْنَ أَصابِعِهِ، ووَضَعَ خَدَّهُ الأَيمَنَ على ظَهْرِ كَفِّهِ اليُسْرَى، وخَرَجَتِ السَّرَعانُ (
(6)
مِنْ أَبْوابِ المَسْجِدِ، فقالوا: قَصُرَتِ
(7)
الصَّلاةُ. وفِي القَوْمِ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ، فَهابا
(8)
أَنْ يُكَلِّماهُ،
⦗ص: 278⦘
وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقالَ لَهُ: ذُو اليَدَيْنِ، قالَ
(9)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ
(10)
الصَّلاةُ؟ قالَ: «لَمْ أَنْسَ، وَلَمْ تُقْصَرْ» . فقالَ: «أَكَما يَقُولُ ذُو اليَدَيْنِ؟» . فقالوا: نَعَمْ. فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى ما تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ
(11)
وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَكَبَّرَ. فَرُبَّما سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ
(12)
: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرانَ بْنَ حُصَيْنٍ قالَ: ثُمَّ سَلَّمَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النضرُ بن شُمَيل» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «العِشاء» ، وبهامش اليونينية: وعند أبي ذر لغير أبي الهيثم: العِشاء، وهو وهم. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قد سمَّاها» .
(5)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يدِه» .
(6)
بهامش اليونينية: سَرَعان الناس، بفتح السين والراء المهملتين: أوائلهم. اهـ.
(7)
ضُبطت في رواية [عط] على وجهين: الأول: «قَصُرَت» كالمثبَت: بفتح القاف وضمِّ الصاد، والثاني:«قُصِرَت» بضم القاف وكسر الصاد؛ بالبناء للمفعول (ب، ص)، وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: في أصل شيخنا الحافظ المنذري: «قُصِرَت» بضم القاف وكسر الصاد. اهـ.
(8)
في رواية [عط]: «فهاباه» .
(9)
في رواية [عط]: «فقال» .
(10)
في رواية [عط]: «قُصِرَت» (ب، ص).
(11)
قوله: «ثم كبَّر» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ليس في رواية ابن عساكر.
(12)
في رواية الأصيلي: «يقول» .
(89)
بابُ
(1)
المَساجِدِ الَّتِي على
طُرُقِ المَدِينَةِ،
والْمَواضِعِ الَّتِي صَلَّى فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
483 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ، قالَ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ:
رَأَيْتُ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَحَرَّى أَماكِنَ مِنَ الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فِيها، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَباهُ كان يُصَلِّي فِيها، وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي
(1)
فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ.
وَحدَّثني نافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كان يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ.
وَسَأَلْتُ سالِمًا، فَلا أَعْلَمُهُ إلَّا وافَقَ نافِعًا فِي الأَمْكِنَةِ كُلِّها، إلَّا أَنَّهُما اخْتَلَفا فِي مَسْجِدٍ بِشَرَفِ الرَّوْحاءِ.
(1)
لفظة: «يصلي» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا.
484 -
485 - 486 - 487 - 488 - 489 - 490 - 491 - 492 - حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بنُ عِياضٍ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 279⦘
أَنَّ عَبْدَ اللهِ
(1)
أَخبَرَهُ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَنْزِلُ بِذِي الحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ، وَفِي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ، تَحْتَ سَمُرَةٍ فِي مَوْضِعِ المَسْجِدِ الَّذِي
(2)
بِذِي الحُلَيْفَةِ، وَكانَ إذا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ كانَ
(3)
فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، هَبَطَ مِنْ بَطْنِ
(4)
وادٍ، فَإِذا ظَهَرَ مِنْ بَطْنِ وادٍ أَناخَ بِالْبَطْحاءِ الَّتِي على شَفِيرِ الوادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ ثَمَّ حَتَّى يُصْبِحَ، لَيْسَ عِنْدَ المَسْجِدِ الَّذِي بِحِجارَةٍ، وَلا على الأَكَمَةِ الَّتِي عَلَيْها المَسْجِدُ، كانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَهُ، فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ، كان رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحا السَّيلُ فِيهِ
(5)
بِالبَطْحاءِ، حَتَّى دَفَنَ ذَلِكَ المكانَ الَّذِي كان عَبْدُ اللهِ يُصَلِّي فِيهِ.
-وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حَيْثُ المَسْجِدُ الصَّغيرُ، الَّذِي دُونَ المَسْجِدِ الَّذِي بِشَرَفِ الرَّوْحاءِ، وقَدْ كان عَبْدُ اللهِ يَعْلَمُ
(6)
المَكانَ الَّذِي كانَ
(7)
صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(8)
، يَقُولُ: ثَمَّ عن يَمِينِكَ، حِينَ تَقُومُ فِي المَسْجِدِ تُصَلِّي. وَذَلِكَ المَسْجِدُ على حافَةِ الطَّرِيقِ اليُمْنَى وَأَنْتَ ذاهِبٌ إلى مَكَّةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَسْجِدِ الأَكْبَرِ رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ.
- وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كان يُصَلِّي إلى العِرْقِ الَّذِي عِنْدَ مُنْصَرَفِ الرَّوْحاءِ، وَذَلِكَ العِرْقُ انْتِهاءُ
⦗ص: 280⦘
طَرَفِهِ
(9)
عَلَى
(10)
حافَةِ
(11)
الطَّرِيقِ، دُونَ المَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُنْصَرَفِ، وَأَنْتَ ذاهِبٌ إلى مَكَّةَ، وَقَدِ ابْتُنِيَ ثَمَّ مَسْجِدٌ، فَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ
(12)
يُصَلِّي فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ، كانَ
(13)
يَتْرُكُهُ عن يَسارِهِ وَوَراءَهُ، وَيُصَلِّي أَمامَهُ إلى العِرْقِ نَفْسِهِ. وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ الرَّوْحاءِ، فَلا يُصَلِّي الظُّهْرَ حَتَّى يَأتِيَ ذَلِكَ المَكانَ، فَيُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ، وَإِذا أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ، فَإِنْ مَرَّ بِهِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِساعَةٍ، أَوْ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ، عَرَّسَ حَتَّى يُصَلِّيَ بها الصُّبْحَ.
- وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ
(14)
صلى الله عليه وسلم كان يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ ضَخْمَةٍ، دُونَ الرُّوَيْثَةِ، عن يَمِينِ الطَّرِيقِ وَوِجاهَ
(15)
الطَّرِيقِ، فِي مَكانٍ بَطْحٍ سَهْلٍ، حَتَّى
(16)
يُفْضِيَ مِنْ أَكَمَةٍ دُوَيْنَ بَرِيدِ الرُّوَيْثَةِ بِمِيلَيْنِ
(17)
، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلاها فانْثَنَى فِي جَوْفِها، وَهِيَ قائِمَةٌ على ساقٍ، وَفِي ساقِها كُثُبٌ كَثِيرَةٌ.
- وَأَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ مِنْ وَراءِ العَرْجِ، وَأَنْتَ ذاهِبٌ إلى هَضْبَةٍ، عِنْدَ ذَلِكَ المَسْجِدِ قَبْرانِ أَوْ ثَلاثَةٌ، على القُبُورِ رَضْمٌ
(18)
مِنْ حِجارَةٍ عن يَمِينِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ سَلَماتِ
(19)
الطَّرِيقِ، بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَماتِ
(20)
كان عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنَ العَرْجِ، بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ المَسْجِدِ.
- وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عِنْدَ سَرَحاتٍ عن يَسارِ الطَّرِيقِ، فِي مَسِيلٍ دُونَ هَرْشَى، ذَلِكَ المَسِيلُ لاصِقٌ بِكُراعِ هَرْشَى، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةٍ
(21)
، وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي إلى سَرْحَةٍ هِيَ أَقْرَبُ السَّرَحاتِ إلى الطَّرِيقِ، وَهْيَ أَطْوَلُهُنَّ.
⦗ص: 281⦘
- وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَنْزِلُ فِي المَسِيلِ الَّذِي فِي أَدْنَى
(22)
مَرِّ الظَّهْرانِ
(23)
، قِبَلَ المَدِينَةِ، حِينَ يَهْبِطُ
(24)
مِنَ الصَّفْراواتِ، يَنْزِلُ فِي بَطْنِ ذَلِكَ المَسِيلِ عن يَسارِ الطَّرِيقِ، وَأَنْتَ ذاهِبٌ إلى مَكَّةَ، لَيْسَ بَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الطَّرِيقِ إلَّا رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ.
- وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَنْزِلُ بِذِي طُوًى
(25)
، وَيَبِيتُ حَتَّى يُصْبِحَ، يُصَلِّي الصُّبْحَ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، وَمُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ على أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ، لَيْسَ فِي المَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ على أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ
(26)
.
- وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(27)
حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الجَبَلِ، الَّذِي
(28)
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَبَلِ الطَّوِيلِ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَجَعَلَ المَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ يَسارَ المَسْجِدِ بِطَرَفِ الأَكَمَةِ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَسْفَلَ منه على الأَكَمَةِ السَّوْداءِ، تَدَعُ مِنَ الأَكَمَةِ عَشَرَةَ
(29)
أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَها، ثُمَّ تُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الفُرْضَتَيْنِ مِنَ الجَبَلِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الكَعْبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ عمر» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«يعني ابن عمر» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ زيادةُ: «كان» ، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي: «غزوِه كان» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية [عط] وأخرى عن الأصيلي:«غزوَةٍ وكان» ، وفي رواية ابن عساكر ونسخة عن أبي ذر:«غَزْوٍ وكان» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هَبَطَ بطنَ» ، وفي رواية ابن عساكر:«ظَهَرَ بطنَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فدحا فيه السيلُ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُعْلِم» ، وضبطت روايتاهما في بعض فروع اليونينية كما ذكر في (ب، ص): «تَعَلَّمَ» .
(7)
لفظة: «كان» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر ولا في رواية [عط].
(8)
في متن (ب، ص): «عليه السلام» .
(9)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية [عط]: «انتهى طرفُهُ» .
(10)
رمز في اليونينية على لفظة: «على» بعلامة السقوط بالحمرة.
(11)
وضع علامة التَّخفيف على فاء «حافة» في اليونينيَّة.
(12)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عمر» .
(13)
في رواية الأصيلي: «وكان» .
(14)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «رسولَ الله» .
(15)
في رواية الأصيلي: «وَوُجاه» بضمِّ الواو.
(16)
هكذا في رواية ابن عساكر عن الحَمُّويي أيضًا (و، ب، ص)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي:«حين» .
(17)
في رواية ابن عساكر: «دون الرُّوَيثة بمِيلَين» .
(18)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «رَضَمٌ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(19)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «سَلِماتِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(20)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «السَّلِماتِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(21)
بهامش اليونينية: الغلوة: طَلَق الفرس، وهو أمدُ جَرْيه، وهو الغِلاء ممدود مكسور، وأصله في السهم، وهو أن يُرمى به حيث بلغ، وأصله الارتفاع ومجاوزة الحدِّ. قاله عياض. اهـ.
(22)
في رواية [عط] زيادة: «وادي» .
(23)
في رواية الأصيلي: «مرِّ ظَهْرانَ» .
(24)
في رواية [عط]: «حتى يهبطَ» .
(25)
في روايةٍ أبي ذر: «الطواء» ، وفي رواية الكشميهني وأخرى لأبي ذر:«طِوَى» ، وزاد في (و) رواية أخرى لأبي ذر:«طَوًى» ، وعزاها في (ص) إلى رواية الأصيلي.
(26)
بهامش اليونينية: في نسخة: «عظيمة» . اهـ.
(27)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنَ عمر» .
(28)
في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت زيادة: «كان» .
(29)
في رواية أبي ذر: «عشْرَ» .
(90)
بابٌ
(1)
: سُتْرَةُ الإِمامِ سُتْرَةُ مَنْ خَلْفَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
493 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قالَ
(2)
: أَقْبَلْتُ راكِبًا عَلَى حِمارٍ أَتانٍ، وَأَنا يَوْمَئِذٍ قَدْ ناهَزْتُ الاِحْتِلَامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ
(3)
بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ
(4)
الأَتانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«أنَّ عبدَ الله بنَ عبَّاس قال» ، وفي رواية ابن عساكر:«عن ابن عباس: أنه قال» .
(3)
قوله: «بالناس» ليس في رواية الأصيلي.
(4)
في رواية أبي ذر: «فأرسلتُ» .
494 -
حدَّثنا إِسْحاقُ
(1)
قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(2)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إِذا خَرَجَ يَوْمَ العِيدِ، أَمَرَ بِالْحَرْبَةِ فَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْها والنَّاسُ وَراءَهُ، وَكانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ، فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَها الأُمَراءُ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «يعني ابنَ منصور» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عمر رضي الله عنهما» .
495 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبِي: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ بِالْبَطْحاءِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ،
⦗ص: 283⦘
والْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ المَرْأَةُ والْحِمارُ.
(91)
بابُ
(1)
قَدْرِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَيْنَ المُصَلِّي والسُّتْرَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
496 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عن سَهْلٍ
(2)
، قالَ: كان بَيْنَ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الجِدارِ مَمَرُّ الشَّاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سعد» .
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
497 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
عن سَلَمَةَ، قالَ: كان جِدارُ المَسْجِدِ عِنْدَ المِنْبَرِ ما كادَتِ الشَّاةُ تَجُوزُها
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن إبراهيم» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ تَجُوزَها» .
(92)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إلى الحَرْبَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
498 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: أخبَرَني نافِعٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُرْكَزُ
(2)
لَهُ الحَرْبَةُ، فَيُصَلِّي إِلَيْها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عمرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «تُرْكَزُ» .
(93)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إلى العَنَزَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
499 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، قالَ:
⦗ص: 284⦘
سَمِعْتُ أَبِي، قالَ
(1)
: خَرَجَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِالْهاجِرَةِ، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَصَلَّى
(3)
بِنا الظُّهْرَ والْعَصْرَ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ، والْمَرْأَةُ والْحِمارُ يَمُرُّونَ مِنْ وَرائِها.
(1)
في رواية الأصيلي: «يقولُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية [عط]: «وصلَّى» .
500 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، قالَ: حدَّثنا شاذانُ، عن شُعْبَةَ، عن عَطاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ
(1)
، قالَ
(2)
: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ لِحاجَتِهِ، تَبِعْتُهُ أَنا وَغُلامٌ، وَمَعَنا عُكَّازَةٌ، أَوْ عَصًا، أَوْ عَنَزَةٌ
(3)
، وَمَعَنا إِداوَةٌ، فَإِذا فَرَغَ مِنْ حاجَتِهِ ناوَلْناهُ الإِداوَةَ.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية [عط]: «يقول» (ب)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، وفي رواية الأصيلي:«قال: قال» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو غيره» ، وبهامش اليونينية: قال القاضي رضي الله عنه: «أَوْ عَنَزَةٌ» كذا لكافَّتهم، ولأبي الهيثم:«أو غيره» بدلًا من «عَنَزَة» ، والصواب:«عَنَزَة» كما في سائر الأمَّهات. اهـ.
(94)
بابُ
(1)
السُّتْرَةِ بِمَكَّةَ وَغَيْرِها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
501 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ:
عن أَبِي جُحَيْفَةَ، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهاجِرَةِ، فَصَلَّى بِالْبَطْحاءِ: الظُّهْرَ والْعَصْر
⦗ص: 285⦘
رَكْعَتَيْنِ، وَنَصَبَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً، وَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بِوَضُوئِهِ.
(95)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إلى الأُسْطُوانَةِ
وَقالَ عُمَرُ: المُصَلُّونَ أَحَقُّ بِالسَّوارِي مِنَ المُتَحَدِّثِينَ إِلَيْها.
وَرَأَى عُمَرُ
(2)
رَجُلًا يُصَلِّي بَيْنَ أُسْطُوانَتَيْنِ، فَأَدْناهُ إلى سارِيَةٍ، فقالَ: صَلِّ إِلَيْها.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «ابنُ عمر» .
502 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، فَيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوانَةِ الَّتِي عِنْدَ المُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يا أَبا مُسْلِمٍ، أَراكَ تَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوانَةِ! قالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَها.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولَ الله» .
503 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرِو بْنِ عامِرٍ:
عن أَنَسٍ
(1)
قالَ: لَقَدْ
(2)
رَأَيْتُ
(3)
كِبارَ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوارِيَ عِنْدَ المَغْرِبِ.
وَزادَ شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أَنَسٍ: حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
لفظة: «لقد» ثابتة في نسخة عن ابن عساكر أيضًا (و، ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر عن المُستملي والحَمُّويي: «أدركْتُ» .
(96)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ بَيْنَ السَّوارِي فِي غَيْرِ جَماعَةٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
504 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم البَيْتَ وَأُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ وَبِلالٌ، فَأَطالَ، ثُمَّ خَرَجَ، كُنْتُ
(1)
أَوَّلَ النَّاسِ دَخَلَ على أَثَرِهِ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى؟ قالَ
(2)
: بَيْنَ العَمُودَيْنِ المُقَدَّمَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وكنتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
505 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الكَعْبَةَ وَأُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلالٌ وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ الحَجَبِيُّ، فَأَغْلَقَها عَلَيْهِ، وَمَكَثَ
(2)
فِيها، فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ: ما صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: جَعَلَ عَمُودًا عن يَسارِهِ، وَعَمُودًا عن يَمِينِهِ، وَثَلاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَراءَهُ -وَكانَ البَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى
(3)
سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ- ثُمَّ صَلَّى.
- وَقالَ لَنا إِسْماعِيلُ
(4)
: حدَّثني مالِكٌ، وَقالَ
(5)
: عَمُودَيْنِ عن يَمِينِهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابنِ عمر» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَمَكُثَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
لفظة: «على» ليست في رواية ابن عساكر، وهي ثابتة في روايته عن الحَمُّويي.
(4)
في رواية [عط]: «قال لنا إسماعيلُ» ، وفي رواية الأصيلي:«وقال إسماعيلُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(97)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
506 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أبو ضَمْرَةَ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 287⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(2)
كان إذا دَخَلَ الكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ وَجْهِهِ حِينَ يَدْخُلُ، وَجَعَلَ البابَ قِبَلَ ظَهْرِهِ، فَمَشَى حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِدارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا مِنْ ثَلاثَةِ
(3)
أَذْرُعٍ صَلَّى، يَتَوَخَّى المَكانَ الَّذِي أخبَرَه بِهِ بِلالٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ. قالَ: وَلَيْسَ على أَحَدِنا
(4)
بَأسٌ، إِنْ
(5)
صَلَّى فِي أَيِّ نَواحِي البَيْتِ شاءَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «بن عمر» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ثلاثِ» .
(4)
هكذا في رواية ابن عساكر عن الحَمُّويي أيضًا (و، ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر:«أحَدٍ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَنْ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(98)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إِلَى
(2)
الرَّاحِلَةِ والْبَعِيرِ
(3)
والشَّجَرِ والرَّحْلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «على» .
(3)
قوله: «والبعير» ليس في رواية الأصيلي.
507 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كان يُعَرِّضُ
(3)
راحِلَتَهُ فَيُصَلِّي إِلَيْها، قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ
(4)
إذا هَبَّتِ الرِّكابُ؟ قالَ: كان يَأخُذُ هَذا
(5)
الرَّحْلَ فَيُعَدِّلُهُ، فَيُصَلِّي إلى آخِرَتِهِ. أَوْ قالَ: مُؤَخِّرِهِ
(6)
. وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه يَفْعَلُهُ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «البصري» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عمر» .
(3)
في نسخة: «يَعْرُضُ» (ب، ص).
(4)
في رواية الأصيلي: «أرأيتَ» .
(5)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(6)
ضبطت في (و، ص) بفتح الخاء المشددة.
(99)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ إلى
(2)
السَّرِيرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر عن الحَمُّويي أيضًا (و، ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر:«على» .
508 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أَبي شَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
⦗ص: 288⦘
عن عائِشَةَ، قالتْ: أَعَدَلْتُمُونا بِالْكَلْبِ والْحِمارِ؟! لَقَدْ
(1)
رَأَيْتُنِي مُضْطَجِعَةً على السَّرِيرِ، فَيَجِيءُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَتَوَسَّطُ السَّرِيرَ فَيُصَلِّي، فَأَكْرَهُ أَنْ أُسَنِّحَهُ
(2)
، فَأَنْسَلُّ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيِ السَّرِيرِ، حَتَّى أَنْسَلَّ مِنْ لِحافِي.
(1)
في رواية [عط]: «ولقد» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «أُسْنِحَهُ» بضمٍّ ثم سكونٍ فكسرةٍ ففتحة.
(100)
بابٌ
(1)
: يَرُدُّ المُصَلِّي مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَرَدَّ ابْنُ عُمَرَ فِي التَّشَهُّدِ، وَفِي الكَعْبَةِ، وَقالَ: إِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ تُقاتِلَهُ فَقاتِلْهُ
(2)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [عط]: «قاتِلْه» .
509 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ،
قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا يُونُسُ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عن أَبِي صالِحٍ: أَنَّ أَبا سَعِيدٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
وحدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ المُغِيرَةِ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ العَدَوِيُّ، قالَ: حدَّثنا أبو صالِحٍ السَّمَّانُ، قالَ:
رَأَيْتُ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، يُصَلِّي إلى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرادَ شابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَفَعَ أبو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ، فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَساغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعادَ لِيَجْتازَ، فَدَفَعَهُ أبو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنَ الأُولَى، فَنالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلَ على مَرْوانَ، فَشَكا إِلَيْهِ ما لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَدَخَلَ أبو سَعِيدٍ خَلْفَهُ على مَرْوانَ، فقالَ: ما لَكَ وَلاِبْنِ أَخِيكَ يا أَبا سَعِيدٍ؟ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ إلى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقاتِلْهُ؛ فَإِنَّما هو شَيْطانٌ» .
(1)
قوله: «بن أبي إياس» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
(101)
بابُ
(1)
إِثْمِ المارِّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
510 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عن بُسْرِ بنِ سَعِيدٍ: أَنَّ زَيدَ بنَ خالدٍ أَرْسَلَهُ إلى أَبِي جُهَيْمٍ، يَسْأَلُهُ: ماذا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المارِّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي؟
فقالَ أبو جُهَيْمٍ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُ المارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي ماذا عَلَيْهِ
(1)
، لَكانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا
(2)
لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ». قالَ أبو النَّضْرِ: لا أَدْرِي أَقالَ
(3)
: أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً.
(1)
في نسخة زيادة: «من الإثم» ، ورمز عليها بهامش الأصول ب «لا» ، وعزاها في (ق) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي، قال في الفتح 1/ 585: زاد الكُشميهنيُّ: «من الإثم» وليست هذه الزيادة في شيء من الروايات عند غيره، والحديث في الموطأ بدونها، وقال ابن عبد البر: لم يختلف على مالك في شيء منه. وكذا رواه باقي الستة وأصحاب المسانيد والمستخرجات بدونها، ولم أرها في شيء من الروايات مطلقًا، لكن في مصنف ابن أبي شيبة:«يعني: من الإثم» فيحتمل أن تكون ذكرت في أصل البخاري حاشية، فظنَّها الكشميهنيُّ أصلًا؛ لأنَّه لم يكن من أهل العلم ولا من الحفاظ، بل كان راوية، وقد عزاها المحب الطبري في الأحكام للبخاري، وأطلق، فعِيب ذلك عليه، وعلى صاحب العمدة في إيهامه أنَّها في الصحيحين، وأنكر ابن الصلاح في «مشكل الوسيط» على مَن أثبتها في الخبر، فقال: لفظ: «الإثم» ليس في الحديث صريحًا. ولَمَّا ذكره النووي في شرح المهذب دونها قال: وفي رواية رويناها في الأربعين لعبد القادر الهروي: «ماذا عليه من الإثم» . اهـ.
(2)
في رواية [عط]: «خيرٌ» بالرفع.
(3)
في حاشية رواية أبي ذر: «قال» .
(102)
بابُ اسْتِقْبالِ الرَّجُلِ صاحِبَهُ أَوْ غَيْرَهُ فِي صَلاتِهِ وهو يُصَلِّي
(1)
وَكَرِهَ عُثْمانُ أَنْ يُسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ وهو يُصَلِّي.
⦗ص: 290⦘
وَإِنَّما هَذا إذا
(2)
اشْتَغَلَ بِهِ، فَأَمَّا إذا لَمْ يَشْتَغِلْ، فَقَدْ قالَ زَيْدُ بْنُ ثابِتٍ: ما بالَيْتُ؛ إِنَّ
(3)
الرَّجُلَ لا يَقْطَعُ صَلاةَ الرَّجُلِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابُ استقبالِ الرجلِ الرجلَ وهو يصلي» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وهذا إذا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
511 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ
(1)
: حَدَّثَنا
(2)
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ -يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ
(3)
- عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ: أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَها ما يَقْطَعُ الصَّلاةَ، فَقالُوا
(4)
: يَقْطَعُها الكَلْبُ والْحِمارُ والْمَرْأَةُ. قالتْ
(5)
: لقد جَعَلْتُمُونَا كِلَابًا؟! لقد رَأَيْتُ النَّبِيَّ عليه السلام
(6)
يُصَلِّي، وَإِنِّي لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، وَأَنا مُضْطَجِعَةٌ على السَّرِيرِ، فَتَكُونُ لِي الحاجَةُ، فَأَكْرَهُ
(7)
أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ، فَأَنْسَلُّ انْسِلالًا.
وَعَنِ الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ، عن عائِشَةَ. نَحْوَهُ
(8)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «الخَلِيل» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
قوله: «يعني ابن صُبَيح» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر و [عط].
(4)
في رواية أبي ذر: «وقالوا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «فقالت» .
(6)
في (و، ق، ب): «صلى الله عليه وسلم» ، وفي رواية الأصيلي:«رسولَ الله صلى الله عليه وسلم» .
(7)
في رواية الأصيلي: «وأكره» (ن، و)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل رواية الأصيلي. قارن بما في السلطانية.
(8)
في نسخة: «مِثْلَه» .
(103)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ خَلْفَ النَّائِمِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
512 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنا راقِدَةٌ، مُعْتَرِضَةًٌ على فِراشِهِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ.
(104)
بابُ
(1)
التَّطَوُّعِ خَلْفَ المَرْأَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
513 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّها قالتْ: كُنْتُ أَنامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجْلايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذا قامَ بَسَطْتُهُما. قالتْ: والْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فيها مَصابِيحُ.
(105)
بابُ
(1)
مَنْ قالَ: لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ شَيْءٌ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
514 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حَدَّثَنا إِبْراهِيْمُ
(2)
، عن الأَسْوَدِ، عن عائِشَةَ -قالَ الأَعْمَشُ: وحدَّثني مُسْلِمٌ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ- ذُكِرَ عِنْدَها ما يَقْطَعُ الصَّلاةَ: الكَلْبُ والْحِمارُ والْمَرْأَةُ، فقالتْ: شَبَّهْتُمُونا بِالْحُمُرِ والْكِلَابِ
(3)
؟! واللَّهِ، لقد رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَإِنِّي
(5)
على السَّرِيرِ بَيْنَهُ
⦗ص: 292⦘
وَبَيْنَ القِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً
(6)
، فَتَبْدُو لِي الحاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ غِياثٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «
…
الأعمشُ عن إبراهيم».
(3)
في رواية الأصيلي: «بالكلاب والحُمُر» .
(4)
في رواية الأصيلي: «رسولَ الله» .
(5)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وأنا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «مُضْطَجِعَةٌ» بالرفع.
515 -
حدَّثنا إِسْحاقُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ
(3)
، قالَ: حدَّثني
(4)
ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ: أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّهُ عن الصَّلاةِ: يَقْطَعُها شَيْءٌ؟ فقالَ
(5)
: لا يَقْطَعُها شَيْءٌ، أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: لقد كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وَإِنِّي لمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، عَلَى
(6)
فِراشِ أَهْلِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إبراهيم» .
(2)
في رواية [عط]: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن سعد» .
(4)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» (ص)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية أبي ذر:«أخبَرَنا» .
(5)
في رواية الأصيلي: «قال: فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «عن» .
(106)
بابٌ
(1)
: إذا حَمَلَ جارِيَةً صَغِيرَةً على عُنُقِهِ فِي الصَّلاةِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «في الصلاة» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت. «لا الحمرة إلى»
516 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن عامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ:
عن أَبِي قَتادَةَ الأَنْصارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي، وهو حامِلٌ أُمامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ
(2)
⦗ص: 293⦘
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَبِي العاصِ بْنِ رَبِيعَةَ
(3)
بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ
(4)
، فَإِذا سَجَدَ وَضَعَها، وَإِذا قامَ حَمَلَها.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية [عط]: «بنةِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
(4)
في هامش اليونينية: حاشية على أصل أصله: الصواب: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، اختُلف في اسمه، فذكر الأكثر: لَقِيط. اهـ. قال في الفتح: (كذا رواه الجمهور عن مالك، ورواه يحيى بن بُكير ومعن بن عيسى وأبو مصعب وغيرهم عن مالك فقالوا: (ابن الربيع) وهو الصواب
…
والواقع أنَّ مَن أخرجه من القوم من طريق مالك كالبخاري فالمخالفة فيه إنما هي من مالك. اهـ.
(107)
بابٌ
(1)
: إذا صَلَّى إلى فِراشٍ فِيهِ حائضٌ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
517 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرارَةَ، قالَ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الهادِ، قالَ:
أَخبَرَتْني خالَتِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الحَارِثِ، قالتْ: كان فِراشِي حِيالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرُبَّما وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ وَأَنا على فِرَاشِي.
518 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ زِيادٍ، قالَ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ سُلَيْمانُ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ قالَ:
سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ تَقُولُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَأَنا إلى جَنْبِهِ نائمَةٌ، فَإِذا سَجَدَ أَصابَنِي ثَوْبُهُ
(2)
، وَأَنا حائِضٌ
(3)
.
وَزادَ مُسَدَّدٌ، عن خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ الشَّيْبانِيُّ: وَأَنا حائِضٌ
(4)
.
(1)
قوله: «سليمان» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «أصابتني ثوبُهُ» ، وفي رواية ابن عساكر:«أصابتني ثيابُه» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«أصابَني ثِيابُه» .
(3)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا (ن، و، ق)، وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية [عط].
(4)
قوله: «وزاد مسدد
…
إلخ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(108)
بابٌ
(1)
: هَلْ يَغْمِزُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ عِنْدَ السُّجُودِ لِكَي يَسْجُدَ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
519 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قالَ:
حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا القاسِمُ:
⦗ص: 294⦘
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: بِئْسَما عَدَلْتُمُونا بِالكَلْبِ والحِمَارِ! لقد رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَأَنا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ رِجْلَيَّ، فَقَبَضْتُهُما.
(109)
بابُ
(1)
المَرْأَةُِ تَطْرَحُ عن المُصَلِّي شَيْئًا مِنَ الأَذَى
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
520 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحاقَ السُّوْرَمَارِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قالَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: بَيْنَما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَةِ، وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجالِسِهِمْ، إِذْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ: أَلا تَنْظُرُونَ إلى هَذا المُرائِي؟! أَيُّكُمْ يَقُومُ إلى جَزُورِ آلِ فُلانٍ، فَيَعْمِدُ إلى فَرْثِها وَدَمِها وَسَلاها، فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ، حَتَّى إذا سَجَدَ، وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ؟ فانْبَعَثَ أَشْقاهُمْ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ساجِدًا، فَضَحِكُوا حَتَّى مالَ بَعْضُهُمْ إِلَى
(2)
بَعْضٍ مِنَ الضَّحِكِ، فانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إلى فاطِمَةَ
(3)
، وَهْيَ جُوَيْرِيَةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ساجِدًا، حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ، قالَ:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» . ثُمَّ سَمَّى: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، والْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمارَةَ بْنِ الوَلِيدِ» . قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَواللَّهِ، لقد رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم: «وَأُتْبِعَ أَصْحابُ
(6)
القَلِيبِ لَعْنَةً».
(1)
قوله: «السُّورَمارِي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي، وفي رواية ابن عساكر:«السُّرْمارِيُّ، قاله الكَلاباذي» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «على» .
(3)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «عليها السلام» .
(4)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(6)
في رواية أبي ذر و [عط]: «وأَتْبِعْ أصحابَ
…
» بصيغة الدعاء.
(1)
بابُ مَواقِيتِ الصَّلاةِ وَفَضْلِها وَقَوْلِهِ
(1)
: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
(2)
كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]:
(3)
وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ
(4)
(1)
في رواية الأصيلي: «مَواقِيتُ الصَّلاةِ وَفَضْلُها وَقَوْلُهُ عز وجل» ولفظة: «باب» ليست عنده، وفي رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كتاب مواقيتِ الصلاة. باب
…
»، وفي رواية ابن عساكر: «كتاب مواقيتِ الصلاة. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. باب
…
»، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.
(3)
في رواية الأصيلي والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر زيادة: «مُوَقَّتًا» .
(4)
قوله: «وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ» ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر أيضًا، وزاد في (ن، و، ق) نسبةَ ثبوته إلى رواية الأصيلي.
521 -
522 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: قَرَأْتُ على مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأخبَرَه:
أَنَّ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا، وهو بِالْعِراقِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أبو مَسْعُودٍ الأَنْصارِيُّ فقالَ: ما هَذا يا مُغِيرَةُ؟! أَلَيْسَ قَدْ
عَلِمْتَ: أَنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى
(1)
رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ: «بِهَذا أُمِرْتُ
(3)
»؟! فقالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: اعْلَمْ ما تُحَدِّثُ
(4)
، أَوَ أَنَّ
(5)
جِبْرِيلَ هُوَ
(6)
أَقامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
وَقْتَ
(8)
الصَّلاةِ؟ قالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ
(9)
كان بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عن أَبِيهِ.
⦗ص: 296⦘
- قالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي العَصْرَ والشَّمْسُ فِي حُجْرَتِها قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.
(1)
قوله: «فصلى» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «برسول الله» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: بضم التاء وهو المثبت، وبفتحها:«أُمِرْتَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وهي هكذا في رواية الأصيلي أيضًا بالضبطين معًا، وضُبطت في رواية أبي ذر بفتح التاء فقط.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إنَّ» .
(6)
في رواية الأصيلي و [عط] زيادة: «الذي» .
(7)
في رواية الأصيلي: «صَلَّى اللَّهُ عليهما وَسَلَّمَ» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «مَواقِيتَ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«وَقُوتَ» بفتح الواو.
(9)
في رواية أبي ذر: «وكذلك» .
(2)
بابٌ
(1)
: {مُنِيْبِيْنَ
(2)
إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
[الروم: 31]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قولُ الله تعالى: {مُنِيْبِيْنَ .. }» ، وفي رواية الأصيلي:«قولُ الله عز وجل: {مُنِيْبِيْنَ .. }» .
523 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبَّادٌ -هُوَ
(2)
ابْنُ عَبَّادٍ- عن أَبِي جَمْرَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالُوا: إِنَّا مِنْ هَذا الحَيِّ
(3)
مِنْ رَبِيعَةَ، وَلَسْنا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرامِ، فَمُرْنا بِشَيْءٍ نَأخُذْهُ عَنْكَ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَراءَنا. فقالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهاكُمْ عن أَرْبَعٍ: الإِيمانِ بِاللَّهِ
(4)
». ثُمَّ فَسَّرَها لَهُمْ: «شَهادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقامُ الصَّلاةِ، وَإِيتاءُ الزَّكاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ ما غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَى
(5)
عن الدُّبَّاءِ والْحَنْتَمِ والْمُقَيَّرِ والنَّقِيرِ
(6)
».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «وهو» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن أبي الوقت: «إنَّا هذا الحيُّ» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(5)
في رواية الحَمُّويي والأصيلي: «وأنهاكم» .
(6)
في رواية أبي ذر: «والنَّقير والمُقَيَّر» .
(3)
بابُ
(1)
البَيْعَةِ على إِقامَةِ
(2)
الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «إقامِ» .
524 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثنا قَيْسٌ:
⦗ص: 297⦘
عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم على إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيَّ» .
(4)
بابٌ: الصَّلاةُ كَفَّارَةٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية المُستملي ونسخةٍ لأبي ذر:«باب تكفير الصلاة» .
525 -
حدَّثنا مُسَدَّدُ، قالَ: حَدَّثَنا يَحيَى، عن الأَعْمَشِ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ، قالَ:
سَمِعْتُ حُذَيفةَ
(1)
، قالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقالَ: أَيُّكُمُ يَحْفَظُ قَوْلَ رسولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فِي الفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنا، كَما قالهُ. قالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ-أَوْ عَلَيْها- لَجَرِيءٌ. قُلْتُ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ وَجارِهِ تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ والأَمْرُ والنَّهْيُ
(3)
». قالَ: لَيْسَ هَذا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَما يَمُوجُ البَحْرُ. قالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ منها بَأسٌ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَها بابًا
(4)
مُغْلَقًا. قالَ: أيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قالَ: يُكْسَرُ. قالَ: إذًا لا يُغْلَقَ
(5)
أَبَدًا. قُلْنا: أَكانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البابَ؟ قالَ: نَعَمْ، كَما أَنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغالِيطِ. فَهِبْنا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فقالَ: البابُ عُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «حدَّثني حذيفةُ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(3)
صحَّح عليهما في اليونينيَّة عند كلا اللفظين: «والأَمْرُ والنَّهْيُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن أبي الوقت: «لَبابًا» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يُغلَقُ» بالرفع.
526 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصابَ مِن امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأخبَرَه، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
(1)
: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ
طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، فقالَ الرَّجُلُ:
⦗ص: 298⦘
يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِيْ
(2)
هَذا؟ قالَ: «لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ
(3)
».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «عز وجل» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «كلِّهم» ليست في رواية الأصيلي ولا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي.
(5)
بابُ
(1)
فَضْلِ الصَّلاةِ لِوَقْتِها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
527 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ هِشامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
شُعْبَةُ، قالَ
(3)
: الوَلِيدُ بْنُ العَيْزارِ أخبَرَني، قالَ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّيْبانِيَّ يَقُولُ:
حدَّثنا صاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ-وَأَشارَ إلى دارِ عَبْدِ اللَّهِ- قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: «الصَّلاةُ على وَقْتِها» . قالَ: ثُمَّ أَيٌّ
(4)
؟ قالَ: «ثُمَّ
(5)
بِرُّ الوالِدَيْنِ». قالَ: ثُمَّ أَيٌّ
(6)
؟ قالَ: «الْجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . قالَ: حدَّثني بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي.
(1)
قوله: «هشام بن عبد الملك» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
لم تضبط لفظة: «أي» في الأصول الأربعة، وضبطت في (ق) بالتنوين، وهو موافق لما نقله ابن الجوزي عن ابن الخشاب، انظر كشف المشكل: 1/ 196، وفي نسخة البقاعي:«أيْ» ، والمسألة فيها خلاف انظره في فتح الباري: 2/ 10، وعمدة القاري: 7/ 324.
(5)
لفظة: «ثم» ليست في رواية ابن عساكر والأصيلي، وهي ثابتة في رواية المُستملي.
(6)
لم تضبط لفظة: «أي» في الأصول الأربعة، وضبطت في (ق) بالتنوين، وهو موافق لما نقله ابن الجوزي عن ابن الخشاب، انظر كشف المشكل: 1/ 196، وفي نسخة البقاعي:«أيْ» ، والمسألة فيها خلاف انظره في فتح الباري: 2/ 10، وعمدة القاري: 7/ 324.
(6)
بابٌ
(1)
: الصَّلَواتُ الخَمْسُ كَفَّارَةٌ
(2)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر و [عط] ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كفَّارات للخطايا إذا صلَّاهنَّ لوقتهنَّ في الجماعة وغيرها» . وبهامش اليونينية: سقط الباب وترجمته عند أبي ذر والأصيلي، وضُبِّب عليه عند السَّمعاني عن أبي الوقت، وعند أبي ذر في نسخة أبي الهيثم البابُ والترجمةُ، وعنده عوض كفارات: كفارة، وعوض لوقتهن: لوقتها. اهـ.
528 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني
(2)
ابْنُ أَبِي حازِمٍ والدَّراوَرْدِيُّ، عن
⦗ص: 299⦘
يَزِيدَ
(3)
، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، ما تَقُولُ
(4)
ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟» قالُوا: لا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا. قالَ: «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ
(5)
الخَطايا».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط]: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عبدِ الله» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«يعني ابنَ عبد الله بن الهاد» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يقول» (ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بها» ، وهي غير ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(7)
بابُ
(1)
تَضْيِيعِ الصَّلاةِ عن وَقْتِها
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية الأصيلي وابن عساكر، وهو في رواية أبي ذر: «بابٌ في تضييع
…
».
529 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ، عن غَيْلانَ، عن أَنَسٍ، قالَ: ما أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كان على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ: الصَّلاةُ؟ قالَ: أَلَيْسَ ضَيَّعْتُمْ ما ضَيَّعْتُمْ
(1)
فِيها؟!
530 -
حدَّثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ زُرارَةَ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ واصِلٍ: أبو عُبَيْدَةَ الحَدَّادُ، عن عُثْمانَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَخِي
(2)
عَبْدِ العَزِيزِ
(3)
، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ على أَنَسِ بْنِ مالِكٍ بِدِمَشْقَ وهو يَبْكِي، فَقُلْتُ: ما يُبْكِيكَ؟ قالَ: لا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلاةَ، وَهَذِهِ الصَّلاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ.
⦗ص: 300⦘
وَقالَ بَكْرٌ
(4)
: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ البُرْسانِيُّ: أخبَرَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ نَحْوَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أخو» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أبي رَوَّاد» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن خَلَفٍ» .
(8)
بابٌ
(1)
: المُصَلِّي يُناجِي رَبَّهُ عز وجل
(1)
لفظة: «باب» ثابتة في رواية الحَمُّويي والأصيلي أيضًا.
531 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا صَلَّى يُناجِي رَبَّهُ عز وجل
(2)
، فَلا يَتْفِلَنَّ عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى».
وَقالَ سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ: «لا يَتْفِلُ
(3)
قُدَّامَهُ
(4)
أَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
(5)
».
وَقالَ شُعْبَةُ: «لا يَبْزُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلا عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ أَوْ
(6)
تَحْتَ قَدَمِهِ».
وَقالَ حُمَيْدٌ، عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَبْزُقْ فِي القِبْلَةِ وَلا عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن يَسارِهِ أَوْ تَحْتَ
(7)
قَدَمِهِ
(8)
».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(2)
قوله: «عز وجل» ثابت في رواية الأصيلي أيضًا.
(3)
في رواية [عط]: «لا يَتْفِلْ» ، ولم يذكرها في (ن)، وإنما ضبط رواية أبي ذر:«لا يَتْفُل» بضمِّ الفاء دون ضبط اللام.
(4)
قوله: «قدامه» ثابت في رواية أبي ذر و [عط] أيضًا. (ن)
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قدمِه» بالإفراد.
(6)
في رواية [عط]: «وتحت» . قارن بما في السلطانية.
(7)
في رواية ابن عساكر: «وتحت» .
(8)
في رواية [عط]: «قدميه» بالتثنية.
532 -
حدَّثنا
(1)
حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ:
⦗ص: 301⦘
عن أَنَسٍ
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، قالَ
(3)
: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْسُطْ
(4)
ذِراعَيْهِ كالكَلْبِ، وَإِذا بَزَقَ فَلا يَبْزُقَنَّ
(5)
بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا عن يَمِينِهِ؛ فَإِنَّهُ
(6)
يُناجِي رَبَّهُ».
(1)
هذا الحديث في رواية الأصيلي مقدَّم إلى ما قبل قوله: «وقال سعيد عن قتادة
…
» إلى: «
…
أو تحت قدمه».
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنه قال» .
(4)
في رواية أبي ذر عن غير الكُشْمِيْهَنِيِّ وحاشية رواية [عط] زيادة: «أحدُكم» .
(5)
في رواية الأصيلي: «فلا يبزُقْ» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإنَّما» .
(9)
بابُ
(1)
الإِبْرادِ بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الحَرِّ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
533 -
534 - حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمانَ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا
(2)
أبو بَكْرٍ، عن سُلَيْمانَ: قالَ صالِحُ بْنُ كَيْسانَ: حدَّثنا الأَعْرَجُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ. وَنافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُما حَدَّثاهُ
(3)
عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قالَ: «إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عن الصَّلاةِ
(4)
؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن بلال» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «حدَّثَني» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «حَدَّثا» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية [ق] ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أبرِدُوا بالصلاة» .
535 -
حدَّثنا ابْنُ بَشَّارٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن المُهاجِرِ أَبِي الحَسَنِ: سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:
عن أَبِي ذَرٍّ، قالَ: أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فقالَ:«أَبْرِدْ أَبْرِدْ» . أَوْ قالَ: «انْتَظِرِ
⦗ص: 302⦘
انْتَظِرْ». وَقالَ: «شِدَّةُ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عن الصَّلاةِ» . حَتَّى
(2)
رَأَيْنا فَيْءَ التُّلُولِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن أبي الوقت: «محمد بن بَشَّار» .
(2)
بهامش اليونينية: في جَمع الحُمَيدي: «قال أبو ذر: حتى» . اهـ.
536 -
537 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حَفِظْناهُ مِنَ
(2)
الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، واشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّها، فقالتْ: يا رَبِّ
(3)
أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا. فَأَذِنَ لَها بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فهو أَشَدُّ
(4)
ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «المديني» .
(2)
في رواية [عط]: «عن» .
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ربِّ» .
(4)
لفظة: «فهو» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية المُستملي:«فأشدُّ» .
538 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ
(2)
: حدَّثنا أبو صالِحٍ:
عن أَبِي سَعِيدٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» .
تابَعَهُ
(3)
سُفْيانُ وَيَحْيَى وَأَبُو عَوانَةَ، عن الأَعْمَشِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ غِياث» .
(2)
في رواية الأصيلي: « .. أبي، عن الأعمش» .
(3)
في رواية [عط]: «وتابعه» .
(10)
بابُ
(1)
الإِبْرادِ بِالظُّهْرِ فِي السَّفَرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
539 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا مُهاجِرٌ أبو الحَسَنِ مَوْلًى لِبَنِي
(2)
تَيْمِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:
عن أَبِي ذَرٍّ الغِفارِيِّ، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَرادَ المُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِلظُّهْرِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَبْرِدْ» . ثُمَّ أَرادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فقالَ لَهُ:«أَبْرِدْ» . حَتَّى رَأَيْنا فَيْءَ التُّلُولِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ فَإِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوْا بِالصَّلاةِ» .
وَقالَ
(4)
ابنُ عَبَّاسٍ: {يَتَفَيَّأُ} [النحل: 48]: يتَمَيَّلُ
(5)
.
(1)
قوله: «بن أبي إياس» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مولى بني» بالإضافة.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «رسولِ الله» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «قال محمد: قال ابن عباس» .
(5)
في رواية أبي ذر بالتاء: «تَتَفَيَّأُ: تتميل» ، وذكر في (ص) أن روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ بالياء:«{يَتَفَيَّأُ}: يتميَّلُ» ، وهو موافق لنسخة الزاهدي والسلطانية، وليس هذا الأثر في رواية الأصيلي. وبالتاء قرأ أبو عمرو ويعقوب، وبهامش اليونينية دون رقم:«تَفَيَّأُ: تَمَيَّلُ» كتبت بالحمرة.
(11)
بابُ وَقْتِ
(1)
الظُّهْرِ عِنْدَ الزَّوالِ
وَقالَ جابِرٌ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بِالهاجِرةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: وقتُ» ، ولفظة:«باب» ليست في رواية الأصيلي.
540 -
حدَّثنا أبو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيبٌ، عن الزُّهرِيِّ، قالَ:
أخبَرَني
(1)
أَنْسُ بنُ مالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرجَ حِينَ زاغَتِ الشَّمسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَقامَ على المِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فيها أُمُورًا عِظامًا، ثُمَّ قالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عن شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ، فَلا
(2)
تَسْأَلُونِي عن شَيْءٍ إِلَّا أَخبَرْتُكُمْ، ما دُمْتُ فِي مَقامِي هَذا
(3)
». فَأَكْثَرَ
⦗ص: 304⦘
النَّاسُ
فِي البُكاءِ، وَأَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي
(4)
». فَقامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذافَةَ السَّهْمِيُّ فقالَ: مَنْ أَبِي؟ قالَ: «أَبُوكَ حُذافَةُ» . ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي» . فَبَرَكَ عُمَرُ على رُكْبَتَيْهِ فقالَ
(5)
: رَضِينا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا. فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ:«عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ والنَّارُ آنِفًا، فِي عُرْضِ هَذا الحائِطِ، فَلَمْ أَرَ كالْخَيْرِ والشَّرِّ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «لا» .
(3)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «سَلُوا» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
541 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي المِنْهالِ:
عن أَبِي بَرْزَةَ: كانَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ، وَأَحَدُنا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ فيها ما بَيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ، وَيُصَلِّي الظُّهْرَ إذا زالَتِ الشَّمْسُ، والْعَصْرَ وَأَحَدُنا يَذْهَبُ إلى أَقْصَى المَدِينَةِ رَجَعَ
(2)
والشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ ما قالَ فِي المَغْرِبِ، وَلا يُبالِي بِتَأْخِيرِ العِشاءِ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ. ثُمَّ قالَ: إلى شَطْرِ اللَّيْلِ.
- وَقالَ
(3)
مُعاذٌ: قالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً فقالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: كان» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها. وفي حاشية [عط]: «ثم يرجع» . ورمز على كلمة «يرجع» علامة السقوط.
(3)
في رواية ابن عساكر: «قال محمد: وقال» .
542 -
حدَّثنا مُحَمَدٌ - يَعْنِي: ابنَ مُقاتِلٍ
(1)
- قالَ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ اللهِ، قالَ: أخبَرَنا
(3)
خالِدُ بنُ
⦗ص: 305⦘
عَبْدِ الرَّحمنِ: حدَّثني غالِبٌ القَطَّانُ، عن بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: كُنَّا إذا صَلَّيْنا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالظَّهائِرِ، فَسَجَدْنا
(4)
على ثِيابِنا؛ اتِّقاءَ الحَرِّ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «محمد بنُ مقاتل» ، وفي رواية ابن عساكر:«محمد يعني ابنَ معاذ» . وبهامش اليونينية: قال الحافظ مؤرِّخ الشام: كذا وقع فيه، وهو في الأطراف لخلف: حدَّثنا محمد غير منسوب، وهو ابن مقاتل المروزي. ولا يُعرف للبخاري شيخ اسمه محمد بن معاذ والله أعلم. في حاشية على نسخة من البخاري. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الفاء، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«سجدنا» .
(12)
بابُ
(1)
تَأْخِيرِ الظُّهْرِ إلى العَصْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وبهامش اليونينية نقلًا عن [ق]: من هذا الباب إلى «باب: إنَّما جعل الإمام ليؤتم به» سقط الأبواب والتراجم من سماع كريمة. اه (ن)، وأُلحِقَ هذا التعليقُ في (و، ب، ص) بهامش الباب الآتي.
543 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هُوَ
(1)
ابْنُ زَيْدٍ- عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ
(2)
، عن جابِرِ بْنِ زَيْدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمانِيًا: الظُّهْرَ والْعَصْرَ، والْمَغْرِبَ والْعِشاءَ. فقالَ
(3)
أَيُّوبُ: لَعَلَّهُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ؟ قالَ: عَسَى.
(1)
لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن عمرو، وهو ابن دينار» .
(3)
في رواية [عط]: «قال» .
(13)
بابُ
(1)
وَقْتِ العَصْرِ
وَقالَ أبو أُسامَة عن هِشامٍ: مِنْ
(2)
قَعْرِ حُجْرَتِها
(3)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في» (ب، ص).
(3)
هذا التعليق ليس في رواية ابن عساكر، وهو في رواية الأصيلي و [عط] مؤخَّر إلى ما بعد الحديث الآتي، وزاد في (ن، و، ق) نسبة عدم وجوده إلى رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو مشكل مقارنة مع الهامش السابق.
544 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن هِشامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي العَصْرَ والشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِها.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عروة» .
545 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى العَصْرَ والشَّمْسُ فِي حُجْرَتِها، لَمْ يَظْهَرِ الفَيْءُ مِنْ حُجْرَتِها.
546 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاةَ العَصْرِ والشَّمْسُ طالِعَةٌ فِي حُجْرَتِي، لَمْ يَظْهَرِ الفَيْءُ بَعْدُ.
وَقالَ
(2)
مالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَشُعَيْبٌ وابْنُ أَبِي حَفْصَةَ: والشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي و [عط]: «قال» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«قال أبو عبد الله: وقال» .
547 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا عَوْفٌ، عن سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ، قالَ:
دَخَلْتُ أَنا وَأَبِي على أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فقالَ لَهُ أَبِي: كَيْفَ كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي المَكْتُوبَةَ؟ فقالَ: كان يُصَلِّي الهَجِيرَ، الَّتِي تَدْعُونَها الأُولَى، حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنا إلى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى المَدِينَةِ
والشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ ما قالَ فِي المَغْرِبِ، وَكانَ
(2)
يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ العِشاءَ
(3)
، الَّتِي تَدْعُونَها العَتَمَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَها
⦗ص: 307⦘
والْحَدِيثَ بَعْدَها، وَكانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلاةِ الغَداةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إلى المِئةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكان» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من العِشاءِ» .
548 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: كُنَّا نُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَخْرُجُ الإِنْسانُ إلى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَنَجِدُهُمْ يُصَلُّونَ العَصْرَ.
549 -
حدَّثنا ابْنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا أبو بَكْرِ بْنُ عُثْمانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا أُمامَةَ
(1)
يَقُولُ: صَلَّيْنا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنا حَتَّى دَخَلْنا على أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، فَوَجَدْناهُ يُصَلِّي العَصْرَ، فَقُلْتُ: يا عَمِّ، ما هَذِهِ الصَّلاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ؟ قالَ: العَصْرُ، وَهَذِهِ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنَ سَهْل» .
(13 م)
بابُ وَقْتِ العَصْرِ
(1)
(1)
هكذا تكرر الباب والترجمة في نسختنا، وهما ليسا في رواية ابن عساكر والأصيلي. «لا الحمرة إلى» .
550 -
حدَّثنا أبو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
حدَّثني أَنَسُ بْنُ مالِكٍ، قالَ: كان رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي العَصْرَ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إلى العَوَالِي، فَيَأتِيهِمْ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَبَعْضُ العَوالِي مِنَ المَدِينَةِ على أَرْبَعَةِ أَمْيالٍ، أَوْ نَحْوِهِ
(2)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «نحوَه» بالنصب على أنها مفعول ثان. وهذا الحديث مؤخَّر في رواية الأصيلي عن الحديث الذي بعده.
551 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي العَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ مِنَّا إلى قُباءَ
(1)
، فَيَأتِيهِمْ والشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.
(1)
في (و، ص): «قباءٍ» بالمدِّ والصرف، وفي (ب) بالقصر:«قبا» .
(14)
بابُ
(1)
إِثْمِ مَنْ فاتَتْهُ العَصْرُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
552 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ العَصْرِ، كَأَنَّما
(2)
وُتِرَ أَهْلُهُ
(3)
وَمالُهُ».
(4)
(1)
في رواية أبي ذر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عبد الله بن عمر» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكأنما» ، وليست هذه اللفظة في رواية أخرى عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(3)
هكذا ضبطت في (ن) بالرفع، وفي باقي الأصول بالنصب.
(4)
في رواية المُستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: {يَتِرَكُمْ} [محمد: 35] وَتَرْتُ الرجلَ إذا قتلت له قتيلًا، أو أخذت له مالًا» . وفي رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبد الله: {يَتِرَكُمْ} [محمد: 35] وَتَرْتُ الرجلَ إذا قتلت له قتيلًا، أو أخذت مالَه» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى [ح].
(15)
بابُ
(1)
مَنْ تَرَكَ العَصْرَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
553 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا
(2)
هِشامٌ، قالَ: حَدَّثَنا
(3)
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي قِلابَةَ، عن أَبِي المَلِيحِ، قالَ:
⦗ص: 309⦘
كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ، فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، فقالَ: بَكِّرُوا بِصَلاةِ العَصْرِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلاةَ العَصْرِ فَقَدْ
(4)
حَبِطَ عَمَلُهُ».
(1)
قوله: «بن إبراهيم» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(4)
لفظة: «فقد» ثابتة في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر أيضًا، وليست في رواية ابن عساكر و [عط].
(16)
بابُ
(1)
فَضْلِ صَلاةِ العَصْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
554 -
حدَّثنا
(1)
الحُمَيْدِيُّ، قالَ: حدَّثنا مَرْوانُ بْنُ مُعاوِيَةَ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن قَيْسٍ:
عن جَرِيرٍ
(2)
، قالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ -يَعْنِي البَدْرَ
(3)
- فقالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَما تَرَوْنَ هَذا القَمَرَ، لا تضامُونَ
(4)
فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا على صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها فافْعَلُوا». ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ
(5)
بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39].
قالَ إِسْماعِيلُ: افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُمْ
(6)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن عبد الله» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ليلةً» ؛ وقوله: «يعني البدر» ليس عندهم.
(4)
ضُبطت في اليونينية بفتح التاء وضمها، وكتب فوقها «معًا» ، وهي هكذا في (ن)، وضبطت في (و):«تُضامُون» وهو موافق لما في نسخة البقاعي والقسطلاني، وضبطت في (ب، ص): «تُضامُّون» بضم أوله وتشديد الميم، وضبطت في (ق) بفتح التاء وضمها وتشديد الميم وتخفيفها وكتب فوقها «معا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط]: «فسبِّح» .
(6)
في رواية [عط]: «لا يفوتنَّكم» .
555 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
⦗ص: 310⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَعاقَبُونَ
فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الفَجْرِ وَصَلاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ
(2)
وهو أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْناهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْناهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «ربُّهم» . وضبط روايته في (ب، ص): «ربكم» ، وعزا في (ب) الرواية الأولى:«ربهم» إلى رواية [عط].
(17)
بابُ
(1)
مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ
(2)
قَبْلَ الغُرُوبِ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «باب مَن أدرَك مِن العصرِ ركعةً
…
».
(3)
في رواية الأصيلي: «المغرب» .
556 -
حدَّثنا أبو نُعِيمٍ، قالَ: حَدَّثنا
(1)
شَيْبانُ، عن يَحْيَى
(2)
، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ العَصْرِ، قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ
(3)
الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ، وَإِذا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ».
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية [ح] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ أبي كثير» .
(3)
في رواية الأصيلي: «تَغِيبَ» .
557 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثني
(2)
إِبْراهِيمُ
(3)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ: أَنَّهُ أخبَرَه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّما بَقاؤُكُمْ فِيما سَلَفَ قَبْلَكُمْ
⦗ص: 311⦘
مِنَ الأُمَمِ، كَما بَيْنَ صَلاةِ العَصْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا
(4)
حَتَّى إذا انْتَصَفَ النَّهارُ عَجَزُوا
(5)
، فَأُعْطُوا قِيراطًا قِيراطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا إلى صَلاةِ العَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيراطًا قِيراطًا، ثُمَّ أُوتِينا القُرْآنَ، فَعَمِلْنا إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِينا قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، فقالَ أَهْلُ الكِتَابَيْنِ
(6)
: أَيْ رَبَّنا، أَعْطَيْتَ هَؤُلاءِ قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، وَأَعْطَيْتَنا قِيراطًا قِيراطًا، وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا!» قالَ:«قالَ اللَّهُ عز وجل: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قالُوا: لا، قالَ: فهو فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشاءُ» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «الأُوَيْسِيُّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ سعد» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بها» .
(5)
في رواية الأصيلي: «ثم عجزوا» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «الكتاب» بالإفراد على إرادة الجنس.
558 -
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُسْلِمِينَ والْيَهُودِ والنَّصارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا إلى اللَّيْلِ، فَعَمِلُوا إلى نِصْفِ النَّهارِ فَقالُوا: لا حاجَةَ لَنا إلى أَجْرِكَ. فاسْتَأجَرَ آخَرِينَ، فقالَ: أَكْمِلُوا
(1)
بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَلَكُمُ الَّذِي شَرَطْتُ. فَعَمِلُوا حَتَّى إذا كان حِينَُ صَلاةِ العَصْرِ، قالُوا: لَكَ ما عَمِلْنا. فاسْتَأجَرَ قَوْمًا، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غابَتِ الشَّمْسُ، واسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الفَرِيقَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اعْمَلُوا» .
(18)
بابُ
(1)
وَقْتِ المَغْرِبِ
وَقالَ عَطاءٌ: يَجْمَعُ المَرِيضُ بَيْنَ المَغْرِبِ والْعِشاءِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
559 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرانَ، قالَ: حَدَّثَنا الوَلِيدُ، قالَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
⦗ص: 312⦘
أبو النَّجَاشِيِّ صُهَيْبٌ
(2)
مَوْلَى رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
(3)
، قالَ:
سَمِعْتُ رافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي المَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنا وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَواقِعَ نَبْلِهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر بدلهما، وخرَّجا لروايتيهما عند قوله:«حدثنا الوليد» وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
ضبَّب هنا في اليونينيَّة بين «النجاشي» و «صهيب» .
(3)
قوله: «مولى رافع بن خديج» ليس في رواية كريمة، وبهامش اليونينية: الصواب: «أبو النَّجاشي» وهو عطاء بن صهيب. اهـ، ونسب هذه العبارة في (ب، ص) إلى رواية [ق]، وبهامش (ب): مضروب على قوله: «الصواب: أبو النَّجاشي» في اليونينية. اهـ. أيضًا: وبهامش اليونينية أيضًا: في رواية أبي ذر: «مولى رافع هو عطاء بن صهيب» وعند الأصيلي مثله، وعند الحافظ ابن عساكر:«حدثني أبو النجاشي قال: سمع رافعَ بنَ خديج» وفي أصل الوقف بالشميصاطي: «حدثني أبو النجاشي مولى رافع» في الحاشية: واسمه عطاء بن صهيب. اهـ، وبهامش (ب، ص): بخط الحافظ أبي القاسم [يعني ابن عساكر]: قال أبو عبد الله: اسمه عطاء بن صهيب مولى رافع بن خديج. اهـ.
560 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ
(1)
:
عن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قالَ: قَدِمَ الحَجَّاجُ، فَسَأَلْنا جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فقالَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهاجِرَةِ، والْعَصْرَ والشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، والْمَغْرِبَ إذا
وَجَبَتْ، والْعِشاءَ أَحْيانًا وَأَحْيانًا، إذا رَآهُمُ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذا رَآهُمْ أَبْطَؤُوا
(2)
أَخَّر، والصُّبْحَ كانُوا -أَوْ كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيها بِغَلَسٍ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بن إبراهيم» ، وليست في رواية أبي ذر.
(2)
في (ب، ص): «أَبْطَوْا» من غير همز، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
561 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
عن سَلَمَةَ، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المَغْرِبَ إذا تَوارَتْ بِالْحِجابِ.
562 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، قالَ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ زَيْدٍ:
⦗ص: 313⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمانِيًا
(2)
جَمِيعًا.
(19)
بابُ
(1)
مَنْ كَرِهَ أَنْ يُقالَ لِلْمَغْرِبِ: العِشاءُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
563 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ -هُوَ
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو- قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن الحُسَيْنِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قالَ:
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ
(2)
المُزَنِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَغْلِبَنَّكُمُ
(4)
الأَعْرابُ على اسْمِ صَلاتِكُمُ المَغْرِبِ
(5)
». قالَ: وَتَقُولُ
(6)
الأَعْرابُ: هِيَ العِشاءُ.
(7)
(1)
لفظة: «هو» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية ابن عساكر (ن، ق)، وعزا في (و) نسبة عدم وجودها إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، وهو موافق لما في الإرشاد، وعزا في (ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى روايتيهما معًا.
(2)
بهامش (ب) دون رقم زيادة: «بن مُغَفَّل» ، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية. وعزاها في الفتح إلى رواية كريمة.
(3)
في رواية الأصيلي: «رسولَ الله» .
(4)
بالتاء الفوقية، هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لا يَغلِبَنَّكم» بالياء آخر الحروف.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «المغربُ» بالرفع (ب، ص)، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(6)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا (ب، ص)، وفي رواية [عط]:«تقول» بإسقاط الواو.
(7)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثاني.
(20)
بابُ
(1)
ذِكْرِ العِشاءِ والْعَتَمَةِ
(2)
، وَمَنْ رَآهُ واسِعًا
قالَ
(3)
أبو هُرَيْرَةَ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ الصَّلاةِ على المُنافِقِينَ العِشاءُ والْفَجْرُ» .
وَقالَ: «لَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي العَتَمَةِ والْفَجْرِ» .
⦗ص: 314⦘
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ
(4)
: والاخْتِيارُ أَنْ يَقُولَ: العِشاءُ؛ لِقَوْلِهِ تَعالَى
(5)
: {وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء} [النور: 58].
وَيُذْكَرُ عن أَبِي مُوسَى قالَ: كُنَّا نَتَناوَبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ صَلاةِ العِشاءِ، فَأَعْتَمَ بِها.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعائشَةُ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعِشاءِ.
وَقالَ بَعْضُهُمْ عن عائِشَةَ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَمَةِ.
وَقالَ جابِرٌ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي العِشاءَ.
وَقالَ أبو بَرْزَةَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُؤَخِّرُ العِشاءَ.
وَقالَ أَنَسٌ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ الآخِرَةَ.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو أَيُّوبَ وابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَغْرِبَ والْعِشاءَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «أو العَتَمةِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(4)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية الأصيلي و [عط].
(5)
في رواية أبي ذر: «لقول الله تعالى» .
564 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ سالِمٌ:
أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً صَلاةَ العِشاءِ -وَهْيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ: العَتَمَةَ- ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنا، فقالَ: «أَرَأَيْتُمْ
(2)
لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأسَ مِائةِ سَنَةٍ منها، لا يَبْقَى مِمَّنْ هو على ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أرأيتَكُم» .
(21)
بابُ
(1)
وَقْتِ العِشاءِ، إذا اجْتَمَعَ النَّاسُ أَوْ تَأَخَّرُوا
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
565 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهيمَ، عن مُحَّمَدِ بنِ عُمَرٍو -هُوَ
(1)
ابْنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ
(2)
- قالَ:
⦗ص: 315⦘
سَأَلْنا
(3)
جابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ عن صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ
(4)
: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم
(5)
يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهاجِرَةِ، والْعَصْرَ والشَّمْسُ
حَيَّةٌ، والْمَغْرِبَ إذا وَجَبَتْ، والْعِشاءَ إذا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذا قَلُّوا أَخَّرَ، والصُّبْحَ بِغَلَسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وهو» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
(2)
قوله: «بنِ علي» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية [ح]: «سألتُ» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(5)
قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية الأصيلي، وهو مهمش في (ب، ص) وكذلك في السلطانية.
(22)
بابُ
(1)
فَضْلِ العِشاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
566 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
أَنَّ عائِشَةَ أخبَرتْهُ، قالتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بِالْعِشاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْشُوَ الإِسْلامُ، فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى قالَ عُمَرُ: نامَ النِّساءُ والصِّبْيانُ. فَخَرَجَ فقالَ لأَهْلِ المَسْجِدِ: «ما يَنْتَظِرُها أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرُكُمْ
(1)
».
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالرفع والنصب: «غيركم» ، وعزا ذلك في (ب) إلى اليونينية.
567 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، قالَ: أخبَرنا
(1)
أبو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، قالَ: كُنْتُ أَنا وَأَصْحابِي الَّذِينَ قَدِمُوا مَعِي فِي السَّفِينَةِ نُزُولًا فِي بَقِيعِ بُطْحانَ
(2)
، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَكانَ يَتَناوَبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ صَلاةِ العِشاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ نَفَرٌ مِنْهُمْ، فَوافَقْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنا وَأَصْحابِي، وَلَهُ بَعْضُ الشُّغْلِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، فَأَعْتَمَ بِالصَّلاةِ حَتَّى ابْهارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قالَ لِمَنْ حَضَرَهُ:
⦗ص: 316⦘
«عَلَى رِسْلِكُمْ، أَبْشِرُوا، إِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ: أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ» . أَوْ قالَ: «ما صَلَّى هَذِهِ السَّاعَةَ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ» . لا يَدْرِي
(3)
أَيَّ الكَلِمَتَيْنِ قالَ. قالَ أبو مُوسَى: فَرَجَعْنا، فَفَرِحْنا
(4)
بِما سَمِعْنا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» . وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ولكنها في (و) بدل الأصيلي، قارن بما في السلطانية.
(2)
بهامش اليونينية: قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «بُطْحان» بضم الباء يرويه المحدِّثون أجمعون، وحكى أهل اللغة فيه:«بَطِحان» بفتح الباء وكسر الطاء، وكذا قيَّده أبو علي في «بارعه» وأبو حاتم والبكري، قال البكري: لا يجوز غيره. وهو موضع وادٍ بالمدينة. اهـ.
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لا أدرِي» .
(4)
في رواية [ح] وروايةٍ لأبي ذر: «فَرَحْنًا» (ب، ص)، ولعله إشارة إلى أنه عندهما بوجهين «فرحاً، فرحنا» والله أعلم، وفي رواية الأصيلي وروايةٍ لابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وفَرِحْنا» ، وفي رواية لأبي ذر:«فَرْحَى» وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية [ق] وأخرى لابن عساكر:«فَرَحًا» .
(23)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ النَّوْمِ قَبْلَ العِشاءِ
568 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(1)
، قالَ: أخبَرنا
(2)
عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن أَبِي المِنْهالِ:
عن أَبِي بَرْزَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشاءِ، والحَدِيثَ بَعْدَها.
(1)
قوله: «بن سَلام» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(24)
بابُ
(1)
النَّوْمِ قَبْلَ العِشاءِ لِمَنْ غُلِبَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
569 -
حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمانَ
(1)
، قالَ: حدَّثني أبو بَكْرٍ، عن سُلَيْمانَ
(2)
: قالَ صالِحُ بْنُ كَيْسانَ
(3)
: أخبَرني ابْنُ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
⦗ص: 317⦘
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالعِشاءِ، حَتَّى ناداهُ عُمَرُ: الصَّلَاةَ، نامَ النِّساءُ والصِّبْيانُ. فَخَرَجَ فقالَ
(4)
: «ما يَنْتَظِرُها أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ
(5)
غَيْرُكُمْ». قالَ: وَلا يُصَلَّى
(6)
يَوْمَئِذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكانُوا
(7)
يُصَلُّونَ فِيما بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو ابن بلال» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «هو ابن بلال» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر عن غير الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: حدَّثنا صالح بن كيسان» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «وقال» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من أهل الأرض أحدٌ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «تُصَلَّى» بضم المثناة الفوقية.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: وكانوا» .
570 -
571 - حدَّثنا مَحْمُودٌ
(1)
، قالَ: أخبَرنا
(2)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرني
(3)
ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرني نافِعٌ، قالَ:
حَدَّثَنا
(4)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عَنْها لَيْلَةً، فَأَخَّرَها حَتَّى رَقَدْنا فِي المسجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنا، ثُمَّ رَقَدْنا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ غَيْرُكُمْ» .
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ لا يُبالِي أَقَدَّمَها أَمْ أَخَّرَها، إذا كان لا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عن وَقْتِها، وَكانَ
(5)
يَرْقُدُ قَبْلَها.
قالَ ابْنُ جُرَيْحٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ، وقالَ
(6)
سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بِالعِشاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ واسْتَيْقَظُوا، ورَقَدُوا واسْتَيْقَظُوا، فَقامَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فقالَ:
⦗ص: 318⦘
الصَّلاةَ. قالَ
(7)
عَطَاءٌ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَقْطُرُ رَأسُهُ ماءً، واضِعًا يَدَهُ على رَأسِهِ
(9)
، فقالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوها هَكَذا
(10)
». فاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً
(11)
: كَيْفَ وَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على رَأسِهِ يَدَهُ، كَما أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرافَ أَصابِعِهِ على قَرْنِ الرَّأسِ، ثُمَّ ضَمَّها يُمِرُّها كَذَلِكَ على الرَّأسِ، حَتَّى مَسَّتْ إِبْهامُهُ طَرَفَ
(12)
الأُذُنِ، مِمَّا يَلِي الوَجْهَ على الصُّدْغِ وَناحِيَةِ اللِّحْيَةِ، لا يُقَصِّرُ
(13)
وَلا يَبْطُشُ إِلَّا كَذَلِكَ، وَقالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا
(14)
هَكَذا».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «يعني ابنَ غَيْلانَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(4)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقد كان» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]: «فقال» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ» ، وفي رواية أبي ذر و [ق]:«رسولُ الله» .
(9)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر:«رأسي» ، قال في الإرشاد: وهو وهمٌ لما يأتي بعدُ.
(10)
في نسخة: «كذا» .
(11)
في (ن): «فاستُثْبِتَ عطاءٌ» بالبناء للمفعول.
(12)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «
…
إبهامَيْهِ طَرفُ».
(13)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي و [ح] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَعْصِر» .
(14)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُصَلُّوها» .
(25)
بابُ
(1)
وَقْتِ
(2)
العِشاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ
وَقالَ أبو بَرْزَةَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ تَأخِيرَها.
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وقتُ» .
572 -
خ: عَبْدُ الرَّحِيمِ المُحَارِبِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ
(2)
، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عن أَنَسٍ
(3)
، قالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ العِشاءِ
(4)
إلى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قالَ:
⦗ص: 319⦘
«قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنامُوا، أَما إِنَّكُمْ فِي صَلاةٍ ما انْتَظَرْتُمُوها» .
وَزادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثني حُمَيْدٌ: سَمِعَ أَنَسًا
(5)
قالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى وَبِيصِ خاتَمِهِ لَيْلَتَئذٍ
(6)
.
(1)
في رواية [ح] وأبي ذر: «حدَّثنا عبد الرحيم المُحارِبي» .
(2)
هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «أخرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لَيْلَتِئذٍ» .
(26)
بابُ
(1)
فَضْلِ صَلاةِ الفَجْرِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «والحديثِ» .
573 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْماعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ:
قالَ لِي
(1)
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فقالَ: «أَمَا
(2)
إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَما تَرَوْنَ هَذا، لا تُضامُونَ
(3)
-أَوْ: لا
(4)
تُضاهُونَ- فِي رُويَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا على صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها فافْعَلُوا». ثُمَّ قالَ:«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها» .
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: قال» ، وفي رواية الأصيلي:«قال: قال لي» .
(2)
في (ب، ص) أنَّ الذي في اليونينية: «أَمَّا» بتشديد الميم لا غير.
(3)
في (ب، ص): «تضامُّون» بتشديد الميم لا غير.
(4)
في رواية [عط]: «أو قال: لا» .
574 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خالِدٍ، قالَ: حدَّثنا هَمامٌ: حدَّثني
(1)
أبو جَمْرَةَ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى
(2)
:
⦗ص: 320⦘
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ» .
وَقالَ ابْنُ رَجاءٍ: حَدَّثَنا
(3)
هَمَّامٌ، عن أَبِي جَمْرَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أخبَره بِهَذا.
حدَّثنا إِسْحاقُ، عن حَبَّانَ
(4)
: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا أبو جَمْرَةَ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ
(5)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن أبي موسى» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(4)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا: بالعنعنة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا حَبَّانُ» .
(5)
في هامش اليونينية بدون رقمٍ: «بمثله» .
(27)
بابُ
(1)
وَقْتِ الفَجْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
575 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عاصِمٍ، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ، عن أَنَسٍ
(1)
:
أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثابِتٍ حَدَّثَهُ
(2)
: أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قامُوا إلى الصَّلاةِ. قُلْتُ: كَمْ
(3)
بَيْنَهُما؟ قالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ. يَعْنِي: آيَةً.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثهم» .
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «كان» ، ورمز في (ب، ص) إلى عدم وجودها في روايةٍ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
576 -
(ح): حدَّثنا حَسَنُ بنُ صَبَّاحٍ
(1)
سَمِعَ رَوْحًا
(2)
: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسِ بن مالِكٍ
(3)
: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بْنَ ثابِتٍ تَسَحَّرا
(4)
، فَلَمَّا فَرَغا مِنْ
⦗ص: 321⦘
سَحُورِهِما، قامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاةِ فَصَلَّى
(5)
. قُلْنا
(6)
لأَنَسٍ: كَمْ كان بَيْنَ فَراغِهِما مِنْ سَحُورِهِما وَدُخُولِهِما فِي الصَّلاةِ؟ قالَ: قَدْرُ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الحسنُ بنُ الصبَّاحِ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَوْحَ بنَ عُبادة» .
(3)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا: بالتثنية، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«تسحَّروا» بالجمع.
(5)
هكذا في رواية المُستملي وكريمة وأبي ذر أيضًا، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ أخرى لأبي ذر:«فصلَّيا» ، وقيَّد رواية أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فصلَّينا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «قلتُ» .
577 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عن أَخِيهِ، عن سُلَيْمانَ، عن أَبِي حازِمٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةً
(1)
بِي، أَنْ أُدْرِكَ صَلاةَ الفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية [عط]: «تكون سرعةٌ» .
578 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: أخبَرنا
(1)
اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ أَخبَرَتْهُ، قالتْ: كُنَّ
(2)
نِساءُ المُؤمِناتِ، يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الفَجْرِ، مُتَلَفِّعاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاةَ، لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «كُنَّا» .
(28)
بابُ
(1)
مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الفَجْرِ رَكْعَةً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وزاد في (و، ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
579 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَه:
⦗ص: 322⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً
(1)
، قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ، قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «مَن أَدرك ركعةً مِن الصبحِ» .
(29)
بابُ
(1)
مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاةِ رَكْعَةً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
580 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ» .
(30)
بابُ
(1)
الصَّلاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
581 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن قَتادَةَ، عن أَبِي العالِيَةِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجالٌ مَرْضِيُّونَ، وَأَرْضاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ
(1)
الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ.
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن قَتادَةَ: سَمِعْتُ أَبا العالِيَةِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: حدَّثني ناسٌ. بِهَذا.
(1)
ضبطها في (ن): «تَشْرِقَ» بفتح التاء وكسر الراء، وفي رواية أبي ذر:«تُشْرِقَ» بضم التاء وكسر الراء.
582 -
583 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرني أَبِي، قالَ:
أخبَرَني
(1)
ابْنُ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَحَرَّوْا بِصَلاتِكُمْ
(2)
طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبَها».
⦗ص: 323⦘
وَقالَ: حدَّثني
(3)
ابْنُ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا طَلَعَ حاجِبُ
(4)
الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذا غابَ حاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلاةَ حَتَّى تَغِيبَ».
تابَعَهُ
(5)
عَبْدَةُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي: «لصَلاتِكم» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: وحدَّثني» .
(4)
في رواية الأصيلي: «حاجبا الشمس» بالتثنية.
(5)
في رواية ابن عساكر: «قال محمد: تابعه» .
584 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن أَبِي
أُسامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعَتَيْنِ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلاتَيْنِ: نَهَى عن الصَّلاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ اشْتِمالِ الصَّمَّاءِ، وَعَنِ الاحْتِباءِ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ، يُفْضِي بِفَرْجِهِ
(1)
إلى السَّماءِ، وَعَنِ المُنابَذَةِ، والْمُلامَسَةِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فَرْجُه» .
(2)
في رواية الأصيلي: «وعن المُلامَسة والمُنابَذة» .
(31)
بابٌ:
(1)
لا يَتَحَرَّى الصَّلاةَ
(2)
قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي (ن، و، ق).
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر وروايةٍ عن أبي ذر أيضًا، وفي رواية الأصيلي وأخرى عن أبي ذر:«لا تُتَحَرَّى الصلاةُ» بالبناء للمفعول، وفي رواية ابن عساكر:«لا تَتَحَرَّوْا الصلاةَ» .
585 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ، فَيُصَلِّي عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلا عِنْدَ غُرُوبِها» .
586 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني
(1)
عَطاءُ بْنُ يَزِيدَ الجُنْدَعِيُّ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلا صَلاةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وفي رواية الأصيلي:«حدَّثنا» .
587 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبانَ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي التَّيَّاحِ، قالَ: سَمِعْتُ حُمْرانَ بْنَ أَبانَ يُحَدِّثُ:
عن مُعاوِيَةَ، قالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلاةً، لقد صَحِبْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَما رَأَيْناهُ يُصَلِّيها
(1)
، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُما
(2)
. يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي: «يُصلِّيْهِما» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عنها» ، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الحَمُّويي.
588 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن خُبَيْبٍ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن صَلاتَيْنِ: بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ
(1)
.
(1)
لفظة: «الشمس» ليست في رواية الأصيلي.
(32)
بابُ
(1)
مَنْ لَمْ يَكْرَهِ الصَّلاةَ إِلَّا بَعْدَ العَصْرِ والْفَجْرِ
(2)
رَواهُ عُمَرُ، وابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «والفجر» ليس في رواية الأصيلي.
589 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ،
⦗ص: 325⦘
قالَ: أُصَلِّي كَما رَأَيْتُ أَصْحابِي يُصَلُّونَ، لا أَنْهَى أَحَدًا يُصَلِّي بِلَيْلٍ وَلا نَهارٍ
(2)
ما شاءَ، غَيْرَ أَنْ لا تَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبَها.
(1)
قوله: «بن زيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية لأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بليلٍ ونهارٍ» ، وفي أخرى عن أبي ذر:«بليلٍ أو نهارٍ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(33)
بابُ
(1)
ما يُصَلَّى بَعْدَ العَصْرِ مِنَ الفَوَائتِ وَنَحْوِها
وَقالَ
(2)
كُرَيْبٌ، عن أُمِّ سَلَمَةَ: صَلَّى
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَقالَ:«شَغَلَنِي ناسٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ عن الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «قال أبو عبد الله: وقال» .
(3)
في رواية الأصيلي: «قال: صلَّى» (ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر:«قالت: صلى» .
590 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
أَنَّهُ سَمِعَ عائِشَةَ قالتْ: والَّذِي ذَهَبَ بِهِ، ما تَرَكَهُما حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وَما لَقِيَ اللَّهَ تَعالَى حَتَّى ثَقُلَ عن الصَّلاةِ، وَكانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلاتِهِ قاعِدًا -تَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ- وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهِما، وَلا يُصَلِّيهِما فِي المَسْجِدِ؛ مَخافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ على أُمَّتِهِ، وَكانَ يُحِبُّ ما يُخَففُ
(1)
عَنْهُمْ.
(1)
ضُبطت في اليونينية ففتح الفاء وكسرها مع التشديد: «يُخَفَّفُ» و «يُخَفِّفُ» ، وكتب فوقها «معًا». في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ما خَفَّفَ» بصيغة الماضي.
591 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: أخبَرني
أَبِي:
قالَتْ
(1)
عائِشَةُ: ابْنَ
(2)
أُخْتِي، ما تَرَكَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ عِنْدِي قَطُّ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: قالت» .
(2)
في رواية الأصيلي: «يا ابنَ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «رسولُ الله» .
592 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ قالتْ: رَكْعَتانِ، لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُهُما، سِرًّا وَلا عَلانِيَةً
(1)
: رَكْعَتانِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، وَرَكْعَتانِ بَعْدَ العَصْرِ.
(1)
قوله: «سرًّا ولا علانيةً» ليس في رواية ابن عساكر.
593 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
رَأَيْتُ الأَسْوَدَ وَمَسْرُوقًا شَهِدا على عائِشَةَ، قالتْ: ما كان
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأتِينِي فِي يَوْمٍ بَعْدَ العَصْرِ، إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «وما كان» .
(34)
بابُ
(1)
التَّبْكِيرِ بِالصَّلاةِ فِي يَوْمِ غَيْمٍ
(2)
594 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى -هو ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ- عن أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ أَبا المَلِيحِ
(1)
حَدَّثَهُ، قالَ:
كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي يَوْمٍ ذِيْ غَيْمٍ، فقالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلاةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلاةَ العَصْرِ
(2)
حَبِطَ عَمَلُهُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «أبا مَلِيحٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «فقد» ، وليست في رواية أخرى عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(35)
بابُ
(1)
الأَذانِ بَعْدَ ذَهابِ الوَقْتِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
595 -
حدَّثنا عِمْرانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قالَ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: سِرْنا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فقالَ بَعْضُ القَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنا يا رَسُولَ اللَّهِ.
⦗ص: 327⦘
قالَ: «أَخافُ أَنْ تَنامُوا عن الصَّلاةِ» . قالَ
(2)
بِلالٌ: أَنا أُوقِظُكُمْ. فاضْطَجَعُوا، وَأَسْنَدَ بِلالٌ ظَهْرَهُ إلى راحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ
(3)
عَيْناهُ فَنامَ، فاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ طَلَعَ حاجِبُ الشَّمْسِ، فقالَ:«يا بِلالُ، أَيْنَ ما قُلْتَ؟!» قالَ: ما أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُها قَطُّ. قالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْواحَكُمْ حِينَ شاءَ، وَرَدَّها عَلَيْكُمْ حِينَ شاءَ، يا بِلالُ، قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ
(4)
بِالصَّلاةِ». فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وابْياضَّتْ، قامَ فَصَلَّى.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فَغَلَبَتْ» بحذف الضمير.
(4)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية الأصيلي:«فأذِّنْ للناسِ» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فأذِّن الناسَ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«فآذِنِ الناسَ» .
(36)
بابُ
(1)
مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ جَمَاعَةً بَعْدَ ذَهابِ الوَقْتِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
596 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ جاءَ يَوْمَ الخَنْدَقِ بَعْدَما غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما كِدْتُ أُصَلِّي العَصْرَ، حَتَّى كادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«واللَّهِ ما صَلَّيْتُها» . فَقُمْنا إلى بُطْحانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ وَتَوَضَّأْنا لَها، فَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَما غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَها المَغْرِبَ.
(37)
بابُ
(1)
مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إذا ذَكَرَها
(2)
، وَلا يُعِيدُ
(3)
إِلَّا تِلْكَ الصَّلاةَ
وَقالَ إِبْراهِيمُ: مَنْ تَرَكَ صَلاةً واحِدَةً عِشْرِينَ سَنَةً، لَمْ يُعِدْ إِلَّا تِلْكَ الصَّلاةَ الواحِدَةَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في نسخةٍ من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«ذَكَرَ» بحذف الضمير.
(3)
في رواية الأصيلي: «ولا يُعِد» بالجزم.
597 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ قالَا: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ:
⦗ص: 328⦘
عن أَنَسٍ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ
(2)
إذا ذَكَرَها
(3)
، لا كَفَّارَةَ لَها إِلَّا ذَلِكَ؛ {وَأَقِمِ
(4)
الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
(5)
} [طه: 14]».
قالَ مُوسَى: قالَ هَمَّامٌ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
(6)
} [طه: 14].
وَقالَ
(7)
حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حَدَّثَنا
(8)
قَتادَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. نَحْوَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فَلِيُصَلِّيَ» بالياء المفتوحة.
(3)
في رواية أبي ذر: «إذا ذَكَر» بحذف الضمير.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَقِمْ» . في هذا الموضع والذي يليه.
(5)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «لِلذِّكْرَى» (ن، و، ق)، وفي (ب، ص) أن رواية الأصيلي وابن عساكر: «لِلذِّكْرِ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «للذِّكْرَى» .
(7)
في رواية الأصيلي: «قال أبو عبد الله: وقال» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(38)
بابُ
(1)
قَضاءِ الصَّلَواتِ
(2)
، الأُولَى فالأُولَى
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية الحَمُّويي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الصلاةِ» بالإفراد.
598 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، عن هِشامٍ
(2)
، قالَ: حَدَّثَنا
(3)
يَحْيَى-هو ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ- عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن جابِرٍ
(4)
، قالَ: جَعَلَ عُمَرُ
(5)
يَوْمَ الخَنْدَقِ يَسُبُّ كُفَّارَهُمْ، وَقالَ
(6)
: ما كِدْتُ أُصَلِّي العَصْرَ
⦗ص: 329⦘
حَتَّى غَرَبَتْ
(7)
. قالَ: فَنَزَلْنا بُطْحانَ، فَصَلَّى بَعْدَما غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «القَطَّانُ» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «أخبَرَنا هِشامٌ» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا هشامٌ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الله» .
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «رضوان الله عليه» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«رضي الله عنه» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «الشمسُ» .
(39)
بابُ
(1)
ما يُكْرَهُ مِنَ السَّمَرِ بَعْدَ العِشَاءِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «السامِرُ من السَّمَر، والجميع: السُّمَّارُ، والسَّامِرُ هاهنا في موضع الجميع» .
599 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا عَوْفٌ، قالَ: حدَّثنا أبو المِنْهالِ، قالَ:
انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إلى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فقالَ لَهُ أَبِي: حَدِّثْنا، كَيْفَ كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي المَكْتُوبَةَ؟ قالَ
(1)
: كان يُصَلِّي الهَجِيرَ -وَهْيَ الَّتِي تَدْعُونَها الأُولَى- حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنا إلى أَهْلِهِ فِي أَقْصَى المَدِينَةِ، والشَّمْسُ حَيَّةٌ -وَنَسِيتُ ما قالَ
(2)
فِي المَغْرِبِ- قالَ: وَكانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ العِشاءَ. قالَ: وَكانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَها، والحَدِيثَ بَعْدَها، وَكانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلاةِ الغَداةِ حِينَ يَعْرِفُ أَحَدُنا جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ مِنَ السِّتِّينَ إلى المِئةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «لي» .
(40)
بابُ السَّمَرِ فِي الفِقْهِ والْخَيْرِ بَعْدَ العِشَاءِ
600 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّبَّاحِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أبو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ: حَدَّثَنا قُرَّةُ بنُ خالِدٍ، قالَ:
انْتَظَرْنا الحَسَنَ، وَراثَ عَلَيْنا، حَتَّى قَرُبْنا
(2)
مِنْ وَقْتِ قِيامِهِ، فَجاءَ فقالَ
(3)
: دَعانا جِيرانُنا هَؤُلاءِ. ثُمَّ قالَ:
قالَ أَنَسٌ
(4)
: نَظَرْنا
(5)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى كان شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ، فَجاءَ
⦗ص: 330⦘
فَصَلَّى لَنا، ثُمَّ خَطَبَنا فقالَ: «أَلا إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ
(6)
تَزالُوا فِي صَلاةٍ ما انْتَظَرْتُمُ الصَّلاةَ، وَإِنَّ
(7)
القَوْمَ لا يَزالُونَ بِخَيْرٍ
(8)
ما انْتَظَرُوا الخَيْرَ».
قالَ قُرَّةُ: هو مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «عبد الله بن صَبَّاح» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط]: «حتى قريبًا» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن مالك» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «انتظرنا» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لن» .
(7)
في (و، ب، ص): «قال الحسن: وإنَّ» . وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في خير» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذرٍّ بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
601 -
حدَّثنا أبو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ العِشاءِ فِي آخِرِ حَياتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأسَ مِائَةٍ
(1)
لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ اليَوْمَ على ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ». فَوَهَلَ
(2)
النَّاسُ فِي
(3)
مَقالَةِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم إلى ما يَتَحَدَّثُونَ مِنْ
(5)
هَذِهِ الأَحادِيثِ عن مِئةِ سَنَةٍ، وَإِنَّما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«لا يَبْقَى مِمَّنْ هو اليَوْمَ على ظَهْرِ الأَرْضِ» ، يُرِيدُ بِذَلِكَ: أَنَّها تَخْرِمُ ذَلِكَ القَرْنَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي زيادة: «سَنةٍ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَوَهِلَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في» .
(41)
بابُ
(1)
السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ والأَهْلِ
(2)
602 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا أبو عُثْمانَ:
⦗ص: 331⦘
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحابَ الصُّفَّةِ كانُوا أُناسًا
(1)
فُقَراءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ كان عِنْدَهُ طَعامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثالِثٍ، وَإِنْ أَرْبَعٌ
(2)
فَخامِسٌ أَوْ سادِسٌ
(3)
». وَإِنَّ
(4)
أَبا بَكْرٍ جاءَ بِثَلاثَةٍ، فانْطَلَقَ
(5)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، قالَ: فهو أَنا وَأَبِي وَأُمِّي
(6)
-فَلا أَدْرِي قالَ
(7)
: وامْرَأَتِي؟ - وَخادِمٌ بَيْنَنا وَبَيْنَ بَيْتِ
(8)
أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ
(9)
صُلِّيَتِ العِشاءُ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ بَعْدَما مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ما شاءَ اللَّهُ، قالت
(10)
لَهُ امْرَأَتُهُ: وَما
(11)
حَبَسَكَ عن أَضْيافِكَ -أَوْ قالتْ: ضَيْفِكَ-؟ قالَ: أَوَما عَشَّيْتِيهِمْ؟! قالتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عُرِضُوا
(12)
فَأَبَوْا. قالَ: فَذَهَبْتُ أَنا فاخْتَبَاتُ، فقالَ: يا غُنْثَرُ. فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقالَ: كُلُوا، لا هَنِيئًا. فقالَ: واللَّهِ لا أَطْعَمُهُ أَبَدًا. وايْمُ اللَّهِ، ما كُنَّا نَأخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلَّا رَبا مِنْ أَسْفَلِها أَكْثَرُ منها، قالَ: يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا
(13)
. وَصارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْها أبو بَكْرٍ فَإِذا هِيَ كَما هِيَ أَوْ أَكْثَرُ منها
(14)
، فقالَ لامْرَأَتِهِ: يا أُخْتَ بَنِي فِراسٍ،
⦗ص: 332⦘
ما هَذا؟!
(15)
قالتْ: لا وَقُرَّةِ
(16)
عَيْنِي، لَهِيَ
(17)
الآنَ أَكْثَرُ منها قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ مَرَّاتٍ
(18)
. فَأَكَلَ منها أبو بَكْرٍ وَقالَ: إِنَّما كان ذَلِكَ
(19)
مِنَ الشَّيْطانِ. يَعْنِي يَمِينَهُ، ثُمَّ أَكَلَ منها لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَها إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصْبَحَتْ
(20)
عِنْدَهُ، وَكانَ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الأَجَلُ، فَفَرَّقَنا
(21)
اثْنا
(22)
عَشَرَ رَجُلًا، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُناسٌ، اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ
(23)
، فَأَكَلُوا منها أَجْمَعُونَ. أَوْ كَما قالَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ناسًا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَرْبَعٍ» ، وكتب فوقها «معًا». وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«أربعةٌ» و «أربعةٍ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَخامِسٍ أَوْ سادِسٍ» ، وكتب فوقهما «معًا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَنَّ» ، وبكسر الهمزة هي رواية أبي ذر و [عط](ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وانطلق» .
(6)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر عن الحَمُّويي:«أنا وأبي» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«أنا وأمي» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا أدري هل قال» .
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بينَ بيتِنا وبيتِ» ، وفي رواية [عط] وأخرى عن أبي ذر:«بينَ بيتنا وبين بيت» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط]: «حتى» ، وقيِّدت رواية أبي ذر في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي حاشية رواية ابن عساكر:«حين» .
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما» بإسقاط الواو.
(12)
في رواية [عط]: «عَرَضُوا» بفتح العين والراء المخففة.
(13)
قوله: «قالَ: يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر و [ق] و [عط]، «لا الحمرة إلى». وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدلها:«قال: وشبعوا» ، وفي رواية ابن عساكر بدلها:«قال: شبعوا» . وفي رواية [عط]: «قالَ: فشبعوا» .
(14)
لفظة: «منها» ليست في رواية ابن عساكر عن أبي ذر، وعزا في (ب، ص) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية [عط] وابن عساكر.
(15)
في رواية ابن عساكر: «ما هذه؟!» .
(16)
في (ن) بالرفع، وبالضبطين في نسخة البقاعي.
(17)
في (ص): «لَهْيَ» ، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي.
(18)
في رواية الأصيلي و [عط]: «مِرار» .
(19)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «ذَلِكِ» .
(20)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(21)
في رواية أبي ذر: «فعرَّفْنا» ، وذكر في (ب، ص) أنَّ بهامش اليونينية ما نصُّه: التخفيف للحمويي والمُستملي [يعني: فَفَرَقْنا]، والتثقيل لأبي الهيثم. اهـ.
(22)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اثنَيْ» .
(23)
في رواية [عط] زيادة: «منهم» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ
(2)
بَدْءِ الأَذانِ
وَقَوْلِهِ
(3)
عز وجل: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا
(4)
وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} [المائدة: 58]، وَقَوْله:{إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ}
(5)
[الجمعة: 9]
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية ابن عساكر، وزاد في (ن، و، ق) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية أبي ذر والأصيلي.
(2)
لفظة «باب» ليست في رواية الأصيلي وأبي ذر، وفي رواية ابن عساكر: «كتاب الأذان. بدءُ
…
».
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «وقولُ اللهِ» .
(4)
هكذا بضم الهاء والزاي مع الهمز على قراءة غير حفص وحمزة وخلف.
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «الآية» .
603 -
حدَّثنا عِمْرانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا خالِدٌ الحَذَّاءُ
(1)
، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ
(2)
، قالَ: ذَكَرُوا النَّارَ والنَّاقُوسَ، فَذَكَرُوا اليَهُودَ والنَّصارَى، فَأُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الإِقامَةَ.
(1)
قوله: «الحَذَّاء» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
604 -
حدَّثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني نافِعٌ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كان يَقُولُ: كان المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ، يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاةَ
(1)
، لَيْسَ يُنادَى لَها، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فقالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا ناقُوسًا مِثْلَ ناقُوسِ النَّصارَى.
وَقالَ
(2)
بَعْضُهُمْ: بَلْ
(3)
بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ
(4)
اليَهُودِ. فقالَ عُمَرُ
(5)
: أَوَلا تَبْعَثُونَ
⦗ص: 334⦘
رَجُلًا
(6)
يُنادِي بِالصَّلاةِ؟ فقال
(7)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يا بِلالُ، قُمْ فَنادِ بِالصَّلاةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «للصَّلاة» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(3)
لفظة: «بل» ليست في رواية [عط].
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش بدون رقمٍ:«بُوقِ» .
(5)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ زيادة: «رضي الله عنه» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «منكم» .
(7)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(2)
بابُ
(1)
الأَذانِ
(2)
مَثْنَى مَثْنَى
(3)
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الأَذانُ» .
(3)
لفظة: «مثنى» الثانية ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وهي ليست في نسخةٍ من رواية ابن عساكر.
605 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن سِمَاكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: أُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذانَ، وَأَنْ يُوتِرَ
(2)
الإِقامَةَ
(3)
، إِلَّا الإِقامَةَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية [عط]: «ويُوترَ» .
(3)
لفظة: «الإقامة» ليست في رواية الأصيلي.
606 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا
(3)
عَبْدُ الوَهَّابِ
(4)
، قالَ: أخبَرَنا
(5)
خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ، قالَ: ذَكَرُوا أَنْ يَعْلَمُوا
(6)
وَقْتَ الصَّلاةِ بِشَيْءٍ
⦗ص: 335⦘
يَعْرِفُونَهُ، فَذَكَرُوا أَنْ يُورُوا نارًا، أَوْ يَضْرِبُوا ناقُوْسًا، فَأُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الإِقامَةَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية ابن عساكر والأصيلي أيضًا، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى روايةٍ عن أبي ذر وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي روايةٍ لأبي ذر:«حدَّثني» ، وزاد في (ن، ق) نسبتَها إلى روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو ابن سلام» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وفي رواية الأصيلي:«حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الثقفي» .
(5)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(6)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«يُعْلِمُوا» .
(3)
بابٌ
(1)
: الإِقامَةُ واحِدَةٌ إِلَّا قَوْلَهُ: قَدْ قامَتِ الصَّلاةُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
607 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا خالِدٌ
(2)
، عن أَبِي قِلابَةَ، عن أَنَسٍ
(3)
قالَ: أُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الإِقامَةَ.
قالَ إِسْماعِيلُ: فَذَكَرْتُ
(4)
لأَيُّوبَ فقال: إِلَّا الإِقامَةَ.
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية [عط].
(2)
في رواية [عط] زيادة: «الحَذَّاء» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فذكرته» .
(4)
بابُ فَضْلِ التَّأْذِينِ
(1)
(1)
التبويب والترجمة ليسا في رواية الأصيلي و [عط]، وذكر في (ب، ص) أن الترجمة ثابتة في رواية الأصيلي.
608 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطانُ وَلَهُ
(2)
ضُراطٌ؛ حَتَّى لا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذا قَضَى النِّداءَ
(3)
أَقْبَلَ، حَتَّى إذا ثُوِّبَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إذا قَضَى التَّثْوِيبَ
(4)
أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطُرَ
(5)
بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذا، اذْكُرْ كَذا
(6)
. لِما
⦗ص: 336⦘
لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «له» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (و، ب)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«قُضِيَ النداءُ» . كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «قُضِيَ التثويبُ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بضم الطاء وهو المثبت، وبالكسرِ «يَخْطِرَ» ، وكتب فوقها «معًا» . وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(6)
في رواية [عط]: «واذكُرْ» .
(5)
بابُ
(1)
رَفْعِ الصَّوْتِ بِالنِّداءِ
وَقالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ: أَذِّنْ أَذانًا سَمْحًا، وَإِلَّا فاعْتَزِلْنا.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
609 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصارِيِّ، ثُمَّ المازِنِيِّ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ أخبَرَه:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قالَ لَهُ: إِنِّي أَراكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والْبادِيَةَ، فَإِذا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بادِيَتِكَ
(1)
فَأَذَّنْتَ بِالصَّلاةِ
(2)
فارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّداءِ؛ فَإِنَّهُ «لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلا إِنْسٌ وَلا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ
(3)
لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ». قالَ أبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «وباديتك» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «للصلاة» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «يشهد» .
(4)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(6)
بابُ
(1)
ما يُحْقَنُ بِالأَذانِ مِنَ الدِّماءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
610 -
حدَّثنا
(1)
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(3)
: أَنَّ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم كانَ
(5)
إذا غَزَا بِنا قَوْمًا، لَمْ يَكُنْ يَغْزُو
⦗ص: 337⦘
بِنا
(6)
حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ: فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغارَ عَلَيْهِمْ. قالَ: فَخَرَجْنا إلى خَيْبَرَ، فانْتَهَيْنا
إِلَيْهِمْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذانًا رَكِبَ وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْنا بِمَكاتِلِهِمْ وَمَساحِيهِمْ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالُوا
(7)
: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والْخَمِيسُ
(8)
، قالَ: فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
قالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ
(10)
أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» ، وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي.
(5)
في رواية أبي ذر: «أنه كان» .
(6)
من الغزو، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يُغِيرُ بنا» من الإغارة، وفي روايةٍ أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي:«يُغِرْ بنا» من الإغارة أيضًا لكن بالجزم، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«يعْدُ بنا» بالعين المهملة من العَدْوِ وبالجزم، وفي رواية ابن عساكر وروايةٍ ثالثةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت:«يُغْزِينا» من الغزو.
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قالَ» .
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والجيش» .
(9)
في رواية [ق]: «عليه السلام» (ن، و).
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
بابُ ما يَقُولُ إذا سَمِعَ المُنادِي
611 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا سَمِعْتُمُ النِّداءَ، فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ المُؤَذِّنُ» .
(1)
في رواية [عط]: «حدَّثنا» .
612 -
613 - حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ بْنِ الحارِثِ، قالَ: حدَّثني عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ مُعاوِيَةَ يَوْمًا
(1)
: فقالَ مِثْلَهُ
(2)
، إلى قَوْلِهِ:
⦗ص: 338⦘
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ
(3)
، قالَ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى. نَحْوَهُ.
قالَ يَحْيَى: وَحدَّثني بَعْضُ إِخْوانِنا: أَنَّهُ
(4)
قالَ لَمَّا قالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَقالَ
(5)
: هَكَذا سَمِعْنا نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ.
(1)
في نسخة زيادة: «وسمع المؤذنَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «بمثله» ، وزاد في (و، ب) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد.
(3)
قوله: «بن راهَوَيه» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
لفظة: «أنَّه» ليست في رواية [عط].
(5)
في رواية الأصيلي: «قالَ» .
(8)
بابُ
(1)
الدُّعاءِ عِنْدَ النِّداءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
614 -
حدَّثنا
(1)
عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قالَ: حدَّثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والْفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ. حَلَّتْ لَهُ شَفاعَتِي يَوْمَ القِيامَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(9)
بابُ
(1)
الاِسْتِهامِ فِي الأَذانِ
وَيُذْكَرُ: أَنَّ أَقْوامًا
(2)
اخْتَلَفُوا فِي الأَذانِ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ سَعْدٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أنَّ قَومًا» .
615 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما فِي النِّداءِ والصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا
(1)
إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَليهِ لاسْتَهَمُوا، ولَو يَعْلَمُونَ ما فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ
⦗ص: 339⦘
يَعْلَمُونَ ما فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لأَتَوهُما ولَو حَبْوًا».
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «ثُم لا يَجِدُون» .
(10)
بابُ
(1)
الكَلامِ في الأَذانِ
وتَكَلَّمَ سُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ في أذانِهِ.
وقالَ الحَسَنُ: لا بَأسَ أنْ يَضْحَكَ وهو يُؤَذِّنُ أو يُقِيمُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
616 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُوبَ وعَبْدِ الحَميدِ -صاحِبِ الزِيادِيِّ- وعاصِمٍ الأَحْوَلِ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ الحارِثِ، قالَ: خَطَبَنا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمِ رَدْغٍ
(1)
، فَلَمَّا بَلَغَ المُؤَذِّنُ: حَيَّ على الصَّلاةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُنادِيَ: الصَّلاةُ
(2)
فِي الرِّحالِ. فَنَظَرَ القَوْمُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، فقالَ: فَعَلَ هَذا مَنْ هو خَيْرٌ
مِنْهُ
(3)
، وَإِنَّها عَزْمَةٌ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «رَزَغٍ» بفتح الراء والزاي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الصَّلاةِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «منهم» ، وفي حاشية رواية ابن عساكر:«منِّي» .
(11)
بابُ
(1)
أَذانِ الأَعْمَى إذا كان لَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
617 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يُنادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» . ثُمَّ
(1)
قالَ: وَكانَ رَجُلًا أَعْمَى، لا يُنادِي حَتَّى يُقالُ
(2)
لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ
(3)
.
(1)
لفظة: «ثم» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
ضبطت في (و، ص): «يُقالَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
بابُ
(1)
الأَذانِ بَعْدَ الفَجْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
618 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ:
⦗ص: 340⦘
أَخبَرَتْني حَفْصَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اعْتَكَفَ
(1)
المُؤَذِّنُ لِلصُّبْحِ، وَبَدا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقامَ الصَّلاةُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «كان إذا أذَّنَ» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية [عط]:«اعتكف وأذَّن» ، وفي رواية ابن عساكر:«اعتكف أذَّن» . قارن بما في السلطانية.
619 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائِشَةَ: كان
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، بَيْنَ النِّداءِ والإِقامَةِ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أنها قالت: كان» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«قالت: كان» .
620 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ بِلالًا يُنادِي
(2)
بِلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يُنادِيَ
(3)
ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «يُؤذِّن» .
(3)
هكذا ضبطت في (ص، ق)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
(13)
بابُ
(1)
الأَذانِ قَبْلَ الفَجْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
621 -
حدَّثنا أَحمَدُ بنُ يُوْنسَ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ، عن أَبِيْ عُثْمُانَ النَّهْدِيِّ:
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لا يمنَعَنَّ أَحَدَكُمْ -أَوْ أَحَدًا مِنْكُمْ- أَذانُ بِلالٍ مِن سَحُورِهِ
(1)
؛ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ -أَوْ يُنادِي- بِلَيلٍ؛ لِيَرْجِعَ
(2)
قائمَكُمْ، ولِيُنَبِّه نائمَكُمْ،
⦗ص: 341⦘
ولَيْسَ
(3)
أَنْ يَقُولَ: الفجرُ، أَو: الصُّبْحُ -وقالَ بِأَصابِعِهِ
(4)
، وَرَفَعَها
(5)
إلى فَوْقُ، وَطَأْطَأَ إلى أَسْفَلُ
(6)
- حَتَّى يَقُولَ هَكَذا». وَقالَ زُهَيْرٌ بِسَبَّابَتَيْهِ: إِحْداهُما فَوْقَ الأُخْرَى، ثُمَّ مَدَّها
(7)
عن يَمِينِهِ وَشِمالِهِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «سَحَرِه» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية [عط]: «فليس» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «بإصبعه» بالإفراد.
(5)
في رواية أبي ذر: «ورَفَعَهُما» بالتثنية.
(6)
لم تضبط اللَّام في ()، وضبطت بالرفع في باقي الأصول، وهو موافق لما في الإرشاد.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَدَّهما» بالتثنية.
622 -
623 - حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ، قالَ: أخبَرَنا أبو أُسامَةَ، قالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَنا
(2)
، عن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائِشَةَ، وَعَنْ نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم.
- قالَ: وَحدَّثني يُوسُفُ بْنُ عِيسَى المَرْوَزِيُّ
(4)
، قالَ: حدَّثنا الفَضْلُ
(5)
، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
عن عائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ
(6)
قالَ: «إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ
(7)
ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(4)
قوله: «المروزي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن موسى» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«يعني ابنَ موسى» .
(6)
لفظة: «أنه» ليست في رواية الأصيلي.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُنادِيَ» .
(14)
بابٌ
(1)
: كَمْ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامَةِ؟ وَمَنْ يَنْتَظِرُ الإِقامَةَ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «ومن ينتظر الإقامة» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر، وقد ضُرب عليه في اليونينية.
624 -
حدَّثنا إِسْحاقُ الواسِطِيُّ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ، عن الجُرَيْرِيِّ، عن ابْنِ بُرَيْدَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ» ثَلاثًا «لِمَنْ شاءَ» .
625 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عامِرٍ الأَنْصارِيَّ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: كانَ المُؤَذِّنُ إذا أَذَّنَ، قامَ ناسٌ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم وَهُمْ
(1)
كَذَلِكَ، يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ
(2)
قَبْلَ المَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذانِ والإِقامَةِ شَيْءٌ.
قالَ
(3)
عُثْمانُ بْنُ جَبَلَةَ وَأَبُو داوُدَ، عن شُعْبَةَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُما إِلَّا قَلِيلٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي نسخة من رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهي» . وضرب عليها بالحمرة في (ن، ق) وضبَّب عليها في (ب).
(2)
في نسخة من رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهي» . وضرب عليها بالحمرة في (ن، ق) وضبَّب عليها في (ب).
(3)
في رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: وقال» .
(15)
بابُ
(1)
مَنِ انْتَظَرَ الإِقامَةَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي والحَمُّويي و [عط].
626 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني
(2)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ بِالأُولَى مِنْ صَلاةِ الفَجْرِ، قامَ
⦗ص: 343⦘
فَرَكَعَ
(3)
رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الفَجْرِ، بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ
(4)
الفَجْرُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَأتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقامَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
هكذا رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يركعُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَستَنِيرَ» .
(16)
بابٌ
(1)
: بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ لِمَنْ شاءَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
627 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
كَهْمَسُ بْنُ الحَسَنِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ»
(2)
. ثُمَّ قالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شاءَ» .
(1)
في رواية [عط]: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ. مرتين» بدل تكرار العبارة.
(17)
بابُ
(1)
مَنْ قالَ: لِيُؤَذِّنْ فِي السَّفَرِ مُؤَذِّنٌ واحِدٌ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
628 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن مالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ: أَتَيْتُ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكانَ رَحِيمًا رَفِيقًا
(2)
، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنا إلى أَهالِينا
(3)
(4)
(1)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «قال: أتيتُ» .
(2)
بالفاء من الرِّفق، وفي رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«رقيقًا» بالقاف، من الرِّقة.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلى أهلينا» .
(4)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثاني بقراءة الشيخ نور الدين الهاشمي بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الخميس خامس جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي.
(18)
بابُ
(1)
الأَذانِ لِلْمُسافِرِ
(2)
إذا كانُوا جَماعَةً، والإِقامَةِ
وَكَذَلِكَ بِعَرَفَةَ وَجَمْعٍ، وَقَوْلِ المُؤَذِّنِ:(الصَّلاةُ فِي الرِّحالِ). فِي اللَّيْلَةِ البارِدَةِ أَوِ المَطِيرَةِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «للمسافرين» .
629 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن المُهاجِرِ أَبِي الحَسَنِ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:
عن أَبِي ذَرٍّ، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَرادَ المُؤَذِّنُ أَنْ يُؤَذِّنَ، فقالَ لَهُ:«أَبْرِدْ» . ثُمَّ أَرادَ أَنْ يُؤَذِّنَ، فقالَ لَهُ:«أَبْرِدْ» . ثُمَّ أَرادَ
(1)
أَنْ يُؤَذِّنَ، فقالَ لَهُ:«أَبْرِدْ» . حَتَّى ساوَى الظِّلُّ التُّلُولَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ زيادة: «المؤذِّن» ، وهذه الزيادةليست في رواية كريمة.
630 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن مالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ، قالَ: أَتَى رَجُلانِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدانِ السَّفَرَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِذا أَنْتُما خَرَجْتُما، فَأَذِّنا، ثُمَّ أَقِيما، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُما أَكْبَرُكُما» .
631 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلَابَةَ، قالَ:
حدَّثنا مالِكٌ: أَتَيْنا إِلَى النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقارِبُونَ، فَأَقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً
(2)
، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا
(3)
، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنا أَهْلَنا-أَوْ قَدِ
(4)
اشْتَقْنا- سَأَلَنا عَمَّنْ تَرَكْنا بَعْدَنا، فَأَخْبَرْناهُ، قالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ
(5)
، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ
⦗ص: 345⦘
وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ» -وَذَكَرَ أَشْياءَ أَحْفَظُها، أَوْ لا أَحْفَظُها- «وَصَلُّوا
كَما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»
(6)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «قال: أتيتُ إلى النَّبيِّ» . وسقطت لفظة: «إلى» من متن (ب).
(2)
لفظة: «وليلة» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر (ن، ق)، والذي في (و، ب، ص) أن لفظة: «يومًا» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
ذكر في (ب) أن متنَ اليونينية مضبوطٌ بالوجهين: «رفيقًا» و «رقيقًا» ؛ بالفاء والقاف معًا.
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وقد» .
(5)
في رواية [عط]: «أهاليكم» .
(6)
بهامش اليونينية: بخط الحافظ مؤرِّخ الشام [يعني ابنَ عساكر]: هذا الحديث من: «حدَّثنا محمد بن المثنى» إلى: «حدَّثنا مسدَّد» . وقال في أوله: زاد الحَمُّويي والنُّعيمي. ثم ذكر الحديثَ في الحاشية، وهو ساقط عند الحافظ أبي ذر في هذا المكان. اهـ. «لا الحمرة إلى»
632 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ، قالَ:
أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بِضَجْنانَ، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا فِي رِحالِكُمْ. فَأخبَرَنا
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم كان يَأمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ
(4)
: «أَلا صَلُّوا فِي الرِّحالِ» . فِي اللَّيْلَةِ البارِدَةِ أَوِ المَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأخبَرَنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية [عط] بدل رواية السَّمعاني.
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(4)
ضبط في (ن، و) الراء فقط، وبهامش (ب، ص): بكسر الهمزة وسكون المثلثة من الفرع، وضبط الكلمة في الإرشاد بوجهين، المذكور، وبفتح الهمزة والثاء:«أَثَرَة» .
633 -
حدَّثنا إِسْحاقُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قالَ: حدَّثنا أبو العُمَيْسِ، عن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، فَجاءَهُ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ خَرَجَ
(2)
بِلالٌ بِالْعَنَزَةِ حَتَّى رَكَزَها بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، وَأَقامَ الصَّلاةَ.
(1)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية [عط] زيادة:«بن منصور» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثم أُخْرِج» .
(19)
بابٌ
(1)
: هَلْ يَتَتَبَّعُ
(2)
المُؤَذِّنُ فاهُ هاهُنا وَهاهُنا؟ وَهَلْ يَلْتَفِتُ فِي الأَذانِ؟
وَيُذْكَرُ عن بِلالٍ أَنَّهُ جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ.
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَجْعَلُ إِصْبَعَيْهِ
(3)
فِي أُذُنَيْهِ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ: لا بَأسَ أَنْ يُؤَذِّنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ.
وَقالَ عَطاءٌ: الوُضُوءُ حَقٌّ وَسُنَّةٌ.
وَقالَتْ عائِشَةُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ على كُلِّ أَحْيانِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «يُتْبِعُ» .
(3)
لم تضبط الهمزة في (ن، و) في هذا الموضع والذي قبله، وضبطها في (ب) هنا بالكسر، وبه ضبطت في (ص) في الموضعين.
634 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَوْنِ بنِ أبِي جُحَيْفَةَ:
عنْ أبِيهِ: أنَّهُ رَأَى بِلالًا يُؤَذِّنُ، فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فاهُ هاهُنا وَهاهُنا بِالأَذانِ.
(20)
بابُ
(1)
قَوْلِ الرَّجُلِ: فاتَتْنا الصَّلاةُ
وَكَرِهَ ابْنُ سِيرِينَ أَنْ يَقُولَ: فاتَتْنا
(2)
، وَلَكِنْ لِيَقُلْ
(3)
: لَمْ نُدْرِكْ.
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصَحُّ:
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الصَّلاةُ» (ب، ص)، وهي مثبتة عندهما في المتن، مُحوَّقٌ عليها.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وليَقُل» .
635 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ:
⦗ص: 347⦘
عن أَبِيهِ، قالَ: بَيْنَما نَحْنُ
(1)
مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجالٍ
(3)
، فَلَمَّا صَلَّى قالَ:«ما شَأنُكُمْ؟» قالُوا: اسْتَعْجَلْنا إلى الصَّلاةِ. قالَ: «فَلا تَفْعَلُوا
(4)
، إذا أَتَيْتُمُ الصَّلاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ
(5)
، فَما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَما فاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».
(1)
في متن (و، ب، ص) زيادة: «نصلِّي» .
(2)
في رواية [عط]: «رسولِ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الرجالِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لا تفعلوا» .
(5)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«عليكم السكينةَ» .
(21)
بابٌ: لا يَسْعَى إلى الصَّلاةِ، وَلْيَأتِ
(1)
بِالسَّكِينَةِ والْوَقارِ
وَقالَ
(2)
: «ما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَما فاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» ؛
(3)
قالهُ
(4)
أبو قَتادَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «وليأتها» .
(2)
قوله: «لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار وقال» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو مشكل بالنسبة لرواية أبي ذر، وذكر في (ب، ص) أنه ثابتٌ في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي.
(3)
من قوله: «باب» إلى قوله: «فأتموا» ليس في رواية الأصيلي.
(4)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ: «وقاله» (ب، ص).
636 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ، قالَ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن سَعيْدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وعَنِ الزُّهرِيِّ، عن أَبِيْ سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذا سَمِعْتُمُ الإِقامَةَ فامْشُوا إلى الصَّلاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والْوَقارِ
(1)
، وَلا تُسْرِعُوا، فَما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَما فاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وعليكم السكينةَُ والوقارَُ» ، والذي في (ب، ص) أنَّ المثبت في المتن هو روايةٌ لأبي ذر، وكلا القولَين صحيحٌ موافقٌ لما في رواية أبي مكتوم عنه: فالأوَّل: رواية أبي ذر عن الحَمُّويي، والثاني: روايته عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(22)
بابٌ
(1)
: مَتَى يَقُومُ النَّاسُ إذا رَأَوُا الإِمَامَ عِنْدَ الإِقامَةِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي (و، ب، ص).
637 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى
(2)
: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي» .
(23)
بابٌ
(1)
: لا يَسْعَى إلى الصَّلاةِ مُسْتَعْجِلًا، وَلْيَقُمْ بِالسَّكِينَةِ والْوَقارِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «باب لا يقوم إلى الصلاة مستعجلًا، وليَقُم إليها بالسَّكينة والوَقار» ، وعزاها في الفتح والإرشاد إلى روايته عن الحَمُّويي، وهو موافق لما في رواية أبي مكتوم عنه، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«باب لا يَسعى إلى الصلاة» فحَسْب، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وابن عساكر و [عط] وروايةٍ عن أبي ذر:«باب لا يَسعى إلى الصلاة، ولا يقوم إليها مستعجلًا، وليَقُم بالسَّكينة والوَقار» .
638 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «وعليكم السكينة» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«تابعه علي بن المُبارَك» .
(24)
بابٌ
(1)
: هَلْ يَخْرُجُ مِنَ المَسْجِدِ لِعِلَّةٍ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
639 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صالِحِ بْنِ كَيْسانَ،
⦗ص: 349⦘
عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ، حَتَّى إذا قامَ فِي مُصَلَّاهُ، انْتَظَرْنا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ، قالَ
(2)
: «عَلَى مَكانِكُمْ» . فَمَكَثْنا عَلَى هَيْئَتِنا
(3)
، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنا يَنْطِفُ
(4)
رَأسُهُ ماءً، وَقَدِ اغْتَسَلَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «على هِيْنَتِنا» بكسر الهاء وبعد الياء نون مفتوحة من غير همز، وبهامش اليونينية:«الهِينَة: الرِّفق» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَنْطُفُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(25)
بابٌ
(1)
: إذا قالَ الإِمامُ: مَكانَكُمْ. حَتَّى إذا رَجَعَ
(2)
انْتَظَرُوهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «حتى أَرْجِعَ» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حتى يَرْجِع» ، وفي رواية أبي ذر:«حتى نَرْجِع» ، وضرب على لفظة:«إذا» في متن اليونينية، هكذا في الأصول، ولعلَّ الضرب على «إذ» لتصير العبارة: «مكانكم حتى أرْجِع
…
».
640 -
حدَّثنا إِسْحاقُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَسَوَّى النَّاسُ صُفُوفَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَقَدَّمَ، وهو جُنُبٌ، ثُمَّ قالَ
(2)
: «عَلَى مَكانِكُمْ» . فَرَجَعَ فاغْتَسَلَ
(3)
، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأسُهُ يَقْطُرُ ماءً، فَصَلَّى بِهِمْ.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «أخبرنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
في رواية الأصيلي: «واغتَسَل» .
(26)
بابُ
(1)
قَوْلِ الرَّجُلِ
(2)
: ما صَلَّيْنا
641 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ يَقُولُ:
أخبَرَنا جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جاءَهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ يَوْمَ الخَنْدَقِ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ
(1)
ما كِدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ
(2)
، حَتَّى كادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ. وَذَلِكَ بَعْدَما أَفْطَرَ الصَّائمُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«واللَّهِ ما صَلَّيْتُها» . فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى بُطْحَانَ وَأَنا مَعَهُ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى-يَعْنِي
(3)
العَصْرَ- بَعْدَما غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَها المَغْرِبَ.
(1)
قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ.
(2)
في رواية الأصيلي: «ما كدْتُ أُصلي» .
(3)
لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط].
(27)
بابُ
(1)
الإِمامِ تَعْرِضُ لَهُ الحاجَةُ بَعْدَ الإِقامَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
642 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ
(1)
بْنُ صُهَيْبٍ:
⦗ص: 351⦘
عن أَنَسٍ
(2)
، قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُناجِي رَجُلًا فِي
(3)
جانِبِ المَسْجِدِ، فَما قامَ إلى الصَّلَاةِ حَتَّى نامَ القَوْمُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «هو» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «إلى» .
(28)
بابُ
(1)
الكَلامِ إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
643 -
حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ، قالَ:
سَأَلْتُ ثابِتًا البُنانِيَّ عن الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بَعْدَما تُقامُ الصَّلاةُ، فَحدَّثني عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَعَرَضَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَحَبَسَهُ بَعْدَما أُقِيمَتِ الصَّلاةُ.
وَقالَ الحَسَنُ: إِنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عن العِشاءِ فِي جَماعَةٍ، شَفَقَةً عَلَيهِ
(1)
، لَمْ يُطِعْها
(2)
.
(1)
لفظة: «عليه» ثابتة في رواية ابن عساكر أيضًا (ب)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، وهو مشكل لما سيأتي في التعليق الآتي.
(2)
هذا الأثر ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط]. قال في الإرشاد: ذكرها في الباب الآتي، وهو اللائق كما لا يخفى.
(29)
بابُ
(1)
وُجُوبِ صَلاةِ الجَماعَةِ
وَقالَ الحَسَنُ: إِنْ مَنَعَتْهُ أُمُّهُ عن العِشاءِ فِي الجَمَاعَةِ
(2)
شَفَقَةً، لَمْ يُطِعْها.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «في جماعةٍ» بالتنكير.
644 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لقد هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَُ
(1)
، ثُمَّ آمُرَُ بِالصَّلاةِ فَيُؤَذَّنَُ لَها، ثُمَّ آمُرَُ رَجُلًا فَيَؤُمَُّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخالِفَُ إلى رِجالٍ
⦗ص: 352⦘
فَأُحَرِّقَُ عَلَيْهِمْ بُيوتَهُمْ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مرْماتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ، لَشَهِدَ العِشاءَ».
(1)
في اليونينية بالضبطين: رفعًا ونصبًا في هذا الفعل وفي الأفعال الآتية بعدَه في الحديث، وفي رواية [عط]:«فَيُحْتَطَبَ» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَيُتَحَطَّبُ» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«يُتَحَطَّبُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«لِيُحْطَبَ» .
(30)
بابُ فَضْلِ صَلاةِ الجَماعَةِ
وَكانَ الأَسْوَدُ إذا فاتَتْهُ الجَماعَةُ ذَهَبَ إلى مَسْجِدٍ آخَرَ
(1)
.
وَجاءَ أَنَسٌ
(2)
إلى مَسْجِدٍ قَدْ صُلِّيَ فِيهِ، فَأَذَّنَ وَأَقامَ، وَصَلَّى جَماعَةً.
(1)
من قوله: «باب فضل
…
» إلى قوله: «مسجدٍ آخرَ» ، ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن مالك» .
645 -
646 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صَلاةُ الجَماعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» .
(2)
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «عن ابن عمر» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] زيادةُ حديثٍ كتب بالحمرة، هو:
646 -
حدثنا عبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أَخبَرَنا [في رواية أبي ذر: «حدَّثني»] الليثُ: حدَّثني ابنُ الهادِ، عَن عَبدِ اللهِ بنِ خَبَّاب:
عن أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ [«الخُدْرِي»: ليس في رواية ابن عساكر]: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: «صَلاةُ الجَماعةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الفَذِّ بِخَمْسٍ [في رواية الأصيلي: «خمسًا» ] وعِشرِينَ دَرَجةً».
647 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، قالَ: حدَّثنا
(1)
الأَعْمشُ، قالَ: سَمِعتُ أَبا صالِحٍ يَقُولُ:
⦗ص: 353⦘
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ الرَّجُلِ فِي الجَماعَةِ
(2)
تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا
(3)
وَعِشْرِينَ ضِعْفًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ: إذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بها دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بها خَطِيئَةٌ، فَإِذا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ، ما دامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. وَلا يَزالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ ما انْتَظَرَ الصَّلاةَ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبرنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «جماعةً» بالتنكير، وزاد في (و، ب، ص) نسبتَها إلى رواية أبي ذر عن الحَمُّويي، وهو موافق لما في رواية أبي مكتوم عن أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «خمسةً» .
(31)
بابُ
(1)
فَضْلِ صَلاةِ
(2)
الفَجْرِ فِي جَماعَةٍ
(3)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «صلاة» ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا (ب، ص)، وهي ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(3)
في رواية [عط]: «الجماعةِ» .
648 -
649 - حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَفْضُلُ صَلاةُ الجَمِيعِ صَلاةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسةٍ
(1)
وَعِشْرِينَ جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ
(2)
مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهارِ فِي صَلاةِ الفَجْرِ». ثُمَّ يَقُولُ أبو هُرَيْرَةَ: فاقْرَؤُوا إِنْ شِيتُمْ: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
(3)
كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].
⦗ص: 354⦘
قالَ شُعَيْبٌ: وَحدَّثني نافِعٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ:«تَفْضُلُها بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» .
(1)
ضبطت في اليونينة بضبطين: «بخمسٍ» ، «بخمسةٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تجتمع» بدون واو (ن، و، ق)، واختلف في ضبط رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: ففي (ن، و) أن روايته: «يجتمع» بالياء وبدون واو، وفي (و، ص): «ويجتمع» بالياء والواو، وأهمل كل ذلك في (ب). قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(3)
في رواية ابن عساكر: «{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ}» .
650 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ سالِمًا، قالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْداءِ تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ أبو الدَّرْداءِ وهو مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ: ما أَغْضَبَكَ؟ فقالَ
(1)
: واللَّهِ ما أَعْرِفُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
(2)
صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، إِلَّا أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «قال» .
(2)
في رواية الحَمُّويي و [عط]: «من أمر محمدٍ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«من محمدٍ» .
651 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، قالَ: حدَّثنا أبو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي
بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى
(1)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى، والَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ حَتَّى يُصَلِّيَها مَعَ الإِمامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي يُصَلِّي ثُمَّ يَنامُ» .
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الأشعري» .
(32)
بابُ
(1)
فَضْلِ التَّهْجِيرِ إلى الظُّهْرِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية [عط]: «
…
التهجير إلى الصلاة».
652 -
653 - 654 - حدَّثنا
(1)
قُتَيْبَةُ
(2)
، عن مالِكٍ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِيْ بَكْرٍ
(3)
، عن أَبِيْ صالِحٍ السمَّانِ:
عن أَبِيْ هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بِطَريقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ
⦗ص: 355⦘
عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ
(4)
، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». ثُمَّ قالَ: «الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ
(5)
: المَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والْغَرِيقُ
(6)
، وَصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وَقالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما فِي النِّداءِ والصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا
(7)
لاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن سعيد» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عبد الرحمن» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فأخذه» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «خمسٌ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «والغَرِقُ» (ب، ص).
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «عليه» .
(33)
بابُ
(1)
احْتِسَابِ الآثارِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
655 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
حُمَيْدٌ:
عن أَنَسٍ
(2)
قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثارَكُمْ؟!» .
وَقالَ مُجاهِدٌ فِي قَوْلِهِ
(3)
: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، قالَ: خُطاهُمْ
(4)
.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «حدَّثني» (ن، و، ق).
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(3)
قوله: «في قوله» ليس في رواية [عط].
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «وقال [في رواية أبي ذر: قال] مجاهدٌ: خطاهم [في رواية أبي ذر: قال خطاهم]: آثار المشي بأرجلهم في الأرض» . وفي حاشية رواية ابن عساكر: «قال مجاهد: خُطاهم آثارهم؛ يعني: المشي في الأرض بأرجلهم» . ورمز عليها بعلامة السقوط، فلعله ضرب عليه في إحدى النسخ والروايات، أو إتمام لبيان فروق الروايات السابقة.
656 -
وَقالَ
(1)
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثني حُمَيْدٌ:
⦗ص: 356⦘
حدَّثني أَنَسٌ
(2)
: أَنَّ بَنِي سَلِمَةَ أَرادُوا أَنْ يَتَحَوَّلُوا عن مَنازِلِهِمْ، فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْرُوا
(5)
، فقالَ:«أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثارَكُمْ؟!» .
قالَ مُجاهِدٌ: خُطاهُمْ آثارُهُمْ، أَنْ
(6)
يُمْشَى
(7)
فِي الأَرْضِ بِأَرْجُلِهِمْ
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن أنس» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «المدينةَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«مَنازِلَهم» .
(6)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية [عط]:«أنْ يَمشُوا» ، وفي نسخة «والمَشْيُ» .
(8)
بهامش اليونينية: سقط عند ابن عساكر والأصيلي، مضروبٌ عليه عند السَّمعاني عن أبي الوقت: من «إنَّ بني سلمة» إلى «ألا تَحتسبون» زاد في بعض: آثاركم»، وقول مجاهد غير مكرَّر إلَّا في حاشية السَّمعاني عن أبي الوقت. اهـ.
(34)
بابُ
(1)
فَضْلِ صلاةِ
(2)
العِشاءِ فِي الجَماعَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
لفظة: «صلاةِ» ليست في رواية ابن عساكر.
657 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني أبو صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ
(1)
والْعِشاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فيهما لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ
(2)
هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ
⦗ص: 357⦘
آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نارٍ، فَأُحَرِّقَ
(3)
عَلَى مَنْ لا يَخْرُجُ إلى الصَّلاةِ بَعْدُ
(4)
».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «من صلاة الفجر» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولقد» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «فأُحْرِق» مخفَّفًا.
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَقْدِرُ» بدل «بعدُ» .
(35)
بابُ
(1)
: اثْنانِ فَما فَوْقَهُما جَماعَةٌ
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
658 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ
(1)
، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن مالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَأَذِّنا وَأَقِيما، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُما أَكْبَرُكُما» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «الحَذَّاء» .
(36)
بابُ
(1)
مَنْ جَلَسَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، وَفَضْلِ المَساجِدِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
659 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ ما دامَ فِي مُصَلَّاهُ ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. لا
(1)
يَزالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ ما دامَتِ
(2)
الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ
لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إلى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاةُ».
(1)
في رواية [عط]: «ولا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ما كانت» .
660 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
⦗ص: 358⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمامُ العادِلُ، وَشابٌّ نَشَأَ فِي عِبادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ
(2)
فِي المَساجِدِ، وَرَجُلانِ تَحابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعا عَلَيْهِ
(3)
وَتَفَرَّقا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ
(4)
ذاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ، فقالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ
(5)
، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى
(6)
حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالِيًا فَفاضَتْ عَيْناهُ».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بُنْدار» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بُنْدار» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «اجتمعا على ذلك» .
(4)
لفظة: «امرأة» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت.
(5)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «ربَّ العالمين» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية الأصيلي: «إخفاءً» .
661 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سُئِلَ أَنَسٌ
(1)
: هَلِ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خاتَمًا؟ فقالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاةَ العِشاءِ إلى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ بَعْدَما صَلَّى، فقالَ:«صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزالُوا فِي صَلاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوها» . قالَ: فَكَأَنِّي
(2)
أَنْظُرُ إلى وَبِيصِ خاتَمِهِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية [عط]: «وكأنِّي» .
(37)
بابُ
(1)
فَضْلِ مَنْ غَدا
(2)
إلى المَسْجِدِ وَمَنْ راحَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مَن خَرَج» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مَن يَخرُج» .
662 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ، قالَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ
(1)
، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بْنِ يَسَارٍ:
⦗ص: 359⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «مَنْ غَدا إلى المَسْجِدِ وَراحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ
(2)
مِنَ
(3)
الجَنَّةِ، كُلَّما غَدا أَوْ راحَ».
(1)
في رواية [عط]: «محمَّد بن المُطَرِّف» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «نُزُلًا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «في» .
(38)
بابٌ
(1)
: إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صَلاةَ إِلَّا المَكْتُوبَةَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
663 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ.
قالَ: وَحدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أَخبَرَني
(2)
سَعْدُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عاصِمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الأَزْدِ
(3)
، يُقالُ لَهُ: مالِكُ ابْنُ بُحَيْنَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاثَ بِهِ النَّاسُ، وَقالَ
(4)
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «آلصُّبْحَ أَرْبَعًا؟! آلصُّبْحَ
(5)
أَرْبَعًا؟!».
تابَعَهُ غُنْدَرٌُ وَمُعاذٌ عن شُعْبَةَ؛ فِي
(6)
مالِكٍ.
وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ، عن سَعْدٍ، عن حَفْصٍ: عن عَبْدِ اللَّهِ ابن بُحَيْنَةَ.
⦗ص: 360⦘
وَقالَ حَمَّادٌ: أخبَرَنا
(7)
سَعْدٌ، عن حَفْصٍ: عن مالِكٍ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «يعني ابنَ بِشْر» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(3)
في رواية الأصيلي: «الأَسْد» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ فقط.
(7)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(39)
بابُ
(1)
حَدِّ المَرِيضِ أَنْ يَشْهَدَ الجَماعَةَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
664 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني
(2)
أَبِي قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ قالَ: الأَسْوَدُ
(3)
قالَ
(4)
:
كُنَّا عِنْدَ عائِشَةَ رضي الله عنها، فَذَكَرْنا المُواظَبَةَ عَلَى الصَّلاةِ والتَّعْظِيمَ لَها، قالتْ: لمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي ماتَ فِيهِ
فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَأُذِّنَ
(6)
، فقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(7)
بِالنَّاسِ». فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، إذا قامَ فِي مَقامِكَ
(8)
لَم يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. وَأَعادَ فَأَعادُوا لَهُ، فَأَعادَ الثَّالِثَةَ فقالَ: «إِنَّكُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(9)
بِالنَّاسِ
(10)
». فَخَرَجَ أبو بَكْرٍ فَصَلَّى
(11)
، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ
(12)
يَخُطَّانِ
(13)
مِنَ الوَجَعِ، فَأَرادَ أبو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ
⦗ص: 361⦘
إِلَيْهِ النَّبِيُّ
(14)
صلى الله عليه وسلم أَنْ مَكانَكَ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِهِ.
قِيلَ
(15)
لِلأَعْمَشِ: وَكانَ
(16)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاتِهِ، والنَّاسُ يُصَلُّونَ
(17)
بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ؟ فقالَ بِرَأسِهِ: نَعَمْ.
رَواهُ
(18)
أبو داوُدَ، عن شُعْبَةَ، عن الأَعْمَشِ. بَعْضَهُ.
وَزادَ أبو مُعاوِيَةَ: جَلَسَ عن يَسارِ أَبِي بَكْرٍ، فَكانَ
(19)
أَبو بَكْرٍ يُصَلِّي قائِمًا.
(1)
قوله: «بن غياث» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن إبراهيم، عن الأسودِ» .
(4)
لفظة: «قال» ليست في رواية ابن عساكر. وبهامش اليونينية: «قال» الثانية ثابتة مع «عن» ، ساقطة مع «قال الأسود» . اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «فأُوذِنَ» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «فلِيُصَلِّيَ» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] وابن عساكر وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قامَ مقامَك» .
(9)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فَلِيُصَلِّيَ» .
(10)
في رواية ابن عساكر و [عط] ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «للناس» .
(11)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُصَلِّي» .
(12)
في رواية ابن عساكر و [عط]: «إلى رجليه» .
(13)
في (و، ق، ب، ص): «تَخُطَّان» بالتاء الفوقية، وفي رواية أبي ذر زيادة:«الأرضَ» .
(14)
لفظة: «النَّبيُّ» ليست في رواية الأصيلي.
(15)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «فقيل» .
(16)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكان» . قارن بما في السلطانية.
(17)
لفظة: «يُصَلُّون» ليست في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ والأصيلي وابن عساكر، ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(18)
في رواية [عط]: «ورواه» .
(19)
في رواية [عط]: «وكان» .
665 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا
(1)
هِشامُ بْنُ يُوسُفَ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ:
قالَتْ عائِشَةُ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم واشْتَدَّ
(3)
وَجَعُهُ، اسْتَأذَنَ أَزْواجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ الأَرْضَ، وَكانَ
(4)
بَيْنَ العَبَّاسِ
(5)
وَرَجُلٍ
(6)
آخَرَ.
⦗ص: 362⦘
قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
(7)
لاِبْنِ عَبَّاسٍ ما قالتْ عائِشَةُ، فقالَ لِي: وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عائِشَةُ؟ قُلْتُ: لا. قالَ: هو عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبرني» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» .
(2)
في رواية [عط]: «رسولُ الله» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية الأصيلي: «فكان» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بين عبَّاسٍ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وبينَ رجلٍ» ، وقيَّد في (ب، ص) روايةَ أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيّ.
(7)
لفظة: «ذلك» ليست في نسخة من رواية ابن عساكر.
(40)
بابُ
(1)
الرُّخْصَةِ فِي المَطَرِ والْعِلَّةِ أَنْ يُصَلِّي فِي رَحْلِهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
666 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
(2)
أَذَّنَ بِالصَّلاةِ فِي لَيْلَةٍ ذاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ، ثُمَّ قالَ: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحالِ. ثُمَّ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَأمُرُ المُؤَذِّنَ إذا كانَتْ لَيْلَةٌ ذاتُ مَطَرٍ وبَرْدٍ، يَقُولُ:«أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحالِ» .
667 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عن مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيِّ: أَنَّ عِتْبانَ بْنَ مالِكٍ كان يَؤُمُّ قَوْمَهُ وهو أَعْمَى، وَأَنَّهُ قالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّها تَكُونُ الظُّلْمَةُ والسَّيْلُ، وَأَنا رَجُلٌ ضَرِيرُ البَصَرِ، فَصَلِّ يا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي مَكانًا أَتَّخِذهُ
(1)
مُصَلًّى. فَجاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ؟» فَأَشارَ إلى مَكانٍ مِنَ البَيْتِ، فَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ضبطت في اليونينية بضبطين: «أَتَّخِذُهُ» و «أَتَّخِذْهُ» .
(41)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُصَلِّي الإِمامُ بِمَنْ حَضَرَ؟
وَهَلْ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي المَطَرِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
668 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ صاحِبُ الزِّيادِيِّ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الحارِثِ، قالَ:
خَطَبَنا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ ذِيْ رَدْغٍ
(2)
، فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ لَمَّا بَلَغَ: حَيَّ على الصَّلاةِ قالَ: قُلِ:
⦗ص: 363⦘
الصَّلاةُ فِي الرِّحالِ. فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، فَكَأَنَّهُمْ
(3)
أَنْكَرُوا، فقال: كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمْ هَذا؟! إِنَّ هَذا فَعَلَهُ
(4)
مَنْ هو خَيْرٌ مِنِّي -يَعْنِي النَّبِيَّ
(5)
صلى الله عليه وسلم إِنَّها عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ
(6)
.
وَعَنْ حَمَّادٍ، عن عاصِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنُ الحارثِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قالَ: كَرِهْتُ أَنْ أُؤَثِّمَكُم، فَتَجيِئُونَ
(7)
تَدُوسُونَ الطِّينَ إلى رُكَبِكُمْ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «الحَجَبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ذي رَزْغٍ» ، وقوله:«ذي رَدْغ» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [عط]: «كأنَّهم» ، ولم ينسبها إلى رواية [عط] في (ب، ص).
(4)
في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِعْلُ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
(6)
بالحاء المهملة، وفي رواية الأصيلي:«أُخْرِجكم» بالخاء المعجمة.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَتجِيئُوا» .
669 -
حدَّثنا مُسلمُ بنُ إِبْراهِيْمَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
سَألَتُ أَبا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ، فقالَ: جاءَتْ سَحابَةٌ، فَمَطَرتْ حَتَّى سالَ السَّقْفُ، وَكانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخلِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الماءِ والطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.
(1)
قوله: «بن إبراهيم» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
670 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا
(1)
يَقُولُ: قالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ الصَّلاةَ مَعَكَ. وَكانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعامًا، فَدَعاهُ إلى مَنْزِلِهِ، فَبَسَطَ لَهُ حَصِيرًا، وَنَضَحَ طَرَفَ الحَصِيرِ، صَلَّى
(2)
عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ. فقالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الجارُودِ لأَنَسٍ
(3)
: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قالَ: ما رَأَيْتُهُ صَلَّاها إِلَّا يَوْمَئِذٍ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فصلَّى» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(42)
بابٌ
(1)
: إذا حَضَرَ الطَّعامُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِالْعَشاءِ.
وَقالَ أبو الدَّرْداءِ: مِنْ فِقْهِ المَرْءِ إِقْبالُهُ عَلَى حاجَتِهِ؛ حَتَّى يُقْبِلَ عَلَى صَلاتِهِ وَقَلْبُهُ فارِغٌ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
671 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ:
سَمِعْتُ عائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قالَ: «إِذا وُضِعَ العَشَاءُ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ» .
672 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قُدِّمَ العَشاءُ فابْدَؤُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلاةَ المَغْرِبِ، وَلا تَعْجَلُوا
(1)
عن عَشائِكُمْ».
(1)
بهامش اليونينية: في نسخةٍ مسموعةٍ على الأصيلي: «تُعْجَلُوا» بضم التاء وفتح الجيم. اهـ.
673 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن أَبِي أُسامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا وُضِعَ عَشاءُ أَحَدِكُمْ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فابْدَؤُوا بِالْعَشاءِ، وَلا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ» .
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعامُ، وَتُقامُ الصَّلاةُ، فَلا يَأتِيها حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ
(1)
قِراءَةَ الإِمامِ.
674 -
وَقالَ زُهَيْرٌ وَوَهْبُ بْنُ عُثْمانَ: عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا كان أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعامِ فَلا يَعْجَلْ حَتَّى يَقْضِيَ حاجَتَهُ مِنْهُ، وَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ» . (673)
⦗ص: 365⦘
رَواهُ
(2)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، عن وَهْبِ بْنِ عُثْمانَ. وَوَهْبٌ مَدِينِيٌّ
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي و [عط] ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَسْمَع» . وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «قال أبو عبد الله: رواه» .
(3)
في رواية [عط]: «مَدَنِيٌّ» .
(43)
بابٌ
(1)
: إذا دُعِيَ الإِمامُ إلى الصَّلاةِ
وَبِيَدِهِ ما يَأكُلُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
675 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ:
أَنَّ أَباهُ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ ذِراعًا يَحْتَزُّ منها، فَدُعِيَ إلى الصَّلاةِ، فَقامَ فَطَرَحَ السِّكِّينَ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(44)
بابُ
(1)
مَنْ كان فِي حاجَةِ أَهْلِهِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَخَرَجَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
676 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا الحَكَمُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ قالَ:
سَأَلْتُ عائِشَةَ: ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قالت: كان يَكُونُ فِي مهْنَةِ
(1)
أَهْلِهِ
(2)
-تَعْنِي خِدْمَةَ
(3)
أَهْلِهِ- فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بكسر الميم وفتحها، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «في مهنة بيت أهله» .
(3)
في رواية أبي ذر: «في خِدمة» (ن، ق)، وعزاها في (و، ص) إلى رواية الأصيلي بدل رواية أبي ذر، وهو موافق لما في السلطانية.
(45)
بابُ
(1)
مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وهو لا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَهُمْ صَلاةَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وَسُنَّتَهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
677 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلابَةَ، قالَ:
⦗ص: 366⦘
جاءَنا مالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ فِي مَسْجِدِنا هَذا، فقال
(1)
: إِنِّي لأُصَلِّي بِكُمْ
(2)
، وَما أُرِيدُ الصَّلاةَ، أُصَلِّي كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي. فَقُلْتُ لأَبِي قِلابَةَ: كَيْفَ كان يُصَلِّي؟ قالَ: مِثْلَ شَيْخِنا هَذا. قالَ: وَكانَ شَيْخًا
(3)
يَجْلِسُ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودِ، قَبْلَ أَنْ يَنْهَضَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى.
(1)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(2)
في رواية الأصيلي: «لَكُم» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي و [عط] و [ق]: «الشيخُ» .
(46)
بابٌ
(1)
: أَهْلُ العِلْمِ والْفَضْلِ أَحَقُّ بِالإِمامَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
678 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ، قالَ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، عن زائدَةَ، عن عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قالَ: حدَّثني أبو بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، قالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فقال: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(2)
بِالنَّاسِ». قالت عائِشَةُ: إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذا قامَ مَقامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. قالَ: «مُرُوا
(3)
أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(4)
بِالنَّاسِ». فَعادَتْ، فقال: «مُرِي أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(5)
بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ». فَأَتاهُ الرَّسُولُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي حَياةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَليُصَلِّيَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُرِي» .
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «فَلِيُصَلِّيَ» . ولم ينسبها إلى الأصيلي في (ب، ص).
(5)
في رواية ابن عساكر: «فَلِيُصَلِّيَ» . وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية الأصيلي أيضاً.
679 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 367⦘
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ
(1)
رضي الله عنها: أَنَّها قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي مَرَضِهِ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . قالت عائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ إذا قامَ فِي مَقامِكَ، لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ
(2)
لِلنَّاسِ
(3)
. فقالت
(4)
عائِشَةُ: فَقُلْتُ
(5)
لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ إذا قامَ فِي مَقامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ
(6)
لِلنَّاسِ
(7)
. فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْ! إِنَّكُنَّ
(8)
لأَنْتُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(9)
لِلنَّاسِ
(10)
». فقالت حَفْصَةُ لِعائشَةَ: ما كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.
(1)
قوله: «أم المؤمنين» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَليُصَلِّيَ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بالناس» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالت» .
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر وأبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«قلت» (ن، و، ق)، وعزاها في (ب، ص) إلى نسخةٍ عن أبي ذر.
(6)
في رواية ابن عساكر: «فَلِيُصَلَّي» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«يُصلِّي» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بالناس» ، وزاد في (و، ب) نسبتَها إلى رواية ابن عساكر، وقيَّدها في (و) بحاشية رواية ابن عساكر، قارن بما في السلطانية.
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فإنَّكُنَّ» . وعزا في (ب، ص) المثبت في المتن إلى روايةٍ لأبي ذر.
(9)
في رواية ابن عساكر: «فَليُصَلِّيَ» .
(10)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بالناس» .
680 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
أَخبَرَني أَنَسُ بْنُ مالِكٍ
الأَنْصارِيُّ -وَكانَ تَبِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ-: أَنَّ أَبا بَكْرٍ كان يُصَلِّي لَهُمْ
(1)
فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إذا كان يَوْمُ الإِثْنَيْنِ، وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِتْرَ الحُجْرَةِ، يَنْظُرُ
(2)
إِلَيْنا وهو قائِمٌ، كَأَنَّ وَجْهَهُ
⦗ص: 368⦘
وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ
(3)
، فَهَمَمْنا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَكَصَ أبو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خارِجٌ إلى الصَّلاةِ، فَأَشارَ إِلَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَتِمُّوا صَلاتَكُمْ. وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ
(4)
مِنْ يَوْمِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بهم» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فنظر» .
(3)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي روايته:«فَضَحِك» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «وتوفي» .
681 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: لَمْ يَخْرُجِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَذَهَبَ أبو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ
(2)
، فقالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ
(3)
وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما نَظَرْنا
(4)
مَنْظَرًا كان أَعْجَبَ إِلَيْنا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَحَ لَنا، فَأَوْمَأ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إلى أَبِي بَكْرٍ
(5)
أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الحِجَابَ، فَلَمْ يُقْدَرْ
(6)
عَلَيْهِ حَتَّى ماتَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فتقدَّم» .
(3)
ضبطت بفتح الضاد في (و، ص، ق)، وبضمها في (ن)، وأهمل ضبطها في (ب).
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما رأينا» .
(5)
في رواية الأصيلي: «إلى أبي بكر بيده» .
(6)
في رواية الأصيلي: «نَقْدِرْ» .
682 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أخبَرَه:
عن أَبِيهِ، قالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، قِيلَ لَهُ فِي
(2)
الصَّلاةِ، فقالَ
(3)
:
⦗ص: 369⦘
«مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(4)
بِالنَّاسِ». قالت عائِشَةُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذا قَرَأَ غَلَبَهُ البُكاءُ. قالَ: «مُرُوهُ فَيُصَلِّي
(5)
». فَعاوَدَتْهُ
(6)
، قال
(7)
: «مُرُوهُ فَيُصَلِّي
(8)
، إِنَّكُنَّ
(9)
صَواحِبُ يُوسُفَ».
تابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ، وابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَإِسْحاقُ بْنُ يَحْيَى الكَلْبِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ.
وَقالَ عُقَيْلٌ، وَمَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: عن حَمْزَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «في» ليست في رواية [عط].
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «فَلِيُصَلِّيَ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «فَلِيُصَلِّيَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فعاوَدْنَه» بنون الجمع.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فقال» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فَلْيُصَلِّ» . كتبت بالحمرة.
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فإنَّكُنَّ» .
(47)
بابُ
(1)
مَنْ قامَ إلى جَنْبِ الإِمامِ لِعِلَّةٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
683 -
حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ نُمَيْرٍ، قالَ: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ، قالت: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ، فَكانَ يُصَلِّي بِهِمْ. قالَ عُرْوَةُ: فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي
(2)
نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ فَإِذا أبو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَلَمَّا رَآهُ أبو بَكْرٍ اسْتَأْخَرَ إليه
(3)
، فَأَشارَ إِلَيْهِ: أَنْ كَما أَنْتَ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِذاءَ أَبِي بَكْرٍ إلى جَنْبِهِ، فَكانَ أبو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والنَّاسُ يُصَلُّونَ
(4)
بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبرنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] وابن عساكر عن أبي الوقت: «مِنْ» .
(3)
لفظة: «إليه» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وقد ضرب عليها بالحمرة في متن اليونينية
(4)
لفظة: «يصلون» ليست في رواية أبي ذر.
(48)
بابُ
(1)
مَنْ دَخَلَ لِيَؤُمَّ النَّاسَ، فَجاءَ الإِمامُ الأَوَّلُ فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ
(2)
أَوْ لَمْ يَتَأَخَّرْ، جازَتْ صَلاتُهُ
فِيهِ عائِشَةُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «فتأخَّر الآخِرُ» وعزاها في (و، ص، ب) إلى حاشية رواية الأصيلي.
684 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي حازِمِ بْنِ دِينارٍ:
عن سَهْلِ
بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إلى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحانَتِ الصَّلاةُ، فَجاءَ المُؤَذِّنُ إلى أَبِي بَكْرٍ، فقال: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ
(1)
فَأُقِيمَ
(2)
؟ قالَ: نَعَمْ. فَصَلَّى أبو بَكْرٍ، فَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والنَّاسُ فِي الصَّلاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكانَ أبو بَكْرٍ لا يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ التَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنِ امْكُثْ مَكانَكَ. فَرَفَعَ أبو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ما أَمَرَهُ
(3)
بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أبو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«يا أَبا بَكْرٍ، ما مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟» . فقالَ أبو بَكْرٍ: ما كان لاِبْنِ أَبِي قُحافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ؟! مَنْ رابَهُ
(4)
شَيْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إذا سَبَّحَ التُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّما التَّصْفِيقُ لِلنِّساءِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «بالناس» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: النصب والرفع، والنصب رواية أبي ذر.
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [عط] ونسخةٍ لأبي ذر: «أمَرَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نابه» .
(49)
بابٌ
(1)
: إذا اسْتَوَوْا فِي القِراءَةِ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
685 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن مالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ، قالَ: قَدِمْنا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، فَلَبِثْنا عِنْدَهُ نَحْوًا
⦗ص: 371⦘
مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا، فقال:«لَوْ رَجَعْتُمْ إلى بِلادِكُمْ فَعَلَّمْتُمُوهُمْ، مُرُوهُمْ فَلْيُصَلُّوا صَلاةَ كَذا فِي حِينِ كَذا، وَصَلاةَ كَذا فِي حِينِ كَذا، وَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ» .
(50)
بابٌ
(1)
: إذا زَارَ الإِمَامُ قَومًا فَأَمَّهُمْ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
686 -
حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قالَ:
سَمِعْتُ عِتْبانَ بْنَ مالِكٍ الأَنصارِيَّ، قالَ: اسْتَأذَنَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فقال:«أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟» . فَأَشَرْتُ لَهُ إلى المَكانِ الَّذِي أُحِبُّ، فَقامَ وَصَفَفْنا خَلْفَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنا
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «علَيَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فسلَّمنا» .
(51)
بابٌ
(1)
: إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ
وَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ
(2)
بِالنَّاسِ وهو جالِسٌ.
وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إذا رَفَعَ قَبْلَ الإِمامِ يَعُودُ فَيَمْكُثُ بِقَدْرِ ما رَفَعَ، ثُمَّ يَتْبَعُ الإِمامَ.
وَقالَ الحَسَنُ، فِيمَنْ يَرْكَعُ مَعَ الإِمامِ رَكْعَتَيْنِ، وَلا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ: يَسْجُدُ لِلرَّكْعَةِ الآخِرَةِ
(3)
سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَقْضِي الرَّكْعَةَ الأُولَى بِسُجُودِها. وَفِيمَنْ نَسِيَ سَجْدَةً حَتَّى قامَ: يَسْجُدُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي. وبهامش اليونينية مكتوب بالحمرة: إلى هنا سقطت الأبواب والتراجم، ومن هنا تسقط الأبواب دون التراجم من سماع كريمة. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «الأخيرة» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
687 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ، عن مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ
(1)
، قالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عائِشَةَ فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي
عن مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالتْ: بَلَى، ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«أَصَلَّى النَّاسُ؟» قُلْنا
(2)
: لا
(3)
، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رسولَ اللهِ
(4)
. قالَ: «ضَعُوا لِي
(5)
ماءً فِي المِخْضَبِ». قالت: فَفَعَلْنا، فاغْتَسَلَ
(6)
، فَذَهَبَ
(7)
لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفاقَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم:«أَصَلَّى النَّاسُ؟» قُلْنا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «ضَعُوا لِي
(8)
ماءً فِي المِخْضَبِ». قالت: فَقَعَدَ فاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفاقَ فقال:«أَصَلَّى النَّاسُ؟» قُلْنا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فقال
(9)
: «ضَعُوا لِي
(10)
ماءً فِي المِخْضَبِ». فَقَعَدَ
(11)
فاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفاقَ فقال:«أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْنا
(12)
: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. والنَّاسُ عُكُوفٌ فِي المَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ
(13)
صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ
(14)
العِشَاءِ الآخِرَةِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتاهُ الرَّسُولُ فقال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. فقالَ أبو بَكْرٍ، وَكانَ رَجُلًا
⦗ص: 373⦘
رَقِيقًا: يا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ. فقالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. فَصَلَّى أبو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ
(15)
بَيْنَ رَجُلَيْنِ، أَحَدُهُما العَبَّاسُ، لِصَلاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أبو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ لا يَتَأَخَّرَ، قالَ:«أَجْلِسانِي إلى جَنْبِهِ» . فَأَجْلَساهُ إلى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قالَ: فَجَعَلَ أبو بَكْرٍ يُصَلِّي وهو يَأْتَمُّ
(16)
بِصَلاةِ النَّبِيِّ
(17)
صلى الله عليه وسلم، والنَّاسُ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ.
قالَ
(18)
عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلا أَعْرِضُ عَلَيْكَ ما حَدَّثَتْنِي عائِشَةُ، عن مَرَضِ النَّبِيِّ
(19)
صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: هاتِ. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَها، فَما أَنْكَرَ منه شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كان مَعَ العَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لا. قالَ: هو عَلِيٌّ
(20)
.
(1)
قوله: «بن عتبة» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقلنا» .
(3)
في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «لا يا رسول الله، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ» .
(4)
قوله: «يا رسول الله» مضروب عليه في متن اليونينية بالحمرة. لعله إشارة إلى رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ضَعُونِي» .
(6)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فقعد فاغتسل» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ثم ذهب» .
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «ضَعُونِي» .
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي و [عط] وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ضَعُونِي» .
(11)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«قعد» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلنا» .
(13)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(14)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «الصلاةَ العشاء الآخرة» (ب، ص).
(15)
هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«وخرج» .
(16)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا: «وهو قائم» .
(17)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(18)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(19)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [عط]: «رسولِ الله» .
(20)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن أبي طالب رضي الله عنه» .
688 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ: أَنَّها قالت: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وهو شاكٍ
(2)
، فَصَلَّى جالِسًا، وَصَلَّى وَراءَهُ قَوْمٌ قِيامًا، فَأَشارَ إِلَيْهِمْ
(3)
: أَنِ اجْلِسُوا. فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا
(4)
، وَإِذا صَلَّى جالِسًا
⦗ص: 374⦘
فَصَلُّوا جُلُوسًا».
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر و [عط] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«شاكيٌ» بإثبات الياء.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «عليهم» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «وإذا قالَ: سَمِع اللهُ لمَن حَمِدَه. فقولوا: ربَّنا لكَ [في رواية أبي ذر: ولكَ] الحَمدُ» .
689 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا فَصُرِعَ عَنْهُ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَصلَّى صَلاةً مِنَ الصَّلَواتِ وهو قاعدٌ، فَصلَّينا وَراءَهُ قُعُودًا، فَلمَّا انْصَرفَ
قالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤتَمَّ
(1)
بِهِ، فَإِذا صَّلى قائِمًا فَصَلُّوا قِيامًا
(2)
، فإِذا
(3)
رَكَعَ فاركَعُوا، وإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا، وإذا قالَ: سَمِعَ اللهُ لمِنْ حَمِدَه، فَقُولُوا: رَبَّنا ولَكَ الحَمْدُ، وَإِذا صَلَّى قائِمًا فَصَلُّوا قِيامًا
(4)
، وَإِذا صَلَّى جالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ
(5)
».
قالَ أبو عَبْدِ اللَّه
(6)
: قالَ الحُمَيْدِيُّ: قَوْلُهُ: «إِذا صَلَّى جالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا» هو فِي مَرَضِهِ القَدِيمِ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جالِسًا، والنَّاسُ خَلْفَهُ قِيامًا
(7)
، لَمْ يَأمُرْهُمْ بِالْقُعُودِ، وَإِنَّما يُؤْخَذُ بِالآخِرِ فالآخِرِ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ
(8)
صلى الله عليه وسلم
(9)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «به فإذا صلَّى قائِمًا فصَلُّوا قيامًا» ليس في رواية [عط]. وضبطوا في (ب، ص) ابتداء السقط في روايتهم من قوله: «فإذا» .
(3)
في رواية الأصيلي و [عط] وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وإذا» .
(4)
قوله: «وإذا صلَّى قائِمًا فصلُّوا قِيامًا» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، وزاد في (ن، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية [عط]، وزاد في (و، ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وقيَّدها في (و، ب) بنسخةٍ من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر: «أجمعين» .
(6)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر و [عط]، ولم يشر في (ب، ص) إلى رواية [عط].
(7)
في رواية أبي ذر: «قِيامٌ» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «رسولِ الله» (و، ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وعزاها في (ن) إلى رواية الأصيلي، وهو موافق لما في الإرشاد، والأول أشبه بالصواب؛ لاتفاق الأصول على عدم وجود العبارة كلِّها عند الأصيلي.
(9)
من قوله: «قوله: إذا صلى» إلى قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية [عط] مكانَه:«هذا منسوخٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى في مرضه الذي مات فيه قاعدًا [قاعدًا: ليست في ن] والناس خلفَه قيامٌ» ا هـ.
(52)
بابُ
(1)
مَتَى يَسْجُدُ مَنْ خَلْفَ الإِمامِ؟
قالَ
(2)
أَنَسٌ
(3)
: فَإِذا
(4)
سَجَدَ فاسْجُدُوا.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ، ولم ينسبها في (ب، ص) إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت
(4)
في رواية ابن عساكر: «إذا» (ن، ق)، وعزاها في (ب) إلى رواية [عط] بدل ابن عساكر، وعزاها في (ص) إليهما معًا.
690 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني أبو إِسْحاقَ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قالَ:
حدَّثني البَراءُ
(1)
-وهو غَيْرُ كَذُوبٍ- قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَقَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ساجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ.
حَدَّثَنا
(2)
أبو نُعَيْمٍ، عن سُفْيانَ، عن أَبِي إِسْحاقَ، نَحْوَهُ بِهَذا
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا البراءُ بنُ عازب رضي الله عنهما» .
(2)
في رواية [عط]: «قال: وحدَّثنا» .
(3)
بهامش اليونينية: سقط «حدَّثنا أبو نُعَيم» إلى «بهذا» عند الأصيلي وابن عساكر، وثبت جميعُ ذلك ما عدا «بهذا» عند أبي ذر. اهـ. وقيَّد في (ب، ص) روايةَ أبي ذر بروايته عن المُستملي.
(53)
بابُ
(1)
إِثْمِ مَنْ رَفَعَ رَأسَهُ قَبْلَ الإِمامِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
691 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ، قال
(1)
:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَما
(2)
يَخْشَى أَحَدُكُمْ -أَوْ: لا يَخْشَى أَحَدُكُمْ- إذا رَفَعَ رَأسَهُ قَبْلَ الإِمامِ، أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأسَهُ رَأسَ حِمارٍ»، أَوْ:«يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمارٍ؟!» .
(1)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «أَوَلا» .
(54)
بابُ
(1)
إِمامَةِ العَبْدِ والْمَوْلَى
(2)
-وَكانَتْ
(3)
عائِشَةُ يَؤُمُّها عَبْدُها ذَكْوانُ مِنَ المُصْحَفِ- وَوَلَدِ البَغِيِّ والأَعْرابِيِّ والْغُلامِ الَّذِي لَمْ يَحْتَلِمْ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَؤُمُّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتابِ اللَّهِ
(4)
»
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «والمَوالِي» بالجمع.
(3)
في رواية [عط]: «وكان» .
(4)
في رواية [عط] وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ولا يُمْنَعُ العبدُ مِن [في رواية ابن عساكر: «عن» (ب، ص)] الجَماعةِ بغير [في رواية الأصيلي: «لغير»] علة».
692 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
، قالَ: لَمَّا قَدِمَ المُهاجِرُونَ الأَوَّلُونَ العُصْبَةَ -مَوْضِعٌ
(2)
بِقُباءَ
(3)
- قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، كان يَؤُمُّهُمْ سالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عبدِ الله بن عمر» .
(2)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر وابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر:«مَوْضِعًا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل رواية أبي ذر.
(3)
ضبطها في (ب، ص): «بقُباءٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
693 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثني
(2)
أبو التَّيَّاحِ:
⦗ص: 377⦘
عن أَنَسٍ
(3)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأسَهُ زَبِيبَةٌ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(55)
بابُ
(1)
: إذا لَمْ يُتِمَّ الإِمامُ وَأَتَمَّ
(2)
مَنْ خَلْفَهُ
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «أتمَّ» بإسقاط الواو.
694 -
حدَّثنا الفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قالَ: حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَؤُوا
فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(56)
بابُ
(1)
إِمامَةِ المَفْتُونِ والْمُبْتَدِعِ
وَقالَ الحَسَنُ: صَلِّ، وَعَلَيْهِ بِدْعَتُهُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
695 -
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وَقالَ لَنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَدِيِّ بنِ خِيَارٍ
(2)
: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، وَهوَ مَحْصُورٌ، فقال: إِنَّكَ إِمَامُ عامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ ما تَرَى
(3)
، وَيُصَلِّي لَنا إِمامُ فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ. فقال: الصَّلاةُ أَحْسَنُ ما يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذا أَساؤُوا
⦗ص: 378⦘
فاجْتَنِبْ إِساءَتَهُمْ.
وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ: قالَ الزُّهْرِيُّ: لا نَرَى أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ المُخَنِّثِ
(4)
، إِلَّا مِنْ ضَرُورَةٍ لَا بُدَّ منها.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «محمَّد بن إسماعيل» ، قارن بما في السلطانية، وبهامش اليونينية: سقط «قال أبو عبد الله» عند ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وثبت عند أبي ذر:«قالَ: وقال لنا محمد» إلى آخره. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بنِ الخِيَار» .
(3)
في رواية أبي ذر: «نَرَى» بالنون.
(4)
ضبطت في (ن، ب) بتشديد النون فقط، وفي (و، ص) بفتحها مشددة، وهو موافق لما في الإرشاد.
696 -
حَدَّثَنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ أَبانَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مالِكٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي ذَرٍّ: «اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأسَهُ زَبِيبَةٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(57)
بابٌ
(1)
: يَقُومُ عن يَمِينِ الإِمامِ بِحِذائِهِ
(2)
سَواءً إذا كانا اثْنَيْنِ
697 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بنَ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خالَتِي مَيْمُونَةَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، ثُمَّ جاءَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ نامَ، ثُمَّ قامَ، فَجِئتُ فَقُمْتُ عن يَسارِهِ، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ -أَوْ قالَ: خَطِيطَهُ- ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ.
(58)
بابٌ
(1)
: إذا قامَ الرَّجُلُ
(2)
عَنْ
(3)
يَسارِ الإِمامِ فَحَوَّلَهُ الإِمامُ إلى يَمِينِهِ،
لَمْ تَفْسُدْ صَلاتُهُما
(4)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «رجلٌ» .
(3)
لفظة: «عن» ثابتة في رواية الأصيلي أيضًا.
(4)
في رواية الأصيلي: «صلاتُه» .
698 -
حدَّثنا أَحْمَدُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثنا عَمْرٌو، عن عَبْدِ رَبِّهِ بنِ سَعِيدٍ، عن مَخْرَمَةَ
⦗ص: 379⦘
بنِ سُلَيْمانَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: نِمْتُ
(1)
عِنْدَ مَيْمُونَةَ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَها تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عن
(2)
يَسارِه، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكانَ إذا نامَ نَفَخَ، ثُمَّ أَتاهُ المُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
قال عَمْرٌو: فَحَدَّثْتُ بِهِ بُكَيْرًا فقال: حدَّثني كُرَيْبٌ بِذَلِكَ.
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بِتُّ» .
(2)
في متن (ب، ص): «على» ، وبهامش (ب): كذا في اليونينية: «على» ، وفي أصول كثيرة صحيحة:«عن» . اهـ.
(59)
بابٌ
(1)
: إذا لَمْ يَنْوِ الإِمامُ أَنْ يَؤُمَّ
(2)
، ثُمّ جاءَ
(3)
قَوْمٌ فَأَمَّهُمْ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
قوله: «أنْ يَؤُمَّ» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية الأصيلي: «فجاءَ» .
699 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ، عن أَيُّوبَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: بِتُّ عِنْدَ خالَتِي
(1)
، فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ، فَقُمْتُ عن يَسارِهِ، فَأَخَذَ بِرَأسِي، فَأَقامَنِي
(2)
عن يَمِينِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «مَيْمُونةَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «وأقامني» .
(60)
بابٌ
(1)
: إذا طَوَّلَ الإِمامُ، وَكانَ لِلرَّجُلِ حاجَةٌ، فَخَرَجَ فَصَلَّى
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وصلى» .
700 -
701 - حدَّثنا مُسْلِمٌ
(1)
، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ كانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ
⦗ص: 380⦘
-وحدَّثني
(2)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ
قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، قالَ: سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كانَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ
(3)
يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ- فَصَلَّى العِشاءَ، فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ، فانْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّ مُعَاذًا
(4)
تَناوَلَ
(5)
مِنْهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«فَتَّانٌ، فَتَّانٌ، فَتَّانٌ» . ثَلاثَ مِرارٍ
(6)
-أَوْ قالَ: «فاتِنًا، فاتِنًا، فاتِنٌ
(7)
» - وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ المُفَصَّلِ. قالَ عَمْرٌو: لا أَحْفَظُهُمَا.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن إبراهيم» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«قال: وحدَّثني» ، وفي رواية أبي ذر:«قال: حدَّثني» .
(3)
قوله: «بن جبل» ليس في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكانَ معاذٌ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «يَنالُ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(6)
في حاشية رواية ابن عساكر: «مرَّات» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فاتنًا» بالنصب في الثالثة أيضًا، كتبت بالحمرة، وفي (ب، ص) أن في رواية الأصيلي زيادة: «ثلاث مِرار» .
(61)
بابُ
(1)
تَخْفِيفِ الإِمامِ فِي القِيامِ، وَإِتْمامِ الرُّكُوعِ والسُّجُودِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
702 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا، قالَ:
أَخْبَرَنِي أبو مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عن صَلاةِ الغَداةِ مِنْ أَجْلِ فُلانٍ؛ مِمَّا يُطِيلُ بِنا. فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا منه يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قالَ:«إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ ما صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ والْكَبِيرَ وَذا الحاجَةِ» .
(62)
بابٌ
(1)
: إذا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ ما شاءَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
703 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ مِنْهُمُ
(1)
الضَّعِيفَ والسَّقِيمَ والْكَبِيرَ، وَإِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ ما شاءَ».
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فيهم» .
(63)
بابُ
(1)
مَنْ شَكا إِمامَهُ إذا طَوَّلَ
وَقالَ أبو أُسَيْدٍ
(2)
: طَوَّلْتَ بِنا يا بُنَيَّ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أبو أَسِيدٍ» بفتح الهمزة وكسر السين، وهو خطأ كما قال القاضي عِياض في المشارق
704 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ بنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسِ بنِ أَبِي حازِمٍ:
عن أَبِي مَسْعُودٍ، قالَ: قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عن الصَّلاةِ فِي الفَجْرِ؛ مِمَّا يُطِيلُ بِنا فُلانٌ فِيها. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِي مَوْضِعٍ
(1)
كانَ أَشَدَّ غَضَبًا منه يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قالَ: «يا أَيُّها النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ
(2)
، فَمَنْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيَتَجَوَّزْ؛ فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ والْكَبِيرَ وَذا الحاجَةِ».
(1)
في رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر: «في موعظة» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «لَمُنَفِّرِينَ» ، قارن بما في الإرشاد.
705 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا مُحارِبُ بنُ دِثَارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيَّ، قالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ بِناضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوافَقَ
⦗ص: 382⦘
مُعاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ
(1)
ناضِحَهُ
(2)
، وَأَقْبَلَ إلى مُعاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ -أَوِ النِّساءِ- فانْطَلَقَ الرَّجُلُ، وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعاذًا نالَ مِنْهُ؛ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ مُعاذًا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا مُعاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟!» -أَوْ قالَ
(3)
: «أفاتِنٌ
(4)
؟!» - ثَلاثَ مِرارٍ
(5)
، «فَلَوْلا صَلَّيْتَ بِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}
(6)
، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَراءَكَ الكَبِيرُ والضَّعِيفُ وَذُو الحاجَةِ». أَحْسِبُ فِي الحَدِيثِ
(7)
.
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: و
(8)
تابَعَهُ سَعِيدُ بنُ مَسْرُوقٍ
وَمِسْعَرٌ والشَّيْبانِيُّ.
قالَ عَمْرٌو وَعُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مِقْسَمٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ عن جابِرٍ: قَرَأَ مُعاذٌ فِي العِشاءِ بِالْبَقَرَةِ.
وَتابَعَهُ الأَعْمَشُ، عن مُحارِبٍ.
(1)
في رواية الأصيلي ونسخةٍ لأبي ذر: «فَبَرَّك» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «ناضِحَيْه» .
(3)
لفظة: «قال» ليست في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وضرب عليها بالحمرة في اليونينية.
(4)
في رواية ابن عساكر: «فاتنٌ» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر زيادة:«أنت» ، ولم تنسب لحاشية رواية ابن عساكر في (ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «مرَّاتٍ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{الأَعْلَى}» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أَحْسِبُ هذا في الحديث» كتبت بالحمرة، وفي رواية ابن عساكر:«وأحسِب في هذا، وفي الحديث» .
(8)
قوله: «قال أبو عبد الله: و» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
706 -
حدَّثنا
(1)
أبو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
⦗ص: 383⦘
عن أَنَسٍ
(2)
، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوجِزُ الصَّلاةَ وَيُكْمِلُها.
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت قبل الحديث زيادة: «(64) بابٌ» ، وفي رواية أبي ذر قبل الحديث زيادة:«(64) بابُ الإيجازِ في الصَّلاةِ وإِكمالِها» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(65)
بابُ
(1)
مَنْ أَخَفَّ الصَّلاةَ عِنْدَ بُكاءِ الصَّبِي
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
707 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
الوَلِيدُ
(3)
، قالَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ أَبِي قَتادَةَ
(4)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيها، فَأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي؛ كَراهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ على أُمِّهِ» .
تابَعَهُ بِشْرُ بنُ بَكْرٍ
(5)
، وابْنُ المُبارَكِ، وَبَقِيَّةُ، عن الأَوْزاعِيِّ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «هو الفَرَّاء» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ مُسْلِمٍ» .
(4)
قوله: «أبي قتادة» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
708 -
حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلالٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
شَرِيكُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ
(2)
يَقُولُ: ما صَلَّيْتُ وَراءَ إِمامٍ قَطُّ، أَخَفَّ صَلاةً وَلا أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ فَيُخَفِّفُ؛ مَخافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بنَ مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «أن يَفْتِنَ أُمَّه» .
709 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ
(1)
:
أَنَّ أَنَسَ بنَ مالِكٍ حَدَّثَهُ
(2)
: أَنَّ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنا أُرِيدُ إِطالَتَها، فَأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي؛ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكائِهِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «
…
سعيدٌ، عن قتادةَ».
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّث» بحذف الضمير.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نبيَّ الله» .
710 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ، فَأُرِيدُ إِطالَتَها، فَأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ؛ مِمَّا
(3)
أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكائِهِ».
وَقالَ مُوسَى: حدَّثنا أَبانُ: حدَّثنا قَتادَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ
(4)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِمَا» .
(4)
لفظة: «مثله» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(66)
بابٌ
(1)
: إذا صَلَّى ثُمَّ أَمَّ قَوْماً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
711 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمانِ، قالَا: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن عَمْرِو بنِ دِينارٍ:
عن جابِرٍ
(1)
، قالَ: كانَ مُعاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَأتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ عبد الله» .
(67)
بابُ
(1)
مَنْ أَسْمَعَ النَّاسَ تَكْبِيرَ الإِمامِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
712 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ داوُدَ، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَضَهُ الَّذِي ماتَ فِيهِ، أَتاهُ
(1)
يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ، فقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(2)
». قُلْتُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِنْ يَقُمْ مَقامَكَ يَبْكِي
(3)
، فَلا يَقْدِرُْ على القِراءَةِ. قالَ
(4)
: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
(5)
». فَقُلْتُ
(6)
مِثْلَهُ، فقالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: «إِنَّكُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبا بَكْرٍ
فَلْيُصَلِّ». فَصَلَّى، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الأَرْضَ، فَلَمَّا رَآهُ أبو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَشارَ إِلَيْهِ: أَنْ صَلِّ. فَتَأَخَّرَ أبو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى جَنْبِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ.
تابَعَهُ مُحاضِرٌ، عن الأَعْمَشِ.
(1)
في رواية الأصيلي ونسخة زيادة: «بلالٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بالناس» .
(3)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يَبْكِ» بالجزم.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(5)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«فَلِيُصَلِّيَ بالناس» كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية الأصيلي: «قلتُ» .
(68)
بابُ
(1)
: الرَّجُلِ
(2)
يَأتَمُّ بِالإِمامِ، وَيَأتَمُّ النَّاسُ بِالْمَأمُومِ
وَيُذْكَرُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «ائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ» .
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الرَّجُلُ» .
713 -
حدَّثنا
(1)
قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا أبو مُعاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ، قالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ، فقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ
(3)
بِالنَّاسِ». فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى ما يَقُمْ
(4)
مَقامَكَ لا يُسْمِعُ
(5)
النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ يُصَلِّيْ
(6)
بِالنَّاسِ». فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ
(7)
مَقامَكَ لا يُسْمِعُ
(8)
النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. قالَ
(9)
: «إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ
(10)
بِالنَّاسِ» فَلَمَّا دَخَلَ
(11)
فِي الصَّلاةِ، وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفْسِهِ خِفَّةً، فَقامَ يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلاهُ يَخُطَّانِ
(12)
فِي الأَرْضِ، حَتَّى دَخَلَ المَسْجِدَ، فَلَمَّا سَمِعَ أبو بَكْرٍ حِسَّهُ، ذَهَبَ أبو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ
(13)
رَسُولُ اللَّهِ
(14)
صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَلَسَ عن يَسارِ أَبِي بَكْرٍ،
⦗ص: 387⦘
فَكانَ أبو بَكْرٍ يُصَلِّي قائِمًا، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قاعِدًا، يَقْتَدِي أبو بَكْرٍ بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والنَّاسُ مُقْتَدُونَ
(15)
بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أبا بَكْرٍ يُصَلِّيْ» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «متى يقوم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «لم يُسْمِعْ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أن يُصلِّيَ» .
(7)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «متى يقوم» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«متى ما يَقُم» .
(8)
في رواية أبي ذر: «لم يُسْمِعْ» .
(9)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(10)
في رواية ابن عساكر: «أَبا بَكْرٍ يُصَلِّيْ» .
(11)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي، وهو في نسخة من روايته:«داخل» (ن، ق)، وجعل في (ص) تخريجَ هذا الاختلاف على قوله:«حتى دَخَلَ المسجدَ» الآتي، وضبطه:«داخِل» بكسر الخاء، وهو موافق لما في (ز) والسلطانية، وهكذا ضبطه في الإرشاد لكن جعله في الموضع الأول، وذكر في (و) الاختلاف ولم يُقيده بموضع منهما، وأهمل ذكره في (ب، ع).
(12)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَخُطَّان» بالتاء.
(13)
في رواية الأصيلي: «فجاءه» .
(14)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(15)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقتدون» فِعلًا لا اسماً.
(69)
بابٌ
(1)
: هَلْ يَأخُذُ الإِمامُ إذا شَكَّ بِقَوْلِ النَّاسِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
714 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكِ بنِ أَنَسٍ
(1)
، عن أَيُّوبَ بنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيانِيِّ، عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِن اّْثْنَتَيْنِ، فقالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ؟» فقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى اّْثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ.
(1)
قوله: «بنِ أنسٍ» ليس في رواية ابن عساكر.
715 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِي سَلَمَةَ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، فَقِيلَ: صَلَّيْتَ
(3)
رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ عبد الرحمن» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ص)، وهو موافق لنسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية الأصيلي:«رسولُ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «قد صليتَ» .
(70)
بابٌ
(1)
: إذا بَكَى الإِمامُ فِي الصَّلاةِ
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ شَدَّادٍ: سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ، يَقْرَأُ
(2)
: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ}
(3)
[يوسف: 86].
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فقرأ» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «الآية» .
716 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكُ بنُ أَنَسٍ، عن
هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي مَرَضِهِ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ يُصَلِّي
(2)
بِالنَّاسِ». قالتْ عائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ إذا قامَ فِي مَقامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ
(3)
. فقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ
(4)
». فقالتْ
(5)
عائِشَةُ لِحَفْصَةَ
(6)
: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ
(7)
، إذا قامَ فِي مَقامِكَ
(8)
لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ البُكاءِ
(9)
، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ
(10)
. فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَهْ! إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ» . قالتْ
(11)
حَفْصَةُ لِعائشَةَ
(12)
: ما كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فَلْيُصَلِّ» بالجزم.
(3)
في رواية أبي ذر: «يُصَلِّي» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر: «بالنَّاس» (ن، و).
(5)
في متن (ب، ص): «قالت» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقالت عائشةُ: فقلتُ لحفصة» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «رجلٌ أَسِيفٌ» ، ولم ينسيها إلى الكُشْمِيْهَنِيِّ في (ب، ص).
(8)
في رواية أبي ذر: «إذا قامَ مقامَكَ» .
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «في البكاء» ، وزاد في (ب، ص، و، ق) نسبتها إلى رواية المُستملي.
(10)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بالنَّاس» (ن، و).
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالت» .
(12)
قوله: «لعائشة» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(71)
بابُ
(1)
تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ عِنْدَ الإِقامَةِ وَبَعْدَها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
717 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ هِشامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أَخبَرَنِي
(1)
عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، قالَ: سَمِعْتُ سالِمَ بنَ أَبِي الجَعْدِ، قالَ:
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَتُسَوُّنَّ
(2)
صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَتُسَوُّون» بواوين.
718 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن عَبْدِ العَزِيزِ
(1)
:
عن أَنَسٍ
(2)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَراكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي» .
(3)
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن صُهَيب» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(72)
بابُ
(1)
إِقْبالِ الإِمامِ على النَّاسِ عِنْدَ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
719 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ أَبِي رَجَاءٍ، قالَ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ بنُ قُدامَةَ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:
حدَّثنا أَنَسٌ
(1)
، قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فقالَ:«أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَتَراصُّوا، فَإِنِّي أَراكُمْ مِنْ وَراءِ ظَهْرِي»
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ مالكٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «الحديث» .
(73)
بابُ
(1)
الصَّفِّ الأَوَّلِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
720 -
721 - حدَّثنا أبو عاصِمٍ، عن مالِكٍ، عن سُمِيٍّ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيرَةَ، قالَ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَداءُ: الغَرِقُ، والمَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والْهَدِمُ» . وَقالَ: «وَلَوْ
(1)
يَعْلَمُونَ ما فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا
(2)
، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ المُقَدَّمِ
(3)
لاسْتَهَمُوا
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «لو» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إليه» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن المُستملي: «ما في الصفِّ الأَوَّل» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(74)
بابُ
(1)
: إِقامَةِ
(2)
الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ
(3)
الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِقامَةُ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إتمام» .
722 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا لَكَ
(2)
الحَمْدُ، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا، وَإِذا صَلَّى جالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ
(3)
، وَأَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلاةِ؛ فَإِنَّ إِقامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاةِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مُنَبِّه» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ولك» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي نسخةٍ لأبي ذر:«أجمعين» .
723 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
⦗ص: 391⦘
عن أَنَسٍ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ
(2)
:
«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ
(3)
مِنْ إِقامَةِ الصَّلاةِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
(3)
في رواية الأصيلي: «الصفِّ» بالإفراد، وخرَّج له في (ب، ص) على لفظة: «الصفوف» في ترجمة الباب الآتي.
(75)
بابُ
(1)
إِثْمِ مَنْ لَمْ يُتِمَّ
(2)
الصُّفُوفَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «يُقِم» .
724 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ أَسَدٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
الفَضْلُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا سَعِيدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عن بُشَيْرِ بنِ يَسَارٍ الأَنْصارِيِّ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(2)
: أَنَّهُ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَقِيلَ لَهُ: ما أَنْكَرْتَ مِنَّا
(3)
مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: ما أَنْكَرْتُ شَيْئًا، إِلَّا أَنَّكُمْ لا تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ.
وَقالَ عُقْبَةُ بنُ عُبَيْدٍ، عن بُشَيْرِ بنِ يَسارٍ: قَدِمَ عَلَيْنا أَنَسُ بنُ مالِكٍ
(4)
المَدِينَةَ. بِهَذا.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
لفظة: «مِنّا» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وليست في رواية أبي ذر.
(4)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(76)
بابُ
(1)
إِلْزاقِ المَنْكِبِ بِالْمَنْكِبِ والْقَدَمِ بِالْقَدَمِ فِي الصَّفِّ
وَقالَ النُّعْمانُ بنُ بَشِيرٍ: رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صاحِبِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
725 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن حُمَيْدٍ:
عن أَنَسٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنِّي أَراكُمْ مِنْ وَراءِ ظَهْرِي» .
⦗ص: 392⦘
وَكانَ أَحَدُنا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صاحِبِهِ، وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.
(77)
بابٌ
(1)
: إذا قامَ الرَّجُلُ عن يَسارِ الإِمامِ وَحَوَّلَهُ الإِمامُ خَلْفَهُ إلى يَمِينِهِ،
تَمَّتْ صَلاتُهُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
726 -
حدَّثنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا داوُدُ، عن عَمْرِو بنِ دِيْنارٍ، عن كُرَيْبٍ مَولَى ابنِ عَبَّاسٍ:
عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: صَلَّيتُ معَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ لَيْلَةٍ، فَقُمْتُ عن يَسارِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأسِي مِنْ وَرائِي، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى وَرَقَدَ، فَجاءَهُ
(2)
المُؤَذِّنُ، فَقامَ وَصَلَّى
(3)
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «فجاء» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يصلِّي» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فصلَّى» .
(78)
بابُ
(1)
: المَرْأَةِ
(2)
وَحْدَها تَكُونُ صَفًّا
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وهي ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «المَرْأَةُ» .
727 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْحاقَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ: صَلَّيْتُ أَنا وَيَتِيمٌ فِي بَيْتِنا خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنا.
(79)
بابُ
(1)
مَيْمَنَةِ المَسْجِدِ والإِِمامِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
728 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا ثابِتُ بنُ يَزِيدَ: حدَّثنا عاصِمٌ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي عن يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي -أَوْ بِعَضُدِي- حَتَّى أَقامَنِي عن يَمِينِهِ، وَقالَ بِيَدِهِ مِنْ وَرائِي
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «من ورائه» .
(80)
بابٌ
(1)
: إذا كانَ بَيْنَ الإِِمامِ وَبَيْنَ القَوْمِ حائطٌ أَوْ سُتْرَةٌ
وَقالَ الحَسَنُ: لا بَأسَ أَنْ تُصَلِّيَ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ نَهَرٌ
(2)
.
وَقالَ أبو مِجْلَزٍ: يَأْتَمُّ بِالإِمامِ، وَإِنْ كانَ بَيْنَهُما طَرِيقٌ أَوْ جِدارٌ، إذا سَمِعَ تَكْبِيرَ الإِمامِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«نُهَيْرٌ» بالتصغير.
729 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا
(3)
عَبْدَةُ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأَنْصارِيِّ، عن عَمْرَةَ:
عن عائِشَةَ، قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ، وَجِدارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقامَ أُناسٌ
(4)
يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا
بِذَلِكَ، فَقامَ لَيْلَةَ الثَّانِيَةِ
(5)
، فَقامَ مَعَهُ أُناسٌ
(6)
يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً
(7)
، حَتَّى إذا كانَ بَعْدَ ذَلِكَ، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ، فقالَ:«إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ سلام» .
(3)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ناسٌ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «الليلةَ الثانيةَ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «ناسٌ» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثلاثًا» .
(81)
بابُ صَلَاةِ اللَّيْلِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية الأصيلي.
730 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن المَقْبُرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
:
⦗ص: 394⦘
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لَهُ حَصِيرٌ، يَبْسُطُهُ
(3)
بِالنَّهارِ وَيَحْتَجِرُهُ
(4)
بِاللَّيْلِ، فَثابَ
(5)
إِلَيْهِ ناسٌ، فَصَلَّوْا
(6)
وَراءَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الفُدَيْكِ» .
(2)
قوله: «بن عبد الرحمن» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية الأصيلي: «يَبْتَسِطُه» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ويَحْتَجِزُه» بالزاي.
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي أيضًا، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى حاشية رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَثارَ» بالراء بدل الباء.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَصَفُّوا» ، وضبطت روايتهم في (ب، ص): «فصفُّوا» .
731 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ، عن سالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عن بُسْرِ بنِ سَعِيدٍ:
عن زَيْدِ بنِ ثابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً
(1)
-قالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: مِنْ حَصِيرٍ- فِي رَمَضَانَ، فَصَلَّى فيها لَيالِيَ، فَصَلَّى بِصَلاتِهِ ناسٌ مِنْ أَصْحابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فقالَ: «قَدْ عَرَفْتُ
(2)
الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ
(3)
، فَصَلُّوا أَيُّها النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ».
قالَ عَفَّانُ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا مُوسَى: سَمِعْتُ أَبا النَّضْرِ، عن بُسْرٍ، عن زَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حُجْزة» بالزاي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «عَلِمْتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «صُنْعِكُم» .
(4)
قوله: «قال عفان
…
إلخ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(82)
بابُ
(1)
إِيجابِ التَّكْبِيرِ، وافْتِتاحِ الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
732 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
أَخْبَرَنِي أَنَسُ بنُ مالِكٍ الأَنْصارِيُّ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ. قالَ أنَسٌ
(2)
رضي الله عنه: فَصَلَّى لَنا يَوْمَئِذٍ صَلاةً مِنَ الصَّلواتِ وهو قاعِدٌ، فَصَلَّينا وَراءَهُ قُعُودًا، ثُمَّ قالَ لَمَّا سَلَّمَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِه، فَإِذا صَلَّى قائِمًا فَصَلُّوا قِيامًا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا
(3)
، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ».
(1)
قوله: «الأنصاري» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ مالكٍ» .
(3)
قوله: «وإذا سَجَد فاسجُدوا» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.
733 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا لَيْثٌ
(2)
، عن ابْنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أَنَّهُ قالَ
(3)
: خَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن فَرَسٍ فَجُحِشَ، فَصَلَّى لَنا قاعِدًا، فَصَلَّيْنا مَعَهُ قُعُودًا، ثُمَّ
(4)
انْصَرَفَ فقالَ: «إِنَّما الإِمامُ -أَوْ: إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ- لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا لَكَ
(5)
⦗ص: 396⦘
الحَمْدُ، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اللَّيْثُ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن أنسٍ، قال» (ن، و)، وضبطت روايتهم في (ب، ص): «عن أنس قال ابن مالك» . قال في (ب): كذا صورته في اليونينية، وفي الفرع: عن أنس بن مالك قال. اهـ. وهذا الأخير هو المثبت في السلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فلمَّا» .
(5)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولك» .
734 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: حدَّثني أبو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما جُعِلَ
(2)
الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا،
وَإِذا صَلَّى جالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(2)
لفظة: «جُعِل» ليست في رواية الأصيلي.
(83)
بابُ
(1)
رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرَةِ الأُولَى مَعَ الافْتِتاحِ سَواءً
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
735 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَإِذا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُما كَذَلِكَ أَيْضًا، وَقالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» . وَكانَ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ.
(84)
بابُ
(1)
رَفْعِ اليَدَيْنِ إذا كَبَّرَ، وَإِذا رَكَعَ، وَإِذا رَفَعَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
736 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ
(2)
رضي الله عنهما، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم إذا قامَ فِي الصَّلاةِ، رَفَعَ يَدَيْهِ
⦗ص: 397⦘
حَتَّى يَكُونَا
(4)
حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وكانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يُكَبِّرُ للرُّكُوعِ، ويَفْعَلُ ذَلِكَ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكوُع، وَيَقُولُ:«سَمِعَ اللهُ لمِنْ حَمِدَهُ» . ولا يَفْعَلُ ذلِكَ في السُّجُودِ.
(5)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن عمر» ، وخرج لرواية ابن عساكر في (ب، ص) بعد قوله: «سالم بن عبد الله» ، وفي رواية أبي ذر:«سالم، عن أبيه» .
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «تكونا» بالتاء المثناة الفوقية، وهو المثبت في متن (ب، ص).
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «قالَ محمَّدٌ: قالَ عليُّ بنُ عبد الله: حقٌّ على المسلمينَ أنْ يَرفَعوا أيديَهم؛ لحديثِ الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن أبيه رضي الله عنهم» .
737 -
حدَّثنا إِسْحاقُ الواسِطِيُّ، قالَ: حدَّثنا خالِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن خالِدٍ
(1)
، عن أَبِي قِلَابَةَ:
أَنَّهُ رَأَى مالِكَ بنَ الحُوَيْرِثِ إذا صَلَّى كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذا أَرادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ هَكَذا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حدَّثنا خالدٌ» .
(85)
بابٌ
(1)
: إلى أَيْنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ؟
وَقالَ
(2)
أبو حُمَيْدٍ فِي أَصْحابِهِ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَذْوَ
(3)
مَنْكِبَيْهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «قال» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «إلى حَذْوِ» .
738 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْريِّ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
سالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ فِي الصَّلاةِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ، حَتَّى يَجْعَلَهُما حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَإِذا قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» فَعَلَ مِثْلَهُ، وَقالَ:«رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» ، وَلا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ، وَلا حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ
(3)
⦗ص: 398⦘
مِنَ السُّجُودِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «رسولَ اللهِ» .
(3)
قوله: «رأسه» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(86)
بابُ
(1)
رَفْعِ اليَدَيْنِ إذا قامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
739 -
حدَّثنا عَيَّاشٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كانَ إذا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ
(1)
كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذا قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذا قامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إلى نَبِيِّ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم.
رَواهُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَواهُ ابْنُ طَهْمَانَ، عن أَيُّوبَ وَمُوسَى بنِ عُقْبَةَ، مُخْتَصَرًا.
(87)
بابُ
(1)
وَضْعِ اليُمْنَى على اليُسْرَى
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «في الصلاة» .
740 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ،
عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، قالَ: كانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ اليَدَ اليُمْنَى على ذِراعِهِ اليُسْرَى فِي الصَّلاةِ.
قالَ أبو حازِمٍ: لا
(1)
أَعْلَمُهُ إِلَّا يَنْمِي ذَلِكَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قالَ إِسْماعِيلُ
(2)
: يُنْمَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَقُلْ: يَنْمِي.
(88)
بابُ
(1)
الخُشُوعِ فِي الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
741 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هاهُنا؟! واللَّهِ ما يَخْفَى
(1)
عَلَيَّ رُكُوعُكُمْ وَلا خُشُوعُكُمْ، وَإِنِّي لأَراكُمْ وَراءَ
(2)
ظَهْرِي».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «لا يَخْفَى» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِن وراءِ» .
742 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ يقولُ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «أَقِيمُوا الرُّكُوعَ والسُّجُودَ، فَواللَّهِ إِنِّي لأَراكُمْ مِنْ بَعْدِي -وَرُبَّما قالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي- إذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ
(3)
».
(1)
في رواية الأصيلي: «عن شعبةَ» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «وإذا سجدتم» .
(89)
بابُ
(1)
ما يَقُولُ
(2)
بَعْدَ التَّكْبِيرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي: «ما يقرأ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية الأصيلي أيضًا.
743 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما كانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بِ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
744 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بنُ زِيادٍ، قالَ: حدَّثنا عُمارَةُ بنُ القَعْقاعِ، قالَ: حدَّثنا أبو زُرْعَةَ، قالَ:
⦗ص: 400⦘
حدَّثنا أبو هُرَيْرَةَ، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِراءَةِ إِسْكاتَةً -قالَ: أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً
(1)
- فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكاتُكَ
(2)
بَيْنَ التَّكْبِيرِ والْقِراءَةِ
(3)
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُنَيْهَةً» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَسُكوتُكَ» . وضبطت روايتهما في (ب، ص): «أَسُكاتُكَ» وهو المثبت في متن (و).
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وبين القراءة» .
(90)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
745 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنا نافِعُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عن أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاةَ الكُسُوفِ، فَقامَ فَأَطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فَأَطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ قامَ فَأَطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ
(2)
، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَسَجَدَ
(3)
فَأَطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطالَ السُّجودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فقالَ: «قَدْ دَنَتْ مِنِّي الجنَّةُ، حَتَّى لَو اجْتَرَأْتُ عَلَيها لجِيئْكُمُ بِقِطافٍ مِنْ قِطافِها، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ
(4)
، وَأَنا مَعَهُمْ
(5)
؟!
⦗ص: 401⦘
فَإِذا امْرَأَةٌ -حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: تَخْدِشُها هِرَّةٌ- قُلْتُ: ما شَانُ هَذِهِ؟ قالُوا: حَبَسَتْها حَتَّى ماتَتْ جُوعًا، لا أَطْعَمَتْها
(6)
وَلا أَرْسَلَتْها
(7)
تَأكُلُ» قالَ نافِعٌ: حَسِبْتُ
(8)
أَنَّهُ قالَ: «مِنْ خَشِيشِ أَوْ خَشاشِ
(9)
».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «الصدِّيق رضي الله عنهما» .
(2)
لفظة: «الركوع» ليست في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية الأصيلي: «ثم سجد» .
(4)
قوله: «أي ربِّ» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَوَ أنا معهم؟!» .
(6)
في رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي: «لا هِيَ أطعَمَتْها» .
(7)
في رواية ابن عساكر والأصيلي: «ولا هي أرسلَتْها» .
(8)
في رواية أبي ذر: «حَسِبْتُه» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
(9)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «خُشاشِ» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«الأرضِ» ، وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية.
(91)
بابُ
(1)
رَفْعِ البَصَرِ إلى الأمامِ
(2)
فِي الصَّلاةِ
وَقالَتْ عائِشَةُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاةِ الكُسُوفِ: «فَرَأَيْتُ
(3)
جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ».
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضبط الهمزة ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الإمامِ» ، وفي (و، ص) بالكسر، وبها وبالفتح معًا في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في باقي الإصول.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رأيتُ» .
746 -
حدَّثنا مُوسَى، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، عن أبِي مَعْمَرٍ، قالَ:
قُلْنا لِخَبَّابٍ: أَكانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْنا
(2)
: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذاكَ
(3)
؟ قالَ: بِاضْطِرابِ لِحْيَتِهِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ زياد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقلنا» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر: «ذلك» .
747 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أَنْبَأَنا أبو إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ يَزِيدَ يَخْطُبُ، قالَ:
⦗ص: 402⦘
حَدَّثَنا
(1)
البَرَاءُ، وَكانَ غَيْرَ
(2)
كَذُوبٍ: أَنَّهُمْ كانُوا إذا صَلَّوْا مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فَرَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قامُوا قِيامًا، حَتَّى يَرَوْنَهُ
(4)
قَدْ سَجَدَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وهو غيرُ» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر أيضًا، وبهامش اليونينية دون رقم:«رسولِ الله» ، وهو المثبت في (و).
(4)
هكذا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وقد ضبَّب على النون في اليونينية، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«يَرَوْهُ» .
748 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسَارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: خَسَفَتِ
(1)
الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، قالُوا
(3)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْناكَ تَناوَلُ
(4)
شَيْئًا فِي مَقامِكَ، ثُمَّ رَأَيْناكَ تَكَعْكَعْتَ. قالَ
(5)
: «إِنِّي أُرِيتُ
(6)
الجَنَّةَ، فَتَناوَلْتُ منها عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ
(7)
منه ما بَقِيَتِ الدُّنْيا».
(1)
بهامش اليونينية بدون رقمٍ: «كَسَفَت» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «النَّبيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «تناوَلْتَ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» . كتبت بالحمرة
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «رأيتُ» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «لأكلتُ» .
749 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، قالَ: حدَّثنا هِلَالُ بنُ عَلِيٍّ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
، قالَ: صَلَّى لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَقَى
(2)
المِنْبَرَ، فَأَشارَ بِيَدَيْهِ
(3)
قِبَلَ قِبْلَةِ المَسْجِدِ، ثُمَّ قالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ، مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاةَ، الجَنَّةَ والنَّارَ، مُمَثَّلَتَيْنِ
⦗ص: 403⦘
فِي قِبْلَةِ هَذا الجِدارِ، فَلَمْ أَرَ كالْيَوْمِ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ». ثَلاثًا.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَقِيَ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بيده» .
(92)
بابُ
(1)
رَفْعِ البَصَرِ إلى السَّماءِ فِي الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
750 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قالَ: حدَّثنا قَتادَةُ:
أَنَّ أَنَسَ بنَ مالِكٍ حَدَّثَهُمْ
(2)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما بالُ أَقْوامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصارَهُمْ إلى السَّماءِ فِي صَلاتِهِمْ؟!» . فاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى قالَ: «لَيَنْتَهُنَّ
(3)
عن ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصارُهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثه» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَيَنْتَهِيُنَّ» بفتح الياء وسكون النون وفتح التاء وكسر الهاء وضم الياء (ن، ق)، وهو موافق لما في (ك)، وضُبطت روايته عنهما في (ب، ص): «ليُنْتَهَيَنَّ» بضم الياء وسكون النون وفتح التاء والهاء والياء وتشديد النون؛ على البناء للمفعول، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(93)
بابُ
(1)
الالْتِفاتِ فِي الصَّلاةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
751 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أبو الأَحْوَصِ، قالَ: حدَّثنا أَشْعَثُ بنُ سُلَيْمٍ، عن أَبِيهِ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ، قالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الالْتِفاتِ فِي الصَّلاةِ، فقالَ: «هُوَ اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ
(1)
الشَّيْطانُ مِنْ صَلاةِ العَبْدِ».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَختَلِسُ» .
752 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَها أَعْلامٌ، فقالَ: «شَغَلَتْنِي
(2)
أَعْلامُ هَذِهِ،
⦗ص: 404⦘
اذْهَبُوا بِها
(3)
إلى أَبِي جَهْمٍ
(4)
، وَأْتُونِي بِأَنْبَجانِيَّةٍ
(5)
».
(1)
زاد في (ب، ص): «قالَ» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«شَغَلَني» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «به» ، وعزاها في (ب، ص) إلى نسخة عنه.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أبي جُهَيْمٍ» بالتصغير.
(5)
هكذا ضُبطت في (ن)، بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الباء وتخفيف الجيم وبعد النون ياء نسبة مشدَّدة، وضبط في (و) فقط ياء النسبة بالتشديد، وضبطت في (ب، ص) بالضبط السابق نفسه لكن بكسر الباء.
(94)
بابٌ
(1)
: هَلْ يَلْتَفِتُ لأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ، أَوْ يَرَى شَيْئًا أَوْ بُصاقًا فِي القِبْلَةِ؟
وَقالَ سَهْلٌ: التَفَتَ أبو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَرَأَى النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي نسخة: «رسولَ الله» .
753 -
حدَّثنا
(1)
قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا لَيْثٌ
(3)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ
(4)
: رَأَى
(5)
النَّبِيُّ
(6)
صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ، وهو يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، فَحَتَّها، ثُمَّ قالَ حِينَ انْصَرَفَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا كانَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ
(7)
قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ».
رَواهُ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ وابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عن نافِعٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الليثُ» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال» .
(5)
بهامش اليونينية دون رقم: «رِيْأَ» كتبت بالحمرة، (ب، ص)، وبهامش (ب): كذا صورة «رِيْأَ» بالحمرة في اليونينية، وصورتها في الفرع:«رِيْءَ» براء بعدها ياء فوقها همزة. اهـ.
(6)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «رسولُ الله» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية الأصيلي: «أحدُكم» .
754 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن عُقَيْلٍ
(1)
، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ:
⦗ص: 405⦘
أَخْبَرَنِي أَنَسٌ
(2)
، قالَ: بَيْنَما المُسْلِمُونَ فِي صَلاةِ الفَجْرِ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، وَنَكَصَ أبو بَكْرٍ رضي الله عنه على عَقِبَيْهِ؛ لِيَصِلَ لَهُ
(3)
الصَّفَّ، فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الخُرُوجَ، وَهَمَّ المُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاتِهِمْ، فَأَشارَ إِلَيْهِمْ: أَتِمُّوا
(4)
صَلاتَكُمْ. فَأَرْخَى
(5)
السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ اليَوْمِ.
(6)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «
…
الليثُ، عن عُقَيلٍ».
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ مالك» .
(3)
لفظة: «له» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «أنْ أَتِمُّوا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأرخى» .
(6)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثالث.
(95)
بابُ
(1)
وُجُوبِ القِراءَةِ لِلإِمامِ والْمَأْمُومِ فِي الصَّلَواتِ كُلِّها
فِي الحَضَرِ والسَّفَرِ، وَما يُجْهَرُ فيها وَما يُخافِتُ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
ضبطت الفاء في (ب، ص) بالفتح.
755 -
حدَّثنا مُوسَى، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانَةَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ:
عن جابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قالَ: شَكا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدًا إلى عُمَرَ رضي الله عنه، فَعَزَلَهُ واسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فقالَ: يا أَبا إِسْحاقَ، إِنَّ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لا تُحْسِنُ تُصَلِّي! قالَ أبو إِسْحاقَ
(1)
: أَمَّا أَنا، واللَّهِ فَإِنِّي
(2)
كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما أَخْرِمُ عَنْها، أُصَلِّي صَلاةَ العِشاء، فَأَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأُخِفُّ
(3)
فِي الأُخْرَيَيْنِ. قالَ: ذاكَ
(4)
الظَّنُّ بِكَ يا أَبا إِسْحاقَ. فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا -أَوْ رِجالًا- إلى الكُوفَةِ،
⦗ص: 406⦘
فَسَأَلَ
(5)
عَنْهُ أَهْلَ الكُوفَةِ، وَلَمْ
(6)
يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ
(7)
، فَقامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقالُ لَهُ: أُسامَةُ بنُ قَتادَةَ، يُكْنَى أَبا سَعْدَةَ، قالَ
(8)
: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنا، فَإِنَّ سَعْدًا كانَ
(9)
لا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ، وَلا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلا يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ. قالَ سَعْدٌ: أَما واللَّهِ لأَدْعُوَنَّ بِثَلاثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ عَبْدُكَ هَذا كاذِبًا، قامَ رِياءً وَسُمْعَةً، فَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ. وَكانَ
(10)
بَعْدُ إذا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. قالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنا
(11)
رَأَيْتُهُ بَعْدُ، قَدْ سَقَطَ حاجِباهُ على عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوارِي فِي الطُّرُقِ
(12)
يَغْمِزُهُنَّ.
(1)
قوله: «أبو إسحاق» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية الأصيلي: «إني» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «وأَحْذِفُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ذلك» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَسْأَلُ» .
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فلم» .
(7)
زاد في متن (ب، ص): «فجلس» مضروباً عليها، ورمز لعدم وجودها في رواية ابن عساكر.
(8)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(9)
لفظة: «كان» ليست في رواية الأصيلي.
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكان» .
(11)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأنا» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «الطريق» بالإفراد، كتبت بالحمرة (و، ب، ص)، وأشار إليها في متن (ن) دون عزو.
756 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن مَحْمُودِ بنِ الرَّبِيعِ:
عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسَولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قالَ: «لا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفاتِحَةِ الكِتَابِ» .
757 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني
(1)
سَعِيدُ بنُ أَبِي سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ على النَّبِيِّ
⦗ص: 407⦘
صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ، وَقالَ
(2)
: «ارْجِعْ فَصَلِّ
(3)
، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ يُصَلِّي
(4)
كَما صَلَّى، ثُمَّ جاءَ، فَسَلَّمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثَلاثًا، فقالَ
(5)
: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي. فقالَ
(6)
: «إِذا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأ ما
(7)
تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ راكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ ساجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جالِسًا، وافْعَلْ
(8)
فِي صَلاتِكَ كُلِّها».
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقال» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وصلِّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَصلَّى» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(6)
في رواية الأصيلي: «قال» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضاً.
(7)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بما» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(96)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي الظُّهْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت قبل هذا الحديث زيادة حديث كتبت بالحمرة:
758 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ، عن عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قالَ:
قالَ سَعْدٌ: كُنْتُ
(1)
أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، صَلاتَيِ العَشِيِّ
(2)
لا أَخْرِمُ عَنْها، أَرْكُدُ
(3)
فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ
(4)
فِي الأُخْرَيَيْنِ. فقال
(5)
عُمَرُ رضي الله عنه: ذَلِكَ
(6)
الظَّنُّ بِكَ.
_________
(1)
في رواية ابن عساكر: «قد كنت»
(2)
في رواية ابن عساكر: «صلاتَيِ العِشاء»
(3)
في رواية أبي ذر: «كنت أَرْكُد»
(4)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «وأُخَفِّف» بفاءَين، ونُسبت في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويي والمُستملي
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قال»
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذاك»
758 -
759 - حدَّثنا (1) أبو نُعَيْمٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ:
⦗ص: 408⦘
عن أَبِيهِ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ وَسُورَتَيْنِ، يُطَوِّلُ فِي الأُولَى، وَيَقْصِرُ
(4)
فِي الثَّانِيَةِ، وَيُسْمِعُ الآيَةَ أَحْيانًا، وَكانَ يَقْرَأُ فِي العَصْرِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ وَسُورَتَيْنِ، وَكانَ يُطَوِّلُ فِي الأُولَى، وَكانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَيَقْصِرُ فِي الثَّانِيَةِ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
(3)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(4)
ضبطت في (ب، ص، ق): «يُقَصِّرُ» في الموضعين.
760 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني عُمارَةُ، عن أَبِي مَعْمَرٍ، قالَ:
سَأَلْنا خَبَّابًا: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والْعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْنا
(2)
: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ
(3)
؟ قالَ: بِاضْطِرابِ لِحْيَتِهِ
(4)
.
(1)
قوله: «بن حفص» ليس في رواية الأصيلي، وزاد في (ن، و، ق) نسبةَ عدم وجوده إلى رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قلتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «ذلك» .
(4)
في رواية الأصيلي: «لَحْيَيْهِ» .
(97)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي العَصْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
761 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن عُمارَةَ بنِ عُمَيْرٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ، قالَ:
قُلْتُ
(1)
لِخَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والْعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ
(2)
. قالَ: قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ قِراءَتَهُ؟ قالَ: بِاضْطِرابِ لِحْيَتِهِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «قلنا» ، وقيَّد في (و، ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
قوله: «قال: نعم» ليس في رواية ابن عساكر.
762 -
حدَّثنا المَكِّيُّ
(1)
بنُ إِبْراهِيمَ، عن هِشامٍ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ:
⦗ص: 409⦘
عن أَبِيهِ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ والْعَصْرِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ وَسُورَةٍ سُورَةٍ، وَيُسْمِعُنا الآيَةَ أَحْيانًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «مكيُّ» .
(98)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي المَغْرِبِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
763 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ:
إِنَّ أُمَّ الفَضْلِ سَمِعَتْهُ، وهو يَقْرَأُ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فقالَتْ: يا بُنَيَّ، واللَّهِ
(1)
لقد ذَكَّرْتَنِي بِقِراءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ، إِنَّها لَآخِرُ
ما سَمِعْتُ
(2)
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بها فِي المَغْرِبِ.
(1)
قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي. «لا الحمرة إلى»
(2)
في رواية ابن عساكر: «ما سَمِعْتُه» .
764 -
حدَّثنا
(1)
أبو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، عن مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ، قالَ:
قالَ لِي زَيْدُ بنُ ثابِتٍ: ما لَكَ تَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِقِصارٍ
(2)
، وَقَدْ سَمِعْتُ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِطُوْلِ
(4)
الطُّولَيَيْنِ؟!
(5)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وحاشية رواية ابن عساكر: «بقِصارِ المُفَصَّلِ» ، كتبت بالحمرة، وهي مثبتة في متن (ب، ص)، وفي حاشية رواية أبي ذر:«بقِصارٍ، يعني: المفصَّلَ» .
(3)
ضبطت في (ب، ص) بالرفع: «سمعتُ» ، وبالنصب:«سمعتَ» معًا، وأهمل الضبط في (ن).
(4)
لم تضبط في الأصول إلَّا في (ب) فضبطت: (بطُوَلِ)، ولم نر لها وجهًا، والمثبت موافق لضبط الكرماني وابن حجر والعيني والقسطلاني، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«بطُولَى» . كتبت بالحمرة.
(5)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصله مرة ثانية.
(99)
بابُ
(1)
الجَهْرِ فِي المَغْرِبِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
765 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن مُحَمَّدِ بنِ جُبَيْرِ بنِ مُطْعِمٍ:
عن أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم قَرَأَ
(2)
فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «يقرأ» .
(100)
بابُ
(1)
الجَهْرِ فِي العِشاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
766 -
حدَّثنا أبو النُّعمانِ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن أَبِيهِ، عن بَكْرٍ، عن أَبِي رافِعٍ، قالَ:
صَلَّيْتُ معَ أَبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ:{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ لَهُ، قالَ: سَجَدْتُ
(1)
خَلْفَ أَبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَلا أَزالُ أَسْجُدُ بها حَتَّى أَلْقاهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
767 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيٍّ، قالَ:
سَمِعْتُ البَرَاءَ: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم كانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي العِشاءِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ والزَّيْتُونِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولَ الله» .
(101)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي العِشاءِ بِالسَّجْدَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
768 -
حدَّثنا
(1)
مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حدَّثني
(2)
التَّيْمِيُّ، عن بَكْرٍ، عن أَبِي رافِعٍ، قالَ:
⦗ص: 411⦘
صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ:{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} ، فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: ما هَذِهِ؟ قالَ: سَجَدْتُ بِها
(3)
خَلْفَ أَبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَلا أَزالُ أَسْجُدُ بِها
(4)
حَتَّى أَلْقاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي والحَمُّويي: «فيها» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فيها» .
(102)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي العِشاءِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
769 -
حدَّثنا خَلَّادُ بنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، قالَ: حدَّثنا عَدِيُّ بنُ ثابِتٍ:
سَمِعَ
(1)
البَرَاءَ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فِي العِشاءِ
(2)
، وَما سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ، أو: قِراءَةً.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنَّه سمع» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يقرأ في العشاء بالتين والزيتون» .
(103)
بابٌ
(1)
: يُطَوِّلُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَيَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
770 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَربٍ، قالَ: حدَّثنا شُعبَةُ، عن أَبِي عَوْنٍ
(1)
، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ سَمُرَةَ، قالَ: قالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ
(2)
شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الصَّلاةِ
(3)
. قالَ: أَمَّا أَنا، فَأَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَلا آلُو ما اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: صَدَقْتَ، ذاكَ الظَّنُّ بِكَ. أَوْ: ظَنِّي بِكَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «محمدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قد» ، قارن بما في الإرشاد.
(3)
ضبطت في (و) بالجر والنصب، وضبطت في (ن) بالجر وحركة أخرى لم تضح أهي رفع أم نصب، وضبطها في (ق) بالجر، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، قال في الإرشاد: بالجرِّ في الفرع وأصله
…
وضبطها العيني بالرفع. اهـ. وفي رواية الأصيلي: «حتى في الصلاةِ» .
(104)
بابُ
(1)
القِراءَةِ فِي الفَجْرِ
وَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالطُّورِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
771 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا سَيَّارُ بنُ سَلَامَةَ
(1)
، قالَ:
دَخَلْتُ أَنا وَأَبِي على أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فَسَأَلْناهُ عن وَقْتِ الصَّلَواتِ
(2)
، فقالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، والْعَصْرَ وَيَرْجِعُ الرَّجُلُ إلى أَقْصَى المَدِينَةِ والشَّمْسُ حَيَّةٌ -وَنَسِيتُ ما قالَ فِي المَغْرِبِ- وَلا يُبالِي بِتَأْخِيرِ العِشاءِ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَلا يُحِبُّ
النَّوْمَ قَبْلَها وَلا الحَدِيثَ بَعْدَها، وَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ
(3)
الرَّجُلُ فَيَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَكانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ -أَوْ إِحْداهُما- ما بَيْنَ السِّتِّينَ إلى المِئةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «هو أبو المِنْهال» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «الصلاة» بالإفراد.
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «ويَنصَرِف» .
772 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرني عَطاءٌ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: فِي كُلِّ صَلاةٍ يُقْرَأُ
(1)
، فَما أَسْمَعَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْناكُمْ، وَما أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنا عَنْكُمْ
(2)
، وَإِنْ لَمْ تَزِدْ على أُمِّ القُرْآنِ أَجْزَأَتْ، وَإِنْ زِدْتَ فهو خَيْرٌ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «نَقْرَأ» .
(2)
لفظة: «عنكم» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(105)
بابُ
(1)
الجَهْرِ بِقِراءَةِ صَلاةِ الفَجْرِ
(2)
وَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: طُفْتُ وَراءَ النَّاسِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَيَقْرَأُ
(3)
بِالطُّورِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «صلاةِ الصبحِ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «يَقرأ» .
773 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ
(1)
، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
(2)
رضي الله عنهما، قالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طائفَةٍ مِنْ أَصْحابِهِ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّياطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّماءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّياطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فقالُوا: ما لَكُمْ؟ فقالُوا
(3)
: حِيلَ بَيْنَنا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّماءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنا الشُّهُبُ. قالُوا: ما حالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّماءِ إلَّا شَيْءٌ حَدَثَ، فاضْرِبُوا مَشارِقَ الأَرْضِ وَمَغارِبَها، فانْظُرُوا
(4)
ما هَذا
(5)
الَّذِي حِيلَ
(6)
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّماءِ. فانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهامَةَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو بِنَخْلَةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ
(7)
، وهو يُصَلِّي بِأَصْحابِهِ صَلاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فقالُوا: هَذا واللَّهِ الَّذِي حالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّماءِ. فَهُنالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وَقالُوا
(8)
: يا قَوْمَنا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1 - 2] فَأَنْزَلَ اللَّهُ على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
(9)
}، وَإِنَّما أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «هو جعفر بن أبي وَحْشِيَّةَ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «عبدِ الله بن عبَّاس» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر: «قالوا» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وانظروا» .
(5)
لفظة: «هذا» ليست في رواية ابن عساكر.
(6)
في حاشية رواية ابن عساكر و [ق]: «حال» ، وذَكَر في (ب) أنَّ قولَه:«حِيْلَ» قد ضُرب وضُبِّب عليه معًا في اليونينية، وقد ذكر هذا في الإرشاد أيضاً.
(7)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عُكاظَ» ، وصحَّح عليها.
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالوا» .
(9)
في رواية الأصيلي زيادة: «{أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ}» .
774 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيما أُمِرَ، وَسَكَتَ فِيما أُمِرَ، {وَمَا كَانَ
⦗ص: 414⦘
رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]، {لَقَدْ
(1)
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(2)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولقد» .
(2)
هكذا بكسر الهمزة على قراءة الجمهور غير عاصم.
(106)
بابُ
(1)
الجَمْعِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ
(2)
والْقِراءَةِ بِالْخَواتِيمِ
(3)
، وَبِسُورَةٍ
(4)
قَبْلَ سُورَةٍ، وَبِأَوَّلِ سُورَةٍ
وَيُذْكَرُ عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ السَّائبِ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُؤمِنُونَ
(5)
فِي الصُّبْحِ، حَتَّى إذا جاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهارُونَ، أَوْ ذِكْرُ عِيسَى، أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ.
وَقَرَأَ عُمَرُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِمِئةٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنَ البَقَرَةِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ المَثانِي.
وَقَرَأَ الأَحْنَفُ بِالْكَهْفِ فِي الأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُوسُفَ
أَوْ يُونُسَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه الصُّبْحَ بهما.
وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَرْبَعِينَ آيَةً مِنَ الأَنْفالِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنَ المُفَصَّلِ.
وَقالَ قَتادَةُ - فِيمَنْ يَقْرَأُ سُورَةً واحِدَةً
(6)
فِي رَكْعَتَيْنِ
(7)
، أَوْ يُرَدِّدُ سُورَةً واحِدَةً فِي رَكْعَتَيْنِ-: كُلٌّ كِتابُ اللَّهِ.
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ
(8)
رضي الله عنه: كانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُباءَ
(9)
،
⦗ص: 415⦘
وَكانَ
(10)
كُلَّما افْتَتَحَ سُورَةً
(11)
يَقْرَأُ بها لَهُمْ فِي الصَّلاةِ مِمَّا يُقْرَأُ
(12)
بِهِ
(13)
، افْتَتَحَ: ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حَتَّى يَفْرُغَ منها، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً
(14)
أُخْرَى مَعَها، وَكانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحابُهُ فقالُوا
(15)
: إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ، ثُمَّ
(16)
تَرَى أَنَّها لا تُجْزِئُكَ
(17)
حَتَّى تَقْرَأُ
(18)
بِأُخْرَى
(19)
! فَإِمَّا تَقْرَأُ
(20)
بها، وإِمَّا أَنْ تَدَعَها وتَقْرَأَ بِأُخْرَى. فقالَ: ما أَنا بِتارِكِها، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ. وَكانُوا يَرَوْنَ
(21)
أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرُوهُ الخَبَرَ، فقالَ:«يا فُلانُ، ما يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ ما يَأمُرُكَ بِهِ أَصْحابُكَ؟ وَما يَحْمِلُكَ على لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟» فقالَ: إِنِّي أُحِبُّها. فقالَ: «حُبُّكَ إِيَّاها أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «ركعةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بالخَواتِم» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «وسورة» .
(5)
في رواية أبي ذر: «المؤمنين» ، وفي رواية الأصيلي:«{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}» .
(6)
في رواية أبي ذر: «بسُورةٍ واحدةٍ» .
(7)
في رواية الأصيلي: «في الركعتين» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(9)
ضبطت في (ب، ص): «قُباءٍ» مصروفةً، وأهمل ضبطها في (و).
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكان» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بسُورةٍ» .
(12)
ضبطت في (ب) بفتح الياء، وعزا ضمها إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في السلطانية.
(13)
في رواية ابن عساكر: «بها» .
(14)
في رواية أبي ذر: «بسُورةٍ» .
(15)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالوا» .
(16)
لفظة: «ثم» ليست في رواية ابن عساكر.
(17)
في متن (و، ب، ص، ق): «ثم لا ترى أنها تجزيك» ، وأشار إليه في (ن).
(18)
هكذا في (ن، ب)، والذي في (و، ص): «تقرأَ» .
(19)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بالأُخرى» .
(20)
في رواية أبي ذر: «أنْ تَقْرَأَ» .
(21)
أهمل ضبطها في الأصول إلَّا في (ب) فضبطها بفتح الياء، وفي (ق) بضمها، وفي رواية الأصيلي:«يَرَوْنه» .
775 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بنِ مُرَّةَ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ أَبا وائلٍ، قالَ:
⦗ص: 416⦘
جاءَ رَجُلٌ إلى ابْنِ مَسْعُودٍ فقالَ: قَرَأْتُ المُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ. فقالَ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟! لقد عَرَفْتُ النَّظائِرَ الَّتِي كانَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَقْرُِنُ بَيْنَهُنَّ. فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ المُفصَّلِ، سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ
(3)
رَكْعَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا عمروُ بنُ مرَّةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «رسولُ الله» .
(3)
لفظة: «كلِّ» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(107)
بابٌ
(1)
: يَقْرَأُ فِي الأُخْرَيَيْنِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
776 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن يَحْيَى، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ، فِي الأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الكِتابِ وَسُورَتَيْنِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الكِتابِ، وَيُسْمِعُنا الآيَةَ، وَيُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى ما
(1)
لا يُطَوِّلُ
(2)
فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، وَهَكَذا فِي العَصْرِ، وَهَكَذا فِي الصُّبْحِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بما» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُطِيل» .
(108)
بابُ
(1)
مَنْ خافَتَ القِراءَةَ
(2)
فِي الظُّهْرِ والْعَصْرِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «بالقراءة» .
777 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن عُمَارَةَ بنِ عُمَيْرٍ:
عن أَبِي مَعْمَرٍ: قُلْتُ
(2)
لِخَبَّابٍ: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ والْعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْنا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قالَ: بِاضْطِرابِ لِحْيَتِهِ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ولا في نسخةٍ لأبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: قلنا» .
(109)
بابٌ
(1)
: إذا أَسْمَعَ
(2)
الإِمامُ الآيَةَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، والباب بمحتواه ثابتٌ في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إذا سَمَّعَ» .
778 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنا
(1)
الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي قَتادَةَ
(2)
:
عن أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الكِتابِ وَسُورَةٍ مَعَها فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ العَصْرِ، ويُسْمِعُنا الآيَةَ أَحْيانًا، وكانَ يُطِيلُ
(3)
فِي الرُّكْعَةِ الأُولَى.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن عبدِ الله بنِ أبي قَتادةَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يُطَوِّل» .
(110)
بابٌ
(1)
: يُطَوِّل في الرَّكْعَةِ
الأُولَى
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
779 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثيْرٍ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ، وَيُقَصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ.
(111)
بابُ
(1)
جَهْرِ الإِمامِ
(2)
بِالتَّامِينِ
وَقالَ عَطَاءٌ: آمِينَ دُعاءٌ.
أَمَّنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَمَنْ وَرَاءَهُ حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَلَجَّةً
(3)
.
وَكانَ أبو هُرَيْرَةَ يُنادِي الإِمامَ: لا تَفُتْنِي
(4)
بِآمِينَ.
⦗ص: 418⦘
وَقالَ نافِعٌ: كانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَدَعُهُ، وَيَحُضُّهُمْ، وَسَمِعْتُ منه فِي ذَلِكَ خَيْرًا
(5)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
زاد في متن (ب، ص): «والنَّاس» مضروبٌ عليها وعليها علامة السقوط، وذكر في (ب) أنَّها هكذا في اليونينية.
(3)
بهامش اليونينية دون رقم: «لَزَجَّةً» بالزاي.
(4)
في رواية ابن عساكر: «لا تَسْبِقْنِي» .
(5)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «خَبَرًا» بالباء.
780 -
حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُما أَخْبَراهُ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا أَمَّنَ الإِمامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وافَقَ تَأمِينُهُ تَأمِينَ المَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
وَقالَ
(3)
ابْنُ شِهابٍ: وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «آمِينَ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «قال» بإسقاط الواو.
(112)
بابُ
(1)
فَضْلِ التَّأْمِينِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
781 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَقالَتِ المَلائِكَةُ فِي السَّماءِ: آمِينَ، فَوافَقَتْ إِحْدَاهُما الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(113)
بابُ
(1)
جَهْرِ المَأمُومِ بِالتَّأمِينِ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«بابُ جَهر الإمامِ بآمين» .
782 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي صالِحٍ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قالَ الإِمامُ: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الملائِكَةِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
⦗ص: 419⦘
تابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَنُعَيْمٌ المُجْمِرُ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «السَّمَّانِ» .
(114)
بابٌ
(1)
: إذا رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
783 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن الأَعْلَمِ -وهو زِيادٌ- عن الحَسَنِ:
عن أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّهُ انْتَهَى إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو راكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى
(1)
الصَّفِّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«زادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ» .
(1)
بهامش اليونينية: ضرب على «إلى» عند الأصيلي. اهـ.
(115)
بابُ
(1)
إِتْمامِ التَّكْبِيرِ فِي الرُّكُوعِ
قالَ
(2)
ابْنُ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فِيهِ مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وروايةٍ لأبي ذر: «قاله» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى لأبي ذر:«وقال» .
784 -
حدَّثنا إِسْحاقُ الواسِطِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
خالِدٌ، عن الجُرَيْرِيِّ، عن أَبِي العَلاءِ، عن مُطَرِّفٍ:
عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ، قالَ: صَلَّى مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه بِالْبَصْرَةِ، فقالَ: ذَكَّرَنا هَذا الرَّجُلُ صَلاةً كُنَّا نُصَلِّيها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ
أَنَّهُ كانَ يُكَبِّرُ كُلَّما رَفَعَ وَكُلَّما وَضَعَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
785 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كانَ يُصَلِّي بِهِمْ
(1)
، فَيُكَبِّرُ كُلَّما خَفَضَ وَرَفَعَ، فَإِذا انْصَرَفَ قالَ: إِنِّي
⦗ص: 420⦘
لأَشْبَهُكُمْ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «لهم» .
(116)
بابُ إِتْمامِ التَّكْبِيرِ فِي السُّجُودِ
786 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن غَيْلانَ بنِ جَرِيرٍ، عن مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ:
صَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رضي الله عنه، أَنا وَعِمْرانُ بنُ حُصَيْنٍ، فَكانَ إذا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ كَبَّرَ، وَإِذا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ، أَخَذَ بِيَدِي عِمْرانُ بنُ حُصَيْنٍ فقالَ: قَدْ
(1)
ذَكَّرَنِي هَذا صَلاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. أَوْ قالَ: لقد صَلَّى بِنا صَلاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «لقد» .
787 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، قالَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا عِنْدَ المَقامِ، يُكَبِّرُ
(1)
فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَإِذا قامَ وَإِذا وَضَعَ، فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قالَ
(2)
: أَوَلَيْسَ تِلْكَ صَلاةَ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا أُمَّ لَكَ؟!
(1)
في رواية ابن عساكر: «فكَبَّر» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقال» .
(3)
في (و) بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(117)
بابُ
(1)
التَّكْبِيرِ إذا قامَ مِنَ السُّجُودِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
788 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ:
صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ
(2)
وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً. فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ أَحْمَقُ. فقالَ
(3)
: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! سُنَّةُ أَبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ
(4)
مُوسَى: حدَّثنا أَبانُ: حدَّثنا قَتادَةُ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «اثنتين» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(4)
في نسخة: «قال» .
789 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرني أبو بَكْرِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحارِثِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ:«سَمِعَ اللَّهُ لَمِنْ حَمِدَهُ» حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ
(1)
، ثُمَّ يَقُولُ وهو قائِمٌ: «رَبَّنا لَكَ
(2)
الحَمْدُ» -قالَ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
: «وَلَكَ الحَمْدُ»
(4)
- ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلاةِ كُلِّها حَتَّى يَقْضِيَها، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الجُلُوسِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «من الركوع» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر عن الحَمُّويي:«ولك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال عبد الله بنُ صالح، عن الليث» (ب، ص).
(4)
قوله: «قال عبد الله: ولك الحمد» ليس في رواية ابن عساكر.
(118)
بابُ
(1)
وَضْعِ الأَكُفِّ على الرُّكَبِ فِي الرُّكُوعِ
وَقالَ أبو حُمَيْدٍ فِي أَصْحابِهِ: أَمْكَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
790 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي يَعْفُورٍ، قالَ:
سَمِعْتُ مُصْعَبَ بنَ سَعْدٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ إلى جَنْبِ أَبِي، فَطَبَّقْتُ
(1)
بَيْنَ كَفَّيَّ، ثُمَّ وَضَعْتُهُما بَيْنَ فَخِذَيَّ، فَنَهانِي أَبِي، وَقالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِينا عَنْهُ، وَأُمِرْنا أَنْ نَضَعَ أَيْدِيَنا على الرُّكَبِ.
(1)
أهمل ضبط الباء في (ن، و).
(119)
بابٌ
(1)
: إذا لَمْ يُتِمَّ الرُّكُوعَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
791 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمانَ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بنَ وَهْبٍ، قالَ:
⦗ص: 422⦘
رَأَى حُذَيْفَةُ رَجُلًا لا يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ، قالَ
(1)
: ما صَلَّيْتَ، وَلَوْ مُتَّ مُتَّ على غَيْرِ الفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في حاشية رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عليها» .
(120)
بابُ
(1)
اسْتِواءِ الظَّهْرِ فِي الرُّكُوعِ
وَقالَ أبو حُمَيْدٍ فِي أَصْحابِهِ: رَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ هَصَرَ
(2)
ظَهْرَهُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «حَنَى» .
792 -
حدَّثنا
(1)
بَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
الحَكَمُ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنِ البَراءِ
(3)
، قالَ: كانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسُجُودُهُ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذا رَفَعَ
(4)
مِنَ
⦗ص: 423⦘
الرُّكُوعِ، ما خَلا القِيامَ والْقُعُودَ، قَرِيبًا مِنَ السَّواءِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ قبل هذا الحديث زيادة: «(121) بابُ حَدِّ إِتْمامِ الرُّكُوعِ والاعتِدالِ فِيهِ والاطمَأْنِينَةِ [في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: والطُّمأنِينةِ]» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» ، وفي رواية الأصيلي:«حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ عازب» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «رأسَه» .
793 -
حدَّثنا
(1)
مُسَدَّدٌ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنا
(3)
سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ
(4)
: أَنَّ النَّبِيَّ
(5)
صلى الله عليه وسلم دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ
(6)
رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جاءَ فَسَلَّمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَليْهِ السَّلامَ، فقالَ:«ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» . فَصَلَّى، ثُمَّ جاءَ فَسَلَّمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» -ثَلاثًا- فقالَ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، فَما
(7)
أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي. قالَ
(8)
: «إِذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما
(9)
تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ راكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنّ َساجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنّ َجالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنّ َساجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّها».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ قبل هذا الحديث زيادة: «(122) بابُ أمْرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي لا يُتِمُّ رُكوعَه بالإعادةِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّ أبا هريرة» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عن النَّبيِّ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ودخل» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما» . كتبت بالحمرة.
(8)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(9)
في رواية الأصيلي: «بما» .
(123)
بابُ
(1)
الدُّعاءِ فِي الرُّكُوعِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
794 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
⦗ص: 424⦘
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» .
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولُ الله» .
(124)
بابُ ما يَقُولُ الإِمامُ وَمَنْ خَلْفَهُ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
795 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . قالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» . وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رَكَعَ، وَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ يُكَبِّرُ، وَإِذا قامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ قالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ» .
(125)
بابُ
(1)
فَضْلِ اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ
(2)
الحَمْدُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وزاد في (ب، ص) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الأصيلي: «ولك» .
796 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قالَ الإِمامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ
(1)
الحَمْدُ. فَإِنَّهُ مَنْ وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «ولك» .
(126)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
797 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن
يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: لأُقَرِّبَنَّ
(1)
صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَكانَ
(2)
أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقْنُتُ فِي رَكْعَةِ
(3)
الأُخْرَى
(4)
مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ وَصَلاةِ العِشاءِ وَصَلاةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ ما يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ.
⦗ص: 425⦘
فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الكُفَّارَ.
(1)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «وكان» .
(3)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا، وزاد في (و، ب، ص) نسبتَها إلى روايته عن المُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«الركعة الآخِرة» .
798 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي الأَسْوَدِ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ
(1)
، عن أَبِي قِلابَةَ، عن أَنَسٍ
(2)
رضي الله عنه، قالَ: كانَ القُنُوتُ فِي المَغْرِبِ والْفَجْرِ.
(1)
قوله: «الحَذّاء» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالكٍ» .
799 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن نُعَيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُجْمِرِ، عن عَلِيِّ بنِ يَحْيَى بنِ خَلَّادٍ الزُّرَقِيِّ، عن أَبِيهِ:
عَن رِفَاعَةَ بنِ رافِعٍ الزُّرَقِيِّ، قالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي
(1)
وَراءَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . قالَ
(3)
رَجُلٌ وَراءَهُ
(4)
: رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ، قالَ:«مَنِ المُتَكَلِّمُ؟» قالَ: أَنا. قالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً
(5)
وَثَلاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَها؛ أَيُّهُمْ يَكْتُبُها أَوَّل
(6)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «كُنّا نصلِّي يومًا» (ب، ص)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي.
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
لفظة: «وَراءه» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وليست في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «بِضْعًا» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الحَمُّويي.
(6)
في (ن) بالنصب فقط، وفي رواية الأصيلي:«أوَّلًا» .
(127)
بابُ الاطْمَأْنِينَةِ
(1)
حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
وَقالَ أبو حُمَيْدٍ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم واسْتَوَى
(2)
جالِسًا
(3)
، حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكانَهُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«الطُّمَأْنِينِةِ» ، وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «فاسْتَوى» .
(3)
لفظة: «جالسًا» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي.
800 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن ثابِتٍ، قالَ:
كانَ أَنَسٌ
(1)
يَنْعَتُ لَنا صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ يُصَلِّي، وَإِذا
(2)
رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قامَ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ نَسِيَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتَها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فإذا» .
801 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُجُودُهُ، وَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ
(1)
مِنَ الرُّكُوعِ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
(1)
لفظة: «رأسه» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
802 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ قالَ:
كانَ
(1)
مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ يُرِينا كَيْفَ كانَ صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذاكَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلاةٍ
(2)
، فَقامَ فَأَمْكَنَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَمْكَنَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَأَنْصَبَ
(3)
هُنَيَّةً، قالَ: فَصَلَّى بِنا صَلاةَ شَيْخِنا هَذا أَبِي بُرَيْدٍ
(4)
، وَكانَ أبو بُرَيْدٍ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الآخِرَةِ اسْتَوَى
⦗ص: 427⦘
قاعِدًا، ثُمَّ نَهَضَ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قام» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «الصلاةِ» بالتعريف.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَأَنْصَتَ» .
(4)
هكذا في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا: بضم الموحدة وفتح الراء، في الموضعين. وفي (ز) أنَّ رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أبي يزيد» ، وضَبْطُ الإرشاد و (ز) لروايتي الحَمُّويي والمُستملي:«أبي يزيد» . وبهامش اليونينية: قال أبو ذر: الصواب أبو بُرَيد (ب، ص)، وبهامشها أيضًا: قال الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن محمد الجيَّاني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: و (يزيد) بالياء المعجمة باثنتين من تحتها وزاء معجمة كثير في الأسماء والكنى، منهم: أبو يزيد عَمرو بن سَلِمَة الجَرْمي، بكسر اللام، قال عمرو بن علي: وهكذا هو مكنًّى في الجامع الصحيح للبخاري، وفي الحديث الذي رواه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قِلابة عن مالك بن الحُويرث أنَّه ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخر الحديث:(كصلاة شيخنا أبي يزيد عمرو بن سَلِمَة) هكذا روي عن البخاري: بالياء والزاء من جميع طرق الكتاب، إلَّا شيئًا ذكره أبو ذر الهروي عن شيوخه: أبي محمد الحَمُّويي عن الفِربري؛ فإنَّه قال: كصلاة شيخنا أبي بُرَيد، بالباء المعجمة بواحدة المضمومة وبالراء، هكذا كنَّاه مسلم بن الحجاج في كتاب الكنى في باب الباء، وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري: لم أسمعه من أحد إلَّا بالزاي، قال: ومسلم بن الحجاج أعلم في أسماء المحدِّثين. ا هـ.
(128)
بابٌ: يَهْوِي بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَسْجُدُ
وَقالَ نافِعٌ: كانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ.
803 -
804 - حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرني أبو بَكْرِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ الحارثِ بنِ هِشَامٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ كانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ صَلاةٍ مِنَ المَكْتُوبَةِ وَغَيْرِها، فِي رَمَضانَ وَغَيْرِهِ
(2)
، فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ، ثُمَّ يَقُولُ:«رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ
ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ» حِينَ يَهْوِي
(3)
ساجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الجُلُوسِ فِي الاثْنَتَيْنِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلاةِ، ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَنْصَرِفُ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنْ كانَتْ هَذِهِ لَصَلاتَهُ حَتَّى فارَقَ الدُّنْيا. قالا: وقالَ أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: وكانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَرْفَعُ رَأسَهُ يَقُولُ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنا ولَكَ الحَمْدُ» ، يَدْعُو لرِجالٍ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمائِهِمْ، فَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بنَ هِشامٍ، وَعَيَّاشَ بنَ أَبِي رَبِيعَةَ، والْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ
⦗ص: 428⦘
اشْدُدْ وَطَأَتَكَ
(4)
على مُضَرَ، واجْعَلْها عَلَيْهِمْ سِنِينَ
(5)
كَسِنِي يُوسُفَ». وَأَهْلُ المَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ مِنْ مُضَرَ مُخالِفُونَ لَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
قوله: «وغيره» ليس في نسخة.
(3)
في رواية أبي ذر: «يُهْوِي» بضم الياء.
(4)
هكذا ضبطت في الأصول عدا (ن) فإنَّها فيها بسكون الطَّاء، وبهامش (ب، ص): هكذا الطَّاء مفتوحة في اليونينية، وضبطها الشُّرَّاح بسكون الطَّاء، وهو كذلك في اليونينية في تفسير سورة النساء، والتي في تفسير سورة آل عمران كانت على الطَّاء فتحة ثمَّ صُلِّحت بالسكون. اهـ.
(5)
لفظة: «سنين» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في روايةٍ لأبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وذكر في (ب، ص) أنها ثابتة في روايةٍ لأبي ذر.
805 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ يَقُولُ: سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن فَرَسٍ -وَرُبَّما قالَ سُفْيانُ
(1)
: مِنْ فَرَسٍ- فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَدَخَلْنا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى بِنا قاعِدًا وَقَعَدْنا
(2)
-وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً: صَلَّيْنا قُعُودًا- فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ، وَإِذا سَجَدَ فاسْجُدُوا» . قالَ سُفْيانُ
(3)
: كَذا جاءَ بِهِ مَعْمَرٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: لقد حَفِظَ؛ كَذا قالَ الزُّهْرِيُّ: «وَلَكَ الحَمْدُ» . حَفِظْتُ
(4)
: مِنْ شِقِّهِ الأَيْمَنِ. فَلَمَّا خَرَجْنا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ، قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَنا عِنْدَهُ: فَجُحِشَ ساقُهُ الأَيْمَنُ.
(1)
قوله: «سفيان» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية الأصيلي: «فَقَعَدْنا» .
(3)
قوله: «قال سفيان» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
(4)
في رواية ابن عساكر: «وحفظتُ» .
(129)
بابُ
(1)
فَضْلِ السُّجُودِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.
806 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ وَعَطاءُ بنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ:
⦗ص: 429⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ أخبَرهما: أَنَّ النَّاسَ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنا يَوْمَ القِيامَةِ؟ قالَ:«هَلْ تُمارُونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لَيْسَ دُونَهُ سَحابٌ؟» قالُوا: لا يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَهَلْ تُمارُونَ فِي الشَّمْسِ
(1)
لَيْسَ دُونَها سَحابٌ؟» قالُوا: لا
(2)
. قالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ
(3)
. فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ القَمَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّواغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فيها مُنافِقُوها، فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: هَذا مَكانُنا حَتَّى يَأتِيَنا رَبُّنا، فَإِذا جاءَ رَبُّنا عَرَفْناهُ. فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنا. فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ
(4)
الصِّراطُ بَيْنَ ظَهْرانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئذٍ أَحَدٌ إلَّا الرُّسُلُ، وَكَلامُ الرُّسُلِ يَوْمَئذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ
مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدانِ؟» قالُوا: نَعَمْ. قالَ: «فَإِنَّها مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِها إلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ
(5)
النَّاسَ بِأَعْمالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إذا أَرادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ المَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ على النَّارِ أَنْ تَأكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأكُلُهُ النَّارُ إلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا
(6)
فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ ماءُ الحَياةِ، فَيَنْبُتُونَ كَما تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ القَضاءِ بَيْنَ العِبادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، وهو آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الجَنَّةَ، مُقْبِلٌ
(7)
بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ، فَيَقُولُ: يا رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ
(8)
⦗ص: 430⦘
النَّارِ، قَدْ
(9)
قَشَبَنِي رِيحُها، وَأَحْرَقَنِي ذَكاؤُها
(10)
. فَيَقُولُ: هَلْ عَسيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ. فَيُعْطِي اللَّهَ ما يَشاءُ
(11)
مِنْ عَهْدٍ وَمِيثاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عن النَّارِ، فَإِذا أَقْبَلَ بِهِ على الجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَها سَكَتَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بابِ الجَنَّةِ. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ والْمَيثِاقَ
(12)
أَنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ؟! فَيَقُولُ: يا رَبِّ، لا أَكُونُ
(13)
أَشْقَى خَلْقِكَ. فَيَقُولُ: فَما عَسيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لا تَسْأَلَ
(14)
غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ، لا أَسْأَلُ
(15)
غَيْرَ ذَلِكَ. فَيُعْطِي رَبَّهُ ما شاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثاقٍ، فَيُقَدِّمُهُ إلى بابِ الجَنَّةِ، فَإِذا بَلَغَ بابَها، فَرَأَى زَهْرَتَها، وَما فيها مِنَ النَّضْرَةِ والسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، فَيَقُولُ: يا رَبِّ أَدْخِلْنِي الجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: وَيْحَكَ يا ابْنَ آدَمَ، ما أَغْدَرَكَ! أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ العُهُودَ
(16)
والْمِيثاقَ
(17)
أَنْ لا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟! فَيَقُولُ: يا رَبِّ، لا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ. فَيَضْحَكُ اللَّهُ عز وجل مِنْهُ
(18)
، ثُمَّ يَأذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ: تَمَنَّ. فَيَتَمَنَّى حَتَّى إذا انْقَطَعَ
(19)
أُمْنِيَّتُهُ، قالَ اللَّهُ عز وجل: مِنْ كَذا وَكَذا
(20)
. أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حَتَّى إذا انْتَهَتْ بِهِ الأَمانِيُّ، قالَ اللَّهُ تَعالَى: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ». قالَ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ لأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ: لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثالِهِ» . قالَ أبو هُرَيْرَةَ: لَمْ
⦗ص: 431⦘
أَحْفَظْ
(21)
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَوْلَهُ: «لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» . قالَ أبو سَعِيدٍ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يقولُ: «ذَلِكَ لَكَ
(22)
وَعَشَرَةُ أَمْثالِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «في رُؤيةِ الشمسِ» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «يا رسول الله» .
(3)
ضبطت في (ن): «فليتبَعْ» ، وأهمل ضبطها في (و)، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَلْيَتْبَعْهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ويُضْرَبُ» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «فتخطِف» بالتاء والياء (ن، ق)، وضبطت روايته في (و) بالتاء فقط، وضبطت روايته في (ب، ص): «فَتَخْتَطِفُ» .
(6)
بضم التاء المثناة الفوقية وكسر الحاء، وبفتحهما أيضًا، هكذا بالضبطين في اليونينية.
(7)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُقبِلًا» بالنصب.
(8)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «من» .
(9)
في رواية أبي ذر: «فقد» .
(10)
في رواية أبي ذر: «ذَكاها» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «ما شاء» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «والمَواثِيقَ» .
(13)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا أكُونَنَّ» .
(14)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْ تسأل» .
(15)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لا أسألُكَ» .
(16)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا: بالجمع، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«العَهْدَ» بالإفراد.
(17)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «والمَواثِيقَ» .
(18)
لفظة: «منه» ليست في رواية الأصيلي.
(19)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «انقطعَتْ» .
(20)
في رواية أبي ذر: «زِدْ من كذا وكذا» ، وفي رواية ابن عساكر:«تَمَنَّ كذا وكذا» .
(21)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لم أحفظه» .
(22)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «لك ذلك» .
(130)
بابٌ: يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجافِي فِي السُّجُودِ
807 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني
(2)
بَكْرُ بنُ مُضَرَ، عن جَعْفَرٍ، عن ابْنِ
هُرْمُزَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا صَلَّى فَرَجَ بَيْنَ يَدَيْهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَياضُ إِبْطَيْهِ.
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بنُ رَبِيعَةَ نَحْوَهُ.
(131)
بابٌ: يَسْتَقْبِلُ بِأَطْرافِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ
(1)
قالَهُ أبو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ
(2)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي: «بابٌ: يَستَقبل القِبلةَ بأطراف رِجلَيه» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية أبي ذر.
(2)
قوله: «السَّاعديُّ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(132)
بابٌ
(1)
: إذا لَمْ يُتِمَّ السُّجُودَ
(2)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وصحَّح عليها.
(2)
في رواية أبي ذر: «سُجودَه» .
808 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ
(1)
، عن واصِلٍ، عن أَبِي وائلٍ:
⦗ص: 432⦘
عَن حُذَيْفَةَ:
(2)
رَأَى رَجُلًا لا يُتِمُّ رُكُوعَهُ ولا سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: ما صَلَّيْتَ. قالَ: وَأَحْسِبُهُ
(3)
قالَ: وَلَوْ
(4)
مُتَّ مُتَّ
(5)
على غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ مَيمون» .
(2)
زاد بين الأسطر بالحمرة: «أنه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فأَحْسِبهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لو» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَمُتَّ» .
(133)
بابُ السُّجُودِ على سَبْعَةِ أَعْظُمٍ
809 -
حدَّثنا قَبِيْصَةُ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرِو بنِ دِيْنارٍ، عن طاؤُوسٍ:
عن ابنِ عَبَّاسٍ: أنَّهُ
(1)
قالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْضاءٍ
(2)
، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا: الجَبْهَةِ، والْيَدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، والرِّجْلَيْنِ.
(1)
لفظة: «أنه» ثابتة في رواية ابن عساكر أيضًا، وكتبت لفظة:«قال» في متن اليونينية بالحمرة.
(2)
في رواية الأصيلي: «على سَبعة أَعْظُمٍ» .
810 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن طاؤُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«أُمِرْنا أَنْ نَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا نَكُفَّ ثَوْبًا وَلا شَعَرًا» .
811 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ يَزِيدَ الخَطْمِيِّ
(2)
:
حدَّثنا البَراءُ بنُ عازِبٍ، وهو غَيْرُ كَذُوبٍ، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذا قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا
(3)
ظَهْرَهُ، حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ على الأَرْضِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وفي رواية الأصيلي:«أخبَرَنا» .
(2)
قوله: «الخَطْمِي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.
(3)
في رواية ابن عساكر: «لم يَحْنِ أحَدُنا» .
(134)
بابُ السُّجُودِ على الأَنْفِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية الأصيلي.
812 -
حدَّثنا مُعَلَّى
(1)
بنُ أَسَدٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ طاؤُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: على الجَبْهَةِ -وَأَشارَ بِيَدِهِ عَلَى
(2)
أَنْفِهِ- والْيَدَيْنِ، والرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرافِ القَدَمَيْنِ، وَلا نَكْفِتَ الثِّيابَ والشَّعَرَ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «المعلَّى» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(135)
بابُ السُّجُودِ على الأَنفِ، والسُّجُودِ
(1)
على الطِّينِ
(2)
(1)
قوله: «والسجود» ليس في رواية المُستملي. «لا الحمرة إلى»
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الطِّين» .
813 -
حدَّثنا مُوسَى، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
انْطَلَقْتُ إلى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فَقُلْتُ: أَلَا تَخْرُجُ بِنا
(1)
إلى النَّخْلِ نَتَحَدَّثْ
(2)
؟ فَخَرَجَ،
فقال
(3)
: قُلْتُ
(4)
: حدِّثنِي ما سَمِعْتَ مِنَ
(5)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةِ القَدْرِ؟ قالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم عَشْرَ الأُوَلِ
(7)
مِنْ رَمَضانَ، واعْتَكَفْنا مَعَهُ، فَأَتاهُ جِبْرِيلُ فقالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمامَكَ.
⦗ص: 434⦘
فاعْتَكَفَ العَشْرَ الأَوْسَطَ فاعْتَكَفْنا
(8)
مَعَهُ، فَأَتاهُ جِبْرِيلُ فقالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمامَكَ. فقامَ
(9)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضانَ، فقالَ: «مَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ، فَإِنِّي أُرِيتُ
(10)
لَيْلَةَ القَدْرِ، وَإِنِّي نُسِّيتُها
(11)
، وَإِنَّها فِي العَشْرِ الأَواخِرِ، فِي وِتْرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَماءٍ». وَكانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وَما نَرَى فِي السَّماءِ شَيْئًا، فَجاءَتْ قَزَْعَةٌ فَأُمْطِرْنا، فَصَلَّى بِنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ والماءِ
(12)
على جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ
(13)
صلى الله عليه وسلم وَأَرْنَبَتِهِ، تَصْدِيقَ رُؤْياهُ
(14)
.
(1)
لفظة: «بنا» ليست في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر: «نَتحدَّثُ» بالرفع.
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «قالَ» ، وزاد في نسخة الزاهدي نسبتَها إلى رواية ابن عساكر، وهو موافق لما في السلطانية.
(4)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقلتُ» .
(5)
لفظة: «من» صحَّح عليها في اليونينيَّة وكتبت في متنها بالحمرة.
(6)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(7)
هكذا في رواية أبي ذر (ن، ق)، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«العشرَ الأُوَلَ» .
(8)
هكذا في رواية أبي ذر (و، ب، ص)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر:«واعتكَفْنا» .
(9)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي، كتبت بالحمرة، وفي رواية غيرهما:«قام» ، وفي رواية [ح]:«ثم قام» .
(10)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «رأيتُ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «نَسِيتُها» بالبناء للفاعل.
(12)
في رواية ابن عساكر: «أثرَ الماءِ والطِّينِ» .
(13)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(14)
في رواية ابن عساكر زيادة: «قالَ أبو عبدِ اللهِ: كانَ الحُمَيْدِيُّ يَحتَجُّ بهذا الحديثِ، يقولُ: لا يَمْسَحُ» .
(136)
بابُ
(1)
عَقْدِ الثِّيابِ وَشَدِّها،
وَمَنْ ضَمَّ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ إذا خافَ أَنْ
(2)
تَنْكَشِفَ عَوْرَتُهُ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي: «مَخافَةَ أنْ» .
814 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، قالَ: كانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ عاقِدُو
(1)
أُزْرِهِمْ على رِقابِهِمْ
(2)
مِنَ الصِّغَرِ
(3)
على رِقابِهِمْ، فَقِيلَ لِلنِّساءِ: لا تَرْفَعْنَ رُؤُوْسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجالُ
⦗ص: 435⦘
جُلُوسًا.
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي والحَمُّويي:«عاقِدِي» .
(2)
قوله: «على رقابِهم» ليس في رواية ابن عساكر، وقد ضرب عليه في متن اليونينية بالحمرة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وقوله: «من الصِّغَر» ثابتٌ في رواية ابن عساكر.
(137)
بابٌ: لا يَكُفُّ شَعَرًا
815 -
حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ -وهو ابْنُ زَيْدٍ
(1)
- عن عَمْرِو بنِ دِينارٍ، عن طاؤُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا يَكُفَّ ثَوْبَهُ وَلا شَعَرَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حمَّادٌ هو ابنُ زيدٍ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«حمَّادُ بنُ زيدٍ» .
(138)
بابٌ: لا يَكُفُّ ثَوْبَهُ فِي الصَّلَاةِ
816 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانَةَ، عن عَمْرٍو، عن طاؤُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ على سَبْعَةٍ
(2)
، لا أَكُفُّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا».
(1)
قوله: «بن إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في حاشية رواية ابن عساكر: «سبعةِ أَعظُمٍ» .
(139)
بابُ التَّسْبِيحِ والدُّعاءِ فِي السُّجُودِ
817 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني مَنْصُورٌ
(1)
، عن مُسْلِمٍ
(2)
، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» . يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ المُعْتَمِرِ» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ صُبَيْحٍ أبي الضُّحَى» ، وضبط في (ب، ص) روايته: «هو ابنُ
…
».
(140)
بابُ المُكْثِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «بين السجود» .
818 -
819 - حدَّثنا أبو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
⦗ص: 436⦘
أَنَّ مالِكَ بنَ الحُوَيْرِثِ قالَ لأَصْحابِهِ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ
(2)
صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: وَذاكَ فِي غَيْرِ حِينِ صَلاةٍ، فَقامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ، فَقامَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ هُنَيَّةً، فَصَلَّى صَلاةَ عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ شَيْخِنا هَذا. قالَ أَيُّوبُ: كانَ يَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ أَرَهُمْ يَفْعَلُونَهُ، كانَ يَقْعُدُ فِي الثَّالِثَةِ أو
(4)
الرَّابِعَةِ.
قالَ: فَأَتَيْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَقَمْنا عِنْدَهُ
(5)
، فقالَ: «لَوْ رَجَعْتُمْ إلى أَهْلِيكُمْ
(6)
، صَلُّوا صَلاةَ كَذا فِي حِينِ كَذا، صَلُّوا
(7)
صَلاةَ كَذا فِي حِينِ كَذا، فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ».
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بن زيد» .
(2)
أهمل ضبطها في (ن، و).
(3)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، كتبت بالحمرة. وفي رواية غيرهم:«و الرابعة» .
(5)
في حاشية رواية ابن عساكر زيادة: «شهرًا» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أهالِيكم» .
(7)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «وَصَلُّوا» .
820 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قالَ: حدَّثنا أبو أَحْمَدَ
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قالَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن الحَكَمِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنِ البَراءِ، قالَ: كانَ سُجُودُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرُكُوعُهُ، وَقُعُودُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّواءِ.
821 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ:
عن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: إِنِّي لا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنا. قالَ ثابِتٌ: كانَ أَنَسٌ
(2)
يَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ أَرَكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كانَ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قامَ حَتَّى يَقُولَ
⦗ص: 437⦘
القائِلُ: قَدْ نَسِيَ. وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى يَقُولَ القائِلُ: قَدْ نَسِيَ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بن مالكٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بن مالكٍ» .
(141)
بابٌ: لا يَفْتَرِشُ ذِراعَيْهِ فِي السُّجُودِ
وَقالَ أبو حُمَيْدٍ: سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَوَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلا قابِضِهِما.
822 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلا يَبْسُطْ
(2)
أَحَدُكُمْ ذِراعَيْهِ انْبِساطَ
(3)
الكَلْبِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «ولا يَبْتَسِطْ» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ولا يَنْبَسِطْ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «ابْتِساطَ» .
(142)
بابٌ: مَنِ
(1)
اسْتَوَى قاعِدًا فِي وِتْرٍ مِنْ صَلاتِهِ ثُمَّ نَهَضَ
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالقطع والإضافة: (بابٌُ: من)، وأهمل ضبطها في (و).
823 -
حدَّثنا مُحَّمَدُ بنُ الصَّبَّاحِ، قالَ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ، قالَ: أخبَرَنا خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن أَبِي قِلابَةَ، قالَ:
أخبَرَنا
(1)
مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، فَإِذا كانَ فِي وِتْرٍ مِنْ صَلاتِهِ، لَمْ يَنْهَضْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قاعِدًا.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «أخبَرَني» .
(143)
بابٌ: كَيْفَ يَعْتَمِدُ على الأَرْضِ إذا قامَ مِنَ الرَّكْعَةِ
(1)
(1)
هكذا بالإفراد في حاشية رواية ابن عساكر، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية أبي ذر عن المُستملي:«الرَّكعتين» .
824 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أَسَدٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ، قالَ:
جاءَنا مالِكُ بنُ الحُوَيْرِثِ، فَصَلَّى بِنا فِي مَسْجِدِنا هَذا، فقال
(2)
: إِنِّي لأُصَلِّي بِكُمْ وَما أُرِيدُ
⦗ص: 438⦘
الصَّلاةَ، وَلَكِنْ
(3)
أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي. قالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لأَبِي قِلابَةَ: وَكَيْفَ كانَتْ صَلاتُهُ؟ قالَ: مِثْلَ صَلاةِ شَيْخِنا هَذا، يَعْنِي عَمْرَو بنَ سَلِمَةَ. قالَ أَيُّوبُ: وَكانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذا
(5)
رَفَعَ رَأسَهُ عَنِ
(6)
السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ، واعْتَمَدَ على الأَرْضِ ثُمَّ قامَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «قالَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«لكن» ، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية كريمة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي والحمُّويي ورواية الأصيلي:«لكنِّي» ، وضبط روايتهم في (و):«لكنَّني» بنون الوقاية، وفي المتن:«لكنِّي» بدونها، وهو موافق لما في الإرشاد.
(4)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ أخرى عن أبي ذر:«رسولَ الله» .
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فإذا» (ن، و، ق).
(6)
هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«في» ، وفي نسخةٍ لأبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«من» .
(144)
بابٌ: يُكَبِّرُ وهو يَنْهَضُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ
وَكانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ.
825 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ صالِحٍ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحُ بنُ سُلَيمانَ، عن سَعِيدِ بنِ الحارِثِ، قالَ:
صَلَّى لَنا أبو سَعِيدٍ، فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السُّجُودَ، وَحِينَ سَجَدَ، وحِينَ رَفَعَ
(1)
، وَحِينَ قامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، وَقالَ: هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «رأسَه» .
826 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ:
حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قالَ: حدَّثنا غَيْلَانُ بنُ جَرِيرٍ، عن مُطَرِّفٍ، قالَ:
صَلَّيْتُ أَنا وَعِمْرانُ صَلاةً خَلْفَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ رضي الله عنه، فَكانَ إذا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذا رَفَعَ كَبَّرَ، وَإِذا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، أَخَذَ عِمْرانُ بِيَدِي فقالَ: لقد صَلَّى بِنا هَذا صَلاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. أَوْ قالَ: لقد ذَكَّرَنِي هَذا صَلاةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(145)
بابُ سُنَّةِ الجُلُوسِ فِي التَّشَهُّدِ
وَكانَتْ أُمُّ الدَّرْداءِ تَجْلِسُ فِي صَلاتِها جِلْسَةَ الرَّجُلِ، وَكانَتْ فَقِيهَةً.
827 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ أخبَرَه: أَنَّهُ كانَ يَرَى عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَتَرَبَّعُ فِي الصَّلاةِ إذا جَلَسَ، فَفَعَلْتُهُ وَأَنا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ، فَنَهانِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، وَقالَ
(1)
: إِنَّما سُنَّةُ الصَّلاةِ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ اليُمْنَى، وَتَثْنِيَ اليُسْرَى. فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ! فقالَ: إِنَّ رِجْلَيَّ
(2)
لا تَحْمِلَانِي
(3)
.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر:«قالَ» ، وفي رواية ابن عساكر:«فقالَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رِجْلايَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لا تَحْمِلانِّي» .
828 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن خالِدٍ، عن سَعِيدٍ
(1)
، عن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَطاءٍ -وَحَدَّثَنا
(2)
اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
(3)
، عَنْ
(4)
مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَلْحَلَةَ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ عَطاءٍ- أَنَّهُ كانَ جالِسًا مَعَ
(5)
نَفَرٍ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ
(6)
صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْنا صَلَاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ أبو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ إذا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ
(8)
⦗ص: 440⦘
مَنْكِبَيْهِ، وَإِذا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ اسْتَوَى، حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكانَهُ
(9)
، فَإِذا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلا قابِضِهِما، واسْتَقْبَلَ بِأَطْرافِ أَصابِعِ رِجْلَيْهِ القِبْلَةَ، فَإِذا
(10)
جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ على رِجْلِهِ اليُسْرَى وَنَصَبَ اليُمْنَى، وَإِذا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى وَنَصَبَ الأُخْرَى، وَقَعَدَ على مَقْعَدَتِهِ.
وَسَمِعَ
(11)
اللَّيْثُ يَزِيدَ بنَ أَبِي حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ حَلْحَلَةَ
(12)
، وابْنُ حَلْحَلَةَ مِنِ ابْنِ عَطاءٍ
(13)
.
قالَ
(14)
أبو صالِحٍ، عن اللَّيْثِ: كُلُّ فَقَارٍ.
وَقالَ ابْنُ المُبارَكِ: عن يَحْيَى بنِ أَيُّوبَ قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو
(15)
حَدَّثَهُ: كُلُّ فَقَارٍ
(16)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو أبو هِلال» ، وضبطت روايته في (ب):«سعيدٍ، هو ابنُ هِلال» ، وفي الإرشاد أنَّ روايته:«سعيدٍ، هو ابن أبي هِلال» ، وهو الصواب في اسمه.
(2)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثني» .
(3)
قوله: «بنِ محمد» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «من» .
(5)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية الأصيلي: «في» .
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» .
(7)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «حَذْوَ» .
(9)
في رواية الأصيلي: «إلى مَكانِه» ، وضبط «فقار» في (ن) بكسر الفاء.
(10)
بهامش اليونينية دون رقم: «وإذا» .
(11)
في رواية الأصيلي: «سمع» (ص).
(12)
في رواية الأصيلي: «ويزيدُ بنُ محمدٍ سمع محمدَ بنَ حَلْحَلَةَ» ، وفي رواية أبي ذر:«ويزيدُ محمَّدًا» .
(13)
من قوله: «وسمع الليث» إلى قوله: «من ابن عطاء» ليس في رواية ابن عساكر.
(14)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقالَ» .
(15)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن حَلْحَلَةَ» .
(16)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقارهِ» .
(146)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ التَّشَهُّدَ الأَوَّلَ واجِبًا؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ وَلَمْ يَرْجِعْ.
829 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَقالَ مَرَّةً
(2)
: مَوْلَى رَبِيعَةَ بنِ
الحارِثِ:
⦗ص: 441⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابنَ بُحَيْنَةَ، وهو مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وهو حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ، فَقامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، لَمْ
(3)
يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إذا قَضَى الصَّلاةَ، وانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، كَبَّرَ وهو جالِسٌ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ سَلَّمَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
ضبطها في (ن) خطأً: «مُرَّة» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «ولمْ» .
(147)
بابُ التَّشَهُّدِ فِي الأُولَى
830 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حَدَّثَنا
(2)
بَكْرٌ، عن جَعْفَرِ بنِ رَبِيعَةَ، عن الأَعْرَجِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ، قالَ: صَلَّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ، فَقامَ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا كانَ فِي آخِرِ صَلاتِهِ، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ.
(1)
قوله: «بنُ سعيدٍ» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(148)
بابُ التَّشَهُّدِ فِي الآخِرَةِ
831 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقِ بنِ سَلَمَةَ، قالَ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إذا صَلَّيْنا خَلْفَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قُلْنا: السَّلامُ على جِبْرِيلَ وَمِيكائِلَ، السَّلامُ على فُلانٍ وَفُلانٍ. فالْتَفَتَ إِلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«إِنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ، فَإِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ -فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمُوها، أَصابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صالِحٍ فِي السَّماءِ والأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» .
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «رسولِ اللهِ» .
(149)
بابُ الدُّعاءِ قَبْلَ السَّلامِ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي: «قبلَ التسليمِ» .
832 -
833 - حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنا عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ:
عن عائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
، أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَدْعُو فِي الصَّلاةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيا وَفِتْنَةِ المَماتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ والْمَغْرَمِ» . فقالَ لَهُ قائِلٌ: ما أَكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ؟ فقالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ
(2)
فَأَخْلَفَ».
(3)
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ
(4)
:
أنَّ عائِشةَ رضي الله عنها قالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ في صَلاتِهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
(1)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وإذا وَعَد» .
(3)
في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «قالَ محمَّدُ بنُ يوسفَ: سمعتُ خلفَ بنَ عامرٍ يقولُ- في المَسِيحِ والمِسِّيحِ مشدَّدٌ-: ليسَ بينهما فرقٌ، وهُما واحدٌ: أحدُهما عيسى عليه السلام، والآخَرُ الدَّجَّالُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ الزُّبيرِ» .
834 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الخَيْرِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو:
عن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي. قالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
(1)
ظُلْمًا كَثِيرًا
(2)
، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
(1)
قوله: «نفسي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في نسخةٍ لأبي ذر: «كَبِيرًا» .
(150)
بابُ
(1)
ما يُتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعاءِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ
وَلَيْسَ بِواجِبٍ
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قبل الباب.
835 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن الأَعْمَشِ: حدَّثني شَقِيقٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كُنَّا إذا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاةِ
(1)
، قُلْنا: السَّلامُ على اللَّهِ مِنْ عِبادِهِ، السَّلامُ على فُلانٍ وَفُلانٍ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُولُوا: السَّلامُ على اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ، وَلَكِنْ قُولُوا
(2)
: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَواتُ، والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ -فَإِنَّكُمْ إذا قُلْتُمْ
(3)
أَصابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّماءِ، أَوْ بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ يَتَخَيَّرُ
(4)
مِنَ الدُّعاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُوَ
(5)
».
(1)
قوله: «في الصَّلاة» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
لفظة: «قولوا» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر. (ب، ص)
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ذلك» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِيَتَخَيَّرْ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(151)
بابُ مَنْ لَمْ يَمْسَحْ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ حَتَّى صَلَّى
(1)
(1)
بهامش اليونينية: قالَ أبو عبدِ اللهِ: رأيتُ الحُمَيْدِيَّ يَحتجُّ بهذا الحديثِ أنْ لا يَمسَحَ الجَبهةَ في الصَّلاةِ، هذا في أولِ البابِ (يعني: بعد قوله: حتى صلَّى) عند أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو في الأصولِ ثابتٌ. اه
836 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، فقالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الماءِ والطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.
(1)
قوله: «بن إبراهيم» ليس في رواية الأصيلي.
(152)
بابُ التَّسْلِيمِ
837 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن هِنْدٍ بِنْتِ الحارِثِ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ، قامَ النِّساءُ حِينَ
(1)
يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَأُرَى -واللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّساءُ، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ
(2)
مَنِ انْصَرَفَ مِنَ القَوْمِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حَتَّى» .
(2)
في نسخة لأبي ذر: «يُدْرِكَهم» .
(153)
بابٌ: يُسَلِّمُ حِينَ يُسَلِّمُ الإِمامُ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَسْتَحِبُّ إذا سَلَّمَ الإِمامُ أَنْ يُسَلِّمَ مَنْ خَلْفَهُ.
838 -
حدَّثنا حِبَّانُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن مَحْمُودِ بنِ الرَّبِيعِ
(1)
:
عن عِتْبانَ
(2)
، قالَ: صَلَّيْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْنا حِينَ سَلَّمَ.
(1)
قوله: «بن الربيع» ليس في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«محمودٍ هو ابنُ الربيع» ، وعزاها في (ص) إلى رواية [ق] فقط. قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مالك» .
(154)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ رَدَّ السَّلامِ
(1)
على الإِمامِ، واكْتَفَى بِتَسْلِيمِ الصَّلاةِ
(1)
في رواية أبي ذر: «مَن لم يَرُدَّ السَّلامَ» .
839 -
840 - حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ -وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّها مِنْ دَلْوٍ كانَ
(1)
⦗ص: 445⦘
فِي دارِهِمْ- قالَ:
سَمِعْتُ عِتْبانَ بنَ مالِكٍ الأَنْصارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سالِمٍ، قالَ: كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بَنِي سالِمٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكانًا؛ حَتَّى
(2)
أَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا. فقالَ: «أَفْعَلُ إِنْ شاءَ اللَّهُ» . فَغَدا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، بَعْدَما اشْتَدَّ النَّهارُ، فاسْتَأذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ
مِنْ بَيْتِكَ؟» فَأَشارَ إِلَيْهِ مِنَ المَكانِ الَّذِي أَحَبَّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقامَ فَصَفَفْنا
(3)
خَلْفَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنا حِينَ سَلَّمَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كانت» .
(2)
لفظة: «حتَّى» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي، وكتبت في متن اليونينية بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر: «وصَفَفْنا» .
(155)
بابُ الذِّكْرِ بَعْدَ الصَّلاةِ
841 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ نَصْرٍ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو: أَنَّ أَبا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أخبَرَه:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبَرَه: أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ، حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ، كانَ على عَهْدِ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ
(3)
ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ أَعْلَمُ إذا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إذا سَمِعْتُهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر و [ق]: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ عن أبي ذر: «رسولِ الله» .
(3)
في رواية الأصيلي: «قالَ» .
842 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ
(2)
، قالَ: أخبَرَني أبو مَعْبَدٍ:
⦗ص: 446⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضاءَ صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّكْبِيرِ
(3)
.
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «حدَّثنا عمرو» ، وفي رواية الأصيلي:«عن عمرو» . وبهامش اليونينية: سقط «عمرو» ولا بدَّ منه، وكذلك هو في بعض النسخ. اهـ.
(3)
بهامش اليونينية زيادة: عند الكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي: قال [رواية أبي ذر: وقالَ، ورواية الأصيلي: حدَّثنا] عليٌّ: حدَّثنا سفيانُ، عن عمرٍو، قالَ: كانَ أبُو مَعْبَدٍ أصدَقَ مَوالِي ابنِ عبَّاسٍ. قالَ عليٌّ: واسمُهُ نافذٌ. اهـ. وهذهِ الزيادةُ جاءتْ في أوَّلِ الحديثِ عند الأصيليِّ، وفي آخره عند أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت. اهـ.
قال ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 333): هو معطوفٌ على المتصلِ وإنْ كانَ ظاهرُهُ التعليق.
843 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ بنُ أَبِي بكرٍ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ
(1)
، عن عُبَيدِ اللهِ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صالِحٍ:
عَن أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، قالَ: جاءَ الفُقَراءُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوالِ بِالدَّرَجاتِ العُلى والنَّعِيمِ المُقِيمِ؛ يُصَلُّونَ كَما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَما نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ
(2)
أَمْوالٍ
(3)
، يَحُجُّونَ بها وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ. قال
(4)
: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ
(5)
إِنْ أَخَذْتُمْ
(6)
، أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ
(7)
، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرانَيْهِ
(8)
، إلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ». فاخْتَلَفْنا بَيْنَنا، فقالَ بَعْضُنا: نُسَبِّحُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، ونَحْمَدُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فقالَ: تَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، واللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ
(9)
ثَلاثًا وَثَلاثِينَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «المعتَمِرُ» .
(2)
لفظة: «من» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(3)
في رواية الأصيلي: «الأموالِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فقالَ» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «بِما» ، وفي نسخةٍ له:«بأمرٍ» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «به» .
(7)
قوله: «مَن سَبَقكم» ليس في رواية الأصيلي
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «ظَهْرانَيهم» .
(9)
في (ن): «كُلُّهُنَّ» .
844 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عن وَرَّادٍ كاتِبِ المُغِيرَةِ
(1)
بنِ شُعْبَةَ، قالَ:
أَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ
(2)
، فِي كِتابٍ إلى مُعاوِيَةَ: إِنَّ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ» .
وَقالَ شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ
(4)
بِهَذا، عَنِ
(5)
الحَكَمِ، عن القاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، عن وَرَّادٍ بِهَذا.
وَقالَ الحَسَنُ
(6)
: الجَدُّ غِنًى
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «كاتبٍ للمغيرة» .
(2)
قوله: «بن شعبة» ليس في رواية الأصيلي وأبي ذر.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَنَّ» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنِ عُمَيْرٍ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «وعن» .
(6)
قول الحسن مقدَّم على قوله: «عن الحكم
…
» إلخ في رواية أبي ذر. وقوله: «وقالَ الحسن» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر، والذي في (ب، ص) أن قول الحسن كلَّه ليس عندهما.
(7)
في رواية أبي ذر و [ق] ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «جَدٌّ: غِنًى» .
(156)
بابٌ: يَسْتَقْبِلُ الإِمامُ النَّاسَ إذا سَلَّمَ
845 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ حازِمٍ، قالَ: حدَّثنا أبو رَجَاءٍ:
عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى صَلاةً أَقْبَلَ
عَلَيْنا بِوَجْهِهِ.
846 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن صالِحِ بنِ كَيْسانَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ:
⦗ص: 448⦘
عن زَيْدِ بنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ أَنَّهُ قالَ: صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، على إِثْرِ سَماءٍ كانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ
(3)
، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ على النَّاسِ فقالَ:«هَلْ تَدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبادِي مُؤمِنٌ بِي وَكافِرٌ؛ فَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤمِنٌ بِي
(4)
وكافِرٌ
(5)
بِالْكَوْكَبِ، وَأَمِّا مَنْ قالَ: بِنَوْءِ
(6)
كَذا وَكَذا، فَذَلِكَ كافِرٌ بِي وَمُؤمِنٌ
(7)
بِالْكَوْكَبِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «قالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «من الليل» .
(4)
لفظة: «بي» ثابتة في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «كافرٌ» بإسقاط الواو.
(6)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُطِرْنا بِنَوء» ، وعزاها في (ن) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مؤمن» بإسقاط الواو.
847 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: سَمِعَ يَزِيدَ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ:
عن أَنَسٍ
(3)
، قالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ ذاتَ لَيْلَةٍ إلى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنا، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ، فقالَ:«إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزالُوا فِي صَلاةٍ ما انْتَظَرْتُمُ الصَّلاةَ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بن مُنِير» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«بن المُنِير» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنَ هارون» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية أبي ذر أيضاً.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيُّ» .
(157)
بابُ مُكْثِ
(1)
الإِمامِ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ السَّلامِ
(1)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الميم وضمِّها معًا، وعزوا ذلك إلى اليونينية.
848 -
وَقالَ لَنا آدَمُ: حَدَّثَنا
(1)
شُعْبَةُ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، قالَ: كانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي مَكانِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الفَرِيضَةَ
(2)
.
وَفَعَلَهُ القاسِمُ.
وَيُذْكَرُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ
(3)
: «لا يَتَطَوَّعُ الإِمامُ فِي مَكانِهِ» . وَلَمْ يَصِحَّ.
(4)
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «فَرِيضةً» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «ولا يَصِحُّ» .
849 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ
(1)
: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن هِنْدٍَ بِنْتِ الحارِثِ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سَلَّمَ، يَمْكُثُ فِي مَكانِهِ يَسِيرًا.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَنُرَى -واللَّهُ أَعْلَمُ- لِكَيْ يَنْفُذَ مَنْ يَنْصَرِفُ مِنَ النِّساءِ.
850 -
وَقالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا نافِعُ بنُ يَزِيدَ، قالَ: أخبَرَنِي
(2)
جَعْفَرُ بنُ رَبِيعَةَ: أَنَّ ابْنَ شِهابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ قالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ
(3)
الحارِثِ الفِراسِيَّةُ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكانَتْ مِنْ صَواحِباتِها، قالت: كان يُسَلِّمُ، فَيَنْصَرِفُ النِّساءُ، فَيَدْخُلْنَ بُيوتَهُنَّ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَتْنِي هِنْدُ الفِراسِيَّةُ
(4)
.
⦗ص: 450⦘
وَقالَ عُثْمانُ بنُ عُمَرَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ الفِراسِيَّةُ
(5)
.
وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ: أخبَرَني الزُّهْرِيُّ: أَنَّ هِنْدَ
(6)
بِنْتَ الحارِثِ القُرَشِيَّةَ أخبَرَتْهُ، وَكانَتْ تَحْتَ مَعْبَدِ بنِ المِقْدادِ، وهو حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَكانَتْ تَدْخُلُ على أَزْواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ القُرَشِيَّةُ.
وَقالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، عن الزُّهْرِيِّ: عن هِنْدٍَ الفِراسِيَّةِ.
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَهُ عن ابْنِ شِهابٍ
(7)
، عن امْرَأَةٍ
(8)
مِنْ قُرَيْشٍ: حَدَّثَتْهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «هشامُ بنُ عبدِ الملكِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ابنةُ» .
(4)
في رواية [ق]: «القُرَشِيَّةُ» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «القُرَشِيَّةُ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هِنْدًا» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثه ابنُ شِهاب» .
(8)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّ امرأةً» .
(158)
بابُ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَذَكَرَ حاجَةً فَتَخَطَّاهُمْ
851 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عِيسَى بنُ يُونُسَ، عن عُمَرَ بنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عُقْبَةَ، قالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ العَصْرَ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قامَ
(2)
مُسْرِعًا، فَتَخَطَّى رِقابَ النَّاسِ إلى بَعْضِ حُجَرِ نِسائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ
(3)
، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا
(4)
مِنْ سُرْعَتِهِ، فقالَ: «ذكرْتُ
(5)
شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي،
⦗ص: 451⦘
فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ
(6)
».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن مَيمُون» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذرعن الكُشْمِيْهَنِيِّ (ب) وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فَسَلَّمَ فقام» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «إليهم» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قد عَجِبوا» .
(5)
أُهملَت من الضبط في (ن، ب)، وضُبطت في (و، ق): «ذَكَرْتُ» بفتح الذال والكاف؛ على البناء للفاعل، وضبطت في (ص) بالضبطين: السابق، والثاني:«ذُكِّرْتُ» بالضم والكسر والتشديد؛ على البناء للمفعول.
(6)
في رواية ابن عساكر: «بِقَسْمِه» .
(159)
بابُ الاِنْفِتالِ والاِنْصِرافِ عن اليَمِينِ والشِّمالِ
وَكانَ أَنَسٌ
(1)
يَنْفَتِلُ عن يَمِينِهِ وَعَنْ يَسارِهِ، وَيَعِيبُ على مَنْ يَتَوَخَّى أَوْ
(2)
مَنْ يَعْمِدُ
(3)
الاِنْفِتالَ عن يَمِينِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «أَيْ» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «أو يَعْمِدُ» ، وهو المثبت في متن (و)، وفي رواية أبي ذر:«أو مَنْ تَعَمَّدَ» .
852 -
حدَّثنا أبو الوَلِيدِ، قالَ: حَدَّثَنا
(1)
شُعْبَةُ، عن سُلَيمانَ، عن عُمَارَةَ بنِ عُمَيرٍ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
قالَ عَبْدُ اللهِ: لا يَجْعَلْ
(2)
أَحَدَكُمُ لِلشَّيْطانِ شَيْئًا مِنْ صَلاتِهِ: يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لا يَنْصَرِفَ إلَّا عن يَمِينِهِ؛ لقد رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عن يَسارِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَجْعَلَنَّ» بنون التوكيد.
(160)
بابُ ما جاءَ فِي الثُّومِ النِّيءِ والْبَصَلِ والْكُرَّاثِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ
(1)
» -مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ- «فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا»
(1)
في رواية أبي ذر: «البصلَ أو الثُّومَ» .
853 -
حدَّثنا
(1)
مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، حدَّثني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ -يَعْنِي الثُّومَ- فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا» .
(1)
هذا الحديث مؤخَّر عن الذي بعده في رواية أبي ذر.
854 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا أبو عاصِمٍ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ- يُرِيدُ الثُّومَ- فَلا يَغْشانا فِي مَساجِدِنا
(1)
». قُلْتُ: ما يَعْنِي بِهِ؟ قالَ: ما أُراهُ يَعْنِي إلَّا نِيئَهُ.
وَقالَ مَخْلَدُ بنُ يَزِيدَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: إِلَّا نَتْنَهُ.
وَقالَ أَحْمَدُ بنُ صالِحٍ، عن ابْنِ وَهْبٍ: أُتِيَ بِبَدْرٍ -قالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي طَبَقًا- فِيهِ خَضِراتٌ
(2)
.
وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ وَأَبُو صَفْوانَ، عن يُونُسَ قِصَّةَ القِدْرِ، فَلا أَدْرِي هو مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، أَوْ فِي الحَدِيثِ.
(3)
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مَسْجدنا» .
(2)
بفتح الخاء وكسر الضاد، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«خُضَرات» بضم الخاء وفتح الضاد.
(3)
من قوله: «وقالَ أحمدُ بنُ صالحٍ» إلى قوله: «في الحديث» مؤخَّر في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت إلى ما بعدَ قوله في آخر الحديث التالي: «أُناجي مَن لا تُناجي» .
855 -
حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: زَعَمَ عَطاءٌ
(2)
:
أَنَّ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ زَعَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنا» أَوْ قال
(3)
: «فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنا» . قال
(4)
: «وَلْيَقْعُدْ
(5)
فِي بَيْتِهِ». وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ
⦗ص: 453⦘
خَضِراتٌ
(6)
مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَها رِيحًا، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِما فيها مِنَ البُقُولِ، فقال
(7)
: «قَرِّبُوها» . إلى بَعْضِ أَصْحابِهِ كانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ
أَكْلَها قال
(8)
: «كُلْ، فَإِنِّي أُناجِي مَنْ لا تُناجِي» .
وَقالَ أَحْمَدُ بنُ صالِحٍ، بَعْدَ حَدِيثِ يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: وهو يُثْبِتُ قَوْلَ يُونُسَ
(9)
.
(1)
هذا الحديث مقدَّم في رواية أبي ذر إلى ما قبل قوله: «وقالَ أحمدُ بنُ صالحٍ عن ابْنِ وَهْبٍ: أُتِيَ بِبَدْرٍ-قالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي طَبَقًا- فِيهِ خَضِراتٌ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «عن عطاءٍ» .
(3)
لفظة: «قالَ» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
لفظة: «قالَ» ثابتة في متن (ن، و).
(5)
في رواية أبي ذر: «أو: لِيَقْعد» .
(6)
بهامش اليونينية: «خُضَراتٌ» بضم الخاء وفتح الضاد عند أبي ذر، وقالَ القاضي عياض: كذا عند الأصيلي. ا هـ (ب، ص)
(7)
في رواية [صع]: «قالَ» .
(8)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «فقالَ» .
(9)
قوله: «بعد حديث يونس
…
» إلخ، ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعندهم بدلَه:«عن ابنِ وهبٍ أُتِيَ ببَدْرٍ -وقالَ ابنُ وهبٍ: يعني طَبَقًا- فيه خَضِراتٌ. ولم يذكر الليث وأبو صَفْوانَ عن يُونُسَ قِصَّةَ القِدْرِ، فلا أدْرِي هو مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِي أو في الحديثِ» . وقد تقدَّمت الإشارة إلى ذلك بعد الحديث: 854.
856 -
حدَّثنا أبو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن عَبْدِ العَزِيزِ، قالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا
(1)
: ما سَمِعْتَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثُّومِ
(2)
؟ فقالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلا يَقْرَبَنَّا
(3)
». أَوْ: «لا يُصَلِّينَّ مَعَنا» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَقُول في الثوم» ، وذكر في (ن، ق) أنَّ في روايةٍ أخرى لأبي ذر: «يَذكُر في الثوم» .
(3)
ضُبطت في (ب، ص): «يَقْرَبْنا» ، وذكر في (ب) أنَّ الضبطَ المثبت في المتن هو المكتوب في اليونينية بقلم الأصل ثم أُصلح بكشط الشَّدة وسكون الباء.
(161)
بابُ وُضُوءِ الصِّبْيانِ،
وَمَتَى يَجِبُ عَلَيْهِم الغَسْلُ
(1)
والطُّهُورُ وَحُضُورِهِم الجَماعَةَ والْعِيدَيْنِ والْجَنائِزَ، وَصُفُوفِهِمْ
(1)
في رواية أبي ذر: «الغُسل» بضم الغين.
857 -
حدَّثنا ابْنُ المُثَنَّى
(1)
، قالَ: حدَّثني
(2)
غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمانَ
⦗ص: 454⦘
الشَّيْبانِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قالَ:
أخبَرَني مَنْ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(3)
، فَأَمَّهُمْ وَصَفُّوا عَلَيْهِ
(4)
. فَقُلْتُ: يا أَبا عَمْرٍو، مَنْ حَدَّثَكَ؟ فقال
(5)
: ابْنُ عَبَّاسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «محمَّدُ بنُ المثنى» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قبرِ منبوذٍ» بالإضافة.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وصَفُّوا خَلْفَه» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
858 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثني صَفْوانُ بنُ سُلَيْمٍ، عن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«الْغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .
859 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، قالَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بِتُّ عِنْدَ خالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَنامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا- يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا- ثُمَّ قامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئتُ فَقُمْتُ عن يَسارِهِ، فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتاهُ المُنادِي
(3)
يَأْذِنُهُ
(4)
⦗ص: 455⦘
بِالصَّلاةِ، فَقامَ مَعَهُ إلى الصَّلاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قُلْنا
(5)
لِعَمْرٍو: إِنَّ ناسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنامُ عَيْنُهُ وَلا يَنامُ قَلْبُهُ. قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّ
(6)
رُؤْيا الأَنْبِياءِ وَحْيٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102].
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، وفي نسخة له عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي:«المؤذِّنُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يأذَنه» بفتح الذال، وفي رواية الأصيلي وأخرى عن أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر:«يُؤذِنه» (ن)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فآذَنَهُ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «فقلنا» .
(6)
لفظة: «إن» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (و، ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية الأصيلي أيضاً.
860 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعامٍ صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، فقالَ:«قُومُوا فَلِأُصَلِّ بِكُمْ» . فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ ما لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِماءٍ، فَقامَ رَسُولُ
(1)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والْيَتِيمُ مَعِي، والْعَجُوزُ مِنْ وَرائِنا، فَصَلَّى بِنا رَكْعَتَيْنِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
861 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قالَ: أَقْبَلْتُ راكِبًا على حِمارٍ أَتانٍ، وَأَنا يَوْمَئِذٍ قَدْ ناهَزْتُ الاحْتِلامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إلى غَيْرِ جِدارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الأَتانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «عَلَيَّ ذلك أحدٌ» .
862 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 456⦘
أَنَّ عائِشَةَ قالتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم
(2)
-وَقالَ عَيَّاشٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حَدَّثَنا
(3)
مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ: عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي العِشاءِ، حَتَّى ناداهُ
(4)
عُمَرُ: قَدْ نامَ النِّساءُ والصِّبْيانُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ غَيْركُمْ» . وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ
(5)
يَوْمَئِذٍ يُصَلِّي غَيْرَ
(6)
أَهْلِ المَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» ، وقيَّدها في (ن، ق) بروايته عن المُستملي، وهو موافق للنسخة المصرية.
(2)
قوله: «قالَ: أخبَرَني عروةُ بنُ الزُّبيرِ: أنَّ عائشةَ قالتْ: أَعْتَمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي.
(3)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حتى نادى» .
(5)
لفظة: «أحَدٌ» ليست في رواية ابن عساكر.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «غيرُ» بالرفع.
863 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثني
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عابِسٍ:
سَمِعْتُ
(2)
ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال
(3)
لَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ الخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكانِي منه ما شَهِدْتُهُ- يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ- أَتَى العَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دارِ كَثِيرِ بنِ الصَّلْتِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّساءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تهْوِي
(4)
بِيَدِها إلى حَلَقِها
(5)
، تُلْقِي فِي ثَوْبِ بِلالٍ، ثُمَّ أَتَى هو وَبِلالٌ البَيْتَ
(6)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش دون رقم:«حدَّثنا» . (ن، و)
(2)
في رواية الأصيلي: «قالَ: سمعتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالَ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بفتح التاء وضمها، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
بهامش اليونينية: «بسكون اللام للأصيلي، ولم يضبطه أبو ذر» ا هـ.
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلى البيت» .
(162)
بابُ خُرُوجِ النِّساءِ إلى المَساجِدِ بِاللَّيْلِ والْغَلَسِ
864 -
حدَّثنا أبو اليَمَانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهريِّ، قالَ: أخبَرَني عُروَةُ بنُ الزُّبيْرِ:
عن عائِشةَ رضي الله عنها، قالتْ: أَعتَمَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَمَةِ، حَتَّى ناداهُ عُمَرُ: نامَ النِّساءُ والصِّبْيانُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «ما يَنْتَظِرُها أَحَدٌ غَيْرَُكُمْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ» . وَلا يُصَلَّى
(1)
يَوْمَئِذٍ إلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكانُوا يُصَلُّونَ العَتَمَةَ فِيما بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ولا تُصلَّى» بالتاء المثناة الفوقية.
865 -
حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بِنُ مُوسَى، عن حَنْظَلَةَ، عن سالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ:
عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِذا اسْتَأذَنَكُمْ نِساؤُكُمْ بِاللَّيلِ إلى المَسْجِدِ فَأذَنُوا لَهُنَّ» .
تابَعَهُ شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن مُجاهِدٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(163)
بابُ انْتِظارِ النَّاسِ قِيامَ
(1)
الإِمامِ العالِمِ
(2)
(1)
قوله: «قيام» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو في ثابت في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (و) نسبتها إلى رواية الحَمُّويي أيضاً، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية [ح] بدل الحَمُّويي.
(2)
الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت (ن، و)، والذي في (ب، ص) أنَّهما غيرُ موجودين في رواية ابن عساكر فقط، وأنَّ لفظة:«باب» فقط ليست في رواية الثلاثة الباقين، وهذا أشبه بالصواب؛ لاتفاق الأصول على أنَّ لفظة:«قيام» ثابتة في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت كما جاء في التعليق السابق، والله أعلم.
866 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عُثْمانُ بنُ عُمَرَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الحارِثِ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْها: أَنَّ النِّساءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ إذا سَلَّمْنَ مِنَ المَكْتُوبَةِ قُمْنَ، وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجالِ ما شاءَ اللَّهُ، فَإِذا قامَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قامَ الرِّجالُ.
867 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ - (ح) وحدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ- عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ، قالتْ: إِنْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّساءُ مُتَلَفِّعاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ما يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ.
868 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مِسْكِينٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا بِشْرٌ
(2)
: أخبَرَنا
(3)
الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي قَتادَةَ الأَنْصارِيِّ:
عن أَبِيهِ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَقُومُ إلى الصَّلاةِ وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيها، فَأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي؛ كَرَاهِيَةَ
(4)
أَنْ أَشُقَّ على أُمِّهِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «يعني ابن نُمَيْلَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ بَكْرٍ» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَخافةَ» .
869 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالتْ: لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما أَحْدَثَ النِّساءُ، لَمَنَعَهُنَّ
(1)
كَما مُنِعَتْ نِساءُ بَنِي إِسْرائِيلَ. قُلتُ لِعَمْرَةَ: أَوَمُنِعْنَ؟ قالتْ: نَعَمْ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر زيادة: «المسجدَ» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«المَساجِدَ» .
(164)
بابُ صَلاةِ النِّساءِ خَلْفَ الرِّجَالِ
(1)
(1)
بهامش اليونينية: «هذا الباب في أصل أصله مخرَّج في الحاشية مصحَّح عليه، ثم ذُكر بعد بابين» ا هـ.
870 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ قَزَعَةَ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْد بِنتِ الحارِثِ:
⦗ص: 459⦘
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قالتْ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ قامَ النِّساءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ هو فِي مَقامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. قالَ: نَرَى
(1)
-واللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ ذَلِكَ كانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّساءُ، قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ
(2)
مِنَ الرِّجالِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «نُرَى» بضم النون.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «أَحَدٌ» ، وبهامش اليونينية: وضبِّب على: «من» عند ابن عساكر. اهـ.
871 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ
(1)
، عن إِسْحاقَ
(2)
:
عن أَنَسٍ
(3)
رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ
(4)
، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «سفيانُ بنُ عيينة» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنِ عبد الله» .
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر، وفي نسخةٍ عنه:«أمِّ سَلَمَةَ» ، وعزاها في (و) إلى روايته عن الحَمُّويي.
(165)
بابُ سُرْعَةِ انْصِرافِ النِّساءِ مِنَ الصُّبْحِ، وَقِلَّةِ مَقامِهِنَّ
(1)
فِي المَسْجِدِ
(1)
بفتح أوَّله، وفي رواية أبي ذر:«مُقامِهِنَّ» بالضم.
872 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ مُوسَى: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، فَيَنْصَرِفْنَ نِساءُ المُؤمِنِينَ، لا يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ. أَوْ: لا يَعْرِفُ
(1)
بَعْضُهُنَّ بَعْضًا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لا يَعْرِفْنَ» .
(166)
بابُ اسْتِئذانِ المَرْأَةِ زَوْجَها بِالْخُرُوجِ إلى المَسْجِدِ
873 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
:
⦗ص: 460⦘
عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِذا اسْتَأذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ فَلا يَمْنَعْها» .
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية الأصيلي.
(167)
بابُ صَلاةِ النِّساءِ خَلْفَ الرِّجالِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر.
874 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن إِسْحاقَ:
عن أَنَسٍ، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنا.
875 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْد بِنْتِ الحارِثِ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ، قالتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ قامَ النِّساءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَهُوَ يَمْكُثُ
(1)
فِي مَقامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قالتْ
(2)
: نَرَى -واللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ ذَلِكَ كانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّساءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ الرِّجالُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «ويَمكُثُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
كتاب الجمعة
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
قوله: «كتاب الجمعة» ثابت في رواية ابن عساكر وأبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(1)
بابُ فَرْضِ الجُمُعَةِ
؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ
(1)
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]
(2)
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله {تَعْلَمُونَ}» بدل إتمام الآية.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «{فَاسْعَوْا}: فامْضُوا» .
876 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ، مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الحارِثِ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتابَ مِنْ قَبْلِنا، ثُمَّ هَذا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ
(1)
فاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ لهُ، فالنَّاسُ لَنا فِيهِ
(2)
تَبَعٌ: اليَهُودُ غَدًا، والنَّصارَى بَعْدَ غَدٍ».
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «فَرَضَ اللَّهُ عليهم» .
(2)
لفظة: «فيه» ليست في نسخة لأبي ذر.
(2)
بابُ فَضْلِ الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ،
وَهَلْ على الصَّبِي شُهُودُ يَوْمِ الجُمُعَةِ، أَوْ على النِّساءِ؟
877 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا جاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن عمر» .
878 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
جُوَيْرِيَةُ
(3)
، عن مالِكٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، بَيْنَما هو قائِمٌ فِي الخُطْبَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِذْ دَخَلَ
(4)
رَجُلٌ مِنَ المُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
فَناداهُ عُمَرُ: أَيَّةُ ساعَةٍ هَذِهِ؟! قالَ: إِنِّي شُغِلْتُ، فَلَمْ أَنْقَلِبْ إلى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّاذِينَ، فَلَمْ أَزِدْ أَنْ
(5)
تَوَضَّأتُ. فَقالَ: والْوُضُوءُ
(6)
أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتَ
(7)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَأمُرُ بِالْغُسْلِ؟!
(1)
قوله: «بن أسماء» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أسماءَ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إذ جاءَ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «على أَنْ» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «الوُضُوءُ» .
(7)
في (ن): «علمتُ» .
879 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن صَفْوانَ بنِ سُلَيْمٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .
(3)
بابُ الطِّيبِ لِلْجُمُعَةِ
880 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا
(2)
حَرَمِيُّ بنُ عُمارَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بنُ سُلَيْمٍ الأَنْصارِيُّ، قالَ:
أَشْهَدُ على أَبِي سَعِيدٍ قالَ: أَشْهَدُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ واجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ» . قالَ عَمْرٌو
(3)
: أَمَّا الغُسْلُ فَأَشْهَدُ أَنَّهُ واجِبٌ،
⦗ص: 463⦘
وَأَمَّا الاِسْتِنانُ والطِّيبُ فاللَّهُ أَعْلَمُ أَواجِبٌ هو أَمْ لا، وَلَكِنْ هَكَذا فِي الحَدِيثِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هو أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، وَلَمْ يُسَمَّ
(4)
أَبُو بَكْرٍ هَذا.
رَواهُ عَنْهُ بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ وَسَعِيدُ بنُ أَبِي هِلالٍ وَعِدَّةٌ، وَكانَ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ يُكْنَى بِأَبِي بَكْرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ
(5)
.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
من قوله: «قال أبو عبد الله» إلى قوله: «وأبي عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر. وبهامش اليونينية: «وهو عند ابن عساكر في نسخةٍ في الحاشية» ا هـ.
(4)
بابُ فَضْلِ الجُمُعَةِ
881 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ
(1)
الجَنابَةِ ثُمَّ راحَ فَكَأَنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ راحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ راحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ راحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّما قَرَّبَ دَجاجَةً، وَمَنْ راحَ فِي السَّاعَةِ الخامِسَةِ فَكَأَنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذا خَرَجَ الإِمامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَسْلَ» .
(5)
بابٌ
882 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، بَيْنَما هو يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ، فقالَ عُمَرُ
(2)
: لِمَ تَحْتَبِسُونَ
⦗ص: 464⦘
عن الصَّلاةِ؟! فقالَ الرَّجُلُ: ما هو إِلَّا سَمِعْتُ
(3)
النِّداءَ تَوَضَّأتُ. فَقالَ: أَلَمْ تَسْمَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(4)
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ أَبِي كَثِيرٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن الخطَّاب رضي الله عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «إلَّا أَنْ سمعتُ» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «يَقولُ» .
(6)
بابُ الدُّهْنِ لِلْجُمُعَةِ
883 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن ابْنِ وَدِيعَةَ
(1)
:
عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ ما اسْتَطاعَ مِنْ طُهْرٍ
(2)
، وَيَدَّهِنُ مِنْ
دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ
(3)
مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإِمامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر، وفي روايته ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مِنَ الطُّهْرِ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وَيَمَسُّ» .
884 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ:
قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ واغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ» . قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الغُسْلُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ فَلا أَدْرِي.
885 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا هِشامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني إِبْراهِيمُ بنُ مَيْسَرَةَ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الغُسْلِ
(1)
يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَيَمَسُّ طِيبًا أَوْ دُهْنًا، إِنْ كانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ فَقالَ: لا أَعْلَمُهُ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الغَسْلِ» .
(7)
بابٌ: يَلْبَسُ أَحْسَنَ ما يَجِدُ
886 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ
(1)
، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَأَى حُلَّةَ
(2)
سِيَراءَ عِنْدَ بابِ المَسْجِدِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ، فَلَبِسْتَها يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلِلْوَفْدِ إذا قَدِمُوا عَلَيْكَ. فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّما يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلَاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» . ثُمَّ جاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم منها حُلَلٌ، فَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه منها حُلَّةً
(3)
، فقالَ عُمَرُ
(4)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَوْتَنِيها وَقَدْ قُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قُلْتَ! قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَها لِتَلْبِسَها
(5)
». فَكَساها عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه أَخًا لَهُ بِمَكَّةَ مُشْرِكًا.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «عن مالكٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حُلَّةً» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فأعطى منها عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه حُلةً» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ الخطَّاب» .
(5)
ضبطت في غير (ن) بفتح الباء.
(8)
بابُ السِّواكِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
وَقالَ أَبُو سَعِيدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«يَسْتَنُّ» .
887 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي -أَوْ: على النَّاسِ
(1)
- لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّواكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أوْ: لَوْلا أَنْ أَشُقَّ علَى النَّاسِ» بإعادة قوله: «لولا أنْ أشقَّ» .
888 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا شُعَيْبُ بنُ الحَبْحابِ
(1)
:
حدَّثنا أَنَسٌ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّواكِ» .
(1)
قوله: «بن الحَبْحاب» ليس في رواية ابن عساكر.
889 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ وَحُصَيْنٍ، عن أَبِي وائلٍ:
عَنْ حُذَيْفَةَ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فاهُ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
بابُ مَنْ تَسَوَّكَ
(1)
بِسِواكِ غَيْرِهِ
(1)
في رواية ابن عساكر: «يَتَسَوَّكُ» .
890 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمانُ بنُ بِلالٍ، قالَ: قالَ هِشامُ بنُ عُرْوَةَ: أخبَرَني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَهُ سِواكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذا السِّواكَ
يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ. فَأَعْطانِيهِ، فَقَصَمْتُه
(1)
، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاسْتَنَّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ
(2)
إلى صَدْرِي.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فَقَضِمْتُهُ» .
(2)
في متن (ب، ص): «مُسْتَسْنِد» بسينين.
(10)
بابُ ما يقْرَأُ
(1)
فِي صَلاةِ الفَجْرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
(1)
بفتح الياء وضمها معًا في رواية أبي ذر.
891 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ
(2)
، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هو ابْنُ هُرْمُزَ
(3)
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الفَجْرِ
(4)
: {الم تَنزِيلُ}
⦗ص: 467⦘
السَّجْدَةَ
(5)
، وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ
(6)
}.
(1)
صحَّح على «أبو نعيم» في اليونينيَّة مرتين. وكتب بهامشها: في أصل أصله: «حدَّثنا محمَّد بن يوسف» [وضبَّب على محمد بن يوسف] كذا، وهو في الهامش في النسخ كلها:«حدَّثنا أبو نعيم» عوض «محمَّد بن يوسف» ا هـ.
(2)
قوله: «بن إبراهيم» ليس في رواية ابن عساكر، وفي رواية الأصيلي:«سعد هو ابن إبراهيم» .
(3)
قوله: «هو ابن هرمز» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعند أبي ذر مكانه:«الأعرج» ، قارن بما في السلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يَقرأ في الفجر يومَ الجمعة» .
(5)
لفظة: «السجدة» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «{حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ}» .
(11)
بابُ الجُمُعَةِ فِي القُرَى والمُدْنِ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي: «والمدائن» .
892 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ طَهْمانَ، عن أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ: إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ، بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي مَسْجِدِ عَبْدِ القَيْسِ، بِجُواثَى مِنَ البَحْرَيْنِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «حدَّثني» .
893 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهرِيِّ قالَ: أخبَرَنا
(2)
سالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ
(3)
:
عَنْ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّكُمْ راعٍ» .
وَزادَ اللَّيْثُ: قالَ يُونُسُ: كَتَبَ
(5)
رُزَيْقُ
(6)
بنُ حُكَيْمٍ
(7)
إلى ابْنِ شِهابٍ، وَأَنا مَعَهُ يَوْمَئذٍ بِوادِي القُرَى: هَلْ تَرَى أَنْ أُجَمِّعَ؟ وَرُزَيْقٌ عامِلٌ على أَرْضٍ يَعْمَلُها، وَفِيها جَماعَةٌ مِنَ السُّودانِ وَغَيْرِهِمْ، وَرُزَيْقٌ يَوْمَئذٍ على أَيْلَةَ، فَكَتَبَ ابْنُ شِهابٍ، وَأَنا أَسْمَعُ، يَأمُرُهُ أَنْ يُجَمِّعَ؛ يُخْبِرُهُ أَنَّ سالِمًا حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ
(8)
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّكُمْ راعٍ، وَكُلُّكُمْ
⦗ص: 468⦘
مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الإِمامُ راعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ فِي أَهْلِهِ وهو مَسْؤُولٌ
(9)
عن رَعِيَّتِهِ، والْمَرْأَةُ راعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِها وَمَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ فِي مالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ». قالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قالَ
(10)
: «والرَّجُلُ راعٍ فِي مالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ
(11)
عن رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ راعٍ وَمَسْؤُولٌ
(12)
عن رَعِيَّتِهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «المَرْوَزِي» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «أخبَرَني» .
(3)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «وكتب» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال» .
(9)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ومسؤولٌ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مسؤولٌ» دون عطفٍ.
(10)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّه قال» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «وهو مسؤولٌ» .
(12)
في رواية ابن عساكر: «فكلُّكم راعٍ مسؤولٌ» ، وفي رواية أبي ذر:«فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ» ، وفي رواية الأصيلي:«وكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ» .
(12)
بابٌ: هَلْ
(1)
على مَنْ لَم يَشْهَدِ
(2)
الجُمُعَةَ غُسْلٌ، مِنَ النِّساءِ والصِّبْيانِ
وَغَيْرِهِمْ؟
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّما الغُسْلُ على مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الجُمُعَةُ
(3)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «بابُ هل. .» بالإضافة. قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَن لا يَشهد» .
(3)
لفظة: «الجمعة» ثابتة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وبهامش اليونينية دون رقم:«الغُسْل» مضروب عليها بالحمرة.
894 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ جاءَ مِنْكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
895 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن صَفْوانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عن عَطاءِ بْنِ يَسارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ
(1)
رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .
(1)
قوله: «الخُدْري» ليس في رواية ابن عساكر.
896 -
897 - حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا
(1)
وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ
(2)
، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قال
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ
(3)
، أُوتُوا الكِتابَ مِنْ قَبْلِنا، وَأُوتِيناهُ
(4)
مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذا اليَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا
(5)
اللَّهُ
(6)
، فَغَدًا
(7)
لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى». فَسَكَتَ.
- ثُمَّ قالَ: «حَقٌّ على كُلِّ مُسْلِمٍ، أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، يَغْسِلُ فِيهِ رَأسَهُ وجَسَدَهُ» .
898 -
رَواهُ أَبانُ بنُ صالِحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(8)
صلى الله عليه وسلم: «لِلَّهِ تَعالَى على كُلِّ مُسْلِمٍ حَقٌّ، أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا» .
(9)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «وهيبٌ عن ابن طاووس» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في نسخة لأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وأُوتِينا» .
(5)
في رواية الأصيلي: «وَهَدانا» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
ضبَّب على الألف في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«فَغَدٌ» مصحَّح عليه، وهو المثبت في متن (ب) دون ذكر اختلاف.
(8)
في رواية الأصيلي: «رسولُ اللهِ» .
(9)
وجاء بعده في نسخة فؤاد عبد الباقي: (13 - باب) هكذا مهملًا دون ترجمة.
899 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَبَابَةُ: حدَّثنا وَرْقاءُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن مُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«ائذَنُوا لِلنِّساءِ بِاللَّيْلِ إلى المَساجِدِ» .
900 -
حدَّثنا يُوسُفُ بنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والْعِشاءِ فِي الجَماعَةِ فِي المَسْجِدِ، فَقِيلَ لَها: لِمَ تَخْرُجِينَ، وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَغارُ؟! قالَتْ: وَما
(2)
يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهانِي؟ قالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَما» .
(14)
بابُ الرُّخْصَةِ إِنْ لَمْ
(1)
يَحْضُرِ الجُمُعَةَ فِي المَطَرِ
(1)
في رواية الأصيلي: «لِمَنْ لَمْ» .
901 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الحَمِيدِ صاحِبُ الزِّيادِيِّ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ الحارِثِ، ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمِ مَطَرٍ
(1)
: إذا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلا تَقُلْ: حَيَّ على الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ. فَكَأَنَّ النَّاسَ
(2)
اسْتَنْكَرُوا
(3)
، قال
(4)
: فَعَلَهُ مَنْ هو خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ والدَّحَضِ.
(1)
في (و، ب، ص): «في يومٍ مَطِيرٍ» .
(2)
في (ن): «أناسٌ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقالَ» .
(15)
بابٌ: مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الجُمُعَةُ؟
وَعَلَى مَنْ تَجِبُ؟ لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ: {إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ
(1)
} [الجمعة: 9]
وَقالَ عَطاءٌ: إذا كُنْتَ فِي قَرْيَةٍ جامِعَةٍ، فَنُودِيَ
(2)
بِالصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ، فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَشْهَدَها، سَمِعْتَ النِّداءَ أَوْ لَمْ تَسْمَعْهُ.
⦗ص: 471⦘
وَكانَ أَنَسٌ رضي الله عنه فِي قَصْرِهِ، أَحْيانًا يُجَمِّعُ وَأَحْيانًا لا يُجَمِّعُ، وهو بِالزَّاوِيَةِ على فَرْسَخَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «نُودِيَ» .
902 -
حدَّثنا أَحْمَدُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني
(2)
عَمْرُو بنُ الحارِثِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: كانَ النَّاسُ يَنْتابُونَ يَوْمَ الجُمُعَةِ
(3)
مِنْ مَنازِلِهِمْ والْعَوالِي، فَيَأتُونَ فِي الغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الغُبَارُ والْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ العَرَقُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنْسانٌ مِنْهُمْ وهو
عِنْدِي، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذا» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن صالح» . وبهامش اليونينية: في الأطراف: «أحمد» غير منسوب، وفي نسخةٍ من رواية أبي زيد المروزي:«أحمد بن صالح» . هكذا بخط ابن عساكر، وعنده في أصله:«أحمد بن عبد الله» ، وضبَّب على «عبد الله» . اهـ.
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «يَنتابُون الجمعةَ» .
(16)
بابُ وَقْتِ
(1)
الجُمُعَةِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ
وَكَذَلِكَ يُرْوَى
(2)
عن عُمَرَ وَعَلِيٍّ والنُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رضي الله عنهم.
(1)
في (و) بالقطع: «بابٌ: وقتُ» ، وبهما معًا في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية.
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر وروايةٍ للأصيلي وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر وأخرى للأصيلي وللسَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر:«يُذْكَرُ» . كتبت بالحمرة.
903 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: أَنَّهُ سَأَلَ عَمْرَةَ عن الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فقالت:
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: كانَ النَّاسُ مَهَنَةَ
(2)
أَنْفُسِهِمْ، وَكانُوا إذا راحُوا إلى الجُمُعَةِ راحُوا فِي
⦗ص: 472⦘
هَيْئَتِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ:«لَوِ اغْتَسَلْتُمْ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي نسخةٍ لأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مِهْنَةَ» .
904 -
حدَّثنا سُرَيْجُ بنُ النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ، عن عُثْمانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمانَ التَّيْمِيِّ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ.
905 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ، عن أَنَسٍ
(1)
، قالَ: كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ، وَنَقِيلُ بَعْدَ الجُمُعَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(17)
بابٌ: إذا اشْتَدَّ الحَرُّ يَوْمَ الجُمُعَةِ
906 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا حَرَمِيُّ بنُ عُمارَةَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو خَلْدَةَ -هو
(2)
خالِدُ بنُ دِينارٍ- قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يَقُولُ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاةِ، وَإِذا اشْتَدَّ الحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاةِ. يَعْنِي الجُمُعَةَ.
قالَ
(3)
يُونُسُ بنُ بُكَيْرٍ: أخبَرَنا أَبُو خَلْدَةَ، فَقالَ
(4)
: بِالصَّلاةِ. وَلَمْ يَذْكُرِ الجُمُعَةَ.
وَقالَ بِشْرُ بنُ ثابِتٍ: حدَّثنا أَبُو خَلْدَةَ قالَ: صَلَّى بِنا أَمِيرٌ الجُمُعَةَ، ثُمَّ قالَ لأَنَسٍ رضي الله عنه: كَيفَ كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلَّي الظُّهْرَ؟
(1)
قوله: «المقدَّمي» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر: «وَهُوَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالَ» .
(18)
بابُ المَشِي إلى الجُمْعَةِ،
وَقَول
(1)
اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9]، وَمَنْ قالَ: السَّعْيُ: العَمَلُ والذَّهابُ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعالى
(2)
: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} [الإسراء: 19]
وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَحْرُمُ البَيْعَ حِينئِذٍ.
وقالَ عَطاءٌ: تَحْرُمُ الصِناعاتُ كُلُّها.
وقالَ إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ: إذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وهو مُسافِرٌ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَشْهَدَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بفتح اللام وضمها، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في (و، ب، ص): «لقوله تعالى» .
907 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ
(1)
بنُ أَبِي مَرْيَمَ
(2)
، قالَ: حدَّثنا عَبايَةُ بنُ رِفاعَةَ، قالَ:
أَدْرَكَنِي أَبُو
(3)
عَبْسٍ وَأَنا أَذْهَبُ إلى الجُمُعَةِ، فَقالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَماهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ على النَّارِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «الأنْصارِيُّ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«رسولَ الله» .
908 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئبٍ: قالَ الزُّهْرِيُّ: عن سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَحدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: - «إِذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ
فَلا تَأتُوها تَسْعَوْنَ، وَاتُوها تَمْشُونَ، عَلَيْكُمُ
(1)
السَّكِينَةَ
(2)
، فَما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَما فاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وَعَلَيْكُمُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «السَّكينةُ» بالرفع.
909 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
أَبُو قُتَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بنُ المُبارَكِ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ
(2)
-لا أَعْلَمُهُ إِلَّا
(3)
عَنْ أَبِيهِ- عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «قالَ أبو عبدِ اللَّهِ» .
(3)
قوله: «لا أَعْلَمُهُ إِلَّا» ليس في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر: «السَّكِينةُ» بالرفع.
(19)
بابٌ: لا يُفَرَّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
910 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ وَدِيعَةَ:
عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ
(2)
قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِما اسْتَطاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ راحَ فَلَمْ
(3)
يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى ما كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إذا خَرَجَ الإِمامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «حَدَّثنا سَلْمانُ الفارسيُّ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «وَلَمْ» .
(20)
بابٌ: لا يُقِيمُ الرَّجُلُ أَخاهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَيَقْعُدُ فِي مَكانِهِ
911 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا مَخْلَدُ بنُ يَزِيدَ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ نافِعًا يَقُولُ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أَخاهُ
(2)
مِنْ مَقْعَدِهِ وَيَجْلِسَ
⦗ص: 475⦘
فِيهِ. قُلْتُ لِنافِعٍ: الجُمُعَة؟ قالَ: الجُمُعَة
(3)
وَغَيْرها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ سَلَّامٍ» ، وبهامش (ب): كذا بتشديد اللَّام في اليونينية. اهـ. وأهمل ضبط اللام في (ن).
(2)
هكذا في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر:«أن يُقِيمَ الرجُلُ الرَّجُلَ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: «الجُمُعَةَ» ، و «الجُمُعَةُ» ، وكتب بالهامش: عند أبي ذر: «الجُمعةُ» مرفوعٌ في الموضعين، و (غيرُها) مرفوعٌ أيضًا. اهـ.
(21)
بابُ الأَذانِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
912 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ:
عَنِ السَّائبِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ: كانَ النِّداءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، أَوَّلُهُ إذا جَلَسَ الإِمامُ على المِنْبَرِ، على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَلَمَّا كانَ عُثْمانُ رضي الله عنه، وَكَثُرَ النَّاسُ، زادَ النِّداءَ الثَّالِثَ على الزَّوْراءِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «قالَ أبو عبد الله: الزَوْراءُ موضعٌ بالسوقِ بالمدينةِ» .
(22)
بابُ المُؤَذِّنِ الواحِدِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
913 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ الماجِشُونُ، عن الزُّهْرِيِّ:
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ الَّذِي زادَ التَّأذِينَ الثَّالِثَ يَوْمَ الجُمُعَةِ عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ رضي الله عنه، حِينَ كَثُرَ أَهْلُ المَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنٌ غَيْرَ
(1)
واحِدٍ، وَكانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإِمامُ. يَعْنِي
(2)
على المِنْبَرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «غيرُ» بالرفع.
(2)
لفظة: «يعني» ليست في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ولا في نسخةٍ لأبي ذر.
(23)
بابٌ: يُؤَذِّنُ
(1)
الإِمامُ على المِنْبَرِ إذا سَمِعَ النِّداءَ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت (ب، ص) وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يُجِيبُ» كتبت بالحمرة.
914 -
حدَّثنا ابْنُ مُقاتِلٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرِ بنُ عُثْمانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عن أَبِي أُمامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قالَ:
⦗ص: 476⦘
سَمِعْتُ مُعاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ، وهو جالِسٌ على المِنْبَرِ، أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، قالَ
(2)
: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قالَ
(3)
مُعاوِيَةُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قالَ
(4)
: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فقال
(5)
مُعاوِيَةُ: وَأَنا. فقال
(6)
: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقالَ
(7)
مُعاوِيَةُ: وَأَنا. فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ
(8)
، قالَ: يا أَيُّها النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على هَذا المَجْلِسِ، حِينَ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، يَقُولُ ما سَمِعْتُمْ مِنِّي مِنْ مَقالَتِي.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا محمدُ بنُ مقاتِلٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قالَ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فَلَمَّا قَضَى التأذينَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فلما أنِ انْقَضَى التأذينُ» .
(24)
بابُ الجُلُوسِ على المِنْبَرِ عِنْدَ التَّأْذِينِ
915 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بَكِيرٍ، قالَ: حدَّثنا الَّليثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ: أنَّ السَّائِبَ بنَ يَزِيدَ أخبَرَهُ: أَنَّ التَّأْذِينَ الثَّانِيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، أَمَرَ بِهِ عُثْمانُ
(1)
، حِينَ كَثُرَ أَهْلُ المَسْجِدِ، وَكانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإِمامُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن عفان رضي الله عنه» .
(25)
بابُ التَّأْذِينِ عِنْدَ الخُطْبَةِ
916 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ قالَ:
سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: إِنَّ الأَذانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ كانَ أَوَّلُهُ حِينَ يَجْلِسُ الإِمامُ يَوْمَ الجُمُعَةِ على المِنْبَرِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَلَمَّا كانَ فِي خِلافَةِ
⦗ص: 477⦘
عُثْمانَ
(1)
رضي الله عنه، وَكَثُرُوا، أَمَرَ عُثْمانُ يَوْمَ الجُمُعَةِ بِالأَذانِ الثَّالِثِ، فَأُذِّنَ بِهِ على الزَّوْراءِ، فَثَبَتَ الأَمْرُ على ذَلِكَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن عفان» .
(26)
بابُ الخُطْبَةِ على المِنْبَرِ
وَقالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ.
917 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ القارِيُّ القُرَشِيُّ
(2)
الإِسْكَنْدَرانِيُّ، قالَ: حدَّثنا أَبُو حازِمِ بنُ دِينارٍ:
أَنَّ رِجالًا أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَقَدِ امْتَرَوْا فِي المِنْبَرِ: مِمَّ عُودُهُ؟ فَسَأَلُوهُ عن ذَلِكَ، فَقالَ: واللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مِن ما هُوَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ، وَأَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى فُلانَةَ -امْرَأَةٍ
(3)
قَدْ سَمَّاها سَهْلٌ-: «مُرِي غُلامَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوادًا، أَجْلِسُ
(4)
عَلَيْهِنَّ إذا كَلَّمْتُ النَّاسَ». فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَها مِنْ طَرْفاءِ الغابَةِ، ثُمَّ جاءَ بِها، فَأَرْسَلَتْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بها فَوُضِعَتْ هاهُنا، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَيْها وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْها، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْها، ثُمَّ نَزَلَ القَهْقَرَى، فَسَجَدَ فِي أَصْلِ المِنْبَرِ ثُمَّ عادَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ على النَّاسِ فَقالَ: «أَيُّها
(5)
النَّاسُ، إِنَّما صَنَعْتُ هَذا لِتَأْتَمُّوا
(6)
وَلِتَعَلَّمُوا صَلاتِي».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
بهامش اليونينية: قال القاضي عياض: كذا لبعضِ رواةِ البخاري، وسقط «القرشي» للأصيلي وكلاهما صحيح؛ هو قاريُّ النسبِ، قرشيُّ الحِلفِ في بني زهرة من قريش. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «مِن الأنْصارِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في (ن): «يا أيُّها» .
(6)
صحَّح هنا في اليونينيَّة، وفي (و) زيادة:«بي» .
918 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ أَنَسٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانَ جِذْعٌ يَقُومُ إِلَيْهِ
(1)
النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وُضِعَ لَهُ المِنْبَرُ، سَمِعْنا لِلْجِذْعِ مِثْلَ أَصْواتِ العِشارِ، حَتَّى نَزَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.
قالَ
(3)
سُلَيمانُ، عن يَحْيَى: أخبَرَني حَفْصُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ جابِرًا
(4)
.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر ورواية للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية للسَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«عَلَيهِ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «رسولُ اللهِ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وقالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ عَبْدِ اللهِ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتَها إلى رواية الأصيلي.
919 -
حدَّثنا آدَمُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ:
عن أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ على المِنْبَرِ، فَقالَ:«مَنْ جاءَ إلى الجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسلْ» .
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنُ أَبِي إياسٍ» .
(27)
بابُ الخُطْبَةِ قائِمًا
وَقالَ أَنَسٌ: بَيْنا النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قائِمًا.
920 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ القَوارِيرِيُّ، قالَ: حدَّثنا خالِدُ بنُ الحارِثِ، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ قائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ، كَما تَفْعَلُونَ الآنَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عُمر» .
(28)
بابٌ
(1)
: يَسْتَقْبِلُ الإِمامُ القَوْمَ
(2)
، واسْتِقْبالُ النَّاسِ الإِمامَ إذا خَطَبَ
(3)
واسْتَقْبَلَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ رضي الله عنهم الإِمامَ.
(1)
هكذا بالقطع في (و)، وأهمل ضبطه في (ن)، وضبطه بالإضافة في (ب، ص).
(2)
قوله: «يستقبل الإمام القوم» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي، وقد ذكر بهامش (ب) أنَّ علامةَ ابن عساكر في اليونينية محتملة أنْ تكون للأصيلي، وفي رواية ابن عساكر وأخرى لأبي ذر فَصلُ هذه الترجمة إلى بابين: الأوَّل: «بابٌ: يَسْتَقْبِلُ الإِمامُ القَوْمَ» ، والثَّاني:«بابُ استقبالِ الناسِ الإمامَ إذا خَطَب» .
921 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضَالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ: حدَّثنا عَطاءُ بنُ يَسارٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذاتَ يَوْمٍ على المِنْبَرِ، وَجَلَسْنا حَوْلَهُ.
(29)
بابُ مَنْ قالَ فِي الخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّناءِ: أَمَّا بَعْدُ
رَواهُ عِكْرِمَةُ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
922 -
وَقالَ مَحْمُودٌ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، قالَ: أخبَرَتْنِي فاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ:
عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
(1)
قالَتْ: دَخَلْتُ على عائِشَةَ رضي الله عنها، والنَّاسُ يُصَلُّونَ، قُلْتُ
(2)
: ما شَأنُ النَّاسِ؟ فَأَشارَتْ بِرَأسِها إلى السَّماءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشارَتْ بِرَأسِها: أَيْ نَعَمْ. قالَتْ: فَأَطالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الغَشِيُّ
(3)
، وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فيها ماءٌ، فَفَتَحْتُها فَجَعَلْتُ أَصُبُّ منها على رَأسِي، فانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، وَحَمِدَ
(4)
اللَّهَ
⦗ص: 480⦘
بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ» . قالَتْ: وَلَغَطَ
(5)
نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصارِ، فانْكَفَأْتُ إِلَيْهِنَّ لأُسَكِّتَهُنَّ، فَقُلْتُ لِعائِشَةَ: ما قالَ؟ قالَتْ: قالَ: «ما مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا قَدْ
(6)
رَأَيْتُهُ فِي مَقامِي هَذا، حَتَّى الجَنَّة والنَّار، وإِنَّهُ قَد أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُم تُفْتَنونَ فِي القُبورِ، مِثْلَ -أَو قَرِيبَ
(7)
مِنْ- فِتْنةِ المَسِيحِ الدَّجالِ، يُؤتَى أَحَدَكُمُ فَيُقالُ لَهُ: ما عِلمُكَ بِهَذا الرَّجُلُ؟ فَأَمَّا المُؤمِنَ- أَوْ قالَ: المُوقِنُ، شَكَّ هِشامٌ- فَيَقُولُ: هو رَسُولُ اللَّهِ، هو مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، جاءَنا بِالْبَيِّناتِ والْهُدَى، فَآمَنَّا وَأَجَبْنا واتَّبَعْنا وَصَدَّقْنا. فَيُقالُ لَهُ: نَمْ صالِحًا، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤمِنُ
(8)
بِهِ. وَأَمَّا المُنافِقُ -أَوْ قالَ: المُرْتابُ، شَكَّ هِشامٌ- فَيُقالُ لَهُ: ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ
(9)
».
قالَ هِشامٌ: فَلَقَدْ قالَتْ لِي فاطِمَةُ فَأَوْعَيْتُهُ
(10)
، غَيْرَ أَنَّها ذَكَرَتْ ما يُغَلَّظُ
(11)
عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «الصِّدِّيق» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَقُلْتُ» .
(3)
هكذا في (ن)، وفي باقي الأصول:«الغَشْيُ» ، وبكلاهما ضبط في الإرشاد.
(4)
في رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَحَمِدَ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَلَغِطَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وقَدْ» .
(7)
في رواية أبي ذرٍّ والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قَرِيبًا» بالتنوين.
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «لَمُؤمِنًا» .
(9)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُلْتُهُ» .
(10)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَعَيْتُهُ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وما وعَيْتُهُ» ، كتبت رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بالحمرة.
(11)
هكذا ضبطت في (ص)، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وبهامش (ب): لام «يغلط» ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطت في بعض الأصول بالكسر. اهـ.
923 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن جَرِيرِ بْنِ حازِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُولُ:
حدَّثنا عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمالٍ-أَوْ سَبْيٍ
(1)
- فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجالًا وَتَرَكَ رِجالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ أَثْنَى
(2)
عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ،
⦗ص: 481⦘
فَواللَّهِ إِنِّي لأُعْطِي
(3)
الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، والَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنْ
(4)
أُعْطِي أَقْوامًا لِما أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ والهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوامًا إلى ما جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى والْخَيْرِ، فِيهِمْ عَمْرُو بنُ تَغْلِبَ». فَواللَّهِ ما أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ.
تابَعَهُ يُونُسُ
(5)
.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو بِسَبْيٍ» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أو شَيءٍ» ، وفي رواية ابن عساكر عن المُستملي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«أو بِشَيءٍ» .
(2)
في نسخة لأبي ذر: «وأثْنَى» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أُعْطِي» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَكِنِّي» .
(5)
قوله: «تابَعَهُ يونسُ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
924 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
أَنَّ عائِشَةَ أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ
(1)
مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بِصَلاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ، عَجَزَ المَسْجِدُ عن أَهْلِهِ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أَقْبَلَ على النَّاسِ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ، فَتَعْجِزُوا عَنْها» .
تابَعَهُ
(2)
يُونُسُ.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «خَرَج ليلةً» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «قالَ أبُو عَبْدِ اللهِ: تابَعَهُ» .
925 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
⦗ص: 482⦘
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ» .
تابَعَهُ أَبُو مُعاوِيَةَ وَأَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي حُمَيْدٍ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«أَمَّا بَعْدُ» .
تابَعَهُ العَدَنِيُّ، عن سُفْيانَ، فِي
(2)
: «أَمَّا بَعْدُ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «السَّاعِديِّ» .
(2)
لفظة: «في» ليست في نسخة لأبي ذر عن المُستملي.
(3)
قوله: «في: أما بعد» ليس في رواية الأصيلي وأبي ذر.
926 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَلِيُّ بنُ حُسَيْنٍ
(1)
:
عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قالَ: قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ:«أَمَّا بَعْدُ» .
تابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عليُّ بن الحسين» .
927 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ أَبانَ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ الغَسِيلِ، قالَ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، وَكانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ، مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً على مَنْكِبَيْهِ
(1)
، قَدْ عَصَبَ رَأسَهُ بِعِصابَةٍ دَسِمَةٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«أَيُّها النَّاسُ إِلَيَّ» . فَثابُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ هَذا الحَيَّ مِنَ الأَنْصارِ، يَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ، فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فاسْتَطاعَ أَنْ يَضُرَّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا، فَلْيَقْبَلْ
⦗ص: 483⦘
مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ
(2)
».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَنْكِبِهِ» بالإفراد. قارن بما في الإرشاد.
(2)
في (ب، ص): «مسيِّهم» وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية.
(30)
بابُ القَعْدَةِ بَيْنَ الخُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
928 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَقْعُدُ بَيْنَهُما.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنُ عمر» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن عمر رضي الله عنهما» .
(31)
بابُ الاسْتِماعِ إلى الخُطْبَةِ
929 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَقَفَتِ المَلائِكَةُ على بابِ المَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، وَمَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي
(1)
يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذا خَرَجَ الإِمامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
(1)
في رواية الأصيلي: «كالذي» .
(32)
بابُ
(1)
إذا رَأَى الإِمامُ رَجُلًا جاءَ
(2)
وهو يَخْطُبُ، أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
(1)
هكذا ضبط في (و)، وأهمل ضبطه في (ن)، وضبط في (ب، ص) بالقطع.
(2)
لفظة: «جاء» ليست في نسخة (ب). وهو موافق لما في السلطانية.
930 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
قالَ: جاءَ رَجُلٌ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ
(2)
يَوْمَ الجُمُعَةِ،
⦗ص: 484⦘
فَقالَ: «أَصَلَّيْتَ
(3)
يا فُلانُ؟» قالَ
(4)
: لا. قالَ: «قُمْ فارْكَعْ
(5)
».
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
بهامش اليونينية: سقط «النَّاس» عند أبي ذر في الأصل، وثبت عنده لأبي الهيثم في نسخة. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «صَلَّيْتَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «رَكْعَتَيْنِ» .
(33)
بابُ مَنْ جاءَ والإِمامُ يَخْطُبُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ
931 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو:
سَمِعَ جابِرًا قالَ: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقالَ: «أَصَلَّيْتَ
(1)
؟» قالَ: لا. قالَ: «فَصَلِّ
(2)
رَكْعَتَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «صَلَّيْتَ» ، وقيَّد في (و، ب، ص) روايةَ أبي ذر بروايته عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية أبي ذر: «قالَ: قُمْ فصلِّ» .
(34)
بابُ رَفْعِ اليَدَيْنِ فِي الخُطْبَةِ
932 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن عَبْدِ العَزِيزِ
(1)
، عن أَنَسٍ -وَعَنْ يُونُسَ، عن ثابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ- قالَ: بَيْنَما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ
(2)
، إِذْ قامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الكُراعُ، وَهَلَكَ
(3)
الشَّاءُ، فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنا. فَمَدَّ يَدَيْهِ
(4)
وَدَعا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ صهيب» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يومَ جمعةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هَلَكَ» بإسقاط الواو.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية أبي ذر، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«يَدَهُ» بالإفراد.
(35)
بابُ الاسْتِسْقاءِ فِي الخُطْبَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
933 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا الوَلِيدُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو
(2)
، قالَ: حدَّثني إِسْحاقُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: أَصابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ على عَهْدِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، قامَ أَعْرابِيٌّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ المالُ وَجاعَ العِيالُ، فادْعُ اللَّهَ لَنا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَما نَرَى فِي السَّماءِ قَزَعَةً، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، ما وَضَعَها
(4)
حَتَّى ثارَ السَّحابُ أَمْثالَ الجِبالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ على لِحْيَتِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرْنا يَوْمَنا ذَلِكَ، وَمِنَ الغَدِ وَبَعْدَ
(5)
الغَدِ، والَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الجُمُعَةِ الأُخْرَى. وَقامَ
(6)
ذَلِكَ الأَعْرابِيُّ -أَوْ قالَ: غَيْرُهُ- فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِناءُ وَغَرِقَ المالُ، فادْعُ اللَّهَ لَنا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ
(7)
: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . فَما يُشِيرُ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةٍ مِنَ السَّحابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ، وَصارَتِ المَدِينَةُ مِثْلَ الجَوْبَةِ، وَسالَ الوادِي
(8)
قَناةُ شَهْرًا، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ ناحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن مُسلِم» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «الأَوْزاعي» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «رسولِ الله» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَضَعَهُما» بالتثنية.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ومِن بعدِ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فقامَ» .
(7)
لفظة: «فقال» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(36)
بابُ الإِنْصاتِ يَوْمَ الجُمُعَةِ والإِمامُ يَخْطُبُ،
وَإِذا قالَ لِصاحِبِهِ: أَنْصِتْ؛ فَقَدْ لَغا
وَقالَ سَلْمانُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يُنْصِتُ
(1)
إذا تَكَلَّمَ
الإِمامُ».
(1)
في رواية الأصيلي: «ويُنْصِتُ» .
934 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قُلْتَ لِصاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ. والإِمامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ» .
(37)
بابُ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ
935 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقالَ:«فِيهِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعالَى شَيْئًا، إِلَّا أَعْطاهُ إِيَّاهُ» . وَأَشارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُها.
(38)
بابٌ: إذا نَفَرَ النَّاسُ عن الإِمامِ فِي صَلاةِ الجُمُعَةِ،
فَصَلاةُ الإِمامِ وَمَنْ بَقِي جائِزَةٌ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي: «تامَّةٌ» .
936 -
حدَّثنا مُعاوِيَةُ بنُ عَمْرٍو، قالَ: حدَّثنا زائدَةُ، عن حُصَيْنٍ، عن سالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، قالَ:
حدَّثنا جابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: بَيْنَما
(1)
نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعامًا، فالْتَفَتُوا إِلَيْها حَتَّى ما بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11].
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «بَينا» .
(39)
بابُ الصَّلاةِ بَعْدَ الجُمُعَةِ وَقَبْلَها
937 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَها
⦗ص: 487⦘
رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ العِشاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ لا يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن عمر» .
(40)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ
وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]
938 -
حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ
(2)
، قالَ: كانَتْ فِينا امْرَأَةٌ، تَجْعَلُ
(3)
على أَرْبِعاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَها سِلْقًا
(4)
، فَكانَتْ إذا كانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ، تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُها
(5)
، فَتَكُونُ أُصُولُ السِّلْقِ عَرْقَهُ
(6)
، وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ عَلَيْها، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعامَ إِلَيْنا فَنَلْعَقُهُ، وَكُنَّا نَتَمَنَّى يَوْمَ الجُمُعَةِ لِطَعامِها ذَلِكَ.
939 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ، عن سَهْلٍ بِهَذا، وَقالَ: ما كُنَّا نَقِيلُ، وَلا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ.
(1)
في ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن سعدٍ» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَحْقِلُ» و «تَحْفِلُ» ، بالقاف والفاء معًا.
(4)
في رواية أبي ذر و [صع]: «سِلْقٌ» . وبهامش اليونينية: «قال القاضي عياض: وعند الأصيلي: «سلقٌ» بالرفع، ووجهُه: أنْ يكون مفعولًا لم يُسمَّ فاعله، «فيُجعل» على أنْ تُضمَّ الياء منه، أو «تُحقل على أَرْبِعاءَ فِي مَزْرَعَةٍ» ، ثم استأنف فقالَ:«لها سلق» ، أو يكون «سلق» مبتدأ وخبره في «لها» ، ويكون الفعل «تجعل على أربعاء في مزرعة فتجعله» . اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «تَطْبخُها» ، بفتح الباء وضمها، والباء لم تضبط في كل الأصول.
(6)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «غَرْفَةً» ؛ أي: مرقه الذي يُغْرَفُ. وبهامش اليونينية بخط اليونيني: «عَرْقَهُ بفتح العين المهملة، وسكون الراء، والقاف يعني: لَحْمَهُ» ا هـ.
(41)
بابُ القائِلَةِ بَعْدَ الجُمُعَةِ
940 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عُقْبَةَ الشَّيْبانِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ الفَزارِيُّ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ
(2)
: كُنَّا نُبَكِّرُ إلى الجُمُعَةِ
(3)
، ثُمَّ نَقِيلُ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الكُوفِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عَنْ أَنَسٍ قالَ» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ن، و)، وعزاها في (ب، ص) إلى روايةَ المُستملي بدل ابن عساكر، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«. . . نُبَكِّر يَومَ الجُمُعَةِ» .
941 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ:
حدَّثني أَبُو حازِمٍ
عَنْ سَهْلٍ
(1)
قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ القائِلَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن سعد» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
باب
(2)
صَلاةِ الخَوْفِ
وَقَوْلِ
(3)
(4)
(1)
لم تَرِد البسملة في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي:«أبْوابُ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية الأصيلي أيضاً، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي، والآيتين في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} إلى قوله: {عَذَابًا مُّهِينًا}» ، وفي رواية أخرى لأبي ذر:«{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا. وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ} إلى قوله: {إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا}» كتبت بالحمرة، وفي رواية ابن عساكر:«{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} إلى قوله: {إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا}» ، وفي رواية الأصيلي:«{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلَاةِ} إلى قوله: {عَذَابًا مُّهِينًا}» .
942 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: سَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ يَعْنِي صَلاةَ الخَوْفِ. قالَ
(1)
: أخبَرَني سالِمٌ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَوازَيْنا العَدُوَّ،
⦗ص: 490⦘
فَصافَفْنا لَهُمْ
(3)
، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنا، فَقامَتْ طائِفَةٌ مَعَهُ تُصَلِّي
(4)
وَأَقْبَلَتْ طائِفَةٌ على العَدُوِّ، وَرَكَعَ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَكانَ الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، فَجاؤُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ رَكْعَةً وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقامَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبِيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَصافَفْناهُمْ» .
(4)
قوله: «تصلي» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فَرَكَعَ» .
(2)
بابُ صَلاةِ الخَوْفِ رِجالًا وَرُكْبانًا
راجِلٌ: قائِمٌ.
(1)
(1)
بهامش اليونينية: سقط «راجل قائم» عند أبي ذر في الأصل، وثبت في الحاشية عنده لأبي الهيثم والحَمُّويي، وعند السَّمعاني عن أبي الوقت. اهـ.
943 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القُرَشِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
أَبِي، قالَ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا مِنْ قَوْلِ مُجاهِدٍ: إذا اخْتَلَطُوا قِيامًا. وَزادَ ابْنُ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَإِنْ
(2)
كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيُصَلُّوا قِيامًا وَرُكْبانًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإذا» .
(3)
بابُ
(1)
يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي صَلاةِ الخَوْفِ
(1)
ضبط في (و) بالقطع، وفي (ب، ص) بهما معًا.
944 -
حدَّثنا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، عن الزُّبَيْدِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
⦗ص: 491⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقامَ
(1)
النَّاسُ مَعَهُ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا مَعَهُ، وَرَكَعَ وَرَكَعَ ناسٌ مِنْهُمْ
(2)
، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قامَ لِلثَّانِيَةِ
(3)
، فَقامَ الَّذِينَ سَجَدُوا وَحَرَسُوا إِخْوانَهُمْ، وَأَتَتِ الطَّايفَةُ الأُخْرَى، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا مَعَهُ، والنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلاةٍ
(4)
، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ
بَعْضًا.
(5)
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «فقام» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «مَعَهُ» .
(3)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر، وفي روايته:«الثَّانِيَةَ» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في الصلاة» .
(5)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الرابع.
(4)
بابُ الصَّلاةِ عِنْدَ مُناهَضَةِ الحُصُونِ وَلِقاءِ العَدُوِّ
وَقالَ الأَوْزاعِيُّ: إِنْ كانَ تَهَيَّأَ الفَتْحُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا على الصَّلاةِ، صَلَّوْا إِيماءً، كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا على الإِيماءِ أَخَّرُوا الصَّلاةَ، حَتَّى يَنْكَشِفَ القِتالُ أَوْ يَأمَنُوا، فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ
(1)
، لا
(2)
يُجْزِيهُمُ التَّكْبِيرُ وَيُؤَخِّرُوها
(3)
حَتَّى يَأمَنُوا.
وَبِهِ قالَ مَكْحُولٌ.
وَقالَ أَنَسٌ
(4)
: حَضَرْتُ عِنْدَ مُناهَضَةِ
(5)
حِصْنِ تُسْتَرَ عِنْدَ إِضاءَةِ الفَجْرِ، واشْتَدَّ اشْتِعالُ القِتالِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا على الصَّلاةِ، فَلَمْ نُصَلِّ إِلَّا بَعْدَ ارْتِفاعِ النَّهارِ، فَصَلَّيْناها وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى، فَفُتِحَ لَنا، وَقالَ
(6)
أَنَسٌ
(7)
: وَما يَسُرُّنِي بِتِلْكَ
(8)
الصَّلاةِ الدُّنْيا وَما فِيها.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَإنْ لَمْ يَقْدِرُوا» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَلا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ويُؤَخِّرُونَها» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «حَضَرتُ مُناهَضةَ» .
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر وابن عساكر: «قال» ، وفي رواية الأصيلي:«فقال» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .
(8)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ تِلْكَ» .
945 -
حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، قالَ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن عَلِيِّ بْنِ مُبارَكٍ
(2)
، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: جاءَ عُمَرُ يَوْمَ الخَنْدَقِ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ وَيَقُولُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما صَلَّيْتُ العَصْرَ حَتَّى كادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ
(3)
. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَنا واللَّهِ ما صَلَّيْتُها بَعْدُ» . قالَ: فَنَزَلَ إلى بُطْحانَ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَما غابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ بَعْدَها.
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بنُ جَعْفَرٍ البُخارِي» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «المبارك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حتى كادت الشمسُ تغيبُ» .
(5)
بابُ صَلاةِ الطَّالِبِ والْمَطْلُوبِ، راكِبًا وَإِيماءً
(1)
وَقالَ الوَلِيدُ: ذَكَرْتُ لِلأَوْزاعِيِّ صَلاةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَأَصْحابِهِ على ظَهْرِ الدَّابَّةِ، فَقالَ
(2)
: كَذَلِكَ الأَمْرُ عِنْدَنا إذا تَخَوَّفَ الفَوْتَ
(3)
.
واحْتَجَّ الوَلِيدُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ العَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» .
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«راكبًا وقائمًا» ، في رواية [ق]:«راكبًا أَوْ قائِمًا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بالبناء للفاعل: «تَخَوَّفَ الفَوْتَ» وهو المثبت، وبالبناء للمفعول:«تُخُوِّفَ الفَوْتُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
946 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ، قالَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَنا لَمَّا رَجَعَ مِنَ الأَحْزابِ: «لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ العَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» . فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمُ العَصْرُ فِي الطَّرِيقِ، فَقالَ
(1)
بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حَتَّى نَأتِيَها.
⦗ص: 493⦘
وَقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرَدْ
(2)
مِنَّا ذَلِكَ. فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا
(3)
مِنْهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(2)
في (و، ص) بكسر الراء، وأهمل ضبطها في (ب).
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن شيوخه الثلاث: «أَحَدًا» .
(6)
بابُ التَّبْكِيرِ
(1)
والْغَلَسِ بِالصُّبْحِ، والصَّلاةِ عِنْدَ الإِغارَةِ والْحَرْبِ
(1)
هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«التكبير» .
947 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ وَثابِتٍ البُنانِيِّ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ رَكِبَ فَقالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ» . فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ والْخَمِيسُ. -قالَ: والْخَمِيسُ الجَيْشُ- فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلَ المُقاتِلَةَ وَسَبَى الذَّرارِيَ
(3)
، فَصارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الكَلْبِيِّ، وَصارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَزَوَّجَها، وَجَعَلَ صَداقَها عِتْقَها
(4)
. فقالَ عَبْدُ العَزِيزِ لِثابِتٍ: يا أَبا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا
(5)
: ما أَمْهَرَها
(6)
؟ قالَ: أَمْهَرَها نَفْسَها. فَتَبَسَّمَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن زيد» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
أهمل ضبط الياء في الأصول كلها.
(4)
في رواية أبي ذر: «عِتْقَتَها» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أنسَ بنَ مالك» .
(6)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و (طع):«مَهَرَها» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابٌ: فِي العِيدَيْنِ
(2)
والتَّجَمُّلِ فِيهِ
(3)
(1)
البسملة ثابتة في رواية أبي ذر، وليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «كتابُ العِيدَيْنِ. باب: ما جاءَ في العيدين» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«أبوابُ العِيدَيْنِ» .
(3)
هكذا في نسخة عن أبي ذر، وعزاها في (ب، ص) إلى روايته عن الحَمُّويي، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فِيهِما» .
948 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُباعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَها فَأَتَى
(1)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اّْبْتَعْ هَذِهِ؛ تَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ والْوُفُودِ
(2)
. فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما هَذِهِ لِباسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ» . فَلَبِثَ عُمَرُ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيباجٍ، فَأَقْبَلَ بها عُمَرُ، فَأَتَى بها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ:«إِنَّما هَذِهِ لِباسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ» وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الجُبَّةِ؟! فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَبِيعُها، أَوْ تُصِيبُ بها حاجَتَكَ» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بها» .
(2)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «اِبْتاعُ هذه تَجَمَّلُ بِها لِلْعِيدِ والْوُفُودِ؟» وبهامش (ب): كذا في الأصل -اليونينية- همزة «ابتاع» مكسورة، والعين مضمومة، لكن قال في الفتح: وضبط في نسخ معتمدة بهمزة استفهام ممدودة ومقصورة وضمِّ لام «تجمل» على أنَّ أصله: «تتجمل» فحذفت إحدى التائين، ونسبه القسطلاني للفرع.
(2)
بابُ الحِرابِ والدَّرَقِ يَوْمَ العِيدِ
949 -
950 - حدَّثنا أَحْمَدُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنا عَمْرٌو: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
⦗ص: 495⦘
الأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بِغِناءِ بُعَاثَ، فاضْطَجَعَ على الفِراشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فانْتَهَرَنِي، وَقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «دَعْهُما
(3)
». فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا
(4)
. وَكانَ يَوْمَ عِيدٍ، يَلْعَبُ
(5)
السُّودانُ بِالدَّرَقِ والْحِرابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ
(6)
صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قالَ:«تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟» . فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَأَقامَنِي وَراءَهُ، خَدِّي على خَدِّهِ، وهو يَقُولُ: «دُونَكُمْ يا بَنِي أَرْفِدَةَ
(7)
». حَتَّى إذا مَلِلْتُ، قالَ:«حَسْبُكِ؟» . قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فاذْهَبِي» .
(1)
هكذا في رواية الأكثر: غير منسوب، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«أحمدُ بنُ عِيسَى» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر:«النَّبِيُّ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «دَعْها» . قارن بما في السلطانية.
(4)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي أخرى عنه ورواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«خَرَجَتا» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «فِيهِ» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «رسولَ اللهِ» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضاً، خلافاً لما في (ب، ص) إذ نسبوا المثبت إلى رواية أبي ذر. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بابُ الدُّعاءِ في العِيدِ سُنَّةُ العِيدَيْنِ لأَهْلِ الإِسْلامِ
(1)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية أبي ذر والحَمُّويي، وفي روايته عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«باب سُنَّة العِيدين لأهل الإسلام» ، وقد ضُرب في اليونينية على قوله:«الدعاءِ في العِيد» بالحمرة، وكتب بهامشها:«سقط المضروب عليه عند ابن عساكر» ا هـ.
951 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ:
أخبَرَني زُبَيْدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ:
عَنِ البَرَاءِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقالَ: «إِنَّ أَوَّلَ ما نَبْدَأُ مِنْ
(1)
يَوْمِنا هَذا
⦗ص: 496⦘
أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصابَ سُنَّتَنا».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» .
952 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعِنْدِي جارِيَتانِ مِنْ جَوارِي الَأنصارِ، تُغَنِّيانِ بِما
(1)
تَقاوَلَتِ الَأنصارُ بِهِ
(2)
يَوْمَ بُعاثَ، قالَتْ: وَلَيْسَتا بِمُغَنِّيَتَيْنِ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزامِيرُ
(3)
الشَّيْطانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يا أَبا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذا عِيدُنا» .
(1)
هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ممَّا» .
(2)
لفظة: «به» ليست في (و، ب، ص)، وأهمل ضبط ثاء «بعاث» في (ن، و).
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أبِمَزامِيرِ» . كتبت بالحمرة.
(4)
بابُ الأَكْلِ يَوْمَ الفِطْرِ قَبْلَ الخُرُوجِ
953 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، قالَ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَنَسٍ:
عَنْ أَنَسٍ
(2)
قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأكُلَ تَمَراتٍ.
وَقالَ مُرَجَّأُ
(3)
بنُ رَجاءٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: وَيَأكُلُهُنَّ وِتْرًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في الأصول عدا (ن)، ففيها:«مرجَا» .
(5)
بابُ الأَكْلِ يَوْمَ النَّحْرِ
954 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ
(1)
:
عَنْ أَنَسٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَلْيُعِدْ» . فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ: هَذا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ. وَذَكَرَ مِنْ جِيرانِهِ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَدَّقَهُ، قالَ: وَعِنْدِي جَذَعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شاتَيْ لَحْمٍ. فَرَخَّصَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلا أَدْرِي أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ مَنْ سِواهُ أَمْ لا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ سِيرِينَ» .
955 -
حدَّثنا عُثْمانُ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عازِبٍ رضي الله عنهما، قالَ: خَطَبَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَضْحَى بَعْدَ الصَّلاةِ، فَقالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاتَنا، وَنَسَكَ نُسُكَنا، فَقَدْ أَصابَ النُّسُكَ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَإِنَّهُ قَبْلَ
(1)
الصَّلاةِ وَلا نُسُكَ لَهُ». فقالَ أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ -خالُ البَرَاءِ-: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي نَسَكْتُ شاتِي قَبْلَ الصَّلاةِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ شاتِي أَوَّلَ ما يُذْبَحُ
(2)
فِي بَيْتِي، فَذَبَحْتُ شاتِي وَتَغَدَّيْتُ قَبْلَ أَنْ آتِيَ الصَّلاةَ. قالَ:«شاتُكَ شاةُ لَحْمٍ» . قالَ
(3)
: يا رسولَ اللهِ، فَإِنَّ عِنْدَنا عَناقًا لَنا جَذَعَةً، هِيَ
(4)
أحَبُّ إلَيَّ مِنْ شاتَيْنِ، أفَتَجْزِي
(5)
عَنِّي؟
(6)
(1)
صحَّح في اليونينيَّة قبلها وبعدها.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أوَّلَ تُذْبَحُ» ، وضرب على لفظة «ما» بالحمرة في متن اليونينية، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر:«أولَ شاةٍ تُذبح» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
لفظة: «هي» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ولا في نسخةٍ لأبي ذر.
(5)
هكذا ضبطت في (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد، وضبطها في (و، ب) بضمِّ التاء، وأهمل ضبطها في (ن).
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بابُ الخُرُوجِ إلى المُصَلَّى بِغَيْرِ مِنْبَرٍ
956 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أبِي مَريَمَ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ
(1)
، عن عِياضِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي سَرْحٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ والأَضْحَى إلى المُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ على صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأمُرُهُمْ، فَإِنْ
(3)
كانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أَوْ يَأمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ
(4)
.
قالَ
(5)
أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ على ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوانَ، وهو أَمِيرُ المَدِينَةِ، فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنا المُصَلَّى، إذا مِنْبَرٌ بَناهُ كَثِيرُ بنُ الصَّلْتِ، فَإِذا مَرْوانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ
(6)
بِثَوْبِهِ
(7)
، فَجَبَذَنِي، فارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ واللَّهِ. فَقالَ: أَبا سَعِيدٍ، قَدْ ذَهَبَ ما تَعْلَمُ. فَقُلْتُ: ما أَعْلَمُ واللَّهِ خَيْرٌ
(8)
مِمَّا لا أَعْلَمُ. فَقالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنا بَعْدَ الصَّلاةِ، فَجَعَلْتُها قَبْلَ الصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أسلمَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وإن» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فجبذتُه» .
(7)
لفظة: «بثوبه» ثابتة في رواية أبي ذر (ب، ص).
(8)
في نسخةٍ لأبي ذر: «ما أعلَم خيرٌ واللهِ» .
(7)
بابُ المَشْيِ والرُّكُوبِ إلى العِيدِ
(1)
بِغَيْرِ أَذانٍ وَلا إِقامَةٍ
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر زيادة: «والصَّلاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ» .
957 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثنا أَنَسٌ
(1)
، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 499⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي فِي الأَضْحَى والْفِطْرِ
(3)
، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عِياضٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن عمر» .
(3)
في رواية أبي ذر: «في الفطر والأضحى» .
958 -
959 - 960 - 961 - حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا
(1)
هِشامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ.
- قالَ: وَأخبَرَنِي عَطاءٌ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْسَلَ إلى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فِي أَوَّلِ ما بُويِعَ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ بِالصَّلاةِ يَوْمَ الفِطْرِ، إِنَّما
(2)
الخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلاةِ.
- وأخبَرَنِي عَطاءٌ، عن ابنِ عَبَّاسٍ وعَن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قالَا: لم يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَومَ الفِطْرِ وَلا يَوْمَ الأَضْحَى.
- وعَنْ جابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ النبيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم قامَ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ، فَأَتَى النِّساءَ فَذَكَّرَهُنَّ، وهو يَتَوَكَّأُ على يَدِ بِلالٍ، وَبِلالٌ باسِطٌ ثَوْبَهُ، يُلْقِي فِيهِ النِّساءُ صَدَقَةً. قُلْتُ لِعَطاءٍ: أَتَرَى حَقًّا على الإِمامِ الآنَ أَنْ
(4)
يَأتِيَ
⦗ص: 500⦘
النِّساءَ فَيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَما لَهُمْ أَنْ لا يَفْعَلُوا؟!
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وإنَّما» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«وأمَّا» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر: «عن جابر بن عبد اللهِ: أنَّ النَّبيَّ» .
(4)
لفظة: «أنْ» ليست في رواية ابن عساكر.
(8)
بابُ الخُطْبَةِ بَعْدَ العِيدِ
962 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني الحَسَنُ بنُ مُسْلِمٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ رضي الله عنهم، فَكُلُّهُمْ كانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ.
963 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، قالَ: حدَّثنا عُبيدُ اللهِ،
عن نافِعٍ:
عَن ابنِ عُمَر، قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وأبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما يُصَلُّونَ العِيدَيْنِ قَبْلَ الخُطْبَةِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في روايةٍ لأبي ذر، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى لأبي ذر:«النَّبيُّ» .
964 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَها وَلا بَعْدَها، ثُمَّ أَتَى النِّساءَ وَمَعَهُ بِلالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ، تُلْقِي المَرْأَةُ خُرْصَها وَسِخابَها.
965 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثنا زُبَيْدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عازِبٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ ما نَبْدَأُ فِي
(1)
يَوْمِنا هَذا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصابَ سُنَّتَنا، وَمَنْ نَحَرَ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَإِنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسْكِ فِي شَيْءٍ». فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ، يُقالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ. فَقالَ
(2)
: «اجْعَلْهُ مَكانَهُ، وَلَنْ تُوفِي -أَوْ تَجْزِيَ-
⦗ص: 501⦘
عن أَحَدٍ بَعْدَكَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(9)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنْ حَمْلِ السِّلاحِ فِي العِيدِ والحرَمِ
وَقالَ الحَسَنُ: نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلاحَ يَوْمَ عِيدٍ
(1)
، إِلَّا أَنْ يَخافُوا عَدُوًّا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخةٍ لأبي ذر:«يوم العِيدِ» .
966 -
حدَّثنا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ، قالَ: حدَّثنا المُحارِبِيُّ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سُوْقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، حِينَ أَصابَهُ سِنانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ، فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكابِ، فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُها، وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ الحَجَّاجَ، فَجَعَلَ يَعُودُهُ
(1)
، فقالَ الحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ
(2)
أَصابَكَ. فقالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي. قالَ: وَكَيْفَ؟! قالَ: حَمَلْتَ السِّلاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلاحَ الحَرَمَ
(3)
، وَلَمْ يَكُنِ السِّلاحُ يُدْخَلُ الحَرَمَ.
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي: «فجاء يَعودُه» .
(2)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في الحَرَمِ» .
967 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوبَ، قالَ: حدَّثني إِسْحاقُ بنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاصِ، عن أَبِيهِ، قالَ: دَخَلَ الحَجَّاجُ على ابْنِ عُمَرَ وَأَنا عِنْدَهُ، فَقالَ
(1)
: كَيْفَ هُوَ؟ فَقالَ: صالِحٌ. فَقالَ
(2)
: مَنْ أَصابَكَ؟ قالَ: أَصابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلاحِ فِي يَوْمٍ لا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ. يَعْنِي الحَجَّاجَ.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(10)
بابُ التَّبْكِيرِ إلى العِيدِ
(1)
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ بُسْرٍ: إِنْ كُنَّا فَرَغْنا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ. وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «باب التَّكْبِير لِلْعِيدِ» ، وقال في الفتح: وهو (أيْ: التكبير) تحريفٌ. اهـ.
968 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن زُبَيْدٍ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ البَرَاءِ، قالَ: خَطَبَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، قالَ: «إِنَّ أَوَّلَ ما نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنا هَذا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصابَ سُنَّتَنا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّما هو لَحْمٌ
(1)
عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ
النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». فَقامَ خالِي أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنا
(2)
ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّيَ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ. قالَ
(3)
: «اجْعَلْها مَكانَها -أَوْ قالَ: اذْبَحْها- وَلَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ عن أَحَدٍ بَعْدَكَ
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَإِنَّها لَحْمٌ» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنِّي» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(4)
في نسخة: «غيرِك» .
(11)
بابُ فَضْلِ العَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: واذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ
(1)
: أَيَّامُ العَشْرِ، والأَيَّامُ المَعْدُوداتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجانِ إلى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ، يُكَبِّرانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِما.
وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ويَذْكُرُوا اللهَ في أيام معدوداتٍ» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]» .
969 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمانَ، عن مُسْلِمٍ البَطِينِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: «ما العَمَلُ فِي أَيَّامِ العَشْرِ
(1)
أَفْضَلَ مِنَ العَمَلِ فِي هَذِهِ
(2)
». قالُوا: وَلا الجِهادُ
(3)
؟ قالَ: «وَلا الجِهادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ
(4)
يُخاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».
(1)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ مِنْها في هذِهِ» ، وضُبطت في (و، ب، ص) رواية أبي ذر فيها: «أفضلُ» بالرفع، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفضلَ مِنْها في هَذا العَشْرِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «في سبيل اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «إلَّا مَنْ خَرَجَ» .
(12)
بابُ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى، وَإِذا غَدا إلى عَرَفَةَ
وَكانَ عُمَرُ
(1)
رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ، وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْواقِ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا.
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَواتِ، وَعَلَى فِراشِهِ
(2)
، وَفِي فُسْطاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشاهُ، تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا.
وَكانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ.
وَكُنَّ
(3)
النِّساءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبانَ بْنِ عُثْمانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزَ، لَيالِيَ التَّشْرِيقِ، مَعَ الرِّجالِ فِي المَسْجِدِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بنُ عُمَرَ» .
(2)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «فُرُشِهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وكانَ» .
970 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيُّ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا
(1)
، وَنَحْنُ غادِيانِ مِنْ مِنًى إلى عَرَفاتٍ، عن التَّلْبِيَةِ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: كانَ يُلَبِّي المُلَبِّي لا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ المُكَبِّرُ فَلا يُنْكَرُ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ مالك» .
971 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، عن عاصِمٍ، عن حَفْصَةَ:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ العِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ
(2)
مِنْ خِدْرِها
(3)
، حَتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ
(4)
، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَوْمِ وَطُهْرَتَهُ.
(1)
قوله: «حدَّثنا محمد» ليس في رواية ابن عساكر، وقيَّدها في (ن، و، ق) بروايته عن أبي ذر. وبهامش اليونينية تعليقان: الأول: حاشية على نسخة أبي ذر: يشبه أن يكون محمد بن يحيى الذهلي. قاله أبو ذر. اهـ. والثاني: في نسخة الأصيلي: حدَّثنا البخاري: حدَّثنا عمر بن حفص. اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «حتى تَخْرُجَ البِكْرُ» .
(3)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «خِدْرَتِها» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حتى تَخْرُجَ الحُيَّضُ» .
(13)
بابُ الصَّلاةِ إلى الحَرْبَةِ يَوْمَ العِيدِ
(1)
(1)
قوله: «يوم العيد» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
972 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ تُرْكَزُ
(2)
الحَرْبَةُ قُدَّامَهُ، يَوْمَ الفِطْرِ والنَّحْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .
(14)
بابُ حَمْلِ العَنَزَةِ أَوِ الحَرْبَةِ بَيْنَ يَدَيِ الإِمامِ يَوْمَ العِيدِ
973 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا الوَلِيدُ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو
(2)
، قالَ: أخبَرَنِي
(3)
نافِعٌ:
⦗ص: 506⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ:
كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْدُو إلى المُصَلَّى، والْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تُحْمَلُ، وَتُنْصَبُ بِالْمُصَلَّى بَيْنَ يَدَيْهِ
(4)
، فَيُصَلِّي
(5)
إِلَيْها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الحِزامِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الأَوْزاعِيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(4)
قوله: «بين يديه» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
قوله: «فيصلِّي» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ليس في رواية ابن عساكر (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«يُصَلِّي» ، وفي رواية أبي ذر:«فصلَّى» . قارن بما في الإرشاد.
(15)
بابُ خُرُوجِ النِّساءِ والْحُيَّضِ
(1)
إِلَى المُصَلَّى
(1)
في رواية الأصيلي: «باب خُروجِ النساء وخروج الحُيَّضِ» ، وفي رواية ابن عساكر:«باب خروج النساء الحُيَّضِ» .
974 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أُمِرْنا أَنْ
(2)
نُخْرِجَ العَواتِقَ وَذَواتِ
(3)
الخُدُورِ.
وَعَنْ أَيُّوبَ، عن حَفْصَةَ بِنَحْوِهِ، وَزادَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ: قالَ -أَوْ قالَتِ-: العَواتِقَ وَذَواتِ الخُدُورِ، وَيَعْتَزِلْنَ
(4)
الحُيَّضُ المُصَلَّى.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن زيد» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قالت: أَمَرَنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم بأَنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ذَواتِ» بإسقاط الواو.
(4)
في رواية الأصيلي: «ويَعْتَزِلُ» .
(16)
بابُ خُرُوجِ الصِّبْيانِ إلى المُصَلَّى
975 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى
(3)
، فَصَلَّى
⦗ص: 507⦘
ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّساءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ
(4)
وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر: «العباس» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن عابس» .
(3)
في (ب، ص): «أضحًى» بالتنوين مصحَّح عليها.
(4)
في نسخةٍ لأبي ذر: «فَذَكَّرَهُنَّ» ، وعزاها في (ن) إلى أبي ذر مطلقًا.
(17)
بابُ اسْتِقْبالِ الإِمامِ النَّاسَ فِي خُطْبَةِ العِيدِ
قالَ
(1)
أَبُو سَعِيدٍ: قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُقابِلَ النَّاسِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
976 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، عن زُبَيْدٍ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ البَرَاءِ، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أَضْحًى
(1)
إلى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ، وَقالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنا
(2)
فِي يَوْمِنا هَذا أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وافَقَ سُنَّتَنا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنَّما هو شَيْءٍ
(3)
عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ذَبَحْتُ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ. قالَ: «اذْبَحْها، وَلا تَفِي
(4)
عن أَحَدٍ بَعْدَكَ».
(1)
في رواية الأصيلي: «الأَضْحَى» .
(2)
ضبطت في (ب، ص) بسكون السين.
(3)
هكذا في رواية أبي ذر عن المُستملي، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَإِنَّهُ شَيٌ» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا تُغْنِي» .
(18)
بابُ العَلَمِ الَّذِي
(1)
بِالْمُصَلَّى
(1)
لفظة: «الذي» ليست في رواية أبي ذر.
977 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، عن سُفْيانَ
(2)
، حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عابِسٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قِيلَ
(3)
لَهُ: أَشَهِدْتَ العِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكانِي
⦗ص: 508⦘
مِنَ الصِّغَرِ ما شَهِدْتُهُ،
(4)
حَتَّى أَتَى العَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّساءَ وَمَعَهُ بِلالٌ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يُهْوِينَ
(5)
بِأَيْدِيهِنَّ، يَقْذِفْنَهُ فِي ثَوْبِ بِلالٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هو وَبِلالٌ إلى بَيْتِهِ.
(6)
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن سعيد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا سُفْيانُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «وَقِيلَ» .
(4)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(5)
هكذا ضُبطت في (ن، و، ق): بضم الياء، وضُبطت في (ص):«يَهْوِينَ» بفتحها، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(6)
بهامش اليونينية: «هذا الحديث في باب خروج الصبيان» وزاد في (ب): «عند الأصيلي والحَمُّويي والمُستملي» وهو موافق لما في نسخة الزاهدي. وزاد في متن (ب، ص): «قال محمد بن كثير: العَلَم» . اهـ، مضروبًا عليه، وعليه علامة السقوط في رواية ابن عساكر. وقال في هامشهما: هكذا مضروب عليه في اليونينية.
(19)
بابُ مَوْعِظَةِ الإِمامِ النِّساءَ يَوْمَ العِيدِ
978 -
979 - حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ بنُ إِبْراهِيمَ بْنِ نَصْرٍ
(2)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: حدَّثنا
(3)
ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفِطْرِ فَصَلَّى، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّساءَ، فَذَكَّرَهُنَّ، وهو يَتَوَكَّأُ على يَدِ بِلالٍ، وَبِلالٌ باسِطٌ ثَوْبَهُ، يُلْقِي فِيهِ النِّساءُ الصَّدَقَةَ
(4)
.
قُلْتُ لِعَطاءٍ: زَكاةَ
(5)
يَوْمِ الفِطْرِ؟ قالَ: لا، وَلَكِنْ صَدَقَةً
يَتَصَدَّقْنَ حِينَئذٍ، تُلْقِي فَتَخَها
(6)
وَيُلْقِينَ. قُلْتُ: أَتُرَى حَقًّا على الإِمامِ ذَلِكَ وَيُذَكِّرُهُنَّ
(7)
؟ قالَ: إِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَما لَهُمْ لا
⦗ص: 509⦘
يَفْعَلُونَهُ؟!
- قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأخبَرَنِي الحَسَنُ
(8)
بنُ مُسْلِمٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: شَهِدْتُ الفِطْرَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ رضي الله عنهم، يُصَلُّونَها قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ يُخْطَبُ بَعْدُ،
(9)
خَرَجَ النَّبِيُّ
(10)
صلى الله عليه وسلم، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجْلِسُ
(11)
بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ، حَتَّى جاءَ النِّساءَ مَعَهُ بِلالٌ، فَقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ
(12)
يُبَايِعْنَكَ} الآيَةَ [الممتحنة: 12]، ثُمَّ قالَ حِينَ فَرَغَ مِنْها:«آنْتُنَّ على ذَلِكَ؟» قالَتِ
(13)
امْرَأَةٌ واحِدَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُها: نَعَمْ -لا يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ- قالَ: «فَتَصَدَّقْنَ» . فَبَسَطَ بِلالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قالَ: هَلُمَّ، لَكُنَّ فِداءً
(14)
أَبِي وَأُمِّي. فَيُلْقِينَ الفَتَخَ والْخَواتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ.
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الفَتَخُ: الخَواتِيمُ العِظامُ كانَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا إسحاق» غير منسوب.
(3)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت (ص) وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية أخرى عنه ورواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر:«أخبَرَنا» .
(4)
في رواية الأصيلي: «صَدَقَةً» .
(5)
في رواية أبي ذر: «زكاةُ» بالرفع.
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَتَخَتَها» .
(7)
في رواية أبي ذر: «يُذَكِّرُهُنَّ» ، وفي رواية الأصيلي:«يَأتِيهِنَّ ويُذَكِّرُهُنَّ» .
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حَسَنُ» .
(9)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(10)
في رواية ابن عساكر: «ثم يخطبُ بَعْدَ خُرُوجِ النَّبيِّ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «يُجَلِّسُ» بتشديد اللام.
(12)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.
(13)
في رواية أبي ذر: «فقالَتْ» .
(14)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فِداءٌ» ، وكتب فوقها «معًا». وبالهامش دون رقمٍ:«فِدًى» .
(20)
بابٌ: إذا لَمْ يَكُنْ لَها جِلْبابٌ فِي العِيدِ
980 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ:
عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، قالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ جَوارِيَنا أَنْ يَخْرُجْنَ يَوْمَ العِيدِ، فَجاءَتِ امْرَأَةٌ، فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَأَتَيْتُها، فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِها غَزا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، فَكانَتْ أُخْتُها مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَواتٍ، فقالَتْ
(1)
: فَكُنَّا نَقُومُ على المَرْضَى وَنُداوِي الكَلْمَى،
⦗ص: 510⦘
فقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى
(2)
إِحْدانا بَأسٌ إذا لَمْ يَكُنْ لَها جِلْبابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ؟ فَقالَ: «لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها مِنْ جِلْبابِها، فَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤمِنِينَ» . قالَتْ حَفْصَةُ: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ أَتَيْتُها فَسَأَلْتُها: أَسَمِعْتِ فِي كَذا وَكَذا
(3)
؟ قالَتْ
(4)
: نَعَمْ، بِأَبِي
(5)
. وَقَلَّما ذَكَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قالَتْ بِأَبِي
(6)
، قالَ
(7)
: «لِتخْرُجِ
(8)
العَواتِقُ ذَواتُ
(9)
الخُدُورِ -أَوْ قالَ: العَواتِقُ وَذَواتُ
(10)
الخُدُورِ، شَكَّ أَيُّوبُ- والْحُيَّضُ، وَيَعْتَزِلُ
(11)
الحُيَّضُ المُصَلَّى، وَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤمِنِينَ». قالَتْ: فَقُلْتُ لَها: آلحُيَّضُ؟! قالَتْ
(12)
: نَعَمْ، أَلَيْسَ الحائِضُ تَشْهَدُ عَرَفاتٍ، وَتَشْهَدُ كَذا، وَتَشْهَدُ كَذا؟!
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَتْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أعَلَى» .
(3)
لفظة: «وكذا» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ. وعزاها في (و، ص) إلى رواية المُستملي بدل الكُشْمِيْهَنِيّ.
(4)
هكذا في رواية ابن عساكر عن أبي ذر، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فقالَتْ» ، قارن بما في الإرشاد.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِأَبا» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِأَبا» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «قالت» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِيخْرُجِ» ، وفي (ب، ص) بالياء فقط، وأهمل نقطها في (ن، و).
(9)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَذَواتُ» .
(10)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ذاتُ» .
(11)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَعْتَزِلُ» ، وفي رواية أبي ذر:«فَيَعْتَزِلْنَ» .
(12)
في رواية الأصيلي: «فقالت» .
(21)
بابُ اعْتِزالِ الحُيَّضِ المُصَلَّى
981 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ، قالَ:
قالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: أُمِرْنا أَنْ نَخْرُجَ، فَنُخْرِجَ الحُيَّضَ والْعَواتِقَ وَذَواتِ الخُدُور -قالَ
(1)
ابْنُ
⦗ص: 511⦘
عَوْنٍ: أَوِ: العَواتِقَ ذَواتِ الخُدُورِ- فَأَمَّا الحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ، وَيَعْتَزِلْنَ
مُصَلَّاهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(22)
بابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمُصَلَّى
982 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني كَثِيرُ بنُ فَرْقَدٍ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَنْحَرُ -أَوْ يَذْبَحُ- بِالْمُصَلَّى.
(23)
بابُ كَلامِ الإِمامِ والنَّاسِ فِي خُطْبَةِ العِيدِ،
وَإِذا سُئِلَ الإِمامُ عن شَيْءٍ وهو يَخْطُبُ
983 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، قالَ: حدَّثنا مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عازِبٍ قالَ: خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَقالَ
(1)
: «مَنْ صَلَّى صَلاتَنا، وَنَسَكَ نُسُكَنا
(2)
، فَقَدْ أَصابَ النُّسُكَ، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَتِلْكَ شاةُ لَحْمٍ». فَقامَ أَبُو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ لقد نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إلى الصَّلاةِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَتَعَجَّلْتُ وَأَكَلْتُ
(3)
، وَأَطْعَمْتُ أَهْلِي وَجِيرانِي. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«تِلْكَ شاةُ لَحْمٍ» . قالَ: فَإِنَّ عِنْدِي عَناقَ جَذَعَةٍ
(4)
، هِيَ
(5)
خَيْرٌ مِنْ شاتَيْ لَحْمٍ، فَهَلْ تَجْزِي عَنِّي؟ قالَ:«نَعَمْ، وَلَنْ تَجْزِيَ عن أَحَدٍ بَعْدَكَ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
(2)
ضبطت في (ب، ص) بسكون السين.
(3)
في رواية ابن عساكر: «فَأَكَلْتُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَناقًا جَذَعَةً» .
(5)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «لَهِيَ» .
984 -
حدَّثنا حامِدُ بنُ عُمَرَ، عن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
⦗ص: 512⦘
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ قالَ: إِنَّ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَأَمَرَ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ أَنْ يُعِيدَ ذَبْحَهُ، فَقامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، جِيرانٌ لِي، إِمَّا قالَ: بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَإِمَّا قالَ: فَقْرٌ
(3)
، وَإِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلاةِ، وَعِنْدِي عَناقٌ لِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شاتَيْ لَحْمٍ. فَرَخَّصَ لَهُ فيها.
(1)
في رواية الأصيلي: «عن حمادٍ، هو ابن زيد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن محمد عَنْ أَنَسِ بنِ مالِكٍ أَنَّ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِمْ فَقْرٌ» .
985 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ جُنْدَبٍ، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ ذَبَحَ، فَقالَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَقالَ» .
(24)
بابُ مَنْ خالَفَ الطَّرِيقَ إذا رَجَعَ يَوْمَ العِيدِ
986 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا
(3)
أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بنُ واضِحٍ، عن فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمانَ، عن سَعِيدِ بْنِ الحارِثِ:
عَنْ جابِرٍ
(4)
قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا كانَ يَوْمَُ
(5)
عِيدٍ خالَفَ الطَّرِيقَ.
تابَعَهُ يُونُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، عن فُلَيْحٍ
(6)
.
⦗ص: 513⦘
وَحَدِيثُ جابِرٍ أَصَحُّ
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «هُوَ ابْنُ سَلامٍ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما» .
(5)
في (و، ب) بالنصب، وفي (ص) بالرفع، وأهمل ضبطها في (ن).
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «عن سعيد عن أبي هريرة» .
(7)
بهامش اليونينية: «في الجمع بين الصحيحين: تابعه يونس بن محمد عن فُليح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحديث جابر أصح» ا هـ.
(25)
بابٌ: إذا فاتَهُ العِيدُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ،
وَكَذَلِكَ النِّساءُ، وَمَنْ كانَ فِي الْبُيُوتِ والْقُرَى؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «هَذا عِيدُنا أَهْلَ
(1)
الإِسْلامِ»
وَأَمَرَ أَنَسُ بنُ مالِكٍ مَوْلاهُمُ
(2)
ابْنَ أَبِي عُتْبَةَ بِالزَّاوِيَةِ، فَجَمَعَ أَهْلَهُ وَبَنِيهِ، وَصَلَّى كَصَلاةِ أَهْلِ المِصْرِ وَتَكْبِيرِهِمْ.
وَقالَ عِكْرِمَةُ: أَهْلُ السَّوادِ يَجْتَمِعُونَ فِي العِيدِ، يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ، كَما يَصْنَعُ الإِمامُ.
وَقالَ
(3)
عَطاءٌ: إذا فاتَهُ العِيدُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في نسخةٍ من رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ عن أبي ذر: «يا أَهْلَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَوْلاهُ» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَكانَ» .
987 -
988 - حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ
عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْها وَعِنْدَها جارِيَتانِ، فِي أَيَّامِ مِنًى، تُدَفِّفانِ وَتَضْرِبانِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ
(1)
بِثَوْبِهِ، فانْتَهَرَهُما أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن وَجْهِهِ، فَقالَ:«دَعْهُما يا أَبا بَكْرٍ، فَإِنَّها أَيَّامُ عِيدٍ» . وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى.
- وَقالَتْ عائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي، وَأَنا أَنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ
(2)
، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ» . يَعْنِي مِنَ الأَمْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُتَغَشِّيً» ، على لغة رَبيعة من الوقف على المنصوب بدون ألف الإطلاق.
(2)
قوله: «عُمَرُ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو ثابتٌ عندهم في نسخةٍ.
(26)
بابُ الصَّلاةِ قَبْلَ العِيدِ وَبَعْدَها
وَقالَ أَبُو المُعَلَّى: سَمِعْتُ سَعِيدًا، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: كَرِهَ الصَّلاةَ قَبْلَ العِيدِ.
989 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
عَدِيُّ بنُ ثابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الفِطْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَها وَلا بَعْدَها
(2)
، وَمَعَهُ بِلالٌ.
(1)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر، وفي أخرى عنه ورواية ابن عساكر والأصيلي:«أخبَرَني» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قبلَهما ولا بعدَهما» ، بالتثنية فيهما.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ
(2)
ما جاءَ فِي الوِتْرِ
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «أبواب الوتر» قبل البسملة.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كتاب الوتر» بدل لفظة: «باب» .
990 -
991 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
مالِكٌ، عن نافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم عن صَلاةِ اللَّيْلِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام:«صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً، تُوتِرُ لَهُ ما قَدْ صَلَّى» .
- وَعَنْ نافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ والرَّكْعَتَيْنِ فِي الوِتْرِ، حَتَّى يَأمُرَ بِبَعْضِ حاجَتِهِ.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيَّ» .
992 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ
(1)
، عن مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمانَ، عن كُرَيْبٍ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّهُ باتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ -وَهْيَ خالَتُهُ- فاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ وِسادَةٍ، واضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِها، فَنامَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ، فاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ آياتٍ مِنْ آلِ عِمْرانَ، ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قامَ يُصَلِّي، فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ، فَقُمْتُ
(2)
إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى على رَأسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي يَفْتِلُها، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن أنس» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقُمْتُ» .
993 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو
(2)
: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ القاسِمِ حَدَّثَهُ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى
مَثْنَى، فَإِذا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ ما صَلَّيْتَ».
قالَ القاسِمُ: وَرَأَيْنا أُناسًا مُنْذُ أَدْرَكْنا، يُوتِرُونَ بِثَلاثٍ، وَإِنَّ كُلًّا لَواسِعٌ، أَرْجُو
(4)
أَنْ لا يَكُونَ بِشَيْءٍ منه بَأسٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عبد الله بن وهب» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بن الحارث» .
(3)
في نسخةٍ لأبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وأرْجُو» .
994 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ
(1)
:
أَنَّ عائِشَةَ أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كانَتْ تِلْكَ صَلاتَهُ -تَعْنِي بِاللَّيْلِ- فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً، قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ على شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَأتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلصَّلاةِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «. . . عن الزهريِّ قال: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «بالصَّلاةِ» .
(2)
بابُ ساعاتِ الوِتْرِ
قالَ
(1)
أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوْصانِي النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر، وفي أخرى عنه:«رَسولُ اللهِ» .
995 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، قالَ: حدَّثنا أَنَسُ بنُ سِيرِينَ، قالَ:
قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الغَداةِ، أُطِيلُ
(1)
فيهما القِراءَةَ؟ فَقالَ
(2)
: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ
(3)
مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ
(4)
قَبْلَ صَلاةِ الغَداةِ، وَكَأَنَّ الأَذانَ بِأُذُنَيْهِ. قالَ حَمَّادٌ: أَيْ سُرْعَةً
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تُطِيلُ» ، وفي رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«أَتُطِيلُ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر وأبي ذر: «قال» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «يصلي بالليلِ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ركعتين» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أيْ بِسُرْعَةٍ» .
996 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني مُسْلِمٌ، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: كُلَّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وانْتَهَى وِتْرُهُ إلى السَّحَرِ.
(1)
(1)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(3)
بابُ إِيقاظِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَهُ بِالْوِتْرِ
(1)
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «للوتر» .
997 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَأَنا راقِدَةٌ، مُعْتَرِضَةً
(1)
على فِراشِهِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «معترضةٌ» بالرفع، (و، ص)، وضبطت في متن (ب) بالوجهين معاً دون ذكر اختلاف.
(4)
بابٌ: لِيَجْعَلْ آخِرَ صَلاتِهِ وِتْرًا
998 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نافِعٌ:
⦗ص: 518⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن عمر رضي الله عنهما» .
(5)
بابُ الوِتْرِ على الدَّابَّةِ
999 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسارٍ أَنَّهُ قالَ:
كُنْتُ أَسِيرُ معَ عَبْدِ اللهِ بنُ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فقالَ سَعِيدٌ: فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: خَشِيتُ الصُّبْحَ فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسْوَةٌ
(1)
حَسَنَةٌ؟ فَقُلْتُ: بَلَى واللَّهِ. قالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُوتِرُ على البَعِيرِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِسْوَةٌ» .
(6)
بابُ الوِتْرِ فِي السَّفَرِ
1000 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بنُ أَسْماءَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يُصَلِّي فِي السَّفَرِ على راحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيماءً، صَلاةَ اللَّيْلِ إِلَّا الفَرائِضَ
(1)
، وَيُوتِرُ على راحِلَتِهِ.
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر، وفي روايته:«إلَّا الفَرْضَ» بالإفراد.
(7)
بابُ القُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ
1001 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ
(1)
، قالَ:
سُئِلَ أَنَسٌ
(2)
: أَقَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصُّبْحِ؟ قالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ
(3)
: أَوَقَنَتَ
(4)
قَبْلَ الرُّكُوعِ؟
⦗ص: 519⦘
قالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سيرين» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنُ مالك» .
(3)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت مكانها:«أو قلت» وخرج لروايتيهما في (و، ق) بدل قوله «أَوَقَنَتَ» الآتي.
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَقَنَتَ» .
1002 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عاصِمٌ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ عن القُنُوتِ، فَقالَ: قَدْ كانَ القُنُوتُ. قُلْتُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قالَ: قَبْلَهُ. قالَ
(2)
: فَإِنَّ فُلانًا أخبَرَني عَنْكَ أَنَّكَ
(3)
قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَقالَ: كَذَبَ، إِنَّما قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أُراهُ كانَ بَعَثَ قَوْمًا يُقالُ لَهُمُ
(4)
القُرَّاءُ، زُهاءَ سَبْعِينَ رَجُلًا، إلى قَوْمٍ مِنَ المُشْرِكِينَ دُونَ أُولَئِكَ، وَكانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن زياد» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قلت» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كأَنكَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لَها» ، مضبِّبٌ عليها في اليونينية.
1003 -
أخبَرَنا
(1)
أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ، عن التَّيْمِيِّ، عن أَبِي مِجْلَزٍ:
عَنْ أَنَسٍ
(2)
قالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا، يَدْعُو على رِعْلٍ وَذَكْوانَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنِ مالك» .
1004 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثنا
(1)
خالِدٌ، عن أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ
(2)
قالَ: كانَ القُنُوتُ فِي المَغْرِبِ والفَجْرِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالك» .
(3)
في رواية الأصيلي: «في الفجر والمغرب» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ الاسْتِسْقاءِ
(1)
، وَخُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الاسْتِسْقاءِ
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أبوابُ الاسْتِسْقاءِ» ، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«كِتابُ الاسْتِسْقاءِ» ، وكتبت رواية أبي ذر بالحمرة.
1005 -
حدَّثنا أبو نُعَيمٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، وَحَوَّلَ رِداءَهُ.
(2)
بابُ دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلْها
(1)
عَلَيْهِمْ
(2)
سِنِينَ
(3)
كَسِنِي يُوسُفَ»
(1)
قوله: «اجعلها» ضرب عليه بالحمرة في اليونينية.
(2)
قوله: «عليهم» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي وأبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
قوله: «سنين» ليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1006 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطَأَتَكَ
(1)
على مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْها سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ». وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«غِفارُ غَفَرَ اللَّهُ لَها، وَأَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ» .
قالَ ابنُ أَبِي الزِّنادِ، عن أَبِيهِ: هَذا كُلُّهُ في الصُّبْحِ.
(1)
أهمل ضبط الطاء في (ن، و، ق)، وضبطت بالفتح في (ب، ص)، وكتب بهامشهما: هكذا الطاء مفتوحة في اليونينية فليعلم.
1007 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:
كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ، فقالَ: إِنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبارًا، قالَ: «اللَّهُمَّ سَبْعٌ
(1)
كَسَبْعِ يُوسُفَ». فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا
(2)
الجُلُودَ والمَيْتَةَ والجِيَفَ، وَيَنْظُرَُ
(3)
أَحَدُهُمْ
(4)
إلى السَّماءِ فَيَرَى الدُّخانَ مِنَ الجُوعِ. فَأَتاهُ أبو سُفْيانَ فقالَ: يا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَأمُرُ بِطاعَةِ اللَّهِ وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فادْعُ اللَّهَ لَهُمْ. قالَ اللَّهُ تَعالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي
(5)
السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} إلى قَوْلِهِ: {عَائِدُونَ
(6)
*يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى
(7)
} [الدخان: 10 - 16]. فالبَطْشَةُ
(8)
يَوْمُ
(9)
بَدْرٍ، وَقَدْ
(10)
مَضَتِ الدُّخانُ والبَطْشَةُ واللِّزامُ وَآيَةُ الرُّومِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَبْعًا» بالنصب.
(2)
في روايةٍ للأصيلي: «حتى أكلوا أوْ أكلنا» (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى عن الأصيلي:«حتى أكَلْنا» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ويَنْظُرُ» بالرفع. وبهامش اليونينية: «بفتح الراء وبضمها، والفتح أظهر، وبالضم في نسخة أبي ذر» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أحَدُكُمْ» .
(5)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}» .
(7)
في رواية الأصيلي زيادة: «{إِنَّا مُنتَقِمُونَ}» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «والبَطْشَةُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «يومَ» بالنصب.
(10)
في رواية ابن عساكر: «قد» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَقَدْ» ، وعزاها في (و، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي، وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
بابُ سُؤالِ النَّاسِ الإِمامَ الاسْتِسْقاءَ إذا قَحَطُوا
(1)
(1)
في رواية الأصيلي ونسخة لأبي ذر: «قُحِطُوا» بالبناء للمفعول.
1008 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ، قالَ: حدَّثنا أبو قُتَيْبَةَ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ،
⦗ص: 522⦘
عن أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِي طالِبٍ
(1)
:
وَأَبْيَضُ
(2)
يُسْتَسْقَى الغَمامُ بِوَجْهِهِ
…
…
ثِمالُ
(3)
اليَتامَى عِصْمَةٌ
(4)
لِلأَرامِلِ
1009 -
وَقالَ عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا سالِمٌ، عن أَبِيهِ: رُبَّما ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ، وَأَنا أَنْظُرُ إلى وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَما يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزابٍ
(5)
:
وَأَبْيَضَ
(6)
يُسْتَسْقَى الغَمامُ بِوَجْهِهِ
…
…
ثِمالَ
(7)
اليَتامَى عِصْمَةً
(8)
لِلأَرامِلِ
(9)
وَهْوَ
(10)
قَوْلُ أَبِي طالِبٍ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «فقال» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَأَبْيَضَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ثِمالِ» بالجر.
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «عِصْمَةً» ، وفي (و) بتنوين الضمِّ، وفي (ب) بتنوين الكسر، وفي (ص) بالحركات الثلاثة منوَّنة.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ و [طع]: «يجيشُ لَكَ مِيزابٌ» . قال في الفتح: وهو تصحيف.
(6)
ضبطت في (ب) بالرفع.
(7)
ضُبطت في اليونينية بالفتح وهو المثبت، والضم:«ثِمالُ» ، والكسر:«ثِمالِ» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بالفتح وهو المثبت، والضم:«عِصْمَةٌ» ، والكسر:«عِصْمَةٍ» .
(9)
في رواية ابن عساكر: «وأبيض يستسقى» فقط، وأسقط باقيه اكتفاءً بالسابق. وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية [ق] أيضاً.
(10)
وقوله: «وهو» ليس في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت. والعبارة كلها مقدمة في رواية ابن عساكر على بيت الشعر.
1010 -
حدَّثنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصارِيُّ
(1)
، قالَ: حدَّثني أَبِي: عَبْدُ اللهِ بنُ المُثَنَّى، عن ثُمامَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَنَسٍ، عن أَنَسٍ
(2)
: أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه كانَ إذا قَحَطُوا
(3)
اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. فقالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنا فَتَسْقِينا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فاسْقِنا. قالَ: فَيُسْقَوْنَ.
(1)
في نسخة لأبي ذر: «حدّثنا الأَنْصارِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن مالِكٍ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بابُ تَحْوِيلِ الرِّداءِ في الاِسْتِسْقاءِ
1011 -
حدَّثنا إِسْحاقُ، قالَ: حدَّثنا وَهْبٌ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى فَقَلَبَ رِداءَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن جَرِيرٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
1012 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ
(1)
: أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَباهُ:
عن عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى المُصَلَّى، فاسْتَسْقَى، فاسْتَقْبَلَ
(2)
القِبْلَةَ، وَقَلَبَ
(3)
رِداءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: كانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: هو صاحِبُ الأَذانِ، وَلَكِنَّهُ وَهْمٌ
(4)
؛ لأَنَّ هَذا عَبْدُ اللَّهِ بنُ زَيْدِ بنِ عاصِمٍ الْمازِنِيُّ، مازِنُ الأَنْصارِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «واسْتَقْبَلَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وحَوَّلَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ولكنه وَهِمَ» ، وفي رواية الأصيلي:«وهُوَ وهمٌ» .
(6)
بابُ
(1)
الاِسْتِسْقاءِ فِي
الْمَسْجِدِ الْجامِعِ
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «(5) بابُ انتقامِ الرَّبِ جلَّ وعزَّ مِن خلقِهِ بالقحطِ إذا انتُهكَ محارمُه [في نسخة للحمويي: محارمُ الله]» قبل هذا الباب.
1013 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا
(3)
أبو ضَمْرَةَ أَنَسُ بنُ عِياضٍ، قالَ: حدَّثنا
⦗ص: 524⦘
شَرِيكُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي نَمِرٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مالِكٍ يَذْكُرُ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بابٍ كانَ وِجاهَ
(4)
المِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يَخْطُبُ، فاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمًا، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ المَواشِي
(5)
وانْقَطَعَتِ
(6)
السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنا
(7)
. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ فقالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنا، اللَّهُمَّ اسْقِنا، اللَّهُمَّ اسْقِنا» . قالَ أَنَسٌ: وَلا
(8)
واللَّهِ، ما نَرَى في السَّماءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلا قَزَعَةً
(9)
، ولا شَيْئًا، وما بَيْنَنا
(10)
وبَينَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ ولا دارٍ. قالَ: فَطَلَعَتْ مِن وَرائِهِ سَحابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطتِ السَّماءَ انْتَشَرتْ ثُمَّ أمْطَرَتْ. قالَ
(11)
: واللَّهِ
(12)
ما رَأَيْنا الشَّمْسَ سِتًّا
(13)
. ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذلك البابِ في الجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ
(14)
يَخْطُبُ، فاسْتَقْبَلَهُ قائِمًا، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأَمْوالُ، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ
(15)
اللَّهَ يُمْسِكْها
(16)
. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا، اللَّهُمَّ على الأَكامِ
(17)
والجِبالِ،
⦗ص: 525⦘
والآجامِ
(18)
والظِّرابِ، والأَوْدِيَةِ وَمَنابِتِ الشَّجَرِ». قالَ: فانْقَطَعَتْ، وَخَرَجْنا نَمْشِي في الشَّمْسِ.
قالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ
(19)
أَنَسًا
(20)
: أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قالَ: لا أَدْرِي.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سَلَام» ليس في رواية ابن عساكر عن أبي ذر، وقد ضرب عليه بالحمرة في اليونينية.
(3)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «وُجاهَ» بضم الواو، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي ونسخة للسَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي: «هلكت الأَمْوالُ» . وفي رواية ابن عساكر: «هلكت. قال أبو عبد الله: هَلَكَتْ يَعْنِي الأَمْوالَ» ولفظة: «المواشي» ليست في رواية ابن عساكر.
(6)
في رواية الأصيلي: «وتَقَطَّعَتْ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «أَنْ يغِيثَنا» .
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَلا» .
(9)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا قَزَعَةٍ» بالجر.
(10)
في رواية أبي ذر: «ولا بَيْنَنا» .
(11)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَواللهِ» .
(13)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سبْتًا» .
(14)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«قائِمًا» بالنصب. كتبت بالحمرة.
(15)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ادْعُ» .
(16)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن يُمْسِكَها» .
(17)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الإِكامِ» .
(18)
قوله: «والآجام» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(19)
في رواية الأصيلي: «فَسَأَلْنا» .
(20)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «بنَ مالِكٍ» .
(7)
بابُ الاسْتِسْقاءِ في خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةِ
1014 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن شَرِيكٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ
(2)
، مِنْ بابٍ كانَ نَحْوَ دارِ القَضاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يَخْطُبُ، فاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأَمْوالُ، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنا
(3)
. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا، اللَّهُمَّ أَغِثْنا» . قالَ أَنَسٌ: وَلا
(4)
واللَّهِ، ما نَرَى في السَّماءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلا قَزَعَةً
(5)
، وَما بَيْنَنا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلا دارٍ. قالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرائِهِ سَحابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّماءَ
(6)
انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلا واللَّهِ، ما رَأَيْنا الشَّمْسَ سِتًّا
(7)
، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ
⦗ص: 526⦘
مِنْ ذلك البابِ في الجُمُعَةِ
(8)
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يَخْطُبُ، فاسْتَقْبَلَهُ قائِمًا، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأَمْوالُ، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْها
(9)
عَنَّا. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا، اللَّهُمَّ على الأَكامِ
(10)
والظِّرابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنابِتِ
الشَّجَرِ». قالَ: فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنا نَمْشِي في الشَّمْسِ.
قالَ شَرِيكٌ: سَألْتُ
(11)
أَنَسَ بنَ مالِكَ
(12)
: أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ فقالَ: ما أَدْرِي.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«الجُمعَةِ» .
(3)
ضبطت في متن (ب، ص): «يغِيثُنا» بفتح أوَّلِه وضَمِّه معاً، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يُغِثْنا» بالجزم.
(4)
قوله: «ولا» ليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ولا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي، وفي رواية الأصيلي:«فَلا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قَزَعَةٍ» بالجر.
(6)
قوله: «السماء» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(7)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَبْتًا» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«سبعًا» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «يَعْنِي الثَّانِيَةَ» .
(9)
في رواية الأصيلي ونسخة للسَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْ يُمْسِكَها» .
(10)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الإِكامِ» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَسَأَلْتُ» .
(12)
في رواية أبي ذر: «أنَسًا» غير منسوب.
(8)
بابُ الاسْتِسقاءِ على المِنْبَرِ
1015 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أبو عَوانةَ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
قالَ: بَينما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ
(2)
، إِذْ جاءَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ
(3)
المَطَرُ، فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنا. فَدَعا، فَمُطِرْنا، فَما كِدْنا أَنْ نَصِلَ
(4)
إلى مَنازِلِنا، فَما زِلْنا نُمْطَرُ إلى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ. قالَ: فَقامَ ذلك الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . قالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمالًا، يُمْطَرُونَ وَلا يُمْطَرُ أَهْلُ المَدِينَةِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(2)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر (ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي أخرى عنه ورواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يومَ جُمُعَةٍ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قُحِطَ» . بالبناء للمفعول.
(4)
في رواية أبي ذر: «فما كدنا نصلُ» .
(9)
بابُ مَنِ اكْتَفَى بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ في الاسْتِسْقاءِ
1016 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن شَرِيكِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَنَسٍ
(1)
قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فقالَ: هَلَكَتِ المَواشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ. فَدَعا
(3)
، فَمُطِرْنا مِنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ، ثُمَّ جاءَ فقالَ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ المَواشِي فادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْها. فَقامَ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «اللَّهُمَّ
(4)
على الآكامِ والظِّرابِ والأَوْدِيَةِ وَمَنابِتِ الشَّجَرِ». فانْجابَتْ عن المَدِينَةِ انْجِيابَ الثَّوْبِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَسُولِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية الأصيلي: «فادْعُ اللهَ. فدعا اللهَ» ، وفي رواية ابن عساكر:«فادْعُ اللهَ. فدعا» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «. . . المَواشِي. فَقامَ فَقالَ: اللهم» ، وفي رواية ابن عساكر:«. . . المَواشِي. فَقالَ: اللهم» .
(10)
بابُ الدُّعاءِ إذا تَقَطَّعَتِ
(1)
السُّبُلُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «انْقَطَعَت» .
1017 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن شَرِيكِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي نَمِرٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ المَواشِي، وانْقَطَعَتِ
(2)
السُّبُلُ
(3)
، فادْعُ اللَّهَ. فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمُطِرُوا مِنْ جُمُعَةٍ إلى جُمُعَةٍ، فَجاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ المَواشِي. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ على رُؤُوسِ الجِبالِ والآكامِ
(4)
،
⦗ص: 528⦘
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنابِتِ الشَّجَرِ». فانْجابَتْ عن الْمَدِينَةِ انْجِيابَ الثَّوْبِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيِّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «وتَقَطَّعَت» .
(3)
في رواية أبي ذر: «تقَطَّعت السبل وهلكت المواشي» .
(4)
لم تضبط في كل الأصول.
(11)
بابُ ما قِيلَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُحَوِّلْ رِداءَهُ
في الاسْتِسْقاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
1018 -
حدَّثنا الحَسَنُ بنُ بِشْرٍ، قالَ: حدَّثنا مُعافَى بنُ عِمْرانَ، عن الأَوْزاعِيِّ، عن إِسْحاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا شَكا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَلاكَ المالِ، وَجَهْدَ العِيالِ، فَدَعا اللَّهَ يَسْتَسْقِي. وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ حَوَّلَ رِداءَهُ، وَلا اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أَبِي طَلْحَةَ» .
(12)
بابٌ: إذا اسْتَشْفَعُوا إلى الإِمامِ لِيَسْتَسْقِيَ لَهُمْ لَمْ يَرُدَُّهُمْ
1019 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن شَرِيكِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي نَمِرٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ أَنَّهُ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَواشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ. فَدَعا اللَّهَ، فَمُطِرْنا مِنَ الجُمُعَةِ إلى الجُمُعَةِ، فَجاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَواشِي، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ على ظُهُورِ الجِبالِ والآكامِ
(1)
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنابِتِ الشَّجَرِ». فانْجابَتْ عن المَدِينَةِ انْجِيابَ الثَّوْبِ.
(1)
هكذا ضبطت في (ب)، ولم تضبط في (ن، و)، وضبطت في (ص):«الأَكام» .
(13)
بابٌ: إذا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقَحْطِ
1020 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، عن سُفْيانَ: حدَّثنا مَنْصُورٌ والأَعْمَشُ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ قالَ:
أَتَيْتُ ابنَ مَسْعُودٍ، فقالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤُوا عن الإِسْلامِ، فَدَعا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 529⦘
فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيها، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ والعِظامَ، فَجاءَهُ أبو سُفْيانَ، فقالَ: يا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ هَلَكُوا
(1)
، فادْعُ اللَّهَ. فَقَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي
(2)
السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}
(3)
[الدخان: 10]. ثُمَّ عادُوا إلى كُفْرِهِمْ، فَذلك قَوْلُهُ تَعالَى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى
(4)
} [الدخان: 16] يَوْمَ بَدْرٍ.
قالَ
(5)
: وَزادَ أَسْباطٌ، عن مَنْصُورٍ: فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسُقُوا الغَيْثَ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكا النَّاسُ كَثْرَةَ المَطَرِ، قالَ
(6)
: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . فانْحَدَرَتِ السَّحابَةُ عن رَأسِهِ، فَسُقُوا النَّاسُ حَوْلَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدْ هَلَكُوا» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» .
(4)
في رواية الأصيلي زيادة: «{إِنَّا مُنتَقِمُونَ}» .
(5)
لفظة: «قال» ليس في رواية أبي ذر، وفي رواية ابن عساكر:«قال أبُو عَبْدِ اللهِ» .
(6)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
(14)
بابُ الدُّعاءِ إذا كَثُرَ الْمَطَرُ: حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا
1021 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن ثابِتٍ:
عن أَنَسٍ
(2)
قالَ: كانَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ
(4)
، فَقامَ النَّاسُ فَصاحُوا، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، واحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ البَهائمُ، فادْعُ اللَّهَ يَسْقِينا
(5)
. فقالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنا» مَرَّتَيْنِ. وايْمُ اللَّهِ، ما نَرَى في السَّماءِ قَزْعَةً
(6)
مِنْ سَحابٍ، فَنَشَأَتْ سَحابَةٌ
⦗ص: 530⦘
وَأَمْطَرَتْ
(7)
، وَنَزَلَ عن المِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ، لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ
(8)
إلى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيها، فَلَمَّا قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صاحُوا إِلَيْهِ: تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْها
(9)
عَنَّا. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ
(10)
قالَ
(11)
: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . فَكَشَطَتِ
(12)
المَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ
(13)
حَوْلَها، وَلا تَمْطُرُ
(14)
بِالمَدِينَةِ قَطْرَةً
(15)
، فَنَظَرْتُ إلى المَدِينَةِ وَإِنَّها لَفِي مِثْلِ الإِكْلِيلِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .
(3)
هكذا في رواية لأبي ذر، وفي رواية أخرى عنه:«رسولُ اللهِ» .
(4)
في رواية ابن عساكر ونسخة لأبي ذر: «الجُمُعَةِ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْ يَسْقِيَنا
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «قَزَعَةً» .
(7)
في رواية لأبي ذر أيضاً: «فَأَمْطَرَتْ» ، أي: بالواو وبالفاء معاً.
(8)
في رواية أبي ذر: «لَمْ يَزَلِ المَطَرُ» .
(9)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَحْبِسُها» ، وكتب فوقها «معًا» .
(10)
لفظة: «ثم» ليست في رواية ابن عساكر.
(11)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَقالَ» ، وفي رواية ابن عساكر وأخرى لأبي ذر:«فَقالَ» .
(12)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَتَكَشَّطَت» .
(13)
ضبطت في (ب، ص) بوجهين: المثبت، و:«تَمْطُر» .
(14)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَما تَمطُرُ» .
(15)
في رواية أبي ذر: «قَطْرَةٌ» ، بالرفع.
(15)
بابُ الدُّعاءِ في الاسْتِسْقاءِ قائِمًا
1022 -
وَقالَ لَنا أبو نُعَيْمٍ، عن زُهَيْرٍ، عن أَبِي إِسْحاقَ: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ الأَنْصارِيُّ، وَخَرَجَ مَعَهُ البَراءُ بنُ عازِبٍ وَزَيْدُ بنُ أَرْقَمَ رضي الله عنهم، فاسْتَسْقَى، فَقامَ بِهِمْ
(1)
على رِجْلَيْهِ على غَيْرِ مِنْبَرٍ، فاسْتَغْفَرَ
(2)
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَجْهَرُ بِالقِراءَةِ، وَلَمْ يُؤَذِّنْ وَلَمْ يُقِمْ.
⦗ص: 531⦘
قالَ أبو إِسْحاقَ: وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ
(3)
النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لهم» . كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فاسْتَسْقَى» . وضبط في (و، ب) رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ كروايته عن الحَمُّويي والمُستملي. قارن بما في الإرشاد والسلطانية
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الأنصاري» .
(4)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أخرى عنه ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«وَرَوَى عبدُ اللهِ بنُ يَزِيدَ عَنِ النَّبيِّ» .
1023 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَبَّادُ بنُ تَمِيمٍ:
أَنَّ عَمَّهُ -وَكانَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَقامَ فَدَعا اللَّهَ قائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ القِبْلَةِ، وَحَوَّلَ رِداءَهُ، فَأُسْقُوا
(1)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «فُسُقُوا» .
(16)
بابُ الْجَهْرِ بِالْقِراءَةِ في الاسْتِسْقاءِ
1024 -
حدَّثنا أبو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إلى القِبْلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِداءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، جَهَرَ
(1)
فيهما بِالقِراءَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَجْهَرُ» .
(17)
بابٌ: كَيْفَ حَوَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ إلى النَّاسِ؟
1025 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قالَ: فَحَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَل القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِداءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنا رَكْعَتَيْنِ، جَهَرَ فيهما بِالقِراءَةِ.
(18)
بابُ صَلاةِ الاسْتِسْقاءِ رَكْعَتَيْنِ
1026 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ أبي بَكْرٍ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ
(1)
:
⦗ص: 532⦘
عن عَمِّهِ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وقَلَبَ رِداءَهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ» .
(19)
بابُ الاسْتِسْقاءِ في الْمُصَلَّى
1027 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ عَبَّادَ بنَ تَمِيمٍ:
عن عَمِّهِ، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المُصَلَّى يَسْتَسْقِي، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَلَبَ رِداءَهُ.
قالَ سُفْيانُ: فأخبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ، عن أَبِي بَكْرٍ قالَ
(1)
: جَعَلَ اليَمِينَ على الشِّمالِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة مرتين.
(20)
بابُ اسْتِقْبالِ الْقِبْلَةِ في الاسْتِسْقاءِ
1028 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني أبو بَكْرِ بنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عَبَّادَ بنَ تَمِيمٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ زَيْدٍ الأَنْصارِيَّ أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى المُصَلَّى يُصَلِّي
(3)
، وَأَنَّهُ لَمَّا دَعا -أَوْ أَرادَ أَنْ يَدْعُوَ- اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِداءَهُ.
قالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: ابْنُ زَيْدٍ
(4)
هَذا مازِنِيٌّ، والأَوَّلُ كُوفِي، هو ابْنُ يَزِيدَ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلامٍ» ، وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): «قال أبو ذر: في نسخة محمدٌ منسوب» ا هـ.
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» ، في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر:«حدَّثني» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «فَصَلَّى» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي بَدَلها:«يَدْعُو» .
(4)
قوله: «بن زيد» كتب بالحمرة في متن اليونينية، وفي رواية أبي ذر:«عَبْدُ اللهِ بنُ زَيد» .
(5)
بهامش اليونينية: «سقط: قالَ أبو عبد الله. . . إلى آخره عند أبي ذر وابن عساكر، وثبت عند أبي الهيثم في رواية أبي ذر وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت» . اهـ.
(21)
بابُ رَفْعِ النَّاسِ أَيْدِيَهُمْ مَعَ الإِمامِ
(1)
في الاسْتِسْقاءِ
(1)
قوله: «مع الإمام» ليس في رواية ابن عساكر.
1029 -
1030 - قالَ
(1)
أَيُّوبُ بنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني أبو بَكْرِ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عن سُلَيْمانَ بنِ بِلالٍ قالَ: يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ قالَ
(2)
:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ قالَ: أَتَى رَجُلٌ
(3)
أَعْرابِيٌّ مِنْ أَهْلِ البَدْوِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الجُمُعَةِ، فقالَ
(4)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الماشِيَةُ، هَلَكَ
(5)
العِيالُ، هَلَكَ النَّاسُ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ يَدْعُو، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَهُ
(6)
يَدْعُونَ. قالَ: فَما خَرَجْنا مِنَ المَسْجِدِ حَتَّى مُطِرْنا، فَما زِلْنا نُمْطَرُ حَتَّى كانَتِ الجُمُعَةُ الأُخْرَى، فَأَتَى الرَّجُلُ
(7)
إلى نَبِيِّ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَشِقَ
(9)
الْمُسافِرُ وَمُنِعَ الطَّرِيقُ
(10)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضاً.
(2)
في رواية أبي ذر: «عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ» .
(3)
لفظة: «رجل» ليس في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية ابن عساكر: «قال» . قارن بما في الإرشاد.
(5)
في رواية ابن عساكر: «هَلَكَت» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «رَجُلٌ» بالتنكير
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ اللهِ» .
(9)
بهامش اليونينية: (بَشَقَ المسافر) كذا قيَّده الأصيليُّ بالفتح، وفي المُنَضَّد:(بَشِق) بالكسر: تَأخَّرَ. اهـ. والمنضد كتاب في اللغة لعلي بن الحسن أبي الحسن الدوسي المعروف بكُرَاعِ النَّمل، المتوفى بعد 309 هـ.
(10)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بَشَقَ، أي: مَلَّ» . وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة:
1030 -
«وقال الأويسي: حدَّثني محمَّدُ بن جعفرٍ، عن يحيى بن سعيد وشَريكٍ:
سمعا أنسًا، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: رَفعَ (في رواية ابن عساكر: أنه رفع) يَديْهِ حَتَّى رَأيْتُ بَياضَ (في رواية ابن عساكر: حتى يُرَى بياضُ) إِبْطَيْهِ».
(22)
بابُ رَفْعِ الإِمامِ يَدَهُ في الاسْتِسْقاءِ
1031 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى وابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(2)
قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شَيْءٍ مِن دُعائِهِ إِلَّا في الاسْتِسْقاءِ، وإِنَّهُ
(3)
يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَياضُ إِبْطَيهِ
(4)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في رواية أبي ذر، وفي نسخة له:«أخبَرَنا» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وأَنَّهُ» .
(4)
رمز على الباب والترجمة والحديث بعلامة السقوط بدون رقم، وبهامش اليونينية: في حاشية أبي ذر: حديث الأويسي لأبي إسحاق وحده، وحديث محمد بن بشار لأبي إسحاق وأبي الهيثم إلَّا أن حديث ابن بشار مؤخَّر عند أبي الهيثم. اهـ.
(23)
بابُ ما يُقالُ إذا أَمْطَرَتْ
(1)
وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19]: المَطَرُ.
وقالَ غَيْرُهُ: صابَ وأصابَ يَصُوبُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «إذا مَطَرَتْ» .
1032 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ -هو ابنُ مُقاتِلِ- أبو الحَسَنِ المرْوَزِيُّ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ:
عن عائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَأَى المَطَرَ قالَ: «صَيِّبًا
(2)
نافِعًا».
تابَعَهُ القاسِمُ بنُ يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَرَواهُ الأَوْزاعِيُّ وَعُقَيْلٌ، عن نافِعٍ.
(1)
قوله: «أَبُو الحَسَنِ المرْوَزِيُّ» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية المُستملي: «اللَّهم صَيِّبًا» ، وفي نسخة لأبي ذر عن المُستملي:«اللَّهم صَبًّا» .
(24)
بابُ مَنْ تَمَطَّرَ في الْمَطَرِ، حَتَّى يَتَحادَرَ على لِحْيَتِهِ
1033 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبدُ اللهِ
(2)
، قالَ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصارِيُّ، قالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بنُ مالِكٍ، قالَ: أَصابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنا رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ على المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قامَ أَعْرابِيٌّ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ المالُ، وَجاعَ العِيالُ، فادْعُ اللَّهَ لَنا أَنْ يَسْقِيَنا. قالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَما في السَّماءِ قَزَعَةٌ. قالَ: فَثارَ سَحابٌ أَمْثال الجِبالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحادَرُ على لِحْيَتِهِ. قالَ: فَمُطِرْنا يَوْمَنا ذَلِكَ، وَفِي الغَدِ
(4)
، وَمِنْ بَعْدِ الغَدِ، والَّذِي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقامَ ذلك الأَعْرابِيُّ، أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِناءُ، وَغَرِقَ المالُ، فادْعُ اللَّهَ لَنا. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقالَ
(5)
: «اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . قالَ: فَما جَعَلَ
(6)
يُشِيرُ بِيَدِهِ إلى ناحِيَةٍ مِنَ السَّماءِ إِلَّا تَفَرَّجَتْ، حَتَّى صارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ
(7)
، حَتَّى سالَ الوادِي -وادِي قَناةَ
(8)
- شَهْرًا. قالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ ناحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالجَوْدِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن المبارك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ومِنَ الغَدِ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .
(7)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجُوْبَةِ» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(25)
بابٌ: إذا هَبَّتِ الرِّيحُ
1034 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني حُمَيْدٌ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا
(1)
يَقُولُ: كانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إذا هَبَّتْ، عُرِفَ ذلك في وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ مالِكٍ» .
(26)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا» :
1035 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن مُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نُصِرْتُ بِالصَّبا، وَأُهْلِكَتْ عادٌ بِالدَّبُورِ» .
(27)
بابُ ما قِيلَ في الزَّلازِلِ والآياتِ
1036 -
حدَّثنا أبو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
أبو الزِّنادِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقارَبَ الزَّمانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ القَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمالُ فَيَفِيضُ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَيَفِيضَ» بالنصب.
1037 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثنا حُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ، قالَ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(2)
: قالَ
(3)
: «اللَّهُمَّ
(4)
بارِكْ لَنا في شامِنا وَفِي يَمَنِنا». قالَ: قالُوا: وَفِي نَجْدِنا؟ قالَ
(5)
: قالَ: «اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا في شامِنا وَفِي يَمَنِنا» . قالَ: قالُوا: وَفِي نَجْدِنا؟ قالَ: قالَ: «هُناكَ
(6)
الزَّلازِلُ والفِتَنُ، وَبِها يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ».
(1)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر، وفي أخرى عنه:«حدَّثني» .
(2)
بهامش اليونينية: أُراه سقط: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، من كتاب الراوي، وضبَّب عليه عند ابن عساكر. اهـ.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «قال: قال: اللهم» (ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هُنالِكَ» .
(28)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
[الواقعة: 82]
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُكْرَكُمْ.
1038 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني مالِكٌ، عن صالِحِ بنِ كَيْسانَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ:
عن زَيْدِ بنِ خالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قالَ: صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ، على إِثْرِ سَماءٍ كانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ
(1)
، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ على النَّاسِ، فقالَ:«هَلْ تَدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبادِي مُؤمِنٌ بِي وَكافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذلك مُؤمِنٌ بِي كافِرٌ
(2)
بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قالَ: بِنَوْءِ كَذا وَكَذا، فَذلك كافِرٌ بِي مُؤمِنٌ بِالكَوْكَبِ».
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ اللَّيْلِ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «وكافِرٌ» . وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضاً.
(29)
بابٌ: لا يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلَّا اللَّهُ
وَقالَ أبو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«خَمْسٌ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ» .
1039 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مِفْتاحُ
(2)
الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُها إِلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكُونُ في غَدٍ، وَلا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكُونُ في الأَرْحامِ، وَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيُء المَطَرُ».
(3)
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» . وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية [ح] أيضاً.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَفاتِحُ» .
(3)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثالث بقراءة الشيخ فتح الدين أبي الفتح ابن سيد الناس اليَعمري بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الجمعة السادس من جمادى الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي، عُرِف بالنُّويري.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ الصَّلاةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم بعد البسملة زيادة: «كتابُ الكُسوفِ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«أبوابُ الكُسوفِ» .
1040 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَوْنٍ، قالَ: حدَّثنا خالِدٌ، عن يُونُسَ، عن الحَسَنِ:
عَن أَبِي بَكْرَةَ، قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فانْكَسَفَتِ
الشَّمْسُ، فَقامَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَجُرُّ رِداءَهُ حَتَّى دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلْنا، فَصَلَّى بِنا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(3)
فَصَلُّوا وادْعُوا، حَتَّى يُكْشَفَ
(4)
ما بِكُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبِيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر (ب)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«رَأَيْتُموها» بالإفراد.
(4)
في (ب): «ينكشف» .
1041 -
حدَّثنا شِهابُ بنُ عَبَّادٍ، قالَ: حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بنُ حُمَيْدٍ، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا مَسْعُودٍ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(2)
فَقُومُوا فَصَلُّوا».
(1)
في نسخة لأبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِِّ (ص)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية أبي ذر:«رَأَيْتَمُوها» بالإفراد.
1042 -
حدَّثنا أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَني ابنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القاسِمِ حَدَّثَهُ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 539⦘
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كانَ يُخْبِرُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَخْسِفانِ
(1)
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، وَلَكِنَّهُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوها
(2)
فَصَلُّوا».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُخْسَفانِ» ، وكذا ضُبطت في (ب، ص) بكسر السين وبفتحها معاً، والفتح لا يكون إلَّا مع ضمِّ الياء على البناء للمفعول.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإذا رَأَيْتُموهُما» بالتثنية.
1043 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا هاشِمُ بنُ القاسِمِ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ أَبُو مُعاوِيَةَ، عن زِيادِ بنِ عِلَاقَةَ:
عَنِ الْمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، قالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ ماتَ إِبْراهِيمُ، فقالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْراهِيمَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ
(1)
فَصَلُّوا وادْعُوا اللَّهَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بابُ الصَّدَقَةِ في الْكُسُوفِ
1044 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ أَنَّها قالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَقامَ فَأَطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فَأَطالَ القِيامَ، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ
(1)
مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَد انْجَلَتِ
(2)
الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَنْخَسِفانِ
(3)
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فادْعُوا اللَّهَ
(4)
، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا». ثُمَّ قالَ: «يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، واللَّهِ ما مِنْ أَحَدٍ أَغْيَر مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، واللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ
⦗ص: 540⦘
ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في الركعة الأخرى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَجَلَّت» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لا يَخْسِفانِ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فاذْكُرُوا اللهَ» .
(3)
بابُ النِّداءِ بِ (الصَّلاةِ
(1)
جامِعَةً
(2)
) في الْكُسُوفِ
(1)
ضُبطت في (ب، ص) بالرفع والجر معا: «الصَّلاةِ» ، «الصَّلاةُ» ، وضبطت في (ن) بالجر، وفي (و) بالرفع.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جامِعَةٌ» .
1045 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ، قالَ:
أخبَرَنا يَحْيَى بنُ صالِحٍ، قالَ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بنُ سَلَّامِ بنِ أَبِي سَلَّامٍ الحَبَشِيُّ
(2)
الدِّمَشْقِيُّ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُودِيَ: إنَّ الصَّلاةَ
(3)
جامِعَةٌ
(4)
.
(1)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر (ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى عن أبي ذر:«حدّثني» . كتبت بالحمرة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الحُبْشِيُّ» ، ونسب في الفتح رواية الضم إلى الأصيلي، وقالَ: وهو وهم.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية ابن عساكر: «نُودِيَ بالصَّلاةِ» .
(4)
بهامش اليونينية دون رقم: «نودي أَنِ الصَّلاةُ جامعةً» . كتبت بالحمرة، ووضع علامة التَّخفيف على نون «أن» .
(4)
بابُ خُطْبَةِ الإِمامِ في الْكُسُوفِ
وَقالَتْ عائِشَةُ وَأَسْماءُ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
1046 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ (ح)
وحدَّثني أَحْمَدُ بنُ صالِحٍ، قالَ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ، قالَ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ في حَياةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ إلى الْمَسْجِدِ، فَصَفَّ
(2)
النَّاسُ وَراءَهُ، فَكَبَّرَ، فاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِراءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ
⦗ص: 541⦘
فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . فَقامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِراءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنَ القِراءَةِ الأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْوَ
(3)
أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» . ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قالَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ في أَرْبَعِ سَجَداتٍ، وانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قامَ فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «هُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(4)
فافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ».
وَكانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ بنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كانَ يُحَدِّثُ يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ بِمِثْلِ حَدِيثِ عُرْوَةَ عن عائِشَةَ.
فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ أَخاكَ يَوْمَ خَسَفَتْ بِالمَدِينَةِ، لَمْ يَزِدْ على رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ الصُّبْحِ! قالَ: أَجَلْ؛ لأَنَّهُ أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا ابنُ بُكَيْرٍ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «قالَ: فَصَفَّ» (ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر:«وصَفَّ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «هُوَ» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر:«رَأَيْتُموها» بالإفراد.
(5)
بابٌ: هَلْ يَقُولُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ، أَوْ خَسَفَتْ
(1)
؟ وَقالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة: 8].
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الشمس» .
1047 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقامَ فَكَبَّرَ، فَقَرَأَ قِراءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» .
⦗ص: 542⦘
وَقامَ
(2)
كَما هُوَ، ثُمَّ قَرَأَ قِراءَةً طَوِيلَةً، وَهْيَ أَدْنَى مِنَ القِراءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْيَ
(3)
أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ
الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ في كُسُوفِ الشَّمْسِ والقَمَرِ: «إِنَّهُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(4)
فافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ».
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(2)
في نسخة لأبي ذر: «فقامَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في نسخة لأبي ذر: «رَأَيْتُموها» بالإفراد.
(6)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يُخَوِّفُ اللَّهُ عِبادَهُ بِالْكُسُوفِ»
وقال
(1)
أَبُو مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالَهُ» .
1048 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن يُونُسَ، عن الحَسَنِ:
عن أَبِي بَكْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ
(2)
، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعالَى يُخَوِّفُ بِها
(3)
عِبادَهُ».
وَقالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه
(4)
: لَمْ
(5)
يَذْكُرْ عَبْدُ الوارِثِ وَشُعْبَةُ وَخالِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ،
⦗ص: 543⦘
عن يُونُسَ: «يُخَوِّفُ
(6)
بِها
(7)
عِبادَهُ».
وَتابَعَهُ مُوسَى
(8)
، عن مُبارَكٍ، عن الحَسَنِ
(9)
: أخبَرَني أَبُو بَكرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَعالَى
(10)
يُخَوِّفُ بِهِما
(11)
عِبادَهُ».
وَتابَعَهُ أَشْعَثُ، عن الحَسَنِ
(12)
.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ولا في نسخة لأبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «ولا لِحياتِهِ» ، وفي نسخة له:«ولا حياتِهِ» .
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «بِهِما» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«ولكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهما» ، وأما رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ فروايتان: إحداهما: «ولكِنِ اللهُ يُخَوِّفُ بِها» ، والثانية:«ولكن الله يخوف بهما» .
(4)
قوله: «وقال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية ابن عساكر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولَمْ» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة لفظ الجلالة: «اللهُ» .
(7)
في رواية الحَمُّويي: «بهما» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وتابَعَه أشْعَثُ عن الحَسَنِ، وتابعه موسى» . كتبت بالحمرة.
(9)
كتب في اليونينية بين الأسطر دون رقم زيادة: «قالَ» كتبت بالحمرة.
(10)
قوله: «إن الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.
(11)
في رواية ابن عساكر: «بها» بالإفراد، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يُخَوِّفُ اللهُ بهما» .
(12)
قوله: «وتابعه أشعث عن الحسن» ليس في رواية أبي ذر.
(7)
بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ في الْكُسُوفِ
1049 -
1050 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ يَهُودِيَّةً جاءَتْ تَسْأَلُها، فقالت لَها: أَعاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذابِ القَبْرِ. فَسَأَلَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ في قُبُورِهِمْ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عائِذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكِ» . ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ غَداةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرانَيِ الحُجَرِ، ثُمَّ قامَ يُصَلِّي وَقامَ النَّاسُ وَراءَهُ، فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ
(1)
، فَقامَ
(2)
قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ
(3)
الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قامَ فَقامَ
⦗ص: 544⦘
قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قامَ
(4)
قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ
(5)
، ثُمَّ رَفَعَ، فَسَجَدَ وانْصَرَفَ، فقالَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذابِ القَبْرِ.
(1)
قوله: «ثم رفع» ليس في رواية ابن عساكر. «لا الحمرة إلى»
(2)
هكذا في نسخة عن أبي ذر، وفي روايته ورواية الأصيلي:«ثم قام» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «قِيامِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ» .
(5)
من قوله: «ثم قام قيامًا» إلى قوله: «الركوع الأول» ليس في نسخة. وبهامش اليونينية دون رقم مكانها: ثمَّ رفعَ فسجد، وانصرف (في رواية الأصيلي: فانصرف) فقال ما شاء الله أن يقول» مضروب على العبارة كلها وقالَ: كذا في الأصل وأصله. اهـ.
(8)
بابُ طُولِ السُّجُودِ في الْكُسُوفِ
1051 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو
(1)
أَنَّهُ قالَ: لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُودِيَ: إِنَّ الصَّلاةَ
(2)
جامِعَةٌ. فَرَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ في سَجْدَةٍ، ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ في سَجْدَةٍ، ثُمَّ
جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ
(3)
عن الشَّمْسِ. قالَ: وَقالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: ما سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كانَ أَطْوَلَ مِنْها.
(1)
في رواية أبي ذر: «عبد الله بن عُمَرَ» . وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيّ بدل أبي ذر. قال في الفتح في قوله: «عبد الله بن عُمَرَ» : وهو وهم.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَنِ الصلاةُ» ووضع علامة التَّخفيف على «أن» ، وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضاً.
(3)
في نسخة لأبي ذر: «حَتَّى جُلِّيَ» .
(9)
بابُ صَلاةِ الْكُسُوفِ جَماعَةً
وَصَلَّى ابنُ عَبَّاسٍ لَهُمْ
(1)
في صُفَّةِ زَمْزَمَ.
وَجَمَعَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ.
⦗ص: 545⦘
وَصَلَّى ابنُ عُمَرَ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وصلى لَهُمُ ابنُ عَبَّاسٍ» .
1052 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ، قالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، نَحْوًا مِنْ قِراءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قامَ قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقالَ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فاذْكُرُوا اللَّهَ» . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْناكَ تَناوَلْتَ
(3)
شَيْئًا في مَقامِكَ، ثُمَّ رَأَيْناكَ كَعْكَعْتَ
(4)
؟ قالَ
(5)
صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَناوَلْتُ
(6)
عُنْقُودًا، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ منه ما بَقِيَتِ الدُّنْيا، وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كاليَوْمِ
(7)
قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِها النِّساءَ». قالُوا: بِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «بِكُفْرِهِنَّ» . قِيلَ: يَكْفُرْنَ
(8)
بِاللَّهِ؟ قالَ: «يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إلى إِحْداهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ» .
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «النَّبيِّ» . كتبت بالحمرة، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضاً.
(2)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَناوَلُ» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«تَتَناوَلُ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَكَعْكَعْتَ» .
(5)
في نسخة لأبي ذر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وتناولتُ» (ن، و، ق).
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فلم أَنْظُرْ كاليَوْمِ» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَيَكْفُرُنَ» .
(10)
بابُ صَلاةِ النِّساءِ مَعَ الرِّجالِ في الْكُسُوفِ
1053 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن امْرَأَتِهِ فاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ:
عن أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّها قالَتْ: أَتَيْتُ عائشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذا النَّاسُ قِيامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذا
(1)
هِيَ قائمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: ما لِلنَّاسِ؟ فَأَشارَتْ بِيَدِها إلى السَّماءِ، وَقالَتْ: سُبْحانَ اللَّهِ. فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشارَتْ أَيْ
(2)
: نَعَمْ. قالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأسِي الماءَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ما مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لمَ أَرَهُ إِلَّا قَدْ
(3)
رَأَيْتُهُ في مَقامِي هَذا، حَتَّى الجَنَّةَ والنَّارَ، ولَقَدْ أُوِحيَ إِلَيَّ أَنَّكُمُ تُفْتَنونَ في القُبورِ مِثْلَ -أَو قَرِيبًا مِنْ- فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» لا أَدْرِي أَيَّتَهُما قالَتْ أَسْماءُ «يُؤتَى أَحَدُكُمْ فَيُقالُ لَهُ: ما عِلْمُكَ بِهَذا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤمِنُ -أَوِ: المُوقِنُ
(4)
، لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالَتْ
أَسْماءُ- فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَنا بِالبَيِّناتِ والهُدَى، فَأَجَبْنا وَآمَنَّا واتَّبَعْنا، فَيُقالُ لَهُ: نَمْ صالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا
(5)
. وَأَمَّا الْمُنافِقُ -أَوِ: الْمُرْتابُ، لا أَدْرِي أَيَّتَهُما
(6)
قالَتْ أَسْماءُ- فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ».
(1)
في نسخة لأبي ذر: «فَإِذا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «أَنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وَقَدْ» .
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «أَوْ قالَ المُوقِنُ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَمُؤمِنًا» .
(6)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «أَيَّهُما» .
(11)
بابُ مَنْ أَحَبَّ الْعِتاقَةَ
(1)
في كُسُوفِ الشَّمْسِ
(1)
هكذا في اليونينية بكسر العين في الترجمة وفي الحديث، وضبطت في (و، ق) بفتحها.
1054 -
حدَّثنا
(1)
رَبِيعُ بنُ يَحْيَى، قالَ: حدَّثنا زائِدَةُ، عن هِشامٍ، عن فاطِمَةَ:
⦗ص: 547⦘
عن أَسْماءَ، قالَتْ: لقد أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالعِتاقَةِ في كُسُوفِ الشَّمْسِ
(2)
.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر (ب، ص)، وفي رواية أخرى عنه ورواية ابن عساكر:«حدَّثني» ، وفي رواية الأصيلي:«وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «في الكُسُوفِ» .
(12)
بابُ صَلاةِ الْكُسُوفِ في الْمَسْجِدِ
1055 -
1056 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ
(1)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ يَهُودِيَّةً جاءَتْ تَسْأَلُها، فقالت: أَعاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذابِ القَبْرِ. فَسَأَلَتْ عائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُعَذَّبُ النَّاسُ في قُبُورِهِمْ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عائِذًا
(2)
بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكِ». ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ غَداةٍ مَرْكَبًا، فَكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرانَيِ الحُجَرِ، ثُمَّ قامَ فَصَلَّى، وَقامَ النَّاسُ وَراءَهُ، فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقامَ
(3)
قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ
(4)
سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ قامَ فَقامَ قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قامَ قِيامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ
(5)
، ثُمَّ سَجَدَ، وهو دُونَ السُّجُودِ الأَوَّلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذابِ القَبْرِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة لأبي ذر: «ابْنَةِ» .
(2)
في نسخة لأبي ذر: «عائِذٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقام» (ن)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى نسخة عنه.
(4)
في نسخة لأبي ذر: «ثم سَجَدَ» .
(5)
قوله: «ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول» ليس في رواية أبي ذر.
(13)
بابٌ: لا تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ
رَواهُ أَبُو بَكْرَةَ، والمُغِيرَةُ، وَأَبُو مُوسَى، وابنُ عَبَّاسٍ، وابنُ عُمَرَ رضي الله عنهم.
1057 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، عن إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ:
عن أَبِي مَسْعُودٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الشَّمْسُ والقَمَرُ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ
(2)
، وَلَكِنَّهُما
(3)
آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(4)
فَصَلُّوا».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ سعيد» .
(2)
قوله: «ولا لحياته» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولكنها» بالإفراد (ن، و، ق).
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«رَأَيْتُمُوها» .
1058 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ وَهِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطالَ القِراءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ
الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَأَطالَ القِراءَةَ، وَهيَ
(2)
دُونَ قِراءَتِهِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قامَ، فَصَنَعَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قامَ فَقالَ:«إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، وَلَكِنَّهُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ يُرِيهِما عِبادَهُ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فافْزَعُوا إلى الصَّلاةِ» .
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «النَّبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ: «وهو» .
(14)
بابُ الذِّكْرِ في الْكُسُوفِ
رَواهُ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
1059 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ، قالَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، قالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَزِعًا، يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى المَسْجِدَ، فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وَقالَ: «هَذِهِ الآياتُ الَّتِي
⦗ص: 549⦘
يُرْسِلُ اللَّهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ
(1)
عِبادَهُ، فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ
(2)
وَدُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [ق]: «بِها» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إلى ذِكْرِ اللهِ» .
(15)
بابُ الدُّعاءِ في الْخُسُوفِ
(1)
قالَهُ أَبُو مُوسَى وَعائِشَةُ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «فِي الكُسُوفِ» .
1060 -
حدَّثنا أَبُو الوَليِدِ، قالَ: حدَّثنا زائِدةُ، قالَ: حدَّثنا زِيادُ بنُ عِلاقَةَ
(1)
، قالَ:
سَمِعْتُ المُغِيرةَ بنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمسُ يَومَ ماتَ إِبْراهِيمُ، فقالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْراهِيمَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَياتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُما
(2)
فادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ
(3)
».
(1)
في رواية الأصيلي: «عَنْ زِيادِ بنِ عِلاقَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «رَأَيْتُمُوها» بالإفراد.
(3)
في رواية أبي ذر: «ينجلي» بالياء آخر الحروف.
(16)
بابُ
(1)
قَوْلِ الإِمامِ في خُطْبَةِ الْكُسُوفِ: أَمَّا بَعْدُ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
1061 -
وَقالَ أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: أخبَرَتْنِي فاطِمَةُ بِنْتُ المُنْذِرِ:
عن أَسْماءَ، قالَتْ: فانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ» .
(17)
بابُ الصَّلاةِ في كُسُوفِ الْقَمَرِ
1062 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عامِرٍ، عن شُعْبَةَ، عن يُونُسَ، عن الحَسَنِ:
عن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى
⦗ص: 550⦘
رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ غَيْلانَ» . وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضاً.
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
1063 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا يُونُسُ، عن الحَسَنِ:
عن أَبِي بَكْرَةَ، قالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَهُ حَتَّى انْتَهَى إلى المَسْجِدِ، وَثابَ النَّاسُ إِلَيْهِ
(2)
، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فانْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُما لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَإِذا
(3)
كانَ ذاكَ
(4)
فَصَلُّوا وادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ ما بِكُمْ». وَذاكَ
(5)
أَنَّ ابْنًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
ماتَ يُقالُ لَهُ: إِبْراهِيمُ، فقالَ النَّاسُ في ذاكَ
(6)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«النَّبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وثاب إليه الناسُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَإِذا» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذلك» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وذلك» .
(6)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «ذلك» .
(18)
بابُ الرَّكْعَةِ
(1)
الأُولَى في الْكُسُوفِ أَطْوَلُ
(2)
(1)
في (ص): «بابُ الركعةُ» ، وفي (ب):«بابٌ: الركعةُ» .
(2)
في نسخة لأبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «باب الرَّكعة في الكسوف تُطَوَّلُ» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي بَدَلَهُ:«بابُ صَبِّ المرأة على رأسِها الماءَ إذا أطالَ الإمامُ القيامَ في الركعة الأُولَى» . قال في الإرشاد: وقع في رواية أبي علي ابن شَبُّويه عن الفربري: أنه ذكر: باب صبِّ المرأة أوّلًا. وقال في الحاشية: ليس فيه حديث، ثم ذكر: باب الركعة الأولى أطول، وأورد فيه حديث عائشة هذا، وكذا في مستخرج الإسماعيلي. قال الحافظ ابن حجر: فعلى هذا فالذي وقع من صنيع شيوخ أبي ذر من اقتصار بعضهم على إحدى الترجمتين ليس بجيد؛ أما مَن اقتصر على الأولى -وهو المُستملي- فخطأ محض؛ إذ لا تعلق لها بحديث عائشة، وأما الآخران فمن حيث أنهما حذفا الترجمة أصلًا، وكأنهما استشكلاها فحذفاها. اهـ.
1064 -
حدَّثنا
(1)
مَحْمُودٌ
(2)
، قالَ: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن يَحْيَى، عن عَمْرَةَ:
⦗ص: 551⦘
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ في كُسُوفِ الشَّمْسِ أَرْبَعَ رَكَعاتٍ في سَجْدَتَيْنِ، الأَوَّلُ والأَوَّلُ
(3)
أَطْوَلُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بن غَيْلان» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضرب على الواو بالحمرة في متنها، وفي (ن، ص) ذكر أنَّ في رواية ابن عساكر والأصيلي وأبي ذر: «الأولى» ، ولم يخرج لموضعها، والذي في (و، ب) أنَّ روايتهم: «في سجدتين الأُوْلَى الأولُ أطولُ» .
(19)
بابُ الْجَهْرِ بِالْقِراءَةِ في الْكُسُوفِ
1065 -
1066 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مِهْرانَ، قالَ: حدَّثنا الوَلِيدُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا
(2)
ابنُ نَمِرٍ: سَمِعَ ابنَ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: جَهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في صَلاةِ الخُسُوفِ بِقِراءَتِهِ، فَإِذا فَرَغَ مِنْ قِراءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ، وَإِذا رَفَعَ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ» . ثُمَّ يُعاوِدُ القِراءَةَ في صَلاةِ الكُسُوفِ، أَرْبَعَ رَكَعاتٍ في رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَع سَجَداتٍ.
وَقالَ الأَوْزاعِيُّ وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ مُنادِيًا بِالصَّلاةِ جامِعَةً
(3)
، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ في رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَداتٍ.
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَمِرٍ: سَمِعَ ابنَ شِهابٍ، مِثْلَهُ، قالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ: ما صَنَعَ أَخُوكَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ، ما صَلَّى إِلَّا رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ الصُّبْحِ إِذْ صَلَّى بِالمَدِينَةِ! قالَ: أَجَلْ، إِنَّهُ
(4)
أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
تابَعَهُ سُفْيانُ بنُ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمانُ بنُ كَثِيرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، في الجَهْرِ.
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر زيادة: «بنُ مُسْلِم» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مناديًا: الصَّلاةُ جامعةٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالَ: مِنْ أجْلِ أنَّهُ» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ ما جاءَ فِي سُجُودِ القُرْآنِ وَسُنَّتِها
(2)
(1)
البسملة لم ترد في رواية أبي ذر، وفي روايته ورواية المُستملي زيادة:«أبوابُ سجود القرآن» .
(2)
في رواية الأصيلي: «وسُنَّتِهِ» .
1067 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا غُنْدَرُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ الأَسْوَدَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّجْمَ بِمَكَّةَ فَسَجَدَ فيها، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ شَيْخٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرابٍ فَرَفَعَهُ إلى جَبْهَتِهِ، وَقالَ: يَكْفِينِي هَذا. فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ
(1)
كافِرًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَرَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضاً خلافاً لما في (ب، ص) حيث نسبوا المثبت إلى رواية ابن عساكر. «لا الحمرة إلى»
(2)
بابُ سَجْدَةِ تَنْزِيلُِ السَّجْدَةُِ
1068 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الفَجْرِ: {الم تَنزِيلُ} السَّجْدَةَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «السجدةُ» بالرفع.
(3)
بابُ سَجْدَةِ {ص}
1069 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمانِ، قالا: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ:{ص} لَيْسَ مِنْ عَزائمِ السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فيها.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن زيد» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«وهو ابن زيد» .
(4)
بابُ سَجْدَةِ النَّجْمِ
قالَهُ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1070 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ بِها، فَما بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ القَومِ إِلَّا سَجَدَ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ كَفًّا مِنْ حَصًى أَو تُرابٍ، فَرَفَعَهُ إلى وَجْهِهِ، وَقالَ: يَكْفِينِي هَذا. فَلَقَدْ
(1)
رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كافِرًا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ» . كتبت بالحمرة.
(5)
بابُ سُجُودِ المُسْلِمِينَ مَعَ المُشْرِكِينَ
والمُشْرِكُ نَجِسٌ لَيْسَ لَهُ وُضُوءٌ.
وَكانَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَسْجُدُ عَلَى غَيْرِ
(1)
وُضُوءٍ.
(1)
لفظة: «غير» ثابتة في رواية أبي ذر. وبهامش اليونينية: حاشية على نسخة الأصيلي: في نسخةٍ لأبي ذر: وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء (زاد في ب، ص: وهو الصواب). اهـ.
1071 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ المُسْلِمُونَ والمُشْرِكُونَ، والجِنُّ والإِنْسُ.
وَرَواهُ
(1)
ابنُ طَهْمانَ
(2)
، عن أَيُّوبَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «رواه» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ونسخة لأبي الوقت: «إبراهيمُ بنُ طهمانَ» .
(6)
بابُ مَنْ قَرَأَ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَسْجُدْ
1072 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ داوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
يَزِيدُ بنُ خُصَيْفَةَ، عن ابنِ قُسَيْطٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ أَنَّهُ أخبَرَهُ:
⦗ص: 554⦘
أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بنَ ثابِتٍ رضي الله عنه، فَزَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {وَالنَّجْمِ} فَلَمْ يَسْجُدْ فيها.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
1073 -
حدَّثنا آدَمُ بنُ أَبِي إِياسٍ، قالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، قالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ قُسَيْطٍ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ:
عن زَيْدِ بنِ ثابِتٍ، قالَ: قَرَأْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {وَالنَّجْمِ} فَلَمْ يَسْجُدْ فيها.
1074 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ
(1)
وَمُعاذُ بنُ فَضالَةَ، قالا: أخبَرَنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
رَأَيْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَرَأَ: {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} فَسَجَدَ بِها
(2)
. فَقُلْتُ: يا أَبا هُرَيْرَةَ، أَلَمْ أَرَكَ تَسْجُدُ؟! قالَ: لَوْ لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ
(3)
لَمْ أَسْجُدْ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إبْراهِيمَ» .
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت (و، ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وروايةٍ أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«فِيها» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَجَدَ» .
(8)
بابُ مَنْ سَجَدَ لِسُجُودِ القارِئ
وَقالَ ابنُ مَسْعُودٍ لِتَمِيمِ بنِ حَذْلَمٍ، وهو غُلامٌ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَةً، فقالَ له
(1)
: اسْجُدْ، فَإِنَّكَ إِمامُنا فيها
(2)
.
(1)
لفظة: «له» ثابتة في متن (ن) وليست في باقي الأصول.
(2)
لفظة: «فيها» ثابتة في رواية الحَمُّويي وأبي ذر. وهذا التعليق بكامله ليس في رواية الأصيلي.
1075 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَيْنا السُّورَةَ فيها السَّجْدَةُ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ، حَتَّى ما يَجِدُ أَحَدُنا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ» .
(9)
بابُ ازْدِحامِ النَّاسِ إذا قَرَأَ الإِمامُ السَّجْدَةَ
1076 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ آدَمَ، قالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ، قالَ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ، فَنَزْدَحِمُ، حَتَّى ما يَجِدُ أَحَدُنا لِجَبْهَتِهِ مَوْضِعًا يَسْجُدُ عَلَيْهِ.
(10)
بابُ مَنْ رَأَى أَنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يُوجِبِ السُّجُودَ
وَقِيلَ لِعِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ: الرَّجُلُ يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَجْلِسْ لَها. قالَ:
أَرَأَيْتَ لَوْ قَعَدَ لَها؟! كَأَنَّهُ لا يُوجِبُهُ عَلَيْهِ.
وَقالَ سَلْمانُ: ما لِهَذا غَدَوْنا.
وَقالَ عُثْمانُ رضي الله عنه: إِنَّما السَّجْدَةُ على مَنِ اسْتَمَعَها.
وَقالَ الزُّهْرِيُّ: لا يَسْجُدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
(1)
طاهِرًا، فَإِذا سَجَدْتَ وَأَنْتَ فِي حَضَرٍ فاسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، فَإِنْ كُنْتَ راكِبًا فَلا عَلَيْكَ حَيْثُ كانَ وَجْهُكَ.
وَكانَ السَّائِبُ بنُ يَزِيدَ لا يَسْجُدُ لِسُجُودِ القاصِّ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لا تَسْجُدْ إلَّا أَنْ تَكُونَ» بتاء المخاطب.
1077 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا هِشامُ بنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني أَبُو بَكْرِ بنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عُثْمانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عن رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ -قالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكانَ رَبِيعَةُ مِنْ خِيارِ النَّاسِ- عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه: قَرَأَ يَوْمَ الجُمُعَةِ على المِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى إذا جاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ، وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إذا كانَتِ الجُمُعَةُ القابِلَةُ، قَرَأَ بِها، حَتَّى إذا جاءَ السَّجْدَةَ
(1)
، قالَ: يا أَيُّها النَّاسُ، إِنَّا
(2)
نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ. وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رضي الله عنه.
وَزادَ نافِعٌ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ
(3)
السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشاءَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «جاءَتِ السَجْدَةُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «إنَّما» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «عَلَيْنا» .
(11)
بابُ مَنْ قَرَأَ السَّجْدَةَ فِي الصَّلاةِ فَسَجَدَ بِها
(1)
(1)
لفظة: «بها» ليست في رواية الأصيلي.
1078 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي
(1)
، قالَ: حدَّثني بَكْرٌ، عن أَبِي رافِعٍ، قالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ:{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: ما هَذِهِ؟! قالَ: سَجَدْتُ بها خَلْفَ أَبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَلا أَزالُ أَسْجُدُ فيها حَتَّى أَلْقاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني أبي» .
(12)
بابُ مَنْ لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا لِلسُّجُودِ
(1)
مِنَ الزِّحامِ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «مَعَ الإِمامِ» .
1079 -
حدَّثنا صَدَقَةُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا يَحْيَى
(2)
، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ السُّورَةَ الَّتِي فيها السَّجْدَةُ، فَيَسْجُدُ
(3)
وَنَسْجُدُ
(4)
، حَتَّى ما يَجِدُ أَحَدُنا مَكانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ الفَضْل» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن سعيد» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن سعيد» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «مَعَهُ» .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ ما جاءَ فِي التَّقْصِيرِ، وَكَمْ يُقِيمُ حَتَّى يقصرَ
(2)
؟
(1)
البسملة لم ترد في رواية أبي ذر، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة:«أبوابُ التَّقْصِيرِ» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«أَبوابُ تَقْصِيرِ الصَّلاةِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «يُقَصِّرَ» و «يَقْصُرَ» .
1080 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن عاصِمٍ وَحُصَيْنٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: أَقامَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم تِسْعَةَ عَشَرَ يَقْصُرُ
(2)
، فَنَحْنُ إذا سافَرْنا تِسْعَةَ عَشَرَ قَصَرْنا، وَإِنْ زِدْنا أَتْمَمْنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(2)
بهامش اليونينية: بخط اليونيني: يُقَصِّر بضم الياء وتشديد الصاد عند الحافظ (في ب: شيخنا، وجمعهما في ص) المنذري. اهـ.
1081 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أَبِي إِسْحاقَ:
قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يقولُ: خَرَجْنا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ المَدِينَةِ إلى مَكَّةَ، فَكانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعْنا إلى المَدِينَةِ. قُلْتُ: أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ شَيْئًا؟ قالَ: أَقَمْنا بها عَشْرًا.
(2)
بابُ الصَّلاةِ بِمِنًى
1082 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني
نافِعٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه
(1)
، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعَ عُثْمانَ صَدْرًا مِنْ إِمارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّها.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما» .
1083 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ، قالَ: حدَّثنا
(1)
شُعْبَةُ: أَنْبَأَنا أَبُو إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ حارِثَةَ بنَ وَهْبٍ، قالَ: صَلَّى بِنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آمَنَ ما كانَ
(2)
بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي: «ما كانت» .
1084 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ
(2)
، عن الأَعْمَشِ، قالَ: حدَّثنا
(3)
إِبْراهِيمُ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيدَ يَقُولُ: صَلَّى بِنا عُثْمانُ بنُ عَفَّانَ رضي الله عنه بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، فَقِيلَ ذَلِكَ
(4)
لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ
(5)
رضي الله عنه بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه بِمِنًى
(6)
رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعاتٍ رَكْعَتانِ
(7)
مُتَقَبَّلَتانِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ سعيدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زيادٍ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«حدَّثني» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «في ذلك» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الصدِّيق» .
(6)
بهامش اليونينية: سقط «بمنى» عند أبي ذر في الأصل وثبت في نسخة خارج الأصل.
(7)
في رواية الأصيلي: «مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتانِ» .
(3)
بابٌ: كَمْ أَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ؟
1085 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي العالِيَةِ البَرَّاءِ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ لِصُبْحِ رابِعَةٍ، يُلَبُّونَ بِالحَجِّ،
⦗ص: 559⦘
فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوها عُمْرَةً، إِلَّا مَنْ
(1)
مَعَهُ الهَدْيُ
(2)
.
تابَعَهُ عَطاءٌ، عن جابِرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «كانَ» .
(2)
ضرب على «ال» التعريف في متن اليونينية، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«هَدْيٌ» . كتبت بالحمرة.
(4)
بابٌ: فِي كَمْ تقصرُ الصَّلاة
(1)
؟
وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَلَيْلَةً: سَفَرًا
(2)
.
وَكانَ ابنُ عُمَرَ وابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم يَقْصُرانِ وَيُفْطِرانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، وَهْيَ
(3)
سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا
(4)
.
(1)
ضُبطت في (ن، ق) بضبطين: «يقْصُرُ الصلاةَ» و «تُقْصَرُ الصلاةُ» دون عزو، وعزا في (ب، ص): «تُقَصَّرُ الصلاةُ» إلى رواية الأصيلي، و «تُقْصَرُ الصلاةُ» إلى رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعزا هذه الأخيرة في (و) إلى رواية الأصيلي، وهو موافق لما في الإرشاد، قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «السَّفَرَ يومًا وليلة» (ب، ص)، وهو المثبت في متن (و، ق) دون عزو.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وهو» .
(4)
قوله: «وهي ستة عشر فرسخًا» ليس في رواية ابن عساكر.
1086 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ إِبراهِيمَ الحَنْظَليُّ
(1)
، قالَ: قُلتُ لأَبِي أُسامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُسافِرِ المَرْأَةُ ثَلاثَةَ
(2)
أَيَّامٍ
(3)
إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ».
(1)
قوله: «بن إبراهيم الحنظلي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي. «لا الحمرة إلى»
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية [صع] والأصيلي: «ثلاثًا» دونَ ذِكرِ معدودٍ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ» .
1087 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ
(1)
:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُسافِرِ المَرْأَةُ ثَلاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ
(2)
».
تابَعَهُ أَحْمَدُ، عن ابنِ المُبارَكِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَني نافعٌ» .
(2)
قوله: «مع ذي محرم» كتب بالحمرة في متن اليونينية، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«معها ذو مَحرمٍ» . قارن بما في السلطانية.
1088 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، قالَ: حدَّثنا
(1)
سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَها حُرْمَةٌ» .
تابَعَهُ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ وَسُهَيْلٌ وَمالِكٌ، عن المَقْبُرِيِّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «عن النَّبيِّ» .
(5)
بابٌ: يَقْصُرُ إذا خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ
وَخَرَجَ عَلِيٌّ
(1)
عليه السلام فَقَصَرَ وهو يَرَى البُيُوتَ، فَلَمَّا رَجَعَ قِيلَ لَهُ
(2)
: هَذِهِ الكُوفَةُ. قالَ: لا، حَتَّى نَدْخُلَها.
1089 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ:
حدَّثنا سُفْيانُ، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ وَإِبْراهِيمَ بنِ مَيْسَرَةَ:
⦗ص: 561⦘
عن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي
(3)
الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» . وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «والعَصْرَ بِذِي» .
1090 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: الصَّلاةُ
(1)
أَوَّلُ ما فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ
(2)
، فَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ، وَأُتِمَّتْ صَلاةُ الحَضَرِ. قالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: ما
(3)
بالُ عائِشَةَ تُتِمُّ؟ قالَ: تَأَوَّلَتْ ما تَأَوَّلَ عُثْمانُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «الصَّلَواتُ» بصيغة الجمع.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَكْعَتانِ» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فما» .
(6)
بابٌ: يُصَلِّي المَغْرِبَ
(1)
ثَلاثًا فِي السَّفَرِ
(1)
في رواية أبي ذر: «تُصَلى المَغْرِبُ» .
1091 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ، يُؤَخِّرُ المَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَها وَبَيْنَ العِشاءِ. قالَ سالِمٌ: وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
يَفْعَلُهُ إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
1092 -
وَزادَ اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ سالِمٌ:
كانَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ بِالمُزْدَلِفَةِ. قالَ سالِمٌ: وَأَخَّرَ ابنُ عُمَرَ المَغْرِبَ، وَكانَ اسْتُصْرِخَ على امْرَأَتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاةُ
(1)
، فقالَ: سِرْ.
⦗ص: 562⦘
فَقُلْتُ
(2)
: الصَّلاةَُ. فقالَ: سِرْ. حَتَّى سارَ مِيلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ قالَ: هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ
(4)
المَغْرِبَ فَيُصَلِّيها ثَلاثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّما يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ العِشاءَ، فَيُصَلِّيَها رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَلا يُسَبِّحُ بَعْدَ العِشاءِ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الصَّلاةَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «رسولَ اللهِ» .
(4)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «يُقِيمُ» ، وفي رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ:«يُعْتِمُ» .
(7)
بابُ صَلاةِ التَّطَوُّعِ على الدَّوابِّ
(1)
وَحَيْثُما
(2)
تَوَجَّهَتْ بِهِ
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «على الدَّابَّةِ» بالإفراد.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حيثما» بإسقاط الواو (ب، ص).
(3)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر.
1093 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، قالَ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عامِرٍ
(1)
:
عن أَبِيهِ، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على راحِلَتِهِ حَيْثُ
(2)
تَوَجَّهَتْ بِهِ.
(1)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية غير أبي ذر: «حيثما» . كتبت بالحمرة.
1094 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ وهو راكِبٌ فِي غَيْرِ القِبْلَةِ.
1095 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، قالَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ، قالَ:
وَكانَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي على راحِلَتِهِ، وَيُوتِرُ عَلَيْها، وَيُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُهُ.
(8)
بابُ الإِيماءِ على الدَّابَّةِ
1096 -
حدَّثنا مُوسَى
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُسلِمِ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ دِينارٍ:
قالَ: كانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي فِي السَّفرِ على راحِلَتِهِ أَيْنَما تَوَجَّهَتْ
(2)
يُومِئُ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إسماعيل» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِهِ» .
(9)
بابٌ: يَنْزِلُ لِلْمَكْتُوبَةِ
1097 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ:
أَنَّ عامِرَ بنَ رَبِيعَةَ أخبَرَهُ، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وهو على الرَّاحِلَةِ يُسَبِّحُ، يُومِئُ بِرَأسِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الصَّلاةِ
(2)
المَكْتُوبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فِي صَلاةِ» .
1098 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: قالَ سالِمٌ: كانَ عَبْدُ اللَّهِ
(1)
⦗ص: 564⦘
يُصَلِّي على دابَّتِهِ مِنَ اللَّيْلِ وهو مُسافِرٌ، ما يُبالِي حَيْثُ ما كانَ
(2)
وَجْهُهُ. قالَ ابنُ عُمَرَ: وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ على الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْها، غَيْرَ أَنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْها المَكْتُوبَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ عمرَ رضي الله عنهما» .
(2)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر وأبي ذر (ب، ص)، وفي أخرى لأبي ذر وابن عساكر ورواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حَيثُ كانَ» (ن، و، ق).
1099 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ ثَوْبانَ، قالَ:
حدَّثني جابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي على راحِلَتِهِ نَحْوَ المَشْرِقِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يُصَلِّيَ المَكْتُوبَةَ نَزَلَ فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ.
(10)
بابُ صَلاةِ التَّطَوُّعِ على الحِمارِ
1100 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثنا حَبَّانُ، قالَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، قالَ: حدَّثنا أَنسُ بنُ سِيرِينَ، قالَ:
اسْتَقْبَلْنا أَنَسًا
(1)
حِينَ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ، فَلَقِيناهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي على حِمارٍ
(2)
وَوَجْهُهُ مِنْ ذا الجانِبِ -يَعْنِي عن يَسارِ القِبْلَةِ- فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ القِبْلَةِ! فقالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ
(3)
لَمْ أَفْعَلْهُ.
رَواهُ ابنُ طَهْمانَ
(4)
، عن حَجَّاجٍ، عن أَنَسِ بنِ سِيرِينَ، عن أَنَسٍ
(5)
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنَ مالِكٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «على الحِمارِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَفْعَلُهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «إبْراهِيمُ بنُ طَهْمانَ» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(11)
بابُ مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ فِي السَّفَرِ دُبُرَ الصَّلاةِ
(1)
وَقَبْلَها
(2)
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «الصلوات» بالجمع.
(2)
قوله: «وقبلها» ثابت في رواية الحَمُّويي، وقوله:«دُبُرَ الصَّلَاةِ وَقَبْلَها» ليس في رواية ابن عساكر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1101 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني
(1)
ابنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّ حَفْصَ بنَ عاصِمٍ حَدَّثَهُ، قالَ:
سافَرَ ابنُ عُمَرَ
(2)
رضي الله عنهما فقالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ، وَقالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(3)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَأَلْتُ ابنَ عُمَرَ» .
(3)
بضم الهمزة قرأ عاصم، وبكسرها قرأ الباقون.
1102 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عِيسَى بنِ حَفْصِ بنِ عاصِمٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
أَنَّهُ سَمِعَ ابنَ عُمَرَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ لا يَزِيدُ فِي السَّفَرِ على رَكْعَتَيْنِ، وَأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ كَذَلِكَ رضي الله عنهم.
(12)
بابُ مَنْ تَطَوَّعَ فِي السَّفَرِ، فِي غَيْرِ دُبُرِ الصَّلَواتِ وَقَبْلَها
(1)
وَرَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَي الفَجْرِ فِي السَّفَرِ
(2)
.
(1)
قوله: «في غير دُبُرِ الصَّلَواتِ وقَبْلَها» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر: «وركع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في السفر ركعتي الفجر» .
1103 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو
(1)
، عن ابنِ أَبِي لَيْلَى، قالَ:
⦗ص: 566⦘
ما أَنْبَأَ
(2)
أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
صَلَّى الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هانِئ، ذَكَرَتْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِها، فَصَلَّى ثَمان
(3)
رَكَعاتٍ، فَما رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلاةً أَخَفَّ منها، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مُرَّةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ما أخبَرَنا» .
(3)
بهامش (ب): كذا نون «ثمان» عليها فتحة وكسرة في اليونينية. اهـ. وفي رواية أبي ذر: «ثَمانِيَ» .
1104 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بنُ عامِرٍ
(1)
:
أَنَّ أَباهُ أخبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى السُّبْحَةَ بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ، على ظَهْرِ راحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ونسخة من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ رَبِيعَةَ» .
(2)
لفظة: «به» صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي ليست في رواية الأصيلي.
1105 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني
(1)
سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُسَبِّحُ على ظَهْرِ راحِلَتِهِ حَيْثُ كانَ وَجْهُهُ، يُومِئُ بِرَأسِهِ. وَكانَ ابنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا» .
(13)
بابُ الجَمْعِ فِي السَّفَرِ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ
1106 -
حدَّثنا عَليُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عن سالمٍ:
عَن أَبِيهِ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بينَ المَغْرِبِ والعِشاءِ إذا جَدَّ بِهِ السَّيرُ.
1107 -
1108 - وَقالَ إِبْراهِيمُ بنُ طَهْمانَ: عن الحُسَيْنِ
(1)
المُعَلِّمِ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ:
⦗ص: 567⦘
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاةِ الظُّهْرِ والعَصْرِ إذا كانَ على ظَهْرِ سَيْرٍ
(2)
، وَيَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ.
- وَعَنْ حُسَيْنٍ، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن حَفْصِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَنَسٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاةِ المَغْرِبِ والعِشاءِ فِي السَّفَرِ. (1110)
وَتابَعَهُ
(3)
عَلِيُّ بنُ المُبارَكِ وَحَرْبٌ
(4)
، عن يَحْيَى، عن حَفْصٍ، عن أَنَسٍ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عنْ حُسَيْنٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «على ظَهْرٍ يَسِيرُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تابَعَه» .
(4)
قوله: «وحَرْبٌ» ليس في رواية أبي ذر.
(14)
بابٌ: هَلْ يُؤَذِّنُ أَوْ يُقِيمُ إذا جَمَعَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ؟
1109 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ صَلاةَ المَغْرِبِ، حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَها وَبَيْنَ العِشاءِ. قالَ سالِمٌ: وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ
(1)
يَفْعَلُهُ إذا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ، وَيُقِيمُ
(2)
المَغْرِبَ فَيُصَلِّيها ثَلاثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّما يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ العِشاءَ، فَيُصَلِّيها رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَلا يُسَبِّحُ بَيْنَها
(3)
بِرَكْعَةٍ، وَلا بَعْدَ العِشاءِ بِسَجْدَةٍ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «يُقيمُ» بإسقاط الواو.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بينهما» .
1110 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا
(2)
عَبْدُ الصَّمَدِ
(3)
: حدَّثنا حَرْبٌ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: حدَّثني حَفْصُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَنَسٍ:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ هاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ فِي السَّفَرِ. يَعْنِي: المَغْرِبَ والعِشاءَ.
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عبد الوارث» .
(15)
بابٌ: يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إلى العَصْرِ إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ
فِيهِ ابنُ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1111 -
حدَّثنا حَسَّانُ الواسِطِيُّ
قالَ: حدَّثنا المُفَضَّلُ بنُ فَضالَةَ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إلى وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُما، وَإِذا زاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.
(16)
بابٌ: إذا ارْتَحَلَ بَعْدَما زاغَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ
1112 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا المُفَضَّلُ بنُ فَضالَةَ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إلى وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُما، فَإِنْ
(3)
زاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ، صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ سعيدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِذا» .
(17)
بابُ صَلاةِ القاعِدِ
1113 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ
(1)
، عن مالِكٍ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 569⦘
عن عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وهو شاكٍ
(2)
، فَصَلَّى جالِسًا، وَصَلَّى وَراءَهُ قَوْمٌ قِيامًا، فَأَشارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا» .
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «شاكِي» .
1114 -
حدَّثنا أَبُو نُعِيمٍ، قالَ: حدَّثنا ابنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ:
عَن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: سَقَطَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن
(2)
فَرَسٍ، فَخُدِشَ -أَوْ: فَجُحِشَ- شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَدَخَلْنا عَلَيْهِ نَعُودُهُ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى قاعِدًا فَصَلَّيْنا قُعُودًا، وَقالَ: «إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا، وَإِذا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنا
(3)
وَلَكَ الحَمْدُ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بن مالك» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر: «عَنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اللَّهُمَّ رَبَّنا» .
1115 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ مَنْصُورٍ، قالَ: أخبَرَنا رَوْحُ بنُ عُبادَةَ: أخبَرَنا حُسَيْنٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ، عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَأَلَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -أَخْبَرَنا إِسْحاقُ
(1)
، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ: حدَّثنا الحُسَيْنُ، عن أَبِي بُرَيْدَةَ
(2)
:
حدَّثني عِمْرانُ بنُ حُصَيْنٍ
(3)
وَكانَ مَبْسُورًا، قالَ: سَأَلْتُ
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن صَلاةِ الرَّجُلِ قاعِدًا، فقالَ: «إِنْ صَلَّى قائِمًا فهو أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القائمِ، وَمَنْ
⦗ص: 570⦘
صَلَّى نائمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القاعِدِ».
(1)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي ونسخة عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وحدَّثنا إِسْحاقُ» ، وفي رواية ابن عساكر:«وحدَّثني إِسْحاقُ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ ونسخة عن المُستملي:«وزاد إسحاقُ» .
(2)
ضبَّب على: «أبي» في اليونينية، وبهامشها:«صوابه: ابن بُريدة» .
(3)
في (ن): «عن عِمْران بن حُصَين» ، وفي رواية أبي ذر:«عمران بن الحُصَيْنِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ونسخة من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَنه سَأَلَ» .
(18)
بابُ صَلاةِ القاعِدِ بِالإِيماءِ
1116 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، قالَ: حدَّثنا حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ:
أَنَّ عِمْرانَ بنَ حُصَيْنٍ، وَكانَ رَجُلًا مَبْسُورًا، وَقالَ أَبُو مَعْمَرٍ مَرَّةً: عن عِمْرانَ
(1)
، قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن صَلاةِ الرَّجُلِ وهو قاعِدٌ، فقالَ:«مَنْ صَلَّى قائِمًا فهو أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القائمِ، وَمَنْ صَلَّى نائمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القاعِدِ» .
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نائمًا عِنْدِي
مُضْطَجِعًا هاهُنا
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِِ حُصَيْنٍ» .
(2)
قوله: «قال أبو عبد الله: نائمًا عندي مضطجعًا هاهنا» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(19)
بابٌ: إذا لَمْ يُطِقْ قاعِدًا صَلَّى على جَنْبٍ
وَقالَ عَطاءٌ: إِنْ
(1)
لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَوَّلَ إلى القِبْلَةِ صَلَّى حَيْثُ كانَ وَجْهُهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إذا» .
1117 -
حدَّثنا عَبْدانُ، عن عَبْدِ اللَّهِ، عن إِبْراهِيمَ بنِ طَهْمانَ، قالَ: حدَّثني الحُسَيْنُ المُكْتِبُ
(1)
، عن ابنِ بُرَيْدَةَ:
عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَتْ بِي بَواسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاةِ، فقالَ:«صَلِّ قائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «المُكَتِّبُ» ، وفي (ب، ص): بهامش اليونينية: قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: الحسين المكْتِب بسكون الكاف. اهـ.
(20)
بابٌ: إذا صَلَّى قاعِدًا، ثُمَّ صَحَّ، أَوْ وَجَدَ خِفَّةً، تَمَّمَ
(1)
ما بَقِيَ
وَقالَ الحَسَنُ: إِنْ شاءَ المَرِيضُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قائِمًا وَرَكْعَتَيْنِ قاعِدًا
(2)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «يُتَمِّمُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«يُتِمُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «صلَّى ركعتين قاعدًا وركعتين قائِمًا» .
1118 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها أُمِّ المُؤمِنِينَ، أَنَّها أخبَرَتْهُ: أَنَّها لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاةَ اللَّيْلِ قاعِدًا قَطُّ حَتَّى أَسَنَّ، فَكانَ يَقْرَأُ قاعِدًا، حَتَّى إذا أَرادَ أَنْ يَرْكَعَ قامَ، فَقَرَأَ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِينَ آيَةً
(1)
أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، ثُمَّ رَكَعَ
(2)
.
(1)
لفظة: «آية» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت
(2)
في رواية أبي ذر: «ثُمَّ يَرْكَعُ» .
1119 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبدِ اللهِ بنِ يَزِيدَ وأَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَن عائِشةَ أُمِّ المؤمِنِينَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي جالِسًا، فَيَقْرَأُ وهو جالِسٌ، فَإِذا بَقِيَ مِنْ قِراءَتِهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ
(1)
أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قامَ، فَقَرَأَها وهو قائِمٌ، ثُمَّ يَرْكَعُ
(2)
، ثُمَّ سَجَدَ، يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذا قَضَى صَلاتَهُ نَظَرَ: فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نائمَةً اضْطَجَعَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «آيةً» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثم ركع» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ
(2)
، وَقَوْله عز وجل:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} [الإسراء: 79]
(3)
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «مِنَ اللَّيْلِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «اسْهَرْ بِهِ» ، ولفظة:«قوله» هكذا ضبطت في (ص)، وضُبطت في (و) بالرفع، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
1120 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ، عن طاوُوسٍ:
سَمِعَ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّماواتِ والأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ
(1)
السَّمواتِ والأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ نُورُ
(2)
السَّمَواتِ والأَرْضِ
(3)
ولكَ الحَمْدُ، أَنْتَ الحقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ
(4)
حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»، أَوْ:«لا إِلَهَ غَيْرُكَ» .
قالَ سُفْيانُ: وَزادَ عَبْدُ الكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ: «وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .
⦗ص: 573⦘
قالَ سُفْيانُ
(5)
: قالَ سُلَيْمانُ بنُ أَبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ
(6)
مِنْ طاوُوسٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَنْتَ مَلِكُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْتَ نُورُ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وَمَنْ فِيهِنَّ» ، وذكر في (ب، ص) أنَّ في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «ولك الحمد أنت مَلِكُ السماوات» .
(4)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وقال عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: قالَ سُفْيانُ» . قال في الإرشاد: وليس ابن خَشْرَم من شيوخ المؤلف؛ نعم هو من شيوخ الفربري، فالظاهر أنه من روايته عنه.
(6)
في رواية الأصيلي: «سَمِعْتُهُ» .
(2)
بابُ فَضْلِ قِيامِ اللَّيْلِ
1121 -
1122 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ.
وحدثني مَحْمُودٌ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ الرَّجُلُ فِي حَياةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذا رَأَى رُؤْيا قَصَّها على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى
(1)
رُؤْيا، فَأَقُصَّها
(2)
على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلامًا شابًّا، وَكُنْتُ أَنامُ فِي المَسْجِدِ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذانِي فَذَهَبا بِي إلى النَّارِ، فَإِذا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئرِ، وَإِذا لَها قَرْنانِ، وَإِذا فيها أُناسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، قالَ: فَلَقِيَنا مَلَكٌ آخَرُ، فقالَ لِي: لَمْ تُرَعْ. فَقَصَصْتُها على حَفْصَةَ، فَقَصَّتْها حَفْصَةُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» . فَكانَ
(4)
بَعْدُ لا يَنامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنِّي أَرَى» .
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«أَقُصُّها» . بإسقاط الفاء وبالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَكانَ» .
(3)
بابُ طُولِ السُّجُودِ فِي قِيامِ اللَّيْلِ
1123 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني
(2)
عُرْوَةُ:
⦗ص: 574⦘
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كانَتْ تلكَ صَلاتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ على شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَأتِيَهُ المُنادِي لِلصَّلاةِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «حدَّثني» .
(4)
بابُ تَرْكِ القِيامِ لِلْمَرِيضِ
1124 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ.
1125 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن الأَسْوَدِ بنِ قَيْسٍ:
عن جُنْدَبِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم على
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطانُهُ، فَنَزَلَتْ:{وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عَنِ» .
(5)
بابُ تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على صَلاةِ
(1)
اللَّيْلِ والنَّوافِلِ مِنْ غَيْرِ إِيجابٍ
وَطَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاطِمَةَ وَعَلِيًّا عليهما السلام لَيْلَةً لِلصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «عَلَى قِيامِ» .
1126 -
حدَّثنا ابنُ مُقاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن هِنْدِ بِنْتِ الحارِثِ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً، فقالَ: «سُبْحانَ اللَّهِ، ماذا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ
(3)
؟! ماذا أُنْزِلَ
(4)
مِنَ الخَزائِنِ؟! مَنْ يُوقِظُ صَواحِبَ الحُجُراتِ؟ يا رُبَّ
كاسِيَةٍ فِي الدُّنْيا
⦗ص: 575⦘
عارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «من الفِتَنِ» .
(4)
في رواية الأصيلي: «نَزَلَ» .
1127 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَلِيُّ بنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طالِبٍ أخبَرَهُ: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفاطِمَةَ بنتَ النَّبِيِّ عليه السلام لَيْلَةً، فقالَ:«أَلا تُصَلِّيانِ؟!» فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذا شاءَ أَنْ يَبْعَثَنا بَعَثَنا. فانْصَرَفَ حِينَ قُلْنا
(1)
ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وهو مُوَلٍّ، يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وهو يَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54].
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قُلْتُ» .
1128 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: إِنْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العَمَلَ، وهو يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَما سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لأُسَبِّحُها
(1)
.
(1)
هكذا في روايةٍ للأصيلي، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وروايةٍ أخرى عن الأصيلي:«لَأَسْتَحِبُّها» .
1129 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ:
عن عائشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى ذاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاتِهِ ناسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ
(1)
، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ:«قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» . وَذَلِكَ فِي رَمَضانَ.
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «مِن القابِلِ» .
(6)
بابُ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حتَّى تَرِمَ قَدَماهُ
(1)
وَقالَتْ عائشَةُ رضي الله عنها: حَتَّى تَفَطَّرَ
(2)
قَدَماهُ.
والفُطُورُ
(3)
الشُّقُوقُ. {انفَطَرَتْ} [الانفطار: 1]: انْشَقَّتْ.
(1)
قوله: «حتى ترم قدماه» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ونسخة له عن الحَمُّويي والمُستملي، ورواية الأصيلي:«بابُ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الليلَ» ، وفي روايةٍ لأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ونسخةٍ له عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بابُ قيامِ الليلِ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ، ولفظة:«الليل» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانَ يَقُومُ حتى تَفَطَّرَ» (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«قامَ حَتَّى تَفَطَّرَ» ، وفي رواية الأصيلي:«قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَتَفَطَّرُ» بالرفع على معنى الحال، وضبط راء «تتفطر» بالفتح في الإرشاد.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الفُطُورُ» بإسقاط الواو.
1130 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ المُغِيرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ
(1)
حَتَّى تَرِمُ
(2)
قَدَماهُ -أَوْ: ساقاهُ- فَيُقالُ لَهُ، فَيَقُولُ:«أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَوْ لَيُصَلِّي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
بابُ مَنْ نامَ عِنْدَ السَّحَرِ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «السَّحُورِ» .
1131 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ دِينارٍ: أَنَّ عَمْرَو بنَ أَوْسٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إلى اللَّهِ صَلاةُ داوُدَ عليه السلام، وَأَحَبُّ الصِّيامِ إلى اللَّهِ صِيامُ
(1)
داوُدَ، وَكانَ يَنامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا».
(1)
في رواية [ق]: «وأَحبُّ الصَّومِ إلى اللهِ صَوْمُ» .
1132 -
حدثني
(1)
عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَشْعَثَ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قالَ:
سَأَلْتُ عائشَةَ رضي الله عنها: أَيُّ العَمَلِ كانَ أَحَبَّ إلى النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم؟ قالَتِ: الدَّائِمُ. قُلْتُ: مَتَى كانَ يَقُومُ؟ قالَتْ: يَقُومُ
(3)
إذا سَمِعَ الصَّارِخَ.
-حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ
(4)
، قالَ: أخبَرَنا أَبُو
الأَحْوَصِ، عن الأَشْعَثِ، قالَ: إذا سَمِعَ الصَّارِخَ قامَ فَصَلَّى.
(5)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «رَسُولِ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كانَ يَقُومُ» .
(4)
قوله: «بْنُ سَلامٍ» ليس في رواية الأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وفي (ب) أنه وقع في رواية ابن عساكر:«محمد بن سالم» مضبَّب عليها، وذكرها في (ص) دون عزو، وبهامش (ب): كذا في اليونينية؛ ووقع عند السرخسي [هو الحَمُّويي]: «محمد بن سالم» بتقديم الألف على اللام، ونسبوه إلى السهو؛ لأنَّه ليس في شيوخ البخاري: محمد بن سالم. اهـ.
(5)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الخامس، زاد في (ن): من أصل أصله.
1133 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: ذَكَرَ أَبِي، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نائمًا. تَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(8)
بابُ مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ
(1)
يَنَمْ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَلَمْ» .
(2)
في رواية المُستملي والحَمُّويي: «باب مَن تَسَحَّرَ فلم ينم ثمَّ قامَ إلى الصلاة» (ن، و)، وخرَّج لروايتيهما في (ب) بما يقتضي أنَّ قوله:«فلم ينم» ليس عندهما.
1134 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثنا رَوْحٌ، قالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ
(1)
، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَزَيْدَ بنَ ثابِتٍ رضي الله عنه تَسَحَّرا، فَلَمَّا فَرَغا مِنْ
⦗ص: 578⦘
سَحُورِهِما قامَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاةِ فَصَلَّى. قُلْنا
(2)
لأَنَسٍ: كَمْ كانَ بَيْنَ فَراغِهِما مِنْ سَحُورِهِما وَدُخُولِهِما فِي الصَّلاةِ؟ قالَ: كَقَدْرِ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي عَرُوبَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقُلْنا» .
(9)
بابُ طُولِ القِيامِ فِي صَلاةِ اللَّيْلِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابُ القِيامِ في صَلاةِ اللَّيْل» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«بابُ طُولِ الصَّلاةِ في قِيامِ اللَّيْلِ» .
1135 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائِلٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَلَمْ يَزَلْ قائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ. قُلْنا: وَما
(1)
هَمَمْتَ؟ قالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما» .
1136 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ، قالَ: حدَّثنا خالِدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن حُصَيْنٍ، عن أَبِي وائِلٍ:
عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قامَ لِلتَّهَجُّدِ مِنَ اللَّيْلِ، يَشُوصُ فاهُ بِالسِّواكِ.
(10)
بابٌ: كَيْفَ كانَ صَلاةُ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم؟ وَكَمْ
(1)
كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ؟
(2)
(1)
في رواية [ق]: «وكَيْفَ» .
(2)
في روايةٍ لأبي ذر: «بابٌ: كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ وكَيْفَ (هكذا في روايته عن الحَمُّويي والمُستملي، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: وَكَم) كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى لأبي ذر:«بابٌ: كَيْفَ صَلاةُ الليل وكيفَ صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَمْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بالليل» ، وفي رواية ابن عساكر:«بابٌ: كَيْفَ كانَ صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَمْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي باللَّيْلِ» ، والبابُ والترجمةُ ليسا في روايةٍ للأصيلي، وفي أخرى عنه:«كَيْفَ صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَمْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» .
1137 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ، قالَ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني
(1)
سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 579⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: إِنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ:«مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِواحِدَةٍ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
1138 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني أَبُو جَمْرَةَ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ
(1)
صَلاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً. يَعْنِي بِاللَّيْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «كانَتْ» .
1139 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ، قالَ: حدَّثنا
(2)
عُبَيْدُ اللَّهِ
(3)
، قالَ: أخبَرَنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:
سَأَلْتُ عائشةَ رضي الله عنها عن صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ، فقالت: سَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ.
(1)
هكذا في رواية الأصيلي (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن موسى» .
1140 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ، عن القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، منها الوِتْرُ وَرَكْعَتا
الفَجْرِ.
(11)
بابُ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ
(1)
وَنَوْمِهِ، وَما نُسِخَ مِنْ قِيامِ اللَّيْلِ
وَقَوْله
(2)
تَعالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوُ
(3)
انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا.
⦗ص: 580⦘
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ
(4)
اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا
(5)
وَأَقْوَمُ قِيلًا. إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 1 - 7] وَقَوْلُهُ: {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20].
قالَ
(6)
ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: نَشَأَ: قامَ بِالحَبَشِيَّةِ. {وِطَاءً} قالَ: مُواطَأَةَ القُرْآنِ
(7)
، أَشَدُّ مُوافَقَةً لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ. {لِّيُوَاطِؤُواْ} [التوبة: 37]: لِيُوافِقُوا.
(1)
في رواية أبي ذر: «من الليل» (ن، ق)، وجعلوا في (و، ب، ص) تخريجَ زيادة «مِن» في رواية أبي ذر عند قوله: «ونومه» وهو موافق لما في (ك).
(2)
هكذا ضبطت في (ص)، وأهمل الضبط في باقي الأصول.
(3)
هكذا ضبطت في (ص)، وبضمِّ الواو قرأ أبو عمرو وابن عامر، وبكسرها قرأ الجمهور، وبالكسر ضبطت في باقي الأصول.
(4)
بالهمزة قراءة الجمهور، وبإبدالها ياء خالصة قرأ أبو جعفر.
(5)
بكسر الواو والمد، وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: قالَ» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُواطَأَةً لِلْقرآن» .
1141 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا
(1)
رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يَصُومَ مِنْهُ
(2)
، ويَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يُفْطِرَ
(3)
منه شَيْئًا، وَكانَ لا تَشاءُ أَنْ تَراهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ، وَلا نائمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ.
تابَعَهُ سُلَيْمانُ وَأَبُو خالِدٍ الأَحْمَرُ، عن حُمَيْدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنَ مالِكٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «شَيْئًا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أَنَّهُ لا يفطرُ» .
(12)
بابُ عَقْدِ الشَّيْطانِ على قافِيَةِ الرَّأسِ إذا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ
1142 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُمْ
⦗ص: 581⦘
إذا هو نامَ
(1)
ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ
(2)
: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فارْقُدْ. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ
(3)
، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ».
(1)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «نائمٌ» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عِنْدَ كُلِّ عُقدةٍ» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«عَلَى مكان كُلِّ عقدةٍ» . كتبت: «على» بالحمرة. قارن بما في الإرشاد.
(3)
ضبطت في (ق، ب، ص) بالضبطين: المثبت، و:«عُقْدَةٌ» بالإفراد. وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «انحلت عُقَدُهُ» اختُلف في الآخرة منها فقط، فوقع في الموطأ لابن وضاح على الجمع، وكذا ضبطناه في البخاري، وكلاهما صحيح، والجمع أوجه؛ لا سيَّما وقد جاء في رواية مسلم في الأولى عُقْدة، وفي الثانية عقدتان، وفي الثالث انحلت العقد. اهـ.
1143 -
حدَّثنا مُؤَمَّلُ بنُ هِشامٍ، قالَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(1)
، قالَ: حدَّثنا عَوْفٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو رَجاءٍ، قالَ:
حدَّثنا سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -فِي الرُّؤْيا-، قالَ:«أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ يَأخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ، وَيَنامُ عن الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ عُلَيَّةَ» .
(13)
بابٌ: إذا نامَ وَلَمْ يُصَلِّ بالَ الشَّيْطانُ فِي أُذُنِهِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية المُستملي، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
1144 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، قالَ: حدَّثنا
(1)
مَنْصُورٌ، عن أَبِي وائِلٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقِيلَ: ما زالَ نائمًا حَتَّى أَصْبَحَ،
⦗ص: 582⦘
ما قامَ إلى الصَّلاةِ. فقالَ: «بالَ الشَّيْطانُ فِي أُذُنِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(14)
بابُ الدُّعاءِ والصَّلاةِ
(1)
مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ
وَقالَ
(2)
: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}
أَيْ: ما يَنامُونَ
(3)
. {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17 - 18]
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «الدُّعاءِ فِي الصَّلاةِ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالَ اللهُ عز وجل» ، وفي رواية الأصيلي:«وقولُ» (ن، و، ق)، وضبطها في (ب، ص): «وقولِ اللهِ عز وجل» .
(3)
لفظة: «أي» ليست في رواية الأصيلي (ن، و)، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«أَيْ: يَنامُونَ» . وبهامش اليونينية: عند ابن عساكر: «ما يَنامُونَ» ، وعند الأصيلي:«{يَهْجَعُونَ} الآية» وعند أبي ذر: «قالَ: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}: يَنامُونَ» ، وكذلك عند السَّمعاني عن أبي الوقت. اهـ.
(4)
قوله: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1145 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ وأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنا عز وجل
(1)
كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وكتب بالهامش دون رقم: «تبارك وتعالى» .
(15)
بابُ مَنْ نامَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَحْيا آخِرَهُ
وَقالَ
(1)
سَلْمانُ لأَبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنهما: نَمْ. فَلَمَّا كانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قالَ: قُمْ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ سَلْمانُ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقالَهُ» (ن، و)، وذكرها في (ص) في الهامش دون عزو، وضبَّب على الهاء، وهو موافق لما في الإرشاد، وعزا في (ص) المثبت إلى رواية ابن عساكر.
1146 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ
(1)
: حدَّثنا شُعْبَةُ -وَحدَّثني سُلَيْمانُ، قالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ- عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
سَأَلْتُ عائشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ
(2)
صَلاةُ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ يَنامُ أَوَّلَهُ، وَيَقُومُ آخِرَهُ، فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ إلى فِراشِهِ، فَإِذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ كانَ
(4)
بِهِ حاجَةٌ اغْتَسَلَ، وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال أبُو الوَلِيدِ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كَيْفَ كانَ» ، وفي رواية الأصيلي:«كيف كانَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «رَسُولِ اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «كانَتْ» .
(16)
بابُ قِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ
(1)
فِي رَمَضانَ وَغَيْرِهِ
(1)
قوله: «بالليل» ليس في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي.
1147 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ سَأَلَ عائِشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ كانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضانَ؟ فقالت: ما كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضانَ وَلا فِي غَيْرِهِ على إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْألْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْألْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثًا. قالَتْ عائِشَةُ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فقالَ:«يا عائشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنامانِ وَلا يَنامُ قَلْبِي» .
1148 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلاةِ اللَّيْلِ جالِسًا، حَتَّى إذا كَبِرَ قَرَأَ جالِسًا، فَإِذا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلاثُونَ
(1)
أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً قامَ، فَقَرَأَهُنَّ ثُمَّ رَكَعَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «آيَةً» .
(17)
بابُ فَضْلِ الطُّهُورِ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ، وَفَضْلِ الصَّلاةِ بَعْدَ الوُضُوءِ بِاللَّيْلِ
والنَّهارِ
(1)
(1)
قوله: «وفضل الصلاة بعد الوضوء بالليل والنهار» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ، إلا أن رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«عِنْدَ الطُّهُورِ» بدل: «بعد الوضوء» ، وزاد في (ب) نسبة ثبوتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
1149 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن أَبِي حَيَّانَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِبِلالٍ عِنْدَ صَلاةِ الفَجْرِ: «يا بِلالُ، حدِّثني بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ» . قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ
(1)
أَتَطَهَّرْ طُهُورًا، فِي ساعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لِي
(2)
أَنْ أُصَلِّيَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: دَفَّ نَعْلَيْكَ، يَعْنِي: تَحْرِيكَ.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْ لَمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إلَيَّ» .
(3)
قوله: «قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: دَفَّ نَعْلَيْكَ، يَعْنِي: تَحْرِيكَ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. «لا الحمرة إلى»
(18)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ التَّشْدِيدِ فِي العِبادَةِ
1150 -
حدَّثنا
أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بنِ صُهَيْبٍ
(1)
:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فقالَ:«ما هَذا الحَبْلُ؟» قالُوا
(2)
: هَذا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشاطَهُ
(3)
، فَإِذا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا عبدُ العَزِيزِ بنُ صُهيب» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فَقالُوا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «بِنَشاطِهِ» .
1151 -
قالَ: وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ: عن مالِكٍ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» قُلْتُ
(1)
: فُلانَةُ، لا تَنامُ بِاللَّيْلِ
(2)
. فَذُكِرَ
(3)
مِنْ صَلاتِها، فقالَ:«مَهْ! عَلَيْكُمْ ما تُطِيقُونَ مِنَ الأَعْمالِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» .
(1)
في رواية الأصيلي: «فَقُلْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «اللَّيْلَ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «تَذْكُرُ» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي والسلطانية، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي:«يُذْكَرُ» .
(19)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنْ تَرْكِ قِيامِ اللَّيْلِ لِمَنْ كانَ يَقُومُهُ
1152 -
حدَّثنا عَبَّاسُ
(1)
بنُ الحُسَيْنِ: حدَّثنا مُبَشِّرٌ
(2)
، عن الأَوْزاعِيِّ -وَحدَّثني مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ- قالَ: حدَّثني
(3)
يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني
(4)
أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ؛ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ
(5)
فَتَرَكَ قِيامَ اللَّيْلِ».
وَقالَ هِشامٌ: حدَّثنا ابنُ أَبِي العِشْرِينَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني
(6)
يَحْيَى، عن عُمَرَ
⦗ص: 586⦘
بنِ الحَكَمِ بنِ ثَوْبانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ مِثْلَهُ
(7)
.
وَتابَعَهُ
(8)
عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن الأَوْزاعِيِّ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ إسماعيل» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» (ن)، وفي (ب، ص) جعل هذا الاختلاف ملحقًا بسابقه.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنَ الليلِ» ، وقيد في (و، ص) رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بنسخة عنه.
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِهذا» بدل: «مثله» ، وضبطها في (ب، ص): «بهذا مثله» . وهو موافق لما في (ك).
(8)
في رواية أبي ذر: «تابَعَهُ» بإسقاط الواو.
(20)
بابٌ
1153 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي العَبَّاسِ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما: قالَ لِي النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهارَ؟!» قُلْتُ: إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ. قالَ: «فَإِنَّكَ إذا فَعَلْتَ ذَلِكَ
(2)
هَجَمَتْ عَيْنُكَ، وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقٌّ
(3)
وَلأَهْلِكَ حَقٌّ
(4)
، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(2)
قوله: «ذلك» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حَقًّا» ، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حَقًّا» ، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(21)
بابُ فَضْلِ مَنْ تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى
1154 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بنُ الفَضْلِ
(1)
: أخبَرَنا الوَلِيدُ
(2)
، عن الأَوْزاعِيِّ
(3)
، قالَ: حدَّثني
(4)
عُمَيْرُ بنُ هانِئ، قالَ: حدَّثني جُنادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ:
حدَّثني عُبادَةُ بنُ الصَّامِتِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «مَنْ تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ فقالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
⦗ص: 587⦘
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
(5)
، واللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعا اسْتُجِيبَ
(6)
، فَإِنْ تَوَضَّأَ
(7)
قُبِلَتْ صَلاتُهُ».
(1)
قوله: «بن الفضل» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ مُسْلِمٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا الأوزاعيُّ» ، وفي رواية الأصيلي:«أخبَرَنا الأوزاعيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(5)
قوله: «ولا إله إلَّا الله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «لَهُ» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وَصَلَّى» .
1155 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابنِ شِهابٍ: أخبَرَني الهَيْثَمُ بنُ أَبِي سِنانٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
وهو يَقْصُصُ
(1)
فِي قَصَصِهِ، وهو يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ أَخًا لَكُمْ لا يَقُولُ الرَّفَثَ» . يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ رَواحَةَ:
وَفِينا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتابَهُ
…
إِذا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ ساطِعُ
أَرانا
(2)
الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنا
…
…
بِهِ مُوقِناتٌ أَنَّ ما قالَ واقِعُ
يَبِيتُ يُجافِي جَنْبَهُ عن فِراشِهِ
…
…
إِذا اسْتَثْقَلَتْ بِالمُشْرِكِينَ المَضاجِعُ
تابَعَهُ عُقَيْلٌ.
وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ: أخبَرَني الزُّهْرِيُّ، عن سَعِيدٍ والأَعْرَجِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَقُصُّ» . كتبت بالحمرة.
(2)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى له:«أنارَ» .
1156 -
1157 - 1158 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: رَأَيْتُ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي
⦗ص: 588⦘
لا أُرِيدُ مَكانًا مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا طارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ
(1)
أَتَيانِي، أَرادا أَنْ يَذْهَبا بِي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُما مَلَكٌ فقالَ: لَمْ تُرَعْ، خَلِّيا عَنْهُ.
- فَقَصَّتْ حَفْصَةُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى رُؤْيايَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» . فَكانَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
- وَكانُوا لا يَزالُونَ يَقُصُّونَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيا أَنَّها فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رُؤْياكُمْ قَدْ تَواطَتْ
(2)
فِي العَشْرِ الأَواخِرِ، فَمَنْ كانَ مُتَحَرِّيْها فَلْيَتَحَرَّها مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «آتِيَيْنِ» . تثنية اسم الفاعل من الإتيان.
(2)
في رواية أبي ذر: «تَواطَأَتْ» . وزاد في (ب) نسبتَها إلى «طع» ، وفسرها في الإرشاد بأصل الدِّمياطي.
(22)
بابُ المُداوَمَةِ على رَكْعَتَي الفَجْرِ
1159 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ: حدَّثنا سَعِيدٌ -هو ابنُ أَبِي أَيُّوبَ- قالَ: حدَّثني جَعْفَرُ بنُ رَبِيعَةَ، عن عِراكِ بنِ مالِكٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، ثُمَّ صَلَّى
(2)
ثَمانَ
(3)
رَكَعاتٍ، وَرَكْعَتَيْنِ جالِسًا، وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّداءَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدَعْهُما أَبَدًا.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَصَلَّى» ، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد.
(3)
في رواية أبي ذر: «ثَمانِيَ» .
(23)
بابُ الضِّجْعَةِ
(1)
على الشِّقِّ الأَيْمَنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1160 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي أَيُّوبَ، قالَ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 589⦘
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ اضْطَجَعَ على شِقِّهِ الأَيْمَنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثني» .
(24)
بابُ مَنْ تَحَدَّثَ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ وَلَمْ يَضْطَجِعْ
1161 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ الحَكَمِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثني سالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا صَلَّى، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدَّثني، وَإِلَّا اضْطَجَعَ حَتَّى يُؤْذَنَ
(1)
بِالصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «نُودِيَ» .
(25)
بابُ ما جاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى
وَيُذْكَرُ
(1)
ذَلِكَ عن عَمَّارٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَنَسٍ، وَجابِرِ بنِ زَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، والزُّهْرِيِّ رضي الله عنهم.
وَقالَ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأَنْصارِيُّ: ما أَدْرَكْتُ فُقَهاءَ أَرْضِنا إِلَّا يُسَلِّمُونَ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنَ النَّهارِ
(2)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: وَيُذْكَر» ، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«قالَ مُحَمَّدٌ: ويُذْكَرُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «في كل اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ من النهار» بالتكرار (ن، و، ق)، وضبط روايته في (ب، ص): «في كل اثْنَيْنِ من النهار» .
1162 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، قالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي المَوالِي، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا الاسْتِخارَةَ فِي الأُمُورِ
(2)
⦗ص: 590⦘
كَما يُعَلِّمُنا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ
(3)
، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعاشِي وَعاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: عاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعاشِي وَعاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: فِي عاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي
(4)
». قالَ: «وَيُسَمِّي حاجَتَهُ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «كُلِّها» .
(3)
في رواية الأصيلي: «من غيرِ فريضة» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1163 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بنُ إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَعِيدٍ، عن عامِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عن عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ:
سَمِعَ أَبا قَتادَةَ بنَ رِبْعِيٍّ الأَنْصارِيَّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ
(1)
، فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «المَجْلِسَ» .
1164 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ.
1165 -
حدَّثنا ابنُ بُكَيْرٍ
(1)
: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ» .
1166 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
شُعْبَةُ: أخبَرَنا
(2)
عَمْرُو بنُ دِينارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَخْطُبُ: «إِذا جاءَ أَحَدُكُمْ والإِمامُ يَخْطُبُ -أَوْ: قَدْ خَرَجَ- فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
1167 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قالَ: حدَّثنا سَيْفٌ
(1)
: سَمِعْتُ مُجاهِدًا يَقُولُ:
أُتِيَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي مَنْزِلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: هَذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَخَلَ الكَعْبَةَ. قالَ: فَأَقْبَلْتُ، فَأَجِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ خَرَجَ، وَأَجِدُ بِلالًا عِنْدَ
(2)
البابِ قائِمًا، فَقُلْتُ: يا بِلالُ، صَلَّى
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الكَعْبَةِ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَأَيْنَ؟ قالَ: بَيْنَ هاتَيْنِ الأُسْطُوانَتَيْنِ، ثُمَّ
خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي وَجْهِ الكَعْبَةِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(4)
: قالَ
(5)
أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَوْصانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى.
وَقالَ عِتْبانُ
(6)
: غَدا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَما امْتَدَّ النَّهارُ، وَصَفَفْنا وَراءَهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «بنُ سُلَيْمانَ المكي» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «أَصَلَّى» .
(4)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «وقال» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ مالِكٍ» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(26)
بابُ الحَدِيثِ يَعْنِي
(1)
بَعْدَ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ
(1)
لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1168 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: أَبُو النَّضْرِ حدَّثني أبِي
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدَّثني، وَإِلَّا اضْطَجَعَ.
قُلْتُ لِسُفْيانَ: فَإِنَّ بَعْضَهُمْ يَرْوِيهِ: رَكْعَتَيِ الفَجْرِ. قالَ سُفْيانُ: هو ذاكَ.
(1)
قوله: «أبي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. قال في الفتح: وقوله: «أبي» زيادة لا أصل لها، بل هي غلط محض حمل عليها تقديم الاسم على الصفة، فظنَّ بعض من لا خبرة له أنَّ فاعل حدَّثني راوٍ غيرُ سالم فزاد في السند لفظ أبي. ا هـ ولعلَّ لفظة:«أبي» مصحفة عن لفظة: «أي» التفسيرية، والله أعلم (ل).
(27)
بابُ تَعاهُدِ رَكْعَتَي الفَجْرِ، وَمَنْ سَمَّاهُما
(1)
تَطَوُّعًا
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «سَمَّاها» ، وعزاها في (ن) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل المُستملي.
1169 -
حدَّثنا بَيانُ بنُ عَمْرٍو: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا ابنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ، عن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، على شَيْءٍ مِنَ النَّوافِلِ، أَشَدَّ مِنْهُ تَعاهُدًا
(1)
على رَكْعَتَيِ الفَجْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أشدَّ تَعاهُدًا مِنهُ» . وبهامش اليونينية: منه الأولى ساقطة عند أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، مكررة في أصل السماع. اهـ.
(28)
بابُ ما يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَي الفَجْرِ
1170 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إذا سَمِعَ النِّداءَ بِالصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
1171 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَمَّتِهِ عَمْرَةَ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(خ): وَحدَّثنا
(1)
أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا يَحْيَى -هو ابنُ سَعِيدٍ- عن مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَمْرَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى إِنِّي لأَقُوْلُ: هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ الكِتابِ؟!
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «قالَ: وحدَّثنا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «بِأُمِّ القُرْآنِ» .
(29)
بابُ التَّطَوُّعِ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ
1172 -
1173 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنا
(1)
نافِعٌ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ
(2)
المَغْرِبِ
(3)
، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ العِشاءِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، فَأَمَّا المَغْرِبُ والعِشاءُ فَفِي بَيْتِهِ.
(4)
وَحَدَّثَتْنِي أُخْتِي حَفْصَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ
(5)
خَفِيفَتَيْنِ
بَعْدَما يَطْلُعُ الفَجْرُ، وَكانَتْ ساعَةً لا أَدْخُلُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيها.
تابَعَهُ كَثِيرُ بنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عن نافِعٍ.
(6)
⦗ص: 594⦘
وَقالَ ابنُ أَبِي الزِّنادِ، عن مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ: بَعْدَ العِشاءِ فِي أَهْلِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنِي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
قوله: «بعد المغرب» ليس في نسخة.
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «قال ابْنُ أَبِي الزِّنادِ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ: بَعْدَ العِشاءِ فِي أَهْلِهِ. تابَعَهُ كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عن نافِعٍ» (ن، و)، وأثبتت هذه الزيادة في متن (ب، ص) ورمز عليها بعلامة السقوط عند ابن عساكر، وهو موافق لما في السلطانية، وبهامش اليونينية: هذا مكرر عند الجميع. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ركْعَتَيْنِ» . قارن بما في الإرشاد.
(6)
قوله: «تابعه كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ وَأَيُّوبُ، عن نافِعٍ» مؤخَّر عمَّا بعده في رواية أبي ذر والأصيلي.
(30)
بابُ مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ
1174 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، قالَ: سَمِعْتُ أَبا الشَّعْثاءِ جابِرًا، قالَ:
سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم ثَمانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا. قُلْتُ: يا أَبا الشَّعْثاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ العَصْرَ، وَعَجَّلَ العِشاءَ وَأَخَّرَ المَغْرِبَ؟ قالَ: وَأَنا أَظُنُّهُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(31)
بابُ صَلاةِ الضُّحَى فِي السَّفَرِ
1175 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن تَوْبَةَ، عن مُوَرِّقٍ، قالَ:
قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَتُصَلِّي الضُّحَى؟ قالَ: لا. قُلْتُ: فَعُمَرُ؟ قالَ: لا. قُلْتُ: فَأَبُو بَكْرٍ؟ قالَ: لا. قُلْتُ: فالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: لا إِخالُهُ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَخالُهُ» . بفتح الهمزة، وبهامش اليونينية: قال ابن الأثير: إخاله تكسر الهمزة وتفتح، والكسر أكثر، والفتح أقيس. اهـ.
1176 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ:
مَا حَدَّثَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرَ
(1)
أُمِّ هانِئ، فَإِنَّها قالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَها يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ، وَصَلَّى ثَمانِيَ
(2)
رَكَعاتٍ، فَلَمْ أَرَ صَلاةً قَطُّ أَخَفَّ منها، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ.
(1)
أهمل ضبطها في (و، ب، ص)، وبهامش (ب، ص) أنَّها في الفرع بالضمِّ، كما في الفتح والإرشاد.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثَمانَ» . قارن بما في الإرشاد.
(32)
بابُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ الضُّحَى، وَرَآهُ واسِعًا
1177 -
حدَّثنا آدَمُ، قالَ: حدَّثنا
(1)
ابنُ أَبِي ذِئبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَإِنِّي لأُسَبِّحُها.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيَّ» .
(33)
بابُ صَلاةِ الضُّحَى فِي الحَضَرِ
قالَهُ عِتْبانُ بنُ مالِكٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1178 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا
(1)
شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبَّاسٌ الجُريريُّ هو ابنُ فَرُّوخٍ
(2)
، عن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَوْصانِي خَلِيلِي بِثَلاثٍ، لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ على وِتْرٍ.
(1)
هكذا في رواية ابن عساكر (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عبَّاس هُوَ الجُريري» ، وفي رواية كريمة وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثنا عبَّاسٌ الجُريريُّ» ، أيْ: أنَّ قول: «هو ابنُ فَرُّوخٍ» ليس عندهم، ونسبها في (و، ب، ص) إلى الأصيلي بدل ابن عساكر.
1179 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن أَنَسِ بنِ سِيرِينَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ الأَنْصارِيَّ
(1)
، قالَ: قالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ -وَكانَ ضَخْمًا- لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ الصَّلاةَ مَعَكَ. فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعامًا، فَدَعاهُ إلى بَيْتِهِ، وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِماءٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ.
⦗ص: 596⦘
وَقالَ
(2)
فُلانُ بنُ فُلانِ بنِ جارُودٍ
(3)
لأَنَسٍ رضي الله عنه: أَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى فَقالَ
(4)
: ما رَأَيْتُهُ صَلَّى غَيْرَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
(1)
قوله: «الأنصاري» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «الجارودِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(34)
بابٌ: الرَّكْعَتانِ
(1)
قَبْلَ الظُّهْرِ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابُ الرَّكْعَتَينِ» بالإضافة.
1180 -
1181 - حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ:
حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ رَكَعاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَها، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، كانَتْ
(2)
ساعَةً لا يُدْخَلُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيها.
حَدَّثَتْنِي
(3)
حَفْصَةُ أَنَّهُ كانَ إذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ، وَطَلَعَ الفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
قوله: «بن زيد» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر:«حماد هُوَ ابنُ زَيْدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَكانَتْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1182 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُنْتَشِرِ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَداةِ.
تابَعَهُ ابنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَمْرٌو، عن شُعْبَةَ.
(35)
بابُ الصَّلاةِ قَبْلَ المَغْرِبِ
1183 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن الحُسَيْنِ، عن ابنِ بُرَيْدَةَ
(1)
، قالَ:
⦗ص: 597⦘
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ المُزَنِيُّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ» . قالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شاءَ» ؛ كَراهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَها النَّاسُ سُنَّةً.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ» .
1184 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يَزِيدَ
(1)
، قالَ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي أَيُّوبَ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ مَرْثَدَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ اليَزَنِيَّ، قالَ: أَتَيْتُ عُقْبَةَ بنَ عامِرٍ الجُهَنِيَّ، فَقُلْتُ: أَلا أُعْجِبُكَ
(2)
مِنْ أَبِي تَمِيمٍ؛ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ؟! فقالَ عُقْبَةُ: إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ
(4)
: فَما يَمْنَعُكَ الآنَ؟ قالَ: الشُّغْلُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ المُقْرِئُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ألا أُعَجِّبُكَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيِّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .
(36)
بابُ صَلاةِ النَّوافِلِ جَماعَةً
ذَكَرَهُ أَنَسٌ وَعائشَةُ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1185 -
1186 - حدثني
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا
(2)
يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ:
أخبَرَني مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيُّ: أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّها فِي وَجْهِهِ، مِنْ بِئرٍ كانَتْ
(3)
فِي دارِهِمْ.
- فَزَعَمَ مَحْمُودٌ أَنَّهُ سَمِعَ عِتْبانَ بنَ مالِكٍ الأَنْصارِيَّ رضي الله عنه -وَكانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُنْتُ
(5)
أُصَلِّي لِقَوْمِي بِبَنِي
(6)
سالِمٍ، وَكانَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وادٍ إذا جاءَتِ
⦗ص: 598⦘
الأَمْطارُ، فَيَشُقُّ
(7)
عَلَيَّ اجْتِيازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، فَجِئتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ
(8)
: إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ الوادِيَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إذا جاءَتِ الأَمْطارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيازُهُ، فَوَدِدْتُ أَنَّكَ تَأتِي فَتُصَلِّي مِنْ بَيْتِي مَكانًا؛ أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(9)
صلى الله عليه وسلم: «سَأَفْعَلُ» . فَغَدا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَما اشْتَدَّ النَّهارُ، فاسْتَأذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ
(10)
مِنْ بَيْتِكَ؟» فَأَشَرْتُ لَهُ إلى المَكانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ
(11)
فِيهِ، فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ، وَصَفَفْنا
وَراءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنا
(12)
حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ على خَزِيرٍ يُصْنَعُ لَهُ، فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ رَسُولُ اللَّهِ
(13)
صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَثابَ رِجالٌ مِنْهُمْ حَتَّى كَثُرَ الرِّجالُ فِي البَيْتِ، فقالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: ما فَعَلَ مالِكٌ، لا أَراهُ؟ فقالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: ذاكَ مُنافِقٌ، لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لا تَقُلْ ذاكَ؛ أَلا تَراهُ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ؟!» . فَقالَ
(14)
: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَمَّا
(15)
نَحْنُ فَواللَّهِ لا نَرَى
(16)
وُدَّهُ وَلا حَدِيثَهُ إِلَّا إلى المُنافِقِينَ. قالَ
(17)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ على النَّارِ مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» .
قالَ مَحْمُودٌ
(18)
: فَحَدَّثْتُها قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ -صاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ
(19)
صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَتِهِ
⦗ص: 599⦘
الَّتِي تُوُفِي فيها، وَيَزِيدُ بنُ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَأَنْكَرَها عَلَيَّ أَبُو أَيُّوبَ، قالَ
(20)
: واللَّهِ ما أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ ما قُلْتَ قَطُّ. فَكَبُرَ عَلَيَّ ذَلِكَ
(21)
، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ
(22)
إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ
(23)
غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْها عِتْبانَ بنَ مالِكٍ رضي الله عنه، إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ، فَأَهْلَلْتُ بِحَجَّةٍ -أَوْ: بِعُمْرَةٍ- ثُمَّ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بَنِي سالِمٍ، فَإِذا عِتْبانُ شَيْخٌ أَعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ
(24)
سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عن ذَلِكَ الحَدِيثِ، فَحدَّثَنِيْهِ كَما حدَّثَنِيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كانَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيِّ» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «إنِّي كُنْتُ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «بَنِي» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَشَقَّ» .
(8)
لفظة: «له» ليست في رواية الأصيلي.
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبيُّ» .
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَنْ نُصَلِّيَ» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أن يُصَلِّيَ» .
(12)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَسَلَّمْنا» .
(13)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنَّ رَسُولَ اللهِ» . كتبت بالحمرة.
(14)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقالُوا» .
(15)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إنَّما» .
(16)
في نسخة: «ما نَرَى» .
(17)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَقالَ» .
(18)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ الرَّبِيعِ» .
(19)
في رواية الأصيلي: «النَّبيِّ» .
(20)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «وقال» .
(21)
في متن (و، ب، ص): «فكَبُرَ ذلك عليَّ» .
(22)
قوله: «عليَّ» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(23)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «عَنْ» .
(24)
في رواية الأصيلي: «منْ صَلاتِهِ» .
(37)
بابُ التَّطَوُّعِ فِي البَيْتِ
1187 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، وَلا تَتَّخِذُوها قُبُورًا» .
تابَعَهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، عن أَيُّوبَ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ فَضْلِ الصَّلاةِ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ والمَدِينَةِ
(1)
البسملة صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي ثابتة في رواية أبي ذر.
1188 -
1189 - حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ المَلِكِ
(1)
، عن قَزَعَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ رضي الله عنه أَرْبَعًا، قالَ: سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ غَزا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
- (خ): حدَّثنا
(2)
عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: المَسْجِدِ الحَرامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ عُمَيْرٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثنا» .
1190 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قالَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن زَيْدِ بنِ رَباحٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَسُولَ اللهِ» .
(2)
بابُ مَسْجِدِ قُباءَ
(1)
(1)
في (ب، ص) بتنوين الكسر مصروفًا.
1191 -
1192 - حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ
(1)
: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ: أخبَرَنا أَيُّوبُ،
عن نافِعٍ:
أَنَّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ لا يُصَلِّي مِنَ الضُّحَى إِلَّا فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمَ
(2)
يَقْدَمُ بِمَكَّةَ
(3)
، فَإِنَّهُ كانَ يَقْدَمُها ضُحًى، فَيَطُوفُ بِالبَيْتِ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ المَقامِ، وَيَوْمٍ
(4)
يَأتِي مَسْجِدَ قُباءَ
(5)
، فَإِنَّهُ كانَ يَأتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ، فَإِذا دَخَلَ المَسْجِدَ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ منه حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ. قالَ: وَكانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَزُورُهُ راكِبًا وَماشِيًا. قالَ
(6)
: وَكانَ يَقُولُ: إِنَّما أَصْنَعُ كَما رَأَيْتُ أَصْحابِي يَصْنَعُونَ، وَلا أَمْنَعُ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ
(7)
فِي أَيِّ ساعَةٍ شاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ، غَيْرَ أَنْ لا تَتَحَرَّوا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبَها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو الدَّوْرَقِيُّ» ، والراء مكسورة في (ب، ص) نقلًا عمَّا في اليونينية.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَوْمٍ» ، وكتب فوقها «معًا» . والفتح رواية أبي ذر والأصيلي.
(3)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَكَّةَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «وَيَوْمَ» .
(5)
في (ب، ص) بتنوين الكسر مصروفًا.
(6)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إنْ صَلَّى» .
(3)
بابُ مَنْ أَتَى مَسْجِدَ قُباءٍَ كُلَّ سَبْتٍ
1193 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُسْلِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ دِينارٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأتِي مَسْجِدَ قُباءٍَ كُلَّ سَبْتٍ، ماشِيًا وَراكِبًا. وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه
(2)
يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عبدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما» .
(4)
بابُ إِتْيانِ مَسْجِدِ قُباءٍَ ماشِيًا وَراكِبًا
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «راكبًا وماشيًا» .
1194 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأتِي قُباءًَ
(2)
راكِبًا وَماشِيًا.
زادَ ابنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ: فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ سَعِيدٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَسْجِدَ قُباءٍ» ، قارن بما في الإرشاد.
(5)
بابُ فَضْلِ ما بَيْنَ القَبْرِ والمِنْبَرِ
1195 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ زَيْدٍ المازِنِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ» .
1196 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: حدَّثني خُبَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بنِ عاصِمٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي على حَوْضِي
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ عُمَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أنَّ النَّبِيَّ» .
(3)
بهامش اليونينية: «ومِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» ساقط عند أبي ذر في الأصل وثابت في الحاشية، وذكر أنه في نسخة. اهـ.
(6)
بابُ مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ
1197 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ: سَمِعْتُ
(1)
قَزَعَةَ مَوْلَى زِيادٍ، قالَ:
⦗ص: 603⦘
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه: يُحَدِّثُ بِأَرْبَعٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي، قالَ: «لا تُسافِرِ المَرْأَةُ يَوْمَيْنِ إِلَّا مَعَها
(2)
زَوْجُها أَوْ ذُو مَحْرَمٍ، وَلا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ: الفِطْرِ والأَضْحَى، وَلا صَلاةَ بَعْدَ صَلاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ، وَلا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: مَسْجِدِ الحَرامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي».
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: سَمِعْتُ» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة: «إلَّا وَمَعَها» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ اسْتِعانَةِ اليَدِ فِي الصَّلاةِ، إذا كانَ مِنْ أَمْرِ الصَّلاةِ
وَقالَ
ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَسْتَعِينُ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مِنْ جَسَدِهِ بِما شاءَ.
وَوَضَعَ أَبُو إِسْحاقَ قَلَنْسُوَتَهُ فِي الصَّلاةِ وَرَفَعَها.
وَوَضَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه كَفَّهُ على رُصْغِهِ الأَيْسَرِ، إِلَّا أَنْ يَحُكَّ جِلْدًا أَوْ يُصْلِحَ ثَوْبًا.
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1198 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مَخْرَمَةَ بنِ سُلَيْمانَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّهُ أخبَرَهُ عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ باتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها -وَهْيَ خالَتُهُ- قالَ: فاضْطَجَعْتُ عَلَى عَرْضِ الوِسادَةِ، واضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِها، فَنامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ، فَمَسَحَ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بِيَدِهِ
(1)
، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ آياتٍ
(2)
خَواتِيمَ
(3)
سُورَةِ آلِ عِمْرانَ، ثُمَّ قامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْها فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قامَ يُصَلِّي. قالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ اليُمْنَى على رَأسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُها بِيَدِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِيَدَيْهِ» .
(2)
في (و، ق): «آياتِ» بدون تنوين، ورواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«العَشْرَ الآياتِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «خَواتِمَ» .
(2)
بابُ ما يُنْهَى
(1)
مِنَ الكَلامِ فِي الصَّلاةِ
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَنْهُ» .
1199 -
حدَّثنا ابنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا ابنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو فِي الصَّلاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنا، فَلَمَّا رَجَعْنا مِنْ عِنْدِ النَّجاشِيِّ، سَلَّمْنا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنا، وَقالَ: «إِنَّ فِي الصَّلاةِ شُغْلًا
(1)
)».
- حدَّثنا ابنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ مَنْصُورٍ
(2)
: حدَّثنا هُرَيْمُ بنُ سُفْيانَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(1)
في حاشية الأصل: «لَشُغْلًا» . قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «السَّلُولِيُّ» .
1200 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى
(1)
، عن إِسْماعِيلَ، عن الحارِثِ بنِ شُبَيْلٍ، عن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبانِيِّ، قالَ:
قالَ لِي زَيْدُ بنُ أَرْقَمَ: إِنْ كُنَّا لَنَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاةِ، على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُكَلِّمُ أَحَدُنا صاحِبَهُ بِحاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ:{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} [البقرة: 238] الآيَةَ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «هُوَ ابنُ يُونُسَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ}» ، وفي رواية الأصيلي:«{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى} الآيَةَ» ، زاد في متن (ب، ص) بعدها: «فَأُمِرْنا بِالسُّكُوت» . ورمزا عليها بعلامة السقوط.
(3)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ التَّسْبِيحِ والحَمْدِ فِي الصَّلاةِ لِلرِّجالِ
1201 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عن سَهْلٍ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْلِحُ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ
(2)
وَحانَتِ الصَّلاةُ، فَجاءَ بِلالٌ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنهما فقالَ: حُبِسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَؤُمُّ النَّاسَ؟ قالَ: نَعَمْ
إِنْ شِئْتُمْ. فَأَقامَ بِلالٌ الصَّلاةَ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَصَلَّى، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ
⦗ص: 606⦘
يُشَقِّقُها
(3)
شَقًّا، حَتَّى قامَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ
(4)
، قالَ
(5)
سَهْلٌ: هَلْ تَدْرُونَ ما التَّصْفِيحُ؟ هو التَّصْفِيقُ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لا يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا التَفَتَ، فَإِذا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ، فَأَشارَ إِلَيْهِ مَكانَكَ. فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى وَرءَاهُ، وَتَقَدَّمَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ سَعْدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بْنِ الحارِثِ» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «يَشُقُّها» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «في التَّصْفِيحِ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(6)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَتَقَدَّم» .
(4)
بابُ مَنْ سَمَّى قَوْمًا، أَوْ سَلَّمَ فِي الصَّلاةِ على غَيْرِهِ مُواجَهَةً
(1)
وهو لا يَعْلَمُ
(1)
قوله: «مواجهة» ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1202 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عِيسَى: حدَّثنا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ
(1)
عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: حدَّثنا حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي وائلٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نَقُولُ: التَّحِيَّة فِي الصَّلاةِ، وَنُسَمِّي، وَيُسَلِّمُ بَعْضُنا على بَعْضٍ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَإِنَّكُمْ إذا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ سَلَّمْتُمْ على كُلِّ عَبْدٍ لِلَّهِ
(2)
صالِحٍ، فِي السَّماءِ والأَرْضِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «العَمِّيُّ» . وذكر في (ب) أنَّ ميم: «الصَّمد» ضبطت في اليونينية بالسكون في الموضعين. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
بابٌ: التَّصْفِيقُ
(1)
لِلنِّساءِ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ التصفيقِ» بالإضافة (ب، ص).
1203 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 607⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«التَّسْبِيحُ لِلرِّجالِ، والتَّصْفِيقُ لِلنِّساءِ» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «رضي الله عنه» .
1204 -
حدَّثنا يَحْيَى: أخبَرَنا
(1)
وَكِيعٌ، عن سُفْيانَ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجالِ، والتَّصْفِيحُ
(2)
لِلنِّساءِ».
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والتَّصْفِيقُ» .
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصله مرة ثانية والحمد لله.
(6)
بابُ مَنْ رَجَعَ القَهْقَرَى فِي صَلاتِهِ
(1)
، أَوْ تَقَدَّمَ بِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ
رَواهُ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ، عن النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «في الصَّلاةِ» .
1205 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: قالَ يُونُسُ: قالَ الزُّهْريُّ:
أخبَرَنيْ أنَسُ بنُ مالِكٍ: أنَّ المُسْلِمِينَ بَيْنا هُمْ فِي الفَجْرِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يُصَلِّي بِهِمْ، فَفَجَأَهُمُ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عائِشَةَ رضي الله عنها، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، وَهُمْ صُفُوفٌ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ
(2)
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه على عَقِبَيْهِ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إلى الصَّلاةِ، وَهَمَّ المُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاتِهِمْ؛ فَرَحًا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَأَوْهُ، فَأَشارَ بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا. ثُمَّ دَخَلَ الحُجْرَةَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ ذَلِكَ اليَوْمَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَفَجِئهُم» و «فَفَجِيهُم» معًا، وفي هامش (ب، ص): هذا الصواب.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَنَكَسَ» .
(7)
بابٌ: إذا دَعَتِ الأُمُّ وَلَدَها فِي الصَّلاةِ
1206 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرٌ
(1)
، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «نادَتِ امْرَأَةٌ ابنَها وهو فِي صَوْمَعَةٍ
(3)
، قالَتْ: يا جُرَيْجُ. قالَ
(4)
: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي. قالَتْ: يا جُرَيْجُ. قالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي. قالَتْ: يا جُرَيْجُ. قالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاتِي. قالَتْ: اللَّهُمَّ لا يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وَجْهِ
(5)
المَيامِيسِ. وَكانَتْ تَأوِي إلى صَوْمَعَتِهِ راعِيَةٌ تَرْعَى الغَنَمَ، فَوَلَدَتْ، فَقِيلَ لَها: مِمَّنْ هَذا الوَلَدُ؟ قالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ. قالَ جُرَيْجٌ: أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَها لِي؟ قالَ
(6)
: يا بابُوسُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قالَ: راعِي الغَنَمِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ رَبِيعَةَ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبِيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة: «صَوْمَعَتِهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وُجُوهِ» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر: «قالوا» .
(8)
بابُ مَسْحِ الحَصا
(1)
فِي الصَّلاةِ
(1)
في رواية أبي ذر: «الحَصاةِ» .
1207 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
حدَّثني مُعَيْقِيبٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرابَ حَيْثُ يَسْجُدُ، قالَ:«إِنْ كُنْتَ فاعِلًا فَواحِدَةً» .
(9)
بابُ بَسْطِ الثَّوْبِ فِي الصَّلاةِ لِلسُّجُودِ
1208 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ: حدَّثنا غالِبٌ
(1)
، عن بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 609⦘
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الحَرِّ، فَإِذا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ مِنَ الأَرْضِ، بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «القَطَّانُ» .
(10)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ العَمَلِ فِي الصَّلاةِ
1209 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كُنْتُ أَمُدُّ رِجْلِي
(1)
فِي قِبْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي، فَإِذا سَجَدَ غَمَزَنِي فَرَفَعْتُها
(2)
، فَإِذا قامَ مَدَدْتُها
(3)
.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رِجْلَيَّ» بالتثنية.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرَفَعْتُهُما» بالتثنية.
(3)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَدَدْتُهُما» بالتثنية.
1210 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا شَبابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ زيادٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ صلَّى صَلاةً، قالَ
(1)
: «إِنَّ الشَّيْطانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ
(2)
الصَّلاةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إلى سارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا
(3)
إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمانَ عليه السلام: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. فَرَدَّهُ اللَّهُ خاسِئًا».
ثُمَّ قالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: فَذَعَتُّهُ، بِالذَّالِ؛ أَيْ: خَنَقْتُهُ، وَفَدَعَّتُّهُ، مِنْ قَوْلِ اللَّهِ:{يَوْمَ يُدَعَّوْنَ} [الطور: 13] أَيْ: يُدْفَعُونَ، والصَّوابُ: فَدَعَتُّهُ، إِلَّا أَنَّهُ كَذا قالَ، بِتَشْدِيدِ العَيْنِ والتَّاءِ.
(4)
(1)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وروايةٍ أخرى عن ابن عساكر:«فَقالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَقْطَعُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أوْ تَنْظُرُوا» .
(4)
قوله: «ثم قالَ النضر. .» إلخ ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. «لا الحمرة إلى»
(11)
بابٌ: إذا انْفَلَتَتِ الدَّابَّةُ فِي الصَّلاةِ
وَقالَ قَتادَةُ: إِنْ أُخِذَ ثَوْبُهُ يَتْبَعُ السَّارِقَ وَيَدَعُ الصَّلاةَ.
1211 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، قالَ: كُنَّا بِالأَهْوازِ نُقاتِلُ الحَرُورِيَّةَ، فَبَيْنا أَنا على جُرُفِ
(1)
نَهَرٍ، إذا رَجُلٌ
(2)
يُصَلِّي، وَإِذا لِجامُ دابَّتِهِ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنازِعُهُ، وَجَعَلَ يَتْبَعُها -قالَ شُعْبَةُ: هو
أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ- فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهَذا الشَّيْخِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَواتٍ -أَوْ سَبْعَ غَزَواتٍ أوْ ثَمانَ
(3)
-
⦗ص: 611⦘
وَشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ، وَإِنِّي أَنْ
(4)
كُنْتُ أَنْ أُراجِعَ
(5)
مَعَ دابَّتِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَها تَرْجِعُ إلى مَأْلَفِها، فَيَشُقُّ
(6)
عَلَيَّ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَرْفٍ» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «حَرْفِ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إِذْ جاءَ رَجُلٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ثَمانِيَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ثَمانِيًا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنْ» .
(5)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَنْ أَرْجِعَ» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَيَشُقَّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
1212 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، قالَ:
قالَتْ عائِشَةُ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقامَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطالَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ
(2)
أُخْرَى، ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى
(3)
قَضاها، وَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّهُما آيَتانِ مِنْ آياتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا، حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ، لقد رَأَيْتُ فِي مَقامِي هَذا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ، حَتَّى لقد رَأَيْتُ
(4)
أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الجَنَّةِ، حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فيها عَمْرَو بنَ لُحَيٍّ، وهو الَّذِي سَيَّبَ السَّوائِبَ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سُورةً» . قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية ابن عساكر والأصيلي وأبي ذر: «حِينَ» ، وقيَّد في (و، ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«رَأَيْتُهُ» . وبهامش اليونينية: في الجمع بين الصحيحين للحُميدي رحمه الله: «حتى لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ» ، وهو الصواب. اهـ.
(12)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ البُصاقِ والنَّفْخِ فِي الصَّلاةِ
وَيُذْكَرُ عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو: نَفَخَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سُجُودِهِ فِي كُسُوفٍ
(1)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «في الكُسُوفِ» .
1213 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 612⦘
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخامَةً فِي قِبْلَةِ المَسْجِدِ، فَتَغَيَّظَ على أَهْلِ المَسْجِدِ، وَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ قِبَلَ أَحَدِكُمْ، فَإِذا
(1)
كانَ فِي صَلاتِهِ، فَلا يَبْزُقَنَّ»، أَوْ قالَ: «لا يَتَنَخَّمَنَّ
(2)
». ثُمَّ نَزَلَ فَحَتَّها
(3)
بِيَدِهِ. وَقالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إذا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْزُقْ على
(4)
يَسارِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة: «إذا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لا يَتَنَخَّعَنَّ» ، وقيَّد في (و، ب، ص) رواية ابن عساكر بأنَّها في نسخة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَحَكَّها» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَنْ» .
1214 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا كانَ
(2)
فِي الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يُناجِي رَبَّهُ، فَلا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا عن يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عن شِمالِهِ، تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(2)
كذا في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).
(13)
بابٌ: مَنْ صَفَّقَ جاهِلًا مِنَ الرِّجالِ فِي صَلاتِهِ لَمْ تَفْسُدْ صَلاتُهُ
فِيهِ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ
(1)
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «بن سعد» ليس في رواية الأصيلي، والذي في (ب، ص) أن قوله: «سهل بن سعد» كله ليس في روايته. وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(14)
بابٌ: إذا قِيلَ لِلْمُصَلِّي: تَقَدَّمْ أَوِ انْتَظِرْ، فانْتَظَرَ، فَلا بَأسَ
1215 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ عاقِدُو
(1)
أُزْرِهِمْ مِنَ الصِّغَرِ على رِقابِهِمْ
(2)
، فَقِيلَ لِلنِّساءِ:«لا تَرْفَعْنَ رُؤُوْسَكُنَّ، حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجالُ جُلُوسًا» .
(15)
بابٌ: لا يَرُدُّ السَّلامَ فِي الصَّلاةِ
1216 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا ابنُ فُضَيْلٍ
عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو فِي الصَّلاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَجَعْنا، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، وَقالَ
(1)
: «إِنَّ فِي الصَّلاةِ شُغْلًا
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَشُغْلًا» .
1217 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا كَثِيرُ بنُ شِنْظِيرٍ، عن عَطاءِ بنِ أَبِي رَباحٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي حاجَةٍ لَهُ، فانْطَلَقْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَقَدْ قَضَيْتُها، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي ما اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ
(2)
، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَيَّ أَنِّي
(3)
أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ؟ ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَشَدُّ مِنَ المَرَّةِ الأُولَى، ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، فقالَ
(4)
: «إِنَّما مَنَعَنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي» . وَكانَ على راحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا إلى غَيْرِ القِبْلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «النَّبِيُّ» .
(2)
لفظة: «به» ليست في نسخة. «لا الحمرة إلى»
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْ» .
(4)
في رواية [ق]: «وقال» .
(16)
بابُ رَفْعِ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ، لأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ
1218 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ بِقُباءٍَ كانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ، فَخَرَجَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِي أُناسٍ مِنْ أَصْحابِهِ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحانَتِ الصَّلاةُ، فَجاءَ بِلالٌ إلى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما فقالَ: يا أَبا بَكْرٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حُبِسَ، وَقَدْ حانَتِ الصَّلاةُ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ
(1)
. فَأَقامَ بِلالٌ الصَّلاةَ، وَتَقَدَّمَ
⦗ص: 614⦘
أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَكَبَّرَ لِلنَّاسِ
(2)
وَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ يَشُقُّها شَقًّا حَتَّى قامَ فِي
(3)
الصَّفِّ، فَأَخَذَ النَّاسُ فِي التَّصْفِيحِ، قالَ سَهْلٌ: التَّصْفِيحُ هو التَّصْفِيقُ. قالَ: وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لا يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَفَتَ، فَإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشارَ إِلَيْهِ، يَأمُرُهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَهُ
(4)
فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ رَجَعَ القَهْقَرَى وَراءَهُ، حَتَّى قامَ فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى
(5)
لِلنَّاسِ، لَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ على النَّاسِ، فقالَ: «يا أَيُّها النَّاسُ، ما لَكُمْ حِينَ نابَكُمْ شَيْءٌ
(6)
فِي الصَّلاةِ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيحِ؟! إِنَّما التَّصْفِيحُ لِلنِّساءِ، مَنْ نابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحانَ اللَّهِ». ثُمَّ التَفَتَ إلى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فقالَ: «يا أَبا بَكْرٍ، ما مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ لِلنَّاسِ
(7)
حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ
(8)
؟!». قالَ أَبُو بَكْرٍ: ما كانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «إنْ شِئْتُمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وَكَبَّر النَّاسُ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مِنَ» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَدَيْهِ» بالتثنية.
(5)
في رواية أبي ذر: «وَصَلَّى» .
(6)
لفظة: «شيءٌ» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(7)
قوله: «للنَّاس» ليس في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حَيْثُ أَشَرْتُ عَلَيْكَ» .
(17)
بابُ الخَصْرِ فِي الصَّلاةِ
1219 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: نُهِيَ عن الخَصْرِ فِي الصَّلاةِ.
(1)
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وَقالَ هِشامٌ وَأَبُو هِلالٍ، عن ابْنِ سِيرِينَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ، وبهامش اليونينية دون رقم:«نهى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» . وعزاها في (ب، ص) إلى رواية عنهم. (قلنا: وحديث هشام هو الآتي، وانظر تغليق التعليق: 2/ 449).
1220 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: نُهِيَ
(1)
أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُخَصَّرًا» و «مُخَصِّرًا» معا.
(18)
بابٌ: يُفْكِرُ الرَّجُلُ
(1)
الشَّيْءَ
(2)
فِي الصَّلاةِ
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنِّي لأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنا فِي الصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ تَفَكُّرِ الرَّجُلِ» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية الأصيلي: «في الشيء» ، وفي رواية ابن عساكر:«شيئًا» .
1221 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا عُمَرُ -هو ابنُ سَعِيدٍ-
(1)
: أخبَرَني ابنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عن عُقْبَةَ بنِ الحارِثِ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم العَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قامَ سَرِيعًا، دَخَلَ على بَعْضِ نِسائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَرَأَى ما فِي وُجُوهِ القَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ، فقالَ:«ذَكَرْتُ وَأَنا فِي الصَّلاةِ تِبْرًا عِنْدَنا، فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ -أَوْ: يَبِيتَ- عِنْدَنا، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ» .
(1)
زاد في (ب، ص): «قالَ» .
1222 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرٍ، عن الأَعْرَجِ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أُذِّنَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطانُ لَهُ ضُراطٌ، حَتَّى لا يَسْمَعُ
(1)
التَّأذِينَ، فَإِذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ أَقْبَلَ، فَإِذا ثُوِّبَ أَدْبَرَ، فَإِذا سَكَتَ أَقْبَلَ، فَلا يَزالُ بِالمَرْءِ يَقُولُ لَهُ: اذْكُرْ، ما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى».
قالَ أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إذا فَعَلَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ
(2)
فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو قاعِدٌ.
⦗ص: 616⦘
وَسَمِعَهُ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
1223 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عُثْمانُ بنُ عُمَرَ، قالَ: أخبَرَني
(1)
ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: يَقُولُ النَّاسُ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ. فَلَقِيتُ رَجُلًا فَقُلْتُ: بِما قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم البارِحَةَ فِي العَتَمَةِ؟ فقالَ: لا أَدْرِي. فَقُلْتُ: لَمْ تَشْهَدْها؟ قالَ: بَلَى. قُلْتُ: لَكِنْ أَنا أَدْرِي، قَرَأَ سُورَةَ كَذا وَكَذا.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ ما جاءَ فِي السَّهْوِ إذا قامَ مِنْ رَكْعَتَي الفَرِيضَةِ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الفَرْضِ» .
1224 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ
(1)
، عن ابنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ
(2)
:
عن عَبْدِ اللَّهِ ابنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: صَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ مِنْ بَعْضِ الصَّلَواتِ، ثُمَّ قامَ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَقامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ وَنَظَرْنا تَسْلِيمَهُ، كَبَّرَ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ، ثُمَّ سَلَّمَ.
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن الأعرج» .
1225 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ ابنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، لَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُما، فَلَمَّا
قَضَى صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ.
(2)
بابٌ: إذا صَلَّى خَمْسًا
1226 -
حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن إبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ خمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلاةِ؟ فَقالَ
(1)
: «وَما ذاكَ؟!» قالَ
(2)
: صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَما سَلَّمَ.
(1)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي بعض الأصول:«قالوا» كما في هامش (ب). وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
بابٌ: إذا سَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، أَوْ في ثَلاثٍ، فَسَجَدَ
(1)
سَجْدَتَيْنِ، مِثْلَ سُجُودِ الصَّلاةِ أَوْ أَطْوَلَ
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَجَدَ» .
1227 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: صَلَّى بِنا النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ -أَوِ: العَصْرَ- فَسَلَّمَ، فقالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: الصَّلاةُ يا رَسُولَ اللَّهَ أَنَقَصَتْ؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحابِهِ: «أَحَقٌّ ما يَقُولُ؟!» قالُوا: نَعَمْ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ
(2)
، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
قالَ سَعْدٌ: وَرَأَيْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى مِنَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فَسَلَّمَ، وَتَكَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى ما بَقِيَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقالَ: هَكَذا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي: «رسولُ الله» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أُخْراوَيْنِ» .
(4)
بابُ
(1)
مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ
وَسَلَّمَ أَنَسٌ والحَسَنُ وَلَمْ يَتَشَهَّدا.
وَقالَ قَتادَةُ: لا يَتَشَهَّدُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
1228 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكُ بنُ أَنَسٍ
(1)
، عن أَيُّوبَ بنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيانِيِّ، عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ، فقالَ لَهُ ذُو اليَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ
(2)
الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقالَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ؟!»
⦗ص: 619⦘
فقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ.
- حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمَةَ، قالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ تَشَهُّدٌ؟ قالَ
(4)
: لَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية الأصيلي.
(2)
ضبطت في (ق): (أَقُصِرَتِ)، وبالضبطين في (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «وَقال» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(5)
بابُ مَنْ يُكَبِّرُ
(1)
فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابٌ: يُكبِّرُ» .
1229 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ إِبْراهِيمَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلاتَيِ العَشِيِّ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَأَكْثرُ
(1)
ظَنِّي العَصْرَ
(2)
- رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قامَ إلى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ المَسْجِدِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عليها، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَهابا أَنْ يُكَلِّماهُ، وَخَرَجَ سَرَعانُ النَّاسِ، فقالُوا: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ؟ وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذُو اليَدَيْنِ
(3)
، فقالَ: أَنَسِيتَ أَمْ
(4)
قَصُرَتْ؟ فقالَ: «لَمْ أَنْسَ، وَلَمْ تُقْصَرْ
(5)
». قالَ: بَلَى، قَدْ نَسِيتَ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضَعَ رَأسَهُ فَكَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَكَبَّرَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وأكبرُ» ، وصحَّح عليها. وقد أهمل النقط في (ن)، ونقطها في (و، ق) بالمعجمة التحتية، وفي (ب) بالمثلثة، وبهما في (ص) وهو موافق لما في نسخة البقاعي والزاهدي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «العَصْرُ» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذا اليَدَيْنِ» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَوْ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «تَقْصُرْ» و «تَقْصِرْ» معًا.
1230 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ
(1)
، عن ابنِ شِهابٍ، عن الأَعْرَجِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ ابنِ بُحَيْنَةَ الأَسْدِيِّ، حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَكَبَّرَ
(2)
فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وهو جالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، وَسَجَدَهُما النَّاسُ مَعَهُ، مَكانَ ما نَسِيَ مِنَ الجُلُوسِ.
تابَعَهُ ابنُ جُرَيْجٍ، عن ابنِ شِهابٍ: فِي التَّكْبِيرِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «اللَّيْثُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُكَبِّرُ» .
(6)
بابٌ: إذا لَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى: ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ
1231 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشامُ بنُ أبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتَوائِيُّ، عن يَحْيَى بنِ أبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطانُ وَلَهُ
(1)
ضُراطٌ؛ حَتَّى لا يَسْمَعُ
(2)
الأَذانَ، فَإِذا قُضِيَ الأَذانُ
(3)
أَقْبَلَ، فَإِذا ثُوِّبَ بها أَدْبَرَ، فَإِذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطرَ
(4)
بَيْنَ المَرْءِ
(5)
وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذا وَكَذا. ما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى: ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَسْجُدْ
⦗ص: 621⦘
سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ».
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «لَهُ» .
(2)
هكذا ضبطها في (ن)، وأهمل ضبطها في (و، ب)، وضبطها في (ص) بالفتح.
(3)
في رواية أبي ذر: «قَضَى الأَذانَ» .
(4)
ضبطها في (ن) بضبطين: «يَخْطُرَ» ، و «يَخْطِرَ» ، وأهمل ضبطها في (و)، وضبطها في (ب، ص) بكسر الطاء.
(5)
بهامش اليونينية: قالَ القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ) بكسر الطاء، ضبطناه عن المتقنين، وقد سمعنا من أكثر الرواة:(يخطُر) بضم الطاء، والكسر هو الوجه في هذا، يعني: أنَّه يوسوس، ومنه رمح خَطَّارٌ؛ أي: ذو اضطراب، والفحل يَخْطِرُ بذنَبه إذا حرَّكه فضرب به فخذيه، وأما بضمِّ الطاء فمن السلوك والمرور؛ أي: يدنو منه فيمر بين نفسه وبينه، فيُذْهِلُهُ عما هو فيه، وبهذا فسَّره الشارحون للموطأ وغيرِه، وفَسَّر الخليل بالأول. اهـ.
(7)
بابُ السَّهْوِ فِي الفَرْضِ والتَّطَوُّعِ
وَسَجَدَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَجْدَتَينِ بَعْدَ وِتْرِهِ.
1232 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا قامَ يُصَلِّي، جاءَ الشَّيْطانُ فَلَبَسَ عَلَيْهِ
(1)
، حَتَّى لا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جالِسٌ».
(1)
وضع علامة التَّخفيف على باء «فلبس» في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قالَ القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: قوله: (فلَبَس عليه) بتخفيف الباء ومنهم مَن ثقَّلها، والتخفيف أفصح؛ من قوله عز وجل:{وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم} أي: خلط عليه أمر صلاته وشبَّهها عليه. اهـ.
(8)
بابٌ: إذا كُلِّمَ وهو يُصَلِّي فَأَشارَ بِيَدِهِ واسْتَمَعَ
1233 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ: أَنَّ ابنَ عَبَّاسٍ والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَزْهَرَ رضي الله عنهم أَرْسَلُوهُ إلى عائِشَةَ رضي الله عنها، فقالُوا: اقْرَأْ عَليْهَا السَّلامَ مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْها عن الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلاةِ العَصْرِ، وَقُلْ لَها: إنَّا أُخْبِرْنا
(1)
أنَّك تُصَلِّينَها
(2)
، وقَدْ بَلَغَنا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عنهما
(3)
. وَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: وكُنْتُ أَضْرِبُ النَّاسَ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ عَنْها
(4)
. فَقالَ
(5)
كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ على عائِشَةَ رضي الله عنها،
⦗ص: 622⦘
فَبَلَّغْتُها ما أَرْسَلُونِي، فقالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ، فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِها، فَرَدُّونِي إلى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ ما أَرْسَلُونِي بِهِ إلى عائِشَةَ.
فقالَت أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْها
(6)
، ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِما حِينَ صَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ
(7)
وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرامٍ مِنَ الأَنْصارِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الجارِيَةَ، فَقُلْتُ: قُومِي بِجَنْبِهِ، قُولِي
(8)
لَهُ: تَقُولُ لَكَ أُمُّ سَلَمَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُكَ تَنْهَى عن هاتَيْنِ، وَأَراكَ
تُصَلِّيهِما؟ فَإِنْ أَشارَ بِيَدِهِ فاسْتَأخِرِي عَنْهُ. فَفَعَلَتِ الجارِيَةُ، فَأَشارَ بِيَدِهِ، فاسْتَأخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: «يا بِنْتَ
(9)
أَبِي أُمَيَّةَ، سَأَلْتِ عن الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ، وَإِنَّهُ أَتانِي ناسٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ، فَشَغَلُونِي عن الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَهُما هاتانِ».
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «عَنْكِ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تُصَلِّينَهُما» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر في نسخة وروايةٍ عن ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«تُصَلِّيهِما» ، وفي رواية أخرى عن أبي ذر وابن عساكر:«تُصَلِّيها» .
(3)
المثبت في متن (و، ب، ص): «عنها» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«عَنْهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَنْهُ» ، وفي رواية الأصيلي:«عَنْهُما» .
(5)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
بهامش (ب): في أصول صحيحة زيادة لفظ: «عَلَيَّ» . اهـ. وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية.
(8)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقُولِي» .
(9)
في رواية أبي ذر: «يا ابْنَةَ» .
(9)
بابُ الإِشارَةِ فِي الصَّلاةِ
قالَهُ كُرَيْبٌ، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1234 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حازِمٍ:
عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَهُ: أَنَّ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، كانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِي أُناسٍ مَعَهُ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحانَتِ الصَّلاةُ، فَجاءَ بِلالٌ إلى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فقالَ: يا أَبا بَكْرٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ حُبِسَ، وَقَدْ حانَتِ الصَّلاةُ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ قالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ. فَأَقامَ بِلالٌ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَكَبَّرَ لِلنَّاسِ، وَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى قامَ فِي الصَّفِّ، فَأَخَذَ النَّاسُ فِي التَّصْفِيقِ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لا يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَفَتَ، فَإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَرَفَعَ أبو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَرَجَعَ القَهْقَرَى وَراءَهُ، حَتَّى قامَ فِي الصَّفِّ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى
⦗ص: 623⦘
لِلنَّاسِ
(1)
، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ على النَّاسِ، فقالَ: «يا أَيُّها النَّاسُ
(2)
، ما لَكُمْ حِينَ نابَكُمْ شَيْءٌ فِي الصَّلاةِ أَخَذْتُمْ فِي التَّصْفِيقِ؟! إِنَّما التَّصْفِيقُ لِلنِّساءِ، مَنْ نابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحانَ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ حِينَ يَقُولُ سُبْحانَ اللَّهِ إِلَّا التَفَتَ، يا أَبا بَكْرٍ ما مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ لِلنَّاسِ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟!». فقالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: ما كانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِالنَّاسِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أيُّها النَّاسُ» .
1235 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابنُ وَهْبٍ: حدَّثنا الثَّوْرِيُّ، عن هِشامٍ، عن فاطِمَةَ: عن أَسْماءَ، قالَتْ: دَخَلْتُ على عائِشَةَ رضي الله عنها، وَهِيَ تُصَلِّي قائِمَةً، والنَّاسُ قِيامٌ، فَقُلْتُ: ما شَأنُ النَّاسِ؟ فَأَشارَتْ بِرَأسِها إلى السَّماءِ، فَقُلْتُ
(1)
: آيَةٌ؟ فقالَت
(2)
بِرَأسِها: أَيْ نَعَمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قُلْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَأَشارَتْ» .
1236 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(1)
، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّها قالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ وهو شاكٍ
(2)
جالِسًا، وَصَلَّى وَراءَهُ قَوْمٌ قِيامًا، فَأَشارَ إِلَيْهِمْ أَنِ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«إِنَّما جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وَإِذا رَفَعَ فارْفَعُوا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ أبي أُوَيْسٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَهْوَ شاكِي» . وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل أبي ذر.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابٌ: فِي الجَنائِزِ، وَمَنْ كانَ آخِرُ كَلامِهِ
(1)
: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَقِيلَ لِوَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتاحُ
(2)
الجَنَّةِ؟ قالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتاحٍ لَهُ أَسْنانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، في الجنائز ومن كان آخرَ. . .» إلخ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«كتاب الجنائز، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، باب: ما جاء في الجنائز ومن كان آخرُ. . .» إلخ، وفي رواية ابن عساكر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كتاب الجنائز، ومن كان آخِر كلامه. . .» إلخ.
(2)
في رواية أبي ذر: «مِفْتاحَ» بالنصب.
1237 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا مَهْدِيُّ بنُ مَيْمُونٍ: حدَّثنا واصِلٌ الأَحْدَبُ، عن المَعْرُورِ بنِ سُوَيْدٍ:
عن أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَأخبَرَني -أَوْ قالَ: بَشَّرَنِي- أَنَّهُ مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» . قُلْتُ
(1)
: وَإِنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: «وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ» .
(1)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«فَقُلْتُ» .
1238 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
(1)
دَخَلَ النَّارَ». وَقُلْتُ أَنا: مَنْ ماتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
(2)
دَخَلَ الجَنَّةَ.
(1)
لفظة: «شَيْئًا» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(2)
لفظة: «شيئًا» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.
(2)
بابُ الأَمْرِ بِاتِّباعِ الجَنائِزِ
1239 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَشْعَثِ، قالَ: سَمِعْتُ مُعاوِيَةَ بنَ سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ:
⦗ص: 625⦘
عَنِ البَراءِ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: أَمَرَنا النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهانا عن سَبْعٍ: أَمَرَنا بِاتِّباعِ الجَنائِزِ، وَعِيادَةِ المَرِيضِ، وَإِجابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرارِ القَسَمِ، وَرَدِّ السَّلامِ، وَتَشْمِيتِ العاطِسِ. وَنَهانا عن آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَخاتَمِ الذَّهَبِ، والحَرِيرِ، والدِّيباجِ، والقَسِّيِّ، والإِسْتَبْرَقِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ عازِبٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
1240 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن الأَوْزاعِيِّ، قالَ: أخبَرَني ابنُ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «حَقُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ، وَإِجابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العاطِسِ» .
تابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قالَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ.
وَرَواهُ سَلَامَةُ
(1)
، عن عُقَيْلٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ رَوْحٍ» .
(3)
بابُ الدُّخُولِ على المَيِّتِ بَعْدَ المَوْتِ إذا أُدْرِجَ فِي كَفَنِهِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَكْفانِهِ» .
1241 -
1242 - حدَّثنا بِشْرُ بنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
، أَخْبَرَتْهُ قالَتْ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه على فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ، حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ، حَتَّى دَخَلَ على عائِشَةَ رضي الله عنها،
⦗ص: 626⦘
فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ
(2)
، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكَى فقالَ: بِأَبِي أَنْتَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، لا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا المَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ
(3)
فَقَدْ مُتَّها.
- قالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَأخبَرَني ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه خَرَجَ وَعُمَرُ رضي الله عنه يُكَلِّمُ النَّاسَ، فقالَ: اجْلِسْ. فَأَبَى، فقالَ:
اجْلِسْ. فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَمالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَتَرَكُوا عُمَرَ، فقالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ ماتَ، وَمَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، قالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ
(4)
} إِلَى: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. واللَّهِ
(5)
لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ
(6)
حَتَّى تَلاها أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَتَلَقَّاها منه النَّاسُ، فَما يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوها.
(1)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
ضبطها في (ب، ص) بكسر الباء وفتحها معًا، وبهامشهما: هكذا في اليونينية الباء مكسورة ومفتوحة. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كَتَبَ اللهُ عليك» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ}» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فَواللهِ» .
(6)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْزَلَها» . ونقل بهامش (ب، ص) عن هامش اليونينية زيادة توضيحية: «يعني هذه الآية» .
1243 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني خارِجَةُ بنُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ:
أَنَّ أُمَّ العَلاءِ -امْرَأَةٌ
(1)
مِنَ الأَنْصارِ بايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ اقْتُسِمَ
(2)
المُهاجِرُونَ قُرْعَةً، فَطارَ لَنا عُثْمانُ بنُ مَظْعُونٍ، فَأَنْزَلْناهُ فِي أَبْياتِنا، فَوَجِعَ
(3)
وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوابِهِ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبا السَّائبِ، فَشَهادَتِي عَلَيْكَ لقد أَكْرَمَكَ اللَّهُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَما يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟!
(4)
» فَقُلْتُ:
⦗ص: 627⦘
بِأَبِي أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقالَ
(5)
: «أَمَّا هو فَقَدْ جاءَهُ اليَقِينُ، واللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ، واللَّهِ ما أَدْرِي وَأَنا رَسُولُ اللَّهِ ما يُفْعَلُ بِي
(6)
». قالَتْ: فَواللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا.
- حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ مِثْلَهُ.
وَقالَ نافِعُ بنُ يَزِيدَ، عن عُقَيْلٍ:«ما يُفْعَلُ بِهِ» .
وَتابَعَهُ شُعَيْبٌ وَعَمْرُو بنُ دِينارٍ وَمَعْمَرٌ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «امْرَأَةً» ، وهي هكذا ضبطت في (و، ب)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (ص) بالرفع.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «قَدْ أكْرَمَهُ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «قال» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما يفعل بِهِ» . وعزاها في الفتح إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ثم قال: «وهو غلط منه» .
1244 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ المُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي، جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عن وَجْهِهِ
(1)
، أَبْكِي وَيَنْهَوْنِي
(2)
عَنْهُ
(3)
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنْهانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فاطِمَةُ تَبْكِي، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَبْكِينَ أَوْ لا تَبْكِينَ، ما زالَتِ
(4)
المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِها حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ».
تابَعَهُ ابنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني ابنُ المُنْكَدِرِ
(5)
: سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «ويَنْهَوْنَنِي» .
(3)
لفظة: «عنه» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَما زالَتْ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «محمدُ بنُ المَنْكَدِرِ» . كتبت بالحمرة.
(4)
بابُ الرَّجُلِ يَنْعَى إلى أَهْلِ المَيِّتِ بِنَفْسِهِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «نَفْسَهُ» .
1245 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
⦗ص: 628⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجاشِيَّ فِي اليَوْمِ الَّذِي ماتَ فِيهِ، خَرَجَ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
1246 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا
(1)
أَيُّوبُ، عن حُمَيْدِ بنِ هِلالٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ -وَإِنَّ عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفانِ- ثُمَّ أَخَذَها خالِدُ بنُ الوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(5)
بابُ الإِذْنِ بِالجَنازَةِ
وَقالَ أَبُو رافِعٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلا آذَنْتُمُونِي؟!»
1247 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعاوِيَةَ، عن أَبِي إِسْحاقَ الشَّيْبانِيِّ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: ماتَ إِنْسانٌ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَماتَ بِاللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أخبَرُوهُ، فقالَ:«ما مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟!» قالُوا: كانَ اللَّيْلُ، فَكَرِهْنا -وَكانَتْ ظُلْمَةٌ- أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ. فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
(6)
بابُ فَضْلِ مَنْ ماتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَ
(1)
، وَقالَ اللَّهُ
(2)
عز وجل: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]
(1)
في رواية الأصيلي: «فاحْتَسَبَهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقَوْلُِ اللهِ» ، ولم تضبط كلمة «قول» في الأصلين، وضبطت في (ب) بالرفع وفي (ص) بالنصب.
1248 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِمٍ، يُتَوَفَّى لَهُ ثَلاثٌ
(1)
لَمْ
⦗ص: 629⦘
يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ».
(1)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«ثَلاثَةٌ» .
1249 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَصْبَهانِيِّ
(2)
، عن ذَكْوانَ:
عن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ النِّساءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ لَنا يَوْمًا. فَوَعَظَهُنَّ، وَقالَ
(3)
: «أَيُّما امْرَأَةٍ ماتَ لَها ثَلاثَةٌ
(4)
مِنَ الوَلَدِ، كانُوا
(5)
حِجابًا مِنَ النَّارِ». قالَتِ امْرَأَةٌ: واثْنانِ؟ قالَ: «واثْنانِ» .
1250 -
وَقالَ شَرِيكٌ
(6)
، عن ابنِ الأَصْبَهانِيِّ
(7)
: حدَّثني أَبُو صالِحٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
(8)
رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبَرَنا» .
(2)
ضُبطت الهمزة في اليونينية بالفتح وهو المثبت، وبالكسر:«الإِصْبَهانِيِّ» ، وأخذ ضبطها من نسخة الزاهدي إذ أهمل ضبطها في باقي الأصول.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ثَلاثٌ» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كُنَّ» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«كانوا لها» .
(6)
قول شريك مقدَّم على حديث شعبة في رواية أبي ذر.
(7)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الإِصْبَهانِيِّ» .
(8)
قوله: «وأبي هريرة» ثابت في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص).
1251 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، فَيَلِجَ النَّارَ، إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ» .
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71].
(1)
(1)
قوله: «قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(7)
بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ عِنْدَ القَبْرِ: اصْبِرِي
1252 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ثابِتٌ:
⦗ص: 630⦘
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَبْكِي، فقالَ:«اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي» .
(8)
بابُ غُسْلِ المَيِّتِ وَوُضُوئِهِ بِالماءِ والسِّدْرِ
وَحَنَّطَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما ابنًا لِسَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، وَحَمَلَهُ وَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّا.
وَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: المُسْلِمُ لا يَنْجُسُ حَيًّا وَلا مَيِّتًا.
وَقالَ سَعِيدٌ
(1)
: لَوْ كانَ نَجِسًا ما مَسِسْتُهُ
(2)
.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «المُؤمِنُ لا يَنْجُسُ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَعْدٌ» كتبت بالحمرة. قال في الفتح: «وهو الأولى، وهو سعد بن أبي وقاص» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1253 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ، عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصارِيَّةِ رضي الله عنها، قالَتْ: دَخَلَ علينا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ تُوُفِّيَتِ ابنَتُهُ، فقالَ:«اغْسِلْنَها ثَلاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكِ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكِ، بِماءٍ وَسِدْرٍ، واجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كافُورًا -أَوْ شَيْئًا مِنْ كافُورٍ- فَإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» . فَلَمَّا فَرَغْنا
(1)
آذَنَّاهُ
فَأَعْطانا حَقْوَهُ، فقالَ: «أَشْعِرْنَها إِيَّاها
(2)
». تَعْنِي إِزارَهُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «فَرَغْنَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إيَّاهُ» . كتبت بالحمرة.
(9)
بابُ ما يُسْتَحَبُّ أَنْ يُغْسَلَ وِتْرًا
1254 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابنَتَهُ، فقالَ:«اغْسِلْنَها ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك، بِماءٍ وَسِدْرٍ، واجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كافُورًا، فَإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» . فَلَمَّا فَرَغْنا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنا حَقْوَهُ، فقالَ:«أَشْعِرْنَها إِيَّاهُ» . فَقالَ
(2)
أَيُّوبُ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُحَمَّدٍ، وَكانَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ:«اغْسِلْنَها وِتْرًا» . وَكانَ فِيهِ: «ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا» ، وَكانَ فِيهِ أَنَّهُ قالَ: «ابْدَؤُوا
(3)
بِمَيامِنِها، وَمَواضِعِ الوُضُوءِ مِنْها
(4)
». وَكانَ فِيهِ: أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قالَتْ: وَمَشَطْناها ثَلاثَةَ قُرُونٍ.
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «ابْدَأْنَ» .
(4)
لفظة: «منها» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. وقد كتبت في متن اليونينية بالحمرة.
(10)
بابٌ: يُبْدَأُ بِمَيامِنِ المَيِّتِ
1255 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا خالِدٌ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَسْلِ ابنَتِهِ: «ابْدَأنَ بِمَيامِنِها وَمَواضِعِ الوُضُوءِ مِنْها» .
(11)
بابُ مَواضِعِ الوُضُوءِ مِنَ المَيِّتِ
1256 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن سُفْيانَ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا غَسَّلْنا بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَنا، وَنَحْنُ نَغْسِلُها: «ابْدَؤُوْا
(1)
بِمَيامِنِها وَمَواضِعِ الوُضُوءِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «ابْدَأْنَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «منها» .
(12)
بابٌ: هَلْ تُكَفَّنُ المَرْأَةُ فِي إِزارِ الرَّجُلِ؟
1257 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمَّادٍ: أخبَرَنا ابنُ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ قالَتْ
(1)
: تُوُفِّيَتْ بِنْتُ
(2)
النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فقالَ لَنا: «اغْسِلْنَها ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك إِنْ رَأَيْتُنَّ، فَإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» . فَلَمَّا فَرَغْنا آذَنَّاهُ، فَنَزَعَ مِنْ حَقْوِهِ إِزارَهُ، وَقالَ:«أَشْعِرْنَها إِيَّاهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قالَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «ابْنَةُ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
(13)
بابٌ: يَجْعَلُ الكافُورَ
(1)
فِي آخِرِهِ
(1)
في رواية أبي ذر: «يُجْعَلُ الكافورُ» .
1258 -
1259 - حدَّثنا حامِدُ بنُ عُمَرَ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ قالَت: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَناتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ
(1)
فقالَ: «اغْسِلْنَها ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك إِنْ رَأَيْتُنَّ، بِماءٍ وَسِدْرٍ، واجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كافُورًا -أَوْ: شَيْئًا مِنْ كافُورٍ- فَإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» . قالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنا حَقْوَهُ، فقالَ:«أَشْعِرْنَها إِيَّاهُ» .
- وَعَنْ أَيُّوبَ، عن حَفْصَةَ، عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها
(2)
بِنَحْوِهِ. وَقالَتْ
(3)
: إِنَّهُ قالَ: «اغْسِلْنَها ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ» . قالَتْ حَفْصَةُ: قالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها: وَجَعَلْنا رَأسَها ثَلاثَةَ قُرُونٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في (ب، ص): «رضي الله عنهما» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية: بالتثنية. اهـ.
(3)
في رواية الأصيلي: «قالت» .
(14)
بابُ نَقْضِ شَعَرِ المَرْأَةِ
وَقالَ ابنُ سِيرِينَ: لا بَأسَ أَنْ
يُنْقَضَ شَعَرُ المَيِّتِ.
(1)
(1)
في رواية ابن عساكر و [ق] وروايةٍ لأبي ذر: «شَعَرُ المَرْأةِ» ، وفي روايةٍ أخرى لأبي ذر:«. . . أن ينقضَ شَعَرٌ» بغير إضافة.
1260 -
حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ
(1)
: أخبَرَنا ابنُ جُرَيْجٍ: قالَ أَيُّوبُ: وَسَمِعْتُ
(2)
حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ، قالَتْ:
حَدَّثَتْنا أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها: أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأسَ بِنْتِ
(3)
رَسُولِ اللهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم ثَلاثةَ قُرُونٍ، نَقَضْنَهُ ثُمَّ غَسَلْنَهُ، ثُمَّ جَعَلْنَهُ ثَلاثَةَ قُرُونٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدّثنا ابنُ وَهْب» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ابْنة» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيِّ» .
(15)
بابٌ: كَيْفَ الإِشْعارُ لِلْمَيِّتِ
وَقالَ الحَسَنُ: الخِرْقَةُ الخامِسَةُ تَشُدُّ بها الفَخِذَيْنِ والوَرِكَيْنِ
(1)
، تَحْتَ الدِّرْعِ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تُشَدُّ بها الفَخِذانِ والوَرِكانِ» .
1261 -
حدَّثنا أحْمَدُ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ
(1)
: أخبَرَنا ابنُ جُرَيْجٍ: أنَّ أيُّوبَ أخبَرَهُ، قالَ: سَمِعْتُ ابنَ سِيرِينَ يَقُولُ:
جاءَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها -امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ مِنَ اللَّاتِي بايَعْنَ
(2)
قَدِمَتِ البَصْرَةَ- تُبادِرُ ابنًا لَها فَلَمْ تُدْرِكْهُ، فَحَدَّثَتْنا قالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنا النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابنَتَهُ فقالَ: «اغْسِلْنَها
⦗ص: 634⦘
ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِماءٍ وَسِدْرٍ، واجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كافُورًا، فَإِذا
(4)
فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي». قالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنا، أَلْقَى إِلَيْنا حَقْوَهُ، فقالَ:«أَشْعِرْنَها إِيَّاهُ» . وَلَمْ يَزِدْ
(5)
على ذَلِكَ، وَلا أَدْرِي أَيُّ بَناتِهِ. وَزَعَمَ أَنَّ الإِشْعارَ: الفُفْنَها فِيهِ.
وَكَذَلِكَ كانَ ابنُ سِيرِينَ يَأمُرُ بِالمَرْأَةِ أَنْ تُشْعَرَ وَلا تُؤْزَرَ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنُ وَهْبٍ» . «لا الحمرة إلى»
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ونسخة من رواية ابن عساكر زيادة: «النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية الأصيلي: «ولم تَزِدْ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ولا تُؤَزَّرَ» .
(16)
بابٌ: هَلْ
(1)
يُجْعَلُ شَعَرُ المَرْأَةِ ثَلاثَةَ قُرُونٍ؟
(1)
لفظة: «هل» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1262 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشامٍ، عن أُمِّ الهُذَيْلِ
(1)
:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَتْ: ضَفَرْنا شَعَرَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. تَعْنِي: ثَلاثَةَ قُرُونٍ.
وَقالَ
(2)
وَكِيعٌ: قالَ سُفْيانُ
(3)
: ناصِيَتَها وَقَرْنَيْها.
(1)
بهامش اليونينية: هي حفصة بنت سيرين. اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي: «قال» . قارن بما في السلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن سُفْيانَ» . كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية.
(17)
بابٌ: يُلْقَى شَعَرُ المَرْأَةِ خَلْفَها
(1)
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة، ورواية أبي ذر عن المُستملي:«بابٌ: يُجْعَلُ شَعَرُ المرأةِ خَلْفَها ثَلاثةَ قُرُونٍ» .
1263 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن هِشامِ بنِ حَسَّانَ
(1)
، قالَ: حَدَّثَتْنا حَفْصَةُ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَناتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتانا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«اغْسِلْنَها بِالسِّدْرِ وِتْرًا، ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، واجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كافُورًا -أَوْ: شَيْئًا مِنْ كافُورٍ- فَإِذا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي» . فَلَمَّا فَرَغْنا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنا حَقْوَهُ، فَضَفَرْنا
⦗ص: 635⦘
شَعَرَها ثَلاثَةَ قُرُونٍ، وَأَلْقَيْناها
(2)
خَلْفَها.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «حَسَّانٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فألْقَيْناها» .
(18)
بابُ الثِّيابِ البِيضِ لِلْكَفَنِ
1264 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: أخبَرَنا هِشامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوابٍ يَمانِيَةٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهِنَّ
(2)
قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ المُبارَكِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فِيها» .
(19)
بابُ الكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ
1265 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قالَ: بَيْنَما رَجُلٌ واقِفٌ بِعَرَفَةَ
إِذْ وَقَعَ عن راحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ -أَوْ قالَ: فَأَوْقَصَتْهُ- قالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تُحَنِّطُوهُ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّيًا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فقال» .
(20)
بابُ الحَنُوطِ لِلْمَيِّتِ
1266 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بَيْنَما رَجُلٌ واقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ مِنْ راحِلَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ -أَوْ قالَ: فَأَقْعَصَتْهُ- فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ
⦗ص: 636⦘
فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تُحَنِّطُوهُ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّيًا».
(21)
بابٌ: كَيْفَ يُكَفَّنُ المُحْرِمُ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر.
1267 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: أخبَرَنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: أَنَّ رَجُلًا وَقَصَهُ بَعِيرُهُ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو مُحْرِمٌ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّدًا
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «مُلَبِّيًا» .
1268 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن عَمْرٍو، وَأَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ
(1)
:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قالَ: كانَ رَجُلٌ واقِفٌ
(2)
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، فَوَقَعَ عن راحِلَتِهِ -قالَ أَيُّوبُ: فَوَقَصَتْهُ، وَقالَ عَمْرٌو: فَأَقْصَعَتْهُ
(3)
- فَماتَ، فقالَ:«اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تُحَنِّطُوهُ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ» قالَ أَيُّوبُ: «يُلَبِّي» . وَقالَ عَمْرٌو: «مُلَبِّيًا» .
(1)
قوله: «بن جبير» ليس في نسخة. «لا الحمرة إلى»
(2)
في رواية أبي ذر: «واقِفًا» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَأَقْعَصَتْهُ» .
(22)
بابُ الكَفَنِ فِي القَمِيصِ الَّذِي يُكَفُّ، أَوْ لا يُكَفُّ، وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ
(1)
(1)
في روايه أبي ذر عن الحَمُّويي: «بابُ الكَفَنِ فِي القَمِيصِ الَّذِي يُكَفُّ أَوْ لا يُكَفُّ» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«بابُ الكَفَنِ فِي القَمِيصِ لا يُكَفُّ» ، وفي روايته عن المُستملي:«بابُ الكَفَنِ فِي القَمِيصِ، ومَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ» . والباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر.
1269 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
⦗ص: 637⦘
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ لَمَّا تُوُفِّي جاءَ ابنُهُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ
(1)
، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، واسْتَغْفِرْ لَهُ. فَأَعْطاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فقالَ:«آذِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ» . فَآذَنَهُ، فَلَمَّا أَرادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ رضي الله عنه، فقالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ نَهاكَ أَنْ تُصَلِّيَ على المُنافِقِينَ؟! فقالَ: «أَنا بَيْنَ خِيرَتَيْنِ؛ قالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]» . فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَنَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا
(2)
} [التوبة: 84].
(1)
قوله: «يا رسول الله» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}» .
1270 -
حدَّثنا مالِكُ بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا ابنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو:
سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه قالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ بَعْدَما دُفِنَ، فَأَخْرَجَهُ، فَنَفَثَ فِيهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ
قَمِيصَهُ.
(23)
بابُ الكَفَنِ بِغَيْرِ قَمِيصٍ
1271 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشامٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ثَلاثَةِ أَثْوابِ سَحُولَ
(1)
كُرْسُفٍ، لَيْسَ فيها قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «أَثْوابٍ سَحُولٍ» .
1272 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ: حدَّثني أَبِي:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوابٍ، لَيْسَ فيها قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ.
(24)
بابُ
(1)
الكَفَنِ وَلا عِمامَةٌ
(2)
(1)
الباب والترجمة ثابتان في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«بابُ الكَفَنِ في الثِّيابِ البِيضِ» بدلًا منه.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «بِلا عِمامَةٌ» .
1273 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فيها قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ.
(25)
بابُ
(1)
: الكَفَنُِ مِنْ جَمِيعِ المالِ
وَبِهِ قالَ عَطاءٌ، والزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ دِينارٍ، وَقَتادَةُ.
وَقالَ عَمْرُو بنُ دِينارٍ: الحَنُوطُ مِنْ جَمِيعِ المالِ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ: يُبْدَأُ بِالكَفَنِ، ثُمَّ بِالدَّيْنِ، ثُمَّ بِالوَصِيَّةِ.
وَقالَ سُفْيانُ: أَجْرُ
(2)
القَبْرِ والغَسْلِ هو مِنَ الكَفَنِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وصحَّح في اليونينيَّة بعدها.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1274 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، قالَ: أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رضي الله عنه يَوْمًا بِطَعامِهِ، فقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وَكانَ خَيْرًا مِنِّي، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ ما يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ
(1)
، وَقُتِلَ حَمْزَةُ -أَوْ رَجُلٌ آخَرُ- خَيْرٌ مِنِّي، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ ما يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ
(2)
، لقد خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ
(3)
قَدْ عُجِّلَتْ لَنا طَيِّباتُنا فِي حَياتِنا الدُّنْيا. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا بُرْدُهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا بُرْدُهُ» .
(3)
لم تنقط الياء في (ن)، ونقطت في (و) بالفوقية، وفي (ص، ب) بالتحتية.
(26)
بابٌ: إذا لَمْ يُوجَدْ إِلَّا ثَوْبٌ واحِدٌ
1275 -
حدَّثنا ابنُ مُقاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِيهِ
⦗ص: 639⦘
إِبْراهِيمَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ رضي الله عنه أُتِيَ بِطَعامٍ، وَكانَ صائمًا، فقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، وهو خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ
(2)
: إِنْ غُطِّيَ رَأسُهُ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاهُ بَدا رَأسُهُ. وَأُراهُ قالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ، وهو خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنا مِنَ الدُّنْيا ما بُسِطَ-أَوْ قالَ: أُعْطِينا مِنَ الدُّنْيا ما أُعْطِينا- وَقَدْ خَشِينا أَنْ تَكُونَ حَسَناتُنا عُجِّلَتْ لَنا. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعامَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «محمدُ بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في بُرْدِهِ» .
(27)
بابٌ: إذا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا، إِلَّا ما يُوارِي رَأسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ، غَطَّى رَأسَهُ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «غُطِّيَ به رَأسُهُ» .
1276 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ غِياثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ:
حدَّثنا خَبَّابٌ رضي الله عنه، قالَ: هاجَرْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنا على اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ ماتَ لَمْ يَأكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ -وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ
(1)
، فهو يَهْدِبُها- قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ نَجِدْ ما نُكَفِّنُهُ
(2)
إِلَّا بُرْدَةً، إذا غَطَّيْنا بها رَأسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذا غَطَّيْنا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأسُهُ، فَأَمَرَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأسَهُ،
وَأَنْ نَجْعَلَ على رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ثَمَرَةٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
(28)
بابُ مَنِ اسْتَعَدَّ الكَفَنَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في نسخة.
1277 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عن سَهْلٍ رضي الله عنه: أَنَّ امْرَأَةً جاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ، فيها حاشِيَتُها -أَتَدْرُونَ
(1)
ما البُرْدَةُ؟ قالُوا: الشَّمْلَةُ. قالَ: نَعَمْ- قالَتْ: نَسَجْتُها بِيَدِي فَجِئْتُ لأَكْسُوَكَها. فَأَخَذَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتاجًا إِلَيْها، فَخَرَجَ إِلَيْنا وَإِنَّها إِزارُهُ، فَحَسَّنَها فُلانٌ فقالَ: اكْسُنِيها، ما أَحْسَنَها!
⦗ص: 640⦘
قالَ القَوْمُ: ما أَحْسَنْتَ؛ لَبِسَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتاجًا
(2)
إِلَيْها، ثُمَّ سَأَلْتَهُ، وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لا يَرُدُّ؟! قالَ: إِنِّي واللَّهِ، ما سَأَلْتُهُ لأَلْبَسَهُ، إِنَّما سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي. قالَ سَهْلٌ: فَكانَتْ كَفَنَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَدْرُونَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «محتاجٌ» بالرفع.
(29)
بابُ اتِّباعِ النِّساءِ الجَنايزَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «الجنازةَ» . كتبت بالحمرة.
1278 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن خالِدٍ
(1)
، عن أُمِّ الهُذَيْلِ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَت
(2)
: نُهِينا عن اتِّباعِ الجَنائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الحَذَّاءِ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «أنَّها قالت» .
(30)
بابُ حَدِّ
(1)
المَرْأَةِ على غَيْرِ زَوْجِها
(1)
في رواية أبي ذر: «إحداد» . كتبت بالحمرة.
1279 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: حدَّثنا سَلَمَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ:
قالَ: تُوُفِّيَ ابنٌ لِأُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها، فَلَمَّا كانَ اليَوْمُ الثَّالِثُ
(1)
، دَعَتْ بِصُفْرَةٍ فَتَمَسَّحَتْ بِهِ، وَقالَتْ: نُهِينا أَنْ نُحِدَّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثٍ إِلَّا بِزَوْجٍ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «يَوْمُ الثالثِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «لِزَوْجٍ» .
1280 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا أيُّوبُ بنُ مُوسَى، قالَ: أخبَرَني حُمَيْدُ بنُ نافِعٍ:
عن زَيْنَبَ ابنَةِ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ قالَتْ: لَمَّا جاءَ نَعْيُ
(2)
أَبِي سُفْيانَ مِنَ الشَّامِ، دَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها بِصُفْرَةٍ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، فَمَسَحَتْ عارِضَيْها وَذِراعَيْها، وَقالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عن هَذا لَغَنِيَّةً؛ لَوْلا
⦗ص: 641⦘
(3)
أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلَّا على زَوْجٍ، فَإِنَّها تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «نَعِيُّ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1281 -
1282 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عن حُمَيْدِ بنِ نافِعٍ:
عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ أخبَرَتْهُ قالَتْ: دَخَلْتُ على أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ، تُحِدُّ على مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلَّا على زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» .
ثُمَّ دَخَلْتُ على زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوها، فَدَعَتْ بِطِيْبٍ فَمَسَّتْ
(1)
، ثُمَّ قالَتْ: ما لِي بِالطِّيبِ مِنْ حاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ
(2)
: «لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ،
(3)
تُحِدُّ على مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلَّا على زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «يقولُ» . كتبت بالحمرة.
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(31)
بابُ زِيارَةِ القُبُورِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر.
1283 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ثابِتٌ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فقالَ:«اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي» . قالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي. وَلَمْ تَعْرِفْهُ
(1)
، فَقِيلَ لَها: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَتْ بابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فقالَت: لَمْ أَعْرِفْكَ. فقالَ: «إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» .
(1)
قوله: «وَلَمْ تَعْرِفْهُ» ليست في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي.
(32)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبَعْضِ بُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»
إذا كانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6].
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ راعٍ وَمَسْؤُوْلٌ عن رَعِيَّتِهِ» .
فَإِذا لَمْ تَكُنْ
(1)
مِنْ سُنَّتِهِ، فهو كَما قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: {لَا تَزِرُ
(2)
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]
وهو كَقَوْلِهِ: {وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} ذُنُوبًا {إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} [فاطر: 18]، وَما يُرَخَّصُ مِنَ البُكاءِ فِي غَيْرِ نَوْحٍ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كانَ على ابنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِها» ؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالتحتية.
(2)
في رواية أبي ذر: {وَلَا تَزِرُ} .
1284 -
حدَّثنا عَبْدانُ وَمُحَمَّدٌ، قالا: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عاصِمُ بنُ سُلَيْمانَ، عن أَبِي عُثْمانَ، قالَ:
حدَّثني أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قالَ: أَرْسَلَتِ ابنَةُ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ: إِنَّ ابنًا لِي قُبِضَ فأْتِنا. فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ
(2)
السَّلامَ، وَيَقُولُ:«إِنَّ لِلَّهِ ما أَخَذَ وَلَهُ ما أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» . فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأتِيَنَّها، فَقامَ وَمَعَهُ
(3)
سَعْدُ بنُ عُبادَةَ، وَمُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بنُ ثابِتٍ، وَرِجالٌ، فَرُفِعَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفَسُهُ يَتَقَعْقَعُ
(4)
-قالَ: حَسِبْتُهُ
(5)
أَنَّهُ قالَ: كَأَنَّها شَنٌّ- فَفاضَتْ
(6)
عَيْناهُ، فقالَ سَعْدٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما هَذا؟ فقالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَها اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبادِهِ، وَإِنَّما
(7)
يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءُ
(8)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَعَهُ» .
(4)
في (ب، ص، ق): «وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ» . وأهمل ضبطها في (ن).
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «وفاضَتْ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فإِنَّما» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الرُّحَماءَ» ، وصحَّح عليها.
1285 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ، عن هِلالِ بنِ عَلِيٍّ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْنا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، قالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ على القَبْرِ، قالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعانِ، قالَ: فقالَ: «هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقارِفِ اللَّيْلَةَ؟» فقالَ أَبُو طَلْحَةَ: أنا. قالَ: «فانْزِلْ» . قالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِها.
(1)
في رواية أبي ذر: «للنبيِّ» .
1286 -
1287 - 1288 - حدَّثنا عَبْدانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ: أخبَرَنا ابنُ جُرَيْجٍ، قالَ:
أخبَرَنيْ عَبْدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ: تُوُفِّيَتِ ابنَةٌ لِعُثْمانَ رضي الله عنه بِمَكَّةَ، وَجِئْنا لِنَشْهَدَها، وَحَضَرَها ابنُ عُمَرَ وابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، وَإِنِّي لَجالِسٌ بَيْنَهُما -أَوْ قالَ: جَلَسْتُ إلى أَحَدِهِما ثُمَّ جاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إلى جَنْبِي- فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمَرَ رضي الله عنهما لِعَمْرِو بنِ
عُثْمانَ: أَلا تَنْهَى عن البُكاءِ؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ
(1)
». فقالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قَدْ كانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ قالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالبَيْداءِ، إذا هو بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ، فقالَ: اذْهَبْ فانْظُرْ مَنْ هَؤُلاءِ الرَّكْبُ؟ قالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذا صُهَيْبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ، فقالَ: ادْعُهُ لِي. فَرَجَعْتُ إلى صُهَيْبٍ فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ، فالحَقْ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ
(2)
، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ، دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي، يَقُولُ: وا أَخاهْ، وا صاحِباهْ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يا صُهَيْبُ، أَتَبْكِي عَلَيَّ؛ وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» ؟! قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَلَمَّا ماتَ عُمَرُ رضي الله عنه، ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعائشَةَ رضي الله عنها، فقالت: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، واللَّهِ ما حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ بِبُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الكافِرَ عَذابًا بِبُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» . وَقالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآنُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عِنْدَ ذَلِكَ: واللَّهُ هو أَضْحَكَ وَأَبْكَى. قالَ ابنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: واللَّهِ ما قالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما شَيْئًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ولكِنْ رَسُولُ اللهِ» .
1289 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِيْهِ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمنِ أنَّها أخبَرَتْهُ:
أنَّها سَمِعَتْ عائشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: إِنَّما مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على يَهُودِيَّةٍ يَبْكِي عَلَيْها أَهْلُها، فقالَ:«إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْها، وَإِنَّها لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِها» .
1290 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ خَلِيلٍ: حدَّثنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ -وهو الشَّيْبانِيُّ - عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رضي الله عنه، جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وا أَخاهْ. فقالَ عُمَرُ: أَما عَلِمْتَ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكاءِ الحَيِّ» ؟!
(33)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ النِّياحَةِ على المَيِّتِ
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْهُنَّ يَبْكِينَ على أَبِي سُلَيْمانَ
(1)
، ما لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أَوْ لَقْلَقَةٌ.
والنَّقْعُ: التُّرابُ على الرَّأسِ، واللَّقْلَقَةُ: الصَّوْتُ.
(1)
بهامش اليونينية: أبُو سُلَيْمانَ هو خالدُ بن الوَليدِ رضي الله عنه. اهـ.
1291 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُبَيْدٍ، عن عَلِيِّ بنِ رَبِيعَةَ:
عَنِ المُغِيرَةِ رضي الله عنه، قالَ
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ على أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ نِيحَ
(2)
عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِما نِيحَ
(3)
عَلَيْهِ».
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «قال: قال» (ب، ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي هكذا في روايةٍ لأبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«مَنْ يُنَحْ» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مَنْ يُناحُ» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بما يُناحُ» (ب، ص).
1292 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن قَتادَةَ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عَنِ
ابنِ عُمَرَ:
⦗ص: 645⦘
عن أَبِيهِ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«المَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِما نِيحَ عَلَيْهِ» .
تابَعَهُ عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ: حدَّثنا قَتادَةُ.
وَقالَ آدَمُ، عن شُعْبَةَ:«المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكاءِ الحَيِّ عَلَيْهِ» .
1293 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا ابنُ المُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا، فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ، فَنَهانِي قَوْمِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ، فَنَهانِي قَوْمِي، فَأَمَرَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ صائِحَةٍ، فقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» فقالوا: ابنَةُ عَمْرٍو، أَوْ: أُخْتُ عَمْرٍو. قالَ: «فَلِمَ تَبْكِي؟! -أَوْ: لا تَبْكِي- فَما زالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ
(2)
بِأَجْنِحَتِها حَتَّى رُفِعَ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «بِهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تُظِلُّ» (ن، ق)، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الحَمُّويي والمُستملي.
(35)
بابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الجُيُوبَ
1294 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا زُبَيْدٌ اليامِيُّ
(1)
، عن إِبْراهِيمَ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ
(2)
الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ».
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الإِيامِيُّ» .
(2)
في نسخة ورواية [ق]: «لَكَمَ» (ب، ص).
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(36)
بابٌ: رَثَى النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم سَعْدَ بنَ خَوْلَةَ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بابُ رِثاءِ النَّبيِّ» .
1295 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عامَ حَجَّةِ الوَداعِ، مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الوَجَعِ، وَأَنا ذُو مالٍ، وَلا يَرِثُنِي إِلَّا ابنَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مالِي؟ قالَ:«لا» . فَقُلْتُ: بِالشَّطْرِ
(1)
؟ فقالَ: «لا» . ثُمَّ قالَ: «الثُّلُثُ والثُّلْثُ كَبِيرٌ -أَوْ: كَثِيرٌ- إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِياءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِها، حَتَّى ما تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ» . فَقُلْتُ
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ
(3)
بَعْدَ أَصْحابِي؟ قالَ: «إِنَّكَ لَنْ
(4)
تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا صالِحًا إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَُّهُمْ على أَعْقابِهِمْ، لَكِنِ البائسُ سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ». يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ ماتَ بِمَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فالشَّطْرُ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قُلْتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَأُخَلَّفُ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْ» .
(37)
بابُ ما يُنْهَى مِنَ الحَلْقِ عِنْدَ المُصِيبَةِ
1296 -
وَقال
(1)
الحَكَمُ بنُ مُوسَى: حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جابِرٍ: أَنَّ
القاسِمَ بنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ، قالَ: حدَّثني أَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ:
وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا
(2)
، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَرَأسُهُ فِي حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ
⦗ص: 647⦘
عَلَيْها شَيْئًا، فَلَمَّا أَفاقَ قالَ: أَنا
(3)
بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ منه رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ، والحالِقَةِ، والشَّاقَّةِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثنا» . قالَ في الفتح: «وهو وهم؛ فإنَّ الذين جمعوا رجال البخاري في صحيحه أطبقوا على ترك ذكره في شيوخه، فدلَّ على أنَّ الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق» . اهـ.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «شَدِيدًا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إنِّي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «. . مِمَّنْ بَرِئَ منه مُحَمَّدٌ» .
(38)
بابٌ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ
1297 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ» .
(39)
بابُ ما يُنْهَى مِنَ الوَيْلِ وَدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ عِنْدَ المُصِيبَةِ
1298 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ» .
(1)
(1)
الباب والترجمة والحديث ليسوا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ.
(40)
بابُ مَنْ جَلَسَ عِنْدَ المُصِيبَةِ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ
1299 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قالَ: أخبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قالَتْ:
سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا جاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابنِ
(1)
حارِثَةَ وَجَعْفَرٍ وابْنِ رَواحَةَ، جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ، وَأَنا أَنْظُرُ مِنْ صائِرِ البابِ: شَقِّ البابِ، فَأَتاهُ رَجُلٌ فقالَ: إِنَّ نِساءَ جَعْفَرٍ. وَذَكَرَ بُكاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهاهُنَّ، فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتاهُ الثَّانِيَةَ:
(2)
لَمْ يُطِعْنَهُ، فقالَ:«انْهَهُنَّ» .
⦗ص: 648⦘
فَأَتاهُ الثَّالِثَةَ، قالَ: واللَّهِ غَلَبْنَنا
(3)
يا رَسُولَ اللَّهِ. فَزَعَمَتْ أَنَّهُ قالَ: «فاحْثُ
(4)
فِي أَفْواهِهِنَّ التُّرابَ». فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، لَمْ تَفْعَلْ ما أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ العَناءِ.
(1)
ضبَّب على لفظة: «بن» في متن (ب، ص)، وبهامش (ب): كذا مضبَّب عليه في اليونينية، فلينظر وجهه. اهـ. قلنا: ولا وجه للتضبيب.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «لقد غلبننا» .
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فاحْثِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
1300 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا عاصِمٌ الأَحْوَلُ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا، حِينَ قُتِلَ القُرَّاءُ، فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ منه.
(41)
بابُ مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ المُصِيبَةِ
(1)
وَقالَ
(2)
مُحَمَّدُ بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ: الجَزَعُ: القَوْلُ السَّيِّئُ، والظَّنُّ السَّيِّئُ.
وَقالَ يَعْقُوبُ عليه السلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف: 86].
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
1301 -
حدَّثنا بِشْرُ بنُ الحَكَمِ
حدَّثنا سُفْيانُ بنُ عُيَيْنَةَ: أخبَرَنا إِسْحاقُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: اشْتَكَى ابنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، قالَ: فَماتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ ماتَ، هَيَّأَتْ شَيْئًا، وَنَحَّتْهُ فِي جانِبِ البَيْتِ، فَلَمَّا جاءَ أَبُو طَلْحَةَ قالَ: كَيْفَ الغُلامُ؟ قالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ
(1)
وأرْجُو أنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَراحَ. وظَنَّ أبُو طَلْحَةَ أنَّها صادِقَةٌ. قالَ: فَباتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرادَ أَنْ يَخْرُجَ، أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ ماتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أخبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِما كانَ مِنْهُما
(2)
، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبارِكَ لَكُما فِي لَيْلَتِكُما
(3)
».
⦗ص: 649⦘
قالَ سُفْيانُ: فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ: فَرَأَيْتُ لَهُما
(4)
تِسْعَةَ أَوْلادٍ، كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ القُرْآنَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «هَدَأَ نَفَسُهُ» .
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي روايته ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«مِنْها» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «لَهُما في لَيْلَتِهِما» .
(4)
لفظة: «لهما» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(42)
بابُ الصَّبْرِ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: نِعْمَ العِدْلانِ، وَنِعْمَ العِلاوَةُ:{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156 - 157].
وَقَوْلُهُ
(1)
تَعالَى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
(1)
ضبطت في (و، ق) بالجر، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
1302 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن ثابِتٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» .
(1)
هكذا في رواية لأبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«حدَّثني» .
(43)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ»
قال
(1)
ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«تَدْمَعُ العَيْنُ، وَيَحْزَنُ القَلْبُ» .
(2)
(1)
في متن (ب، ص): «وقال» مضبَّب على الواو، وعليها علامة السقوط.
(2)
الباب والترجمة وقول ابن عمر كلها لم ترد في رواية أبي ذر والحَمُّويي.
1303 -
حدَّثنا
(1)
الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَسَّانَ: حدَّثنا قُرَيْشٌ -هو ابنُ حَيَّانَ- عن ثابِتٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: دَخَلْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وَكانَ ظِئْرًا لإِبْراهِيمَ عليه السلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِبْراهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْراهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفانِ، فقالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
⦗ص: 650⦘
بنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟! فقالَ: «يا ابنَ عَوْفٍ، إِنَّها رَحْمَةٌ» . ثُمَّ أَتْبَعَها بِأُخْرَى، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى
(2)
رَبُّنا، وَإِنَّا بِفِراقِكَ يا إِبْراهِيمُ لَمَحْزُونُونَ».
رَواهُ مُوسَى، عن سُلَيْمانَ بنِ المُغِيرَةِ، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ رضي الله عنه،
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1304 -
حدَّثنا أَصْبَغُ، عن ابنِ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن سَعِيدِ بنِ الحارِثِ الأَنْصارِيِّ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بنُ عُبادَةَ شَكْوَى لَهُ، فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ فِي غاشِيَةِ أَهْلِهِ
(1)
، فقالَ:«قَدْ قَضَى؟» قالُوا
(2)
: لا يا رَسُولَ اللَّهِ. فَبَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى القَوْمُ بُكاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَكَوْا، فقالَ: «أَلا تَسْمَعُونَ؟ إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلا بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذا -وَأَشارَ إلى لِسانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ
(3)
، وَإِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ».
وَكانَ عُمَرُ رضي الله عنه يَضْرِبُ فِيهِ بِالعَصا، وَيَرْمِي بِالحِجارَةِ، وَيَحْثِي بِالتُّرابِ.
(1)
لفظة: «أهله» ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقالوا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «أو يَرْحَمُ اللهُ» .
(45)
بابُ ما يُنْهَى عنِ
(1)
النَّوْحِ والبُكاءِ، والزَّجْرِ عن ذَلِكَ
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «مِنَ» .
1305 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ،
⦗ص: 651⦘
قالَ: أخبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قالَتْ:
سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا جاءَ قَتْلُ زَيْدِ بنِ حارِثَةَ، وَجَعْفَرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بنِ رَواحَةَ، جَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الحُزْنُ، وَأَنا أَطَّلِعُ مِنْ شَقِّ البابِ، فَأَتاهُ رَجُلٌ فقالَ: يا
(1)
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نِساءَ جَعْفَرٍ. وَذَكَرَ بُكاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ بِأَنْ
(2)
يَنْهاهُنَّ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى، فقالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ. وَذَكَرَ أَنَّهُنَّ
(3)
لَمْ يُطِعْنَهُ، فَأَمَرَهُ الثَّانِيَةَ أَنْ يَنْهاهُنَّ، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى، فقالَ: واللَّهِ لقد غَلَبْنَنِي -أَوْ: غَلَبْنَنا، الشَّكُّ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ حَوْشَبٍ
(4)
- فَزَعَمَتْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فاحْثُ
(5)
فِي أَفْواهِهِنَّ التُّرابَ
(6)
». فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، فَواللَّهِ ما أَنْتَ بِفاعِلٍ، وَما تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ العَناءِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أيْ رسول الله» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «أَنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أنَّهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «محمد بن عبد الله بن حوشب» ، كتبت بالحمرة.
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فاحْثِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(6)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «مِنَ التُّرابِ» .
1306 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ
(1)
: حدَّثنا أَيُّوبُ
(2)
، عن مُحَمَّدٍ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالَتْ: أَخَذَ عَلَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عند البَيْعَةِ أَنْ لا نَنُوحَ، فَما وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ غَيْرَُ خَمْسِ نِسْوَةٍ: أُمِّ سُلَيْمٍ، وَأُمِّ العَلاءِ، وابْنَةِ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةِ مُعاذٍ، وامْرَأَتَيْنِ
(3)
. أَوْ: ابْنَةِ أَبِي سَبْرَةَ، وامْرَأَةِ مُعاذٍ، وامْرَأَةٍ أُخْرَى.
(4)
(1)
قوله: «بن زيد» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «عن أيُّوبَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وامْرَأَتانِ» بالرفع فيها وفي البواقي.
(4)
بهامش (ن، و): آخر الجزء السادس، زاد في (ن): من أصل أصله.
(46)
بابُ القِيامِ لِلْجَنازَةِ
(1)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِلْجِنازَةِ» .
1307 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن سالِمٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 652⦘
عن عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا رَأَيْتُمُ الجَنازَةَ
(1)
فَقُومُوا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ».
قالَ سُفْيانُ: قالَ الزُّهْرِيُّ: أخبَرَني سالِمٌ، عن أَبِيهِ قالَ: أخبَرَنا عامِرُ بنُ
رَبِيعَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
زادَ الحُمَيْدِيُّ: «حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجِنازَةَ» .
(47)
بابٌ: مَتَى يَقْعُدُ إذا قامَ لِلْجَنازَةِ
(1)
؟
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر عن المُستملي. «لا الحمرة إلى» على الباب فقط.
1308 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
عن عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا رَأَى أَحَدُكُمْ جَنازَةً
(1)
، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ماشِيًا مَعَها فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَها -أَوْ: تُخَلِّفَهُ- أَوْ تُوضَعَ قَبْلَ
(2)
أَنْ تُخَلِّفَهُ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِنازَةً» ، وفي رواية ابن عساكر:«الجنازةَ» .
(2)
في متن (و، ب، ص): «مِنْ قبلِ» .
1309 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ يُونُسَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ قالَ:
كُنَّا فِي جَنازَةٍ
(1)
، فَأَخَذَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِيَدِ مَرْوانَ، فَجَلَسا قَبْلَ أَنْ تُوضَعَ، فَجاءَ أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه، فَأَخَذَ بِيَدِ مَرْوانَ فقالَ: قُمْ، فَواللَّهِ لقد عَلِمَ هَذا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهانا عن ذَلِكَ، فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِنازَةٍ» .
(48)
بابُ مَنْ تَبِعَ جَنازَةً فَلا يَقْعُدُ حَتَّى تُوضَعَ عن مَناكِبِ الرِّجالِ،
فَإِنْ قَعَدَ أُمِرَ بِالقِيامِ
(1)
(1)
قوله: «عن مناكب الرجال فإن قعد أُمر بالقيام» ليس في رواية أبي ذر عن المُستملي.
1310 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ -يَعْنِي
(1)
: ابنَ إِبْراهِيمَ-: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 653⦘
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا رَأَيْتُمُ الجَنازَةَ
(2)
فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَها فَلا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ».
(3)
(1)
لفظة: «يعني» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وهي ليست في رواية ابن عساكر، قارن بما في السلطانية.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجِنازَةَ» .
(3)
حديث مسلم بن إبراهيم مقدَّم إلى ما قبل حديث أحمد بن يونس في الباب السابق في رواية أبي ذر وابن عساكر. «لا الحمرة إلى» على حديث مسلم كاملًا.
(49)
بابُ مَنْ قامَ لِجِنازَةِ يَهُودِيٍّ
1311 -
حدَّثنا مُعاذُ بنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مِقْسَمٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: مَرَّ
(1)
بِنا جَنازَةٌ
(2)
، فَقامَ لَها
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنا
(4)
بِهِ
(5)
. فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّها جِنازَةُ يَهُودِيٍّ! قالَ:«إِذا رَأَيْتُمُ الجِنازَةَ فَقُومُوا» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «مَرَّتْ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِنازَةٌ» .
(3)
لفظة: «لها» سقطت من نسخة. «لا الحمرة إلى»
(4)
في رواية أبي ذر: «فَقُمْنا» .
(5)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
1312 -
1313 - حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي لَيْلَى قالَ:
كانَ سَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ، وَقَيْسُ بنُ سَعْدٍ، قاعِدَيْنِ بِالقادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِما
(1)
بِجَنازَةٍ
(2)
فَقاما، فَقِيلَ لَهُما: إِنَّها مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ. أيْ: مِنْ أهْلِ الذِّمَّةِ، فَقالا: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جِنازةٌ فَقامَ، فَقِيلَ له: إنَّها جِنازَةُ يَهُودِيٍّ. فقالَ: «ألَيْسَتْ نَفْسًا؟!»
وَقالَ أَبُو حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن عَمْرٍو، عن ابنِ أَبِي لَيْلَى، قالَ: كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ
(3)
رضي الله عنهما، فَقالا: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ زَكَرِيَّا، عن الشَّعْبِيِّ، عن ابنِ أَبِي لَيْلَى: كانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومانِ لِلْجَنازَةِ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عليهم» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بِجِنازَةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مع سهل وقيس» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِلْجِنازَةِ» .
(50)
بابُ حَمْلِ الرِّجالِ الجِنازَةَ دُونَ النِّساءِ
1314 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا وُضِعَتِ الجِنازَةُ
واحْتَمَلَها الرِّجالُ على أَعْناقِهِمْ، فَإِنْ كانَتْ صالِحَةً قالَتْ: قَدِّمُونِي
(1)
، وَإِنْ كانَتْ غَيْرَ صالِحَةٍ قالَتْ: يا وَيْلَها، أَيْنَ يَذْهَبُونَ
(2)
بها. يَسْمَعُ صَوْتَها كُلُّ شَيْءٍ إلَّا الإِنْسانَ، وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي» مرتين.
(2)
في (و، ق): «تذهبون» بالفوقية.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَصَعِقَ» .
(51)
بابُ السُّرْعَةِ بِالجِنازَةِ
وَقالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنْتُمْ مُشَيِّعُونَ، وامْشِ
(1)
بَيْنَ يَدَيْها، وَخَلْفَها، وَعَنْ يَمِينِها، وَعَنْ شِمالِها.
وَقالَ غَيْرُهُ: قَرِيبًا منها.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فامْشِ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ وروايةٍ أخرى عن الأصيلي:«فامْشُوا» .
1315 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حَفِظْناهُ مِنَ
(1)
الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَسْرِعُوا بِالجِنازَةِ، فَإِنْ تَكُ صالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَها
(2)
، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عن رِقابِكُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «عنِ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(52)
بابُ قَوْلِ المَيِّتِ وهو على الجِنازَةِ: قَدِّمُونِي
1316 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذا وُضِعَتِ الجِنازَةُ،
⦗ص: 655⦘
فاحْتَمَلَها الرِّجالُ على أَعْناقِهِمْ، فَإِنْ كانَتْ صالِحَةً قالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كانَتْ غَيْرَ صالِحَةٍ
(1)
قالَتْ لأَهْلِها: يا وَيْلَها، أَيْنَ يَذْهَبُونَ
(2)
بها. يَسْمَعُ صَوْتَها كُلُّ شَيْءٍ إلَّا الإِنْسانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإِنْسانُ لَصَعِقَ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «غير ذلِكَ» .
(2)
ضبطت بالياء في (ن، ص، ب، ق) وضبطت في (و) بالتاء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(53)
بابُ مَنْ صَفَّ صَفَّيْنِ أَوْ ثَلاثَةً على الجِنازَةِ خَلْفَ الإِمامِ
1317 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن أَبِي عَوانَةَ، عن قَتادَةَ، عن عَطاءٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على النَّجاشِيِّ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ.
(54)
بابُ الصُّفُوفِ على الجِنازَةِ
1318 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أَصْحابِهِ النَّجاشِيَّ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
1319 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ: عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ:
أخبَرَني مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَتَى
(1)
على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(2)
، فَصَفَّهُمْ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا. قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قالَ: ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَنَّهُ أتى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قَبْرِ مَنْبُوذٍ» بالإضافة.
1320 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامُ بنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ:
⦗ص: 656⦘
أَنَّهُ سَمِعَ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ تُوُفِّيَ اليَوْمَ رَجُلٌ صالِحٌ مِنَ الحَبَشِ
(1)
، فَهَلُمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ». قالَ: فَصَفَفْنا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ وَنَحْنُ
(2)
صُفُوفٌ
(3)
.
قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عن جابِرٍ: كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «الحُبْشِ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «مَعَهُ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيّ.
(3)
قوله: «عليه ونحن صفوف» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، وفي (ب، ص) أن روايتهم: «فصلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن» ، وفي (ن) أن رواية أبي ذر عن المُستملي:«ونحن صفوف» ، وعزاها في (و) إلى رواية ابن عساكر بدل رواية أبي ذر عن المُستملي.
(55)
بابُ صُفُوفِ الصِّبْيانِ مَعَ الرِّجالِ علَى
(1)
الجَنائِزِ
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» .
1321 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ، عن عامِرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرٍ قَدْ
(1)
دُفِنَ لَيْلًا، فقالَ:«مَتَى دُفِنَ هَذا؟» قالُوا
(2)
: البارِحَةَ. قالَ: «أَفَلا آذَنْتُمُونِي؟!» قالُوا: دَفَنَّاهُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَكَرِهْنا أَنْ نُوقِظَكَ. فَقامَ فَصَفَفْنا خَلْفَهُ -قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: وَأَنا فِيهِمْ- فَصَلَّى عَلَيْهِ.
(1)
لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت. قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالوا» .
(56)
بابُ سُنَّةِ الصَّلاةِ على الجَنائِزِ
(1)
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى على الجَنازَةِ
(2)
».
وَقالَ: «صَلُّوا على صاحِبِكُمْ» .
⦗ص: 657⦘
وَقالَ: «صَلُّوا على النَّجاشِيِّ» .
سَمَّاها صَلاةً، لَيْسَ فيها رُكُوعٌ وَلا سُجُودٌ، وَلا يُتَكَلَّمُ فيها، وَفِيها تَكْبِيرٌ وَتَسْلِيمٌ.
وَكانَ ابنُ عُمَرَ لا يُصَلِّي إلَّا طاهِرًا، وَلا تُصَلَّى
(3)
عند طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبِها، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ.
وَقالَ الحَسَنُ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ، وَأَحَقُّهُمْ
(4)
على جَنائِزِهِمْ مَنْ رَضُوهُمْ
(5)
لِفَرائِضِهِمْ، وَإِذا أَحْدَثَ يَوْمَ العِيدِ أَوْ عند الجَنازَةِ يَطْلُبُ الماءَ وَلا يَتَيَمَّمُ، وَإِذا انْتَهَى إلى الجَنازَةِ وَهُمْ يُصَلُّونَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ بِتَكْبِيرَةٍ.
وَقالَ ابنُ المُسَيَّبِ: يُكَبِّرُ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ، والسَّفَرِ والحَضَرِ، أَرْبَعًا.
وَقالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: تَكْبِيرَةُ الواحِدَةِ
(6)
اسْتِفْتاحُ الصَّلاةِ.
وَقالَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا}
(7)
[التوبة: 84] وَفِيهِ صُفُوفٌ وَإِمامٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الجنازةِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجِنازَةِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يُصَلِّي» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بالصلاةِ» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «مَنْ رَضُوهُ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «التَّكبيرةُ الواحدةُ» .
(7)
قوله: «{مَّاتَ أَبَدًا}» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
1322 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن الشَّعْبِيِّ قالَ:
أخبَرَني مَنْ مَرَّ مَعَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(1)
، فَأَمَّنا فَصَفَفْنا خَلْفَهُ. فَقُلْنا: يا أَبا عَمْرٍو، مَنْ
(2)
حَدَّثَكَ؟ قالَ: ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَبْرِ مَنْبُوذٍ» بالإضافة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وَمَنْ» .
(57)
بابُ فَضْلِ اتِّباعِ الجَنائِزِ
وَقالَ زَيْدُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه: إذا صَلَّيْتَ فَقَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ.
وَقالَ حُمَيْدُ بنُ هِلالٍ: ما عَلِمْنا على الجَنازَةِ إِذْنًا، وَلَكِنْ مَنْ صَلَّى ثُمَّ رَجَعَ فَلَهُ قِيراطٌ.
1323 -
1324 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ حازِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ نافِعًا يقول: حُدِّثَ ابنُ عُمَرَ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم يقول: مَنْ تَبِعَ جَنازَةً فَلَهُ قِيراطٌ. فقالَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْنا. فَصَدَّقَتْ -يَعْنِي عائِشَةَ- أَبا هُرَيْرَةَ
(1)
، وَقالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوله. فقالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لقد فَرَّطْنا فِي قَرارِيطَ كَثِيرَةٍ.
{فَرَّطتُ} [الزمر: 56]: ضَيَّعْتُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وفي رواية أبي ذر عن المُستملي: «بِقَوْلِ أبي هريرة» (ب، ص).
(58)
بابُ مَنِ انْتَظَرَ حَتَّى تُدْفَنَ
1325 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْلَمَةَ، قالَ: قَرَأْتُ على ابنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ
أَنَّهُ سَأَلَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَقالَ
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
حَدَّثَنا
(3)
أَحْمَدُ بنُ شَبِيبِ بنِ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي: حدَّثنا يُونُسُ: قالَ ابنُ شِهابٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ الجَنازَةَ حَتَّى يُصَلِّي
(4)
فَلَهُ قِيراطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كانَ لَهُ قِيراطانِ». قِيلَ: وَما القِيراطانِ؟ قالَ: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(2)
بهامش اليونينية: في الأصل: في نسخة مسموعة من طريق الخلَّال وغيره قال: وحدَّثني عبد الله بن محمد: حدَّثنا هشام: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن ابن المُسَيَّب، عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم. اهـ. ورمز لسقوطها من رواية [ق]. «لا الحمرة إلى» ، وانظر تحفة الأشراف:13266.
(3)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(4)
في حاشية رواية ابن عساكر زيادة: «عليها» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«عليه» .
(59)
بابُ صَلاةِ الصِّبْيانِ مَعَ النَّاسِ على الجَنائِزِ
1326 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ: حدَّثنا زائِدَةُ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ الشَّيْبانِيُّ، عن عامِرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرًا، فقالوا: هَذا دُفِنَ -أَوْ: دُفِنَتِ- البارِحَةَ. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَصَفَّنا
(1)
خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْها.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «فَصَفَفْنا» .
(2)
بهامش (ن): بلغت إلى هنا سماعًا من الميعاد الرابع بالمدرسة المنصورية بقراءة الشيخ فتح الدين أبي الفتح ابن سيد الناس اليَعمري، وذلك في يوم السبت السابع من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي، عُرِف بالنُّويري.
(60)
بابُ الصَّلاةِ على الجَنائِزِ بِالمُصَلَّى والمَسْجِدِ
1327 -
1328 - حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُما حَدَّثاهُ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَعَى لَنا
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّجاشِيَّ صاحِبَ الحَبَشَةِ، يَوْمَ
(2)
الَّذِي ماتَ فِيهِ، فقالَ:«اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ» .
وَعَنِ ابنِ شِهابٍ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ: أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَفَّ بِهِمْ بِالمُصَلَّى، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
(1)
لفظة: «لنا» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر: «اليَوْمَ» .
1329 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ اليَهُودَ جاؤُوا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ مِنْهُمْ وامْرَأَةٍ زَنَيا، فَأَمَرَ
⦗ص: 660⦘
بهما فَرُجِما، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ الجَنائِزِ عند المَسْجِدِ.
(61)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنِ اتِّخاذِ المَساجِدِ على القُبُورِ
وَلَمَّا ماتَ الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهم، ضَرَبَتِ امْرَأَتُهُ القُبَّةَ على قَبْرِهِ سَنَةً، ثُمَّ رُفِعَتْ، فَسَمِعُوا
(1)
صائحًا يَقُولُ: أَلا هَلْ وَجَدُوا ما فَقَدُوا
(2)
؟! فَأَجابَهُ الآخَرُ: بَلْ يَئِسُوا فانْقَلَبُوا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَسَمِعَتْ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «ما طَلَبُوا» .
1330 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ مُوسَى، عن شَيْبانَ، عن هِلالٍ - هو الوَزَّانُ- عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيهِ: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَسْجِدًا
(1)
». قالَتْ: وَلَوْلا
(2)
ذَلِكَ لأَبْرَزُوا قَبْرَهُ
(3)
، غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «مَساجِدَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لولا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «لَأُبْرِزَ قبرُه» .
(62)
بابُ الصَّلاةِ على النُّفَساءِ إذا ماتَتْ فِي نِفاسِها
1331 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
بنُ بُرَيْدَةَ:
عن سَمُرَةَ
(1)
رضي الله عنه قالَ: صَلَّيْتُ وَراءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على امْرَأَةٍ ماتَتْ فِي نِفاسِها، فَقامَ عَلَيْها
(2)
وَسَطَها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ جُنْدبٍ» .
(2)
لفظة: «عليها» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، وبهامش اليونينية بدون رقم:«على» ، كتبت بالحمرة.
(63)
بابٌ
(1)
: أَيْنَ يَقُومُ مِنَ المَرْأَةِ والرَّجُلِ؟
(1)
التبويب ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.
1332 -
حدَّثنا عِمْرانُ بنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، عن ابنِ بُرَيْدَةَ:
حَدَّثَنا سَمُرَةُ بنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قالَ: صَلَّيْتُ وَراءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على امْرَأَةٍ ماتَتْ فِي نِفاسِها، فَقامَ عَلَيْها وَسَطَها.
(1)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(64)
بابُ التَّكْبِيرِ على الجَنازَةِ أَرْبَعًا
وَقالَ حُمَيْدٌ: صَلَّى بِنا أَنَسٌ رضي الله عنه، فَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، ثُمَّ كَبَّرَ الرَّابِعَةَ، ثُمَّ سَلَّمَ.
1333 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجاشِيَّ فِي اليَوْمِ الَّذِي ماتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيراتٍ.
1334 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ: حدَّثنا سَلِيمُ بنُ حَيَّانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ مِيناءَ
(1)
:
عن جابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على أَصْحَمَةَ النَّجاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا.
وَقالَ يَزِيدُ بنُ هارُونَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ، عن
(2)
سَلِيمٍ: أَصْحَمَةَ.
⦗ص: 662⦘
وَتابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ
(3)
.
(1)
بهامش اليونينية: عند أبي ذر «مينا» وقد كتب عليه قصر. اهـ.
(2)
ضبَّب على (عن) في (ن).
(3)
قوله: «وتابعه عبد الصمد» ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(65)
بابُ قِراءَةِ فاتِحَةِ الكِتابِ على الجَنازَةِ
وَقالَ الحَسَنُ: يَقْرَأُ على الطِّفْلِ بِفاتِحَةِ الكِتابِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنا فَرَطًا وَسَلَفًا وَأَجْرًا.
1335 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ، عن طَلْحَةَ قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن سَعْدِ بنِ إِبْراهِيمَ، عن طَلْحَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَوْفٍ قالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما على جَنازَةٍ، فَقَرَأَ بِفاتِحَةِ
(1)
الكِتابِ، قالَ
(2)
: لِيَعْلَمُوا أَنَّها سُنَّةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فاتحةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(66)
بابُ الصَّلاةِ على القَبْرِ بَعْدَما يُدْفَنُ
1336 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
سُلَيْمانُ الشَّيْبانِيُّ، قالَ:
سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ قالَ: أخبَرَني مَنْ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على قَبْرٍ مَنْبُوذٍ
(2)
، فَأَمَّهُمْ وَصَلَّوْا خَلْفَهُ. قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذا يا أَبا عَمْرٍو؟ قالَ: ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أخبَرَني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قَبْرِ مَنْبوذٍ» بالإضافة.
1337 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ: حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ، عن أَبِي رافِعٍ:
⦗ص: 663⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ أَسْوَدَ -رَجُلًا أَوِ امْرَأَةً- كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ
(1)
، فَماتَ وَلَمْ يَعْلَمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَوْتِهِ، فَذَكَرَهُ ذاتَ يَوْمٍ فقالَ:«ما فَعَلَ ذَلِكَ الإِنْسانُ؟» قالُوا
(2)
: ماتَ يا رَسُولَ اللهِ. قالَ
«أَفَلا آذَنْتُمُونِي؟!» فقالوا: إنَّهُ كانَ كَذا وكذا
(3)
قِصَّتَهُ
(4)
. قالَ: فَحَقَرُوا
(5)
شَأْنَهُ، قالَ:«فَدُلُّونِي على قَبْرِهِ» . فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «في المسجدِ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«كان يكون في المسجدِ يَقُمُّ المسجدَ» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فقالوا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كذا وكذا وكذا» ثلاث مرات.
(4)
قوله: «قصته» ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «قِصَّتُهُ» . وهو ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(5)
ضبطت في (و، ب) بتشديد القاف.
(67)
بابٌ
(1)
: المَيِّتُ يَسْمَعُ خَفْقَ النِّعالِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1338 -
حدَّثنا عَيَّاشٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ.
قالَ: وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا ابنُ زُرَيْعٍ
(1)
: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «العَبْدُ إذا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ
(2)
، وَذَهَبَ أَصْحابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ، أَتاهُ مَلَكانِ فَأَقْعَداهُ، فَيَقُولانِ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيُقالُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَيَراهُما جَمِيعًا، وَأَمَّا الكافِرُ -أَوِ: المُنافِقُ- فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ ما يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقالُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ
(3)
، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ
⦗ص: 664⦘
ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُها مَنْ يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «يَزِيدُ بن زُرَيْع» . كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «أَتْلَيْتَ» .
(68)
بابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوَها
(1)
(1)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية منصوب [أي: عطفًا على الدَّفن] بعد أن كشط كسرة الواو. اهـ.
1339 -
حدَّثنا
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن ابنِ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: «أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إلى مُوسَى عليهما السلام، فَلَمَّا جاءَهُ صَكَّهُ،
(2)
فَرَجَعَ إلى رَبِّهِ، فقالَ: أَرْسَلْتَنِي إلى عَبْدٍ لا يُرِيدُ المَوْتَ. فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ
(3)
عَيْنَهُ، وَقالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ على مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِكُلِّ ما غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. قالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ المَوْتُ. قالَ: فالآنَ. فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ». قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إلى جانِبِ الطَّرِيقِ، عند الكَثِيبِ الأَحْمَرِ» .
(1)
هكذا في رواية ابن عساكر والأصيلي أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثني» (ن، و، ق).
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «فَيَرُدُّ اللهُ إليه» .
(69)
بابُ الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ
وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لَيْلًا.
1340 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على رَجُلٍ بَعْدَما دُفِنَ بِلَيْلَةٍ، قامَ
(1)
هو وَأَصْحابُهُ، وَكانَ سَأَلَ عَنْهُ فقالَ:«مَنْ هَذا؟» فقالوا
(2)
: فُلانٌ دُفِنَ البارِحَةَ. فَصَلَّوْا عَلَيْهِ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «فقام» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «قالوا» .
(70)
بابُ بِناءِ المَسْجِدِ على القَبْرِ
1341 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 665⦘
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَتْ
(1)
بَعْضُ نِسائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَها بِأَرْضِ الحَبَشَةِ، يُقالَ لَها: مارِيَةُ، وَكانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ رضي الله عنهما أَتَتا
أَرْضَ الحَبَشَةِ، فَذَكَرَتا مِنْ حُسْنِها وَتَصاوِيرَ فيها، فَرَفَعَ رَأسَهُ فقالَ: «أُولَئِكَ إذا ماتَ مِنْهُمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا على قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ، أُولَئِكَ
(2)
شِرارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ذَكَرَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «وأُولئِكَ» .
(71)
بابُ مَنْ يَدْخُلُ قَبْرَ المَرْأَةِ
1342 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بنُ سُلَيْمانَ
(1)
: حدَّثنا هِلالُ بنُ عَلِيٍّ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْنا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ على القَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعانِ، فقالَ:«هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقارِفِ اللَّيْلَةَ؟» فقالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنا. قالَ: «فانْزِلْ فِي قَبْرِها» . فَنَزَلَ فِي قَبْرِها فَقَبَرَها
(2)
.
قالَ ابنُ مُبارَكٍ
(3)
: قالَ فُلَيْحٌ: أُراهُ يَعْنِي الذَّنْبَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {لِيَقْتَرِفُوا} [الأنعام: 113] أَيْ: لِيَكْتَسِبُوا
(4)
.
(1)
قوله: «بن سليمان» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
قوله: «فقبرها» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «ابن المُبارَكِ» .
(4)
قول أبي عبد الله ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(72)
بابُ الصَّلاةِ على الشَّهِيدِ
1343 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني ابنُ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي
⦗ص: 666⦘
ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«أَيُّهُمْ (1) أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدِهِما قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقالَ:«أَنا شَهِيدٌ على هَؤُلاءِ يَوْمَ القِيامَةِ» . وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمائهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلّ (2) عَلَيْهِمْ.
=======
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَيُّهُما» .
(2)
أهمل ضبط اللام في (ن، و)، وضبطت في (ب) بالكسر، وضبطت في (ص، ع) بالفتح.
1344 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني يَزِيدُ بنُ أبِي حَبِيبٍ، عن أبِي الخَيْرِ:
عن عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى على أهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ على المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ فقالَ:«إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وإنِّي واللهِ لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وإنِّي أُعْطِيتُ مَفاتِيحَ خَزائِنِ الأَرْضِ -أوْ: مَفاتِيحَ الأَرْضِ- وإنِّي واللهِ ما أَخافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنافَسُوا فِيها» .
(73)
بابُ دَفْنِ الرَّجُلَيْنِ والثَّلاثَةِ فِي قَبْرٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «واحِدٍ» .
1345 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا ابنُ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ:
أَنَّ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(74)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ غَسْلَ الشُّهَداءِ
1346 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ
(1)
:
عن جابِرٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«ادْفِنُوهُمْ فِي دِمائِهِمْ» . يَعْنِي: يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مالكٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَغْسِلْهُمْ» .
(75)
بابُ مَنْ يُقَدَّمُ فِي اللَّحْدِ
وَسُمِّيَ اللَّحْدَ
(1)
لأَنَّهُ فِي ناحِيَةٍ. وَكُلُّ جائِرٍ مُلْحِدٌ
(2)
- {مُلْتَحَدًا} [الكهف: 27]: مَعْدِلًا- وَلَوْ كانَ مُسْتَقِيمًا كانَ
(3)
ضَرِيحًا.
(1)
ضبطت في (و) بالرفع، وأهمل ضبطها في (ب)، وفي نسخة البقاعي بالوجهين.
(2)
قوله: «وكل جائر ملحد» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَكان» .
1347 -
1348 - حدَّثنا ابنُ مُقاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا لَيْثُ
(2)
بنُ سَعْدٍ: حدَّثني ابنُ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدِهِما قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقالَ:«أَنا شَهِيدٌ على هَؤُلاءِ» . وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(3)
.
- وَأخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ
(4)
، عن الزُّهْرِيِّ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِقَتْلَى أُحُدٍ: «أَيُّ هَؤُلاءِ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشِيرَ لَهُ إلى رَجُلٍ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ قَبْلَ صاحِبِهِ، وَقالَ جابِرٌ: فَكُفِّنَ أَبِي وَعَمِّي فِي نَمِرَةٍ واحِدَةٍ.
وَقالَ سُلَيْمانُ بنُ كَثِيرٍ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ: حدَّثني مَنْ سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بن مُقاتِل» .
(2)
في رواية أبي ذر: «اللَّيْثُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَغْسِلْهُمْ» .
(4)
بهامش اليونينية: في رواية أبي ذر: «وأخبرنا ابن المبارك، وهو بالإسناد الأوَّلِ: محمدُ بنُ مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا الأوزاعي، عن الزهري» . اهـ.
(76)
بابُ الإِذْخِرِ والحَشِيشِ فِي القَبْرِ
1349 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
⦗ص: 668⦘
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلي وَلا لأَحَدٍ بَعْدِي، أُحِلَّتْ لِي
(1)
ساعَةً مِنْ نَهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلاها، ولا يُعْضَدُ شَجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُها، ولا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُها إِلَّا لِمُعَرِّفٍ». فقالَ العَبَّاسُ رضي الله عنه: إِلَّا الإِذْخِرَ لِصاغَتِنا وَقُبُورِنا. فقالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ»
(2)
.
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لِقُبُورِنا وَبُيُوتِنا.
وَقالَ أَبانُ بنُ صالِحٍ، عن الحَسَنِ بنِ مُسْلِمٍ، عن صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ: سَمِعْتُ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ.
وَقالَ مُجاهِدٌ، عن طاوُوسٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أُحِلَّتْ لَهُ» .
(2)
قوله: «فقال: إلَّا الإذخر» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر (ن، و، ق)، والذي في (ب، ص) أن الساقط هو قوله: «إلا» فقط، وعزوا سقوطه إلى رواية ابن عساكر فقط.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «سَمِعَتْ» .
(77)
بابٌ: هَلْ يُخْرَجُ المَيِّتُ مِنَ القَبْرِ واللَّحْدِ لِعِلَّةٍ؟
1350 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو:
سَمِعْتُ جابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بنَ أُبَيٍّ بَعْدَما أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ على رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ
(1)
مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، فاللَّهُ أَعْلَمُ، وَكانَ كَسا عَبَّاسًا قَمِيصًا
(2)
.
قالَ سُفْيانُ: وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
(3)
: وَكانَ على رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَمِيصانِ، فقالَ لَهُ ابنُ
⦗ص: 669⦘
عَبْدِ اللَّهِ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلْبِسْ أَبِي قَمِيصَكَ الَّذِي يَلِي جِلْدَكَ. قالَ سُفْيانُ: فَيُرَوْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَ عَبْدَ اللَّهِ قَمِيصَهُ؛ مُكافأةً لِما صَنَعَ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ونَفَثَ فيه» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَمِيصَهُ» .
(3)
هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا. وفي رواية أبي ذر: «وقالَ أبو هارُونَ» . وبهامش اليونينية: في أكثر النسخ: أبو هارون، وكذلك ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين، والله أعلم. اهـ. قالَ في الفتح: وقع في كثير من الروايات: «وقالَ أبو هريرة» وكذا هو في مستخرج أبي نُعيم، وهو تصحيف. اهـ.
1351 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: أخبَرَنا
(1)
بِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ: حدَّثنا حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، عن عَطاءٍ:
عن جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ، دَعانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فقالَ: ما أُرانِي إلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْر
(2)
نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ
(3)
عَلَيَّ دَيْنًا، فاقْضِ، واسْتَوْصِ بِأَخَواتِكَ خَيْرًا. فَأَصْبَحْنا، فَكانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، وَدُفِنَ
(4)
مَعَهُ آخَرُ
(5)
فِي قَبْرٍ
(6)
، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ، فاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذا هو كَيَوْم
(7)
وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً، غَيْرَ أُذُنِهِ
(8)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
أهمل ضبطها في (ن، ب)، وضبطها في (و) بالضم، وفي باقي الأصول بالفتح.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وإنَّ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «ودَفَنْتُ مَعَهُ آخَرَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «قَبْرِهِ» .
(7)
أهمل ضبطه في (ن، و، ب)، وضبطه في (ص) بالكسر، وفي نسخة البقاعي بالفتح، وفي (ق) بالوجهين.
(8)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «عِنْدَ أذنه» . وبهامش اليونينية: قال الإمام الحافظ أبو الفضل عياض رحمه الله: قوله في خبر والد جابر رضي الله عنهما: «فَإِذا هو كَيَوْم وَضَعْتُهُ في القَبْرِ غَيْرَ هُنَيَّةٍ في أُذُنِهِ» يريد: غيرَ أثرٍ يسيرٍ غيَّرته الأرضُ من أذنه، كذا رواية ابن السكن والنسفي. وعند المروزي والجرجاني وأبي ذر:«كيوم وضعته هنيةً غير أذنه» وهو تغيير، وصوابه ما تقدم بتقديم غير. من المشارق. اهـ.
1352 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عامِرٍ، عن شُعْبَةَ، عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَطاءٍ:
عن جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ، فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ، فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ على حِدَةٍ.
(78)
بابُ اللَّحْدِ والشَّقِّ في القَبْرِ
1353 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثني ابنُ شِهابٍ، عن
⦗ص: 670⦘
عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ:
عن جابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ
(1)
مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدِهِما قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، فقالَ:«أَنا شَهِيدٌ على هَؤُلاءِ يَوْمَ القِيامَةِ» . فَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الرَّجُلَيْنِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَغْسِلْهُمْ» ، ووضع علامة التَّخفيف على السين.
(79)
بابٌ: إذا أَسْلَمَ الصَّبِيُّ فَماتَ، هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِ؟
وَهَلْ يُعْرَضُ على الصَّبِيِّ الإِسْلامُ؟
وَقالَ الحَسَنُ وَشُرَيْحٌ وَإِبْراهِيمُ وَقَتادَةُ: إذا أَسْلَمَ أَحَدُهُما فالوَلَدُ مَعَ المُسْلِمِ.
وَكانَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مَعَ أُمِّهِ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَبِيهِ على دِينِ قَوْمِهِ.
وَقالَ: الإِسْلامُ يَعْلُو وَلا يُعْلَى.
1354 -
1355 - حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ، عند أُطُمِ بَنِي مَغالَةَ، وَقَدْ قارَبَ ابنُ صَيَّادٍ الحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ لاِبنِ صَيَّادٍ
(1)
: «تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ فقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. فقالَ ابنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ
(2)
وَقالَ: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ» . فقالَ لَهُ: «ماذا تَرَى؟» قالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأتِينِي صادِقٌ وَكاذِبٌ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُلِّطَ
(3)
عَلَيْكَ الأَمْرُ». ثُمَّ قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ
⦗ص: 671⦘
خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا
(4)
». فقالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ. فقالَ: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» . فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: دَعْنِي يا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ» . وَقالَ سالِمٌ: سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، إلى النَّخْلِ الَّتِي فيها ابنُ صَيَّادٍ، وهو يَخْتِلُ أنْ يَسْمَعَ مِنِ ابنِ صَيَّادٍ شَيْئًا، قَبْلَ أنْ يَراهُ ابنُ صَيَّادٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو مُضْطَجِعٌ -يَعْنِي في قَطِيفَةٍ-
(5)
لَهُ فيها رَمْزَةٌ -أَوْ: زَمْرَةٌ
(6)
- فَرَأَتْ أُمُّ ابنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فقالت لاِبنِ صَيَّادٍ: يا صافِ -وهو اسْمُ ابنِ صَيَّادٍ- هَذا مُحَمَّدٌ. فَثارَ
(7)
ابنُ صَيَّادٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» .
وَقالَ شُعَيْبٌ فِي حَدِيثِهِ: فَرَفَصَهُ
(8)
، رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ.
وَقالَ عُقَيْلٌ: رَمْرَمَةٌ
(9)
.
وَقالَ مَعْمَرٌ: رَمْزَةٌ
(10)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «صايدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَرَفَصَهُ» بالصاد المهملة، وكتب في متن اليونينية فوقها:(معًا) إشارة إلى صحة الوجهين.
(3)
ضبطت بالتخفيف والتشديد في اليونينية، ووضع علامة التَّخفيف على اللام.
(4)
في رواية أبي ذر: «خَبْئًا» .
(5)
قوله: «يعني في قطيفة» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «رَمْرَمةٌ أو زَمْزَمةٌ» . وكتبت في متن (و، ب، ص) دون عزو.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَثابَ» .
(8)
في (و، ق): «فرفضه» بالضاد المعجمة، وفي نسخة:«فَرَضَّهُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «وَقالَ شُعَيْبٌ: زَمْزَمَةٌ، فرضَّه، رمرمة أو رمزة، وقالَ إسحاقُ الكَلْبِيُّ وعُقَيْلٌ: رَمْرَمةٌ» . وانظر لحديث إسحاق الكلبي تغليق التعليق: 2/ 491.
(10)
في رواية أبي ذر: «زَمْرَةٌ» .
1356 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ - هْوَ
(1)
ابنُ زَيْدٍ- عن ثابِتٍ:
⦗ص: 672⦘
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرِضَ، فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عند رَأسِهِ، فقالَ لَهُ:«أَسْلِمْ» . فَنَظَرَ إلى أَبِيهِ وهو عِنْدَهُ، فقالَ لَهُ
(2)
: أَطِعْ أَبا القاسِمِ صلى الله عليه وسلم. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يَقُولُ:«الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وهو» (ن، و، ق)، وهو المثبت في متن (ب) دون ذكر اختلاف، وأشار إليها في (ص) بين الأسطر.
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر. وزاد في (ن، و، ق) نسبة عدم وجودها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
1357 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
: سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنْتُ أَنا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ: أَنا مِنَ الوِلْدانِ وَأُمِّي مِنَ النِّساءِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي يَزِيدَ» .
1358 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: قالَ ابنُ شِهابٍ: يُصَلَّى على كُلِّ مَوْلُودٍ مُتَوَفًّى وَإِنْ كانَ لِغَيَّةٍ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ على فِطْرَةِ الإِسْلامِ، يَدَّعِي أَبَواهُ الإِسْلامَ، أَوْ أَبُوهُ خاصَّةً وَإِنْ كانَتْ أُمُّهُ على غَيْرِ الإِسْلامِ، إذا اسْتَهَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ صارِخًا، وَلا يُصَلَّى على مَنْ لا يَسْتَهِلُّ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سِقْطٌ؛ فَإِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كانَ يُحَدِّثُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فَأَبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أَوْ
(1)
يُنَصِّرانِهِ أَوْ يُمَجِّسانِهِ، كَما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدْعاءَ؟!». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: {فِطْرَةَ
(2)
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الآيَةَ [الروم: 30].
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
هكذا رسمت في نص الصحيح في كل الأصول بالتاء المربوطة في هذا الموضع والذي يليه، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب.
1359 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 673⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فَأَبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، ويُنَصِّرانِهِ
(1)
، أَوْ يُمَجِّسانِهِ، كَما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً
(2)
، هَلْ تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدْعاءَ؟!». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: {فِطْرَةَ
(3)
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30]
(1)
في رواية أبي ذر: «أو يُنَصِّرانِهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «جَمْعاءَ» . كتبت بالحمرة.
(3)
هكذا رسمت في نص الصحيح في كل الأصول بالتاء المربوطة في هذا الموضع والذي سبقه، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب.
(80)
بابٌ: إذا قالَ المُشْرِكُ عند المَوْتِ: لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ
1360 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بنُ المُسَيَّبِ:
عن أَبِيهِ أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبا طالِبٍ الوَفاةُ، جاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبا جَهْلِ بنَ هِشامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بنَ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طالِبٍ: «يا
(1)
عَمِّ، قُلْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِها عِنْدَ اللَّهِ». فقالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يا أَبا طالِبٍ، أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُها عَلَيْهِ، وَيَعُودانِ بِتِلْكَ المَقالَةِ، حَتَّى قالَ أَبُو طالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: هو على مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَما
(2)
واللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ
(3)
». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى فِيهِ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآيَةَ
(4)
[التوبة: 113].
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أيْ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «أَمَ» .
(3)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «عَنْهُ» .
(4)
قوله: «{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ص) أن قوله:«الآية» ثابت عنده، وهو موافق لما في السلطانية.
(81)
بابُ الجَرِيدِ
(1)
على القَبْرِ
وَأَوْصَى بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ أَنْ يُجْعَلَ فِي
(2)
قَبْرِهِ جَرِيدانِ
(3)
.
وَرَأَى ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فُسْطاطًا على قَبْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فقالَ: انْزِعْهُ يا غُلامُ، فَإِنَّما يُظِلُّهُ عَمَلُهُ.
وَقالَ خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُنِي وَنَحْنُ شُبَّانٌ فِي زَمَنِ عُثْمانَ رضي الله عنه، وَإِنَّ أَشَدَّنا وَثْبَةً الَّذِي يَثِبُ قَبْرَ عُثْمانَ بنِ مَظْعُونٍ، حَتَّى يُجاوِزَهُ
(4)
.
وَقالَ عُثْمانُ بنُ حَكِيمٍ: أَخَذَ بِيَدِي خَارِجَةُ، فَأَجْلَسَنِي على قَبْرٍ، وَأخبَرَنِي عن عَمِّهِ يَزِيدَ بنِ ثابِتٍ قالَ: إِنَّما كُرِهَ ذَلِكَ لِمَنْ أَحْدَثَ عَلَيْهِ.
وَقالَ نافِعٌ: كانَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْلِسُ على القُبُورِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الجَرِيدةِ» بالإفراد.
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «على» .
(3)
في رواية أبي ذر: «جَرِيدتانِ» .
(4)
هكذا في كل الأصول إلَّا (ن) ففيها بالرفع.
1361 -
حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا أبُو مُعاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ مَرَّ
(1)
بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبانِ، فقالَ:«إِنَّهُما لَيُعَذَّبانِ، وَما يُعَذَّبانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» . ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّها بِنِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ واحِدَةً، فقالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذا؟ فقالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُما ما لَمْ يَيْبِسا
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: مَرَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في (و) بفتح الموحدة، وفي (ب، ص) بالفتح والكسر معًا.
(82)
بابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ
(1)
عند القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحابِهِ حَوْلَهُ
{يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} [القمر: 7] الأَجْداثُ: القُبُورُ.
{بُعْثِرَتْ} [الانفطار: 4]: أُثِيرَتْ، بَعْثَرْتُ حَوْضِي أَيْ: جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلاهُ.
الإِيفاضُ: الإِسْراعُ. وَقَرَأَ الأَعْمَشُ: {إِلَى نُصُبٍ
(2)
} [المعارج: 43]: إلى شَيْءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ، والنُّصْبُ
(3)
واحِدٌ، والنَّصْبُ
(4)
مَصْدَرٌ.
{يَوْمُ الْخُرُوجِ} [ق: 42]: مِنَ القُبُورِ.
{يَنسِلُونَ} [الأنبياء: 96]: يَخْرُجُونَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بفتح النون وسكون الصاد على قراءة الجمهور غير حفص وابن عامر، وفي رواية أبي ذر:«نُصْبٍ» . بضم النون وسكون الصاد، وقرأ بها قتادة والحسن.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1362 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمانُ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ:
عنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا في جِنازةٍ
(3)
في بَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَأَتانا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ وَقَعَدْنا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قالَ: «ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، ما مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إلَّا كُتِبَ مَكانُها مِنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ
(4)
شَقِيَّةً
(5)
أَوْ سَعِيدَةً
(6)
». فقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نَتَّكِلُ على كِتابِنا وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَمَنْ كانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعادَةِ، وَأَمَّا
(7)
مَنْ كانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقاوَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقاوَةِ. قالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقاوَةِ» . ثُمَّ قَرَأَ: «{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى
(8)
}» الآيَةَ [الليل: 5 - 10].
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
ضبطت في (و) بفتح الجيم، وأهمل ضبطها في (ب)، وضبطت في (ص) بالوجهين معًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. ورمز عليها في (و): «كذا» بدل «صح» ، وبهامش (ب): في بعض الأصول: «كتبت» . اهـ.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} .
(83)
بابُ ما جاءَ فِي قاتِلِ النَّفْسِ
1363 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خالِدٌ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن ثابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلامِ كاذِبًا مُتَعَمِّدًا، فهو كَما قال، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، عُذِّبَ بِهِ
(1)
فِي نارِ جَهَنَّمَ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بها» .
1364 -
وَقالَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ حازِمٍ، عن الحَسَنِ:
حدَّثنا جُنْدَبٌ رضي الله عنه فِي هَذا المَسْجِدِ، فَما نَسِينا، وَما نَخافُ أَنْ يَكْذِبَ جُنْدَبٌ عَنِ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «كانَ بِرَجُلٍ جِراحٌ قَتَلَ
(2)
نَفْسَهُ، فقالَ اللهُ: بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَليهِ الجَنَّةَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «عَلَى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَقَتَلَ» .
1365 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُها فِي النَّارِ، والَّذِي يَطْعُنُها يَطْعُنُها فِي النَّارِ» .
(84)
بابُ
ما يُكْرَهُ مِنَ الصَّلاةِ على المُنافِقِينَ والاِسْتِغْفارِ لِلْمُشْرِكِينَ
رَواهُ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1366 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ:
عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنهم أَنَّهُ قالَ: لَمَّا ماتَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي على ابنِ أُبَيٍّ، وَقَدْ قالَ يَوْمَ كَذا وَكَذا: كَذا وَكَذا؟! أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقالَ:«أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ» . فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ، قالَ: «إِنِّي خُيِّرْتُ فاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي
⦗ص: 677⦘
إِنْ
(1)
زِدْتُ على السَّبْعِينَ فَغُفِرَ
(2)
لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْها». قالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتانِ مِنْ بَراءَةٌ:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} إِلَى
(3)
{وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]. قالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ، واللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَوْ» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر: «يُغْفَرُ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «قَوْلِهِ» .
(85)
بابُ ثَناءِ النَّاسِ على المَيِّتِ
1367 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ صُهَيْبٍ:
قالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: مَرُّوا
(1)
بِجَنازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْها خَيْرًا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَجَبَتْ» . ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْها شَرًّا، فقالَ:«وَجَبَتْ» . فقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: ما وَجَبَتْ؟ قالَ: «هَذا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ؛ أَنْتُمْ شُهَداءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «مُرَّ» .
1368 -
حدَّثنا عَفَّانُ بنُ مُسْلِمٍ
(1)
: حدَّثنا داوُدُ بنُ أَبِي الفُراتِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ، عن أَبِي الأَسْوَدِ، قالَ:
قَدِمْتُ المَدِينَةَ، وَقَدْ وَقَعَ بها مَرَضٌ، فَجَلَسْتُ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنازَةٌ، فَأُثْنِيَ على صاحِبِها خَيْرًا، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ على صاحِبِها خَيْرًا، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ على صاحِبِها شَرًّا، فقالَ: وَجَبَتْ. فقالَ أَبُو الأَسْوَدِ: فَقُلْتُ: وَما وَجَبَتْ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ؟! قالَ: قُلْتُ كَما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّما مُسْلِمٍ، شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ» . فَقُلْنا: وَثَلاثَةٌ؟ قالَ: «وَثَلاثَةٌ» . فَقُلْنا: واثْنانِ؟ قالَ: «واثْنانِ» . ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عن الواحِدِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو الصَّفَّارُ» .
(86)
بابُ ما جاءَ فِي عَذابِ القَبْرِ
وَقَوْلُهُ
(1)
تَعالَى: {إِذِ الظَّالِمُونَ
(2)
فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ
تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأنعام: 93]: هو الهَوانُ
(3)
، والهَوْنُ: الرِّفْقُ.
وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: 101].
وَقَوْلُهُ تَعالَى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 45 - 46].
(1)
في رواية أبي ذر: «وقَوْلِهِ» بالجر (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [ق]: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ. . .} .
(3)
في رواية أبي ذر: «قالَ أبو عبد الله: الهُونُ هو الهوان» .
1369 -
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، عن سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ:
عَنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا أُقْعِدَ المُؤمِنُ فِي قَبْرِهِ أُتِيَ، ثُمَّ شَهِدَ
(1)
أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27]».
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: بِهَذا، وَزادَ:{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ} نَزَلَتْ فِي عَذابِ القَبْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «يَشْهَدُ» .
1370 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إِبْراهِيمَ: حَدَّثَنِي
(1)
أَبِي، عن صالِحٍ: حدَّثني نافِعٌ:
أَنَّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ، قالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على أَهْلِ القَلِيبِ، فقالَ: «وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ
(2)
رَبُّكُمْ حَقًّا؟». فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو أَمْواتًا؟! فقالَ: «ما أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لا يُجِيبُونَ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وبهامشها دون رقم: «وَعَدَكُمْ» .
1371 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: إِنَّما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الآنَ أَنَّ ما كُنْتُ أَقُولُ
(1)
حَقٌّ». وَقَدْ قالَ اللَّهُ تَعالَى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «لَهُمْ» . وقوله: «أنَّ ما» جاءت في (ب، ص) متصلة، وبهامشهما: كذا «أنَّما» في اليونينية، وفي أصول كثيرة:«أنَّ» منفصلة عن «ما» . اهـ.
1372 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ: سَمِعْتُ الأَشْعَثَ، عن أَبِيهِ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْها فَذَكَرَتْ عَذابَ القَبْرِ، فقالتْ لَها: أَعاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذابِ القَبْرِ. فَسَأَلَتْ عائشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن عَذابِ القَبْرِ، فقالَ: «نَعَمْ، عَذابُ القَبْرِ
(1)
».
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فَما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ صَلَّى صَلاةً إلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذابِ القَبْرِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «حَقٌّ» . قال ابن حجر: وليس بجيد؛ لأن المصنف قال عقب هذه الطريق: «زاد غندر: عذاب القبر حقٌّ» فتبين أن لفظة: «حق» ليست في رواية عبدان عن أبيه عن شعبة، وأنها ثابتة في رواية غندر عن شعبة. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «زاد غُنْدَرُ: عذابُ القبرِ حقٌّ» .
1373 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا ابنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عن ابنِ شِهابٍ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَسْماءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما تَقُولُ: قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَذَكَرَ فِتْنَةَ القَبْرِ الَّتِي يَفْتَتِنُ فيها المَرْءُ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ المُسْلِمُونَ ضَجَّةً.
زادَ غُنْدَرُ: عَذابُ القَبْرِ
(1)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «حقٌّ» ، وقوله:«زاد غُنْدرُ: عذاب القبر» ليس في رواية أبي ذر، وهي ثابتة عنده بعد الحديث السابق كما تقدَّم، قال في الفتح 3/ 236: ووقع ذلك في بعض النسخ عقب حديث أسماء بنت أبي بكر، وهو غلط.
1374 -
حدَّثنا عَيَّاشُ بنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ العَبْدَ إذا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحابُهُ وَإِنَّهُ
(2)
لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ، أَتاهُ مَلَكانِ، فَيُقْعِدانِهِ فَيَقُولانِ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّا المُؤمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. فَيُقالُ لَهُ: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ. فَيَراهُما جَمِيعًا». قالَ قَتادَةُ: وَذُكِرَ لَنا أَنَّهُ يُفْسَحُ
(3)
فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى حَدِيثِ أَنَسٍ، قالَ: «وَأَمَّا المُنافِقُ والكافِرُ فَيُقالُ لَهُ: ما كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ ما يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقالُ: لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ
(4)
. وَيُضْرَبُ
(5)
بِمَطارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، يَسْمَعُها مَنْ
(6)
يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «إنَّهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «له» .
(4)
في رواية أبي ذر: «أَتْلَيْتَ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بهامش (ب، ص): في اليونينية بكسر الميم مِن: «مَن» . اهـ.
(87)
بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذابِ القَبْرِ
1375 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى: حَدَّثَنا
(2)
يَحْيَى: حَدَّثَنا
(3)
شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثني عَوْنُ بنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عن أَبِيهِ، عن البَراءِ بنِ عازِبٍ:
عن أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنهم، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فقالَ:«يَهُودُ تُعَذَّبُ في قُبُورِها» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
1376 -
حدَّثنا مُعَلَّى
(1)
: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، قالَ:
⦗ص: 681⦘
حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ خالِدِ بنِ سَعِيدِ بنِ العاصِ: أَنَّها سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذابِ القَبْرِ.
(1)
بهامش اليونينية: «مُعَلًّى» منون عند أبي ذر. اهـ.
1377 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو
(1)
وَقالَ النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَوْنٌ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ البَراءَ، عن أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «ويقول» .
(2)
رواية النضر هذه مقدَّمة في رواية أبي ذر إلى ما قبل حديث معلَّى.
(88)
بابٌ: عَذابُ
(1)
القَبْرِ مِنَ الغِيبَةِ والبَوْلِ
(1)
في (ب، ص): «بابُ عذابِ» بالإضافة.
1378 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
قالَ ابنُ عَبَّاسٍ
(1)
رضي الله عنهما: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على قَبْرَيْنِ، فقالَ:«إنَّهُما لَيُعَذَّبانِ، وَما يُعَذَّبانِ مِنْ كَبِيرٍ» . ثُمَّ قالَ: «بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُما فَكانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُما فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» . قالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا، فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ
(2)
، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ واحِدٍ منهما على قَبْرٍ، ثُمَّ قالَ:«لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُما ما لَمْ يَيْبَسا» .
(89)
بابُ المَيِّتِ
(1)
يُعْرَضُ عَلَيْهِ
(2)
بِالغَداةِ والعَشِيِّ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: الميتُ» ، والباب والترجمة لم يردا في رواية ابن عساكر و [ق].
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «مَقْعَدُهُ» .
1379 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إذا ماتَ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ
بِالغَداةِ والعَشِيِّ، إِنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ كانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
(1)
، فَيُقالُ: هَذا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَمِنْ أهلِ النَّارِ» كتبت بالحمرة.
(90)
بابُ كَلامِ المَيِّتِ على الجَنازَةِ
(1)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الجِنازَةِ» .
1380 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه، يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا وُضِعَتِ الجِنازَةُ، فاحْتَمَلَها الرِّجالُ على أَعْناقِهِمْ، فَإِنْ كانَتْ صالِحَةً قالَتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي
(1)
، وَإِنْ كانَتْ غَيْرَ صالِحَةٍ قالَتْ: يا وَيْلَها، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بها. يَسْمَعُ صَوْتَها كُلُّ شَيْءٍ إلَّا الإِنْسانَ، ولَوْ سَمِعَها الإِنْسانُ لَصَعِقَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(91)
بابُ ما قِيلَ فِي أَوْلادِ المُسْلِمِينَ
قالَ
(1)
أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ماتَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، كانَ لَهُ
(2)
حِجابًا مِنَ النَّارِ» أَوْ: «دَخَلَ الجَنَّةَ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(2)
لفظة: «له» ثابتة في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«كانوا له» .
1381 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ إبْراهِيمَ: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ صُهَيْبٍ:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ لَهُ
⦗ص: 683⦘
ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ
(1)
لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، إلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ؛ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ».
(1)
قوله: «من الولد» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر و [ق].
1382 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ البَراءَ رضي الله عنه، قالَ: لمَّا تُوُفِّيَ إِبْراهِيمُ عليه السلام، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ» .
(92)
بابُ ما قِيلَ فِي أَوْلادِ المُشْرِكِينَ
1383 -
حدَّثنا حِبَّانُ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أَوْلادِ المُشْرِكِينَ، فقالَ:«اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِما كانُوا عامِلِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني حِبَّانُ بنُ موسى» .
1384 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ
(1)
: أخبَرَني عَطاءُ بنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذَرارِيْ
(2)
المُشْرِكِينَ، فقالَ:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا عامِلِينَ» .
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية ابن عساكر (ب)، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
ضبطت في (و، ز): «ذَرارِيِّ» ، وجاء في هامش (ب): لم يشدِّد ياء (ذراري) في اليونينية. اهـ.
1385 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فَأَبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، أَوْ يُنَصِّرانِهِ، أَوْ يُمَجِّسانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ، هَلْ تَرَى فيها جَدْعاءَ؟!» .
(93)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
1386 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ حازِمٍ: حدَّثنا أَبُو رَجاءٍ:
عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إذا صَلَّى صَلاةً
(1)
، أَقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجْهِهِ، فقالَ:«مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيا؟» قالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّها، فَيَقُولُ ما شاءَ اللَّهُ. فَسَأَلَنا يَوْمًا فقالَ:«هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيا؟» قُلْنا: لا. قالَ: «لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيانِي فَأَخَذا بِيَدِي، فَأَخْرَجانِي إلى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ
(2)
، فَإِذا رَجُلٌ جالِسٌ، وَرَجُلٌ قائِمٌ، بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ». قالَ بَعْضُ أَصْحابِنا عن مُوسَى: «أَنَّهُ
(3)
يُدْخِلُ ذَلِكَ الكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ
(4)
حَتَّى يَبْلُغَ قَفاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَر
(5)
مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: ما
(6)
هَذا؟ قالا: انْطَلِقْ. فانْطَلَقْنا، حَتَّى أَتَيْنا على رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ على قَفاهُ، وَرَجُلٌ قائِمٌ على رَأسِهِ بِفِهْرٍ -أَوْ: صَخْرَةٍ- فَيَشْدَخُ بِهِ
(7)
رَأسَهُ، فَإِذا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ، فانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَاخُذَهُ، فَلا يَرْجِعُ إلى هَذا، حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأسُهُ، وَعادَ رَأسُهُ كَما هو، فَعادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالا: انْطَلِقْ. فانْطَلَقْنا إلى ثَقْبٍ
(8)
مِثْلِ التَّنُّورِ، أَعْلاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ واسِعٌ، يَتَوَقَّدُ
⦗ص: 685⦘
تَحْتَهُ نارًا
(9)
، فَإِذا اقْتَرَبَ
(10)
ارْتَفَعُوا، حَتَّى كادَ أَنْ
(11)
يَخْرُجُوا
(12)
، فَإِذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فيها، وَفِيها رِجالٌ وَنِساءٌ عُراةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالا: انْطَلِقْ. فانْطَلَقْنا، حَتَّى أَتَيْنا على نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قائِمٌ، على وَسَطِ النَّهَرِ
(13)
رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَما كانَ، فَقُلْتُ: ما هَذا؟ قالا: انْطَلِقْ. فانْطَلَقْنا
(14)
، حَتَّى انْتَهَيْنا إلى رَوْضَةٍ خَضْراءَ، فيها شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِها شَيْخٌ وَصِبْيانٌ، وَإِذا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ، بَيْنَ يَدَيْهِ نارٌ يُوقِدُها، فَصَعِدا بِي فِي الشَّجَرَةِ، وَأَدْخَلانِي دارًا، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ منها، فيها رِجالٌ شُيُوخٌ وَشَبابٌ وَنِساءٌ وَصِبْيانٌ، ثُمَّ أَخْرَجانِي منها، فَصَعِدا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلانِي
(15)
دارًا، هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، فيها شُيُوخٌ وَشَبابٌ، قُلْتُ: طَوَّفْتُمانِي
(16)
اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرانِي عَمَّا رَأَيْتُ. قالا: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ، يُحَدِّثُ بِالكَذِبَةِ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ
⦗ص: 686⦘
إلى يَوْمِ القِيامَةِ، والَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ
(17)
بِالنَّهارِ، يُفْعَلُ بِهِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، والَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّناةُ، والَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُو الرِّبا، والشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْراهِيمُ عليه السلام، والصِّبْيانُ حَوْلَهُ فَأَوْلادُ النَّاسِ،
والَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مالِكٌ خازِنُ النَّارِ، والدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دارُ عامَّةِ المُؤمِنِينَ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدارُ الشُّهَداءِ، وَأَنا جِبْرِيلُ، وَهَذا مِيكائِيلُ، فارْفَعْ رَأسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأسِي، فَإِذا فَوْقِي مِثْلُ السَّحابِ، قالا: ذاكَ
(18)
مَنْزِلُكَ. قُلْتُ: دَعانِي أَدْخُلُ مَنْزِلِي. قالا: إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ
(19)
أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ».
(1)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«صلاتَهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أرْضٍ مُقَدَّسةٍ» .
(3)
لم تضبط الهمزة في الأصلين وضبطت في (ب) بالفتح، وفي (ص): بالفتح والكسر.
(4)
في رواية أبي ذر: «. . . وَرَجُلٌ قائِمٌ بِيَدِهِ -قالَ بَعْضُ أَصْحابِنا عن مُوسَى: كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ- يُدْخِلُهُ في شِدْقِهِ» .
(5)
لم تضبط الراء في الأصلين، وفي متن (ب، ص): «ثم يفعلُ الآخرُ بشدقه. .» وبهامشهما: في اليونينية: «ثم يفعلُ الآخرُ بشدقِهِ. .» مكتوب على «الآخر» ميم مرتفعة، وعلى «بشدقه» ميم مرتفعة أيضًا، والآخر مرفوع كما ترى. اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «مَنْ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «بها» .
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «نَقْبٍ» بالنون بدل الثاء.
(9)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نارٌ» .
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أَقْتَرَتْ» .
(11)
لفظة: «أن» ليست في رواية ابن عساكر.
(12)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حتى كادوا يَخْرُجُونَ» .
(13)
في رواية أبي ذر زيادة: «قالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بنُ جَريرٍ عن جَريرِ بنِ حازمٍ: وعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ» ، وانظر تغليق التعليق: 2/ 499.
(14)
قوله: «فانطلقا» ليس في رواية أبي ذر و [ق].
(15)
في رواية ابن عساكر: «وأَدْخَلانِي» .
(16)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «طَوَّفْتُما بِي» .
(17)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(18)
في رواية أبي ذر: «ذلِكَ» .
(19)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(94)
بابُ مَوْتِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ
1387 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: دَخَلْتُ على أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فقالَ: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: فِي ثَلاثَةِ أَثْوابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ
(1)
، لَيْسَ فيها قَمِيصٌ وَلا عِمامَةٌ. وَقالَ لَها: فِي أَيِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ. قالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذا؟ قالَتْ: يَوْمُ الاثْنَيْنِ. قالَ: أَرْجُو فِيما بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ
(2)
ثُمَّ نَظَرَ
(3)
إلى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كانَ يُمَرَّضُ فِيهِ، بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرانٍ، فقالَ: اغْسِلُوا ثَوْبِي هَذا
(4)
، وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ، فَكَفِّنُونِي فِيها
(5)
. قُلْتُ: إِنَّ هَذا خَلَقٌ! قالَ: إِنَّ الحَيَّ أَحَقُّ بِالجَدِيدِ مِنَ المَيِّتِ، إِنَّما هو لِلْمُهْلَةِ. فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثَّلاثاءِ، وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.
(1)
هكذا في كل الأصول، وبهامش (ب): في اليونينية: «سحولية» بالجر والنصب. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «اللَّيْلَةِ» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «فَنَظَرَ» مُصحَّحٌ عليها.
(4)
لفظة: «هذا» ليست في نسخة.
(5)
في رواية أبي ذر: «فيهما» بالتثنية.
(95)
بابُ مَوْتِ الفَجْأَةِ البَغْتَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «بَغْتَةً» .
1388 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني هِشامٌ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسَها
(2)
، وَأَظُنُّها لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَها أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْها؟ قالَ:«نَعَمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عُرْوَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «نفسُها» بالرفع (ق، ب، ص).
(96)
بابُ ما جاءَ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما
{فَأَقْبَرَهُ}
(1)
[عبس: 21]: أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ
(2)
إذا جَعَلْتُ لَهُ قَبْرًا، وَقَبَرْتُهُ: دَفَنْتُهُ.
{كِفَاتًا} [المرسلات: 25]: يَكُونُونَ فيها أَحْياءً، وَيُدْفَنُونَ فيها أَمْواتًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَوْلُ اللهِ عز وجل: {فَأَقْبَرَهُ}» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «أُقْبِرُهُ» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة.
1389 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني سُلَيْمانُ، عن هِشامٍ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا أَبُو مَرْوانَ يَحْيَى بنُ أَبِي زَكَرِيَّا، عن هِشامٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائشَةَ، قالَتْ: إِنْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ: «أَيْنَ أَنا اليَوْمَ؟ أَيْنَ أَنا غَدًا؟» اسْتِبْطاءً لِيَوْمِ عائشَةَ، فَلَمَّا كانَ يَوْمِي، قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي.
1390 -
1391 - حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن هِلالٍ
(1)
، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ
(2)
: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ» . لَوْلا ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ
(3)
غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ
⦗ص: 688⦘
-أَوْ: خُشِيَ- أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. وَعَنْ هِلالٍ، قالَ: كَنَّانِي عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ يُولَدْ لِي.
حدَّثنا
(4)
مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ، عن سُفْيانَ التَّمَّارِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُسَنَّمًا.
- حدَّثنا
(5)
فَرْوَةُ: حدَّثنا عَلِيٌّ
(6)
، عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ: لَمَّا سَقَطَ عَلَيْهِمُ
(7)
الحائِطُ فِي زَمانِ الوَلِيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، أَخَذُوا فِي بِنائِهِ، فَبَدَتْ لَهُمْ قَدَمٌ، فَفَزِعُوا، وَظَنُّوا أَنَّها قَدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَما وَجَدُوا أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ، حَتَّى قالَ لَهُمْ عُرْوَةُ: لا واللَّهِ، ما هِيَ قَدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ما هِيَ إلَّا قَدَمُ عُمَرَ رضي الله عنه.
وَعَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها أَوْصَتْ عَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما: لَا تَدْفِنِّي مَعَهُمْ، وادْفِنِّي مَعَ صَواحِبِي بِالبَقِيعِ، لا أُزَكَّى بِهِ أَبَدًا
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت و [ق] زيادة: «هُوَ الوَزَّانُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فيه» (و، ص)، وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي والسلطانية. وذكرها في (ب) دون عزو.
(3)
في رواية أبي ذر بضبطين: بالبناء للمفعول كالمثبت، والآخر بالبناء للفاعل:«أَبْرَزَ قَبْرَهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُسْهِرٍ» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عنهم» .
(8)
ضبَّب في (و، ب، ص) على الأثر كله.
1392 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ: حدَّثنا حُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عن عَمْرِو
بنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، اذْهَبْ إلى أُمِّ المُؤمِنِينَ عائِشَةَ رضي الله عنها، فَقُلْ: يَقْرَأُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلامَ، ثُمَّ سَلْها أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صاحِبَيَّ. قالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، فَلأُوثِرَنَّهُ اليَوْمَ على نَفْسِي. فَلَمَّا أَقْبَلَ، قالَ لَهُ: ما لَدَيْكَ؟ قالَ: أَذِنَتْ لَكَ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ. قالَ: ما كانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ المَضْجَعِ
(1)
، فَإِذا قُبِضْتُ فاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمُوا، ثُمَّ قُلْ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فادْفِنُونِي، وَإِلَّا فَرُدُّونِي إلى مَقابِرِ المُسْلِمِينَ، إِنِّي لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو عَنْهُمْ راضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِي فهو الخَلِيفَةُ، فاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَسَمَّى: عُثْمانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، والزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ. وَوَلَجَ عَلَيْهِ شابٌّ مِنَ الأَنْصارِ، فقالَ: أَبْشِرْ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ، كانَ لَكَ مِنَ القَدَمِ
(2)
فِي الإِسْلامِ ما قَدْ عَلِمْتَ،
⦗ص: 689⦘
ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ الشَّهادَةُ بَعْدَ هَذا كُلِّهِ. فقالَ: لَيْتَنِي يا ابنَ أَخِي وَذَلِكَ كَفافًا
(3)
، لا عَلَيَّ وَلا لِي، أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ خَيْرًا، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصارِ خَيْرًا، الَّذِينَ تَبَوَّءُوُا الدَّارَ والإِيمانَ، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيُعْفَى عن مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يُوفى
(4)
لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقاتَلَ مِنْ وَرائِهِمْ، وَأَنْ
لا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طاقَتِهِمْ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «المَضْجِعِ» ، وصحَّح عليها.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «القِدَمِ» بكسر القاف.
(3)
في رواية أبي ذر: «كَفافٌ» .
(4)
أهمل ضبطها في الأصلين وضبطت بالضبطين في (ب، ص): «يُوْفَى» ، و «يُوَفَّى» .
(97)
بابُ ما يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْواتِ
1393 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن مُجاهِدٍ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الأَمْواتَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إلى ما قَدَّمُوا» .
وَرَواهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبْدِ القُدُّوسِ، عن الأَعْمَشِ.
وَمُحَمَّدُ بنُ أَنَسٍ، عن الأَعْمَشِ.
تابَعَهُ عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ وابنُ عَرْعَرَةَ وابنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ.
(1)
(1)
قوله: «تابعه علي بن الجعد. .» مقدَّم على قوله: «ورواه عبد الله بن عبد القدوس. . .» في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(98)
بابُ ذِكْرِ شِرارِ المَوْتَى
1394 -
حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني عَمْرُو بنُ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ أَبُو لَهَبٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ
(1)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَبًّا لَكَ سائِرَ اليَوْمِ. فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1].
(1)
قوله: «عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» ليس في رواية أبي ذر (و، ق)، والذي في (ب، ص) أن روايته: «لَعَنَهُ اللَّهُ» ، وهو المثبت في متن (ن).