الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ
(1)
وُجُوبِ الزَّكاةِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: حدَّثني أَبُو سُفْيانَ رضي الله عنه -فَذَكَرَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَأمُرُنا بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّلَةِ والعَفافِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
1395 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عن زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحاقَ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعاذًا رضي الله عنه إلى اليَمَنِ، فقالَ: «ادْعُهُمْ إلى شَهادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ
(1)
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ
(2)
عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوالِهِمْ، تُؤخَذُ مِنْ أَغْنِيائِهِمْ وَتُرَدُّ على فُقَرائِهِمْ».
(1)
لفظة: «قد» ثابتة في رواية ابن عساكر ورواية [ق] أيضاً.
(2)
في رواية أبي ذر: «قَدِ افترض» .
1396 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن ابْنِ عُثْمانَ
(1)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عن مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ:
عن أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أخبَرَني بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ. قالَ: ما لَهُ؟ ما لَهُ
(2)
؟ وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«أَرَبٌ
(3)
ما لَهُ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ
(4)
بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ،
⦗ص: 6⦘
وَتُؤتِي الزَّكاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ».
وَقالَ بَهْزٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمانَ وَأَبُوهُ عُثْمانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُما سَمِعا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ، عن أَبِي أَيُّوبَ
(5)
بِهَذا.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ مَحْفُوظٍ، إِنَّما هو عَمْرٌو.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مُحَمَّدِ بن عثمان» . كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «أَرَبٌ» ثابتةٌ في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية ابن عساكر: «لا تُشرِك» بإسقاط الواو. (ق، ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
1397 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: دُلَّني على عَمَلٍ، إذا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ. قالَ:«تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ المَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضانَ» . قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزِيدُ على هَذا. فَلَمَّا وَلَّى، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هَذا» .
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، قالَ: أخبَرَني أَبُو زُرْعَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذا.
1398 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
(1)
هَذا الحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حالَتْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَسْنا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرامِ، فَمُرْنا بِشَيْءٍ نَأخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَراءَنا. قالَ:«آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهاكُمْ عن أَرْبَعٍ: الإِيمانِ بِاللَّهِ، وَشَهادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ -وَعَقَدَ بِيَدِهِ هَكَذا- وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ ما غَنِمْتُمْ. وَأَنْهاكُمْ عن الدُّبَّاءِ، والحَنْتَمِ، والنَّقِيرِ، والمُزَفَّتِ» .
⦗ص: 7⦘
وَقالَ
(2)
سُلَيْمانُ وَأَبُو النُّعْمانِ، عن حَمَّادٍ: «الإِيمانِ بِاللَّهِ: شَهادَةِ
(3)
أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «إنَّا» .
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر، وفي رواية غيره:«قال» بإسقاط الواو.
(3)
في رواية أبي ذر: «الإِيمانُ باللهِ شَهادةُ» بالرفع.
1399 -
1400 - حدَّثنا أَبُو اليَمانِ الحَكَمُ بْنُ نافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: كَيْفَ تُقاتِلُ النَّاس؛ وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ. فَمَنْ قالَها فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مالَهُ وَنَفْسَهُ إلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسابُهُ على اللَّهِ» ؟! فقالَ: واللَّهِ لأُقاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكاةَ حَقُّ المالِ، واللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كانُوا يُؤَدُّونَها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقاتَلْتُهُمْ
عَلَى مَنْعِها. قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَواللَّهِ ما هو إلَّا أَنْ قَدْ
(1)
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ.
(1)
لفظة: «قد» صحَّح عليها في اليونينيَّة. وهي ليست في رواية أبي ذر.
(2)
بابُ البَيْعَةِ على إِيتاءِ الزَّكاةِ،
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]
1401 -
حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن قَيْسٍ، قالَ:
قالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم على إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(3)
بابُ إِثْمِ مانِعِ الزَّكاةِ،
وَقَوْل اللَّهِ تَعالَى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34 - 35]
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «وَقَوْل اللَّهِ تَعالَى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا} إلى قَوْلِهِ: {فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}» .
1402 -
حدَّثنا الحَكَمُ بْنُ نافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَأتِي الإِبِلُ على صاحِبِها على خَيْرِ ما كانَتْ، إذا هو لَمْ يُعْطِ فيها حَقَّها، تَطَؤُهُ بِأَخْفافِها، وَتَأتِي الغَنَمُ على صاحِبِها على خَيْرِ ما كانَتْ، إذا لَمْ يُعْطِ فيها حَقَّها، تَطَؤُهُ بِأَظْلافِها، وَتَنْطَحُهُ
(1)
بِقُرُونِها»، وَقالَ:«وَمِنْ حَقِّها أَنْ تُحْلَبَ على الماءِ» . قالَ: «وَلا يَأتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ بِشاةٍ يَحْمِلُها على رَقَبَتِهِ لَها يُعارٌ
(2)
، فَيَقُولُ: يا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ. وَلا يَأتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ على رَقَبَتِهِ لَهُ رُغاءٌ، فَيَقُولُ: يا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ
(3)
شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَتَنْطِحُهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيّ: «ثُغاءٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «مِنَ اللهِ» .
1403 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا هاشِمُ بْنُ القاسِمِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ
(1)
يَوْمَ القِيامَةِ شُجاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتانِ، يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيامَةِ، ثُمَّ يَأخُذُ بِلِهْزِمَيْهِ -يَعْنِي شِدْقَيْهِ
(2)
-
⦗ص: 9⦘
ثُمَّ يَقُولُ: أَنا مالُكَ، أَنا كَنْزُكَ»، ثُمَّ تَلا: {وَلَا
(3)
يَحْسِبَنَّ
(4)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآيَةَ [آل عمران: 180].
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «مالُهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِلِهْزِمَتَيْهِ- يعني: بِشِدْقَيْهِ-» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وفي رواية غيره:{لَا} .
(4)
بالياء وكسر السين على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب وخلف، وفي رواية أبي ذر:{تَحْسَبَنَّ} بالتاء وفتح السين على قراءة حمزة.
(4)
بابٌ: ما أُدِّيَ زَكاتُهُ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ
؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ
(1)
أَواقٍ
(2)
صَدَقَةٌ»
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «خَمْسِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَواقِي» .
1404 -
وَقالَ
(1)
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن خالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قالَ: خَرَجْنا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، فقالَ أَعْرابِيٌّ: أَخبِرْني قَوْلَ اللَّهِ
(2)
: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة: 34]. قالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: مَنْ كَنَزَها فَلَمْ يُؤَدِّ زَكاتَها
فَوَيْلٌ لَهُ، إِنَّما كانَ هَذا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ
(3)
الزَّكاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَها اللَّهُ طُهْرًا لِلأَمْوالِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
في متن (ن) زيادة: «تعالى» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«عَنْ قَوْلِ اللهِ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تُنْزَلَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
1405 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ يَزِيدَ: أخبَرَنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحاقَ: قالَ
(1)
الأَوْزاعِيُّ: أخبَرَني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى بْنِ عُمارَةَ أخبَرَهُ، عن أَبِيهِ: يَحْيَى بْنِ عُمارَةَ بْنِ أَبِي الحَسَنِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ
(2)
⦗ص: 10⦘
فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ
(3)
أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «خَمْسةِ» .
1406 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
: سَمِعَ هُشَيْمًا: أخبَرَنا حُصَيْنٌ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَإِذا أَنا بِأَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، فَقُلْتُ لَهُ: ما أَنْزَلَكَ مَنْزِلَكَ هَذا؟ قالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ، فاخْتَلَفْتُ أَنا وَمُعاوِيَةُ فِي:{الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة: 34]. قالَ مُعاوِيَةُ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الكِتابِ. فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فِينا وَفِيهِمْ. فَكانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذاكَ، وَكَتَبَ إلى عُثْمانَ رضي الله عنه يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمانُ أَنِ اقْدَمِ المَدِينَةَ. فَقَدِمْتُها، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ذاكَ لِعُثْمانَ، فقالَ لِي: إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَرِيبًا. فَذاكَ الَّذِي أَنْزَلَنِي هَذا المَنْزِلَ، وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ
(2)
حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ.
1407 -
1408 - حدَّثنا عَيَّاشٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا الجُرَيْرِيُّ، عن أَبِي العَلاءِ، عن الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قالَ:
جَلَسْتُ -وَحَدَّثَنِي إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حدَّثني أَبِي: حدَّثنا الجُرَيْرِيُّ: حدَّثنا أَبُو العَلاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ: أَنَّ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُمْ قالَ: جَلَسْتُ- إلى مَلإٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَجاءَ رَجُلٌ، خَشِنُ الشَّعَرِ والثِّيابِ والهَيْئَةِ، حَتَّى قامَ عَلَيْهِمْ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قالَ: بَشِّرِ الكانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ
(1)
فِي نارِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُوضَعُ على حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ، وَيُوضَعُ على نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ، يَتَزَلْزَلُ. ثُمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إلى سارِيَةٍ، وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَأَنا لا أَدْرِي مَنْ هو، فَقُلْتُ
(2)
: لا أُرَى
⦗ص: 11⦘
القَوْمَ إلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلْتَ. قالَ: إِنَّهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قالَ لِي خَلِيلِي -قالَ: قُلْتُ: مَنْ
(3)
خَلِيلُكَ
(4)
؟ قالَ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا أَبا ذَرٍّ
(5)
، أَتُبْصِرُ أُحُدًا؟» قالَ: فَنَظَرْتُ إلى الشَّمْسِ ما بَقِيَ مِنَ النَّهارِ، وَأَنا أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرْسِلُنِي فِي حاجَةٍ لَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «ما أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، أُنْفِقُهُ كُلَّهُ، إلَّا ثَلاثَةَ
دَنانِيرَ». وَإِنَّ هَؤُلاءِ لا يَعْقِلُونَ، إِنَّما يَجْمَعُونَ الدُّنْيا، لا
(6)
واللَّهِ، لا أَسْأَلُهُمْ دُنْيا، وَلا أَسْتَفْتِيهِمْ عن دِينٍ، حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «عليهم» .
(2)
في (ب، ص) زيادة: «له» ، وهي ملحقة في (و) دون علامة تصحيح.
(3)
في رواية أبي ذر: «ومَنْ» .
(4)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «يا أبا ذَرٍّ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة:«تعْنِي، قالَ: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، يا أبا ذر؟» (ن، و)، والذي في (ب، ص) أن روايتيهما: «قال: تعْنِي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر؟» .
(5)
قوله: «يا أبا ذر» ليس في نسخة. (و، ب، ص، ق). (لا الحمرة إلى)
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا» .
(5)
بابُ إِنْفاقِ المالِ فِي حَقِّهِ
1409 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا حَسَدَ إلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ
(1)
آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٍ
(1)
آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فهو يَقْضِي بها وَيُعَلِّمُها».
(1)
في رواية أبي ذر: إلا أثنين «رَجُلٌ. . . . ورَجُلٌ» بالرفع.
(6)
بابُ الرِّياءِ فِي الصَّدَقَةِ
؛ لِقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} إلى قَوْلِهِ: {الْكَافِرِينَ}
(1)
[البقرة: 264]
وَقالَ
(2)
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {صَلْدًا} : لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
وَقالَ عِكْرِمَةُ: {وَابِلٌ} : مَطَرٌ شَدِيدٌ، وَالطَّلُّ: النَّدَى.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «إلى قوله: {وَاللّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(7)
بابٌ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً
(1)
مِنْ غُلُولٍ، وَلا يَقْبَلُ إلَّا مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ
؛
لِقَوْلِهِ: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} إلى قَوْلِهِ: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
(2)
[البقرة: 276 - 277]
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «الصَّدَقةَ» ، وفي رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«لا تُقْبَلُ صَّدَقةٌ» (ن، و، ق)، وضبطت روايتاهما في (ب، ص): «لا تُقْبَلُ الصَّدَقةُ» .
(2)
1410 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبا النَّضْرِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ- عن أَبِيهِ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ
(2)
تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ
(3)
اللَّهَ يَتَقَبَّلُها بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيْها لِصاحِبِهِ
(4)
، كَما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ».
تابَعَهُ سُلَيْمانُ، عن ابْنِ دِينارٍ.
وَقالَ وَرْقاءُ، عن ابْنِ دِينارٍ: عن سَعِيدِ بْنِ يَسارٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَواهُ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَسُهَيْلٌ، عن أَبِي صالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
⦗ص: 13⦘
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «بعَدْل» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّ» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «لِصاحِبِها» .
(9)
بابُ الصَّدَقَةِ قَبْلَ الرَّدِّ
1411 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مَعْبَدُ بْنُ خالِدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ حارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يَأتِي عَلَيْكُمْ زَمانٌ، يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُها، يَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئتَ بها بِالأَمْسِ لَقَبِلْتُها، فَأَمَّا اليَوْمَ فَلا حاجَةَ لِي بِها
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «فيها» .
1412 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ
(1)
، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ
(2)
، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِي
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «مَن يَقْبَلهُ صَدَقةً» .
(2)
في (ن): «يَعْرِضُهُ» بالرفع.
(3)
صحَّح على اللفظين في اليونينيَّة: «أَرَبَ لِي» .
1413 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ:
حَدَّثَنا أَبُو عاصِمٍ النَّبِيلُ: أخبَرَنا سَعْدانُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا أَبُو مُجاهِدٍ: حدَّثنا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، قالَ:
سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حاتِمٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنْتُ عند رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَهُ رَجُلانِ، أَحَدُهُما يَشْكُو العَيْلَةَ، والآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإِنَّهُ لا يَأتِي عَلَيْكَ إلَّا قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إلى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ، وَأَمَّا العَيْلَةُ فَإِنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُها منه، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ، وَلا تَرْجُمانٌ
(1)
يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مالًا؟! فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى. ثُمَّ
⦗ص: 14⦘
لَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟! فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى. فَيَنْظُرُ عن يَمِينِهِ فَلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عن شِمالِهِ فَلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ
(2)
وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تُرْجُمانٌ» ، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت في (ب) بالفتح فقط.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ والحَمُّويِي زيادة: «النَّارَ» .
1414 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَيَأتِيَنَّ على النَّاسِ زَمانٌ، يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لا يَجِدُ أَحَدًا يَأخُذُها منه، وَيُرَى الرَّجُلُ الواحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجالِ وَكَثْرَةِ النِّساءِ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(10)
بابٌ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ،
والقَلِيلِ
(1)
مِنَ الصَّدَقَةِ، {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ} الآيَةَ، وَإِلَى قَوْلِهِ:{مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [البقرة: 265 - 266]
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «والقليلُ» بالرفع.
(2)
في رواية أبي ذر: «{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ} إلى قَوْلِهِ: {فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ}» .
1415 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ
(1)
الحَكَمُ -هُوَ
(2)
ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَصْرِيُّ-: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمانَ، عن أَبِي وائلٍ:
عن أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الصَّدَقَةِ، كُنَّا نُحامِلُ، فَجاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ، فقالوا: مُرائِي. وَجاءَ رَجُلٌ فَتَصَدَّقَ بِصاعٍ، فقالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عن صاعِ هَذا. فَنَزَلَتِ:
⦗ص: 15⦘
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤمِنِيْنَ
(3)
فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] الآيَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ» .
(2)
لفظة: «هو» ثابتة في رواية ابن عساكر و [ق] أيضاً.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
1416 -
حدَّثنا سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقٍ:
عن أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصارِيِّ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَمَرَنا بِالصَّدَقَةِ، انْطَلَقَ أَحَدُنا إلى السُّوقِ، فَتَحامَلَ
(1)
، فَيُصِيبُ المُدَّ، وَإِنَّ لِبَعْضِهِمُ اليَوْمَ لَمِئةَ أَلْفٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَيُحامِلُ» .
1417 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ:
حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حاتِمٍ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
1418 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَها ابْنَتانِ لَها تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُها إِيَّاها، فَقَسَمَتْها بَيْنَ ابْنَتَيْها، وَلَمْ تَأكُلْ منها، ثُمَّ قامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنا فأخبَرْتُهُ، فَقالَ
(1)
: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَناتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(11)
بابٌ: أيُّ الصَّدَقَةِ أفْضَلُ؟
وصَدَقَةُ الشَّحِيحِ الصَّحِيحِ
(1)
؛ لِقَوْلِهِ: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأتِيَ
(2)
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} الآيَةَ [المنافقون: 10]، وَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأتِيَ
(3)
يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ
(4)
} الآيَةَ [البقرة: 254]
(5)
(1)
في رواية ابن عساكر: «بابٌ: صَدَقَةُ الشَّحِيحِ الصَّحِيحِ» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
في متن (ن) زيادة: «{وَلَا خُلَّةٌ}» ، وفي (ص، ق، ع): «{بيعَ} على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.
(5)
1419 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ القَعْقاعِ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ:
حَدَّثَنا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ:«أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الفَقْرَ وَتَأمُلُ الغِنَى، وَلا تُمْهِلُ حَتَّى إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلانٍ كَذا، وَلِفُلانٍ كَذا، وَقَدْ كانَ لِفُلانٍ» .
(11 م) بابٌ
(1)
(1)
التبويب ليس في رواية أبي ذر.
1420 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن فِراسٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ بَعْضَ أَزْواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَ
(1)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا؟ قالَ: «أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» . فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَها
(2)
، فَكانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنا بَعْدُ
⦗ص: 17⦘
أَنَّما كانَتْ طُولَ يَدِها الصَّدَقَةُ، وَكانَتْ أَسْرَعَنا لُحُوقًا بِهِ، وَكانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ.
(3)
(1)
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الألفاظ الثلاثة: «فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَها» .
(3)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في تتمة المجلس الرابع بقراءة علاء الدين المارديني بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّيَّة، وذلك في يوم السبت السابع من جمادى الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي، عفا الله عنه.
(12)
بابُ صَدَقَةِ العَلانِيَةِ
قَوْلُهُ
(1)
: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}
(2)
إلى قَوْلِهِ: {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].
(1)
في رواية أبي ذر: «وقوله» (و، ب، ص، ق)، وفي متن (ن) زيادة:«تعالى» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة.
(13)
بابُ صَدَقَةِ السِّرِّ
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفاها، حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ ما صَنَعَتْ
(1)
يَمِينُهُ».
وَقالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} [البقرة: 271].
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ما تُنْفِقُ» .
(14)
بابٌ: إذا تَصَدَّقَ
(1)
على غَنِيٍّ وهو لا يَعْلَمُ
(1)
في رواية أبي ذر بعد حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق: «وقولِهِ: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} الآيةَ [البقرة: 271]، وإِذا تَصَدَّقَ. .» بإسقاط التبويب.
1421 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ رَجُلٌ: لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَها فِي يَدِ سارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على سارِقٍ! فقالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَها فِي يَدَيْ زانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ على زانِيَةٍ! فقالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، على زانِيَةٍ، لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ،
⦗ص: 18⦘
فَوَضَعَها فِي يَدَيْ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على غَنِيٍّ! فقالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، على سارِقٍ وَعَلَى زانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ؟! فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ على سارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّها أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِناها، وَأَمَّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ، فَيُنْفِقُ
(1)
مِمَّا أَعْطاهُ اللَّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فلعله أَنْ يَعْتَبِرَ فَيُنْفِقَ» .
(15)
بابٌ: إذا تَصَدَّقَ على ابْنِهِ وهو لا يَشْعُرُ
1422 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ: حدَّثنا أَبُو الجُوَيْرِيَةِ:
أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قالَ: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخاصَمْتُ إِلَيْهِ: كانَ
(1)
أَبِي يَزِيدُ أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِها، فَوَضَعَها عند رَجُلٍ فِي المَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُها، فَأَتَيْتُهُ بِها، فقالَ: واللَّهِ ما إِيَّاكَ أَرَدْتُ. فَخاصَمْتُهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«لَكَ ما نَوَيْتَ يا يَزِيدُ، وَلَكَ ما أَخَذْتَ يا مَعْنُ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وكان» .
(16)
بابُ الصَّدَقَةِ بِاليَمِينِ
1423 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عَدْلٌ
(1)
، وَشابٌّ نَشَأَ فِي عِبادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَساجِدِ، وَرَجُلانِ تَحابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ، فقالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفاها حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالِيًا فَفاضَتْ عَيْناهُ».
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وفي رواية ابن عساكر:«عادلٌ» .
1424 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني مَعْبَدُ بْنُ خالِدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ حارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الخُزاعِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، فَسَيَأتِي عَلَيْكُمْ زَمانٌ، يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ
(1)
جِئْتَ بها بِالأَمْسِ لَقَبِلْتُها مِنْكَ، فَأَمَّا اليَوْمَ فَلا حاجَةَ لِي فِيها».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(17)
بابُ مَنْ أَمَرَ خادِمَهُ بِالصَّدَقَةِ وَلَمْ يُناوِلْ بِنَفْسِهِ
وَقالَ أَبُو مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
1425 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن شَقِيقٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعامِ بَيْتِها، غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كانَ لَها أَجْرُها بِما أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِها أَجْرُهُ بِما كَسَبَ، وَلِلْخازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لا ينْقصُ بَعْضُهُمْ
(2)
أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(18)
بابٌ: لا صَدَقَةَ إلَّا عن ظَهْرِ غِنًى
وَمَنْ تَصَدَّقَ وهو مُحْتاجٌ، أَوْ أَهْلُهُ مُحْتاجٌ
(1)
، أَوْ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فالدَّيْنُ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى مِنَ الصَّدَقَةِ والعِتْقِ والهِبَةِ، وهو رَدٌّ عَلَيْهِ، لَيْسَ لَهُ أَنْ يُتْلِفَ أَمْوالَ النَّاسِ، قالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ أَمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلافَها أَتْلَفَهُ اللَّهُ» . إلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْرُوفًا بِالصَّبْرِ، فَيُوثِرَ على نَفْسِهِ وَلَوْ كانَ بِهِ خَصاصَةٌ، كَفِعْلِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حِينَ تَصَدَّقَ بِمالِهِ، وَكَذَلِكَ آثَرَ الأَنْصارُ المُهاجِرِينَ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن إِضاعَةِ المالِ؛ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُضَيِّعَ أَمْوالَ النَّاسِ بِعِلَّةِ الصَّدَقَةِ.
وَقالَ كَعْبٌ
(3)
رضي الله عنه: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ
⦗ص: 20⦘
وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مالِكَ؛ فهو خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ: فَإِنِّي
(4)
أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مالك» .
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «إنِّي» .
1426 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كانَ عَنْ
(1)
ظَهْرِ غِنًى، وابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «عَلَى» (ن، و، ق)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر بدلاً عنه.
1427 -
1428 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عن حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ
(1)
عن ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ
(2)
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ».
وَعَنْ وُهَيْبٍ، قالَ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
(3)
بِهَذا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «يُعِفُّهُ» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
1429 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: قالَ
(1)
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(ح) وحدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن نافِعٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ -وهو على المِنْبَرِ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ والتَّعَفُّفَ والمَسْأَلَةَ-:«اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فاليَدُ العُلْيا هِيَ المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(19)
بابُ المَنَّانِ بِما أَعْطَى
؛ لِقَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ
(1)
} الآيَةَ [البقرة: 262]
(2)
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{مَنًّا وَلَا أَذًى}» .
(2)
اختلفت الأصول في ضبط الروايات هنا، فالذي في (ن) أنَّ لفظة:«باب» فقط ليست في رواية أبي ذر، والذي في (ص) أنَّ الباب والترجمة ليسا في نسخةٍ، وهذا موافق لما في السلطانية، والذي في (و، ق) أنَّ الباب ومحتواه ليس في رواية أبي ذر، ويشكل عليه اتفاق الأصول على الخلاف السابق، وأهمل ذلك كلهَّ في (ب).
(20)
بابُ مَنْ أَحَبَّ تَعْجِيلَ الصَّدَقَةِ مِنْ يَوْمِها
1430 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الحارِثِ رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قالَ: صَلَّى بِنا
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم العَصْرَ، فَأَسْرَعَ، ثُمَّ دَخَلَ البَيْتَ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَقُلْتُ -أَوْ قِيلَ- لَهُ، فقالَ:«كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي البَيْتِ تِبْرًا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ، فَقَسَمْتُهُ» .
(1)
لفظة: «بنا» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(21)
بابُ التَّحْرِيضِ على الصَّدَقَةِ، والشَّفاعَةِ فيها
1431 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَدِيٌّ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلُ وَلا بَعْدُ، ثُمَّ مالَ على النِّساءِ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي القُلْبَ والخُرْصَ.
1432 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى:
⦗ص: 22⦘
عن أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا جاءَهُ السَّائِلُ، أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حاجَةٌ، قالَ:«اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم ما شاءَ» .
1433 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن فاطِمَةَ:
عن أَسْماءَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُوكِي فَيُوكَى
(1)
عَلَيْكِ».
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عن عَبْدَةَ، وَقالَ:«لا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(22)
بابُ
(1)
: الصَّدَقَةِ
(2)
فِيما اسْتَطاعَ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابٌ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الصَّدَقَةِ» .
1434 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ -وحدثني مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عن حَجَّاجِ بنِ مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ- قالَ: أخبَرَني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أخبَرَهُ:
عن أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّها جاءَتْ إلى النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فقالَ: «لا تُوعِي فَيُوعِيَ
(2)
اللَّهُ عَلَيْكِ، ارْضَخِي ما اسْتَطَعْتِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «جاءَتِ النَّبيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تُوكِي فَيُوكِيَ» .
(23)
بابٌ: الصَّدَقَةُ
(1)
تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ
(1)
ضبط التبويب في (ق، ب، ص) بالتنوين وبالإضافة معاً.
1435 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائلٍ:
عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الفِتْنَةِ؟ قالَ: قُلْتُ: أَنا أَحْفَظُهُ كَما قالَ. قالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ لَجَرِيءٌ! فَكَيْفَ؟ قالَ: قُلْتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّدَقَةُ والمَعْرُوفُ -قالَ سُلَيْمانُ: قَدْ كانَ يَقُولُ: الصَّلاةُ والصَّدَقَةُ
والأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عن المُنْكَرِ- قالَ: لَيْسَ هَذِهِ أُرِيدُ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ
⦗ص: 23⦘
كَمَوْجِ البَحْرِ. قالَ: قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بِها
(1)
يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بَأسٌ؛ بَيْنَكَ وَبَيْنَها بابٌ مُغْلَقٌ. قالَ: فَيُكْسَرُ البابُ أَوْ
(2)
يُفْتَحُ؟ قالَ: قُلْتُ: لا، بَلْ يُكْسَرُ. قالَ: فَإِنَّهُ إذا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقْ أَبَدًا. قالَ: قُلْتُ: أَجَلْ. فَهِبْنا أَنْ نَسْأَلَهُ: مَنِ البابُ؟ فَقُلْنا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ. قالَ: فَسَأَلَهُ، فقالَ: عُمَرُ رضي الله عنه. قالَ: قُلْنا: فَعَلِمَ عُمَرُ مَنْ تَعْنِي؟ قالَ: نَعَمْ، كَما أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغالِيطِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مِنْها» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أَمْ» .
(24)
بابُ مَنْ تَصَدَّقَ فِي الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمَ
1436 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ رضي الله عنه، قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْياءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها فِي الجاهِلِيَّةِ، مِنْ صَدَقَةٍ، أَوْ عَتاقَةٍ، وَصِلَةِ رَحِمٍ، فَهَلْ فيها مِنْ أَجْرٍ؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ على ما سَلَفَ
(1)
مِنْ خَيْرٍ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(25)
بابُ أَجْرِ الخادِمِ إذا تَصَدَّقَ بِأَمْرِ صاحِبِهِ غَيْرَ مُفْسِدٍ
1437 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائلٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا تَصَدَّقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعامِ زَوْجِها، غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كانَ لَها أَجْرُها، وَلِزَوْجِها بِما كَسَبَ، وَلِلْخازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ» .
1438 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عن أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخازِنُ المُسْلِمُ الأَمِينُ، الَّذِي يُنْفِذُ -وَرُبَّما قالَ: يُعْطِي- ما أُمِرَ بِهِ، كامِلًا مُوَفَّرًا، طَيِّبٌ
(1)
بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إلى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ، أَحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «طَيِّبًا» بالنصب.
(26)
بابُ أَجْرِ المَرْأَةِ إذا تَصَدَّقَتْ، أَوْ أَطْعَمَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِها، غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
1439 -
1440 - حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ والأَعْمَشُ، عن أَبِي وائِلٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يعْنِي
(1)
: «إِذا تَصَدَّقَتِ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِها» .
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَطْعَمَتِ المَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِها، غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، لَها
(2)
أَجْرُها، وَلَهُ مِثْلُهُ
(3)
، وَلِلْخازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَهُ بِما اكْتَسَبَ، وَلَها بِما أَنْفَقَتْ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تعْنِي» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «كانَ لها» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية [ق]: «مِثلُ» . ولم يخُرج لهذا الاختلاف في اليونينية، لكنه في حاشية الأصول بمحاذاة هذا الموضع. وبهامش (ب، ص): ولم يخُرج لها في اليونينية، وخرَّج لها في الفرع على قوله:«بما أنفقت» . اهـ. قارن بما في الإرشاد.
1441 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن شَقِيقٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعامِ بَيْتِها، غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
فَلَها أَجْرُها، وَلِلزَّوْجِ بِما اكْتَسَبَ، وَلِلْخازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ».
(27)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى.
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى.
(1)
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمام الآيات.
1442 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن مُعاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عن أَبِي الحُبابِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُما: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» .
(28)
بابُ مَثَلِ المُتَصَدِّقِ والبَخِيلِ
1443 -
1444 - حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 25⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ البَخِيلِ والمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِما جُبَّتانِ مِنْ حَدِيدٍ» .
وحدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أبُو الزِّنادِ: أنَّ عَبْدَ الرَّحْمنِ حدَّثَهُ:
أنَّهُ سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَثَلُ البَخِيلِ والمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِما جُبَّتانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ ثُدِيِّهِما
(1)
إلى تَراقِيْهِما، فَأَمَّا المُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إلَّا سَبَغَتْ -أَوْ: وَفرَتْ- على جِلْدِهِ، حَتَّى تُخْفِيَ بَنانَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا البَخِيلُ فَلا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكانَها، فهو يُوَسِّعُها وَلا
(2)
تَتَّسِعُ».
تابَعَهُ الحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن طاوُوْسٍ فِي الجُبَّتَيْنِ.
وَقالَ حَنْظَلَةُ، عن طاوُوْسٍ:«جُنَّتانِ» .
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرٌ، عن ابْنِ هُرْمُزَ
(3)
: سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«جُنَّتانِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فلا» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بالفتح ممنوعًا من الصرف: «هرمزَ» وهو المثبت في رواية أبي ذر (ق، ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وبنوين الكسر:«هرمزٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(29)
بابُ صَدَقَةِ الكَسْبِ والتِّجارَةِ
؛ لِقَوْلِهِ تَعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} إلى قَوْلِهِ: {أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ} إلَى قولِهِ: {غَنِيٌّ حَمِيدٌ}» .
(30)
بابٌ: على كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَعْمَلْ بِالمَعْرُوفِ
1445 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِيهِ:
عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» . فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ:«يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» . قالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: «يُعِينُ ذا الحاجَةِ
⦗ص: 26⦘
المَلْهُوفَ». قالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: «فَلْيَعْمَلْ بِالمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عن الشَّرِّ، فَإِنَّها لَهُ صَدَقَةٌ» .
(31)
بابٌ: قَدْرُ كَمْ يُعْطِي
(1)
مِنَ الزَّكاةِ والصَّدَقَةِ، وَمَنْ أَعْطَى
(2)
شاةً
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُعْطَى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أُعْطِيَ» .
1446 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهابٍ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ
رضي الله عنها، قالَتْ: بَعَثَتْ
(1)
إليَّ نُسَيْبَةُ
(2)
الأَنْصارِيَّةُ
(3)
بِشاةٍ، فَأَرْسَلَتْ
(4)
إلى عائِشَةَ رضي الله عنها منها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقُلْتُ
(5)
: لا، إلَّا ما أَرْسَلَتْ بِهِ نُسَيْبَةُ مِنْ تِلْكَ
(6)
الشَّاةِ. فقالَ: «هاتِ، فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّها» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً: بضم النون وفتح السين، في الموضعين، وفي رواية المستملي:«نَسِيْبَة» بفتح النون وكسر السين، في الموضعين أيضًا (ن، ب)، وفي نسخة زيادة: «قال أبو عبد الله:
(3)
في رواية أبي ذر: «بُعِثَ إلى نُسَيْبَةَ الأنصاريةِ» . كتبت بالحمرة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فأرْسَلْتُ» (ب، ص)، وهو المثبت في متنهما لا غير، وأهمل ضبطها والخلاف فيه في (ن).
(5)
في رواية أبي ذر: «فقالت» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ذلِكِ» .
(32)
بابُ زَكَاةِ الوَرِقِ
1447 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى المازِنِيِّ، عن أَبِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ مِنَ الإِبِلِ، وَلَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أَواقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ» .
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ:
⦗ص: 27⦘
أخبَرَني عَمْرٌو: سَمِعَ أَباهُ: عن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(33)
بابُ العَرْضِ فِي الزَّكاةِ
وَقالَ طاوُوسٌ: قالَ مُعاذٌ
(1)
لأَهْلِ اليَمَنِ: ائتُونِي بِعَرْضٍ: ثِيابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ، فِي الصَّدَقَةِ، مَكانَ الشَّعِيرِ والذُّرَةِ، أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لأَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَمَّا خالِدٌ
(2)
احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وَأَعْتَدَهُ
(3)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ» -
فَلَمْ يَسْتَثْنِ صَدَقَةَ الفَرْضِ
(4)
مِنْ غَيْرِها- فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَها وَسِخابَها.
وَلَمْ يَخُصَّ الذَّهَبَ والفِضَّةَ مِنَ العُرُوضِ.
(1)
بهامش اليونينية دون رَقْم زيادة: «رضي الله عنه» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَقَدِ» ، مضروبًا عليها بالحمرة.
(3)
بهامش اليونينية: «بكسر التاء عند أبي ذر محقَّق محرَّر كذلك» ا هـ. زاد في (ب): كذا بخط اليونيني. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «العَرْضِ» .
1448 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمَامَةُ: أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ الَّتِي
(1)
أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ مَخاضٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه، وَيُعْطِيهِ المُصَدِّقُ
(2)
عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شاتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ بِنْتُ مَخاضٍ على وَجْهِها، وَعِنْدَهُ ابْنُ لَبُونٍ، فَإِنَّهُ يُقْبَلُ منه، وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضبطت في (ب، ص): بتشديد الصَّاد نقلاً عن اليونينية مخالفاً لسائر الأصول، والمُصَدِّقُ بتخفيف الصاد المهملة: الساعي الذي يأخُذ الصدقةَ، وهو الصواب.
1449 -
حدَّثنا مُؤَمَّلٌ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن عَطاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قالَ:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَشْهَدُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّساءَ، فَأَتاهُنَّ، وَمَعَهُ بِلالٌ ناشِرَ ثَوْبِهِ
(1)
، فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي. وَأَشارَ أَيُّوبُ إلى أُذُنِهِ وَإِلَى حَلْقِهِ.
(1)
صحَّح على «ناشِرَ» في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«ناشرٌ ثوبَهُ» بغير إضافة.
(34)
بابٌ: لا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ
(1)
، وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ
وَيُذْكَرُ عن سالِمٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
مِثْلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «مُفْتَرِقٍ» .
1450 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمامَةُ: أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ولا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ؛ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ» .
(35)
بابٌ: ما كانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُما يَتَراجَعانِ بَيْنَهُما بِالسَّوِيَّةِ
وَقالَ طاوُوْسٌ وَعَطاءٌ: إذا عَلِمَ الخَلِيطانِ أَمْوالَهُما، فَلا يُجْمَعُ مالُهُما.
وَقالَ سُفْيانُ: لا يَجِبُ
(1)
حَتَّى يَتِمَّ لِهَذا أَرْبَعُونَ شاةً، وَلِهَذا أَرْبَعُونَ شاةً.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تَجِبُ» .
1451 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمامَةُ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَما كانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُما يَتَراجَعانِ بَيْنَهُما بِالسَّوِيَّةِ» .
(36)
بابُ زَكاةِ الإِبِلِ
ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو ذَرٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1452 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهابٍ، عن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ:
⦗ص: 29⦘
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الهِجْرَةِ، فقالَ:«وَيْحَكَ! إِنَّ شَأنَها شَدِيدٌ! فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ تُؤَدِّي صَدَقَتَها؟» . قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فاعْمَلْ مِنْ وَراءِ البِحارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ
(1)
مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «لَمْ يَتِرْكَ» .
(37)
بابُ مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ بِنْتِ
(1)
مَخاضٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ
(1)
في رواية أبي ذر: «صَدَقةٌ بِنْتَ» .
1453 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمامَةُ: أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةُ الجَذَعَةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه الحِقَّةُ، وَيَجْعَلُ مَعَها شاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحِقَّةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ الحِقَّةُ، وَعِنْدَهُ الجَذَعَةُ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه الجَذَعَةُ، وَيُعْطِيهِ المُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحِقَّةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إلَّا بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه بِنْتُ لَبُونٍ، وَيُعْطِي شاتَيْنِ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه الحِقَّةُ، وَيُعْطِيهِ المُصَّدِّقُ
(1)
عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ بِنْتُ مَخاضٍ، فَإِنَّها تُقْبَلُ منه بِنْتُ مَخاضٍ، وَيُعْطِي مَعَها عِشْرِينَ
دِرْهَمًا أَوْ شاتَيْنِ».
(1)
هكذا ضُبط في (ن، ب، ص): بتشديد الصَّاد، وهو صاحب المال المزكَّى، وضُبطت في (و، ق): بتخفيف الصاد، وهو السَّاعي، وهو الصواب، وأشار في هامش (ب، ص) أَّنها هكذا في الفرع، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(38)
بابُ زَكاةِ الغَنَمِ
1454 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُثَنَّى الأَنْصارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ هَذا الكِتابَ، لَمَّا وَجَّهَهُ إلى البَحْرَيْنِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
⦗ص: 30⦘
هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ، الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المُسْلِمِينَ، والَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
(1)
رَسُولَهُ، فَمَنْ سُئِلَها مِنَ المُسْلِمِينَ على وَجْهِها فَلْيُعْطِها، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَها فَلا يُعْطِ: «فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبِلِ فَما دُونَها، مِنَ الغَنَمِ، مِنْ كُلِّ خَمْسٍ شاةٌ، إذا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ إلى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ فَفِيها بِنْتُ مَخاضٍ أُنْثَى، فَإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلاثِينَ إلى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَفِيها بِنْتُ لَبُونٍ أُنْثَى، فَإِذا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ إلى سِتِّينَ فَفِيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الجَمَلِ، فَإِذا بَلَغَتْ واحِدَةً وَسِتِّينَ إلى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَفِيها جَذَعَةٌ، فَإِذا بَلَغَتْ -يَعْنِي- سِتًّا وَسَبْعِينَ إلى تِسْعِينَ فَفِيها بِنْتا لَبُونٍ، فَإِذا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ إلى عِشْرِينَ وَمِائِةٍ فَفِيها حِقَّتانِ طَرُوقَتا الجَمَلِ، فَإِذا زادَتْ على عِشْرِينَ وَمِائِةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إلَّا أَرْبَعٌ مِنَ الإِبِلِ فَلَيْسَ فيها صَدَقَةٌ، إلَّا أَنْ يَشاءَ رَبُّها، فَإِذا بَلَغَتْ خَمْسًا مِنَ الإِبِلِ فَفِيها شاةٌ.
وَفِي صَدَقَةِ الغَنَمِ: فِي سائِمَتِها إذا كانَتْ
(2)
أَرْبَعِينَ إلى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ شاةٌ، فَإِذا زادَتْ على عِشْرِينَ وَمِائِةٍ إلى مِائتَيْنِ شاتانِ، فَإِذا زادَتْ على مِائتَيْنِ إلى ثَلاثِمِائَةٍ فَفِيها ثَلاثٌ
(3)
، فَإِذا زادَتْ على ثَلاثِمِائَةٍ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شاةٌ، فَإِذا كانَتْ سائِمَةُ الرَّجُلِ ناقِصَةً مِنْ أَرْبَعِينَ شاةً واحِدَةً، فَلَيْسَ فيها صَدَقَةٌ، إلَّا أَنْ يَشاءَ رَبُّها.
وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ العُشْرِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ إلَّا تِسْعِينَ وَمِائِةً فَلَيْسَ فيها شَيْءٌ، إلَّا أنْ يَشاءَ رَبُّها».
(1)
هكذا في رواية كريمة أيضاً، وضبب عليها في اليونينية، وفي رواية أبي ذر:«بها» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَلَغَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثَلاثُ شِياهٍ» .
(39)
بابٌ: لا تُؤخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ، وَلا ذاتُ عَوارٍ وَلا تَيْسٌ،
إلَّا ما شاءَ المُصَدِّقُ
1455 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمامةُ: أنَّ أنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ
(1)
الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم: «وَلا يُخْرَجُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ، وَلا ذاتُ عَوارٍ، وَلا تَيْسٌ، إلَّا ما شاءَ المُصَدِّقُ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الصَّدَقةَ» .
(40)
بابُ أَخْذِ العَنَاقِ فِي الصَّدَقَةِ
1456 -
1457 - حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ - (ح) وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ- عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قالَ: قالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: واللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا، كانُوا يُؤَدُّونَها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَقاتَلْتُهُمْ على مَنْعِها. قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَما هو إلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللَّهَ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه بِالقِتالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ.
(41)
بابٌ: لا تُؤخَذُ كَرائمُ أَمْوالِ النَّاسِ فِي الصَّدَقَةِ
1458 -
حدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطامٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ القاسِمِ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعاذًا رضي الله عنه عَلَى
(1)
اليَمَنِ، قالَ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ على قَوْمٍ أَهْلِ كِتابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبادَةُ اللَّهِ، فَإِذا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكاةً مِنْ أَمْوالِهِمْ
(2)
، وَتُرَدُّ على فُقَرائِهِمْ، فَإِذا أَطاعُوا بِها، فَخُذْ
(3)
مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرائمَ أَمْوالِ النَّاسِ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «إلى» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «خُذْ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا.
(42)
بابٌ: لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ
1459 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ المازِنِيِّ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، ولَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ أَواقٍ مِنَ الوَرِقِ صَدَقَةٌ، ولَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ
⦗ص: 32⦘
مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةٌ».
(43)
بابُ زَكاةِ البَقَرِ
وَقالَ أَبُو حُمَيْدٍ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَعْرِفَنَّ
(1)
ما جاءَ اللهَ رَجُلٌ بِبَقَرَةٍ لَها خُوَارٌ».
ويقالُ: جُؤَارٌ. {تَجْأَرُونَ} [النحل: 53]: تَرْفَعُونَ أَصْواتَكُمْ كَما تَجْأَرُ البَقَرَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «لا أَعْرِفَنَّ» .
1460 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِياثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ:
عن أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قالَ: انْتَهَيْتُ إلى النَّبِيِّ
(1)
رَواهُ بُكَيْرٌ، عن أَبِي صالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «إليه» .
(44)
بابُ الزَّكاةِ على الأَقارِبِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَهُ أَجْرانِ: أَجْرُ
(1)
القَرابَةِ، والصَّدَقَةِ».
(1)
لفظة: «أجر» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
1461 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
أَنَّهُ
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصارِ بِالمَدِينَةِ مالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكانَ أَحَبَّ أَمْوالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحاءَ، وَكانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُها، وَيَشْرَبُ مِنْ ماءٍ فيها طَيِّبٍ. قالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قامَ أَبُو طَلْحَةَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى
⦗ص: 33⦘
يَقُولُ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوالِي إِلَيَّ بَيْرُحاءَ، وَإِنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّها وَذُخْرَها عند اللَّهِ، فَضَعْها -يا رَسُولَ اللَّهِ- حَيْثُ أَراكَ اللَّهُ. قالَ: فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَخٍْ
(1)
، ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ، ذَلِكَ
(2)
مالٌ رابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَها فِي الأَقْرَبِينَ». فقالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَها أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
تابَعَهُ رَوْحٌ.
وَقالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْماعِيلُ، عن مالِكٍ:«رايِحٌ» .
(1)
أهمل ضبطها في الأصول، وبهامش (ب، ص): الخاء ساكنة في الفرع، وليس لها ضبط في اليونينية. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1462 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ
(1)
، عن عِياضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى
(2)
أَوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، ثُمَّ اّْنْصَرَفَ، فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ، فقالَ:«أَيُّها النَّاسُ، تَصَدَّقُوا» . فَمَرَّ على النِّساءِ، فقالَ: «يا مَعْشَرَ النِّساءِ تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ
(3)
أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ
(4)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ، أَذْهَبَ لِلُبِّ
(5)
الرَّجُلِ الحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ يا مَعْشَرَ النِّساءِ». ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صارَ إلى مَنْزِلِهِ، جاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأذِنُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ زَيْنَبُ. فقالَ:«أَيُّ الزَّيانِبِ؟» فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ. قالَ: «نَعَمِ، ائْذَنُوا لَها» . فَأُذِنَ لَها، قالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو ابنُ أسْلَمَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «أُرِيتُكُنَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ذاكَ» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «بِلُبِّ» .
(45)
بابٌ: لَيْسَ على المُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ
1463 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ، قالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمانَ بْنَ يَسارٍ، عن عِراكِ بْنِ مالِكٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ
(1)
: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى
المُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ وَغُلامِهِ صَدَقَةٌ».
(2)
(1)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية [ق] وابن عساكر أيضاً (ب، ص).
(2)
بهامش (ن): آخر الجزء السابع وهو آخر المجلدة الأولى من أصل أصل نسخة اليونيني. اهـ. وفي (و):. . . وهو آخر المجلدة الأولى من أصل السماع الذي كتب منه أصله، وهو أصل المقدسي. اهـ.
(46)
بابٌ: لَيْسَ على المُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ صَدَقَةٌ
1464 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن خُثَيْمِ بْنِ عِراكٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. - حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا وُهَيْبُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا خُثَيْمُ بْنُ عِراكِ بْنِ مالِكٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ على المُسْلِمِ صَدَقَةٌ فِي عَبْدِهِ وَلا
(1)
فَرَسِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «في» .
(47)
بابُ الصَّدَقَةِ على اليَتامَى
1465 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ: حدَّثنا عَطاءُ بْنُ يَسارٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذاتَ يَوْمٍ على المِنْبَرِ، وَجَلَسْنا حَوْلَهُ، فقالَ: «إِنِّي
(1)
مِمَّا أَخافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي ما يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيا وَزِينَتِها». فقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَأتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: ما شَأنُكَ تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلا يُكَلِّمُكَ؟ فَرَأَيْنا
(2)
أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قالَ: فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضاءَ، فقالَ:«أَيْنَ السَّائِلُ؟» وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ، فقالَ: «إِنَّهُ لا يَأتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ
⦗ص: 35⦘
يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الخَضْراءِ
(3)
، أَكَلَتْ حَتَّى إذا امْتَدَّتْ خاصِرَتاها، اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ، وَبالَتْ، وَرَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صاحِبُ المُسْلِمِ؛ ما أَعْطَى منه المِسْكِينَ واليَتِيمَ وابْنَ السَّبِيلِ -أَوْ كَما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ مَنْ يَأخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كالَّذِي يَأكُلُ وَلا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ القِيامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فَرُئِيْنا» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«فأُرِينا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيّ: «الخَضِرِ» .
(48)
بابُ الزَّكَاةِ على الزَّوْجِ والأَيْتامِ فِي الحَجْرِ
قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1466 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ، عن عَمْرِو بْنِ الحارِثِ:
عن زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما -قالَ: فَذَكَرْتُهُ لإِبْراهِيمَ: فَحَدَّثَنِي إِبْراهِيمُ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ، عن عَمْرِو بْنِ الحارِثِ، عن زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، بِمِثْلِهِ سَواءً- قالَتْ: كُنْتُ فِي المَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ» . وَكانَتْ زَيْنَبُ تُنْفِقُ على عَبْدِ اللَّهِ وَأَيْتامٍ فِي حَجْرِها، قالَ
(1)
: فقالتْ لِعَبْدِ اللَّهِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْكَ وَعَلَى أَيْتامِي
(2)
فِي حَجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فقالَ: سَلِي أَنْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فانْطَلَقْتُ إلى النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ على البابِ، حاجَتُها مِثْلُ حاجَتِي، فَمَرَّ عَلَيْنا بِلالٌ، فَقُلْنا: سَلِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ على زَوْجِي وَأَيْتامٍ لِي فِي حَجْرِي؟ وَقُلْنا
(4)
: لا تُخْبِرْ بِنا. فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، فقالَ:«مَنْ هُما؟» قالَ: زَيْنَبُ. قالَ: «أَيُّ الزَّيانِبِ؟» قالَ: امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ. قالَ
(5)
: «نَعَمْ، لَها أَجْرانِ: أَجْرُ القَرابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ» .
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «أيتامٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» .
(4)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً (ب، ص)، وفي رواية الحَمُّويِي والمستملي:«فَقُلْنا» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
1467 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ
(1)
، قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَلِيَ أجْرٌ أنْ أُنْفِقَ على بَنِي أَبِي سَلَمَةَ؟ إِنَّما هُمْ بَنِيَّ! فقالَ:«أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ، فَلَكِ أَجْرُ ما أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ» ، وعنده زيادة:«عَنْ أُمِّ سَلَمةَ» وهو الصواب.
(49)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَفِي الرِّقَابِ} {وَفِي سَبِيلِ اللّهِ}
[التوبة: 60]
وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يُعْتِقُ مِنْ زَكاةِ مالِهِ، وَيُعْطِي فِي الحَجِّ.
وَقالَ الحَسَنُ: إِنِ اشْتَرَى أَباهُ مِنَ الزَّكاةِ جازَ، وَيُعْطِي فِي المُجاهِدِينَ، والَّذِي لَمْ يَحُجَّ -ثُمَّ تَلا:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء} الآيَةَ [التوبة: 60]- فِي أَيِّها أَعْطَيْتَ أَجْزَأَتْ
(1)
.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خالِدًا احْتَبَسَ أَدْراعَهُ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
وَيُذْكَرُ عن أَبِي لاسٍ: حَمَلَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَجْزَتْ» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر: «أدْرُعَهُ» .
1468 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ
(1)
، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ، وَخالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إلَّا أَنَّهُ كانَ فَقِيرًا فَأَغْناهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟! وَأَمَّا خالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خالِدًا؛ قَدِ احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وَأَعْتُدَهُ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَعَمُّ
(3)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهْيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُها مَعَها».
تابَعَهُ ابْنُ أَبِي الزِّنادِ، عن أَبِيهِ.
وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ، عن أَبِي الزِّنادِ:«هِيَ عَلَيْهِ، وَمِثْلُها مَعَها» .
⦗ص: 37⦘
وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حُدِّثْتُ عن الأَعْرَجِ بِمِثْلِهِ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِصَدَقَةٍ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَأَعْبُدَهُ» ، وفي رواية أبي ذر:«وأَعْتِدَهُ» بالمثناة الفوقية المكسورة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيّ: «عَمُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «مِثْلَهُ» .
(50)
بابُ الاسْتِعْفافِ عن المَسْأَلَةِ
1469 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ ناسًا مِنَ الأَنْصارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطاهُمْ
(1)
، حَتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فقالَ: «ما يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ
(2)
يُعِفَّهُ
(3)
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ
يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «ثم سَألُوهُ فَأَعْطاهُمْ» .
(2)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «يَسْتَعفَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يُعِفُّهُ» بالرفع.
1470 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَنْ يَأخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ على ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ، أَعْطاهُ أَوْ مَنَعَهُ» .
1471 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لأَنْ يَأخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ
(1)
على ظَهْرِهِ فَيَبِيعَها، فَيَكُفَّ اللَّهُ بها وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَطَبٍ» .
1472 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
⦗ص: 38⦘
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزامٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطانِي، ثُمَّ قالَ: «يا حَكِيمُ، إِنَّ هَذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ
(2)
بِسَخاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرافِ نَفْسٍ لَمْ يُبارَكْ لَهُ فِيهِ، كالَّذِي يَأكُلُ وَلا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى». قالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا، حَتَّى أُفارِقَ الدُّنْيا. فَكانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدْعُو حَكِيمًا إلى العَطاءِ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ منه، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شَيْئًا. فقالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ -يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ- على حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذا الفَيْءِ، فَيَأبَى أَنْ يَأخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ.
(1)
في (ب، ص): «وحدَّثنا» ، وبهامش (ب): الواو ليست موجودة في أصول كثيرة.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «أَخَذَ» .
(51)
بابُ مَنْ أَعْطاهُ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلا إِشْرافِ نَفْسٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي بدل هذه الترجمة: «بابٌ: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19]» .
1473 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي العَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ مَنْ هو أَفْقَرُ إلَيْهِ مِنِّي. فقالَ: «خُذْهُ، إذا جاءَكَ مِنْ هَذا المالِ شَيْءٌ، وأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سائِلٍ فَخُذْهُ، وَما لا فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ» .
(52)
بابُ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا
1474 -
1475 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأتِيَ يَوْمَ القِيامَةِ لَيْسَ
فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ». وَقالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ القِيامَةِ، حَتَّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فَبَيْنا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغاثُوا بِآدَمَ، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» .
⦗ص: 39⦘
-وَزادَ عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: «فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الخَلْقِ، فَيَمْشِي حَتَّى يَأخُذَ بِحَلْقَةِ البابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقامًا مَحْمُودًا؛ يَحْمَدُهُ أَهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ» .
- وَقالَ مُعَلَّى
(2)
: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن النُّعْمانِ بْنِ راشِدٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عن حَمْزَةَ: سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي المَسْأَلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ صالِحٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مُعَلًّى» بالتنوين.
(53)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}
[البقرة: 273] وَكَمِ الغِنَى؟ وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَلا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ» ، {لِلْفُقَرَاء
(1)
الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
(2)
} إلى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273]
(1)
في رواية أبي ذر: «لقَوْلِ اللهِ تَعالَى: {لِلْفُقَرَاء. . .}» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ}» .
1476 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَني مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الأُكْلَةُ والأُكْلَتانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ
(1)
الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى، وَيَسْتَحْيِي» أَوْ:«لا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحافًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «ولكِنَّ المِسْكِينَ» .
1477 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ: حدَّثنا خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن ابْنِ أَشْوَعَ
(1)
، عن الشَّعْبِيِّ: حدَّثني كاتِبُ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قالَ:
كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قِيلَ وَقالَ، وَإِضاعَةَ
⦗ص: 40⦘
المالِ
(3)
، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ابنِ الأَشْوَعِ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«النَّبيِّ» وهو المثبت في متن (ب، ص)، وزاد في (ص) نسبتَها إلى رواية ابن عساكر أيضًا، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي:«الأَمْوالِ» .
1478 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ
(1)
الزُّهْرِيُّ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ، عن أَبِيهِ، عن صالِحِ بْنِ كَيْسانَ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عامِرُ بْنُ سَعْدٍ:
عن أَبِيهِ، قالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا وَأَنا جالِسٌ فِيهِمْ، قالَ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ
(2)
رَجُلًا لَمْ يُعْطِهِ، وهو أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ، فَقُمْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: ما لَكَ عن فُلانٍ؟! واللَّهِ إِنِّي لأُراهُ مُؤمِنًا. قالَ: «أَوْ مُسْلِمًا» . قالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَعْلَمُ فِيهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما لَكَ عن فُلانٍ؟! واللَّهِ إِنِّي لأُرَاهُ مُؤمِنًا. أَوْ قالَ
(3)
: «مُسْلِمًا» . قالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَعْلَمُ فِيهِ
(4)
، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما لَكَ عن فُلانٍ؟! واللَّهِ إِنِّي لأُراهُ مُؤمِنًا. أَوْ قالَ
(5)
: «مُسْلِمًا» -يَعْنِي- فَقالَ
(6)
- وَعَنْ أَبِيهِ، عن صالِحٍ، عَنْ
إِسْماعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ هَذا
(7)
، فقالَ فِي حَدِيثِهِ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَجَمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وَكَتِفِي، ثُمَّ قالَ: «أَقْبِلْ
(8)
أَيْ سَعْدُ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {فَكُبْكِبُوا} [الشعراء: 94]: فَكُبُّوا
(9)
. {مُكِبًّا} [الملك: 22]: أَكَبَّ الرَّجُلُ، إذا كانَ فِعْلُهُ غَيْرَ واقِعٍ على أَحَدٍ، فَإِذا وَقَعَ الفِعْلُ، قُلْتَ: كَبَّهُ اللَّهُ لِوَجْهِهِ، وَكَبَبْتُهُ أَنا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر وحاشية الأصل: «فِيهِمْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قالَ: أَوْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «مِنْهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قالَ: أَوْ» .
(6)
قوله: «يعني فقال» ليس في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر: «بِهذا» .
(8)
من الإقبال، أيْ: تَعالَ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«اقْبَلْ» من القَبول، أيْ: اِرْضَ.
(9)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وفي رواية غيره:«قُلِبُوا» (ب، ص).
1479 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ على النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ واللُّقْمَتانِ، والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتانِ، وَلَكِنِ
(1)
المِسْكِينُ الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يُفْطَنُ بِهِ
(2)
فَيُتَصَدَّقَ
(3)
عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَل
(4)
النَّاسَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «له» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بالرفع والنصب معًا.
1480 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِياثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صالِحٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لَأَنْ يَأخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، ثُمَّ يَغْدُوَ -أَحْسَبُهُ
(1)
قالَ: إلى الجَبَلِ- فَيَحْتَطِبَ، فَيَبِيعَ، فَيَأكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: صالِحُ بْنُ كَيْسانَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وهو قَدْ أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ.
(2)
(1)
هكذا ضُبطت في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (ب، ص) بكسر السين.
(2)
قوله: «قال أبو عبد الله: صالِحُ بْنُ كَيْسانَ. . . إلخ» مقدَّم في رواية أبي ذر على الحديثَين اللذَين قَبله؛ أيْ إلى ما قَبل قوله: «حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. . .» .
(54)
بابُ خَرْصِ التَّمْرِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «الثَّمَرِ» .
1481 -
1482 - حدَّثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عن عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ:
عن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قالَ: غَزَوْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوك، فَلَمَّا جاءَ وادِيَ القُرَى، إذا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحابِهِ:«اخْرُصُوا» . وَخَرَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أَوْسُقٍ، فقالَ لَها:«أَحْصِي ما يَخْرُجُ مِنْها» . فَلَمَّا أَتَيْنا تَبُوكَ قالَ: «أَما أَنَّها
(1)
سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلا يَقُومَنَّ أَحَدٌ، وَمَنْ كانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ». فَفَعَلْنا
(2)
، وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقامَ رَجُلٌ، فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّئٍ. وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضاءَ، وَكَساهُ
⦗ص: 42⦘
بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ، فَلَمَّا أَتَى وادِيَ القُرَى قالَ لِلْمَرْأَةِ:«كَمْ جاءَ حَدِيقَتُكِ؟» قالَتْ: عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. خَرْصَ
(3)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إلى المَدِينَةِ، فَمَنْ أَرادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ» . فَلَمَّا -قالَ ابْنُ بَكَّارٍ كَلِمَةً مَعْناها
(4)
: أَشْرَفَ- على المَدِينَةِ قالَ: «هَذِهِ طابَةُ» . فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قالَ: «هَذا جُبَيْلٌ
(5)
يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصارِ؟» قالُوا: بَلَى. قالَ: «دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دُورُ بَنِي
ساعِدَةَ، أَوْ دُورُ بَنِي الحارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصارِ» يَعْنِي خَيْرًا
(6)
.
وَقالَ سُلَيْمانُ بْنُ بِلالٍ: حدَّثني عَمْرٌو: «ثُمَّ دارُ بَنِي الحارِثِ، ثُمَّ
(7)
بَنِي ساعِدَةَ».
وَقالَ سُلَيْمانُ، عن سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عن عَبَّاسٍ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ» .
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كُلُّ بُسْتانٍ عَلَيْهِ حائِطٌ فهو حَدِيقَةٌ، وَما لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حائِطٌ لَمْ يُقَلْ: حَدِيقَةٌ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّها» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فعَقلناها» .
(3)
في رواية أبي ذر: «خَرْصُ» بالرفع.
(4)
في رواية أبي ذر: «كَلمَةٌ مَعْناه» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «جَبَلٌ» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «خَيْرٌ» بالرفع.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(55)
بابُ العُشْرِ فِيما يُسْقَى مِنْ ماءِ السَّماءِ، وَبِالماءِ
(1)
الجارِي
وَلَمْ يَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ فِي العَسَلِ شَيْئًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «والماءِ» .
1483 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عن الزُّهْرِيِّ
(1)
، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «فِيما سَقَتِ السَّماءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ،
⦗ص: 43⦘
وَما سُقِيَ بِالنَّضِحِ نِصْفُ العُشْرِ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذا الأَوَّلُ
(2)
؛ لأَنَّهُ لَمْ يُوَقِّتْ
(3)
في الأَوَّلِ -يَعْنِي حَدِيثَ ابنِ عُمَرَ: «وفِيما سَقَتِ السَّماءُ العُشْرُ» - وبَيَّنَ في هذا وَوَقَّتَ، والزِّيادَةُ مَقْبُولَةٌ، والمُفَسَّرُ يَقْضِي على المُبْهَمِ إذا رَواهُ أَهْلُ الثَّبَتِ
(4)
، كَما رَوَى الفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصَلِّ فِي الكَعْبَةِ. وَقالَ بِلالٌ: قَدْ صَلَّى. فَأُخِذَ بِقَوْلِ بِلالٍ، وَتُرِكَ قَوْلُ الفَضْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عن ابن شِهابٍ الزُّهريًّ» .
(2)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«هذا تفسير الأوَّلِ» . كُتب بالحمرة، وبهامش اليونينية: صوابه: «أولى» أو: «المفسِّرُ للأوَّلِ» . اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «يُوَقَّتْ» .
(4)
لم تضبط الباء في (و، ب، ص)، ونقل في (ب، ص) إهمال ضبطها عن اليونينية، وأنَّها في الفرع بسكون الباء وفتحها معًا.
(56)
بابٌ: لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ
1484 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا مالِكٌ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ فِيما أَقَلُّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ مِنَ الإِبِلِ الذَّوْدِ صَدَقَةٌ، وَلا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ
(1)
أَواقٍ
(2)
مِنَ الوَرِقِ صَدَقَةٌ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذا تَفْسِيرُ الأَوَّلِ؛ إِذا قالَ: «لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ» .
⦗ص: 44⦘
وَيُؤْخَذُ أَبَدًا فِي العِلْمِ بِما زادَ أَهْلُ الثَّبَتِ أَوْ بَيَّنُوا
(3)
.
(1)
في نسخةٍ لأبي ذر: «خَمْسَةِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَواقِيَ» .
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله. . .» إلخ، ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(57)
بابُ أَخْذِ صَدَقَةِ التَّمْرِ عند صِرامِ النَّخْلِ،
وَهَلْ يُتْرَكُ الصَّبِيُّ فَيَمَسُّ تَمْرَ الصَّدَقَةِ؟
1485 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَسَدِيُّ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالتَّمْرِ عند صِرامِ النَّخْلِ، فَيَجِيءُ هَذا بِتَمْرِهِ وَهَذا مِنْ تَمْرِهِ، حَتَّى يَصِيرَ عِنْدَهُ كُوْمًا
(1)
مِنْ
تَمْرٍ، فَجَعَلَ الحَسَنُ والحُسَيْنُ رضي الله عنهما يَلْعَبانِ بِذَلِكَ التَّمْرِ، فَأَخَذَ أَحَدُهُما تَمْرَةً فَجَعَلَهُ
(2)
فِي فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْرَجَها مِنْ فِيهِ، فقالَ: «أَما عَلِمْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ
(3)
لا يَأكُلُونَ الصَّدَقَةَ
(4)
؟!».
(1)
في رواية أبي ذر: «كَومٌ» ، وضبطت الكاف في متن (ن، ق) بالضم، وفي متن (ص) بالضم والفتح معًا، وضبطها في (ز، ع) بالفتح فقط، وأهمل ضبطها في متن (ن، ع) بالفتح فقط، وأهمل ضبطها في متن (و، ب) ونسب في (ن، ص) ضمَّ الكاف إلى رواية أخرى لأبي ذر، وهو موافق لما في نستنا من الإرشاد، وقيَّدها في (ص) بروايته عن الحمويي، وكذا في (ب) دون ضبط الكاف.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَعَلَها» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(4)
في رواية أبي ذر: «صَدَقَةً» .
(58)
بابُ مَنْ باعَ ثِمارَهُ أَوْ نَخْلَهُ أَوْ أَرْضَهُ أَوْ زَرْعَهُ، وَقَدْ وَجَبَ فِيهِ العُشْرُ
(1)
أَوِ الصَّدَقَةُ، فَأَدَّى الزَّكاةَ مِنْ غَيْرِهِ، أَوْ باعَ ثِمارَهُ وَلَمْ تَجِبْ فِيهِ الصَّدَقَةُ
وَقَوْلُِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها» ، فَلَمْ يَحْظُرِ البَيْعَ بَعْدَ الصَّلاحِ على أَحَدٍ، وَلَمْ يَخُصَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الزَّكاةُ مِمَّنْ لَمْ تَجِبْ.
(1)
ضبط الشِّين من (ب، ص).
1486 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ:
⦗ص: 45⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها. وَكانَ إذا سُئِلَ عن صَلاحِها، قالَ: حَتَّى تَذْهَبَ عاهَتُهُ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عاهَتُها» .
1487 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني خالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عن عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الثِّمارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها.
1488 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عن مالِكٍ، عن حُمَيْدٍ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزْهِيَ، قالَ:«حَتَّى تَحْمارَّ» .
(59)
بابٌ: هَلْ يَشْتَرِي صَدَقَتَهُ؟
وَلا بَأسَ أَنْ يَشْتَرِيَ صَدَقَتَهُ غَيْرُهُ
(1)
؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّما نَهَى المُتَصَدِّقَ خاصَّةً عن الشِّراءِ، وَلَمْ يَنْهَ غَيْرَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «صَدَقَةَ غَيْرِهِ» .
1489 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ تَصَدَّقَ بِفَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُباعُ، فَأَرادَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ
(1)
، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فاسْتَأْمَرَهُ، فقالَ:«لا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ» ؛ فَبِذَلِكَ كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لا يَتْرُكُ أَنْ يَبْتاعَ شَيْئًا تَصَدَّقَ بِهِ إلَّا جَعَلَهُ صَدَقَةً.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَشْتَرِيَ» .
1490 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: حَمَلْتُ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَضاعَهُ الَّذِي كانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَبِيعُهُ
(2)
بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «لا تَشْتَرِي
(3)
، وَلا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ، وَإِنْ أَعْطاكَهُ بِدِرْهَمٍ؛ فَإِنَّ العائِدَ فِي صَدَقَتِهِ كالعائِدِ فِي قَيْئِهِ».
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
ضُبطت في (ن): «يبيعَهُ» .
(3)
ضبَّب على الياء في اليونينية، وفي رواية ابن عساكر و [ق]:«لا تَشْتَرِيهِ» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«لا تَشْتَرِهِ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى روايةٍ أخرى لابن عساكر بدل الأصيلي.
(60)
بابُ ما يُذْكَرُ فِي الصَّدَقَةِ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم
(1)
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «وَآلِهِ» .
1491 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ
أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَخَذَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَها فِي فِيهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كِخْ كِخْ
(1)
»؛ لِيَطْرَحَها، ثُمَّ قالَ:«أَما شَعَرْتَ أَنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟!» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «كَخٍ كَخٍ» ، وفي روايةُ أبي ذر:«كخْ كخْ» بكسر الكاف وفتحها وسكون الخاء معًا، وضبط الكاف من (ب، ص).
(61)
بابُ الصَّدَقَةِ على مَوالِي أَزْواجِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم
1492 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: وَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شاةً مَيِّتَةً
(1)
، أُعْطِيَتْها مَوْلاةٌ لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، قالَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلَّا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِها؟!» قالُوا: إِنَّها مَيْتَةٌ! قالَ: «إِنَّما
⦗ص: 47⦘
حَرُمَ أَكْلُها».
(1)
ضبطت في (و): «مَيْتَةً» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(2)
في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .
1493 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الحَكَمُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها أَرادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ، وَأَرادَ مَوالِيها أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلاءَها، فَذَكَرَتْ عائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرِيها، فَإِنَّما الوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . قالَتْ: وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَقُلْتُ: هَذا ما تُصُدِّقَ بِهِ على بَرِيرَةَ! فقالَ: «هُوَ لَها صَدَقَةٌ وَلَنا هَدِيَّةٌ» .
(62)
بابٌ: إذا تَحَوَّلَتِ
(1)
الصَّدَقَةُ
(1)
في رواية أبي ذر: «حُوِّلَت» .
1494 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خالِدٌ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عن أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصارِيَّةِ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على عائِشَةَ رضي الله عنها، فقالَ:«هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» فقالتْ: لا، إلَّا شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْنا نُسَيْبَةُ، مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ بها مِنَ الصَّدَقَةِ. فقالَ:«إِنَّها قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّها» .
1495 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَحْمٍ، تُصُدِّقَ
(1)
بِهِ على بَرِيرَةَ، فقالَ:«هُوَ عَلَيْها صَدَقَةٌ، وهو لَنا هَدِيَّةٌ» .
وَقالَ أَبُو داوُدَ: أَنْبَأَنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ: سَمِعَ أَنَسًا، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(63)
بابُ أَخْذِ الصَّدَقَةِ مِنَ الأَغْنِياءِ، وَتُرَدُّ
(1)
فِي الفُقَراءِ حَيْثُ كانُوا
(1)
ضُبطت في (ب، ص): «تُرَدَّ» بالنصب مع علامة التصحيح، وعزوا ذلك لليونينية.
1496 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحاقَ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
⦗ص: 48⦘
صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ: «إِنَّكَ سَتَأتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتابٍ
(2)
، فَإِذا جِئْتَهُمْ فادْعُهُمْ إلى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطاعُوا لَكَ بِذَلِكَ
فَأخْبِرْهُمْ أنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أطاعُوا لَكَ بِذلِكَ
(3)
، فَأخْبِرْهُمْ أنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً، تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ على فُقَرائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرائِمَ أَمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ
(4)
وَبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «الكِتابِ» .
(3)
لفظة: «بذلك» ثابتة في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية الأصيلي: «فإنه ليس بينها» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«فإنها ليس بينها» . قارن بما في الإرشاد.
(64)
بابُ صَلاةِ الإِمامِ، وَدُعائِهِ لِصاحِبِ الصَّدَقَةِ،
وَقَوْلِهِ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَك
(1)
سَكَنٌ لَّهُمْ}
(2)
[التوبة: 103]
(1)
في رواية كريمة: «صَلَوَاتِك» ، وبالإفراد قرأ حفصٌ وحمزة والكسائي وخلف، وبالجمع قرأ الباقون.
(2)
في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِهِ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} إلى قَوْلِهِ: {سَكَنٌ لَّهُمْ}» .
1497 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَتاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ على آلِ فُلانٍ
(1)
». فَأَتاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فقالَ:«اللَّهُمَّ صَلِّ على آلِ أَبِي أَوْفَى» .
(1)
في رواية أبي ذر: «على فلان» .
(65)
بابُ ما يُسْتَخْرَجُ مِنَ البَحْرِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ العَنْبَرُ بِرِكازٍ، هو شَيْءٌ دَسَرَهُ
(1)
البَحْرُ.
وَقالَ الحَسَنُ: فِي العَنْبَرِ واللُّؤْلُؤِ الخُمُسُ.
فَإِنَّما جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الرِّكازِ الخُمُسَ، لَيْسَ فِي الَّذِي يُصابُ فِي الماءِ.
(1)
بهامش اليونينية: قال عياض: أيْ: دَفَعه ورَمى به. اهـ.
1498 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ
(1)
:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرائِيلَ بِأَنْ
(3)
يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينارٍ، فَدَفَعَها إِلَيْهِ، فَخَرَجَ فِي البَحْرِ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَها، فَأَدْخَلَ فيها أَلْفَ دِينارٍ، فَرَمَى بها فِي البَحْرِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كانَ أَسْلَفَهُ، فَإِذا بِالخَشَبَةِ، فَأَخَذَها لأَهْلِهِ حَطَبًا -فَذَكَرَ الحَدِيثَ- فَلَمَّا نَشَرَها وَجَدَ المالَ».
(1)
الضبط من (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أَنْ» .
(66)
بابٌ: فِي الرِّكازِ الخُمُسُ
وَقالَ مالِكٌ وابْنُ إِدْرِيسَ: الرِّكازُ دِفْنُ
(1)
الجاهِلِيَّةِ، فِي قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ الخُمُسُ، وَلَيْسَ المَعْدِنُ بِرِكازٍ.
وَقَدْ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي المَعْدِنِ: «جُبارٌ، وَفِي الرِّكازِ الخُمُسُ» .
وَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ مِنَ المَعادِنِ، مِنْ كُلِّ مِئتَيْنِ خَمْسَةً.
وَقالَ الحَسَنُ: ما كانَ مِنْ رِكازٍ فِي أَرْضِ الحَرْبِ فَفِيهِ الخُمُسُ، وَما كانَ مِنْ أَرْضِ السِّلْمِ فَفِيهِ الزَّكاةُ، وَإِنْ وَجَدْتَ اللُّقَطَةَ
(2)
فِي أَرْضِ العَدُوِّ فَعَرِّفْها، وَإِنْ كانَتْ مِنَ العَدُوِّ فَفِيها الخُمُسُ.
⦗ص: 50⦘
وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: المَعْدِنُ رِكازٌ مِثْلُ دِفْنِ
(3)
الجاهِلِيَّةِ؛ لأَنَّهُ يُقالُ: أَرْكَزَ المَعْدِنُ إذا خَرَجَ
(4)
منه شَيْءٌ. قِيلَ لَهُ: قَدْ يُقالُ لِمَنْ وُهِبَ لَهُ شَيْءٌ، أَوْ رَبِحَ رِبْحًا كَثِيرًا، أَوْ كَثُرَ ثَمَرُهُ: أَرْكَزْتَ. ثُمَّ ناقَضَ وَقالَ
(5)
: لا بأسَ أَنْ يَكْتُمَهُ فَلا يُؤَدِّيَ الخُمُسَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في متن (و، ق): «وُجِدَتْ اللقطةُ» بالبناء للمفعول.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «أُخْرِجَ» بالبناء للمفعول.
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر، وفي رواية غيره:«قال» .
1499 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «العَجْماءُ جُبارٌ، والبِئْرُ جُبارٌ، والمَعْدِنُ جُبارٌ، وَفِي الرِّكازِ الخُمُسُ» .
(67)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}
[التوبة: 60] وَمُحاسَبَةِ المُصَدِّقِينَ مَعَ الإِمامِ
1500 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الأَسْدِ على صَدَقاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جاءَ حاسَبَهُ.
(68)
بابُ اسْتِعْمالِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَلْبانِها لأَبْناءِ السَّبِيلِ
1501 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ: حدَّثنا قَتادَةُ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ ناسًا مِنْ عُرَيْنَةَ اجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبانِها وَأَبْوالِها، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ واسْتاقُوا الذَّوْدَ
(1)
، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ
(2)
أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ بِالحَرَّةِ يَعَضُّونَ
⦗ص: 51⦘
الحِجارَةَ.
تابَعَهُ أَبُو قِلابَةَ وَحُمَيْدٌ وَثابِتٌ، عن أَنَسٍ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «الإِبِلَ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وسَمَّرَ» بتشديد الميم.
(69)
بابُ وَسْمِ الإِمامِ إِبِلَ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ
1502 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا الوَلِيدُ: حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: غَدَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ لِيُحَنِّكَهُ، فَوافَيْتُهُ فِي يَدِهِ المِيسَمُ، يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(70)
بابُ
(2)
فَرْضِ صَدَقَةِ الفِطْرِ
وَرَأَى أَبُو العالِيَةِ، وَعَطاءٌ، وابْنُ سِيرِينَ صَدَقَةَ الفِطْرِ فَرِيضَةً.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «أبوابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ» بعد البسملة.
(2)
لفظة: «بابُ» ثابتة في رواية [ق]، (ب، ص)، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية.
1503 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عُمَرَ بْنِ نافِعٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكاةَ الفِطْرِ، صاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ، على العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ، مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بها
⦗ص: 52⦘
أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ.
(71)
بابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ على العَبْدِ وَغَيْرِهِ مِنَ المُسْلِمِينَ
(1)
(1)
قوله: «من المسلمين» ليس في رواية ابن عساكر.
1504 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَضَ زَكاةَ الفِطْرِ: صاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ، على كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ.
(72)
بابُ صَاعٍ
(1)
مِنْ شَعِيرٍ
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بابُ صَدقةِ الفِطْرِ» ، كتبت بالحمرة.
1505 -
حدَّثنا قَبِيْصَةُ
(1)
: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن زَيْدِ بنِ أسْلَمَ، عن عِيَاضِ بنِ عَبْدِ اللهِ:
عن أَبِي سَعِيْدٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُطْعِمُ الصَّدَقَةَ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عُقْبة» .
(73)
بابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ صاعًا
(1)
مِنْ طَعامٍ
(1)
في رواية أبي ذر: «صاعٌ» .
1506 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عِياضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ العامِرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ.
(74)
بابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ صاعًا مِنْ تَمْرٍ
1507 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(1)
قالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَكاةِ الفِطْرِ صاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عمر رضي الله عنهما» .
(75)
بابُ صاعٍ مِنْ زَبِيبٍ
1508 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ يَزِيدَ
(1)
العَدَنِيَّ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قالَ: حدَّثني عِياضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُعْطِيها فِي زَمانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صاعًا مِنْ طَعامٍ، أَوْ صاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمَّا جاءَ مُعاوِيَةُ، وَجاءَتِ السَّمْراءُ، قالَ: أُرَى
(2)
مُدًّا مِنْ هَذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ.
(76)
بابُ الصَّدَقَةِ قَبْلَ العِيدِ
1509 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حَدَّثَنا
(1)
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِزَكاةِ الفِطْرِ، قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
1510 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ: حدَّثنا أَبُو عُمَرَ
(1)
، عن زَيْدٍ
(2)
، عن عِياضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفِطْرِ صاعًا مِنْ طَعامٍ. وَقالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَكانَ طَعامَنا الشَّعِيرُ والزَّبِيبُ والأَقِطُ والتَّمْرُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «حفصُ بنُ مَيْسرةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أسْلَمَ» ، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «وكانَ طَعامُنا الشَّعِيرَ والزَّبِيبَ والأَقِطَ والتَّمْرَ» .
(77)
بابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ على الحُرِّ والمَمْلُوكِ
وَقالَ الزُّهْرِيُّ فِي المَمْلُوكِينَ لِلتِّجارَةِ: يُزَكَّى فِي التِّجارَةِ، وَيُزَكَّى فِي الفِطْرِ.
1511 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: فَرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الفِطْرِ -أَوْ قالَ: رَمَضانَ- على الذَّكَرِ والأُنْثَى، والحُرِّ والمَمْلُوكِ، صاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَعَدَلَ
النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صاعٍ مِنْ بُرٍّ. فَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُعْطِي التَّمْرَ، فَأَعْوَزَ
(1)
أَهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فَأَعْطَى شَعِيرًا. فَكانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عن الصَّغِيرِ والكَبِيرِ، حَتَّى أَنْ
(2)
كانَ يُعْطِي
(3)
عن بَنِيَّ، وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُعْطِيها الَّذِينَ يَقْبَلُونَها
(4)
، وَكانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَأُعْوِزَ» بضم الهمزة وكسر الواو.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لَيُعْطِي» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَقْبَلُونَ» .
(78)
بابُ صَدَقَةِ الفِطْرِ على الصَّغِيرِ والكَبِيرِ
(1)
(1)
قوله: «والكبير» ثابت في رواية ابن عساكر و [ق].
1512 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الفِطْرِ صاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صاعًا مِنْ تَمْرٍ، على الصَّغِيرِ والكَبِيرِ، والحُرِّ والمَمْلُوكِ.
كتابُ الحَجِّ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
لفظة: «كتاب» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضاً، والبسملة مقدَّمة على قوله:«كتاب الحج» في رواية أبي ذر.
(1)
بابُ
(1)
وُجُوبِ الحَجِّ وَفَضْلِهِ
{وَلِلّهِ
(2)
عَلَى النَّاسِ حَجُّ
(3)
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]
(1)
لفظة: «باب» ثابتة في رواية ابن عساكر أيضاً.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ: {وَلِلّهِ. . .}» .
(3)
أهمل ضبط الحاء في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بفتح الحاء وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وشعبة ويعقوب، وبكسرها قرأ الباقون.
1513 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسارٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ الفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْها وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الفَضْلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ، فقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ على عِبادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لا يَثْبُتُ على الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قالَ:«نَعَمْ» . وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الوَداعِ.
(2)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {يَأتُوك
(1)
رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ
يَأتِين
(2)
مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 27 - 28]
{فِجَاجًا} [نوح: 20]: الطُّرُقُ الواسِعَةُ.
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
1514 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
أخبَرَهُ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكَبُ راحِلَتَهُ بِذِي الحُلَيْفَةِ، ثُمَّ يُهِلُّ حَتَّى
(2)
تَسْتَوِيَ بِهِ قائِمَةً.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عمرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حِينَ» . كتبت بالحمرة.
1515 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ
(1)
: أخبَرَنا الوَلِيدُ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ: سَمِعَ عَطاءً يُحَدِّثُ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ إِهْلالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذِي
الحُلَيْفَةِ، حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ راحِلَتُهُ.
رَواهُ
(2)
أَنَسٌ وابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن موسى» . كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بابُ الحَجِّ على الرَّحْلِ
1516 -
وَقالَ أَبَانُ: حدَّثنا مالِكُ بنُ دِينارٍ، عن القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ:
عن عائشةَ رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَها أخاها عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمَرَها مِنَ التَّنْعِيمِ، وَحَمَلَها على قَتَبٍ.
-وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: شُدُّوا الرِّحالَ فِي الحَجِّ؛ فَإِنَّهُ أَحَدُ الجِهادَيْنِ.
1517 -
وَقالَ
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا عَزْرَةُ بْنُ ثابِتٍ، عن ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، قالَ:
حَجَّ أَنَسٌ على رَحْلٍ، وَلَمْ
(2)
يَكُنْ شَحِيحًا، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ على رَحْلٍ،
⦗ص: 59⦘
وَكانَتْ زامِلَتَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَلَمْ» .
1518 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: حدَّثنا أَيْمَنُ بْنُ نابِلٍ: حدَّثنا القاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اعْتَمَرْتُمْ وَلَمْ أَعْتَمِرْ. فقالَ:«يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بِأُخْتِكَ، فَأَعْمِرْها مِنَ التَّنْعِيمِ» . فَأَحْقَبَها
(1)
على ناقَةٍ
(2)
، فاعْتَمَرَتْ.
(1)
أهمل ضبطها في (ن، ب، ص)، والمثبت من (و)، وبهامش (ب، ص): لم يضبطها في اليونينية وضبطها في الفرع بصيغة الماضي بحمرة، وبصيغة الأمر بالسواد. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ناقَتِهِ» .
(4)
بابُ فَضْلِ الحَجِّ المَبْرُورِ
1519 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمالِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «إِيمانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» . قِيلَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: «جِهادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . قِيلَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» .
1520 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُبارَكِ: حدَّثنا خالِدٌ: أخبَرَنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عن عائشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ:
عن عائشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلا نُجاهِدُ؟ قالَ: «لا
(1)
، لَكِنَّ
(2)
أَفْضَلَ
(3)
الجِهادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ».
(1)
لفظة: «لا» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
جمع بين التصحيح والتضبيب عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَكُنَّ أفضلُ» . وبهامش اليونينية: في الجمع بين الصحيحين: «قال: لَكُنَّ أفْضلُ الجهاد» . اهـ.
1521 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَيَّارٌ أبُو الحَكَمِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا حازِمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْم
(1)
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
(1)
أهمل ضبطها في (ن، ب)، وضبطها في (و): بالفتح، وفي (ص) بالكسر، وذكر الوجهين في الإرشاد، ورجَّح الفتح.
(5)
بابُ فَرْضِ مَواقِيتِ الحَجِّ والعُمْرَةِ
1522 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، قالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ:
أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي مَنْزِلِهِ، وَلَهُ فُسْطاطٌ وَسُرَادِقٌ، فَسَأَلْتُهُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قالَ: فَرَضَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا
(1)
، وَلأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«مِنْ قَرْنٍ» .
(6)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
[البقرة: 197]
1523 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بِشْرٍ: حدَّثنا شَبَابَةُ، عن وَرْقاءَ، عن عَمْرِو بنِ دِينارٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ:
كانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلا يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ. فَإِذا قَدِمُوا المَدِينَةَ
(1)
سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى:{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
رَواهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ، مُرْسَلًا.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «مَكَّةَ» مضبَّب عليها ومصحَّح معًا، وعكس في (ب، ص): فأثبت في المتن: «مكة» مضبَّب عليها ومصحَّح معًا، وهمَّش:«المدينة» . وصوَّب في الفتح والإرشاد قول من قالَ: «مكة» .
(7)
بابُ مُهَلِّ أَهْلِ مَكَّةَ لِلْحَجِّ والعُمْرَةِ
1524 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، وَلأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ
(1)
، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ، مِمَّنْ أَرادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، وَمَنْ كانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «لَهُمْ» .
(8)
بابُ مِيقاتِ أَهْلِ المَدِينَةِ، وَلا يُهِلُّوا قَبْلَ ذِي الحُلَيْفَةِ
1525 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُهِلُّ أَهْلُ المَدِينَةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ
(1)
الشَّامِ مِنَ الجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ». قالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَيُهِلُّ أَهْلُ اليَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «ويُهِلُّ أهلُ» .
(9)
بابُ مُهَلِّ أَهْلِ الشَّامِ
1526 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، وَلأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ
(1)
، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، لِمَنْ كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَمَنْ كانَ دُونَهُنَّ فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ،
⦗ص: 62⦘
وَكَذاكَ
(2)
، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ منها.
(1)
في رواية أبي ذر: «لَهُمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وكذاك وكذاك» مرتين.
(10)
بابُ مُهَلِّ أَهْلِ نَجْدٍ
1527 -
1528 - حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حَفِظْناهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ، عن أَبِيهِ: وَقَّتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
حدَّثنا أَحْمَدُ
(1)
: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مُهَلُّ أَهْلِ المَدِينَةِ ذُو الحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مَهْيَعَةُ -وَهِيَ الجُحْفَةُ- وَأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ» . قالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ -وَلَمْ أَسْمَعْهُ-: «وَمُهَلُّ أَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمُ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عِيسَى» .
(11)
بابُ مُهَلِّ مَنْ كانَ دُونَ المَواقِيتِ
1529 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن عَمْرٍو، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ
لأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، فَهُنَّ لَهُنَّ
(1)
، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، مِمَّنْ كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَمَنْ كانَ دُونَهُنَّ فَمِنْ أَهْلِهِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يُهِلُّونَ منها.
(1)
في رواية أبي ذر: «لَهُمْ» .
(12)
بابُ مُهَلِّ أَهْلِ اليَمَنِ
1530 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ طاوُوسٍ، عن أبِيهِ:
عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّأْمِ
(1)
⦗ص: 63⦘
الجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، وَلأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ
(2)
، وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِمْ
(3)
، مِمَّنْ أَرادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَمَنْ كانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في متن (و، ص): «هُنَّ لأَهْلِهِنَّ» ، وهو موافق لما في نسخة الزاهدي والسلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر: «غَيْرِهِنَّ» .
(13)
بابٌ: ذاتُ عِرْقٍ لأَهْلِ العِراقِ
1531 -
حدثني عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا فُتِحَ هَذانِ المِصْرانِ
(1)
، أَتَوْا عُمَرَ، فقالُوا: يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّ لأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وهو جَوْرٌ عن طَرِيقِنا، وَإِنَّا إِنْ أَرَدْنا قَرْنًا شَقَّ عَلَيْنا. قالَ: فانْظُرُوا حَذْوَها مِنْ طَرِيقِكُمْ. فَحَدَّ لَهُمْ ذاتَ عِرْقٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لمَّا فَتَحَ هذَيْنِ المِصْرَيْنِ» .
(14)
بابٌ
1532 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسِفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَناخَ بالبَطْحاءِ بذِي الحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِها. وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُ ذَلِكَ.
(15)
بابُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على طَرِيقِ الشَّجَرَةِ
1533 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 64⦘
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرةِ، ويَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ المُعَرَّسِ، وأَنَّ رَسُولَ اللهِِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا خَرَجَ إلى مَكَّةَ يُصَلِّي
(1)
في مَسْجِدِ الشَّجَرةِ، وإِذا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الحُلَيْفَةِ، بِبَطْنِ الوادِي، وَباتَ حَتَّى يُصْبِحَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «صَلَّى» .
1534 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا الوَلِيدُ وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِيُّ، قالَا: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، قالَ: حدَّثني عِكْرِمَةُ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ:
إِنَّهُ
(1)
سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوادِي العَقِيقِ يَقُولُ: «أَتانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فقالَ: صَلِّ فِي هَذا الوادِي المُبارَكِ
وَقُلْ: عُمْرَةً
(2)
فِي حَجَّةٍ».
(1)
لم تضبط الهمزة في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالفتح، وبهامشهما: كذا فتحة الهمزة في اليونينية. اهـ. وزاد في (ب): وكأنَّه أراد أن يكشطها بعد إلحاق «يقول» في الهامش فلم يتفق له. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1535 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ: حدَّثني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ رُئِيَ
(1)
وهو مُعَرِّسٌ
(2)
بِذِي الحُلَيْفَةِ، بِبَطْنِ الوادِي، قِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحاءٍ
(3)
مُبارَكَةٍ. وَقَدْ أَناخَ بِنا سالِمٌ، يَتَوَخَّى بِالمُناخِ الَّذِي كانَ عَبْدُ اللَّهِ يُنِيخُ؛ يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو أَسْفَلُ مِنَ المَسْجِدِ الَّذِي بِبَطْنِ الوادِي، بَيْنَهُمْ
(4)
وَبَيْنَ
⦗ص: 65⦘
الطَّرِيقِ، وَسَطٌ
(5)
مِنْ ذَلِكَ.
(1)
في متن (ب، ص): «رُئِّيَ» بتشديد الهمزة، وهو موافق لما في الإرشاد، وفي رواية أبي ذر:«أُرِيَ» .
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضاً (ب، ص)، وهو موافق لما في الإرشاد، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وَهُوَ فِي مُعَرَّسٍ» ، وزاد في (ن) نسبتَها إلى رواية المُستملي أيضًا، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي.
(3)
في متن (ب، ص) بالمنع من الصرف.
(4)
هكذا في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضأ، وفي رواية المُستملي وأخرى عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بَيْنَهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وَسَطًا» .
(17)
بابُ غَسْلِ الخَلُوقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنَ الثِّيابِ
1536 -
قالَ أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عَطاءٌ: أَنَّ صَفْوانَ بْنَ يَعْلَى أخبَرَهُ:
أَنَّ يَعْلَى قالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: أَرِنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ. قالَ: فَبَيْنَما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالجِعْرَانَةِ، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحابِهِ، جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وهو مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ساعَةً، فَجاءَهُ الوَحْيُ، فَأَشارَ عُمَرُ رضي الله عنه إلى يَعْلَى، فَجاءَ يَعْلَى، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، فَأَدْخَلَ رَأسَهُ، فَإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الوَجْهِ، وهو يَغِطُّ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فقالَ:«أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عن العُمْرَةِ؟» فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فقالَ:«اغْسِلِ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وانْزِعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، واصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَما تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ»
(1)
. قُلْتُ لِعَطاءٍ: أَرادَ الإِنْقاءَ حِينَ أَمَرَهُ أنْ يَغْسِلَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ؟ قالَ: نَعَمْ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما تَصْنَعُ في حَجِّكَ» .
(18)
بابُ الطِّيبِ عند الإِحْرامِ، وَما يَلْبَسُ إذا أَرادَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَتَرَجَّلَ وَيَدَّهِنَ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَشَمُّ المُحْرِمُ الرَّيْحانَ، وَيَنْظُرُ فِي المِرْآةِ، وَيَتَداوَى بِما يَأكُلُ
(1)
: الزَّيْتِ والسَّمْنِ
(2)
.
وَقالَ عَطاءٌ: يَتَخَتَّمُ وَيَلْبَسُ الهِمْيانَ.
وَطافَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وهو مُحْرِمٌ، وَقَدْ حَزَمَ على بَطْنِهِ بِثَوْبٍ.
⦗ص: 66⦘
وَلَمْ تَرَ عائِشَةُ رضي الله عنها بِالتُّبَّانِ بَأسًا، لِلَّذِينَ يُرَحِّلُونَ هَوْدَجَها
(3)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وَيَتَداوَى ويَأكُلُ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بالجر فيهما على رواية أبي ذر، و «الزَّيْتَ والسَّمْنَ» ، وكتب فوقهما «معًا» .
(3)
قوله: «للذين يُرَحِّلون هودجَها» ليس في رواية ابن عساكر.
1537 -
1538 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، قالَ: كان ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَدَّهِنُ بالزَّيْتِ. فَذَكَرْتُهُ لإِبْراهِيمَ، قالَ
(1)
: ما تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ؟! حدَّثني الأَسْوَدُ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفارِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو مُحْرِمٌ.
(1)
بهامش (ب): كذا في اليونينية، وفي أصول صحيحة:«فقال» .
1539 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإِحْرامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ.
(19)
مَنْ
(1)
أَهَلَّ مُلَبِّدًا
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ مَن. . .» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مُلَبَّدًا» .
1540 -
حدَّثنا أَصْبَغُ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ:
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبِّدًا.
(20)
بابُ الإِهْلالِ عند مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ
1541 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما.
⦗ص: 67⦘
وَحَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَباهُ يَقُولُ: ما أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا مِنْ عند المَسْجِدِ. يَعْنِي مَسْجِدَ ذِي الحُلَيْفَةِ.
(21)
بابُ ما لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ
1542 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَلْبَسُ القُمُصَ
(1)
، وَلا العَمائِمَ، وَلا السَّراوِيلاتِ، وَلا البَرانِسَ، وَلا الخِفافَ، إلَّا أَحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرانُ
(2)
، أَوْ وَرْسٌ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية ابن عساكر ورواية [ق] أيضاً، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«القَمِيصَ» بالإفراد.
(2)
في رواية أبي ذر: «زَعْفَرانٌ» .
(22)
بابُ الرُّكُوبِ والارْتِدافِ فِي الحَجِّ
1543 -
1544 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ الأَيْلِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أُسامَةَ رضي الله عنه كانَ رِدْفَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، مِنْ عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ، مِنَ المُزْدَلِفَةِ إلى مِنًى، قالَ: فَكِلاهُما قالَ: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(23)
بابُ ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ والأَرْدِيَةِ والأُزُرِ
(1)
وَلَبِسَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها الثِّيابَ المُعَصْفَرَةَ وَهيَ مُحْرِمَةٌ، وَقالَتْ: لا تَلَثَّمُ، وَلا تَتَبَرْقَعُ
(2)
، وَلا تَلْبَسُ ثَوْبًا بِوَرْسٍ
(3)
، وَزَعْفَرانٍ
(4)
.
وَقالَ جابِرٌ: لا أَرَى المُعَصْفَرَ طِيبًا.
وَلَمْ تَرَ عائِشَةُ بَأسًا
(5)
بِالحُلِيِّ والثَّوْبِ الأَسْوَدِ والمُوَرَّدِ والخُفِّ لِلْمَرْأَةِ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ: لا بَأسَ أَنْ يُبْدِلَ
(6)
ثِيابَهُ.
(7)
(1)
هكذا ضُبطت في (ن): بضم الزاي، وضُبطت في (ق، ب، ص) بسكون الزاي، وأهمل ضبطها في (و).
(2)
في رواية أبي ذر: «لا تَلْتَثِم ولا تَبَرْقَع» بالضم والسكون معًا في كلا الفعلين.
(3)
في متن (ب، ص): «. . . ثَوبًا بِزَعْفَران» بدون ذِكْر الوَرْس.
(4)
قوله: «وقالت: لا تلثَّم» إلى قوله: «ولا زَعفرانٍ» ليس في رواية [ق].
(5)
ضبط في (ب، ص) باء «باسًا» مكسورة نقلًا عن اليونينية، وبهامش (ب): والصواب فتحها. اهـ.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
قول إبراهيم هذا ليس في رواية [ق].
1545 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ المَدِينَةِ، بَعْدَما تَرَجَّلَ وادَّهَنَ، وَلَبِسَ إِزارَهُ وَرِدَاءهُ، هو وَأَصْحابُهُ، فَلَمْ يَنْهَ عن شَيْءٍ مِنَ الأَرْدِيَةِ والأُزُرِ
(1)
تُلْبَسُ
إِلَّا المُزَعْفَرَةَ
(2)
الَّتِي تَرْدَعُ
(3)
على الجِلْدِ، فَأَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ،
(4)
رَكِبَ راحِلَتَهُ، حَتَّى اسْتَوَى على البَيْداءِ أَهَلَّ هو وَأَصْحابُهُ، وَقَلَّدَ بَدَنَتَهُ
(5)
، وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، فَقَدِمَ مَكَّةَ لأَرْبَعِ لَيالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحَجَّةِ، فَطافَ بِالبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ؛ مِنْ أَجْلِ بُدْنِهِ؛ لأَنَّهُ قَلَّدَها، ثُمَّ نَزَلَ بِأَعْلَى مَكَّةَ عند الحَجُونِ وهو مُهِلٌّ بِالحَجِّ، وَلَمْ يَقْرَبِ الكَعْبَةَ بَعْدَ طَوافِهِ بها حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَمَرَ أَصْحابَهُ أَنْ يَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ يُقَصِّرُوا مِنْ
⦗ص: 69⦘
رُؤُوسِهِمْ، ثُمَّ يَحِلُّوا، وَذَلِكَ لِمَنْ لَمْ تَكُنْ
(6)
مَعَهُ بَدَنَةٌ قَلَّدَها، وَمَنْ كانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَهْيَ لَهُ حَلالٌ، والطِّيبُ والثِّيابُ.
(1)
لم تضبط في الأصلين، وضُبطت في (ب، ص) بضبطين: المثبت، و «والأُزْرِ» ، وبهامش (ب): كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «المُزَعْفَرَةِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية أبي ذر بضبطين: المثبت، بفتح التاء والراء، والثاني:«تُرْدِعُ» بضم التاء وكسر الدال.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بُدْنَهُ» .
(6)
في (ب، ص): «يكن» .
(24)
بابُ مَنْ باتَ بِذِي الحُلَيْفَةِ حَتَّى أَصْبَحَ
(1)
قالَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «حتى يُصْبِحَ» . كتبت بالحمرة.
1546 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ
(1)
:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ باتَ حَتَّى أَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَلَمَّا رَكِبَ راحِلَتَهُ واسْتَوَتْ بِهِ أَهَلَّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ابنُ المنكدر» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
1547 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَصَلَّى العَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، قالَ: وَأَحْسِبُهُ باتَ بها حَتَّى أَصْبَحَ.
(25)
بابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالإِهْلالِ
1548 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، والعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بهما جَمِيعًا.
(26)
بابُ التَّلْبِيَةِ
1549 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ» .
1550 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن عُمارَةَ، عن أَبِي عَطِيَّةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: إِنِّي لأَعْلَمُ كَيْفَ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ» .
تابَعَهُ أَبُو مُعاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ.
وَقالَ شُعْبَةُ: أخبَرَنا سُلَيْمانُ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ،
عن أَبِي عَطِيَّةَ: سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها.
(27)
بابُ التَّحْمِيدِ والتَّسْبِيحِ والتَّكْبِيرِ قَبْلَ الإِهْلالِ،
عند الرُّكُوبِ
على الدَّابَّةِ
1551 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مَعَهُ بِالمَدِينَةِ
(1)
الظُّهْرَ أَرْبَعًا، والعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ باتَ بها حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ على البَيْداءِ، حَمِدَ اللَّهَ وَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهِما، فَلَمَّا قَدِمْنا، أَمَرَ النَّاسَ فَحَلُّوا، حَتَّى كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهَلُّوا بِالحَجِّ. قالَ: وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَدَناتٍ بِيَدِهِ قِيامًا، وَذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ.
⦗ص: 71⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ بَعْضُهُمْ: هَذا عن أَيُّوبَ، عن رَجُلٍ، عن أَنَسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بالمدينة ونحن معه» .
(28)
بابُ مَنْ أَهَلَّ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ راحِلَتُهُ
1552 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ راحِلَتُهُ قائِمَةً.
(29)
بابُ الإِهْلالِ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «الغَداةَ بِذِي الحُلَيْفَةِ» .
1553 -
وَقالَ أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن نافِعٍ، قالَ:
كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا صَلَّى بِالغَداةِ
(1)
بِذِي الحُلَيْفَةِ، أَمَرَ بِراحِلَتِهِ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ رَكِبَ، فَإِذا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ قائِمًا، ثُمَّ يُلَبِّي حَتَّى يَبْلُغَ المَحْرَمَ
(2)
، ثُمَّ يُمْسِكُ، حَتَّى إِذا جاءَ ذا طُوًى
(3)
باتَ بِهِ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِذا صَلَّى الغَداةَ اغْتَسَلَ، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ ذَلِكَ.
تابَعَهُ إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، فِي الغَسْلِ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الغَداةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «الحَرَمَ» . كتبت بالحمرة.
(3)
بهامش اليونينية: عند أبي ذر: «ذا طِوَى» بكسر الطاء غير مصروف، وصحح عليه، أعني عدم الصرف. اهـ. (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر: «الغُسْلِ» .
1554 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن نافِعٍ، قالَ:
كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا أَرادَ الخُرُوجَ إلى مَكَّةَ ادَّهَنَ بِدُهْنٍ لَيْسَ لَهُ رائحَةٌ طَيِّبَةٌ، ثُمَّ يَأتِي مَسْجِدَ الحُلَيْفَةِ
(1)
فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْكَبُ، وَإِذا اسْتَوَتْ بِهِ راحِلَتُهُ قائِمَةً أَحْرَمَ، ثُمَّ قالَ: هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «مسجد ذي الحليفة» .
(30)
بابُ التَّلْبِيَةِ إذا انْحَدَرَ فِي الوادِي
1555 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن مُجاهِدٍ، قالَ:
كُنَّا عند ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ: أَنَّهُ قالَ: «مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كافِرٌ» . فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أسْمَعْهُ، ولَكِنَّهُ قالَ: «أمَّا مُوسَى: كأنِّي أنْظُرُ إليْهِ إِذِ
(1)
انْحَدَرَ في الوادِي يُلَبِّي».
(1)
في رواية أبي ذر: «إذا» .
(31)
بابٌ: كَيْفَ تُهِلُّ الحائِضُ والنُّفَساءُ
أهَلَّ: تَكَلَّمَ بِهِ، واسْتَهْلَلْنا وأهْلَلْنا الهِلالَ
(1)
، كُلُّهُ مِنَ الظُّهُورِ، واسْتَهَلَّ المَطَرُ: خَرَجَ منَ السَّحَابِ.
{وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ} [المائدة: 3]: وهو مِنِ اسْتِهْلالِ الصَّبِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الهِلالُ» (ب، ص).
1556 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ:
عنْ عائِشةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ، فَأَهْلَلْنا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بِالحَجِّ مَعَ العُمْرَةِ، ثُمَّ لا يَحِلّ
(1)
حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُما جَمِيعًا». فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنا حائضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالبَيْتِ وَلا بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«انْقُضِي رَأسَكِ، وامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالحَجِّ، وَدَعِي العُمْرَةَ» . فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَضَيْنا الحَجَّ، أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ إلى التَّنْعِيمِ، فاعْتَمَرْتُ، فقالَ:«هَذِهِ مَكانَ عُمْرَتِكِ» . قالَتْ: فَطافَ الَّذِينَ كانُوا أَهَلُّوا
⦗ص: 73⦘
بِالعُمْرَةِ بِالبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طافُوا طَوافًا واحِدًا
(2)
بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَإِنَّما طافُوا طَوافًا واحِدًا.
(1)
أهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (و) بالرفع، وفي (ب، ص) بالنصب، وبهامش (ب): يأتي في باب طواف القارن ضبطه بالرفع والنصب لأبي ذر. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «طوافًا آخَرَ» .
(32)
بابٌ: مَنْ أَهَلَّ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قالَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1557 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: قالَ عَطاءٌ:
قالَ جابِرٌ رضي الله عنه: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا رضي الله عنه أَنْ يُقِيمَ على إِحْرامِهِ. وَذَكَرَ قَوْلَ سُرَاقَةَ.
1558 -
حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الخَلَّالُ الهُذَلِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قالَ: سَمِعْتُ مَرْوانَ الأَصْفَرَ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قَدِمَ عَلِيٌّ رضي الله عنه على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اليَمَنِ، فقالَ: «بِما
(1)
أَهْلَلْتَ؟» قالَ: بِما أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ: «لَوْلا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ لأَحْلَلْتُ» .
وَزادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِما أَهْلَلْتَ يا عَلِيُّ؟» قالَ: بِما أهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «فأَهْدِ، وامْكُثْ حَرامًا كَما أنْتَ» .
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «بِمَ» .
(2)
هكذا جاء هذا التعليق في اليونينية تابع لحديث أنس ظاهرًا، وهو تابع لحديث جابر السابق، كما ذكر في الفتح، وقد نبَّه على هذا في هامش (ب)، وانظر تغليق التعليق: 4/ 155.
1559 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن قَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بنِ شِهابٍ:
عنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى قَوْمٍ
(1)
بِاليَمَنِ، فَجِئْتُ وهو بِالبَطْحاءِ، فقالَ:«بِما أَهْلَلْتَ؟» قُلْتُ: أَهْلَلْتُ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ
هَدْيٍ؟» قُلْتُ: لا. فَأَمَرَنِي فَطُفْتُ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأَحْلَلْتُ، فَأَتَيْتُ امْرَأَةً
⦗ص: 74⦘
مِنْ قَوْمِي، فَمَشَطَتْنِي -أَوْ: غَسَلَتْ رَأسِي- فَقَدِمَ عُمَرُ رضي الله عنه، فقالَ: إِنْ نَأخُذْ بِكِتابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَأمُرُنا بِالتَّمامِ؛ قالَ اللَّهُ: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
(2)
} [البقرة: 196]، وَإِنْ نَأخُذْ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الهَدْيَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«قَوْمِي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(33)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ
فَلَا رَفَثٌ ولا فُسُوقٌ
(1)
وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، وقَوْلِهِ
(2)
: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَشْهُرُ الحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو القَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحَجَّةِ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا يُحْرِمَ بِالحَجِّ إلَّا فِي أَشْهُرِ الحَجِّ.
وَكَرِهَ عُثْمانُ رضي الله عنه أَنْ يُحْرِمَ مِنْ خُرَاسانَ أَوْ كَرْمانَ
(3)
.
(1)
هكذا بالرفع والتنوين، على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب الحضرمي، غير أن يعقوب يقرأ بضم الهاء في «فِيهُنَّ» ، وقد أهمل ضبطها في الأصول.
(2)
لفظة: «وقَوْلِهِ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً.
(3)
في رواية أبي ذر: «كِرْمانَ» بكسر الكاف.
1560 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ: حدَّثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ القاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَشْهُرِ الحَجِّ، وَلَيالِي الحَجِّ، وَحُرُمِ الحَجِّ، فَنَزَلْنا بِسَرِفَ، قالَتْ: فَخَرَجَ إِلى أَصْحابِهِ فقالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَها عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كانَ مَعَهُ الهَدْيُ فَلا» . قالَتْ: فالآخِذُ بها والتَّارِكُ لَها مِنْ أَصْحابِهِ. قالَتْ: فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِجالٌ مِنْ أَصْحابِهِ، فَكانُوا أَهْلَ قُوَّةٍ، وَكانَ مَعَهُمُ الهَدْيُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا على العُمْرَةِ. قالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنا أَبْكِي، فقالَ: «ما يُبْكِيكِ يا هَنْتاهْ
(1)
؟» قُلْتُ: سَمِعْتُ قَوْلَكَ لأَصْحابِكَ فَمُنِعْتُ العُمْرَةَ. قالَ: «وَما شَأنُكِ؟» قُلْتُ: لا أُصَلِّي. قالَ: «فَلا يَضِيرُكِ؛ إِنَّما أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَناتِ آدَمَ، كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكِ ما كَتَبَ
⦗ص: 75⦘
عَلَيْهِنَّ، فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَكِيها». قالَتْ: فَخَرَجْنا فِي حَجَّتِهِ حَتَّى قَدِمْنا مِنًى فَطَهَرْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ مِنًى، فَأَفَضْتُ بِالبَيْتِ. قالَتْ: ثُمَّ خَرَجْتُ
(2)
مَعَهُ فِي النَّفْرِ الآخِرِ، حَتَّى نَزَلَ المُحَصَّبَ وَنَزَلْنا مَعَهُ، فَدَعا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فقالَ: «اخْرُجْ بِأُخْتِكَ مِنَ الحَرَمِ، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغا، ثُمَّ ائْتِيا هاهُنا، فَإِنِّي أَنْظُرُكُما
(3)
حَتَّى تأتِيانِي
(4)
». قالَتْ: فَخَرَجْنا حَتَّى إِذا فَرَغْتُ، وَفَرَغْتُ مِنَ الطَّوافِ ثُمَّ جِئْتُهُ بِسَحَرَ
(5)
. فقالَ: «هَلْ فَرَغْتُمْ؟» فَقُلْتُ
(6)
: نَعَمْ. فَآذَنَ بِالرَّحِيلِ فِي أَصْحابِهِ، فارْتَحَلَ النَّاسُ، فَمَرَّ مُتَوَجِّهًا إلى المَدِينَةِ.
ضَيْرُ: مِنْ ضارَ يَضِيرُ ضَيْرًا، وَيُقالُ: ضارَ يَضُورُ ضَوْرًا، وَضَرَّ يَضُرُّ ضَرًّا.
(7)
(1)
قوله: «يا هَنْتاهْ» ثابت في رواية أبي ذر (ب، ص) أيضاً.
(2)
ضُبطت في (ب، ص): «خَرجَتْ» بتاء التأنيث، وعزا في (ب) المثبت إلى غير اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْتَظِركُمُا» .
(4)
ضبطت في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية بضبطين: بالنون كالمثبت، و:«تأتيا بي» بالباء الموحدة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «قُلْتُ» . كتبت بالحمرة.
(7)
هكذا ضبطت في (ب، ص)، وأهملها في (ن، و)، وقوله:«ضَيْرُ: مِنْ ضارَ. . .» إلخ ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(34)
بابُ التَّمَتُّعِ والإِقْرانِ والإِفْرادِ بِالحَجِّ،
وَفَسْخِ الحَجِّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ
1561 -
حدَّثنا
عُثْمانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا نُرَى إِلَّا أَنَّهُ الحَجُّ، فَلَمَّا قَدِمْنا تَطَوَّفْنا بِالبَيْتِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ ساقَ الهَدْيَ، وَنِساؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ فَأَحْلَلْنَ. قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فَحِضْتُ فَلَمْ أَطُفْ بِالبَيْتِ، فَلَمَّا كانَتْ لَيْلَةُ الحَصْبَةِ. قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، يَرْجِعُ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَرْجِعُ أَنا بِحَجَّةٍ؟! قالَ:«وَما طُفْتِ لَيالِيَ قَدِمْنا مَكَّةَ؟» قُلْتُ: لا. قالَ: «فاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ مَوْعِدُكِ كَذا وَكَذا» . قالَتْ صَفِيَّةُ: ما أُرانِي إِلَّا حابِسَتَهُمْ. قالَ: «عَقْرَى حَلْقَى! أَوَمَا طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالَتْ: قُلْتُ: بَلَى. قالَ: «لا بَأسَ، انْفِرِي» . قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو مُصْعِدٌ
⦗ص: 76⦘
مِنْ مَكَّةَ، وَأَنا مُنْهَبِطَةٌ عَلَيْها. أَوْ: أَنا مُصْعِدَةٌ وهو مُنْهَبِطٌ منها.
1562 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ حَجَّةِ الوَداعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ
(1)
وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالحَجِّ، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالحَجِّ أَوْ جَمَعَ
(2)
الحَجَّ والعُمْرَةَ لَمْ يَحِلُّوا حَتَّى كانَ يَوْمُ النَّحْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِحَجٍّ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وجَمَع» .
1563 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عن مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ، قالَ: شَهِدْتُ عُثْمانَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهما، وَعُثْمانُ يَنْهَى عن المُتَعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُما، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِما: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ. قالَ: ما كُنْتُ لِأَدَعَ
(2)
سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وفي رواية ابن عساكر:«حدَّثني» .
(2)
أهمل ضبط اللام في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بالفتح نقلًا عن اليونينية.
1564 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانُوا يَرَوْنَ أَنَّ العُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ
(1)
الفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ المُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إذا بَراْ الدَّبَرُ، وَعَفا الأَثَرُ، وانْسَلَخَ صَفَرُ
(2)
، حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ
(3)
. قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ صَبِيحَةَ رابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ
⦗ص: 77⦘
يَجْعَلُوها عُمْرَةً، فَتَعاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ. فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الحِلِّ؟ قالَ:«حِلٌّ كُلُّهُ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أفجرَ» بالنصب؛ لعدم وجود لفظة: «من» في روايته.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (ب، ص): (. . . . الدَّبَرْ. . . الأَثَرْ. . . صَفَرْ).
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1565 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا
شُعْبَةُ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ:
عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَأَمَرَهُ
(1)
بِالحِلِّ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَأَمَرَنِي» .
1566 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ -وَحَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ- عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عن حَفْصَةَ رضي الله عنهم زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما شَأنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ، وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قالَ:«إِنِّي لَبَّدْتُ رَأسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ» .
1567 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرانَ الضُّبَعِيُّ، قالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهانِي ناسٌ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَأَمَرَنِي، فَرَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ
(1)
وعُمْرُةٌ مُتَقَبَّلَةٌ. فأخبَرْتُ ابنَ عَبَّاسٍ، فقالَ: سُنَّةَ
(2)
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي، فأجْعَلُ
(3)
لَكَ سَهْمًا مِنْ مالِي. قالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ فَقالَ: لِلرُّؤْيا الَّتِي رَأَيْتُ
(4)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حَجَّةٌ مَبْرُورةٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «سُنَّةُ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فأجْعَلَ» ، وفي رواية أبي ذر:«وَأَجْعَلَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1568 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَبُو شِهابٍ، قالَ: قَدِمْتُ مُتَمَتِّعًا مَكَّةَ بِعُمْرَةٍ، فَدَخَلْنا قَبْلَ
⦗ص: 78⦘
التَّرْوِيَةِ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فقالَ لِي أُناسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: تَصِيرُ الآنَ حَجَّتُكَ مَكِّيَّةً
(1)
. فَدَخَلْتُ على عَطاءٍ أَسْتَفْتِيْهِ، فقالَ:
حَدَّثَنِي جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ ساقَ البُدْنَ مَعَهُ، وَقَدْ أَهَلُّوا بِالحَجِّ مُفْرَدًا، فقالَ لَهُمْ:«أَحِلُّوا مِنْ إِحْرامِكُمْ بِطَوافِ البَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَقَصِّرُوا ثُمَّ أَقِيمُوا حَلَالًا، حَتَّى إِذا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَأَهِلُّوا بِالحَجِّ، واجْعَلُوا الَّتِي قَدِمْتُمْ بها مُتْعَةً» . فقالُوا: كَيْفَ نَجْعَلُها مُتْعَةً وَقَدْ سَمَّيْنا الحَجَّ؟! فقالَ: «افْعَلُوا ما أَمَرْتُكُمْ، فَلَوْلا أَنِّي سُقْتُ الهَدْيَ لَفَعَلْتُ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ، وَلَكِنْ لا يَحِلُّ مِنِّي حَرَامٌ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ» . فَفَعَلُوا.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَصِيرُ الآنَ حَجُّكَ مَكِّيًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «قال أبو عبد الله: أبو شِهابٍ ليس له مُسْنَدٌ إلَّا هذا» . كتبت بالحمرة.
1569 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ، عن شُعْبَةَ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قالَ: اخْتَلَفَ عَلِيٌّ وَعُثْمانُ رضي الله عنهما وَهُما بِعُسْفانَ فِي المُتْعَةِ، فقالَ عَلِيٌّ: ما تُرِيدُ إِلَّا
(1)
أَنْ تَنْهَى عن أَمْرٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِما جَمِيعًا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إلى» ، وذكرها في (ن) دون عزوٍ. كتبت بالحمرة.
(35)
بابُ مَنْ لَبَّى بِالحَجِّ وَسَمَّاهُ
1570 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، قالَ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا يَقُولُ:
حَدَّثَنا جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: قَدِمْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ بِالحَجِّ
(1)
. فَأَمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلْناها عُمْرَةً.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نقول: لبَّيك بالحج» .
(36)
بابُ التَّمَتُّعِ
(1)
(1)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضاً (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر زيادة:«على عَهْدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
1571 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ، قالَ: حدَّثني مُطَرِّفٌ:
عن عِمْرانَ رضي الله عنه، قالَ: تَمَتَّعْنا على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ القُرْآنُ، قالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ ما شاءَ.
(37)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}
[البقرة: 196]
1572 -
وَقالَ أَبُو كامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ البَصْرِيُّ: حدَّثنا أَبُو مَعْشَرٍ
(1)
: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ غِياثٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سُئِلَ عن مُتْعَةِ الحَجِّ، فقالَ: أَهَلَّ المُهاجِرُونَ والأَنْصارُ وَأَزْواجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ وَأَهْلَلْنا، فَلَمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اجْعَلُوا إِهْلالَكُمْ بِالحَجِّ عُمْرَةً، إلَّا مَنْ قَلَّدَ الهَدْيَ» . طُفْنا بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ وَأَتَيْنا النِّساءَ، وَلَبِسْنا الثِّيابَ، وَقالَ:«مَنْ قَلَّدَ الهَدْيَ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَهُ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ» . ثُمَّ أَمَرَنا عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ أَنْ نُهِلَّ بِالحَجِّ، فَإِذا فَرَغْنا مِنَ المَناسِكِ جِئْنا فَطُفْنا بِالبَيْتِ وَبِالصَّفَا والمَرْوَةِ فَقَدْ تَمَّ حَجُّنا، وَعَلَيْنا الهَدْيُ كَمَا قالَ اللَّهُ تَعالَى:{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة: 196] إلى أَمْصارِكُمْ، الشَّاةُ تَجْزِي، فَجَمَعُوا نُسُكَيْنِ فِي عامٍ بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعالَى أَنْزَلَهُ فِي كِتابِهِ وَسَنَّهُ نَبِيُّهُ
(2)
صلى الله عليه وسلم وَأَباحَهُ لِلنَّاسِ غَيْرَ أَهْلِ مَكَّةَ، قالَ اللَّهُ:{ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 196]، وَأَشْهُرُ الحَجِّ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعالَى
(3)
: شَوَّالٌ وَذُو القَعْدَةِ وَذُو الحَجَّةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ فِي هَذِهِ الأَشْهُرِ فَعَلَيْهِ دَمٌ أَوْ صَوْمٌ، والرَّفَثُ: الجِماعُ، والفُسُوقُ: المَعاصِي، والجِدالُ: المِراءُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «البَرَّاءُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «في كِتابِهِ» .
(38)
بابُ الاغْتِسالِ عند دُخُولِ مَكَّةَ
1573 -
حدثني يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ: أخبَرَنا أَيُّوبُ، عن نافِعٍ، قالَ:
كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا دَخَلَ أَدْنَى الحَرَمِ أَمْسَكَ عن التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طُوًى
(1)
، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ وَيَغْتَسِلُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «طِوًى» ، وفي رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وضبط في (ن، ق) روايته: «ذي طِوَى» بالكسر والمنع من الصرف فقط.
(39)
بابُ دُخُولِ مَكَّةَ نَهارًا أَوْ لَيْلًا
(1)
باتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى
(2)
حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ، وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولَيْلًا» .
(2)
ضُبطت في رواية أبي ذر أيضاً بضبطين: المثبت، و «طِوًى» . (ب، ص)، ويشكل عليه اتفاقهما مع سائر الأصول على عدم وجود هذا التعليق في رواية أبي ذر.
1574 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: باتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ، وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَفْعَلُهُ.
(40)
بابٌ: مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُ مَكَّةَ؟
1575 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قالَ: حدَّثني مَعْنٌ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ العُلْيا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى.
(41)
بابٌ: مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ؟
1576 -
حدَّثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ البَصْرِيُّ
(1)
: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 81⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ مِنَ الثَّنِيَّةِ العُلْيا الَّتِي بِالبَطْحاءِ، وَيَخْرُجُ
(2)
مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كانَ يُقالُ: هو مُسَدَّدٌ كاسْمِهِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ مُسَدَّدًا أَتَيْتُهُ فِي بَيْتِهِ فَحَدَّثْتُهُ لاسْتَحَقَّ ذَلِكَ، وَما أُبالِي كُتُبِي كانَتْ عِنْدِي أَوْ عند مُسَدَّدٍ
(3)
.
(1)
قوله: «بن مُسَرْهَد البَصْرِيُّ» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «وخَرَجَ» .
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله: كان يُقال. . .» إلخ ليس في رواية أبي ذر.
1577 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَا: حدَّثنا سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جاءَ إلى مَكَّةَ دَخَلَ
(1)
مِنْ أَعْلاها، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِها.
1578 -
حدَّثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ المَرْوَزِيُّ
(2)
: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عامَ الفَتْحِ مِنْ كَداءٍ، وَخَرَجَ مِنْ كُدًا مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ.
1579 -
حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عامَ الفَتْحِ مِنْ كَداءٍ
(3)
أَعْلَى مَكَّةَ.
قالَ هِشامٌ: وَكانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ عَلَى
(4)
كِلْتَيْهِما مِنْ كَداءٍ وَكُدًا
(5)
، وَأَكْثَرُ ما يَدْخُلُ مِنْ كَداءٍ
(6)
، وَكانَتْ أَقْرَبَهُما إلى مَنْزِلِهِ.
⦗ص: 82⦘
1580 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن هِشامٍ، عن عُرْوَةَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتْحِ مِنْ كَداءٍ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ
(7)
، وَكانَ عُرْوَةُ أَكْثَرَ ما يَدْخُلُ مِنْ كَداءٍ
(8)
، وَكانَ أَقْرَبَهُما إلى مَنْزِلِهِ.
1581 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الفَتْحِ مِنْ كَداءٍ. وَكانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ منهما كِلَيْهِما
(9)
وَأَكْثَرُ
(10)
ما يَدْخُلُ مِنْ كَداءٍ
(11)
أَقْرَبِهِما إلى مَنْزِلِهِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَداءٌ وَكُدًا مَوْضِعانِ
(12)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «دَخَلَها» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني محمودٌ» غير منسوب.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «من كُدًا وكَداءٍ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كُدًى» .
(7)
قوله: «من أعلى مكة» ليس في نسخةٍ (ب، ص).
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كُدَى» .
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «كلاهُما» . قارن بما في السلطانية.
(10)
في رواية أبي ذر: «وكان أكثر» ، وضبط «أكثر» في الإرشاد بالنصب.
(11)
في رواية أبي ذر: «كُدَا» .
(12)
قوله: «قال أبو عبد الله: كَداءٌ وكُدًا موضعان» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضاً.
(42)
بابُ فَضْلِ مَكَّةَ وَبُنْيانِها
وَقَوْلِهِ تَعالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن
طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
(1)
. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِيْسَ
(2)
الْمَصِيرُ. وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 125 - 128]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}» بدل إتمام الآيات.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر، وحمزة وقفًا.
1582 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، قالَ:
⦗ص: 83⦘
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ
(2)
: لَمَّا بُنِيَتِ الكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلانِ الحِجارَةَ، فقالَ العَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزارَكَ على رَقَبَتِكَ. فَخَرَّ إلى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ
(3)
عَيْناهُ إِلى السَّماءِ، فقالَ: «أَرِنِي
(4)
إِزارِي». فَشَدَّهُ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقول» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَطَمَحَتْ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1583 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أخبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنهم زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَها: «أَلَمْ تَرَيْ
(1)
أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا
(2)
بَنَوُا الكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عن قَواعِدِ إِبْراهِيمَ؟» فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرُدُّها على قَواعِدِ إِبْراهِيمَ؟ قالَ:«لَوْلا حِدْثانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَفَعَلْتُ» . فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: لَئِنْ كانَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها سَمِعَتْ هَذا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيانِ الحِجْرَ؛ إلَّا أَنَّ البَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ على قَواعِدِ إِبْراهِيمَ.
(1)
هكذا ضبطت الراء في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، ونقل في (ب، ص) أنها في اليونينية مكسورة، وصوَّبا فتحها.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حِينَ» .
1584 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا أَشْعَثُ، عن الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن الجَدْرِ
(1)
أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قُلْتُ: فَما لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي البَيْتِ؟ قالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ
(2)
بِهِمُ النَّفَقَةُ». قُلْتُ: فَما شَأنُ بابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قالَ: «فَعَلَ ذَلِكِ قَوْمُكِ؛ لِيُدْخِلُوا
(3)
مَنْ شاؤُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شاؤُوا، وَلَوْلا أَنَّ
⦗ص: 84⦘
قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالجاهِلِيَّةِ
(4)
فَأَخافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ فِي البَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بابَهُ بِالأَرْضِ
(5)
».
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «الجِدارِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قَصُرَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «يُدْخِلُوها» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِجاهِلِيَّةٍ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1585 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا حَداثَةُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَنَقَضْتُ
البَيْتَ ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ على أَسَاسِ إِبْراهِيمَ عليه السلام، فَإِنَّ قُرَيْشًا اسْتَقْصَرَتْ بِناءَهُ، وَجَعَلْتُ لَهُ خَلْفًا».
قالَ أَبُو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا هِشامٌ: «خَلْفًا» يَعْنِي: بابًا.
1586 -
حدَّثنا بَيانُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا يَزِيدُ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ رُومانَ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَها: «يا عائِشَةُ، لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجاهِلِيَّةٍ لأَمَرْتُ بِالبَيْتِ فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ ما أُخْرِجَ منه وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا وَبابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَساسَ إِبْراهِيمَ» . فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما على هَدْمِهِ. قالَ يَزِيدُ: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ وَبَناهُ وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَساسَ إِبْراهِيمَ حِجارَةً كَأَسْنِمَةِ الإِبِلِ. قالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟ قالَ: أُرِيكَهُ الآنَ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ الحِجْرَ فَأَشارَ إلى مَكانٍ فقالَ: هاهُنا. قالَ جَرِيرٌ: فَحَزَرْتُ مِنَ الحِجْرِ سِتَّةَ
(1)
أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «سِتَّ» .
(43)
بابُ فَضْلِ الحَرَمِ
وَقَوْلِهِ تَعالَى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [النمل: 91]، وَقَوْله جَلَّ ذِكْرُهُ:{أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص: 57]
1587 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
⦗ص: 85⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «إِنَّ هَذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَنْ عَرَّفَها» .
(44)
بابُ تَوْرِيثِ دُورِ مَكَّةَ وبَيْعِها
وشِرائِها، وَأَنَّ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ
(1)
الحَرامِ سَواءٌ خاصَّةً لِقَوْلِهِ تَعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءٌ
(2)
الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]
{الْبَادِ} : الطَّارِي. {مَعْكُوفًا} [الفتح: 25]: مَحْبُوسًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «المَسْجِدِ» .
(2)
بالرفع على قراءة الجمهور عدا حفص.
1588 -
حدَّثنا أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(1)
، عن عَمْرِو بْنِ عُثْمانَ:
عن أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ فِي دارِكَ بِمَكَّةَ؟ فقالَ:«وَهَلْ تَرَكَ عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ؟!» وَكانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبا طالِبٍ، هو وَطالِبٌ، وَلَمْ يَرِثْهُ جَعْفَرٌ وَلا عَلِيٌّ رضي الله عنهما شَيْئًا؛ لأَنَّهُما كانا مُسْلِمَيْنِ، وَكانَ عَقِيلٌ وَطالِبٌ كافِرَيْنِ، فَكانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: لا يَرِثُ المُؤْمِنُ الكافِرَ.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: وَكانُوا يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَ اللَّهِ تَعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الأنفال: 72] الآيَةَ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «الحُسَيْنِ» .
(2)
لفظة: «الآية» ليست في رواية ابن عساكر.
(45)
بابُ نُزُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ
1589 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ:
⦗ص: 86⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرادَ قُدُومَ مَكَّةَ: «مَنْزِلُنا غَدًا إِنْ شاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنانَةَ، حَيْثُ تَقاسَمُوا على الكُفْرِ» .
1590 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا الوَلِيدُ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مِنَ الغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ وهو بِمِنًى: «نَحْنُ نازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنانَةَ، حَيْثُ تَقاسَمُوا على الكُفْرِ» . يَعْنِي: ذَلِكَ
(2)
المُحَصَّبَ
(3)
، وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا وَكِنانَةَ تَحالَفَتْ على بَنِي هاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ -أَوْ: بَنِي المُطَّلِبِ- أَنْ لا يُناكِحُوهُمْ، وَلا يُبايِعُوهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ سَلَامَةُ، عن عُقَيْلٍ وَيَحْيَى، عن الضَّحَّاكِ
(4)
، عن الأَوْزاعِيِّ: أخبَرَني ابْنُ شِهابٍ. وَقالَا: بَنِي هاشِمٍ وَبَنِي المُطَّلِبِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: بَنِي المُطَّلِبِ أَشْبَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بذلك» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا في اليونينية، وبهامش (ب، ص) نقلًا عن هامش اليونينية: قوله: «ويحيى عن الضحاك» تصحيف، والصواب: يحيى بن الضحاك، وهو يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابْلُتِّي، وممن نص على ذلك المزي في الأطراف، وكذا أخرجه. . . . من طريقه. اهـ. كذا في اليونينية صورة المكتوب في محل البياض بسبب حكه من الهامش، ولعلَّه ابن حبان أو ابن خزيمة. اهـ. قلنا: وقد أخرجه أبو عوانة في مستخرجه والخطيب في الفصل للوصل، انظر تغليق التعليق.
(46)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ. رَبِّ
(1)
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} الآيَةَ [إبراهيم: 35 - 37]
(2)
.
(1)
قوله تعالى: {رَبِّ} ليس في رواية ابن عساكر (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «{. . . أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} السماعُ إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}» . ومعناه أن الآية في روايته متلوَّةٌ كاملةً.
(47)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ
قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97]
1591 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا زِيادُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ» .
1592 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ -هو ابْنُ المُبارَكِ- قالَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانُوا يَصُومُونَ عاشُوراءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضانُ، وَكانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الكَعْبَةُ،
فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضانَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ» .
1593 -
حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن الحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، عن قَتادَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ:
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«لَيُحَجَّنَّ البَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ» .
تابَعَهُ أَبانُ وَعِمْرانُ، عن قَتادَةَ.
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عن شُعْبَةَ، قالَ:«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا يُحَجَّ البَيْتُ» .
⦗ص: 88⦘
والأَوَّلُ أَكْثَرُ، سَمِعَ قَتادَةُ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ أَبا سَعِيدٍ
(1)
.
(1)
قوله: «سمع قتادة عبدَ الله، وعبدُ الله أبا سعيد» صحَّح عليه في اليونينيَّة. وهو ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(48)
بابُ كِسْوَةِ الكَعْبَةِ
1594 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ الحارِثِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا واصِلٌ الأَحْدَبُ، عن أَبِي وائلٍ، قالَ: جِئْتُ إلى شَيْبَةَ -وَحَدَّثَنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن واصِلٍ، عن أَبِي وائلٍ، قالَ: جَلَسْتُ مَعَ شَيْبَةَ على الكُرْسِيِّ فِي الكَعْبَةِ- فقالَ: لقد جَلَسَ هَذا المَجْلِسَ عُمَرُ رضي الله عنه فقالَ: لقد هَمَمْتُ أَنْ لا أَدَعَ فيها صَفْراءَ وَلا بَيْضاءَ إلَّا قَسَمْتُهُ. قُلْتُ: إِنَّ صاحِبَيْكَ لَمْ يَفْعَلا. قالَ: هما المَرْآنِ أَقْتَدِي بِهِما.
(49)
بابُ هَدْمِ الكَعْبَةِ
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَغْزُو جَيْشٌ
(1)
الكَعْبَةَ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حَبَشٌ» .
1595 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنَسِ: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَقْلَعُها حَجَرًا حَجَرًا» .
1596 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ» .
(50)
بابُ ما ذُكِرَ فِي الحَجَرِ الأَسْوَدِ
1597 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ:
⦗ص: 89⦘
عن عُمَرَ رضي الله عنه
(1)
: أَنَّهُ جاءَ إلى الحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فقالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ.
(1)
في (ب، ص): «رضي الله عنهما» ، وبهامشهما: كذا «عنهما» بلفظ التثنية في اليونينية. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(51)
بابُ إِغْلاقِ البَيْتِ، وَيُصَلِّي فِي أَيِّ نَواحِي البَيْتِ شاءَ
1598 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ:
عن أَبِيهِ، أَنَّهُ قالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم البَيْتَ هو وَأُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلالٌ، وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ
(1)
، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ، فَلَقِيتُ بِلالًا فَسَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى فِيهِ
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ، بَيْنَ العَمُودَيْنِ اليَمانِيَيْنِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(52)
بابُ الصَّلاةِ في الكَعْبةِ
1599 -
حدَّثنا أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ: أخبَرَنا مُوسَى بنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّهُ كانَ إذا دَخَلَ الكَعْبَةَ مَشَى قِبَلَ الوَجْهِ حِينَ يَدْخُلُ، وَيَجْعَلُ البابَ قِبَلَ الظَّهْرِ، يَمْشِي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِدارِ الَّذِي قِبَلَ وَجْهِهِ قَرِيبًا
(1)
مِنْ ثَلاثِ
(2)
أَذْرُعٍ، فَيُصَلِّي؛ يَتَوَخَّى المَكانَ الَّذِي أَخبَرَهُ بِلالٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِيهِ، وَلَيْسَ على أَحَدٍ بَأسٌ أَنْ يُصَلِّيَ فِي أَيِّ نَواحِي البَيْتِ شاءَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قَرِيبٌ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «ثَلاثةِ» .
(53)
بابُ مَنْ لَمْ يَدْخُلِ الكَعْبَةَ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَحُجُّ كَثِيرًا وَلا يَدْخُلُ.
1600 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ أبِي خالِدٍ:
⦗ص: 90⦘
عن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي أَوْفَى، قالَ: اعْتَمَرَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَطافَ بِالبَيْتِ، وَصَلَّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَهُ مَنْ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ. فقالَ لَهُ رَجُلٌ: أَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكَعْبَةَ؟ قالَ: لا.
(54)
بابُ مَنْ كَبَّرَ فِي نَواحِي الكَعْبَةِ
1601 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ البَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ، فَأَمَرَ بها فَأُخْرِجَتْ فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ فِي أَيْدِيهِما الأَزْلامُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قاتَلَهُمُ اللَّهُ! أَمَا واللَّهِ قَدْ
(1)
عَلِمُوا أَنَّهُما لَمْ يَسْتَقْسِما بها قَطُّ». فَدَخَلَ البَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَواحِيهِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «لقد» .
(55)
بابٌ: كَيْفَ كانَ بَدْءُ الرَّمَلِ
1602 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هو ابْنُ زَيْدٍ- عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ، فقالَ المُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ
(1)
وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ. فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْواطَ الثَّلاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا ما بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْواطَ كُلَّها إلَّا الإِبْقاءُ عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وَفْدٌ» .
(56)
بابُ اسْتِلامِ الحَجَرِ الأَسْوَدِ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ أَوَّلَ ما يَطُوفُ، وَيَرْمُلُ ثَلاثًا
1603 -
حدَّثنا أَصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ: أخبَرَني ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ:
⦗ص: 91⦘
عن أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، إذا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأَسْوَدَ أَوَّلَ ما يَطُوفُ يَخُبُّ ثَلَاثَةَ أَطْوافٍ مِنَ السَّبْعِ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(57)
بابُ الرَّمَلِ فِي الحَجِّ والعُمْرَةِ
1604 -
حدثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمانِ: حَدَّثَنا
(1)
فُلَيْحٌ
(2)
، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: سَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أَشْواطٍ وَمَشَى أَرْبَعَةً، فِي الحَجِّ والعُمْرَةِ.
تابَعَهُ اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية [ق]: «عن فُلَيْحٍ» . وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
1605 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
(1)
، قالَ: أخبَرَني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ لِلرُّكْنِ: أَما واللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم اسْتَلَمَكَ ما اسْتَلَمْتُكَ. فاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ قالَ: فَما
(3)
لَنا وَلِلرَّمَلِ؟! إِنَّما كُنَّا رائَيْنا
(4)
بِهِ المُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ. ثُمَّ قالَ: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم؛ فَلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي كَثِيرٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية [ق]: «ما» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «راءَيْنا» ، وهو المثبت في متن (ب، ص)، ونقلوا ما أثبتناه عن الفرع.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
1606 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: ما تَرَكْتُ اسْتِلامَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ فِي شِدَّةٍ وَلا رَخاءٍ، مُنْذُ رَأَيْتُ
⦗ص: 92⦘
النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُما. قُلْتُ لِنافِعٍ: أَكانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؟ قالَ: إِنَّما كانَ يَمْشِي لِيَكُونَ أَيْسَرَ لاسْتِلامِهِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
(58)
بابُ اسْتِلامِ الرُّكْنِ بِالمِحْجَنِ
1607 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، قالَا: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ: عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: طافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ على بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ.
تابَعَهُ الدَّراوَرْدِيُّ، عن ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عن عَمِّهِ.
(59)
بابُ مَنْ لَمْ يَسْتَلِمْ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليَمانِيَيْنِ
1608 -
وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، عن أَبِي الشَّعْثاءِ أَنَّهُ قالَ: وَمَنْ يَتَّقِي
(1)
شَيْئًا مِنَ البَيْتِ؟!
وَكانَ مُعاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الأَرْكانَ، فقالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّهُ
(2)
لا يُسْتَلَمُ هَذانِ الرُّكْنانِ
(3)
. فقالَ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ البَيْتِ مَهْجُورًا
(4)
.
وَكانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما يَسْتَلِمُهُنَّ كُلَّهُنَّ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
لفظة: «إنَّه» ليست في متن (ن).
(3)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً (ص)، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«لا تَسْتَلِمْ هذَيْنِ الركنين» بصيغة النهي. قارن بما في الإرشاد.
(4)
في رواية أبي ذر: «بِمَهْجُورٍ» .
1609 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 93⦘
عن أَبِيهِ رضي الله عنهما، قالَ: لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ مِنَ البَيْتِ إلَّا الرُّكْنَيْنِ اليَمانِيَيْنِ.
(60)
بابُ تَقْبِيلِ الحَجَرِ
1610 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنانٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ: أخبَرَنا وَرْقاءُ: أخبَرَنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَبَّلَ الحَجَرَ وَقالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ.
1611 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ:
حَدَّثَنا حَمَّادٌ
(1)
، عن الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عن اسْتِلامِ الحَجَرِ، فقالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ. قالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ
(2)
إِنْ زُحِمْتُ؟ أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ؟ قالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِاليَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ.
(3)
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال: أَرَأَيْتَ» (ب، ص).
(3)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: قال محمَّدُ بنُ يوسفَ الفرَبْرِيُّ: وَجَدْتُ في كتاب أبي جعفرٍ: قالَ أبو عبد الله: الزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ كوفيٌّ، والزُّبَيْرُ بن عَرَبِيٍّ بَصْرِيٌّ. اهـ. وأبو جعفر هو: محمد بن أبي حاتم وَرَّاق الإمام البخاري.
(61)
بابُ مَنْ أَشارَ إلى الرُّكْنِ إذا أَتَى عَلَيْهِ
1612 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: طافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالبَيْتِ على بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى على الرُّكْنِ أَشارَ إِلَيْهِ.
(62)
بابُ التَّكْبِيرِ عند الرُّكْنِ
1613 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا خالِدٌ الحَذَّاءُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: طافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالبَيْتِ على بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ
(1)
أَشارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كانَ
(2)
عِنْدَهُ وَكَبَّرَ.
تابَعَهُ إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على الرُّكْنِ» .
(2)
لفظة: «كان» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(63)
بابُ مَنْ طافَ بِالبَيْتِ إذا قَدِمَ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ
يَرْجِعَ إلى بَيْتِهِ،
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّفا
1614 -
1615 - حدَّثنا أَصْبَغُ، عن ابْنِ وَهْبٍ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ذَكَرْتُ لِعُرْوَةَ، قالَ:
فأخبَرَتْنِي عائِشَةُ رضي الله عنها: أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طافَ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً
(1)
، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما مِثْلَهُ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ أَبِي: الزُّبَيْرُ
(2)
رضي الله عنه فَأَوَّلُ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوافُ، ثُمَّ رَأَيْتُ المُهاجِرِينَ والأَنْصارَ يَفْعَلُونَهُ، وَقَدْ أخبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّها أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُها والزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.
(1)
في رواية أبي ذر: «عُمْرَةٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مع ابنِ الزبير» . يعني أخاه، قالَ القاضي عياض في المشارق: وهو تصحيف.
1616 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسٌ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا طافَ فِي الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثَلاثَةَ أَطْوافٍ، وَمَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
1617 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا طافَ بِالبَيْتِ الطَّوافَ الأَوَّلَ، يَخُبُّ ثَلَاثَةَ أَطْوافٍ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَأَنَّهُ كانَ يَسْعَى بَطْنَ المَسِيلِ إذا طافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(64)
بابُ طَوافِ النِّساءِ مَعَ الرِّجالِ
1618 -
وَقالَ
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ
قالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ أخبَرَنا
(2)
، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشامٍ النِّساءَ الطَّوافَ مَعَ الرِّجالِ قالَ: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طافَ نِساءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ الرِّجالِ؟! قُلْتُ: أَبَعْدَ الحِجابِ أَوْ قَبْلُ؟ قالَ: إِي
(3)
لَعَمْرِي، لقد أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الحِجابِ. قُلْتُ: كَيْفَ يُخالِطْنَ الرِّجالَ؟! قالَ: لَمْ يَكُنَّ يُخالِطْنَ، كانَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها تَطُوفُ حَجْرَةً
(4)
مِنَ الرِّجالِ لا تُخالِطُهُمْ. فقالت امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يا أُمَّ المُؤمِنِينَ. قالَتْ: عَنْكِ
(5)
، وَأَبَتْ. يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّراتٍ بِاللَّيْلِ، فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إذا دَخَلْنَ البَيْتَ قُمْنَ حَتَّى
(6)
يَدْخُلْنَ وَأُخْرِجَ الرِّجالُ، وَكُنْتُ آتِي عائِشَةَ أَنا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍَ
(7)
. قُلْتُ: وَما حِجابُها؟ قالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ لَها غِشاءٌ، وَما بَيْنَنا وَبَيْنَها غَيْرُ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْها دِرْعًا مُوَرَّدًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقالَ لي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَجْزَةً» بالزاي.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «انْطَلِقِي عنك» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حين
(7)
أهمل ضبطها في (ن)، وفي (و) بالمنع من الصرف، وفي (ب، ص) بالصرف، وفي (ق) بهما معًا.
1619 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني
(1)
مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 96⦘
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: شَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فقالَ:«طُوْفِي مِنْ وَراءِ النَّاسِ وَأَنْتِ راكِبَةٌ» . فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ يُصَلِّي إلى
(2)
جَنْبِ البَيْتِ، وهو يَقْرَأُ:{وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} .
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «حدَّثنا» ، وهو المثبت في متن (ب، ص).
(2)
ضرب في (ن) على لفظة: «إلى» بالحمرة.
(65)
بابُ الكَلَامِ فِي الطَّوَافِ
1620 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني سُلَيْمانُ الأَحْوَلُ: أَنَّ طاوُوسًا أخبَرَهُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ وهو يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ بِإِنْسانٍ رَبَطَ يَدَهُ إلى إِنْسانٍ بِسَيْرٍ، أَوْ بِخَيْطٍ، أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ:«قُدْهُ بِيَدِهِ» .
(66)
بابٌ: إذا رَأَى سَيْرًا أَوْ شَيْئًا يُكْرَهُ فِي الطَّوَافِ قَطَعَهُ
1621 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن سُلَيْمانَ الأَحْوَلِ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ بِزِمامٍ أَوْ غَيْرِهِ فَقَطَعَهُ.
(67)
بابٌ: لا يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيانٌ، وَلا يَحُجُّ مُشْرِكٌ
1622 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ يُونُسُ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه بَعَثَهُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهِ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ حَجَّةِ الوَداعِ، يَوْمَ النَّحْرِ، فِي رَهْطٍ؛ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: «أَلَا لَا يَحُجُّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ، وَلا يَطُوْفُ
(2)
بِالبَيْتِ عُرْيانٌ».
(68)
بابٌ: إذا وَقَفَ فِي الطَّوَافِ
وَقالَ عَطاءٌ فِيمَنْ يَطُوفُ فَتُقامُ الصَّلاةُ، أَوْ يُدْفَعُ عن مَكانِهِ إذا سَلَّمَ: يَرْجِعُ إلى حَيْثُ قُطِعَ عَلَيْهِ
(1)
.
وَيُذْكَرُ نَحْوُهُ عن ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهم.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَيَبْنِي» .
(69)
بابٌ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِسُبُوعِهِ رَكْعَتَيْنِ
وَقالَ نافِعٌ: كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي لِكُلِّ سُبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ.
وَقالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ عَطاءً يَقُولُ: تُجْزِئُهُ المَكْتُوبَةُ مِنْ رَكْعَتَيِ الطَّوافِ. فقالَ: السُّنَّةُ أَفْضَلُ، لَمْ يَطُفِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبُوعًا قَطُّ إلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
1623 -
1624 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو:
سَأَلْنا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَيَقَعُ الرَّجُلُ على امْرَأَتِهِ فِي العُمْرَةِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ؟ قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ. وَقالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(1)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
- قالَ: وَسَأَلْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، فقالَ: لا يَقْرَبُ امْرَأَتَهُ حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِسْوَةٌ» ، وقد أهمل ضبط الهمزة في (ن، و، ب، ق)، وضبطها بالكسر في (ص) ونسخة البقاعي، وبضم الهمزة قرأ عاصم، وبكسرها قرأ الباقون.
(70)
بابُ مَنْ لَمْ يَقْرَبِ الكَعْبَةَ، وَلَمْ يَطُفْ حَتَّى
يَخْرُجَ إلى عَرَفَةَ
وَيَرْجِعَ بَعْدَ الطَّوافِ الأَوَّلِ
1625 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلٌ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:
⦗ص: 98⦘
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَطافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَلَمْ يَقْرَبِ الكَعْبَةَ بَعْدَ طَوافِهِ بها حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ.
(71)
بابُ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَي الطَّوافِ خارِجًا مِنَ المَسْجِدِ
وَصَلَّى عُمَرُ رضي الله عنه خارِجًا مِنَ الحَرَمِ.
1626 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عُرْوَةَ، عن زَيْنَبَ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: شَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا أَبُو مَرْوانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الغَسَّانِيُّ
(1)
، عن هِشامٍ، عن عُرْوَةَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وهو بِمَكَّةَ، وَأَرادَ الخُرُوجَ، وَلَمْ تَكُنْ أُمُّ سَلَمَةَ طافَتْ بِالبَيْتِ وَأَرادَتِ الخُرُوجَ- فقالَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِذا أُقِيمَتْ صَلاةُ الصُّبْحِ فَطُوفِي على بَعِيرِكِ، والنَّاسُ يُصَلُّونَ» . فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمْ تُصَلِّ حَتَّى خَرَجَتْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الغُسَانِيُّ» (ب، ص) كذا ضبطت فيهما، وهو تصحيف كما في الفتح. قارن بما في السلطانية.
(72)
بابُ مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيِ الطَّوافِ خَلْفَ المَقامِ
1627 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ
دِينارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّفا
(1)
، وَقَدْ قالَ اللَّهُ تَعالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(2)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضُبطت الهمزة في (ب، ص) بالكسر والضمِّ: «إِسْوَةٌ، أُسْوَةٌ» ، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وبكسرها قرأ الجمهور غير عاصم.
(73)
بابُ الطَّوَافِ بَعْدَ الصُّبْحِ والعَصْرِ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ.
⦗ص: 99⦘
وَطافَ عُمَرُ بَعْدَ الصُّبْحِ
(1)
، فَرَكِبَ حَتَّى صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ بِذِي طِوَى
(2)
.
(1)
في رواية المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بعدَ صَلاةِ الصبحِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «طُوَى» بضمِّ الطاء.
1628 -
حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عُمَرَ البَصْرِيُّ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن حَبِيبٍ، عن عَطاءٍ، عن عُرْوَةَ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ ناسًا طافُوا بِالبَيْتِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَعَدُوا إلى المُذَكِّرِ، حَتَّى إِذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قامُوا يُصَلُّونَ، فقالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: قَعَدُوا حَتَّى إِذا كانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي تُكْرَهُ فيها الصَّلاةُ قامُوا يُصَلُّونَ؟!
1629 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن الصَّلاةِ عند طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِها.
1630 -
1631 - حدثني الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ -هو الزَّعْفَرانِيُّ-: حدَّثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ: حدَّثني عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما يَطُوفُ بَعْدَ الفَجْرِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
- قالَ عَبْدُ العَزِيزِ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ، وَيُخْبِرُ أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَدْخُلْ بَيْتَها إلَّا صَلَّاهُما.
(74)
بابُ المَرِيضِ يَطُوفُ راكِبًا
1632 -
حدثني إِسْحاقُ الواسِطِيُّ: حدَّثنا خالِدٌ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طافَ بِالبَيْتِ، وهو على بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى على الرُّكْنِ أَشارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ فِي يَدِهِ وَكَبَّرَ.
1633 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ،
⦗ص: 100⦘
عن زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أُمِّ سَلَمَةَ:
عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: شَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فقالَ:«طُوفِي مِنْ وَراءِ النَّاسِ، وَأَنْتِ راكِبَةٌ» . فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلى جَنْبِ البَيْتِ، وهو يَقْرَأُ بِالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .
(75)
بابُ سِقايَةِ الحاجِّ
1634 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: اسْتَأذَنَ العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ
لَيالِيَ مِنًى؛ مِنْ أَجْلِ سِقايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ.
1635 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا خالِدٌ، عن خالِدٍ الحَذَّاءِ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَ إلى السِّقايَةِ، فاسْتَسْقَى، فقالَ العَبَّاسُ: يا فَضْلُ، اذْهَبْ إلى أُمِّكَ، فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرابٍ مِنْ عِنْدِها. فقالَ:«اسْقِنِي» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ. قالَ:«اسْقِنِي» . فَشَرِبَ منه، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ، وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فيها، فقالَ:«اعْمَلُوا؛ فَإِنَّكُمْ على عَمَلٍ صالِحٍ» ، ثُمَّ قالَ:«لَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الحَبْلَ على هَذِهِ» . يَعْنِي: عاتِقَهُ، وَأَشارَ إلى عاتِقِهِ.
(76)
بابُ ما جاءَ فِي زَمْزَمَ
1636 -
وَقالَ عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ أَنَسُ بْنُ مالِكٍ:
كانَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فُرِجَ سَقْفِي وَأَنا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمانًا، فَأَفْرَغَها فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، قالَ
(1)
جِبْرِيلُ لِخازِنِ
⦗ص: 101⦘
السَّماءِ الدُّنْيا: افْتَحْ. قالَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
1637 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ -هو ابْنُ سَلَامٍ
(1)
-: أخبَرَنا الفَزارِيُّ، عن عاصِمٍ، عن الشَّعْبِيِّ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حَدَّثَهُ، قالَ: سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وهو قائِمٌ. قالَ عاصِمٌ: فَحَلَفَ عِكْرِمَةُ ما كانَ يَوْمَئِذٍ إلَّا على بَعِيرٍ.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «سَلَّام» بتشديد اللام، وبهامش (ب، ص): «سَلَّام» عند أبي ذرٍّ مشدَّدٌ حيث وقع. اهـ.
(2)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثامن. زاد في (ن): من أصل أصله.
(77)
بابُ طَوافِ القارِنِ
1638 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ، فَأَهْلَلْنا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قالَ: «مَنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بِالحَجِّ والعُمْرَةِ ثُمَّ لا يَحِلُّ
(1)
حَتَّى يَحِلُّ
(2)
مِنْهُما». فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، وَأَنا حائِضٌ، فَلَمَّا قَضَيْنا حَجَّنا أَرْسَلَنِي مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ، فاعْتَمَرْتُ، فقالَ صلى الله عليه وسلم:«هَذِهِ مَكانَ عُمْرَتِكِ» . فَطافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالعُمْرَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طافُوا طَوَافًا آخَرَ، بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ طافُوا
(3)
طَوافًا واحِدًا.
(1)
ضُبطت في رواية أبي ذر بضبطين: المثبت، و «يَحِلَّ» . (ب، ص)، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَحِلَّ» بالنصب (ن، ق)، وهو المثبت في متن (ص) دون ذكر اختلاف، ولم تضبط في (و، ب).
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَإِنَّما طافوا» .
1639 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما دَخَلَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَظَهْرُهُ فِي الدَّارِ، فقالَ: إِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَكُونَ العامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتالٌ، فَيَصُدُّوكَ عن البَيْتِ، فَلَوْ أَقَمْتَ. فقالَ: قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ البَيْتِ،
فَإِنْ حِيلَ
(1)
بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَفْعَل
(2)
كَما فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(3)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. ثُمَّ قالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا. قالَ: ثُمَّ قَدِمَ فَطافَ لَهُما طَوافًا واحِدًا.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإنْ يُحَلْ» .
(2)
أهمل ضبطها في (ن، و، ب)، وضبطها في (ص) بالجزم، وفي (ق) ونسخة البقاعي بالجزم والرفع معًا.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت وهو بضم الهمزة على قراءة عاصم، و «إِسْوَةٌ» وهو بكسرها على قراءة الباقين.
1640 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَرادَ الحَجَّ عامَ نَزَلَ الحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتالٌ، وَإِنَّا نَخافُ أَنْ يَصُدُّوكَ. فقالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّه إِسْوَةٌ
(1)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] إذًا أَصْنَعَ
(2)
كَما صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً. ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذا كانَ بِظاهِرِ البَيْداءِ قالَ: ما شَأنُ الحَجِّ والعُمْرَةِ إلَّا واحِدٌ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا مَعَ عُمْرَتِي. وَأَهْدَى هَدْيًا اشْتَراهُ بِقُدَيْدٍ وَلَمْ يَزِدْ على ذَلِكَ، فَلَمْ يَنْحَرْ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ منه، وَلَمْ يَحْلِقْ وَلَمْ يُقَصِّرْ حَتَّى كانَ يَوْمُ النَّحْرِ، فَنَحَرَ وَحَلَقَ، وَرَأَى أَنْ قَدْ قَضَى طَوافَ الحَجِّ والعُمْرَةِ بِطَوافِهِ الأَوَّلِ. وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بكسر الهمزة على قراءة الجمهور غير عاصم.
(2)
ضُبطت في (و، ب، ص): «أصنعُ» بالرفع.
(78)
بابُ الطَّوَافِ على وُضُوءٍ
1641 -
1642 - حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ الحارِثِ، عن
⦗ص: 103⦘
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ القُرَشِيِّ:
أَنَّهُ سَأَلَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فقالَ:
قَدْ حَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخبَرَتْنِي عائِشَةُ رضي الله عنها: أَنَّ أَوَّلَ
(1)
شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ حِينَ قَدِمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طافَ بِالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَكانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوافُ بِالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ
(2)
عُمَرُ رضي الله عنه مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ حَجَّ عُثْمانُ رضي الله عنه، فَرَأَيْتُهُ أَوَّلُ
(3)
شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوافُ بِالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ مُعاوِيَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ حَجَجْتُ مَعَ ابنِ
(4)
الزُّبَيْرِ
(5)
، فَكانَ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ الطَّوافُ بِالبَيْتِ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ عُمْرَةً، ثُمَّ رَأَيْتُ المُهاجِرِينَ والأَنْصارَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ تَكُنْ
(6)
عُمْرَةً
(7)
، ثُمَّ آخِرُ مَنْ رَأَيْتُ فَعَلَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُضْها عُمْرَةً
(8)
، وَهَذا ابْنُ عُمَرَ عِنْدَهُمْ
(9)
فَلا يَسْأَلُونَهُ؟! وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى، ما كانُوا يَبْدَؤُونَ بِشَيْءٍ حَتَّى يَضَعُوا
(10)
أَقْدامَهُمْ مِنَ الطَّوافِ بِالبَيْتِ، ثُمَّ لا يَحِلُّونَ، وَقَدْ رَأَيْتُ أُمِّي وَخالَتِي، حِينَ تَقْدَمانِ لا تَبْتَدِئانِ
(11)
بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنَ البَيْتِ، تَطُوفانِ بِهِ، ثُمَّ
(12)
لا تَحِلَّانِ. وَقَدْ أخبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّها أَهَلَّتْ هِيَ وَأُخْتُها والزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ بِعُمْرَةٍ، فَلَمَّا مَسَحُوا الرُّكْنَ حَلُّوا.
(1)
في (و، ب، ص): «أنَّه أوَّلُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية كريمة وأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مع أبي» كتبت بالحمرة. وبهامش (ن): حاشية: كذا فيه، والصواب: مع أبي الزبير. اهـ.
(5)
زاد في متن (ب، ص): «بنِ العَوَّامِ» ، ورمز عليها في (ب) بعلامة السقوط.
(6)
في رواية أبي ذر: «تكونُ» .
(7)
هكذا بالنصب في الحديث كلِّه على أنَّ «كان» ناقصة، والذي في رواية أبي ذر:«عمرةٌ» بالرفع على أنَّها تامة.
(8)
في (ن): «عمرةٌ» بالرفع.
(9)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حِينَ يَضَعُونَ» .
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
في رواية أبي ذر زيادة: «إنَّهُما» كتبت بالحمرة.
(79)
بابُ وُجُوبِ الصَّفا والمَرْوَةِ وَجُعِلَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ
1643 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ:
أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ عُرْوَةُ:
سَأَلْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ لَها: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]؟ فَواللَّهِ ما على أَحَدٍ جُناحٌ أَنْ لا
⦗ص: 104⦘
يَطُوفَ بِالصَّفا والمَرْوَةِ. قالَتْ: بِئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أُخْتِي! إِنَّ هَذِهِ لَوْ كانَتْ كَما أَوَّلْتَها عَلَيْهِ كانَتْ: لا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ لا يَتَطَوَّفَ بِهِما، وَلَكِنَّها أُنْزِلَتْ فِي الأَنْصارِ، كانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَناةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كانُوا يَعْبُدُونَها عند المُشَلَّلِ، فَكانَ مَنْ أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفا والمَرْوَةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا
(1)
سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ، قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا
(2)
والمَرْوَةِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآيَةَ، قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّوافَ بَيْنَهُما، فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوافَ بَيْنَهُما. ثُمَّ أَخبَرْتُ أَبا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فقالَ: إِنَّ هَذا لَعِلْمٌ
(3)
ما كُنْتُ سَمِعْتُهُ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رِجالًا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ يَذْكُرُونَ أَنَّ النَّاسَ -إلَّا مَنْ ذَكَرَتْ عَائِشَةُ مِمَّنْ كانَ يُهِلُّ بِمَناةَ- كانُوا يَطُوفُونَ كُلُّهُمْ بِالصَّفا والمَرْوَةِ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعالَى الطَّوافَ بِالبَيْتِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفا والمَرْوَةَ فِي القُرْآنِ قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَطُوفُ بِالصَّفا والمَرْوَةِ، وَإِنَّ
(4)
اللَّهَ أَنْزَلَ الطَّوافَ بِالبَيْتِ، فَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفا
(5)
، فَهَلْ عَلَيْنا مِنْ حَرَجٍ أَنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفا والمَرْوَةِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآيَةَ، قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَسْمَعُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِما: فِي الَّذِينَ كانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بِالجاهِلِيَّةِ بِالصَّفا والمَرْوَةِ، والَّذِينَ يَطُوفُونَ ثُمَّ تَحَرَّجُوا أَنْ يَطُوفُوا بهما فِي الإِسْلامِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللَّهَ تَعالَى أَمَرَ بِالطَّوافِ بِالبَيْتِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفا
(6)
حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ ما ذَكَرَ الطَّوافَ بِالبَيْتِ.
(1)
لفظة: «أسلموا» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «بالصَّفا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّ هذا العِلْمَ» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(80)
بابُ ما جاءَ فِي السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: السَّعْيُ مِنْ دارِ بَنِي عَبَّادٍ إلى زُقاقِ بَنِي
(1)
أَبِي حُسَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بنِ» .
1644 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا طافَ الطَّوافَ الأَوَّلَ خَبَّ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكانَ يَسْعَى بَطْنَ المَسِيلِ إذا طافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ. فَقُلْتُ لِنافِعٍ: أَكانَ عَبْدُ اللَّهِ يَمْشِي إذا بَلَغَ الرُّكْنَ اليَمانِيَ؟ قالَ: لا، إلَّا أَنْ
يُزاحَمَ على الرُّكْنِ، فَإِنَّهُ كانَ لا يَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ.
1645 -
1646 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، قالَ:
سَأَلْنا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه عن رَجُلٍ طافَ بِالبَيْتِ فِي عُمْرَةٍ، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، أَيَأْتِي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ
(1)
: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، فَطافَ
(2)
بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ سَبْعًا، {لَقَدْ
(3)
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوةٌ
(4)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
- وَسَأَلْنا جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، فقالَ: لا يَقْرَبَنَّها حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وطاف» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقد» .
(4)
هكذا ضبطت الهمزة في (ن)، وضبطها في (ص) بالكسر والضم، وأهمل ضبطها في (و، ب)، وبكسر الهمزة قرأ الجمهور غير عاصم.
1647 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بنُ إبْراهيمَ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بنُ دِينارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَطافَ بِالبَيْتِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ. ثُمَّ تَلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوةٌ
(1)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
(1)
بكسر الهمزة على قراءة الجمهور غير عاصم.
1648 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عاصِمٌ، قالَ:
قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ السَّعْيَ بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ؟ قالَ
(1)
: نَعَمْ؛ لأَنَّها
⦗ص: 106⦘
كانَتْ مِنْ شَعائِرِ الجاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158].
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
1649 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو
(1)
، عن عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: إِنَّما سَعَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ لِيُرِيَ المُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ.
زادَ الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو: سَمِعْتُ عَطاءً، عن ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ دِينارٍ» .
(81)
بابٌ: تَقْضِي الحائِضُ المَناسِكَ كُلَّها إلَّا الطَّوَافَ بِالبَيْتِ،
وَإِذا سَعَى على غَيْرِ وُضُوءٍ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ
1650 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها قالَتْ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنا حائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالبَيْتِ، وَلا بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ. قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الحاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» .
1651 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ -قَالَ: وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ- حدَّثنا حَبِيبٌ المُعَلِّمُ، عن عَطاءٍ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قالَ: أهَلَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هو وأصْحابُهُ بالحَجِّ، ولَيْسَ مَعَ أحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ
(1)
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ اليَمَنِ، وَمَعَهُ
هَدْيٌ، فقالَ: أَهْلَلْتُ بِما أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحابَهُ أَنْ يَجْعَلُوها عُمْرَةً، وَيَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا، إلَّا مَنْ كانَ مَعَهُ الهَدْيُ. فقالُوا
(2)
: نَنْطَلِقُ إلى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنا يَقْطُرُ؟! فَبَلَغَ النَّبِيَّ
⦗ص: 107⦘
صلى الله عليه وسلم فقالَ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ، وَلَوْلا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ
(3)
لأَحْلَلْتُ». وَحاضَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها فَنَسَكَتِ المَناسِكَ كُلَّها، غَيْرَ أَنَّها لَمْ تَطُفْ بِالبَيْتِ، فَلَمَّا طَهرَتْ طافَتْ بِالبَيْتِ، قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِحَجٍّ؟! فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَها إلى التَّنْعِيمِ، فاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الحَجِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «غَيْرِ» بالجر.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالوا» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولولا معي الهَديُ» .
1652 -
حدَّثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشامٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن حَفْصَةَ، قالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ عَواتِقَنا أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ:
أَنْ أُخْتَها كانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَزا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَكانَتْ
(1)
أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَواتٍ. قالَتْ: كُنَّا نُداوِي الكَلْمَى وَنَقُومُ على المَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَتْ: هَلْ على إِحْدَانا بَأسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها جِلْبابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ؟ قالَ: «لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها مِنْ جِلْبابِها، وَلْتَشْهَدِ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُؤمِنِينَ» . فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها سَأَلْنَها
(2)
-أَوْ قالَتْ
(3)
: سَأَلْناها- فقالَتْ
(4)
: وَكانَتْ لا تَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم
(6)
إلَّا قالَتْ: بِأَبِي
(7)
. فَقُلْنا
(8)
: أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ كَذا وَكَذا؟ قالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي
(9)
، فَقالَ: «لِتَخْرُجِ
(10)
العَواتِقُ ذَواتُ
⦗ص: 108⦘
(11)
الخُدُورِ -أَوِ: العَواتِقُ وَذَواتُ الخُدُورِ
(12)
- والحُيَّضُ، فَيَشْهَدْنَ
(13)
الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى». فَقُلْتُ: الحائِضُ؟! فقالَتْ: أَوَلَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ، وَتَشْهَدُ كَذا وَتَشْهَدُ كَذا؟!
(1)
في رواية ابن عساكر: «غزا» (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية، وكتبها في الفرع:«غزاية» ، قال: ولعله: «غزاة» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا.
(3)
في رواية أبي ذر: «أو قال» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالت» .
(5)
في (ن): «لا يُذْكَرُ رسولُ الله» بالبناء للمفعول.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «أبَدًا» .
(7)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِأَبا» ، وفي رواية المُستملي:«بِيَبا» .
(8)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قُلْنا» .
(9)
في رواية أبي ذر: «بَيَبا» .
(10)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِيَخْرُجِ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «وَذَواتُ» .
(12)
قوله: «أو العواتق وذوات الخدور» ليس في رواية أبي ذر.
(13)
في رواية أبي ذر: «وَلْيَشْهَدْنَ» .
(82)
بابُ الإِهْلالِ مِنَ البَطْحاءِ وَغَيْرِها، لِلْمَكِّيِّ وَلِلْحاجِّ إذا خَرَجَ
إلى مِنًى
وَسُئِلَ عَطاءٌ عن المُجاوِرِ: يُلَبِّي
(1)
بِالحَجِّ؟ قالَ
(2)
: وَكانَ
(3)
ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُلَبِّي يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إذا صَلَّى الظُّهْرَ، واسْتَوَى على راحِلَتِهِ.
وَقالَ عَبْدُ المَلِكِ، عن عَطاءٍ، عن جابِرٍ رضي الله عنه: قَدِمْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَحْلَلْنا حَتَّى يَوْمِ
(4)
التَّرْوِيَةِ، وَجَعَلْنا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، لَبَّيْنا بِالحَجِّ.
وَقالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عن جابِرٍ: أَهْلَلْنا مِنَ البَطْحاءِ.
وَقالَ عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ لاِبْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَأَيْتُكَ إذا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إذا رَأَوُا الهِلالَ، وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى
يَوْمَ
(5)
التَّرْوِيَةِ. فقالَ: لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ راحِلَتُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أيُلَبِّي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
في رواية ابن عساكر: «فكان» ، وفي رواية أبي ذر:«كان» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (و) بالرفع والنصب معًا، وفي رواية أبي ذر:«يَوْمِ» بالجر.
(83)
بابٌ: أَيْنَ يُصَلِّي الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟
1653 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا إِسْحاقُ الأَزْرَقُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قالَ:
⦗ص: 109⦘
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ عَقَلْتَهُ عن النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قالَ: بِمِنًى. قُلْتُ: فَأَيْنَ صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قالَ: بِالأَبْطَحِ. ثُمَّ قالَ: افْعَلْ كَما يَفْعَلُ أُمَراؤُكَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «رسولِ اللهِ» .
1654 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: سَمِعَ أَبا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
لَقِيتُ أَنَسًا -وَحَدَّثَنِي إِسْماعِيلُ بْنُ أَبانَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عن عَبْدِ العَزِيزِ، قالَ: خَرَجْتُ إلى مِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فَلَقِيتُ أَنَسًا- رضي الله عنه ذاهِبًا
(1)
على حِمارٍ، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذا اليَوْمَ الظُّهْرَ؟ فقالَ: انْظُرْ حَيْثُ يُصَلِّي أُمَراؤُكَ فَصَلِّ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «راكِبًا» .
(84)
بابُ الصَّلاةِ بِمِنًى
1655 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمانُ صَدْرًا مِنْ خِلافَتِهِ.
1656 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ الهَمْدانِيِّ:
عن حارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الخُزاعِيِّ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى بِنا النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَكْثَرُ ما كُنَّا قَطُّ وَآمَنُهُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .
1657 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ
⦗ص: 110⦘
عُمَرَ رضي الله عنه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ، فَيا لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتانِ مُتَقَبَّلَتانِ
(1)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَكْعَتَيْنِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ» بالنصب.
(85)
بابُ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ
1658 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الزُّهْرِيِّ
(1)
: حدَّثنا سالِمٌ، قالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الفَضْلِ:
عن أُمِّ الفَضْلِ: شَكَّ النَّاسُ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثْتُ
(2)
إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَرابٍ فَشَرِبَهُ.
(1)
بهامش (ب): قوله: «عن الزهري» سقط في أصولٍ كثيرةٍ صحيحةٍ. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَبَعَثَتْ» بتاء التأنيث.
(86)
بابُ التَّلْبِيَةِ والتَّكْبِيرِ إذا غَدا مِنْ مِنًى إِلى عَرَفَةَ
1659 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ:
أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ وَهُمَا غادِيانِ مِنْ مِنًى إِلى عَرَفَةَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذا اليَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: كانَ يُهِلُّ مِنَّا المُهِلُّ فَلا يُنْكِرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ مِنَّا المُكَبِّرُ فَلا يُنْكِرُ
(1)
عَلَيْهِ.
(1)
بهامش (ب، ص): كذا كسر كاف «ينكِر» في الموضعين في اليونينية. اهـ. زاد في (ب): وفي باب العيدين ببناء الفعلين للمفعول. اهـ. قلنا: وهو الذي في متن (و): «ينكَر» .
(87)
بابُ التَّهْجِيرِ
بِالرَّوَاحِ يَوْمَ عَرَفَةَ
1660 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ، قالَ:
كَتَبَ عَبْدُ المَلِكِ إلى الحَجَّاجِ، أَنْ لا يُخالِفَ ابْنَ عُمَرَ فِي الحَجِّ. فَجاءَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه وَأَنا مَعَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ زالَتِ الشَّمْسُ، فَصاحَ عند سُرَادِقِ الحَجَّاجِ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ،
⦗ص: 111⦘
فقالَ: ما لَكَ يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فقالَ: الرَّواحَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ. قالَ: هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَأَنْظِرْنِي
(1)
حَتَّى أُفِيضَ على رَأسِي ثُمَّ أَخْرُج
(2)
. فَنَزَلَ حَتَّى خَرَجَ الحَجَّاجُ، فَسارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فاقْصُرِ
(3)
الخُطْبَةَ وَعَجِّلِ الوُقُوفَ. فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلى عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: صَدَقَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فانْظُرْنِي» بهمزة وصل، وضم الظاء المعجمة.
(2)
بالنصب والرفع معًا في متن اليونينية.
(3)
ضبطت في (و) بضبطين: المثبت، والثاني:«فأقْصِر» .
(88)
بابُ الوُقُوفِ على الدَّابَّةِ بِعَرَفَةَ
1661 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن أَبِي النَّضْرِ، عن عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العَبَّاسِ:
عن أُمِّ الفَضْلِ بِنْتِ الحارِثِ: أَنَّ ناسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَها يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ بَعْضُهُمْ: هو صائمٌ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصائمٍ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ على بَعِيرِهِ فَشَرِبَهُ.
(89)
بابُ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ بِعَرَفَةَ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا فاتَتْهُ الصَّلاةُ مَعَ الإِمامِ جَمَعَ بَيْنَهُما.
1662 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ: أَنَّ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ عامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه: كَيْفَ تَصْنَعُ فِي المَوْقِفِ يَوْمَ عَرَفَةَ؟ فقالَ سالِمٌ:
إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَهَجِّرْ بِالصَّلاةِ يَوْمَ عَرَفَةَ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: صَدَقَ، إِنَّهُمْ كانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الظُّهْرِ والعَصْرِ فِي السُّنَّةِ. فَقُلْتُ لِسالِمٍ: أَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ سالِمٌ: وَهَلْ تَتَّبِعُونَ فِي ذَلِكَ
(1)
لَّا سُنَّتَهُ؟!
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وهل يَبْتَغُونَ بذلك» .
(90)
بابُ قَصْرِ
(1)
الخُطْبَةِ بِعَرَفَةَ
(1)
ضبطت في (و): «قِصَرِ» ، وضبطت بالضبطين معًا في (ق).
1663 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْلَمَةَ: أخبَرَنا
(1)
مالكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بنِ عَبْدِ اللَهِ:
⦗ص: 112⦘
أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوانَ كَتَبَ إلى الحَجَّاجِ أَنْ يَأْتَمَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي الحَجِّ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ عَرَفَةَ جاءَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وَأَنا مَعَهُ حِينَ زاغَتِ الشَّمْسُ -أَوْ زالَتْ- فَصاحَ عند فُسْطاطِهِ: أَيْنَ هَذا؟ فَخَرَحَ إِلَيْهِ، فقالَ ابْنُ عُمَرَ: الرَّواحَ. فقالَ: الآنَ؟! قالَ: نَعَمْ. قالَ: أَنْظِرْنِي أُفِيضُ
(2)
عَلَيَّ ماءً. فَنَزَلَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما حَتَّى خَرَجَ، فَسارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي، فَقُلْتُ: إِنْ
(3)
كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُصِيبَ السُّنَّةَ اليَوْمَ فاقْصُرِ
(4)
الخُطْبَةَ وَعَجِّلِ الوُقُوفَ. فقالَ ابْنُ عُمَرَ: صَدَقَ.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» . قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُفِضْ» .
(3)
في رواية الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَوْ» .
(4)
ضبطت في (و) بضبطين: المثبت، والثاني:«فأقْصِر» .
(90 م)
بابُ التَّعْجِيلِ إلى المَوْقِفِ
(1)
(1)
التبويب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]، ونقل في الإرشاد عن أبي ذر الهروي: أنه رأى في بعض النسخ عقب هذه الترجمة: «قالَ أبو عبد الله: حديث مالك يُذكَر هنا، ولكنِّي لا أريد أنْ أُدخِل في هذا الجامع مُعادًا» . اهـ. ونقل في الفتح نحوَه عن نسخة الصاغاني.
(91)
بابُ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ
1664 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو:
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
عن أَبِيهِ: كُنْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي -وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ
(1)
، عن أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قالَ: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي
(2)
- فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم واقِفًا بِعَرَفَةَ، فَقُلْتُ: هَذا واللَّهِ مِنَ الحُمْسِ فَما شَانُهُ هاهُنا؟!
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مُطْعِمٍ» .
(2)
لفظة: «لي» ليست في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت، قارن بما في الإرشاد.
1665 -
حدَّثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي المَغْراءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ: قالَ عُرْوَةُ: كانَ النَّاسُ يَطُوفُونَ فِي الجاهِلِيَّةِ عُراةً إلَّا الحُمْسَ -والحُمْسُ قُرَيْشٌ وَما وَلَدَتْ- وَكانَتِ الحُمْسُ يَحْتَسِبُونَ
⦗ص: 113⦘
على النَّاسِ، يُعْطِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ الثِّيابَ يَطُوفُ فيها، وَتُعْطِي المَرْأَةُ المَرْأَةَ الثِّيابَ تَطُوفُ فيها، فَمَنْ لَمْ يُعْطِهِ الحُمْسُ طافَ بِالبَيْتِ عُرْيانًا، وَكانَ يُفِيضُ جَماعَةُ النَّاسِ مِنْ عَرَفاتٍ، وَيُفِيضُ الحُمْسُ مِنْ جَمْعٍ. قالَ: وَأخبَرَنِي أَبِي:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الحُمْسِ: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] قالَ
(1)
: كانُوا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ، فَدُفِعُوا
(2)
إلى عَرَفاتٍ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «قالت» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرُفِعُوا» بالراء بدل الدال.
(92)
بابُ السَّيْرِ إذا دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ
1666 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ: أَنَّهُ قالَ:
سُئِلَ أُسامَةُ وَأَنا جالِسٌ: كَيْفَ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الوَداعِ حِينَ دَفَعَ؟ قالَ: كانَ
(1)
يَسِيرُ العَنَقَ، فَإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. قالَ هِشامٌ: والنَّصُّ فَوْقَ العَنَقِ.
فَجْوَةٌ
(2)
: مُتَّسَعٌ، والجَمِيعُ فَجَواتٌ وَفِجاءٌ، وَكَذاَ
(3)
رَكْوَةٌ وَرِكاءٌ.
{مَنَاصٍ}
(4)
[ص: 3]: لَيْسَ حِينَ فِرارٍ
(5)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكان» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«قالَ أبو عبد الله: فجوةٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وَكَذَلِكَ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلافٍ، وفي (ص) أنَّ لفظة «ركوة» ليست في نسخة.
(4)
في رواية أبي ذر: «مناصٌ» بالرفع. قارن بما في السلطانية.
(5)
قوله: «فجوة. . .» إلخ ثابت في رواية أبي ذر أيضاً.
(93)
بابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَجَمْعٍ
1667 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن كُرَيْبٍ
⦗ص: 114⦘
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ
(1)
أَفاضَ مِنْ عَرَفَةَ مالَ إلى الشِّعْبِ فَقَضَى حاجَتَهُ، فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي؟ فقالَ:«الصَّلاةُ أَمامَكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ» .
1668 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ، قالَ: كان عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ بِجَمْعٍ، غَيْرَ أَنَّهُ يَمُرُّ بِالشِّعْبِ الَّذِي أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَدْخُلُ فَيَنْتَفِضُ وَيَتَوَضَّأُ، وَلا يُصَلِّيَ حَتَّى يُصَلِّيَ بِجَمْعٍ.
1669 -
1670 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ الأَيْسَرَ الَّذِي دُونَ المُزْدَلِفَةِ أَناخَ، فَبالَ ثُمَّ جاءَ، فَصَبَبْتُ
عَلَيْهِ الوَضُوءَ، تَوَضَّأَ
(1)
وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: الصَّلاة يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الصَّلاةُ أَمامَكَ» . فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَداةَ جَمْعٍ.
- قالَ كُرَيْبٌ: فأخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن الفَضْلِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى بَلَغَ الجَمْرَةَ.
(1)
ضبَّب على قوله: «توضأ» في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]:«فَتَوَضَّأ» .
(94)
بابُ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالسَّكِينَةِ عند الإِفاضَةِ، وَإِشارَتِهِ إِلَيْهِمْ بِالسَّوْطِ
1671 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى المُطَّلِبِ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى والِبَةَ الكُوفِيُّ:
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَراءَهُ
⦗ص: 115⦘
زَجْرًا شَدِيدًا وَضَرْبًا وَصَوْتًا
(1)
لِلإِبِلِ، فَأَشارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ، وَقالَ:«أَيُّها النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضاعِ» .
{أَوْضَعُواْ} : أَسْرَعُوا {خِلَالَكُمْ} [التوبة: 47] مِنَ التَّخَلُّلِ: بَيْنَكُمْ.
{وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا} [الكهف: 33]: بَيْنَهُما
(2)
.
(1)
قوله: «وصوتًا» ليس في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
قوله: «خلالكم. . .» إلخ ليس في نسخةٍ.
(95)
بابُ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ بِالمُزْدَلِفَةِ
1672 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن كُرَيْبٍ:
عن أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، فَنَزَلَ الشِّعْبَ، فَبالَ
(1)
ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَلَمْ يُسْبِغِ الوُضُوءَ، فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاة
(2)
؟ فقالَ: «الصَّلاةُ أَمامَكَ» . فَجاءَ المُزْدَلِفَةَ، فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَناخَ كُلُّ إِنْسانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُما.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بالَ» .
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(96)
بابُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَهُما وَلَمْ يَتَطَوَّعْ
1673 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ
(1)
بِجَمْعٍ، كُلُّ
(2)
واحِدَةٍ منهما بِإِقامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُما وَلا على إِثْرِ كُلِّ واحِدَةٍ منهما.
(1)
في رواية أبي ذر: «جمعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المغربَ والعشاءَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1674 -
حدَّثنا خالِدُ بنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ بِلالٍ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني عَدِيُّ بنُ ثابِتٍ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الخَطْمِيُّ، قالَ:
⦗ص: 116⦘
حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصارِيُّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ فِي حَجَّةِ الوَداعِ المَغْرِبَ والعِشاءَ بِالمُزْدَلِفَةِ.
(97)
بابُ مَنْ أَذَّنَ وَأَقامَ لِكُلِّ واحِدَةٍ منهما
1675 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيدَ يَقُولُ:
حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه فَأَتَيْنا المُزْدَلِفَةَ حِينَ الأَذانِ بِالعَتَمَةِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ رَجُلًا
فَأَذَّنَ وَأَقامَ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ، وَصَلَّى بَعْدَها رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعا بِعَشائِهِ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَمَرَ -أُرَى- فَأَذَّنَ وَأَقامَ -قالَ عَمْرٌو: لا أَعْلَمُ الشَّكَّ إلَّا مِنْ زُهَيْرٍ- ثُمَّ صَلَّى العِشاءَ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا طَلَعَ
(1)
الفَجْرُ قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ إلَّا هَذِهِ الصَّلاةَ، فِي هَذا المَكانِ، مِنْ هَذا اليَوْمِ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: هما صَلاتانِ تُحَوَّلانِ
(2)
عن وَقْتِهِما: صَلاةُ المَغْرِبِ بَعْدَما يَأتِي النَّاسُ المُزْدَلِفَةَ، والفَجْرُ
(3)
حِينَ يَبْزُغُ الفَجْرُ. قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ طَلَعَ» ، والذي في الفتح أنَّ روايتهم:«فلمَّا حين طلع» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(98)
بابُ مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيْلٍ، فَيَقِفُونَ بِالمُزْدَلِفَةِ وَيَدْعُونَ،
وَيُقَدِّمُ إذا غابَ القَمَرُ
1676 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ سالِمٌ:
وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ، فَيَقِفُونَ عند المَشْعَرِ الحَرامِ بِالمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ، فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ ما بَدا لَهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ
(1)
قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإِمامُ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ مِنًى لِصَلاةِ الفَجْرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذا قَدِمُوا رَمَوُا الجَمْرَةَ، وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ما بَدا لَهُمْ» .
1677 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ:
⦗ص: 117⦘
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النَّبيُّ» .
1678 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ:
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَنا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ المُزْدَلِفَةِ، فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
1679 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى أَسْماءَ:
عن أَسْماءَ: أَنَّها نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عند المُزْدَلِفَةِ، فَقامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ ساعَةً، ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ، هَلْ غابَ القَمَرُ؟ قُلْتُ: لا. فَصَلَّتْ ساعَةً، ثُمَّ قالَتْ: هَلْ
(2)
غابَ القَمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَتْ: فارْتَحِلُوا. فارْتَحَلْنا، وَمَضَيْنا
(3)
حَتَّى رَمَتِ الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِها، فَقُلْتُ لَها: يا هَنْتاهْ، ما أُرانا إلَّا قَدْ غَلَّسْنا. قالَتْ: يا بُنَيَّ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلظُّعُنِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يا بُنَيَّ، هل» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَمَضَيْنا» .
1680 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هو ابْنُ القاسِمِ- عن القاسِمِ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: اسْتأذَنَتْ سَوْدَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَكانَتْ ثَقِيلَةً ثَبْطَةً
(1)
، فَأَذِنَ لَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «ثَبِطَةً» بكسر الباء، وضبطت في متن (و، ب) بالضبطين دون عزوٍ.
1681 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
⦗ص: 118⦘
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: نَزَلْنا المُزْدَلِفَةَ فاسْتَأذَنَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَكانَتِ امْرَأَةً بَطِيئَةً، فَأَذِنَ لَها، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ،
وَأَقَمْنا حَتَّى أَصْبَحْنا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنا بِدَفْعِهِ، فَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَما اسْتَأذَنَتْ سَوْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ.
(99)
بابُ مَنْ
(1)
يُصَلِّي الفَجْرَ بِجَمْعٍ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابٌ: مَتَى» .
1682 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني عُمَارَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاةً بِغَيْرِ
(1)
مِيقاتِها إلَّا صَلاتَيْنِ: جَمَعَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشاءِ، وَصَلَّى الفَجْرَ قَبْلَ مِيقاتِها.
(1)
في رواية أبي ذر: «لِغَيْرِ» .
1683 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ:
خَرَجْنا
(1)
مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه إلى مَكَّةَ، ثُمَّ قَدِمْنا جَمْعًا، فَصَلَّى الصَّلاتَيْنِ، كُلَّ صَلاةٍ وَحْدَها بِأَذانٍ وَإِقامَةٍ، والعِشاءُ
(2)
بَيْنَهُما، ثُمَّ صَلَّى الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ، قائِلٌ يَقُولُ: طَلَعَ الفَجْرُ، وَقائِلٌ يَقُولُ: لَمْ يَطْلُعِ الفَجْرُ. ثُمَّ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ هاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ حُوِّلَتا عن وَقْتِهِما فِي هَذا المَكانِ: المَغْرِبَ
(3)
، فَلا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا، وَصَلاةَ
(4)
الفَجْرِ
⦗ص: 119⦘
هَذِهِ السَّاعَةَ». ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أَسْفَرَ، ثُمَّ قالَ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَفاضَ الآنَ أَصابَ السُّنَّةَ. فَما أَدْرِي أَقَوْلُهُ كانَ أَسْرَعَ أَمْ دَفْعُ عُثْمانَ رضي الله عنه، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «خَرَجْتُ» .
(2)
هكذا ضبطت في (ن، و)، وضبطت في (ق، ص) بفتح العين، وضبطت في (ب) بالوجهين معًا، وعزا بهامشها ضبطها بالفتح إلى اليونينية، وهو الصواب؛ إذ المراد الأكل بين الصلاتين.
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية [ق] زيادة: «والعِشاءَ» . مضروب عليها بالحمرة في اليونينية.
(4)
في رواية أبي ذر: «وصَلاةُ» بالرفع.
(100)
بابٌ: مَتَى يُدْفَعُ
(1)
مِنْ جَمْعٍ؟
(1)
في رواية أبي ذر: «يَدْفَعُ» بالبناء للفاعل.
1684 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يَقُولُ:
شَهِدْتُ عُمَرَ رضي الله عنه صَلَّى بِجَمْعٍ الصُّبْحَ، ثُمَّ وَقَفَ فَقالَ: إِنَّ المُشْرِكِينَ كانُوا لا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَقُولُونَ: أَشْرِقْ
(1)
ثَبِيرْ
(2)
. وَإِنَّ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خالَفَهُمْ، ثُمَّ أَفاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضبطها في (و) بالرفع، وفي (ب) بالضبطين نقلًا عن الفرع.
(3)
أهمل ضبط الهمزة في (و)، وضبطت في (ب، ص) بفتح الهمزة، نقلًا عن الفرع.
(101)
بابُ التَّلْبِيَةِ والتَّكْبِيرِ غَداةَ النَّحْرِ حِينَ يَرْمِي
(1)
الجَمْرَةَ،
والارْتِدافِ فِي السَّيْرِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى يرميَ» .
1685 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَ الفَضْلَ، فَأَخْبَرَ الفَضْلُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الجَمْرَةَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ الله» .
1686 -
1687 - حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ الأَيْلِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما كانَ رِدْفَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ إلى المُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الفَضْلَ مِنَ المُزْدَلِفَةِ إلى مِنًى. قالَ: فَكِلاهُما
قالَا
(2)
: لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(102)
بابٌ: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
(1)
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 196]
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}» بدل إتمام الآية، كتبت بالحمرة.
1688 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن المُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِها، وَسَأَلْتُهُ عن الهَدْيِ فقالَ: فيها جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ. قالَ: وَكَأَنَّ ناسًا كَرِهُوها، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي المَنامِ كَأَنَّ إِنْسانًا
(2)
يُنادِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ، وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ. فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَحَدَّثْتُهُ فقالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ! سُنَّةُ أَبِي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ: وَقالَ
(3)
آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ، عن شُعْبَةَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «كأنَّ المُنادِيَ» .
(3)
لفظة: «وقال» ليس في رواية أبي ذر.
(103)
بابُ رُكُوبِ البُدْنِ
؛ لِقَوْلِهِ: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا
(1)
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 36 - 37]
قالَ مُجاهِدٌ: سُمِّيَتِ البُدْنَ لِبُدْنِها
(2)
. والقانِعُ
(3)
: السَّائِلُ، والمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرُّ بِالبُدْنِ مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، وَشَعائِرُ: اسْتِعْظامُ البُدْنِ واسْتِحْسانُها، والعَتِيقُ: عِتْقُهُ مِنَ الجَبابِرَةِ.
وَ يُقالُ
(4)
: وَجَبَتْ سَقَطَتْ إلى الأَرْضِ، وَمِنْهُ: وَجَبَتِ الشَّمْسُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}» . بدل إتمام الآيات.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لِبَدَنِها» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لِبَدانَتها» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «القانع» دون واو.
(4)
في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «يقال» دون واو.
1689 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فقالَ: «ارْكَبْها» . فقالَ: إِنَّها بَدَنَةٌ. فَقالَ: «ارْكَبْها» . قالَ: إِنَّها بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْها، وَيْلَكَ» . فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الثَّانِيَةِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «في الثانية أو في الثالثة» .
1690 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشامٌ وَشُعْبَةُ، قالَا: حدَّثنا قَتادَةُ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقالَ:«ارْكَبْها» . قالَ: إِنَّها بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْها» . قالَ: إِنَّها بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْها» . ثَلاثًا.
(1)
(1)
لفظ الحديث في رواية أبي ذر: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قالَ: ارْكَبْها. ثَلاثًا» . مختصرًا.
(104)
بابُ مَنْ ساقَ البُدْنَ مَعَهُ
1691 -
1692 - حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ:
أنَّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ بِالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ وَأَهْدَى،
⦗ص: 122⦘
فَساقَ مَعَهُ الهَدْيَ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ،
وَبَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَهَلَّ بِالعُمْرَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ بِالحَجِّ، فَتَمَتَّعَ النَّاسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ، فَكانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَهْدَى فَساقَ الهَدْيَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُهْدِ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، قالَ لِلنَّاسِ: «مَنْ كانَ مِنْكُمْ أَهْدَى فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لِشَيْءٍ
(1)
حَرُمَ منه حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَهْدَى فَلْيَطُفْ بِالبَيْتِ، وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ، وَلْيُقَصِّرْ
(2)
، وَلْيَحْلِلْ، ثُمَّ لِيُهِلَّ بِالحَجِّ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةً إذا رَجَعَ إلى أَهْلِهِ». فَطافَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ، واسْتَلَمَ الرُّكْنَ أَوَّلَ شَيْءٍ، ثُمَّ خَبَّ ثَلاثَةَ أَطْوافٍ، وَمَشَى أَرْبَعًا
(3)
، فَرَكَعَ حِينَ قَضَى طَوافَهُ بِالبَيْتِ عند المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فانْصَرَفَ فَأَتَى الصَّفا فَطافَ بِالصَّفا والمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَطْوافٍ، ثُمَّ لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ منه حَتَّى قَضَى حَجَّهُ وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَأَفاضَ فَطافَ بِالبَيْتِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَرُمَ منه، وَفَعَلَ مِثْلَ ما فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَهْدَى وَساقَ الهَدْيَ مِنَ النَّاسِ.
- وَعَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي تَمَتُّعِهِ بِالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ: فَتَمَتَّعَ النَّاسُ مَعَهُ. بِمِثْلِ الَّذِي أخبَرَني سالِمٌ عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «مِنْ شَيْءٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ويُقَصِّرْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أربعةً» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«النَّبيِّ» .
(105)
بابُ مَنِ اشْتَرَى الهَدْيَ مِنَ الطَّرِيقِ
1693 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهم لأَبِيهِ: أَقِمْ، فَإِنِّي لا آمَنُها
(2)
أَنْ سَتُصَدُّ
(3)
عن البَيْتِ. قالَ: إذًا أَفْعَلَ كَما فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ
(4)
قالَ اللَّهُ
(5)
: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
⦗ص: 123⦘
أُسْوَةٌ
(6)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، فَأَنا أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ على نَفْسِي العُمْرَةَ. فَأَهَلَّ بِالعُمْرَةِ
(7)
. قالَ: ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذا كانَ بِالبَيْداءِ أَهَلَّ بِالحَجِّ والعُمْرَةِ، وَقالَ: ما شَأنُ الحَجِّ والعُمْرَةِ إلَّا واحِدٌ. ثُمَّ اشْتَرَى الهَدْيَ مِنْ قُدَيْدٍ، ثُمَّ قَدِمَ فَطافَ لَهُما طَوافًا واحِدًا، فَلَمْ يَحِلَّ حَتَّى حَلَّ
(8)
منهما جَمِيعًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي ورواية [ق]: «إيمَنُها» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ تُصَدَّ» . كتبت بالحمرة.
(4)
لفظة: «وقد» ليست في رواية أبي ذر، وزاد في (ن، و، ق) نسبةَ عدم وجودها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(5)
لفظ الجلالة كتب بالحمرة في متن اليونينية.
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت وهو بضم الهمزة على قراءة عاصم، و «إِسْوَةٌ» .، وهو بكسرها على قراءة الباقين.
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «مِنَ الدَّارِ» .
(8)
هكذا في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وفي رواية الحَمُّويي:«أَحَلَّ» .
(106)
بابُ مَنْ أَشْعَرَ وَقَلَّدَ بِذِي الحُلَيْفَةِ ثُمَّ أَحْرَمَ
وَقالَ نافِعٌ: كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا أَهْدَى مِنَ المَدِينَةِ قَلَّدَهُ وَأَشْعَرَهُ بِذِي الحُلَيْفَةِ، يَطْعُنُ فِي شِقِّ سَنامِهِ الأَيْمَنِ بِالشَّفْرَةِ، وَوَجْهُها قِبَلَ القِبْلَةِ بارِكَةً.
1694 -
1695 - حدَّثنا أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوانَ، قالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
مِنَ المَدِينَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحابِهِ، حَتَّى
إِذا كانُوا بِذِي الحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الهَدْيَ وَأَشْعَرَ
(2)
وَأَحْرَمَ بِالعُمْرَةِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ» .
(2)
في متن (ن): «وَأَشْعَرَهُ» .
1696 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَفْلَحُ، عن القاسِمِ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: فَتَلْتُ قَلائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَها وَأَشْعَرَها
⦗ص: 124⦘
وَأَهْداها، فَما
(1)
حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كانَ أُحِلَّ لَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وما» . كتبت بالحمرة.
(107)
بابُ فَتْلِ القَلائِدِ لِلْبُدْنِ والبَقَرِ
1697 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني نافِعٌ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عن حَفْصَةَ رضي الله عنهم، قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما شَأنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ
(1)
أَنْتَ؟ قالَ: «إِنِّي لَبَّدْتُ رَأسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلا
(2)
أحِلُّ
(3)
حَتَّى أحِلَّ
(4)
مِنَ الحَجِّ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَحِلَّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «وَلا» .
(3)
الهمزة مفتوحة ومضمومة، وآخر الفعل مرفوع.
(4)
هكذا ضبطت في الموضعين في (و): بفتح الهمزة من الثلاثي، وضمِّها من الرباعي، وفي (ب) بالضم فقط، وفي (ص) بالفتح فقط، وأهمل ضبطها في (ن).
1698 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ وَعَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُهْدِي مِنَ المَدِينَةِ، فَأَفْتِلُ قَلائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ
(2)
المُحْرِمُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَجْتَنِبُ» .
(108)
بابُ إِشْعارِ البُدْنِ
وَقالَ عُرْوَةُ، عن المِسْوَرِ رضي الله عنه: قَلَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالعُمْرَةِ.
1699 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عن القاسِمِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: فَتَلْتُ قَلائِدَ هَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَشْعَرَها وَقَلَّدَها -أَوْ قَلَّدْتُها- ثُمَّ بَعَثَ بها إلى البَيْتِ، وَأَقامَ بِالمَدِينَةِ، فَما حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كانَ لَهُ حِلٌّ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
(109)
بابُ مَنْ قَلَّدَ القَلائِدَ بِيَدِهِ
1700 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو
(1)
بْنِ حَزْمٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّها أخبَرَتْهُ:
أَنَّ زِيادَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ كَتَبَ إلى عائِشَةَ رضي الله عنها: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: مَنْ أَهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عَلَيْهِ ما يَحْرُمُ على الحاجِّ حَتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ. قالَتْ عَمْرَةُ: فقالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لَيْسَ كَما قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنا فَتَلْتُ قَلائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بها مَعَ أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ
(3)
حَتَّى نُحِرَ الهَدْيُ.
(1)
قوله: «بن عمرو» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «لَهُ» .
(110)
بابُ تَقْلِيدِ الغَنَمِ
1701 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: أَهْدَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً غَنَمًا.
1702 -
حدَّثنا أبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا إبْراهِيمُ، عن الأَسْوَدِ:
⦗ص: 126⦘
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها،
قالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ القَلائِدَ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيُقَلِّدُ الغَنَمَ، وَيُقِيمُ فِي أَهْلِهِ حَلالًا.
1703 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ المُعْتَمِرِ -وَحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ- عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلائِدَ الغَنَمِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ بِها، ثُمَّ يَمْكُثُ حَلالًا.
1704 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عن عامِرٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: فَتَلْتُ لِهَدْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -تَعْنِي القَلَائِدَ- قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ.
(111)
بابُ القَلائِدِ مِنَ العِهْنِ
1705 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُعاذُ بْنُ مُعاذٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن القاسِمِ:
عن أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها، قالَتْ: فَتَلْتُ قَلائِدَها مِنْ عِهْنٍ كانَ عِنْدِي.
(112)
بابُ تَقْلِيدِ النَّعْلِ
1706 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
: أخبَرَنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عن مَعْمَرٍ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ:
⦗ص: 127⦘
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قالَ
(3)
: «ارْكَبْها» . قالَ: إِنَّها بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْها» . قالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ راكِبَها يُسايِرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، والنَّعْلُ فِي عُنُقِها.
-تابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنا
(4)
عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ المُبارَكِ، عن يَحْيَى، عن عِكْرِمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ضبَّب هنا في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]:«حدَّثني» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو ابنُ سَلَّامٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(4)
هكذا في روايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي أخرى عنه ورواية أبي ذر:«أخبَرَنا» .
(113)
بابُ الجِلَالِ لِلْبُدْنِ
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لا يَشُقُّ مِنَ الجِلالِ إلَّا مَوْضِعَ السَّنَامِ، وَإِذا نَحَرَها نَزَعَ جِلالَها؛ مَخافَةَ أَنْ يُفْسِدَها الدَّمُ، ثُمَّ يَتَصَدَّقُ بِها.
1707 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
عن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجِلالِ البُدْنِ الَّتِي
(1)
نَحَرْتُ
(2)
وَبِجُلُودِها
(3)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية [ق]: «الَّذِي» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نُحِرَتْ» بالبناء للمفعول، واقتصر في (ب، ص) في نسبتها إلى السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر ورواية [ق]:«وَجُلُودِها» .
(114)
بابُ مَنِ اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنَ الطَّرِيقِ وقَلَّدَها
(1)
(1)
في رواية الأصيلي: «وقَلَّدَهُ» .
1708 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ، قالَ:
⦗ص: 128⦘
أَرادَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما الحَجَّ عامَ حَجَّهُ الحَرُورِيَّةُ
(1)
فِي عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كائِنٌ بَيْنَهُمْ قِتالٌ، وَنَخافُ أَنْ يَصُدُّوكَ. فقالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(2)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] إِذًا أَصْنَعَ كَما صَنَعَ
(3)
، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي
(4)
أَوْجَبْتُ عُمْرَةً. حَتَّى
(5)
كانَ بِظاهِرِ البَيْداءِ قالَ: ما شَأنُ الحَجِّ والعُمْرَةِ إلَّا واحِدٌ
(6)
، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي
(7)
جَمَعْتُ حَجَّةً
(8)
مَعَ عُمْرَةٍ. وَأَهْدَى هَدْيًا مُقَلَّدًا اشْتَراهُ، حَتَّى
(9)
قَدِمَ فَطافَ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا، وَلَمْ يَزِدْ على ذَلِكَ، وَلَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ منه حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ، فَحَلَقَ وَنَحَرَ وَرَأَى أَنْ قَدْ
قَضَى طَوافَهُ الحَجَّ والعُمْرَةَ
(10)
بِطَوافِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ قالَ: كَذَلِكَ
(11)
صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وضبط المتن ورواية الأصيلي في (و، ب، ص): «حجُّةِ الحروريةِ» و «حجُّةُ الحروريةُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«حَجِّ الحَرُورِيَّةِ» ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«حجةِ الحروريةِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت وهو بضم الهمزة على قراءة عاصم، و «إِسْوَةٌ» ،، وهو بكسر الهمزة على قراءة الباقين.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إذا» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «قدْ» .
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الحَجَّ» . قارن بما في السلطانية.
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حِينَ» .
(10)
صحَّح على الكلمتين في اليونينيَّة. وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «للحَجِّ والعُمْرَةِ» .
(11)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «هكذا» .
(115)
بابُ ذَبْحِ الرَّجُلِ البَقَرَ عن نِسائِهِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِنَّ
1709 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَتْ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، لا نُرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ: إذا طافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ. قالَتْ: فَدُخِلَ
(1)
عَلَيْنا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: ما هَذا؟ قالَ: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أَزْواجِهِ. قَالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُهُ لِلْقاسِمِ، فقالَ: أَتَتْكَ بِالحَدِيثِ على وَجْهِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(116)
بابُ النَّحْرِ فِي مَنْحَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى
1710 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: سَمِعَ خالِدَ بْنَ الحارِثِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عن نافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه كانَ يَنْحَرُ فِي المَنْحَرِ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَنْحَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
1711 -
1712 - حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يَبْعَثُ بِهَدْيِهِ مِنْ جَمْعٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، حَتَّى يُدْخَلَ بِهِ مَنْحَرُ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم مَعَ حُجَّاجٍ فِيهِمُ الحُرُّ والمَمْلُوكُ.
(3)
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادةُ بابٍ وحديثٍ، هما: 117 - بابُ مَنْ نَحَرَ بِيَدِهِ
حدثنا سَهْلُ بنُ بَكَّارٍ: حدّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ، وَذَكَرَ الحَدِيثَ، قالَ: ونَحَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيامًا، وضَحَّى بِالمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ. مُخْتَصَرًا.
(118)
بابُ نَحْرِ الإِبِلِ مُقَيَّدَةً
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «المُقَيَّدَةِ» .
1713 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن يُونُسَ، عن زِيادِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَتَى على رَجُلٍ قَدْ أَناخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُها، قالَ: ابْعَثْها قِيامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ شُعْبَةُ، عن يُونُسَ: أخبَرَني زِيادٌ.
(1)
(1)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. اهـ.
(119)
بابُ نَحْرِ البُدْنِ قائِمَةً
(1)
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: سُنَّةَ
(2)
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {صَوَافَّ} [الحج: 36]: قِيامًا.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قِيامًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مِنْ سُنَّةِ» .
1714 -
حدَّثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا، والعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَباتَ بِها، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَكِبَ راحِلَتَهُ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ، فَلَمَّا عَلا على البَيْداءِ لَبَّى بهما جَمِيعًا، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا، وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ
(1)
بُدْنٍ قِيامًا، وَضَحَّى بِالمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وكتب بالهامش دون رقم: «سَبْعَةَ» كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية.
1715 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلابَةَ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالمَدِينَةِ أَرْبَعًا، والعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ.
وَعَنْ أَيُّوبَ، عن رَجُلٍ، عن أَنَسٍ
رضي الله عنه: ثُمَّ باتَ حَتَّى أَصْبَحَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ رَكِبَ راحِلَتَهُ حَتَّى إِذا اسْتَوَتْ بِهِ
(1)
البَيْداءَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(120)
بابٌ: لا يُعْطي الجَزَّارَ
(1)
مِنَ الهَدْيِ شَيْئًا
(2)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُعْطَى الجَزَّارُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1716 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، قالَ: أخبَرَنِي
(1)
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
⦗ص: 131⦘
عن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ على البُدْنِ، فَأَمَرَنِي فَقَسَمْتُ لُحُومَها، ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَسَمْتُ جِلالَها وَجُلُودَها.
- وقالَ
(2)
سُفْيانُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الكَرِيمِ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
عن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ على البُدْنِ، وَلا أُعْطِيَ عَلَيْها شَيْئًا فِي جُزارَتِها
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.
(2)
الواو ثابتة في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت. كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «جِزارَتِها» .
(121)
بابٌ: يُتَصَدَّقُ
(1)
بِجُلُودِ الهَدْيِ
(1)
في رواية أبي ذر: «يَتَصَدَّقُ» بالبناء للفاعل.
1717 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني الحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الكَرِيمِ الجَزَرِيُّ: أَنَّ مُجاهِدًا أخبَرَهُما: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى أَخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ على بُدْنِهِ، وَأَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّها، لُحُومَها وَجُلُودَها وَجِلالَها، وَلا يُعْطِيَ فِي جِزارَتِها شَيْئًا.
(122)
بابٌ: يُتَصَدَّقُ
(1)
بِجِلالِ البُدْنِ
(1)
في رواية أبي ذر: «يَتَصَدَّقُ» بالبناء للفاعل.
1718 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمانَ، قالَ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا يَقُولُ: حدَّثني ابْنُ أَبِي لَيْلَى:
أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قالَ: أَهْدَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِئَةَ بَدَنَةٍ، فَأَمَرَنِي بِلُحُومِها فَقَسَمْتُها، ثُمَّ أَمَرَنِي بِجِلالِها فَقَسَمْتُها، ثُمَّ بِجُلُودِها فَقَسَمْتُها.
(123)
بابٌ: {وَإِذْ بَوَّأنَا
(1)
لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ
أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ والقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأتُوكَ
(2)
رِجَالًا
(3)
وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ
(4)
مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ. ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ. ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 26 - 30]
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر وورش، ووقفًا لحمزة.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر وورش، ووقفًا لحمزة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ}» بدل إتمام الترجمة، كتبت بالحمرة.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر وورش، ووقفًا لحمزة.
(124)
بابٌ: ما يَأكُلُ مِنَ البُدْنِ وَما يُتَصَدَّقُ
(1)
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أخبَرَني نافِعٌ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: لا يُؤكَلُ مِنْ جَزاءِ الصَّيْدِ والنَّذْرِ، وَيُؤكَلُ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ.
وَقالَ عَطَاءٌ: يَأكُلُ وَيُطْعِمُ مِنَ المُتْعَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وما يَأكُلُ مِنَ البُدْنِ وما يَتَصَدَّقُ» بإسقاط لفظة: «باب» عطفًا على ترجمة الباب السابق وببناء «يتصدَّق» للفاعل.
1719 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: حدَّثنا عَطاءٌ:
سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنَّا لا نَأكُلُ مِنْ لُحُومِ بُدْنِنا فَوْقَ ثَلاثِ
(1)
مِنًى، فَرَخَّصَ لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«كُلُوا وَتَزَوَّدُوا» . فَأَكَلْنا وَتَزَوَّدْنا.
قُلْتُ لِعَطاءٍ: أَقالَ: حَتَّى جِئْنا المَدِينَةَ؟ قالَ: لا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1720 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ
(1)
، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، قالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ، قالَتْ:
⦗ص: 133⦘
سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، وَلا نُرَى
(2)
إِلَّا الحَجَّ، حَتَّى إِذا دَنَوْنا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إذا طافَ بِالبَيْتِ ثُمَّ يَحِلُّ
(3)
. قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فَدَخَلَ عَلَيْنا
(4)
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(5)
يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: ما هَذا؟ فَقِيلَ: ذَبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن أَزْواجِهِ. قالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذا الحَدِيثَ لِلْقاسِمِ، فقالَ: أَتَتْكَ بِالحَدِيثِ على وَجْهِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بن بلال» كتبت بالحمرة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «نَرَى» .
(3)
صحَّح على لفظة: «ثمَّ» في اليونينيَّة، وضبَّب عليها في (ب، ص). وفي رواية أبي ذر والأصيلي: «أَنْ يَحِلَّ» .
(4)
لفظة: «علينا» ثابتة في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضاً (ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر: «فدُخِل عَلَيْنا يومَ النَّحْرِ» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(125)
بابُ الذَّبْحِ قَبْلَ الحَلْقِ
1721 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا مَنْصُورٌ
(1)
، عن عَطَاءٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن مَنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ وَنَحْوِهِ، فقالَ:«لا حَرَجَ، لا حَرَجَ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بنُ زاذانَ» .
1722 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرٍ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن عَطاءٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قالَ: «لا حَرَجَ» . قالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قالَ: «لا حَرَجَ» . قالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قالَ: «لا حَرَجَ» .
وَقالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، عن ابْنِ خُثَيْمٍ: أخبَرَني عَطاءٌ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ القاسِمُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثني ابْنُ خُثَيْمٍ، عن عَطاءٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ عَفَّانٌ: أُراهُ عن وُهَيْبٍ: حدَّثنا ابْنُ خُثَيْمٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
⦗ص: 134⦘
وَقالَ حَمَّادٌ: عن قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عن عَطاءٍ، عن جابِرٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1723 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: رَمَيْتُ بَعْدَما أَمْسَيْتُ. فقالَ: «لا حَرَجَ» . قالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ. قالَ: «لا حَرَجَ» .
1724 -
حدَّثنا عَبْدانُ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ:
عن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: قَدِمْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو بِالبَطْحاءِ، فقالَ:«أَحَجَجْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «بِما
(1)
أَهْلَلْتَ؟» قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلالٍ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قالَ: «أَحْسَنْتَ، انْطَلِقْ فَطُفْ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ» . ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ نِساءِ بَنِي قَيْسٍ، فَفَلَتْ رَأسِي، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالحَجِّ، فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ النَّاسَ، حَتَّى خِلافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَذَكَرْتُهُ لَهُ، فقالَ: إِنْ تَأخُذْ بِكِتابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَأمُرُنا بِالتَّمامِ، وَإِنْ تَأخُذْ
(2)
بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَحِلَّ حَتَّى بَلَغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «بِمَ» .
(2)
في متن (ق، ب، ص): «نأخذ» في الموضعين.
(126)
بابُ مَنْ لَبَّدَ رَأسَهُ عند الإِحْرامِ وَحَلَقَ
1725 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عن حَفْصَةَ رضي الله عنهم: أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما شَأنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قالَ:«إِنِّي لَبَّدْتُ رَأسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ» .
(127)
بابُ الحَلْقِ والتَّقْصِيرِ عند الإِحْلالِ
1726 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قالَ نافِعٌ:
⦗ص: 135⦘
كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: حَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ.
1727 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ» . قالُوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ» . قالُوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «والمُقَصِّرِينَ» .
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني نافِعٌ: «رَحِمَ اللَّهُ المُحَلِّقِينَ» . مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ.
قالَ: وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: حدَّثني نافِعٌ: وقالَ
(1)
فِي الرَّابِعَةِ: «والمُقَصِّرِينَ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
1728 -
حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ القَعْقاعِ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» . قالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» . قالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قالَها ثَلاثًا. قالَ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ» .
1729 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْماءَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
(1)
قالَ: حَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَطائِفَةٌ مِنْ أَصْحابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ عُمَرَ» .
1730 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن الحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طاوُوسٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عن مُعاوِيَةَ رضي الله عنهم، قالَ: قَصَّرْتُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ.
(128)
بابُ تَقْصِيرِ المُتَمَتِّعِ بَعْدَ العُمْرَةِ
1731 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا
(1)
قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَمَرَ أَصْحابَهُ أَنْ يَطُوفُوا بِالبَيْتِ، وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ يَحِلُّوا، وَيَحْلِقُوا أَوْ يُقَصِّرُوا.
(1)
لفظة: «لما» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(129)
بابُ الزِّيارَةِ يَوْمَ النَّحْرِ
وَقالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عن عَائِشَةَ وابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهم: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الزِّيارَةَ إلى اللَّيْلِ.
وَيُذْكَرُ عن أَبِي حَسَّانَ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَزُورُ البَيْتَ أَيَّامَ مِنًى.
1732 -
وَقالَ لَنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ طافَ طَوَافًا واحِدًا، ثُمَّ يَقِيلُ
(1)
، ثُمَّ يَأتِي مِنًى. يَعْنِي يَوْمَ النَّحْرِ.
وَرَفَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1733 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن الأَعْرَجِ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: حَجَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَفَضْنا يَوْمَ النَّحْرِ، فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَأَرادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم منها ما يُرِيدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّها حائِضٌ. قالَ: «حابِسَتْنا
(1)
هِيَ؟» قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ. قالَ:«اخْرُجُوا» .
⦗ص: 137⦘
وَيُذْكَرُ عن القاسِمِ وَعُرْوَةَ والأَسْوَدِ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَفَاضَتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ النَّحْرِ.
(1)
بسكون التاء، وضُبطت في متن (ق، ص) بضِّمها.
(130)
بابٌ: إذا رَمَى بَعْدَما أَمْسَى، أَوْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ، ناسِيًا أَوْ جاهِلًا
1734 -
حدَّثنا مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قِيلَ لَهُ فِي الذَّبْحِ والحَلْقِ والرَّمْيِ والتَّقْدِيمِ والتَّأْخِيرِ، فقالَ:«لا حَرَجَ» .
1735 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى، فَيَقُولُ:«لا حَرَجَ» . فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فقالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قالَ: «اذْبَحْ، وَلا حَرَجَ» . وَقالَ
(1)
: رَمَيْتُ بَعْدَما أَمْسَيْتُ. فقالَ: «لا حَرَجَ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(131)
بابُ الفُتْيا على الدَّابَّةِ عند الجَمْرَةِ
1736 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ فِي حَجَّةِ الوَداعِ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ، فقالَ رَجُلٌ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قالَ: «اذْبَحْ وَلا حَرَجَ» . فَجاءَ آخَرُ فقالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قالَ: «ارْمِ وَلا حَرَجَ» . فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عن شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إلَّا قالَ: «افْعَلْ وَلا حَرَجَ» .
1737 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي
(1)
الزُّهْرِيُّ، عن عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(2)
عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنه حَدَّثَهُ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ،
⦗ص: 138⦘
فَقامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فقالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ كَذا قَبْلَ كَذا. ثُمَّ قامَ آخَرُ فقالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ كَذا قَبْلَ كَذا: حَلَقْتُ
قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. وَأَشْباهَ ذَلِكَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«افْعَلْ وَلا حَرَجَ» . لَهُنَّ كُلِّهِنَّ، فَما سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عن شَيْءٍ إلَّا قالَ:«افْعَلْ وَلا حَرَجَ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويي أيضاً (ن، ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ. . .» .
1738 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ، قالَ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاصِ رضي الله عنهما قالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ناقَتِهِ. فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
تابَعَهُ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(132)
بابُ الخُطْبَةِ أَيَّامَ مِنًى
1739 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوانَ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ، فقالَ:«يا أَيُّها النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذا؟» قالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ. قالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذا؟» قالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذا؟» قالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قالَ: «فَإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ وَأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا، فِي بَلَدِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُمْ هَذا» . فَأَعادَها مِرارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فقالَ:«اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» .
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّها لَوَصِيَّتُهُ إلى أُمَّتِهِ: «فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .
1740 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي عَمْرٌو، قالَ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ زَيْدٍ، قالَ:
⦗ص: 139⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ.
تابَعَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو.
1741 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ: حدَّثنا قُرَّةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ:
عن أَبِي بَكْرَةَ -وَرَجُلٌ
(2)
أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، قالَ:«أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنا: بَلَى. قالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فقالَ: «أَلَيْسَ ذُو الحَجَّةِ؟
(3)
» قُلْنا: بَلَى. قالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ: «أَلَيْسَتْ بِالبَلْدَةِ الحَرامِ؟
(4)
قُلْنا: بَلَى. قالَ: «فَإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُمْ هَذا، فِي بَلَدِكُمْ هَذا، إلى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قالُوا: نَعَمْ. قالَ: «اللَّهُمَّ اّْشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغْ
(5)
الشَّاهِدُ الغائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سامِعٍ، فَلَا
(6)
تَرْجِعُوا بَعْدِي
كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«حدَّثنا» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: ذو الحَجَّة؟» .
(4)
لفظة: «الحرام» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ثابتة في رواية ابن عساكر أيضاً.
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَلْيُبْلِغْ» ، وهي هكذا بالضبطين في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبط فقط اللام في (و) بالكسر، وفي رواية أبي ذر:«وَلْيُبَلِّغِ» .
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا» .
1742 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ: أخبَرَنا عاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 140⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذا؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقالَ
(1)
: «فَإِنَّ هَذا يَوْمٌ حَرامٌ، أَفَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذا؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «بَلَدٌ حَرامٌ، أَفَتَدْرُونَ أيُّ شَهْرٍ هذا؟» قالُوا: اللهُ ورسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: «شَهْرٌ حَرامٌ» . قالَ: «فإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُمْ هَذا، فِي بَلَدِكُمْ هَذا» .
وَقالَ هِشامُ بْنُ الغازِ: أخبَرَنِي
(2)
نافِعٌ:
عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الجَمَراتِ فِي الحَجَّةِ
(3)
الَّتِي حَجَّ -بِهَذا- وَقالَ: «هَذا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ» . فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» . وَوَدَّعَ
(4)
النَّاسَ، فقالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الوَداعِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في حَجَّتِهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [ق]: «فَوَدَّعَ» . كتبت بالحمرة.
(133)
بابٌ: هَلْ يَبِيتُ أَصْحابُ السِّقايَةِ أَوْ غَيْرُهُمْ بِمَكَّةَ لَيالِيَ مِنًى؟
1743 -
1744 - 1745 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ.
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُمَيْرٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
⦗ص: 141⦘
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ العَبَّاسَ رضي الله عنه اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيالِيَ مِنًى؛ مِنْ أَجْلِ سِقايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ.
تابَعَهُ أَبُو أُسامَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ خالِدٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثني» . بهامش (ب): في أصول كثيرة تقديم (ح) على قوله: «وحدَّثنا» . اهـ.
(134)
بابُ رَمْيِ الجِمَارِ
وَقالَ جابِرٌ: رَمَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَرَمَى بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ الزَّوالِ.
1746 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن وَبَرَةَ، قالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: مَتَى أَرْمِي الجِمارَ؟ قالَ: إذا رَمَى إِمامُكَ فارْمِهْ
(1)
. فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ المَسْأَلَةَ، قالَ: كُنَّا نَتَحَيَّنُ، فَإِذا زالَتِ الشَّمْسُ رَمَيْنا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(135)
بابُ رَمْيِ الجِمَارِ مِنْ بَطْنِ الوادِي
1747 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ: رَمَى عَبْدُ اللَّهِ مِنْ بَطْنِ الوادِي، فَقُلْتُ: يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ ناسًا يَرْمُونَها مِنْ فَوْقِها. فقالَ: والَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، هَذا مَقامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ بِهَذا.
(136)
بابُ
رَمْيِ الجِمَارِ بِسَبْعِ حَصَياتٍ
ذَكَرَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1748 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الحَكَمِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:
⦗ص: 142⦘
عن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّهُ انْتَهَى إِلى الجَمْرَةِ الكُبْرَى جَعَلَ البَيْتَ عن يَسارِهِ، وَمِنًى عن يَمِينِهِ، وَرَمَى بِسَبْعٍ، وَقالَ: هَكَذا رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
(137)
بابُ مَنْ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ فَجَعَلَ
(1)
البَيْتَ عن يَسارِهِ
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَجَعَلَ» .
1749 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الحَكَمُ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:
أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَرَآهُ يَرْمِي الجَمْرَةَ الكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَياتٍ، فَجَعَلَ
(1)
البَيْتَ عن يَسارِهِ، وَمِنًى عن يَمِينِهِ، ثُمَّ قالَ: هَذا مَقامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَجَعَلَ» .
(138)
بابٌ: يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ
قالَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1750 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن عَبْدِ الواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ الحَجَّاجَ يَقُولُ على المِنْبَرِ: السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فيها البَقَرَةُ، والسُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فيها آلُ عِمْرانَ، والسُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فيها النِّساءُ. قالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لإِبْراهِيمَ، فقالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ:
أَنَّهُ كانَ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه حِينَ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ، فاسْتَبْطَنَ الوادِيَ، حَتَّى إِذا حاذَى بِالشَّجَرَةِ اعْتَرَضَها، فَرَمَى
(1)
بِسَبْعِ
(2)
حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ قالَ: مِنْ هاهُنا -والَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ- قامَ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ البَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «فَرَماها» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «سَبْعَ» .
(139)
بابُ مَنْ رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ وَلَمْ يَقِفْ
قالَهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(140)
بابٌ: إذا رَمَى الجَمْرَتَيْنِ يَقُومُ ويُسْهِلُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «يقوم مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ ويُسْهِلُ» .
1751 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيا بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ على إِثْرِ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يُسْهِلَ فَيَقُومَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ فَيَقُومُ طَوِيلًا، وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الوُسْطَى، ثُمَّ يَأخُذُ ذاتَ
(2)
الشِّمالِ فَيَسْتَهِلُ
(3)
، وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ
(4)
فَيَقُومُ
(5)
طَوِيلًا وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَيَقُومُ طَوِيلًا، ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذاتِ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوادِي، وَلا يَقِفْ
(6)
عِنْدَها، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُولُ
(7)
: هَكَذا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِذاتِ» كتبت بالحمرة.
(3)
وضع علامة التَّخفيف على تاء «فيستهل» في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«فَيُسْهِلُ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ثم يَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ» كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر: «ويقوم» كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية.
(6)
في رواية أبي ذر: «ولا يَقِفُ» بالرفع (ن، ق)، وفي (و، ب، ص) أنَّ الجزمَ هو روايةُ أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ويَقُولُ» .
(141)
بابُ رَفْعِ اليَدَيْنِ عند جَمْرَةِ الدُّنْيا والوُسْطَى
1752 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَخِي،
عَنْ سُلَيْمانَ، عن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيا بِسَبْعِ حَصَياتٍ، ثُمَّ
(1)
يُكَبِّرُ على إِثْرِ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ الوُسْطَى كَذَلِكَ، فَيَأخُذُ ذاتَ الشِّمالِ فَيُسْهِلُ، وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ ذاتَ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوادِي، وَلا يَقِفُ عِنْدَها، وَيَقُولُ:
⦗ص: 144⦘
هَكَذا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
(1)
لفظة: «ثم» ثابتة في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» كتبت بالحمرة.
(142)
بابُ الدُّعاءِ عند الجَمْرَتَيْنِ
1753 -
وَقالَ مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ:
(1)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا رَمَى الجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيها بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ كُلَّما رَمَى بِحَصاةٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمامَها فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ رافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو، وَكانَ يُطِيلُ الوُقُوفَ، ثُمَّ يَأتِي الجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ، فَيَرْمِيها بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ كُلَّما رَمَى بِحَصاةٍ، ثُمَّ يَنْحَدِرُ ذاتَ اليَسارِ مِمَّا يَلِي الوادِيَ، فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ رافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو، ثُمَّ يَأتِي الجَمْرَةَ الَّتِي عند العَقَبَةِ فَيَرْمِيها بِسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصاةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلا يَقِفُ عِنْدَها. قالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ مِثْلَ
(2)
هَذا عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ
(3)
ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ.
(1)
بهامش اليونينية في محاذاة هذا السطر: قف وتأمل. اهـ. (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِمِثْلِ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال: كان» .
(143)
بابُ الطِّيبِ بَعْدَ رَمْيِ الجِمَارِ، والحَلْقِ قَبْلَ الإِفاضَةِ
1754 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ القاسِمِ
(1)
: أَنَّهُ سَمِعَ أَباهُ -وَكانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمانِهِ- يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ هاتَيْنِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ. وَبَسَطَتْ يَدَيْها.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وكانَ أَفْضَلَ أهْلِ زَمانِهِ» كتبت بالحمرة.
(144)
بابُ طَوَافِ الوَدَاعِ
1755 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ طاوُوسٍ، عن أبِيهِ:
⦗ص: 145⦘
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكُونَ آخِرُ
(1)
عَهْدِهِمْ بِالبَيْتِ، إلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عن الحائِضِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «آخِرَ» بالنصب.
1756 -
حدَّثنا أَصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، عن عَمْرِو بْنِ الحارِثِ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشَاءَ، ثُمَّ رَقَدَ رَقْدَةً بِالمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إلى البَيْتِ فَطافَ بِهِ.
تابَعَهُ اللَّيْثُ: حدَّثني خالِدٌ، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه حَدَّثَهُ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «ابن مالك» ليس في نسخة. (لا الحمرة إلى)
(145)
بابٌ: إذا حاضَتِ المَرْأَةُ بَعْدَما أَفاضَتْ
1757 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ:
أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حاضَتْ، فَذَكَرْتُ
(1)
ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «أَحابِسَتُنا
(2)
هِيَ؟» قالُوا: إِنَّها قَدْ أَفاضَتْ. قالَ: «فَلا إِذًا» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَذُكِرَ» .
(2)
همزة الاستفهام ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ (ب، ص).
1758 -
1759 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ: أَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ سَأَلُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن امْرَأَةٍ طافَتْ ثُمَّ حاضَتْ، قالَ لَهُمْ: تَنْفِرُ. قالُوا: لا نَأخُذُ بِقَوْلِكَ وَنَدَعَ
(1)
قَوْلَ زَيْدٍ. قالَ: إذا قَدِمْتُمُ المَدِينَةَ فَسَلُوا. فَقَدِمُوا المَدِينَةَ فَسَأَلُوا، فَكانَ فِيمَنْ سَأَلُوا
⦗ص: 146⦘
أُمُّ سُلَيْمٍ، فَذَكَرَتْ حَدِيثَ صَفِيَّةَ.
رَواهُ خالِدٌ وَقَتادَةُ، عن عِكْرِمَةَ.
(1)
في (ن) بالرفع، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي بالنصب والرفع معًا، وأهمل ضبط العين في (ن)، وضبطها في (و، ب) بالرفع، وفي (ص) بالنصب.
1760 -
1761 - حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوْسٍ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: رُخِّصَ لِلْحائِضِ أَنْ تَنْفِرَ إذا أَفاضَتْ. قالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّها لا
(1)
تَنْفِرُ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ
(2)
: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لَهُنَّ.
1762 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا نُرَى إِلَّا الحَجَّ، فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَلَمْ يَحِلَّ، وَكانَ مَعَهُ الهَدْيُ، فَطافَ
(1)
مَنْ كانَ مَعَهُ مِنْ نِسائِهِ وَأَصْحابِهِ، وَحَلَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الهَدْيُ، فَحاضَتْ هِيَ، فَنَسَكْنا مَناسِكَنا مِنْ حَجِّنا، فَلَمَّا كانَ لَيْلَةُ
(2)
الحَصْبَةِ
(3)
لَيْلَةُ
(4)
النَّفْرِ، قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ أَصْحابِكَ يَرْجِعُ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ غَيْرِي؟! قالَ: «ما كُنْتِ تَطُوفِي
(5)
بِالبَيْتِ لَيالِيَ قَدِمْنا؟» قُلْتُ: لا. قالَ: «فاخْرُجِي مَعَ أَخِيكِ إلى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، وَمَوْعِدُكِ مَكانَ كَذا وَكَذا» . فَخَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، وَحاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«عَقْرَى حَلْقَى؛ إِنَّكِ لَحابِسَتُنا؟! أَما كُنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالَتْ: بَلَى، قالَ:«فَلا بَأسَ، انْفِرِي» . فَلَقِيتُهُ مُصْعِدًا على أَهْلِ مَكَّةَ، وَأَنا مُنْهَبِطَةٌ، أَوْ أَنا
(6)
⦗ص: 147⦘
مُصْعِدَةٌ، وهو مُنْهَبِطٌ.
وَقالَ
(7)
مُسَدَّدٌ: قُلْتُ: لا.
تابَعَهُ
(8)
جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ فِي قَوْلِهِ: لا
(9)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وطاف» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لَيْلَةَ» بالنصب.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الحَصْباءِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لَيْلَةَ» بالنصب.
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «تَطُوفِينَ» .
(6)
لفظة: «أنا» ليست في رواية ابن عساكر، والذي في (ص) أن همزة «أو» ليست في روايته. وهو موافق لما في السلطانية.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية أبي ذر: «وتابَعَهُ» . كتبت بالحمرة.
(9)
قوله: «وقال مُسَدَّد» إلى قوله: «في قوله: لا» ليس في نسخة. وأشار في الفتح إلى أنَّه ليس في رواية أبي ذر.
(146)
بابُ مَنْ صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ بِالأَبْطَحِ
1763 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ: أَخْبِرْني بِشَيْءٍ عَقَلْتَهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قالَ: بِمِنًى. قُلْتُ: فَأَيْنَ صَلَّى العَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قالَ: بِالأَبْطَحِ، افْعَلْ كَما يَفْعَلُ أُمَراؤُكَ.
1764 -
حدَّثنا عَبْدُ المُتَعالِ بْنُ طالِبٍ: حدَّثنا ابْنُ
وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ الحارِثِ: أَنَّ قَتادَةَ حَدَّثَهُ:
عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه حَدَّثَهُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشاءَ، وَرَقَدَ رَقْدَةً بِالمُحَصَّبِ، ثُمَّ رَكِبَ إلى البَيْتِ فَطافَ بِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أنَّ أنَسَ بنَ مالكٍ» .
(147)
بابُ المُحَصَّبِ
1765 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: إِنَّما
⦗ص: 148⦘
كانَ مَنْزِلٌ
(1)
يَنْزِلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ. يَعْنِي
(2)
بِالأَبْطَحِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «مَنْزِلًا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تَعْنِي» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الأَبْطَحَ» .
1766 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو
(1)
: عن عَطَاءٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَيْسَ التَّحْصِيبُ بِشَيْءٍ؛ إِنَّما هو مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «قال عمرو» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ليس في رواية المُستملي، وعزا في (و، ب، ص) عدم وجوده إلى رواية ابن عساكر بدل المُستملي.
(148)
بابُ النُّزُولِ بِذِي طُوَى
(1)
قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ
والنُّزُولِ بِالبَطْحاءِ الَّتِي بِذِي الحُلَيْفَةِ إذا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص).
1767 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما كانَ يَبِيتُ بِذِي طُوَى
(2)
بَيْنَ الثَّنِيَّتَيْنِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ، وَكانَ إذا قَدِمَ مَكَّةَ
(3)
حاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا لَمْ يُنِخْ راحِلَتَهُ
(4)
إلَّا عند بابِ المَسْجِدِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَأتِي الرُّكْنَ الأَسْوَدَ فَيَبْدَأُ بِهِ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعًا: ثَلاثًا سَعْيًا، وَأَرْبَعًا مَشْيًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ
(5)
، ثُمَّ يَنْطَلِقُ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إلى مَنْزِلِهِ، فَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، وَكانَ إذا صَدَرَ عن الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، أَناخَ بِالبَطْحاءِ الَّتِي بِذِي الحُلَيْفَةِ الَّتِي كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنِيخُ بِها.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عَنِ ابنِ عمرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الطُّوَى» .
(3)
لفظة: «مكة» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في (و، ب، ص): «ناقَتَهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَكْعَتَيْنِ» .
1768 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ الحارِثِ، قالَ: سُئِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ عن المُحَصَّبِ
(1)
، فَحَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ، قالَ: نَزَلَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُمَرُ وابْنُ عُمَرَ.
وَعَنْ نافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يُصَلِّي بها -يَعْنِي: المُحَصَّبَ- الظُّهْرَ والعَصْرَ -أَحْسِبُهُ قالَ: والمَغْرِبَ، قالَ خالِدٌ: لا أَشُكُّ فِي العِشاءِ- وَيَهْجَعُ هَجْعَةً، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «التَّحْصِيبِ» .
(149)
بابُ مَنْ نَزَلَ بِذِي طُوَى
(1)
إذا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
1769 -
وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ كانَ إذا أَقْبَلَ باتَ بِذِي طُوَى
(1)
، حَتَّى إِذا أَصْبَحَ دَخَلَ، وَإِذا نَفَرَ مَرَّ بِذِي
(2)
طُوَى وَباتَ بها حَتَّى يُصْبِحَ، وَكانَ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ ذِي» .
(150)
بابُ التِّجارَةِ أَيَّامَ المَوْسِمِ والبَيْعِ فِي أَسْواقِ الجاهِلِيَّةِ
1770 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ الهَيْثَمِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: قالَ عَمْرُو بْنُ دِينارٍ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
كانَ ذُو المَجازِ وَعُكاظٌُ مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الجاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جاءَ الإِسْلامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة: 198] فِي مَواسِمِ الحَجِّ.
(151)
بابُ الادِّلَاجِ مِنَ المُحَصَّبِ
1771 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني إِبْراهِيمُ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: حاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ، فقالَتْ: ما أُرانِي إلَّا حابِسَتَكُمْ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَقْرَى حَلْقَى؛ أَطافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قِيلَ: نَعَمْ. قالَ: «فانْفِرِي» .
1772 -
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَزادَنِي مُحَمَّدٌ: حدَّثنا مُحاضِرٌ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا نَذْكُرُ إلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا قَدِمْنا أَمَرَنا أَنْ نَحِلَّ، فَلَمَّا كانَتْ لَيْلَةُ النَّفْرِ حاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«حَلْقَى عَقْرَى؛ ما أُراها إلَّا حابِسَتَكُمْ» . ثُمَّ قالَ: «كُنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: «فانْفِرِي» . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ حَلَلْتُ. قالَ:«فاعْتَمِرِي مِنَ التَّنْعِيمِ» . فَخَرَجَ مَعَها أَخُوها، فَلَقِيناهُ مُدَّلِجًا، فقالَ:«مَوْعِدُكِ مَكانَ كَذا وَكَذا» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ
(2)
العُمْرَةِ
وُجُوبُ العُمْرَةِ وَفَضْلُها
(3)
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّها لَقَرِينَتُها فِي كِتابِ اللَّهِ: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [البقرة: 196].
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «أبواب» كتبت بالحمرة. وقوله: «باب العمرة» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بابُ وجوبِ العمرة وفضلِها» .
1773 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بَيْنَهُما، والحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ» .
(2)
بابُ مَنِ اعْتَمَرَ قَبْلَ الحَجِّ
1774 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خالِدٍ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عن العُمْرَةِ قَبْلَ الحَجِّ، فَقالَ: لا بَأْسَ.
قالَ عِكْرِمَةُ: قالَ ابْنُ عُمَرَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ
(1)
إِسْحاقَ: حدَّثني عِكْرِمَةُ بْنُ خالِدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ. مِثْلَهُ.
⦗ص: 152⦘
حدَّثنا
(2)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: قالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خالِدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما. مِثْلَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(3)
بابٌ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
1775 -
1776 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ، قالَ:
دَخَلْتُ أَنا
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ المَسْجِدَ، فَإِذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما جالِسٌ إلى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَإِذا ناسٌ
(1)
يُصَلُّونَ فِي المَسْجِدِ صَلاةَ الضُّحَى، قالَ: فَسَأَلْناهُ عن صَلاتِهِمْ، فَقالَ: بِدْعَةٌ. ثُمَّ قالَ لَهُ: كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَرْبَعٌ
(2)
، إِحْداهُنَّ فِي رَجَبٍ. فَكَرِهْنا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ. قالَ: وَسَمِعْنا اسْتِنانَ عائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ فِي الحُجْرَةِ، فقالَ عُرْوَةُ: يا أُمَّاهُ
(3)
، يا أُمَّ المُؤمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ ما يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قالَتْ: ما يَقُولُ؟ قالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمراتٍ
(4)
، إِحْداهُنَّ فِي رَجَبٍ. قالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ما اعْتَمَرَ عُمْرَةً إِلَّا وهو شاهِدُهُ، وَما اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أُناس» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَرْبَعً» بتنوين النصب دون ألف؛ على لغة ربيعة من الوقف على المنصوب بصورة المرفوع والمجرور.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يا أُمَّهْ» بسكون الهاء بغير ألف.
(4)
ضُبطت في اليونينية بسكون الميم وضمها، وفي رواية أبي ذر:«عُمَرات» بفتحها، وضبط المتن في (و) بسكون الميم فقط، وفي (ب، ص) بسكون الميم وضمها وفتحها جميعًا، وجعلا الفتح والضمَّ رواية أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد.
1777 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ:
سَأَلْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَجَبٍ.
1778 -
حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ حَسَّان: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا رضي الله عنه: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: أَرْبَعٌ
(1)
: عُمْرَةُ
(2)
الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ العامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صالَحَهُمْ، وَعُمْرَةُ الجِعْرَانَةِ
(3)
إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ
(4)
-أُراهُ- حُنَيْنٍ. قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قالَ: واحِدَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَرْبَعًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عمرةَ» بالنصب في هذا الموضع بدلًا، وفي الموضعين الآتيين عطفًا.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بسكون العين وتخفيف الراء وهو المثبت، وبكسر العين وتشديد الراء «الجِعِرَّانَةِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1779 -
1780 - حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ هِشامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتاَدَةَ، قالَ:
سَألْتُ أنَسًا رضي الله عنه، فَقالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ رَدُّوُهُ، وَمِنَ القابِلِ عُمْرَةَ الحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةً فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.
حدَّثنا هُدْبَةُ: حدَّثنا هَمَّامٌ، وَقالَ: اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي
(1)
اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَتَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَمِنَ العامِ المُقْبِلِ، وَمِنَ الجِعِرَّانَةِ
(2)
حَيْثُ قَسَمَ غَنائمَ حُنَيْنٍ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «الذي» . وكتب فوقها: الأصل.
(2)
ضبطت في (ق، ب، ص): «الجِعْرَانة» بسكون العين وتخفيف الراء.
1781 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: سَأَلْتُ مَسْرُوقًا وَعَطاءً وَمُجاهِدًا، فقالُوا: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي ذِي القَعْدَةِ
(2)
قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ. وَقالَ:
⦗ص: 154⦘
سَمِعْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي القَعْدَةِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ مَرَّتَيْنِ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ» .
(2)
قوله: «في ذي القعدة» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(4)
بابُ عُمْرَةٍ فِي رَمَضانَ
1782 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يُخْبِرُنا، يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصارِ -سَمَّاها ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَها-: «ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّينَ
(2)
مَعَنا؟». قالَتْ: كانَ لَنا ناضِحٌ فَرَكِبَهُ أَبُو فُلانٍ وابْنُهُ -لِزَوْجِها وابْنِها
(3)
- وَتَرَكَ ناضِحًا نَنْضَحُ
(4)
عَلَيْهِ. قالَ: «فَإِذا كانَ رَمَضانُ
(5)
اعْتَمِرِي فِيهِ؛ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضانَ حَجَّةٌ». أَوْ نَحْوًا مِمَّا قالَ
(6)
.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ»
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أنْ تَحُجِّي» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
أهمل نقط النون في (ن)، وفي (و):«يَنْضَحُ» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «في رمضانَ» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «أو نحوًا من ذلك» . قارن بما في الإرشاد.
(5)
بابُ العُمْرَةِ لَيْلَةَ الحَصْبَةِ وَغَيْرَها
(1)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وغيرِها» بالجر.
1783 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(2)
: أخبَرَنا أَبُو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوافِينَ لِهِلالِ ذِي الحَجَّةِ، فقالَ لَنا:«مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِالحَجِّ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، فَلَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ» . قالَتْ: فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَأَظَلَّنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنا حائِضٌ، فَشَكَوْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «ارْفُضِي عُمْرَتَكِ، وانْقُضِي
⦗ص: 155⦘
رَأسَكِ، وامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالحَجِّ». فَلَمَّا كانَ لَيْلَة
(3)
الحَصْبَةِ أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ، فَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ مَكانَ عُمْرَتِي.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سَلَام» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت. (لا الحمرة إلى)
(3)
بالرفع والنصب معًا.
(6)
بابُ عُمْرَةِ التَّنْعِيمِ
1784 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْروٍ: سَمِعَ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ:
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يُرْدِفَ عائِشَةَ وَيُعْمِرَها مِنَ التَّنْعِيمِ. قالَ سُفْيانُ مَرَّةً: سَمِعْتُ عَمْرًا، كَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ عَمْرٍو؟!
1785 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ، عن حَبِيبٍ المُعَلِّمِ، عن عَطاءٍ:
حَدَّثَنِي جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ وَأَصْحابُهُ
(1)
بِالحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْر
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ، وَكانَ عَلِيٌّ قَدِمَ مِنَ اليَمَنِ وَمَعَهُ الهَدْيُ
(3)
فَقالَ: أَهْلَلْتُ بِما أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَأَنَّ
(4)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لأَصْحابِهِ
(5)
أَنْ يَجْعَلُوها عُمْرَةً: يَطُوفُوا بِالبَيْتِ
(6)
ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا، إِلَّا مَنْ مَعَهُ الهَدْيُ. فقالُوا: نَنْطَلِقُ إلى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنا يَقْطُرُ؟! فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ، وَلَوْلا أَنَّ مَعِي الهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ» .
وَأَنَّ عائِشَةَ حاضَتْ، فَنَسَكَتِ المَناسِكَ كُلَّها غَيْرَ أَنَّها لَمْ تَطُفْ بِالبَيْتِ
(7)
. قالَ: فَلَمَّا
⦗ص: 156⦘
طَهَرَتْ
(8)
وَطافَتْ قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنْطَلِقُونَ
(9)
بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وَأَنْطَلِقُ بِالحَجِّ؟! فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مَعَها إلى التَّنْعِيمِ، فاعْتَمَرَتْ بَعْدَ الحَجِّ فِي ذِي الحَجَّةِ.
وَأَنَّ سُراقَةَ بْنَ مالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ لَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ
(10)
بِالعَقَبَةِ وهو يَرْمِيها، فَقالَ: أَلَكُمْ هَذِهِ خاصَّةً يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «لا، بَلْ لِلأَبَدِ» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَأَصْحابَهُ» .
(2)
ضُبطت في (ص) بالكسر والفتح: «غَيْرِ» و «غَيْرَ» ، وهو موافق لما في البقاعي، وبالنصب فقط ضبطت في (ق)، وهو موافق لما في الإرشاد، وأهمل الضبط في باقي النسخ.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «هَدْيٌ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إنَّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «آذَنَ أصحابَه» .
(6)
قوله: «بالبيت» ليس في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(7)
قوله: «بالبيت» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(8)
ضُبطت في (ب، ص): بضم الهاء.
(9)
في متن (ن): «أينطلقون» .
(10)
قوله: «وهو» ليس في رواية أبي ذر.
(7)
بابُ الاعْتِمَارِ بَعْدَ الحَجِّ بِغَيْرِ هَدْيٍ
1786 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشامٌ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، قالَ:
أخبَرَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها، قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُوافِينَ لِهِلالِ ذِي الحَجَّةِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهِلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُهِلَّ بِحَجَّةِ فَلْيُهِلَّ، وَلَوْلا أَنِّي
(1)
أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ». فَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ
بِحَجَّةٍ، وَكُنْتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَحِضْتُ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ، وَأَنا حائِضٌ، فَشَكَوْتُ
(2)
إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«دَعِي عُمْرَتَكِ، وانْقُضِي رَأسَكِ، وامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالحَجِّ» . فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا كانَتْ لَيْلَةُ الحَصْبَةِ، أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ إلى التَّنْعِيمِ. فَأَرْدَفَها فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مَكانَ عُمْرَتِها، فَقَضَى اللَّهُ حَجَّها وَعُمْرَتَها، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هَدْيٌ وَلا صَدَقَةٌ وَلا صَوْمٌ.
(1)
في رواية [صع]: «أنَّني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «ذلك» .
(8)
بابُ أَجْرِ
(1)
العُمْرَةِ على قَدْرِ النَّصَبِ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: أجرُ» .
1787 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ -وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ- قالا:
⦗ص: 157⦘
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: يا رَسُولَ اللَّهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأَصْدُرُ بِنُسُكٍ؟! فَقِيلَ لَها: «انْتَظِرِي، فَإِذا طَهَرْتِ فاخْرُجِي إلى التَّنْعِيمِ فَأَهِلِّي، ثُمَّ ائتِنَا
(1)
بِمَكانِ كَذا
(2)
، وَلَكِنَّها على قَدْرِ نَفَقَتِكِ، أَوْ: نَصَبِكِ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «ايتِنَا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
بابُ المُعْتَمِرِ إذا طافَ طَوَافَ العُمْرَةِ ثُمَّ خَرَجَ، هَلْ يُجْزِئُهُ مِنْ
طَوَافِ الوَدَاعِ؟
1788 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عن القاسِمِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: خَرَجْنا
(1)
مُهِلِّينَ بِالحَجِّ، فِي أَشْهُرِ الحَجِّ، وَحُرُمِ الحَجِّ، فَنَزَلْنا سَرِفَ
(2)
فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحابِهِ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَها عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلا» . وَكانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرِجالٍ مِنْ أَصْحابِهِ ذَوِي قُوَّةٍ الهَدْيُ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ عُمْرَةً، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا أَبْكِي، فَقالَ:«ما يُبْكِيكِ؟» قُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ لِأَصْحابِكَ ما قُلْتَ، فَمُنِعْتُ العُمْرَةَ. قالَ:«وَما شَأنُكِ؟» قُلْتُ: لا أُصَلِّي. قالَ: «فَلا يضرك
(3)
، أَنْتِ مِنْ بَناتِ آدَمَ، كُتِبَ
(4)
عَلَيْكِ ما كُتِبَ عَلَيْهِنَّ، فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ
(5)
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَكِها». قالَتْ: فَكُنْتُ، حَتَّى نَفَرْنا مِنْ مِنًى، فَنَزَلْنا المُحَصَّبَ، فَدَعا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقالَ: «اخْرُجْ بِأُخْتِكَ
(6)
الحَرَمَ، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغا مِنْ طَوافِكُما، أَنْتَظِرْكما
(7)
هاهُنا». فَأَتَيْنا فِي جَوْفِ
⦗ص: 158⦘
اللَّيْلِ، فَقالَ:«فَرَغْتُما؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَنادَى بِالرَّحِيلِ فِي أَصْحابِهِ، فارْتَحَلَ النَّاسُ وَمَنْ طافَ بِالبَيْتِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ خَرَجَ مُوَجِّهًا
(8)
إلى المَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «مع رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بِسَرِفَ» كتبت بالحمرة، وفي رواية ابن عساكر:«فنزلنا مَنزِلًا» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: «يَضُرَّكِ» ، و «يَضِرْكِ» ، أهمل ضبطها في الأصول، وضبطها في الإرشاد بضم وتشديد الراء، أو بكسر الضَّاد وسكون الراء.
(4)
في رواية أبي ذر: «كَتَبَ اللهُ» .
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حَجِّكِ» .
(6)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية ابن عساكر: «مُتَوَجِّهًا» .
(10)
بابٌ: يَفْعَلُ فِي العُمْرَةِ
(1)
ما يَفْعَلُ في الحَجِّ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالعمرة» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «بالحج» .
1789 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا عَطاءٌ، قالَ: حدَّثني صَفْوانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ:
-يَعْنِي
(1)
عن أَبِيهِ-: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو بِالجِعِرَّانَةِ
(2)
، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الخَلُوقِ -أَوْ قالَ: صُفْرَةٌٍ- فَقالَ: كَيْفَ تَأمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسُتِرَ بِثَوْبٍ، وَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ. فقالَ عُمَرُ: تَعالَ، أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ
(3)
الوَحْيَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ
لَهُ غَطِيطٌ -وَأَحْسِبُهُ قالَ: كَغَطِيطِ البَكْرِ- فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ، قالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عن العُمْرَةِ؟ اخْلَعْ عَنْكَ الجُبَّةَ، واغْسِلْ أَثَرَ الخَلُوقِ عَنْكَ، وَأَنْقِ
(4)
الصُّفْرَةَ، واصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَما تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ».
(1)
لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
ضُبطت في (ب، ص): «الجِعْرانة» بسكون العين وتخفيف الراء.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عليه» .
(4)
في رواية أبي ذر والمستملي: «واتَّق» ، وعزا في (ب، ص) المثبَتَ إلى روايةٍ لأبي ذر.
1790 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ:
عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ: أَرَأَيْتِ
⦗ص: 159⦘
قَوْلَ اللَّهِ تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]. فَلا أُرَى
(1)
على أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لا يَطَّوَّفَ بِهِما
(2)
. فَقالَتْ
(3)
عَائِشَةُ: كَلَّا، لَوْ كانَتْ
(4)
كَما تَقُولُ، كانَتْ:(فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ لا يَطَّوَّفَ بِهِما)، إِنَّما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصارِ: كانُوا يُهِلُّونَ لِمَناةَ، وَكانَتْ مَناةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، فَلَمَّا جاءَ الإِسْلامُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} .
زادَ سُفْيانُ وَأَبُو مُعاوِيَةَ، عن هِشَامٍ: ما أَتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ وَلا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَرى» بفتح الهمزة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بينهما» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، في رواية ابن عساكر:«قالت» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لو كان» .
(11)
بابٌ: مَتَى يَحِلُّ المُعْتَمِرُ؟
وَقالَ عَطاءٌ عن جابِرٍ رضي الله عنه: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحابَهُ أَنْ يَجْعَلُوها عُمْرَةً، وَيَطُوفُوا، ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا.
1791 -
1792 - حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ، عن جَرِيرٍ، عن إِسْماعِيلَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واعْتَمَرْنا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طافَ وَطُفْنا
(1)
مَعَهُ، وَأَتَى الصَّفا والمَرْوَةَ وَأَتَيْناها
(2)
مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَرْمِيَهُ أَحَدٌ. فقالَ لَهُ صاحِبٌ لِي: أَكانَ دَخَلَ الكَعْبَةَ؟ قالَ: لا. قالَ: فَحَدِّثْنا ما قالَ لِخَدِيجَةَ؟ قالَ:
⦗ص: 160⦘
«بَشِّرُوا خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ منَ
(3)
الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فطُفْنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأَتَيناهما» .
(3)
في رواية أبي ذر و [ق]: «في» .
1793 -
1794 - حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، قالَ:
سَأَلْنا ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن رَجُلٍ طافَ بِالبَيْتِ
(1)
فِي عُمْرَةٍ
(2)
، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، أَيَأتِي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطافَ بِالبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطافَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ سَبْعًا، وَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ
(3)
حَسَنَةٌ.
قالَ: وَسَأَلْنا جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، فَقالَ: لا يَقْرَبَنَّها حَتَّى يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ.
(1)
قوله: «بالبيت» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر: «في عُمرته» .
(3)
هكذا ضبطت الهمزة في (ن)، وضبطها في (ص) بالكسر والضم، وأهمل ضبطها في (و، ب).
1795 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالبَطْحاءِ، وهو مُنِيخٌ، فَقالَ:«أَحَجَجْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «بِما أَهْلَلْتَ؟» قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلالٍ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «أَحْسَنْتَ، طُفْ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ ثُمَّ أَحِلَّ» . فَطُفْتُ بِالبَيْتِ
وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَيْسٍ، فَفَلَتْ رَأسِي، ثُمَّ أَهْلَلْتُ بِالحَجِّ، فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ حَتَّى كانَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، فَقالَ: إِنْ أَخَذْنا بِكِتابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَأمُرُنا بِالتَّمَامِ، وَإِنْ أَخَذْنا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
1796 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو، عن أَبِي الأَسْوَدِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
⦗ص: 161⦘
مَوْلَى أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ كانَ يَسْمَعُ أَسْماءَ تَقُولُ كُلَّما مَرَّتْ بِالحَجُونِ: صَلَّى اللَّهُ على
(1)
مُحَمَّدٍ، لقد نَزَلْنا مَعَهُ هاهُنا وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خِفَافٌ، قَلِيلٌ ظَهْرُنا قَلِيلَةٌ أَزْوادُنا، فاعْتَمَرْتُ أَنا وَأُخْتِي عَائِشَةُ والزُّبَيْرُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ، فَلَمَّا مَسَحْنا البَيْتَ أَحْلَلْنا، ثُمَّ أَهْلَلْنا مِنَ العَشِيِّ بِالحَجِّ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «رسولِه» .
(12)
بابُ ما يَقُولُ إذا رَجَعَ مِنَ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ أَوِ الغَزْوِ
1797 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ على كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيراتٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ، لِرَبِّنا حامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزابَ وَحْدَهُ» .
(13)
بابُ اسْتِقْبالِ الحاجِّ القادِمِينَ
(1)
، والثَّلاثَةِ على الدَّابَّةِ
(1)
في رواية أبي ذر: «القادِمَيْنِ» بالتثنية، وفي رواية ابن عساكر:«الغُلامين» .
1798 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أَسَدٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَحَمَلَ واحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» كتبت بالحمرة.
(14)
بابُ القُدُومِ بِالغَداةِ
1799 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الحَجَّاجِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا خَرَجَ إلى مَكَّةَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الوادِي، وَباتَ حَتَّى يُصْبِحَ.
(15)
بابُ الدُّخُولِ بِالعَشِيِّ
1800 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَطْرُقُ أَهْلَهُ، كانَ لا يَدْخُلُ إِلَّا غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً.
(16)
بابٌ: لا يَطْرُقُ أَهْلَهُ إذا بَلَغَ
(1)
المَدِينَةَ
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «إذا دخل» .
1801 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحارِبٍ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه، قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا.
(17)
بابُ مَنْ أَسْرَعَ ناقَتَهُ إذا بَلَغَ المَدِينَةَ
1802 -
حدَّثنا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني حُمَيْدٌ:
أنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجاتِ
(2)
المَدِينَةِ، أَوْضَعَ ناقَتَهُ
وَإِنْ كانَتْ دابَّةً حَرَّكَها.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: زادَ الحارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عن حُمَيْدٍ: حَرَّكَها؛ مِنْ حُبِّها.
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ، قالَ: جُدُراتِ.
تابَعَهُ الحارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «دَوْحاتِ» كتبت بالحمرة.
(18)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَأتُوا
(1)
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}
[البقرة: 189]
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وحمزة في الوقف.
1803 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ البَراءَ رضي الله عنه يَقُولُ:
⦗ص: 163⦘
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينا؛ كانَتِ الأَنْصارُ إذا حَجُّوا فَجاؤُوا، لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِها، فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بابِهِ، فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأتُوا
(1)
الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأتُوا
(2)
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189].
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وحمزة في الوقف.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وحمزة في الوقف.
(19)
بابٌ: السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ
1804 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعامَهُ وَشَرابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِهِ» .
(20)
بابُ المُسافِرِ إذا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ يُعَجِّلُ إلى أَهْلِهِ
(1)
(1)
بهامش اليونينية: «من هنا لم تَسمَع كريمةُ الأبوابَ فقط، إلى آخر باب فضل رمضان» ا هـ. كتبت بالحمرة
1805 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عن صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى كانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ نَزَلَ، فَصَلَّى المَغْرِبَ والعَتَمَةَ، جَمَعَ بَيْنَهُما، ثُمَّ قالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إذا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ المَغْرِبَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُما.
بسم الله الرحمن الرحيم
بابُ
(1)
المُحْصَرِ وَجَزاءِ الصَّيْدِ، وَقَوْله تَعالَى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ
(2)
} [البقرة: 196]
وَقالَ عَطاءٌ: الإِحْصارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَحْبِسُهُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «أبواب» بالجمع.
(2)
قوله: «{وَلَا تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: {حَصُورًا} [آل عمران: 39]: لا يأتي النساءَ» .
(1)
بابٌ: إذا أُحْصِرَ المُعْتَمِرُ
1806 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما حِينَ خَرَجَ إلى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فِي الفِتْنَةِ، قالَ: إِنْ صُدِدْتُ عن البَيْتِ صَنَعْتُ
(1)
كَما صَنَعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عامَ الحُدَيْبِيَةِ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «صَنَعْنا» .
1807 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافعٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبَرَاهُ:
أَنَّهُما كَلَّما عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما لَيالِيَ نَزَلَ الجَيْشُ بِابنِ الزُّبَيْرِ، فَقالَا: لا يَضُرُّكَ أَنْ لا تَحُجَّ العامَ، وَإِنَّا
(1)
نَخَافُ أَنْ يُحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ البَيْتِ. فَقالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ البَيْتِ، فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأسَهُ، وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ العُمْرَةَ
(2)
إِنْ شاءَ اللَّهُ، أَنْطَلِقُ فَإِنْ خُلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ البَيْتِ طُفْتُ، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
⦗ص: 165⦘
فَعَلْتُ كَما فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا مَعَهُ. فَأَهَلَّ بِالعُمْرَةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ، ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: إِنَّما شَأنُهُما واحِدٌ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي. فَلَمْ يَحِلَّ منهما حَتَّى حَلَّ يَوْمَ
(3)
النَّحْرِ وَأَهْدَى. وَكانَ يَقُولُ: لا يَحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ طَوافًا واحِدًا يَوْمَ
(4)
يَدْخُلُ مَكَّةَ.
1808 -
حدثني
(5)
مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافعٍ: أَنَّ بَعْضَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ قالَ لَهُ: لَوْ أَقَمْتَ. بِهَذا.
(1)
في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «إنَّا» بدون الواو.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «عُمْرةً» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حتى دخل يومُ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
1809 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ، قالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ:
قالَ
(1)
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قَدْ أُحْصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَلَقَ رَأسَهُ، وَجامَعَ نِساءَهُ، وَنَحَرَ هَدْيَهُ، حَتَّى اعْتَمَرَ
(2)
عامًا قابِلًا.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «ثم اعْتَمَر» .
(2)
بابُ الإِحْصارِ فِي الحَجِّ
1810 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ، قالَ:
كانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ
(1)
سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! إِنْ حُبِسَ أَحَدُكُمْ عن الحَجِّ طافَ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفا والمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى يَحُجَّ عامًا قابِلًا، فَيُهْدِي أَوْ يَصُومُ إِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا.
- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سالِمٌ، عن ابْنِ عُمَرَ. نَحْوَهُ.
(1)
رسمَت لفظة: «حَسْبُكُم» في (ب، ص) بنقطة سوداء بين الحاء والسين من تحت، ونقطة حمراء تحت الباء بعد السين، فصارت محتملةً لأَنْ تكون:«حَبْسُكُم» أو: «حَسْبُكُم» ، وكتب بهامشها: كذا صورتُه في اليونينية، والذي في الفرع:«حَسْبُكم» لا غير. اهـ.
(3)
بابُ النَّحْرِ قَبْلَ الحَلْقِ فِي الحَصْرِ
1811 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنِ المِسْوَرِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحَرَ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ، وَأَمَرَ أَصْحابَهُ بِذَلِكَ.
1812 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الوَلِيدِ، عن عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ العُمَرِيِّ، قالَ: وَحَدَّثَ نافِعٌ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَسالِمًا كَلَّما عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَقالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعْتَمِرِينَ، فَحالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ البَيْتِ، فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُدْنَهُ وَحَلَقَ رَأسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر و [ق]: «حدَّثني» .
(4)
بابُ مَنْ قالَ: لَيْسَ على المُحْصَرِ بَدَلٌ
وَقالَ رَوْحٌ، عن شِبْلٍ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّما البَدَلُ على مَنْ نَقَضَ
(1)
حَجَّهُ بِالتَّلَذُّذِ، فَأَمَّا مَنْ حَبَسَهُ عُذْرٌ
(2)
أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَحِلُّ وَلا يَرْجِعُ، وَإِنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ وهو مُحْصَرٌ نَحَرَهُ إِنْ كانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْعَثَ
(3)
، وَإِنِ اسْتَطاعَ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ لَمْ يَحِلَّ، حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ.
وَقالَ مالِكٌ وَغَيْرُهُ: يَنْحَرُ هَدْيَهُ وَيَحْلِقُ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ
(4)
كانَ، وَلا قَضاءَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحابَهُ بِالحُدَيْبِيَةِ نَحَرُوا وَحَلَقُوا وَحَلُّوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ الطَّوافِ، وَقَبْلَ أَنْ يَصِلَ الهَدْيُ إلى البَيْتِ، ثُمَّ لَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَحَدًا أَنْ يَقْضُوا شَيْئًا، وَلا يَعُودُوا لَهُ، والحُدَيْبِيَةُ خارِجٌ مِنَ الحَرَمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «نَقَصَ» بالصاد المهملة.
(2)
في رواية أبي ذر: «عَدُوٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «به» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية ابن عساكر: «المواضِع» .
1813 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نافعٍ:
⦗ص: 167⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ حِينَ خَرَجَ إلى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فِي الفِتْنَةِ: إِنْ صُدِدْتُ عن البَيْتِ صَنَعْنا كَمَا صَنَعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عامَ الحُدَيبِيَةِ
(1)
، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ نَظَرَ فِي أَمْرِهِ فَقالَ: ما أَمْرُهُما إِلَّا واحِدٌ. فالتَفَتَ إلى أَصْحابِهِ فَقالَ: ما أَمْرُهُما إِلَّا واحِدٌ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ الحَجَّ مَعَ العُمْرَةِ. ثُمَّ طافَ لَهُما طَوافًا واحِدًا، وَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ مُجْزِيًا
(2)
عَنْهُ، وَأَهْدَى.
(1)
وضع علامة التَّخفيف على ياء «الحديبية» في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «مُجْزئٌ» .
(5)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأسِهِ
(1)
فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] وهو مُخَيَّرٌ، فَأَمَّا الصَّوْمُ فَثَلاثَةُ أَيَّامٍ
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي، وحمزة وقفًا.
1814 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«لَعَلَّكَ آذَاكَ هَوَامُّكَ؟» قالَ: نَعَمْ، يا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «احْلِقْ رَأسَكَ، وَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ، أَوِ انْسُكْ بِشاةٍ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شاةً» .
(6)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {أَوْ صَدَقَةٍ}
[البقرة: 196] وَهْيَ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَساكِينَ
1815 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَيْفٌ، قالَ: حدَّثني مُجاهِدٌ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى:
أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ حَدَّثَهُ، قالَ: وَقَفَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالحُدَيْبِيَةِ وَرَأسِي يَتَهافَتُ قَمْلًا، فَقالَ:«يُؤذِيكَ هَوَامُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فاحْلِقْ رَأْسَكَ» . أَوْ قالَ: «احْلِقْ» . قالَ:
⦗ص: 168⦘
فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأسِهِ
(1)
} [البقرة: 196] إلى آخِرِها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوِ انْسُكْ
(2)
بِما
(3)
تَيَسَّرَ».
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي، ووقفاً لحمزة.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أو نُسُكٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ممَّا» كتبت بالحمرة.
(7)
بابُ الإِطْعامِ فِي الفِدْيَةِ نِصْفَ صاعٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: الإطعامُ في الفدية نصفُ صاع» .
1816 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبِهانِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قالَ:
جَلَسْتُ إلى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، فَسَأَلْتُهُ عن الفِدْيَةِ، فَقالَ: نَزَلَتْ فِيَّ خاصَّةً، وَهْيَ لَكُمْ عامَّةً، حُمِلْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والقَمْلُ يَتَناثَرُ على وَجْهِي، فَقالَ: «ما كُنْتُ أُرَى الوَجَعَ بَلَغَ
(1)
بِكَ ما أَرَى -أَوْ: ما كُنْتُ أُرَى الجَهْدَ بَلَغَ بِكَ ما أَرَى- تَجِدُ شاةً؟» فَقُلْتُ: لا. فَقالَ
(2)
: «فَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفَ صاعٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَبْلُغُ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(8)
بابٌ: النُّسُكُ شاةٌ
1817 -
1818 - حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا
شِبْلٌ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَإِنَّهُ
(1)
يَسْقُطُ على وَجْهِهِ، فَقالَ:«أَيُؤْذِيكَ هَوامُّكَ؟» قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْلِقَ وهو بِالحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ
⦗ص: 169⦘
بِها، وَهُمْ
(2)
على طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الفِدْيَةَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوْ يُهْدِيَ شاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ: حدَّثنا وَرْقاءٌ
(3)
، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ: أخبَرَنا
(4)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَقَمْلُهُ يَسْقُطُ على وَجْهِهِ. مِثْلَهُ.
(1)
ضُبطت في (ب، ص): بفتح الهمزة.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَهُوَ» .
(3)
في (و، ب، ص) بالمنع من الصرف.
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» كتبت بالحمرة (و، ب، ص)، وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا، وذكرها بهامش (ن) دون عزو.
(9)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَلَا رَفَثَ
(1)
} [البقرة 197]
(1)
ضبطت في (ب، ص): {فَلَا رَفَثٌَ} بالضبطين الرفع على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وأبي جعفر، وقرأ الباقون بالنصب.
1819 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، قالَ: سمعتُ أبا حازِمٍ
(1)
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ هَذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيومِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ
(2)
».
(1)
هكذا في متن (ن، و، ق) دون ذكر اختلاف، وفي متن (ب، ص): «عن منصور عن أبي حازم» معزوًّا إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت، وبهامشهما: لغير أبي الوقت: «سمعت أبا حازم» من غير اليونينية، كذا في الفرع، وكذا كان في اليونينية فصُلِّح ب:«عن أبي حازم» . اهـ. قال في الفتح: وصرَّح منصور بسماعه له من أبي حازم في رواية شعبة.
(2)
في متن (و، ب، ص): «رجع كما ولدته أمه» . وعزوا في (ب، ص) ذلك إلى اليونينية، وأشاروا إلى وجود المثبت في بعض النسخ.
(10)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَلَا فُسُوقٌ وَلَا جِدَالَ
(1)
فِي الْحَجِّ}
[البقرة 197]
(1)
بتنوين الضم للقاف، والفتح للَّام، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.
1820 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ هَذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمَ
(2)
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «كَيَوْمِ» ، وقد أهمل ضبطها في (ن، ب)، وضبطها في (و) بالنصب، وفي (ص) بالجر.
(1)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {لَا تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزاءُ مِثْلِ
(2)
مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ
(3)
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ. أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [المائدة: 95 - 96].
(1)
في رواية أبي ذر و [ق] زيادة: «بسم الله الرحمن الرحيم. باب جزاء الصيد ونحوه» قبل هذا الباب، غير أنَّ البسملة لم ترد في رواية [ق].
(2)
بلا تنوين وبالإضافة على قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي جعفر.
(3)
في رواية أبي ذر و [ق] زيادة: «إلى قوله: {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}» بدل إتمام الآيتين.
(2)
بابٌ: إِذا
(1)
صادَ الحَلالُ فَأَهْدَى لِلْمُحْرِمِ الصَّيْدَ أَكَلَهُ
وَلَمْ يَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسٌ بِالذَّبْحِ بَأْسًا.
وَهْوَ غَيْرُ
(2)
الصَّيْدِ، نَحْوُ الإِبِلِ والغَنَمِ والبَقَرِ والدَّجاجِ والخَيْلِ، يُقالُ: عَدْلُ ذَلِكَ
(3)
مِثْل، فَإِذا كُسِرَتْ عِدْلٌ فهو زِنَةُ ذَلِكَ. {قِيَامًا} [المائدة: 97]: قِوامًا. {يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]: يَجْعَلُونَ عَدْلًا
(4)
.
(1)
هكذا في رواية [ق] أيضاً، وفي رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بابُ إذا
…
» بالإضافة. قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر: «وفي غير» . قارن بما في السلطانية.
(3)
لفظة: «ذلك» ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت، والذي في (ب، ص) أنها ثابتةٌ في روايته.
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «عِدْلًا» ، بهامش (ن، و): آخر الجزء التاسع، زاد في (ن): من أصل أصله.
1821 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ، قالَ:
انْطَلَقَ أَبِي عامَ الحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحابُهُ وَلَمْ يُحْرِمْ، وَحُدِّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَدُوًّا
⦗ص: 172⦘
يَغْزُوهُ، فانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَما
(1)
أَنا مَعَ أَصْحابِهِ تَضَحَّكَ
(2)
بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذا أَنا بِحِمارِ وَحْشٍ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ، واسْتَعَنْتُ بِهِمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنا مِنْ لَحْمِهِ، وَخَشِينا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أُرَفِّعُ
(3)
فَرَسِي شَأْوًا، وَأَسِيرُ شَأْوًا، فَلَقِيتُ
رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، قُلْتُ: أَيْنَ تَرَكْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: تَرَكْتُهُ بِتَعْهِنَ
(4)
، وهو قائِلٌ السُّقْيا. فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَكَ يَقْرَؤُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ
(5)
، إِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ فانْتَظِرْهُمْ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حِمارَ وَحْشٍ، وَعِنْدِي منه فاضِلَةٌ. فقالَ لِلْقَوْمِ:«كُلُوا» . وَهُمْ مُحْرِمُونَ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَيْنا» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «يَضْحَكُ» .
(3)
ضبطت في متن (ص، ق): «أَرْفَعُ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن، ب).
(4)
هكذا ضُبطت في (ن، و) بكسر الهاء، وضبطت في (ص) مثلثة الهاء، واقتصر في (ب) على فتحها. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«بتِعْهِنَ» بكسر التاء والهاء.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بابٌ: إذا رَأَى المُحْرِمُونَ صَيْدًا فَضَحِكُوا، فَفَطِنَ
(1)
الحَلَالُ
(1)
في روايةُ أبي ذر: «ففطَن» بفتح الطاء.
1822 -
حدَّثنا سَعِيدُ بنُ الرَّبِيْعِ: حدَّثنا علِيُّ بنُ المُبارَكِ، عن يَحْيَى، عن عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قَتاَدَةَ:
أنَّ أباهُ حَدَّثَهُ، قالَ: انْطَلَقْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عامَ الحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ، فَأُنْبِئْنا بِعَدُوٍّ بِغَيْقَةَ
(1)
، فَتَوَجَّهْنا نَحْوَهُمْ، فَبَصُرَ أَصْحابِي بِحِمارِ
(2)
وَحْشٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَضْحَكُ إلى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُهُ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الفَرَسَ فَطَعَنْتُهُ فَأَثْبَتُّهُ، فاسْتَعَنْتُهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنا مِنْهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَخَشِينا أَنْ نُقْتَطَعَ، أُرَفِّعُ
(3)
فَرَسِي شَأْوًا،
⦗ص: 173⦘
وَأَسِيرُ عَلَيْهِ شَأْوًا، فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ
(4)
: أَيْنَ تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: تَرَكْتُهُ بِتَعْهِنَ
(5)
، وهو قائِلٌ السُّقْيا. فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحابَكَ أَرْسَلُوا يَقْرَؤُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكاتِهِ
(6)
، وَإِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يَقْتَطِعَهُمُ العَدُوُّ دُونَكَ فانْظُرْهُمْ. فَفَعَلَ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا اصَّدْنا
(7)
حِمارَ وَحْشٍ، وَإِنَّ عِنْدَنا فاضِلَةً. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحابِهِ:«كُلُوا» . وَهُمْ مُحْرِمُونَ.
(1)
بهامش اليونينية: «غَيْقَة بطريق اليَنْبُع» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَنَظَر أصحابي لِحِمارِ» .
(3)
هكذا ضبطت في (و، ق) وهو موافق لما نسخة البقاعي، وفي متن (ب، ص): «أَرْفَعُ» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «له» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بثلاثة أوجه: المثبت، و «بِتَعْهُنَ» و «بِتَعْهَنَ» .
(6)
قوله: «وبركاته» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بابٌ: لا يُعِينُ المُحْرِمُ الحَلالَ فِي قَتْلِ الصَّيْدِ
1823 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا صالِحُ بْنُ كَيْسانَ
(2)
، عن أَبِي مُحَمَّدٍ نافعٍ مَوْلَى أَبِي قَتادَةَ
(3)
: سَمِعَ أَبا قَتادَةَ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالقاحَةِ مِنَ المَدِينَةِ على ثَلاثٍ.
(خ): وحدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا صالِحُ بْنُ كَيْسانَ، عن أَبِي مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي قَتادَةَ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالقاحَةِ، وَمِنَّا المُحْرِمُ وَمِنَّا غَيْرُ المُحْرِمِ، فَرَأَيْتُ أَصْحابِي يَتَراءَوْنَ شَيْئًا، فَنَظَرْتُ، فَإِذا حِمارُ وَحْشٍ-يَعْنِي وَقَعَ
(4)
سَوْطُهُ- فقالُوا: لا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ؛ إِنَّا مُحْرِمُونَ. فَتَناوَلْتُهُ فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ الحِمارَ مِنْ وَراءِ أَكَمَةٍ فَعَقَرْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ أَصْحابِي، فَقالَ
(5)
بَعْضُهُمْ: كُلُوا. وَقالَ بَعْضُهُمْ: لا تَأكُلُوا. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 174⦘
وهو أَمَامَنا، فَسَأَلْتُهُ فَقالَ: «كُلُوهُ؛ حَلالٌ
(6)
». قالَ لَنا عَمْرٌو: اذْهَبُوا إلى صالِحٍ فَسَلُوهُ عن هَذا وَغَيْرِهِ. وَقَدِمَ عَلَيْنا هاهُنا.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «عن صالحِ بنِ كيسانَ» .
(3)
قوله: «مولى أبي قتادة» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، والذي في (و، ب، ص) أن قوله: «نافعٍ» ليس في روايتهما أيضًا.
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية [ق]: «فَوَقَعَ» .
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة. وفي رواية الأصيلي: «حلالًا» .
(5)
بابٌ: لا يُشِيرُ المُحْرِمُ إلى الصَّيْدِ لِكَيْ يَصْطادَهُ الحَلالُ
1824 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عُثْمانُ -هو ابْنُ مَوْهَبٍ- قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتادَةَ:
أَنَّ أَباهُ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حاجًّا، فَخَرَجُوا مَعَهُ، فَصَرَفَ طائِفَةً مِنْهُمْ فِيهِمْ أَبُو قَتادَةَ، فَقالَ: خُذُوا ساحِلَ البَحْرِ حَتَّى نَلْتَقِيَ. فَأَخَذُوا ساحِلَ البَحْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، أَحْرَمُوا كُلُّهُمْ إِلَّا أَبُو قَتادَةَ
(1)
لَمْ يُحْرِمْ، فَبَيْنَما هُمْ يَسِيرُونَ إِذْ رَأَوْا حُمُرَ
(2)
وَحْشٍ، فَحَمَلَ أَبُو قَتادَةَ على الحُمُرِ فَعَقَرَ منها أَتانًا، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِها، وَقالُوا
(3)
: أَنَأكُلُ لَحْمَ صَيْدٍ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟! فَحَمَلْنا ما بَقِيَ مِنْ لَحْمِ الأَتانِ، فَلَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالُوا
(4)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا أَحْرَمْنا، وَقَدْ كانَ أَبُو قَتادَةَ لَمْ يُحْرِمْ، فَرَأَيْنا حُمُرَ وَحْشٍ، فَحَمَلَ عَلَيْها أَبُو قَتادَةَ فَعَقَرَ منها أَتانًا، فَنَزَلْنا فَأَكَلْنا مِنْ لَحْمِها، ثُمَّ قُلْنا: أَنَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدٍ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟! فَحَمَلْنا
⦗ص: 175⦘
ما بَقِيَ مِنْ لَحْمِها. قالَ: «مِنْكُمْ
(5)
أَحَدٌ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْها أَوْ أَشارَ إِلَيْها؟» قالُوا: لا. قالَ: «فَكُلُوا ما بَقِيَ مِنْ لَحْمِها» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«أبا قتادة» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حمارَ» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقالوا» .
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقالوا» .
(5)
هكذا في رواية ابن عساكر و [ق] أيضاً، وفي رواية أبي ذر:«أَمِنْكُمْ» ، وهو المثبت أولًا في المتن عدا (و) ثمَّ ضرب على الهمزة بالحمرة.
(6)
بابٌ: إذا أَهْدَى لِلْمُحْرِمِ حِمارًا وَحْشِيًّا حَيًّا لَمْ يَقْبَلْ
1825 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ: أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمارًا وَحْشِيًّا، وهو بِالأَبْواءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّهُ
(1)
عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ما فِي وَجْهِهِ قالَ: «إِنَّا لَمْ نَرْدُدْهُ
(2)
عَلَيْكَ، إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَرَدَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لمْ نَرُدَّهُ» ، وعزا ما في المتن في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(7)
بابُ ما يَقْتُلُ المُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ
1826 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَيْسَ على المُحْرِمِ فِي قَتْلِهِنَّ جُناحٌ» .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ.
1827 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي إِحْدَى نِسْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«يَقْتُلُ المُحْرِمُ» .
1828 -
حدَّثنا أَصْبَغُ
(1)
، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمٍ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما:
قالَتْ حَفْصَةُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لا حَرَجَ على مَنْ قَتَلَهُنَّ: الغُرابُ، والحِدَأَةُ
(2)
، والفَأْرَةُ، والعَقْرَبُ، والكَلْبُ العَقُورُ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الفَرَجِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «والحِدَأُ» .
1829 -
حدَّثنا
(1)
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوابِّ، كُلُّهُنَّ فاسِقٌ، يَقْتُلُهُنَّ
(2)
فِي الحَرَمِ: الغُرابُ، والحِدَاةُ، والعَقْرَبُ، والفَأْرَةُ، والكَلْبُ العَقُورُ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يُقْتَلْنَ» .
1830 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِياثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني إِبْراهِيمُ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: بَيْنَما
(1)
نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غارٍ بِمِنًى، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ} وَإِنَّهُ لَيَتْلُوها، وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاها مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فاهُ لَرَطْبٌ بِها، إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنا حَيَّةٌ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اقْتُلُوها» . فابْتَدَرْناها، فَذَهَبَتْ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَما وُقِيتُمْ شَرَّها» .
(2)
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «بَيْنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبد الله: إنما أردنا بهذا أنَّ مِنًى مِن الحَرَم، وأنّهم لم يَرَوْا بقتل الحَيَّة باسًا» . اهـ. هاهنا خُرِّج لهذه الزيادة في (ن، و، ق)، وخرِّج لها في (ب، ص) آخر الباب بعدَ حديث عائشة رضي الله عنها التالي، ومحلُّها هاهنا أليَق بالسِّياق كما لا يَخفى.
1831 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِلْوَزَغِ: «فُوَيْسِقٌ» ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
(8)
بابٌ: لا يُعْضَدُ شَجَرُ الحَرَمِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ» .
1832 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ العَدَوِيِّ: أنَّهُ قالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعيدٍ، وهو يَبْعَثُ البعُوُثَ إلى مَكَّةَ: ائْذَنْ ليِ أيُّها الأَمِيرُ؛ أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قامَ بِهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْغَدِ
(1)
مِنْ يَوْمِ الفَتْحِ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنايَ، وَوَعاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَها اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْها النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بها دَمًا، وَلا يَعْضُدَ
(2)
بها شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَأذَنْ لَكُمْ. وَإِنَّما أَذِنَ
(3)
لِي ساعَةً مِنْ نَهارٍ، وَقَدْ عادَتْ حُرْمَتُها اليَوْمَ كَحُرْمَتِها بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ». فَقِيلَ لأَبِي شُرَيْحٍ: ما قالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قالَ: أَنا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يا أَبا شُرَيْحٍ، إِنَّ الحَرَمَ لا يُعِيذُ عاصِيًا، وَلا فارًّا بِدَمٍ، وَلا فارًّا بِخُرْبَةٍ.
خُرْبَةٌ
(4)
: بَلِيَّةٌ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «الغَدَ» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَعْضِدَ» بكسر الضاد وهو روايةُ أبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «بخَربةٍ، خَربةٌ» بفتح الخاء فيهما.
(9)
بابٌ: لا يُنَفَّرُ صَيْدُ الحَرَمِ
1833 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّما أُحِلَّتْ لِي ساعَةً مِنْ نَهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلاها، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُها، وَلا يُنَفَّرُ
⦗ص: 178⦘
صَيْدُها، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُها إِلَّا لِمُعَرِّفٍ». وَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الإِذْخِرَ، لِصاغَتِنا وَقُبُورِنا. فَقالَ:«إِلَّا الإِذْخِرَ» .
وَعَنْ خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ قالَ: هَلْ تَدْرِي ما «لا يُنَفَّرُ صَيْدُها» ؟ هو أَنْ يُنَحِّيَهُ مِنَ الظِّلِّ يَنْزِلُ
(1)
مَكانَهُ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أن تُنَحِّيَهُ من الظل تَنْزِلُ» بالخطاب.
(10)
بابٌ
(1)
: لا يَحِلُّ القِتالُ بِمَكَّةَ
وَ قالَ
(2)
أَبُو شُرَيْحٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«لا يَسْفِكُ بها دَمًا» .
(1)
ضُبط في متن (ب) بالضِّم، وعزا ذلك إلى اليونينية.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
1834 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ افْتَتَحَ مَكَّةَ: «لا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا، فَإِنَّ هَذا بَلَدٌ حَرَّمَ
(1)
اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ، وهو حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ القِتالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ، فهو حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَها، وَلا يُخْتَلَى خَلاها». قالَ العَبَّاسُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ. قالَ: قالَ
(2)
: «إِلَّا الإِذْخِرَ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«حَرَّمَهُ» .
(2)
لفظة: «قال» الثانية ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(11)
بابُ الحِجامَةِ لِلْمُحْرِمِ
وَكَوَى ابْنُ عُمَرَ ابْنَهُ وهو مُحْرِمٌ.
وَيَتَداوَى ما لَمْ يَكُنْ فِيهِ طِيبٌ.
1835 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قالَ
(1)
عَمْرٌو: أَوَّلُ
(2)
شَيْءٍ سَمِعْتُ عَطاءً يَقُولُ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ. ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حدَّثني طاوُوسٌ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُما.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «لنا» .
(2)
هكذا ضبطت في (ص)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (و) بالنصب، وأهمل الضبط في (ن، ب).
1836 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلالٍ، عن عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ رضي الله عنه، قالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو مُحْرِمٌ، بِلَحْيِ جَمَلٍ
(1)
، فِي وَسَطِ
(2)
رَأسِهِ.
(1)
بهامش نسخة البقاعي: لَحْيِ جَمَلٍ اسم موضعٍ فيه ماء. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
بابُ تَزْوِيجِ المُحْرِمِ
1837 -
حدَّثنا أَبُو المُغِيرَةِ عَبْدُ القُدُّوسِ بْنُ الحَجَّاجِ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني عَطاءُ بْنُ أَبِي رَباحٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وهو مُحْرِمٌ.
(13)
بابُ ما يُنْهَى مِنَ الطِّيبِ لِلْمُحْرِمِ والمُحْرِمَةِ
وَقالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لا تَلْبَسُ المُحْرِمَةُ ثَوْبًا بِوَرْسٍ أَوْ زَعْفَرانٍ.
1838 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا نافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ماذا تَأمُرُنا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيابِ فِي الإِحْرامِ؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ
(1)
، وَلا السَّراوِيلاتِ، وَلا العَمائِمَ، وَلا البَرانِسَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْ
(2)
أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرانٌ وَلا الوَرْسُ، وَلا تَنْتَقِبِ
(3)
المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلا تَلْبَسِ
(4)
القُفَّازَيْنِ».
تابَعَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وابْنُ إِسْحاقَ: فِي النِّقابِ والقُفَّازَيْنِ.
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَلا وَرْسٌ. وَكانَ يَقُولُ: لا تَتَنَقَّبِ
(5)
المُحْرِمَةُ وَلا تَلْبَسِ
(6)
القُفَّازَيْنِ.
وَقالَ مالِكٌ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ: لا تَتَنَقَّبِ
(7)
المُحْرِمَةُ.
وَتابَعَهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «القُمُصَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ولا تَتَنَقَّبُ» هكذا ضبطت في (ن)، وفي (ب، ص): «ولا تَتَنَقَّبْ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1839 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن الحَكَمِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: وَقَصَتْ بِرَجُلٍ مُحْرِمٍ ناقَتُهُ فَقَتَلَتْهُ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «اغْسِلُوهُ وَكَفِّنُوهُ، وَلا تُغَطُّوا
رَأسَهُ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يُهِلُّ».
(14)
بابُ الاغْتِسَالِ لِلْمُحْرِمِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: يَدْخُلُ المُحْرِمُ الحَمَّامَ.
وَلَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ وَعائِشَةُ بِالحَكِّ بَأسًا.
1840 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ العَبَّاسِ
(1)
والمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ اخْتَلَفا بِالأَبْواءِ، فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأسَهُ. وَقالَ المِسْوَرُ: لا يَغْسِلُ المُحْرِمُ رَأسَهُ. فَأَرْسَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ
(2)
إلى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصارِيِّ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ القَرْنَيْنِ، وهو يُسْتَرُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقالَ: مَنْ هَذا؟ فَقُلْتُ: أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ؛ أَسْأَلُكَ
(3)
كَيْفَ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ رَأسَهُ وهو مُحْرِمٌ؟ فَوَضَعَ أَبُو أَيُّوبَ يَدَهُ على الثَّوْبِ فَطَأْطَأَهُ حَتَّى بَدا لِي رَأسُهُ، ثُمَّ قالَ لِإِنْسانٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ: اصْبُبْ. فَصَبَّ على رَأسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بهما وَأَدْبَرَ، وَقالَ: هَكَذا رَأَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
(1)
في نسخة: «عبَّاس» دون (ال) التعريف (ب، ص).
(2)
في نسخة: «عبَّاس» دون (ال) التعريف (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «يسألك» .
(15)
بابُ لُبْسِ الخُفَّيْنِ لِلْمُحْرِمِ إذا لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ
1841 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ زَيْدٍ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بِعَرَفاتٍ: «مَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزارًا فَلْيَلْبَسْ سَراوِيلَ
(1)
». لِلْمُحْرِمِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «السَّراوِيلَ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «المُحْرِمُ» . قارن بما في الإرشاد.
1842 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، عن سالِمٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ؟ فَقالَ: «لا يَلْبَسُ
(1)
القَمِيصَ
(2)
، وَلا العَمائِمَ، وَلا السَّراوِيلاتِ، وَلا البُرْنُسَ، وَلا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرانٌ وَلا
⦗ص: 182⦘
وَرْسٌ
(3)
، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُما حَتَّى يَكُونا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ».
(1)
ضبطت في (و، ص) بالجزم.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «القُمُصَ» .
(3)
هكذا ضُبطت في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (ب، ص) بالراء المفتوحة نقلًا عن اليونينية، ونبَّه في (ب) أنَّ صوابه بالسكون.
(16)
بابٌ: إذا لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّراوِيلَ
1843 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، عن جابِرِ بْنِ زَيْدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: خَطَبَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفاتٍ، فَقالَ:«مَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزارَ فَلْيَلْبَسِ السَّراوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ» .
(17)
بابُ لُبْسِ السِّلَاحِ لِلْمُحْرِمِ
وَقالَ عِكْرِمَةُ: إذا خَشِيَ العَدُوَّ لَبِسَ السِّلَاحَ وافْتَدَى.
وَلَمْ يُتابَعْ عَلَيْهِ فِي الفِدْيَةِ.
1844 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي ذِي القَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قاضاهُمْ: لا يُدْخِلُ مَكَّةَ سِلَاحًا
(2)
إِلَّا فِي القِرابِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «لا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلَاحٌ» .
(18)
بابُ دُخُولِ الحَرَمِ وَمَكَّةَ بِغَيْرِ إِحْرامٍ
وَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ.
⦗ص: 183⦘
وَإِنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالإِهْلالِ لِمَنْ أَرادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ لِلْحَطَّابِينَ وَغَيْرِهُمْ
(1)
.
(1)
هكذا في رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضاً، وفي رواية أبي ذر:«ولم يَذْكُرْ الحَطَّابين وغيرَهم» .
1845 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ
(1)
، هُنَّ لَهُنَّ، وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِمْ، مَنْ
(2)
أَرادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَمَنْ كانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَلَمْلَمَ» بالهمزة بدل الياء. كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّنْ» .
1846 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عامَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأسِهِ المِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جاءَ
(1)
رَجُلٌ فَقالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتارِ الكَعْبَةِ. فَقالَ: «اقْتُلُوهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاءه» .
(19)
بابٌ: إذا أَحْرَمَ جاهِلًا وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ
وَقالَ عَطاءٌ: إذا تَطَيَّبَ أَوْ لَبِسَ جاهِلًا أَوْ ناسِيًا فَلا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ.
1847 -
1848 - حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا عَطاءٌ، قالَ: حدَّثني صَفْوانُ بْنُ يَعْلَى:
عَنْ أَبِيهِ
(1)
قالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَأَتاهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةٌ
(3)
أَثَرُ
(4)
صُفْرَةٍ أَوْ نَحْوُهُ، كانَ عُمَرُ يَقُولُ لِي: تُحِبُّ إذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ أَنْ تَرَاهُ؟ فَنَزَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقالَ:
⦗ص: 184⦘
«اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ ما تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ» . وَعَضَّ رَجُلٌ يَدَ رَجُلٍ -يَعْنِي: فانْتَزَعَ ثَنِيَّتَهُ- فَأَبْطَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنِ أُمَيَّةَ» . بدل قوله: «عن أبيه» ، قال في الفتح: وهو تصحيف.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيِّ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا في روايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت أيضاً (ب، ص)، وفي أخرى عنه:«وَأَثَرُ» ، وفي رواية أبي ذر:«فيه أَثَرُ» .
(20)
بابُ المُحْرِمِ
(1)
يَمُوتُ بِعَرَفَةَ
وَلَمْ يَأْمُرِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُؤَدَّى عَنْهُ بَقِيَّةُ الحَجِّ.
(1)
في (و، ص): «بابٌ: المحرمُ
…
» بالقطع.
1849 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بَيْنا رَجُلٌ واقِفٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عن راحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ -أَوْ قالَ: فَأَقْعَصَتْهُ- فَقالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ -أَوْ قالَ: ثَوْبَيْهِ- وَلا تُحَنِّطُوهُ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيامَةِ يُلَبِّي» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قال» .
1850 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بَيْنا رَجُلٌ واقِفٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ، إِذْ وَقَعَ عن راحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ -أَوْ قالَ: فَأَوْقَصَتْهُ- فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلا تَمَسُّوهُ
(2)
طِيبًا، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ، وَلا تُحَنِّطُوهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّيًا».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ زيدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تُمِسُّوهُ» .
(21)
بابُ سُنَّةِ المُحْرِمِ إذا ماتَ
1851 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
⦗ص: 185⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا كانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَصَتْهُ
ناقَتُهُ وهو مُحْرِمٌ فَماتَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اغْسِلُوهُ بِماءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تَمَسُّوهُ
(1)
بِطِيبٍ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّيًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «تُمِسُّوهُ» .
(22)
بابُ الحَجِّ والنُّذُورِ عن المَيِّتِ، والرَّجُلُ يَحُجُّ عن المَرْأَةِ
1852 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جاءَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى ماتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: «نَعَمْ
(1)
، حُجِّي عَنْها، أَرَأَيْتِ لَوْ كانَ على أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قاضِيَةً
(2)
؟ اقْضُوا اللهَ؛ فاللَّهُ أَحَقُّ بِالوَفاءِ».
(1)
لفظة: «نعم» ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت. وزاد في (ن، ق) نسبة عدم وجودها إلى رواية أبي ذر أيضًا. (لا الحمرة إلى)
(2)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «قاضِيَتَهُ» .
(23)
بابُ الحَجِّ عَمَّنْ لا يَسْتَطِيعُ الثُّبُوتَ على الرَّاحِلَةِ
1853 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسَارٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: أَنَّ امْرَأَةً.
1854 -
(خ): حدَّثنا
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسَارٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: جاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍَ، عامَ حَجَّةِ الوَداعِ، قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ على عِبادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا
(2)
يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ على الرَّاحِلَةِ،
⦗ص: 186⦘
فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قالَ: «نَعَمْ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «ما» .
(24)
بابُ حَجِّ المَرْأَةِ عن الرَّجُلِ
1855 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ الفَضْلُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍَ، فَجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْها وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الفَضْلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ، فقالتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لا يَثْبُتُ على الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قالَ:«نَعَمْ» . وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الوَداعِ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وجعل» .
(25)
بابُ حَجِّ الصِّبْيانِ
1856 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَقُولُ: بَعَثَنِي -أَوْ قَدَّمَنِي- النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّقَلِ
(1)
مِنْ جَمعٍ بِلَيْلٍ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1857 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ، عن عَمِّهِ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَقْبَلْتُ وَقَدْ ناهَزْتُ الحُلُمَ، أَسِيرُ على أَتانٍ لِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ يُصَلِّي بِمِنًى، حَتَّى سِرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ نَزَلْتُ عَنْها فَرَتَعَتْ، فَصَفَفْتُ مَعَ النَّاسِ وَراءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
⦗ص: 187⦘
وَقالَ يُوْنُسُ، عن ابنِ شِهابٍ: بِمِنًى في حَجَّةِ الوَداعِ.
1858 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ يُونُسَ: حدَّثنا حاتِمُ بنُ إِسْماعِيلَ، عن مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ:
عن السَّائِبِ
بنِ يَزِيدَ، قالَ: حُجَّ بِي مَعَ رَسُولِ اللهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وَأَنا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
1859 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرارَةَ: أخبَرَنا القاسِمُ بْنُ مالِكٍ، عن الجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ لِلسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَكانَ
(1)
قَدْ حُجَّ بِهِ فِي ثَقَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [ق] زيادة: «السائب» .
(26)
بابُ حَجِّ النِّساءِ
1860 -
وَقالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ: أَذِنَ عُمَرُ رضي الله عنه لِأَزْواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّها، فَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ
(2)
.
(1)
بهامش اليونينية زيادة: «هو الأَزْرَقِيُّ» وعليها علامة السقوط بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنَ عَوْفٍ» .
1861 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قالَ: حَدَّثَتْنا عائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها، قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَغْزُو وَنُجاهِدُ مَعَكُمْ؟ فَقالَ:«لَكنَّ أَحْسَنَ الجِهَادِ وَأَجْمَلهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ» . فقالتْ عائِشَةُ: فَلا أَدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
1862 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْها رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَها مَحْرَمٌ» . فقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذا
⦗ص: 188⦘
وَكَذا، وامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ. فَقالَ:«اخْرُجْ مَعَها» .
1863 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: أخبَرَنا حَبِيبٌ المُعَلِّمُ، عن عَطَاءٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّتِهِ، قالَ لِأُمِّ سِنانٍ الأَنْصارِيَّةِ:«ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟» قالَتْ: أَبُو فُلانٍ -تَعْنِي زَوْجَها-
(1)
حَجَّ على أَحَدِهِما، والآخَرُ يَسْقِي أَرَضًا
(2)
لَنا. قالَ: «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي
(3)
».
رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن عَبْدِ الكَرِيمِ، عن عَطاءٍ: عن جابِرٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في متن (ب، ص) زيادة: «كانَ لَهُ ناضِحانِ» وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وذكر في الإرشاد أنها ملحقة في اليونينية.
(2)
أهمل ضبطها في (ن، و) وضبطها نقلًا عن اليونينية في (ب، ص) بفتح الراء.
(3)
في رواية أبي ذر: «حَجَّةً أو حَجَّةً معي» بالشك.
1864 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن قَزَعَةَ مَوْلَى زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ -وَقَدْ غَزا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً- قالَ: أَرْبَعٌ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -أَوْ قالَ: يُحَدِّثُهُنَّ
(1)
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي: «أَنْ لَا تُسافِرَ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ لَيْسَ مَعَها زَوْجُها أَوْ ذُو مَحْرَمٍ. وَلا صَوْمَ يَوْمَيْنِ: الفِطْرِ والأَضْحَى. وَلا صَلاةَ بَعْدَ صَلاتَيْنِ: بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَلا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: مَسْجِدِ الحَرامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» .
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَخَذْتُهُنَّ» .
(27)
بابُ مَنْ نَذَرَ المَشْيَ إلى الكَعْبَةِ
1865 -
حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ
(1)
: أخبَرَنا الفَزارِيُّ، عن حُمَيْدٍ
الطَّوِيلِ، قالَ: حدَّثني ثابِتٌ:
⦗ص: 189⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى شَيْخًا يُهادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قالَ:«ما بالُ هَذا؟» . قالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. قالَ: «إِنَّ اللَّهَ عن تَعْذِيبِ هَذا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ» . أَمَرَهُ
(2)
أَنْ يَرْكَبَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «محمد بن سَلامٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأمَرَهُ» .
1866 -
حدَّثنا إبْراهِيم بُنْ مُوُسُى: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ: أنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ أبيِ أيُّوبَ: أنَّ يَزِيدَ بْنَ أبيِ حَبِيبٍ أخبَرَهُ: أنَّ أبا الخَيْرِ حَدَّثَهُ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ، قالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إلى بَيْتِ اللَّهِ، وَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَها النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فاسْتَفْتَيْتُهُ
(1)
، فقالَ صلى الله عليه وسلم
(2)
: «لِتَمْشِ
(3)
وَلْتَرْكَبْ». قالَ: وَكانَ أَبُو الخَيْرِ لا يُفارِقُ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنا
(4)
أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عن يَزِيدَ، عن أَبِي الخَيْرِ، عن عُقْبَةَ، فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية [ق]: «فاسْتَفْتَيْتُ النَّبيَّ» ، زاد في (ب، ص): «صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في متن (ص، ق): «عليه السلام» . وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر: «لِتَمْشِي» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: حدَّثنا» .
(1)
بابُ حَرَمِ المَدِينَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فضائل المدينة، باب حرم المدينة» ، وفي رواية غيرهما:«باب فضل المدينة، باب حرم المدينة» .
1867 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا ثابِتُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا عاصِمٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَحْوَلُ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«المَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذا إلى كَذا، لا يُقْطَعُ شَجَرُها، وَلا يُحْدَثُ فيها حَدَثٌ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ» .
1868 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، وَأَمَرَ
(1)
بِبِناءِ المَسْجِدِ، فَقالَ:«يا بَنِي النَّجَّارِ، ثامِنُونِي» . فقالُوا
(2)
: لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ. فَأَمَرَ بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، ثُمَّ بِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فأمر» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قالوا» .
1869 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمَانَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
، عن سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «حُرِّمَ
(2)
ما بَيْنَ لَابَتَيِ المَدِينَةِ على لِسانِي». قالَ: وَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَنِي حارِثَةَ، فَقالَ
(3)
: «أَرَاكُمْ يا بَنِي حارِثَةَ قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الحَرَمِ!» ثُمَّ التَفَتَ فَقالَ: «بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عمر» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «حَرَمٌ» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
1870 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: ما عِنْدَنا شَيْءٌ إِلَّا كِتابُ اللَّهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«المَدِينَةُ حَرَمٌ، ما بَيْنَ عائرٍ إلى كَذا، مَنْ أَحْدَثَ فيها حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ» . وَقالَ: «ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ واحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ والمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ» .
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: عَدْلٌ: فِدَاءٌ» .
(2)
بابُ فَضْلِ المَدِينَةِ، وَأَنَّها تَنْفِي النَّاسَ
(1)
(1)
قوله: «وأنها تنفي الناس» ليس في رواية ابن عساكر.
1871 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ
أَبا الحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأكُلُ القُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبُ، وَهْيَ المَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ» .
(3)
بابٌ: المَدِينَةُ طَابَةُ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «طابةٌ» بالتنوين، وضبط في (ب، ص) لفظة الباب بالإضافة والتنوين معًا.
1872 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ رضي الله عنه: أَقْبَلْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَبُوكَ، حَتَّى أَشْرَفْنا على المَدِينَةِ، فَقالَ:
⦗ص: 192⦘
«هَذِهِ طَابَةُ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «طابةٌ» بالتنوين.
(4)
بابُ لابَتَيِ المَدِينَةِ
1873 -
حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّهُ كانَ يَقُولُ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ بِالمَدِينَةِ تَرْتَعُ ما ذَعَرْتُها؛ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما بَيْنَ لابَتَيْها حَرَامٌ» .
(5)
بابُ مَنْ رَغِبَ عن المَدِينَةِ
1874 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ
(1)
:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ على خَيْرِ ما كانَتْ، لا يَغْشاها إِلَّا العَوَافِ
(2)
-يُرِيدُ عَوافِيَ السِّباعِ والطَّيْرِ- وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ راعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يُرِيدَانِ المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِما، فَيَجِدَانِها وَحْشًا
(3)
، حَتَّى إذا بَلَغا ثَنِيَّةَ الوَداعِ، خَرَّا على وُجُوهِهِما».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «
…
الزُّهري، عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ».
(2)
في رواية أبي ذر: «عَوافِي» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وُحُوشًا» .
1875 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ سُفْيانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأتِي قَوْمٌ يبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيْهِمْ
(1)
وَمَنْ أَطاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ،
⦗ص: 193⦘
وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ
(2)
، فَيَأتِي قَوْمٌ يبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ العِراقُ، فَيَأتِي قَوْمٌ يبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ».
(1)
في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: «بأهلهم» دون ياء.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بابٌ: الإِيمانُ يَأْرِزُ إلى المَدِينَةِ
1876 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الإِيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المَدِينَةِ، كَما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِها» .
(7)
بابُ إِثْمِ مَنْ كَادَ أَهْلَ المَدِينَةِ
1877 -
حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ: أخبَرَنا الفَضْلُ، عن جُعَيْدٍ، عن عائِشَةَ
(1)
، قالَتْ:
سَمِعْتُ سَعْدًا رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ إِلَّا انمَاعَ كَمَا يَنْماعُ المِلْحُ فِي الماءِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنت سعد» ، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«هي بنت سعد» .
(8)
بابُ آطَامِ المَدِينَةِ
1878 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
سَمِعْتُ
أُسامَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على أُطُمٍ مِنْ آطامِ المَدِينَةِ، فَقالَ:«هَلْ تَرَوْنَ ما أَرَى؟! إِنِّي لأَرَى مَواقِعَ الفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَواقِعِ القَطْرِ» .
⦗ص: 194⦘
تابَعَهُ مَعْمَرٌ وَسُلَيْمانُ بْنُ كَثِيرٍ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عبد الله» .
(9)
بابٌ: لا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ المَدِينَةَ
1879 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ؛ لَها يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوابٍ، على كُلِّ
(1)
بابٍ مَلَكانِ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لكلِّ» .
1880 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُجْمِرِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى أَنْقابِ المَدِينَةِ مَلائِكَةٌ، لا يَدْخُلُها الطَّاعُونُ وَلا الدَّجَّالُ» .
1881 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا الوَلِيدُ: حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو: حدَّثنا إِسْحاقُ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ والمَدِينَةَ؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقابِها نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ المَلائِكَةُ
(1)
صافِّينَ يَحْرُسُونَها، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِها ثَلاثَ رَجَفاتٍ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ
(2)
كُلَّ كافِرٍ وَمُنافِقٍ».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «ليس من نِقابها إلَّا عليه الملائكةُ» .
(2)
في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «إليه» .
1882 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه قالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا
(1)
طَوِيلًا عن الدَّجَّالِ، فَكانَ فِيما حدَّثنا بِهِ أَنْ قالَ: «يَأتِي الدَّجَّالُ، وهو مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقابَ المَدِينَةِ،
⦗ص: 195⦘
يَنْزِلُ
(2)
بَعْضَ السِّباخِ الَّتِي بِالمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ النَّاسِ -أَوْ: مِنْ خَيْرِ النَّاسِ- فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حدَّثنا عَنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتَ
(3)
إِنْ قَتَلْتُ هَذا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لا. فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: واللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي اليَوْمَ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَقْتُلُهُ
(4)
فَلا
(5)
أُسَلَّطُ
(6)
عَلَيْهِ؟!»
(1)
لفظة: «حديثًا» ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وقوله:«يَنْزِلُ» ليس في رواية الحمويي والكُشْمِيْهَنِيِّ، وقيَّد في (ب، ص) عدمَ وجودها برواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ، ونبَّها أنَّ هذه الرموز من الفرع، كأنَّها محكوكة من هامش اليونينية.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
ضبطت في (ن، ق): «اقْتُله» بصيغة الأمر.
(5)
في نسخة: «ولا» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (ب، ص): في بعض الأصول: «ولا يُسَلَّط عليه» وهو المثبت في متن (ق).
(10)
بابٌ: المَدِينَةُ تَنْفِي الخَبَثَ
1883 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه: جاءَ أعْرابِيٌّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَبايَعَهُ على الإِسْلامِ، فَجاءَ مِنَ الغَدِ مَحْمُومًا، فَقالَ: أَقِلْنِي. فَأَبَى، ثَلاثَ مِرارٍ، فَقالَ: «المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها، وَيَنْصَعُ طيْبُها
(1)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بكسر الطاء وسكون الياء، وهو المثبت، وبفتح الطاء وتشديد الياء المكسورة:«طيِّبُها» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي:«وتَنْصَعُ طِيْبَها» بكسر الطاء وسكون الياء.
1884 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ:
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ ثابِتٍ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ، رَجَعَ ناسٌ مِنْ أَصْحابِهِ، فقالتْ فِرْقَةٌ: نَقْتُلُهُمْ. وَقالَتْ فِرْقَةٌ: لا نَقْتُلُهُمْ. فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: 88] وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّها تَنْفِي الرِّجالَ
(2)
كَما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَدِيدِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الدَّجَّالَ» . قال في الفتح: هي تصحيف.
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
1885 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي: سَمِعْتُ يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ:
عَن أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالمَدِينَةِ ضِعْفَيْ ما جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ» .
تابَعَهُ عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ، عن يُونُسَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
1886 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إلى جُدُراتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ راحِلَتَهُ، وَإِنْ كانَ على دابَّةٍ حَرَّكَها؛ مِنْ حُبِّها.
(1)
(1)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الخامس بقراءة الشيخ أثير الدين أبي حيَّان بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّيَّة، وذلك في يوم الأحد الثامن من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكري التيمي القرشي، عفا الله عنه.
(11)
بابُ كَرَاهِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُعْرَى
(1)
المَدِينَةُ
(1)
في رواية أبي ذر: «تَعْرَى» بفتح التاء.
1887 -
حدَّثنا
(1)
ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا الفَزَارِيُّ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: أَرادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إلى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُعْرَى
(2)
المَدِينَةُ، وَقالَ:«يا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثارَكُمْ؟!» فَأَقامُوا.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية [ق]: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَعْرَى» بفتح التاء.
(12)
بابٌ
1888 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: حدَّثني خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عاصِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي
(1)
رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي على حَوْضِي».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر:«ما بين منبري وقَبْرِي» . قال في الفتح: وهو خطأ.
1889 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلالٌ، فَكانَ أَبُو بَكْرٍ إذا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
والمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكانَ بِلَالٌ إذا أُقْلِعَ
(1)
عَنْهُ الحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بِوادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ
(2)
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وَطَفِيلُ
قالَ
(3)
: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَما أَخْرَجُونا مِنْ أَرْضِنا إلى أَرْضِ الوَباءِ. ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنا المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي صاعِنا وَفِي مُدِّنا، وَصَحِّحْها لَنا، وانْقُلْ حُمَّاها إلى الجُحْفَةِ» . قالَتْ: وَقَدِمْنا المَدِينَةَ وَهْيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ. قالَتْ: فَكانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا. تَعْنِي: ماءً آجِنًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَقْلَعَ» بفتح الهمزة واللام.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مِجَنَّةٍ» .
(3)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية [ق].
1890 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن خالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ،
⦗ص: 198⦘
عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، عن عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهادَةً فِي سَبِيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتِي
فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ ابْنُ زُرَيْعٍ، عن رَوْحِ بْنِ القاسِمِ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: عن أُمِّهِ
(1)
، عن حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَتْ: سَمِعْتُ عُمَرَ. نَحْوَه.
وَقالَ هِشامٌ، عن زَيْدٍ: عن أَبِيهِ، عن حَفْصَةَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر (ب، ص)، وفي نسخة:«عن أبيه» .
كِتابُ الصَّوْمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضانَ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
1891 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن أَبِي سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَعْرابِيًّا جاءَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثائِرَ الرَّأسِ، فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي ماذا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ؟ فقالَ: «الصَّلَواتُ الْخَمْسُ
(1)
إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا». فقالَ: أَخْبِرْنِي ما
(2)
فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيامِ؟ فقالَ: «شَهْرُ
(3)
رَمَضانَ إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا». فقالَ
(4)
: أَخْبِرْنِي بِما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكاةِ؟ فَقالَ
(5)
: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرَائعَ
(6)
الإِسْلامِ، قالَ: والَّذِي أَكْرَمَكَ
(7)
، لا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» ، أَوْ: «دَخَلَ
(8)
الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الصلواتِ الخمسَ» بالنصب.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «بِما» .
(3)
أهمل الضبط في (ن)، وضبطها في (و، ب) بالرفع، وفي (ص، ق) بالنصب، وهو موافق لما في الإرشاد.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» (ن، و، ق).
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت وابن عساكر: «قالَ» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بِشَرائعِ» .
(7)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بالْحَقِّ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «أُدْخِلَ» .
1892 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 200⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: صامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عاشُوراءَ وَأَمَرَ بِصِيامِهِ، فلَمَّا فُرِضَ رَمَضانُ تُرِكَ. وَكانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَصُومُهُ إِلَّا أَنْ يُوافِقَ صَوْمَهُ.
1893 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ عِراكَ بْنَ مالِكٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا كانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عاشُوراءَ فِي الْجاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصِيامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضانُ، وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شاءَ فَلْيَصُمْهُ
(1)
، وَمَنْ شاءَ أَفْطَرَ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلْيَصُمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أفْطَرَهُ» .
(2)
بابُ فَضْلِ الصَّوْمِ
1894 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الصِّيامُ جُنَّةٌ، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَوْ شاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صائمٌ -مَرَّتَيْنِ- والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوْفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؛ يَتْرُكُ طَعامَهُ وَشَرابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي،
الصِّيامُ لِي وَأَنا أَجْزِي بِهِ، والْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثالِها».
(3)
بابٌ: الصَّوْمُ كَفَّارَةٌ
1895 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا جامِعٌ، عن أَبِي وائلٍ:
عن حُذَيْفَةَ، قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: مَنْ يَحْفَظُ حَدِيثًا عن النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ: أَنا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمالِهِ وَجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلَاةُ والصِّيَامُ
⦗ص: 201⦘
والصَّدَقَةُ». قالَ: لَيْسَ أَسْأَلُ عن ذِهِ، إِنَّما أَسْأَلُ عن الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ. قالَ: وَإِنَّ
(2)
دُونَ ذَلِكَ بابًا مُغْلَقًا. قالَ: فَيُفْتَحُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قالَ: يُكْسَرُ. قالَ: ذاكَ أَجْدَرُ
(3)
أَنْ لا يُغْلَقَ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
(4)
. فَقُلْنا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ: أَكانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبابُ؟ فَسَأَلَهُ، فقالَ: نَعَمْ، كَما يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ
(5)
.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «مَن يحفظُ حَدِيثَ النَّبِيِّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «إنَّ» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «أحْرَى» . كتبت بالحمرة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر والمستملي: «أنَّ غَدًا دُونَ اللَّيْلَةِ» . ولفظة: «يعلم» ليست في متن (ن).
(4)
بابُ الرَّيَّانِ
(1)
لِلصَّائِمِينَ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: الريانُ» .
1896 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلَالٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو حازِمٍ:
عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بابًا يُقالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائمُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقالُ: أَيْنَ الصَّائمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ» .
1897 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قالَ: حدَّثني مَعْنٌ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ
(1)
: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هَذا خَيْرٌ. فَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهادِ دُعِيَ مِنْ بابِ الْجِهادِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ بابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بابِ
(2)
الصَّدَقَةِ». فقالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ، ما على مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوابِ كُلِّها؟ قالَ:«نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قالَ: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «أَبْوابِ» .
(5)
بابٌ: هَلْ يُقَالُ: رَمَضانُ، أَوْ شَهْرُ رَمَضانَ؟ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ واسِعًا
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صامَ رَمَضَانَ» .
وَقالَ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ» .
1898 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن أَبِي سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا جاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوابُ الْجَنَّةِ» .
1899 -
حدثني
(1)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَباهُ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ
(3)
فُتحَتْ
(4)
أَبْوابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحَدَّثني» ، وبهامش اليونينية بدون رقم:«أخْبَرَني» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «إذا دَخَل رَمَضانُ» .
(4)
أهمل ضبط التاء في (ن، و) وضبطها بالتخفيف في (ب)، وبالتَّشديد في (ص).
1900 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سالِمٌ
(1)
:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ» .
وَقالَ غَيْرُهُ، عن اللَّيْثِ: حدَّثني عُقَيْلٌ وَيُونُسُ: لِهِلَالِ رَمَضَانَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عبد الله بنِ عمر» .
(6)
بابُ مَنْ صامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسابًا وَنِيَّةً
وَقالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِمْ» .
1901 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«مَنْ قامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(7)
بابٌ: أَجْوَدُ ما كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ فِي رَمَضانَ
1902 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكانَ أَجْوَدَ
(1)
ما يَكُونُ فِي رَمَضانَ، حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وَكانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقاهُ كُلَّ
(2)
لَيْلَةٍ فِي رَمَضانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام كانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أجودُ» بالرفع، وهو المثبت في متن (و، ب، ص).
(2)
في رواية ابن عساكر: «في كُلِّ» .
(8)
بابُ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والْعَمَلَ بِهِ فِي الصَّوْمِ
1903 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وَشَرابَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النَّبِيُّ» . كتبت بالحمرة.
(9)
بابٌ: هَلْ يَقُولُ: إِنِّي صائمٌ. إذا شُتِمَ؟
1904 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطَاءٌ، عن أَبِي صالِحٍ الزَّيَّاتِ:
⦗ص: 204⦘
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنا أَجْزِي بِهِ. والصِّيامُ جُنَّةٌ، وَإِذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ. والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ
(1)
فَمِ
(2)
الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتانِ يَفْرَحُهُما: إذا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «لَخُلُفُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «فِي» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(10)
بابُ الصَّوْمِ لِمَنْ خافَ على نَفْسِهِ الْعُزُوبَةَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «العُزْبَةَ» .
1905 -
حدَّثنا عَبْدَانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، قالَ
(1)
:
بَيْنا أَنا أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، فقالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«مَنِ اسْتَطاعَ الْباءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجاءٌ» .
(1)
رمز على لفظة: «قال» بعلامة السقط بالحمرة في اليونينية.
(11)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»
وَقالَ صِلَةُ عن عَمَّارٍ: مَنْ صامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبا الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
1906 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ
(1)
، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَمَضانَ، فقالَ: «لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا
⦗ص: 205⦘
الْهِلالَ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا مالكٌ» .
1907 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ» .
1908 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الشَّهْرُ هَكَذا وَهَكَذا» . وَخَنَسَ
(1)
الإِبْهامَ فِي الثَّالِثَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «وَحَبَسَ» بالحاء المهملة ثم الموحدة.
1909 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -أَوْ قالَ: قالَ أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ
(1)
عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبانَ ثَلاثِينَ».
(1)
في رواية الحَمُّويِي: «فَإِنْ غَبِيَ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أُغْمِيَ» ، وفي رواية المستملي:«غُمَّ» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: «غَبيَ» بفتح الغين وتخفيف الباء، كذا هنا لأبي ذر، وعند القابسي:«غُبِّيَ» بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، وكذا قيَّده الأصيلي بخطه، والأول أبين، ومعناه: خفي عليكم، قاله عياض. اهـ.
1910 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آلَى مِنْ نِسائِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدا -أَوْ: راحَ- فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لا تَدْخُلَ شَهْرًا!؟ فقالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ
(1)
يَوْمًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «تسعةٌ وعشرون» .
1911 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلالٍ، عن حُمَيْدٍ:
⦗ص: 206⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسائِهِ، وَكانَتِ
(1)
انْفَكَّتْ رِجْلُهُ، فَأَقامَ فِي مَشْرَبَةٍ تِسْعًا
(2)
وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ نَزَلَ، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، آلَيْتَ شَهْرًا! فقالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا
(3)
وَعِشْرِينَ».
(1)
في رواية الأصيلي: «فكانَتْ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى هامش اليونينية دون رقم، وضَبَّب على المثبت في المتن.
(2)
بهامش (ن، ب، ص): تسعةً هكذا في الأصل. اه، وهو المثبت في متن (و) ورمز لرواية المتن برمز ابن عساكر.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية ابن عساكر عن الحمُّويي والمستملي: «تسْعَةً» .
(12)
بابٌ: «شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ»
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ إِسْحاقُ: وَإِنْ كانَ ناقِصًا فهو تَمَامٌ.
وَقالَ مُحَمَّدٌ: لا يَجْتَمِعانِ كِلَاهُما ناقِصٌ
(1)
.
(1)
من قوله: «قال أبو عبد الله» إلى قوله: «كلاهما ناقص» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
1912 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ إِسْحاقَ
(1)
، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنِي مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن خالِدٍ الْحَذَّاءِ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(2)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ:
⦗ص: 207⦘
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«شَهْرانِ لا يَنْقُصانِ، شَهْرَا عِيدٍ: رَمَضانُ وَذُو الْحِجَّةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ سُوَيْدٍ» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة:«يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ» ، والذي في (ب، ص) أن رواية السمعاني عن أبي الوقت موافقة لرواية أبي ذر، وهذا موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
1913 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو:
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَنَّهُ قالَ: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذا وَهَكَذا» . يَعْنِي: مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلاثِينَ.
(14)
بابٌ
(1)
: لَا يَتَقَدَّمَنَّ
(2)
رَمَضانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ
(3)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لا يَتَقَدَّمُ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «أو يَوْمَينِ» .
1914 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ
(1)
، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «صَوْمًا» .
(15)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَايِكُم
(1)
هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وفي رواية أبي ذر زيادة:«إلى قوله: {مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ}» بدل إتمام الآية.
1915 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
⦗ص: 208⦘
عن الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إذا كانَ الرَّجُلُ صائمًا، فَحَضَرَ الإِفْطارُ، فَنامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ، لَمْ يَأكُلْ لَيْلَتَهُ وَلا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأَنْصارِيَّ كانَ صائمًا، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فقالَ لَها: أَعِنْدَكِ طَعامٌ؟ قالَتْ: لا، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ. وَكانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْناهُ، فَجاءَتْهُ
(1)
امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قالَتْ: خَيْبَةً لَكَ. فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ} فَفَرِحُوا بها فَرَحًا شَدِيدًا، وَنَزَلَتْ
(2)
: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فغلبَتْه عَيْنُهُ فَجاءَتْ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَنَزَلَتْ» .
(16)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ
(1)
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ
مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187]
فِيهِ
(2)
الْبَرَاءُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}» بدل إتمام الآية.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «عن» ، والذي في (ن) أنَّ روايته:«عن البراء» ، دون لفظة:«فيه» .
1916 -
حدَّثنا حَجَّاجُ
(1)
بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، قالَ: أخبَرَني حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} [البقرة: 187] عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وِسادَتِي، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ
(2)
، فقالَ:«إِنَّما ذَلِكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَبَياضُ النَّهارِ» .
1917 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (ح)
حدَّثني
(1)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو حازِمٍ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قالَ: أُنْزِلَتْ: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} وَلَمْ يَنْزِلْ {مِنَ الْفَجْرِ} ، فَكانَ
(2)
رِجالٌ إذا أَرادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ
(3)
الْخَيْطَ الأَبْيَضَ والْخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَمْ يَزَلْ
(4)
يَأكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
(5)
لَهُ رُؤْيَتُهُما، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ:{مِنَ الْفَجْرِ} ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّما يَعْنِي اللَّيْلَ والنَّهارَ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثني» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وكان» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «رجليه» بالتثنية.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وَلا يَزالُ» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر: «تَتَبَيَّنَ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«يَسْتَبينَ» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «الليلَ مِنَ النَّهارِ» .
(17)
بابُ
قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَمْنَعَنَّكُمْ
(1)
مِنْ سَحُورِكُمْ أَذانُ بِلالٍ»
(1)
في رواية ابن عساكر: «الليلَ مِنَ النَّهارِ» .
1918 -
1919 - حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن أَبِي أُسامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عن ابْنِ عُمَرَ -والْقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ بِلالًا كانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«كُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» . قالَ الْقاسِمُ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذانِهِما إِلَّا أَنْ يَرْقَى ذَا وَيَنْزِلَ ذَا.
(18)
بابُ تَأْخِيرِ
(1)
السَّحُورِ
(1)
في رواية أبي ذر: «تَعْجِيلِ» .
1920 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أبيِ حازِمٍ، عن أبيِ حازِمٍ:
عنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ تَكُونُ سُرْعَتِي أَنْ أُدْرِكَ السُّجُودَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(19)
بابُ قَدْرِ كَمْ بَيْنَ السَّحُورِ وَصَلاةِ الْفَجْرِ
1921 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، عن أَنَسٍ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنه، قالَ: تَسَحَّرْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قامَ إلى الصَّلَاةِ. قُلْتُ: كَمْ كانَ بَيْنَ الأَذَانِ والسَّحُورِ؟ قالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً.
(20)
بابُ بَرَكَةِ السَّحُورِ مِنْ غَيْرِ إِيجابٍ
؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحابَهُ واصَلُوا وَلَمْ يُذْكَرِ السَّحُورُ
1922 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم واصَلَ فَواصَلَ النَّاسُ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَنَهاهُمْ، قالُوا: إِنَّكَ
(1)
تُواصِلُ. قالَ: «لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَظَلُّ أُطْعَمُ وَأُسْقَى» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «فَإِنَّكَ» .
1923 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «رسولُ الله» (ب، ص).
(21)
بابٌ: إذا نَوَى بِالنَّهَارِ صَوْمًا
وَقالَتْ أُمُّ الدَّرْداءِ: كانَ أَبُو الدَّرْداءِ يَقُولُ: عِنْدَكُمْ طَعامٌ؟ فَإِنْ قُلْنا: لا، قالَ: فَإِنِّي صائمٌ يَوْمِي هَذا. وَفَعَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وابْنُ عَبَّاسٍ، وَحُذَيْفَةُ رضي الله عنهم.
1924 -
ثلاثي - حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عاشُوراءَ أَنْ
(1)
:
⦗ص: 211⦘
«مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ -أَوْ: فَلْيَصُمْ- وَمَنْ لَمْ يَأكُلْ فَلَا يَأكُلْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «إنَّ» .
(22)
بابُ الصَّائِمِ يُصْبِحُ جُنُبًا
1925 -
1926 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ هِشامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَ: كُنْتُ أَنا وَأَبِي حِينَ
(1)
دَخَلْنا على عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ.
(خ): حدَّثنا
(2)
أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ هِشامٍ: أَنَّ أَباهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَ مَرْوانَ:
أَنَّ عائشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتاهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ، وهو جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ، وَقالَ
(3)
مَرْوانُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَتُقَرِّعَنَّ
(4)
بها أَبا هُرَيْرَةَ. وَمَرْوانُ يَوْمَئِذٍ على الْمَدِينَةِ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قُدِّرَ لَنا أَنْ نَجْتَمِعَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكانَتْ لأَبِي هُرَيْرَةَ هُنالِكَ أَرْضٌ، فقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنِّي ذاكِرٌ لَكَ أَمْرًا، وَلَوْلا مَرْوانُ أَقْسَمَ عَلَيَّ فِيهِ لَمْ أَذْكُرْهُ لَكَ. فَذَكَرَ قَوْلَ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، فقالَ: كَذَلِكَ حدَّثني الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وهو
(5)
أَعْلَمُ.
- وَقالَ هَمَّامٌ وابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ
(6)
بِالْفِطْرِ.
والأَوَّلُ أَسْنَدُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَتَّى» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «فَقالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لَتُفَزِّعَنَّ» . وضبطت في (ص): بسكون الفاء وتخفيف الزاي، وهو موافق لما في السلطانية.
(5)
بهامش (ب، ص): للنَّسفي: «وهنَّ» من الفرع. اهـ.
(6)
في رواية ابن عساكر: «يَأمُرُنا» .
(23)
بابُ الْمُباشَرَةِ لِلصَّائمِ
وَقالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: يَحْرُمُ عَلَيْهِ فَرْجُها.
1927 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ، قالَ: عن شُعْبَةَ
(1)
، عن الْحَكَمِ، عن إِبْراهيمَ، عن الْأَسَوْدِ:
عنْ عائِشَة رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ وَيُباشِرُ وهو صائمٌ، وَكانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ
(2)
.
وَقالَ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَأْرِبُ: حاجَةٌ
(3)
.
قالَ طاوُوسُ
(4)
: {أُوْلِي الْإِرْبَةِ (
(5)
} [النور: 31]: الْأَحْمَقُ لا حاجَةَ لَهُ فِي النِّساءِ (
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن سَعِيدٍ» . قال في الفتح: وهو غلط فاحش؛ فليس في شيوخ سليمان بن حرب أحد اسمه سعيد حَدَّثه عن الحكم.
(2)
من قوله: «قالَ، عن شعبة» إلى قوله: «لإربه» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر، وهذا مُشكِل، استشعره في (ص) فكتب عليه:«كذ» ، إلَّا أنْ يكون المرادُ عدمَ وجود الحديث كلِّه عندهما، فتكون علامة ابتداء السقوط فوق:«حدَّثنا سليمان» ، ويبقى الإشكال قائماً؛ لاتفاق الأصول على الاختلاف السابق في رواية أبي ذر، والله أعلم.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «{مَآرِبُ} [طه: 18]: حاجاتٌ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«مَأْرَبٌ: حاجَةٌ» .
(4)
في (ب، ص) بالصرف.
(5)
في رواية أبي ذر: «{غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ}» .
(6)
من قوله: «وقالَ: قالَ ابن عبَّاس» إلى قوله: «في النساء» ليس في نسخة من رواية ابن عساكر.
(24)
بابُ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ
(1)
وَقالَ جابِرُ بْنُ زَيْدٍ: إِنْ نَظَرَ فَأَمْنَى يُتِمُّ صَوْمَهُ.
(1)
الباب والترجمة مؤخَّران في رواية أبي ذر إلى ما بعد قول جابر بن زيد.
1928 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنا
(1)
يَحْيَى، عن هِشَامٍ، قالَ: أخبَرني أَبِي: عَنْ عَائِشَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(ح) وحدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: إِنْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُقَبِّلُ بَعْضَ أَزْواجِهِ وهو صائِمٌ. ثُمَّ ضَحِكَتْ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
1929 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ:
عَنْ أُمِّها رضي الله عنهما، قالَتْ: بَيْنَما أَنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ، إِذْ حِضْتُ، فانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيابَ حِيضَتِي، فقالَ: «ما لَكِ؟ أَنَفِسْتِ؟
(1)
». قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ، وَكانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلانِ مِنْ إِناءٍ واحِدٍ، وَكانَ يُقَبِّلُها وهو صائمٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَنُفِسْتِ» بضمِّ النون.
(25)
بابُ اغْتِسالِ الصَّائِمِ
وَبَلَّ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما ثَوْبًا فَأَلْقاهُ
(1)
عَلَيْهِ وهو صائمٌ.
وَدَخَلَ الشَّعْبِيُّ الْحَمَّامَ وهو صائمٌ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأسَ أَنْ يَتَطَعَّمَ الْقِدْرَ أَوِ الشَّيْءَ.
وَقالَ الْحَسَنُ: لا بَأسَ بِالْمَضْمَضَةِ والتَّبَرُّدِ لِلصَّائِمِ.
وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إذا كانَ صَوْمُ
(2)
أَحَدِكُمْ فَلْيُصْبِحْ دَهِينًا مُتَرَجِّلًا.
⦗ص: 214⦘
وَقالَ أَنَسٌ: إِنَّ لِي إِبْزِنَ
(3)
أَتَقَحَّمُ فِيهِ وَأَنا صائمٌ.
وَيُذْكَرُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ اسْتاكَ وهو صائمٌ.
(4)
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: يَسْتاكُ أَوَّلَ النَّهارِ وَآخِرَهُ، وَلا يَبْلَعُ رِيقَهُ
(5)
.
وَقالَ عَطاءٌ: إِنِ ازْدَرَدَ رِيقَهُ لا أَقُولُ يُفْطِرُ
(6)
.
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: لا بَأسَ بِالسِّواكِ الرَّطْبِ. قِيلَ: لَهُ طَعْمٌ؟! قالَ: والْماءُ لَهُ طَعْمٌ، وَأَنْتَ تُمَضْمَضُ
(7)
بِهِ.
وَلَمْ يَرَ أَنَسٌ والْحَسَنُ وَإِبْراهِيمُ بِالْكُحْلِ لِلصَّائِمِ بَأسًا.
(1)
في رواية أبي ذر و ابن عساكر والحَمُّويِي والمستملي: «فأُلقِيَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَومُ صَوْمِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، واختلف في ضبط الهمزة والزاي، فضبطت في (ن، ق) بكسرهما، وضبطت في (ب، ص) بفتحهما، وفي (و) بفتح الهمزة وفتح الزاي وكسرها، وبهامش اليونينية بدون رقم:«ابْزنًا» بالنصب، دون ضبط الهمزة والزاي.
(4)
من قوله: «ويذكر» إلى قوله: «وهو صائم» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(5)
قوله: «ولا يبلع ريقه» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(6)
قول عطاء ليس في رواية ابن عساكر.
(7)
في رواية أبي ذر: «تَمَضْمَضُ» بفتح التاء.
1930 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ وَأَبِي بَكْرٍ:
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ فِي رَمَضانَ مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ، فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ.
1931 -
1932 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ بْنِ هِشامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 215⦘
كُنْتُ أَنا وَأَبِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنا على عائشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: أَشْهَدُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنْ كانَ لَيُصْبِحُ جُنُبًا، مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يَصُومُهُ. ثُمَّ دَخَلْنا على أُمِّ سَلَمَةَ فقالتْ مِثْلَ ذَلِكَ.
(26)
بابُ الصَّائِمِ إذا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ ناسِيًا
وَقالَ عَطَاءٌ: إِنِ اسْتَنْثَرَ فَدَخَلَ الْماءُ فِي حَلْقِهِ لا بَأسَ، إِنْ
(1)
لَمْ يَمْلِكْ.
وَقالَ الْحَسَنُ: إِنْ دَخَلَ حَلْقَهُ الذُّبابُ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ.
وَقالَ الْحَسَنُ وَمُجاهِدٌ: إِنْ جامَعَ ناسِيًا فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ.
(1)
لفظة: «إنْ» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
1933 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا ابْنُ سِيرِينَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِذا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقاهُ» .
(27)
بابُ سِوَاكِ
(1)
الرَّطْبِ والْيابِسِ لِلصَّائمِ
وَيُذْكَرُ عن عامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتاكُ وهو صائمٌ، ما لا أُحْصِي. أَوْ: أَعُدُّ.
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّواكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» .
وَيُرْوَى نَحْوُهُ عن جابِرٍ وَزَيْدِ بْنِ خالِدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَخُصَّ الصَّائمَ مِنْ غَيْرِهِ.
⦗ص: 216⦘
وَقالَتْ عَائِشَةُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَطْهَرَةٌ
(2)
لِلْفَمِ مَرْضاةٌ لِلرَّبِّ».
وَقالَ عَطاءٌ وَقَتادَةُ: يَبْتَلِعُ رِيقَهُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «السِّواكِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «السِّواكُ مَطْهَرَةٌ» .
(3)
قوله: «وقالت عائشة» إلى قوله: «ريقه» مقدَّم في رواية أبي ذر إلى ما قبل قوله: «وقال أبو هريرة» .
1934 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، قالَ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ، عن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عن حُمْرَانَ:
رَأَيْتُ عُثْمانَ رضي الله عنه تَوَضَّأَ، فَأَفْرَغَ على يَدَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ
(1)
واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إلى الْمِرْفَقِ
(2)
ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى إلى الْمِرْفَقِ
(2)
ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأسِهِ
(3)
، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا، ثُمَّ الْيُسْرَى ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي
(4)
هَذا، ثُمَّ قالَ:«مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْن لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فيهما بِشَيْءٍ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي روايته ورواية أبي ذر:«مَضْمَضَ» .
(2)
هكذا ضبطت في (ن، و)، وضبطت في (ص):«المَرفِق» ، وكلاهما صواب في اللغة، وأهمل ضبطها في (ب).
(3)
في رواية أبي ذر: «رَأسَهُ» .
(4)
ضُبطت في (ب، ص)، بفتح الواو نقلًا عن اليونينية.
(28)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْشِقْ بمَنْخِرِهِ الْماءَ»
وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ الصَّائِمِ وَغَيْرِهِ.
وَقالَ الْحَسَنُ: لا بَأسَ بِالسَّعُوطِ لِلصَّائمِ إِنْ لَمْ يَصِلْ
إلى حَلْقِهِ، وَيَكْتَحِلُ.
وَقالَ عَطَاءٌ: إِنْ تَمَضْمَضَ
(1)
ثُمَّ أَفْرَغَ ما فِي فِيهِ مِنَ الْماءِ لا يَضِيرُهُ
(2)
إِنْ لَمْ يَزْدَرِدْ
⦗ص: 217⦘
رِيقَهُ
(3)
وَماذا بَقِيَ
(4)
فِي فِيهِ، وَلا يَمْضِغُ
(5)
الْعِلْكَ، فَإِنِ ازْدَرَدَ رِيقَ الْعِلْكِ لا أَقُولُ أَنَّهُ
(6)
يُفْطِرُ، وَلَكِنْ يُنْهَى عَنْهُ، فَإِنِ اسْتَنْثَرَ فَدَخَلَ الْماءُ حَلْقَهُ لا بَأسَ؛ لَمْ يَمْلِكْ
(7)
.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية ابن عساكر: «مَضْمَضَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «لم يَضِيْرَهُ» ، قارن بما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ والمستملي:«لا يَضُرُّهُ» وعزاها في (ب، ص) إلى حاشية رواية ابن عساكر بدل المستملي، وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «لا يَضِيرُهُ أَنْ يَزْدَرِدَ رِيقَهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وما بَقي» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يَمْضُغُ» ، وفي رواية أبي ذر:«ولا يمضَغُ» بفتح الضاد، وفي رواية ابن عساكر:«ويَمْضُغُ» بإسقاط: «لا» ، وفي (ب، ص) نقلاً عن هامش اليونينية: «يَمْضَغُ بفتح الضاد عند أبي ذر مصححًا عليه، وهي تُفتح وتُضم، قاله ابن سِيده» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّه» .
(7)
من قوله: «فإن استنثر» إلى قوله: «لم يملك» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(29)
بابٌ: إذا جامَعَ فِي رَمَضانَ
وَيُذْكَرُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَفَعَهُ
(1)
-: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضانَ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ
(2)
وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صامَهُ».
وَبِهِ قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ.
وَقالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ والشَّعْبِيُّ وابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْراهِيمُ وَقَتادَةُ وَحَمَّادٌ: يَقْضِي يَوْمًا مَكانَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «عِلَّةٍ» . كتبت بالحمرة.
1935 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ هارُونَ: حَدَّثَنا
(1)
يَحْيَى -هو ابْنُ سَعِيدٍ- أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقاسِمِ أَخْبَرَهُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إِنَّهُ احْتَرَقَ. قالَ: «ما لَكَ؟» قالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضانَ
(2)
. فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِكْتَلٍ يُدْعَى الْعَرَقَ، فقالَ:«أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟»
⦗ص: 218⦘
قالَ: أَنا. قالَ: «تَصَدَّقْ بِهَذا» .
(30)
بابٌ: إذا جامَعَ فِي رَمَضانَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ، فَتُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَلْيُكَفِّرْ
1936 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، إِذْ جاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ. قالَ:«ما لَكَ؟» قالَ: وَقَعْتُ على امْرَأَتِي وَأَنا صائِمٌ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُها؟» قالَ: لا. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ؟» قالَ: لا. فَقالَ
(2)
: «فَهَلْ تَجِدُ إِطْعامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» . قالَ: لا. قالَ
(3)
: فَمَكثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَبَيْنا نَحْنُ على ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيها
(4)
تَمْرٌ -والْعَرَقُ الْمِكْتَلُ- قالَ
(5)
: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» فقالَ: أَنا. قالَ: «خُذْها
(6)
فَتَصَدَّقْ بِهِ». فقالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَواللَّهِ ما بَيْنَ لابَتَيْها -يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ- أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيابُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «مَعَ النَّبِيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قال» .
(3)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية ابن عساكر أيضًا (و، ب، ص).
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي حاشية الأصل:«فِيهِ» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «خُذْ هَذا» .
(31)
بابُ الْمُجامِعِ فِي رَمَضانَ، هَلْ يُطْعِمُ أَهْلَهُ مِنَ الْكَفَّارَةِ إذا كانُوا مَحاوِيجَ؟
1937 -
حدَّثنا عُثْمانُ بنُ أبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُوِرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إِنَّ الْأَخِرَ
(1)
وَقَعَ على امْرَأَتِهِ فِي
⦗ص: 219⦘
رَمَضانَ. فقالَ: «أَتَجِدُ ما تُحَرِّرُ رَقَبَةً؟» قالَ: لا. قالَ: «فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ؟» قالَ: لا. قالَ: «أَفَتَجِدُ ما تُطْعِمُ بِهِ
(2)
سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قالَ: لا. قالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ -وهو الزَّبِيلُ
(3)
- قالَ: «أَطْعِمْ هَذا عَنْكَ» . قالَ: على أَحْوَجَ مِنَّا؟! ما بَيْنَ لابَتَيْها أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا. قالَ: «فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ» .
(1)
هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(قصر).
(2)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في متن (و، ص): «الزِّنْبِيل» .
(32)
بابُ الْحِجامَةِ والْقَيْءِ لِلصَّائمِ
وَقالَ لِي يَحْيَى بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبانَ: سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: إذا قاءَ فَلا يُفْطِرُ؛ إِنَّما يُخْرِجُ وَلا يُولِجُ.
وَيُذْكَرُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ، والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ: الصَّوْمُ
(1)
مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ.
وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَحْتَجِمُ وهو صائمٌ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَكانَ يَحْتَجِمُ بِاللَّيْلِ.
واحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا.
وَيُذْكَرُ عن سَعْدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأُمِّ سَلَمَةَ؛ احْتَجَمُوا صِيامًا.
وَقالَ بُكَيْرٌ عن أُمِّ عَلْقَمَةَ: كُنَّا نَحْتَجِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلا تَنْهَى
(2)
.
وَيُرْوَى عن الْحَسَنِ عن غَيْرِ واحِدٍ مَرْفُوعًا: فَقالَ
(3)
: «أَفْطَرَ الْحاجِمُ والْمَحْجُومُ» .
⦗ص: 220⦘
- وَقالَ لِي عَيَّاشٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا يُونُسُ، عن الْحَسَنِ مِثْلَهُ. قِيلَ لَهُ: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ. ثُمَّ قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ.
(1)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «الفِطْرُ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «نُنْهَى» .
(3)
لفظة: «فقال» ليست في رواية أبي ذر، وفي رواية ابن عساكر:«قال» .
1938 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، عن عكْرِمَةَ:
عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ
(1)
وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صائِمٌ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، قالَ: احتَجَم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» .
1939 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو صائِمٌ
(1)
.
(1)
هذا الحديث ليس في رواية ابن عساكر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية أبي ذر أيضًا. (لا الحمرة إلى)
1940 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ ثابِتً الْبُنانِيَّ: يَسْأَلُ
(1)
أَنَسَ بْنَ
(2)
مالِكٍ رضي الله عنه: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائمِ؟ قالَ: لا؛ إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ.
وَزادَ شَبَابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا ضُبطت في كلِّ الأصول عدا (ن)، وهو خطأ قديم محفوظ، قال في الفتح: «وهذا غلط؛ فإنَّّ شعبة ما حضر سؤال ثابت لأنس، وقد سقط منه رجل بين شعبة وثابت
…
، وأشار الإسماعيليُّ والبيهقيُّ إلى أنَّ الرواية التي وقعت للبخاري خطأ، وأنهَّ سقط منه حميد». اهـ. والذي في (ن):«يُسأَلُ» بالبناء للمفعول؛ فإن صحَّ زال به الإشكال، وفي رواية أبي ذر:«سُئِلَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «سُئِلَ أنسُ بنُ» .
(33)
بابُ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ والإِفْطارِ
1941 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي إِسْحاقَ الشَّيْبانِيِّ:
سَمِعَ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فقالَ لِرَجُلٍ: «انْزِلْ
⦗ص: 221⦘
فاجْدَحْ لِي». قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، الشَّمْسَ
(2)
؟! قالَ: «انْزِلْ فاجْدَحْ لِي» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، الشَّمْسَ
(3)
؟! قالَ: «انْزِلْ فاجْدَحْ لِي» . فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فَشَرِبَ، ثُمَّ رَمَى بِيَدِهِ هاهُنا، ثُمَّ قالَ:«إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هاهُنا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائمُ» .
تابَعَهُ جَرِيرٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبِيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «الشمسُ» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر: «الشمسُ» بالرفع.
1942 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ قالَ: حدَّثني أَبِي:
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ.
1943 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ
(1)
، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟
وَكانَ كَثِيرَ الصِّيامِ، فقالَ:«إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ» .
(1)
في (ب، ص) زيادة: «رضي الله عنها» .
(34)
بابٌ: إذا صامَ أَيَّامًا مِنْ رَمَضانَ ثُمَّ سافَرَ
1944 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى مَكَّةَ فِي رَمَضانَ فَصامَ، حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ فَأَفْطَرَ النَّاسُ.
⦗ص: 222⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: والْكَدِيدُ: ماءٌ بَيْنَ عُسْفانَ وَقُدَيْدٍ
(1)
.
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله
…
» إلخ ليس في رواية أبي ذر عن المستملي ورواية ابن عساكر، والذي في (ب) أن قوله:«قال أبو عبد الله» فقط ليس في روايتهم، وهو موافق لما في السلطانية، والذي في (ص) أنه ليس في رواية ابن عساكر فقط، واتفقا على أنَّ تتمة العبارة ثابتة في رواية أبي ذر والمستملي، ووقع في غير اليونينية بعد هذا الحديث تبويبٌ مستقل بغير ترجمة.
1945 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابِرٍ: أَنَّ إِسْماعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ:
عَنْ أَبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه، قالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفارِهِ فِي يَوْمٍ حارٍّ، حَتَّى يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ على رَأسِهِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فِينا صائِمٌ إِلَّا ما كانَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وابْنِ رَوَاحَةَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «رسولِ اللهِ» .
(36)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ واشْتَدَّ الْحَرُّ
(1)
(1)
قوله: «الحَرُّ» ثابت في نسخة من رواية ابن عساكر أيضًا، قارن بما في السلطانية.
1946 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصارِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهم، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ، فقالَ:«ما هَذا؟» فقالُوا
(1)
: صائمٌ. فقالَ: «لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قالوا» .
(37)
بابٌ: لَمْ يَعِبْ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الصَّوْمِ والإِفْطارِ
1947 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: كُنَّا نُسافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائمُ على الْمُفْطِرِ، وَلا الْمُفْطِرُ على الصَّائِمِ.
(38)
بابُ مَنْ أَفْطَرَ فِي السَّفَرِ لِيَرَاهُ النَّاسُ
1948 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إلى مَكَّةَ، فَصامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفانَ، ثُمَّ دَعا بِماءٍ، فَرَفَعَهُ إلى يَدَيْهِ
(1)
لِيُرِيَهُ النَّاسَ
(2)
، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَذَلِكَ فِي رَمَضانَ. فَكانَ
(3)
ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدْ صامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شاءَ صامَ وَمَنْ شاءَ أَفْطَرَ.
(1)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «إِلى يَدِهِ» ، وفي روايته:«إِلى فِيهِ» .
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر ايضاً (ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية ابن عساكر وأبي ذر:«لِيَراهُ الناسُ» . وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل أبي ذر
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «وكان» .
(39)
بابٌ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}
[البقرة: 184]
قالَ ابْنُ عُمَرَ وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: نَسَخَتْها: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (
(1)
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ فَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
وَقالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنا
(2)
الأَعْمَشُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى: حدَّثنا
(3)
أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: نَزَلَ رَمَضانُ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَكانَ مَنْ أَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ، وَرُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَنَسَخَتْها:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«إلى قوله: {عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}» بدل إتمام الآية في الروايتين.
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» (ن، ق).
1949 -
حدَّثنا عَيَّاشٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قَرَأَ: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (
(1)
} [البقرة: 184]. قالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «مسكين» بالإفراد وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، والمثبت قراءة هشام عن ابن عامر.
(40)
بابٌ: مَتَى يُقْضَى قَضَاءُ رَمَضَانَ؟
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأْسَ أَنْ يُفَرَّقَ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
وَقالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي صَوْمِ الْعَشْرِ: لا يَصْلُحُ حَتَّى يَبْدَأَ بِرَمَضانَ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ: إذا فَرَّطَ حَتَّى جاءَ
(1)
رَمَضانٌ آخَرُ يَصُومُهُما. وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ طَعامًا.
وَيُذْكَرُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلًا وابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ يُطْعِمُ.
وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ الإِطْعامَ، إِنَّما قالَ:{فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاز» .
1950 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: كانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ
(1)
رَمَضانَ
(2)
، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبانَ. قالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ
(3)
مِنَ
(4)
النَّبِيِّ، أَوْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «من» ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
لفظة: «رمضان» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً (ب، ص).
(3)
اللام غير مضبوطة في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالرفع، وفي (ق) بالنصب. وبهامشها: مفعول لأجله. اهـ.
(4)
هكذا في رواية السمعاني عن أبي الوقت (ب، ص) أيضاً، وبهامشهما مخرَّجًا عليها على لفظة «من» في رواية السمعاني عن أبي الوقت:«أو بالنَّبِيِّ» . كذا في اليونينية هذا التخريج ومحله. اهـ.
(41)
بابٌ: الْحائِضُ تَتْرُكُ الصَّوْمَ والصَّلاةَ
وَقالَ أَبُو الزِّنادِ: إِنَّ السُّنَنَ وَوُجُوهَ الْحَقِّ لَتَأتِي كَثِيرًا على خِلافِ الرَّأيِ، فَما يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ
⦗ص: 225⦘
بُدًّا مِنِ اتِّباعِها، مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْحائِضَ تَقْضِي الصِّيامَ وَلا تَقْضِي الصَّلاةَ.
1951 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
زَيْدٌ، عن عِيَاضٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ إذا حاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟! فَذَلِكَ نُقْصانُ دِينِها
(3)
».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فذلك من نقصانِ دينها» كتبت بالحمرة. وفي رواية أخرى عن ابن عساكر: «فذلك نقصانٌ من دينها» .
(42)
بابُ مَنْ ماتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ
وَقالَ الْحَسَنُ: إِنْ صامَ عَنْهُ ثَلاثُونَ رَجُلًا يَوْمًا واحِدًا
(1)
جازَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «في يومٍ واحدٍ» .
1952 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ خالدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بنِ أَعْيَنَ: حدَّثنا أَبِي، عن عَمْرِو بنِ الحارِثِ، عن عُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ: أنّ مُحَمَّدَ بنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ ماتَ وَعَلَيْهِ صِيامٌ صامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ» .
تابَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ، عن عَمْرٍو.
رَواهُ
(1)
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ورواه» (ن، و، ق)، وعزاها في (ب) إلى أصول كثيرة دون تقييد، وهو موافق لما في السلطانية.
1953 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا زائِدَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
⦗ص: 226⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ
(1)
: جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي ماتَتْ وَعَلَيْها صَوْمُ شَهْرٍ، فَأَقْضِيهِ
(2)
عَنْها؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ
(3)
: «فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى» . قالَ سُلَيْمانُ: فَقالَ
(4)
الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ -وَنَحْنُ جَمِيعًا جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذا الْحَدِيثِ، قالَا-: سَمِعْنا مُجاهِدًا يَذْكُرُ هَذا عن ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَيُذْكَرُ عن أَبِي خالِدٍ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن
الْحَكَمِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطاءٍ وَمُجاهِدٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: قالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُخْتِي ماتَتْ.
وَقالَ يَحْيَى وَأَبُو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن مُسْلِمٍ، عن سَعِيدٍ
(5)
، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: قالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي ماتَتْ.
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن الْحَكَمِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(6)
، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: قالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي ماتَتْ وَعَلَيْها صَوْمُ نَذْرٍ.
وَقالَ أَبُو حَرِيزٍ
(7)
: حَدَّثَنا
(8)
عِكْرِمَةُ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: قالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ماتَتْ
⦗ص: 227⦘
أُمِّي وَعَلَيْها صَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
(9)
(1)
في رواية ابن عساكر: «أَنَّه قال» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أفأقضيه» .
(3)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ جُبَيْرٍ» .
(6)
قوله: «بن جُبَير» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(7)
بهامش (ن، ب، ص): حاشية بخط اليونيني: «أبو حَرِيْز» أوله حاء مهملة وراء مكسورة وآخره زاي معجمة، عن الحافظ أبي علي الغساني: هو عبد الله بن حسين قاضي سجستان، استشهد به البخاري عن عكرمة، قال أحمد بن حنبل: منكر الحديث، وقال ابن معين والنسائي: هو ضعيف، قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ. زاد في (ب، ص): قاله علي بن محمد.
(8)
هكذا في روايةٍ لأبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي روايةٍ أخرى له:«حدَّثني» .
(9)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. ثم زاد: ومرة ثانية.
(43)
بابٌ: مَتَى يَحِلُّ فِطْرُ الصَّائِمِ؟
وَأَفْطَرَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ حِينَ غابَ قُرْصُ الشَّمْسِ.
1954 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هاهُنا، وَأَدْبَرَ النَّهارُ مِنْ هاهُنا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .
1955 -
حدَّثنا إِسْحاقُ الْواسِطِيُّ: حدَّثنا خالِدٌ، عن الشَّيْبانِيِّ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وهو صائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ
(1)
الشَّمْسُ قالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ: «يا فُلانُ، قُمْ فاجْدَحْ لَنا» . فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمْسَيْتَ. قالَ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَوْ أَمْسَيْتَ. قالَ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . قالَ: إِنَّ عَلَيْكَ نَهارًا. قالَ: «انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هاهُنا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «غابَتْ» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية [ق]: «رَسولُ الله» .
(44)
بابٌ: يُفْطِرُ بِما تَيَسَّرَ عَلَيْهِ
(1)
، بِالْماءِ
(2)
وَغَيْرِهِ
(1)
لفظة: «عليه» ليست في رواية ابن عساكر وأبي ذر.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «مِنَ الْماءِ» .
1956 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ
(1)
، قالَ:
⦗ص: 228⦘
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قالَ: سِرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو صائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قالَ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمْسَيْتَ. قالَ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيْكَ نَهارًا. قالَ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لَنا» . فَنَزَلَ
(2)
فَجَدَحَ، ثُمَّ قالَ:«إِذا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هاهُنا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائمُ» . وَأَشارَ بِإِصْبَعِهِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «سُلَيْمانُ» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: فَنَزَلَ» ، وضُبطت روايته في (و، ب، ص): «قالَ» بدل: «فَنَزَلَ» .
(45)
بابُ تَعْجِيْلِ الإِفْطارِ
1957 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الْفِطْرَ» .
1958 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عن سُلَيْمانَ:
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَصامَ حَتَّى أَمْسَى، قالَ لِرَجُلٍ:«انْزِلْ فاجْدَحْ لِي» . قالَ: لَوِ انْتَظَرْتَ حَتَّى تُمْسِيَ.
قالَ: «انْزِلْ فاجْدَحْ لِي، إذا رَأَيْتَ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هاهُنا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .
(46)
بابٌ: إذا أَفْطَرَ فِي رَمَضانَ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ
1959 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن فاطِمَةَ:
عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
(2)
رضي الله عنهما، قالَتْ: أَفْطَرْنا على عَهْدِ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. قِيلَ لِهِشامٍ: فَأُمِرُوا بِالْقَضاءِ؟ قالَ: بُدٌّ
(4)
مِنْ قَضاءٍ؟!
⦗ص: 229⦘
وَقالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ هِشامًا: لا أَدْرِي أَقَضَوْا أَمْ لا.
(1)
بهامش (ب): في أصول كثيرة: «حدَّثنا» . وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الصِّدِّيقِ» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لا بُدَّ» .
(47)
باب صَوْمِ الصِّبْيانِ
وَقالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِنَشْوانٍ
(1)
فِي رَمَضانَ: وَيْلَكَ! وَصِبْيانُنا صِيامٌ
(2)
؟! فَضَرَبَهُ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «لِنَشْوانَ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر وأبي ذر أيضاً (ب، ص)، وبهامش اليونينية بدون رقم:«صُوَّامٌ» كتبت بالحمرة.
1960 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ ذَكْوانَ:
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَداةَ عاشُوراءَ إلى قُرَى الأَنْصارِ: «مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صائِمًا فَلْيَصُمْ» . قالَتْ: فَكُنَّا
(1)
نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيانَنا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذا بَكَى أَحَدُهُمْ على الطَّعامِ أَعْطَيْناهُ ذاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطارِ
(2)
.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «كُنَّا» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المستملي زيادة: «قالَ: العِهْنُ الصُّوفُ» . ولفظة: «قال» ثابتة في رواية ابن عساكر فقط.
(48)
بابُ الْوِصالِ، وَمَنْ قالَ: لَيْسَ فِي اللَّيْلِ صِيامٌ
؛ لِقَوْلِهِ تَعالَى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187]، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ
(1)
رَحْمَةً لَهُمْ وَإِبْقاءً عَلَيْهِمْ، وَما يُكْرَهُ مِنَ التَّعَمُّقِ
(1)
لفظة: «عنه» ليست في رواية ابن عساكر.
1961 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، قالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني قَتادَةُ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«لا تُواصِلُوا» . قالُوا: إِنَّكَ تُواصِلُ. قالَ: «لَسْتُ
(1)
كَأَحَدٍ مِنْكُمْ
(2)
؛ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى» أَوْ: «إِنِّي أَبِيتُ أُطْعَمُ وَأُسْقَى» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «إِنِّي لَسْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «كَأَحَدِكُمْ» .
1962 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الْوِصالِ، قالُوا
(1)
: إِنَّكَ تُواصِلُ. قالَ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ؛ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قالَ: قالُوا» .
1963 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني ابْنُ الْهادِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا تُواصِلُوا، فَأَيُّكُمْ إِذا
(1)
أَرادَ أَنْ يُواصِلَ فَلْيُواصِلْ حَتَّى السَّحَرِ». قالُوا: فَإِنَّكَ تُواصِلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَساقٍ يَسْقِينِ
(2)
».
(1)
لفظة: «إذا» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وليست في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
1964 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدٌ، قالَا: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الْوِصالِ رَحْمَةً لَهُمْ، فقالُوا: إِنَّكَ تُواصِلُ. قالَ: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ؛ إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ
(2)
». لَمْ يَذْكُرْ
(3)
عُثْمانُ: رَحْمَةً لَهُمْ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «أخبَرَنا» ، وفي رواية السمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: لَمْ يَذْكُرْ» .
(49)
بابُ التَّنْكِيلِ لِمَنْ أَكْثَرَ الْوِصالَ
رَواهُ أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1965 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الْوِصالِ فِي الصَّوْمِ، فقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّكَ تُواصِلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «وَأَيُّكُمْ
(2)
مِثْلِي؟! إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي
⦗ص: 231⦘
وَيَسْقِينِ». فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عن الْوِصالِ، واصَلَ بِهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلالَ، فقالَ:«لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ» . كالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخْبَرنِي» . قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية ابن عساكر: «فَأَيُّكُمْ» .
1966 -
حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِيَّاكُمْ والْوِصالَ» . مَرَّتَيْنِ، قِيلَ: إِنَّكَ تُواصِلُ. قالَ: «إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ
(1)
، فاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ ما تُطِيقُونَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(50)
بابُ الْوِصالِ إلى السَّحَرِ
1967 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن يَزِيدَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا تُواصِلُوا، فَأَيُّكُمْ أَرادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ» . قالُوا: فَإِنَّكَ تُواصِلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «لَسْتُ
(1)
كَهَيْئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَساقٍ يَسْقِينِ
(2)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «إنِّي لَسْتُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(51)
بابُ مَنْ أَقْسَمَ على أَخِيهِ لِيُفْطِرَ فِي التَّطَوُّعِ، وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ
قَضاءً إِذا
(1)
كانَ أَوْفَقَ لَهُ
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً، وفي روايته:«إذْ» .
1968 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا أَبُو الْعُمَيْسِ، عن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ:
عَنْ أَبِيهِ، قالَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمانَ وَأَبِي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمانُ أَبا الدَّرْداءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْداءِ مُتَبَذِّلَةً
(1)
، فقالَ لَها: ما شَأنُكِ؟ قالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْداءِ لَيْسَ لَهُ حاجَةٌ فِي الدُّنْيا. فَجاءَ أَبُو الدَّرْداءِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعامًا، فقالَ: كُلْ. قالَ: فَإِنِّي صائمٌ. قالَ: ما أَنا بِآكِلٍ حَتَّى تَأكُلَ. قالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْداءِ يَقُومُ، قالَ: نَمْ. فَنامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فقالَ: نَمْ. فَلَمَّا كانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قالَ سَلْمانُ: قُمِ الآنَ. فَصَلَّيا، فقالَ لَهُ سَلْمانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ
⦗ص: 232⦘
حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ سَلْمانُ» .
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «مُبْتَذِلَةً» .
(52)
بابُ صَوْمِ شَعْبانَ
1969 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ
(1)
: لا يَصُومُ. فَما
(2)
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَما رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيامًا منه فِي شَعْبانَ.
(1)
في (ب): «نقولُ
…
نقولُ»، وفي (و):«تقولُ .. تقولُ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَما» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيَّ» .
1970 -
حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ، قالَتْ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبانَ، فَإِنَّهُ كانَ يَصُومُ شَعْبانَ
كُلَّهُ، وَكانَ يَقُولُ:«خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» . وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
ما دُوْوِمَ
(2)
عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ، وَكانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً داوَمَ عَلَيْها.
(1)
في رواية ابن عساكر: «إلى الله» .
(2)
في حاشية الأصل: «دِيمَ» .
(53)
بابُ ما يُذْكَرُ مِنْ صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإِفْطارِهِ
1971 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدٍ
(2)
:
⦗ص: 233⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: ما صامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا كامِلًا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ، وَيَصُومُ حَتَّى يَقُولَ الْقائلُ: لا واللَّهِ لا يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ
(3)
الْقائِلُ: لا واللَّهِ لا يَصُومُ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» (ب، ص).
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ جُبَير» .
(3)
في (و، ب): «يقولُ
…
يقولُ» بالرفع.
1972 -
حدثني عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يَصُوم منه، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لا يُفْطِر
(1)
منه شَيْئًا، وَكانَ لا تَشاءُ تَريْهُ
(2)
مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ، وَلا نائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ.
وَقالَ
(3)
سُلَيْمَانُ، عن حُمَيْدٍ: أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسًا، فِي الصَّوْمِ:
(1)
بالرفع والنصب معًا.
(2)
أهمل نقطها في (ب، ص)، ونقل المثبت عن الفرع، وفي رواية ابن عساكر وأبي ذر:«تَراهُ» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: وقالَ» . قارن بما في السلطانية.
1973 -
حدثني مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا أَبُو خالِدٍ الأَحْمَرُ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا رضي الله عنه عن صِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: ما كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَراهُ مِنَ الشَّهْرِ صائمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ، وَلا مُفْطِرًا إِلَّا رَأَيْتُهُ، وَلا مِنَ اللَّيْلِ قائِمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ، وَلا نائِمًا إِلَّا رَأَيْتُهُ، وَلا مَسِسْتُ خَزَّةً وَلا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلا عَبِيرَةً
(2)
أَطْيَبَ رائحَةً مِنْ رائحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابْنُ سَلامٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «عَنْبَرَةً» . وهو المثبت في متن (و).
(54)
بابُ حَقِّ الضَّيْفِ فِي الصَّوْمِ
1974 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: أخبَرَنا هارُونُ بنُ إسْماعِيلَ: حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا يَحُيَى، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ، قالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ الْعاصِ رضي الله عنهما، قالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ؛ يَعْنِي: «إِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» . فَقُلْتُ
(1)
: وَما صَوْمُ داوُدَ؟
⦗ص: 234⦘
قالَ: «نِصْفُ الدَّهْرِ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «قُلْتُ» .
(55)
بابُ حَقِّ الْجِسْمِ فِي الصَّوْمِ
1975 -
حدَّثنا ابْنُ مُقاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ رضي الله عنهما: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟!» فَقُلْتُ: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَلا تَفْعَلْ
(2)
، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ
(3)
أَنْ تَصُومَ كُلَّ
(4)
شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثالِها، فَإِنَّ ذَلِكَ
(5)
صِيامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ». فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قالَ: «فَصُمْ صِيامَ نَبِيِّ اللَّهِ داوُدَ عليه السلام
وَلا تَزِدْ عَلَيْهِ». قُلْتُ: وَما كانَ صِيامُ نَبِيِّ اللَّهِ داوُدَ عليه السلام؟ قالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ» . فَكانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ بَعْدَما كَبِرَ: يا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «مُحَمَّدُ بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «لا تَفْعَلْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، وكانت السين فيها مفتوحةً فصلحت بتسكينها، والله أعلم. اهـ. وقد ضبطت في (ن) بفتح السين.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «مِنْ كُلِّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«فِي كُلِّ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت وابن عساكر: «فَإِذَنْ ذَلِكَ» .
(56)
بابُ صَوْمِ الدَّهْرِ
1976 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 235⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: واللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهارَ، وَلَأَقُومَنَّ الَّليْلَ ما عِشْتُ. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ
(1)
قُلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قالَ: «فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثالِها، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيامِ الدَّهْرِ» . قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قالَ: «فَصُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ» . قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيامُ داوُدَ عليه السلام وهو أَفْضَلُ الصِّيامِ» . فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَقَدْ» .
(57)
بابُ حَقِّ الأَهْلِ فِي الصَّوْمِ
رَواهُ أَبُو جُحَيْفَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1977 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: أَخْبَرَنا
(1)
أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطاءً: أَنَّ أَبا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما: بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فقالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي؟!
(2)
فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا». قالَ: إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ
(3)
. قالَ: «فَصُمْ صِيامَ داوُدَ عليه السلام» . قالَ: وَكَيْفَ؟ قالَ: «كانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلا يَفِرُّ إذا لاقَى» . قالَ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يا نَبِيَّ اللَّهِ؟! قالَ عَطاءٌ: لا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيامَ الأَبَدِ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا صامَ مَنْ صامَ الأَبَدَ» مَرَّتَيْنِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «ذَلِكَ» .
(58)
بابُ صَوْمِ يَوْمٍ وَإِفْطارِ يَوْمٍ
1978 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُغِيرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» . قالَ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. فَما زالَ حَتَّى قالَ: «صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا» ، فقالَ:«اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ» . قالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ. فَما زالَ حَتَّى قالَ: «فِي ثَلاثٍ» .
(59)
بابُ صَوْمِ داوُدَ عليه السلام
1979 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا الْعَبَّاسِ الْمَكِّيَّ -وَكانَ شاعِرًا، وَكانَ لا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ- قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟!» فَقُلْتُ
(1)
: نَعَمْ. قالَ: «إِنَّكَ إذا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ، وَنَفِهَتْ
(2)
لَهُ النَّفْسُ، لا صامَ مَنْ صامَ الدَّهْرَ، صَوْمُ ثَلاثَةِ
أَيَّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ». قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قالَ: «فَصُمْ صَوْمَ داوُدَ عليه السلام: كانَ
(3)
يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلا يَفِرُّ إذا لاقَى».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قُلْتُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ونَهَثَتْ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«ونَهكَتْ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وَكانَ» .
1980 -
حدَّثنا إِسْحاقُ
(1)
الْواسِطِيُّ: حدَّثنا خالِدٌ
(2)
، عن خالِدٍ
(3)
، عن أَبِي قِلَابَةَ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(4)
أَبُو الْمَلِيحِ، قالَ:
⦗ص: 237⦘
دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، فَجَلَسَ على الأَرْضِ، وَصارَتِ الْوِسادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فقالَ:«أَما يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ؟!» قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «خَمْسًا» . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «سَبْعًا» . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «تِسْعًا» . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «إِحْدَى عَشْرَةَ
(5)
». ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ داوُدَ عليه السلام شَطْر
(6)
الدَّهْرِ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ شاهِينَ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الحَذَّاءِ» .
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَمْسَةً
…
سَبْعَةً
…
تِسْعَةً
…
أَحَدَ عَشَرَ».
(6)
ضُبطت في اليونينية بثلاثة أوجه معًا: «شَطْرَ» ، و «شَطْرُ» ، و «شَطْرِ» ، والرفع والجر معًا رواية أبي ذر، ولفظة «عليه السلام» ليس في (ن).
(60)
بابُ صِيامِ أَيَّامِ
(1)
الْبِيضِ: ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ
(2)
(1)
لفظة: «أيام» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ثَلاثَةَ عَشَرَ، وأرْبَعَةَ عَشَرَ، وخَمْسَةَ عَشَرَ» .
1981 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ، قالَ: حدَّثني أَبُو عُثْمانَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَوْصانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنامَ.
(61)
بابُ مَنْ زارَ قَوْمًا فَلَمْ يُفْطِرْ عِنْدَهُمْ
1982 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
خالِدٌ -هو ابْنُ الْحارِثِ-: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، قالَ:«أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقائِهِ، وَتَمْرَكُمْ فِي وِعائِهِ؛ فَإِنِّي صائمٌ» . ثُمَّ قامَ إلى ناحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ،
⦗ص: 238⦘
فَدَعا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِها، فقالتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي خُوَيصَّةً. قالَ:«ما هِيَ؟» قالَتْ: خادِمُكَ أَنَسٌ. فَما تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلا دُنْيا إِلَّا دَعا لِي بِهِ، قالَ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مالًا، وَوَلَدًا، وَبارِكْ لَهُ
(2)
». فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصارِ مالًا، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ: أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ
(3)
البَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِئةٌ.
- حدَّثنا
(4)
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا يَحْيَى
(5)
، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ: سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «فِيهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «الحَجَّاجِ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت بدلها: «قال» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ أيُّوبَ» .
(62)
بابُ الصَّوْمِ آخِرَ
(1)
الشَّهْرِ
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ آخِرِ» .
1983 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ، عن غَيْلانَ -وَحَدَّثَنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: حدَّثنا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ- عن مُطَرِّفٍ:
عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَأَلَهُ -أَوْ: سَأَلَ رَجُلًا- وَعِمْرانُ يَسْمَعُ، فقالَ:«يا أَبا فُلانٍ، أَما صُمْتَ سَرَرَ هَذا الشَّهْرِ؟» . قالَ: أَظُنُّهُ قالَ: يَعْنِي رَمَضانَ. قالَ الرَّجُلُ: لا يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِذا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ» . لَمْ يَقُلِ الصَّلْتُ: أَظُنُّهُ يَعْنِي رَمَضانَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وَقالَ ثابِتٌ، عن مُطَرِّفٍ، عن عِمْرانَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«مِنْ سَرَرِ شَعْبانَ» .
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر.
(63)
بابُ صَوْمِ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ،
فإِذا
(1)
أَصْبَحَ صائمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُفْطِرَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وإذا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يَعْني إذا لَمْ يَصُمْ قَبْلَهُ وَلا يُرِيدُ أنْ يَصُومَ بَعْدَهُ» .
1984 -
حدَّثنا أبُو عاصِمٍ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ جُبَيْرٍ
(1)
، عن مُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ، قالَ:
سَأَلْتُ جابِرًا رضي الله عنه: نَهَى
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَةِ؟ قالَ: نَعَمْ.
زادَ غَيْرُ أبي عاصِمٍ: أنْ يَنْفَرِدَ بِصَوْمٍ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ شَيْبَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَنَهَى» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «يَعْنِي أنْ يَنْفَرِدَ بِصَوْمِهِ» . كتبت بالحمرة.
1985 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَصُومَنَّ
(1)
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لا يَصُومُ» .
1986 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ (ح)
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عن أَبِي أَيُّوبَ:
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحارِثِ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْها يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهْيَ صائمَةٌ، فقالَ:«أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قالَتْ: لا. قالَ: «تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِينَ
(1)
غَدًا؟» قالَتْ: لا. قالَ: «فَأَفْطِرِي» .
⦗ص: 240⦘
وَقالَ حَمَّادُ بْنُ الجَعْدِ: سَمِعَ قَتادَةَ: حدَّثني أَبُو أَيُّوبَ: أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ: فَأَمَرَها فَأَفْطَرَتْ.
(1)
ضبَّب فوق النون في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أنْ تَصُومي» .
(64)
بابٌ: هَلْ يَخُصُّ شَيْئًا
(1)
مِنَ الأَيَّامِ؟
(1)
في رواية ابن عساكر: «يُخَصُّ شَيْءٌ» .
1987 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ:
عَنْ عَلْقَمَةَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: هَلْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتَصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئًا؟ قالَتْ: لا، كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ ما كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ؟!
(65)
بابُ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ
1988 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن مالِكٍ، قالَ: حدَّثني سالِمٌ، قالَ: حدَّثني عُمَيْرٌ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ: أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ حَدَّثَتْهُ.
(خ): وحدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ
(1)
:
عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحارِثِ: أَنَّ ناسًا تَمَارَوْا عِنْدَها يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ بَعْضُهُمْ: هو صائمٌ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصائمٍ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ، وهو واقِفٌ على بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «عَبَّاسٍ» .
1989 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ وَهْبٍ -أَوْ: قُرِئَ عَلَيْهِ- قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ:
عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّاسَ شَكُّوا فِي صِيامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِحِلَابٍ، وهو واقِفٌ فِي الْمَوْقِفِ، فَشَرِبَ مِنهُ والنَّاسُ يَنْظُرُونَ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» (ن، و، ق)، وفي رواية أبي ذر:«أخبَرَنِي» .
(66)
بابُ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ
1990 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ
(1)
، قالَ:
شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقالَ: هَذانِ يَوْمانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن صِيامِهِما: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيامِكُمْ، والْيَوْمُ الآخَرُ تَأكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ.
(2)
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَوْلَى بَنِي أَزْهَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: قال ابنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ قالَ: مَولَى ابنِ أزْهَرَ فَقَدْ أصابَ، ومَنْ قالَ: مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فَقَدْ أصابَ» .
1991 -
1992 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه،
قالَ: نَهَى النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ والنَّحْرِ، وَعَنِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ، وَعَنْ صَلاةٍ
(2)
بَعْدَ الصُّبْحِ والْعَصْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(2)
في رواية ابن عساكر والحَمُّويِي والمستملي: «وعَن الصَّلاةِ» .
(67)
بابُ الصَّوْمِ
(1)
يَوْمَ النَّحْرِ
(1)
في رواية ابن عساكر والحَمُّويِي والمستملي: «صَوْمِ» .
1993 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، عن عَطاءِ بْنِ مِيناء، قالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: يُنْهَى عن صِيامَيْنِ، وَبَيْعَتَيْنِ: الْفِطْرِ والنَّحْرِ، والْمُلامَسَةِ والْمُنابَذَةِ.
1994 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا مُعاذٌ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، عن زِيادِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
⦗ص: 242⦘
جاءَ رَجُلٌ إلى ابْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما فقالَ: رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا -قالَ: أَظُنُّهُ قالَ: الاثْنَيْن
(2)
- فَوافَقَ
(3)
يَوْمَ عِيدٍ. فقالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَرَ اللَّهُ بِوَفاءِ النَّذْرِ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ هَذا الْيَوْمِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «جاء رجلٌ ابنَ عمر» .
(2)
أهمل ضبطها في الأصول إلَّا (و) ففيها: «الاثنينَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «ذَلك» .
1995 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، قالَ: سَمِعْتُ قَزَعَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه -وَكانَ غَزا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً- قالَ: سَمِعْتُ أَرْبَعًا مِنَ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْجَبْنَنِي
(2)
، قالَ: «لا تُسافِرِ
(3)
الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ إِلَّا وَمَعَها زَوْجُها أَوْ ذُو مَحْرَمٍ. وَلا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِ والأَضْحَى. وَلا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ. وَلا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إلى ثَلاثَةِ مَساجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذا».
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «عن» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
أهمل ضبطها في (ن، و) والمثبت من (ب، ص).
(68)
بابُ صِيامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
1996 -
وَقالَ لِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي: كانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَصُومُ أَيَّامَ مِنًى
(2)
، وَكانَ أَبُوها
(3)
يَصُومُها.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: وقال لي» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «أيامَ التَشرِيقِ بِمِنًى» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أبُوهُ» .
1997 -
1998 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى
(1)
، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عائِشَةَ، وعنْ سالِمٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهم، قالَا: لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «بنِ أبِي لَيْلَى» .
1999 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: الصِّيامُ لِمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلى الْحَجِّ إلى يَوْمِ عَرَفَةَ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ صامَ أَيَّامَ مِنًى.
وَعَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ، عن عائِشَةَ مِثْلَهُ.
تابَعَهُ إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ
(2)
.
(1)
قوله: «بن عمر» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت، قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية ابن عساكر: «وتابَعَهُ إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ» دون ذِكر ابن شِهاب.
(69)
بابُ صِيامِ يَوْمِ عاشُوراءَ
2000 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عاشُوراءَ: «إِنْ شاءَ صامَ» .
2001 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِصِيامِ يَوْمِ عاشُوراءَ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضانُ، كانَ مَنْ شاءَ صامَ وَمَنْ شاءَ أَفْطَرَ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ» .
2002 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 244⦘
عنْ عائِشَةَ
(1)
رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ يَوْمُ عاشُوراءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجاهِلِيَّةِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ
(2)
، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صامَهُ وَأَمَرَ بِصِيامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضانُ تَرَكَ يَوْمَ
(3)
عاشُوراءَ، فَمَنْ شاءَ صامَهُ وَمَنْ شاءَ تَرَكَهُ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَنَّ عائِشَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «في الجاهِلِيَّةِ» .
(3)
ضبطت العبارة في متن (و، ب) بوجهين: المثبت، و «تُرِكَ يومُ» بالبناء للمفعول.
2003 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَمِعَ مُعاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ رضي الله عنهما يَوْمَ عاشُوراءَ عامَ حَجَّ، على الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: يا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَماؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هَذا يَوْمُ عاشُوراءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيامُهُ
(1)
، وَأَنا صائِمٌ، فَمَنْ شاءَ فَلْيَصُمْ
(2)
، وَمَنْ شاءَ فَلْيُفْطِرْ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ولَمْ يَكْتُبِ اللهُ عليكم صيامَه» .
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«فَلْيَصُمْهُ» .
2004 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عاشُوراءَ، فقالَ:«ما هَذا؟» قالُوا: هَذا يَوْمٌ صالِحٌ
(1)
، هَذا يَوْمُ
(2)
نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصامَهُ مُوسَى. قالَ:«فَأَنا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» . فَصامَهُ وَأَمَرَ بِصِيامِهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «هَذا يَوْمٌ صالِحٌ، هَذا يَوْمٌ صالِحٌ» بتكرارها مرتين.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2005 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن أَبِي عُمَيْسٍ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ:
⦗ص: 245⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: كانَ يَوْمُ عاشُوراءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَصُومُوهُ أَنْتُمْ» .
2006 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن ابْنِ عُيَيْنَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ على غَيْرِهِ إِلَّا هَذا الْيَوْمَ، يَوْمَ عاشُوراءَ، وَهَذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضانَ.
2007 -
ثلاثي - حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَزِيدُ
(1)
:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه، قالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ: أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ: «أَنَّ مَنْ كانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عاشُوراءَ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أَبِي عُبَيْدٍ» .
(1)
بابُ
(1)
فَضْلِ مَنْ قامَ رَمَضانَ
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «كِتابُ صَلاةِ التَّراوِيِح» قبل هذا الباب، وهي في رواية أبي ذر مع زيادة البسملة بعدها، وهي رواية المستملي إلَّا أنَّ البسملة عنده مقدَّمة على الكتاب.
2008 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني أبُو سَلَمَةَ:
أنَّ أبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِرَمَضانَ: «مَنْ قامَهُ إِيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
2009 -
2010 - حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بنُ يُوُسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابنِ شِهابٍ، عن حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قامَ رَمَضانَ إِيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» . قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والأَمْرُ على ذَلِكَ، ثُمَّ كانَ الأَمْرُ على ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ
خِلافَةِ عُمَرَ رضي الله عنهما.
وَعَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقارِيِّ: أَنَّهُ قالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَيْلَةً فِي رَمَضانَ إلى الْمَسْجِدِ، فَإِذا النَّاسُ أَوْزاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاتِهِ الرَّهْطُ، فقالَ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ على قارِئٍ واحِدٍ لَكانَ أَمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمَعَهُمْ على أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ قارِئِهِمْ، قالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، والَّتِي يَنامُونَ عَنْها أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ.
2011 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى، وَذَلِكَ فِي رَمَضانَ.
⦗ص: 247⦘
2012 -
حدَّثنا
(1)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ لَيْلَةً مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، وصَلَّى رِجالٌ بِصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ، فَصَلَّوْا
(2)
مَعَهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى فَصَلَّوْا
(3)
بِصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عن أَهْلِهِ، حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ على النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْها» . فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والأَمْرُ على ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحَدَّثَنِي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَصَلَّى فَصَلَّوْا» .
(3)
لفظة: «فصلوا» ليست في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر:«فَصَلَّى فَصُلِّيَ» .
2013 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَأَلَ عائِشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ كانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضانَ؟ فقالتْ: ما كانَ يَزِيدُ فِي رَمَضانَ وَلا فِي غَيْرِها
(1)
على إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْأَلْ
(2)
عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْأَلْ
(3)
عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثًا. فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قالَ:«يا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنامانِ وَلا يَنامُ قَلْبِي» .
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «غَيْرِهِ» .
(2)
في (ق، ب، ص): «تَسَلْ» .
(3)
في (ق، ب، ص): «تَسَلْ» .
(1)
بابُ
(1)
فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(2)
: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
(3)
. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر]
قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ما كانَ فِي الْقُرْآنِ {مَا
(4)
أَدْرَاكَ} فَقَدْ أَعْلَمَهُ، وَما قالَ
(5)
: {وَمَا يُدْرِيكَ} فَإِنَّهُ لَمْ يُعْلِمْهُ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بسم الله الرحمن الرحيم» قبل هذا الباب.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقال الله تعالى» .
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى آخره» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«إلى آخر السورة» بدل إتمامها في الروايتين.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَما» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «وما كانَ» ، قارن بما في السلطانية.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لَمْ يُعْلم» .
2014 -
حدَّثنا عَليٌّ بنُ عَبْدِ اللهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حَفِظْناهُ، وإنَّما حَفِظَ
(1)
مِنَ الزُّهْرِيِّ، عن أبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«مَنْ صامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
تابَعَهُ سُلَيْمانُ بْنُ كَثِيرٍ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وأَيَّما حِفْظٍ» .
(2)
بابُ الْتِمَاسِ لَيْلَةِ
(1)
الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الأَواخِرِ
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «بابٌ: الْتَمِسُوا ليلةَ» .
2015 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 249⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنامِ فِي السَّبْعِ الأَواخِرِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرَى رُؤْياكُمْ قَدْ تَواطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَواخِرِ، فَمَنْ كانَ مُتَحَرِّيَها فَلْيَتَحَرَّها فِي السَّبْعِ الأَواخِرِ» .
2016 -
حدَّثنا
(1)
مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ أَبا سَعِيدٍ، وَكانَ لِي صَدِيقًا، فقالَ: اعْتَكَفْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضانَ، فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنا، وَقالَ:«إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُها -أَوْ: نُسِّيتُها- فالْتَمِسُوها فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ فِي الْوِتْرِ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي ماءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ» . فَرَجَعْنا وَما نَرَى فِي السَّماءِ قَزَعَةً، فَجاءَتْ سَحابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ، وَكانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِي الْماءِ والطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
بابُ تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَواخِر
فِيهِ عُبادَةُ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فيه عن عُبادَةَ» .
2017 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا أَبُو سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ، مِنَ الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ» .
2018 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حازِمٍ والدَّراوَرْدِيُّ، عن يَزِيدَ
(1)
، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 250⦘
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجاوِرُ فِي رَمَضانَ الْعَشْرَ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ، فَإِذا كانَ حِينَ يُمْسِي مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي
(2)
وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، رَجَعَ إلى مَسْكَنِهِ، وَرَجَعَ مَنْ كانَ يُجاوِرُ مَعَهُ، وَأَنَّهُ أَقامَ فِي شَهْرٍ جاوَرَ فِيهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي كانَ يَرْجِعُ فيها، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَمَرَهُمْ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ:«كُنْتُ أُجاوِرُ هَذِهِ الْعَشْرَ، ثُمَّ قَدْ بَدا لِي أَنْ أُجاوِرَ هَذِهِ الْعَشْرَ الأَواخِرَ، فَمَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أُنْسِيتُها، فابْتَغُوها فِي العَشْرِ الأَواخِرِ، وابْتَغُوها فِي كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ فِي ماءٍ وَطِينٍ» . فاسْتَهَلَّتِ السَّماءُ فِي
(3)
تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَمْطَرَتْ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَبَصُرَتْ عَيْنِي نَظَرْتُ
(4)
إِلَيْهِ
انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَماءً.
(5)
2019 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«الْتَمِسُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ الهادِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَمْضِينَ» .
(3)
لفظة: «في» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فبَصُرت عَيْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرْتُ» .
(5)
في هامش (و): آخر الجزء العاشر. اهـ.
2020 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجاوِرُ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ، وَيَقُولُ:«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثني» .
2021 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ
(1)
، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْتَمِسُوها فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ لَيْلَةَ
⦗ص: 251⦘
القَدْرِ، فِي تاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خامِسَةٍ تَبْقَى».
(1)
في رواية ابن عساكر: «عن أيُّوبَ» .
2022 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا عاصِمٌ، عن أَبِي مِجْلَزٍ وَعِكْرِمَةَ:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فِي الْعَشْرِ
(1)
، هِيَ فِي تِسْعٍ يَمْضِينَ، أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ
(2)
». يَعْنِي: لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
قالَ
(3)
عَبْدُ الْوَهَّابِ، عن أَيُّوبَ وَعَنْ خَالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:«الْتَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الأواخِرِ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «يَمْضِينَ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «تابَعَهُ» ، ورواية عبد الوهاب مقدَّمة على حديث عبد الله بن أبي الأسود في رواية ابن عساكر.
2023 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنا
(2)
خالِدُ بْنُ الْحارِثِ: حدَّثنا حُمَيْدٌ: حدَّثنا أَنَسٌ:
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَنا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فقالَ:«خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فالْتَمِسُوها فِي التَّاسِعَةِ والسَّابِعَةِ والْخامِسَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وفي روايته ورواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت قبل هذا الحديث زيادة:«(4) بابُ رَفْعِ مَعْرِفَةِ لَيْلَةِ القَدْرِ؛ لِتَلاحِي النَّاسِ يَعْنِي مُلاحاةً» . والذي في (ب، ص) أن قوله: «يَعْنِي مُلاحاةً» ثابت في رواية أبي ذر فقط.
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(5)
بابُ الْعَمَلِ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ
(1)
رَمَضانَ
(1)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فِي» .
2024 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي يَعْفُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ الاعْتِكافِ
(1)
فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ، والاعْتِكافِ فِي الْمَساجِدِ كُلِّها؛ لِقَوْلِهِ تَعالَى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
(2)
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا
(3)
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187]
(1)
في رواية ابن عساكر: «كتاب الاعتكاف. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. بابُ الاعتكافِ
…
»، وفي رواية أبي ذر والمستملي: «أبواب الاعتكاف بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بابُ الاعتكافِ
…
».
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}» بدل إتمام الآية.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى آخر الآية» بدل إتمام الآية (و، ق)، وخرَّج في (ب، ص) لروايتهم في نفس موضع رواية ابن عساكر السابقة.
2025 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ: أَنَّ نافِعًا أَخْبَرَهُ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَواخِرَ مِنْ رَمَضانَ.
2026 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَواخِرَ مِنْ رَمَضانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْواجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
2027 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهادِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ بْنِ الْحارِثِ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضانَ، فاعْتَكَفَ عامًا، حَتَّى إذا كانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَهْيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِها
(1)
⦗ص: 254⦘
مِنِ اعْتِكافِهِ، قالَ: «مَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الأَواخِرَ، وَقَدْ
(2)
أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُها، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي ماءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِها، فالْتَمِسُوها فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ، والْتَمِسُوها فِي كُلِّ وِتْرٍ». فَمَطَرَتِ السَّماءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَكانَ الْمَسْجِدُ على عَرِيشٍ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنايَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْماءِ والطِّينِ، مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي، وفي رواية غيرهم:«يَخرُجُ صبيحتَها» ، وهو المثبت في متن (و).
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فَقَدْ» .
(2)
بابُ الْحائضِ
(1)
تُرَجِّلُ الْمُعْتَكِفَ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: الحائِضُ» .
2028 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصْغِي إِلَيَّ رَأسَهُ وهو مُجاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ وَأَنا حائِضٌ.
(3)
بابٌ: لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحاجَةٍ
2029 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: وَإِنْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأسَهُ، وهو فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ، وَكانَ لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحاجَةٍ إذا كانَ مُعْتَكِفًا.
(1)
(1)
بهامش (و): قوبل بأصله فصحَّ صحته.
(4)
بابُ غَسْلِ
(1)
الْمُعْتَكِفِ
(1)
في رواية أبي ذر: «غُسْلِ» .
2030 -
2031 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
⦗ص: 255⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُباشِرُنِي وَأَنا حائِضٌ.
وَكانَ يُخْرِجُ رَأسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وهو مُعْتَكِفٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنا حائِضٌ.
(5)
بابُ الاعْتِكافِ لَيْلًا
2032 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنا
(1)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنْ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ. قالَ: «فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(6)
بابُ اعْتِكافِ النِّساءِ
2033 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عَمْرَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ، فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِباءً، فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فاسْتَأذَنَتْ حَفْصَةُ عائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ
خِباءً، فَأَذِنَتْ لَها، فَضَرَبَتْ خِباءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ
(1)
جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِباءً آخَرَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأَى الأَخْبِيَةَ، فَقالَ:«ما هَذا؟» فَأُخْبِرَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «آلْبِرُّ
(2)
تُرَوْنَ
(3)
بِهِنَّ؟!» فَتَرَكَ الاعْتِكافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .
(2)
هكذا في (ن)، وأشار في الإرشاد إلى أنَّه في نسخة، وفي (و):«آلبرَّ» ، وفي (ص):«أَلبرَّ» ، وهو موافق لما في الإرشاد، وبهامش (ص) دون عزوٍ:«آلبرُ» و «آلبرُ» معًا، وهو موافق لما في متن (ق)، وفي (ب):«البرَّ» ، وبهامشها دون عزوٍ:«أَلبرُّ» و «أَلبرَّ» معًا.
(3)
في رواية ابن عساكر: «تُرِدْنَ» .
(7)
بابُ الأَخْبِيَةِ فِي الْمَسْجِدِ
2034 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 256⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرادَ أَنْ يَعْتَكِفَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إلى الْمَكانِ الَّذِي أَرادَ أَنْ يَعْتَكِفَ، إذا أَخْبِيَةٌ: خِباءُ عَائِشَةَ، وَخِباءُ حَفْصَةَ، وَخِباءُ زَيْنَبَ، فَقالَ:«آلْبِرَّ تَقُولُونَ بِهِنَّ؟!» ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَعْتَكِفْ، حَتَّى اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.
(8)
بابٌ: هَلْ يَخْرُجُ الْمُعْتَكِفُ لِحَوائِجِهِ إلى بابِ الْمَسْجِدِ؟
2035 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
(1)
رضي الله عنهما:
أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّها جاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ فِي اعْتِكافِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ ساعَةً، ثُمَّ قامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَها يَقْلِبُها، حَتَّى إذا بَلَغَتْ بابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصارِ، فَسَلَّما على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَهُما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكُما، إِنَّما هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» . فَقالا: سُبْحانَ اللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِما، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الشَّيْطانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُما شَيْئًا» .
(9)
بابُ الاعْتِكَافِ
وَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ عِشْرِينَ:
2036 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ هارُونَ بْنَ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبارَكِ: حَدَّثَنِي
(1)
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:
سَأَلْتُ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضانَ. قالَ: فَخَرَجْنا صَبِيحَةَ
⦗ص: 257⦘
عِشْرِينَ. قالَ: فَخَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَقالَ: «إِنِّي أُرِيتُ
(2)
لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَإِنِّي نُسِّيتُها
(3)
، فالْتَمِسُوها فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ فِي وتْرٍ
(4)
، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَسْجُدَ
(5)
فِي ماءٍ وَطِينٍ، وَمَنْ كانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْيَرْجِعْ». فَرَجَعَ النَّاسُ إلى الْمَسْجِدِ، وَمَا نَرَى فِي السَّماءِ قَزَعَةً. قالَ: فَجاءَتْ سَحابَةٌ فَمَطَرَتْ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطِّينِ والمَاءِ، حَتَّى رَأَيْتُ الطِّينَ
(6)
فِي
أَرْنَبَتِهِ وَجَبْهَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «رَأَيْتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «نَسِيتُها» .
(4)
بكسر الواو وفتحها.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أَنِّي أَسْجُدُ» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «حتى رأيتُ أَثَرَ الطِّينِ» .
(10)
بابُ اعْتِكَافِ الْمُسْتَحاضَةِ
2037 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتِ: اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنْ أَزْواجِهِ مُسْتَحاضَةٌ
(1)
، فَكانَتْ تَرَى الْحُمْرَةَ والصُّفْرَةَ، فَرُبَّما وَضَعْنا
(2)
الطَّسْتَ تَحْتَها وَهْيَ تُصَلِّي.
(1)
في رواية أبي ذر: «امرأةٌ مُستَحاضةٌ من أزواجه» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش بدون رقم:«وَضَعَتْ» .
(11)
بابُ زِيارَةِ الْمَرْأَةِ زَوْجَها فِي اعْتِكافِهِ
2038 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
(1)
رضي الله عنهما: أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ.
حَدَّثَنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ
(3)
: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ:
⦗ص: 258⦘
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
(4)
: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَهُ أَزْواجُهُ، فَرُحْنَ، فقالَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ:«لا تَعْجَلِي حَتَّى أَنْصَرِفَ مَعَكِ» . وَكانَ بَيْتُها فِي دارِ أُسامَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَها، فَلَقِيَهُ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصارِ، فَنَظَرا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَجازا
(5)
، وَقالَ
(6)
لَهُما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعالَيَا، إِنَّها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» . قالا
(7)
: سُبْحانَ اللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ! قالَ: «إِنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُما شَيْئًا» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حُسَيْنٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثني» ، وضبط روايتهما في (ب) بلا عطف. قارن بما في السلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يُوُسُف» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حُسَيْنٍ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «جازا» (ب، ص)، قارن بما في السلطانية.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فقالَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فَقالا» .
(12)
بابٌ: هَلْ يَدْرَأُ الْمُعْتَكِفُ عن نَفْسِهِ؟
2039 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بنُ عَبْدِ اللهِ، قالَ: أَخبَرَني
(1)
أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي عَتِيقٍ، عن ابْنِ شِهابٍ
(2)
، عن عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ
(3)
رضي الله عنهما: أَنَّ صَفِيَّةَ
(4)
أَخْبَرَتْهُ.
حَدَّثَنا
(5)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُخْبِرُ عن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
(6)
:
أَنَّ صَفِيَّةَ رضي الله عنها أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مُعْتَكِفٌ، فَلَمَّا رَجَعَتْ مَشَى مَعَها، فَأَبْصَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُ دَعاهُ، فَقالَ:«تَعالَ، هِيَ صَفِيَّةُ -وَرُبَّما قالَ سُفْيانُ: هَذِهِ صَفِيَّةُ- فَإِنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ» . قُلْتُ لِسُفْيانَ: أَتَتْهُ لَيْلًا؟ قالَ: وَهَلْ
(7)
هو إِلَّا لَيْلٌ
(8)
؟!
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عَنِ الزُّهْرِيّ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حُسَيْنٍ» .
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بِنْتَ حُيَيٍّ» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثنا» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حُسَيْنٍ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فَهَلْ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية [ق] أيضًا.
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «لَيْلًا» .
(13)
بابُ مَنْ خَرَجَ مِنَ اعْتِكافِهِ عِنْدَ الصُّبْحِ
2040 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن سُلَيْمانَ الأَحْوَلِ خالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي سَعِيدٍ.
قالَ سُفْيانُ
(2)
: وَحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي سَعِيدٍ.
قالَ
(3)
: وَأَظُنُّ أَنَّ ابْنَ أَبِي لَبِيدٍ حَدَّثَنا: عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قالَ: اعْتَكَفْنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم العَشْرَ الأَوْسَطَ، فَلَمَّا كانَ صَبيِحَةَ عِشْرِينَ، نَقَلْنا مَتاعَنا، فَأَتانا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ
(4)
: «مَنْ كانَ اعْتَكَفَ فَلْيَرْجِعْ إلى مُعْتَكَفِهِ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، وَرَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي ماءٍ وَطِينٍ» . فَلَمَّا رَجَعَ إلى مُعْتَكَفِهِ وَهاجَتِ
(5)
السَّماءُ فَمُطِرْنا، فَوالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، لقد هاجَتِ السَّماءُ
مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَكانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، فَلَقَدْ رَأَيْتُ على أَنْفِهِ وَأَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الْماءِ والطِّينِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنُ بِشْرٍ» .
(2)
قوله: «قال سفيان» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «سُفْيانُ» . قارن بما في الإرشاد.
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قالَ: وهاجَتْ» .
(14)
بابُ الاعْتِكافِ فِي شَوَّالٍ
2041 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنا
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوانَ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(3)
:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضانٍ، وَإِذا
(4)
صَلَّى الْغَداةَ دَخَلَ
(5)
مَكانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ. قالَ: فاسْتَأذَنَتْهُ عائِشَةُ أَنْ تَعْتَكِفَ، فَأَذِنَ لَها، فَضَرَبَتْ
⦗ص: 260⦘
فِيهِ قُبَّةً، فَسَمِعَتْ بها حَفْصَةُ فَضَرَبَتْ قُبَّةً، وَسَمِعَتْ زَيْنَبُ بها فَضَرَبَتْ قُبَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ
(6)
أَبْصَرَ أَرْبَعَ قِبابٍ، فَقالَ:«ما هَذا؟» فَأُخْبِرَ خَبَرَهُنَّ، فَقالَ:«ما حَمَلَهُنَّ على هَذا؟ آلْبِرُّ؟! انْزِعُوها فَلا أَراها» . فَنُزِعَتْ، فَلَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي آخِرِ الْعَشْرِ مِنْ شَوَّالٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «محمدٌ -هو ابنُ سَلامٍ-: حدَّثنا» . قارن بما في الإرشاد.
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم مضروب عليه بالحمرة زيادة: «أظنَّه» (ب، ص).
(4)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «فإذا» . وزاد في (و، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضاً.
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «حَلَّ» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مِنَ الغَداة» .
(15)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ عَلَيْهِ
(1)
صَوْمًا إذا اعْتَكَفَ
(2)
(1)
في رواية ابن عساكر: «على المعْتَكِفِ» .
(2)
قوله: «إذا اعتكف» ليس في رواية ابن عساكر (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر: «
…
إذا اعتكف صومًا».
2042 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَخِيهِ، عن سُلَيْمانَ
(1)
، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن نافِعٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ. فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ نَذْرَكَ
(2)
». فاعْتَكَفَ لَيْلَةً.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ بِلالٍ» .
(2)
في حاشية رواية ابن عساكر: «بِنَذْرِكَ» .
(16)
بابٌ: إذا نَذَرَ فِي الْجاهِلِيَّةِ أَنْ يَعْتَكِفَ ثُمَّ أَسْلَمَ
2043 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه نَذَرَ فِي الْجاهِلِيَّةِ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ -قالَ: أُراهُ قالَ: لَيْلَةً- قالَ
(1)
لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَقالَ» .
(17)
بابُ الاعْتِكافِ فِي الْعَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضانَ
2044 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضانٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كانَ
⦗ص: 261⦘
الْعامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا
(1)
.
(1)
لفظة: «يومًا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً. (لا الحمرة إلى)
(18)
بابُ مَنْ أَرادَ أَنْ يَعْتَكِفَ ثُمَّ بَدا لَهُ أَنْ يَخْرُجَ
2045 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الأَواخِرَ مِنْ رَمَضانَ، فاسْتَأذَنَتْهُ عائِشَةُ فَأَذِنَ لَها، وَسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَسْتَأذِنَ لَها فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ زَيْنَبُ ابْنَةُ
(1)
جَحْشٍ أَمَرَتْ بِبِناءٍ فَبُنِيَ لَها. قالَتْ: وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا صَلَّى انْصَرَفَ إلى بِنائِهِ، فَبَصُرَ بِالأَبْنِيَةِ
(2)
، فَقالَ:«ما هَذا؟» قالُوا: بِناءُ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَزَيْنَبَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «آلْبِرَّ أَرَدْنَ بِهَذا؟! ما أَنا
بِمُعْتَكِفٍ» فَرَجَعَ، فَلَمَّا أَفْطَرَ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأَبْصَرَ الْأَبْنِيَةَ» .
(19)
بابٌ
(1)
: الْمُعْتَكِفُ
(2)
يُدْخِلُ رَأسَهُ الْبَيْتَ لِلْغَسْلِ
(3)
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» .
(2)
في (ب، ص) بالإضافة: «الْمُعْتَكِفِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «للغُسل» بضم الغين.
2046 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ
(1)
: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها كانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهْيَ حائِضٌ، وهو مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَهْيَ فِي حُجْرَتِها، يُناوِلُها رَأسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يُوسُفَ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَابُ البُيُوعِ
(1)
وَقَوْل اللهِ عز وجل: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]
وَقَوْله: {إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةًٌ حَاضِرَةًٌ
(2)
تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ}
(3)
[البقرة: 282]
(1)
البسملة مؤخَّرة عن الكتاب في رواية أبي ذر.
(2)
قوله: «تِجَارَة حَاضِرَة» ضبط بالنصب والرفع في (ب، ص)، وأهمل ضبطه في (ن)، وبالنصب ضبط في (و) وبه قرأ عاصم، وبالرفع قرأ الباقون.
(3)
من قوله: «وقول الله عز وجل» إلى قوله: «{بَيْنَكُمْ}» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوَّده إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(1)
بابُ ما
(1)
جاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ
(2)
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا
(3)
قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 10 - 11]، وَقَوْلِهِ: {لَا تَأكُلُوا
(4)
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَة
(5)
عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُم} [النساء: 29]
(1)
في رواية ابن عساكر: «وَما» بالعطف على الكتاب؛ لعدم وجود لفظة: «باب» عنده.
(2)
في روايةِ أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى آخر السورة» بدل إتمام الآيات، وخرج في (ب، ص) لهذه الزيادة في موضعين: هذا، والثاني بعد قوله تعالى:{لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، وبهامشهما: هكذا التخريجتان في اليونينية.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
ضُبطت في اليونينية بالنصب والرفع معًا، وبالنصب قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وبالرفع قرأ الباقون.
2047 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: حدَّثنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 264⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَتَقُولُونَ: ما بالُ المُهاجِرِينَ والأَنْصارِ لا يُحَدِّثُونَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ؟! وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ المُهاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمْ صَفْقٌ بِالأَسْواقِ، وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
على مِلْءِ بَطْنِي، فَأَشْهَدُ إذا غابُوا، وَأَحْفَظُ إذا نَسُوا، وَكانَ يَشْغَلُ إِخْوَتِي مِنَ الأَنْصارِ عَمَلُ أَمْوالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا مِنْ مَساكِينِ الصُّفَّةِ، أَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ: «أَنَّهُ
(1)
لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقالَتِي هَذِهِ، ثُمَّ يَجْمَعُ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ، إِلَّا وَعَى ما أَقُولُ». فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ، حَتَّى إذا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقالَتَهُ جَمَعْتُها إلى صَدْرِي، فَما نَسِيتُ مِنْ مَقالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّهُ» . وقد أهمل ضبط الهمزة في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بالفتح، وفي (ق) بالكسر، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2048 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قالَ:
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: لَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فقالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصارِ مالًا، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مالِي، وانْظُرْ
(1)
أَيَّ
زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْها، فَإِذا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَها. قالَ: فَقالَ
(2)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لا حاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجارَةٌ؟ قالَ: سُوقُ قَيْنُقاعَ. قالَ: فَغَدا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ، قالَ: ثُمَّ تابَعَ الغُدُوَّ، فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«تَزَوَّجْتَ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «وَمَنْ؟» قالَ: امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ. قالَ: «كَمْ سُقْتَ؟» قالَ: زِنَةَ نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ: نَواةً مِنْ ذَهَبٍ
(3)
. فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشاةٍ» .
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «فانْظُرْ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «له» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «نَواةَ ذَهَبٍ» .
2049 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
عنْ أنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: قَدِمَ
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيِّ، وَكانَ سَعْدٌ ذا غِنًى، فقالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقاسِمُكَ مالِي نِصْفَيْنِ وَأُزَوِّجُكَ. قالَ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمالِكَ، دُلُّونِي على السُّوقِ. فَما رَجَعَ حَتَّى اسْتَفْضَلَ أَقِطًا وَسَمْنًا، فَأَتَى بِهِ أَهْلَ مَنْزِلِهِ فَمَكَثْنا يَسِيرًا، أَوْ ما شاءَ اللَّهُ، فَجاءَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَهْيَمْ؟» قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ. قالَ:«ما سُقْتَ إِلَيْها؟» قالَ: نَواةً مِنْ ذَهَبٍ -أَوْ: وَزْنَ نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ- قالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشاةٍ» .
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمَّا قَدِمَ» .
2050 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانَتْ عُكَاظٌ وَمِجَنَّةُ
(2)
وَذُو المَجازِ أَسْواقًا فِي الجاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا كانَ الإِسْلامُ فَكَأَنَّهُمْ تَأَثَّمُوا فِيهِ
(3)
، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُواْ فَضْلًا مِن رَّبِّكُمْ فِي مَواسِمِ الحَجِّ} ، قَرَأَها ابْنُ عَبَّاسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عُكاظُ ومَجَنَّةُ» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُ» .
(2)
بابٌ: الحَلالُ بَيِّنٌ والحَرامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما مُشَبَّهاتٌ
2051 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
⦗ص: 266⦘
حدَّثنا
(3)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن أَبِي فَرْوَةَ
(4)
، عن الشَّعْبِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ النُّعْمانَ
(5)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(6)
.
حدَّثنا
(7)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن أَبِي فَرْوَةَ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ: سَمِعْتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن أَبِي فَرْوَةَ، عن الشَّعْبِيِّ:
عنِ النُّعْمانِ بنِ بَشِيْرٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الحَلالُ بَيِّنٌ والحَرامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ، فَمَنْ تَرَكَ ما شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ كانَ لِما اسْتَبانَ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ على ما يَشُكُّ
(8)
فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُواقِعَ ما اسْتَبانَ، والمَعاصِي حِمَى اللَّهِ، مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكْ
(9)
أَنْ يُواقِعَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال» (و).
(2)
قوله: «سمعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا أبو فروة» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ بَشير» .
(6)
في رواية أبي ذر: «قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم» (ب، ص). وقوله: «عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية ابن عساكر.
(7)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثنا» (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«وحدَّثني» .
(8)
في رواية أبي ذر: «يُشَكُّ» بالبناء للمفعول.
(9)
في (و): «يرتعُ
…
يوشكُ».
(3)
بابُ تَفْسِيرِ المُشَبَّهاتِ
(1)
وَقالَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ: ما رَأَيْتُ شَيْئًا أَهْوَنَ مِنَ الوَرَعِ، دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَرِيبُكَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «المُشْتَبِهاتِ» .
2052 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحارِثِ رضي الله عنه: أَنَّ امْرَأَةً سَوْداءَ جاءَتْ، فَزَعَمَتْ أَنَّها أَرْضَعَتْهُما، فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 267⦘
فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَتَبَسَّمَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟!» وَكانَتْ
(2)
تَحْتَهُ ابْنَةُ
(3)
أَبِي إِهابٍ التَّمِيمِيِّ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «فَتَبَسَّمَ» .
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر، وفي رواية غيره:«وَقد كانَتْ» ، قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بِنْتُ» (و، ص).
2053 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إلى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ
(1)
مِنِّي فاقْبِضْهُ. قالَتْ: فَلَمَّا كانَ عامَ الفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
(2)
وَقالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ
(3)
عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقالَ: أَخِي وابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ على فِراشِهِ. فَتَساوَقا إلى النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فقالَ سَعْدٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي، كانَ قَدْ
(5)
عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فقالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ على فِراشِهِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم: «هُوَ لَكَ يا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ
(7)
». ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الوَلَدُ لِلْفِراشِ وَلِلْعاهِرِ الحَجَرُ» . ثُمَّ قالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«احْتَجِبِي مِنْهُ» ؛ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَما رَآها حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «زَمَعَةَ» بفتح الميم (ب، ص)، وهو المثبت في متن (و) دون ذكر اختلاف.
(2)
من قوله: «أن ابن وليدة» إلى قوله: «سعد بن أبي وقاص» ليس في رواية ابن عساكر. وبهامش اليونينية: قالَ الحافظ أبو القاسم (يعني ابن عساكر) في نسخته عن هذا الذي عليه (لا - إلى): لم يكن في الأصل، وهو من رواية الحَمُّويِي والنُّعَيْمي. اهـ.
(3)
لفظة: «قد» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» .
(5)
لفظة: «قد» ليست في رواية ابن عساكر.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية أبي ذر: «يا عبدَ بنَ زمَعة» ، بالنصب وفتح ميم زمعة (ب، ص).
2054 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ رضي الله عنه، قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عن المِعْراضِ، فَقالَ: «إِذا أَصابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِذا أصابَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ
(2)
فَلا تَأكُلْ؛ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ». قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي وأُسَمِّي، فَأَجِدُ مَعَهُ على الصَّيْدِ كَلْبًا آخَرَ لَمْ أُسَمِّ عَلَيْهِ، وَلَا أَدْرِي أَيُّهُما أَخَذَ. قالَ:«لَا تَأكُلْ؛ إِنَّما سَمَّيْتَ على كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ على الآخَرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .
(2)
قوله: «فقتل» ثابت في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وهو ليس في رواية ابن عساكر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو عندهما مخرَّج في الهامش.
(4)
بابُ ما يُتَنَزَّهُ
(1)
مِنَ الشُّبُهاتِ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما يُكْرَهُ» .
2055 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ
(1)
، فَقالَ:«لَوْلا أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً لَأَكَلْتُها» .
وَقالَ هَمَّامٌ، عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«أَجِدُ تَمْرَةً ساقِطَةً على فِراشِي» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية بدون رقم:«مُسْقَطَةٍ» .
(5)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ الوَسَاوِسَ وَنَحْوَها مِنَ المشَبَّهاتِ
(1)
(1)
في رواية ابن عساكر: «المُشْتَبِهاتِ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي:«الشُّبُهاتِ» .
2056 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:
عَنْ عَمِّهِ، قالَ: شُكِيَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاةِ شَيْئًا، أَيَقْطَعُ الصَّلاةَ؟ قالَ:«لا، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» .
⦗ص: 269⦘
وَقالَ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عن الزُّهْرِيِّ: لا وُضُوءَ إِلَّا فِيما وَجَدْتَ الرِّيحَ أَوْ سَمِعْتَ الصَّوْتَ.
2057 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها: أَنَّ قَوْمًا قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَنا بِاللَّحْمِ، لا نَدْرِي: أَذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا اللَّهَ عَلَيْهِ
(2)
وَكُلُوهُ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «سَمُّوا عليه» .
(6)
بابُ: قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَإِذَا
(1)
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا}
[الجمعة: 11]
(1)
في رواية ابن عساكر: «بابٌ: {وَإِذَا}» .
2058 -
حدَّثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ: حدَّثنا زائِدَةُ، عن حُصَيْنٍ، عن سالِمٍ، قالَ:
حَدَّثَنِي جابِرٌ رضي الله عنه، قالَ: بَيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّأمِ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا، فالتَفَتُوا إِلَيْها، حَتَّى ما بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11].
(7)
بابُ مَنْ لَمْ يُبالِ مِنْ حَيْثُ كَسَبَ المالَ
2059 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«يَأْتِي على النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ ما أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الحَلالِ أَمْ مِنَ الحَرامِ» .
(8)
بابُ التِّجارَةِ فِي البَرِّ
(1)
وَقَوْلِهِ: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37]
وَقالَ قَتادَةُ: كانَ القَوْمُ يَتَبايَعُونَ وَيَتَّجِرُونَ، وَلَكِنَّهُمْ إذا نابَهُمْ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ لَمْ
⦗ص: 270⦘
تُلْهِهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عن ذِكْرِ اللَّهِ، حَتَّى يُؤَدُّوهُ إلى اللَّهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «البُرِّ» بضم الباء، وفي رواية أبي ذر:«البَزِّ» ، بالزاي بدل الراء، وفي رواية السمعاني عن أبي الوقت:«في البَزِّ وغَيْرِهِ» . وذكر في الفتح أن المثبت أليق لمؤاخاة الترجمة اللاحقة وهي التجارة في البحر.
2060 -
2061 - حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، عن أَبِي المِنْهالِ قالَ: كُنْتُ أَتَّجِرُ فِي الصَّرْفِ، فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه
(1)
، فَقالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنِي الفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا الحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ وَعامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ: أَنَّهُما سَمِعا أَبا المِنْهالِ يَقُولُ:
سَأَلْتُ البَراءَ بْنَ عازِبٍ
(2)
وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ عن الصَّرْفِ، فَقالَا: كُنَّا تاجِرَيْنِ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الصَّرْفِ، فَقالَ: «إِنْ كانَ يَدًا بِيَدٍ فَلا بَأسَ، وَإِنْ كانَ نَساءً
(3)
فَلا يَصْلُحُ».
(1)
قوله: «؟» ليس في رواية ابن عساكر (و، ص).
(2)
قوله: «بن عازب» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «نَسِيئًا» .
(9)
بابُ الخُرُوجِ فِي التِّجارَةِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى:
{فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ
(1)
} [الجمعة: 10]
(1)
قوله: «{وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ}» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر. وقد كتب بالحمرة في متن اليونينية.
2062 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(2)
: أخبَرَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ:
أَنَّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ اسْتَأذَنَ على عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَكَأَنَّهُ كانَ مَشْغُولًا، فَرَجَعَ أَبُو مُوسَى، فَفَرَغَ عُمَرُ فَقالَ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ؟ ائْذَنُوا لَهُ. قِيلَ: قَدْ رَجَعَ. فَدَعاهُ، فَقالَ: كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ. فَقالَ: تَأْتِينِي على ذَلِكَ بِالبَيِّنَةِ. فانْطَلَقَ إلى مَجْلِسِ
(3)
الأَنْصارِ فَسَأَلَهُمْ، فقالوا: لا يَشْهَدُ لَكَ على هَذا إِلَّا أَصْغَرُنا: أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ.
⦗ص: 271⦘
فَذَهَبَ بأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقالَ عُمَرُ: أَخَفِيَ
(4)
عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! أَلْهانِي الصَّفْقُ بِالأَسْواقِ. يَعْنِي: الخُرُوجَ إلى تِجارَةٍ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن سلام» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَجالِسِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «هَذا» .
(5)
في رواية ابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التِّجارَةِ» .
(10)
بابُ
التِّجارَةِ فِي البَحْرِ
وَقالَ مَطَرٌ
(1)
: لا بَأسَ بِهِ، وَما ذَكَرَهُ
(2)
اللَّهُ فِي القُرْآنِ إِلَّا بِحَقٍّ
(3)
، ثُمَّ تَلا:{وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} [النحل: 14]
(4)
والفُلْكُ
(5)
: السُّفُنُ، الواحِدُ والجَمْعُ
(6)
سَواءٌ.
وَقالَ مُجاهِدٌ: تَمْخَرُ السُّفنُ الرِّيحَ
(7)
، وَلا تَمْخَرُ الرِّيحَ مِنَ السُّفُنِ إِلَّا الفُلْكُ العِظامُ
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «مُطَرِّفٌ» . قال في الفتح: وهو تصحيف.
(2)
في رواية ابن عساكر: «وما ذَكَرَ» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بِالحَقِّ» . صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر بدل هذه الآية: «{وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ} [فاطر: 12]» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «الفلك» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية أبي ذر بدل ابن عساكر.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «والجمِيعُ» .
(7)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «مِنَ الرِّيحِ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ولا تَمْخَرُ الريحُ من السفُنِ إلَّا الفُلْكَ العِظامَ» .
2063 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، خَرَجَ فِي
(1)
البَحْرِ فَقَضَى حاجَتَهُ. وَساقَ الحَدِيثَ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «إلى» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «حدَّثَنِي عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ (زاد في ب، ص: قال): حَدَّثَنِي الليثُ. بهذا» . قال في الفتح: وكذا وقع في رواية أبي الوقت.
(11)
بابٌ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا}
[الجمعة: 11]
وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {رِجَالٌ
(1)
لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37]
وَقالَ قَتادَةُ: كانَ القَوْمُ يَتَّجِرُونَ، وَلَكِنَّهُمْ كانُوا إذا نابَهُمْ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ، لَمْ تُلْهِهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عن ذِكْرِ اللَّهِ
(2)
، حَتَّى يُؤَدُّوهُ إلى اللَّهِ.
(3)
(1)
لفظة: «رجال» ليست في رواية أبي ذر عن المستملي (و، ب، ص).
(2)
قوله: «عن ذكر الله» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
الباب والترجمة والأثر ثابت في رواية المستملي أيضاً.
2064 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن حُصَيْنٍ، عن سالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه، قالَ: أَقْبَلَتْ عِيرٌ وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الجُمُعَةَ، فانْفَضَّ النَّاسُ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11].
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(12)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {أَنفِقُواْ
(1)
مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}
[البقرة: 267]
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «كُلُوا» بدل: {أَنفِقُواْ} . قال ابن بَطَّال: وهو غلط.
2065 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائِلٍ، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعامِ بَيْتِها غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كانَ لَها أَجْرُها بِما أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِها بِما كَسَبَ، وَلِلْخازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا» .
2066 -
حدثني يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ كَسْبِ زَوْجِها، عن
⦗ص: 273⦘
غَيْرِ أَمْرِهِ، فَلَهُ
(2)
نِصْفُ أَجْرِهِ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَها» .
(13)
بابُ مَنْ أَحَبَّ البَسْطَ فِي الرِّزْقِ
2067 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الكِرْمَانِيُّ: حدَّثنا حَسَّانُ: حدَّثنا يُونُسُ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ
(2)
، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا يونس: قال محمَّد -هو الزُّهْرِيُّ-» .
(2)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«فِي رِزْقِهِ» .
(14)
بابُ شِراءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّسِيئَةِ
2068 -
حدَّثنا مُعَلَّى بنُ أسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: ذَكَرْنا عِنْدَ إِبْراهِيمَ الرَّهْنَ في السَّلَمِ، فَقالَ: حدَّثني الأَسْوَدُ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى طَعامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إلى أَجَلٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.
2069 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، عن أَنَسٍ (ح)
حَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا أَسْباطٌ أَبُو اليَسَعِ البَصْرِيُّ،
حدَّثنا هِشامٌ الدَّسْتَوائِيُّ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ مَشَى إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ بِالمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، وَأَخَذَ منه شَعِيرًا لِأَهْلِهِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«ما أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم صاعُ بُرٍّ، وَلا صاعُ حَبٍّ» . وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وحدَّثِني» .
(15)
بابُ كَسْبِ الرَّجُلِ وَعَمَلِهِ بِيَدِهِ
2070 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قالَ: لقد عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عن مَؤُوْنَةِ أَهْلِي، وَشُغِلْتُ بِأَمْرِ المُسْلِمِينَ، فَسَيَأكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذا المالِ، وَيَحْتَرِفُ
(2)
لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .
(2)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «وأَحْتَرِفُ» .
2071 -
حدثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، قالَ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ، عن عُرْوَةَ، قالَ: قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: كانَ أَصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، وَكانَ
(1)
يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ.
رَواهُ هَمَّامٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عن عائشَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فكان» .
2072 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى
(1)
، عن ثَوْرٍ، عن خالِدِ بْنِ مَعْدانَ:
عَنِ المِقْدامِ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، قالَ: «ما أَكَلَ
(3)
أَحَدٌ طَعامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السلام كانَ يَأكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ يونس» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيِّ» .
(3)
بهامش (ب) بدون رقم زيادة: «مِنْهُمْ» ، وقال: كذا في اليونينية بخط الأصل من غير رقم. اهـ. وهو موافق لما في السلطانية.
2073 -
حدَّثنا يَحْيَى بنُ مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ:
حَدَّثَنا أبُو هُرَيْرَةَ، عن رَسُّولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ داوُدَ
(1)
عليه السلام كانَ لا يَأكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «النَّبِيَّ» .
2074 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً على ظَهْرِهِ، خَيْرٌ
(1)
مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعُهُ
(2)
».
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَهُ» .
(2)
بهامش (ص): كذا في اليونينية بضم العين من (يمنعُه) مع نصب (يعطيَهُ). وقد ضبطت العين بالنصب في متن (و، ق).
2075 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يأخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ
(1)
».
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر والحَمُّويِي والمستملي زيادة: «خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ» . ورمز عليها في (ن، ب) بعلامة السقوط.
(16)
بابُ السُّهُولَةِ والسَّماحَةِ فِي الشِّراءِ والبَيْعِ، وَمَنْ طَلَبَ حَقًّا
فَلْيَطْلُبْهُ فِي
(1)
عَفَافٍ
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً (ب، ص)، وفي روايته:«عَنْ» .
2076 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا، سَمْحًا إذا باعَ، وَإِذا
⦗ص: 276⦘
اشْتَرَى، وَإِذا اقْتَضَى».
(17)
بابُ مَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا
(1)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2077 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مَنْصُورٌ: أَنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ حَدَّثَهُ:
أَنَّ حُذَيْفَةَ
رضي الله عنه حَدَّثَهُ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، قالُوا
(1)
: أَعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شَيْئًا؟ قالَ: كُنْتُ آمُرُ فِتْيانِي أَنْ يُنْظِرُوا وَيَتَجاوَزُوا عن المُوسِرِ». قالَ: «قالَ: فَتَجاوَزُوا عَنْهُ» .
وَقالَ
(2)
أَبُو مالِكٍ، عن رِبْعِيٍّ:«كُنْتُ أُيَسِّرُ على المُوسِرِ، وَأُنْظِرُ المُعْسِرَ» .
وَتابَعَهُ شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ، عن رِبْعِيٍّ.
وَقالَ أَبُو عَوانَةَ، عن عَبْدِ المَلِكِ، عن رِبْعِيٍّ:«أُنْظِرُ المُوسِرَ، وَأَتَجاوَزُ عن المُعْسِرِ» .
وَقالَ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عن رِبْعِيٍّ:«فَأَقْبَلُ مِنَ المُوسِرِ، وَأَتَجاوَزُ عن المُعْسِرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال أبو عبد الله: وقال» .
(18)
بابُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا
2078 -
حدَّثنا هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا الزُّبَيْدِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النَّاسَ، فَإِذا رَأَى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عَنْهُ؛ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا. فَتَجاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ» .
(19)
بابٌ: إذا بَيَّنَ البَيِّعانِ، وَلَمْ يَكْتُما، وَنَصَحا
وَيُذْكَرُ عن العَدَّاءِ بْنِ خالِدٍ قالَ: كَتَبَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَذا ما اشْتَرَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
⦗ص: 277⦘
صلى الله عليه وسلم مِنَ العَدَّاءِ بْنِ خالِدٍ، بَيْعَ
(1)
المُسْلِمِ المُسْلِمَ
(2)
، لَا دَاءَ وَلا خِبْثَةَ
(3)
، وَلا غائِلَةَ».
وَقالَ قَتادَةُ: الغائِلَةُ: الزِّنا والسَّرِقَةُ والإِباقُ.
وَقِيلَ لِإِبْراهِيمَ: إِنَّ بَعْضَ النَّخَّاسِينَ يُسَمِّي آرِيُّ
(4)
خُراسانَ وَسِجِسْتانَ، فَيَقُولُ: جاءَ أَمْسِ مِنْ خُراسانَ، جاءَ
(5)
اليَوْمَ
(6)
مِنْ سِجِسْتانَ، فَكَرِهَهُ كَراهِيَةً شَدِيدَةً.
وَقالَ عُقْبَةُ بْنُ عامِرٍ: لا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يَبِيعُ سِلْعَةً، يَعْلَمُ أَنَّ بها داءً، إِلَّا أخبَرَهُ
(7)
.
(1)
ضُبطت في اليونينية بالضبطين: المثبت، و «بَيْعُ» معًا، وفي (ب، ص) بالنصب فقط.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُسْلِمِ مِنَ المُسْلِمِ» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَبِيئَةً» ، وضبط روايته في (ص):«خَبِيئَةَ» .
(4)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية الياء مشددة مضمومة. ا هـ وقد ضبطت في متن (و، ق) بالنصب.
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَجاءَ» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أمسِ» بدل «اليوم» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا أخْبَرَ بِهِ» .
2079 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عن صالِحٍ أَبِي الخَلِيلِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ:
رَفَعَهُ إلى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أَوْ قالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقا- فَإِنْ صَدَقا وَبَيَّنا بُورِكَ لَهُما فِي بَيْعِهِما، وَإِنْ كَتَما وَكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما» .
(20)
بابُ بَيْعِ الخِلْطِ مِنَ التَّمْرِ
2080 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ -وهو الخِلْطُ مِنَ التَّمْرِ- وَكُنَّا نَبِيعُ صاعَيْنِ بِصاعٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا صاعَيْنِ بِصاعٍ، وَلا دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ» .
(21)
بابُ ما قِيلَ فِي اللَّحَّامِ والجَزَّارِ
2081 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قالَ: جاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ يُكْنَى أَبا شُعَيْبٍ، فقالَ لِغُلامٍ لَهُ قَصَّابٍ: اجْعَلْ لِي طَعامًا يَكْفِي خَمْسَةً؛ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خامِسَ خَمْسَةٍ، فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الجُوعَ. فَدَعاهُمْ، فَجاءَ مَعَهُمْ رَجُلٌ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذا قَدْ تَبِعَنا فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ
فَأْذَنْ لَهُ
(1)
، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ يَرْجِعَ رَجَعَ». فَقالَ
(2)
: لا، بَلْ قَدْ أَذِنْتُ لَهُ.
(1)
قوله: «فأذن له» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(22)
بابُ ما يَمْحَقُ الكَذِبُ والكِتْمانُ فِي البَيْعِ
2082 -
حدَّثنا بَدَلُ بْنُ المُحَبَّرِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا الخَلِيلِ يُحَدِّثُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ:
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أَوْ قالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقا- فَإِنْ صَدَقا وَبَيَّنا بُورِكَ لَهُما فِي بَيْعِهِما، وَإِنْ كَتَما وَكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما» .
(23)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَأكُلُوا
(1)
الرِّبَا
أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 130]
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2083 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «لَيَأْتِيَنَّ على النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بِما أَخَذَ المالَ، أَمِنْ حَلالٍ
(1)
أَمْ مِنْ حَرامٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الحَلال» كتبت بالحمرة.
(24)
بابُ آكِلِ الرِّبا وَشاهِدِهِ وَكاتِبِهِ،
وَقَوْله تَعالَى
(1)
: {الَّذِينَ يَأكُلُونَ
(2)
الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
(3)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَيَكَ
(4)
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 275]
(1)
في رواية أبي ذر: «قولُهُ تعالى» بدون واو، وفي رواية ابن عساكر:«وقَوْلُ الله تعالى» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}» بدل إتمام الآية، وفي (و، ب): «إلى: {و هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}» ، وهو خلاف التلاوة.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2084 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ آخِرُ البَقَرَةِ، قَرَأَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الخَمْرِ.
2085 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ
(1)
اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيانِي، فَأَخْرَجانِي إلى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ، فانْطَلَقْنا حَتَّى أَتَيْنا على نَهَرٍ مِنْ دَمٍ، فِيهِ رَجُلٌ قائِمٌ، وَعَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ، بَيْنَ يَدَيْهِ حِجارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذا أَرادَ الرَّجُلُ
(2)
أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَما كانَ، فَقُلْتُ: ما هَذا؟ فَقالَ: الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبا».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أُرِيتُ» .
(2)
لفظة: «الرجل» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(25)
بابُ مُوكِلِ الرِّبا
؛ لِقَوْلِهِ تَعالَى
(1)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
(2)
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ. وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. وَاتَّقُواْ يَوْمًا تَرْجِعُون
(3)
فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 278 - 281]
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «لِقَوْلِ اللهِ تعالَى» (ن، ق)، وعزاها في (و، ب) إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة:«إلى: {مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}» بدل إتمام الآيات.
(3)
بفتح التاء وكسر الجيم على قراءة أبي عمرٍو ويعقوبَ.
2086 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ:
رَأَيْتُ أَبِي اشْتَرَى عَبْدًا حَجَّامًا فَسَأَلْتُهُ، فقالَ:
نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ثَمَنِ الكَلْبِ، وَثَمَنِ الدَّمِ، وَنَهَى عَنِ
(1)
الواشِمَةِ والمَوْشُومَةِ، وَآكِلِ الرِّبا وَمُوكِلِهِ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وعن» .
(26)
بابٌ: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}
[البقرة: 276]
2087 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: قالَ ابْنُ المُسَيَّبِ:
إِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِّقَةٌ لِلْبَرَكَةِ
(1)
».
(1)
هكذا ضبطت في (ن، ق)، وضبطت في (و):«مُمْحِقَةٌ» ، وهو موافق لما في الإرشاد، وفي (ب، ص): «مَمْحَقَةٌ» ، وفي رواية أبي ذر:«مَنْفَقَةٌ للسلعة مَمْحَقَةٌ للبركة» .
(27)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ الحَلِفِ فِي البَيْعِ
2088 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا العَوَّامُ، عن إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 281⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوْفَى رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَقامَ سِلْعَةً، وهو فِي السُّوقِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لقد أَعْطَى بها ما لَمْ يُعْطِ
(1)
؛ لِيُوقِعَ فيها رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}
(2)
[آل عمران: 77].
(1)
في رواية أبي ذر: «أُعطِيَ بها ما لم يُعْطَ» بالبناء للمفعول.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» . قارن بما في الإرشاد.
(28)
بابُ ما قِيلَ فِي الصَّوَّاغِ
وَقالَ طاوُوسٌ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يُخْتَلَى خَلَاها» . وَقالَ العَبَّاسُ: إِلَّا الإِذْخِرَ؛ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ. فَقالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ» .
2089 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرني عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ
(1)
: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما أخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيًّا عليه السلام قالَ: كانَتْ لِي شارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطانِي شارِفًا مِنَ الخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفاطِمَةَ عليها السلام
(2)
بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنيِ قَيْنُقاعَ أنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأتِيَ
(3)
بِإِذْخِرٍ أرَدْتُ أنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ، وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرُسِي.
(1)
في رواية ابن عساكر: «الحُسَيْنِ» .
(2)
قوله: «عليه السلام
…
عليها السلام» ليس في (و)، وفي (ص) مكانها «رضي الله عنه
…
رضي الله عنها».
(3)
في رواية [ق]: «فآتِيَ» .
2090 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلا لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّما حَلَّتْ
(1)
لِي ساعَةً مِنْ نَهارٍ، لا يُخْتَلَى خَلَاها، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُها، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُها، وَلا يُلْتَقَطُ
(2)
لُقَطَتُها إِلَّا لِمُعَرِّفٍ». وَقالَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ: إِلَّا الإِذْخِرَ؛
⦗ص: 282⦘
لِصاغَتِنا وَلِسُقُفِ بُيُوتِنا. فَقالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ» . فقالَ عِكْرِمَةُ: هَلْ تَدْرِي ما: «يُنَفَّرُ صَيْدُها» ؟ هو أَنْ تُنَحِّيَهُ مِنَ الظِّلِّ وَتَنْزِلَ مَكانَهُ.
قالَ عَبْدُ الوَهَّابِ، عن خالِدٍ: لِصاغَتِنا وَقُبُورِنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أُحِلَّتْ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «تُلْتَقَطُ» .
(29)
بابُ ذِكْرِ
(1)
القَيْنِ والحَدَّادِ
(1)
لفظة: «ذكر» ليست في رواية ابن عساكر.
2091 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمانَ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ خَبَّابٍ قالَ: كُنْتُ قَيْنًا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ لِي على العاصِ بْنِ وائِلٍ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقاضاهُ، فَقالَ
(2)
: لا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: لا أَكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ تُبْعَثَ. قالَ: دَعْنِي حَتَّى أَمُوتَ وَأُبْعَثَ، فَسَأُوتَى مالًا وَوَلَدًا فَأَقْضِيكَ
(3)
. فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا. أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
(4)
} [مريم: 77 - 78].
(1)
في رواية أبي ذر: «حدثني» .
(2)
في متن (و، ب): «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فأقْضِيَكَ» بالنصب.
(4)
قوله: «{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}» ليس في رواية أبي ذر.
(30)
بابُ ذِكْرِ
(1)
الخَيَّاطِ
(1)
لفظة: «ذكر» ليست في رواية أبي ذر.
2092 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
(1)
:
⦗ص: 283⦘
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعامٍ صَنَعَهُ. قالَ أَنَسُ بْنُ مالِكٍ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى ذَلِكَ الطَّعامِ، فَقَرَّبَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَمَرَقًا، فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوالَي القَصْعَةِ. قالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
(1)
قوله: «بن أبي طلحة» ليس في رواية أبي ذر.
(31)
بابُ ذِكْرِ
(1)
النَّسَّاجِ
(1)
لفظة: «ذكر» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت (ن، و، ق)، وفي (ب) أنها ثابتة في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت، وليست في رواية ابن عساكر فقط. وهو موافق لما في الإرشاد ونسخة الزاهدي والسلطانية.
2093 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حازِمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: جاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ -قالَ
(1)
: أَتَدْرُونَ ما البُرْدَةُ؟ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ، هِيَ الشَّمْلَةُ- مَنْسُوجٌ
(2)
فِي حاشِيَتِها، قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِيْ أَكْسُوكَها. فَأَخَذَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتاجًا
(3)
إِلَيْها، فَخَرَجَ إِلَيْنا وَإِنَّها إِزارُهُ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اكْسُنِيها. فَقالَ:«نَعَمْ» . فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي المَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاها، ثُمَّ أَرْسَلَ بها إِلَيْهِ، فقالَ لَهُ القَوْمُ: ما أَحْسَنْتَ؛ سَأَلْتَها إِيَّاهُ؟! لقد عَلِمْتَ
(4)
أَنَّهُ لا يَرُدُّ سائِلًا. فقالَ الرَّجُلُ: واللَّهِ ما سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قالَ سَهْلٌ: فَكانَتْ كَفَنَهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «فَقالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «مَنْسُوجَةٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مُحْتاجٌ» بالرفع.
(4)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «عَرَفْتَ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(32)
بابُ النَّجَّارِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النِّجارَةِ» . وذكر في الفتح أن المثبت في المتن أشبه بسياق بقية التراجم.
2094 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، عن أَبِي حازِمٍ قالَ:
⦗ص: 284⦘
أَتَى رِجالٌ إلى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
(1)
يَسْأَلُونَهُ عن المِنْبَرِ، فَقالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى فُلانَةَ -امْرَأَةٍ قَدْ سَمَّاها سَهْلٌ- أَنْ: «مُرِي غُلامَكِ النَّجَّارَ، يَعْمَلُ لِي أَعْوَادًا، أَجْلِسُ
(2)
عَلَيْهِنَّ إذا كَلَّمْتُ النَّاسَ». فَأَمَرَتْهُ يَعْمَلُها
(3)
مِنْ طَرْفاءِ الغابَةِ، ثُمَّ جاءَ بِها، فَأَرْسَلَتْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِها، فَأَمَرَ بها فَوُضِعَتْ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «أَتَى رجالٌ سهلَ بنَ سعدٍ» (ن، و، ق).
(2)
في رواية أبي ذر: «يَعْمَلْ لِي أَعْوادًا أَجْلِسْ» بجزم الفعلين.
(3)
في رواية ابن عساكر: «فَأَمَرَهُ يَعْمَلُها» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَأَمَرَهُ بِعَمَلِها» .
2095 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ قالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ لِي غُلامًا نَجَّارًا؟ قالَ:«إِنْ شِئْتِ» . قالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ المِنْبَرَ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ
(1)
الجُمُعَةِ، قَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ
(2)
، فَصاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كانَ
(3)
يَخْطُبُ عِنْدَها، حَتَّى كادَتْ أَنْ تَنْشَقَّ
(4)
، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَخَذَها فَضَمَّها إِلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ، قالَ:«بَكَتْ على ما كانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «يَوْمَ» بالنصب.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية ابن عساكر: «كانَتْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «كادَتْ تَنْشَقُّ» .
(33)
بابُ شِرَاءِ الحَوائِجِ
(1)
بِنَفْسِهِ
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: اشْتَرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
جَمَلًا مِنْ عُمَرَ
(2)
.
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: جاءَ مُشْرِكٌ بِغَنَمٍ، فاشْتَرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم منه شاةً.
⦗ص: 285⦘
واشْتَرَى
(3)
مِنْ جابِرٍ بَعِيرًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «شِراءِ الإِمامِ الحَوائِجَ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر زيادة: «واشتَرى ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما بِنَفْسِهِ» . انظر تغليق التعليق 3/ 270.
(3)
لفظة: «اشترى» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً.
2096 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا أَبُو مُعاوِيَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا بِنَسِيئَةٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ.
(34)
بابُ شِرَاءِ
(1)
الدَّوَابِّ والحَمِيرِ
(2)
وَإِذا اشْتَرَى دابَّةً
أَوْ جَمَلًا وهو عَلَيْهِ، هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ قَبْضًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ؟
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: «بِعْنِيهِ» . يَعْنِي جَمَلًا صَعْبًا.
(1)
في (ن): «شَرْيِ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «والحُمُرِ» بضمتين.
2097 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسانَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزاةٍ، فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيا، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«جابِرٌ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «ما شَأنُكَ؟» قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وَأَعْيا فَتَخَلَّفْتُ. فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ قالَ:«ارْكَبْ» . فَرَكِبْتُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ
(1)
أَكُفُّهُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «تَزَوَّجْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «بِكْرًا
(2)
أَمْ ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قالَ: «أَفَلا جارِيَةً تُلاعِبُها وَتُلاعِبُكَ؟!» قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَواتٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ، وَتَقُومُ
(3)
عَلَيْهِنَّ. قالَ: «أَمَا إِنَّكَ
(4)
قَادِمٌ، فَإِذا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْسَ». ثُمَّ قالَ:«أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوْقِيَّةٍ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلِي، وَقَدِمْتُ بِالغَدَاةِ، فَجِئْنا إِلى المَسْجِدِ فَوَجَدْتُهُ عَلى بَابِ المَسْجِدِ، قالَ
(5)
: «آلآنَ قَدِمْتَ؟»
⦗ص: 286⦘
قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَدَعْ جَمَلَكَ، فادْخُلْ
(6)
فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ». فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَأَمَرَ بِلالًا أَنْ يَزِنَ لِي
(7)
أُوقِيَّةً
(8)
، فَوَزَنَ لِي بِلالٌ فَأَرْجَحَ
(9)
فِي المِيزانِ، فانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ؛ فَقالَ: «ادْعُ
(10)
لِي جابِرًا». قُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الجَمَلَ. وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ. قالَ
(11)
(1)
في رواية ابن عساكر: «رَأَيْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَبِكْرًا» بهمزة الاستفهام.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَقُومُ» .
(4)
في (ب): «أمَّا إنَّك» بكسر الهمزة وفتحها، وكتب بهامشها: كذا في اليونينية بشدِّ الميم وكسر همزة «إنَّك» وفتحها، وضبطها في الإرشاد:«أمَا أنَّك» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «فقالَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وادْخُلْ» .
(7)
في متن (و، ب): «له» ، وبهامش (ب): كذا في اليونينية: «له» بلفظ الغيبة، وفي بعض النسخ:«لي» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «وَقِيَّةً» .
(9)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لِي» .
(10)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ادْعُوا» .
(11)
في رواية ابن عساكر: «فقالَ» .
(35)
بابُ الأَسْواقِ الَّتِي كانَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ، فَتَبايَعَ بها النَّاسُ فِي الإِسْلامِ
2098 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو
(2)
، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَتْ عُكَاظُ وَمِجَنَّةُ
(3)
وَذُو المَجَازِ أَسْواقًا فِي الجاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا كانَ الإِسْلامُ تَأَثَّمُوا مِنَ التِّجارَةِ فِيها، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِي مَواسِمِ الحَجِّ
(4)
}، قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَذا.
(1)
قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ دِينارٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «عُكاظٌ ومَجَنَّةُ» بصرف الأولى وفتح الميم (و، ب)، والذي في متن (ق):«عكاظٌ» بالصرف، وضبط رواية أبي ذر بالمنع من الصرف، وهو موافق لما في السلطانية.
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «{أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}» .
(36)
بابُ شِرَاءِ الإِبِلِ الهِيمِ، أَوِ الأَجْرَبِ
الهائِمُ: المُخالِفُ لِلْقَصْدِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
2099 -
حدَّثنا عَلِيٌّ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ:
⦗ص: 287⦘
قالَ عَمْرٌو: كانَ ها هُنا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ
(2)
، وَكانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فاشْتَرَى تِلْكَ الإِبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ، فَجاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ، فَقالَ: بِعْنا تِلْكَ الإِبِلَ. فَقالَ: مِمَّنْ بِعْتَها؟ قالَ
(3)
: مِنْ شَيْخٍ كَذا وَكَذا. فَقالَ: وَيْحَكَ، ذاكَ
-واللَّهِ- ابْنُ عُمَرَ. فَجاءَهُ فَقالَ: إِنَّ شَرِيكِي باعَكَ إِبِلًا هِيمًا وَلَمْ يَعْرِفْكَ
(4)
. قالَ
(5)
: فاسْتَقْها. قالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ يَسْتاقُها، فَقالَ
(6)
: دَعْها، رَضِينا بِقَضاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لا عَدْوَى» .
سَمِعَ سُفْيانُ عَمْرًا
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «نَوَّاسِيٌّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يُعَرِّفْكَ» (و، ب)، وذكرها في (ق) دون عزو.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(7)
قوله: «سمع سفيان عمرًا» ليس في رواية ابن عساكر (و، ب).
(37)
بابُ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الفِتْنَةِ وَغَيْرِها
وَكَرِهَ عِمْرانُ بْنُ حُصَيْنٍ بَيْعَهُ فِي الفِتْنَةِ.
2100 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن ابْنِ أَفْلَحَ
(1)
، عن أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتادَةَ:
عَنْ أَبِي قَتادَةَ رضي الله عنه قالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ حُنَيْنٍ، فَأَعْطاهُ -يَعْنِي دِرْعًا
(2)
- فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ
(3)
مالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عن عُمَرَ بنِ كَثِيرِ بنِ أَفْلَحَ» (و، ب)، وزاد في (ق) نسبتها إلى رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(2)
قوله: «فأعطاه يعني درعًا» ليس في رواية أبي ذر، وفي رواية ابن عساكر:«فأعطاه درعًا» . قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوَّلُ» .
(38)
بابٌ: فِي العَطَّارِ وَبَيْعِ المِسْكِ
2101 -
حدثني
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ، لا يَعْدَمُكَ
(2)
مِنْ صاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ
(3)
أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ منه رِيحًا خَبِيثَةً».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لا يُعْدِمُكَ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «بَيْتَكَ» .
(39)
بابُ ذِكْرِ الحَجَّامِ
2102 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ بِصاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا مِنْ خَراجِهِ.
2103 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالِدٌ -هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ-: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْطَى الَّذِي حَجَمَهُ، وَلَوْ كانَ حَرامًا لَمْ يُعْطِهِ.
(40)
بابُ التِّجَارَةِ فِيما يُكْرَهُ لُبْسُهُ لِلرِّجالِ والنِّساءِ
2104 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عُمَرَ رضي الله عنه بِحُلَّةِ حَرِيرٍ -أَوْ سِيَراءَ- فَرَآها عَلَيْهِ، فَقالَ:
⦗ص: 289⦘
«إِنِّي لَمْ أُرْسِلْ بها إِلَيْكَ لِتَلْبَسَها، إِنَّما يَلْبَسُها مَنْ لا خَلاقَ لَهُ، إِنَّما بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ
(1)
بِها». يَعْنِي: تَبِيعُها.
(1)
في رواية ابن عساكر: «تَسْتَمْتِعُ» .
2105 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن نافِعٍ، عن القاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَنَّها أخبَرَتْهُ: أَنَّها اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فيها تَصاوِيرُ، فَلَمَّا رَآها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ على البابِ فَلَمْ يَدْخُلْهُ
(1)
، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَراهِيَةَ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، ماذا أَذْنَبْتُ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟» قُلْتُ: اشْتَرَيْتُها لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْها وَتَوَسَّدَها. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحابَ هَذِهِ الصُّوَرِ
(2)
يَوْمَ القِيامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقالُ لَهُمْ: أَحْيُوا ما خَلَقْتُمْ». وَقالَ: «إِنَّ البَيْتَ
الَّذِي فِيهِ
(3)
الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ المَلائِكَةُ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَدْخُلْ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «الصُّورَةِ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «هذه» .
(41)
بابٌ: صاحِبُ السِّلْعَةِ أَحَقُّ بِالسَّوْمِ
2106 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا بَنِي النَّجَّارِ، ثامِنُونِي بِحائطِكُمْ» . وَفِيهِ خِرَبٌ وَنَخْلٌ.
(42)
بابٌ: كَمْ يَجُوزُ الخِيَارُ؟
2107 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ نافِعًا:
⦗ص: 290⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(2)
: «إِنَّ المُتَبايِعَيْنِ
(3)
بِالخِيارِ فِي بَيْعِهِما ما لَمْ يَتَفَرَّقا، أَوْ يَكُونُ البَيْعُ خِيارًا». قالَ نافِعٌ: وَكانَ ابْنُ عُمَرَ إذا اشْتَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ فارَقَ صاحِبَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ سَعيدٍ» .
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية ابن عساكر: «قالَ: إِنَّ المُتبايِعانِ» .
2108 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ، عن أَبِي الخَلِيلِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ:
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا
(1)
».
وَزادَ أَحْمَدُ: حدَّثنا بَهْزٌ، قالَ: قالَ هَمَّامٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي التَّيَّاحِ فَقالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الخَلِيلِ لَمَّا حَدَّثَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارِثِ بِهَذا الحَدِيثِ
(2)
.
(1)
في متن (و): «يَفْتَرِقا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد ونسخة الزاهدي والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «هَذا الحَدِيثَ» .
(43)
بابٌ: إذا لَمْ يُوَقِّتْ فِي الخِيارِ
(1)
هَلْ يَجُوزُ البَيْعُ؟
(1)
في رواية أبي ذر: «يوقِّتِ الخيارَ» .
2109 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: اخْتَرْ» . وَرُبَّما قالَ: «أَوْ يَكُونُ بَيْعَ خِيَارٍ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش بدون رقم:«رسولُ الله» .
(44)
بابٌ: «البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا»
وَبِهِ قالَ ابْنُ عُمَرَ، وَشُرَيْحٌ، والشَّعْبِيُّ، وَطاوُوسٌ، وَعَطاءٌ، وابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ.
2110 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ: أخبَرنا حَبَّانُ
(2)
: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: قَتادَةُ أخبَرَنِي، عن صالِحٍ أَبِي الخَلِيلِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ، قالَ:
سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزامٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فَإِنْ صَدَقا وَبَينا بُورِكَ لَهُما فِي بَيْعِهِما، وَإِنْ كَذَبا وَكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما» .
2111 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «المُتَبايِعانِ كُلُّ واحِدٍ منهما بِالخِيارِ على صاحِبِهِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، إِلَّا بَيْعَ الخِيارِ» .
(45)
بابٌ: إذا خَيَّرَ أَحَدُهُما صاحِبَهُ بَعْدَ البَيْعِ فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ
2112 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: «إِذا تَبايَعَ الرَّجُلانِ، فَكُلُّ واحِدٍ مِنهُما بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، وَكانا جَمِيعًا، أَوْ يُخَيِّرُ أَحَدُهُما الآخَرَ، فَتَبايَعا على ذَلِكَ، فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ، وَإِنْ تَفَرَّقا بَعْدَ أَنْ يَتَبايَعا
(1)
، وَلَمْ يَتْرُكْ واحِدٌ مِنهُما البَيْعَ، فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ».
(1)
بهامش (ب): في بعض الأصول الصحيحة: «تَبايَعا» بلفظ الماضي. اهـ، وهو المثبت في متن (ن).
(46)
بابٌ: إذا كانَ البائِعُ بِالخِيارِ هَلْ يَجُوزُ البَيْعُ؟
2113 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
⦗ص: 292⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كُلُّ بَيِّعَيْنِ لا بَيْعَ بَيْنَهُما حَتَّى يَتَفَرَّقا، إِلَّا بَيْعَ الخِيارِ» .
2114 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ: حَدَّثَنا
(2)
حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، عن أَبِي الخَلِيلِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ:
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «البَيِّعانِ بِالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا
(3)
-قالَ هَمَّامٌ: وَجَدْتُ فِي كِتابِي: يَخْتارُ ثَلاثَ مِرارٍ- فَإِنْ صَدَقا وَبَيَّنا بُورِكَ لَهُما فِي بَيْعِهِما، وَإِنْ كَذَبا وَكَتَما، فَعَسَى أَنْ يَرْبَحا رِبْحًا، وَيَمْحَقا بَرَكَةَ بَيْعِهِما».
قالَ: وَحَدَّثَنا هَمَّامٌ: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الحارِثِ يُحَدِّثُ بِهَذا الحَدِيثِ، عن حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي، ورواية [ق]:«حتَّى يتفرقا» ، وصحَّح عليها.
(47)
بابٌ: إذا اشْتَرَى شَيْئًا، فَوَهَبَ مِنْ ساعَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقا،
وَلَمْ يُنْكِرِ
البايعُ على المُشْتَرِي، أَوِ اشْتَرَى عَبْدًا فَأَعْتَقَهُ
وَقالَ طاوُوسٌ فِيمَنْ يَشْتَرِي السِّلْعَةَ على الرِّضا، ثُمَّ باعَها: وَجَبَتْ لَهُ والرِّبْحُ لَهُ
(1)
.
(1)
قول طاووس ثابت في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً (و، ق، ب).
2115 -
وَقالَ
(1)
الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنْتُ على بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمامَ القَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:«بِعْنِيهِ» . قالَ: هو لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ
(2)
: «بِعْنِيهِ» . فَباعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 293⦘
فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
: «هُوَ لَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، تَصْنَعُ بِهِ ما شِئْتَ» .
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «لنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» .
(3)
قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في (ن).
2116 -
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: بِعْتُ مِنْ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمانَ
(2)
مالًا بِالوادِي بِمالٍ لَهُ بِخَيْبَرَ، فَلَمَّا تَبايَعْنا، رَجَعْتُ على عَقِبِي حَتَّى خَرَجْتُ مِنْ بَيْتِهِ، خَشْيَةَ أَنْ يُرادَّنِي
(3)
البَيْعَ، وَكانَتِ السُّنَّةُ أَنَّ المُتَبايِعَيْنِ بِالخِيارِ حَتَّى يَتَفَرَّقا. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا وَجَبَ بَيْعِي وَبَيْعُهُ، رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ غَبَنْتُهُ، بِأَنِّي سُقْتُهُ إلى أَرْضِ ثَمُودٍ
(4)
بِثَلاثِ لَيالٍ، وَساقَنِي إلى المَدِينَةِ بِثَلاثِ لَيالٍ.
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَفَّانَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «ثمودَ» ممنوعًا من الصرف.
(48)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ الخِداعِ فِي البَيْعِ
2117 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي البُيُوعِ، فقالَ:«إذا بايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلَابَةَ» .
(49)
بابُ ما ذُكِرَ فِي الأَسْواقِ
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: لَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ، قُلْتُ
(1)
: هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجارَةٌ؟ قالَ
(2)
: سُوقُ قَيْنقاعَ.
وَقالَ أَنَسٌ: قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: دُلُّونِي على السُّوقِ.
⦗ص: 294⦘
وَقالَ عُمَرُ: أَلْهانِي الصَّفْقُ بِالأَسْواقِ.
(1)
لفظة: «قلت» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
2118 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عن مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عن نافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قالَ:
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ
رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذا كانُوا بِبَيْداءٍ
(2)
مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ». قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْواقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قالَ:«يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
هكذا في (ن)، وفي باقي الأصول بالمنع من الصرف.
2119 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ أَحَدِكُمْ فِي جَماعَةٍ تَزِيدُ على صَلاتِهِ فِي سُوقِهِ وَبَيْتِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً؛ وَذَلِكَ بِأَنَّهُ إذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ، لا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلاةَ، لا يَنْهَزُهُ
(1)
إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ بها دَرَجَةً، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بها خَطِيئَةٌ، والملائِكَةُ تُصَلِّي على أَحَدِكُمْ ما دامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ، ما لَمْ يُؤْذِ فِيهِ». وَقالَ:«أَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ ما كانَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «يُنْهِزُهُ» بضم الياء وكسر الهاء.
2120 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، فقالَ رَجُلٌ: يا أَبا القاسِمِ.
⦗ص: 295⦘
فالتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: إِنَّما دَعَوْتُ هَذا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا
(1)
بِاسْمِي، وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي».
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «تَسَمَّوْا» .
2121 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: دَعا رَجُلٌ بِالبَقِيعِ: يا أَبا القاسِمِ. فالتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: لَمْ أَعْنِكَ. قالَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا
(1)
بِكُنْيَتِي».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ولا تَكَنَّوْا» .
2122 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ
(1)
، عن نافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ رضي الله عنه قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طائِفَةِ النَّهارِ، لا يُكَلِّمُنِي وَلا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنقاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فاطِمَةَ، فَقالَ: «أَثَمَّ لُكَعٌ؟ أَثَمَّ
(2)
لُكَعٌ
(3)
؟» فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّها تُلْبِسُهُ سِخابًا أَوْ تُغَسِّلُهُ
(4)
، فَجاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَقالَ: «اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ
(5)
وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ». قالَ: سُفْيانُ قالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ أخبَرَنِي: أَنَّهُ رَأَى نافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ.
(1)
قوله: «بن أبي يزيد» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
هكذا ضبطت في (ن، ق)، وضبطت في (و، ص) بالضم دون تنوين، وفي (ب) الثانية بالتنوين فقط.
(4)
في رواية أبي ذر: «تَغْسِلُهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أحِبَّهُ» . (ن) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وقيدت في (و، ب) بروايته عن الحَمُّويِي والمستملي.
2123 -
2124 - حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى
(1)
، عن نافِعٍ:
⦗ص: 296⦘
حَدَّثَنا ابْنُ عُمَرَ: أَنَّهُمْ كانُوا يَشْتَرُونَ الطَّعَامَ
(2)
مِنَ الرُّكْبانِ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْعَثُ عَلَيْهِمْ مَنْ يَمْنَعُهُمْ أَنْ يَبِيعُوهُ حَيْثُ اشْتَرَوْهُ، حَتَّى يَنْقُلُوهُ حَيْثُ يُباعُ الطَّعامُ. قالَ: وَحَدَّثَنا ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُباعَ الطَّعامُ إذا اشْتَراهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عُقْبَةَ» صحَّح عليها وكتبت بالحمرة.
(2)
في رواية [ق]: «طَعامًا» .
(50)
بابُ كَرَاهِيَةِ السَّخَبِ فِي السُّوقِ
2125 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو
ابْنِ العاصِ رضي الله عنهما: قُلْتُ: أخْبِرْنِي عن صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي التَّوْراةِ. قالَ: أَجَلْ، واللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْراةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: يا أَيُّها النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ فِي الأَسْواقِ، وَلا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بها أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا
(1)
.
تابَعَهُ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن هِلالٍ.
وَقالَ سَعِيدٌ: عن هِلَالٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابْنِ سَلَامٍ.
(2)
غُلْفٌ: كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلافٍ، سَيْفٌ أَغْلَفُ، وَقَوْسٌ غَلْفاءُ، وَرَجُلٌ أَغْلَفُ: إذا لَمْ يَكُنْ مَخْتُونًا
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «ويُفْتَحُ بِها أَعْيُنٌ عُمْيٌ وآذانٌ صُمٌ وقُلُوبٌ غُلْفٌ» .
(2)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سلام» في اليونينيَّة.
(3)
من قوله: «وقال سعيد» إلى قوله: «مختونًا» ثابت في رواية المستملي أيضاً، قارن بما في الإرشاد. وفي رواية أبي ذر عن المستملي زيادة في آخره:«قالَهُ أبو عَبْدِ اللهِ» . (لا الحمرة إلى)
(51)
بابُ الكَيْلِ على البائعِ والمُعْطِي
؛ لِقَوْلِ
(1)
اللَّهِ تَعالَى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 3] يَعْنِي كالُوا لَهُمْ وَوَزَنُوا لَهُمْ، كَقَوْلِهِ:{يَسْمَعُونَكُمْ} [الشعراء: 72]: يَسْمَعُونَ لَكُمْ
(2)
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اكْتالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا» .
وَيُذْكَرُ عن عُثْمانَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ
(3)
: «إِذا بِعْتَ فَكِلْ، وَإِذا
(4)
ابْتَعْتَ فاكْتَلْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِ» .
(2)
من قوله: «يعني كالوا» إلى قوله: «لكم» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
لفظة: «له» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فَإِذا» .
2126 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ ابْتاعَ طَعامًا، فَلا يَبِيعُهُ
(1)
حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فلا يَبِعْهُ» .
2127 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرنا جَرِيرٌ، عن مُغِيرَةَ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فاسْتَعَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلى غُرَمائِهِ أَنْ يَضَعُوا مِنْ دَيْنِهِ، فَطَلَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَفْعَلُوا، فقالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنافًا، العَجْوَةَ على حِدَةٍ، وَعَذْقَ
(1)
زَيْدٍ على حِدَةٍ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَيَّ». فَفَعَلْتُ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ
(2)
عَلى أَعْلَاهُ -أَوْ فِي وَسَطِهِ- ثُمَّ قالَ: «كِلْ لِلْقَوْمِ» . فَكِلْتُهُمْ حَتَّى أَوْفَيْتُهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ تَمْرِي كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ منه شَيْءٌ.
⦗ص: 298⦘
وَقالَ فِرَاسٌ، عن الشَّعْبِيِّ: حدَّثني جابِرٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَما زالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّاهُ
(3)
.
وَقالَ هِشَامٌ، عن وَهْبٍ، عن جابِرٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «جُذَّ لَهُ، فَأَوْفِ لَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وعِذْقَ» بكسر العين.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجاءَ فَجَلَسَ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حتى أَدَّى» .
(52)
بابُ ما يُسْتَحَبُّ مِنَ الكَيْلِ
2128 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا الوَلِيدُ، عن ثَوْرٍ، عن خالِدِ بْنِ مَعْدانَ:
عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيْ كَرِبَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ
(1)
».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(53)
بابُ بَرَكَةِ صاعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمُدِّهِمْ
(1)
فِيهِ عائِشَةُ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ومُدِّهِ» .
2129 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ
الأَنْصارِيِّ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
(1)
إِبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعا لَها، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَما حَرَّمَ إِبْراهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَها فِي مُدِّها وَصاعِها مِثْلَ ما دَعا إِبْراهِيمُ عليه السلام لِمَكَّةَ».
(1)
بهامش (ب): ليست الهمزة مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالفتح. اهـ.
2130 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيالِهِمْ، وَبارِكْ لَهُمْ فِي صاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ» . يَعْنِي أَهْلَ المَدِينَةِ.
(54)
بابُ ما يُذْكَرُ فِي بَيْعِ الطَّعامِ والحُكْرَةِ
2131 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرنا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن الأَوْزاعِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ:
⦗ص: 299⦘
عن أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ الطَّعامَ مُجازَفَةً يُضْرَبُونَ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعُوهُ
(2)
حَتَّى يُؤْوُوْهُ
(3)
إلى رِحالِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضاً، وفي رواية غيره:«أن يبيعوا» ، والذي في (ب) أنَّ قوله:«أَنْ يَبِيعُوهُ» ثابت في حاشية رواية ابن عساكر، وهو موافق بمعناه ما في الإرشاد.
(3)
بهامش (ب): هكذا ضمة على الهمزة في اليونينية، وفي الفرع ساكنة، وهو الصواب، وكذا هي ساكنة في اليونينية في «باب من رأى
…
» الآتي قريبًا.
2132 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن ابْنِ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ. قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ ذاكَ؟ قالَ: ذاكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ، والطَّعامُ مُرْجَأٌ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُرْجًا» ، وفي رواية أبي ذر والمستملي زيادة:«قال أبو عبد الله: {مُرْجَئوُنَ} [التوبة: 106]: مُؤَخَّرُونَ» . اهـ. وبهمز {مُرْجَونَ} قرأ ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو وابن عامر وشعبة.
2133 -
حدثني أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ابْتاعَ طَعَامًا فَلا يَبِيعُهُ
(1)
حَتَّى يَقْبِضَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فلا يَبِعْهُ» .
2134 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ: كانَ عَمْرُو بْنُ دِينارٍ يُحَدِّثُهُ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ مالِكِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ قالَ: مَنْ
(1)
عِنْدَهُ صَرْفٌ؟ فقالَ طَلْحَةُ: أَنا، حَتَّى يَجِيءَ خازِنُنا مِنَ الغابَةِ -قالَ سُفْيانُ: هو الَّذِي حَفِظْناهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ فِيهِ زِيادَةٌ- فَقالَ
(2)
:
⦗ص: 300⦘
أخبَرَني مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ
(3)
أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه يُخْبِرُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ
(4)
رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والبُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ».
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «كانَ» صحَّح عليها وكتبت بالحمرة.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنِ الحَدَثانِ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «الذهب بالوَرِقِ» .
(55)
بابُ بَيْعِ الطَّعامِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَبَيْعِ ما لَيْسَ عِنْدَكَ
2135 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: الَّذِي
(1)
حَفِظْناهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ: سَمِعَ طاوُوسًا يَقُولُ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَمَّا الَّذِي نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فهو الطَّعامُ أَنْ يُباعَ حَتَّى يُقْبَضَ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَا أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مِثْلَهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أَمَّا الَّذِي» .
2136 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ ابْتاعَ طَعامًا فَلا يَبِيعُهُ
(1)
حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ».
زادَ إِسْماعِيلُ: «مَنِ ابْتاعَ طَعامًا فَلا يَبِيعُهُ
(2)
حَتَّى يَقْبِضَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فَلا يَبِعْهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَلا يَبِعْهُ» .
(56)
بابُ مَنْ رَأَى إذا اشْتَرَى طَعامًا جِزَافًا أَنْ لا يَبِيعَهُ
حَتَّى يُؤْوِيَهُ
إلى رَحْلِهِ
(1)
، والأَدَبِ فِي ذَلِكَ
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «رِحَالِهِ» .
2137 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ قالَ: أخبَرَني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما قالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْتاعُونَ
(2)
جِزَافًا -يَعْنِي الطَّعَامَ- يُضْرَبُونَ أَنْ يَبِيعُوهُ فِي مَكانِهِمْ، حَتَّى يُؤْوُوهُ إلى رِحَالِهِمْ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «عَبْدَ اللهِ بن عُمَرَ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «يَتَبايَعُونَ» .
(57)
بابٌ: إذا اشْتَرَى مَتاعًا أَوْ دابَّةً فَوَضَعَهُ عِنْدَ البائعِ أَوْ ماتَ قَبْلَ أَنْ
يُقْبَضَ
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: ما أَدْرَكَتِ الصَّفْقَةُ حَيًّا مَجْمُوعًا فهو مِنَ المُبْتاعِ.
2138 -
حدَّثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي المَغْرَاءِ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَقَلَّ يَوْمٌ كانَ يَأْتِي على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا يَأتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الخُرُوجِ إلى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنا إِلَّا وَقَدْ أَتانا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: ما جاءَنا
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ
(2)
، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قالَ لأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ
(3)
». قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّما هما ابْنَتايَ. يَعْنِي عائِشَةَ وَأَسْماءَ، قالَ:«أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ؟» قالَ: الصُّحْبَةَ
(4)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الصُّحْبَةُ
(5)
». قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي ناقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إِحْداهُما. قالَ:«قَدْ أَخَذْتُها بِالثَّمَنِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما جاءَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «إلَّا مِنْ حَدَثٍ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ما عِنْدَكَ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الصُّحْبَةُ» ، وصحَّح عليها.
(5)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الصُّحْبَةَ» .
(58)
بابٌ: لا يَبِيعُ على بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَسُومُ
(1)
عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، حَتَّى يَأذَنَ لَهُ
أَوْ يَتْرُكَ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، ولا يَسُمْ» .
2139 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَبِيعُ
(1)
بَعْضُكُمْ على بَيْعِ أَخِيهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَبِعْ» .
2140 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا يَبِيعُ الرَّجُلُ على بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَخْطُبُ على خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلا تَسْأَلُ المَرْأَةُ طَلاقَ أُخْتِها لِتَكْفَأَ
(1)
ما فِي إِنائِها.
(1)
عند أبي ذر: «لِتَكْفِئَ» بكسر الفاء وبالهمز، وبهامش (ب): عند أبي ذر بكسر الفاء ثمَّ بالياء أخت الواو، قالَ: وصوابه بالفتح والهمز. اهـ.
(59)
بابُ بَيْعِ المُزايَدَةِ
وَقالَ عَطَاءٌ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ لا يَرَوْنَ بَأسًا بِبَيْعِ المَغانِمِ فِيمَنْ يَزِيدُ.
2141 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الحُسَيْنُ المُكْتِبُ
(1)
، عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ:
⦗ص: 303⦘
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ غُلامًا لَهُ عن دُبُرٍ، فاحْتاجَ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فاشْتَراهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِكَذَا وَكَذَا، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «المُكَتِّبُ» بفتح الكاف وتشديد التاء المكسورة.
(60)
بابُ النَّجْشِ،
وَمَنْ قالَ: لا يَجُوزُ ذَلِكَ البَيْعُ
وَقالَ
(1)
ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ رِبًا
(2)
خائنٌ.
وَهْوَ خِدَاعٌ باطِلٌ لا يَحِلُّ؛ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الخَدِيعَةُ فِي النَّارِ» .
وَ «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنا فهو رَدٌّ» .
(1)
الواو ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «آكل الرِّبَى» .
2142 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عْنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
عن النَّجْشِ.
(61)
بابُ بَيْعِ الغَرَرِ وَحَبَلِ الحبَلَةِ
2143 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَةِ. وَكانَ بَيْعًا يَتَبايَعُهُ أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ، كانَ الرَّجُلُ يَبْتاعُ الجَزُورَ إِلى أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ، ثُمَّ تُنْتَجُ الَّتِي فِي بَطْنِها.
(62)
بابُ بَيْعِ المُلَامَسَةِ
وَقالَ أَنَسٌ: نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه» .
2144 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عامِرُ بْنُ سَعْدٍ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ رضي الله عنه أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن المُنابَذَةِ، وَهْيَ: طَرْحُ الرَّجُلِ ثَوْبَهُ بِالبَيْعِ إلى الرَّجُلِ قَبْلَ أَنْ يُقَلِّبَهُ أَوْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَنَهَى عَن المُلامَسَةِ، والمُلامَسَةُ لَمْسُ الثَّوْبِ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِ.
2145 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نُهِيَ عن لِبْسَتَيْنِ: أن يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في الثَّوْبِ الواحِدِ، ثُمَّ يَرْفَعَهُ عَلى مَنْكِبِهِ، وعنْ بَيْعَتَيْنِ: اللِّمَاسِ، والنِّباذِ.
(63)
بابُ بَيْعِ المُنابَذَةِ
وَقالَ أَنَسٌ: نَهَى عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه» .
2146 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَعَنْ أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُلَامَسَةِ والمُنابَذَةِ.
2147 -
حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: المُلَامَسَةِ والمُنابَذَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني عَيَّاشٌ» غير منسوبٍ. قارن بما في الإرشاد.
(64)
بابُ النَّهْيِ لِلْبائِعِ أَنْ لا يُحَفِّلَ الإِبِلَ والبَقَرَ والغَنَمَ
(1)
وَكُلَّ مُحَفَّلَةٍ
والمُصَرَّاةُ: الَّتِي صُرِّيَ لَبَنُها وَحُقِنَ فِيهِ وَجُمِعَ، فَلَمْ يُحْلَبْ أَيَّامًا، وَأَصْلُ التَّصْرِيَةِ حَبْسُ الماءِ، يُقالُ مِنْهُ: صَرَّيْتُ الماءَ
(2)
.
2148 -
حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن الأَعْرَجِ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُصَرُّوا الإِبِلَ والغَنَمَ، فَمَنِ ابْتاعَها بَعْدُ فَإِنَّهُ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَيْنَ
(1)
أَنْ يَحْتَلِبَها: إِنْ شاءَ أَمْسَكَ، وَإِنْ شاءَ رَدَّها وَصاعَ تَمْرٍ».
وَيُذْكَرُ عن أَبِي صالِحٍ وَمُجاهِدٍ والوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ وَمُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«صاعَ تَمْرٍ» .
وَقالَ بَعْضُهُمْ: عن ابْنِ سِيرِينَ: «صاعًا مِنْ طَعامٍ، وهو بِالخِيارِ ثَلاثًا» ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: عن ابْنِ سِيرِينَ: «صَاعًا مِنْ تَمْرٍ» ، وَلَمْ يَذْكُرْ ثَلاثًا، والتَّمْرُ أَكْثَرُ.
(1)
لفظة: «بين» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً، (لا الحمرة إلى) وبهامش اليونينية:«صوابه: بَعْدَ» . وضبَّب عليها في (ب)، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
2149 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو عُثْمانَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: مَنِ اشْتَرَى شاةً مُحَفَّلَةً فَرَدَّها فَلْيَرُدَّ مَعَها صاعًا
(1)
، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُلَقَّى البُيُوعُ
(2)
.
2150 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
⦗ص: 306⦘
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَلَقَّوُا الرُّكْبانَ، وَلا يَبِيعُ
(1)
بَعْضُكُمْ على بَيْعِ بَعْضٍ، وَلا تَناجَشُوا، وَلا يَبِيعُ
(2)
حاضِرٌ لِبادٍ، وَلا تُصَرُّوا الغَنَمَ، وَمَنِ ابْتاعَها فهو بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أنْ يَحْتَلِبَها
(3)
: إِنْ رَضِيَها أمْسَكَها، وإنْ سَخِطَها رَدَّها وَصاعًا منْ تَمْرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «ولا يَبِعْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا يَبِعْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَحْلُبَها» .
(65)
بابٌ: إِنْ شاءَ رَدَّ المُصَرَّاةَ، وَفِي حَلَبَتِها
(1)
صاعٌ مِنْ تَمْرٍ
(1)
ضبطت اللَّام في الإرشاد بالسكون، ونبَّه بهامش (ب) أنَّها هكذا في الفرع.
2151 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا المَكِّيُّ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ قالَ: أخبَرَني زِيادٌ: أَنَّ ثابِتًا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ أخبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اشْتَرَى غَنَمًا مُصَرَّاةً فاحْتَلَبَها، فَإِنْ رَضِيَها أَمْسَكَها، وَإِنْ سَخِطَها فَفِي حَلَبَتِها
(1)
صاعٌ مِنْ تَمْرٍ».
(1)
ضبطت الحاء في (ن) بالكسر والفتح معًا.
(66)
بابُ بَيْعِ العَبْدِ الزَّانِي
وَقالَ شُرَيْحٌ: إِنْ شاءَ رَدَّ مِنَ الزِّنا
(1)
.
(1)
قول شريح ثابت في رواية أبي ذر والمستملي أيضاً.
2152 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ قالَ: حدَّثني سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا زَنَتِ الأَمَةُ فَتَبَيَّنَ زِناها فَلْيَجْلِدْها، وَلا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْها، وَلا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ فَلْيَبِعْها وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ» .
2153 -
2154 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خالِدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن الأَمَةِ إذا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ
(1)
قالَ ابْنُ شِهابٍ: لا أَدْرِي، بَعْدَ
(2)
الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «تُحْصَنْ» بفتح الصاد.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَبَعْدَ» .
2155 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اشْتَرِي وَأَعْتِقِي، فَإِنَّ الوَلَاءَ
(1)
لِمَنْ أَعْتَقَ». ثُمَّ قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ العَشِيِّ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «ما بالُ
(2)
أُناسٍ
(3)
يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا
(4)
لَيْسَ فِي كِتابِ اللَّهِ، مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتابِ اللَّهِ فهو باطِلٌ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِئَةَ شَرْطٍ؛ شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّما الولاءُ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَمَّا بَعْدُ: ما بالُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّاسِ» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَرْطًا» بالإفراد.
2156 -
حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ
(1)
: حدَّثنا هَمَّامٌ قالَ: سَمِعْتُ نافِعًا يُحَدِّثُ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها ساوَمَتْ بَرِيرَةَ، فَخَرَجَ إلى الصَّلاةِ، فَلَمَّا جاءَ قالَتْ:
⦗ص: 308⦘
إنَّهُمْ أَبَوْا أنْ يَبِيعُوها إلَّا أنْ يَشْتَرِطُوا الوَلَاءَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . قُلْتُ لِنافِعٍ: حُرًّا كانَ زَوْجُها أَوْ عَبْدًا؟ فَقالَ: ما يُدْرِينِي؟
(1)
قوله: «بن أبي عباد» ليس في رواية أبي ذر والمستملي، والذي في (ب) أن الذي في روايتيهما:«حَسَّان بن حَسَّان» . وهو موافق لما في نسخة البقاعي والسلطانية.
(68)
بابٌ: هَلْ يَبِيعُ حاضِرٌ لِبادٍ بِغَيْرِ أَجْرٍ؟ وَهَلْ يُعِينُهُ
أَوْ يَنْصَحُهُ؟
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ» .
وَرَخَّصَ فِيهِ عَطاءٌ.
2157 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسٍ:
سَمِعْتُ جَرِيرًا رضي الله عنه
(1)
: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على شَهادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والسَّمْعِ والطَّاعَةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(1)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي زيادة: «يَقُولُ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«قال» .
2158 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَلَقَّوُا الرُّكْبانَ
(1)
، وَلا يَبِيعُ
(2)
حاضِرٌ لِبادٍ». قالَ: فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما قَوْلُهُ: «لا يَبِيعُ حاضِرٌ لِبادٍ» ؟ قالَ: لا يَكُونُ لَهُ سِمْسارًا.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لِلْبَيْعِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا يَبِعْ» .
(69)
بابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ بِأَجْرٍ
2159 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا أَبُو عَلِيٍّ الحَنَفِيُّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ قالَ: حدَّثني أَبِي:
⦗ص: 309⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ.
وَبِهِ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.
(70)
بابٌ: لا يَبِيعُ
(1)
حاضِرٌ لِبادٍ بِالسَّمْسَرَةِ
وَكَرِهَهُ ابْنُ سِيرِينَ وَإِبْراهِيمُ لِلْبائِعِ والمُشْتَرِي
(2)
.
وَقالَ إِبْراهِيمُ: إِنَّ العَرَبَ تَقُولُ: بِعْ لِي ثَوْبًا، وَهْيَ تَعْنِي
(3)
الشِّراءَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «لا يَشْتَرِي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وَلِلْمُشْتَرِي» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وَهُوَ يَعنِي» .
2160 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ قالَ: أخبَرَني ابْنُ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَبْتاعُ
(1)
المَرْءُ على بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا تَناجَشُوا، وَلا يَبِيعُ
(2)
حاضِرٌ لِبادٍ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَبْتَعْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا يَبِعْ» .
2161 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا مُعَاذٌ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ: قالَ أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه: نُهِينا أَنْ يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(71)
بابُ النَّهْيِ عن تَلَقِّي الرُّكْبانِ،
وَأَنَّ بَيْعَهُ مَرْدُودٌ؛ لأَنَّ صاحِبَهُ
عاصٍ آثِمٌ إذا كانَ بِهِ عالِمًا، وهو خِدَاعٌ فِي البَيْعِ، والخِدَاعُ لا يَجُوزُ
2162 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:
⦗ص: 310⦘
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «العُمَرِيُّ» .
2163 -
حدثني
(1)
عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن ابْنِ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
قالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ما مَعْنَى قَوْلِهِ: «لا يَبِيعَنَّ حاضِرٌ لِبادٍ» ؟ فَقالَ: لا يَكُنْ
(2)
لَهُ سِمْسارًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» صحَّح عليها أيضًا.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «لا تَكُونُ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي:«لا يَكُونُ» .
2164 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قالَ: حدَّثني التَّيْمِيُّ، عن أَبِي عُثْمانَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: مَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً فَلْيَرُدَّ مَعَها صاعًا، قالَ: وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَلَقِّي البُيُوعِ.
2165 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ على بَيْعِ
بَعْضٍ، وَلا تَلَقَّوُا السِّلَعَ حَتَّى يُهْبَطَ بها إلى السُّوقِ».
(72)
بابُ مُنْتَهَى التَّلَقِّي
2166 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نَتَلَقَّى الرُّكْبانَ، فَنَشْتَرِي مِنْهُمُ الطَّعامَ، فَنَهانا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى يُبْلَغَ بِهِ سُوقُ الطَّعامِ.
⦗ص: 311⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذا فِي أَعْلَى السُّوقِ، بَيَّنَهُ
(1)
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
:
2167 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: كانُوا يَبْتاعُونَ
(3)
الطَّعامَ فِي أَعْلَى السُّوقِ، فَيَبِيعُونَهُ فِي مَكانِهِمْ
(4)
، فَنَهاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعُوهُ فِي مَكانِهِ حَتَّى يَنْقُلُوهُ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وبَيَّنَهُ» ، وضبطت في (و، ب، ص): «يُبَيِّنُهُ» بالمضارع في المتن وفي اختلاف الروايات.
(2)
قول أبي عبد الله مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد الحديث الذي يليه. قال في الفتح: وكونه عقب حديث جويرية هو الصواب.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «يَتَبايَعُونَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «في مَكانِهِ» .
(73)
بابٌ: إذا اشْتَرَطَ شُرُوطًا فِي البَيْعِ
(1)
لا تَحِلُّ
(1)
في رواية أبي ذر: «إِذا اشْتَرَطَ في البيع شروطًا» .
2168 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جاءَتْنِي بَرِيرَةُ فقالتْ: كاتَبْتُ أَهْلِي على تِسْعِ أَواقٍ، فِي كُلِّ عامٍ وَقِيَّةٌ
(1)
، فَأَعِينِينِي. فَقُلْتُ: إِنْ أَحَبَّ أَهْلُكِ أَنْ أَعُدَّها لَهُمْ وَيَكُونَ وَلاؤُكِ لِي فَعَلْتُ. فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إلى أَهْلِها، فقالتْ لَهُمْ فَأَبَوْا
(2)
عَلَيْها، فَجاءَتْ مِنْ عِنْدِهِمْ
(3)
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالِسٌ، فقالتْ: إِنِّي قَدْ
(4)
عَرَضْتُ
(5)
ذَلِكِ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الوَلاءُ لَهُمْ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخبَرَتْ عائِشَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«خُذِيها واشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلَاءَ؛ فَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . فَفَعَلَتْ عائِشَةُ، ثُمَّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:
⦗ص: 312⦘
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أُوقِيَّةٌ» .
(2)
في نسخة لأبي ذر زيادة: «ذَلكَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مِنْ عِنْدِها» .
(4)
لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنْ» . (ن، ب)
2169 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤمِنِينَ أَرادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جارِيَةً فَتُعْتِقَها، فقالَ أَهْلُها: نَبِيعُكِها على أَنَّ وَلاءَها لَنا. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«لا يَمْنَعُكِ ذَلِكِ؛ فَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .
(74)
بابُ بَيْعِ التَّمْرِ بِالتَّمْرِ
2170 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا اللَّيْثُ
(1)
، عن ابْنِ شِهابٍ، عن مالِكِ بْنِ أَوْسٍ:
سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«البُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «لَيْثٌ» .
(75)
بابُ بَيْعِ الزَّبِيبِ بِالزَّبِيبِ والطَّعامِ
(1)
بِالطَّعامِ
(1)
في (و): «والطَّعامُ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2171 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكٌ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 313⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُزابَنَةِ
(2)
. والمُزابَنَةُ: بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَبَيْعُ الزَّبِيبِ بِالكَرْمِ كَيْلًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «قالَ: والمزابنة» ، وقد ضُرب على لفظة «قال» فيهما، وبهامش (ب): كذا مضروبٌ على «قال» في اليونينية وهي ثابتةٌ في بعض الأصول. اهـ.
2172 -
2173 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُزابَنَةِ. قالَ: والمُزابَنَةُ: أَنْ يَبِيعَ الثَّمَرَ بِكَيْلٍ: إِنْ زادَ فَلِي، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيَّ.
قالَ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي العَرَايا بِخَرْصِها.
(76)
بابُ بَيْعِ الشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ
2174 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عَنْ مالِكِ بْنِ أَوْسٍ أخبَرَهُ: أَنَّهُ التَمَسَ صَرْفًا بِمِئَةِ دِينارٍ، فَدَعانِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَتَراوَضْنا حَتَّى اصْطَرَفَ مِنِّي، فَأَخَذَ الذَّهَبَ يُقَلِّبُها فِي يَدِهِ، ثُمَّ قالَ: حَتَّى يَأتِيَ خازِنِي مِنَ الغَابَةِ. وَعُمَرُ يَسْمَعُ ذَلِكَ، فَقالَ: واللَّهِ لا تُفارِقُهُ حَتَّى تَأخُذَ مِنْهُ؛ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ
(1)
رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والبُرُّ بِالبُرِّ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ، والتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هاءَ وَهاءَ».
(1)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وفي نسخة لأبي ذر:«الذهب بالوَرِقِ» صحَّح عليها.
(77)
بابُ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ
2175 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ: أخبَرَنا إِسْماعِيلُ ابْنُ
(1)
عُلَيَّةَ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، قالَ:
قالَ أَبُو بَكْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا سَواءً بِسَواءٍ، والفِضَّةَ بِالفِضَّةِ إِلَّا سَواءً بِسَواءٍ، وَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالفِضَّةِ، والفِضَّةَ بِالذَّهَبِ، كَيْفَ شِئْتُمْ» .
(1)
بالألف في (ن)، وبإهمالها في باقي النسخ.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(78)
بابُ بَيْعِ الفِضَّةِ بِالفِضَّةِ
2176 -
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا عَمِّي: حدَّثنا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عن عَمِّهِ، قالَ: حدَّثني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ
(2)
حَدَّثَهُ مِثْلَ ذَلِكَ حَدِيثًا عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقالَ: يا أَبا سَعِيدٍ، ما هَذا الَّذِي تُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ أَبُو سَعِيدٍ: فِي الصَّرْفِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا
(3)
بِمِثْلٍ، والوَرِقُ بِالوَرِقِ مِثْلًا
(4)
بِمِثْلٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الخُدْريَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مِثْلٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «مِثْلٌ» .
2177 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تُشِفُّوا
⦗ص: 315⦘
بَعْضَها على بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الوَرِقَ بِالوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تُشِفُّوا بَعْضَها على بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا منها غائِبًا بِناجِزٍ».
(79)
بابُ بَيْعِ الدِّينارِ بِالدِّينارِ نَسْأً
(1)
(1)
ضبطت في اليونينية بضبطين: الأول: «نسَآءً» بفتح السين والمد، والثاني:«نَسْأً» بسكون السين، وهو المثبت.
2178 -
2179 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، أَنَّ أَبا صالِحٍ الزَّيَّاتَ أخبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: الدِّينارُ بِالدِّينارِ، والدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ. فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لا يَقُولُهُ. فقالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ أَوْ وَجَدْتَهُ فِي كِتابِ اللَّهِ؟ قالَ
(1)
:
كُلَّ ذَلِكَ لا أَقُولُ، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي، وَلَكِنَّنِي
(2)
أخبَرَني أُسامَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا رِبا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ولَكِنْ» .
(80)
بابُ بَيْعِ الوَرِقِ بِالذَّهَبِ نَسِيئَةً
2180 -
2181 - حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا المِنْهالِ قالَ:
سَأَلْتُ البَرَاءَ بنَ عازِبٍ وَزَيْدَ بنَ أَرْقَمَ رضي الله عنهم عن الصَّرْفِ، فَكُلُّ واحِدٍ منهما يَقُولُ: هَذا خَيْرٌ مِنِّي. فَكِلاهُما يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الذَّهَبِ بِالوَرِقِ دَيْنًا.
(81)
بابُ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالوَرِقِ يَدًا بِيَدٍ
2182 -
حدَّثنا عِمْرانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبَّادُ بْنُ العَوَّامِ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الفِضَّةِ بِالفِضَّةِ، والذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، إِلَّا سَواءً بِسَواءٍ،
⦗ص: 316⦘
وَأَمَرَنا أَنْ نَبْتاعَ الذَّهَبَ بِالفِضَّةِ
(1)
كَيْفَ شِئْنا، والفِضَّةَ بِالذَّهَبِ
(2)
كَيْفَ شِئْنا.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الفضة» . قارن بما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر: «في الذَّهَبِ» .
(82)
بابُ بَيْعِ المُزَابَنَةِ
وَهْيَ بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، وَبَيْعُ الزَّبِيبِ بِالكَرْمِ، وَبَيْعُ العَرَايا.
قالَ أَنَسٌ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن المُزَابَنَةِ والمُحَاقَلَةِ.
2183 -
2184 - حدَّثنا يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَبِيعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ، وَلا تَبِيعُوا الثَّمَرَ بِالتَّمْرِ» .
قالَ سالِمٌ: وَأخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي بَيْعِ العَرِيَّةِ بِالرُّطَبِ أَوْ بِالتَّمْرِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي غَيْرِهِ.
2185 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُزابَنَةِ. والمُزابَنَةُ: اشْتِراءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَبَيْعُ الكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا.
2186 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن داوُدَ بْنِ الحُصَيْنِ، عن أَبِي سُفْيانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُزابَنَةِ والمُحاقَلَةِ. والمُزابَنَةُ: اشْتِراءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ فِي رُؤُوسِ النَّخْلِ.
2187 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو مُعاوِيَةَ، عن الشَّيْبانَّيِ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن المُحاقَلَةِ والمُزابَنَةِ.
2188 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنهم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْخَصَ لِصاحِبِ العَرِيَّةِ أَنْ يَبِيعَها بِخَرْصِها.
(83)
بابُ بَيْعِ الثَّمَرِ على رُؤُوسِ النَّخْلِ بِالذَّهَبِ والفِضَّةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «أَوِ الفِضَّةِ» .
2189 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَطِيبَ، وَلا يُباعُ شَيْءٌ منه إِلَّا بِالدِّينارِ والدِّرْهَمِ، إِلَّا العَرايا.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .
2190 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ مالِكًا، وَسَأَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ: أَحَدَّثَكَ داوُدُ، عن أَبِي سُفْيانَ:
عنْ أبيِ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ
(1)
فِي بَيْعِ العَرايا فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، أَوْ دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ؟ قالَ: نَعَمْ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَرْخَصَ» .
2191 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ بُشَيْرًا، قالَ:
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، وَرَخَّصَ فِي
⦗ص: 318⦘
العَرِيَّةِ أَنْ تُباعَ بِخَرْصِها، يَأكُلُها أَهْلُها رُطَبًا.
وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً أُخْرَى: إِلَّا أَنَّهُ رَخَّصَ فِي العَرِيَّةِ يَبِيعُها أَهْلُها بِخَرْصِها، يَأكُلُونَها رُطَبًا. قالَ: هو سَوَاءٌ.
قالَ سُفْيانُ: فَقُلْتُ لِيَحْيَى وَأَنا غُلامٌ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي بَيْعِ العَرايا. فَقالَ: وَما يُدْرِي أَهْلَ مَكَّةَ؟! قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَهُ عن جابِرٍ. فَسَكَتَ. قالَ سُفْيانُ: إِنَّما أَرَدْتُ أَنَّ جابِرًا مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ. قِيلَ لِسُفْيانَ: وَلَيْسَ فِيهِ: نَهَى
(1)
عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ؟ قالَ: لا.
(1)
في (و): (نَهْيٌ)، وبالضبطين ضبطت في (ق).
(84)
بابُ تَفْسِيرِ العَرَايا
وقالَ مالِكٌ: العَرِيَّةُ أنْ يُعْرِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ النَّخْلَةَ، ثُمَّ يَتأذَّى بِدُخُولِهِ عليهِ، فَرُخِّصَ له أنْ يَشْتَريَها منه بِتَمْرٍ.
وقالَ ابنُ إدْرِيسَ: العَرِيَّةُ لا تَكُونُ إِلَّا بِالكَيْلِ مِنَ التَّمْرِ يَدًا بِيَدٍ، لا تكُونُ بِالجِزَافِ.
وَمِمَّا يُقَوِّيهِ قَوْلُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: بِالأَوْسُقِ المُوَسَّقَةِ.
وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ فِي حَدِيثِهِ عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: كانَتِ العَرايا أَنْ يُعْرِيَ الرَّجُلُ فِي مالِهِ النَّخْلَةَ والنَّخْلَتَيْنِ.
وَقالَ يَزِيدُ، عن سُفْيانَ بنِ حُسَيْنٍ: العَرايا نَخْلٌ كانَتْ تُوهَبُ لِلْمَساكِينِ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِها، رُخِّصَ لَهُمْ أَنْ يَبِيعُوها بِما شاؤُوا مِنَ التَّمْرِ.
2192 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنهم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي العَرايا أَنْ تُباعَ بِخَرْصِها كَيْلًا.
⦗ص: 319⦘
قالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: والعَرايا نَخَلاتٌ مَعْلُوماتٌ تَأْتِيها فَتَشْتَرِيها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابْنُ مُقاتِلٍ» .
(85)
بابُ بَيْعِ الثِّمارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُها
2193 -
وَقالَ اللَّيْثُ، عن أَبِي الزِّنادِ: كانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
(1)
يُحَدِّثُ عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الأَنْصارِيِّ، مِنْ بَنِي حارِثَةَ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَبايَعُونَ الثِّمارَ، فَإِذا جَدَّ
(2)
النَّاسُ وَحَضَرَ تَقاضِيهِمْ، قالَ المُبْتاعُ: إِنَّهُ أَصابَ الثَّمَرَ الدُّمَانُ، أَصابَهُ مُرَاضٌ
(3)
، أَصابَهُ قُشَامٌ -عاهاتٌ يَحْتَجُّونَ بها- فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كَثُرَتْ عِنْدَهُ الخُصُومَةُ فِي ذَلِكَ: «فَإِمَّا لا، فَلا تتَبايَعُوا حَتَّى
يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ». كالمَشُورَةِ يُشِيرُ بها لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِمْ.
وَأخبَرَنِي خارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثابِتٍ لَمْ يَكُنْ يَبِيعُ ثِمارَ أَرْضِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا، فَيَتَبَيَّنَ الأَصْفَرُ مِنَ الأَحْمَرِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: رَواهُ عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ: حدَّثنا حَكَّامٌ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ، عن زَكَرِيَّا، عن أَبِي الزِّنادِ، عن عُرْوَةَ، عن سَهْلٍ، عن زَيْدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزبير» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أجدَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مَرَضٌ» .
2194 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الثِّمارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها، نَهَى البائِعَ والمُبْتاعَ.
2195 -
حدَّثنا ابْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:
⦗ص: 320⦘
عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُباعَ ثَمَرَةُ النَّخْلِ حَتَّى تَزْهُوَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَعْنِي حَتَّى تَحْمَرَّ.
2196 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مِيْنَا، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُباعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى تُشَقِّحَ. فَقِيلَ: ما
(1)
تُشَقِّحُ؟ قالَ: تَحْمَارُّ وَتَصْفَارُّ وَيُؤْكَلُ مِنْها.
(1)
في رواية أبي ذر: «وَما» .
(86)
بابُ بَيْعِ النَّخْلِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُها
2197 -
حدثني
(1)
عَلِيُّ بْنُ الهَيْثَمِ: حدَّثنا مُعَلًّى
(2)
: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ:
حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها، وَعَنِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ. قِيلَ: وَما يَزْهُوَ؟ قالَ: يَحْمَارُّ أَوْ يَصْفَارُّ.
(87)
بابٌ: إذا باعَ الثِّمارَ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُها، ثُمَّ أَصابَتْهُ عاهَةٌ
فهو مِنَ البائعِ
2198 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الثِّمارِ حَتَّى تُزْهِيَ. فَقِيلَ لَه: وَما تُزْهِي؟ قالَ: حَتَّى تَحْمَرَّ. فَقالَ
(1)
: «أَرَأَيْتَ إِذَا مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ، بِمَ يَأخُذُ أَحَدُكُمْ مالَ أَخِيهِ؟!» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «رسول الله صلى الله عليه وسلم» كتبت بالحمرة، وضبَّب على لفظ الجلالة:«الله» .
2199 -
قالَ
(1)
اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ قالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا ابْتاعَ ثَمَرًا قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُهُ، ثُمَّ أَصابَتْهُ عاهَةٌ، كانَ ما أَصابَهُ على رَبِّهِ؛ أخبَرَني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَتَبايَعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُها، وَلا تَبِيعُوا الثَّمَرَ بِالتَّمْرِ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(2)
بهامش (ب): كذا في اليونينية بلفظ الإفراد، وفي متن (ن):«رضي الله عنهما» .
(88)
بابُ شِرَاءِ الطَّعَامِ إلى أَجَلٍ
2200 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: ذَكَرْنا عِنْدَ إِبْراهِيمَ الرَّهْنَ فِي السَّلَفِ، فَقالَ: لا بَأسَ بِهِ. ثُمَّ حدَّثنا عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى طَعامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إلى أَجَلٍ، فَرَهَنَهُ دِرْعَهُ.
(89)
بابٌ: إذا أَرادَ بَيْعَ تَمْرٍ بِتَمْرٍ خَيْرٍ مِنْهُ
2201 -
2202 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عن مالِكٍ، عن عَبْدِ المَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا على خَيْبَرَ فَجاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذا؟» . قالَ: لا واللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذا بِالصَّاعَيْنِ، والصَّاعَيْنِ بِالثَّلاثَةِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لا تَفْعَلْ، بِعِ الجَمْعَ بِالدَّراهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّراهِمِ جَنِيبًا» .
(90)
بابُ
(1)
مَنْ باعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ، أَوْ أَرْضًا مَزْرُوعَةً، أَوْ بِإِجارَةٍ
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «قَبْضِ» .
2203 -
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقالَ لِي إِبْراهِيمُ: أخبَرَنا هِشامٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُخْبِرُ، عن نافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنْ
(1)
: أَيُّما نَخْلٍ بِيعَتْ، قَدْ أُبِّرَتْ، لَمْ يُذْكَرِ الثَّمَرُ،
⦗ص: 322⦘
فالثَّمَرُ لِلَّذِي أَبَّرَها، وَكَذَلِكَ العَبْدُ والحَرْثُ. سَمَّى لَهُ نافِعٌ هَؤُلاءِ الثَّلاثَ.
(1)
لفظة: «أنْ» ليست في رواية أبي ذر، وفي رواية الأصيلي مكانها:«أنَّه قال» .
2204 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ باعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرُها لِلْبائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ» .
(91)
بابُ بَيْعِ الزَّرْعِ بِالطَّعامِ كَيْلًا
2205 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن المُزابَنَةِ: أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حائِطِهِ إِنْ كانَ نَخْلًا بِتَمْرٍ كَيْلًا، وَإِنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بِزَبِيبٍ كَيْلًا، أَوْ كانَ
(1)
زَرْعًا، أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعامٍ، وَنَهَى عن ذَلِكَ كُلِّهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وَإِنْ كانَ» (ن، ق)، وضبطت روايته في (و، ب، ص): «أو إِنْ كان» .
(92)
بابُ بَيْعِ النَّخْلِ بِأَصْلِهِ
2206 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
عنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَيُّما امْرِئٍ أَبَّرَ نَخْلًا ثُمَّ باعَ أَصْلَها، فَلِلَّذِي أَبَّرَ ثَمَرُ النَّخْلِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَهُ
(1)
المُبْتاعُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «يَشْتَرِطَ» .
(93)
بابُ بَيْعِ المُخاضَرَةِ
2207 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
إِسْحاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصارِيُّ:
⦗ص: 323⦘
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن المُحاقَلَةِ، والمُخاضَرَةِ، والمُلَامَسَةِ، والمُنابَذَةِ، والمُزابَنَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
2208 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ: عن حُمَيْدٍ:
عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن بَيْعِ
(1)
ثَمَر
(2)
التَّمْرِ حَتَّى يزْهُوَ -فَقُلْنا
(3)
لِأَنَسٍ: ما زَهْوُها؟ قالَ: تَحْمَرُّ وَتَصْفَرُّ- أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ
(4)
بِمَ تَسْتَحِلُّ مالَ أَخِيكَ؟!
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية [ق]:«قِيلَ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «الثَّمَرَ» .
(94)
بابُ بَيْعِ الجُمَّارِ وَأَكْلِهِ
2209 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ هِشامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن مُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يَأكُلُ جُمَّارًا، فَقالَ:«مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ كالرَّجُلِ المُؤْمِنِ» . فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ
(1)
النَّخْلَةُ، فَإِذا أَنا أَحْدَثُهُمْ، قالَ:«هِيَ النَّخْلَةُ» .
(1)
لفظة: «هي» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت، وذكر في (ب، ص) أنَّ لفظة: «النَّخلة» منصوبة عند أبي ذر.
(95)
بابُ مَنْ أَجْرَى أَمْرَ الأَمْصارِ على ما يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ فِي البُيُوعِ
والإِجارَةِ
والمِكْيالِ والوَزْنِ، وَسُنَنهمْ
(1)
على نِيَّاتِهِمْ وَمَذاهِبِهِمُ المَشْهُورَةِ
وَقالَ شُرَيْحٌ لِلْغَزَّالِينَ: سُنَّتُكُمْ بَيْنَكُمْ رِبْحا
(2)
.
⦗ص: 324⦘
وَقالَ عَبْدُ الوَهَّابِ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ: لا بَأسَ العَشَرَةُ بِأَحَدَ عَشَرَ، وَيَأخُذُ لِلنَّفَقَةِ رِبْحًا.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِهِنْدٍ: «خُذِي ما يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالمَعْرُوفِ» .
وَقالَ تَعالَى: {وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ
(3)
بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]
واكْتَرَى الحَسَنُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِرْدَاسٍ حِمَارًا، فَقالَ: بِكَمْ؟ قالَ: بِدَانَقَيْنِ
(4)
. فَرَكِبَهُ، ثُمَّ جاءَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقالَ: الحِمَارَ الحِمَارَ. فَرَكِبَهُ، وَلَمْ يُشارِطْهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ.
(1)
هكذا بالضبطين في (ن، و، ق)، وفي باقي الأصول بالجر فقط.
(2)
قوله: «ربحًا» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ليس في رواية أبي ذر، (لا الحمرة إلى) قال في الفتح: زائدة لا معنى لها هنا، وإنما هي في آخر الأثر الذي بعده.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (و) بكسر النون، وبهما معًا في (ق).
2210 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: حَجَمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ.
2211 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن هِشَامٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: قالَتْ هِنْدٌ أُمُّ مُعاوِيَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مالِهِ سِرًّا؟ قالَ: «خُذِي أَنْتِ وَبَنُوكِ
(1)
ما يَكْفِيكِ بِالمَعْرُوفِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «وبنيك» .
2212 -
حدثني إِسْحاقُ: حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: أخبَرَنا هِشامٌ.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ عُثْمانَ بْنَ فَرْقَدٍ، قالَ: سَمِعْتُ هِشامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عن أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: {وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ
(2)
بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]
⦗ص: 325⦘
أُنْزِلَتْ فِي والِي اليَتِيمِ الَّذِي يُقِيمُ عَلَيْهِ وَيُصْلِحُ فِي مالِهِ، إِنْ كانَ فَقِيرًا أَكَلَ منه بِالمَعْرُوفِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلَّامِ» بتشديد اللام وتخفيفها معًا.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(96)
بابُ بَيْعِ الشَّرِيكِ مِنْ شَرِيكِهِ
2213 -
حدثني
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مالٍ لَمْ يُقْسَمْ
(2)
، فَإِذا وَقَعَتِ الحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ
(3)
الطُّرُقُ، فَلا شُفْعَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي كُلِّ ما لَمْ يُقْسَمْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(97)
بابُ بَيْعِ الأَرْضِ والدُّورِ والعُرُوضِ مُشَاعًا غَيْرَ مَقْسُومٍ
2214 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ مالٍ لَمْ يُقْسَمْ
(1)
، فَإِذا وَقَعَتِ الحُدُودُ، وَصُرِفَتِ
(2)
الطُّرُقُ، فَلا شُفْعَةَ.
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ، بِهَذا. وَقالَ: فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ
(3)
.
تابَعَهُ هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ.
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: فِي كُلِّ مالٍ.
رَواهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحاقَ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي كُلِّ ما لَمْ يُقْسَمْ» .
(2)
في (ب، ص): «صُرِّفَت» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «في كلِّ مالٍ لَمْ يُقْسَمْ» .
(98)
بابٌ: إذا اشْتَرَى شَيْئًا لِغَيْرِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَرَضِيَ
2215 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني مُوسَى
⦗ص: 326⦘
بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قالَ: «خَرَجَ ثَلاثَةٌ
(1)
يَمْشُونَ فَأَصابَهُمُ المَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غارٍ فِي جَبَلٍ، فانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، قالَ: فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ. فقالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كانَ لِي أَبَوانِ شَيْخانِ كَبِيرانِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى، ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالحِلابِ، فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبانِ، ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وامْرَأَتِي، فاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً
(2)
فَإِذا هما نائمانِ، قالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُما، حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى منها السَّماءَ. قالَ: فَفُرِجَ عَنْهُمْ. وَقالَ
(3)
الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَناتِ عَمِّي كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّساءَ، فقالتْ: لا تَنالُ ذَلِكَ
(4)
منها حَتَّى تُعْطِيَها مِئةَ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ فيها حَتَّى جَمَعْتُها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْها قالَتِ: اتَّقِ اللَّهَ، وَلا تَفُضَّ الخاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ وَتَرَكْتُها، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قالَ
(5)
: فَفَرَجَ
(6)
عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ، وَأَبَى ذاكَ أَنْ يَأخُذَ، فَعَمَدْتُ إلى ذَلِكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، حَتَّى اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا وَراعِيْها
(7)
، ثُمَّ جاءَ فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي. فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إلى تِلْكَ البَقَرِ وَراعِيْها
(8)
فإنها لك
(9)
. فَقالَ: أَتَسْتَهْزِئُ بِي؟! قالَ: فَقُلْتُ: ما أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّها لَكَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا. فَكُشِفَ عَنْهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثَلاثَةُ نَفَرٍ» .
(2)
في متن (ب، ص) زيادة: «فجئتُ» مرموز عليها برمز السقوط، واستدركت بخط متأخر في (ن).
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ذاكَ» .
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وراعِيَها» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وراعِيَها» .
(9)
قوله: «فإنَّها لك» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(99)
بابُ الشِّرَاءِ والبَيْعِ مَعَ المُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الحَرْبِ
2216 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمانَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي عُثْمانَ:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُها، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟» أَوْ قالَ: «أَمْ هِبَةً؟» قالَ: لا، بَلْ بَيْعٌ. فاشْتَرَى منه شاةً.
(100)
بابُ شِرَاءِ المَمْلُوكِ مِنَ الحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ وَعِتْقِهِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِسَلْمانَ: «كَاتِبْ» . وَكَانَ حُرًّا، فَظَلَمُوهُ وَباعُوهُ.
وَسُبِيَ عَمَّارٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلالٌ.
وَقالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
(1)
فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ
(2)
} [النحل: 71].
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى قوله: {أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}» بدل إتمام الآية.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين معًا: المثبت وهو بالياء على قراءة الجمهور، وبالتاء:«تَجْحَدُون» وبه قرأ شعبة عن عاصم، ورويس عن يعقوب.
2217 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هاجَرَ إِبْراهِيمُ عليه السلام بِسارَةَ، فَدَخَلَ بها قَرْيَةً فيها مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ
أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الَجَبابِرَةِ، فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْراهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّساءِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ: يا إِبْراهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ؟ قالَ: أُخْتِي. ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْها فَقالَ: لا تُكَذِّبِي حَدِيثِي؛ فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي، واللَّهِ إِنْ على الأَرْضِ مُؤْمِنٌ
(1)
غَيْرِي وَغَيْركِ
(2)
. فَأَرْسَلَ بها إِلَيْهِ فَقامَ إِلَيْها، فَقامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فقالت: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا على زَوْجِي فَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكافِرَ. فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ».
قالَ الأَعْرَجُ: قالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَت: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ
⦗ص: 328⦘
يُقالُ
(3)
: هِيَ قَتَلَتْهُ. فَأُرْسِلَ، ثُمَّ قامَ إِلَيْها، فَقامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا على زَوْجِي، فَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذا الكافِرَ. فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قالَ أَبُو سَلَمَةَ: قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فقالت: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقالُ
(4)
: هِيَ قَتَلَتْهُ. فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقالَ: واللَّهِ ما أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطانًا، أرْجِعُوها إلى إِبْراهِيمَ، وَأَعْطُوها آجَرَ. فَرَجَعَتْ إلى إِبْراهِيمَ عليه السلام، فقالتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الكافِرَ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «من مؤمنٍ» .
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُقَلْ» بالجزم.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «يُقالُ» ، وصحَّح عليها، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يُقَلْ» .
2218 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتِ: اخْتَصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ بْنُ زَمعَةَ فِي غُلامٍ، فقالَ سَعْدٌ: هَذا -يا رَسُولَ اللَّهِ- ابْنُ أَخِي عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ، انْظُرْ إلى شَبَهِهِ. وَقالَ عَبْدُ بْنُ زَمعَةَ: هَذا أَخِي يا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ على فِراشِ أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى شَبَهِهِ، فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقالَ: «هُوَ لَكَ يا عَبْدُ
(1)
؛ الوَلَدُ لِلْفِراشِ، وَلِلْعاهِرِ الحَجَرُ، واحْتَجِبِي منه يا سَوْدَةُ بِنْت
(2)
زَمعَةَ». فَلَمْ تَرَهُ سَوْدَةُ قَطُّ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ زَمعَةَ» .
(2)
بالرفع والنصب معًا في متن اليونينية.
2219 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ، عن أَبِيهِ: قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه لِصُهَيْبٍ: اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَدَّعِ إلى غَيْرِ أَبِيكَ. فقالَ صُهَيْبٌ: ما يَسُرُّنِي أَنَّ لِي كَذا وَكَذا، وَأَنِّي قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَكِنِّي سُرِقْتُ وَأَنا صَبِيٌّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
2220 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 329⦘
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزامٍ أخبَرَهُ أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ -أَوْ أَتَحَنَّتُ
(1)
- بها فِي الجاهِلِيَّةِ، مِنْ صِلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ، هَلْ لِي فيها أَجْرٌ؟ قالَ حَكِيمٌ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ على ما سَلَفَ لَكَ
(2)
مِنْ خَيْرٍ».
(1)
قوله: «أَوْ أَتَحَنَّتُ» ليس في رواية السمعاني عن أبي الوقت (و)، وهو موافق لما في السلطانية، وضَرَبَ في (ب، ص) على ألف «أَتَحَنَّتُ» ضابطًا روايته: «أو تَحَنَّتُ» . وبالمثلثة أصحُّ روايةً ومعنًى كما نبَّه الشرَّاح، وسيأتي الخلاف على أبي اليمان فيه في الحديث.
(2)
لفظة: «لك» ليست في رواية أبي ذر.
(101)
بابُ جُلُودِ المَيْتَةِ قَبْلَ أَنْ تُدْبَغَ
2221 -
حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهابٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقالَ:
«هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهابِها؟» قالُوا: إِنَّها مَيْتَةٌ! قالَ: «إِنَّما حَرُمَ
(1)
أَكْلُها».
(1)
في رواية أبي ذر: «حُرِّمَ» .
(102)
بابُ قَتْلِ الخِنْزِيرِ
وَقالَ جابِرٌ: حَرَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْعَ الخِنْزِيرِ.
2222 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن ابْنِ المُسَيَّبِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المالُ حَتَّى لا يَقْبَلهُ أَحَدٌ» .
(103)
بابٌ: لا يُذَابُ شَحْمُ المَيْتَةِ وَلا يُبَاعُ وَدَكُهُ
رَواهُ جَابِرٌ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2223 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، قالَ: أخبَرَني طاوُوسٌ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ:
بَلَغَ عُمَرَ
(1)
أَنَّ فُلَانًا باعَ خَمْرًا، فَقالَ: قاتَلَ اللَّهُ فُلانًا! أَلَمْ يَعْلَمْ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ؛ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَجَمَلُوها فَباعُوها» ؟!
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الخَطَّابِ» .
2224 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ؛ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَباعُوها وَأَكَلُوا أَثْمانَها» .
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قالَ أبو عبد الله: {قَاتَلَهُمُ اللّهُ} [التوبة: 30]: لَعَنَهم. {قُتِلَ}: لُعِنَ {الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 10]: الكَذَّابُونَ» .
(104)
بابُ بَيْعِ التَّصَاوِيرِ الَّتِي لَيْسَ فيها رُوحٌ، وَما يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ
2225 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: أخبَرَنا عَوْفٌ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ، قالَ:
كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقالَ: يا أَبا عَبَّاسٍ، إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّما مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ. فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنافِخٍ فِيهَا أَبَدًا» . فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً واصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقالَ: وَيْحَكَ! إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهَذا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ.
⦗ص: 331⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعَ سَعِيدُ
(2)
بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِنَ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ هَذا الواحِدَ.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(105)
بابُ تَحْرِيمِ التِّجارَةِ فِي الخَمْرِ
وَقالَ جابِرٌ رضي الله عنه: حَرَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْعَ الخَمْرِ.
2226 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: لَمَّا نَزَلَتْ آياتُ سُورَةِ البَقَرَةِ عن
(1)
آخِرِها، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«حُرِّمَتِ التِّجارَةُ فِي الخَمْرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «منْ» .
(106)
بابُ إِثْمِ مَنْ باعَ حُرًّا
2227 -
حدثني بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
عن إِسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أَنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ باعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأجَرَ أَجِيرًا فاسْتَوْفَى منه وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» .
(108)
بابُ بَيْعِ العَبِيدِ والحَيَوانِ بِالحَيَوانِ نَسِيئَةً
واشْتَرَى ابْنُ عُمَرَ راحِلَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْعِرَةٍ مَضْمُونَةٍ عَلَيْهِ، يُوَفِّيْها صاحِبَها بِالرَّبَذَةِ.
⦗ص: 332⦘
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ يَكُونُ البَعِيرُ خَيْرًا مِنَ البَعِيرَيْنِ.
واشْتَرَى رافِعُ بْنُ خَدِيجٍ بَعِيرًا بِبَعِيرَيْنِ فَأَعْطاهُ أَحَدَهُما، وَقالَ: آتِيكَ بِالآخَرِ غَدًا رَهْوًا إِنْ شاءَ اللَّهُ.
وَقالَ ابْنُ المُسَيَّبِ: لا رِبا
(1)
فِي الحَيَوانِ: البَعِيرُ
(2)
والشَّاةُ بِالشَّاتَيْنِ إلى أَجَلٍ.
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: لا بَأسَ بَعِيرٌ
(3)
بِبَعِيرَيْنِ
(4)
نَسِيئَةً.
(1)
في (ب): «ربًا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بالبَعِيرَيْن» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بِبعَيرٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «ودرهم بدرهم» ، وضبطت في (و، ص) بالرفع. قارن بما في السلطانية.
2228 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ فِي السَّبْيِ صَفِيَّةُ، فَصارَتْ إلى دحْيَةَ
(1)
الكَلْبِيِّ، ثُمَّ صارَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بكسر الدال وفتحها.
(109)
بابُ بَيْعِ الرَّقِيقِ
2229 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ مُحَيْرِيزٍ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه أخبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَما هو جالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا، فَنُحِبُّ الأَثْمانَ، فَكَيْفَ تَرَى فِي العَزْلِ؟ فَقالَ: «أَوَإِنَّكُمْ تَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَفْعَلُوا ذَلِكُمْ، فَإِنَّها لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللَّهُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَّا هِيَ
(1)
خارِجَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وَهِيَ» .
(110)
بابُ بَيْعِ المُدَبَّرِ
2230 -
حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن عَطاءٍ:
⦗ص: 333⦘
عَن جابِرٍ رضي الله عنه، قالَ: باعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُدَبَّرَ.
2231 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو:
سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: باعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
2232 -
2233 - حدثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، قالَ: حَدَّثَ ابْنُ شِهابٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ أخبَرَهُ:
أَنَّ زَيْدَ بْنَ خالِدٍ وَأَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أخبَرَاهُ: أَنَّهُما سَمِعا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ
(1)
عن الأَمَةِ تَزْنِي وَلَمْ تُحْصَنْ، قالَ:«اجْلِدُوها، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فاجْلِدُوها، ثُمَّ بِيعُوها» . بَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «سُئِلَ» .
2234 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنِي
(1)
اللَّيْثُ، عن سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ:
عَن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَتَبَيَّنَ زِناها فَلْيَجْلِدْها الحَدَّ، وَلا يُثَرِّبْ عَلَيْها، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْها الحَدَّ، وَلا يُثَرِّبْ
(2)
، ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ فَتَبَيَّنَ زِناها، فَلْيَبِعْها وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وصحَّح عليها.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيهْا» كتبت بالحمرة.
(111)
بابٌ: هَلْ يُسافِرُ بِالجارِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَبْرِئها؟
وَلَمْ يَرَ الحَسَنُ بَأسًا أَنْ يُقَبِّلَها أَوْ يُباشِرَها
(1)
.
⦗ص: 334⦘
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: إذا
وُهِبَتِ الوَلِيدَةُ الَّتِي تُوطَأ
(2)
، أَوْ بِيعَتْ، أَوْ عَتَقَتْ فَلْيسْتَبْرَأُ رَحِمُها بِحَيْضَةٍ، وَلا تُسْتَبْرَأُ
(3)
العَذْراءُ.
وَقالَ عَطاءٌ: لا بَأسَ أَنْ يُصِيبَ مِنْ جارِيَتِهِ الحامِلِ ما دُونَ الفَرْجِ، وَقالَ اللَّهُ تَعالَى:{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون: 6].
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ويُباشِرَهَا» .
(2)
بهامش (ب): كذا في اليونينية رسم «توطى» ، وفي متن (و، ق): «تُوطأ» بالهمز.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «تُسْتَبْرَأِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
2235 -
حدَّثنا عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ داوُدَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَمْرِو بنِ أَبِي عَمْرٍو:
عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الحِصْنَ، ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُها وَكانَتْ عَرُوسًا، فاصْطَفاها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِها، حَتَّى بَلَغْنا سدَّ الرَّوْحاءِ حَلَّتْ، فَبَنَى بِها، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ» . فَكانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على صَفِيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنا إلى المَدِينَةِ، قالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي لَها وَراءَهُ بِعَباءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَها على رُكْبَتِهِ، حَتَّى تَرْكَبَ.
(112)
بابُ بَيْعِ المَيْتَةِ والأَصْنامِ
2236 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عامَ الفَتْحِ، وهو بِمَكَّةَ:«إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ والمَيْتَةِ والخِنْزِيرِ والأَصْنامِ» . فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ المَيْتَةِ، فَإِنَّها
(1)
يُطْلَى بها السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بها الجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بها النَّاسُ؟ فَقالَ:«لا، هو حَرامٌ» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ
(2)
: «قاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ؛ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَها
⦗ص: 335⦘
جَمَلُوهُ
(3)
، ثُمَّ باعُوهُ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ».
قالَ أَبُو عاصِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ: حدَّثنا يَزِيدُ: كَتَبَ إِلَيَّ عَطاءٌ: سَمِعْتُ جابِرًا رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّهُ» .
(2)
قوله: «عِنْدَ ذَلِكَ» ليس في نسخة. (لا الحمرة إلى)
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَجْمَلُوهُ» .
(113)
بابُ ثَمَنِ الكَلْبِ
2237 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصارِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ، وَحُلْوانِ الكاهِنِ.
2238 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، قالَ:
رَأَيْتُ أَبِي اشْتَرَى حَجَّامًا
(1)
فَسَأَلْتُهُ عن ذَلِكَ، قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ الأَمَةِ، وَلَعَنَ الواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبا وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «فَأَمَرَ بِمحاجِمِهِ فَكُسِرَتْ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب السَّلَمِ
(1)
(1)
البسملة مؤخرة في رواية أبي ذر عن الكتاب، ولفظة:«كتاب» ثابتة في رواية المُستملي.
(1)
بابُ السَّلَمِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ
2239 -
حدَّثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ زُرارَةَ: أخبَرَنا
(2)
إِسْماعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ: أخبَرَنا
(3)
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عن أَبِي المِنْهالِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، والنَّاسُ يُسْلِفُونَ فِي الثَّمَرِ العامَ والعامَيْنِ -أَوْ قالَ: عامَيْنِ، أَوْ: ثَلَاثَةً، شَكَّ إِسْماعِيلُ- فَقالَ: «مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ كِيْلَ
(4)
، فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ».
حَدَّثَنا
(5)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا إِسْماعِيلُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، بِهَذا:«فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(4)
لفظة: «كِيْلَ» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر. قارن بما في السلطانية.
(5)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
بابُ السَّلَمِ فِي وَزْنٍ مَعْلُومٍ
2240 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: أخبَرَنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عن أَبِي المِنْهالِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ بِالتَّمْرِ
(2)
السَّنَتَيْنِ
⦗ص: 338⦘
والثَّلَاثَ، فَقالَ:«مَنْ أَسْلَفَ فِي شَيْءٍ فَفِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ» .
حَدَّثَنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَقالَ:«فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في متن (ن): «بالثَّمرِ» بالثاء المثلثة.
2241 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ كَثِيرٍ، عن أَبِي المِنْهالِ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ:«فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ» .
2242 -
2243 - حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن ابْنِ أَبِي المُجالِدِ.
وَحَدَّثَنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن شُعْبَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي المُجالِدِ.
حدَّثنا حَفْصُ بنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني مُحَمَّدٌ -أَوْ عَبْدُ اللهِ- بنُ أبِي المُجالِدِ، قالَ:
اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ بنُ شَدَّادِ بنِ الهادِ وَأبوُ بُرْدَةَ فِي السَّلَفِ، فَبَعَثُونِي إلى ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: إِنَّا كُنَّا نُسْلِفُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ والزَّبِيبِ والتَّمْرِ. وَسَأَلْتُ ابْنَ أَبْزَى، فقالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
(3)
بابُ السَّلَمِ إلى مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ أَصْلٌ
2244 -
2245 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي المُجالِدِ
(1)
قالَ:
بَعَثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو بُرْدَةَ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما، فَقالَا: سَلْهُ: هَلْ كانَ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُسْلِفُونَ فِي الحِنْطَةِ؟ قالَ
(2)
عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نُسْلِفُ نَبِيطَ أَهْلِ الشَّامِ فِي الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ والزَّيْتِ، فِي كَيْلٍ
مَعْلُومٍ، إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ. قُلْتُ: إلى مَنْ كانَ أَصْلُهُ عِنْدَهُ؟ قالَ: ما كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عن ذَلِكَ. ثُمَّ بَعَثانِي إلى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَسَأَلْتُهُ
⦗ص: 339⦘
فَقالَ: كانَ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُسْلِفُونَ على
(3)
عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلم نَسْأَلْهُمْ
(4)
: أَلَهُمْ حَرْثٌ أَمْ لَا؟ حَدَّثَنا إِسْحاقُ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُجالِدٍ. بِهَذا، وَقالَ: فَنُسْلِفُهُمْ فِي الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ.
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ، عن سُفْيانَ: حدَّثنا الشَّيْبانِيُّ، وَقالَ: والزَّيْتِ.
حَدَّثَنا
(5)
قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الشَّيْبانِيِّ، وَقالَ: فِي الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ والزَّبِيبِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُجالِدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «فِي» .
(4)
في متن (ن): «ولا نسألهم» . وبهامش نسخة البقاعي إشارة إلى وجودها في نسخة.
(5)
رواية قتيبة مقدَّمة على رواية عبد الله بن الوليد التي سبقتها في رواية أبي ذر.
2246 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا عَمْرٌو، قالَ: سَمِعْتُ أَبا البَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ، قالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، قالَ
(1)
: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُؤْكَلَ مِنْهُ، وَحَتَّى يُوزَنَ. فقالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ شَيْءٍ يُوزَنُ؟ قالَ رَجُلٌ إلى جانِبِهِ: حَتَّى يُحْرَزَ
(2)
.
وَقالَ مُعاذٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو: قالَ أَبُو البَخْتَرِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُحْزَرَ» بتقديم الزاي على الراء.
(4)
بابُ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ
2247 -
2248 - حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي البَخْتَرِيِّ، قالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عن السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، فَقالَ: نُهِيَ عن بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَصْلُحَ، وَعَنْ بَيْعِ الوَرِقِ نَساءً بِناجِزٍ.
وَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عن السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، فَقالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى
⦗ص: 340⦘
يُؤْكَلَ منه -أَوْ يَأْكُلَ منه- وَ
(1)
حَتَّى يُوزَنَ.
(2)
(1)
الواو ثابتة في رواية أبي ذر. وقد كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(2)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الحادي عشر، زاد في (ن): من أصل أصله.
2249 -
2250 - حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي البَخْتَرِيِّ:
سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عن السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، فَقالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَصْلُحَ، وَنَهَى عن الوَرِقِ بِالذَّهَبِ نَساءً بِناجِزٍ.
وَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقالَ: نَهَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَأكُلَ -أَوْ يُؤكَلَ- وَحَتَّى يُوزَنَ. قُلْتُ: وَما يُوزَنُ؟ قالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحَرَّزَ
(3)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال: نهى عُمَرُ رضي الله عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُحْزَرَ» بتقديم الزاي على الراء.
(5)
بابُ الكَفِيلِ فِي السَّلَمِ
2251 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
: حدَّثنا يَعْلَى: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْراهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعامًا مِنْ يَهُودِيٍّ بِنَسِيئَةٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعًا لَهُ
(3)
مِنْ حَدِيدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلَّامِ» بتخفيف اللام وتثقيلها معًا.
(3)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
بابُ الرَّهْنِ فِي السَّلَمِ
2252 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: تَذاكَرْنا عِنْدَ
⦗ص: 341⦘
إِبْراهِيمَ الرَّهْنَ فِي السَّلَفِ، فَقالَ: حدَّثني الأَسْوَدُ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعامًا إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ
(2)
، وارْتَهَنَ منه دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
لفظة: «معلوم» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
بابُ السَّلَمِ إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ
وَبِهِ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو سَعِيدٍ والأَسْوَدُ والحَسَنُ.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: لا بَأْسَ
فِي الطَّعامِ المَوْصُوفِ، بِسِعْرٍ مَعْلُومٍ إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ، ما لَمْ يَكُ ذَلِكَ فِي زَرْعٍ لَمْ يَبْدُ صَلَاحُهُ.
2253 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عن أَبِي المِنْهالِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي الثِّمارِ السَّنَتَيْنِ والثَّلَاثَ، فَقالَ:«أَسْلِفُوا فِي الثِّمارِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، إلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ» .
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَقالَ:«فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ» .
2254 -
2255 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن سُلَيْمانَ الشَّيْبانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُجالِدٍ
(1)
قالَ:
أَرْسَلَنِي أَبُو بُرْدَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ إلى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُما عن السَّلَفِ، فَقالَا: كُنَّا نُصِيبُ المَغانِمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكانَ يَأتِينا أَنْباطٌ مِنْ أَنْباطِ الشَّامِ، فَنُسْلِفُهُمْ فِي الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ والزَّبِيبِ
(2)
إلى أَجَلٍ مُسَمًّى. قالَ: قُلْتُ: أَكانَ لَهُمْ
⦗ص: 342⦘
زَرْعٌ، أَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ زَرْعٌ؟ قالَا: ما كُنَّا نَسْأَلُهُمْ عن ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «المُجَالِدِ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «والزَّيْتِ» بدل «الزبيب» .
(8)
بابُ السَّلَمِ إلى أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ
2256 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: أخبَرَنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: كانُوا يَتَبايَعُونَ الجَزُورَ إلى حَبَلِ الحَبَلَةِ، فَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ.
فَسَّرَهُ نافِعٌ: أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ ما فِي بَطْنِها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ: الشُّفْعَةِ
(2)
ما
(3)
لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذا وَقَعَتِ الحُدُودُ فَلا شُفْعَةَ
(1)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «كتاب الشُّفْعة. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وفي رواية أبي ذر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. السَّلَمُ في الشُّفْعَةِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابٌ: الشُّفْعَةُ».
(3)
بهامش (ب، ص): في بعض النسخ «فيما» وهو الذي في القسطلاني. اهـ.
2257 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ ما لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذا وَقَعَتِ الحُدُودُ، وَصُرِفَتِ الطُّرُقُ، فَلا شُفْعَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ» .
(2)
بابُ عَرْضِ الشُّفْعَةِ على صاحِبِها قَبْلَ البَيْعِ
وَقالَ الحَكَمُ: إذا أَذِنَ لَهُ قَبْلَ البَيْعِ فَلا شُفْعَةَ لَهُ.
وَقالَ الشَّعْبِيُّ: مَنْ بِيعَتْ شُفْعَتُهُ
(1)
، وهو شاهِدٌ لا يُغَيِّرُها، فَلا شُفْعَةَ لَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
2258 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني إِبْراهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عن عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، قالَ:
وَقَفْتُ على سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَجَاءَ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَوَضَعَ يَدَهُ على إِحْدَى مَنْكِبَيَّ، إِذْ جاءَ أَبُو رافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا سَعْدُ ابْتَعْ مِنِّي بَيْتَيَّ فِي دارِكَ. فقالَ سَعْدٌ:
واللهِ ما أَبْتاعُهُما. فقالَ المِسْوَرُ: واللهِ لَتَبْتاعَنَّهُما. فقالَ سَعْدٌ: واللهِ لا أزِيدُكَ على أرْبَعَةِ آلَافٍ مُنَجَّمَةً، أَوْ: مُقَطَّعَةًٍ. قالَ أَبُو رافِعٍ: لقد أُعْطِيتُ بها خَمْسَ مِئَةِ دِينارٍ، وَلَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الجارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ» ما أَعْطَيْتُكَها بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَنَا
(2)
أُعْطَى بِها
⦗ص: 344⦘
خَمْسَ مِئَةِ دِينارٍ. فَأَعْطاها إِيَّاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «وَإنَّما» .
(3)
بابٌ: أَيُّ الجِوارِ أَقْرَبُ؟
2259 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ (ح)
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: حدَّثنا شَبَابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عِمْرانَ، قالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِما أُهْدِي؟ قالَ
(2)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابٌ فِي الإِجارَةِ
اسْتِئجارُ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، وَقَوْلُِ اللَّهِ تَعالَى
(2)
: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26] والخازِنُ الأَمِينُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَعْمِلْ مَنْ أَرادَهُ
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «كتاب الإجارة. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. في الإجارات. بابُ استئجارِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، وقال اللهُ تعالى» .
2260 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي بُرْدَةَ، قالَ: أخبَرَني جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الخازِنُ الأَمِينُ، الَّذِي يُؤَدِّي ما أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً
(1)
نَفْسُهُ، أَحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «طَيِّبٌ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «المُتَصَدِّقِيْنَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
2261 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن قُرَّةَ بْنِ خالِدٍ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: أَقْبَلْتُ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَقُلْتُ: ما عَلِمْتُ أَنَّهُما يَطْلُبانِ العَمَلَ، فَقالَ
(1)
: «لَنْ» أَوْ: «لا نَسْتَعْمِلُ على عَمَلِنا مَنْ أَرادَهُ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
بابُ رَعْيِ الغَنَمِ على قَرارِيطَ
2262 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَن جَدِّهِ:
عَن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ
(1)
». فقالَ أَصْحابُهُ: وَأَنْتَ؟ فقالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاها عَلى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ» .
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا راعِيَ الغَنَمِ» .
(3)
بابُ اسْتِئجارِ المُشْرِكِينَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ أَوْ إذا لَمْ يُوجَدْ أَهْلُ الإِسْلَامِ
وَعامَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَهُودَ خَيْبَرَ.
2263 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: واسْتَأجَرَ
(2)
النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيْلِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هادِيًا خِرِّيتًا -الخِرِّيتُ: الماهِرُ بِالهِدايَةِ- قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ فِي آلِ العاصِ بْنِ وائلٍ، وهو على دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِناهُ فَدَفَعا إِلَيْهِ راحِلَتَيْهِما، وَوَعَداهُ
(4)
غارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيالٍ، فَأَتاهُما بِراحِلَتَيْهِما صَبِيحَةَ لَيالٍ ثَلَاثٍ، فارْتَحَلَا، وانْطَلَقَ مَعَهُما عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، والدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ، فَأَخَذَ بِهِمْ، وهو طَرِيقُ السَّاحِلِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «استأجر» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وواعَداه» .
(4)
بابٌ: إذا اسْتَأجَرَ أَجِيرًا لِيَعْمَلَ لَهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ،
أَوْ بَعْدَ شَهْرٍ،
أَوْ بَعْدَ سَنَةٍ جازَ، وَهُما على شَرْطِهِما الَّذِي اشْتَرَطاهُ إذا جاءَ الأَجَلُ
2264 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَأخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: واسْتَأجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيْلِ، هادِيًا خِرِّيتًا، وهو على دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَدَفَعا إِلَيْهِ راحِلَتَيْهِما، وَواعَداهُ غارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيالٍ، بِراحِلَتَيْهِما صُبْحَ ثَلَاثٍ.
(5)
بابُ الأَجِيرِ فِي الغَزْوِ
2265 -
2266 - حدَّثنا
(1)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ ابنُ عُلَيَّةَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطاءٌ، عن صَفْوانَ بْنِ يَعْلَى:
عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ رضي الله عنه، قالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَيْشَ العُسْرَةِ، فَكانَ مِنْ أَوْثَقِ أَعْمالِي
⦗ص: 347⦘
فِي نَفْسِي، فَكانَ لِي أَجِيرٌ، فَقاتَلَ إِنْسانًا، فَعَضَّ أَحَدُهُما إِصْبَعَ صاحِبِهِ، فانْتَزَعَ إِصْبَعَهُ فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ فَسَقَطَتْ، فانْطَلَقَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَهْدَرَ ثَنِيَّتَهُ، وَقالَ:«أَفَيَدَعُ إصْبَعَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُها؟!» قالَ: أحْسِبُهُ قالَ: «كَما يَقْضَمُ الفَحْلُ» .
قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن جَدِّهِ، بِمِثْلِ هَذِهِ الصِّفَةِ
(2)
: أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ فَأَنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَهْدَرَها أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «القِصَّةِ» .
(6)
بابُ مَنِ اسْتَأجَرَ
(1)
أَجِيرًا فَبَيَّنَ لَهُ الأَجَلَ وَلَمْ يُبَيِّنِ العَمَلَ
؛ لِقَوْلِهِ:
{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} إلى قَوْلِهِ: {عَلَى
(2)
مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [القصص: 27 - 28]
يَأجُرُ فُلَانًا: يُعْطِيهِ أَجْرًا، وَمِنْهُ فِي التَّعْزِيَةِ: آجَرَكَ اللَّهُ.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: إذا اسْتَأجَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «{وَاللَّهُ عَلَى}» .
(3)
بهامش (ب، ص): كذا بمدِّ الهمزة في اليونينية، وفي الفرع المكي بلا مدٍّ. اهـ. ومن قوله:«يأجر» إلى قوله: «آجرك الله» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(7)
بابٌ: إذا اسْتَأجَرَ أَجِيرًا على أَنْ يُقِيمَ حائطًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ جازَ
2267 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينارٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -يَزِيدُ أَحَدُهُما على صاحِبِهِ، وَغَيْرُهُما، قالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ عن سَعِيدٍ- قالَ: قالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
حَدَّثَنِي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فانْطَلَقا، فَوَجَدا جِدارًا يُرِيدُ
أَنْ يَنْقَضَّ». قالَ سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذا وَرَفَعَ يَدَيْهِ
(2)
، فاسْتَقامَ، قالَ يَعْلَى: حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قالَ: فَمَسَحَهُ
⦗ص: 348⦘
بِيَدِهِ فاسْتَقامَ، لَوْ
(3)
شِئْتَ
(4)
لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قالَ سَعِيدٌ: أَجْرًا
(5)
نَأكُلُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَدَهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قالَ: لَوْ» .
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر.
(5)
في رواية أبي ذر: «أجْرٌ» .
(8)
بابُ الإِجارَةِ إلى نِصْفِ النَّهارِ
2268 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الكِتابَيْنِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأجَرَ أُجَراءَ، فَقالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ
(1)
إلى نِصْفِ النَّهارِ على قِيراطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، ثُمَّ قالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهارِ إلى صَلَاةِ العَصْرِ على قِيراطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصارَى، ثُمَّ قالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنَ العَصْرِ إلى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ على قِيراطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ والنَّصارَى، فقالُوا: ما لَنا، أَكْثَرَ
(2)
عَمَلًا، وَأَقَلَّ
(3)
عَطاءً؟! قالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قالُوا: لَا. قالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشاءُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
بابُ الإِجارَةِ إلى صَلَاةِ العَصْرِ
2269 -
حدَّثنا إسْماعِيلُ بنُ أبيِ أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَبْدِ اللهِ بنِ دِينارٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّما مَثَلُكُمْ واليَهُودُ
(1)
والنَّصارَى، كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إلى نِصْفِ النَّهارِ على قِيراطٍ قِيراطٍ؟
⦗ص: 349⦘
فَعَمِلَتِ اليَهُودُ على قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ عَمِلَتِ النَّصارَى على قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ أَنْتُمُ
(2)
تَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ العَصْرِ إلى مَغارِبِ الشَّمْسِ على قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ والنَّصارَى، وَقالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطاءً! قالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قالُوا: لَا. فَقالَ
(3)
: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشاءُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «واليهودِ» بالجر (ن، و)، وأثبت في (ب، ص) الضبطين دون عزوٍ، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
زاد في متن (ب، ص): «الذين» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(10)
بابُ إِثْمِ مَنْ مَنَعَ أَجْرَ الأَجِيرِ
2270 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:
عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«قالَ اللَّهُ تَعالَى: ثَلَاثَةٌ أَنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأجَرَ أَجِيرًا فاسْتَوْفَى منه وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ» .
(11)
بابُ الإِجارَةِ مِنَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ
2271 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «مَثَلُ المُسْلِمِينَ واليَهُودِ والنَّصارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأجَرَ قَوْمًا، يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا يَوْمًا إلى اللَّيْلِ، على أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ إلى نِصْفِ النَّهارِ، فقالوا: لا حاجَةَ لَنا إلى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنا، وَما عَمِلْنا باطِلٌ. فقالَ لَهُمْ: لا تَفْعَلُوا، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، وَخُذُوا
(1)
أَجْرَكُمْ كامِلًا. فَأَبَوْا وَتَرَكُوا، واسْتَأجَرَ أَجِيرَيْنِ بَعْدَهُمْ، فقالَ لَهُمَا
(2)
: أَكْمِلا بَقِيَّةَ يَوْمِكُما هَذا، وَلَكُما
(3)
الَّذِي
شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا، حَتَّى إذا كانَ حِينُ
(4)
⦗ص: 350⦘
صَلَاةِ العَصْرِ قالَا
(5)
: لَكَ ما عَمِلْنا باطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنا فِيهِ. فَقالَ لَهُمَا: أَكْمِلَا
(6)
بَقِيَّةَ عَمَلِكُما
(7)
، فَإِنَّ ما بَقِيَ مِنَ النَّهارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ، فَأَبَيا
(8)
، واسْتَأجَرَ
(9)
قَوْمًا أنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غابَتِ الشَّمْسُ، واسْتَكْمَلُوا أجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِما، فَذلِكَ مَثَلُهُمْ ومَثَلُ ما قَبِلوُا مِنْ هَذا النُّورِ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «
…
باطل. فقالَ: أَكْمِلوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وخذوا». وخرج لهذا الاختلاف في (ب، ص) بموازاة قوله: «فقال لَهُمَا: أَكْمِلَا بَقِيَّةَ يَوْمِكُما هَذا» الآتي، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «آخَرِينَ بَعْدَهُمْ، فقال لَهُمَ» كتبت كلمة: «آخَرِينَ» بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولَكُمْ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «حِينَ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «قالُوا» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ: أَكْمِلوا» كتبت بالحمرة. (لا الحمرة إلى)
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عملكم» . كتبت بالحمرة.
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَأَبَوْا» كتبت بالحمرة.
(9)
في رواية أبي ذر: «فاسْتَأجَرَ» .
(12)
بابُ مَنِ اسْتَأجَرَ أَجِيرًا فَتَرَكَ
(1)
أَجْرَهُ فَعَمِلَ فِيهِ
المُسْتَأجِرُ فَزادَ،
أَوْ مَنْ عَمِلَ فِي مالِ غَيْرِهِ فاسْتَفْضَلَ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الأَجِيرُ» .
2272 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، حَتَّى أَوَوُا
(1)
المَبِيتَ إلى غارٍ فَدَخَلُوهُ، فانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغارَ، فقالوا: إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصالِحِ أَعْمالِكُمْ. فَقالَ
(2)
رَجُلٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ كانَ لِي أَبَوانِ شَيْخانِ كَبِيرانِ، وَكُنْتُ لا أَغْبِقُ
(3)
قَبْلَهُما أَهْلًا ولا مالًا، فَناءَ
(4)
بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِما حَتَّى ناما، فَحَلَبْتُ
(5)
لَهُما غَبُوقَهُما فَوَجَدْتُهُما نائِمَيْنِ، وَكَرِهْتُ
(6)
أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أَهْلًا أَوْ مالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقاظَهُما حَتَّى
⦗ص: 351⦘
بَرَقَ الفَجْرُ، فاسْتَيْقَظا فَشَرِبا غَبُوقَهُما، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ. فانْفَرَجَتْ شَيْئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَأَرَدْتُها عن
(7)
نَفْسِها فامْتَنَعَتْ مِنِّي، حَتَّى أَلَمَّتْ
(8)
بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُها عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينارٍ على أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِها، فَفَعَلَتْ حَتَّى إذا قَدَرْتُ عَلَيْها قالَتْ: لا أَحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الخاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ. فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْها، فانْصَرَفْتُ عَنْها وَهْيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُها، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْها». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي
(9)
اسْتَأجَرْتُ أُجَراءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ واحِدٍ تَرَكَ الذِي لَهُ وذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ منه الأَمْوالُ، فَجاءَنِي بَعْدَ حِينٍ، فقالَ: يا عَبْدَ اللهِ أَدِّيْ إلَيَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ ما تَرَى مِنْ أجْرِكَ
(10)
، مِنَ الإِبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقِيقِ. فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ لا تَسْتَهْزِئْ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ. فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ منه شَيْئًا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ».
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «آووا» (ب، ص)، وبهامشهما: ضمة الواو من الفرع وفي اليونينية ساكنة. اهـ.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا ضبطت في (ن)، وفي باقي النسخ:«فَنَأَ» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية من غير مدٍّ والذي ذكره القسطلاني أنَّه بوزن «سعى» ولكريمة والأصيلي كما في الفتح أنَّه بوزن «جاء» بمعنى الأول. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «فَحَمَلْتُ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَكَرِهْتُ» .
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «على» .
(8)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «أَلْمَمَتْ» .
(9)
لفظة: «إنِّي» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(10)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أَجْلِكَ» .
(13)
بابُ مَنْ آجَرَ نَفْسَهُ لِيَحْمِلَ على ظَهْرِهِ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهِ
(1)
، وَأُجْرَةِ
(2)
الحَمَّالِ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُ» بدل: «به» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وأجْرِ» .
2273 -
حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القُرَشِيُّ
(2)
: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقٍ:
⦗ص: 352⦘
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصارِيِّ رضي الله عنه قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَمَرَ
(3)
بِالصَّدَقَةِ، انْطَلَقَ أَحَدُنا إلى السُّوقِ فَيُحامِلُ فَيُصِيبُ المُدَّ، وَإِنَّ لِبَعْضِهِمْ لَمِئَةَ أَلْفٍ. قالَ: ما نراهُ
(4)
إِلَّا
(5)
نَفْسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَدَّثني» .
(2)
قوله: «القُرَشِيُّ» ثابت في رواية أبي ذر أيضاً، وهو مهمش في (ب، ص)، وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر: «أَمَرَنا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: «نَراه» ، و «نُراه» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
في نسخةٍ زيادة: «يَعْني» ، وخرَّج لهذه الزيادة في (و، ب، ص) قبل لفظة: «إلَّا» .
(14)
بابُ أَجْرِ السَّمْسَرَةِ
وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ وَعَطاءٌ وَإِبْراهِيمُ والحَسَنُ بِأَجْرِ السِّمْسارِ بَأسًا.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأسَ أَنْ يَقُولَ: بِعْ هَذا الثَّوْبَ، فَما زادَ على كَذا وَكَذا فهو لَكَ.
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: إذا قالَ: بِعْهُ بِكَذا، فَما كانَ مِنْ رِبْحٍ فَهْوَ لَكَ
(1)
، أَوْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَلا بَأسَ بِهِ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ربحٍ فَلَكَ» .
2274 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن ابْنِ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبانُ، ولا يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ. قُلْتُ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، ما قَوْلُهُ: لا يَبِيعُ حاضِرٌ لِبادٍ؟ قالَ: لا يَكُونُ لَهُ سِمْسارًا.
(15)
بابٌ: هَلْ يُؤاجِرُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ مِنْ مُشْرِكٍ فِي أَرْضِ الحَرْبِ؟
2275 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ:
حَدَّثَنا خَبَّابٌ، قالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، فَعَمِلْتُ لِلْعاصِ بْنِ وائلٍ، فاجْتَمَعَ لِي عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقاضاهُ، فَقالَ: لا واللَّهِ لا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: أَما واللَّهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ فَلَا. قالَ: وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لِي ثَمَّ مالٌ وَوَلَدٌ، فَأَقْضِيْكَ.
⦗ص: 353⦘
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77].
(16)
بابُ ما يُعْطَى فِي الرُّقْيَةِ على أَحْياءِ العَرَبِ
(1)
بِفاتِحَةِ الكِتابِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَحَقُّ ما أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتابُ اللَّهِ» .
وَقالَ الشَّعْبِيُّ: لا يَشْتَرِطُ المُعَلِّمُ، إِلَّا أَنْ يُعْطَى شَيْئًا فَلْيَقْبَلْهُ.
وَقالَ الحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا كَرِهَ أَجْرَ المُعَلِّمِ.
وَأَعْطَى الحَسَنُ دَراهِمَ عَشَرَةً
(2)
.
وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ بِأَجْرِ القَسَّامِ بَأسًا، وَقالَ: كانَ يُقالُ: السُّحْتُ: الرِّشْوَةُ فِي الحُكْمِ.
وَكانُوا يُعْطَوْنَ
(3)
على الخَرْصِ.
(1)
قوله: «على أحياء العرب» مضروب عليه بالحمرة في اليونينية.
(2)
في رواية أبي ذر: «وأَعطى الحسنُ عشرةَ دراهمَ» .
(3)
بضمِّ الطاء في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2276 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن أَبِي المُتَوَكِّلِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سافَرُوها، حَتَّى نَزَلُوا على حَيٍّ مِنْ أَحْياءِ العَرَبِ، فاسْتَضافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا
(1)
لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ. فقالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ
(2)
أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ. فَأَتَوْهُمْ فقالُوا: يا أَيُّها الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنا لُدِغَ، وَسَعَيْنا
(3)
لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لا يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ
مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ فقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، واللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ واللَّهِ لقد اسْتَضَفْناكُمْ فَلَمْ تُضِيِّفُونا، فَما أَنا بِراقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنا جُعْلًا. فَصالَحُوهُمْ على قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَكَأَنَّما نُشِطَ مِنْ
⦗ص: 354⦘
عِقالٍ، فانْطَلَقَ يَمْشِي وَما بِهِ قَلَبَةٌ. قالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فقالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا. فقالَ الَّذِي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كانَ، فَنَنْظُر
(4)
ما يَأمُرُنا. فَقَدِمُوا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ، فَقالَ:«وَما يُدْرِيكَ أَنَّها رُقْيَةٌ؟!» ثُمَّ قالَ: «قَدْ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا، واضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا» . فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم.
قالَ أبوُ عَبْدِ اللهِ: وَقالَ شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو بِشْرٍ: سَمِعْتُ أَبا المُتَوَكِّلِ. بِهَذا.
(6)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَشَفَوْا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَعَلَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وشَفَيْنا» .
(4)
ضُبطت في (ن، ق) بضبطين: «فَنَنْظُرُ» ، و «فَنَنْظُرَ» ، وفي باقي الأصول بالنصب فقط.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبِيُّ» .
(6)
قول أبي عبد الله ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وقوله:«قال أبو عبد الله» مُهمَّش في (و، ب، ص).
(17)
بابُ ضَرِيبَةِ العَبْدِ، وَتَعاهُدِ ضَرائِبِ الإِماءِ
2277 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ لَهُ بِصاعٍ أَوْ صاعَيْنِ مِنْ طَعامٍ، وَكَلَّمَ مَوالِيَهُ، فَخَفَّفَ
(1)
عن غَلَّتِهِ أَوْ ضَرِيبَتِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(18)
بابُ خَرَاجِ الحَجَّامِ
2278 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجْرَهُ.
2279 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ عَلِمَ كَراهِيَةً لَمْ يُعْطِهِ.
2280 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن عَمْرِو بْنِ عامِرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ، وَلَمْ يَكُنْ يَظْلِمُ أَحَدًا أَجْرَهُ.
(19)
بابُ مَنْ كَلَّمَ مَوالِيَ العَبْدِ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ خَراجِهِ
2281 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غُلَامًا حَجَّامًا
(1)
فَحَجَمَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِصاعٍ أَوْ صاعَيْنِ، أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ، وَكَلَّمَ
(2)
فِيهِ، فَخُفِّفَ مِنْ ضَرِيبَتِهِ.
(1)
لفظة: «حجَّامًا» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «فَكَلَّمَ» .
(20)
بابُ كَسْبِ البَغِيِّ والإِماءِ
وَكَرِهَ إِبْراهِيمُ أَجْرَ النَّائحَةِ والمُغَنِّيَةِ.
وَقَوْلُ
(1)
اللَّهِ تَعالَى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
(2)
لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33]
(3)
. فَتَياتِكُمْ
(4)
: إِماؤُكُمْ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قولِ» . وأهمل الضبط في (ن، و).
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الآية.
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «وقال مُجاهِدٌ» .
(4)
قوله: «فَتَياتِكُمْ» ثابت في رواية المُستملي أيضاً، ورمز المستملي جاء على قوله:«إِماؤُكُمْ» في (ب، ص).
2282 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارِثِ بْنِ هِشامٍ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصارِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ثَمَنِ الكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ، وَحُلْوانِ الكاهِنِ.
2283 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ جُحادَةَ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن كَسْبِ الإِماءِ.
(21)
بابُ عَسْبِ الفَحْلِ
2284 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الوارِثِ وَإِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ، عن عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ، عن نافِعٍ:
عَنْ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن عَسْبِ الفَحْلِ.
(22)
بابٌ: إذا اسْتَأجَرَ أَرْضًا فَماتَ أَحَدُهُما
وَقالَ
(1)
ابْنُ سِيرِينَ: لَيْسَ لِأَهْلِهِ أَنْ يُخْرِجُوهُ إلى تَمامِ الأَجَلِ.
وَقالَ الحَكَمُ والحَسَنُ
(2)
وَإِياسُ بْنُ مُعاوِيَةَ: تُمْضَى
(3)
الإِجارَةُ إلى أَجَلِها.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بِالشَّطْرِ، فَكانَ ذَلِكَ على عَهْدِ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ جَدَّدا
(5)
الإِجارَةَ بَعْدَما قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال الحسن والحكم» .
(3)
في رواية أبي ذر: «تَمْضِي» بالبناء للفاعل.
(4)
في رواية أبي ذر: «رَسُولِ الله» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أنَّ أبا بكر جدَّد» دونَ ذِكْر عُمرَ رضي الله عنهما.
2285 -
2286 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ
(1)
: أَنْ يَعْمَلُوها وَيَزْرَعُوها، وَلَهُمْ شَطْرُ ما يَخْرُجُ مِنْها. وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ المَزَارِعَ كانَتْ تُكْرَى على شَيْءٍ. سَمَّاهُ نافِعٌ لا أَحْفَظُهُ.
⦗ص: 357⦘
وَأَنَّ رافعَ بْنَ خَدِيجٍ حَدَّثَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن كِراءِ المَزارِعِ.
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ: حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «اليَهُودَ» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابٌ: فِي الحَوَالَةِ، وَهَلْ يَرْجِعُ فِي الحَوَالَةِ؟
وَقالَ الحَسَنُ وَقَتادَةُ: إذا كانَ يَوْمَ أَحالَ عَلَيْهِ مَلِيًّا جازَ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَتَخارَجُ الشَّرِيكانِ وَأَهْلُ المِيراثِ، فَيَأخُذُ هَذا عَيْنًا وَهَذا دَيْنًا، فَإِنْ تَوِيَ
(2)
لِأَحَدِهِما لَمْ يَرْجِعْ على صاحِبِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «كتاب الحَوَالَاتِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وبهامش اليونينية بدون رقم بعد البسملة زيادة:«الحَوَالَاتُ» كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2287 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فَإِذا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ على مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ
(1)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَلْيَتَّبِعْ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
بابٌ: إذا أَحالَ على مَلِيٍّ فَلَيْسَ لَهُ رَدٌّ
2288 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ ذَكْوانَ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَمَنْ أُتْبِعَ على مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ
(1)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَلْيَتَّبِعْ» ، وقد أهمل ضبطها في (ن) لعلَّه اكتفاءً بالضبط السابق لها، وضبطها في (و) بسكون التاء وكسر الباء، وفي (ب، ص) بالتاء المشددة المفتوحة وكسر الباء، ورمز في اليونينية على الباب والترجمة والحديث بعلامة السقوط بالحمرة دون رقم، قال في الإرشاد: وهذا الباب ثابت في نسخة الفربري ساقط من نسخ الباقين. اهـ. (لا الحمرة إلى)
(3)
بابٌ: إِنْ أَحَالَ دَيْنَ المَيِّتِ على رَجُلٍ جازَ
(1)
(1)
في رواية غير أبي ذر زيادة: «إذا أَحالَ على مَلِيٍّ فَلَيْسَ لَهُ رَدٌّ» ، كتبت بالحمرة (ن، و) والذي في (ب، ص) أنَّ هذه الزيادة بعد الباب مباشرة، وهي ثابتة في رواية أبي ذر، وأهمل ذكر ذلك كله في الإرشاد.
2289 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أُتِيَ بِجَنازَةٍ، فقالوا: صَلِّ عَلَيْها. فَقالَ: «هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قالُوا: لَا. قالَ: «فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قالُوا: لَا. فَصَلَّى عَلَيْهِ. ثُمَّ أُتِيَ بِجَنازَةٍ أُخْرَى، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، صَلِّ عَلَيْها. قالَ:«هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» قِيلَ: نَعَمْ. قالَ: «فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» قالُوا: ثَلَاثَةَ دَنانِيرَ. فَصَلَّى عَلَيْها. ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فقالُوا: صَلِّ عَلَيْها. قالَ: «هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟» . قالُوا: لَا. قالَ: «فَهَلْ عَلَيْهِ
دَيْنٌ؟». قالُوا: ثَلَاثَةُ دَنانِيرَ. قالَ: «صَلُّوا على صاحِبِكُمْ» . قالَ أَبُو قَتادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ. فَصَلَّى عَلَيْهِ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ الكَفالَةِ فِي القَرْضِ والدُّيُونِ بِالأَبْدانِ وَغَيْرِها
2290 -
وَقالَ أَبُو الزِّنادِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ، عن أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه بَعَثَهُ مُصَدِّقًا، فَوَقَعَ رَجُلٌ على جارِيَةِ امْرَأَتِهِ، فَأَخَذَ حَمْزَةُ مِنَ الرَّجُلِ كَفِيلًا
(2)
حَتَّى قَدِمَ على عُمَرَ، وَكانَ عُمَرُ قَدْ جَلَدَهُ مِائَةَ جَلْدَةٍ
(3)
، فَصَدَّقَهُمْ وَعَذَرَهُ بِالجَهالَةِ.
وَقالَ جَرِيرٌ والأَشْعَثُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي المُرْتَدِّينَ: اسْتَتِبْهُمْ وَكَفِّلْهُمْ. فَتابُوا، وَكَفَلَهُمْ عَشائِرُهُمْ.
وَقالَ حَمَّادٌ: إذا تَكَفَّلَ بِنَفْسٍ فَماتَ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ.
وَقالَ الحَكَمُ: يَضْمَنُ.
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «كُفَلَاءَ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «
…
جَلَدَهُ مائةً» بإسقاط المعدود.
2291 -
قالَ أبو عَبْدِ اللهِ
(1)
: وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينارٍ، فَقالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَداءِ أُشْهِدُهُمْ. فَقالَ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا. قالَ: فَأْتِنِي بِالكَفِيلِ. قالَ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا. قالَ: صَدَقْتَ. فَدَفَعَها إِلَيْهِ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ فِي البَحْرِ فَقَضَى حاجَتَهُ، ثُمَّ التَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُها يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَها، فَأَدْخَلَ فِيها
(2)
أَلْفَ دِينارٍ، وَصَحِيفَةً مِنْهُ
(3)
إلى صاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَها، ثُمَّ أَتَى بها إلى البَحْرِ فَقالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ
(4)
تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينارٍ،
⦗ص: 361⦘
فَسَأَلَنِي كَفِيلًا فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ: كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ
(5)
، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَها
(6)
، فَرَمَى بها فِي البَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وهو فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إلى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كانَ أَسْلَفَهُ، يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جاءَ بِمالِهِ، فَإِذا بِالخَشَبَةِ الَّتِي فيها المالُ، فَأَخَذَها لأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَها وَجَدَ المالَ والصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كانَ أَسْلَفَهُ، فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينارٍ، فَقالَ
(7)
: واللَّهِ ما زِلْتُ جاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لآتِيْكَ
(8)
بِمالِكَ، فَما وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ. قالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ
(9)
؟ قالَ: أُخْبِركَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئتُ فِيهِ
(10)
!؟ قالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي
(11)
بَعَثْتَ فِي الخَشَبَةِ
(12)
، فانْصَرِفْ بِالأَلْفِ الدِّينارِ راشِدًا».
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيهِ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فِيهِ» بدل: «منه» .
(4)
لفظة: «كنت» ليست في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فرضي بِذَلِكَ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اسْتَوْدَعْتُكَها» .
(7)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَقالَ» .
(8)
ضبط الياء من (ب، ص) نقلًا عن اليونينية.
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «شَيْئًا» .
(10)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «بِهِ» بدل: «فيه» .
(11)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «الَّتِي» .
(12)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بَعَثْتَ والخَشَبَةَ» . كتبت بالحمرة.
(2)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ
(1)
أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}
[النساء: 33]
(1)
هكذا ضبطت في الباب وفي الحديث على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب، وقرأ الباقون:{عَقَدَتْ} .
2292 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن إِدْرِيسَ، عن طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قالَ: وَرَثَةً {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قالَ: كانَ المُهاجِرُونَ لَمَّا
قَدِمُوا
(1)
المَدِينَةَ، يَرِثُ
(2)
المُهاجِرُ الأَنْصارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ؛ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نَسَخَتْ، ثُمَّ قالَ:{وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إِلَّا النَّصْرَ والرِّفادَةَ والنَّصِيحَةَ، وَقَدْ ذَهَبَ المِيراثُ، وَيُوصِي
(3)
لَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَرِثَ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَيُوصَى» ، وكتب فوقها «معًا» .
2293 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ عَلَيْنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ.
2294 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: حدَّثنا عاصِمٌ، قالَ:
قُلْتُ لِأَنَسٍ
(2)
رضي الله عنه: أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: لا حِلْفَ فِي الإِسْلَامِ؟ فَقالَ: قَدْ حالَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنْصارِ فِي دارِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(3)
بابُ مَنْ تَكَفَّلَ عن مَيِّتٍ دَيْنًا، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ
وَبِهِ قالَ الحَسَنُ.
2295 -
ثلاثي- حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجَنازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْها، فَقالَ:«هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟» قالُوا: لَا. فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنازَةٍ أُخْرَى، فَقالَ:«هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟» قالُوا: نَعَمْ. قالَ: «صَلُّوا
(1)
على صاحِبِكُمْ». قالَ أَبُو قَتادَةَ: عَلَيَّ دَيْنُهُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَصَلَّى عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَصَلُّوا» .
2296 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو: سَمِعَ مُحَمدَ بْنَ عَلِيٍّ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهم قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قَدْ جاءَ مالُ البَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذا وَهَكَذا وَهَكَذا
(1)
». فَلَمْ يَجِئْ مالُ البَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جاءَ مالُ البَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فَنادَى: مَنْ كانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأتِنا. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: لِي كَذا وَكَذا. فَحَثَا لِي حَثْيَةً، فَعَدَدْتُها، فَإِذا هِيَ خَمْسُ مِئَةِ. وَقالَ: خُذْ مِثْلَيْها.
(1)
لفظة: «وهكذا» الثالثة ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
بابُ جِوارِ أَبِي بَكْرٍ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَقْدِهِ
2297 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، قالَ ابْنُ شِهابٍ: فأخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ
(1)
إِلَّا وَهُما يَدِينانِ الدِّينَ.
وَقالَ أَبُو صالِحٍ
(2)
: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 364⦘
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُما يَدِينانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنا يَوْمٌ إِلَّا يَأتِينا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ المُسْلِمُونَ، خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهاجِرًا قِبَلَ الحَبَشَةِ، حَتَّى إذا بَلَغَ بَرْكَ
(3)
الغِمادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(4)
، وهو سَيِّدُ القَارَةِ، فَقالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يا أَبا بَكْرٍ؟ فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأَنا أُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ فَأَعْبُدُ
(5)
رَبِّي. قالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لا يَخْرُجُ
ولا يُخْرَجُ؛ فَإِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوائبِ الحَقِّ، وَأَنا لَكَ جارٌ، فارْجِعْ فاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ. فارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطافَ فِي أَشْرافِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فقالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ لا يَخْرُجُ مِثْلُهُ ولا يُخْرَجُ
(6)
، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ المَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ على نَوائبِ الحَقِّ؟! فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ، وَآمَنُوا أَبا بَكْرٍ، وَقالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دارِهِ، فَلْيُصَلِّ
(7)
، وَلْيَقْرَأْ ما شاءَ، ولا يُؤْذِينا
(8)
بِذَلِكَ، ولا يَسْتَعْلِنُْ بِهِ؛ فَإِنَّا قَدْ خَشِينا أَنْ يَفْتِنَ أَبْناءَنا وَنِساءَنا
(9)
. قالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبِي بَكْرٍ، فَطَفِقَ أَبُو بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دارِهِ، ولا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ ولا القِراءَةِ فِي غَيْرِ دارِهِ، ثُمَّ بَدا لأَبِي بَكْرٍ، فابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِناءِ دارِهِ وَبَرَزَ، فَكانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ
(10)
عَلَيْهِ نِساءُ المُشْرِكِينَ وَأَبْناؤُهُمْ؛ يَعْجَبُونَ
(11)
وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ القُرْآنَ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرافَ قُرَيْشٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَرْسَلُوا إلى ابْنِ الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فقالُوا لَهُ: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنا
(12)
أَبا بَكْرٍ على أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دارِهِ، وَإِنَّهُ جاوَزَ ذَلِكَ، فابْتَنَى
⦗ص: 365⦘
مَسْجِدًا بِفِناءِ دارِهِ، وَأَعْلَنَ الصَّلَاةَ والقِراءَةَ، وَقَدْ خَشِينا أَنْ يَفْتِنَ أَبْناءَنا وَنِساءَنا
(13)
، فَأْتِهِ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ على أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ؛ فَإِنَّا كَرِهْنا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنا مُقِرِّينَ لأَبِي بَكْرٍ الاِسْتِعْلَانَ. قالَتْ عائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ أَبا بَكْرٍ، فَقالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ على ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ ذِمَّتِي؛ فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ العَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ. قالَ أبُو بَكْرٍ: إِنِّي
(14)
أرُدُّ إليْكَ جِوارَكَ، وأرْضَى بِجِوارِ اللهِ. ورَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً
(15)
ذاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ». وَهُما الحَرَّتانِ، فَهاجَرَ
(16)
مَنْ هاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَجَعَ إلى المَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كانَ هاجَرَ إلى أَرْضِ الحَبَشَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهاجِرًا، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» . قالَ أَبُو بَكْرٍ
(17)
: هَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ راحِلَتَيْنِ كانَتا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قَطُّ» .
(2)
في نسخة زيادة: «سَلْمُويَةَ» ، وضبطت في (ب، ص): «سَلْمُوْيَه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بِرْكَ» بكسر الباء.
(4)
في رواية أبي ذر: «ابن الدُّغُنَّةِ» بضم الدال والغين وتشديد النون.
(5)
في رواية أبي ذر: «وأعْبُدُ» . وضبطت روايته والمتن بالنصب في (ص)، وأهمل ضبطها في (ب).
(6)
في رواية أبي ذر: «لا يُخْرَجُ مِثْلُهُ وَلا يَخْرُجُ» .
(7)
بهامش اليونينية بدون رقم: «وَلْيُصَلِّ» وصحح عليها.
(8)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: المثبت، و:«يُؤْذِنا» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر: «فينقصف» (ن) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل أبي ذر.
(11)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنْهُ» .
(12)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَجْزنا» .
(13)
في رواية أبي ذر: «يُفْتَنَ أبناؤُنا ونِساؤُنا» .
(14)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب)، وهو موافق لما في السلطانية، وبهامش اليونينية بدون رقم:«فإنِّي» . قارن بما في الإرشاد.
(15)
في رواية أبي ذر: «سَبَخَةً» .
(16)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وهاجَرَ» .
(17)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
بابُ الدَّيْنِ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2298 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ
المُتَوَفَّى، عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: «هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا
(1)
؟». فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفاءً صَلَّى، وَإِلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ:
⦗ص: 366⦘
«صَلُّوا على صاحِبِكُمْ» . فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الفُتُوحَ، قالَ:«أَنا أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مالًا فَلِوَرَثَتِهِ» .
(2)
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قضاءً» بدل «فضلًا» .
(2)
الحديث ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَابُ الوَكَالَةِ
(1)
(1)
في رواية غير أبي ذر: «باب في الوكالة» ، وفي رواية أبي ذر:«كتابٌ في الوكالة» ، وهو عنده مقدَّم على البسملة.
(1)
وَكَالَةُ الشَّرِيكِ الشَّرِيكَ فِي القِسْمَةِ وَغَيْرِها
وَقَدْ أَشْرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِقِسْمَتِها.
2299 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَصَدَّقَ بِجِلَالِ البُدْنِ الَّتِي نحرت
(1)
وَبِجُلُودِها.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «نَحَرْتُ» ، و «نُحِرَتْ» ، وكتب فوقها «معًا» .
2300 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ، عن أَبِي الخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُها على صَحَابَتِهِ، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ضَحِّ
(1)
أَنْتَ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .
(2)
بابٌ: إذا وَكَّلَ المُسْلِمُ حَرْبِيًّا
فِي دارِ الحَرْبِ أَوْ فِي دارِ الإِسْلَامِ جازَ
2301 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني يُوسُفُ بْنُ الماجِشُونِ، عن صالِحِ بْنِ إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قالَ: كاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كِتابًا: بِأَنْ يَحْفَظَنِي فِي
⦗ص: 368⦘
صاغِيَتِي بِمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ فِي صاغِيَتِهِ بِالمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ، قالَ: لا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، كاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ، فَكاتَبْتُهُ: عَبْدُ عَمْرٍو، فَلَمَّا كانَ فِي يَوْمِ
(1)
بَدْرٍ، خَرَجْتُ إلى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ حِينَ نامَ النَّاسُ، فَأَبْصَرَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ على مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصارِ
(2)
، فَقالَ: أُمَيَّة بْن
(3)
خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إِنْ نَجا أُمَيَّةُ. فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنَ الأَنْصارِ فِي آثارِنا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونا، خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لأَشْغَلَهُمْ
(4)
فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونا، وَكانَ رَجُلًا ثَقِيلًا، فَلَمَّا أَدْرَكُونا، قُلْتُ لَهُ: ابْرُكْ. فَبَرَكَ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ
(5)
بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي حَتَّى قَتَلُوهُ، وَأَصابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ. وَكانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُرِينا ذَلِكَ الأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ.
(6)
(1)
في رواية أبي ذر: «فلمَّا كان يومَ» .
(2)
لفظة: «من» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً، ورمز عليها في اليونينية برمز السقوط بالحمرة.
(3)
بالضبطين الرفع والنصب في (ب، ص)، وهي بالرفع في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضُبِّبَ على لفظة:«أمية» في (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر: «لِنَشْغَلَهُمْ» .
(5)
في رواية الأصيلي وروايةٍ لأبي ذر: «فَتَجَلَّلُوه» بالجيم بدل الخاء (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَتَحَلَّلُوه» بالحاء المهملة.
(6)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: سَمِعَ يوسفُ صالحًا وإِبْراهِيمُ أَباهُ» .
(3)
بابُ الوَكالَةِ فِي الصَّرْفِ والمِيزانِ
وَقَدْ وَكَّلَ عُمَرُ وابْنُ عُمَرَ فِي الصَّرْفِ.
2302 -
2303 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَبْدِ المَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا على خَيْبَرَ، فَجاءَهُمْ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقالَ
(1)
: «أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذا؟» فَقالَ: إِنَّا لَنَأخُذُ الصَّاعَ مِنْ
⦗ص: 369⦘
هَذا
(2)
بِالصَّاعَيْنِ
(3)
، والصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ. فَقالَ:«لا تَفْعَلْ، بِعِ الجَمْعَ بِالدَّراهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّراهِمِ جَنِيبًا» . وَقالَ فِي المِيزانِ مِثْلَ ذَلِكَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(2)
قوله: «من هذا» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بِصاعَيْنِ» منكَّرًا (و، ب، ص).
(4)
بابٌ: إذا أَبْصَرَ الرَّاعِي أَوِ الوَكِيلُ شاةً تَمُوتُ،
أَوْ شَيْئًا يَفْسُدُ، ذَبَحَ
وَأَصْلَحَ ما يَخافُ عَلَيْهِ الفَسَادَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «
…
أو شيئًا يفسد أَوْ أَصْلَحَ ما يَخافُ الفَسادَ». قارن بما في السلطانية.
2304 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: سَمِعَ المُعْتَمِرَ: أَنْبَأَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ يُحَدِّثُ:
عن أَبِيهِ: أَنَّهُ كانَتْ لَهُمْ
(2)
غَنَمٌ تَرْعَى بِسَلْعٍ، فَأَبْصَرَتْ جارِيَةٌ لَنا بِشاةٍ مِنْ غَنَمِنا
(3)
مَوْتًا، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْها بِهِ، فقالَ لَهُمْ: لا تَأكُلُوا حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ
(4)
صلى الله عليه وسلم، أَوْ أُرْسِلَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يَسْأَلُهُ. وَأَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذاكَ، أَوْ أَرْسَلَ، فَأَمَرَهُ بِأَكْلِها. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَيُعْجِبُنِي أَنَّها أَمَةٌ، وَأَنَّها ذَبَحَتْ.
تابَعَهُ عَبْدَةُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «لَهُ» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَنَمِها» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وبهامش اليونينية دون رقم:«رسولَ الله» .
(5)
بابٌ: وَكَالَةُ الشَّاهِدِ والغائِبِ جائِزَةٌ
وَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو إلى قَهْرَمَانِهِ وهو غائِبٌ عَنْهُ: أَنْ يُزَكِّيَ عن أَهْلِهِ، الصَّغِيرِ والكَبِيرِ.
2305 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن سَلَمَةَ
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 370⦘
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كانَ لِرَجُلٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ، فَجاءَهُ يَتَقاضاهُ، فَقالَ:«أَعْطُوهُ» . فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا سِنًّا فَوْقَها، فَقالَ:«أَعْطُوهُ» . فَقالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خِيارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ كُهَيْلٍ» كتبت بالحمرة.
(6)
بابُ الوَكَالَةِ فِي قَضاءِ الدُّيُونِ
2306 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَقاضاهُ فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحابُهُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعُوهُ؛ فَإِنَّ لِصاحِبِ الحَقِّ مَقالًا» . ثُمَّ قالَ: «أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ» . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقالَ
(1)
: «أَعْطُوهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ
(2)
قَضاءً».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وفي رواية غيرهما:«فإنَّ خيرَكم أحسنُكم» .
(7)
بابٌ: إذا وَهَبَ شَيْئًا لِوَكِيلٍ أَوْ شَفِيعِ قَوْمٍ جازَ
؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
لِوَفْدِ هَوَازِنَ حِينَ سَأَلُوهُ المَغانِمَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«نَصِيبِي لَكُمْ»
2307 -
2308 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: وَزَعَمَ عُرْوَةُ:
أَنَّ مَرْوانَ بْنَ الحَكَمِ والمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أخبَرَاهُ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ حِينَ جاءَهُ وَفْدُ هَوازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فاخْتارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ وَإِمَّا المالَ، وَقَدْ
(1)
كُنْتُ اسْتَأنَيْتُ بِهِمْ
(2)
». وَقَدْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ،
⦗ص: 371⦘
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رادٍّ لهم
(3)
إِلَّا إِحْدَى الطَّائفَتَيْنِ، قالُوا: فَإِنَّا نَخْتارُ سَبْيَنا. فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ إِخْوانَكُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ جاؤُونا تائبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ
(4)
بِذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنا فَلْيَفْعَلْ». فقالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم لَهُمْ
(6)
. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأذَنْ، فارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعُوا
(7)
إِلَيْنا عُرَفاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ». فَرَجَعَ النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقَدْ» ، وصحح عليها.
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (و، ب، ص)، وفي نسخة:«بِكُمْ» .
(3)
في متن (و، ب، ص): «إِلَيْهِمْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يَطِيبَ» .
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يا رَسُولَ اللهِ» .
(6)
لفظة: «لهم» ثابتة في رواية أبي ذر أيضاً، ورمز عليها في اليونينية برمز السقوط بالحمرة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية الحَمُّويِي والمُستملي، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَرْفَعَ» .
(8)
بابٌ: إذا وَكَّلَ رَجُلٌ
(1)
أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا، وَلَمْ
يُبَيِّنْ كَمْ يُعْطِي،
فَأَعْطَى على ما يَتَعارَفُهُ النَّاسُ
(1)
في رواية أبي ذر: «إذا وَكَّل رَجُلًا» ، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
2309 -
حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ وَغَيْرِهِ -يَزِيدُ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ، وَلَمْ يُبَلِّغْهُ كُلُّهُمْ، رَجُلٌ واحِدٌ مِنْهُمْ-:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنْتُ على جَمَلٍ ثَفَالٍ، إِنَّما هو فِي آخِرِ القَوْمِ، فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَنْ هَذا؟» قُلْتُ: جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قالَ: «ما لَكَ؟» قُلْتُ: إِنِّي على جَمَلٍ ثَفَالٍ. قالَ: «أَمَعَكَ قَضِيبٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «أَعْطِنِيهِ» . فَأَعْطَيْتُهُ فَضَرَبَهُ فَزَجَرَهُ، فَكانَ مِنْ ذَلِكَ المَكانِ مِنْ أَوَّلِ القَوْمِ، قالَ:«بِعْنِيهِ» . فَقُلْتُ
(1)
: بَلْ هو
⦗ص: 372⦘
لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: «بِعنِيهِ
(2)
، قَدْ أخَذْتُهُ
(3)
بِأرْبَعَةِ دَنانِيرَ، ولَكَ ظَهْرُهُ إلى المَدِينَةِ». فَلَمَّا دَنَوْنا مِنَ المَدِينَةِ أَخَذْتُ أَرْتَحِلُ، قالَ:«أَيْنَ تُرِيدُ؟» قُلْتُ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً قَدْ خَلَا مِنْها. قالَ: «فَهَلَّا جارِيَةً تُلَاعِبُها وَتُلَاعِبُكَ؟!» . قُلْتُ: إِنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وَتَرَكَ بَناتٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْكِحَ امْرَأَةً قَدْ جَرَّبَتْ خَلَا مِنْها. قالَ:«فَذَلِكَ» . فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ قالَ: «يا بِلَالُ، اقْضِهِ وَزِدْهُ» . فَأَعْطاهُ أَرْبَعَةَ دَنانِيرَ وَزادَهُ قِيراطًا، قالَ جابِرٌ: لا تُفارِقُنِي زِيادَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمْ يَكُنِ القِيراطُ يُفارِق
(4)
جِرابَ
(5)
جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر: «قال: بَلْ بِعْنِيِه» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالَ: قَدْ أَخَذْتُه» .
(4)
أهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها في (ص) بالجزم، وفي (ب) بالضبطين معًا: الجزم بالسواد والرفع بالحمرة، وبهامشها: كذا في اليونينية السكون بالسواد والضمُّ بالحمرة
(5)
في رواية أبي ذر: «قِرابَ» ، وصحَّح عليها.
(9)
بابُ وَكالَةِ الامْرَأَةِ
(1)
الإِمامَ فِي النِّكاحِ
(1)
في رواية أبي ذر: «المَرْأَةِ» .
2310 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: جاءَتِ
امْرَأَةٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ لَكَ
(1)
مِنْ نَفْسِي. فقالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيها. قالَ: «قَدْ زَوَّجْناكَها بِما مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ» .
(1)
لفظة: «لك» ثابتة في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضاً، ورمز عليها في اليونينية بعلامة السقوط بالحمرة، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(10)
بابٌ: إذا وَكَّلَ رَجُلًا، فَتَرَكَ الوَكِيلُ شَيْئًا فَأَجازَهُ
المُوَكِّلُ
فَهُوَ جائِزٌ، وَإِنْ أَقْرَضَهُ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى جازَ
2311 -
وَقالَ عُثْمانُ بْنُ الهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو: حدَّثنا عَوْفٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
⦗ص: 373⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكاةِ رَمَضانَ، فَأَتانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: واللَّهِ
(1)
لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: إِنِّي مُحْتاجٌ وَعَلَيَّ عِيالٌ وَلِي
(2)
حاجَةٌ شَدِيدَةٌ. قالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أَبا هُرَيْرَةَ، ما فَعَلَ أَسِيرُكَ البارِحَةَ؟» قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، شَكا حاجَةً شَدِيدَةً وَعِيالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قالَ: «أَما إِنَّهُ
(3)
قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ». فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ سَيَعُودُ. فَرَصَدْتُهُ، فَجاءَ يَحْثُو
(4)
مِنَ الطَّعامِ، فَأَخَذْتُهُ
(5)
، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتاجٌ وَعَلَيَّ عِيالٌ، لا أَعُودُ. فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يا أَبا هُرَيْرَةَ، ما فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، شَكا حاجَةً شَدِيدَةً وَعِيالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قالَ: «أَما إِنَّهُ
(6)
قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ». فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجاءَ يَحْثُو
(7)
مِنَ الطَّعامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَهَذا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ
(8)
تَزْعُمُ لا تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ. قالَ: دَعْنِي؛ أُعَلِّمْكَ كَلِماتٍ يَنْفَعكَ اللَّهُ بِها. قُلْتُ: ما هُوَ
(9)
؟ قالَ: إذا أَوَيْتَ إلى فِراشِكَ، فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:{اللّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ [البقرة: 255]، فَإِنَّكَ لَنْ يَزالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبَكَ
(10)
شَيْطانٌ
(11)
حَتَّى تُصْبِحَ. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ما فَعَلَ أَسِيرُكَ البارِحَةَ؟» قُلْتُ
(12)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِماتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بها فَخَلَّيْتُ
⦗ص: 374⦘
سَبِيلَهُ. قالَ: «ما هِيَ؟» قُلْتُ
(13)
: قالَ لِي: إذا أَوَيْتَ إلى فِراشِكَ، فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِها حَتَّى تَخْتِمَ
(14)
: {اللّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} . وَقالَ لِي
(15)
: لَنْ يَزالَ
(16)
عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبَكَ شَيْطانٌ
(17)
حَتَّى تُصْبِحَ -وَكانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ على الخَيْرِ- فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَما أَنَّهُ
(18)
قَدْ صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخاطِبُ مُنْذُ
(19)
ثَلَاثِ لَيالٍ يا أَبا هُرَيْرَةَ؟» قالَ: لَا، قالَ:«ذاكَ شَيْطانٌ» .
(1)
قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَبِي» .
(3)
ضبطت في (ص) بكسر الهمزة وفتحها، وهو موافق لما في الإرشاد، وأهمل ضبطها في (ن).
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «فَجَعَلَ يَحْثُو» .
(5)
لفظة: «فَأَخَذْتُهُ» ليست في (ن).
(6)
ضبطت في (ص) بكسر الهمزة وفتحها، وهو موافق لما في الإرشاد، وأهمل ضبطها في (ن).
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «فَجَعَلَ يَحْثُو» .
(8)
في رواية أبي ذر: «إنَّكَ» بكسر الهمزة.
(9)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «ما هُنَّ» .
(10)
في نسخة: «لا يَقْرَبَنَّكَ» ، كتبت في متن اليونينية بالحمرة.
(11)
بهامش اليونينية بدون رقم: «الشيطانُ» .
(12)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقُلْتُ» .
(13)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(14)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» .
(15)
لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.
(16)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمْ يَزَلْ» .
(17)
في رواية أبي ذر: «ولا يَقْرَبُكَ الشَّيْطانُ» .
(18)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّهُ» .
(19)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «مُذْ» .
(11)
بابٌ: إذا باعَ الوَكِيلُ شَيْئًا فاسِدًا، فَبَيْعُهُ مَرْدُودٌ
2312 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ -هو ابْنُ سَلَّامٍ- عن يَحْيَى، قالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الغافِرِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه قالَ: جاءَ بِلَالٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَيْنَ هَذا؟» قالَ بِلَالٌ: كانَ عِنْدَنا
(1)
تَمْرٌ رَدِيٌّ فَبِعْتُ منه صاعَيْنِ بِصاعٍ؛ لِنُطْعِمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: «أَوَّهْ أَوَّهْ
(2)
، عَيْنُ الرِّبا عَيْنُ
(3)
الرِّبا، لا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إذا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعِ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِهِ
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «عِنْدِي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «اشْتَرِ بهِ» .
(12)
بابُ الوَكالَةِ فِي الوَقْفِ وَنَفَقَتِهِ، وَأَنْ يُطْعِمَ صَدِيقًا لَهُ وَيَأكُلَ بِالمَعْرُوفِ
2313 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرٍو قالَ فِي صَدَقَةِ عُمَرَ رضي الله عنه: لَيْسَ
⦗ص: 375⦘
على الوَلِيِّ جُناحٌ أَنْ يَأكُلَ وَيُؤْكِلَ صَدِيقًا
(1)
، غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مالًا. فَكانَ ابْنُ عُمَرَ هو يَلِي صَدَقَةَ عُمَرَ، يُهْدِي لِلنَّاسِ
(2)
مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، كانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لناسٍ» .
(13)
بابُ الوَكالَةِ فِي الحُدُودِ
2314 -
2315 - حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: أخبَرَنا
(1)
اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خالِدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «واغْدُ يا أُنَيْسُ إِلَى
(3)
امْرَأَةِ هَذا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فارْجُمْها».
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَبْدِ اللَّهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «على» .
2316 -
حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الحارِثِ، قالَ: جِيءَ بِالنُّعْمانِ
(2)
-أَوِ ابْنِ النُّعَيْمانِ- شارِبًا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ كانَ فِي البَيْتِ أَنْ يَضْرِبُوا، قالَ: فَكُنْتُ أَنا فِيمَنْ ضَرَبَهُ، فَضَرَبْناهُ بِالنِّعالِ والجَرِيدِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «سلَّام» بتشديد اللام.
(2)
في رواية أبي ذر: «بالنُّعَيْمانِ» مصغَّرًا، كتبت بالحمرة.
(14)
بابُ الوَكالَةِ فِي البُدْنِ وَتَعاهُدِها
2317 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّها أخبَرَتْهُ:
⦗ص: 376⦘
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: أَنا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بها مَعَ أَبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى نُحِرَ الهَدْيُ.
(15)
بابٌ: إذا قالَ الرَّجُلُ لِوَكِيلِهِ: ضَعْهُ حَيْثُ أَراكَ اللَّهُ.
وَقالَ الوَكِيلُ: قَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ
2318 -
حدثني يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قالَ: قَرَأْتُ على مالِكٍ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصارِ
(1)
بِالمَدِينَةِ مالًا، وَكانَ أَحَبّ أَمْوالِهِ إِلَيْهِ بِيْرُحَاءَ
(2)
، وَكانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُها وَيَشْرَبُ مِنْ ماءٍ فيها طَيِّبٍ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قامَ أَبُو طَلْحَةَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تَعالَى يَقُولُ فِي كِتابِهِ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} ، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوالِي إِلَيَّ بِيْرُحَاءَ
(3)
، وَإِنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّها وَذُخْرَها عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْها يا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ. فَقالَ: «بَخٍْ
(4)
، ذَلِكَ مالٌ رايحٌ، ذَلِكَ مالٌ رايحٌ، قَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ فِيها، وَأَرَى أَنْ تَجْعَلَها فِي الأَقْرَبِينَ». قالَ: أَفْعَلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَها أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
تابَعَهُ
إِسْماعِيلُ، عن مالِكٍ.
وَقالَ رَوْحٌ، عن مالِكٍ: رابِحٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَنْصارِيٍّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بَيرُحَا» بدون همز.
(3)
في رواية أبي ذر: «بَيرُحَا» بدون همز.
(4)
ضبطها في (و) بالسكون، وأهمل ضبطها في باقي الفروع، ونقل في (ب، ص) ضبطها بالضبطين عن الفرع.
(16)
بابُ وَكَالَةِ الأَمِينِ فِي الخِزانَةِ وَنَحْوِها
2319 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخازِنُ الأَمِينُ، الَّذِي يُنْفِقُ -وَرُبَّما قالَ: الَّذِي يُعْطِي- ما أُمِرَ بِهِ كامِلًا مُوَفَّرًا، طَيِّبٌ
(2)
نَفْسُهُ، إلى الَّذِي أُمِرَ بِهِ أَحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «طَيِّبًا» بالنصب.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما جاءَ في الحَرْثِ والمُزارَعَةِ
(1)
بابُ فَضْلِ
(1)
الزَّرْعِ والغَرْسِ إذا أُكِلَ منْهُ، وقَوْلِهِ
(2)
تَعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ. أأنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ. لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} [الواقعة: 63 - 65]
(1)
في رواية أبي ذر: (كتابُ الحرثِ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فضلُ
…
) وفي روايته عن الحَمُّويِي: (في الحرثِ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فضلُ
…
) وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: (كتاب المزارعة. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فضلُ
…
).
(2)
في رواية أبي ذر: «وقولُ اللهِ» .
2320 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ (ح)
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُبارَكِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ
(1)
رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأكُلُ منه طَيْرٌ، أَوْ إِنْسانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» .
وَقالَ لَنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا أَبانُ: حدَّثنا قَتادَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مالِكٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» .
(2)
بابُ ما يُحْذَرُ
(1)
مِنْ عَواقِبِ الاِشْتِغالِ بِآلَةِ الزَّرْعِ،
أَوْ مُجاوَزَةِ الحَدِّ الَّذِي أُمِرَ بِهِ
(1)
في رواية أبي ذر: «يُحَذَّرُ» بالتشديد.
2321 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سالِمٍ الحِمْصِيُّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ الأَلْهانِيُّ:
عَنْ أَبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ -قالَ: وَرَأَى سِكَّةً وَشَيْئًا مِنْ آلَةِ الحَرْثِ، فقالَ-: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(1)
⦗ص: 380⦘
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَدْخُلُ هَذا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أُدْخِلَهُ الذُّلُّ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «رَسُولَ اللهِ» .
(2)
في رواية [ق]: «إلَّا جازَ الذُّلُّ» (ن، و)، وخرِّج لهذا الاختلاف في (ب، ص) في الترجمة عند قوله: «أو مجاوزة الحدِّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«إلَّا أدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«إلَّا دَخَلَهُ الذُّلُّ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«قال محمدٌ: واسمُ أَبِي أُمامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ» .
(3)
بابُ اقْتِناءِ الكَلْبِ لِلْحَرْثِ
2322 -
حدَّثنا مُعاذُ بْنُ فَضالَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيراطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أوْ ماشِيَةٍ» .
قالَ
(1)
ابنُ سِيرِينَ وَأبوُ صالِحٍ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إلَّا كَلْبَ غَنَمٍ، أوْ حَرْثٍ، أوْ صَيْدٍ» .
وقالَ أبُو حازِمٍ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَلْبَ صَيْدٍ، أَوْ ماشِيَةٍ
(2)
».
2323 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ: أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيانَ بْنَ أَبِي زُهَيْرٍ -رَجُلًا
(1)
مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، لا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا ولا ضَرْعًا، نَقَصَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيراطٌ» . قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: إِي وَرَبِّ هَذا المَسْجِدِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رَجُلٌ» .
(4)
بابُ اسْتِعْمالِ البَقَرِ لِلْحِراثَةِ
2324 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ
(2)
: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«بَيْنَما رَجُلٌ راكِبٌ على بَقَرَةٍ التَفَتَتْ إِلَيْهِ، فقالتْ: لَمْ أُخْلَقْ لِهَذا، خُلِقْتُ لِلْحِراثَةِ» . قالَ: «آمَنْتُ بِهِ أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَأَخَذَ الذِّئْبُ شاةً فَتَبِعَها الرَّاعِي، فقالَ
(3)
الذِّئْبُ: مَنْ لَها يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لا راعِيَ لَها غَيْرِي؟!». قالَ:«آمَنْتُ بِهِ أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» . قالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَما هُما يَوْمَئِذٍ فِي القَوْمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ إبرْاهِيمَ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .
(5)
بابٌ: إذا قالَ: اكْفِنِي مَؤُونَةَ النَّخْلِ أَوْ غَيْرِهِ
(1)
، وَتشْركُنِي فِي الثَّمَرِ
(1)
في رواية أبي ذر: «وَغَيْرِهِ» .
2325 -
حدَّثنا الحَكَمُ بْنُ نافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَتِ الأَنْصارُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْسِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ إِخْوانِنا النَّخِيلَ
(1)
. قالَ: «لَا» . فقالُوا: تَكْفُونا المَؤُونَةَ، وَنشْركْكُمْ فِي الثَّمَرَةِ. قالُوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النَّخْلَ» .
(6)
بابُ قَطْعِ الشَّجَرِ والنَّخْلِ
وَقالَ أَنَسٌ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ.
2326 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهيَ البُوَيْرَةُ، وَلَها يَقُولُ حَسَّانُ:
⦗ص: 382⦘
وهانَ
(1)
على سَراةِ بَنِي لُؤَيٍّ
…
حَرِيقٌ بِالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «لَهانَ» .
(7)
بابٌ
2327 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الأَنْصارِيِّ:
سَمِعَ رافِعَ بْنَ خَدِيجٍ قالَ: كُنَّا أَكْثَرَ أَهْلِ المَدِينَةِ مُزْدَرَعًا، كُنَّا نُكْرِي الأَرْضَ بِالنَّاحِيَّةِ
(2)
منها مُسَمًّى لِسَيِّدِ الأَرْضِ، قالَ: فَمِمَّا
(3)
يُصابُ ذَلِكَ وَتَسْلَمُ الأَرْضُ، وَمِمَّا
(4)
يُصابُ الأَرْضُ وَيَسْلَمُ ذَلِكَ، فَنُهِينا، وَأَمَّا الذَّهَبُ والوَرِقُ
(5)
فَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ مُقاتِلٍ» .
(2)
أهمل ضبطها في (ن)، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية الياء مشددة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَمهْما» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومَهْما» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأما الذَّهبُ والفِضَّةُ» .
(8)
بابُ المُزارَعَةِ بِالشَّطْرِ وَنَحْوِهِ
وَقالَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن أَبِي جَعْفَرٍ قالَ: ما بِالمَدِينَةِ أَهْلُ بَيْتِ هِجْرَةٍ، إِلَّا يَزْرَعُونَ على الثُّلُثِ والرُّبُعِ.
وَزَارَعَ عَلِيٌّ، وَسَعْدُ بْنُ مالِكٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، والقاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وَآلُ أَبِي بَكْرٍ، وَآلُ عُمَرَ، وَآلُ عَلِيٍّ، وابْنُ سِيرِينَ.
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ: كُنْتُ أُشارِكُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ فِي الزَّرْعِ.
وَعامَلَ عُمَرُ النَّاسَ على: إِنْ جاءَ عُمَرُ بِالبَذْرِ مِنْ عِنْدِهِ فَلَهُ الشَّطْرُ، وَإِنْ جاؤُوا بِالبَذْرِ فَلَهُمْ كَذا.
⦗ص: 383⦘
وَقالَ الحَسَنُ: لا بَأسَ أَنْ تَكُونَ الأَرْضُ لِأَحَدِهِما، فَيُنْفِقانِ جَمِيعًا، فَما خَرَجَ فَهْوَ بَيْنَهُما.
وَرَأَى ذَلِكَ الزُّهْرِيُّ.
وَقالَ الحَسَنُ: لا بَأسَ أَنْ يُجْتَنَى القُطْنُ على النِّصْفِ.
وَقالَ إِبْراهِيمُ وابْنُ سِيرِينَ وَعَطاءٌ والحَكَمُ والزُّهْرِيُّ وَقَتادَةُ: لا بَأسَ أَنْ يُعْطِيَ الثَّوْبَ
(1)
بِالثُّلُثِ أَوِ الرُّبُعِ وَنَحْوِهِ.
وَقالَ مَعْمَرٌ
(2)
: لا بَأسَ أَنْ تَكُونَ
(3)
الماشِيَةُ على الثُّلُثِ والرُّبُعِ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الثَوْرَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وبهامش اليونينية بدون رقم:«مُعْتَمِرٌ» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْ تُكْرَى» .
(4)
قوله: «إلى أجل مسمى» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وبهامش اليونينية: عند الحافظ أبي ذر على: «إلى أجل مسمى» (سه) هكذا على أنه عندهما دون الحَمُّويِي، وهو ثابت على ما تراه في روايته في هذا الأصل، وكذلك كل ما أشار إليه في المواضع المُعْلَم عليها، فاعلم ذلك وأنعم النظر فيه. اهـ.
2328 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عن
عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ، عن النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عامَلَ
(2)
خَيْبَرَ بِشَطْرِ ما يَخْرُجُ منها مِنْ ثَمَرٍ
(3)
أَوْ زَرْعٍ، فَكانَ يُعْطِي أَزْواجَهُ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمانُونَ وسْقَ تَمْرٍ وَعِشْرُونَ
(4)
وسْقَ
(5)
شَعِيرٍ، فَقَسَمَ
(6)
عُمَرُ خَيْبَرَ، فَخَيَّرَ أَزْواجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ مِنَ الماءِ والأَرْضِ، أَوْ يُمْضِيَ لَهُنَّ، فَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتارَ الأَرْضَ وَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتارَ الوَسْقَ، وكانَتْ عائِشَةُ اخْتارَتِ الأَرْضَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أنَّ النَّبِيَّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش (ب، ص): في اليونينية يحتمل أن يكون: «ثمْر» أو «ثمَر» . اهـ.
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثمانين
…
وعشرين»، والواو في «وسق» مكسورة ومفتوحة.
(5)
بفتح الواو وكسرها.
(6)
في رواية أبي ذر: «وَقَسَمَ» .
(9)
بابٌ: إذا لَمْ يَشْتَرِطِ السِّنِينَ فِي المُزارَعَةِ
2329 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نافِعٌ:
⦗ص: 384⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: عامَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بِشَطْرِ ما يَخْرُجُ منها مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ.
(10)
بابٌ
2330 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِطاوُوسٍ: لَوْ تَرَكْتَ المُخابَرَةَ؛ فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ. قالَ: أَيْ عَمْرو، إِنِّي
(1)
أُعْطِيهِمْ وَأُغْنِيهِمْ
(2)
، وَإِنَّ أَعْلَمَهُمْ أخبَرَني -يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ عَنْهُ، وَلَكِنْ قالَ: «أَنْ يَمْنَحَ
(3)
أَحَدُكُمْ أَخاهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأخُذَ عَلَيْهِ خَرْجًا مَعْلُومًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «فَإِنِّي» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأُعِينُهُمْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «إنْ يَمْنَحْ» .
(11)
بابُ المُزارَعَةِ مَعَ اليَهُودِ
2331 -
حدَّثنا ابْنُ مُقاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى خَيْبَرَ اليَهُودَ، على أَنْ يَعْمَلُوها وَيَزْرَعُوها، وَلَهُمْ شَطْرُ ما خَرَجَ
(2)
مِنْها.
(1)
في رواية أبي ذر: «محمدُ بنُ مُقاتِلٍ» ، قارن بما في الإرشاد.
(2)
بهامش (ب): في أصول كثيرة: «يخرجُ» .
(12)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ الشُّرُوطِ فِي المُزارَعَةِ
2332 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن يَحْيَى: سَمِعَ حَنْظَلَةَ الزُّرَقِيَّ:
عَنْ رافِعٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا أَكْثَرَ أَهْلِ المَدِينَةِ حَقْلًا، وَكانَ أَحَدُنا يُكْرِي أَرْضَهُ، فَيَقُولُ
(1)
: هَذِهِ
⦗ص: 385⦘
القِطْعَةُ لِي وَهَذِهِ لَكَ. فَرُبَّما أَخْرَجَتْ ذِهِ وَلَمْ تُخْرِجْ ذِهِ، فَنَهاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في أبي ذر: «ويَقُولُ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(13)
بابٌ: إذا زَرَعَ بِمالِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، وَكانَ فِي ذَلِكَ صَلَاحٌ لَهُمْ
2333 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إلى غارٍ فِي جَبَلٍ، فانْحَطَّتْ على فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمالًا عَمِلْتُمُوها صالِحَةً لِلَّهِ
(2)
، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يُفَرِّجُها
(3)
عَنْكُمْ. قالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كانَ لِي والِدانِ شَيْخانِ كَبِيرانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأخَرْتُ ذاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ
(4)
آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما ناما
(5)
، فَحَلَبْتُ كَما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أَكْرَهُ أَنْ
أُوقِظَهُما، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ لَنا فَرْجَةً نَرَى منها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ فَرَأَوُا السَّماءَ، وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّها كانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ، أَحْبَبْتُها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ منها فَأَبَتْ
(6)
حَتَّى أَتَيْتُها
(7)
بِمِئَةِ دِينارٍ، فَبَغَيْتُ
(8)
حَتَّى جَمَعْتُها، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً. فَفَرَجَ، وَقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ
⦗ص: 386⦘
قالَ
(9)
: أَعْطِنِي حَقِّي. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ
(10)
حَتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَراعِيَها
(11)
، فَجاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ. فَقُلْتُ
(12)
: اذْهَبْ إلى ذَلِكَ
(13)
البَقَرِ وَرُعاتِها فَخُذْ. فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَسْتَهْزِئُ
(14)
بِي. فَقُلْتُ
(15)
: إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَخُذْ. فَأَخَذَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(16)
: وَقالَ ابْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ: فَسَعَيْتُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خالِصَةً لله» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَفْرُجُها» (و، ب، ص)، وهو المثبت في (ن) دون عزو.
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَلَمْ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نائِمَيِنْ» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيَّ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «آتِيَها» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(10)
في (ب، ص) بسكون العين نقلًا عن اليونينية.
(11)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «ورُعاتَها» .
(12)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلتُ» .
(13)
ضبطها في (ب، ص) بالجزم نقلًا عن اليونينية.
(14)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «تِلْكَ» .
(15)
في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .
(16)
قوله: «أبو عبد الله» ليس في نسخة، وليس في متن (و)، وفي رواية أبي ذر بدلها:«قال إسماعيل» .
(14)
بابُ أَوْقافِ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَرْضِ الخَراجِ، وَمُزارَعَتِهِمْ وَمُعامَلَتِهِمْ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: «تَصَدَّقْ بِأَصْلِهِ لا يُباعُ، وَلَكِنْ يُنْفَقُ ثَمَرُهُ» . فَتَصَدَّقَ بِهِ.
2334 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن مالِكٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ قالَ:
قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَوْلَا آخِرُ المُسْلِمِينَ، ما فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُها بَيْنَ أَهْلِها، كَما قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.
(15)
بابُ مَنْ أَحْيا أَرْضًا مَواتًا
وَرَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ فِي أَرْضِ
(1)
الخَرابِ بِالكُوفَةِ مَوَاتٌ
(2)
.
وَقالَ عُمَرُ: مَنْ أَحْيا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهْيَ لَهُ.
⦗ص: 387⦘
وَيُرْوَى عن عُمَرَ وابْنِ عَوْفٍ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ:«فِي غَيْرِ حَقِّ مُسْلِمٍ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظالِمٍ فِيهِ حَقٌّ» .
وَيُرْوَى فِيهِ عن جابِرٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «أرض» ليست في نسخة.
(2)
لفظة: «مَوَاتٌ» ليست في رواية أبي ذر.
2335 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْمَرَ
(1)
أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهْوَ أَحَقُّ». قالَ عُرْوَةُ: قَضَى بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه فِي خِلَافَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أُعْمِرَ» بالبناء للمفعول.
(16)
بابٌ
2336 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُرِيَ وهو فِي مُعَرَّسِهِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ
(1)
فِي بَطْنِ الوادِي، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحاءَ مُبارَكَةٍ. فقالَ مُوسَى: وَقَدْ أَناخَ بِنا سالِمٌ بِالمُناخِ الَّذِي كانَ عَبْدُ اللَّهِ يُنِيخُ بِهِ، يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وهو أَسْفَلُ مِنَ المَسْجِدِ الَّذِي بِبَطْنِ الوادِي، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ وَسَطٌ مِنْ ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «بِذِي الحليفة» .
2337 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحاقَ، عن الأَوْزاعِيِّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
⦗ص: 388⦘
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اللَّيْلَةَ أَتانِي آتٍ مِنْ رَبِّي -وهو بِالعَقِيقِ- أَنْ: صَلِّ فِي هَذا الوادِي المُبارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ
(1)
فِي حَجَّةٍ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «وقال عُمْرَةً» .
(17)
بابٌ: إذا قالَ رَبُّ الأَرْضِ: أُقِرُّكَ ما أَقَرَّكَ اللَّهُ.
وَلَمْ يَذْكُرْ أَجَلًا
مَعْلُومًا، فَهُما على تَراضِيهِما
2338 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا مُوسَى: أخبَرَنا نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ قالَ: حدَّثني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنهما أَجْلَى اليَهُودَ والنَّصارَى مِنْ أَرْضِ الحِجازِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ على خَيْبَرَ، أَرادَ إِخْراجَ اليَهُودِ مِنْها، وَكانَتِ الأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْها لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَأَرادَ إِخْراجَ اليَهُودِ مِنْها، فَسَأَلَتِ اليَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُقِرَّهُمْ بها أَنْ يَكْفُوا عَمَلَها، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«نُقِرُّكُمْ بها على ذَلِكَ ما شِئْنا» . فَقُرُّوا
(1)
بها حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ إلى تَيْماءَ وَأَرِيحاءَ.
(1)
في (و): «فَقَرُّوا» ، قال في (ق): وهو الصواب، وفي (ب):«تَقَرُّوا» .
(18)
بابُ ما كانَ مِنْ أَصْحابِ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
يُواسِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الزِّراعَةِ والثَّمَرَةِ
(2)
2339 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، عن أَبِي النَّجاشِيِّ مَوْلَى رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ: سَمِعْتُ رافِعَ بْنَ خَدِيجِ بْنِ رافِعٍ:
عَنْ عَمِّهِ ظُهَيْرِ بْنِ رافِعٍ -قالَ ظُهَيْرٌ-: لقد نَهانا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أَمْرٍ كانَ بِنا رافِقًا. قُلْتُ: ما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهْوَ حَقٌّ. قالَ: دَعانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «ما تَصْنَعُونَ
⦗ص: 389⦘
بِمَحاقِلِكُمْ؟» قُلْتُ: نُؤاجِرُها على الرُّبُعِ
(1)
، وَعَلَى الأَوْسُقِ مِنَ التَّمْرِ والشَّعِيرِ، قالَ:«لا تَفْعَلُوا، ازْرَعُوها، أَوْ أَزْرِعُوها، أَوْ أَمْسِكُوها» . قالَ رافِعٌ: قُلْتُ: سَمْعًا وَطاعَةً.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «على الرُّبَيْعِ» .
2340 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ، عن عَطاءٍ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: كانُوا يَزْرَعُوها
(1)
بِالثُّلُثِ والرُّبُعِ والنِّصْفِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعها، أَوْ لِيَمْنَحها
(2)
، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «يزرعونها» كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(2)
ضبطت في (و) بالنصب فقط، وهو موافق لما في الإرشاد، وفي (ب، ص) بالجزم فقط.
2341 -
وَقالَ الرَّبِيعُ بْنُ نافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعها، أَوْ لِيَمْنَحها أَخاهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ» .
2342 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ
عن عَمْرٍو، قالَ:
ذَكَرْتُهُ لِطاوُوسٍ، فَقالَ: يُزْرِعُ
(1)
؛ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ عَنْهُ، وَلَكِنْ قالَ: «أَنْ يَمْنَحَ
(2)
أَحَدُكُمْ أَخاهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأخُذَ شَيْئًا مَعْلُومًا».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «إنْ يَمْنَحْ» .
2343 -
2344 - حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يُكْرِي مَزارِعَهُ، على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ، وَصَدْرًا مِنْ إِمارَةِ مُعاوِيَةَ. ثُمَّ حُدِّثَ عن رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن كِراءِ المَزارِعِ. فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ إلى رافِعٍ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن كِراءِ المَزارِعِ. فقالَ ابنُ عُمَرَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا كُنَّا نُكْرِي مَزارِعَنا على عَهْدِ رَسوُلِ الله صلى الله عليه وسلم بِما على
⦗ص: 390⦘
الأَرْبِعاءِ، وبِشَيْءٍ منَ التِّبْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثمَّ حَدَّثَ رَافِعُ بنُ خَدِيجٍ» .
2345 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني سالِمٌ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ أَعْلَمُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الأَرْضَ تُكْرَى. ثُمَّ خَشِيَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَحْدَثَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُهُ
(1)
، فَتَرَكَ كِراءَ الأَرْضِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عَلِمَهُ» .
(19)
بابُ كِراءِ الأَرْضِ بِالذَّهَبِ والفِضَّةِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ أَمْثَلَ ما أَنْتُمْ صانِعُونَ: أَنْ تَسْتَأجِرُوا الأَرْضَ البَيْضاءَ، مِنَ السَّنَةِ إلى السَّنَةِ.
2346 -
2347 - حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ: عَنْ رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قالَ:
حدَّثني عَمَّايَ: أَنَّهُمْ كانُوا يُكْرُونَ الأَرْضَ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِما يَنْبُتُ على الأَرْبِعاءِ، أَوْ شَيْءٍ
(1)
يَسْتَثْنِيهِ صاحِبُ الأَرْضِ، فَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِرافِعٍ: فَكَيْفَ هِيَ بِالدِّينارِ والدِّرْهَمِ؟ فقالَ رافِعٌ: لَيْسَ بها بَأسٌ بِالدِّينارِ والدِّرْهَمِ.
وَقالَ اللَّيْثُ: وَكانَ
(2)
الَّذِي نُهِيَ عن
(3)
ذَلِكَ، ما لَوْ نَظَرَ فِيهِ ذَوُو الفَهْمِ بِالحَلَالِ والحَرامِ لَمْ يُجِيزُوهُ؛ لِما فِيهِ مِنَ المُخاطَرَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أو بِشَيءٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: مِنْ هَاهُنا قال الليثُ - أُراه-: وكان» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ» .
(20)
بابٌ
2348 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
(1)
: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ -وَحَدَّثَنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ- عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البادِيَةِ: «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فقالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيما شِئْتَ؟ قالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي
(3)
أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ. قالَ: فَبَذَرَ، فَبادَرَ الطَّرْفَ نَباتُهُ واسْتِواؤُهُ واسْتِحْصادُهُ، فَكانَ أَمْثالَ الجِبالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ». فقالَ الأَعْرابِيُّ: واللَّهِ لا تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصارِيًّا؛ فَإِنَّهُمْ أَصْحابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنا بِأَصْحابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بَشَّارٍ» بدل: «سِنان» كتبت بالحمرة، وضرب عليها في (ن)، ولم تذكر في (و). وبهامش [ق] بخط سبط ابن العجمي: لم يذكر المِزيُّ في أطرافه هذا الحديث إلَّا من طريق محمد بن سنان ولم يذكر ابن بشار. اهـ. وبهامش نسخة البقاعي: رواه القابسي: محمد بن سنان، ورواه ابن السكن وأبو صالح: محمد بن بشار. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ولَكِنْ» .
(21)
بابُ ما جاءَ فِي الغَرْسِ
2349 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ
(1)
، عن أَبِي حازِمٍ: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ:
إِنَّا كُنَّا نَفْرَحُ
(2)
بِيَوْمِ الجُمُعَةِ؛ كانَتْ لَنا عَجُوزٌ، تَأخُذُ مِنْ أُصُولِ سِلْقٍ لَنا، كُنَّا نَغْرِسُهُ فِي أَرْبِعائِنا، فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَها، فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ -لا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قالَ- لَيْسَ فِيهِ شَحْمٌ، ولا وَدَكٌ، فَإِذا صَلَّيْنا الجُمُعَةَ زُرْناها فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنا، فَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَما كُنَّا نَتَغَدَّى ولا نَقِيلُ إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ الرَحْمنِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال: إنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ» .
2350 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ
(1)
. واللَّهُ المَوْعِدُ، وَيَقُولُونَ: ما لِلْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ لا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أَحادِيثِهِ؟! وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ المُهاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْواقِ، وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنَ الأَنْصارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على مِلْءِ بَطْنِي، فَأَحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وَأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا:«لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقالَتِي هَذِهِ، ثُمَّ يَجْمَعَهُ إلى صَدْرِهِ فَيَنْسَى مِنْ مَقالَتِي شَيْئًا أَبَدًا» . فَبَسَطْتُ نَمِرَةً لَيْسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيْرَها
(2)
، حَتَّى قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَقالَتَهُ، ثُمَّ جَمَعْتُها إلى صَدْرِي، فَوالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، ما نَسِيتُ مِنْ مَقالَتِهِ تِلْكَ إلى يَوْمِي هَذا، واللَّهِ لَوْلَا آيَتانِ فِي
(3)
كِتابِ اللَّهِ، ما حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا أَبَدًا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} إلى قَوْلِهِ: {الرَّحِيمُ
(4)
} [البقرة: 159 - 163].
(1)
لفظة: «الحديث» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «غَيْرُها» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «مِنْ» ، وعزاها في (و) إلى ابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر: «{مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى {الرَّحِيمُ}» .
بسم الله الرحمن الرحيم
بابٌ
(1)
: فِي الشرْبِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤمِنُونَ
(2)
} [الأنبياء: 30]
وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ
(3)
. أأنْتُم أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ. لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} [الواقعة: 68 - 70]
الأُجاجُ: المُرُّ، المُزْنُ: السَّحابُ.
(4)
(1)
في رواية غير أبي ذر زيادة: «كتاب المساقاة» بعد البسملة، ولفظة:«باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}» بدل إتمام الآيات.
(4)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «{ثَجَّاجًا} [النبأ: 14]: مُنْصَبًّا، المُزْن: السَّحابُ، الأُجاجُ: المُرُّ، {فُرَاتًا} [المرسلات: 27]: عَذْبًا» .
(1)
بابٌ: فِي الشُّرْبِ، وَمَنْ رَأَى
(1)
صَدَقَةَ الماءِ وَهِبَتَهُ
وَوَصِيَّتَهُ جائِزَةً،
مَقْسُومًا كانَ أَوْ غَيْرَ مَقْسُومٍ
وَقالَ عُثْمانُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فيها كَدِلَاءِ المُسْلِمِينَ» . فاشْتَراها عُثْمانُ رضي الله عنه.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ من رأى .. » .
2351 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ القَوْمِ، والأَشْياخُ عن يَسارِهِ فَقالَ:«يا غُلَامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأَشْياخَ» . قالَ: ما كُنْتُ
لِأُوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَعْطاهُ إِيَّاهُ.
2352 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّها
(1)
حُلِبَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شاةٌ داجِنٌ، وَهيَ
(2)
فِي دارِ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، وَشِيبَ لَبَنُها بِماءٍ مِنَ البِئْرِ الَّتِي فِي دارِ أَنَسٍ، فَأَعْطَى رَسُولَ
(3)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم القَدَحَ فَشَرِبَ مِنْهُ، حَتَّى إذا نَزَعَ القَدَحَ مِنْ
(4)
فِيهِ، وَعَلَى يَسارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرابِيٌّ، فقالَ عُمَرُ -وَخافَ أَنْ يُعْطِيَهُ الأَعْرابِيَّ-: أَعْطِ أَبا بَكْرٍ يا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَكَ. فَأَعْطاهُ الأَعْرابِيَّ الَّذِي على
(5)
يَمِينِهِ، ثُمَّ قالَ:«الأَيْمَنَ فالأَيْمَنَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنَّهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وهُوَ» .
(3)
في (و): «فاُعطي رسولُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَنْ» .
(5)
في رواية أبي ذر ونسخة: «عَنْ» .
(2)
بابُ مَنْ قالَ: إِنَّ صاحِبَ الماءِ أَحَقُّ بِالماءِ حَتَّى يَرْوَى
؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا يُمْنَعُ
(1)
فَضْلُ الماءِ»
(1)
في رواية أبي ذر: «لا يُمْنَعْ» بالجزم.
2353 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن أَبِي الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يُمْنَعُ فَضْلُ الماءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الكَلَأُ» .
2354 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن ابْنِ المُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَمْنَعُوا فَضْلَ الماءِ لِتَمْنَعُوا بِهِ فَضْلَ الكَلَإِ» .
(3)
بابٌ
(1)
: مَنْ حَفَرَ بِئْرًا فِي مِلْكِهِ لَمْ يَضْمَنْ
(1)
أهمل ضبطه في (ن)، وفي (و):«بابُ» .
2355 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: أخبَرَنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي صالِحٍ:
عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المَعْدِنُ جُبارٌ، والبِئْرُ جُبارٌ، والعَجْماءُ جُبارٌ، وفي الرِّكازِ الخُمُسُ
(2)
».
(4)
بابُ الخُصُومَةِ فِي البِئْرِ والقَضاءِ فِيها
2356 -
2357 - حدَّثنا عَبْدانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بها مالَ امْرِئٍ
(1)
، هو عَلَيْها فاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبانُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وأَيْمَانِهِم ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77] الآيَةَ. فَجاءَ الأَشْعَثُ فَقالَ: ما حَدَّثَكُمْ
(2)
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فِيَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، كانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي، فقالَ لِي:«شُهُودُكَ؟»
(3)
. قُلْتُ: ما لِي شُهُودٌ. قالَ: «فَيَمِينُهُ»
(4)
. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إذًا يَحْلِفَ
(5)
. فَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذا الحَدِيثَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ تَصْدِيقًا لَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مُسْلِمٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُحَدِّثُكُمْ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «شُهُودَكَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَيَمِينَهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
بابُ إِثْمِ مَنْ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ مِنَ الماءِ
2358 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ زِيادٍ، عن الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا صالِحٍ يَقُولُ:
⦗ص: 396⦘
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ كانَ لَهُ فَضْلُ ماءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ
مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بايَعَ إِمامًا
(1)
لا يُبايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيا، فَإِنْ أَعْطاهُ منها رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ منها سَخِطَ، وَرَجُلٌ أَقامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ العَصْرِ فَقالَ: واللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، لقد أَعْطَيْتُ بها كَذا وَكَذا، فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ. ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وأَيْمَانِهِم ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77]».
(1)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي و [ق]: «إمامَهُ» .
(6)
بابُ سَكْرِ
(1)
الأَنْهارِ
(1)
بهامش (ب) أنَّ الباب منوَّن في اليونينية و «سَكْر» مجرور.
2359 -
2360 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ، خاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ الحَرَّةِ، الَّتِي يَسْقُونَ بها النَّخْلَ، فقالَ الأَنْصارِيُّ: سَرِّحِ الماءَ يَمُرُّ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فاخْتَصَما عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ: «أسْقِ
(2)
يا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الماءَ إلى جارِكَ». فَغَضِبَ الأَنْصارِيُّ فَقالَ: آنْ كانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟! فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«اسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الماءَ حَتَّى يَرْجِعَ إلى الجَدْرِ» . فقالَ الزُّبَيْرُ: واللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]».
(3)
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(2)
ضبطت في اليونينية بهمزتي الوصل والقطع.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي زيادة: «قال محمد بن العبَّاس: قال أبو عبد الله: لَيْسَ أَحَدٌ يَذْكُرُ عُرْوةَ عن عَبْد اللهِ إلَّا الليثُ فَقَطْ» ا هـ. ورمز على هذه الزيادة بعلامة السقوط بالحمرة، وذكر في الفتح أنَّ القائل:«قال محمد بن العباس» هو الفربري. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(7)
بابُ شُرْبِ الأَعْلَى قَبْلَ الأَسْفَلِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «قَبْلَ السُفْلَى» .
2361 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ قالَ:
خاصَمَ الزُّبَيْرَ رَجُلٌ
(1)
مِنَ الأَنْصارِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا زُبَيْرُ، اسْقِ ثُمَّ أَرْسِلْ
(2)
». فقالَ الأَنْصارِيُّ: أَنَّهُ
(3)
ابْنُ عَمَّتِكَ؟! فقالَ عليه السلام: «اسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ يَبْلُغُ الماءُ
(4)
الجَدْرَ
(5)
، ثُمَّ أَمْسِكْ». فَقالَ
(6)
الزُّبَيْرُ: فَأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65].
(1)
في رواية أبي ذر: «خاصَمَ الزُبَيْرُ رَجُلًا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الماءَ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّهُ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (ن) بكسر الهمزة فقط.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حَتَّى يَبْلُغَ الجَدْرَ» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(8)
بابُ شِرْبِ
(1)
الأَعْلَى إلى الكَعْبَيْنِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر بكسر الشين أيضاً (ب، ص)، وضبط المتن في (و) بضمِّ الشين، وبهما معًا في (ق) ونسخة البقاعي.
2362 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
: أخبَرَنا مَخْلَدٌ
(3)
، قالَ: أخبَرَني ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهابٍ: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ:
أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ خاصَمَ الزُّبَيْرَ فِي شِراجٍ مِنَ الحَرَّةِ، يَسْقِي بِها
(4)
النَّخْلَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
⦗ص: 398⦘
صلى الله عليه وسلم: «اسْقِ يا زُبَيْرُ -فَأَمَرَهُ بِالمَعْرُوفِ- ثُمَّ أَرْسِلْ
(5)
إلى جارِكَ». فقالَ الأَنْصارِيُّ: آنْ كانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟! فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ، حَتَّى يَرْجِعَ الماءُ إلى الجَدْرِ» . واسْتَوْعَى
(6)
لَهُ حَقَّهُ، فقالَ الزُّبَيْرُ: واللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ أُنْزِلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
(7)
} [النساء: 65]. قالَ
(8)
لِي ابْنُ شِهابٍ: فَقَدَّرَتِ الأَنْصارُ والنَّاسُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اسْقِ، ثُمَّ احْبِسْ حَتَّى يَرْجِعَ إلى الجَدْرِ
(9)
». وَكانَ ذَلِكَ إلى الكَعْبَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «هو ابنُ سَلَامٍ» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يَزِيدَ الحَرَّانِيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لِيَسْقِيَ بِهِ» .
(5)
في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «أَرْسِلْهُ» .
(6)
بهامش اليونينية بدون رقم: «اسْتَوْفَى» كتبت بالحمرة.
(7)
قوله تعالى: «{فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}» ليس في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .
(9)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «الجَدْرُ هو الأَصْلُ» .
(9)
بابُ فَضْلِ سَقْيِ الماءِ
2363 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنا رَجُلٌ
يَمْشِي، فاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذا هو بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ
(1)
، فَقالَ: لقد بَلَغَ هَذا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي
(2)
. فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ». قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنا فِي البَهائِمِ أَجْرًا؟ قالَ:«فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» .
تابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، والرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «العُطاشِ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَنَزَلَ بِئْرًا» .
2364 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا نافِعُ بْنُ عُمَرَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
⦗ص: 399⦘
عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاةَ الكُسُوفِ، فَقالَ:«دَنَتْ مِنِّي النَّارُ، حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، وَأَنا مَعَهُمْ؟! فَإِذا امْرَأَةٌ -حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ- تَخْدِشُها هِرَّةٌ، قالَ: ما شَأنُ هَذِهِ؟ قالُوا: حَبَسَتْها حَتَّى ماتَتْ جُوعًا» .
2365 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْها حَتَّى ماتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ» ، قالَ: فقالَ واللَّهُ أَعْلَمُ: «لا أَنْتِ أَطْعَمْتِيها
(1)
ولا سَقَيْتِها حِينَ حَبَسْتِيها
(2)
، ولا أَنْتِ أَرْسَلْتِيها
(3)
فَأَكَلَتْ
(4)
مِنْ خشَاشِ
(5)
الأَرْضِ».
(1)
هكذا في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وفي رواية الحَمُّويِي وأبي ذر:«أَطْعَمْتِها» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «أَرْسَلْتِها» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فتأكل» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بثلاثة أوجه: «خَشَاشِ» ، و «خُشَاشِ» ، و «خِشَاشِ» .
(10)
بابُ مَنْ رَأَى أَنَّ صاحِبَ الحَوْضِ والقِرْبَةِ أَحَقُّ بِمائِهِ
2366 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ هُوَ
(1)
أَحْدَثُ القَوْمِ، والأَشْياخُ عن يَسارِهِ، قالَ
(2)
: «يا غُلَامُ، أَتَأذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ الأَشْياخَ؟» فَقالَ: ما كُنْتُ لِأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا يا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَعْطاهُ إِيَّاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وهوَ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَ» .
2367 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ رِجالًا عن
⦗ص: 400⦘
حَوْضِي، كَما تُذادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ عن الحَوْضِ».
2368 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن أَيُّوبَ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ -يَزِيدُ أَحَدُهُما على الآخَرِ- عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْماعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ -أَوْ قالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الماءِ- لَكانَتْ عَيْنًا مَعِينًا. وأقْبَلَ جُرْهُمُ، فقالُوا: أَتَأذَنِينَ أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، ولا حَقَّ لَكُمْ فِي الماءِ، قالُوا: نَعَمْ.» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
2369 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ على سِلْعَةٍ
(2)
لقد أَعْطَى
(3)
بها أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وهو كاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ على يَمِينٍ
(4)
كاذِبَةٍ بَعْدَ العَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بها
مالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ ماءٍ
(5)
، فَيَقُولُ اللَّهُ: اليَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَما مَنَعْتَ فَضْلَ ما لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ».
قالَ عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ أَبا صالِحٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «سِلْعَتِهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أُعْطِيَ» .
(4)
في (ب، ص): «يمينِ» ، وبهامشهما: هكذا في اليونينية تحت النون كسرة واحدة. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «مائِهِ» .
(11)
بابٌ: لا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
2370 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
⦗ص: 401⦘
أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» . وَقالَ
(1)
: بَلَغَنا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَمَى النَّقِيعَ، وَأَنَّ عُمَرَ حَمَى السَّرَفَ
(2)
والرَّبَذَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «أَبُو عَبْد الله» . ووهَّمه ابنُ حجر في التغليق، وذكر أن القائلَ هو الزهريُّ.
(2)
في نسخة: «الشَّرَفَ» كتبت بالحمرة ومصحَّحا عليها.
(12)
بابُ شرْبِ النَّاسِ والدَّوابِّ مِنَ الأَنْهارِ
2371 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفُ: أخبَرَنا مالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْلُ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ: فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطالَ بِها
(1)
فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَما أَصابَتْ فِي طِيَلِها ذَلِكَ مِنَ المَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كانَتْ
(2)
لَهُ حَسَناتٍ، وَلَوْ أَنَّهُ انْقَطَعَ طِيَلُها، فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كانَتْ آثارُها وَأَرْواثُها حَسَناتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّها مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ كانَ ذَلِكَ حَسَناتٍ لَهُ، فَهيَ لذلك أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَها تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقابِها ولا ظُهُورِها، فَهيَ لذلك سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَها فَخْرًا وَرِياءً وَنِواءً لِأَهْلِ الإِسْلَامِ، فَهِيَ على ذَلِكَ وِزْرٌ وَنِوَاءٌ
(3)
». وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الحُمُرِ، فَقالَ:«ما أُنْزِلَ عَلَيَّ فيها شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الجامِعَةُ الفاذَّةُ: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]» .
(1)
في رواية أبي ذر: «لها» .
(2)
في رواية أبي ذر: «كان» .
(3)
ضرب على قوله: «ونواء» في متن اليونينية بالحمرة.
2372 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكٌ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ:
⦗ص: 402⦘
عَنْ زَيْدِ بْنِ خالِدٍ
(2)
رضي الله عنه قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عن اللُّقَطَةِ، فَقالَ:«اعْرِفْ عِفاصَها وَوِكاءَها، ثُمَّ عَرِّفْها سَنَةً، فَإِنْ جاءَ صاحِبُها وَإِلَّا فَشَأنَكَ بِها» . قالَ: فَضالَّةُ الغَنَمِ؟ قالَ: «هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ: فَضالَّةُ الإِبِلِ؟ قالَ: «ما لَكَ وَلَها؟! مَعَها سِقاؤُها وَحِذاؤُها، تَرِدُ الماءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقاها رَبُّها» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الجُهَنِيِّ» .
(13)
بابُ بَيْعِ الحَطَبِ والكَلَإِ
2373 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَأَنْ يَأخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلًا
(1)
، فَيَأخُذَ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ
(2)
، فَيَبِيعَ، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهِ وَجْهَهُ
(3)
، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أُعْطِيَ أَمْ مُنِعَ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَبْلًا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حُزمةَ حطبٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فيكفَّ الله بِها عن وَجْهِهِ» .
2374 -
حدَّثنا يَحْيَى
ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً على ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ
(1)
مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ».
(1)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2375 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ شِهابٍ، عن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
(2)
، عن أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ:
⦗ص: 403⦘
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ رضي الله عنهم أَنَّهُ قالَ: أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَغْنَمِ
(3)
يَوْم
(4)
بَدْرٍ، قالَ: وَأَعْطانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شارِفًا أُخْرَى، فَأَنَخْتُهُما يَوْمًا عِنْدَ بابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِما إِذْخِرًا لأَبِيعَهُ، وَمَعِي صائِغٌ
(5)
مِنْ بَنِي قَيْنقاعَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ على وَلِيمَةِ فاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ البَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ، فقالتْ:
أَلَا يا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّواءِ
فَثارَ إِلَيْهِما حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ، فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُما وَبَقَرَ خَواصِرَهُما، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبادِهِما. قُلْتُ لاِبْنِ شِهابٍ: وَمِنَ السَّنامِ؟ قالَ: قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُما فَذَهَبَ بِها. قالَ ابْنُ شِهابٍ: قالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَنَظَرْتُ إلى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ على حَمْزَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ وَقالَ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبائِي. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الخَمْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن علي» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَغْنَمٍ» .
(4)
بكسر الميم وفتحها.
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «طالِعٌ» ، وفي روايته عن المُستملي:«طابِعٌ» .
(14)
بابُ القَطائِعِ
2376 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قالَ: أَرادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْطِعَ مِنَ البَحْرَيْنِ، فقالتِ الأَنْصارُ: حَتَّى تُقْطِعَ لِإِخْوانِنا مِنَ المُهاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي تُقْطِعُ لَنا. قالَ: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً
(2)
، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَثَرَةً» .
(15)
بابُ كِتابَةِ القَطائِعِ
2377 -
وَقالَ اللَّيْثُ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصارَ لِيُقْطِعَ لَهُمْ بِالبَحْرَيْنِ، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ،
⦗ص: 404⦘
إِنْ فَعَلْتَ، فاكْتُبْ لِإِخْوانِنا مِنْ قُرَيْشٍ بِمِثْلِها. فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً
(1)
، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «أَثَرَةً» .
(16)
بابُ حَلَبِ
(1)
الإِبِلِ على الماءِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2378 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مِنْ حَقِّ الإِبِلِ أَنْ تُحْلَبَ على الماءِ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(17)
بابُ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ مَمَرٌّ أَوْ شِرْبٌ فِي حائِطٍ أَوْ فِي نَخْلٍ
-قالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ باعَ نَخْلًا بَعْدَ أَنْ تُؤَبَّرَ
فَثَمَرَتُها لِلْبائِعِ». -
فَلِلْبائِعِ
(2)
المَمَرُّ والسَّقْيُ حَتَّى يَرْفَعَ، وَكَذَلِكَ رَبُّ العَرِيَّةِ
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وللبائع» .
2379 -
أخبرنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا
(2)
اللَّيْثُ: حدَّثني ابْنُ شِهابٍ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ ابْتاعَ نَخْلًا بَعْدَ أَنْ تُؤَبَّرَ فَثَمَرَتُها للِبائِعِ إِلَّا أنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ، وَمنِ ابْتاعَ عَبْدًا وله مالٌ فَمالُهُ لِلَّذِي باعَهُ إِلَّا أنْ يَشْتَرِطَ المُبْتاعُ» .
وعنْ مالِكٍ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ، في العَبْدِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
2380 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنهم قالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُباعَ العَرايا بِخَرْصِها تَمْرًا.
2381 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ:
⦗ص: 405⦘
سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن المُخابَرَةِ، والمُحاقَلَةِ، وَعَنِ المُزابَنَةِ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُها
(1)
، وَأَنْ لا تُباعَ إِلَّا بِالدِّينارِ والدِّرْهَمِ إِلَّا العَرايا.
(1)
في رواية أبي ذر: «صَلاحُهُ» كتبت بالحمرة.
2382 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ
(1)
: أخبَرَنا
(2)
مالِكٌ، عن داوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عن أَبِي سُفْيانَ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ
(3)
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْعِ العَرايا بِخَرْصِها مِنَ التَّمْرِ، فِيما دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، أَوْ فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ. شَكَّ داوُدُ فِي ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَزْعَةَ» بسكون الزَّاي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مولى ابنِ أبي أحمدَ» .
2383 -
2384 - حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: أخبَرَنا
(1)
أَبُو أُسامَةَ، قالَ: أخبَرَني الوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، قالَ: أخبَرَني بُشَيْرُ بْنُ يَسارٍ مَوْلَى بَنِي حارِثَةَ:
أَنَّ رافِعَ بْنَ خَدِيجٍ وَسَهْلَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ حَدَّثاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن المُزابَنَةِ: بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ، إِلَّا أَصْحابَ العَرايا، فَإِنَّهُ أَذِنَ لَهُمْ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(2)
: وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ: حدَّثني بُشَيْرٌ، مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
بسم الله الرحمن الرحيم
بابٌ
(1)
: فِي الاسْتِقْراضِ وأداءِ الدُّيُونِ والحَجْرِ والتَّفْلِيسِ
(1)
في رواية أبي ذر: «كتاب» بدل لفظة: «باب» ، والبسملة في روايته مؤخرة عن الكتاب.
(1)
بابُ مَنِ اشْتَرَى بِالدَّيْنِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ ثَمَنُهُ، أَوْ لَيْسَ بِحَضْرَتِهِ
2385 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عن المُغِيرَةِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: غَزَوْتُ مَعَ رسولِ الله
(2)
صلى الله عليه وسلم، قالَ
(3)
: «كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟ أَتَبِيعُنِيهِ
(4)
؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، غَدَوْتُ إِلَيْهِ بِالبَعِيرِ، فأَعْطانِي ثَمَنَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يوسفَ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «النَّبِيِّ» ، وصحَّح عليها.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «أَتَبِيعُهُ؟» .
2386 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: تَذاكَرْنا عِنْدَ إِبْراهِيمَ الرَّهْنَ فِي السَّلَمِ، فقالَ: حدَّثني الأَسْوَدُ:
عنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى طَعامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إلى أَجَلٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.
(2)
بابُ مَنْ أَخَذَ أَمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَداءَها أَوْ إِتْلافَها
2387 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلالٍ، عن ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عن أَبِي الغَيْثِ:
⦗ص: 407⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَداءَها أَدَّى
(1)
اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ
(2)
يُرِيدُ إِتْلافَها أَتْلَفَهُ اللَّهُ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَدَّاهَا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بابُ أَداءِ الدُّيُونِ
(1)
وَقالَ اللَّهُ
(2)
تَعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
(3)
وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]
(1)
في رواية أبي ذر: «الدَّيْنِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.
2388 -
حدَّثنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهابٍ، عن الأَعْمَشِ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَبْصَرَ -يَعْنِي أُحُدًا- قالَ: «ما أُحِبُّ أَنَّهُ يُحَوَّلُ
(2)
لِي ذَهَبًا، يَمْكُثُ عِنْدِي منه دِينارٌ فَوْقَ ثَلاثٍ، إِلَّا دِينارًا
(3)
أَرْصُدُهُ
(4)
لِدَيْنٍ». ثُمَّ قالَ: «إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قالَ بِالمالِ هَكَذا وَهَكَذا -وأَشارَ أَبُو شِهابٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمالِهِ- وَقَلِيلٌ ما هُمْ» . وَقالَ: «مَكانَكَ» . وَتَقَدَّمَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ:«مَكانَكَ حَتَّى آتِيَكَ» . فَلَمَّا جاءَ قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي سَمِعْتُ؟ أَوْ قالَ: الصَّوْتُ الَّذِي سَمِعْتُ؟ قالَ: «وَهَلْ سَمِعْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «أَتانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فقالَ: مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» . قُلْتُ: وإِنْ فَعَلَ
(5)
كَذا وَكَذا؟! قالَ: «نَعَمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَحَوَّلَ» بالتاء المفتوحة.
(3)
في رواية أبي ذر: «إلَّا دينارٌ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُرْصِدُهُ» ، والذي في (ب، ص) كسر الصَّاد على الوجهين نقلًا عن اليونينية.
(5)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «وَمَنْ فَعَلَ» .
2389 -
حدَّثنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ: قالَ ابْنُ شِهابٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما
(2)
يَسُرُّنِي أَنْ لا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثٌ وَعِنْدِي منه شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ
(3)
لِدَيْنٍ».
رَواهُ صَالِحٌ وَعُقَيْلٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
نبَّه في الأصول على رواية أبي ذر، ورمز على «ما» برمز «لا» في روايته، فالأقرب أن تكون لفظة «ما» ليست في روايته، وهكذا قرأها في الإرشاد، ويحتمل أن يكون المراد البدلية، أي أن روايته:«لا يسرني» ، وبهامش (ق): إن قرئ: «ما يسرُّني» يقرأ: «أنْ يمرَّ» ، وإن قرئ:«يسرني» قرئ: «أنْ لا يمرَّ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُرْصِدُهُ» ، والذي في (ب، ص) كسر الصَّاد على الوجهين نقلًا عن اليونينية
(4)
بابُ اسْتِقْراضِ الإِبِلِ
2390 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ بَيْنَا
(1)
يُحَدِّثُ:
⦗ص: 409⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا تَقاضَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ
(2)
أَصْحابُهُ، فقالَ:«دَعُوهُ؛ فَإِنَّ لِصاحِبِ الحَقِّ مَقالًا، واشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا فأَعْطُوهُ إِيَّاهُ» . وَقالُوا
(3)
: لا نَجِدُ إِلَّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. قالَ: «اشْتَرُوهُ، فأَعْطُوهُ إِيَّاهُ؛ فإِنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضاءً» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بِبَيْتِنَا» كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِمِنًى
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قَالُوا» .
(5)
بابُ حُسْنِ التَّقاضِي
2391 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ، عن رِبْعِيٍّ:
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ماتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ
(1)
، قالَ: كُنْتُ أُبايِعُ النَّاسَ، فأَتَجَوَّزُ عن المُوسِرِ، وأُخَفِّفُ عن المُعْسِرِ، فَغُفِرَ لَهُ».
قالَ أَبُو مَسْعُودٍ: سَمِعْتُهُ مِنَ
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «ما كُنْتَ تَقُولُ؟» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن» ، وقُيِّدت روايته في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(6)
بابٌ: هَلْ يُعْطِي أَكْبَرَ مِنْ سِنِّهِ؟
2392 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَتَقاضاهُ بَعِيرًا، فقالَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوهُ» . فقالُوا: ما
(2)
نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، فقالَ الرَّجُلُ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفاكَ اللَّهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوهُ، فَإِنَّ مِنْ خِيارِ النَّاسِ أَحْسَنَهُمْ قَضاءً» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا» .
(7)
بابُ حُسْنِ القَضاءِ
2393 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن سَلَمَةَ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كانَ لِرَجُلٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ، فَجاءَهُ يَتَقاضاهُ،
⦗ص: 410⦘
فقالَ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوهُ» . فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا سِنًّا فَوْقَها، فقالَ
(1)
: «أَعْطُوهُ» . فقالَ: أَوْفَيْتَنِي وَفَّى
(2)
اللَّهُ بِكَ
(3)
، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ خِيارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضاءً» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أوفى» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لك» .
2394 -
حدَّثنا خَلَّادٌ
(1)
: حدَّثنا مِسْعَرٌ: حدَّثنا مُحارِبُ بْنُ دِثارٍ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو فِي المَسْجِدِ -قالَ مِسْعَرٌ: أُراهُ قالَ: ضُحًى- فقالَ: «صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» . وَكانَ لِي عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَضانِي وَزادَنِي.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يَحْيَى» كتبت بالحمرة.
(8)
بابٌ: إذا قَضَى دُونَ حَقِّهِ أَوْ حَلَّلَهُ فَهْوَ جائِزٌ
2395 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني ابْنُ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ:
أَنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ أَباهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فاشْتَدَّ الغُرَماءُ فِي حُقُوقِهِمْ، فأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَسأَلَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا ثمَرَ حائِطِي وَيُحَلِّلُوا أَبِي فأَبَوْا، فَلَمْ يُعْطِهِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حائِطِي، وقالَ:«سَنَغْدُو عَلَيْكَ» . فَغَدا عَلَيْنا حِينَ أَصْبَحَ، فَطافَ فِي النَّخْلِ وَدَعا فِي ثَمَرِها بِالبَرَكَةِ، فَجَدَدْتُها فَقَضَيْتُهُمْ، وَبَقِيَ لنا مِنْ تَمْرِها.
(9)
بابٌ: إذا قَاصَّ، أَوْ جَازَفَهُ فِي الدَّيْنِ
(1)
تَمْرًا بِتَمْرٍ أَوْ غَيْرِهِ
(1)
في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَهُوَ جَائزٌ» .
2396 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن هِشَامٍ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ وَسْقًا لِرَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ، فَاسْتَنْظَرَهُ جَابِرٌ فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فَكَلَّمَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ، فَجَاءَ
⦗ص: 411⦘
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَلَّمَ
(2)
اليَهُودِيَّ لِيَأخُذَ ثَمَرَ نَخْلِهِ بِالَّذِي
(3)
لَهُ فَأَبَى، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ، فَمَشَى فِيهَا، ثُمَّ قالَ لِجَابِرٍ:«جُدَّ لَهُ، فَأَوْفِ لَهُ الَّذِي لَهُ» . فَجَدَّهُ بَعْدَما رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَوْفَاهُ ثَلَاثِينَ وَسْقًا، وَفَضَلَتْ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ وَسْقًا، فَجَاءَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَهُ بِالَّذِي كَانَ، فَوَجَدَهُ يُصَلِّي العَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُ بِالفَضْلِ، فقالَ: «أَخْبِرْ ذَلِكَ
(4)
ابْنَ الخَطَّابِ». فَذَهَبَ جَابِرٌ إلى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ، فقالَ لَهُ عُمَرُ: لقد عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فيها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيُبَارَكَنَّ فيها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنِي» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «فَكَلَّمَ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالَّتِي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ذَاكَ» .
(10)
بابُ مَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ الدَّيْنِ
2397 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ
(1)
، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمَانَ، عن
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
(2)
أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ وَالمَغْرَمِ». فقالَ لَهُ قَائِلٌ: ما أَكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ يا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ المَغْرَمِ! قالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ
(3)
، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا أبو اليمان، أخبَرَنا شعيب، عن الزُّهري (ح) وحدَّثنا إسماعيل» .
(2)
لفظة: «إنِّي» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَذَبَ» .
(11)
بابُ الصَّلَاةِ على مَنْ تَرَكَ دَيْنًا
2398 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا
⦗ص: 412⦘
فَإِلَيْنَا».
2399 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا
(2)
أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤمِنِينَ
(3)
مِنْ أَنفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأتِنِي؛ فَأَنا مَوْلَاهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إلَّا أنا» ، وعزاها في (ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي.
(12)
بابٌ: مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ
2400 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَخِي وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ» .
(13)
بابٌ: لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالٌ
وَيُذْكَرُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ
(1)
».
قالَ سُفْيَانُ: عِرْضُهُ يَقُولُ: مَطَلْتَنِي
(2)
، وَعُقُوبَتُهُ: الحَبْسُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عرضَه وعقوبتَه» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَطَلَنِي» .
2401 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن سَلَمَةَ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 413⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فقالَ:«دَعُوهُ؛ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا» .
(14)
بابٌ: إذا وَجَدَ مَالَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ فِي البَيْعِ وَالقَرْضِ وَالوَدِيعَةِ فَهوَ أَحَقُّ بِهِ
وَقالَ الحَسَنُ: إذا أَفْلَسَ وَتَبَيَّنَ لَمْ يَجُزْ عِتْقُهُ ولا بَيْعُهُ ولا شِرَاؤُهُ.
وَقالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ: قَضَى عُثْمَانُ: مَنِ اقْتَضَى مِنْ حَقِّهِ قَبْلَ أَنْ يُفْلِسَ فَهوَ لَهُ، وَمَنْ عَرَفَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ فَهْوَ أَحَقُّ بِهِ.
2402 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ أخبَرَهُ: أَنَّ أَبا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أخبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ -أَوْ: إِنْسَانٍ- قَدْ أَفْلَسَ فَهْوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ» .
(15)
بابُ مَنْ أَخَّرَ الغَرِيمَ إلى الغَدِ أَوْ نَحْوِهِ، وَلَمْ يَرَ ذَلِكَ مَطْلًا
وَقالَ جَابِرٌ: اشْتَدَّ الغُرَمَاءُ فِي حُقُوقِهِمْ فِي دَيْنِ أَبِي، فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْبَلُوا ثَمَرَ حَائِطِي فَأَبَوْا، فَلَمْ يُعْطِهِمِ الحَائِطَ، وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ، قالَ: «سَأَغْدُو عَلَيْكَ
(1)
غَدًا
(2)
». فَغَدَا عَلَيْنَا حِينَ أَصْبَحَ، فَدَعا فِي ثَمَرِها بِالبَرَكَةِ، فَقَضَيْتُهُمْ.
(1)
في رواية كريمة وأبي ذر: «عليكم»
(2)
لفظة: «غدًا» ليست في رواية أبي ذر.
(16)
بابُ مَنْ بَاعَ مَالَ المفْلِسِ أَوْ المُعْدِمِ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ الغُرَمَاءِ،
أَوْ أَعْطَاهُ حَتَّى يُنْفِقَ على نَفْسِه
2403 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ: حدَّثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ:
⦗ص: 414⦘
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ
(1)
غُلَامًا لَهُ عن دُبُرٍ، فقالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» . فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَخَذَ ثَمَنَهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْه.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنَّا» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «رسولُ الله» ، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر.
(17)
بابٌ: إذا أَقْرَضَهُ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى، أَوْ أَجَّلَهُ فِي البَيْعِ
قالَ
(1)
ابْنُ عُمَرَ فِي القَرْضِ إلى أَجَلٍ: لا بَأسَ بِهِ، وَإِنْ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِنْ دَرَاهِمِهِ، ما لَمْ يَشْتَرِطْ.
وَقالَ عَطَاءٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: هو إلى أَجَلِهِ فِي القَرْضِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
2404 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ، فَدَفَعَها إِلَيْهِ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى. الحَدِيثَ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «فذكر الحديث» .
(18)
بابُ الشَّفَاعَةِ فِي وَضْعِ الدَّيْنِ
2405 -
2406 - حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن مُغِيرَةَ، عن عَامِرٍ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: أُصِيبَ عَبْدُ اللَّهِ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، فَطَلَبْتُ إلى أَصْحَابِ الدَّيْنِ أَنْ يَضَعُوا بَعْضًا
(1)
مِنْ دَيْنِهِ
(2)
فَأَبَوْا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَشْفَعْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا، فقالَ: «صَنِّفْ تَمْرَكَ كُلَّ شَيْءٍ منه على حِدَتِهِ، عِذْقَ ابْنِ زَيْدٍ على حِدَةٍ
(3)
، وَاللِّيْنَ
(4)
على حِدَةٍ
(5)
، وَالعَجْوَةَ على حِدَةٍ، ثُمَّ أَحْضِرْهُمْ حَتَّى آتِيَكَ». فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جَاءَ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ عَلَيْهِ، وَكَالَ
⦗ص: 415⦘
لِكُلِّ رَجُلٍ حَتَّى اسْتَوْفَى، وَبَقِيَ التَّمْرُ كَما هُوَ، كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ.
وَغَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على نَاضِحٍ لَنا فَأَزْحَفَ الجَمَلُ، فَتَخَلَّفَ عَلَيَّ، فَوَكَزَهُ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَلْفِهِ، قالَ:«بِعْنِيهِ وَلَكَ ظَهْرُهُ إلى المَدِينَةِ» . فَلَمَّا دَنَوْنا اسْتَأذَنْتُ، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرُسٍ
(7)
. قالَ صلى الله عليه وسلم: «فَما تَزَوَّجْتَ: بَكْرًا
(8)
أَمْ
(9)
ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: ثَيِّبًا؛ أُصِيبَ عَبْدُ اللَّهِ وَتَرَكَ جَوَارِيَ صِغَارًا، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا تُعَلِّمُهُنَّ وَتُؤَدِّبُهُنَّ، ثُمَّ قالَ:
«ائْتِ أَهْلَكَ» . فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ خَالِي بِبَيْعِ الجَمَلِ فَلَامَنِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِإِعْيَاءِ الجَمَلِ، وَبِالَّذِي كَانَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَكْزِهِ
(10)
إِيَّاهُ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَوْتُ إِلَيْهِ بِالجَمَلِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَ الجَمَلِ، وَالجَمَلَ، وَسَهْمِي مَعَ القَوْمِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«بَعْضَها» كتبت بالحمرة.
(2)
قوله: «من دينه» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «على حِدَتِهِ» كتبت بالحمرة.
(4)
بهامش اليونينية بدون رقم: «اللِّين» بدون واو، كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر: «على حِدَتِهِ» كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «فَرَكَزَهُ» .
(7)
ضبطت في (ب، ص) بسكون الراء، وهو موافق لما في السلطانية.
(8)
ضبطت الباء بالفتح في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية بفتح الباء. اهـ. وأهمل ضبطها في باقي النسخ.
(9)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أو» .
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «وَرَكْزِهِ»
(19)
بابُ ما يُنْهَى عن إِضَاعَةِ المَالِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاللّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ}
[البقرة: 205] وَ {لَا يُصْلِحُ
عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]، وَقالَ فِي قَوْلِهِ: {أَصَلَوَاتُكَ
(1)
تَأمُركَ
(2)
أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء} [هود: 87]، وَقالَ: {وَلَا تُؤتُو
(3)
السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5] وَالحَجْرُِ فِي ذَلِكَ، وَما يُنْهَى عن الخِدَاعِ
(1)
بالجمع على قراءة الجمهور غير حفص وحمزة والكسائي وخلف.
(2)
أهمل ضبط الراء في الأصول وقرأها ورش بالضم، والسوسي بالتسكين.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
2407 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
⦗ص: 416⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُخْدَعُ فِي البُيُوعِ، فقالَ:«إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلَابَةَ» . فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُولُهُ.
2408 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمَانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن وَرَّادٍ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ:
عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ
(2)
وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ومَنْعًا» .
(20)
بابٌ: العَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ، وَلَا يَعْمَلُ
(1)
إِلَّا بِإِذْنِهِ
(1)
في نسخة: «لا يعمل» بدون واو (ب، ص).
2409 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِها رَاعِيَةٌ، وَهيَ مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ
(1)
وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ». قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ» .
(1)
لفظة: «راع» ليست في رواية أبي ذر.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ ما يُذْكَرُ فِي الإِشْخَاصِ
(2)
وَالخُصُومَةِ بَيْنَ المُسْلِمِ وَاليَهُودِ
(3)
(1)
في رواية أبي ذر قبل البسملة زيادة: «في الخصومات» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «والمُلَازَمَةِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «واليَهُودِيِّ» .
2410 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ أخبَرَنِي، قالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ
(1)
:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«كِلَاكُما مُحْسِنٌ» . قالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهُ قالَ: «لا تَخْتَلِفُوا؛ فَإِنَّ مَنْ كَانَ
(2)
قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بنَ سَبْرَةَ» .
(2)
لفظة: «كان» ليست في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2411 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، قالَ
(1)
المُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا على العَالَمِينَ. فقالَ اليَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى على العَالَمِينَ. فَرَفَعَ المُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ وَجْهَ اليَهُودِيِّ، فَذَهَبَ اليَهُودِيُّ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِما كَانَ مِنْ أَمْرِهِ
وَأَمْرِ المُسْلِمِ، فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المُسْلِمَ، فَسَأَلَهُ عن ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُخَيِّرُونِي على مُوسَى؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَصْعَقُ
(2)
⦗ص: 418⦘
مَعَهُمْ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيْقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ جَانِبَ العَرْشِ، فَلا أَدْرِي: أَكَانَ
(3)
فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في (ب): «يُصْعَقُونَ
…
فَأُصْعَقُ»، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كَانَ» .
2412 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَمَا
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ، فقالَ: يا أَبا القَاسِمِ، ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فقالَ:«مَنْ؟» قالَ: رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ. قالَ: «ادْعُوهُ» . فقالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟» قالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى على البَشَرِ
(2)
، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟! فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يصْعَقُونَ
(3)
يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذا أَنا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بَيْنَا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى النَّبِيِّينَ» .
(3)
ضبطت الياء في (ص) بالفتح، وفي (ب) بالضمِّ، وأهمل ضبطها في باقي النسخ.
2413 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، قِيلَ: مَنْ فَعَلَ هذا بِكِ؟ أَفُلَانٌ؟ أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ اليَهُودِيُّ، فَأَوْمَتْ
(1)
بِرَأسِهَا، فَأُخِذَ اليَهُودِيُّ فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُضَّ رَأسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حتى سمَّى اليَهُودِيَّ فَأَوْمَأَتْ» .
(2)
بابُ مَنْ رَدَّ أَمْرَ السَّفِيهِ وَالضَّعِيفِ العَقْلِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَجَرَ عَلَيْهِ الإِمَامُ
وَيُذْكَرُ عن جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: رَدَّ على المُتَصَدِّقِ قَبْلَ النَّهْيِ ثُمَّ نَهَاهُ.
وَقالَ مَالِكٌ: إذا كَانَ لِرَجُلٍ على رَجُلٍ مَالٌ، وَلَهُ عَبْدٌ، لا شَيْءَ لَهُ غَيْرُهُ فَأَعْتَقَهُ، لَمْ يَجُزْ عِتْقُهُ.
ومَنْ بَاعَ
(2)
على الضَّعِيفِ وَنَحْوِهِ، فَدَفَعَ
(3)
ثَمَنَهُ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ بِالإِصْلَاحِ وَالقِيَامِ بِشَأنِهِ، فَإِنْ أَفْسَدَ بَعْدُ مَنَعَهُ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن إِضَاعَةِ المَالِ.
وَقالَ لِلَّذِي يُخْدَعُ فِي البَيْعِ: «إِذا بَايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلَابَةَ» وَلَمْ يَأْخُذِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَالَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَنَّ النَّبِيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «(3) بابُ مَنْ بَاعَ
…
».
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَدَفَعَ» .
2414 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ رَجُلٌ يُخْدَعُ فِي البَيْعِ
(1)
، فقالَ لَهُ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا بَايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلَابَةَ» . فَكَانَ يَقُولُهُ.
(1)
بهامش (ب): في أصول كثيرة بعد قوله في البيع: «إذا بايع» .
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2415 -
حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَابْتَاعَهُ منه نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ.
(4)
بابُ كَلَامِ الخُصُومِ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ
2416 -
2417 - حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ، وهو فيها فَاجِرٌ،
⦗ص: 420⦘
لِيَقْتَطِعَ بها مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ». قالَ: فقالَ الأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ اليَهُودِ أَرْضٌ
(1)
فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟» قُلْتُ: لَا. قالَ: فقالَ لِلْيَهُودِيِّ: «احْلِفْ» . قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إذًا يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ
(2)
بِمَالِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إلى آخِرِ الآيَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «كان بَيْنَ رَجُلٍ وبَيْنِي أرضٌ» .
(2)
صحَّح عليهما في اليونينيَّة: «يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ» .
2418 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا
(1)
يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
عَنْ كَعْبٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُما حَتَّى سَمِعَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِما حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى:«يا كَعْبُ» . قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا» . فَأَوْمَأَ
(2)
إِلَيْهِ: أَيِ الشَّطْرَ. قالَ: لقد فَعَلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «قُمْ فَاقْضِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وأَوْمَأ» .
2419 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القَارِيِّ أَنَّهُ قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ على غَيْرِ ما أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ
(1)
عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ على غَيْرِ ما أَقْرَأْتَنِيهَا. فقالَ لِي: «أَرْسِلْهُ» . ثُمَّ قالَ لَهُ: «اقْرَأْ» . فَقَرَأَ، قالَ:«هَكَذا أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ
⦗ص: 421⦘
لِي: «اقْرَأْ» . فَقَرَأْتُ، فقالَ:«هَكَذا أُنْزِلَتْ، إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا منه ما تَيَسَّرَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وَكِدْتُ أَعْجَلُ» .
(5)
بابُ إِخْرَاجِ أَهْلِ المَعَاصِي وَالخُصُومِ مِنَ البُيُوتِ بَعْدَ المَعْرِفَةِ
وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ نَاحَتْ.
2420 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى مَنَازِلِ قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ» .
(1)
(1)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثاني عشر، زاد في (ن): من أصل أصله.
(6)
بابُ دَعْوَى الوَصِيِّ لِلْمَيِّتِ
2421 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ
(1)
وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، اخْتَصَما إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ. فقالَ سَعْدٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصَانِي أَخِي إذا قَدِمْتُ أَنْ أَنْظُرَ ابْنَ أَمَةِ زَمْعَةَ فَأَقْبِضَهُ
(2)
؛ فَإِنَّهُ ابْنِي. وَقالَ
عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ على فِرَاشِ أَبِي. فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَبَهًا بَيِّنًا
(3)
فقالَ: «هُوَ لَكَ يا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي منه يا سَوْدَةُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «زَمَعَةَ» بفتح الميم في المواضع كلها.
(2)
في رواية أبي ذر: «إذا قَدِمْتَ أنِ انظُرِ ابنَ أمةِ زمَعةَ فَاقْبِضْهُ» ، قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بعُتْبَةَ» .
(7)
بابُ التَّوَثُّقِ مِمَّنْ يُخْشَى
(1)
مَعَرَّتُهُ
وَقَيَّدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ على تَعْلِيمِ القُرْآنِ وَالسُّنَنِ وَالفَرَائِضِ.
(1)
في (ب، ص) بالتاء.
2422 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
(1)
يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ اليَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ
(2)
: «ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟» قالَ: عِنْدِي يا مُحَمَّدُ خَيْرٌ -فَذَكَرَ الحَدِيثَ- قالَ
(3)
: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ» .
(4)
(1)
في (ب، ص): «رضي الله عنهما» وبهامشهما: كذا بالتثنية في اليونينية.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس السادس بقراءة علاء الدين ابن المارديني بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّيَّة، وذلك في يوم الاثنين التاسع من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمَّد البكري التَّيمي القرشيُّ، عُرف بالنويري.
(8)
بابُ الرَّبْطِ وَالحَبْسِ فِي الحَرَمِ
وَاشْتَرَى نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الحَارِثِ دَارًا لِلسَّجْنِ بِمَكَّةَ، مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، على أَنَّ عُمَرَ إِنْ رَضِيَ
(1)
فَالبَيْعُ بَيْعُهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ عُمَرُ فَلِصَفْوَانَ أَرْبَعُ مِئَةٍ
(2)
.
وَسَجَنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «على: إنْ عُمَرُ رَضِيَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «أَرْبَعُ مِئَةِ دِينَارٍ» .
2423 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ:
سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
(9)
بابُ المُلَازَمَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ في المُلازَمَةِ» ..
2424 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ
(1)
.
وَقالَ غَيْرُهُ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(2)
بْنِ هُرْمُزَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ:
عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ لَهُ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ دَيْنٌ، فَلَقِيَهُ فَلَزِمَهُ، فَتَكَلَّما حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَمَرَّ بهما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«يا كَعْبُ» . وَأَشَارَ بِيَدِهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: النِّصْفَ، فَأَخَذَ نِصْفَ ما عَلَيْهِ وَتَرَكَ نِصْفًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَبْدِ اللَّهِ» ، وهو وهم، إذ الصواب أنَّه الأعرج، على ما جاء سيأتي به في الحديث.
(10)
بابُ التَّقَاضِي
2425 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ: عَنْ خَبَّابٍ، قالَ: كُنْتُ قَيْنًا فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ
(1)
لِي على العَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَرَاهِمُ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فقالَ: لا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ لا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُمِيتكَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثكَ. قالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أَمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ، فَأُوتَى مَالًا وَوَلَدًا، ثُمَّ أَقْضِيَكَ
(2)
. فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77] الآيَةَ
(3)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، والواو ليست في نسخة، وفي (ب، ص) أنَّ: «وكان» كلَّها ليست في نسخة. وفي رواية [ق]: «وكانت» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر (و، ص).
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
في اللُّقَطَةِ
(1)
وَإِذَا أَخْبَرَ
(2)
رَبُّ اللُّقَطَةِ بِالْعَلَامَةِ دَفَعَ إِلَيْهِ
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي: «كتابٌ في اللُّقَطَةِ» كتبت بالحمرة، ولفظة:«الكتاب» مثبتة في متن (ب، ص)، ولكن في رواية أبي ذر تقديم الكتاب على البسملة.
(2)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: إذا أخبَرَه» كتبت هاء (أخبَرَه) بالحمرة في متن اليونينية.
2426 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ.
حَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَلَمَةَ: سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ، قالَ:
لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه فقالَ: أَخَذْتُ
(2)
صُرَّةً، مائَةَ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«عَرِّفْهَا حَوْلًا» . فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا
(3)
، فَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فقالَ:«عَرِّفْهَا حَوْلًا» . فَعَرَّفْتُهَا فَلَمْ أَجِدْ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ ثَلَاثًا، فقالَ
(4)
: «احْفَظْ وِعَاءَهَا، وَعَدَدَهَا، وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَاسْتَمْتِعْ بِهَا» . فَاسْتَمْتَعْتُ. فَلَقِيتُهُ بَعْدُ بِمَكَّةَ. فقالَ: لا أَدْرِي ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، أَوْ حَوْلًا وَاحِدًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» كتبت الواو بالحمرة في متن اليونينية.
(2)
في رواية المستملي: «أَصَبْتُ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وَجَدْتُ» .
(3)
لفظة: «حَوْلًا» ليست في رواية أبي ذر، وضبطت اللفظة في (ب، ص): «حولها» ، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
بابُ ضَالَّةِ الإِبِلِ
2427 -
حدَّثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن رَبِيعَةَ: حدَّثني يَزِيدُ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَمَّا يَلْتَقِطُهُ، فقالَ
(2)
: «عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ احْفَظْ
(3)
عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بها وَإِلَّا فَاسْتَنْفِقْهَا». قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَالَّةُ
(4)
الْغَنَمِ؟ قالَ: «لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ
(5)
: ضَالَّةُ الإِبِلِ؟ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ: «مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «اعْرِفْ» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ضالة» .
(5)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(3)
بابُ ضَالَّةِ الْغَنَمِ
2428 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ
(1)
، عن يَحْيَى، عن يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:
أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن اللُّقَطَةِ، فَزَعَمَ أَنَّهُ قالَ:«اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً» . يَقُولُ يَزِيدُ: إِنْ لَمْ تُعْتَرَفِ
(2)
اسْتَنْفَقَ
(3)
بِهَا صَاحِبُهَا
(4)
، وَكَانَتْ وَدِيعَةً عِنْدَهُ -قالَ يَحْيَى: فَهَذَا الَّذِي لَا أَدْرِي أَفِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ، أَمْ شَيْءٌ مِنْ عِنْدِهِ- ثُمَّ قالَ: كَيْفَ تَرَى فِي ضَالَّةِ الْغَنَمِ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُذْهَا، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ يَزِيدُ: وَهْيَ تُعَرَّفُ أَيْضًا. ثُمَّ قالَ: كَيْفَ تَرَى فِي ضَالَّةِ الإِبِلِ؟ قالَ: فقالَ:
⦗ص: 426⦘
«دَعْهَا فَإِنَّ مَعَهَا حِذَاءَهَا وَسِقَاءَهَا
(5)
، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ بِلَالٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «تُعْرَفْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «صَاحِبَهَا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «سقاءها وحذاءها» .
(4)
بابٌ: إذا لَمْ يُوجَدْ صَاحِبُ اللُّقَطَةِ بَعْدَ سَنَةٍ فَهْيَ لِمَنْ وَجَدَهَا
2429 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
ابْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عن اللُّقَطَةِ، فقالَ:«اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَشَأنَكَ بِهَا» . قالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قالَ: «هِيَ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ: فَضَالَّةُ الإِبِلِ؟ قالَ: «مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» .
(5)
بابٌ: إذا وَجَدَ خَشَبَةً فِي الْبَحْرِ أَوْ سَوْطًا أَوْ نَحْوَهُ
2430 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ -وَسَاقَ الْحَدِيثَ-: «فَخَرَجَ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ، فَإِذَا هُوَ
(1)
بِالْخَشَبَةِ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ».
(1)
لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(6)
بابٌ: إذا وَجَدَ تَمْرَةً فِي الطَّرِيقِ
2431 -
2432 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَمْرَةٍ فِي الطَّرِيقِ، قالَ
(1)
: «لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ لأَكَلْتُهَا» .
وَقالَ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني مَنْصُورٌ.
⦗ص: 427⦘
وَقالَ زَائِدَةُ: عن مَنْصُورٍ، عن طَلْحَةَ: حدَّثنا أَنَسٌ.
- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إلى أَهْلِي، فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً على فِرَاشِي، فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فأُلْقِيْهَا
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة ن وضبطت في (ب، ص): «فألفِيْها» بالفاء، وبهامشهما:«كذا في اليونينية بعد التصليح» وعزوا المثبت إلى غير اليونينية.
(7)
بابٌ: كَيْفَ تُعَرَّفُ لُقَطَةُ أَهْلِ مَكَّةَ؟
وَقالَ طَاوُوسٌ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهَا إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا» .
وَقالَ خَالِدٌ: عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «لا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَها إِلَّا مُعَرِّفٌ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وضبطت «لُقَطَتُها» بضمِّ التاء نقلًا عن اليونينية.
2433 -
وَقالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ
(1)
: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا زَكَرِيَّا: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يُعْضَدُ عِضَاهُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا» . فَقالَ عَبَّاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الْإِذْخِرَ. فقالَ
(2)
: «إِلَّا الإِذْخِرَ» .
(1)
ضبَّب في (ب، ص) على قوله: «سعد» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت ونسخة:«أحمدُ بنُ سَعِيدٍ» . وهو الصواب إذ ليس في تلاميذ روح ولا في شيوخ البخاري من اسمه أحمد بن سعد.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
2434 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:
⦗ص: 428⦘
حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، قَامَ فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عن مَكَّةَ الفِيلَ
(1)
وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤمِنِينَ، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ
لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي
(2)
، فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فهو بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيْدَ». فَقالَ الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ؛ فَإِنَّا
(3)
نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِلَّا الإِذْخِرَ» . فَقَامَ أَبُو شَاهٍ -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
(4)
الْيَمَنِ- فقالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» .
قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: ما قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةَ
(5)
الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «القَتْلَ» و «الفيلَ» معًا.
(2)
في رواية أبي ذر: «وإنها لَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» .
(3)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «فَإِنَّما» .
(4)
لفظة: «أهل» ليست في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(5)
في رواية أبي ذر: «الخُطْبَةُ» بالرفع.
(8)
بابٌ: لَا تُحْتَلَبُ مَاشِيَةُ
(1)
أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنٍ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «لا يَحتلبُ ماشيةَ» (ن، و)، وأُشير إلى ضبطها بالياء في (ب) دون عزوٍ.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إِذْنِهِ» . كتبت بالحمرة.
2435 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ امْرِئٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرَبَتُهُ
(1)
، فَتُكْسَرَ خِزَانَتُهُ، فَيُنْتَقَلَ طَعَامُهُ؟! فَإِنَّمَا تَخْزُنُ
(2)
لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَاتِهِمْ، فَلَا يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مَشْرُبَتُهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإنَّما تُحْرِزُ» .
(9)
بابٌ: إذا جَاءَ صَاحِبُ اللُّقَطَةِ بَعْدَ سَنَةٍ رَدَّهَا عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا وَدِيعَةٌ عِنْدَهُ
2436 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن اللُّقَطَةِ، قالَ:«عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا، ثُمَّ اسْتَنْفِقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ» . قَالُوا
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قالَ:«خُذْهَا؛ فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَالَّةُ الإِبِلِ؟ قالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ -أَوِ: احْمَرَّ وَجْهُهُ- ثُمَّ قالَ: «مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(10)
بابٌ: هَلْ يَأخُذُ اللُّقَطَةَ وَلَا يَدَعُهَا تَضِيعُ؛ حَتَّى لَا يَأخُذَهَا
مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ؟
2437 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ قالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ
(1)
بْنِ رَبِيعَةَ وَزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ فِي غَزَاةٍ، فَوَجَدْتُ سَوْطًا، فقالَ
(2)
لِي: أَلْقِهِ. قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ
(3)
إِنْ وَجَدْتُ صَاحِبَهُ وَإِلَّا اسْتَمْتَعْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعْنَا حَجَجْنَا، فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه فقالَ: وَجَدْتُ صُرَّةً على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيها مِئَةُ دِينَارٍ، فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«عَرِّفْهَا حَوْلًا» . فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُ، فقالَ:«عَرِّفْهَا حَوْلًا» . فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فقالَ:«عَرِّفْهَا حَوْلًا» . فَعَرَّفْتُهَا حَوْلًا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الرَّابِعَةَ فقالَ:«اعْرِفْ عِدَّتَهَا، وَوِكَاءَهَا، وَوِعَاءَهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا اسْتَمْتِعْ بِهَا» .
⦗ص: 430⦘
- حدَّثنا عَبْدَانُ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن
سَلَمَةَ بِهَذَا، قالَ: فَلَقِيتُهُ بَعْدُ بِمَكَّةَ، فَقالَ: لَا أَدْرِي أَثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ، أَوْ حَوْلًا وَاحِدًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضَبَّب هنا في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر وكريمة:«فَقالَا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ولَكِنِّي» .
(11)
بابُ مَنْ عَرَّفَ اللُّقَطَةَ وَلَمْ يَدْفَعْهَا
(1)
إلى السُّلْطَانِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يرفعها» بالراء.
2438 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن رَبِيعَةَ، عن يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن اللُّقَطَةِ، قالَ:«عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُخْبِرُكَ بِعِفَاصِهَا وَوِكَائِهَا، وَإِلَّا فَاسْتَنْفِقْ بِهَا» وَسَأَلَهُ عن ضَالَّةِ الإِبِلِ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ وَقالَ:«مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأكُلُ الشَّجَرَ، دَعْهَا حَتَّى يَجِدَهَا رَبُّهَا» . وَسَأَلَهُ عن ضَالَّةِ الْغَنَمِ، فَقالَ:«هِيَ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ» .
(12)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
2439 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا النَّضْرُ: أخبَرَنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ: أخبَرَني الْبَرَاءُ، عن أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الْبَرَاءِ:
عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَ: انْطَلَقْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ، فَقُلْتُ: لِمَنْ
(2)
أَنْتَ؟ قالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ فَقالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ، فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقالَ
(3)
: هَكَذَا -ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالأُخْرَى- فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ
⦗ص: 431⦘
لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِدَاوَةً، على فَمِهَا
(4)
خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ على اللَّبَنِ، حَتَّى بَرَدَ
(5)
أَسْفَلُهُ، فَانْتَهَيْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مِمَّنْ» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «عَلَى فِيهَا» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
بسم الله الرحمن الرحيم
في المَظالِمِ وَالغَصْبِ
وَقَوْلِ
(1)
اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ
(2)
اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
(3)
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}: رَافِعِي. الْمُقْنِعُ وَالْمُقْمِحُ وَاحِدٌ
(4)
-وَقالَ مُجَاهِدٌ
(5)
: {مُهْطِعِينَ} مُدِيمِي
(6)
النَّظَرِ، وَيُقَالُ: مُسْرِعِينَ- {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} يَعْنِي
(7)
جُوفًا لا عُقُولَ لهُمْ. {وَأَنذِرِ النَّاسَ
(8)
يَوْمَ يَأتِيهِم
(9)
الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ. وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا
لَكُمُ الأَمْثَالَ. وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُول
(10)
مِنْهُ الْجِبَالُ. فلا تَحْسَبَن
(11)
اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ
⦗ص: 434⦘
رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [إبراهيم: 42 - 47].
(1)
في رواية ابن عساكر بعد البسملة: «المظالمُ والغصبُ وقولُ» ، وفي رواية أبي ذر بعد البسملة:«كِتَابُ المَظَالِمِ. المظالمُ والغصبُ وقولُ» ، وفي رواية كريمة والمستملي بعد البسملة:«كتاب المظالم. في المظالم والغصب وقولِ» .
(2)
ضبطت في (و، ص) بكسر السين على قراءة الجمهور، غير عاصم وابن عامر وحمزة وأبي جعفر.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}» بدل إتمام الترجمة.
(4)
من قوله: «{إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ}» إلى قوله: «واحد» ليس في رواية [ق](ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وقوله:«الْمُقْنِعُ وَالْمُقْمِحُ وَاحِدٌ» ثابت في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيّ.
(5)
في رواية أبي ذر: «(1) بابُ قِصاصِ المَظَالِم قال مُجاهِدٌ» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مدمِنِي» .
(7)
لفظة: «يعني» ليست في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(8)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الآيات.
(9)
أُهمل ضبط الهاء في الأصول، عدا (و)، ففيها بالكسر، وبها قرأ الجمهور، وبضمها قرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف.
(10)
أُهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (و):«لَتزولُ» بالرفع على قراءة الكسائي، وضبطت في (ب، ص): «لِتَزولَ» بالنصب على قراءة الجمهور.
(11)
أُهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بكسر السين على قراءة الجمهور، وبفتحها قرأ عاصم وابن عامر وحمزة وأبي جعفر.
(1)
بابُ قِصاصِ المَظَالِمِ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر؛ لتقدمهما عنده كما مرَّ قريبًا، وذكر في (و، ب، ص) أنهما ثابتان في رواية [ق]، ولعله حرف الواو الآتي، قُرأه النُّساخ قافًا.
2440 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حدَّثني أَبِي، عن قَتادَةَ، عن أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ
(2)
مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا
(3)
، حَتَّى إذا نُقُّوا
(4)
وَهُذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
(5)
بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ
(6)
كَانَ فِي الدُّنْيَا».
وَقالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتادَةَ: حدَّثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «وحدَّثنا» (ن).
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَتَقَاضَوْنَ» .
(3)
قوله: «فِي الدُّنْيَا» ليس في (ن)، وضرب عليها في (ق).
(4)
في رواية أبي ذر والمستملي: «حَتَّى إذا تَقَصَّوْا» .
(5)
كتب في اليونينية بين الأسطر دون رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(6)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «بِمَسْكَنِهِ» .
2441 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، قالَ: أخبَرَنِي
(1)
قَتادَةُ:
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ قالَ: بَيْنَمَا
(2)
أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
فِي النَّجْوَى؟ فَقالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 435⦘
يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ
(4)
كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ. حَتَّى إِذَا
(5)
قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الْكَافِرُ
(6)
وَالْمُنَافِقُونَ
(7)
، فَيَقُولُ الأَشْهَادُ:{هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]».
(1)
في رواية أبي ذر و [ق]: «حدَّثني» .
(2)
في رواية كريمة: «بَيْنَا» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يَقُولُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ذَنْبًا» .
(5)
لفظة: «إذا» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر عن المستملي أيضاً، وزاد في (ص) نسبتها إلى روايته عن الحمويي أيضًا، وزاد في (ب) نسبتها إلى روايته عن الكشميهني بدل الحمويي، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية [ق]:«والمُنَافِقُ» .
(3)
بابٌ: لَا يَظْلِمُ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمَ وَلَا يُسْلِمُهُ
2442 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ سَالِمًا أخبَرَهُ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
(4)
بابٌ: أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا
2443 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ
(2)
:
سَمِعَ
(3)
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «الطويل» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «سَمِعَا» بالتثنية، كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» .
2444 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» .
قَالُوا
(1)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قالَ:«تَأخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(5)
بابُ نَصْرِ الْمَظْلُومِ
2445 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدٍ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عن سَبْعٍ، فَذَكَرَ عِيَادَةَ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعَ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتَ الْعَاطِسِ، وَرَدَّ السَّلَامِ، وَنَصْرَ الْمَظْلُومِ، وَإِجَابَةَ الدَّاعِي، وَإِبْرَارَ الْمُقْسِمِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «القَسَمِ» .
2446 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ
(1)
بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَعْضُهُمْ» بصيغة الجمع.
(6)
بابُ الاِنْتِصَارِ مِنَ الظَّالِمِ
؛ لِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148]{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39]
قالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُسْتَذَلُّوا، فَإِذَا قَدَرُوا عَفَوْا.
(7)
بابُ عَفْوِ الْمَظْلُومِ
؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149] {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
(1)
. وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ. وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ} [الشورى: 40 - 44]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ}» بدل إتمام الآيات.
(8)
بابٌ: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
2447 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
(9)
بابُ الاتِّقَاءِ وَالْحَذَرِ مِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ
2448 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إلى الْيَمَنِ، فَقالَ: «اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا
(1)
لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَإنَّهُ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية المستملي بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(10)
بابُ مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ
(1)
عِنْدَ الرَّجُلِ
(2)
فَحَلَّلَهَا لَهُ، هَلْ يُبَيِّنُ مَظْلَمَتَهُ
(3)
؟
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مَظْلِمَةٌ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية [ق]: «عند رَجُلٍ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «مَظْلِمَتَه» ، وكتب فوقها «معًا» .
2449 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ:
⦗ص: 438⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ
(1)
لِأَخِيهِ
(2)
مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ
دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَقْبُرِيُّ
(3)
لِأَنَّهُ كَانَ نَزَلَ
(4)
نَاحِيَةَ الْمَقَابِرِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ هو مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وهو
(5)
سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَاسْمُ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانُ
(6)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وفي نسخة:«لأَحَدٍ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص).
(3)
في (ص) بالنصب: «المقبريَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يَنْزِلُ» .
(5)
قوله: «وهو» ليس في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(6)
قوله: «قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قال إِسْمَاعِيلُ
…
» إلخ ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(11)
بابٌ: إذا حَلَّلَهُ مِنْ ظُلْمِهِ فَلَا رُجُوعَ فِيهِ
2450 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
(1)
: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قالَتِ: الرَّجُلُ تكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ، لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا، يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأنِي فِي حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «في هَذِهِ الآية» .
(2)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بالأصل مرة ثانية.
(12)
بابٌ: إذا أَذِنَ لَهُ أَوْ أَحَلَّهُ
(1)
، وَلَمْ يُبَيِّنْ كَمْ هُوَ؟
(1)
بهامش (ب): في أصول كثيرة: «أو أحله له» بزيادة: «له» . اهـ. في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو أحَلَّ لَهُ» .
2451 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ:
⦗ص: 439⦘
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقالَ لِلْغُلَامِ:«أَتَأذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ» . فَقالَ الْغُلَامُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «النَّبيَّ» .
(13)
بابُ إِثْمِ مَنْ ظَلَمَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ
2452 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» .
2453 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:
أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ، فَذَكَرَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها، فقالتْ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الأَرْضَ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ
(1)
: «مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» .
(1)
في رواية [ق]: «يَقُولُ» .
2454 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن سَالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى سَبْعِ أَرَضِينَ» .
⦗ص: 440⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِخُرَاسَانَ فِي كِتَابِ
(2)
ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَمْلَاهُ
(3)
عَلَيْهِمْ بِالْبَصْرَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال الفِرَبْرِيُّ: قال أبُو جَعْفَرِ بنُ أبِي حاتِمٍ: قال أبو عبد الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «في كُتُبِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «إنَّما أُمْلِيَ» بالبناء للمفعول.
(14)
بابٌ: إذا أَذِنَ إِنْسَانٌ لِآخَرَ شَيْئًا جَازَ
2455 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن جَبَلَةَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَصَابَنَا سَنَةٌ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الإِقرَانِ
(1)
، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2456 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائِلٍ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُقالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ، كَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَقالَ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ: اصْنَعْ لِي طَعَامَ خَمْسَةٍ، لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ -وَأَبْصَرَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُوعَ- فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ لَمْ يُدْعَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ هَذَا قَدِ اتَّبَعَنَا، أَتَأذَنُ لَهُ؟» . قالَ: نَعَمْ.
2457 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ» .
(16)
بابُ إِثْمِ مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وهو يَعْلَمُهُ
2458 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ أخبَرَتْهُ:
⦗ص: 441⦘
أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهَا، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبَ
(1)
أَنَّهُ صَدَقَ، فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأخُذْهَا أَوْ فَلْيَتْرُكْهَا
(2)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «فَأَحْسِبُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لِيَتْرُكْها» بإسقاط الفاء.
(17)
بابٌ
(1)
: إذا خَاصَمَ فَجَرَ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بابُ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
2459 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدٌ
(1)
، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ
(2)
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ جَعْفَرٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «من أَرْبَعٍ» .
(18)
بابُ قِصَاصِ الْمَظْلُومِ إذا وَجَدَ مَالَ ظَالِمِهِ
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: يُقَاصُّهُ، وَقَرَأَ:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} [النحل: 126].
2460 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ
(1)
بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ فَقالَ:«لَا حَرَجَ عَلَيْكِ أَنْ تُطْعِمِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ» .
(1)
ضبطت في (و) بتنوين الرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2461 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ، عن أَبِي الْخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قالَ: قُلْنَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ تَبْعَثُنَا، فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ لَا يَقْرُونَا
(1)
، فَمَا تَرَى فِيهِ؟ فَقالَ لَنَا: «إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ
فَأُمِرَ لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ
(2)
حَقَّ الضَّيْفِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «لا يَقْرُونَنا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُ» .
(19)
بابُ ما جَاءَ فِي السَّقَائِفِ
وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ.
2462 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ -وأخبَرَنِي يُونُسُ- عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ:
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم، قالَ حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الأَنْصَارَ اجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنَا، فَجِئْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ.
(20)
بابٌ: لَا يَمْنَعُ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ
(1)
فِي جِدَارِهِ
(1)
في رواية أبي ذر: «خَشَبَةً» ، وقد أثبتت في متن اليونينية بالوجهين معًا: كتبت «خَشَبَةً» فوق «خَشَبَهُ» .
2463 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَمْنَع
(1)
جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ
(2)
فِي جِدَارِهِ». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟! وَاللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بها بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «يَمْنَعْ» ، و «يَمْنَعُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «خَشَبَةً» ، وقد أثبتت في متن اليونينية بالوجهين معًا: كتبت «خَشَبَةً» فوق «خَشَبَهُ» .
(21)
بابُ صَبِّ الْخَمْرِ فِي الطَّرِيقِ
(1)
(1)
في رواية [ق]: «في الطُّرُقِ» .
2464 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى: أخبَرَنا عَفَّانُ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا ثَابِتٌ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا يُنَادِي:«أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ» . قالَ
(2)
: فَقالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا. فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَقالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهْيَ فِي بُطُونِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ} الآيَةَ
(3)
[المائدة: 93].
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَجَرَتْ في سِكَكِ المَدينَةِ» .
(3)
لفظ: «الآية» ليس في رواية كريمة (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.
(22)
بابُ أَفْنِيَةِ الدُّورِ وَالْجُلُوسِ فيها وَالْجُلُوسِ على الصُّعُدَاتِ
(1)
وَقالَتْ عَائِشَةُ: فَابْتَنَى أَبُو بَكْرٍ مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الصُّعَدَات» بفتح العين (ن، و)، وضُبطت روايته في (ب) بالوجهين معًا.
2465 -
حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ على الطُّرُقَاتِ» . فقالُوا: ما لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ
(1)
مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا
(2)
. قالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ
(3)
، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا». قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ،
⦗ص: 444⦘
وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عن الْمُنْكَرِ».
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «هو» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فِيهِ» .
(3)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «فإذا أَتَيْتُمْ إلى المَجَالِسِ» .
(4)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(23)
بابُ الآبَارِ الَّتِي على الطُّرُقِ
(1)
إذا لَمْ يُتَأَذَّ بِهَا
(1)
في رواية أبي ذر: «عَلى الطَّرِيقِ» .
2466 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا
(2)
رَجُلٌ بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ
(3)
عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثَّرَى
مِنَ الْعَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ:«فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بَيْنَما» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَاشْتَدَّ» .
(24)
بابُ إِمَاطَةِ الأَذَى
وَقالَ هَمَّامٌ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«يُمِيطُ الأَذَى عن الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» .
(25)
بابُ الْغُرْفَةِ وَالْعِلِّيَّةِ
(1)
الْمُشْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمُشْرِفَةِ فِي السُّطُوحِ وَغَيْرِهَا
(1)
ضبطت بضم العين في (و، ب، ص)، وبضمها وكسرها في (ق).
2467 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قالَ: «هَلْ تَرَوْنَ ما أَرَى؟ مَوَاقِعَ
(2)
الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «إنِّي أرَى مَوَاقِعَ» .
2468 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ:
لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا على أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رضي الله عنه عن الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ قالَ اللَّهُ لَهُمَا: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] فَحَجَجْتُ مَعَهُ، فَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ، حَتَّى
(1)
جَاءَ فَسَكَبْتُ على يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ، فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَانِ قالَ
(2)
لَهُمَا: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ
(3)
}. فَقالَ: وَا عَجَبِي
(4)
لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ، فَقالَ: إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ
(5)
لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الأَمْرِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا على الأَنْصَارِ إذا هُمْ
(6)
قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ
(7)
نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَصِحْتُ على امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فقالتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟! فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ. فَأَفْزَعَنِي
(8)
، فَقُلْتُ: خَابَتْ
(9)
مَنْ
⦗ص: 446⦘
فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ
(10)
، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ على حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: أَيْ حَفْصَةُ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟! فقالتْ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: خَابَتْ وَخَسِرَتْ، أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فَتَهْلِكِينَ، لَا تَسْتَكْثِرِي على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ، وَاسْأَلِينِي
(11)
ما بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ
(12)
إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يُرِيدُ عَائِشَةَ- وَكُنَّا تَحَدَّثْنَا
(13)
أَنَّ
غَسَّانَ تُنْعِلُ
(14)
النِّعَالَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ عِشَاءً، فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقالَ: أَنَائِمٌ هُوَ
(15)
؟ فَفَزِعْتُ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، وَقالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قُلْتُ: ما هو؟ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ منه وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ. قالَ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، فَدَخَلْتُ على حَفْصَةَ، فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، قُلْتُ: ما يُبْكِيكِ؟! أَوَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ؟! أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: لَا أَدْرِي، هو ذَا فِي الْمَشْرُبَةِ. فَخَرَجْتُ، فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَجِدُ، فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي هو فِيهَا
(16)
فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ
(17)
أَسْوَدَ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ خَرَجَ، فَقالَ: ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَجِدُ فَجِئْتُ
(18)
فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ، فَقُلْتُ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، قالَ: أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا هو مُضْطَجِعٌ على
⦗ص: 447⦘
رِمَالِ حَصِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئٌ على وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ، فَقالَ:«لَا» . ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَانِسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَني
(19)
وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا على قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ
(20)
نِسَاؤُهُمْ، فَذَكَرَهُ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ
(21)
صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَني
(22)
، وَدَخَلْتُ على حَفْصَةَ فَقُلْتُ: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ
(23)
إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -يُرِيدُ عَائِشَةَ- فَتَبَسَّمَ أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ ما رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ، غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ
(24)
، فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ على أُمَّتِكَ؛ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ. وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ:«أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟! أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي. فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ
(25)
أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إلى عَائِشَةَ، وَكَانَ قَدْ قالَ:«مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا» ؛ مِنْ شِدَّةِ مَوْجَدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ
(26)
عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، دَخَلَ على عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا، فقالتْ لَهُ عَائِشَةُ: إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّا أَصْبَحْنَا لِتِسْعٍ
(27)
وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعَدُّهَا عَدًّا. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» . وَكَانَ ذَلكَ
(28)
الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ
(29)
، قالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ، فَقالَ
(30)
: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ
⦗ص: 448⦘
أَمْرًا، وَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأمِرِي أَبَوَيْكِ». قالَتْ: قَدْ أَعلَمُ
(31)
أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأمُرَانِي بِفِرَاقِكَ
(32)
، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ قالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ} إلى قَوْلِهِ
(33)
{عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29]». قُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأمِرُ أَبَوَيَّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ، فَقُلْنَ مِثْلَ ما قالَتْ عَائِشَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ثُمَّ» بدل: «حتى» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «اللهُ عز وجل» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}» .
(4)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «وا عَجَبا» ، وضبطت روايتهم في (ب، ص): «وا عجبًا» بالتنوين.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إذْ هُمْ» .
(7)
أهمل نقط أولها في (ن)، وهي بالياء في (و)، وبالتاء في (ب، ص).
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَأَفْزَعَتْنِي» .
(9)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «جاءَتْ» .
(10)
بهامش اليونينية بدون رقم: «لَعَظِيمٌ» كتبت بالحمرة.
(11)
في رواية أبي ذر: «وسَلِينِي» .
(12)
في رواية أبي ذر: «هي أوْضَأُ مِنْك وأحَبُّ» .
(13)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حُدِّثْنَا» ، ورمز عليها في (ب) بعلامة السقوط، وهو موافق لما في السلطانية.
(14)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «تَنْتَعِلُ» .
(15)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «أَثَمَّ هو» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل الحَمُّويي.
(16)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«التي فيه» .
(17)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(18)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَقُلْتُ لِلْغُلامِ» .
(19)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(20)
أهمل نقط أولها في (ن)، والمثبت موافق لباقي الأصول.
(21)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ن، ص)، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية كريمة، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية، وبهامش اليونينية بدون رقم:«رسول الله» كتبت بالحمرة، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر.
(22)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(23)
في رواية أبي ذر: «هي أوْضَأُ مِنْكِ وأَحَبُّ» .
(24)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثَلاثٍ» .
(25)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى» (ن).
(26)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى» .
(27)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «بتسع» .
(28)
في (ن): «ذاك» .
(29)
في رواية أبي ذر: «تِسْعًا وعِشْرِينَ» ، وهو مثبت في متن اليونينية بالحمرة.
(30)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(31)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها وآخرها.
(32)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وبهامش اليونينية بدون رقم:«بِفِراقِهِ» كتبت بالحمرة.
(33)
لفظة: «قوله» ليست في رواية أبي ذر.
2469 -
حدَّثنا
(1)
ابْنُ سَلَامٍ: حَدَّثَنَا
(2)
الْفَزَارِيُّ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، وَكَانَتِ انْفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَجَلَسَ فِي عُلِّيَّةٍ لَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقالَ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قالَ: «لَا، وَلَكِنِّي آلَيْتُ مِنْهُنَّ شَهْرًا» . فَمَكُثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَدَخَلَ على نِسَائهِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الحَمُّويِي والمستملي:«على عائشة» .
(26)
بابُ مَنْ عَقَلَ بَعِيرَهُ على الْبَلَاطِ، أَوْ بابِ الْمَسْجِدِ
2470 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا أَبُو عَقِيلٍ: حدَّثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قالَ:
أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ، وَعَقَلْتُ الْجَمَلَ
(1)
فِي نَاحِيَةِ الْبَلَاطِ، فَقُلْتُ: هَذَا جَمَلُكَ. فَخَرَجَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْجَمَلِ، قالَ:«الثَّمَنُ وَالْجَمَلُ لَكَ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(27)
بابُ الْوُقُوفِ وَالْبَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ
2471 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عن شُعْبَةَ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ:
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -أَوْ قالَ: لَقَدْ أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا.
(28)
بابُ مَنْ أَخَذَ
(1)
الْغُصْنَ، وَمَا يُؤْذِي النَّاسَ فِي الطَّرِيقِ
(2)
، فَرَمَى بِهِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَخَّرَ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «في الطُّرُق» .
2472 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ
(2)
فَأَخَذَهُ
(3)
، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يُوسُفَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَى الطَّرِيقِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فأَخَّرَهُ» كتبت بالحمرة.
(29)
بابٌ: إِذَا اخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيقِ الْمِيتَاءِ
-وَهيَ الرَّحْبَةُ
(1)
تَكُونُ بَيْنَ الطَّرِيقِ- ثُمَّ يُرِيدُ أَهْلُهَا الْبُنْيَانَ، فَتُرِكَ
(2)
منها الطَّرِيقُ
(3)
سَبْعَةَ
(4)
أَذْرُعٍ
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الرَّحَبَةُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(2)
في نسخة: «فَيُتْرَكُ» (ن، و)، وعزاها في (ب، ص) إلى نسخةٍ من رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية أبي ذر: «للطريقِ» .
(4)
في نسخة: «سَبْعَ» .
2473 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عن عِكْرِمَةَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا تَشَاجَرُوا فِي الطَّرِيقِ
(1)
بِسَبْعَةِ أَذْرُعٍ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «المِيتَاءِ» .
(30)
بابُ النُّهْبَى بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِهِ
وَقالَ عُبَادَةُ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا نَنْتَهِبَ.
2474 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ
(1)
الأَنْصَارِيَّ -وهو جَدُّهُ أَبُو أُمِّهِ- قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن النُّهْبَى وَالْمُثْلَةِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«عبدَ الله بنَ زَيْدٍ» . ونبَّه في الفتح إلى أنها تصحيف.
2475 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثنا عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فيها أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وهو مُؤْمِنٌ» .
وَعَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ، إِلَّا النُّهْبَةَ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال الفِرَبْرِيُّ: وجَدْتُ بخطِّ أبِي جَعْفَرٍ: قال أبو عبد الله: تفسيرُه: أن يُنْزَع منه. يرِيد الإيمانَ» .
(31)
بابُ كَسْرِ الصَّلِيبِ وَقَتْلِ الْخِنْزِيرِ
2476 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ
(1)
: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ
(2)
الْمَالُ حَتَّى
⦗ص: 451⦘
لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ».
(1)
لفظة: «قال» ليست في نسخة (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «ويَفِيضُ» .
(32)
بابٌ: هَلْ تُكْسَرُ الدِّنَانُ الَّتِي فيها الْخَمْرُ
(1)
، أَوْ تُخَرَّقُ الزِّقَاقُ؟
فَإِنْ كَسَرَ صَنَمًا، أَوْ صَلِيبًا، أَوْ طُنْبُورًا، أَوْ ما لَا يُنْتَفَعُ بِخَشَبِهِ؟
وَأُتِيَ شُرَيْحٌ فِي طُنْبُورٍ كُسِرَ، فَلَمْ يَقْضِ فِيهِ بِشَيْءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «خَمْرٌ» .
2477 -
ثلاثي- حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نِيرَانًا تُوقَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ، قالَ: «عَلَى مَا
(1)
تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ؟». قَالُوا
(2)
: على
(3)
الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ، قالَ: «اكْسِرُوهَا، وَأَهْرِقُوهَا
(4)
». قَالُوا: أَلَا نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قالَ: «اغْسِلُوا
(5)
».
(1)
في رواية الأصيلي: «عَلى مَ» (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«فَقالَ: عَلَامَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
لفظة: «على» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.
(4)
في رواية أبي ذر: «وأهْرِيقُوها» ، وضُبطت روايته في (ب، ص): «وهَرِيقوها» بحذف الهمزة وفتح الهاء.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال أبو عبد الله: كان ابنُ أبي أُوَيْسٍ يقول: الحُمُر الأَنَسِيَّة» بنصب الألف والنون.
2478 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُ مِئةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ:{جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} الآيَةَ [الإسراء: 81].
2479 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ
(3)
، عن أَبِيهِ الْقَاسِمِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتِ اتَّخَذَتْ على سَهْوَةٍ لَهَا سِتْرًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَهَتَكَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاتَّخَذَتْ منه نُمْرُقَتَيْنِ، فَكَانَتَا فِي الْبَيْتِ يَجْلِسُ عَلَيْهِمَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُمَرَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني عبدُ الرحمن بنُ القاسم» (ن، و).
(33)
بابُ مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ
2480 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا سَعِيدٌ -هو ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ- قالَ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فهو شَهِيدٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «رَسُولَ اللهِ» .
(34)
بابٌ: إذا كَسَرَ قَصْعَةً أَوْ شَيْئًا لِغَيْرِهِ
2481 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى
ابْنُ سَعِيدٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ بِقَصْعَةٍ فيها طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ بِيَدِهَا فَكَسَرَتِ الْقَصْعَةَ، فَضَمَّهَا، وَجَعَلَ فيها الطَّعَامَ، وَقالَ:«كُلُوا» . وَحَبَسَ الرَّسُولَ وَالْقَصْعَةَ حَتَّى فَرَغُوا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ وَحَبَسَ الْمَكْسُورَةَ.
وَقالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ: حدَّثنا أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(35)
بابٌ: إذا هَدَمَ حَائطًا فَلْيَبْنِ مِثْلَهُ
2482 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقالُ لَهُ جُرَيْجٌ
(1)
يُصَلِّي، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهَا، فَقالَ: أُجِيْبُهَا أَوْ أُصَلِّي؟ ثُمَّ أَتَتْهُ فقالتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ
(2)
الْمُومِسَاتِ. وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فقالتْ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا. فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فقالتْ: هو مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ، وَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ فَأَنْزَلُوهُ
(3)
وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ قالَ: الرَّاعِي. قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قالَ: لَا، إِلَّا مِنْ طِينٍ».
(1)
في رواية كريمة زيادة: «الرَّاهِبُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وُجُوهَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وأَنْزَلُوهُ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ الشَّرِكَةِ
(1)
فِي الطَّعَامِ
(2)
وَالنِّهْدِ
(3)
وَالْعُرُوضِ، وَكَيْفَ قِسْمَةُ ما يُكَالُ وَيُوزَنُ،
مُجَازَفَةً أَوْ قَبْضَةً قَبْضَةً؟ لمَا
(4)
لَمْ يَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي النِّهْدِ بَأسًا، أَنْ يَأكُلَ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا، وَكَذَلِكَ مُجَازَفَةُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْقِرَانُ
(5)
فِي التَّمْرِ
(1)
في رواية أبي ذر: «في الشَّرِكَةِ» ، ولفظة باب ليست عنده.
(2)
في رواية أبي ذر: «الشَّرِكَةُ فِي الطَّعَامِ» (و، ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «والنَّهدِ» بفتح النون.
(4)
ضبطت في (ب، ص): «لَمَّا» بفتح اللام وتشديد الميم.
(5)
في رواية كريمة: «والإِقْرَانُ» .
2483 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَهُمْ ثَلَاثُ مِئةٍ وَأَنَا فِيهِمْ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إذا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَكَانَ مِزْوَدَيْ
(1)
تَمْرٍ، فَكَانَ يُقَوِّتُنَا
(2)
كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا
(3)
حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ. فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ؟! فَقالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ. قالَ: ثُمَّ انْتَهَيْنَا إلى الْبَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظِّرْبِ
(4)
، فَأَكَلَ منه ذَلِكَ الْجَيْشُ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ
(5)
لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبَا
(6)
، ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا فَلَمْ تُصِبْهُمَا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُقَوِّتُنَاهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «قَلِيلٌ قَلِيلٌ» ، قارن بما في الإرشاد.
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بكسر الظاء وسكون الراء وهو المثبت، وبفتح الظاء وكسر الراء:«الظَّرِبِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بهامش اليونينية دون رقم: «فنُصبتا» أشار إليها بالحمرة في متن اليونينية، وعكس في (و) فجعل ما في المتن بالحمرة.
2484 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ
(1)
الْقَوْمِ وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقالَ: ما بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟! فَدَخَلَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَادِ فِي النَّاسِ، فَيَأْتُونَ
(2)
بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ». فَبُسِطَ لذلك نِطَعٌ وَجَعَلُوهُ على النِّطَعِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» .
(1)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«أَزْوِدَةُ» .
(2)
في رواية أبي ذر وكريمة: «يَأتُونَ» .
2485 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثنا أَبُو النَّجَاشِيِّ
(1)
، قالَ:
سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ، فَنَنْحَرُ جَزُورًا، فَتُقْسَمُ عَشْرَ قِسَمٍ، فَنَأكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ.
(1)
بهامش اليونينية: اسمُ أبي النَّجَاشِيِّ: عَطَاء بن صُهَيب. اهـ.
2486 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عَنْ
(1)
أبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إذا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ
(2)
بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «اقْتَسَمُوا» .
(2)
بابٌ: ما كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ
فِي الصَّدَقَةِ
2487 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ:
⦗ص: 456⦘
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ، الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ» .
(3)
بابُ قِسْمَةِ الْغَنَمِ
2488 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عن عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ:
عَنْ جَدِّهِ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، فَأَصَابُوا إِبِلًا وَغَنَمًا، قالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ، فَعَجِلُوا وَذَبَحُوا وَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَيتْ، ثُمَّ قَسَمَ، فَعَدَلَ عَشَرَةً
(1)
مِنَ الْغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ منها بَعِيرٌ، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فَأَهْوَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ:«إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنها فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا» . فَقالَ جَدِّي: إِنَّا نَرْجُو -أَوْ: نَخَافُ- الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَتْ
(2)
مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ قالَ:«مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عن ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ» .
(1)
ضبَّب على تاء «عشرة» في اليونينية، وكتب بالهامش دون رقم:«عَشْرًا» ، وعزاها في (ن، و) إلى رواية أبي ذر. وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: في أصل أبي ذر والأصيلي وأبي القاسم الدِّمشقي والأصل المسموع على أبي الوقت بقراءة ابن السمعاني: «عشرة» بإثبات تاء التأنيث، قال شيخنا أبو عبد الله بن مالك: لا يجوز: «عشرة» بإثبات تاء التأنيث، والله أعلم. اهـ. وعبارة ابن مالك في (و):«لا يجوز إلَّا عشرٌ» . اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَعَنَا» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي زيادة:«لَنَا» .
(4)
بابُ الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ بَيْنَ
الشُّرَكَاءِ حَتَّى يَسْتَأذِنَ أَصْحَابَهُ
2489 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، قالَ:
⦗ص: 457⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْرُنَ
(1)
الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأذِنَ أَصْحَابَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2490 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ قالَ:
كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لَا تَقْرُنُوا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن الْإِقْرَانِ
(1)
، إِلَّا أَنْ يَسْتَأذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش:«صوابه كما في رواية كريمة ورواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: القِرَانِ» .
(5)
بابُ تَقْوِيمِ الأَشْيَاءِ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ بِقِيمَةِ عَدْلٍ
2491 -
حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ مِنْ عَبْدٍ -أَوْ: شِرْكًا، أَوْ قالَ: نَصِيبًا- وَكَانَ لَهُ ما يَبْلُغُ ثَمَنَهُ بِقِيمَةِ الْعَدْلِ فهو عَتِيقٌ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ
(1)
منه ما عَتَقَ». قالَ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: عَتَقَ
(2)
منه ما عَتَقَ، قَوْلٌ مِنْ نَافِعٍ أَوْ فِي الْحَدِيثِ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «وإلَّا فَأُعْتِقَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عُتِقَ» بضم العين.
2492 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتادَةَ، عن النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عن بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا
(1)
مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ
⦗ص: 458⦘
فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ، ثُمَّ اسْتُسْعِيَ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بابٌ: هَلْ يُقْرعُ
(1)
فِي الْقِسْمَةِ وَالاسْتِهَامِ فِيهِ؟
(1)
بكسر الراء وفتحها.
2493 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، قالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ:
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ
(1)
فِي أَسْفَلِهَا إذا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا على مَنْ فَوْقَهُمْ، فقالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «الَّذِي» .
(7)
بابُ شِرْكَةِ
(1)
الْيَتِيمِ وَأَهْلِ الْمِيرَاثِ
(1)
ضبطت في (ص) بفتح الشين وكسر الراء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2494 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ
(1)
الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عن قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِنْ
(2)
خِفْتُمْ
(3)
} إلى: {وَرُبَاعَ} [النساء: 3].
⦗ص: 459⦘
فقالتْ
(4)
: يَا ابْنَ أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، تُشَارِكُهُ فِي مَالِهِ، فَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا، فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا، فَيُعْطِيَهَا مِثْلَ ما يُعْطِيْهَا غَيْرُهُ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ
إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ، وَيَبْلُغُوا بِهِنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا ما طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ.
قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء} إلى قَوْلِهِ: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [النساء: 127] وَالَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ أَنَّهُ يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ الآيَةُ الأُولَى، الَّتِي قالَ فِيهَا:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء} [النساء: 3] قالَتْ عَائِشَةُ: وَقَوْلُ اللَّهِ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} يَعْنِي
(5)
هِيَ رَغْبَةُ أَحَدِكُمْ لِيَتِيمَتِهِ
(6)
الَّتِي تَكُونُ فِي حَجْرِهِ، حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا ما رَغِبُوا فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا مِنْ يَتَامَى النِّسَاءِ إِلَّا بِالْقِسْطِ؛ مِنْ أَجْلِ رَغْبَتِهِمْ عَنْهُنَّ.
(1)
قوله: «عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(2)
هكذا جاءت الآية في اليونينية بالفاء، والمثبت في (ب، ص): «وإن» بالواو، موافقًا لما في المصحف، و بهامش (ب): كان في اليونينية (فإن) بالفاء، ثم صُلِّحت بالواو، فالله أعلم هل الحافظ اليونيني صلَّحها أو غيره، أما في الفرع فهي بالفاء. اهـ.
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: {أَلاَّ تُقْسِطُواْ} وعزيت في (ن) إلى رواية أبي ذر بدل رواية السمعاني عن أبي الوقت. وبهامش (ب): في أصول كثيرة: {أن لا تقسطوا في اليتامى} .
(4)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قالت» .
(5)
لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أحدكم عَنْ يَتِيمَتِهِ» ، وفي روايته عن الحَمُّويِي والمستملي:«أحدكم يتيمَتَهُ» ، قارن بما في الإرشاد.
(8)
بابُ الشَّرِكَةِ فِي الأَرَضِينَ وَغَيْرِهَا
2495 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: إِنَّمَا جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ ما لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ.
(9)
بابٌ: إذا اقْتَسَمَ
(1)
الشُّرَكَاءُ الدُّورَ أَوْ غَيْرَهَا
(2)
، فَلَيْسَ لَهُمْ رُجُوعٌ وَلَا شُفْعَةٌ
(1)
ضبَّب على قوله: «اقتسم» في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«قَسَمَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وَغَيْرَهَا» .
2496 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ ما لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ.
(10)
بابُ الاشْتِرَاكِ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَا يَكُونُ فِيهِ الصَّرْفُ
2497 -
2498 - حدَّثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن عُثْمَانَ-يَعْنِي ابْنَ الأَسْوَدِ- قالَ:
أخبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ عن الصَّرْفِ يَدًا بِيَدٍ، فَقالَ: اشْتَرَيْتُ أَنَا وَشَرِيكٌ لِي شَيْئًا يَدًا بِيَدٍ وَنَسِيئَةً، فَجَاءَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ فَسَأَلْنَاهُ، فَقالَ: فَعَلْتُ أَنَا وَشَرِيكِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ فَقالَ: «مَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَخُذُوهُ، وَمَا كَانَ نَسِيئَةً فَذَرُوهُ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية [ق]: «فَرُدُّوهُ» .
(11)
بابُ مُشَارَكَةِ الذِّمِّيِّ وَالْمُشْرِكِينَ فِي الْمُزَارَعَةِ
2499 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ الْيَهُودَ، أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ ما يَخْرُجُ منها.
(12)
بابُ قِسْمَةِ
(1)
الْغَنَمِ وَالْعَدْلِ فِيهَا
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «قَسْمِ» .
2500 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا على صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«ضَحِّ بِهِ أَنْتَ» .
(13)
بابُ
الشَّرِكَةِ فِي الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ
وَيُذْكَرُ: أَنَّ رَجُلًا سَاوَمَ شَيْئًا فَغَمَزَهُ آخَرُ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ لَهُ شَرِكَةً.
2501 -
2502 - حدَّثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدٌ، عن زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ:
عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ. فَقالَ: «هُوَ صَغِيرٌ» . فَمَسَحَ رَأسَهُ وَدَعَا لَهُ.
وَعَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ إلى السُّوقِ، فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهم، فَيَقُولَانِ لَهُ: أشْركْنَا
(1)
؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ. فَيَشْرَكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ، فَيَبْعَثُ بِهَا إلى الْمَنْزِلِ.
(1)
ضبطت الراء في اليونينية بالكسر والفتح معًا، فالكسر على أنَّ الهمزة همزة قطع:«أشرِكنا» ، والفتح على أن الهمزة همزة وصل:«اشرَكنا» .
(14)
بابُ الشَّرِكَةِ فِي الرَّقِيقِ
2503 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُعْتِقَ
(1)
كُلَّهُ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ قَدْرَ
(2)
ثَمَنِهِ يُقَامُ قِيمَةَ عَدْلٍ
(3)
، وَيُعْطَى شُرَكَاؤُهُ حِصَّتَهُمْ، وَيُخَلَّى سَبِيلُ
⦗ص: 462⦘
الْمُعْتَقِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش (ب، ص): في اليونينية اللام تحتها كسرة واحدة. اهـ.
2504 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن قَتادَةَ، عن النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عن بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ
(1)
فِي عَبْدٍ أُعْتِقَ كُلُّهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، وَإِلَّا
(2)
يُسْتَسْعَ
(3)
غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ».
(1)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر، وزاد في (ن) نسبة عدم وجودها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، واختلف في ضبط رواية كريمة، فالذي في (ب، ص) أن لفظة: «له» ثابتة عندها، والذي في (و) أنها ليست في روايتها، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
بهامش (ب، ص): في نسخة: «وإن لا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي روايةٍ لأبي ذر ورواية [ق]:«اسْتُسْعِيَ» ، وفي رواية أخرى لأبي ذر:«يُسْتَسْعَى» .
(15)
بابُ الاشْتِرَاكِ فِي الْهَدْيِ وَالْبُدْنِ، وَإِذَا أَشْرَكَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ
(1)
فِي هَدْيِهِ
بَعْدَما أَهْدَى
(1)
في رواية أبي ذر: «الرجلُ رَجُلًا» .
2505 -
2506 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ، عن جَابِرٍ.
وَعَنْ طَاوُوسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قالَ
(1)
: قَدِمَ
(2)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
صُبْحَ رَابِعَةٍ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ، مُهِلِّينَ
(4)
بِالْحَجِّ لَا يَخْلِطُهُمْ شَيْءٌ، فَلَمَّا قَدِمْنَا، أَمَرَنَا فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً، وَأَنْ نَحِلَّ إلى
⦗ص: 463⦘
نِسَائِنَا، فَفَشَتْ فِي ذَلِكَ الْقَالَةُ
(5)
.
قالَ عَطَاءٌ: فَقالَ جَابِرٌ: فَيَرُوحُ أَحَدُنَا إلى مِنًى وَذَكَرُهُ يَقْطُرُ مَنِيًّا؟! فَقالَ جَابِرٌ بِكَفِّهِ
(6)
، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ خَطِيبًا، فَقالَ:«بَلَغَنِي أَنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، وَاللَّهِ لَأَنَا أَبَرُّ وَأَتْقَى لِلَّهِ مِنْهُمْ، وَلَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ» . فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِيَ لَنَا أَوْ لِلْأَبَدِ؟ فَقالَ:«لَا، بَلْ لِلْأَبَدِ» . قالَ: وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -فَقالَ أَحَدُهُمَا: يَقُولُ: لَبَّيْكَ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ
(7)
: وَقالَ الآخَرُ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ النَّبِيُّ
(8)
صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ على إِحْرَامِهِ، وَأَشْرَكَهُ فِي الْهَدْيِ.
(1)
في رواية أبي ذر وكريمة: «قَالا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمَّا قَدِمَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وأَصْحابُهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «مُهِلُّونَ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المَقَالَةُ» .
(6)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَكُفُّهُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «قال» بإسقاط الواو، والذي في (ب، ص) أن قوله: «وقال» كله ليس في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر: «فَأَمَرَهُ رَسولُ اللهِ» كتبت بالحمرة.
(16)
بابُ مَنْ عَدَلَ عَشْرًا
(1)
مِنَ الْغَنَمِ بِجَزُورٍ
فِي الْقَسْمِ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «عَشَرَةً» .
2507 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن أَبِيهِ، عن عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ:
عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ تِهَامَةَ، فَأَصَبْنَا غَنَمًا وَإِبِلًا
(2)
، فَعَجِلَ الْقَوْمُ فَأَغْلَوْا
(3)
الْقُدُورَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ
(4)
، ثُمَّ عَدَلَ
(5)
عَشْرًا
(6)
مِنَ الْغَنَمِ بِجَزُورٍ، ثُمَّ إِنَّ بَعِيرًا نَدَّ، وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ إِلَّا خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فَرَمَاهُ
(7)
⦗ص: 464⦘
رَجُلٌ فَحَبَسَهُ بِسَهْمٍ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ منها فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا» . قالَ: قالَ جَدِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْجُو- أَوْ: نَخَافُ- أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، فَنَذْبَحُ
(8)
بِالْقَصَبِ؟ فَقالَ
(9)
: «أعْجلْ
(10)
، أَوْ: أَرْني
(11)
، ما أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوا، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عن ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أو إبلًا» .
(3)
في (و، ب، ص) زيادة: «بها» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكُفِئَتْ» .
(5)
بهامش اليونينية بدون رقم: «وَعَدَلَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «عَشَرَةً» . انظر ما تقدم في التعليق على الحديث، ر:2488.
(7)
في رواية أبي ذر: «فرمى» .
(8)
في رواية أبي ذر: «أَفَنَذْبَحُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(10)
هكذا ضبطت الجيم في اليونينية بالكسر والفتح معًا، فالكسر على أن الهمزة همزة قطع، والفتح على أنَّ الهمزة همزة وصل.
(11)
صحَّح على الكلمة في (ن، ص) لصحة الرواية وضبَّب على الياء، وفي (و) التصحيح فقط، وفي (ب) التضبيب فقط، وفي رواية أبي ذر:«أَرِنْ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابٌ: فِي الرَّهْنِ
(1)
فِي الْحَضَرِ وَقَوْلِهِ
(2)
تَعالى: {وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا
(3)
فَرُهُنٌ
(4)
مَّقْبُوضَةٌ} [البقرة: 283]
(1)
في رواية أبي ذر بعد البسملة: «كتاب الرهن» ، وقُيِّدت روايته في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقول الله» .
(3)
قوله: «{وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا}» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «{فَرِهَان}» وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو.
2508 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: وَلَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم دِرْعَهُ بِشَعِيرٍ، وَمَشَيْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا أَصْبَحَ لِآلِ مُحَمَّدٍ
(2)
إِلَّا صَاعٌ، وَلَا أَمْسَى». وَإِنَّهُمْ لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ.
(2)
بابُ مَنْ رَهَنَ دِرْعَهُ
2509 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الرَّهْنَ وَالْقَبِيلَ فِي السَّلَفِ، فَقالَ إِبْرَاهِيمُ: حدَّثنا الأَسْوَدُ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إلى أَجَلٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ.
(3)
بابُ رَهْنِ السِّلَاحِ
2510 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؛
⦗ص: 466⦘
فَإِنَّهُ
(1)
آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» صلى الله عليه وسلم، فَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا. فَأَتَاهُ فَقالَ: أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وسْقًا
(2)
أَوْ وسْقَيْنِ. فَقالَ: ارْهَنُونِي
(3)
نِسَاءَكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟! قالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ. قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُ
(4)
أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوسْقٍ (2) أَوْ وسْقَيْنِ؟! هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّامَةَ
(5)
-قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي السِّلَاحَ- فَوَعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَقَتَلُوهُ
ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «قَدْ» .
(2)
بفتح الواو وكسرها.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أَتَرْهَنُونِي» .
(4)
في رواية أبي ذر ونسخة: «نَرْهَنُكَ» .
(5)
في (و، ص): «اللَّأمة» ، وبهامش (ق): بالهمز، وقد يُترك الهمز تخفيفًا.
(4)
بابٌ: الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ وَمَحْلُوبٌ
وَقالَ مُغِيرَةُ، عن إِبْرَاهِيمَ: تُرْكَبُ الضَّالَّةُ بِقَدْرِ عَلَفِهَا
(1)
، وَتُحْلَبُ بِقَدْرِ عَلَفِهَا
(2)
، وَالرَّهْنُ مِثْلُهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ونسخة: «عَمَلِهَا» كتبت بالحمرة.
2511 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عن عَامِرٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:«الرَّهْنُ يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ، وَيُشْرَبُ لَبَنُ الدَّرِّ إذا كَانَ مَرْهُونًا» .
2512 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا زَكَرِيَّا، عن الشَّعْبِيِّ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الرَّهْنُ
(1)
يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ إذا كَانَ مَرْهُونًا، وَلَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ بِنَفَقَتِهِ إذا كَانَ مَرْهُونًا، وَعَلَى الَّذِي يَرْكَبُ وَيَشْرَبُ النَّفَقَةُ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «الظَّهْرُ» .
(5)
بابُ الرَّهْنِ عِنْدَ الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ
2513 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
⦗ص: 467⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا، وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ.
(6)
بابٌ: إذا اخْتَلَفَ الرَّاهِنُ وَالْمُرْتَهِنُ وَنَحْوُهُ، فَالْبَيِّنَةُ على الْمُدَّعِي،
وَالْيَمِينُ على الْمُدَّعَى عَلَيْهِ
2514 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قالَ:
كَتَبْتُ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: أَنَّ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى أَنَّ الْيَمِينَ على الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «إِنَّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
2515 -
2516 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ قالَ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ، يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالًا، وهو فيها فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ، فَأَنْزَلَ
(1)
اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} فَقَرَأَ إلى {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]. ثُمَّ إِنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقالَ: ما يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قالَ: فَحَدَّثْنَاهُ، قالَ: فَقالَ: صَدَقَ، لَفِيَّ وَاللَّهِ أُنْزِلَتْ
(2)
، كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدُكَ
(3)
أَوْ يَمِينُهُ». قُلْتُ: إِنَّهُ إذًا يَحْلِفُ
(4)
وَلَا يُبَالِي. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالًا، هُوَ
(5)
فيها فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ». فَأَنْزَلَ
(6)
اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ. ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إلى {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «ثم أَنْزَلَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لَفِيَّ نَزَلَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «شَاهِدَاكَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «وَهُوَ» .
(6)
هكذا في رواية للسمعاني عن أبي الوقت (ب، ص) أيضاً، وفي أخرى عنه:«ثم أَنْزَلَ» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
فِي الْعِتْقِ وَفَضْلِهِ
(2)
وَقَوْله تَعَالَى: {فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ
(3)
فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ
(4)
} [البلد: 13 - 15]
(1)
في رواية أبي ذر عن المستملي زيادة: «كتاب العتق» قبل البسملة.
(2)
في رواية أبي ذر: «ما جاء في العتق وفضله» ، وبهامش اليونينية بدون رقم مرموز عليه بعلامة السقوط:«كتاب في العتق: باب ما جاء في العتق وفضله» وعلى الباب والترجمة علامة السقوط بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: {فَكَّ رَقَبةً. أَوْ أَطْعَمَ} وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي.
(4)
كتب قوله تعالى: {يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} بالحمرة في متن (ب، ص).
2517 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ، صَاحِبُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(2)
، قالَ:
قالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا، اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ منه عُضْوًا منه مِنَ النَّارِ» .
قالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: فَانْطَلَقْتُ
(3)
إلى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(4)
، فَعَمَدَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ
(5)
رضي الله عنهما إلى عَبْدٍ لَهُ، قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ -أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ- فَأَعْتَقَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «علي بن الحسينِ عليهما السلام» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
(4)
في رواية أبي ذر: «الحسينِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «الحسينِ» .
(2)
بابٌ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟
2518 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي مُرَاوِحٍ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ
⦗ص: 470⦘
فِي سَبِيلِهِ». قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «أَغْلَاهَا
(1)
ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قالَ: «تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ» . قالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قالَ: «تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا على نَفْسِكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «أعْلَاها» بالعين المهملة.
(3)
بابُ ما يُسْتَحَبُّ مِنَ العَتَاقَةِ فِي الْكُسُوفِ وَالآيَاتِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَوِ الآياتِ» .
2519 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ: حدَّثنا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ:
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ.
تَابَعَهُ عَلِيٌّ، عن الدَّرَاوَرْدِيِّ، عن هِشَامٍ.
2520 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا عَثَّامٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ عِنْدَ الْخُسُوفِ بِالْعَتَاقَةِ.
(4)
بابٌ: إذا أَعْتَقَ عَبْدًا بَيْنَ اثْنَيْنِ، أَوْ أَمَةً بَيْنَ الشُّرَكَاءِ
2521 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن سَالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَإِنْ كَانَ مُوسِرًا قُوِّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُعْتَقُ» .
2522 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ
⦗ص: 471⦘
مَالٌ يَبْلُغُ
(1)
ثَمَنَ الْعَبْدِ، قُوِّمَ الْعَبْدُ
(2)
قِيمَةَ عَدْلٍ، فَأَعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ، وَعَتَقَ عَلَيْهِ
(3)
، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ منه ما عَتَقَ».
(1)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «فكان له ما يَبْلُغُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «عليه» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «العَبْدُ» .
2523 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلِّهِ
(1)
، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ ثَمَنَهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مالٌ يُقَوَّمُ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ
(2)
، فَأُعْتِقَ منه ما أَعْتَقَ».
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا
بِشْرٌ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ. اخْتَصَرَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَى المُعْتِقِ» ، وفي رواية الحَمُّويِي والمستملي زيادة:«عَلَى العِتْقِ» .
2524 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، أَوْ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ، وَكَانَ
(2)
لَهُ مِنَ الْمَالِ ما يَبْلُغُ قِيمَتَهُ بِقِيمَةِ الْعَدْلِ، فهو عَتِيقٌ». قالَ نَافِعٌ: وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ منه ما عَتَقَ
(3)
. قالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي أَشَيْءٌ قالَهُ نَافِعٌ، أَوْ شَيْءٌ فِي الْحَدِيثِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فكانَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أُعْتِقَ ما أَعْتَقَ» .
2525 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ: حدَّثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أخبَرَني نَافِعٌ:
عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يُفْتِي فِي الْعَبْدِ أَوِ الأَمَةِ، يَكُونُ بَيْنَ شُرَكَاءَ، فَيُعْتِقُ أَحَدُهُمْ نَصِيبَهُ مِنْهُ، يَقُولُ: قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلِّهِ، إذا كَانَ لِلَّذِي أَعْتَقَ مِنَ الْمَالِ ما يَبْلُغُ، يُقَوَّمُ مِنْ مَالِهِ قِيمَةَ الْعَدْلِ، وَيُدْفَعُ إلى الشُّرَكَاءِ أَنْصِبَاؤُهُمْ، وَيُخَلَّى سَبِيلُ
(1)
الْمُعْتَقِ. يُخْبِرُ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
⦗ص: 472⦘
وَرَوَاهُ اللَّيْثُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُخْتَصَرًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «ويَدْفَعُ إلى الشُّرَكَاءِ أنْصِبَاءَهُمْ ويُخَلِّي سَبِيلَ» ببناء الفعلين للفاعل.
(5)
بابٌ: إذا أَعْتَقَ نَصِيبًا فِي عَبْدٍ، وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ،
اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ
غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ، على نَحْوِ الْكِتَابَةِ
2526 -
حدَّثنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ قَتادَةَ، قالَ: حدَّثني النَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا
(2)
مِنْ عَبْدٍ».
2527 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ، عن النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عن بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا -أَوْ: شَقِيصًا- فِي مَمْلُوكٍ، فَخَلَاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، وَإِلَّا قُوِّمَ عَلَيْهِ، فَاسْتُسْعِيَ بِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ» .
تَابَعَهُ حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ، وَأَبَانُ، وَمُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عن قَتادَةَ.
اخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
بابُ الْخَطَإ وَالنِّسْيَانِ فِي الْعَتَاقَةِ
(1)
وَالطَّلَاقِ وَنَحْوِهِ، وَلَا عَتَاقَةَ
إِلَّا لِوَجْهِ اللَّهِ؛
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى» وَلَا نِيَّةَ لِلنَّاسِي وَالْمُخْطِئِ
(1)
في (ب، ص) بكسر العين نقلًا عن اليونينية.
2528 -
حدَّثنا
(1)
الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن قَتادَةَ، عن زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى:
⦗ص: 473⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عن أُمَّتِي ما وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا
(2)
، ما لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «صُدُورَها» بالنصب.
2529 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عن سُفْيَانَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلاِمْرِئٍ
(1)
ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ
هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا
(2)
يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إِلَيْهِ».
(1)
بهامش (ب): في بعض الأصول: «وإنَّما لامرئٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «إلى دُنْيا» .
(7)
بابٌ: إذا قالَ رَجُلٌ
(1)
لِعَبْدِهِ: هو لِلَّهِ، وَنَوَى الْعِتْقَ، وَالإِشْهَادِ فِي الْعِتْقِ
(1)
لفظة: «رجل» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
2530 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن قَيْسٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ لَمَّا أَقْبَلَ يُرِيدُ الإِسْلَامَ، وَمَعَهُ غُلَامُهُ، ضَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ منهما مِنْ صَاحِبِهِ، فَأَقْبَلَ بَعْدَ ذَلِكَ
(1)
وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ قَدْ أَتَاكَ» . فَقالَ: أَمَا إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ حُرٌّ. قالَ: فهو حِينَ يَقُولُ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
…
…
…
على أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
(1)
في رواية أبي ذر: «ذَاكَ» .
2531 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عن قَيْسٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
⦗ص: 474⦘
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
…
…
على أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
قالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ. قالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَايَعْتُهُ
(2)
، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ» . فَقُلْتُ: هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَأَعْتَقْتُهُ.
لَمْ يَقُلْ
(3)
أَبُو كُرَيْبٍ، عن أَبِي أُسَامَةَ: حُرٌّ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَبَايَعْتُه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: لَمْ يَقُلْ» .
2532 -
حدَّثنا
(1)
شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عن إِسْمَاعِيلَ: عَنْ قَيْسٍ قالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وَمَعَهُ غُلَامُهُ، وهو يَطْلُبُ الإِسْلَامَ، فَضَلَّ
(2)
أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ. بِهَذَا، وَقالَ: أَمَا إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ لِلَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح على الكلمة في اليونينية لصحة الرواية، وضبَّب عليها معًا، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضاً، وبهامش اليونينية: صوابه: فَأَضَلَّ. اهـ. وبهامش (ن) حاشية: قال القاضي عياض رحمه الله: قال أبو زيد: «أضللتُ الدَّابةَ والصَّبيَ وكلَّ ما ذهب عنك بوجه من الوجوه، وإذا كان معك مقيمًا فأخطأتَه فهو بمنزلة ما لم يبرح، كالدار والطريق تقول: قد ضللته ضلالةً» . وقال الأصمعي: «ضللت الدارَ والطريقَ وكلَّ ثابت لا يبرَح: بالفتح، وضلني فلان فلم أقدر عليه، وأضللت الدراهم وكلَّ شيء ليس بثابت» . وفي كتاب العتق في حديث أبي هريرة: «فضلَّ أحدهما صاحبه» الوجه: «فأضل» على ما تقدم، أو: ضل أحدهما من صاحبه، كما جاء في الحديث الآخر:«فضل كل واحد منهما من صاحبه» . قال ابن سيده في المحكم: «وإذ كان الحيوان مقيمًا قلت: قد ضللته، كما يقال في غير الحيوان من الأشياء التي لا تبرح، أنشد ابن الأعرابي:
ضلَّ أباه فادَّعى الضلالا. اهـ.
(8)
بابُ أُمِّ الْوَلَدِ
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا» .
2533 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 475⦘
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: إِنَّ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ
(1)
، عَهِدَ إلى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنْ يَقْبِضَ إِلَيْهِ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، قالَ عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْفَتْحِ، أَخَذَ سَعْدٌ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمعَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ مَعَهُ بِعَبْدِ بْنِ زَمعَةَ، فَقالَ سَعْدٌ
(2)
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنُ أَخِي، عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ. فَقالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَخِي ابْنُ وَلِيدَةِ
(3)
زَمْعَةَ، وُلِدَ على فِرَاشِهِ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى ابْنِ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَإِذَا هو أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«هُوَ لَكَ يَا عَبْد
(4)
بْنَ زَمْعَةَ». مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ على فِرَاشِ أَبِيهِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «احْتَجِبِي منه يَا سَوْدَةَُ
(5)
بِنْتَ زَمْعَةَ». مِمَّا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، وَكَانَتْ سَوْدَةُ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «كانَ عتبةُ بنُ أبي وقاصٍ» .
(2)
في (ب، ص): (سعدُ) بضمة واحدة نقلًا عن اليونينية.
(3)
لفظة: «وليدة» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(4)
بالرفع والنصب معًا.
(5)
بالرفع والنصب معًا.
(9)
بابُ بَيْعِ الْمُدَبَّرِ
2534 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَّا عَبْدًا لَهُ عن دُبُرٍ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ فَبَاعَهُ. قالَ جَابِرٌ: مَاتَ الْغُلَامُ عَامَ أَوَّلَ.
(10)
بابُ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ
2535 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
2536 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
⦗ص: 476⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«أَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ» . فَأَعْتَقْتُهَا، فَدَعَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا، فقالتْ: لَوْ أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا ما ثَبَتُّ عِنْدَهُ. فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا.
(11)
بابٌ: إذا أُسِرَ أَخُو الرَّجُلِ، أَوْ عَمُّهُ، هَلْ يُفَادَى إذا كَانَ مُشْرِكًا؟
وَقالَ أَنَسٌ: قالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَادَيْتُ نَفْسِي، وَفَادَيْتُ عَقِيلًا.
وَكَانَ عَلِيٌّ لَهُ نَصِيبٌ فِي تِلْكَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي أَصَابَ مِنْ أَخِيهِ عَقِيلٍ وَعَمِّهِ
(1)
عَبَّاسٍ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «ومنْ عَمِّهِ» . ورمز عليها بعلامة السقوط بالحمرة.
2537 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عن مُوسَى
(1)
، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالُوا: ائذَنْ
(2)
فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ، فَقالَ:«لَا تَدَعُونَ منه دِرْهَمًا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُقْبَةَ» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لنا» .
(12)
بابُ عِتْقِ الْمُشْرِكِ
2538 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ: أخبَرَنِي أَبِي:
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَئةَ رَقَبَةٍ، وَحَمَلَ على مَئةِ بَعِيرٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ حَمَلَ على مِئَةِ بَعِيرٍ وَأَعْتَقَ مِئةَ رَقَبَةٍ، قالَ: فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا. يَعْنِي أَتَبَرَّرُ بِهَا، قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ على ما سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ» .
(13)
بابُ مَنْ مَلَكَ مِنَ الْعَرَبِ رَقِيقًا، فَوَهَبَ وَبَاعَ وَجَامَعَ وَفَدَى وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ
وَقَوْلُهُ
(1)
تَعَالَى: {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً
(2)
عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 75]
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالجر نقلًا عن الفرع، وفي رواية أبي ذر:«وقول اللهِ» .
(2)
قوله تعالى: «{ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً}» ليس في رواية أبي ذر.
2539 -
2540 - حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: أخبَرَنِي
(1)
اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ
(2)
، عن ابْنِ شِهَابٍ: ذَكَرَ عُرْوَةُ:
أَنَّ مَرْوَانَ وَالْمِسْوَرَ بْنَ
مَخْرَمَةَ أخبَرَاهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقالَ:«إِنَّ مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا الْمَالَ وَإِمَّا السَّبْيَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأنَيْتُ بِهِمْ» . وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ قَالُوا: فَإِنَّا
(3)
نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ جَاؤُونَا
(4)
تَائِبِينَ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَُّ
(5)
إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ». فَقالَ النَّاسُ: طَيَّبْنَا ذَلِكَ
(6)
. قالَ: «إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ مِمَّنْ لَمْ يَأذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ» . فَرَجَعَ النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ: أَنَّهُمْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا. فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عن
⦗ص: 478⦘
سَبْيِ هَوَازِنَ.
وَقالَ أَنَسٌ: قالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . كتبت بالحمرة.
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثني عُقَيْلٌ» ونسبها في (و، ق) إلى رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية أيضًا دون رقم ولا تخريج:«أخبَرَني» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «إنَّا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «قَدْ جَاؤُونَا» .
(5)
بالرفع والنصب معًا.
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «لك» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وخُرِّج لهذه الزيادة في (ب) قبل قوله:«ذلك» وهو موافق لما في الإرشاد، وخرج لها في (و، ق، ص) على البدلية من لفظة: «ذلك» وهو موافق لما في السلطانية.
2541 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ قالَ:
كَتَبْتُ إلى نَافِعٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ
(2)
: أَنَّ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَغَارَ على بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ، وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى على الْمَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ. حدَّثني بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ شَقِيقٍ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «كَتَبَ إليَّ نافعٌ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إنَّ» .
2542 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قالَ:
رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، فَاشْتَهَيْنَا النِّسَاءَ فَاشْتَدَّتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ، وَأَحْبَبْنَا الْعَزْلَ
(1)
، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا؛ ما مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهْيَ كَائِنَةٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وَأَحْبَبْنَا الفِدَاءَ» .
2543 -
حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ.
وَحَدَّثَنِي ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن الْمُغِيرَةِ، عن الْحَارِثِ، عن أَبِي زُرْعَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ عُمَارَةَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
⦗ص: 479⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: ما زِلْتُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ مُنْذُ
(1)
ثَلَاثٍ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِيهِمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي على الدَّجَّالِ» . قالَ: وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا» . وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ
(2)
مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقالَ: «أَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّهَا
مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «مُذْ» كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(14)
بابُ فَضْلِ
(1)
مَنْ أَدَّبَ جَارِيَتَهُ وَعَلَّمَهَا
(1)
لفظة: «فضل» ليست في رواية أبي ذر.
2544 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عن مُطَرِّفٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَالَهَا فَأَحْسَنَ
(1)
إِلَيْهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ».
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «جاريةٌ فَعَلَّمَها وَأَحْسَنَ» .
(15)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَبِيدُ إِخْوَانُكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأكُلُونَ»
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
(1)
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} [النساء: 36]
ذِي الْقُرْبَى
(2)
: الْقَرِيبُ، وَالْجُنُبُ: الْغَرِيبُ، الْجَارُ الْجُنُبُ: يَعْنِي الصَّاحِبَ فِي السَّفَرِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: إلى قوله: «{مُخْتَالاً فَخُورًا}» بدل إتمام الآية.
(2)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: ذي القربى» .
(3)
قوله: «الْجَارُ الْجُنُبُ: يَعْنِي الصَّاحِبَ فِي السَّفَرِ» ليس في رواية أبي ذر، وفي (ب، ص) علامة للسقوط أيضًا غير هذه من قوله: «ذي القربى» ، وبهامشهما: كذا علامة السقوط في اليونينية هنا أيضًا. اهـ.
2545 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، قالَ:
سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ
(1)
بْنَ سُوَيْدٍ قالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ رضي الله عنه، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْنَاهُ
(2)
عن ذَلِكَ، فَقالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا، فَشَكَانِي إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟!» ثُمَّ قالَ: «إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلَكُمْ
(3)
، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ
(4)
، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ
(5)
، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا
(6)
يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «مَعْرُورَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فسألنا» .
(3)
بهامش (ب، ص): كانت اللام في اليونينية مضمومة، ثم صُلِّحت فتحةً، وهي مضمومة في فرعين من فروعها. اهـ. وهي مضمومة في (و، ق) ونسخة البقاعي.
(4)
في رواية أبي ذر: «يَدَيْهِ» .
(5)
ضبط اللَّام في (ب، ص) بالنصب والجر، وبهامش (ب):«كأنَّ في اليونينية هذه اللَّام مكسورة ومفتوحة» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّا» .
(16)
بابُ الْعَبْدِ إذا أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ سَيِّدَهُ
2546 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْعَبْدُ إذا نَصَحَ سَيِّدَهُ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» .
2547 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن صَالِحٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا
(1)
فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا
(2)
، وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَلَهُ أَجْرَانِ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أَدَّبَهَا» .
(2)
كتبت لفظة: «تأديبها» بالحمرة في متن اليونينية، وفي رواية أبي ذر:«تَعْلِيمَها» .
2548 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ» . وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ.
2549 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن الأَعْمَشِ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَ ما لِأَحَدِهِمْ، يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ» .
(17)
بابُ كَرَاهِيَةِ التَّطَاوُلِ على الرَّقِيقِ، وَقَوْلِهِ: عَبْدِي أَوْ أَمَتِي
وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ
عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32].
وَقالَ: {عَبْدًا مَّمْلُوكًا} [النحل: 75]{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: 25] وَقالَ: {مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25].
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ؟» .
وَ {اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] سَيِّدِكَ
(1)
.
«وَمَنْ سَيِّدُكُمْ؟
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «عِنْدَ سَيِّدِكَ» .
(2)
قوله: «ومن سيدكم؟» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت.
2550 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نَافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ سَيِّدَهُ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» .
2551 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمَمْلُوكُ
(1)
الَّذِي يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَيُؤَدِّي
⦗ص: 482⦘
إلى سَيِّدِهِ الَّذِي لَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ وَالنَّصِيحَةِ وَالطَّاعَةِ، لَهُ
(2)
أَجْرَانِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «لِلْمَمْلُوكِ» .
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
2552 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يُحَدِّثُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ. وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي، مَوْلَايَ
(1)
. وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي. وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «ومَوْلَايَ» .
2553 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنَ الْعَبْدِ، فَكَانَ
(1)
لَهُ مِنَ الْمَالِ ما يَبْلُغُ قِيمَتَهُ، يُقَوَّمُ
(2)
عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، وَأُعْتِقَ مِنْ مَالِهِ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «كانَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قُوِّمَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقد أُعْتِقَ منه ما عَتَقَ» .
2554 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْؤُولٌ
(1)
عن رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي على النَّاسِ رَاعٍ
(2)
وهو مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ على أَهْلِ بَيْتِهِ وهو مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ على بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ على مَالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».
2555 -
2556 - حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إذا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إذا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا -فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ- بِيعُوهَا
(1)
وَلَوْ بِضَفِيرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَبيعُوها» .
(18)
بابٌ: إذا أَتَاهُ
(1)
خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «إذا أتَى» .
2557 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ» .
(19)
بابٌ: الْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ
وَنَسَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَالَ إلى السَّيِّدِ:
2558 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهْيَ مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ» . قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ
(1)
مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فَكُلُّكُمْ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(20)
بابٌ: إذا ضَرَبَ الْعَبْدَ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ
2559 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قالَ: وَأخبَرَنِي ابْنُ فُلَانٍ
(2)
، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنَا
(3)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ:«إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قالَ أبو إسحاق: قالَ أبو حرب: الَّذي قالَ: ابنُ فُلانِ هو قولُ ابن وَهْبٍ، وهو ابن سمعان» كتبت بالحمرة. وبهامش (ب): لم يُخرِّج له في اليونينية، وخرَّج له في الفرع بعد قوله:«ابن فلان» ، وكذا شرح القسطلاني، والذي في أصول صحيحة محلها آخر الباب، بعد قوله:«فليجتنب الوجه» . اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ إثْمِ مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ الْمُكَاتَبَ، وَنُجُومُهُ
(1)
فِي كُلِّ سَنَةٍ نَجْمٌ
(2)
وَقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33]
وَقالَ رَوْحٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَوَاجِبٌ عَلَيَّ إذا عَلِمْتُ لَهُ مَالًا أَنْ أُكَاتِبَهُ؟ قالَ: ما أُرَاهُ
(3)
إِلَّا وَاجِبًا -وَقالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ- قُلْتُ لِعَطَاءٍ: تَأْثرُهُ
(4)
عن أَحَدٍ؟ قالَ: لا. ثُمَّ أخبَرَنِي: أَنَّ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ سِيرِينَ
(5)
سَأَلَ أَنَسًا الْمُكَاتَبَةَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْمَالِ فَأَبَى، فَانْطَلَقَ إلى عُمَرَ رضي الله عنه فَقالَ: كَاتِبْهُ. فَأَبَى، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ وَيَتْلُو عُمَرُ:{فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33] فَكَاتَبَهُ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَنُجُومِهِ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «في المكاتب. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. باب المكاتَبِ ونُجُومِهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ نَجْمٌ» . قارن بما في الإرشاد.
(3)
في رواية أبي ذر: «أَرَاهُ» بفتح الهمزة.
(4)
في رواية أبي ذر: «أَتَأْثُرُهُ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2560 -
وقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ: قالَ عُرْوَةُ:
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: إِنَّ بَرِيرَةَ دَخَلَتْ عَلَيْها تَسْتَعِينُها فِي كِتَابَتِها، وَعَلَيْها خَمْسَةُ أَوَاقٍ
(1)
، نُجِّمَتْ عَلَيْها فِي خَمْسِ سِنِينَ، فقالتْ لَها عَائِشَةُ وَنَفِسَتْ فِيهَا: أَرَأَيْتِ إِنْ عَدَدْتُ لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً، أَيَبِيعُكَ أَهْلُكِ فَأُعْتِقَكِ
(2)
، فَيَكُونَ
(3)
وَلَاؤُكِ لِي؟ فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إلى أَهْلِها، فَعَرَضَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فقالُوا: لا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَنا الْوَلَاءُ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ لها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرِيها فَأَعْتِقِيها؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ما بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي
⦗ص: 486⦘
كِتَابِ اللَّهِ فهو بَاطِلٌ، شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «خَمْسُ أَوَاقِي» ، وضبطها في (و):«خَمْسُ أَوَاقِيَّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بابُ
ما يَجُوزُ مِنْ شُرُوطِ الْمُكَاتَبِ، وَمَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ
فِيهِ ابْنُ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «فيه عن ابن عمر» .
2561 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهَابٍ
(1)
، عن عُرْوَةَ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ تَسْتَعِينُها فِي كِتَابَتِها، وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِها شَيْئًا، قالَتْ لَها عَائِشَةُ: ارْجِعِي إلى أَهْلِكِ، فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ
(2)
وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لِي فَعَلْتُ. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ لِأَهْلِها فَأَبَوْا، وَقَالُوا: إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ، وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لَنا. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لَهَا
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ابْتَاعِي، فَأَعْتِقِي؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . قالَ: ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ما بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنْ شَرَطَ
(4)
مِئةَ مَرَّةٍ
(5)
، شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ».
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً (ب، ص)، وفي نسخة:« .. حدَّثنا الليثُ عن عُقيل عن ابن شهاب» . وعليها علامة السقوط بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«أن أقضي عن كتابَتِكِ» .
(3)
لفظة: «لها» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «اشْتَرَطَ» .
(5)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «مِئَةَ شَرْطٍ» .
2562 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمؤمِنِينَ
(1)
أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً لِتُعْتِقَهَا
(2)
،
⦗ص: 487⦘
فَقالَ
(3)
أَهْلُهَا: على أَنَّ وَلَاءَها لَنا. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَمْنَعْكِ
(4)
ذَلِكِ؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».
(1)
قوله: «أم المؤمنين» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش (ب، ص) بدون رقم: «تُعْتِقُها» ، ورمز عليها بعلامة السقوط (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَمْنَعُكِ» ، وفي رواية أبي ذر:«لا يَمْنَعَنَّكِ» .
(3)
بابُ اسْتِعَانَةِ الْمُكَاتَبِ وَسُؤَالِهِ النَّاسَ
2563 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَتْ بَرِيرَةُ فقالتْ: إِنِّي كَاتَبْتُ أَهْلِي على تِسْعِ أَوَاقٍ
(2)
، فِي كُلِّ عَامٍ وَقِيَّةٌ
(3)
، فَأَعِينِينِي
(4)
. فقالتْ عَائِشَةُ: إِنْ أَحَبَّ أَهْلُكِ أَنْ أَعُدَّها لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً وَأُعْتِقَكِ
(5)
فَعَلْتُ، وَيَكُونَ
(6)
وَلَاؤُكِ لِي، فَذَهَبَتْ إلى أَهْلِها، فَأَبَوْا ذَلِكَ عَلَيْها، فقالتْ: إِنِّي قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكِ عَلَيْهِمْ، فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْوَلَاءُ لَهُمْ
(7)
. فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَنِي فَأخبَرْتُهُ، فَقالَ: «خُذِيها، فَأَعْتِقِيها، وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلَاءَ؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ
(8)
لِمَنْ أَعْتَقَ». قالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَما بَالُ رِجَالٍ مِنْكُمْ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! فَأَيُّما شَرْطٍ
(9)
لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فهو بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِئةَ شَرْطٍ، فَقَضَاءُ
(10)
اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ، ما بَالُ رِجَالٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَعْتِقْ يا فُلَانُ وَلِيَ الْوَلَاءُ؟! إِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن عروة» .
(2)
بهامش (ب، ص) بدون رقم: «أوقِيَّةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أُوقِيَّةٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَأَعْيَتْني» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «فَيَكُونَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «لَهُمُ الوَلَاءُ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «فإِنَّ الوَلَاءَ» .
(9)
في رواية أبي ذر زيادة: «كانَ» .
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بابُ بَيْعِ الْمُكَاتَبِ
(1)
إذا رَضِيَ
وَقالَتْ عَائِشَةُ: هو عَبْدٌ ما بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
وَقالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: ما بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: هو عَبْدٌ إِنْ عَاشَ وَإِنْ مَاتَ وَإِنْ جَنَى، ما بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «المُكاتَبَةِ» على إرادة عقد المكاتبة.
2564 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ تَسْتَعِينُ عَائِشَةَ
أُمَّ الْمؤمِنِينَ رضي الله عنها، فقالتْ لَهَا: إِنْ أَحَبَّ أَهْلُكِ أَنْ أَصُبَّ لَهُمْ ثَمَنَكِ صَبَّةً وَاحِدَةً فَأُعْتِقَكِ
(1)
فَعَلْتُ. فَذَكَرَتْ بَرِيرَةُ ذَلِكَ لِأَهْلِها، فقالُوا: لا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَلَاؤُكِ
(2)
لَنا. قالَ مَالِكٌ: قالَ يَحْيَى: فَزَعَمَتْ عَمْرَةُ أَنَّ عَائِشَةَ ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «اشْتَرِيها وَأَعْتِقِيها؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وأُعْتِقَكِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «الوَلَاءُ» .
(5)
بابٌ: إذا قالَ الْمُكَاتَبُ: اشْتَرِي
(1)
وَأَعْتِقْنِي
(2)
، فَاشْتَرَاهُ لِذَلِكَ
(1)
في رواية أبي ذر: «اشْتَرِنِي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2565 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قالَ: حدَّثني أَبِي: أَيْمَنُ، قالَ:
دَخَلْتُ على عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقُلْتُ: كُنْتُ
(1)
لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، وَمَاتَ، وَوَرِثَنِي بَنُوهُ، وَإِنَّهُمْ بَاعُونِي مِنِ ابْنِ أَبِي عَمْرٍو
(2)
، فَأَعْتَقَنِي ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَاشْتَرَطَ بَنُو عُتْبَةَ الْوَلَاءَ، فقالتْ: دَخَلَتْ بَرِيرَةُ وَهْيَ مُكَاتَبَةٌ، فقالتْ: اشْتَرِينِي وَأَعْتِقِينِي
(3)
. قالَتْ: نَعَمْ. قالَتْ: لا يَبِيعُونِي حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلَائِي. فقالتْ: لا حَاجَةَ لِي بِذَلِكِ. فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوْ بَلَغَهُ، فَذَكَرَ
⦗ص: 489⦘
لِعَائِشَةَ، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ما قالَتْ لَها، فَقالَ: «اشْتَرِيها وَأَعْتِقِيها
(4)
، وَدَعِيهِمْ يَشْتَرِطُونَ
(5)
ما شَاؤُوا». فَاشْتَرَتْها عَائِشَةُ فَأَعْتَقَتْها، وَاشْتَرَطَ أَهْلُها الْوَلَاءَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَإِنِ اشْتَرَطُوا مِئَةَ شَرْطٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «غُلامًا» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «من عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي عَمْرو [زاد في (ب، ص): بنِ عُمَرَ بنِ عبدِ الله المَخْزُومِيِّ]» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَأَعْتِقِيني» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فَأَعْتِقِيهَا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «يَشْتَرِطُوا» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كتابُ الهِبَةِ وَفَضْلِها وَالتَّحْرِيضِ عَلَيهَا
(1)
(1)
في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة: «فِيهَا» (ن، و)، والذي في (ب، ص) أن المثبت في المتن موافق لرواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي أيضًا، وأن في روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فِيهَا» ، وهو موافق لما في الإرشاد.
2566 -
حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عن الْمَقْبُرِيِّ
(1)
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يا نِسَاء
(2)
الْمُسْلِمَاتِ
(3)
، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا
(4)
، وَلَوْ فِرْسِنَ
(5)
شَاةٍ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عَنْ أبِيهِ» .
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(3)
بهامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: قوله: «يا نساءَ المؤمناتِ» بنصب النساء وخفض المؤمنات على معنى: يا فاضلاتِ النساءِ المؤمناتِ، أو: يا نساءَ الجماعات المؤمنات، أو: يا نساء النفوس المؤمنات، وكلُّه بمعنًى، ويصحُّ على إضافة الشيء إلى نفسه، على مذهب الكوفيين، وروي أيضًا برفع «نساءٍ» ورفع «المؤمنات» ، أي: يا أيها النساءُ المؤمناتُ، ويجوز رفعُ «نساء» وكسرُ «المؤمنات» ، وكسرُهُ علامة النصب على النعت على الموضع، كقوله: يا زيدٌ العاقلَ. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «لِجَارَةٍ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2567 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا
(1)
ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إلى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ
(2)
، ثَلَاثَة
(3)
أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَما أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ: يا خَالَةُ
(4)
، ما كَانَ يُعِيْشُكُمْ
(5)
؟ قالَتِ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَتْ
⦗ص: 492⦘
لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِيْنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بالنصب والجر معًا في متن اليونينية.
(4)
في رواية أبي ذر: «يَا خَالَةِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «يُعَيِّشُكُمْ» .
(2)
بابُ الْقَلِيلِ مِنَ الْهِبَةِ
2568 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَوْ دُعِيتُ إلى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(3)
بابُ مَنِ اسْتَوْهَبَ مِنْ أَصْحَابِهِ شَيْئًا
وَقالَ أَبُو سَعِيدٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا» .
2569 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إلى امْرَأَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
(1)
، وَكَانَ لها غُلَامٌ نَجَّارٌ، قالَ
(2)
: «مُرِي عَبْدَكِ فَلْيَعْمَلْ لنا أَعْوَادَ الْمِنْبَرِ» . فَأَمَرَتْ عَبْدَها، فَذَهَبَ فَقَطَعَ مِنَ الطَّرْفَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا قَضَاهُ، أَرْسَلَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ قَضَاهُ، قالَ صلى الله عليه وسلم
(3)
: «أَرْسِلِي بِهِ إِلَيَّ» . فَجَاؤُوا بِهِ، فَاحْتَمَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش: صوابه: من الأنصار. اهـ. وهو المثبت في متن نسخة البقاعي، وبهامشها: في الأصل المنقول منه: «إلى امرأة من المهاجرين» ، وكتب في الهامش:«صوابه من الأنصار» ثمَّ حرَّرته من نسخة معتمدة فوجدته في الأصل: «من الأنصار» وصحح عليها، وكتب في الهامش:«من المهاجرين» نسخة، ثم كشفتها أيضًا فوجدتها في علامات النبوة:«من الأنصار» كما سيأتي إن شاء الله. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» . وفي متن (ب، ص) زيادة: «لها» محوقٌ عليها، ورمزا عليها بعلامة السقوط في رواية أبي ذر.
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
2570 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن أَبِي حَازِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ السَّلَمِيِّ
(1)
:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَازِلٌ أَمَامَنا، وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ، وَأَنا غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَأَنا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي بِهِ، وَأَحَبُّوا لَوْ أَنِّي أَبْصَرْتُهُ، وَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إلى الْفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ، ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ. فقالُوا: لا وَاللَّهِ لا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ
(2)
، فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُما، ثُمَّ رَكِبْتُ فَشَدَدْتُ على الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يَأكُلُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ شَكُّوا فِي أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنا وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ مَعِي، فَأَدْرَكْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عن ذَلِكَ، فَقالَ:«مَعَكُمْ منه شَيْءٌ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ فَأَكَلَها حَتَّى نَفَّدَهَا
(3)
وهو مُحْرِمٌ.
فَحَدَّثَنِي بِهِ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أَبِي قَتادَةَ
(4)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «بشيء» ليس في نسخة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«نَفِدَها» . وبهامش (ن، ب، ص): حاشية بخط اليونيني: قال عياض في المشارق: في عضد الحمار: «فأكلها حتى نَفَّدَها» كذا الرواية في الهبات في البخاري، بتشديد الدال المهملة [كذا في الأصول، وصوابه: بتشديد الفاء ودالٍ مهملة كما في المشارق] ومعناه: أتمها، وعند بعضهم:«حتى أَنْفَدَها» ، وفي كتاب الأطعمة:«حتى تَعَرَّقَها» . هذا آخر كلامه. قال اليونيني: رأيت أنا في نسخة صحيحة مقروءة على أبي العباس أحمد بن عبد الله بن الحطيئة بروايته بسنده عن أبي ذر الحافظ -وهي النسخة المحال عليها في المواضع المرقومة بالهاء؛ على هذه الصورة: (هـ) - قال: «حتى نَفِدَها» : بفتح النون وكسر الفاء وفتح الدال المهملة، فيعلم ذلك. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «عن النبي صلى الله عليه وسلم» .
(4)
بابُ مَنِ اسْتَسْقَى
وَقالَ سَهْلٌ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اسْقِنِي» .
2571 -
حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو طُوَالَةَ -اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ
⦗ص: 494⦘
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
- قالَ:
سمعت أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَانا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي دَارِنا هَذِهِ، فَاسْتَسْقَى، فَحَلَبْنا لَهُ
(2)
شَاةً لَنا، ثُمَّ شبْتُهُ
(3)
مِنْ مَاءِ بِئْرِنا هَذِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ، وَأَبُو بَكْرٍ عن يَسَارِهِ، وَعُمَرُ تُجَاهَهُ، وَأَعْرَابِيٌّ عن يَمِينِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قالَ عُمَرُ: هذا أَبُو بَكْرٍ. فَأَعْطَى الأَعْرَابِيَّ
(4)
، ثُمَّ قالَ:«الأَيْمَنُونَ، الأَيْمَنُونَ، أَلَا فَيَمِّنُوا» . قالَ أَنَسٌ: فَهيَ سُنَّةٌ، فَهيَ سُنَّةٌ
(5)
، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
(6)
.
(1)
قوله: «اسمه عبد الله بن عبد الرحمن» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «شُبْتُهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَضْلَهُ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«فَهْيَ سُنَّةٌ» .
(6)
قوله: «ثلاث مرات» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
بابُ قَبُولِ هَدِيَّةِ الصَّيْدِ
وَقَبِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبِي قَتادَةَ عَضُدَ الصَّيْدِ.
2572 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغَبُوا
(1)
، فَأَدْرَكْتُها فَأَخَذْتُها، فَأَتَيْتُ بها أَبا طَلْحَةَ فَذَبَحَها، وَبَعَثَ بِهَا
(2)
إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَرِكِها أَوْ فَخِذَيْها -قالَ: فَخِذَيْها لا شَكَّ فِيهِ- فَقَبِلَهُ. قُلْتُ: وَأَكَلَ مِنْهُ؟ قالَ: وَأَكَلَ مِنْهُ. ثُمَّ قالَ بَعْدُ: قَبِلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فلغِبُوا» بكسر الغين المعجمة، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«فَتَعِبوا» . وبهامش (ن، ب، ص): بخط اليونيني: قوله: «فلغبوا» بفتح الغين وكسرها، والفتح أشهر، وأنكر بعضهم الكسر، قاله عياض، وهو عند أبي ذر بكسر الغين. اهـ.
(2)
لفظة: «بها» ليست في رواية أبي ذر.
2573 -
حدَّثنا
(1)
إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنهم: أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارًا وَحْشِيًّا، وهو بِالأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ما فِي وَجْهِهِ قالَ: «أَما إِنَّا
(2)
لَمْ نَرُدَّهُ
(3)
عَلَيْكَ
(4)
إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «(6) بابُ قَبولِ الهديةِ» قبل هذا الحديث. وذكر في الفتح أنَّ عدم وجودها -كما في رواية غير أبي ذر- هو الصواب.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَنَّا» .
(3)
ضبطت في (ق، ص): «لَمْ نَرُدَُّهُ» بالجزم والرفع معًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«نَرْدُدْهُ» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «إلَيْكَ» .
(7)
بابُ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ
2574 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا عَبْدَةُ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، يَبْتَغُونَ بِها -أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ- مَرْضَاتَ
(2)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يبتغون بذلك -أو يبتغون بها- مرضاةَ» بالتقديم والتأخير وبالتاء المربوطة.
2575 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ -خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ- إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقِطًا وَسَمْنًا وَأَضُبًّا
(1)
، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَتَرَكَ الضَّبَّ
(2)
تَقَذُّرًا. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأُكِلَ على مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا ما أُكِلَ على مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «وَضَبًّا» على الإفراد.
(2)
في رواية أبي ذر: «الأَضُبَّ» بصيغة الجمع. كتبت بالحمرة.
2576 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ
(1)
: حدَّثنا مَعْنٌ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ: «أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟» فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قالَ لِأَصْحَابِهِ:«كُلُوا» . وَلَمْ يَأكُلْ، وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
فَأَكَلَ مَعَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني إبراهيمُ بنُ مُنْذِرٍ» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
2577 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ، فَقِيلَ: تُصُدِّقَ على بَرِيرَةَ، قالَ:«هُوَ لها صَدَقَةٌ، وَلنا هَدِيَّةٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وهذا الحديث في روايته مؤخر عن الذي يليه.
2578 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قالَ: سَمِعْتُهُ منه عن الْقَاسِمِ:
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، وَأَنَّهُمُ اشْتَرَطُوا وَلَاءَها، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرِيْها فَأَعْتِقِيها؛ فَإِنَّما الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . وَأُهْدِيَ لَها لَحْمٌ، فَقالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هذا تُصُدِّقَ على بَرِيرَةَ: «هُوَ لها صَدَقَةٌ وَلَنَا
هَدِيَّةٌ
(2)
». وَخُيِّرَتْ.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: زَوْجُها حُرٌّ أَوْ عَبْدٌ. قالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ
(3)
سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عن زَوْجِها، قالَ: لا أَدْرِي، أَحُرٌّ أَمْ
(4)
عَبْدٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: « .. وَأُهْدِيَ لَهَا لَحْمٌ، فَقِيلَ للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا تُصُدِّق على بَريرَةَ. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: هو لها صَدَقةٌ ولنا هَدِيَّةٌ» .
(3)
لفظة: «ثمَّ» ليست في نسخة.
(4)
في رواية أبي ذر: «حُرٌّ أوْ» .
2579 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على عَائِشَةَ رضي الله عنها فَقالَ: «عِنْدَكُمْ
(1)
شَيْءٌ؟» قالَتْ: لا، إِلَّا شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ أُمُّ عَطِيَّةَ، مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ
(2)
إِلَيْها مِنَ الصَّدَقَةِ. قالَ: «إِنَّهَا
(3)
قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا».
(1)
في رواية أبي ذر: «أعِنْدَكُمْ» .
(2)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «بُعِثَ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «إنَّهُ» .
(8)
بابُ مَنْ أَهْدَى إلى صَاحِبِهِ وَتَحَرَّى بَعْضَ نِسَائِهِ دُونَ بَعْضٍ
2580 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن هِشَامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمِي. وَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: إِنَّ صَوَاحِبِي اجْتَمَعْنَ. فَذَكَرَتْ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُرْوَةَ» .
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم: «عَنْهُنَّ» .
2581 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمَانَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ حِزْبَيْنِ: فَحِزْبٌ فِيهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ، وَالْحِزْبُ الآخَرُ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ، فَإِذا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ، يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَها، حَتَّى إذا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ
(1)
إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَكَلَّمَ حِزْبُ أُمِّ سَلَمَةَ
(2)
، فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ
(3)
النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، فَلْيُهْدِهِ
(4)
حَيْثُ كَانَ مِنْ
⦗ص: 498⦘
بِيُوتِ
(5)
نِسَائِهِ. فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِما قُلْنَ فَلَمْ يَقُلْ لها شَيْئًا، فَسَأَلْنَها، فقالتْ: ما قالَ لِي شَيْئًا. فَقُلْنَ لَهَا: فَكَلِّمِيهِ
(6)
. قالَتْ: فَكَلَّمَتْهُ حِينَ دَارَ إِلَيْها أَيْضًا فَلَمْ يَقُلْ لها شَيْئًا، فَسَأَلْنَها فقالتْ: ما قالَ لِي شَيْئًا. فَقُلْنَ لَهَا: كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ. فَدَارَ إِلَيْها فَكَلَّمَتْهُ، فَقالَ لَهَا:«لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأتِنِي وَأَنا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ» . قالَتْ: فقالتْ: أَتُوبُ إلى اللَّهِ مِنْ أَذَاكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ
(7)
فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلْنَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: إِنَّ
(8)
نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ
(9)
الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. فَكَلَّمَتْهُ فَقالَ: «يا بُنَيَّةُ، أَلا تُحِبِّينَ ما أُحِبُّ؟» قالَتْ: بَلَى. فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ فَأَخْبَرَتْهُنَّ، فَقُلْنَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ. فَأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ، فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، فَأَتَتْهُ فَأَغْلَظَتْ، وَقالَتْ: إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ. فَرَفَعَتْ صَوْتَها حَتَّى تَنَاوَلَتْ عَائِشَةَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ فَسَبَّتْها، حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم لَيَنْظُرُ إلى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ. قالَ: فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ تَرُدُّ على زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْها، قالَتْ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(10)
إلى عَائِشَةَ، وَقالَ:«إِنَّها بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ» .
قالَ الْبُخَارِيُّ: الْكَلَامُ الأَخِيرُ -قِصَّةُ فَاطِمَةَ- يُذْكَرُ عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن رَجُلٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقالَ أَبُو مَرْوَانَ، عن هِشَامٍ، عن عُرْوَةَ: كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ.
وَعَنْ هِشَامٍ، عن رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَرَجُلٍ مِنَ الْمَوَالِي، عن الزُّهْرِيِّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَتْ فَاطِمَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بها» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «يُكَلِّمِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(4)
في رواية الحَمُّويِي والمُستملي: «فَلْيُهْدِهَا» .
(5)
لفظة: «بيوت» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «كَلِّمِيهِ» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «دَعَيْنَ» .
(8)
ضبطت في (ب، ص) بسكون النون: «إنْ» نقلًا عن اليونينية.
(9)
لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.
(10)
وقع في (و) بتر من هنا إلى باب: «إِذَا قَالَ الْوَاقِفُ: لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ فَهُوَ جَائِزٌ» من كتاب الوصايا، قبل الحديث ر:2779.
(9)
بابُ ما لا يُرَدُّ مِنَ الْهَدِيَّةِ
2582 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا عَزْرَةُ
(1)
بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَنَاوَلَنِي طِيبًا، قالَ: كَانَ أَنَسٌ رضي الله عنه لا يَرُدُّ الطِّيبَ، قالَ:
وَزَعَمَ أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
بابُ مَنْ رَأَى
(1)
الْهِبَةَ الْغَائِبَةَ جَائِزَةً
(2)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «يَرَى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَنَّ الْهِبَةَ الْغَائِبَةَ جَائِزَةٌ» .
2583 -
2584 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: ذَكَرَ عُرْوَةُ:
أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما وَمَرْوَانَ أخبَرَاهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ، قَامَ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ جَاؤُونا تَائِبِينَ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا» . فَقالَ النَّاسُ: طَيَّبْنا لَكَ
(1)
.
(1)
في (ق، ب): «ذلك» بدل: «لك» .
(11)
بابُ المُكَافَأةِ فِي الْهِبَةِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «في الْهَدِيَّةِ» .
2585 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْها.
لَمْ يَذْكُرْ وَكِيعٌ وَمُحَاضِرٌ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ: عن عَائِشَةَ.
(12)
بابُ الْهِبَةِ لِلْوَلَدِ،
وَإِذا أَعْطَى بَعْضَ وَلَدِهِ شَيْئًا لَمْ يَجُزْ؛ حَتَّى يَعْدِلَ بَيْنَهُمْ وَيُعْطِيَ الآخَرِينَ
(1)
مِثْلَهُ، وَلا يُشْهَدُ عَلَيْهِ
-وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ» - فِي الْعَطِيَّةِ
وَهَلْ لِلْوَالِدِ أَنْ يَرْجِعَ فِي عَطِيَّتِهِ؟ وَما يَأكُلُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَتَعَدَّى.
وَاشْتَرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عُمَرَ بَعِيرًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ ابْنَ عُمَرَ، وَقالَ:«اصْنَعْ بِهِ ما شِئْتَ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «ويُعْطِي الْآخَرَ» بالإفراد (ن)، وضبطت في (ب، ص): «ويُعطَى الآخَرُ» بالبناء للمفعول.
2586 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ:
أَنَّهُما حَدَّثَاهُ عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هذا غُلَامًا. فَقالَ: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ؟» قالَ: لا. قالَ:
«فَارْجِعْهُ» .
(13)
بابُ الإِشْهَادِ فِي الْهِبَةِ
2587 -
حدَّثنا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن عَامِرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما وهو على الْمِنْبَرِ يَقُولُ: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فقالتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ:«أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟» قالَ: لا. قالَ: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ» . قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ.
(14)
بابُ هِبَةِ الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ وَالْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا
قالَ إِبْرَاهِيمُ: جَائِزَةٌ.
⦗ص: 501⦘
وَقالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا يَرْجِعَانِ.
وَاسْتَأذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ» .
وَقالَ الزُّهْرِيُّ، فِيمَنْ قالَ لاِمْرَأَتِهِ: هَبِي لِي بَعْضَ صَدَاقِكِ أَوْ كُلَّهُ، ثُمَّ لَمْ يَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى طَلَّقَها فَرَجَعَتْ فِيهِ، قالَ: يُرَدُّ
(1)
إِلَيْها إِنْ كَانَ خَلَبَها، وَإِنْ كَانَتْ أَعْطَتْهُ عن طِيبِ نَفْسٍ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ خَدِيعَةٌ جَازَ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا
(2)
} [النساء: 4].
(1)
ضبطت في (ب، ص): «يَرُدُّ» بالبناء للفاعل.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{فَكُلُوهُ}» .
2588 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، اسْتَأذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ الأَرْضَ، وَكَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، فَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ ما قالَتْ عَائِشَةُ، فَقالَ لِي: وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لا. قالَ: هو عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» (ن، ص).
2589 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ» .
(15)
بابُ هِبَةِ الْمَرْأَةِ لِغَيْرِ زَوْجِها
وَعِتْقها، إذا كَانَ لَها زَوْجٌ فهو جَائِزٌ، إذا لَمْ تَكُنْ سَفِيهَةً، فَإِذا كَانَتْ سَفِيهَةً لَمْ يَجُزْ؛ قالَ
(1)
اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تُؤتُوا
(2)
السُّفَهَاءَ
(3)
أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5]
(1)
في رواية أبي ذر: «وقالَ» (ن، ص)، قارن بما في السلطانية.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.
(3)
في اليونينية بإسقاط الهمزة مع القصر على قراءة السوسي، وبالهمز قرأ الجمهور:{السفهاء} ، وهو المثبت في متن (ب، ص).
2590 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما لِي مَالٌ، إِلَّا ما أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، فَأَتَصَدَّقُ؟ قالَ:«تَصَدَّقِي، وَلا تُوعِي فَيُوعَى عَلَيْكِ» .
2591 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن فَاطِمَةَ:
عَنْ أَسْمَاءَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَنْفِقِي، وَلا تُحْصِي فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ، وَلا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ» .
2592 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ
بُكَيْرٍ، عن اللَّيْثِ، عن يَزِيدَ، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّها أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً، وَلَمْ تَسْتَأذِنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُها الَّذِي يَدُورُ عَلَيْها فِيهِ قالَتْ: أَشَعَرْتَ -يا رَسُولَ اللَّهِ- أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي؟ قالَ: «أَوَفَعَلْتِ؟» . قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِها أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ» .
وَقالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عن عَمْرٍو، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ: أَنَّ مَيْمُونَةَ أَعْتَقَتْ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «أَعْتَقَتْهُ» . قال في الفتح: وهو غلط فاحش. اهـ.
2593 -
حدَّثنا حبَّانُ
(1)
بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ
⦗ص: 503⦘
سَهْمُها خَرَجَ بِها مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَها وَلَيْلَتَها، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَها وَلَيْلَتَها لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
بابٌ: بِمَنْ يُبْدَأُ بِالْهَدِيَّةِ؟
2594 -
وَقالَ بَكْرٌ، عن عَمْرٍو، عن بُكَيْرٍ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
(1)
:
أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً لَها، فَقالَ لَهَا: «وَلَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ
(2)
أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لأَجْرِكِ».
2595 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عن طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ-:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِما أُهْدِي؟ قالَ:«إِلى أَقْرَبِهِما مِنْكِ بابًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(17)
بابُ مَنْ لَمْ يَقْبَلِ الْهَدِيَّةَ لِعِلَّةٍ
وَقالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَتِ الْهَدِيَّةُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، وَالْيَوْمَ رِشْوَةٌ.
2596 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُخْبِرُ أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارَ وَحْشٍ، وهو بِالأَبْوَاءِ -أَوْ بِوَدَّانَ- وهو مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ، قالَ
(1)
صَعْبٌ:
⦗ص: 504⦘
فَلَمَّا عَرَفَ فِي وَجْهِي رَدَّهُ هَدِيَّتِي قالَ: «لَيْسَ بِنا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال: قال» (ن)، وفي (ص) أن روايته «فقال» بدل:«قال» . وهو موافق لما في السلطانية.
2597 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنَ الأَزْدِ -يُقالُ لَهُ ابْنُ الأُتَبِيَّةِ
(2)
- على الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: هذا لَكُمْ وَهذا أُهْدِيَ لِي. قالَ: «فَهَلْ لا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى
(3)
لَهُ
(4)
أَمْ لَا؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأخُذُ أَحَدٌ منه شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ على رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لها خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ». ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ
حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ
(5)
إِبْطَيْهِ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ
(6)
هَلْ بَلَّغْتُ؟». ثَلَاثًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الأُتْبِيَّةِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أَيُهْدَى» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي: «إلَيْهِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «عُفْرَ» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(18)
بابٌ: إذا وَهَبَ هِبَةً أَوْ وَعَدَ
(1)
، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ
وَقالَ عَبِيدَةُ: إِنْ مَاتَ وَكَانَتْ فُصِلَتِ الْهَدِيَّةُ، وَالْمُهْدَى لَهُ حَيٌّ فَهْيَ لِوَرَثَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فُصِلَتْ فَهْيَ لِوَرَثَةِ الَّذِي أَهْدَى.
وَقالَ الْحَسَنُ: أَيُّهُما مَاتَ قَبْلُ فَهيَ لِوَرَثَةِ الْمُهْدَى لَهُ، إذا قَبَضَها الرَّسُولُ.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «عِدَةَ» .
2598 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ:
سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا» ثَلَاثًا. فَلَمْ يَقْدَمْ حَتَّى تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأتِنا. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَدَنِي. فَحَثَا لِي ثَلَاثًا.
(19)
بابٌ: كَيْفَ يُقْبَضُ الْعَبْدُ وَالْمَتَاعُ؟
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: كُنْتُ على بَكْرٍ صَعْبٍ، فَاشْتَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ:«هُوَ لَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ» .
2599 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما
(1)
قالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةً، وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ منها شَيْئًا، فَقالَ مَخْرَمَةُ: يا بُنَيِّ انْطَلِقْ بِنا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي. قالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْها، فَقالَ:«خَبَأْنَا هذا لَكَ» . قالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقالَ:«رَضِيَ مَخْرَمَةُ؟» .
(1)
بهامش (ب، ص) زيادة: «أنَّه» نقلًا عن الفرع.
(20)
بابٌ: إذا وَهَبَ هِبَةً فَقَبَضَها الآخَرُ وَلَمْ يَقُلْ: قَبِلْتُ
2600 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَلَكْتُ. فَقالَ: «وَما ذَاكَ؟» قالَ: وَقَعْتُ بِأَهْلِي فِي رَمَضَانَ. قالَ: «تَجِدُ
(1)
رَقَبَةً؟» قالَ: لا. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قالَ: لا. قالَ: «فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قالَ: لا. قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِعَرَقٍ -وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ- فِيهِ تَمْرٌ. فَقالَ: «اذْهَبْ بِهذا فَتَصَدَّقْ بِهِ» . قالَ: على أَحْوَجَ مِنَّا يا رَسُولَ اللَّهِ؟! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا. قالَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «أَتَجِدُ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثم قال» .
(21)
بابٌ: إذا وَهَبَ دَيْنًا على رَجُلٍ
قالَ شُعْبَةُ عن الْحَكَمِ: هو جَائِزٌ.
وَوَهَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام لِرَجُلٍ دَيْنَهُ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ فَلْيُعْطِهِ أَوْ لِيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ» .
فَقالَ جَابِرٌ: قُتِلَ أَبِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ
(1)
، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غُرَمَاءَهُ أَنْ يَقْبَلُوا ثَمَرَ حَائِطِي، وَيُحَلِّلُوا أَبِي:
(1)
قوله: «وَعَلَيْهِ دَيْنٌ» ليس في نسخة (ب، ص)، وألحقت بهامش (ن) بخط مغاير للأصل.
2601 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ- عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ أَبَاهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، فَاشْتَدَّ الْغُرَمَاءُ فِي حُقُوقِهِمْ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمْتُهُ، فَسَأَلَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا ثَمَرَ حَائِطِي وَيُحَلِّلُوا أَبِي فَأَبَوْا، فَلَمْ يُعْطِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَائِطِي وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ، وَلَكِنْ قالَ: «سَأَغْدُو عَلَيْكَ
(1)
». فَغَدَا عَلَيْنا حَتَّى
(2)
أَصْبَحَ، فَطَافَ فِي النَّخْلِ وَدَعَا
(3)
فِي ثَمَرِهِ بِالْبَرَكَةِ، فَجَدَدْتُها فَقَضَيْتُهُمْ حُقُوقَهُمْ، وَبَقِيَ لنا مِنْ ثَمَرِها بَقِيَّةٌ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو جَالِسٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:«اسْمَعْ -وهو جَالِسٌ- يا عُمَرُ» . فَقالَ: أَلَّا يَكُونُ
(4)
؟! قَدْ عَلِمْنا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إنْ شاءَ اللهُ» .
(2)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حِينَ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَدَعَا» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَا يكونُ» ، ووضع علامة التَّخفيف على لام «ألا» .
(22)
بابُ هِبَةِ الوَاحِدِ لِلْجَمَاعَةِ
وَقالَتْ أَسْمَاءُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَابْنِ أَبِي عَتِيقٍ: وَرِثْتُ عن أُخْتِي عَائِشَةَ
(1)
بِالْغَابَةِ،
⦗ص: 507⦘
وَقَدْ أَعْطَانِي بِهِ مُعَاوِيَةُ
(2)
مِائَةَ
(3)
أَلْفٍ، فهو لَكُما.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مالًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وقد أعطاني معاوية به» .
(3)
رسمت في (ب، ص): «مئة» .
2602 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقالَ لِلْغُلَامِ:«إِنْ أَذِنْتَ لِي أَعْطَيْتُ هَؤُلَاءِ» . فَقالَ: ما كُنْتُ لِأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدًا، فَتَلَّهُ فِي يَدِهِ.
(23)
بابُ الْهِبَةِ الْمَقْبُوضَةِ وَغَيْرِ الْمَقْبُوضَةِ، وَالْمَقْسُومَةِ وَغَيْرِ الْمَقْسُومَةِ
وَقَدْ وَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ لِهَوَازِنَ ما غَنِمُوا مِنْهُمْ، وهو غَيْرُ مَقْسُومٍ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «وَقَدْ وَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ ما غَنِمُوا مِنْهُمْ وهو غَيْرُ مَقْسُومٍ لَهَوَازِنَ» .
2603 -
وَقالَ ثَابِتٌ
(1)
: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن مُحَارِبٍ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَضَانِي وَزَادَنِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا ثَابِتٌ» ، وفي رواية كريمة:«حَدَّثَنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ» . وثابت بن محمد هو العابد شيخ البخاري.
2604 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَارِبٍ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: بِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنا الْمَدِينَةَ قالَ: «ائْتِ
(1)
الْمَسْجِدَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ». فَوَزَنَ -قالَ شُعْبَةُ: أُرَاهُ: فَوَزَنَ لِي- فَأَرْجَحَ، فَما زَالَ
(2)
منها شَيْءٌ حَتَّى أَصَابَها أَهْلُ الشَّامِ يَوْمَ الْحَرَّةِ.
(1)
ضبطت في (ص) بضبطين: المثبت، و:«إيْتِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَعِي» .
2605 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عن مَالِكٍ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَشْيَاخٌ، فَقالَ لِلْغُلَامِ:«أَتَأذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟» فَقالَ الْغُلَامُ: لا وَاللَّهِ، لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. فَتَلَّهُ فِي يَدِهِ.
2606 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن سَلَمَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كَانَ لِرَجُلٍ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقالَ:«دَعُوهُ؛ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا» . وَقالَ: «اشْتَرُوا لَهُ سِنًّا فَأَعْطُوها إِيَّاهُ» . فقالُوا: إِنَّا لا نَجِدُ سِنًّا إِلَّا سِنًّا هِيَ أَفْضَلُ مِنْ سِنِّهِ. قالَ: «فَاشْتَرُوها، فَأَعْطُوهَا
إِيَّاهُ؛ فَإِنَّ مِنْ
(1)
خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ
(2)
قَضَاءً»
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَإنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ» ، وصحَّح على «خيركم» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
هذا الحديث ليس في رواية عن أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(24)
بابٌ: إذا وَهَبَ جَمَاعَةٌ لِقَوْمٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أَوْ وَهَبَ رَجُلٌ جَماعَةً جَازَ» .
2607 -
2608 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:
أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أخبَرَاهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فَقالَ لَهُمْ: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأنَيْتُ
(1)
». وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنا. فَقَامَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ جَاؤُونا تَائِبِينَ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنا فَلْيَفْعَلْ» . فَقالَ النَّاسُ: طَيَّبْنا يا رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ. فَقالَ لَهُمْ: «إِنَّا لا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِيهِ مِمَّنْ لَمْ يَأذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ» . فَرَجَعَ النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ: أَنَّهُمْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا.
⦗ص: 509⦘
وَهذا الَّذِي بَلَغَنا مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ. هذا آخِرُ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ. يَعْنِي: فَهَذا الَّذِي بَلَغَنا
(2)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «وهذا الذي بلغنا
…
إلخ» ليس في رواية أبي ذر، وعنده بدلًا منه: قال أبو عبد الله: قوله: «فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا» من قول الزهري. وبهامش (ن): آخر الجزء الثالث عشر من أصل أصله.
(25)
بابٌ: مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ، فهو أَحَقُّ
وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جُلَسَاءَهُ شُرَكَاءُ. وَلَمْ يَصِحَّ.
2609 -
حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخَذَ سِنًّا، فَجَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ
(1)
، فَقالَ:«إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا» . ثُمَّ قَضَاهُ أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، وَقالَ:«أَفْضَلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَقَالُوا لَهُ» .
2610 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكَانَ
(2)
على بَكْرٍ لِعُمَرَ صَعْبٍ، فَكَانَ يَتَقَدَّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ أَبُوهُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا يَتَقَدَّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بِعْنِيهِ» . فَقالَ
(3)
عُمَرُ: هو لَكَ. فَاشْتَرَاهُ، ثُمَّ قالَ:«هُوَ لَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ، فَاصْنَعْ بِهِ ما شِئْتَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وكان» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(26)
بابٌ: إذا وَهَبَ بَعِيرًا لِرَجُلٍ وهو رَاكِبُهُ
(1)
فهو جَائِزٌ
(1)
في هامش (ب): في الفرع: «وهو راكب» . اهـ.
2611 -
وَقالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو:
⦗ص: 510⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكُنْتُ على بَكْرٍ صَعْبٍ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ:«بِعْنِيهِ» . فَابْتَاعَهُ
(1)
، فَقالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «هُوَ لَكَ يا عَبْدَ اللَّهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فَبَاعَهُ» .
(27)
بابُ هَدِيَّةِ ما يُكْرَهُ لُبْسُهَا
(1)
(1)
في نسخة: «لُبْسُهُ» .
2612 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةً سِيَرَاءَ
(1)
عِنْدَ بابِ الْمَسْجِدِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَها فَلَبِسْتَها يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ. قالَ:«إِنَّما يَلْبَسُها مَنْ لا خَلَاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» . ثُمَّ جَاءَتْ حُلَلٌ، فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ منها حُلَّةً، وَقالَ
(2)
: أَكَسَوْتَنِيها، وَقُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ ما قُلْتَ؟! فَقالَ:«إِنِّي لَمْ أَكْسُكَها لِتَلْبَسَهَا» . فَكَسَا
(3)
عُمَرُ أَخًا لَهُ بِمَكَّةَ مُشْرِكًا.
(1)
لفظة: «سِيرَاءَ» ثابتة في رواية أبي ذر (ب، ص). قارن بما في السلطانية. وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: «حُلَّةَ سِيرَاءَ» على الإضافة، ضبطناه على متقني شيوخنا، وقد رواه بعضهم بالتنوين على الصفة، وقال الخطَّابي: يقال: حُلةٌ سِيَرَاءُ، كما يقال: ناقةٌ عُشَراءُ، وأنكره أبو مروان، قال سيبويه: لم يأت فعلاء صفةً لكن اسمًا. والسِّيَرَاءُ الحرير الصافي فمعناه: حُلَّةُ حَرِيرٍ. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «فأعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منها حلَّة لعمر، فقال» .
(3)
ضبَّب على الألف في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«فكسَاها» .
2613 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عن أَبِيهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ
(1)
فَاطِمَةَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْها، وَجَاءَ عَلِيٌّ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنِّي رَأَيْتُ على بابِها سِتْرًا مَوْشِيًّا» . فَقالَ: «ما لِي وَلِلدُّنْيَا؟!» . فَأَتَاها عَلِيٌّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَها، فقالتْ: لِيَأمُرْنِي فِيهِ بِما شَاءَ. قالَ: «تُرْسِلُ
(2)
بِهِ إلى
⦗ص: 511⦘
فُلَانٍ»، أَهْلِ
(3)
بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «بنْتَهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تُرْسِلِي» .
(3)
في نسخة: «آلِ» .
2614 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الْمَلِكِ بنُ
(1)
مَيْسَرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: أَهْدَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةَ سِيَرَاءَ
(2)
، فَلَبِسْتُها، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَقْتُها بَيْنَ نِسَائِي.
(1)
بهامش (ب، ص): نون «ابن» مكسورة في اليونينية. اهـ. قال في الإرشاد: الظاهر أنَّه سبق قلم. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «حُلَّةً سِيرَاءَ» بالتنوين.
(28)
بابُ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام بِسَارَةَ، فَدَخَلَ قَرْيَةً فيها مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ، فَقالَ: أَعْطُوها آجَرَ
(1)
».
وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فيها سُمٌّ.
وَقالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ
(2)
بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ
(3)
بِبَحْرِهِمْ.
(1)
في نسخة: «هَاجَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَكَسَاهُ» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر ونسخة: «إليه» .
2615 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتادَةَ:
حدَّثنا أَنَسٌ رضي الله عنه قالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةُ سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عن الْحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْها، فَقالَ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» .
⦗ص: 512⦘
2616 -
وَقالَ سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ، عن أَنَسٍ: إِنَّ أُكَيْدِرَ دُوْمَةَ
(2)
أَهْدَى إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «دَوْمَةَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
2617 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْها، فَجِيءَ بِها، فَقِيلَ: أَلَا نَقْتُلُهَا
(1)
؟ قالَ: «لَا» . فَما زِلْتُ أَعْرِفُها فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في (ب، ص): في بعض الفروع: في نسخة: «تَقْتُلُها» .
2618 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي عُثْمَانَ:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِئَةً
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» فَإِذا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ، مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ
(1)
، بِغَنَمٍ يَسُوقُها، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً -أَوْ قالَ: أَمْ هِبَةً-؟» قالَ: لا، بَلْ بَيْعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ
(2)
شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ، ما فِي الثَّلَاثِينَ وَالْمِئةِ إِلَّا قَدْ
(3)
حَزَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِها، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاها إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، فَجَعَلَ منها قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلُوا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنا، فَفَضَلَتِ الْقَصْعَتَانِ، فَحَمَلْنَاهُ
(4)
على
(5)
الْبَعِيرِ، أَوْ كَما قالَ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «جِدًّا فَوْقَ الطُّولِ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهَا» .
(3)
بهامش (ب، ص): في الفرع المكي: «وَقَدْ» . اهـ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر، ولغيره:«فَحَمَلَنا» بدون هاءٍ (ب، ص).
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(29)
بابُ الْهَدِيَّةِ لِلْمُشْرِكِينَ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
(1)
} [الممتحنة: 8]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{إِنَّ اللهَ يُحُبُّ المُقْسِطِينَ}» . كتبت بالحمرة.
2619 -
حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:
⦗ص: 513⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَى عُمَرُ حُلَّةً على رَجُلٍ تُبَاعُ، فَقالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ابْتَعْ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسْها يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِذا جَاءَكَ الْوَفْدُ. فَقالَ: «إِنَّما يَلْبَسُ هَذَا
(2)
مَنْ لا خَلَاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ». فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم منها بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إلى عُمَرَ منها بِحُلَّةٍ، فَقالَ عُمَرُ: كَيْفَ أَلْبَسُها وَقَدْ قُلْتَ فيها ما قُلْتَ؟! قالَ
(3)
: «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَها لِتَلْبَسَها، تَبِيعُها أَوْ تَكْسُوهَا» . فَأَرْسَلَ بِها عُمَرُ إلى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ.
(1)
قوله: «بن بلال» كتب في متن اليونينية بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«هَذِهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
2620 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ
(1)
: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهْيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: وَهْيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ:«نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ» بدل قولها: «قالت» .
(30)
بابٌ: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْجِعَ فِي هِبَتِهِ وَصَدَقَتِهِ
2621 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ وَشُعْبَةُ، قالَا: حدَّثنا قَتادَةُ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ» .
2622 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ لَنَا
(2)
مَثَلُ السَّوْءِ، الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(2)
لفظة: «لنا» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في نسخة، وفي رواية [ق]:«مِنَّا» .
2623 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: حَمَلْتُ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَضَاعَهُ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ مِنْهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ عن ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «لا تَشْتَرِهِ وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ؛
فَإِنَّ الْعَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ».
(31)
بابٌ
2624 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ:
أخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ بَنِي صُهَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ
(2)
جُدْعَانَ، ادَّعَوْا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى ذَلِكَ صُهَيْبًا، فَقالَ مَرْوَانُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكُما على ذَلِكَ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ. فَدَعَاهُ، فَشَهِدَ: لَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صُهَيْبًا بَيْتَيْنِ وَحُجْرَةً، فَقَضَى مَرْوَانُ بِشَهَادَتِهِ لَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَدَّثَني» .
(2)
هكذا في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً، وفي رواية الحَمُّويِي وأخرى عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«بَنِي» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(32)
بابُ ما قِيلَ فِي الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى
أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهْيَ عُمْرَى، جَعَلْتُها لَهُ.
{اسْتَعْمَرَكُم فِيهَا} [هود: 61]: جَعَلَكُمْ عُمَّارًا.
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر
2625 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعُمْرَى أَنَّها لِمَنْ وُهِبَتْ لَهُ.
2626 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، قالَ: حدَّثني النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عن بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْعُمْرَى جَائِزَةٌ» .
وقالَ عَطَاءٌ: حدَّثني جَابِرٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «مِثْلَهُ» .
(33)
بابُ مَنِ اسْتَعَارَ مِنَ النَّاسِ الْفَرَسَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «وَالدَّابَّةَ وغَيْرَهَا» . قارن بما في الإرشاد.
2627 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا مِنْ أَبِي طَلْحَةَ يُقالُ لَهُ: الْمَنْدُوبُ، فَرَكِبَ، فَلَمَّا رَجَعَ قالَ:«ما رَأَيْنا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» .
(34)
بابُ الاِسْتِعَارَةِ لِلْعَرُوسِ عِنْدَ الْبِنَاءِ
2628 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قالَ: دَخَلْتُ على عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَعَلَيْها دِرْعُ قِطْرٍ
(1)
، ثَمَنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ، فقالتْ: ارْفَعْ بَصَرَكَ إلى جَارِيَتِي انْظُرْ إِلَيْها، فَإِنَّها تُزْهَى أَنْ تَلْبَسَهُ فِي الْبَيْتِ، وَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُنَّ دِرْعٌ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَما كَانَتِ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«قُطْنٍ» .
(35)
بابُ
(1)
فَضْلِ الْمَنِيْحَةِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
2629 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نِعْمَ الْمَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً
(1)
، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ، تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ».
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَإِسْمَاعِيلُ، عن مَالِكٍ، قالَ:«نِعْمَ الصَّدَقَةُ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2630 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ مِنْ مَكَّةَ، وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ -يَعْنِي شَيْئًا
(1)
- وَكَانَتِ الأَنْصَارُ أَهْلَ الأَرْضِ وَالْعَقَارِ، فَقَاسَمَهُمُ الأَنْصَارُ على أَنْ
يُعْطُوهُمْ ثِمَارَ أَمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ، وَيَكْفُوهُمُ الْعَمَلَ وَالمَؤُونَةَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمُّ أَنَسٍ أُمُّ سُلَيْمٍ، كَانَتْ أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، فَكَانَتْ أَعْطَتْ أُمُّ أَنَسٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِذَاقًا
(2)
، فَأَعْطَاهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ مَوْلَاتَهُ أُمَّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِ
(3)
أَهْلِ خَيْبَرَ، فَانْصَرَفَ إلى الْمَدِينَةِ، رَدَّ الْمُهَاجِرُونَ إلى الأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ الَّتِي كَانُوا مَنَحُوهُمْ مِنْ ثِمَارِهِمْ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُمِّهِ عِذَاقَهَا
(4)
، وَأَعْطَى
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ
⦗ص: 517⦘
مِنْ حَائِطِهِ.
وَقالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ: أخبَرَنا أَبِي، عن يُونُسَ بِهذا، وَقالَ: مَكَانَهُنَّ مِنْ خَالِصِهِ.
(1)
قوله: «يعني شيئًا» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«عَذَاقًا» بفتح العين.
(3)
في رواية الأصيلي: «قِتَالِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «عَذَاقَهَا» بفتح العين.
(5)
في رواية أبي ذر: «فَأَعْطَى» .
2631 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، عن حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عن أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُونَ خَصْلَةً، أَعْلَاهُنَّ: مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، ما مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ منها رَجَاءَ ثَوَابِها، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِها، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِها الْجَنَّةَ» .
قالَ حَسَّانُ: فَعَدَدْنا ما دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ، مِنْ رَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِمَاطَةِ الأَذَى عن الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ، فَما اسْتَطَعْنا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً.
2632 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني عَطَاءٌ
(1)
:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَتْ لِرِجَالٍ مِنَّا فُضُولُ أَرَضِينَ، فقالُوا: نُؤَاجِرُها بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالنِّصْفِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْها، أَوْ لِيَمْنحْها أَخَاهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «
…
الأَوْزَاعِيُّ، عن عَطَاءٍ».
2633 -
وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ: حدَّثني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ:
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عن الْهِجْرَةِ، فَقالَ:«وَيْحَكَ إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأنُها شَدِيدٌ! فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» . قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَهَلْ تَمْنحُ منها شَيْئًا؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَتَحْلُبُها يَوْمَ وِرْدِهَا
(2)
؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ:
⦗ص: 518⦘
«فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ
(3)
؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(2)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الواو، وبهامشهما: كذا في اليونينية بفتح الواو.
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التِّجَارِ» بالتاء المثناة بدل الباء الموحدة.
2634 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عَمْرٍو: عَنْ طَاوُوسٍ قالَ:
حدَّثني أَعْلَمُهُمْ بِذَاكَ
(1)
-يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى أَرْضٍ تَهْتَزُّ زَرْعًا، فَقالَ:«لِمَنْ هَذِهِ؟» فقالُوا: اكْتَرَاها فُلَانٌ. فَقالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَوْ مَنَحَها إِيَّاهُ، كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَأخُذَ عَلَيْها أَجْرًا مَعْلُومًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «بِذلك» .
(36)
بابٌ: إذا قالَ: أَخْدَمْتُكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ على ما يَتَعَارَفُ النَّاسُ، فهو جَائِزٌ
-وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: هَذِهِ عَارِيَّةٌ- وَإِنْ قالَ: كَسَوْتُكَ هذا الثَّوْبَ، فَهوَ
(1)
هِبَةٌ
(1)
في رواية أبي ذر: «فَهَذِهِ» .
2635 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بِسَارَةَ، فَأَعْطَوْها آجَرَ، فَرَجَعَتْ فقالتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً؟!» .
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ، عن أبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«فَأَخْدَمَها هَاجَرَ» .
(37)
بابٌ: إذا حَمَلَ رَجُلٌ
(1)
على فَرَسٍ، فهو كَالْعُمْرَى وَالصَّدَقَةِ
وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيها.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «رَجُلًا» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وجعلت في (ق، ب، ص) على أنها بدل من قوله: «رجلٌ» .
2636 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، قالَ
(1)
: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: حَمَلْتُ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَرَأَيْتُهُ يُبَاعُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «لا تَشْتَرِ
(2)
، وَلا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَشْتَرِهِ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كتابُ الشَّهَادَاتِ
(1)
ما جَاءَ
(1)
فِي الْبَيِّنَةِ على الْمُدَّعِي
(2)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ
(3)
وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأبَ
(4)
كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إحْدَاهُمَا فَتُذْكِرَ
(5)
إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلَا يَأبَ
(6)
الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلَا تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةٌ حَاضِرَةٌ
(7)
تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]
قَوْلُهُ تَعَالَى
(8)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
(9)
شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135]
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ ما جَاءَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لقوله تعالى» . وبهامش اليونينية دون رقم: «لقوله عز وجل» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: إلى قوله: «{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}» بدل إتمام الآية.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر. وبالهمز قرأ الجمهور وهو المثبت في (ب، ص).
(5)
بتخفيف الكاف على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب، وضبطت في (ب): بتثقيل الكاف، على قراءة الجمهور: نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبي جعفر وخلف. وهو موافق لما في السلطانية.
(6)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر. وبالهمز قرأ الجمهور وهو المثبت في (ب، ص).
(7)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تِجَارَةً حَاضِرَةً» ، وقد قرأ عاصم بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقولِ اللهِ عز وجل» .
(9)
في رواية أبي ذر، و [ق] زيادة:«إلى قوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}» بدل إتمام الآية.
(2)
بابٌ: إذا عَدَّلَ رَجُلٌ أَحَدًا
(1)
فَقالَ: لا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا،
أَوْ قالَ
(2)
: ما عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «رَجُلًا» .
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «وساق حديث الإفك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة حين عَدَّلَه: قال: أَهْلَكَ ولا نَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا» .
وفي هامش (ب) أنَّ هذه الزيادة قد عزيت في الفرع إلى رواية أبي ذر، وكذلك عزاها في الفتح وقال: ولم يقع هذا كله عند الباقين، وهو اللائق؛ لأنَّ حديث الإفك قد ذُكِرَ في الباب موصولًا. اهـ.
2637 -
حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا ثَوْبانُ
(1)
-وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ- عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ
(2)
وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ
(3)
:
عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، حِينَ قالَ لها أَهْلُ الإِفْكِ
(4)
: فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَأُسَامَةَ، حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْتَأمِرُهُما فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَقالَ: أَهْلُكَ
(5)
وَلا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَقالَتْ بَرِيرَةُ: إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْها أَمْرًا أَغْمِصُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّها جَارِيَةٌ
(6)
حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عن عَجِينِ أَهْلِها، فَتَأتِي الدَّاجِنُ فَتَأكُلُهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَعْذِرُنَا
(7)
مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؟! فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ مِنْ أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ
⦗ص: 523⦘
ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ
(8)
إِلَّا خَيْرًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «يُونُسُ» بدل: «ثوبان» (ن)، وجعلها في (ب، ص) بهامش المتن مصحح عليها دون عزو.
قال البقاعي بهامش نسخته: والصحيح من ذلك: «يونس» ، وليس في الكتب الستة (ثوبان) غير الصحابي فقط، حرَّرتُ ذلك من تهذيب الكمال وغيره، وقد كتبوا على (ثوبان) في الأصل:«لا - إلى» فكان من حقه أن يُكشط أو يضرب عليه، والله أعلم. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الزُّبَيْرِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «ما قالُوا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أَهْلَكَ» بالنصب على الإغراء.
(6)
لفظة: «جارية» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «يعذرني» . وتصحفت في (ب، ص) إلى: «في» وجعلت بدل لفظة: «من» بعدها، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فِيهِ» .
(3)
بابُ شَهَادَةِ الْمُخْتَبِي
وَأَجَازَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ قالَ: وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ بِالْكَاذِبِ الْفَاجِرِ.
وَقالَ الشَّعْبِيُّ وَابْنُ سِيرِينَ وَعَطَاءٌ وَقَتادَةُ: السَّمْعُ شَهَادَةٌ.
وَقالَ
(1)
الْحَسَنُ: يَقُولُ: لَمْ يُشْهِدُونِي على شَيْءٍ، وَإِنِّي
(2)
سَمِعْتُ كَذا وَكَذا.
(1)
في رواية أبي ذر: «وكانَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولَكِنْ» .
2638 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ سَالِمٌ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ، يَؤُمَّانِ النَّخْلَ
(1)
الَّتِي فيها ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إذا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وهو يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ على فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فيها رَمْرَمَةٌ -أَوْ زَمْزَمَةٌ- فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فقالتْ لاِبْنِ صَيَّادِ: أَيْ صَافِ، هذا مُحَمَّدٌ. فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «إلى النَخْلِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
2639 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم فقالتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ
⦗ص: 524⦘
فَطَلَّقَنِي فَأَبَتَّ طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، إِنَّما مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ. فَقالَ:«أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إلى رِفَاعَةَ؟! لا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ» . وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَهُ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِالْبابِ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ، فَقالَ: يا أَبا بَكْرٍ! أَلا تَسْمَعُ إلى هَذِهِ ما تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إلى النَّبيِّ» .
(4)
بابٌ: إذا شَهِدَ شَاهِدٌ أَوْ شُهُودٌ بِشَيْءٍ،
فَقالَ
(1)
آخَرُونَ:
ما عَلِمْنا ذَلِكَ
(2)
. يُحْكَمُ بِقَوْلِ مَنْ شَهِدَ
قالَ الْحُمَيْدِيُّ: هذا كَما أخبَرَ بِلَالٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ. وَقالَ الْفَضْلُ
(3)
: لَمْ يُصَلِّ. فَأَخَذَ النَّاسُ بِشَهَادَةِ بِلَالٍ.
كَذَلِكَ إِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ
أَنَّ لِفُلَانٍ على فُلَانٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَشَهِدَ آخَرَانِ بِأَلْفٍ وَخَمْسِ مِئةٍ، يُقْضَى
(4)
بِالزِّيَادِةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمُستملي: «بِذَلِكَ» .
(3)
ضبَّب على قوله: «الفضل» في اليونينية، ولا وجه للتضبيب عليه، انظر فتح الباري عند شرح الحديث، ر:1601.
(4)
في رواية أبي ذر: «يُعْطَى» .
2640 -
حدَّثنا حِبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً لأَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ
(1)
، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فقالتْ: قَدْ أَرْضَعْتُ
⦗ص: 525⦘
عُقْبَةَ وَالَّتِي تَزَوَّجَ. فَقالَ لَها عُقْبَةُ: ما أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي وَلا أخبَرْتِنِي. فَأَرْسَلَ إلى آلِ أَبِي إِهَابٍ يَسْأَلُهُمْ
(2)
، فقالُوا: ما عَلِمْنَا
(3)
أَرْضَعَتْ صَاحِبَتَنا. فَرَكِبَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟!» . فَفَارَقَها وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش حاشية بخط اليونيني: قال ابن الأثير وأبو علي الغساني وغيرهما: «أبو إهاب بنُ عَزِيزٍ» بفتح العين المهملة وزايين معجمتين، بخلاف ما ضبطه أبو ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي. اهـ. وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمُستملي:«عُزَيْزٍ» .
وقوله: «عُزَيْزٍ» هكذا ضبطت رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي في اليونينية، بضم العين وزايين، لكن المنقول عنهم كما في غالب شروح الصحيح أنَّ آخره راء مهملة.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَسَأَلَهُمْ» . وقيَّدها في (ن) بروايته عن الحَمُّويي والمُستملي، وزاد في (ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر: «ما عَلِمْنَاهُ» .
(5)
بابُ الشُّهَدَاءِ الْعُدُولِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} [الطلاق: 2] وَ {مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء} [البقرة: 282]
2641 -
حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ، قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّما نَأخُذُكُمُ الْآنَ بِما ظَهَرَ لنا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لنا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ
(1)
فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لنا سُوءًا
(2)
لَمْ نَأمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «يُحاسِبُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «شَرًّا» .
(6)
بابُ تَعْدِيلِ كَمْ يَجُوزُ
2642 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثَابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: مُرَّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ
(1)
فَأَثْنَوْا عَلَيْها خَيْرًا، فَقالَ:«وَجَبَتْ» . ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْها شَرًّا -أَوْ قالَ: غَيْرَ ذَلِكَ- فَقالَ: «وَجَبَتْ» . فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ لِهذا وَجَبَتْ وَلِهذا وَجَبَتْ!؟ قالَ: «شَهَادَةُ الْقَوْمِ؛ الْمُؤمِنُونَ
(2)
شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ».
(1)
ضبطت الجيم في (ب، ص) بالفتح.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الْقَوْمِ المُؤمِنينَ» .
2643 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أَبِي الأَسْوَدِ، قالَ:
أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ وَقَعَ بِها مَرَضٌ، وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إلى عُمَرَ رضي الله عنه، فَمَرَّتْ جنَازَةٌ فَأُثْنِيَ خَيْرٌ
(1)
، فَقالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ
(2)
خَيْرًا، فَقالَ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ
(3)
فَأُثْنِيَ شَرًّا، فَقالَ: وَجَبَتْ. فَقُلْتُ: مَا
(4)
وَجَبَتْ يا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ؟ قالَ: قُلْتُ كما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّما مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» . قُلْنَا: وَثَلَاثَةٌ؟ قالَ: «وَثَلَاثَةٌ» . قُلْتُ: وَاثْنَانِ؟ قالَ: «وَاثْنَانِ» . ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عن الْوَاحِدِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَأُثْنِيَ خَيْرًا» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، بضم الهمزة في هذا الموضع والذي يليه (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «بالثالِثِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وما» .
(7)
بابُ الشَّهَادَةِ على الأَنْسَابِ، وَالرَّضَاعِ الْمُسْتَفِيضِ، وَالْمَوْتِ الْقَدِيمِ
- وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْضَعَتْنِي وَأَبا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ» - وَالتَّثَبُّتِ فِيهِ
2644 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا الْحَكَمُ، عن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قالَتِ: اسْتَأذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ فَلَمْ آذَنْ لَهُ، فَقالَ: أَتَحْتَجِبِينَ مِنِّي وَأَنا عَمُّكِ؟! فَقُلْتُ: وَكَيْفَ
(1)
ذَلِكَ؟ قالَ
(2)
: أَرْضَعَتْكِ امْرَأَةُ أَخِي بِلَبَنِ أَخِي. فقالتْ: سَأَلْتُ عن ذَلِكَ
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «صَدَقَ أَفْلَحُ، إِئذَنِي لَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «كَيفَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
لفظة: «عن» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ، وقد كتبت في متن اليونينية بالحمرة.
2645 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، عن جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بِنْتِ حَمْزَةَ: «لا تَحِلُّ لِي؛ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ
(1)
ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ، هِيَ بِنْتُ
(2)
أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الرَّضاعَةِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ابْنَةُ» .
2646 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَها، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ رَجُلٍ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُرَاهُ فُلَانًا. لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ. فقالتْ عَائِشَةُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هذا رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِكَ! قالَتْ: فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُرَاهُ فُلَانًا» . لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فقالتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا -لِعَمِّها مِنَ الرَّضَاعَةِ- دَخَلَ عَلَيَّ؟! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ
(2)
ما يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «يَحْرُمُ مِنْها» .
2647 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عن أَبِيهِ، عن مَسْرُوقٍ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي رَجُلٌ، قالَ
(1)
: «يا عَائِشَةُ، مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. قالَ: «يا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ؛ فَإِنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ» .
تَابَعَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عن سُفْيَانَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(8)
بابُ شَهَادَةِ الْقَاذِفِ وَالسَّارِقِ وَالزَّانِي،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} [النور: 4 - 5]
وَجَلَدَ عُمَرُ أَبا بَكْرَةَ وَشِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ وَنَافِعًا بِقَذْفِ الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ اسْتَتَابَهُمْ، وَقالَ: مَنْ تَابَ قَبِلْتُ
(2)
شَهَادَتَهُ.
وَأَجَازَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَطَاوُوسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعِكْرِمَةُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَشُرَيْحٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ.
وَقالَ أَبُو الزِّنَادِ: الأَمْرُ عِنْدَنا بِالْمَدِينَةِ: إذا رَجَعَ الْقَاذِفُ عن قَوْلِهِ، فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ، قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ.
وَقالَ الشَّعْبِيُّ وَقَتادَةُ: إذا أَكْذَبَ نَفْسَهُ جُلِدَ، وَقُبِلَتْ شَهَادَتُهُ.
وَقالَ الثَّوْرِيُّ: إذا جُلِدَ الْعَبْدُ ثُمَّ أُعْتِقَ جَازَتْ شَهَادَتُهُ، وَإِنِ اسْتُقْضِيَ الْمَحْدُودُ فَقَضَايَاهُ جَائِزَةٌ.
وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْقَاذِفِ وَإِنْ تَابَ. ثُمَّ قالَ: لا يَجُوزُ نِكَاحٌ بِغَيْرِ شَاهِدَيْنِ، فَإِنْ تَزَوَّجَ بِشَهَادَةِ مَحْدُودَيْنِ جَازَ، وَإِنْ تَزَوَّجَ بِشَهَادَةِ عَبْدَيْنِ
لَمْ يَجُزْ. وَأَجَازَ شَهَادَةَ الْمَحْدُودِ وَالْعَبْدِ
(3)
وَالأَمَةِ لِرُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ.
وَكَيْفَ تُعْرَفُ تَوْبَتُهُ؟
وَقَدْ نَفَى
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الزَّانِيَ سَنَةً.
وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(5)
عن كَلَامِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ حَتَّى مَضَى خَمْسُونَ لَيْلَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «العبد والمحدود» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ونفى» .
(5)
قوله: «النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
2648 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ- عن ابْنِ شِهَابٍ:
⦗ص: 529⦘
أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَأُتِيَ بِها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَمَرَ
(1)
فَقُطِعَتْ يَدُها. قالَتْ عَائِشَةُ: فَحَسُنَتْ تَوْبَتُها وَتَزَوَّجَتْ، وَكَانَتْ تَأتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «بها» .
2649 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَمَرَ فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصِنْ
(1)
بِجَلْدِ مِئةٍ، وَتَغْرِيبِ عَامٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ولم يُحْصَنْ» بفتح الصاد.
(9)
بابٌ: لا يَشْهَدُ على شَهَادَةِ جَوْرٍ إذا أُشْهِدَ
(1)
(1)
زاد بعدها في (ب، ص): «وَقال أَبُو حَرِيزٍ، عن الشَّعْبِيِّ: لَا أَشْهَدُ على جَوْرٍ» محوَّق ومُضبَّب عليها، وعليها علامة السقوط بالحمرة، وستأتي آخر الحديث.
2650 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ
(1)
، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قالَ: سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ، ثُمَّ بَدا لَهُ فَوَهَبَها لِي، فقالتْ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَأَخَذَ بِيَدِي، وَأَنا غُلَامٌ، فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ، سَأَلَتْنِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِهذا. قالَ
(2)
: «أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَأُرَاهُ قالَ: «لا تُشْهِدْنِي على جَوْرٍ» .
وَقالَ أَبُو حَرِيزٍ، عن الشَّعْبِيِّ:«لا أَشْهَدُ على جَوْرٍ» .
(1)
بهامش (ب، ص): الياء تحتها كسرة في اليونينية. اهـ.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
2651 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ
(1)
، قالَ: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» . قالَ عِمْرَانُ: لا أَدْرِي، أَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ قَرْنَيْنِ
(2)
أَوْ ثَلَاثَةً، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ
(3)
وَلا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بَعْدَ قَرْنِهِ قرنين» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ويَنْذُرُونَ» بضم الذال المعجمة.
2652 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» .
قالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْرِبُونَنا على الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ.
(10)
بابُ ما قِيلَ فِي شَهَادَةِ الزُّورِ
لِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل
(1)
: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]، وَكِتْمَانِ الشَّهَادَةِ
(2)
: {وَلَا تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283]
{تَلْوُواْ} [النساء: 135] أَلْسِنَتَكُمْ بِالشَّهَادَةِ.
2653 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، قالَا: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الْكَبَائِرِ، قالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ،
⦗ص: 531⦘
وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ».
تَابَعَهُ غُنْدَرٌ وَأَبُو عَامِرٍ وَبَهْزٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ
(1)
، عن شُعْبَةَ.
(1)
بهامش (ب): ميم «الصمد» ساكنة في اليونينية.
2654 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا الْجُرَيْرِيُّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنْبِئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» ثَلَاثًا، قَالُوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ
(2)
: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ» . قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.
وَقالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا الْجُرَيْرِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ.
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «فقال» ليست في رواية أبي ذر.
(11)
بابُ شَهَادَةِ الأَعْمَى
وَأَمْرِهِ وَنِكَاحِهِ
(1)
وَإِنْكَاحِهِ وَمُبَايَعَتِهِ
وَقَبُولِهِ فِي التَّأذِينِ وَغَيْرِهِ، وَما يُعْرَفُ بِالأَصْوَاتِ
وَأَجَازَ شَهَادَتَهُ قَاسِمٌ وَالْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ وَالزُّهْرِيُّ وَعَطَاءٌ.
وَقالَ الشَّعْبِيُّ: تَجُوزُ شَهَادَتُهُ إذا كَانَ عَاقِلًا.
وَقالَ الْحَكَمُ: رُبَّ شَيْءٍ تَجُوزُ فِيهِ.
وَقالَ الزُّهْرِيُّ: أَرَأَيْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ لَوْ شَهِدَ على شَهَادَةٍ أَكُنْتَ تَرُدُّهُ؟!
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَبْعَثُ رَجُلًا إذا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفْطَرَ، وَيَسْأَلُ عن الْفَجْرِ، فَإِذا قِيلَ لَهُ
(2)
: طَلَعَ. صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
وَقالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: اسْتَأذَنْتُ على عَائِشَةَ فَعَرَفَتْ صَوْتِي، قالَتْ
(3)
: سُلَيْمَانُ؟ ادْخُلْ؛ فَإِنَّكَ مَمْلُوكٌ ما بَقِيَ عَلَيْكَ شَيْءٌ.
⦗ص: 532⦘
وَأَجَازَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدبٍ
(4)
شَهَادَةَ امْرَأَةٍ مُنْتَقِبَةٍ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «ونكاحه وأمره» .
(2)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالتْ» .
(4)
بفتح الدال وضمها معًا.
(5)
في رواية أبي ذر: «مُتَنَقِبَةٍ» .
2655 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقالَ: «رحمه الله، لقد أَذْكَرَنِي
(1)
آيَةً، أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذا وَكَذا».
وَزَادَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن عَائِشَةَ: تَهَجَّدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقالَ:«يا عَائِشَةُ، أَصَوْتُ عَبَّادٍ هَذَا؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «كَذَا» ، وبهامش اليونينية دون رقم زيادة:«كذا وكذا» كتبت بالحمرة.
2656 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ -أَوْ قالَ: حَتَّى تَسْمَعُوا- أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ» . وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى، لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَقُولَ لَهُ النَّاسُ: أَصْبَحْتَ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2657 -
حدَّثنا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ، فَقالَ لِي أَبِي مَخْرَمَةُ: انْطَلِقْ بِنا إِلَيْهِ عَسَى أَنْ يُعْطِيَنا منها شَيْئًا. فَقَامَ أَبِي على الْبابِ، فَتَكَلَّمَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَخَرَجَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ قَبَاءٌ
وهو يُرِيهِ مَحَاسِنَهُ، وهو يَقُولَ:«خَبَأْتُ هذا لَكَ، خَبَأْتُ هذا لَكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «خَرَجَ» .
(12)
بابُ شَهَادَةِ النِّسَاءِ،
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة: 282]
2658 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ، عن عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَيْسَ
(1)
شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟» قُلْنَا
(2)
: بَلَى. قالَ: «فَذلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «عن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قال: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: أليس» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قُلْنَ» . كتبت بالحمرة.
(13)
بابُ شَهَادَةِ الإِمَاءِ وَالْعَبِيدِ
وَقالَ أَنَسٌ: شَهَادَةُ الْعَبْدِ جَائِزَةٌ إذا كَانَ عَدْلًا.
وَأَجَازَهُ شُرَيْحٌ وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى.
وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: شَهَادَتُهُ جَائِزَةٌ إِلَّا الْعَبْدَ لِسَيِّدِهِ.
وَأَجَازَهُ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ فِي الشَّيْءِ التَّافِهِ.
وَقالَ شُرَيْحٌ: كُلُّكُمْ بَنُو عَبِيدٍ وَإِمَاءٍ.
2659 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عن عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ -وَحَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، أَوْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ -: أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ، قالَ: فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ، فقالتْ: قَدْ أَرْضَعْتُكُما. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْرَضَ عَنِّي، قالَ: فَتَنَحَّيْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قالَ: «وَكَيْفَ وَقَدْ زَعَمَتْ أَنْ
(1)
قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا؟!» فَنَهَاهُ عَنْها.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أنَّهَا» .
(14)
بابُ شَهَادَةِ الْمُرْضِعَةِ
2660 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
⦗ص: 534⦘
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فقالتْ: إِنِّي قَدْ
(1)
أَرْضَعْتُكُما. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ
(2)
: «وَكَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟! دَعْها عَنْكَ» أَوْ نَحْوَهُ.
(1)
لفظة: «قد» ليست في نسخةٍ. (ص) وهو موافق لما في السلطانية، وعزا في (ب) نسبة عدم وجودها إلى رواية أبي ذر.
(2)
كتب على لفظة: «فقال» في (ب، ص) الرقم: «8» بالحمرة، وبهامشهما: كذا في اليونينية.
(15)
بابُ
(1)
تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «حديث الإفك» قبل التبويب، وليست هذه الزيادة في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2661 -
حدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ -وَأَفْهَمَنِي بَعْضَهُ أَحْمَدُ
(1)
- حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قالَ لها أَهْلُ الإِفْكِ ما قَالُوا، فَبَرَّأَها اللَّهُ مِنْهُ، قالَ الزُّهْرِيُّ: وَكُلُّهُمْ حدَّثني طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِها، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عن كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حدَّثني عن عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، زَعَمُوا:
أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا
(2)
أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُها خَرَجَ
(3)
بِها مَعَهُ، فَأَقْرَعَ بَيْنَنا فِي غَزَاةٍ غَزَاها، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَما أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنا حَتَّى إذا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ
وَقَفَلَ، وَدَنَوْنا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأنِي، أَقْبَلْتُ إلى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ
(4)
قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ
⦗ص: 535⦘
الَّذِينَ يَرْحَلُونَ
(5)
لِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ
(6)
على بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّما يَأكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوا
(7)
ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَما اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي
(8)
فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنا أَنا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ، حِينَ
(9)
أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ يَدَها فَرَكِبْتُها، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنا الْجَيْشَ بَعْدَما نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بِها شَهْرًا، يُفِيضُونَ
(10)
مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، وَيَرِيبُنِي
(11)
فِي وَجَعِي أَنِّي لا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ
(12)
الَّذِي كُنْتُ أَرَى منه حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّما يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ
(13)
: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» . لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ
(14)
،
⦗ص: 536⦘
فَخَرَجْتُ أَنا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، مُتَبَرِّزُنَا
(15)
لا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنا، وَأَمْرُنا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ
(16)
، أَوْ فِي التَّنَزُّهِ، فَأَقْبَلْتُ أَنا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثَرَتْ
(17)
فِي مِرْطِها، فقالتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ ما قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فقالتْ: يا هَنْتَاهْ، أَلَمْ تَسْمَعِي ما قَالُوا؟! فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ
(18)
الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى
(19)
مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى بَيْتِي، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، فَقالَ:«كَيْفَ تِيكُمْ؟» فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي إلى أَبَوَيَّ. قالَتْ: وَأَنا حِينَئذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِما، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لأُمِّي: ما يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ
(20)
؟ فقالتْ: يا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي على نَفْسِكِ الشَّأنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ
(21)
، عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّها، وَلَها ضَرَائِرُ، إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْها. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ
(22)
النَّاسُ بِهَذَا؟! قالَتْ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ، لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْتَشِيرُهُما فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ
(23)
يا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا نَعْلَمُ وَاللَّهِ
(24)
إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ
(25)
، وَالنِّسَاءُ سِوَاها كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ، فَقالَ: «يا بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ فيها شَيْئًا يَرِيبُكِ
(26)
؟». فقالتْ بَرِيرَةُ:
⦗ص: 537⦘
لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ منها أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا
(27)
أَكْثَرَ مِنْ أَنَّها جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عن الْعَجِينِ، فَتَأتِي الدَّاجِنُ فَتَأكُلُهُ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي؟! فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ على أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَما كَانَ يَدْخُلُ على أَهْلِي إِلَّا مَعِي» . فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ
(28)
فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنا وَاللَّهِ
(29)
أَعْذِرُكَ مِنْهُ: إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنا مِنَ
(30)
الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنا فَفَعَلْنا فِيهِ أَمْرَكَ. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -وهو سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ
(31)
احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ- فَقالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ
(32)
، وَلا تَقْدِرُ على ذَلِكَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْر
(33)
فَقالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عن الْمُنَافِقِينَ. فَثَارَ الْحَيَّانِ: الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا، وَرَسُولُ
(34)
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَرِ، فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ، حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ، قَدْ
(35)
بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ
(36)
وَيَوْمًا
(37)
، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قالَتْ: فَبَيْنا هما جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنا أَبْكِي، إِذِ
(38)
اسْتَأذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَها، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 538⦘
فَجَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ
(39)
قِيلَ فِيَّ
(40)
ما قِيلَ قَبْلَها، وَقَدْ مَكُثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأنِي شَيْءٌ
(41)
، قالَتْ: فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: «يا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذا وَكَذا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ
(42)
فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إذا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ». فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، وَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فِيما قالَ. قالَتْ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَتْ: وَأَنا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ
(43)
كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ ما يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ، وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ- لا تُصَدِّقُونِي
(44)
بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ -وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ- لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ ما أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبا يُوسُفَ إِذْ قالَ:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثُمَّ تَحَوَّلْتُ على فِرَاشِي، وَأَنا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ ما ظَنَنْتُ أَنْ يُنَزِّلَ
(45)
فِي شَأنِي وَحْيًا، وَلأَنا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ، فَوَاللَّهِ
(46)
ما رَامَ مَجْلِسَهُ، وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ
(47)
، فَأَخَذَهُ ما كَانَ يَأخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ، فَكَانَ
⦗ص: 539⦘
أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِها أَنْ قالَ لِي: «يا عَائِشَةُ، احْمَدِي اللَّهَ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ» . فقالتْ
(48)
لِي أُمِّي: قُومِي إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} الآيَاتِ [النور: 11 - 20]، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هذا فِي بَرَاءَتِي، قالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه -وَكَانَ يُنْفِقُ على مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ-: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ على مِسْطَحٍ شَيْئًا
(49)
أَبَدًا، بَعْدَما قالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأتَلِ
(50)
أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ
(51)
} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22] فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ
(52)
زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي، فَقالَ:«يا زَيْنَبُ، ما عَلِمْتِ؟ ما رَأَيْتِ؟» فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيْها إِلَّا خَيْرًا. قالَتْ: وَهْيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَها اللَّهُ بِالْوَرَعِ.
قالَ: وَحدَّثنا فُلَيْحٌ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. مِثْلَهُ.
قالَ: وَحدَّثنا فُلَيْحٌ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. مِثْلَهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية [ق] ونسخة زيادة:«بنُ يونس» ، وعليها علامة السقوط في (ب، ص).
(2)
بهامش (ب، ص): «الفاء ساكنة في اليونينية» ا هـ. لكنهم ضبطوها في المتن بالفتح.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَخْرَجَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «ظَفَارٍ» وضبطت روايتهما في (ق، ب) بكسر الراء دون تنوين.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«يُرَحِّلُونَ» . وبهامش اليونينية: بخط اليونيني: قال عياض: رَحَلْتُ البعيرَ مخفف: شددتُ عليه الرَّحل، ومنه (ورْحَلُوا هودجي، ويرْحَلُونَ لي) في حديث الإفك، وعند الحافظ أبي ذر:«يُرَحِّلُونَ» مشددُ الحاء مع ضم الياء أخت الواو وفتح الراء، ولم أره في سائر تصرفاته إلا مخففًا، أعني مادة: شدَّ الرَّحل: رَحَلَهُ، قاله أبو علي. اهـ. وفي (ب، ص): «قاله علي» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فَرَحَّلُوهُ» .
(7)
في (ب، ص): «رَفَعُوهُ» .
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَيَفْقِدُونَنِي» .
(9)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «حَتَّى» .
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «والناسُ يُفِيضُونَ» .
(11)
ضبطت في متن (ب) بضم الياء في أوله.
(12)
بهامش اليونينية: «عند ابن الحطيئة عن أبي ذر: بضم اللام وسكون الطاء» . اهـ.
(13)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «فَيَقُولُ» .
(14)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «نَقِهْتُ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.
(15)
في رواية أبي ذر: «مُتَبَرَّزُنَا» بفتح الراء.
(16)
صحَّح عليها في اليونينيَّةن وضبطت في (ب، ص) بالراء المكسورة المخففة.
(17)
ضبطت في (ب) بكسر الثاء.
(18)
لفظة: «أهل» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ أيضاً.
(19)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «على» . كتبت بالحمرة.
(20)
في رواية أبي ذر: «الناسُ بِهِ» .
(21)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «وَضِيئَةً» .
(22)
في رواية أبي ذر: «تَحَدَّثَ» .
(23)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(24)
قوله: «واللهِ» ليس في رواية أبي ذر.
(25)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «لَمْ يُضَيَّقْ عَلَيْكَ» . وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(26)
ضبطت في (ب) بضم الياء في أوله.
(27)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قَطُّ» .
(28)
قوله: «بن معاذ» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(29)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «والله أَنَا» .
(30)
لفظة: «من» ليست في رواية أبي ذر.
(31)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَكَانَ» .
(32)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «لَعَمْرُ اللَّهِ، وَاللهِ لا تقتله» .
(33)
في رواية أبي ذر: «حُضَيْرٍ» .
(34)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(35)
في رواية أبي ذر: «وَقَدْ» . قارن بما في الإرشاد.
(36)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَيْلَتِي» بالإفراد.
(37)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَيَوْمِي» .
(38)
في (ب): «إذا» .
(39)
في رواية أبي ذر: «مِنْ يَوْمٍ» .
(40)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِي» .
(41)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «بِشَيْءٍ» .
(42)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ زيادة: «بِذَنْبٍ» .
(43)
نقل ضبطها عن اليونينية بالنصب في (ب، ص)، وبالرفع عن فرعين.
(44)
في رواية أبي ذر: «لا تُصَدِّقُونَنِي» .
(45)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (ق، ص) بتخفيف الزاي، وضبطت في (ب):«يَنْزِلَ» .
(46)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تُبَرِّئُنِي فَوَاللهِ» .
(47)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الوَحْيُ» .
(48)
في رواية أبي ذر: «قالت» .
(49)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِشَيْءٍ» ، وعزاها في (ب) لرواية أبي ذر فقط.
(50)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
(51)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{أَن يُؤْتُوا}» .
(52)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سَأَلَ» .
(16)
بابٌ: إذا زَكَّى رَجُلٌ رَجُلًا كَفَاهُ
وَقالَ أَبُو جَمِيلَةَ: وَجَدْتُ مَنْبُوذًا، فَلَمَّا رَآنِي عُمَرُ قالَ: عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسًا
(1)
. كَأَنَّهُ يَتَّهِمُنِي، قالَ عَرِيفِي: إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ. قالَ: كَذَاكَ؟! اذْهَبْ وَعَلَيْنا نَفَقَتُهُ.
(1)
قوله: «قال: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا» ليس في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاث. (لا الحمرة إلى)
2662 -
حدَّثنا
(1)
ابْنُ سَلَامٍ
(2)
: أخبَرَنا
(3)
عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَثْنَى رَجُلٌ على رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَقالَ: «وَيْلَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ» . مِرَارًا، ثُمَّ قالَ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلا أُزَكِّي على اللَّهِ أَحَدًا، أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذا. إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «محمدُ بنُ سَلَام» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(17)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ الإِطْنَابِ فِي الْمَدْحِ، وَلْيَقُلْ ما يَعْلَمُ
2663 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: حَدَّثَنَا
(1)
بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُثْنِي على رَجُلٍ، وَيُطْرِيهِ فِي مَدْحِهِ
(2)
، فَقالَ:«أَهْلَكْتُمْ -أَوْ: قَطَعْتُمْ- ظَهْرَ الرَّجُلِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في المَدْحِ» .
(18)
بابُ بُلُوغِ الصِّبْيَانِ وَشَهَادَتِهِمْ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأذِنُوا
(2)
} [النور: 59]-وَقالَ مُغِيرَةُ: احْتَلَمْتُ وَأَنا ابْنُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً- وَبُلُوغِ النِّسَاءِ فِي
(3)
الْحَيْضِ، لِقَوْلِهِ عز وجل
(4)
: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن
(5)
} إلى قَوْلِهِ: {أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]
وَقالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: أَدْرَكْتُ جَارَةً لَنا جَدَّةً، بِنْتَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسُّوسي وأبي جعفر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلى» .
(4)
قوله: «عز وجل» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{نِّسَائِكُمْ}» .
(6)
لفظة: «سنة» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
2664 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: حدَّثني نَافِعٌ، قالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وهو ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي، ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَأَنا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ
(1)
، فَأَجَازَنِي. قالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْتُ على عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وهو خَلِيفَةٌ، فَحَدَّثْتُهُ هَذا الْحَدِيثَ. فَقالَ: إِنَّ هَذا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَكَتَبَ إلى عُمَّالِهِ: أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة:«سَنَةً» .
2665 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا
(1)
صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلِمٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(19)
بابُ سُؤَالِ الْحَاكِمِ الْمُدَّعِيَ: هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَبْلَ الْيَمِينِ
2666 -
2667 - حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ، وهو فيها فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِها مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ» . قالَ: فَقالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: فِيَّ وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ
(1)
بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ
(2)
أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟» قالَ: قُلْتُ: لا. قالَ: فَقالَ لِلْيَهُودِيِّ: «احْلِفْ
(3)
». قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ إذًا يَحْلِفُ وَيَذْهَبُ
(4)
بِمَالِي. قالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
(5)
: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إلى آخِرِ الآيَةِ [آل عمران: 77].
(1)
لفظة: «كان» ليست في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ولا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ والحَمُّويي.
(2)
قوله: «من اليهود» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
قوله: «فقال لليهودي» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت (لا الحمرة إلى)، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«قال: قال: احْلِفْ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(20)
بابُ الْيَمِينِ
(1)
على الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فِي الأَمْوَالِ وَالْحُدُودِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ» .
وَقالَ قُتَيْبَةُ: حدَّثنا
سُفْيَانُ، عن ابْنِ شُبْرُمَةَ: كَلَّمَنِي أَبُو الزِّنَادِ فِي شَهَادَةِ الشَّاهِدِ وَيَمِينِ الْمُدَّعِي، فَقُلْتُ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282]. قُلْتُ: إذا كَانَ يُكْتَفَى بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُدَّعِي، فَما تَحْتَاجُ أَنْ تُذْكِرَ إِحْدَاهُما الأُخْرَى؟! ما كَانَ يَصْنَعُ بِذِكْرِ هَذِهِ الأُخْرَى؟!
(1)
في (ب، ص): «بابٌ: اليمينُ» .
2668 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ:
كَتَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
(1)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالْيَمِينِ على الْمُدَّعَى عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلَيَّ» .
(20 م)
بابٌ
(1)
(1)
التبويب ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2669 -
2670 - حدَّثنا
(1)
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائلٍ، قالَ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بِها مَالًا، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ} إلى {عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(2)
[آل عمران: 77]. ثُمَّ إِنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ خَرَجَ إِلَيْنا، فَقالَ: ما يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَحَدَّثْنَاهُ بِما قالَ، فَقالَ: صَدَقَ، لَفِيَّ أُنْزِلَتْ
(3)
، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي شَيْءٍ، فَاخْتَصَمْنا إلى رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ» . فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ إذًا يَحْلِفُ
(5)
وَلا يُبَالِي. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ، يَسْتَحِقُّ بِها مَالًا، وهو فيها فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ
(6)
وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ. ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{
…
وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إلى {أَلِيمٌ} ».
(3)
في رواية أبي ذر: «نَزَلَتْ» ، وفي رواية كريمة ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«نُزِّلَتْ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» . وخرَّج لها في (ب، ص) بعد قوله: «فأنزل اللهُ» .
(21)
بابٌ: إذا ادَّعَى أَوْ قَذَفَ، فَلَهُ أَنْ يَلْتَمِسَ الْبَيِّنَةَ، وَيَنْطَلِقَ لِطَلَبِ الْبَيِّنَةِ
2671 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن هِشَامٍ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ
(1)
:
⦗ص: 544⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ
(2)
فِي ظَهْرِكَ». فَقالَ
(3)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، إذا رَأَى أَحَدُنا على امْرَأَتِهِ رَجُلًا، يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ؟! فَجَعَلَ يَقُولُ: «الْبَيِّنَة
(4)
وَإِلَّا حَدٌّ
(5)
فِي ظَهْرِكَ». فَذَكَرَ حَدِيثَ اللِّعَانِ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ عِكْرِمَةَ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «الْبَيِّنَةَ أَوْ حَدًّ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
بالرفع والنصب معًا.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«أوحَدٌّ» .
(22)
بابُ الْيَمِينِ بَعْدَ الْعَصْرِ
2672 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ على فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ يَمْنَعُ منه ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيا، فَإِنْ أَعْطَاهُ ما يُرِيدُ وَفَى لَهُ، وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ
(1)
بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى
(2)
بِهِ
(3)
كَذا وَكَذا، فَأَخَذَهَا».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سِلْعَةً» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أُعْطِيَ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِها» .
(23)
بابٌ:
يَحْلِفُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ حَيْثُما وَجَبَتْ
عَلَيْهِ الْيَمِينُ، وَلا يُصْرَفُ
مِنْ مَوْضِعٍ إلى غَيْرِهِ
قَضَى مَرْوَانُ بِالْيَمِينِ على زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ على الْمِنْبَرِ، فَقالَ: أَحْلِفُ لَهُ مَكَانِي. فَجَعَلَ زَيْدٌ يَحْلِفُ، وَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ على الْمِنْبَرِ، فَجَعَلَ مَرْوَانُ يَعْجَبُ مِنْهُ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ» . فَلَمْ
(1)
يَخُصَّ مَكَانًا دُونَ مَكَانٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَلَمْ» .
2673 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائلٍ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ لِيَقْتَطِعَ بها مَالًا، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ» .
(24)
بابٌ: إذا تَسَارَعَ قَوْمٌ فِي الْيَمِينِ
2674 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ
(2)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَ على قَوْمٍ الْيَمِينَ، فَأَسْرَعُوا، فَأَمَرَ أَنْ يُسْهمَ بَيْنَهُمْ فِي الْيَمِينِ: أَيُّهُمْ يَحْلِفُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «بن نصر» ليس في نسخة (ب، ص).
(25)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ
ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
2675 -
حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أخبَرَنا الْعَوَّامُ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ:
سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: أَقَامَ رَجُلٌ سِلْعَتَهُ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى
(1)
بِها ما لَمْ يُعْطِهَا
(2)
، فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77] وَقالَ
(3)
ابْنُ أَبِي أَوْفَى: النَّاجِشُ آكِلُ رِبًا خَائِنٌ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أُعْطِيَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّةن وفي رواية أبي ذر: «يُعْطَها» (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
2676 -
2677 - حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنَا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن أَبِي وَائلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ كَاذِبًا، لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ
(2)
-أَوْ قالَ: أَخِيهِ- لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ». وَأَنْزَلَ اللَّهُ
(3)
تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}
(4)
الآيَةَ [آل عمران: 77]، فَلَقِيَنِي الأَشْعَثُ فَقالَ: ما حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: كَذا وَكَذا. قالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيّ وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضاً، وفي رواية أبي ذر وروايةٍ أخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«مالَ الرَّجُلِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» ، وزاد في (ب) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«إلى قوله: {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}» .
(26)
بابٌ: كَيْفَ يُسْتَحْلَفُ؟
-قالَ تَعَالَى: {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ
(1)
} [التوبة: 62]، وَقَوْلُهُ
(2)
عز وجل: {ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
(3)
} [النساء: 62]. يُقَالُ: بِاللَّهِ، وَتَاللَّهِ، وَوَاللَّهِ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَرَجُلٌ حَلَفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا بَعْدَ الْعَصْرِ» . -
وَلا يُحْلَفُ بِغَيْرِ اللَّهِ.
(1)
قوله: «قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ}» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقولُ الله» ، كتبت بالحمرة، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وضبطها بالجر، وعزا المثبت في المتن إلى رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وقول الله: {وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ} [التوبة: 56]، و {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} [التوبة: 62]، {فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا} [المائدة: 107]» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
2678 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 547⦘
أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذا هو يَسْأَلُهُ عن الإِسْلَامِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» . فَقالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا
(2)
؟ قالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ» ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«وَصِيَامُ رَمَضَانَ
(3)
». قالَ
(4)
: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ
(5)
؟ قالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ» . قالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، قالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا
(6)
؟ قالَ: «لا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ» . فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَزِيدُ على هذا وَلا أَنْقُصُ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مَالِكٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت،:«غَيْرُهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «شَهْرِ رَمَضانَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيّ: «غَيْرُها» .
(6)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «غَيْرُهُ» .
2679 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، قالَ: ذَكَرَ نَافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» .
(27)
بابُ مَنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ بَعْدَ الْيَمِينِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ» .
وَقالَ طَاوُوسٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَشُرَيْحٌ: الْبَيِّنَةُ الْعَادِلَةُ أَحَقُّ مِنَ الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ.
2680 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن زَيْنَبَ:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ، فَإِنَّما أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلا يَأخُذْهَا» .
(28)
بابُ مَنْ أَمَرَ بِإِنْجَازِ الْوَعْدِ
وَفَعَلَهُ الْحَسَنُ.
وَذَكَرَ إِسْمَاعِيلَ: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: 54].
وَقَضَى ابْنُ الأَشْوَعِ
(1)
بِالْوَعْدِ، وَذَكَرَ ذَلِكَ عن سَمُرَةَ
(2)
.
وَقالَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ
(3)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ، قالَ
(4)
: «وَعَدَنِي
(5)
فَوَفَى لِي
(6)
».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ
(7)
إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَحْتَجُّ بِحَدِيثِ ابْنِ أَشْوَعَ
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بنُ أشْوَعَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ جُنْدَبٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قالَ» (ن)، ولم يعين موضع التخريج لها في (ب، ص)، وخرج لها في السلطانية بدل قوله:«وقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَوَعَدَنِي» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَوَفانِي» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فأوْفاني» . قارن بما في الإرشاد.
(7)
في رواية أبي ذر: «رأيتُ» .
(8)
قوله: «قال أبو عبد الله» إلخ ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي، وبهامش اليونينية: عند أبي ذر مخطوط على: «قال أبو عبد الله رأيت إسحاق» إلى «ابن أشوع» بحاء هكذا: حـ، وأنَّه ثابت عند الحَمُّويي وحده. اهـ.
2681 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبَرَهُ قالَ:
أخبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ: أَنَّ هِرَقْلَ قالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ مَاذا يَأمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أَنَّهُ أَمَرَكُمْ
(2)
بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، قالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَأمُرُ» .
2682 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ» .
2683 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهم، قالَ: لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ أَبا بَكْرٍ مَالٌ مِنْ قِبَلِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَ لَهُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ، أَوْ كَانَتْ لَهُ قِبَلَهُ عِدَةٌ، فَلْيَأتِنا. قالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ: وَعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعْطِيَنِي هَكَذا وَهَكَذا وَهَكَذا. فَبَسَطَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قالَ جَابِرٌ: فَعَدَّ فِي يَدِي خَمْسَ مِئةٍ، ثُمَّ خَمْسَ مِئةٍ،
ثُمَّ خَمْسَ مِئةٍ.
2684 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عن سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: سَأَلَنِي يَهُودِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ: أَيَّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي، حَتَّى أَقْدَمَ
(2)
على حَبْرِ الْعَرَبِ فَأَسْأَلَهُ. فَقَدِمْتُ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقالَ: قَضَى أَكْثَرَهُما وَأَطْيَبَهُما؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قالَ فَعَلَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(2)
ضبطت في (ب) بالرفع.
(29)
بابٌ: لا يُسْأَلُ أَهْلُ الشِّرْكِ عن الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا
وَقالَ الشَّعْبِيُّ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ أَهْلِ الْمِلَلِ بَعْضِهِمْ على بَعْضٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
(1)
: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء} [المائدة: 14].
⦗ص: 550⦘
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلا تُكَذِّبُوهُمْ. وَقُولُوا: {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ}» الآيَةَ
(2)
[آل عمران: 84].
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
قوله: «الآية» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2685 -
حدَّثنا يَحْيَى
(1)
بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ
(2)
رضي الله عنهما قالَ: يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ
(3)
على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ الأَخْبَارِ بِاللَّهِ، تَقْرَؤُونَهُ لَمْ يُشَبْ
(4)
؟! وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا ما كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ، فقالُوا: هُوَ
(5)
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، أَفَلا يَنْهَاكُمْ مَا
(6)
جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عن مُسَائَلَتِهِمْ
(7)
؟! وَلا وَاللَّهِ ما رَأَيْنا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عن الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ.
(1)
قوله: «يحيى» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاس» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أَنْزَلَ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «هَذا» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِما» . وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا، أما في (ب، ص) فزادوا نسبتها إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر.
(7)
في رواية أبي ذر: «مُسَاءَلَتِهِم» .
(30)
بابُ الْقُرْعَةِ فِي
(1)
الْمُشْكِلَاتِ
وَقَوْلِهِ
(2)
: {إِذْ يُلْقُون أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران: 44].
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اقْتَرَعُوا فَجَرَتِ الأَقْلَامُ مَعَ الْجِرْيَةِ، وَعَالَ
(3)
قَلَمُ زَكَرِيَّا الْجِرْيَةَ، فَكَفَلَها زَكَرِيَّا.
⦗ص: 551⦘
وَقَوْلِهِ: {فَسَاهَمَ} أَقْرَعَ {فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات: 141] الْمَسْهُومِينَ
(4)
.
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على قَوْمٍ الْيَمِينَ فَأَسْرَعُوا، فَأَمَرَ أَنْ يُسْهَمَ بَيْنَهُمْ: أَيُّهُمْ يَحْلِفُ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
(3)
في رواية الأصيلي: «وعَالَى» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ:«وعَدَا» .
(4)
في (ب، ص): «مِنَ الْمَسْهُومِينَ» .
2686 -
حدَّثنا
(1)
عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني الشَّعْبِيُّ:
أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيها، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً، فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِها، وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلَاها، فَكَانَ الَّذِي فِي أَسْفَلِها يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ على الَّذِينَ
(2)
فِي أَعْلَاها، فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَأسًا، فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فَأَتَوْهُ فقالُوا: ما لَكَ؟! قالَ: تَأَذَّيْتُمْ بِي، وَلا بُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ. فَإِنْ أَخَذُوا على يَدَيْهِ
(3)
أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ».
(1)
هذا الحديث مؤَّخر عن الحديث الذي يليه في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ونقل في (ب، ص) عن هامش اليونينية ما نصُّه: يؤخر حديث عمر بن حفص بن غياث إلى آخر الباب عند أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، بعد قوله:«ولو حبوًا» . اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «الذِي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «عَلَى يَدِهِ» .
2687 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ:
أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ -امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهُ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ
(2)
سَهْمُهُ فِي
السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتِ
(3)
الأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ. قالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَسَكَنَ عِنْدَنا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَاشْتَكَى، فَمَرَّضْنَاهُ، حَتَّى إذا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ، دَخَلَ
⦗ص: 552⦘
عَلَيْنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبا السَّائبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لقد أَكْرَمَكَ اللَّهُ. فَقالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَما يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟!» فَقُلْتُ: لا أَدْرِي، بِأبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ، وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ ما أَدْرِي وَأَنا رَسُولُ اللَّهِ ما يُفْعَلُ بِهِ» . قالَتْ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا. وَأَحْزَنَنِي
(4)
ذَلِكَ. قالَتْ: فَنِمْتُ، فَأُرِيتُ
(5)
لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ: «ذَلِكِ
(6)
عَمَلُهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لهم» .
(3)
في (ب، ص): «أَقْرَعَتْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فأحْزَنَنِي» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَرَأيْتُ» .
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذَلكَ» بفتح الكاف، وفي رواية أبي ذر:«ذاكِ» .
2688 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُها خَرَجَ بِها مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَها وَلَيْلَتَها، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَها وَلَيْلَتَها لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وحدَّثني» .
2689 -
حدَّثنا
(1)
إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا» .
(1)
في رواية الأصيلي: «حدَّثني» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
ما جَاءَ
(2)
فِي الإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ
(3)
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(4)
: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
(5)
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ
(6)
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]، وَخُرُوجِ الإِمَامِ إلى الْمَوَاضِعِ؛ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ بِأَصْحَابِهِ
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «كتاب الصلح» بعد البسملة.
(2)
قوله: «ما جاء» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أن لفظة: «جاء» فقط ليست في روايته.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ والأصيلي زيادة: «إذا تَفَاسَدُوا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إلى آخر الآية» بدل إتمامها، وعكس في (ب، ص) مكان تخريج اختلاف الروايات؛ فجعل رواية الأصيلي مكان رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، والعكس بالعكس.
2690 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حَدَّثَنَا
(1)
أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ
(2)
بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ أُنَاسًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ
(3)
، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ يَأتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
فَجَاءَ بِلَالٌ
(4)
، فَأَذَّنَ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ وَلَمْ يَأتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ إلى أَبِي بَكْرٍ، فَقالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حُبِسَ، وَقَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ فَقالَ: نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ. فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى قَامَ فِي
⦗ص: 554⦘
الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ
(5)
حَتَّى أَكْثَرُوا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لا يَكَادُ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَالْتَفَتَ فَإِذا هو بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَأَمَرَهُ يُصَلِّيْ
(6)
كَما هُوَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ
(7)
، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ
(8)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ على النَّاسِ فَقالَ: «يا أَيُّها النَّاسُ
(9)
، إذا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِكُمْ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيحِ
(10)
، إِنَّما التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ
(11)
؛ فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا الْتَفَتَ، يا أَبا بَكْرٍ، ما مَنَعَكَ حِينَ أَشَرْتُ
(12)
إِلَيْكَ لَمْ
(13)
تُصَلِّ بِالنَّاسِ؟!» فَقالَ: ما كَانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ
(14)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي: «أخبرنا» .
(2)
بهامش (ب، ص): في اليونينية «سهل» تحته كسرتان. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «شَرٌّ» .
(4)
قوله: «فجاء بلال» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في روايةٍ لأبي ذر: «في التَصْفِيحِ» (ب، ص)، وفي أخرى له ورواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بالتَصْفِيقِ» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ ورواية الأصيلي ونسخة من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنْ يُصَلِّيَ» .
(7)
في رواية الأصيلي زيادة: «وأثْنَى عَلَيْهِ» .
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَتَقَدَّمَ» .
(9)
ضبَّب على قوله: «الناس» في (ب، ص)، وبهامشهما نقلًا عن هامش اليونينية:«صوابه: مالَكُمْ» .
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «بالتَصْفِيقِ» .
(11)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «سُبْحانَ اللهِ» .
(12)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أُشِيرَ» .
(13)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(14)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
2691 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه قالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ. فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ حِمَارًا، فَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ، وَهْيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ
(1)
: إِلَيْكَ عَنِّي، وَاللَّهِ لقد آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ. فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ. فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَشَتَمَا
(2)
، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ
⦗ص: 555⦘
منهما أَصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُما ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ
(3)
وَالأَيْدِي وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنا أَنَّها أُنْزِلَتْ
(4)
: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9].
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «فَشَتَمَهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «بالحَدِيدِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «نَزَلَتْ» .
(2)
بابٌ: لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ
(1)
(1)
الباب ومحتواه ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضاً.
2692 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أخبَرَهُ:
أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أخبَرَتْهُ: أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي
(2)
يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا».
(1)
في رواية الأصيلي: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بالَّذِي» .
(3)
بابُ قَوْلِ الإِمَامِ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا بِنا نُصْلِحُ
2693 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، قالَا: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا
(1)
بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقالَ: «اذْهَبُوا بِنا نُصْلِحُ
(3)
بَيْنَهُمْ».
(1)
ضبطت في (ب) بضمِّ الميم: «ترامُوا» .
(2)
في رواية الأصيلي: «النَّبيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «نُصْلِحْ» . بالجزم.
(4)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنْ يَصَّالَحا
(1)
بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}
[النساء: 128]
(1)
هكذا على قراءة غير الكوفيين.
2694 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قالَتْ: هو الرَّجُلُ يَرَى مِنِ امْرَأَتِهِ ما لا يُعْجِبُهُ، كِبَرًا أَوْ غَيْرَهُ
(1)
، فَيُرِيدُ فِرَاقَها، فَتَقُولُ: أَمْسِكْنِي وَاقْسِمْ لِي ما شِئْتَ. قالَتْ: فَلا
(2)
بَأسَ إذا تَرَاضَيا.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وغَيْرَهُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وغَيْرَةً» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا» .
(3)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. ثمَّ كتب بعدها: وبلغت مرة ثانية.
(5)
بابٌ: إذا اصْطَلَحُوا على صُلْحِ جَوْرٍ فَالصُّلْحُ
(1)
مَرْدُودٌ
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فهو» .
2695 -
2696 - حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنهما قالَا: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ بَيْنَنا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ فَقالَ: صَدَقَ، اقْضِ
(1)
بَيْنَنا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقالَ الأَعْرَابِيُّ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا على هذا، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فقالُوا لِي: على ابْنِكَ الرَّجْمُ. فَفَدَيْتُ ابْنِي منه بِمِئةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فقالُوا: إِنَّما على ابْنِكَ جَلْدُ مِئةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ فَرَدٌّ
(2)
عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَمَّا أَنْتَ يا أُنَيْسُ -لِرَجُلٍ- فَاغْدُ على امْرَأَةِ هَذا فَارْجُمْهَا». فَغَدا عَلَيْها أُنَيْسٌ فَرَجَمَها.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ والمُستملي:«فَاقْضِ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فَتُرَدُّ» .
2697 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنا هذا ما لَيْسَ فِيهِ
(2)
فهو رَدٌّ».
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ
(3)
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «منْهُ» . كتبت بالحمرة.
(3)
بهامش اليونينية: «المَخْرَمِيُّ» بفتح الميم الأولى والراء وسكون الخاء المعجمة، من ولد المِسْوَر بن مَخْرَمة، ويقال له أيضًا:«المِسْوَريّ» ذكره البخاري هكذا [في (ب) بدلها: هنا] في المتابعة كما تراه، قاله الحافظ أبو علي الغساني رحمه الله. اهـ.
(6)
بابٌ: كَيْفَ يُكْتَبُ: هذا ما صَالَحَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ،
وَإِنْ لَمْ
(1)
يَنْسُبْهُ إلى نَسَبِهِ أَوْ قَبِيلَتِهِ
(2)
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ أيضاً (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«ولَمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إلى قَبِيْلِه أو نَسَبِهِ» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي حاشية رواية الأصيلي:«إلى قبيلته أو نسَبهِ» ، قارن بما في السلطانية.
2698 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَتَبَ عَلِيٌّ
(1)
بَيْنَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، فَقالَ الْمُشْرِكُونَ: لا تَكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ؛ لَوْ كُنْتَ رَسُولًا لَمْ نُقَاتِلْكَ. فَقالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُهْ» . فَقالَ
(3)
عَلِيٌّ: ما أنا بِالَّذِي أَمْحَاهُ. فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ
(4)
، وَصَالَحَهُمْ على أَنْ يَدْخُلَ هو وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا
(5)
⦗ص: 558⦘
يَدْخُلُوها إِلَّا بِجُلْبَانِ
(6)
السِّلَاحِ. فَسَأَلُوهُ: ما بِجُلْبَانِ
(7)
السِّلَاحِ؟ فَقالَ
(8)
: الْقِرَابُ بِما فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ أبِي طالِبٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(4)
لفظة: «بيده» ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضاً.
(5)
في رواية أبي ذر: «فَلَا» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بِجُلُبانِ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(7)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بِجُلُبانِ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «قالَ» .
2699 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ الْبَرَاءِ
(1)
رضي الله عنه قالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى
قَاضَاهُمْ على أَنْ يُقِيمَ بِها ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا: هذا ما قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
. فقالُوا: لا نُقِرُّ بِها؛ فَلَوْ
(3)
نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ما مَنَعْنَاكَ، لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قالَ:«أَنا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» . ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُ: رَسُولُ اللَّهِ
(4)
». قالَ: لا وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ، فَكَتَبَ: «هذا ما قَاضَى عَلَيْهِ
(5)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلَاحٌ
(6)
إِلَّا فِي الْقِرَابِ، وَأَنْ لا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِها بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتَّبِعَهُ
(7)
، وَأَنْ لا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِها. فَلَمَّا دَخَلَها وَمَضَى الأَجَلُ، أَتَوْا عَلِيًّا فقالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ
(8)
: اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ
(9)
حَمْزَةَ: يا عَمِّ يا عَمِّ. فَتَنَاوَلَها عَلِيٌّ
(10)
، فَأَخَذَ بِيَدِها، وَقالَ لِفَاطِمَةَ عليها السلام: دُونَكِ
⦗ص: 559⦘
ابْنَةَ عَمِّكِ. حَمَلَتْهَا
(11)
، فَاخْتَصَمَ فيها عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، فَقالَ عَلِيٌّ: أنا أَحَقُّ بِها، وَهْيَ ابْنَةُ عَمِّي. وَقالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُها تَحْتِي. وَقالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَالَتِها؛ وَقالَ: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» . وَقالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنا مِنْكَ» . وَقالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» . وَقالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ أَخُونا وَمَوْلَانا» .
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ عازِبٍ» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «ولَوْ» .
(4)
هكذا في رواية أبي ذر أيضاً: بالرفع على الحكاية، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«رسولَ الله» بالنصب على المفعولية.
(5)
لفظة: «عليه» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِسِلاحٍ» ، وفي رواية أبي ذر وأخرى للسَّمعاني عن أبي الوقت:«لا يُدْخِلُ مَكَّةَ سِلاحًا» . وفي رواية الأصيلي: «أنْ لا يَدْخُلَ مكةَ بِسِلاحٍ» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «يَتْبَعَهُ» .
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لِأَصْحابِكَ» .
(9)
في رواية الأصيلي: «بِنْتُ» .
(10)
في رواية الأصيلي زيادة: «بن أبي طالبٍ رضي الله عنه» .
(11)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر أيضاً، (ب، ص) وفي أخرى عنه ورواية الكُشْمِيْهَنِيّ: «احْمِلِيها» .
(7)
بابُ الصُّلْحِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ
فِيهِ عن أَبِي سُفْيَانَ.
وَقالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«ثُمَّ تَكُونُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ» .
وَفِيهِ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
(1)
، وَأَسْمَاءُ، وَالْمِسْوَرُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ أبي جَنْدَلٍ» ، وفي رواية الأصيلي:«وَفِيهِ عَنْ سَهْلِ بنِ حُنيفٍ: رَأَيْتُنَا يوم أبي جَنْدل» .
2700 -
وَقالَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ
(1)
: حدَّثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: صَالَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ على ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: على أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهُ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلَها مِنْ قَابِلٍ، وَيُقِيمَ بِها ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلا يَدْخُلَها إِلَّا بِجُلْبَانِ
(2)
السِّلَاحِ: السَّيْفِ وَالْقَوْسِ وَنَحْوِهِ. فَجَاءَ
(3)
أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قُيُودِهِ، فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ.
قالَ
(4)
: لَمْ يَذْكُرْ مُؤَمَّلٌ عن سُفْيَانَ: أَبا جَنْدَلٍ، وَقالَ: إِلَّا بِجُلُبِ السِّلَاحِ.
(1)
قوله: «بن مسعود» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيّ أيضاً.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِجُلُبَّانِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَجَعَلَ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية رواية الأصيلي زيادة: «أَبُو عَبْدِ اللهِ» .
2701 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ: حدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ، وَحَلَقَ رَأسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى: أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ
(1)
سِلَاحًا عَلَيْهِمْ إِلَّا سُيُوفًا
وَلا يُقِيمَ بها إِلَّا ما أَحَبُّوا. فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَها كما كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَقَامَ بها ثَلَاثًا
(2)
، أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«ولا يَحْتَمِلَ» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت في نسخة: «ثَلاثَةً» .
2702 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:
عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إلى خَيْبَرَ، وَهيَ
(1)
يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «وهُمْ» ، وفي رواية الأصيلي:«وهُوَ» .
(8)
بابُ الصُّلْحِ فِي الدِّيَةِ
2703 -
ثلاثي- حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ -وَهيَ ابْنَةُ النَّضْرِ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا الأَرْشَ، وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْ
(1)
بِالْقِصَاصِ، فَقالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يا رَسُولَ اللَّهِ؟! لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُها. فَقالَ
(2)
: «يا أَنَسُ! فِي كِتَابِ
(3)
اللَّهِ الْقِصَاصُ!». فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على اللَّهِ لأَبَرَّهُ» .
زَادَ الْفَزَارِيُّ، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَقَبِلُوا الأَرْشَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَأَمَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يا أنس، كتابُ» . وقد ضرب على لفظة (في) بالحمرة في اليونينية، قارن بما في السلطانية.
(9)
بابُ
(1)
قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما: «ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ» . وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
(2)
[الحجرات: 9]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «وَقَوْلُهُ: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}» .
2704 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي مُوسَى، قالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَقالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنِّي لأَرَى كَتَائِبَ لا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَها. فَقالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ -وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ-: أَيْ عَمْرُو، إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ، مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ، مَنْ لِي
(1)
بِنِسَائِهِمْ، مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ؟! فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ
(2)
، فَقالَ: اذْهَبا إلى هَذا الرَّجُلِ، فَاعْرِضا عَلَيْهِ، وَقُولا لَهُ، وَاطْلُبا إِلَيْهِ. فَأَتَيَاهُ فَدَخَلا عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَا
(3)
وَقالَا
(4)
لَهُ، فَطَلَبَا
(5)
إِلَيْهِ، فَقالَ لَهُمَا
(6)
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَدْ أَصَبْنا مِنْ هَذا الْمَالِ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِها. قالَا: فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذا وَكَذا، وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ. قالَ: فَمَنْ لِي بِهَذَا؟ قالَا: نَحْنُ لَكَ بِهِ. فَما سَأَلَهُما شَيْئًا إِلَّا قالَا: نَحْنُ لَكَ بِهِ
(7)
، فَصَالَحَهُ. فَقالَ
(8)
الْحَسَنُ
(9)
:
⦗ص: 562⦘
وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إلى جَنْبِهِ، وهو يُقْبِلُ على النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ:«إِنَّ ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» .
قالَ لِي
(10)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّما ثَبَتَ لَنا سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ بِهَذَا
(11)
الْحَدِيثِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «لَنَا» .
(2)
قوله: «بنِ كُرَيْز» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وتَكَلَّمَا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقالَا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وطَلَبَا» .
(6)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«لَهُمُ» .
(7)
قوله: «فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا: نَحْنُ لَكَ بِهِ» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضاً، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيّ بدل المُستملي.
(8)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(9)
بهامش اليونينية: «الحَسَنُ هو أبو سعيد البصري رضي الله عنه» ا هـ.
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: قال لي» .
(11)
في رواية أبي ذر: «لِهَذَا» .
(10)
بابٌ: هَلْ
(1)
يُشِيرُ الإِمَامُ بِالصُّلْحِ؟
(1)
لفظة: «هل» ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويي بدل رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
2705 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمَانَ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أُمَّهُ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قالَتْ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبابِ، عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَا
(1)
، وَإِذا أَحَدُهُما يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ، وهو يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ. فَخَرَجَ
(2)
عَلَيْهِما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَيْنَ المُتَأَلِّي على اللَّهِ لا يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ؟!» فَقالَ: أَنا يا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَهُ أَيُّ
(3)
ذَلِكَ أَحَبَّ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أصْوَاتُهُمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «خَرَجَ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «لَهُ أيُّ» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَلَهُ أيَّ» .
2706 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن الأَعْرَجِ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ مَالٌ، فَلَقِيَهُ
(1)
فَلَزِمَهُ، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُما، فَمَرَّ بِهِما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«يا كَعْبُ!» فَأَشَارَ بِيَدِهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ
⦗ص: 563⦘
النِّصْفَ، فَأَخَذَ نِصْفَ مَا
(2)
عَلَيْهِ وَتَرَكَ نِصْفًا.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «قال: فَلَقِيَهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .
(11)
بابُ فَضْلِ الإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَالْعَدْلِ بَيْنَهُمْ
2707 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مَنْصُورٍ» .
(12)
بابٌ: إذا أَشَارَ الإِمَامُ بِالصُّلْحِ فَأَبَى، حَكَمَ عَلَيْهِ بِالْحُكْمِ الْبَيِّنِ
2708 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجٍ مِنَ الْحَرَّةِ، كَانا يَسْقِيَانِ بِهِ كِلَاهُما، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ:«اسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ إلى جَارِكَ» . فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، آنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟! فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «اسْقِ، ثُمَّ احْبِسْ حَتَّى يَبْلُغَ الْجَدْرَ
(1)
». فَاسْتَوْعَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئذٍ حَقَّهُ لِلزُّبَيْرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ على الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ
(2)
سَعَةً
(3)
لَهُ وَلِلأَنْصَارِيِّ، فَلَمَّا أَحْفَظَ الأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَوْعَى لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ، قالَ عُرْوَةُ: قالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ ما أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآيَةَ [النساء: 65].
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«الجَدْرُ» بفتح الجيم وسكون الدال، أي: الجدار، قيل: المراد به هنا أصل الحائط، وقيل: أصول الشجر، وقيل: جُدُرُ المشارب، بضم الجيم والدال التي يجتمع فيها الماء في أصول الثمار. قاله عياض. اهـ.
(2)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بِرَأْيِ» ، وبهامش (ب، ص): ليس في اليونينية تحت الياء إلَّا كسرة واحدة. اهـ.
(3)
ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «سَعَةٍ» .
(13)
بابُ الصُّلْحِ بَيْنَ الْغُرَمَاءِ وَأَصْحَابِ الْمِيرَاثِ، وَالْمُجَازَفَةِ فِي ذَلِكَ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا بَأسَ أَنْ يَتَخَارَجَ الشَّرِيكَانِ، فَيَأخُذَ هذا دَيْنًا، وَهذا عَيْنًا
(1)
، فَإِنْ تَوِيَ
(2)
لِأَحَدِهِما لَمْ يَرْجِعْ على صَاحِبِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «هذا عينًا وهذا دينًا» .
(2)
بهامش اليونينية: عند أبي ذر بفتح الواو، على لغة طَيءٍ [أي: تَوَى]، تَوِيَ: هَلَكَ، بكسر الواو، «يَتْوَى» بالفتح في المضارع، ويقال:«تَوَى» بالفتح «يَتْوِي» بالكسر في المضارع، وهي لغة طَيءٍ، والمصدر:«تَوًى» مقصور. اهـ.
2709 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ،
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: تُوُفِّيَ أَبِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَعَرَضْتُ على غُرَمَائِهِ أَنْ يَأْخُذُوا التَّمْرَ بِما عَلَيْهِ، فَأَبَوْا، وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ: «إِذا جَدَدْتَهُ فَوَضَعْتَهُ فِي الْمِرْبَدِ آذَنْت
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». فَجَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَدَعا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قالَ:«ادْعُ غُرَمَاءَكَ فَأَوْفِهِمْ» . فَما تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ على أَبِي دَيْنٌ إِلَّا قَضَيْتُهُ، وَفَضَلَ
(3)
ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَسْقًا، سَبْعَةٌ عَجْوَةٌ وَسِتَّةٌ لَوْنٌ، أَوْ سِتَّةٌ عَجْوَةٌ وَسَبْعَةٌ لَوْنٌ، فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ
(4)
فَضَحِكَ، فَقالَ:«ائْتِ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا» . فَقالَا
(5)
: لَقَدْ عَلِمْنا إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما صَنَعَ أَنْ سَيَكُونُ ذَلِكَ.
⦗ص: 565⦘
وَقالَ هِشَامٌ، عن وَهْبٍ، عن جَابِرٍ: صَلَاةَ الْعَصْرِ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبا بَكْرٍ، وَلا ضَحِكَ، وَقالَ: وَتَرَكَ أَبِي عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ وَسْقًا دَيْنًا.
وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عن وَهْبٍ، عن جَابِرٍ: صَلَاةَ الظُّهْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(3)
في رواية أبي ذر: «وفَضِلَ» . وبهامش اليونينية: هكذا بكسر الضاد عند أبي ذر، قال ابن سيده في المحكم: وفَضَلَ الشيءُ يَفْضُلُ، وفضِلَ يفضَلُ، ويفضُل نادرٌ، وجعلها سيبويه ك (مِتَّ، تموت)، وقال اللحياني: فضِلَ يفضِلُ، ك (حسِبَ يحسِبُ) نادرٌ، كلُّ ذلك بمعنى، والفُضَالة ما فضِلَ من الشيء. اهـ. وبهامش (ب، ص): في القاموس: وأمَّا فَضِلَ كعَلِمَ يَفْضُلُ كيَنْصُرُ: فَمُرَكَّبَةٌ منهما. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «فذكرتُ له ذلك» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(14)
بابُ الصُّلْحِ بِالدَّيْنِ وَالْعَيْنِ
2710 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ
(1)
: أخبَرَنا يُونُسُ -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ- عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ:
أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ
(2)
أَصْوَاتُهُما حَتَّى سَمِعَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي بَيْتٍ
(3)
، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِما، حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى كَعْبَ بنَ مَالِكٍ، فَقالَ:«يا كَعْبُ» . فَقالَ
(4)
: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ: أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ. فَقالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُمْ فَاقْضِهِ» .
(1)
قوله: «بن عمر» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حَتَّى ارْتَفَعَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بَيْتِهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «قال» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ الشُّرُوطِ فِي الإِسْلَامِ وَالأَحْكَامِ وَالمُبَايَعَةِ
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «كِتابُ الشُّرُوطِ» قبل البسملة.
2711 -
2712 - 2713 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ وَالمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما: يُخْبِرَانِ عن أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمِئِذٍ، كَانَ فِيما اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ لا يَأتِيكَ مِنَّا أَحَدٌ، وَإِنْ كَانَ على دِينِكَ، إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنا وَخَلَّيْتَ
بَيْنَنا وَبَيْنَهُ. فَكَرِهَ المُؤْمِنُونَ ذَلِكَ وَامْتَعَضُوا
(1)
مِنْهُ، وَأَبَى سُهَيْلٌ إِلَّا ذَلِكَ، فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على ذَلِكَ، فَرَدَّ يَوْمَئِذٍ أَبا جَنْدَلٍ على أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأتِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ المُدَّةِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَجَاءَ
(2)
المُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَهْيَ عَاتِقٌ، فَجَاءَ أَهْلُها يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَها إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَرْجِعْها إِلَيْهِمْ؛ لِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ:{إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} إلى قَوْلِهِ: {وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10].
قالَ عُرْوَةُ: فَأخبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُهُنَّ بِهَذِهِ الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
(3)
} إِلَى: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الممتحنة: 10 - 12] قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذا الشَّرْطِ مِنْهُنَّ، قالَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ بَايَعْتُكِ» . كَلَامًا يُكَلِّمُها بِهِ، وَاللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ، وَما بَايَعَهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وجاءَتِ» .
(3)
قوله: «{فَامْتَحِنُوهُنَّ}» ليس في رواية أبي ذر.
2714 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ جَرِيرًا رضي الله عنه يَقُولُ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ: وَالنُّصْح لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
2715 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ
(1)
لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «والنُّصْحُ» بالرفع.
(2)
بابٌ: إذا بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «أُبِرَتْ» بتخفيف الباء، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«ولَم يَشْتَرِطِ الثَّمَرَةَ» . وبهامش اليونينية: «أبرتُ النخلَ» مخفف ومثقل والتخفيف أكثر. اهـ.
2716 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا
(1)
لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أُبِرَتْ فَثَمَرُها»
(3)
بابُ الشُّرُوطِ فِي البَيْعِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «البيوعِ» كتبت بالحمرة.
2717 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا اللَّيْثُ
(2)
، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:
⦗ص: 568⦘
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَسْتَعِينُها فِي كِتَابَتِهَا، وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِها شَيْئًا، قالَتْ لَها عَائِشَةُ: ارْجِعِي إلى أَهْلِكِ، فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لِي فَعَلْتُ. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ إلى أَهْلِهَا
(3)
فَأَبَوْا، وَقَالُوا: إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ، وَيَكُونَ لَنا وَلَاؤُكِ. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَهَا:«ابْتَاعِي فَأَعْتِقِي؛ فَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» ، والذي في (ب، ص) أنَّها في نسخة من رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «لَيْثٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لِأَهْلها» .
(4)
بابٌ: إذا اشْتَرَطَ البَائِعُ ظَهْرَ الدَّابَّةِ إلى مَكَانٍ مُسَمًّى جَازَ
2718 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، قالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ:
حدَّثني جَابِرٌ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ على جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَهُ، فَدَعا لَهُ
فَسَارَ بِسَيْرٍ
(1)
لَيْسَ يَسِيرُ مِثْلَهُ، ثُمَّ قالَ: «بِعْنِيهِ بِوَقِيَّةٍ
(2)
». قُلْتُ: لَا. ثُمَّ قالَ: «بِعْنِيهِ بِوَقِيَّةٍ
(3)
». فَبِعْتُهُ، فَاسْتَثْنَيْتُ حُمْلَانَهُ إلى أَهْلِي، فَلَمَّا قَدِمْنا أَتَيْتُهُ بِالجَمَلِ وَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَأَرْسَلَ على إِثْرِي قالَ:«ما كُنْتُ لِآخُذَ جَمَلَكَ، فَخُذْ جَمَلَكَ ذَلِكَ، فهو مَالُكَ» .
قالَ
(4)
شُعْبَةُ، عن مُغِيرَةَ، عن عَامِرٍ، عن جَابِرٍ: أَفْقَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ إلى المَدِينَةِ.
وَقالَ إِسْحَاقُ، عن جَرِيرٍ، عن مُغِيرَةَ: فَبِعْتُهُ على أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ المَدِينَةَ.
وَقالَ عَطَاءٌ وَغَيْرُهُ: «لَكَ
(5)
ظَهْرُهُ إلى المَدِينَةِ».
⦗ص: 569⦘
وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، عن جَابِرٍ: شَرَطَ ظَهْرَهُ إلى المَدِينَةِ.
وَقالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن جَابِرٍ:«وَلَكَ ظَهْرُهُ حَتَّى تَرْجِعَ» .
وَقالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عن جَابِرٍ:«أَفْقَرْنَاكَ ظَهْرَهُ إلى المَدِينَةِ» .
وَقالَ الأَعْمَشُ، عن سَالِمٍ، عن جَابِرٍ:«تَبَلَّغْ عَلَيْهِ إلى أَهْلِكَ» .
(6)
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَابْنُ إِسْحَاقَ، عن وَهْبٍ، عن جَابِرٍ: اشْتَرَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِوَقِيَّةٍ
(7)
.
وَتَابَعَهُ
(8)
زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن جَابِرٍ.
وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ، عن جَابِرٍ: أَخَذْتُهُ بِأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ.
وَهَذا يَكُونُ وَقِيَّةً
(9)
على حِسَابِ الدِّينَارِ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ
(10)
، وَلَمْ يُبَيِّنِ الثَّمَنَ مُغِيرَةُ، عن الشَّعْبِيِّ، عن جَابِرٍ. وَابْنُ المُنْكَدِرِ وَأَبُو الزُّبَيْرِ، عن جَابِرٍ.
وَقالَ الأَعْمَشُ، عن سَالِمٍ، عن جَابِرٍ: وَقِيَّةُ
(11)
ذَهَبٍ.
وَقالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عن سَالِمٍ، عن جَابِرٍ: بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
وَقالَ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عن جَابِرٍ: اشْتَرَاهُ بِطَرِيقِ تَبُوكَ، أَحْسِبُهُ قالَ: بِأَرْبَعِ أَوَاقٍ
(12)
.
وَقالَ أَبُو نَضْرَةَ، عن جَابِرٍ: اشْتَرَاهُ بِعِشْرِينَ دِينَارًا.
وَقَوْلُ الشَّعْبِيِّ بِوَقِيَّةٍ
(13)
أَكْثَرُ.
⦗ص: 570⦘
الاِشْتِرَاطُ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ عِنْدِي. قالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(14)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «سَيْرًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِأُوقِيَّةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بِأُوقِيَّةٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وَلَكَ» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: الاشتراطُ أكْثَرُ وأصَحُّ عِنْدِي» .
(7)
في رواية أبي ذر: «بِأُوقِيَّةٍ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «تَابَعَهُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «أُوقِيَّة» .
(10)
لفظة: «دراهم» ليست في رواية أبي ذر.
(11)
في رواية أبي ذر: «أُوقِيَّة» .
(12)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت وأبي ذر في نسخة: «أَوَاقِيَّ» .
(13)
في رواية أبي ذر: «بِأُوقِيَّةٍ» .
(14)
قوله: «الاشْتِرَاطُ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ عِنْدِي. قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ» ليس في رواية أبي ذر، ورمز على قوله:«وَأَصَحُّ عِنْدِي. قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ» بعلامة السقوط بالحمرة.
(5)
بابُ الشُّرُوطِ فِي المُعَامَلَةِ
2719 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَتِ الأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اقْسِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ إِخْوَانِنا النَّخِيلَ. قالَ: «لَا» . فَقالَ
(1)
: «تَكْفُونَا
(2)
المَؤُونَةَ وَنشْركُكُمْ فِي الثَّمَرَةِ». قَالُوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنَا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (ب): في بعض أصول: «فقالوا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تكْفُونَنَا» .
2720 -
حدَّثنا مُوسَى
(1)
: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ اليَهُودَ، أَنْ يَعْمَلُوها وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ ما يَخْرُجُ منها.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إسْمَاعِيلَ» .
(6)
بابُ الشُّرُوطِ فِي المَهْرِ عِنْدَ عُقْدَةِ النِّكَاحِ
وَقالَ عُمَرُ: إِنَّ مَقَاطِعَ الحُقُوقِ عِنْدَ الشُّرُوطِ، وَلَكَ ما شَرَطْتَ.
وَقالَ المِسْوَرُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَنَ، قالَ:«حَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي» .
2721 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوْفُوا بِهِ ما اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الفُرُوجَ» .
(7)
بابُ الشُّرُوطِ فِي المُزَارَعَةِ
2722 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ الزُّرَقِيَّ، قالَ:
سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كُنَّا أَكْثَرَ الأَنْصَارِ حَقْلًا، فَكُنَّا نُكْرِي الأَرْضَ، فَرُبَّما أَخْرَجَتْ هَذِهِ وَلَمْ تُخْرِجْ ذِهِ، فَنُهِينا عن ذَلِكَ، وَلَمْ نُنْهَ عن الوَرِقِ.
(8)
بابُ ما لا يَجُوزُ مِنَ الشُّرُوطِ فِي النِّكَاحِ
2723 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَبِيعُ
(1)
حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا يَزِيدَنَّ على بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَخْطُبَنَّ على خِطْبَتِهِ، وَلا تَسْأَلِ المَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِها لِتَسْتَكْفِئَ إِنَاءَهَا».
(1)
في رواية الأصيلي: «لا يَبِعْ» .
(9)
بابُ الشُّرُوطِ الَّتِي لا تَحِلُّ فِي الحُدُودِ
2724 -
2725 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنهما أَنَّهُما قالَا: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَّا قَضَيْتَ لِي بِكِتَابِ اللَّهِ. فقالَ الخَصْمُ الآخَرُ، وهو أَفْقَهُ مِنْهُ: نَعَمْ، فَاقْضِ بَيْنَنا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَائْذَنْ
(1)
لِي. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ» . قالَ: إِنَّ ابْنِي
(2)
كَانَ عَسِيفًا على هَذَا، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، وَإِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ على ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ منه
⦗ص: 572⦘
بِمِئةِ شَاةٍ وَوَلِيدَةٍ، فَسَأَلْتُ أَهْلَ العِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي: أَنَّما على ابْنِي جَلْدُ مِئةٍ
(3)
وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَنَّ على امْرَأَةِ هَذا الرَّجْمَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بِكِتَابِ اللَّهِ، الوَلِيدَةُ وَالغَنَمُ رَدٌّ
(4)
، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، اغْدُ يا أُنَيْسُ إلى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا». قالَ: فَغَدا عَلَيْها فَاعْتَرَفَتْ، فَأَمَرَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَتْ.
(1)
رسمت في الأصول: «وأْذَنْ» .
(2)
في (ب، ص) لفظة «هذا» محوَّق عليها فيهما، ومضروب عليها في (ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «مِئةُ جَلْدَةٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيْكَ» .
(10)
بابُ ما يَجُوزُ مِنْ شُرُوطِ المُكَاتَبِ إذا رَضِيَ بِالبَيْعِ على أَنْ يُعْتَقَ
(1)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2726 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ المَكِّيُّ، عن أَبِيهِ، قالَ:
دَخَلْتُ على عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ بَرِيرَةُ وَهْيَ مُكَاتَبَةٌ، فقالتْ: يا أُمَّ المُؤمِنِينَ اشْتَرِينِي؛ فَإِنَّ أَهْلِي يَبِيعُونِي
(1)
، فَأَعْتِقِينِي. قالَتْ: نَعَمْ. قالَتْ: إِنَّ أَهْلِي لا يَبِيعُونِي
(2)
حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلَائِي. قالَتْ: لا حَاجَةَ لِي فِيكِ. فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -أَوْ بَلَغَهُ- فَقالَ: «ما شَأنُ بَرِيرَةَ؟» فَقالَ
(3)
: «اشْتَرِيها فَأَعْتِقِيهَا، وَلْيَشْتَرِطُوا
(4)
ما شَاؤُوا». قالَتْ: فَاشْتَرَيْتُها فَأَعْتَقْتُهَا
(5)
، وَاشْتَرَطَ أَهْلُها وَلَاءَهَا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَإِنِ اشْتَرَطُوا مِئَةَ شَرْطٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «يَبِيعُونَنِي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لا يَبِيعُونَنِي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ويَشْتَرِطُوا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قال: فاشْتَرَتْها فأعْتَقَتْهَا» .
(11)
بابُ
الشُّرُوطِ فِي الطَّلَاقِ
وَقالَ ابْنُ المُسَيَّبِ وَالحَسَنُ وَعَطَاءٌ: إِنْ بَدَأَ
(1)
بِالطَّلَاقِ أَوْ أَخَّرَ فهو أَحَقُّ بِشَرْطِهِ.
(1)
في (ب، ص): «بدا» من غير همز، نقلًا عن اليونينية وفرعها.
2727 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبْتَاعَ المُهَاجِرُ لِلأَعْرَابِيِّ، وَأَنْ تَشْتَرِطَ المَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا، وَأَنْ يَسْتَامَ الرَّجُلُ على سَوْمِ أَخِيهِ، وَنَهَى عن النَّجْشِ، وَعَنِ التَّصْرِيَةِ.
تَابَعَهُ مُعَاذٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ
(1)
، عن شُعْبَةَ.
وَقالَ غُنْدَرٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ: نُهِيَ.
وَقالَ آدَمُ: نُهِينَا.
وَقالَ النَّضْرُ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: نَهَى
(2)
.
(1)
بهامش (ب، ص): ميم «الصمد» ساكنة في اليونينية.
(2)
في رواية أبي ذر: «نها» .
(12)
بابُ الشُّرُوطِ مَعَ النَّاسِ بِالقَوْلِ
2728 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُ
(1)
، قالَ: أخبَرَني يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -يَزِيدُ أَحَدُهُما على صَاحِبِهِ- وَغَيْرُهُمَا، قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: إِنَّا لَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ:
حدَّثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مُوسَى رَسُولُ اللَّهِ» -فَذَكَرَ الحَدِيثَ- {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا، وَالوُسْطَى
⦗ص: 574⦘
شَرْطًا، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا:{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} ، {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} ، فَانْطَلَقَا فَوَجَدا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ. قَرَأَها ابْنُ عَبَّاسٍ:{أَمَامَهُمْ مَلِكٌ} .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخْبَرَهُمْ» .
(13)
بابُ الشُّرُوطِ فِي الوَلَاءِ
2729 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: جَاءَتْنِي بَرِيرَةُ فقالتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي على تِسْعِ أَوَاقٍ، فِي كُلِّ عَامٍ أُوقِيَّةٌ، فَأَعِينِينِي. فقالتْ: إِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَعُدَّها لَهُمْ وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لِي فَعَلْتُ. فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ إلى أَهْلِهَا، فقالتْ لَهُمْ فَأَبَوْا عَلَيْهَا، فَجَاءَتْ مِنْ عِنْدِهِمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فقالتْ: إِنِّي قَدْ عَرَضْتُ ذَلِكِ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَكُونَ الوَلَاءُ لَهُمْ. فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«خُذِيها وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلَاءَ؛ فَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . فَفَعَلَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«ما بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! ما كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فهو بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِئةَ شَرْطٍ، قَضَاءُ اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ، وَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .
(1)
قوله: «بن عروة» ليس في رواية أبي ذر.
(14)
بابٌ: إذا اشْتَرَطَ فِي المُزَارَعَةِ: إذا شِئْتُ أَخْرَجْتُكَ
2730 -
حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ
(1)
: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ الكِنَانِيُّ: أخبَرَنا مَالِكٌ،
⦗ص: 575⦘
عن نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا فَدَعَ
(2)
أَهْلُ خَيْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا فَقالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ على أَمْوَالِهِمْ، وَقالَ:«نُقِرُّكُمْ ما أَقَرَّكُمُ اللَّهُ» . وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إلى مَالِهِ هُنَاكَ، فَعُدِيَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَفُدِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ، وَلَيْسَ لَنا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرُهُمْ، هُمْ عَدُوُّنا وَتُهَمَتُنَا
(3)
، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلَاءَهُمْ. فَلَمَّا أَجْمَعَ عُمَرُ على ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ، فَقالَ: يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، أَتُخْرِجُنا وَقَدْ أَقَرَّنا مُحَمَّدٌ- صلى الله عليه وسلم-وَعَامَلَنا على الأَمْوَالِ، وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا؟! فقالَ عُمَرُ: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ بِكَ إذا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ؟!» فَقالَ: كَانَتْ هَذِهِ
(4)
هُزَيْلَةً
(5)
مِنْ أَبِي القَاسِمِ. قالَ
(6)
: كَذِبْتَ
(7)
يا عَدُوَّ اللَّهِ. فَأَجْلَاهُمْ عُمَرُ، وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ ما كَانَ لَهُمْ مِنَ الثَّمَرِ، مَالًا وَإِبِلًا وَعُرُوضًا مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ -أَحْسِبُهُ- عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، اخْتَصَرَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «مَرَّارُ بنُ حَمُّويَهْ» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: أبو أحمد هذا قد صرَّح الحافظ أبو ذر الهروي في روايته فقال: «حدَّثنا أبو أحمد مرَّار بنُ حمُّويه، وقال الحافظ أبو نصر الكلاباذي في كتابه «الهداية والإرشاد» : أبو أحمد يُقال: إنَّه مَرَّار بن حَمُّويه الهمَذاني النهاوندي، سمع محمَّد بن يحيى الكناني، روى عنه البخاري في كتاب الشروط، ويقال: إنَّه محمَّد بن يوسف البِيكندي البخاري، ويقال: إنَّه محمَّد بن عبد الوهاب الفرَّاء. قتل سنة أربع وخمسين ومائتين، ذكر القتل أبو محمَّد عبد الغني المقدسي، وزاد في نسبه: ابن منصور. اهـ. مَرَّار: بفتح الميم وتشديد الراء المهملة وبعد الألف راء مهملة أيضًا، قاله علي. اهـ. وعلي إنْ لم يكن الدارقطني فهو اليونيني نفسه، والله أعلم.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «وتُهْمَتُنَا» بتسكين الهاء.
(4)
في رواية أبي ذر: «كَانَ ذَلكَ» . وقيد روايته في (ب، ص) بروايته عن الحَمُّويِي والمستملي.
(5)
بهامش (ب، ص): الزاي تحتها كسرة في اليونينية. اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(7)
في (ب، ص) بفتح الذال: «كذَبت» .
(15)
بابُ الشُّرُوطِ فِي الجِهَادِ، وَالمُصَالَحَةِ مَعَ أَهْلِ الحُرُوبِ
(1)
، وَكِتَابَةِ الشُّرُوطِ
(2)
(1)
ضرب على الواو بالحمرة في اليونينية (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «مَعَ الناسِ بالقَوْلِ» .
2731 -
2732 - حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ قالَ: أخبَرَني الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
⦗ص: 576⦘
عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ -يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ منهما حَدِيثَ صَاحِبِهِ- قالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى
(2)
كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ بِالغَمِيمِ
(3)
، فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً
(4)
، فَخُذُوا ذَاتَ اليَمِينِ». فَوَاللَّهِ ما شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إذا هُمْ بِقَتَرَةِ الجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إذا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، فقالَ النَّاسُ: حَلْ حَلْ. فَأَلَحَّتْ، فقالُوا: خَلَأَتِ القَصْوَاءُ، خَلأَتِ القَصْوَاءُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ما خَلأَتِ القَصْوَاءُ، وَما ذَاكَ لَها بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَها حَابِسُ الفِيلِ» . ثُمَّ قالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَسْأَلُونِي
(5)
خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فيها حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا». ثُمَّ زَجَرَها فَوَثَبَتْ. قالَ: فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الحُدَيْبِيَةِ على ثَمَدٍ قَلِيلِ المَاءِ، يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ
(6)
النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ، وَشُكِيَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَاللَّهِ ما زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَيْنَمَا
(7)
هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ، مَعَهُمُ
(8)
العُوذُ
المَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عن البَيْتِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئنا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الحَرْبُ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ
(9)
، فَإِنْ أَظْهَرْ: فَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيما دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا
(10)
، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ على أَمْرِي هَذا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي،
⦗ص: 577⦘
وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ». فقالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ ما تَقُولُ. فَانْطَلَقَ
(11)
حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا، قالَ: إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا. فقالَ سُفَهَاؤُهُمْ: لا حَاجَةَ لَنا أَنْ تُخْبِرَنا عَنْهُ بِشَيْءٍ. وَقالَ ذَوُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ: هَاتِ ما سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذا وَكَذَا. فَحَدَّثَهُمْ بِما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقالَ: أَيْ قَوْمِ، أَلَسْتُمْ بِالوَالِدِ؟ قَالُوا: بَلَى، قالَ: أَوَلَسْتُ بِالوَلَدِ؟ قَالُوا: بَلَى. قالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي
(12)
؟ قَالُوا: لَا. قالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ
(13)
، فَلَمَّا بَلَّحُوا
(14)
عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بَلَى. قالَ: فَإِنَّ هَذا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ
(15)
خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوها وَدَعُونِي آتِيهِ
(16)
. قَالُوا: ائتِهِ. فَأَتَاهُ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فقالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ العَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ
(17)
قَبْلَكَ؟! وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأَرَى أَشْوَابًا
(18)
مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فقالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ
(19)
: امْصَصْ
(20)
بِبَظْرِ
(21)
اللَّاتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟! فَقالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ. قالَ: أَما وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بها لأَجَبْتُكَ. قالَ: وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكُلَّما تَكَلَّمَ
(22)
⦗ص: 578⦘
أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ على رَأسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ المِغْفَرُ، فَكُلَّما أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إلى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقالَ لَهُ: أَخِّرْ يَدَكَ عن لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأسَهُ، فَقالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا
(23)
: المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقالَ: أَيْ غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ؟! -وَكَانَ المُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا الإِسْلَامَ
(24)
فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا المَالَ فَلَسْتُ منه فِي شَيْءٍ» - ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنَيْهِ، قالَ: فَوَاللَّهِ ما تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ على وَضُوئِهِ، وَإِذا تَكَلَّمَ
(25)
خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَما يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إلى أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لقد وَفَدْتُ على المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ على قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ ما يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ
(26)
نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ على وَضُوئِهِ، وَإِذا تَكَلَّمَ
(27)
خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَما يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا. فقالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ: دَعُونِي آتِيهِ
(28)
. فقالُوا: ائتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَذا فُلَانٌ، وهو مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ البُدْنَ، فَابْعَثُوها لَهُ» . فَبُعِثَتْ لَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! ما يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عن البَيْتِ. فَلَمَّا رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ قالَ: رَأَيْتُ البُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَما أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عن البَيْتِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ، فَقالَ: دَعُونِي آتِيهِ
(29)
. فقالُوا: ائتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«هَذا مِكْرَزٌ، وهو رَجُلٌ فَاجِرٌ» . فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا
(30)
هو يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. قالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
⦗ص: 579⦘
أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو
(31)
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ
(32)
سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ». قالَ مَعْمَرٌ: قالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقالَ: هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا. فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الكَاتِبَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . قالَ
(33)
سُهَيْلٌ: أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ ما أَدْرِي ما هُوَ
(34)
، وَلَكِنِ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، كَما كُنْتَ تَكْتُبُ. فقالَ المُسْلِمُونَ: وَاللَّهِ لا نَكْتُبُها إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» . ثُمَّ قالَ: «هَذا ما قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . فقالَ سُهَيْلٌ: وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ما صَدَدْنَاكَ عن البَيْتِ وَلا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» -قالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ: «لا يَسْأَلُونِي
(35)
خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فيها حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا» -فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنا وَبَيْنَ البَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ» . فقالَ سُهَيْلٌ:
وَاللَّهِ لا تَتَحَدَّثُ العَرَبُ أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطَةً
(36)
، وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ. فَكَتَبَ، فقالَ سُهَيْلٌ: وَعَلَى أَنَّهُ لا يَأتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ على دِينِكَ إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. قالَ المُسْلِمُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! كَيْفَ يُرَدُّ إلى المُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟! فَبَيْنَما هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ المُسْلِمِينَ، فقالَ سُهَيْلٌ: هَذا يا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا
(37)
أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ، أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَمْ نَقْضِ
(38)
الكِتَابَ بَعْدُ». قالَ: فَوَاللَّهِ إذًا لا أُصَالِحُكَ
(39)
على
⦗ص: 580⦘
شَيْءٍ أَبَدًا. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَأَجِزْهُ لِي» . قالَ: ما أَنا بِمُجِيزِهِ لَكَ
(40)
. قالَ: «بَلَى فَافْعَلْ» . قالَ: ما أَنا بِفَاعِلٍ. قالَ مِكْرَزٌ: بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قالَ أَبُو جَنْدَلٍ: أَيْ مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إلى المُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا؟! أَلا تَرَوْنَ ما قَدْ لَقَيْتُ؟! وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ. قالَ: فَقالَ
(41)
عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا؟ قالَ: «بَلَى» . قُلْتُ: أَلَسْنا على الحَقِّ وَعَدُوُّنا على البَاطِلِ؟ قالَ: «بَلَى» . قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنا إِذًا؟! قالَ: «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وهو نَاصِرِي» . قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنا أَنَّا سَنَأتِي البَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟! قالَ: «بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ
(42)
أَنَّا نَأتِيهِ العَامَ؟». قالَ: قُلْتُ: لَا. قالَ: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ» . قالَ: فَأَتَيْتُ أَبا بَكْرٍ، فَقُلْتُ:
(43)
أَلَيْسَ هَذا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا؟! قالَ: بَلَى. قُلْتُ: أَلَسْنا على الحَقِّ وَعَدُوُّنا على البَاطِلِ؟! قالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنا إِذًا؟! قالَ: أَيُّها الرَّجُلُ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ
(44)
صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ، وهو نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ على الحَقِّ. قُلْتُ: أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنا أَنَّا سَنَأتِي البَيْتَ وَنَطُوفُ
(45)
بِهِ؟! قالَ: بَلَى، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأتِيهِ العَامَ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ. قالَ الزُّهْرِيُّ: قالَ عُمَرُ: فَعَمِلْتُ لذلك أَعْمَالًا. قالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الكِتَابِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:«قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا» . قالَ: فَوَاللَّهِ ما قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ على أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَها ما لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فقالتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ، نَحَرَ بُدْنَهُ
(46)
، وَدَعا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا
⦗ص: 581⦘
غَمًّا، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤمِنَاتٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ
(47)
مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} حَتَّى بَلَغَ: {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة: 10] فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ، كَانَتا لَهُ فِي الشِّرْكِ،
فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُما مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ -رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ
(48)
- وهو مُسْلِمٌ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فقالُوا: العَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إلى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجا بِهِ حَتَّى بَلَغا ذا الحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فقالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى سَيْفَكَ هَذا يا فُلَانُ جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لقد جَرَّبْتُ بِهِ، ثُمَّ جَرَّبْتُ. فقالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ. فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ
(49)
، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ
(50)
، وَفَرَّ الآخَرُ حَتَّى أَتَى المَدِينَةَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ يَعْدُو، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ:«لَقَدْ رَأَى هَذا ذُعْرًا» . فَلَمَّا انْتَهَى إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: قُتِلَ
(51)
وَاللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ. فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ: فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ إليك
(52)
ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلِ أُمِّهِ، مِسْعَرَ
(53)
حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ». فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيْفَ البَحْرِ، قالَ: وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ
(54)
، فَوَاللَّهِ ما يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إلى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ
(55)
: لَمَّا أَرْسَلَ: فَمَنْ أَتَاهُ فهو آمِنٌ. فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ
(56)
} حَتَّى بَلَغَ: {الْحَمِيَّةَ
(57)
حَمِيَّةَ
⦗ص: 582⦘
الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ البَيْتِ
(58)
.
2733 -
وَقالَ عُقَيْلٌ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ عُرْوَةُ:
فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُهُنَّ.
وَبَلَغَنا أَنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْ يَرُدُّوا إلى المُشْرِكِينَ ما أَنْفَقُوا على مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، وَحَكَمَ
(59)
على المُسْلِمِينَ أَنْ لا يُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الكَوَافِرِ، أَنَّ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَيْنِ: قَرِيبَةَ
(60)
بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَابْنَةَ جَرْوَلٍ الخُزَاعِيِّ، فَتَزَوَّجَ قَرِيبَةَ
(61)
مُعَاوِيَةُ، وَتَزَوَّجَ الأُخْرَى أَبُو جَهْمٍ، فَلَمَّا أَبَى الكُفَّارُ أَنْ يُقِرُّوا بِأَدَاءِ ما أَنْفَقَ المُسْلِمُونَ على أَزْوَاجِهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} [الممتحنة: 11] وَالعَقْبُ
(62)
: ما يُؤَدِّي المُسْلِمُونَ إلى مَنْ هَاجَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنَ الكُفَّارِ، فَأَمَرَ أَنْ يُعْطَى
(63)
مَنْ ذَهَبَ لَهُ زَوْجٌ مِنَ المُسْلِمِينَ ما أَنْفَقَ مِنْ صَدَاقِ نِسَاءِ الكُفَّارِ اللَّاتِي هَاجَرْنَ، وَما نَعْلَمُ أَحَدًا
(64)
مِنَ المُهَاجِرَاتِ ارْتَدَّتْ بَعْدَ إِيمَانِهَا.
⦗ص: 583⦘
وَبَلَغَنا أَنَّ أَبا بَصِيرِ بْنَ أَسِيدٍ
الثَّقَفِيَّ قَدِمَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤمِنًا
(65)
مُهَاجِرًا فِي المُدَّةِ، فَكَتَبَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ أَبا بَصِيرٍ، فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إذا» .
(3)
بهامش اليونينية: حاشية: «الغَميم» : بفتح الغين المعجمة وكسر الميم، وبضم الغين وفتح الميم، قاله عياض. ولم يذكره الحافظ أبو عُبيد البَكْري إلَّا بالفتح، وذَكَرَ شعرًا قد صُغِّر فيه: بالضم. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «طَليعَةٌ» بالرفع.
(5)
في رواية أبي ذر: «لا يَسْأَلُونَنِي» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَيْنَا» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ومعهم» (ن، ق)، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
(9)
في رواية أبي ذر والمستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إنْ شاؤُوا» .
(10)
بهامش اليونينية: «جَمُّوا» : أي استراحوا من جَهْد الحرب. اهـ.
(11)
في (ب، ص): «قَالَ: فَانْطَلَقَ» .
(12)
في رواية أبي ذر: «تَتَّهِمُونَنِي» .
(13)
في رواية أبي ذر: «عكاظَ» ممنوعًا من الصرف.
(14)
بهامش اليونينية: «بَلَّحوا» : أي عجزوا، يقال: بَلَّح الفَرَسُ: وقف إعياءً، وتخفيف اللام لغةٌ.
(15)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «عَلَيْكُمْ» .
(16)
في رواية أبي ذر: «آتِهِ» .
(17)
ضبَّب في (ب، ص) على كلمة: «أهله» ، وفي رواية أبي ذر ونسخة:«أصْلَهُ» ، وصحَّح عليها.
(18)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوْشَابًا» .
(19)
في رواية أبي ذر زيادة: «الصدِّيقُ» .
(20)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بهمزة وصل وفتح الصاد وهو المثبت، وبهمزة قطع وكسر الصاد «إمْصِصْ» .
(21)
في رواية أبي ذر: «امْصُصْ بَظْرَ» بضمِّ الصاد وحذف حرف الجر وصحح عليها. وبهامش اليونينية: حاشية: «امصَص بظرَ اللات» بفتح الصاد قيَّده الأصيلي، وهو الصواب، من مصَّ يَمَصُّ، وهو أصلٌ مُطَّردٌ في المضاعف إذا كان مفتوح الثاني، وأراد سُبابه [في (ب، ص): سبَّه] بذلك. اهـ.
(22)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَلَّمَهُ» .
(23)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(24)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(25)
في رواية أبي ذر: «تَكَلَّمُوا» .
(26)
في رواية أبي ذر: «يَتَنَخَّمُ» .
(27)
في رواية أبي ذر: «تَكَلَّمُوا» .
(28)
في رواية أبي ذر: «آتِهِ» .
(29)
في رواية أبي ذر: «آتِهِ» .
(30)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: المثبت، و «فبينا» وهي رواية كريمة (ب، ص).
(31)
قوله: «بن عمرو» ليس في رواية أبي ذر.
(32)
في رواية أبي ذر: «قَدْ» .
(33)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(34)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ما هِيَ» .
(35)
في رواية أبي ذر: «لا يَسْأَلُونَنِي» .
(36)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(37)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَنْ» .
(38)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «نَفُضَّ» .
(39)
في رواية أبي ذر: «لا أُصالِحَكَ» . وفي متن (ب، ص): «لَمْ أُصَالِحُكَ» وصحَّح فوق الحاء. وبهامشهما: كان في اليونينية بدل: «لم» «لا» فصلحت ب «لم» ، ويدل على أنَّ التصليح حادث بقاء «أُصَالِحُكَ» التي في الأصل على ضم الحاء مصححًا عليها كما ترى، والتي في الهامش على فتحها، وهي في أصول معتمدة:«لا أُصالِحُكَ» . اهـ. قارن بما في السلطانية.
(40)
في رواية أبي ذر: «بِمُجِيزٍ ذَلكَ لك» .
(41)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(42)
بهامش (ب): في بعض الأصول الصحيحة: «أَفَأخبرتك» بزيادة همزة الاستفهام.
(43)
في متن (ب، ص) زيادة: «يا أَبا بَكْرٍ» .
(44)
في رواية أبي ذر: «إنه رسولُ الله» .
(45)
في رواية أبي ذر: «فَنَطَّوَّفُ» .
(46)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هَدْيَهُ» .
(47)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(48)
بهامش (ب، ص): صوابه: «رجل من ثقيف» كذا في فرعين من فروع اليونينية.
(49)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «بِهِ» .
(50)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(51)
في رواية أبي ذر: «قَتَلَ» .
(52)
لفظة: «إليك» ليست في رواية أبي ذر، وقد ضرب عليها بالحمرة في اليونينية.
(53)
في رواية أبي ذر: «وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرُ» .
(54)
بهامش (ب، ص): باء «عصابة» في اليونينية مكسورة. اهـ.
(55)
في رواية أبي ذر: «تُنَاشِدُهُ اللهَ والرَّحِمَ» .
(56)
قوله: «{بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}» ليست في رواية أبي ذر.
(57)
لفظة: «{الحَمِيَّةَ}» ليست في رواية أبي ذر.
(58)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: {مَّعَرَّةٌ} العُرُّ: الجَرَبُ. {تَزَيَّلُوا} [الفتح: 25]: [انْمَازُوا. {الحَمِيَّةَ} حميتُ أنفي حميَّةً ومحميَّةً، وحميتُ المريض حِميةً]، وحَمَيْتُ القَوْمَ: مَنَعْتُهُم حِمَايَةً، وأحْمَيْتُ الحِمَى: جَعَلْتُهُ حِمًى لا يُدْخَلُ، وأَحْمَيْتُ الحَدِيدَ وأحْمَيْتُ الرجُلَ: إذا أَغْضَبْتَهُ إحْماءً» . اهـ. وما بين معقوفين ليس في اليونينية، وهو زيادة من (ع) وعمدة القاري والإرشاد لا بدَّ منها؛ ليتمَّ المعنى.
(59)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(60)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «قُرَيْبَةُ» بالتصغير.
(61)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «قُرَيْبَةَ» بالتصغير.
(62)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(63)
في رواية أبي ذر: «يُعطِيَ» (ن)، وذكرت في (ب، ص) دون عزوٍ.
(64)
في رواية أبي ذر: «أنَّ أَحَدًا» .
(65)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مِنْ مِنًى» بدل قوله: «مؤمنًا» قال في الفتح: وهو تصحيف.
(16)
بابُ الشُّرُوطِ فِي القَرْضِ
(1)
(1)
الباب ومحتواه ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي أيضًا (ب، ص).
2734 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَفَعَها إِلَيْهِ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما وَعَطَاءٌ: إذا أَجَّلَهُ فِي القَرْضِ جَازَ
(1)
.
(1)
قول ابن عمر وعطاء مقدَّم على حديث الليث: في رواية أبي ذر ورواية [ق].
(17)
بابُ المُكَاتَبِ، وَما لا يَحِلُّ مِنَ الشُّرُوطِ الَّتِي تُخَالِفُ كِتَابَ اللَّهِ
وَقالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما فِي المُكَاتَبِ: شُرُوطُهُمْ بَيْنَهُمْ.
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ، أَوْ عُمَرُ: كُلُّ شَرْطٍ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ فهو بَاطِلٌ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِئةَ شَرْطٍ.
وَقالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقالُ عن كِلَيْهِمَا: عن عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ
(1)
.
(1)
قوله: «وقال أبو عبد الله
…
» إلخ ليس في رواية أبي ذر.
2735 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن يَحْيَى، عن عَمْرَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: أَتَتْها بَرِيرَةُ تَسْأَلُها فِي كِتَابَتِهَا، فقالتْ: إِنْ شِئتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ وَيَكُونُ الوَلَاءُ لِي، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَّرْتُهُ
(1)
ذَلِكَ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ابْتَاعِيها فَأَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّما الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المِنْبَرِ فَقالَ: «ما بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ، وَإِنِ
⦗ص: 584⦘
اشْتَرَطَ مِئةَ شَرْطٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «ذَكَّرَتْهُ» ، وهو الثابت في متن (ب، ص)، وضبط المتن في الإرشاد بالتخفيف، وبهامش اليونينية: تخفف الكاف وتُثَقَّل، والتخفيف أكثر، وبالتثقيل عند أبي ذر. اهـ.
(18)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ الاِشْتِرَاطِ وَالثُّنْيا فِي الإِقْرَارِ،
وَالشُّرُوطِ الَّتِي يَتَعَارَفُهَا
(1)
النَّاسُ بَيْنَهُمْ، وَإِذا قالَ: مِئةٌ إِلَّا وَاحِدَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ
وَقالَ ابْنُ عَوْنٍ، عن ابْنِ سِيرِينَ: قالَ رَجُلٌ
(2)
لِكَرِيِّهِ: أَدْخِلْ
(3)
رِكَابَكَ، فَإِنْ لَمْ أَرْحَلْ مَعَكَ يَوْمَ كَذا وَكَذَا، فَلَكَ مِئةُ دِرْهَمٍ. فَلَمْ يَخْرُجْ، فقالَ شُرَيْحٌ: مَنْ شَرَطَ على نَفْسِهِ طَائِعًا غَيْرَ مُكْرَهٍ فهو عَلَيْهِ.
وَقالَ أَيُّوبُ، عن ابْنِ سِيرِينَ: إِنَّ رَجُلًا بَاعَ طَعَامًا، وَقالَ: إِنْ لَمْ آتِكَ الأَرْبِعَاءَ فَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَيْعٌ، فَلَمْ يَجِئْ، فقالَ شُرَيْحٌ لِلْمُشْتَرِي: أَنْتَ أَخْلَفْتَ، فَقَضَى عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتَعَارَفُهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «الرَّجُلُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ارْحَلْ» .
2736 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئةً إِلَّا وَاحِدًا
(1)
مَنْ أَحْصَاها دَخَلَ الجَنَّةَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «واحِدَةً» .
(19)
بابُ الشُّرُوطِ فِي الوَقْفِ
2737 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا ابْنُ
عَوْنٍ، قالَ: أَنْبَأَنِي نَافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَأمِرُهُ فِيهَا، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَما تَأمُرُ بِهِ؟ قالَ:«إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَها وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» . قالَ: فَتَصَدَّقَ بها عُمَرُ: أَنَّهُ لا يُبَاعُ وَلا
⦗ص: 585⦘
يُوهَبُ وَلا يُورَثُ، وَتَصَدَّقَ بها فِي الفُقَرَاءِ، وَفِي القُرْبَى
(1)
، وَفِي الرِّقَابِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالضَّيْفِ، لا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَها أَنْ يَأكُلَ منها بِالمَعْرُوفِ، وَيُطْعِمَ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ. قالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ سِيرِينَ، فَقالَ: غَيْرَ مُتَأَثلٍ مَالًا.
(2)
(1)
قوله: «وفي القربى» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس السابع بقراءة الشيخ تقي الدين السُّبكي بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي، عفا الله عنه.
كِتَابُ الوَصَايَا
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ الوَصَايَا،
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَصِيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ» ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ
(2)
وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ. فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 180 - 182]
{جَنَفًا} : مَيْلًا. مُتَجَانِفٌ: مَائلٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال الله عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {جَنَفًا}» بدل إتمام الآيات.
2738 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ
(2)
مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ».
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن عَمْرٍو، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2739 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَارِثِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجُعْفِيُّ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ -خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ- قالَ:
⦗ص: 588⦘
ما تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا، وَلا دِينَارًا، وَلا عَبْدًا، وَلا أَمَةً، وَلا شَيْئًا
(1)
، إِلَّا بَغْلَتَهُ
البَيْضَاءَ، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَها صَدَقَةً.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا شاةً» .
2740 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا مَالِكٌ
(1)
: حدَّثنا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ:
قالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى؟ فَقالَ: لَا. فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ على النَّاسِ الوَصِيَّةُ -أَوْ: أُمِرُوا بِالوَصِيَّةِ؟ - قالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «هو ابنُ مِغْولٍ» كتبت بالحمرة، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية المستملي أيضًا.
2741 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنهما كَانَ وَصِيًّا، فقالتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟! وَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إلى صَدْرِي-أَوْ قالَتْ: حَجْرِي-فَدَعا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ
(1)
فِي حَجْرِي، فَما شَعَرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟!
(1)
بهامش اليونينية: حاشية: أي: انثنى ومال للسقوط عند فراق الحياة، واختناث الأسقية: ثني أفواهها إلى خارج. اهـ. زاد في (ب، ص): ليشرب منها، قاله عياض. اهـ.
(2)
بابٌ: أَنْ يَتْرُكَ وَرَثَتَهُ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَكَفَّفُوا النَّاسَ
2742 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ:
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنا بِمَكَّةَ، وهو يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا، قالَ:«يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ» . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُوصِي
⦗ص: 589⦘
بِمَالِي كُلِّهِ؟ قالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَالشَّطْرِ
(1)
؟ قالَ: «لَا» . قُلْتُ: الثُّلُثُ
(2)
؟ قالَ: «فَالثُّلُثُ
(3)
، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ
(4)
وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْما أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّها صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةِ الَّتِي تَرْفَعُهَا
(5)
إلى فِي امْرَأَتِكَ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ، فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ». وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فالشطرُ» بالرفع، وزاد في (ب) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
ضبطت في متن (ب، ص) بالحركات الثلاث: «الثُّلثَ» ، و «الثُّلثُ» و «الثُّلثِ» ، وكتب فوقها جميعا. وفي رواية أبي ذر:«فالثُّلثُ» ، وزاد في (ن، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(3)
ضبطت في متن (ب، ص) بالحركات الثلاث: «الثُّلثَ» ، و «الثُّلثُ» و «الثُّلثِ» ، وكتب فوقها جميعا، وفي رواية أبي ذر:«الثُّلثُ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «أنتَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «حتى اللقمةُ تَرْفَعُهَا» .
(3)
بابُ الوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ
وَقالَ الحَسَنُ: لا يَجُوزُ لِلذِّمِّيِّ وَصِيَّةٌ إِلَّا الثُّلُثَُ
(1)
.
وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى
(2)
: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ} [المائدة: 49]
(1)
بالرفع والنصب معًا.
(2)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
2743 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَوْ غَضَّ النَّاسُ إلى الرُّبُعِ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ» . أَوْ: «كَبِيرٌ» .
2744 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: حدَّثنا مَرْوَانُ، عن هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: مَرِضْتُ، فَعَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لا يَرُدَّنِي
⦗ص: 590⦘
على عَقِبِي. قالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ
(2)
يَرْفَعُكَ، وَيَنْفَعُ بِكَ نَاسًا». قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ، وَإِنَّما لِي ابْنَةٌ. قُلْتُ
(3)
: أُوصِي بِالنِّصْفِ؟ قالَ: «النِّصْفُ كَثِيرٌ» . قُلْتُ: فَالثُّلُثِ
(4)
؟ قالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ» . أَوْ: «كَبِيرٌ» . قالَ: فَأَوْصَى
(5)
النَّاسُ بِالثُّلُثِ، وَجَازَ
(6)
ذَلِكَ لَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
بهامش (ب، ص): الجلالة مرفوعة في اليونينية. اهـ. وضبطت في متنهما بالنصب.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقلت» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فالثلثُ» بالرفع.
(5)
في رواية أبي ذر: «وأوصَى» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فجاز» .
(4)
بابُ قَوْلِ المُوصِي
لِوَصِيِّهِ: تَعَاهَدْ وَلَدِي. وَما يَجُوزُ لِلْوَصِيِّ
مِنَ الدَّعْوَى
2745 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّها قالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إلى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ
(1)
مِنِّي، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ
(2)
الفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ، فَقالَ: ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقالَ: أَخِي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ على فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ سَعْدٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي، كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فقالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي. وَقالَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هُوَ لَكَ يا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ» . ثُمَّ قالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ» ؛ لِما رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَما رَآها حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «زَمَعةَ» بفتح الميم في المواضع كلِّها من الحديث.
(2)
في رواية أبي ذر: «عامَ» بالنصب.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
بابٌ: إذا أَوْمَأَ المَرِيضُ بِرَأسِهِ إِشَارَةً بَيِّنَةً جَازَتْ
2746 -
حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ:
⦗ص: 591⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُوِدِيًّا رَضَّ رَأسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ؟ أَفُلَانٌ أَوْ فُلَانٌ
(1)
؟ حَتَّى سُمِّيَ اليَهُودِيُّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأسِهَا، فَجِيءَ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى اعْتَرَفَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرضَّ
(2)
رَأْسهُ بِالحِجَارَةِ.
(1)
في متن (ب): «أفلانٌ، أفلانٌ» ، وهو موافق لما في الإرشاد.
(2)
بفتح الراء وضمها.
(6)
بابٌ: لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ
2747 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن وَرْقَاءَ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَطَاءٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ المَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ما أَحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما السُّدُسَ، وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ الثُّمُنَ وَالرُّبُعَ، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ وَالرُّبُعَ.
(7)
بابُ الصَّدَقَةِ عِنْدَ المَوْتِ
2748 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن سُفْيَانَ، عن عُمَارَةَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ
(1)
وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأمُلُ الغِنَى، وَتَخْشَى الفَقْرَ، وَلا تُمْهِلْ
(2)
، حَتَّى إذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ».
(1)
بهامش (ب، ص): الصاد ليست مُشَدَّدة في اليونينية. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «ولا تَمَهَّلْ» .
(8)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى
(2)
بِهَا أَوْ دَيْنٍ}
[النساء: 11]
وَيُذْكَرُ: أَنَّ شُرَيْحًا وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ وَطَاوُوسًا وَعَطَاءً وَابْنَ أُذَيْنَةَ أَجَازُوا إِقْرَارَ المَرِيضِ بِدَيْنٍ.
وَقالَ الحَسَنُ: أَحَقُّ ما تَصَدَّقَ بِهِ الرَّجُلُ آخِرَ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيا وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ.
⦗ص: 592⦘
وَقالَ إِبْرَاهِيمُ وَالحَكَمُ: إذا أَبْرَأَ الوَارِثَ مِنَ الدَّيْنِ بَرِئَ.
وَأَوْصَى رَافعُ بْنُ خَدِيْجٍ: أَنْ لا تُكْشَفَ امْرَأَتُهُ
(3)
الفَزَارِيَّةُ عَنْ ما أُغْلِقَ
عَلَيْهِ
(4)
بَابُهَا.
وَقالَ الحَسَنُ: إذا قالَ لِمَمْلُوكِهِ عِنْدَ المَوْتِ: كُنْتُ أَعْتَقْتُكَ. جَازَ.
وَقالَ الشَّعْبِيُّ: إذا قالَتِ المَرْأَةُ عِنْدَ مَوْتِهَا: إِنَّ زَوْجِي قَضَانِي وَقَبَضْتُ مِنْهُ. جَازَ.
وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لا يَجُوزُ إِقْرَارُهُ لِسُوءِ
(5)
الظَّنِّ بِهِ لِلْوَرَثَةِ
(6)
. ثُمَّ اسْتَحْسَنَ فَقالَ: يَجُوزُ إِقْرَارُهُ بِالوَدِيعَةِ وَالبِضَاعَةِ وَالمُضَارَبَةِ.
وَقَدْ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ» .
وَلا يَحِلُّ مَالُ المُسْلِمِينَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ المُنَافِقِ: إذا ائْتُمِنَ خَانَ» .
وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] فَلَمْ يَخُصَّ وَارِثًا وَلا غَيْرَهُ.
فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
لم تضبط في (ن)، وضبطت في (ق، ب، ص): {يُوصَى} على قراءة الجمهور غير أن ابن كثير وابن عامر وشعبة فإنهم قرؤوا: {يوصِي} .
(3)
لفظة: «امرأته» ليست في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(4)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «عنْ مالٍ أُغلِق عَلَيْها» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «بسوءِ» .
(6)
قوله: «الظن به للورثة» : ثابت في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
2749 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ
(1)
: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ».
(1)
لفظة: «ثلاث» ليست في رواية أبي ذر. وقد كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(9)
بابُ تَأوِيلِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ
(2)
بِهَآ أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]
وَيُذْكَرُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الوَصِيَّةِ.
وَقَوْلِهِ
(3)
: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] فَأَدَاءُ الأَمَانَةِ أَحَقُّ مِنْ تَطَوُّعِ الوَصِيَّةِ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا صَدَقَةَ إِلَّا عن ظَهْرِ غِنًى» .
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا يُوصِي العَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهِ.
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «العَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قَولِه تعالى» .
(2)
في رواية أبي ذر: {يُوِصي} ، وهي في المصحف الآية السابقة للآية المثبَتة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
2750 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا
(1)
الأَوْزَاعِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي
(2)
، ثُمَّ قالَ لِي:«يا حَكِيمُ، إِنَّ هَذا المَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأكُلُ وَلا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى» . قالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا، حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا؛ لِيُعْطِيَهُ العَطَاءَ، فَيَأبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ
(3)
لِيُعْطِيَهُ فَيَأبَى
(4)
أَنْ يَقْبَلَهُ، فَقالَ: يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي
⦗ص: 594⦘
قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذا الفَيْءِ فَيَأبَى
(5)
أَنْ يَأخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ رحمه الله.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي: «دعا» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فأبى» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فأَبَى» .
2751 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّخْتِيَانِيُّ
(1)
: أخبَرَنا
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَالِمٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(2)
: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ
(3)
، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِها رَاعِيَةٌ وَمَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ». قالَ: وَحَسِبْتُ
(4)
أَنْ قَدْ قالَ: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ» .
(1)
قوله: «السختياني» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «يقولُ» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(3)
قوله: «والرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ» مقدَّم على قوله: «والإمام راع
…
» في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «وأَحْسِبُ» .
(10)
بابٌ: إذا وَقَفَ أَوْ أَوْصَى لأَقَارِبِهِ، وَمَنِ الأَقَارِبُ؟
وَقالَ ثَابِتٌ، عن أَنَسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: «اجْعَلْهَا
(1)
لِفُقَرَاءِ أَقَارِبِكَ». فَجَعَلَها لِحَسَّانٍَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.
وَقالَ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثني أَبِي، عن ثُمَامَةَ، عن أَنَسٍ مِثْلَ
(2)
حَدِيثِ ثَابِتٍ، قالَ:«اجْعَلْها لِفُقَرَاءِ قَرَابَتِكَ» . قالَ أَنَسٌ: فَجَعَلَها لِحَسَّانٍَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي
(3)
.
⦗ص: 595⦘
وَكَانَ قَرَابَةُ حَسَّانٍ
(4)
وَأُبَيٍّ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ. وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ المُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ، فَيَجْتَمِعَانِ إلى حَرَامٍ، وهو الأَبُ الثَّالِثُ، وَحَرَامُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَهوَ
(5)
يُجَامِعُ حَسَّانُ أَبا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا
(6)
إلى سِتَّةِ آبَاءٍ إلى عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ. وهو أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ
(7)
، فَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ يَجْمَعُ حَسَّانَ وَأَبا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا.
وَقالَ بَعْضُهُمْ: إذا أَوْصَى لِقَرَابَتِهِ فهو إلى آبَائِهِ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «اجْعَلْهُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بمثْلِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وكانا إليهِ أقربَ مني» . قال في الفتح: انتهى الحديث إلى قوله: «وَكَانا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي» ، من قوله: «وَكَانَ قَرَابَةُ حَسَّانٍ وَأُبَيٍّ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ
…
» إلخ من كلام البخاري.
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: الصرف وهو المثبت، و المنع منه:«حَسَّانَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وهو» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«وأُبَيٌّ» ، وعكس في (ب، ص) فجعل ما في الهامش في المتن، وما في المتن في الهامش.
(7)
من قوله: «وهو أبيٌّ بنُ كعب» إلى قوله: «بن النجار» ثابت في رواية أبي ذر والمستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
2752 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
(1)
:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه
(2)
: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: «أَرَى أَنْ تَجْعَلَها فِي الأَقْرَبِينَ» . قالَ
(3)
أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَها أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي: «يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ» لِبُطُونِ قُرَيْشٍ.
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» .
(1)
قوله: «بن أبي طلحة» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(11)
بابٌ: هَلْ يَدْخُلُ النِّسَاءُ وَالوَلَدُ فِي الأَقَارِبِ؟
2753 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 596⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
(1)
} [الشعراء: 214] قالَ: «يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ-أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يا عَبَّاسُ
ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيا صَفِيَّةُ عَمَّةَُ
(2)
رَسُولِ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيا فَاطِمَةَُ
(3)
بِنْتَ مُحَمَّدٍ
(4)
، سَلِينِي ما شِئتِ مِنْ مَالِي، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا».
تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عن ابْنِ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(3)
بالرفع رواية أبي ذر. (ب، ص)
(4)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» (ب، ص).
(12)
بابٌ: هَلْ يَنْتَفِعُ الوَاقِفُ بِوَقْفِهِ؟
وَقَدِ اشْتَرَطَ عُمَرُ رضي الله عنه: لا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأكُلَ
(1)
.
وَقَدْ يَلِي الوَاقِفُ وَغَيْرُهُ.
وَكَذَلِكَ
(2)
مَنْ جَعَلَ بَدَنَةً أَوْ شَيْئًا لِلَّهِ، فَلَهُ أَنْ يَنْتَفِعَ بها كَما يَنْتَفِعُ غَيْرُهُ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَرِطْ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «منها» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «كلُّ» .
2754 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فقالَ لَهُ:«ارْكَبْهَا» . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّها بَدَنَةٌ. فقالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ
(2)
الرَّابِعَةِ: «ارْكَبْها وَيْلَكَ» أَوْ: «وَيْحَكَ» .
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «في» .
2755 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني
(1)
مَالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقالَ:«ارْكَبْهَا» . قالَ:
⦗ص: 597⦘
يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّها بَدَنَةٌ. قالَ:«ارْكَبْها وَيْلَكَ» . فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثنا» ، وكتب فوقها في (ن):«كذا» .
(13)
بابٌ: إذا وَقَفَ شَيْئًا فَلَمْ يَدْفَعْهُ
(1)
إلى غَيْرِهِ فهو جَائِزٌ
لأَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَوْقَفَ، وَقالَ
(2)
: لا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأكُلَ.
وَلَمْ يَخُصَّ إِنْ وَلِيَهُ عُمَرُ أَوْ غَيْرُهُ.
قالَ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: «أَرَى أَنْ تَجْعَلَها فِي الأَقْرَبِينَ» . فَقالَ: أَفْعَلُ. فَقَسَمَها فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَبْلَ أنْ يَدْفَعَه» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(14)
بابٌ: إذا قالَ: دَارِي صَدَقَةٌ لِلَّهِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لِلْفُقَرَاءِ أَوْ غَيْرِهِمْ،
فهو جَائِزٌ، ويَضَعُها
(1)
فِي الأْقرَبِينَ أَوْ حَيْثُ أَرَادَ
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي طَلْحَةَ حِينَ قالَ: أَحَبُّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بيْرحَاءٍ
(2)
، وَإِنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ.
وَقالَ بَعْضُهُمْ: لا يَجُوزُ حَتَّى يُبَيِّنَ لِمَنْ.
وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ويُعْطِيها» .
(2)
ضبطت الباء في متن اليونينية بالفتح والكسر، والراء بالفتح والضم، والجميع بالصرف، وفي رواية أبي ذر:«بِيرُحاءَ» بالمنع، وضبط روايته في (ب، ص): «بِيرُحاْ» .
(15)
بابٌ: إذا قالَ: أَرْضِي أَوْ بُسْتَانِي صَدَقَةٌ
(1)
عن أُمِّي فهو جَائِزٌ،
وَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ لِمَنْ ذَلِكَ
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «للهِ» .
2756 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: أخبَرَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني يَعْلَى: أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ:
أَنْبَأَنا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ،
⦗ص: 598⦘
إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُها شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قالَ:«نَعَمْ» . قالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِي المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلَام» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عنها» كتبت بالحمرة.
(16)
بابٌ: إذا تَصَدَّقَ، أَوْ أَوْقَفَ
(1)
بَعْضَ مالِهِ، أوْ بَعْضَ رَقِيقِهِ، أَوْ دَوَابِّهِ، فهو جَائِزٌ
(1)
في رواية أبي ذر: «وَوَقَفَ» وضرب على همزة «أو» بالحمرة، ووضع فتحة على الواو المتبقية.
2757 -
2758 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ
قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
. قالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فهو خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.
(2)
(1)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (ن)
(2)
في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: (17) بابُ مَنْ تَصَدَّقَ إِلَى [في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «على»] وَكِيلِهِ، ثُمَّ رَدَّ الوَكِيلُ إِلَيْهِ
2758 -
وَقال إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
لا أَعْلَمُهُ إِلَّا عن أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى فِي كِتَابِهِ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بِيرُحَاءُ [في (ب، ص): بِيرُحَاءَ]-قَالَ: وَكَانَتْ حَدِيقَةً، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُها وَيَسْتَظِلُّ بها، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا- فَهيَ إلى اللَّهِ عز وجل وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْجُو بِرَّهُ وَذُخْرَهُ، فَضَعْها أَيْ رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«بَخ [بالجزم وتنوين الكسر] يا أَبا طَلْحَةَ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ [بهامش (ن، ص) دون رقْم: رايح]، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ فِي الأَقْرَبِينَ» . فَتَصَدَّقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ على ذَوِي رَحِمِهِ. قَالَ: وَكَانَ مِنْهُمْ أُبَيٌّ وَحَسَّانُ. قَالَ: وَبَاعَ حَسَّانُ حِصَّتَهُ منه مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَقِيلَ لَهُ: تَبِيعُ صَدَقَةَ أَبِي طَلْحَةَ؟ فَقَالَ: أَلا أَبِيعُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ. قَالَ: وَكَانَتْ تِلْكَ الحَدِيقَةُ فِي مَوْضِعِ قَصْرِ بَنِي جَدِيلَةَ [لفظة: «جديلة» مُضبَّبٌ عليها في اليونينية، وبهامشها: كذا في الأصل: «جَديلة» بفتح الجيم وكسر الدال، وهو وهم وخطأ، وصوابه على ما ذكره الأئمة الحفاظ: أبو نصر وأبو علي الغسَّاني والقاضي عياض: «قصر بني حُدَيْلةَ» بضم الحاء وفتح الدال المهملتين، هم بنو حُدَيْلةَ، بطن من الأنصار، وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النَّجار، وحُدَيلة أمهم، وإليهم ينسب قصر بني حُدَيلة. ا هـ.] الَّذِي بَنَاهُ مُعَاوِيَةُ. [ر: 1461]
وهذه الزيادة مثبتة في متن (ب، ص) وبهامشهما أنَّ هذه الزيادة مكتوبة في ورقة صغيرة ملزقة في اليونينية في هذا الموضع.
وبهامش (ن): آخر الجزء الرابع عشر، وهو آخر المجلدة الثانية من أصل الأصل. اهـ.
(18)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تعالَى
(1)
: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ} [النساء: 8]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
2759 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ أَبُو النُّعْمَانِ
(1)
: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نُسِخَتْ، وَلا وَاللهِ ما نُسِخَتْ، وَلَكِنَّها مِمَّا تَهَاوَنَ النَّاسُ، هما وَالِيَانِ: وَالٍ يَرِثُ، وَذَاكَ
(2)
الَّذِي يَرْزُقُ، وَوَالٍ لا يَرِثُ، فَذَاكَ
(3)
الَّذِي يَقُولُ بِالمَعْرُوفِ، يَقُولُ: لا أَمْلِكُ لَكَ
(4)
أَنْ أُعْطِيَكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أبو النعمان محمد بن الفضل» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وذلك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فذلك» .
(4)
لفظة: «لك» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(19)
بابُ ما يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُتَوَفَّى فَجْأَةً
(1)
أَنْ يَتَصَدَّقُوا عَنْهُ،
وَقَضَاءِ النُّذُورِ عن المَيِّتِ
(1)
في رواية أبي ذر: «تُوُفِّيَ فُجَآءَةً» ، وضبط المتن في (ب) بضمِّ الفاء من «فجاءة» .
2760 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن هِشَامٍ
(1)
، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا
(2)
، وَأُرَاها لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قالَ:«نَعَمْ، تَصَدَّقْ عَنْهَا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُرْوَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «نَفْسُها» بالرفع.
2761 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنه اسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْها نَذْرٌ. فَقالَ: «اقْضِهِ عَنْهَا» .
(20)
بابُ الإِشْهَادِ فِي الوَقْفِ وَالصَّدَقَةِ
2762 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني يَعْلَى: أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
أَنْبَأَنا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رضي الله عنهم، أَخا بَنِي سَاعِدَةَ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وهو غَائِبٌ
(1)
، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُها شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قالَ:«نَعَمْ» . قالَ
(2)
: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «عنها» .
(2)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية أبي ذر والمستملي أيضًا.
(3)
قوله: «أَنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا» صحَّح عليه في اليونينيَّة في مواضع عدة منه.
(21)
بابُ قَوْلِ اللّهِ تعالَى
(1)
: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ
الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأكُلُوا
(2)
أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ
(3)
إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا. وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء} [النساء: 2 - 3]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولهِ: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم}» بدل إتمام الترجمة.
2763 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ:
أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنْ
(1)
خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء
(2)
} قالَ
(3)
: هِيَ اليَتِيمَةُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِها وَمَالِهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَها بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ نِسَائِهَا، فَنُهُوا عن نِكَاحِهِنَّ، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ. قالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ اسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَيَسْتَفْتُونَكَ
(4)
فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: 127]. قالَتْ: فَبَيَّنَ اللَّهُ فِي هَذِهِ
(5)
أَنَّ اليَتِيمَةَ إذا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا، وَلَمْ
(6)
يُلْحِقُوها بِسُنَّتِها بِإِكْمَالِ الصَّدَاقِ، فَإِذا كَانَتْ مَرْغُوبَةً عَنْها فِي قِلَّةِ المَالِ وَالجَمَالِ تَرَكُوها وَالتَمَسُوا غَيْرَها مِنَ النِّسَاءِ، قالَ: فَكَما يَتْرُكُونَها حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا، فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوها إذا رَغِبُوا فِيهَا، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَها الأَوْفَى مِنَ الصَّدَاقِ، وَيُعْطُوها حَقَّهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «فإن» ، وليس في التلاوة.
(2)
قوله: «{مِّنَ النِّسَاء}» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «قالت» ، وفي روايته عن المستملي:«قالت عائشة» .
(4)
في رواية أبي ذر: «{يَسْتَفْتُونَكَ}» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةِ» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو لم» .
(22)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ
فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
(2)
وَلَا تَأكُلُوهَا
(3)
إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ
(4)
بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا. لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ
نَصِيبًا مَّفْرُوضًا} [النساء: 6 - 7]- {حَسِيبًا} : يَعْنِي
(5)
كَافِيًا-
(6)
وَما لِلْوَصِيِّ
(7)
أَنْ يَعْمَلَ فِي مَالِ اليَتِيمِ، وَما يَأكُلُ منه بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولِه: {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية غير أبي ذر زيادة: «بابٌ» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية أبي ذر: «وللوصِيِّ» .
2764 -
حدَّثنا هَارُونُ
(1)
: حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: حدَّثنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُقالُ لَهُ: ثَمْغٌ، وَكَانَ نَخْلًا، فقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اسْتَفَدْتُ مَالًا، وهو عِنْدِي نَفِيسٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«تَصَدَّقْ بِأَصْلِهِ، لا يُبَاعُ وَلا يُوهَبُ وَلا يُورَثُ، وَلَكِنْ يُنْفَقُ ثَمَرُهُ» . فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ، فَصَدَقَتُهُ ذَلِكَ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي الرِّقَابِ، وَالمَسَاكِينِ، وَالضَّيْفِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَلِذِي القُرْبَى، وَلا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأكُلَ منه بِالمَعْرُوفِ، أَوْ يُؤكِلَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ بِهِ.
2765 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها:
⦗ص: 603⦘
{وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ
(1)
بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] قالَتْ: أُنْزِلَتْ فِي وَالِي اليَتِيمِ
(2)
: أَنْ يُصِيبَ
(3)
مِنْ مَالِهِ إذا كَانَ مُحْتَاجًا، بِقَدْرِ مَالِهِ بِالمَعْرُوفِ.
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «في والي مال اليتيم» . والذي في (ب) أنَّ روايتهما: «في مال اليتيم» وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن يُصِيبُوا» .
(23)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {إِنَّ الَّذِينَ يَأكُلُونَ
(2)
أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأكُلُونَ
(3)
فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2766 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عن ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ المَدَنِيِّ
(1)
، عن أَبِي الغَيْثِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ» . قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ:«الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤمِنَاتِ الغَافِلَاتِ» .
(1)
لفظة: «المدني» ليست في رواية أبي ذر.
(24)
بابُ قَوْلِ اللهِ تعالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ
(1)
عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ
(2)
وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 220]
{لأعْنَتَكُمْ} : لأَحْرَجَكُمْ وَضَيَّقَ. {عَنَتْ}
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ: {يَسْأَلُونَكَ}» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى آخر الآية» بدل إتمامها.
2767 -
وَقالَ لَنا سُلَيْمَانُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نَافِعٍ، قالَ: ما رَدَّ ابْنُ عُمَرَ على أَحَدٍ وَصِيَّةً.
⦗ص: 604⦘
وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ أَحَبَّ
(1)
الأَشْيَاءِ إِلَيْهِ فِي مَالِ اليَتِيمِ أَنْ يَجْتَمِعَ
(2)
إِلَيْهِ نُصَحَاؤُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ، فَيَنْظُرُوا الَّذِي هو خَيْرٌ لَهُ.
وَكَانَ طَاوُوسٌ إذا سُئِلَ عن شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اليَتَامَى قَرَأَ:
{وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220].
وَقالَ عَطَاءٌ فِي يَتَامَى الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ
(3)
: يُنْفِقُ الوَلِيُّ
(4)
على كُلِّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِهِ مِنْ حِصَّتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أحَبُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَخْرُجَ» . ولفظة: «إليه» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «الصغيرُ والكبيرُ» بالرفع.
(4)
في رواية أبي ذر والمستملي: «الوالِي» .
(25)
بابُ اسْتِخْدَامِ اليَتِيمِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، إذا كَانَ صَلَاحًا لَهُ
وَنَظَرِ الأُمِّ وَزَوْجِها لِلْيَتِيمِ
2768 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ. قالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، ما قالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذا هَكَذَا؟ وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذا هَكَذَا؟
(26)
بابٌ: إذا وَقَفَ أَرْضًا وَلَمْ يُبَيِّنِ الحُدُودَ فهو جَائزٌ،
وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ
2769 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ
(1)
بِالمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَب
(2)
مَالِهِ إِلَيْهِ بيْرحَاءٍ
(3)
، مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُها وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ
⦗ص: 605⦘
فيها طَيِّبٍ. قالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بيْرحَاءٍ
(4)
، وَإِنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّها وَذُخْرَها عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْها حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقالَ:«بَخْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ -أَوْ: رَائِحٌ، شَكَّ ابْنُ مَسْلَمَةَ- وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَها فِي الأَقْرَبِينَ» . قالَ
(5)
أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ ذَلِكَ
(6)
يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَها أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي
(7)
عَمِّهِ.
وَقالَ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عن مَالِكٍ:«رَايِحٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «أكثر الأنصارِ» .
(2)
بالرفع والنصب معًا.
(3)
ضبطت الباء في (ن، و) بالفتح والكسر، والراء بالفتح والضم، والجميع بالصرف، وضبطت في (ب، ص) بالصرف والمنع معًا، وفي رواية أبي ذر:«بيرحاْ» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: في الأصل المقابل به من رواية الإمام أبي العباس أحمد بن الحطيئة بسنده عن الحافظ أبي ذر الهروي -الذي قد تقررَّ أنَّها التي يعبَّر عنها بالهاء على هذه الصورة: (هـ) - قال في هذا المكان عن: «بيرحا» كتب فوقه قصر، وصحَّح عليه، وتقدَّم في (باب: مَن تصدق إلى وكيله ثمَّ ردَّ الوكيلُ إليه): «وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بَيْرُحاءَ [ضبطت في (ب، ص): بِيرُحاءَ]» وقد مده بالحمرة التي كتب بها هنا قصر، قال الإمام الحافظ عياضٌ في المشارق: ورواية الأندلسيين والمغاربة بضمِّ الرَّاء في الرَّفع، وفتحها في النَّصب، وكسرها في الجر مع الإضافة إلى حاءٍ، وحاءٌ على لفظة الحاء من حروف المعجم، وكذا وجدته بخط الأصيلي. قال الباجي: وأنكرَ أبو ذرٍ الضمَّ والإعرابَ في الراء [زاد في (ب، ص): وقال: إنَّما هي بفتح الرَّاء] في كلِّ حالٍ، قال الباجي: وعليه أدركتُ أهل العلم بالمشرق، وقال لي أبو عبد الله الصُّوري: إنَّما هو بفتح الباء [زاد في (ب، ص): والراء] في كلِّ حال، وعلى لفظ حرف الحاء من حروف المعجم ذكره الحافظ أبو عبيد البكري في: معجم ما استعجم من أسماء الأماكن. اهـ.
(4)
ضبطت الباء في متن اليونينية بالفتح والكسر، والراء بالفتح والضم، والجميع بالصرف، وفي رواية أبي ذر:«بيرحاءَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
لفظة: «ذلك» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر: «وبني» .
2770 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا قالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ، أَيَنْفَعُها أَنْ
(2)
تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: فَإِنَّ لِي مِخْرَافًا، وَأُشْهِدُكَ
(3)
أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ
(4)
عَنْهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فأَنا أُشهدك» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
(27)
بابٌ: إذا أَوْقَفَ
(1)
جَمَاعَةٌ أَرْضًا مُشَاعًا فهو جَائِزٌ
(1)
في رواية أبي ذر: «وَقَفَ» .
2771 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
قالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ المَسْجِدِ، فَقالَ:«يا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا» . قَالُوا: لا وَاللَّهِ، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ.
(28)
بابُ الوَقْفِ كَيْفَ
(1)
يُكْتَبُ؟
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وكيف» .
2772 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَصَابَ عُمَرُ بِخَيْبَرَ أَرْضًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ، فَكَيْفَ تَأمُرُنِي بِهِ؟ قالَ:«إِنْ شِئتَ حَبَّسْتَ أَصْلَها وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» . فَتَصَدَّقَ عُمَرُ: أَنَّهُ لا يُبَاعُ أَصْلُهَا، وَلا يُوهَبُ، وَلا يُورَثُ، فِي الفُقَرَاءِ، وَالقُرْبَى، وَالرِّقَابِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالضَّيْفِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، لا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَها أَنْ يَأكُلَ منها بِالمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ.
(29)
بابُ الوَقْفِ لِلْغَنيِّ وَالفَقِيرِ وَالضَّيْفِ
2773 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ وَجَدَ مَالًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، قالَ:«إِنْ شِئتَ تَصَدَّقْتَ بِهَا» . فَتَصَدَّقَ بها فِي الفُقَرَاءِ، وَالمَسَاكِينِ، وَذِي القُرْبَى، وَالضَّيْفِ.
(30)
بابُ وَقْفِ الأَرْضِ لِلْمَسْجِدِ
2774 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ: حدَّثنا
(2)
عَبْدُ الصَّمَدِ
(3)
، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ، قالَ:
⦗ص: 607⦘
حدَّثني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ أَمَرَ بِالمَسْجِدِ
(4)
، وَقالَ: «يا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائطِكُمْ
(5)
هَذَا». قَالُوا
(6)
: لا وَاللَّهِ، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
بهامش (ب، ص): ميم «الصَّمد» ساكنة في اليونينية. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِبناءِ المسجد» .
(5)
في رواية أبي ذر: «حائِطَكُمْ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(31)
بابُ وَقْفِ الدَّوَابِّ وَالكُرَاعِ وَالعُرُوضِ وَالصَّامِتِ
قالَ
(1)
الزُّهْرِيُّ فِيمَنْ جَعَلَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدَفَعَها إلى غُلَامٍ لَهُ تَاجِرٍ يَتْجُرُ بِهَا، وَجَعَلَ رِبْحَهُ صَدَقَةً لِلْمَسَاكِينِ وَالأَقْرَبِينَ، هَلْ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأكُلَ مِنْ رِبْحِ ذَلِكَ
(2)
الأَلْفِ شَيْئًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَعَلَ رِبْحَها صَدَقَةً فِي المَسَاكِينِ؟ قالَ: لَيْسَ لَهُ أَنْ يَأكُلَ مِنْهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «تلك» .
2775 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ حَمَلَ على فَرَسٍ لَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَعْطَاها رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم لِيَحْمِلَ عَلَيْهَا
(2)
رَجُلًا، فَأُخْبِرَ عُمَرُ أَنَّهُ قَدْ وَقَفَها يَبِيعُهَا، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبْتَاعَهَا، فَقالَ: «لا تَبْتَعْهَا
(3)
، وَلا تَرْجِعَنَّ فِي صَدَقَتِكَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَحَمَلَ عليها» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لا تَبْتاعُها» .
(32)
بابُ نَفَقَةِ القَيِّمِ لِلْوَقْفِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «بابُ نفقةِ بَقِيَّةِ الوَقْفِ» .
2776 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَقْتَسِمْ
(1)
وَرَثَتِي دِينَارًا
(2)
، ما تَرَكْتُ
⦗ص: 608⦘
بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤُونَةِ عَامِلِي، فهو صَدَقَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «لا يَقْتَسِمُ» بالرفع.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ولا دِرْهَمًا» .
2777 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ:
حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ اشْتَرَطَ فِي وَقْفِهِ: أَنْ يَأكُلَ مَنْ وَلِيَهُ وَيُوكِلَ صَدِيقَهُ، غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مَالًا.
(33)
بابٌ: إذا وَقَفَ أَرْضًا أَوْ بِئْرًا، وَاشْتَرَطَ
(1)
لِنَفْسِهِ مِثْلَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ
وَأَوْقَفَ
(2)
أَنَسٌ دَارًا، فَكَانَ إذا قَدِمَهَا
(3)
نَزَلَهَا.
وَتَصَدَّقَ الزُّبَيْرُ بِدُورِهِ، وَقالَ لِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاتِهِ أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلا مُضَرٍّ بِهَا، فَإِنِ اسْتَغْنَتْ بِزَوْجٍ فَلَيْسَ لَها حَقٌّ.
وَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ نَصِيبَهُ مِنْ دَارِ عُمَرَ سُكْنَى لِذَوِي الحَاجَةِ
(4)
مِنْ آلِ عَبْدِ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أوِ اشترط» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وَوَقَفَ» .
(3)
بهامش اليونينية دون رقم: «قَدِم» (ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وعزاها في (ب) إلى رواية الأصيلي.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «الحَاجاتِ» .
2778 -
وَقالَ عَبْدَانُ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه حَيْثُ
(1)
حُوصِرَ، أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقالَ: أَنْشُدُكُمْ
(2)
، وَلا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ» . فَحَفَرْتُهَا؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» . فَجَهَّزْتُهُمْ
(3)
؟ قالَ: فَصَدَّقُوهُ بِما قالَ.
وَقالَ عُمَرُ فِي وَقْفِهِ: لا جُنَاحَ على مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأكُلَ.
⦗ص: 609⦘
وَقَدْ يَلِيهِ الوَاقِفُ وَغَيْرُهُ، فهو وَاسِعٌ لِكُلٍّ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَنْشُدُكُمْ اللهَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَهَّزْتُهُ» .
(34)
بابٌ: إذا قالَ الوَاقِفُ
(1)
: لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ. فهو جَائِزٌ
(1)
إلى هنا انتهى السقط في النسخة (و) وكانت بدايته أثناء الحديث 2581.
2779 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ» . قَالُوا: لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ.
(35)
بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعالَى
(1)
: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ
إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ
(2)
إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ. فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ
(3)
عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ. ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأتُوا
(4)
بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الفَاسِقِينَ} [المائدة: 106 - 108]
(5)
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولِه: {وَاللّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة.
(3)
هكذا بضم التاء وكسر الحاء، على قراءة الجمهور غير حفص.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{الأَوْلَيَانِ}: واحدُهما أوْلَى، ومِنْهُ: أوْلَى بِه: أحَقُّ به [«أحَقُّ به» ليست في (و)]. {عُثِرَ} : ظُهِرَ [في (ب، ص): أُظْهِرَ]، {أَعْثَرْنَا} [الكهف: 21]: أظْهَرْنا».
2780 -
وَقالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، عن عَبْدِ المَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن أَبِيهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءَ
(1)
، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بها مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِما بِتَرِكَتِهِ فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَحْلَفَهُما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
ثُمَّ وُجِدَ الجَامُ بِمَكَّةَ، فقالُوا:
⦗ص: 610⦘
ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، فَحَلَفَا: لَشَهَادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا، وَإِنَّ الجَامَ لِصَاحِبِهِمْ. قالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ
(2)
} [المائدة: 106 - 108].
(1)
ضبطت في (و، ب، ص) بالصرف: «بَدَّاءٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}» .
(36)
بابُ قَضَاءِ الوَصِيِّ دُِيُونَ المَيِّتِ بِغَيْرِ مَحْضَرٍ مِنَ الوَرَثَةِ
2781 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ -أَوِ الفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْهُ-: حدَّثنا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن فِرَاسٍ، قالَ: قالَ الشَّعْبِيُّ:
حدَّثني جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ رضي الله عنهما: أَنَّ أَبَاهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ سِتَّ بَنَاتٍ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، فَلَمَّا حَضَرَ جَدَادُ
(1)
النَّخْلِ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ وَالِدِي اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ الغُرَمَاءُ. قالَ: «اذْهَبْ فَبَيْدِرْ
(2)
كُلَّ تَمْرٍ على نَاحِيَةٍ
(3)
». فَفَعَلْتُ، ثُمَّ دَعَوْتُ
(4)
، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ أُغْرُوا بِي تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى ما يَصْنَعُونَ أَطَافَ
(5)
حَوْلَ أَعْظَمِها بَيْدَرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«ادْعُ أَصْحَابَكَ» . فَما زَالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَأَنا وَاللَّهِ رَاضٍ أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمَانَةَ وَالِدِي، وَلا أَرْجِعَ إلى أَخَوَاتِي بِتَمْرَةٍ
(6)
، فَسَلِمَ وَاللَّهِ
(7)
البَيَادِرُ كُلُّهَا، حَتَّى أَنِّي أَنْظُرُ إلى البَيْدَرِ الَّذِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ تَمْرَةً وَاحِدَةً
(8)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَضَرَهُ جِذَاذُ» بذالين معجمتين.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «فَبادِرْ» .
(3)
في (و، ب، ص): «ناحيته» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«دعوته» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَدَعَوْتهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «طافَ» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «تمرةً» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبُو عبدِ اللهِ: أُغْرُوا بِي، يَعْنِي: هِيْجوا بِي، {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء} [المائدة: 14]» .