الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ فَضْلِ
(2)
الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، وَقَوْل اللَّهِ تَعَالَى
(3)
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ
(4)
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا
(5)
فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرَانِ
(6)
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ} إلى قَوْلِهِ: {وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ
(7)
} [التوبة: 112 - 111]
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الحُدُودُ: الطَّاعَةُ.
(1)
في نسخة عن أبي ذر زيادة: «كتابُ الجهادِ والسِّيَرِ» قبل البسملة، وليست في روايته. (لا الحمرة إلى)
(2)
في رواية أبي ذر: «فضلُ» بالرفع لعدم وجود لفظة: «باب» عنده. (لا الحمرة إلى)
(3)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ}» بدل إتمام الآيات، ولفظة:«قوله» ليست في روايةٍ عنه. كتبت الزيادة كلها بالحمرة.
(6)
بالنقل على قراءة ابن كثير، ووقفًا لحمزة.
(7)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2782 -
حدَّثنا
(1)
الحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قالَ: سَمِعْتُ الوَلِيدَ بْنَ العَيْزَارِ: ذَكَرَ عن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قالَ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ العَمَلِ
أَفْضَلُ؟ قالَ: «الصَّلَاةُ على مِيقَاتِهَا» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . فَسَكَتُّ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» . قارن بما في السلطانية.
2783 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني مَنْصُورٌ،
⦗ص: 6⦘
عن مُجَاهِدٍ، عن طَاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا
(1)
اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فإذا» .
2784 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عن عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تُرَى
(1)
الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: «لَكِنَّ أَفْضَلَ
(2)
الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ».
(1)
في (و، ق): «نُرى» بالنون بدل التاء.
(2)
في رواية أبي ذر: «لَكُنَّ أَفْضَلُ» .
2785 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
(1)
أخبَرَنا عَفَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، قالَ: أخبَرَني أَبُو حَصِينٍ: أَنَّ ذَكْوَانَ حدَّثَهُ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: دُلَّنِي على عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ. قالَ: «لا أَجِدُهُ» . قالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ إذا خَرَجَ المُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ، فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ؟» . قالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟! قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ المُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ.
(1)
قوله: «بن منصور» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بابٌ: أَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ
(1)
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
(2)
. تُؤمِنُونَ
(3)
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ
⦗ص: 7⦘
فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: 10 - 12]
(1)
في (ب، ص): «يُجاهد» فعلًا لا اسمًا.
(2)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «إلى: {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2786 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ
(1)
:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قالَ: قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ». قَالُوا: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ، يَتَّقِي اللَّهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ» .
(1)
قوله: «الليثي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في (و، ب، ص): «يُجاهد» فعلًا لا اسمًا.
2787 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(1)
: «مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ- كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ: أَنْ
يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».
(1)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويِي والمستملي: «قال» .
(3)
بابُ الدُّعَاءِ بِالجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَقالَ عُمَرُ: ارْزُقْنِي
(1)
شَهَادَةً فِي بَلَدِ رَسُولِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اللهمَّ ارْزُقْنِي» .
2788 -
2789 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عن مَالِكٍ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ على أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، قالَتْ: فَقُلْتُ: وَما يُضْحِكَكَ
(1)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
⦗ص: 8⦘
يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذا البَحْرِ مُلُوكًا على الأَسِرَّةِ» أَوْ: «مِثْلَ المُلُوكِ على الأَسِرَّةِ» -شَكَّ إِسْحَاقُ- قالَتْ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعا لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: وَمَا
(2)
يُضْحِكَكَ
(3)
يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . كَما قالَ فِي الأَوَّلِ
(4)
، قالَتْ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قالَ:«أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» . فَرَكِبَتِ البَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَصُرِعَتْ عن دَابَّتِها حِينَ خَرَجَتْ مِنَ البَحْرِ، فَهَلَكَتْ.
(1)
ضبطت في (ص، ق): «وَما يُضْحِكُكَ» بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر: «ما» .
(3)
ضبطت في (ص): «وَما يُضْحِكُكَ» بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والسلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر: «الأُولَى» .
(4)
بابُ دَرَجَاتِ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
يُقَالُ: هَذِهِ سَبِيلِي وَهَذا سَبِيلِي
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبُو عبدِ اللهِ: {غُزًّى} [آل عمران: 156] واحِدُها غازٍ، {هُمْ دَرَجَاتٌ} [آل عمران: 163] لَهُمْ دَرَجاتٌ» .
2790 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا على اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا» . فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ:«إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ما بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَما بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ -أُرَاهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ» .
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عن أَبِيهِ:«وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
2791 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا جَرِيرٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:
⦗ص: 9⦘
عَنْ سَمُرَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَصَعِدا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلَانِي
(1)
دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا، قالَا
(2)
: أَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وأدْخَلانِي» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «قال» .
(5)
بابُ الغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ
(1)
الجَنَّةِ
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في» .
2792 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ
حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَغَدْوَةٌ
(1)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الغَدْوةُ» .
2793 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَقَابُ قَوْسٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ» . وَقالَ: «لَغَدْوَةٌ
(1)
أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الغَدْوةُ» .
2794 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الرَّوْحَةُ وَالغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا» .
(6)
بابُ الحُورِ العِينِ وَصِفَتِهِنَّ
(1)
يَحَارُ فيها الطَّرْفُ، شَدِيدَةُ سَوَادِ العَيْنِ، شَدِيدَةُ بَيَاضِ العَيْنِ، {وَزَوَّجْنَاهُم
(2)
} [الدخان: 54]: أَنْكَحْنَاهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الحورُ العينُ وصِفَتُهنَّ» بالرفع؛ لعدم وجود لفظة: «باب» عنده.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{بِحُورٍ}» .
2795 -
2796 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«ما مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ، لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا، وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيا وَما فِيهَا، إِلَّا الشَّهِيدَ؛ لِما يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ؛ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى» . قالَ
(1)
: وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ، أَوْ مَوْضِعُ قِيدِ
(2)
-يَعْنِي: سَوْطَهُ
(3)
- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ ما بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُها على رَأسِها خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا».
(1)
لفظة: «قال» ثابتة في رواية أبي ذر والمستملي أيضًا.
(2)
ضبطت في (و، ب، ص) بتنوين الكسر.
(3)
ضبطت في (و) بالكسر: «سوطِهِ» ، وبالوجهين في نسخة البقاعي.
(7)
بابُ تَمَنِّي الشَّهَادَةِ
2797 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلا أَنَّ رِجَالًا مِنَ المُؤْمِنِينَ، لا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلا أَجِدُ ما أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، ما تَخَلَّفْتُ عن سَرِيَّةٍ تَغْزُو
(1)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ
⦗ص: 11⦘
أُقْتَلُ
(2)
، ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيا ثُمَّ أُقْتَلُ».
2798 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، عن أَيُّوبَ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ عن غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ» . وَقالَ: «ما يَسُرُّنا أَنَّهُمْ عِنْدَنَا» .
قالَ أَيُّوبُ: أَوْ قالَ: «ما يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا» . وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
(8)
بابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ فهو مِنْهُمْ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} [النساء: 100]
{وَقَعَ} : وَجَبَ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
قوله: «{وَقَعَ}: وجب» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
2799 -
2800 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثنا يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: ما أَضْحَكَكَ؟ قالَ: «أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ، يَرْكَبُونَ هَذا البَحْرَ الأَخْضَرَ، كَالمُلُوكِ على الأَسِرَّةِ» . قالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، فقالتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، فَأَجَابَها مِثْلَهَا، فقالتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقالَ:«أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» . فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِها عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا، أَوَّلَ ما رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ
(1)
قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّامَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْها دَابَّةٌ لِتَرْكَبَها فَصَرَعَتْها فَمَاتَتْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «غَزْوَتِهِم» ، وصحَّح عليها.
(9)
بابُ مَنْ يُنْكَبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
2801 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الحَوْضِيُّ
(1)
: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن إِسْحَاقَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إلى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي
(2)
حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ، فَبَيْنَمَا
(3)
يُحَدِّثُهُمْ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَوْمَؤُوا
(4)
إلى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ، فَقالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ. ثُمَّ مَالُوا على بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلٌ أَعْرَجُ
(5)
صَعِدَ الجَبَلَ-قالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ
(6)
آخَرَ مَعَهُ-فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عليه السلام النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ: بَلِّغُوا قَوْمَنَا، أَنْ قَدْ لَقِينا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا. ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، فَدَعا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، على رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَبَنِي عُصَيَّةَ، الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «الحوضي» ليس في رواية أبي ذر، وقد ضرب عليه في اليونينية بالحمرة، وليس في متن (ب) ولا في نسخة البقاعي.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية [ق]: «أُومِئَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «رَجُلًا أعْرَجَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وأُراه» .
2802 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ
(1)
:
عَنْ جُنْدبِ بْنِ سُفْيَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَعْضِ المَشَاهِدِ، وَقَدْ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقالَ:
«هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيَتْ؟!
…
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ما لَقِيَتْ
(2)
؟!»
(1)
في رواية أبي ذر: «عن الأَسْوَدِ هو ابنُ قيس» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «دَمِيتِ .... لَقِيتِ» بالكسر (ب، ص)، وضبطها في (و) بالضبطين دون عزو.
(10)
بابُ مَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل
2803 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
⦗ص: 13⦘
-وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ».
(11)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {هَلْ
(2)
تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}
[التوبة: 52] وَالحَرْبُ سِجَالٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «{قُلْ هَلْ}» ، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر بدلًا عنه.
2804 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ أَبا سُفْيَانَ
(1)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ قالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ: كَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ الحَرْبَ سِجَالٌ وَدِوَلٌ
(2)
، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ العَاقِبَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ حَرْب» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «ودُولٌ» بضم الدال.
(12)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {مِنَ المُؤمِنِينَ
(2)
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ فَمِنْهُمُ
(3)
مَنَ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمُ مَنْ يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.
(3)
هكذا بضم الميم هنا وفي التي بعدها في (ن، و)، على قراءة ابن كثير وأبي جعفر وقالون بخلف عنه.
2805 -
2806 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الخُزَاعِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا -حدَّثنا
(1)
عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: حدَّثنا زِيَادٌ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه قالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عن قِتَالِ بَدْرٍ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ
(2)
اللَّهُ ما أَصْنَعُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْم
⦗ص: 14⦘
أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي أَصْحَابَهُ- وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ. يَعْنِي المُشْرِكِينَ. ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقالَ: يا سَعْدَُ
(3)
بْنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَُ
(3)
وَرَبِّ النَّضْرِ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَها دُونَ
(4)
أُحُدٍ. قالَ سَعْدٌ: فَما اسْتَطَعْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ
(5)
ما صَنَعَ. قالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ. فَما عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ. قالَ أَنَسٌ: كُنَّا نرَى -أَوْ نَظُنُّ- أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ المُؤمِنِينَ
(6)
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى آخِرِ الآيَةِ [الأحزاب: 23]. وَقالَ: إِنَّ أُخْتَهُ -وَهْيَ تُسَمَّى الرُّبَيعَ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ امْرَأَةٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالقِصَاصِ، فقالَ أَنَسٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فَرَضُوا بِالأَرْشِ وَتَرَكُوا القِصَاصَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على اللَّهِ لأَبَرَّهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «لَيَرانِي» .
(3)
بالرفع والنصب معًا، في (سعد) و (الجنة).
(4)
في (و، ب، ص): «مِنْ دونِ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2807 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ -حدَّثني
(1)
إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمَانَ أُرَاهُ عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ- عن خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ:
أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه قالَ: نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي المَصَاحِفِ، فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ
(2)
الأَحْزَابِ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا، فَلَمْ أَجِدْها إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ، وهو قَوْلُهُ: {مِنَ المُؤمِنِينَ
(3)
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23].
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» كتبت بالحمرة.
(2)
لفظة: «سورة» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(13)
بابٌ: عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ القِتَالِ،
وَقالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّما تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ، وَقَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ
(1)
. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 2 - 4]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة.
2808 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الفَزَارِيُّ
(2)
: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ البَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالحَدِيدِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ وَأُسْلِمُ
(3)
؟ قالَ: «أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ» . فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَاتَلَ، فَقُتِلَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
هكذا ضبطت في متن (ب، ص) أيضًا، لكن بهامشهما:«الزَّاي مشدَّدة في اليونينية» .
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي: «أو أُسْلِم» .
(14)
بابُ مَنْ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ
2809 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتَادَةَ:
حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أُمَّ الرُّبَيَّعَ
(1)
بِنْتَ البَرَاءِ، وَهيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلا تُحَدِّثُنِي عن حَارِثَةَ-وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ
(2)
-
⦗ص: 16⦘
فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ؟ قالَ:«يا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّها جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى» .
(1)
هكذا ضبطت في «ن» مع التصحيح عليها، وفي (ص):«الرُّبيِّعِ» ، وفي نسخة البقاعي:«الرُّبيَّعِ» ، و «الرُّبيِّعِ» معًا، وضبطها في (و):«الرُّبيِّع» ، وفي (ب):«الرُّبيّع» ، والذي في توضيح المشتبه ما في (ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «غَرَبٌ» بفتح الراء (ب، ص).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(15)
بابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
2810 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي وَائِلٍ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قالَ:«مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فهو فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
(16)
بابُ مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ
(2)
} إلى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ}» .
2811 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُبَارَكِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ
(1)
، قالَ:
أخبَرَنِي أَبُو عَبْسٍ، هو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ
(2)
: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مااغْبَرَّتْ
(3)
⦗ص: 17⦘
قَدَما عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ
(4)
النَّارُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا عَبَايَةُ بنُ رِفَاعةَ بنِ رافعٍ» كتبت بالحمرة.
(2)
قوله: «هو عبد الرحمن بن جبر» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ما اغبَرَّتا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(17)
بابُ مَسْحِ الغُبَارِ عن النَّاسِ فِي السَّبِيلِ
2812 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قالَ لَهُ وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
ائْتِيا أَبا سَعِيدٍ فَاسْمَعا مِنْ حَدِيثِهِ. فَأَتَيْنَاهُ
(1)
وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائطٍ لَهُما يَسْقِيَانِهِ، فَلَمَّا رَآنا جَاءَ فَاحْتَبَى وَجَلَسَ، فَقالَ: كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ المَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَسَحَ عن رَأسِهِ الغُبَارَ، وَقالَ: «وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئةُ البَاغِيَةُ
(2)
، عَمَّارٌ
(3)
يَدْعُوهُمْ إلى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إلى النَّارِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأتيا» .
(2)
قوله: «تَقْتُلُهُ الفِئةُ البَاغِيَةُ» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(3)
قوله: «عمار» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(18)
بابُ الغَسْلِ
(1)
بَعْدَ الحَرْبِ وَالغُبَارِ
(1)
بضمِّ الغين في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
2813 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ
(2)
: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ
(3)
وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَدْ عَصَبَ رَأسَهُ الغُبَارُ، فَقالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟! فَوَاللَّهِ ما وَضَعْتُهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ؟» قالَ: هَاهُنَا. وَأَوْمَأَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ. قالَتْ: فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلَام» ، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(3)
لفظة: «السلاح» ليست في رواية أبي ذر.
(19)
بابُ فَضْلِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {وَلَا تَحْسِبَنَّ
(2)
الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(3)
. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
هكذا ضبطت في (و، ق، ص) بكسر السين، وهي قراءة ابن كثير والكسائي وخلف ويعقوب وأبي عمرو، وضبطت في (ب) بفتح السين، وهي قراءة عاصم وحمزة وأبي جعفر وابن ذكوان عن ابن عامر، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَأَنَّ اللّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمؤمِنِينَ}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة. ولفظة:«قوله» ليست في روايةٍ عنه.
2814 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: دَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً، على رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قالَ أَنَسٌ: أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ:{بَلِّغُوا قَوْمَنا أَنْ قَدْ لَقِينا رَبَّنا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينا عَنْهُ} .
2815 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: اصْطَبَحَ نَاسٌ الخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ قُتِلُوا شُهَدَاءَ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: مِنْ آخِرِ ذَلِكَ اليَوْمِ؟ قالَ: لَيْسَ هَذا فِيهِ.
(20)
بابُ ظِلِّ المَلَائِكَةِ على الشَّهِيدِ
2816 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، قالَ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ المُنْكَدِرِ
(1)
:
⦗ص: 19⦘
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: جِيءَ بِأَبِي إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عن وَجْهِهِ، فَنَهَانِي قَوْمِي، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائحَةٍ
(2)
، فَقِيلَ: ابْنَةُ
عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو. فَقالَ:«لِمَ تَبْكِي؟! -أَوْ: لا تَبْكِي- ما زَالَتِ المَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا» . قُلْتُ لِصَدَقَةَ: أَفِيهِ: حَتَّى رُفِعَ؟ قالَ: رُبَّما قالَهُ.
(21)
بابُ تَمَنِّي المُجَاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا
2817 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ، يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا، وَلَهُ ما على الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، إِلَّا الشَّهِيدُ
(1)
، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا
(2)
يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «إلَّا الشهيدَ» بالنصب.
(2)
في رواية أبي ذر: «بما» .
(22)
بابٌ: الجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ
وَقالَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أخبَرَنا نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم، عن رِسَالَةِ رَبِّنَا
(1)
: «مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إلى الجَنَّةِ» .
وَقالَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ قَتْلَانا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قالَ: «بَلَى» .
(1)
قوله: «عن رسالة ربنا» ليس في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ. (لا الحمرة إلى)
2818 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ كَاتِبَهُ، قالَ:
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ» .
⦗ص: 20⦘
تَابَعَهُ الأُوَيْسِيُّ، عن ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثنا» ، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر، وعكس في (ق).
(23)
بابُ مَنْ طَلَبَ الوَلَدَ لِلْجِهَادِ
2819 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ
(1)
:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ على مِئةِ امْرَأَةٍ -أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ- كُلُّهُنَّ يَأتِي
(2)
بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فقالَ لَهُ صَاحِبُهُ:
(3)
إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَحْمِلْ
(4)
مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ».
(1)
زاد في (ق، ب، ص): «قَالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تأتي» .
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «تَحْمِلْ» .
(24)
بابُ الشَّجَاعَةِ فِي الحَرْبِ وَالجُبْنِ
2820 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثَابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَقَهُمْ على فَرَسٍ، وَقالَ
(1)
: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
2821 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قالَ:
أخبَرَني جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ بَيْنَما هو يَسِيرُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ، مَقْفَلَهُ مِنْ
⦗ص: 21⦘
حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ
(1)
يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ العِضَاهِ نَعَمًا
(2)
لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي
(3)
بَخِيلًا، وَلا كَذُوبًا، وَلا جَبَانًا».
(1)
في (ب، ص): «فعلقَته النَّاسُ» ، وفي رواية أبي ذر:«فَعَلِقَتِ الأَعْرَابُ» كتبت بالحمرة، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وَطَفِقتِ الناس» بالواو، وضبطت روايته عنه في (ب، ص): «فَطَفِقتِ
…
» بالفاء.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «لَوْ كَانَ لِي عَدَدَ هَذِهِ العِضَاهِ نَعَمٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لا تَجِدُونَنِي» .
(25)
بابُ ما يُتَعَوَّذُ مِنَ الجُبْنِ
2822 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ، قالَ:
كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ، كَما يُعَلِّمُ المُعَلِّمُ الغِلْمَانَ الكِتَابَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» . فَحَدَّثْتُ بِهِ مُصْعَبًا فَصَدَّقَهُ.
2823 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسلِ، وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيا وَالمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(26)
بابُ مَنْ حَدَّثَ بِمَشَاهِدِهِ فِي الحَرْبِ
قالَهُ أَبُو عُثْمَانَ عن سَعْدٍ.
2824 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَاتِمٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدًا، وَالمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رضي الله عنهم، فَما سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ
(1)
يُحَدِّثُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عن يَوْمِ أُحُدٍ.
(1)
لفظة: «منهم» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(27)
بابُ وُجُوبِ النَّفِيرِ، وَما يَجِبُ مِنَ الجِهادِ والنِّيَّةِ،
وَقَوْلِهِ
(1)
: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
(2)
فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ} الآيَةَ [التوبة: 41 - 42]، وَقَوْلِه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ
(3)
أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ} إلى قَوْلِهِ: {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38 - 39].
يُذْكَرُ
(4)
عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {انفِرُواْ ثُبَاتٍ
(5)
} [النساء: 71]: سَرَايا مُتَفَرِّقِينَ. يُقَالُ: أَحَدُ
(6)
الثُّبَاتِ ثُبَةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقول الله عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}» بدل إتمام الآيات، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}» بدل إتمام الآية.
(4)
في رواية أبي ذر: «ويُذْكَرُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ثُبَاتًا» على مذهب الكوفيين في إعراب جمع المؤنث السالم.
(6)
في رواية أبي ذر: «ويُقال: واحدٌ» .
2825 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى
(1)
: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني مَنْصُورٌ، عن مُجَاهِدٍ، عن طَاوُوسٍ:
⦗ص: 23⦘
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمَ الفَتْحِ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سعيد» .
(28)
بابُ الكَافِرِ يَقْتُلُ المُسْلِمَ، ثُمَّ يُسْلِمُ، فَيُسَدِّدُ
(1)
بَعْدُ وَيُقْتَلُ
(1)
في رواية أبي ذر: «فَيُسَدَّدُ» بالبناء للمفعول.
2826 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَضْحَكُ اللَّهُ إلى رَجُلَيْنِ، يَقْتُلُ أَحَدُهُما الآخَرَ، يَدْخُلَانِ الجَنَّةَ: يُقَاتِلُ هَذا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ على القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ» .
2827 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَني عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو بِخَيْبَرَ بَعْدَما افْتَتَحُوهَا، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْهِمْ لِي. فقالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ العَاصِ: لا تُسْهِمْ لَهُ يا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فقالَ سَعِيدُ
(1)
بْنُ العَاصِ
(2)
: وَاعَجَبًا لِوَبْرٍ تَدَلَّى
(3)
عَلَيْنا مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ، يَنْعَى عَلَيَّ قَتْلَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، أَكْرَمَهُ اللَّهُ على يَدَيَّ، وَلَمْ يُهِنِّي على يَدَيْهِ. قالَ: فَلا أَدْرِي أَسْهَمَ لَهُ أَمْ
(4)
لَمْ يُسْهِمْ لَهُ.
قالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ السَّعِيدِيُّ، عن جَدِّهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(5)
: السَّعِيدِيُّ: عَمْرُو
(6)
بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ.
(1)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «قال ابْنُ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ» ، وهو المثبت في متن (و)، وهو الصواب، فهو أبان بن سعيد بن العاص، انظر رقم: 4239، ولذلك ضبَّب على سعيد في (ن، ب، ص).
(3)
هكذا ضبطت في متن (ب، ص) أيضًا، لكن بهامشهما:«تدَّلى» هكذا ضبطت في اليونينية. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «أو» .
(5)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «هو عَمْرو» .
(29)
بابُ مَنِ اخْتَارَ الغَزْوَ عَلَى الصَّوْمِ
2828 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لا يَصُومُ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ مِنْ أَجْلِ الغَزْوِ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَرَهُ مُفْطِرًا إِلَّا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى.
(30)
بابٌ: الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى القَتْلِ
2829 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
2830 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عَاصِمٌ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» .
(31)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ
(2)
غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ
(3)
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ} إلى قَولِهِ: {غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 95 - 96]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {غَفُورًا رَّحِيمًا}» بدل إتمام الآيات.
2831 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
⦗ص: 25⦘
سَمِعْتُ البَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ
(1)
} دَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، فَجَاءَ
(2)
بِكَتِفٍ فَكَتَبَهَا، وَشَكا ابْنُ أُمِّ
مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ، فَنَزَلَتْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ
(3)
غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء: 95].
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويِي والمستملي: «فجاءه» .
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2832 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قالَ: حدَّثني صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قالَ:
رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الحَكَمِ جَالِسًا فِي المَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إلى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ
(1)
: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ
(2)
} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [النساء: 95] قالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وهو يُمِلُّها عَلَيَّ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَسْتَطِيعُ الجِهَادَ لَجَاهَدْتُ. وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تبارك وتعالى على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَفَخِذُهُ على فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ
(3)
فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «عليَّ» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
(3)
في رواية أبي ذر: «أن تُرَضَّ» بالبناء للمفعول.
(32)
بابُ الصَّبْرِ عِنْدَ القِتَالِ
2833 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى كَتَبَ، فَقَرَأْتُهُ: أَنَّ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّ» .
(33)
بابُ التَّحْرِيضِ على القِتَالِ
وَقَوْلِهِ تَعالَى
(1)
: {حَرِّضِ المُؤمِنِينَ
(2)
عَلَى الْقِتَالِ} [الأنفال: 65]
(1)
في رواية أبي ذر: «وقولِ الله عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
2834 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الخَنْدَقِ، فَإِذا المُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ما بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالجُوعِ، قالَ:
«اللَّهُمَّ إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ
…
فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ»
فقالُوا مُجِيبِينَ لَهُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا
(1)
مُحَمَّدا
…
عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينا أَبَدا
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي ورواية [ق]: «بايَعْنا» .
(34)
بابُ حَفْرِ الخَنْدَقِ
2835 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: جَعَلَ المُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الخَنْدَقَ حَوْلَ المَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ على مُتُونِهِمْ، وَيَقُولُونَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدا
…
عَلَى الإِسْلَامِ
(1)
ما بَقِينا أَبَدا
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُجِيبُهُمْ، وَيَقُولُ:
«اللَّهُمَّ إِنَّهُ لا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ
…
فَبَارِكْ فِي الأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ»
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «على الجِهَادِ» .
2836 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
⦗ص: 27⦘
سَمِعْتُ البَرَاءَ رضي الله عنه: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ وَيَقُولُ: «لَوْلا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنَا» .
2837 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ البَرَاءِ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وهو يَقُولُ:
«لَوْلا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنا
…
وَلا تَصَدَّقْنا وَلا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ
(2)
عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
…
إِذا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا»
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في روايةٍ للسمعاني عن أبي الوقت، وفي رواية أخرى له ورواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فأنزِلَنْ سَكِينَةً» ، وذكر في (ب، ص) أن رواية الحمويي والمستملي: «فأنزل سكينةً» .
(35)
بابُ مَنْ حَبَسَهُ العُذْرُ عن الغَزْوِ
2838 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قالَ: رَجَعْنا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
2839 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هو ابْنُ زَيْدٍ- عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي غَزَاةٍ، فَقالَ:«إِنَّ أَقْوَامًا بِالمَدِينَةِ خَلْفَنَا، ما سَلَكْنا شِعْبًا وَلا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنا فِيهِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» .
وَقالَ مُوسَى: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن حُمَيْدٍ، عن مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عن أَبِيهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الأَوَّلُ
(1)
أَصَحُّ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «عندي» .
(36)
بابُ فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
2840 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ: أَنَّهُما سَمِعا النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(1)
رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عن النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْريِّ» .
(37)
بابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
2841 -
حدثني
(1)
سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، دَعَاهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ، كُلُّ خَزَنَةِ بابٍ: أَيْ فُل
(2)
هَلُمَّ». قالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ذَاكَ الَّذِي لا تَوَى عَلَيْهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضُبِطت في (و، ق): «فُلُ» و «فُلَ» بالرفع والنصب معًا.
2842 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ على المِنْبَرِ، فَقالَ:«إِنَّما أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي ما يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ» . ثُمَّ ذَكَرَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا، فَبَدَأَ بِإِحْدَاهُما وَثَنَّى بِالأُخْرَى، فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ يَأتِي الخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: يُوحَى إِلَيْهِ. وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ على رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرَ، ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ
عن وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ، فَقالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا؟ أَوَ خَيْرٌ هُوَ؟! -ثَلَاثًا- إِنَّ الخَيْرَ لا يَأتِي إِلَّا بِالخَيْرِ، وَإِنَّهُ
⦗ص: 29⦘
كُلَّما يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطًا
(1)
أَوْ يُلِمُّ، كُلَّمَا
(2)
أَكَلَتْ، حَتَّى إذا امْتَلأَتْ
(3)
خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هَذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ
(4)
، وَنِعْمَ صَاحِبُ المُسْلِمِ لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ
(5)
، وَمَنْ لَمْ يَأخُذْهُ
(6)
بِحَقِّهِ فهو كَالآكِلِ الَّذِي
(7)
لا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ القِيَامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «كلُّ ما يُنبتُ الربيعُ يقتلُ» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«كُلَّما يُنْبِتُ الرَّبِيعُ ما يَقْتُلُ» .
(2)
لفظة: «كلَّما» ليست في رواية كريمة، وضبب عليها في (ن، و)، وجعل في (ب، ص) الضبة على «أكلت» ، وبهامش اليونينية: صوابه: إلا آكِلَةَ الخَضِرِ أكلت. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «امتدَّتْ» . كتبت بالحمرة.
(4)
كرَّر بهامش اليونينية لفظ: «حُلوةٌ» وعزاه إلى رواية أبي ذر. وبهامش (ب): هكذا في اليونينية: «حلوة» التي في الهامش كالتي في الأصل.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وابنِ السبيلِ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «يأخُذْها» .
(7)
لفظة: «الذي» ليست في رواية أبي ذر.
(38)
بابُ فَضْلِ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ بِخَيْرٍ
2843 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ: حدَّثنا الحُسَيْنُ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ، قالَ: حدَّثني بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ:
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا» .
2844 -
حدَّثنا مُوسَى
(1)
: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، إِلَّا على
⦗ص: 30⦘
أَزْوَاجِهِ، فَقِيلَ لَهُ، فَقالَ:«إِنِّي أَرْحَمُهَا؛ قُتِلَ أَخُوها مَعِي» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إسماعيلَ» .
(39)
بابُ التَّحَنُّطِ عِنْدَ القِتَالِ
2845 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، قالَ: وَذَكَرَ
(1)
يَوْمَ اليَمَامَةِ قالَ:
أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، وَقَدْ حَسَرَ عن فَخِذَيْهِ وهو يَتَحَنَّطُ، فَقالَ: يا عَمِّ، ما يَحْبِسُكَ أَنْ لا تَجِيءَ؟ قالَ: الآنَ يا ابْنَ أَخِي، وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ -يَعْنِي مِنَ الحَنُوطِ- ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ، فَقالَ: هَكَذا عن وُجُوهِنَا؛ حَتَّى نُضَارِبَ القَوْمَ
(2)
، ما هَكَذا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِئْسَ ما عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ
(3)
.
رَوَاهُ حَمَّادٌ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «ذَكَر» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «بالقوم» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَوَّدَكم أقرانُكُم» .
(40)
بابُ فَضْلِ الطَّلِيعَةِ
2846 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَأتِينِي بِخَبَرِ القَوْمِ؟» يَوْمَ الأَحْزَابِ، قالَ
(1)
الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قالَ: «مَنْ يَأتِينِي بِخَبَرِ القَوْمِ؟» . قالَ
(2)
الزُّبَيْرُ: أَنَا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ
(3)
الزُّبَيْرُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
ضبطت في (ب، ص) بكسر الراء المشدَّدة وفتحها، وبهامشهما: ياء «حواريّ» هذه والتي بعدها عليها فتحة وكسرة في اليونينية، الكسرة فيهما أصلية والفتحة فيهما حادثة. اه
(41)
بابٌ: هَلْ يُبْعَثُ الطَّلِيعَةُ
(1)
وَحْدَهُ؟
(1)
في رواية أبي ذر: «يَبْعَثُ الطَّلِيعةَ» .
2847 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا ابْنُ المُنْكَدِرِ:
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: نَدَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ -قالَ صَدَقَةُ: أَظُنُّهُ يَوْمَ الخَنْدَقِ- فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ
ثُمَّ نَدَبَ
(1)
فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ
(3)
الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الناسَ» .
(2)
قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وحوارِيَّ» .
(42)
بابُ سَفَرِ الاِثْنَيْنِ
2848 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عن خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ قالَ: انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَنَا، أَنا وَصَاحِبٌ لِي:«أَذِّنا وَأَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُما أَكْبَرُكُمَا» .
2849 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الخَيْلُ
(1)
فِي نَوَاصِيَها الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي زيادة: «مَعْقُودٌ» . كتبت بالحمرة.
2850 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُصَيْنٍ وَابْنِ أَبِي السَّفَرِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الجَعْدِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيها الخَيْرُ إلى
⦗ص: 32⦘
يَوْمِ القِيَامَةِ».
قالَ سُلَيْمَانُ، عن شُعْبَةَ: عن عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الجَعْدِ.
تَابَعَهُ مُسَدَّدٌ، عن هُشَيْمٍ، عن حُصَيْنٍ، عن الشَّعْبِيِّ: عن عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الجَعْدِ.
2851 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «البَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الخَيْلِ» .
(44)
بابٌ: الجِهَادُ مَاضٍ مَعَ البَرِّ وَالفَاجِرِ
؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
«الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيها الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ»
2852 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عن عَامِرٍ:
حَدَّثَنا عُرْوَةُ البَارِقِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيْها الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ: الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ» .
(45)
بابُ مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا
(1)
؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}
[الأنفال: 60]
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «في سبيلٍ» ، وفي (و):«في سبيلٍ» وكتب فوقها «كذا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبط روايتهما في (ب، ص): «في سبيل الله» ، ولفظ الجلالة زيد في (ن) بخط متأخر.
2853 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا ابْنُ المُبَارَكِ: أخبَرَنا طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا المَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ، فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
(46)
بابُ اسْمِ الفَرَسِ وَالحِمَارِ
2854 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن أَبِي حَازِمٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَتَخَلَّفَ أَبُو قَتَادَةَ مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، وَهُمْ مُحْرِمُونَ وهو غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَوْا حِمَارًا وَحْشِيًّا
(2)
قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ تَرَكُوهُ حَتَّى رَآهُ أَبُو قَتَادَةَ، فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ يُقالُ لَهُ
(3)
:
الجَرَادَةُ. فَسَأَلَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا، فَتَنَاوَلَهُ فَحَمَلَ فَعَقَرَهُ، ثُمَّ أَكَلَ فَأَكَلُوا، فَقَدِمُوا
(4)
، فَلَمَّا أَدْرَكُوهُ قالَ:«هَلْ مَعَكُمْ منه شَيْءٌ؟» قالَ: مَعَنا رِجْلُهُ. فَأَخَذَها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حِمَارَ وَحْشٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لها» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية [ح] ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَنَدِموا» ، وصحح عليها.
2855 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: حدَّثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى: حَدَّثَنَا
(1)
أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ جَدِّهِ قالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطِنا فَرَسٌ يُقالُ لَهُ: اللُّحَيْفُ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبد الله: وقال بعضُهُم: اللُّخَيْفُ» . بهامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: كان للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فرسٌ يقال له: «اللُحَيْف» ، بالحاء المهملة وضمِّ اللَّام، على التصغير، كذا ضبطناه عن عامة شيوخنا، وضبطناه عن أبي الحسين اللُّغوي:«اللَّحِيفُ» ، بفتح اللام وكسر الحاء، على وزن «رغيف» ، وكذا ذكره الهروي، قال: سُمي بذلك لطول ذنبه، فعيل بمعنى فاعل، كأنه يَلْحَفُ الأرضَ بذنبه. قال البخاري: وقال بعضهم بالخاء المعجمة. والمعروف الأوَّل. اهـ.
2856 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعَ يَحْيَى بْنَ آدَمَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عن أَبِي إِسْحَاقَ،
⦗ص: 34⦘
عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على حِمَارٍ يُقالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقالَ: «يا مُعَاذُ، هَلْ
(2)
تَدْرِي
(3)
حَقَّ اللَّهِ على عِبَادِهِ، وَما حَقُّ العِبَادِ على اللَّهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ على العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ
(4)
، وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ
(5)
العِبَادِ على اللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا». فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قالَ: «لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا
(6)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وهل» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بهامش اليونينية دون رقم: «يَعبُدوا» ، وعزاها في الفرع المكي كما في هامش (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(5)
في رواية أبي ذر: «وحقُّ» بالرفع.
(6)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيَنْكُلُوا» .
2857 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لَنا يُقالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ. فَقالَ: «ما رَأَيْنا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» .
(47)
بابُ ما يُذْكَرُ مِنْ شُؤمِ الفَرَسِ
2858 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّما الشُّؤمُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الفَرَسِ، وَالمَرْأَةِ، وَالدَّارِ» .
2859 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ:
⦗ص: 35⦘
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ: فَفِي المَرْأَةِ، وَالفَرَسِ، وَالمَسْكَنِ» .
(48)
بابٌ: الخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ،
وقَوْلُهُ تَعالَى
(1)
: {وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}
(2)
[النحل: 8]
(1)
في رواية أبي ذر: «وقولُ الله عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}» كتبت بالحمرة.
2860 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ
(1)
لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ فِي مَرْجٍ -أَوْ رَوْضَةٍ- فَما أَصَابَتْ فِي طِيَلِها ذَلِكَ مِنَ المَرْجِ -أَوِ الرَّوْضَةِ- كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّها قَطَعَتْ طِيَلَهَا، فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ أَرْوَاثُها وَآثَارُها حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّها مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ منه وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَها كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ. وَرَجُلٌ رَبَطَها فَخْرًا وَرِئاءً وَنِوَاءً لِأَهْلِ الإِسْلَامِ فَهيَ وِزْرٌ على ذَلِكَ». وَسُئلَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عن الحُمُرِ، فَقالَ:«ما أُنْزِلَ عَلَيَّ فيها إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الجَامِعَةُ الفَاذَّةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثلاثةٌ» .
(49)
بابُ مَنْ ضَرَبَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الغَزْوِ
2861 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا أَبُو عَقِيلٍ: حدَّثنا أَبُو المُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ، قالَ:
أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: حدِّثني بِما سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: سَافَرْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ-قالَ أَبُو عَقِيلٍ: لا أَدْرِي غَزْوَةً أَوْ
(1)
عُمْرَةً - فَلَمَّا أَنْ أَقْبَلْنَا،
⦗ص: 36⦘
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ إلى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ
(2)
». قالَ جَابِرٌ: فَأَقْبَلْنا وَأَنا على جَمَلٍ لِي أَرْمَكَ، لَيْسَ فِيهِ
(3)
شِيَةٌ، وَالنَّاسُ خَلْفِي، فَبَيْنا أَنا كَذَلِكَ، إِذْ قَامَ عَلَيَّ، فقالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا جَابِرُ، اسْتَمْسِكْ» . فَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ضَرْبَةً فَوَثَبَ البَعِيرُ مَكَانَهُ، فَقالَ:«أَتَبِيعُ الجَمَلَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَسْجِدَ فِي طَوَائِفِ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ
(4)
، وَعَقَلْتُ الجَمَلَ فِي نَاحِيَةِ البَلَاطِ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذا جَمَلُكَ. فَخَرَجَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالجَمَلِ وَيَقُولُ: «الجَمَلُ جَمَلُنَا» . فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَوَاقٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقالَ:«أَعْطُوها جَابِرًا» . ثُمَّ قالَ: «اسْتَوْفَيْتَ الثَّمَنَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «الثَّمَنُ وَالجَمَلُ لَكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أمْ» .
(2)
بهامش (ب، ص): هكذا كان ضبطها في اليونينية، ثمَّ صُلِّحت ضمة الياء بالفتحة وفتحة العين بالسكون، وفي فرعين بالتشديد كما هنا. اهـ. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَلْيَتَعَجَّلْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فيها» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليه» .
(50)
بابُ الرُّكُوبِ على الدَّابَّةِ الصَّعْبَةِ وَالفُحُولَةِ مِنَ الخَيْلِ
وَقالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الفُحُولَةَ؛ لِأَنَّها أَجْرَى وَأَجْسَرُ.
2862 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ بِالمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ يُقالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَرَكِبَهُ، وَقالَ:«ما رَأَيْنا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» .
(51)
بابُ سِهَامِ الفَرَسِ
2863 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا.
⦗ص: 37⦘
وَقالَ
(1)
مَالِكٌ: يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ، وَالبَرَاذِينِ مِنْهَا؛ لِقَوْلِهِ:{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} [النحل: 8] وَلا يُسْهَمُ لِأَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» ، والذي في (ب، ص): أن قول مالك كله ليس في روايته، وهو مخالف لما اتفقت عليه الأصول من أنَّ قول مالك مقدَّم على الحديث في رواية أبي ذر و [ق].
(52)
بابُ مَنْ قَادَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الحَرْبِ
2864 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
قالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما: أَفَرَرْتُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟! قالَ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ،
إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا قَوْمًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ حَمَلْنا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا، فَأَقْبَلَ المُسْلِمُونَ على الغَنَائمِ وَاسْتَقْبَلُونَا
(1)
بِالسِّهَامِ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَفِرَّ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَعَلَى بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ، وَإِنَّ أَبا سُفْيَانَ آخِذٌ بِلِجَامِها وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
«
…
أَنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ
…
…
أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فاستقبلونا» .
(53)
بابُ الرِّكَابِ وَالغَرْزِ لِلدَّابَّةِ
2865 -
حدثني عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إذا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي الغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً، أَهَلَّ مِنْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ.
(54)
بابُ رُكُوبِ الفَرَسِ العُرْيِ
2866 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن ثَابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: اسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على فَرَسٍ عُرْيٍ، ما عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ.
(55)
بابُ الفَرَسِ القَطُوفِ
2867 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ فَزِعُوا مَرَّةً، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ كَانَ يَقْطِفُ
(1)
-أَوْ كَانَ فِيهِ قِطَافٌ- فَلَمَّا رَجَعَ قالَ: «وَجَدْنا فَرَسَكُمْ هَذا بَحْرًا» . فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لا يُجَارَى.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(56)
بابُ السَّبْقِ بَيْنَ الخَيْلِ
2868 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَجْرَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ما ضُمِّرَ مِنَ الخَيْلِ مِنَ الحَفْيَاءِ إلى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ، وَأَجْرَى ما لَمْ يُضَمَّرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ. قالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى.
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ: قالَ سُفْيَانُ: بَيْنَ
(1)
الحَفْيَاءِ إلى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ خَمْسَةُ أَمْيَالٍ أَوْ سِتَّةٌ، وَبَيْنَ ثَنِيَّةِ
(2)
إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ مِيلٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «من»
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ثَنِيَّةَ» ، وصحَّح عليها، وهي رواية أبي ذر بالمنع من الصرف (و، ب، ص).
(57)
بابُ إِضْمَارِ الخَيْلِ لِلسَّبْقِ
2869 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، وَكَانَ أَمَدُها مِنَ الثَّنِيَّةِ إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ سَابَقَ بِهَا
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: {أَمَدًا} [الجن: 25]: غايةً. {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} [الحديد: 16]» .
(58)
بابُ غَايَةِ السَّبْقِ لِلْخَيْلِ المُضَمَّرَةِ
2870 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَابَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ، فَأَرْسَلَها مِنَ الحَفْيَاءِ، وَكَانَ أَمَدُها ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ -فَقُلْتُ لِمُوسَى: فَكَمْ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قالَ: سِتَّةُ
أَمْيَالٍ أَوْ سَبْعَةٌ- وَسَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، فَأَرْسَلَها مِنْ ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ، وَكَانَ أَمَدُها مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ. - قُلْتُ: فَكَمْ بَيْنَ ذَلِكَ؟ قالَ: مِيلٌ أَوْ نَحْوُهُ- وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مِمَّنْ سَابَقَ فِيهَا.
(59)
بابُ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قالَ
(1)
ابْنُ عُمَرَ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ على القَصْوَاءِ.
وَقالَ المِسْوَرُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما خَلَأَتِ القَصْوَاءُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
2871 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُقالُ لَهَا: العَضْبَاءُ.
2872 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ تُسَمَّى العَضْبَاءَ، لا تُسْبَقُ -قالَ حُمَيْدٌ: أَوْ لا تَكَادُ تُسْبَقُ- فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ على قَعُودٍ فَسَبَقَهَا، فَشَقَّ ذَلِكَ على المُسْلِمِينَ، حَتَّى عَرَفَهُ، فَقالَ:«حَقٌّ على اللَّهِ أَنْ لا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيا إِلَّا وَضَعَهُ» .
طَوَّلَهُ مُوسَى، عن حَمَّادٍ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
(1)
قوله: «طوَّله موسى .. إلخ» ليس في نسخة، وهو مقدَّم على حديث مالك بن إسماعيل في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)، وفي رواية أبي ذر والمستملي بعدهما زيادة:«(60) بابُ الغَزْوِ على الحَمِيرِ» هكذا مجردًا بلا حديث.
(61)
بابُ بَغْلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم البَيْضَاءِ
قالَهُ أنَسٌ.
وَقالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ.
2873 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الحَارِثِ قالَ: ما تَرَكَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَها صَدَقَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
2874 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِسْحَاقَ:
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قالَ لَهُ رَجُلٌ: يا أَبا عُمَارَةَ، وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟! قالَ: لا وَاللَّهِ ما وَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، فَلَقِيَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ
(1)
، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«أَنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «بَغْلَةٍ بَيْضاءَ» .
(62)
بابُ جِهَادِ النِّسَاءِ
2875 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عن عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها قالَتْ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الجِهَادِ، فَقالَ:«جِهَادُكُنَّ الحَجُّ» .
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ: حدَّثنا سُفْيَانَ، عن مُعَاوِيَةَ. بِهَذَا.
2876 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مُعَاوِيَةَ بِهَذَا. وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عن عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ:
⦗ص: 41⦘
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤمِنِينَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: سَأَلَهُ نِسَاؤُهُ عن الجِهَادِ، فَقالَ:«نِعْمَ الجِهَادُ الحَجُّ» .
(63)
بابُ غَزْوِ
(1)
المَرْأَةِ فِي البَحْرِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَزْوَةِ» .
2877 -
2878 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ
(1)
، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ
(2)
، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ابْنَةِ مِلْحَانَ فَاتَّكَأَ عِنْدَهَا، ثُمَّ ضَحِكَ، فقالتْ: لِمَ تَضْحَكُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ البَحْرَ الأَخْضَرَ
(3)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ المُلُوكِ على الأَسِرَّةِ». فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قالَ
(4)
: «اللَّهُمَّ اجْعَلْها مِنْهُمْ» . ثُمَّ عَادَ فَضَحِكَ، فقالتْ لَهُ مِثْلَ -أَوْ مِمَّ- ذَلِكَ. فقالَ لَها مِثْلَ ذَلِكَ، فقالتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فقالَ
(5)
: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَلَسْتِ مِنَ الآخِرِينَ» . قالَ: قالَ أَنَسٌ: فَتَزَوَّجَتْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَرَكِبَتِ البَحْرَ مَعَ بِنْتِ قَرَظَةَ، فَلَمَّا قَفَلَتْ، رَكِبَتْ دَابَّتَهَا، فَوَقَصَتْ بِهَا، فَسَقَطَتْ عَنْها فَمَاتَتْ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو الفَزَاريُّ» .
(2)
قوله: «الأنصاري» ليس في نسخة. كتبت علامة السقوط بالحمرة، وبهامش اليونينية: حاشية: قال الحافظ أبو قاسم الدِّمشقي [يعني ابن عساكر]: قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سقط على البخاري فيما بين أبي إسحاق الفزاري وأبي طوالة: زائدة بن قدامة. اهـ. وبهامش (ن) تعليق بخط الحافظ العراقي: قلت: أخطأ أبو مسعود ولم يسقط شيءٌ؛ فقد سمعه أبو إسحاق من أبي طوالة، وكذلك أخرجه الإمام أحمد في مسنده، عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن أبي طوالة، ورواه عن معاوية بن عمرو عن زائدة بن قدامة عن أبي طوالة. اهـ. وذكر في الفتح نحوه. وانظر المسند: 3/ 265 - 264.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في (و، ب، ص): «قال» .
(64)
بابُ حَمْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ فِي الغَزْوِ دُونَ بَعْضِ نِسَائِهِ
2879 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ، قالَ: سَمِعْتُ
⦗ص: 42⦘
الزُّهْرِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -كُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الحَدِيثِ- قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ يَخْرُجُ سَهْمُها خَرَجَ بها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْرَعَ بَيْنَنا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فيها سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَما أُنْزِلَ الحِجَابُ.
(65)
بابُ غَزْوِ النِّسَاءِ وَقِتَالِهِنَّ مَعَ الرِّجَالِ
2880 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ
(1)
أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقُزَانِ
(2)
القِرَبَ -وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ- على مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا
(3)
فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَوْمَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «فتُفرغانِه» .
(66)
بابُ حَمْلِ النِّسَاءِ القِرَبَ إلى النَّاسِ فِي الغَزْوِ
2881 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ: قالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ المَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فقالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، أَعْطِ هَذا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ. يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ. فقالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ- وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قالَ عُمَرُ: - فَإِنَّها كَانَتْ تَزْفِرُ لَنا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.
⦗ص: 43⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَزْفِرُ: تَخِيطُ
(1)
.
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله: تزفر تخيط» ليس في رواية أبي ذر والمستملي (ن، و)، والذي في (ب، ص) أنَّه ليس في رواية أبي ذر وهو ثابت في روايته عن المستملي. وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: «تَزفِر لنا القرب» أي: تحملها ملأى على ظهرها، يقال منه: زَفَرَ وأَزْفَرَ، وروى المستملي في البخاري:«قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَزْفِرُ تَخِيطُ» وهذا غير معروف في اللغة. اهـ.
(67)
بابُ مُدَاوَاةِ النِّسَاءِ الجَرْحَى فِي الغَزْوِ
2882 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ:
عَنِ الرُّبَيّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَسْقِي وَنُدَاوِي الجَرْحَى، وَنَرُدُّ القَتْلَى إلى المَدِينَةِ
(1)
.
(1)
قوله: «إلى المدينة» ليس في رواية أبي ذر.
(68)
بابُ رَدِّ النِّسَاءِ الجَرْحَى وَالقَتْلَى
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إلى المدينة» .
2883 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ، عن خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ:
عَنِ الرُّبَيّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَسْقِي القَوْمَ، وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الجَرْحَى وَالقَتْلَى إلى المَدِينَةِ.
(69)
بابُ نَزْعِ السَّهْمِ مِنَ البَدَنِ
2884 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: رُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، قالَ
(1)
: انْزِعْ هَذا السَّهْمَ. فَنَزَعْتُهُ، فَنَزا منه المَاءُ، فَدَخَلْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(70)
بابُ الحِرَاسَةِ فِي الغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
2885 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ قالَ:«لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ» . إِذْ سَمِعْنا صَوْتَ سِلَاحٍ، فَقالَ:«مَنْ هَذَا؟» فَقالَ: أَنا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئتُ لِأَحْرُسَكَ. وَنَامَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «فنام» .
2886 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرٍ
(1)
، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» .
لَمْ يَرْفَعْهُ إِسْرَائِيلُ
(2)
، عن أَبِي حَصِينٍ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «يعني ابنَ عيَّاشٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «ومحمدُ بنُ جُحادةَ» كتبت بالحمرة.
2887 -
وَزَادَنَا
(1)
عَمْرٌو، قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ؛ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأسُهُ، مُغْبَرَّةٍ
(2)
قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ».
⦗ص: 45⦘
قالَ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ: لَمْ يَرْفَعْهُ إِسْرَائِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عن أَبِي حَصِينٍ.
(3)
وَقالَ: تَعْسًا كَأَنَّهُ يَقُولُ: فَأَتْعَسَهُمُ اللَّهُ. طُوبَى: فُعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَيِّبٍ، وَهيَ يَاءٌ حُوِّلَتْ إلى الوَاوِ، وَهيَ مِنْ يَطِيبُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «أَشْعَثُ رَأسُهُ مغبرَّةٌ» بالرفع، وبهامش اليونينية: الثاء من أشعث مرفوعة، وكذلك التاء من مغبرة عند ابن الحطيئة من رواية الحافظ أبي ذر المعبر عنها بالهاء على هذه الصورة. اهـ.
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله .. إلخ» ليس في رواية أبي ذر؛ لتقدُّمه عنده.
(71)
بابُ فَضْلِ الخِدْمَةِ فِي الغَزْوِ
2888 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عن ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(1)
رضي الله عنه قالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي -وهو أَكْبَرُ مِنْ أَنَسٍ- قالَ جَرِيرٌ: إِنِّي رَأَيْتُ الأَنْصَارَ يَصْنَعُونَ شَيْئًا، لا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَكْرَمْتُهُ.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
2889 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى المُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ أَخْدُمُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَبَدا لَهُ أُحُدٌ، قالَ:«هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ» . ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إلى المَدِينَةِ، قالَ: «اللَّهُمَّ
(2)
إِنِّي أُحَرِّمُ ما بَيْنَ لَابَتَيْهَا، كَتَحْرِيمِ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنا فِي صَاعِنا وَمُدِّنَا».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «اللهم» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ
2890 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا: حدَّثنا عَاصِمٌ، عن مُوَرِّقٍ العِجْلِيِّ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَكْثَرُنا ظِلًّا الَّذِي يَسْتَظِلُّ بِكِسَائِهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا فَلَمْ يَعْمَلُوا شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا فَبَعَثُوا الرِّكَابَ وَامْتَهَنُوا وَعَالَجُوا، فقالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليَوْمَ بِالأَجْرِ» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «رسولُ الله» .
(72)
بابُ فَضْلِ مَنْ حَمَلَ مَتَاعَ صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ
2891 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ سُلامَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ، يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا
(2)
، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْها مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ
(3)
يَمْشِيها إلى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عليه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «خُطْوةٍ» بضم الخاء.
(73)
بابُ فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَقَوْلِه تَعَالَى
(1)
:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ
(2)
} إلى آخِرِ الآيَةِ [آل عمران: 200]
(1)
في (و، ب، ص): «وقول الله تعالى» ، وفي رواية أبي ذر:«عز وجل»
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَ صَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}» بدل قوله: «إلى آخِرِ الآيَةِ» .
2892 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبا النَّضْرِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُها العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما عَلَيْهَا» .
(74)
بابُ مَنْ غَزا بِصَبِيٍّ لِلْخِدْمَةِ
2893 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ، عن عَمْرٍو:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: «التَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إلى خَيْبَرَ» . فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي، وَأَنا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الحُلُمَ، فَكُنْتُ
⦗ص: 47⦘
أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» . ثُمَّ قَدِمْنا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بها حَتَّى
(1)
بَلَغْنا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ، فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ» . فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على صَفِيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنا إلى المَدِينَةِ، قالَ
(2)
: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي لَها وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَها على رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ، فَسِرْنا حَتَّى إذا أَشْرَفْنا على المَدِينَةِ نَظَرَ إلى أُحُدٍ، فَقالَ:«هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ» . ثُمَّ نَظَرَ إلى المَدِينَةِ فَقالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ ما بَيْنَ لَابَتَيْها بِمِثْلِ ما حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إذا» .
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(75)
بابُ رُكُوبِ البَحْرِ
2894 -
2895 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا فِي بَيْتِهَا، فَاسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، قالَتْ
(1)
: يا رَسُولَ اللَّهِ ما يُضْحِكُكَ؟ قالَ: «عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ
(2)
مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ البَحْرَ كَالمُلُوكِ على الأَسِرَّةِ». فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي
⦗ص: 48⦘
مِنْهُمْ. قالَ
(3)
: «أَنْتِ مَعَهُمْ
(4)
». ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، فقالَ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَيَقُولُ:«أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» فَتَزَوَّجَ بها عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَخَرَجَ بها إلى الغَزْوِ، فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرِّبَتْ دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَوَقَعَتْ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «قلتُ» .
(2)
قوله: «من قوم» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(3)
في (و، ب، ص): «فقال»
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منهم» .
(76)
بابُ مَنِ اسْتَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الحَرْبِ
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أخبَرَني أَبُو سُفْيَانَ
(1)
: قالَ لِي قَيْصَرُ: سَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ ضُعَفَاءَهُمْ
(2)
، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ.
(1)
في نسخة زيادة: «قال» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2896 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا
مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عن طَلْحَةَ: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قالَ:
رَأَى سَعْدٌ رضي الله عنه أَنَّ لَهُ فَضْلًا على مَنْ دُونَهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!» .
2897 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ جَابِرًا:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ
(1)
رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَأتِي زَمَانٌ يَغْزُو
(2)
فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَأتِي زَمَانٌ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ
(3)
، ثُمَّ يَأتِي زَمَانٌ، فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ
(4)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ
(5)
».
(1)
قوله: «الخدري» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويِي زيادة: «فِيهِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح في اليونينيَّة على كلا الكلمتين: «صَاحِبَ أَصْحَابِ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(77)
بابٌ: لا يَقُولُ: فُلَانٌ شَهِيدٌ
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ» ، «اللَّهُ
(1)
أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «واللهُ» .
2898 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَقَى هو وَالمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الآخَرُونَ إلى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَها يَضْرِبُها بِسَيْفِهِ، فَقالَ: ما أَجْزَأَ مِنَّا اليَوْمَ أَحَدٌ كَما أَجْزَأَ فُلَانٌ! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَما إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أَنا صَاحِبُهُ، قالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّما وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ. قالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ، وَذُبابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ على سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قالَ: «وَما ذَاكَ؟» قالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنا لَكُمْ بِهِ. فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ، وَذُبابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ
(1)
الجَنَّةِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ
(2)
النَّارِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».
(1)
لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.
(78)
بابُ التَّحْرِيضِ على
الرَّمْيِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
2899 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا وَأَنا مَعَ بَنِي فُلَانٍ» . قالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟» قَالُوا: كَيْفَ
⦗ص: 50⦘
نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْمُوا فَأَنا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
2900 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ
(1)
:
عن أَبِيهِ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ، حِينَ صَفَفْنا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا: «إِذا أَكْثَبُوكُمْ
(2)
فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «أَسِيدٍ» بفتح الهمزة وكسر السين المهملة. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «أَكْتَبُوكُمْ» بالتاء المثناة بدل الثاء المثلثة.
(79)
بابُ اللَّهْوِ بِالحِرَابِ وَنَحْوِهَا
2901 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن ابْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنا الحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحِرَابِهِمْ
(1)
دَخَلَ عُمَرُ، فَأَهْوَى إلى الحَصَى فَحَصَبَهُمْ بِهَا، فَقالَ:«دَعْهُمْ يا عُمَرُ» .
وَزَادَ
(2)
عَلِيٌّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ: فِي المَسْجِدِ.
(1)
لفظة: «بحرابهم» ثابتة في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «زاد» ، وفي رواية أخرى عن أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«زادنا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية المستملي بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في الفتح.
(80)
بابُ المِجَنِّ وَمَنْ يَتَتَرَّسُ
(1)
بِتُرْسِ صَاحِبِهِ
(1)
في رواية أبي ذر: «يَتَّرِسُ» .
2902 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزَاعِيُّ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِتُرْسٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ
⦗ص: 51⦘
أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ، فَكَانَ إذا رَمَى تَشَرَّفَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَيَنْظُرُ
(2)
إلى مَوْضِعِ نَبْلِهِ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي:«يُشْرِفُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نظر» .
2903 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلٍ قالَ: لَمَّا كُسِرَتْ بَيْضَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على رَأسِهِ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالمَاءِ فِي المِجَنِّ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الدَّمَ يَزِيدُ على المَاءِ كَثْرَةً، عَمَدَتْ إلى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْها على جُرْحِهِ، فَرَقَأَ الدَّمُ.
2904 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن الزُّهْرِيِّ، عن مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ:
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، مِمَّا لَمْ يُوجِفِ المُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
خَاصَّةً، وَكَانَ يُنْفِقُ على أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، ثُمَّ يَجْعَلُ ما بَقِيَ فِي السِّلَاحِ وَالكُرَاعِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
2905 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عن عَلِيٍّ
(1)
.
حَدَّثَنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: ما رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ارْمِ فدَاكَ
(2)
⦗ص: 52⦘
أَبِي وَأُمِّي».
(1)
من قوله: «حدثنا مسدد» إلى قوله: «عن علي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
ضبطت الفاء في (و) بالفتح، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وبهامش (ب، ص): لم تضبط الفاء في اليونينية، وضبطها في الفرع المكي كالقسطلاني بالكسر، وفي فرع آخر بفتحها. اهـ.
(81)
بابُ الدَّرَقِ
2906 -
2907 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: قالَ عَمْرٌو: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ على الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «دَعْهُمَا» . فَلَمَّا غَفَلَ
(1)
غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتَا. قالَتْ: وَكَانَ يَوْمَ
(2)
عِيدٍ
(3)
، يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا قالَ:«تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟» فقالتْ
(4)
: نَعَمْ. فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي على خَدِّهِ، وَيَقُولُ: «دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ
(5)
». حَتَّى إذا مَلِلْتُ، قالَ:«حَسْبُكِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَاذْهَبِي» .
قالَ أَحْمَدُ، عن ابْنِ وَهْبٍ: فَلَمَّا غَفَلَ.
(6)
(1)
في رواية [ق]: «عَمِلَ» وصحَّح عليها، وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذرٍ أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويِي والمستملي بدل أبي ذر، وضبَّب عليها في (و، ب، ص) بالحمرة
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَوْمُ» ، وبهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: الفتح أفصح. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وكان يَوْمًا عِنْدي» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «تَشْتَهِينَ أن تَنْظُرِي؟ فقلتُ» ، وفي (ب، ص) عزا رواية: «تَشْتَهِينَ أن تَنْظُرِي؟» لأبي ذر فقط، ورواية:«فقلتُ» للأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: قال أَحْمَدُ: فَلَمَّا غَفَلَ» .
(82)
بابُ الحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالعُنُقِ
2908 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثَابِتٍ:
⦗ص: 53⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً
(1)
، فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الخَبَرَ، وهو على فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وهو يَقُولُ:«لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» . ثُمَّ قالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا» . أَوْ قالَ: «إِنَّهُ لَبَحْرٌ» .
(1)
لفظة: «ليلة» ليست في رواية أبي ذر.
2909 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ أَبا أُمَامَةَ يَقُولُ: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قَوْمٌ، ما كَانَتْ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمِ الذَّهَبَ وَلا الفِضَّةَ، إِنَّما كَانَتْ حِلْيَتُهُمُ العَلَابِيَّ وَالآنُكَ وَالحَدِيدَ.
(84)
بابُ مَنْ عَلَّقَ سَيْفَهُ بِالشَّجَرِ فِي السَّفَرِ عِنْدَ القَائلَةِ
2910 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَ
(1)
: أَنَّهُ غَزا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ القَائلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ
(2)
وَعَلَّقَ بها سَيْفَهُ، وَنِمْنا نَوْمَةً، فَإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونَا، وَإِذا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقالَ:«إِنَّ هَذا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنا نَائمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وهو فِي يَدِهِ صَلْتًا» . فَقالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي
(3)
؟ فَقُلْتُ: «اللَّهُ» . ثَلَاثًا
⦗ص: 54⦘
وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَه» .
(2)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تحت شجرةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «مَن يمنعك مني» مكررة، وأشير بهامش (ب، ص) بالرقم (3) إلى تكريرها ثلاث مرات.
(85)
بابُ لُبْسِ البَيْضَةِ
2911 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سُئلَ عن جُرْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَقالَ: جُرِحَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ البَيْضَةُ على رَأسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَغْسِلُ الدَّمَ وَعَلِيٌّ يُمْسِكُ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الدَّمَ لا يَزِيدُ
(1)
إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ حَصِيرًا فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ
(2)
أَلْزَقَتْهُ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لا يَرْتَدُّ» .
(2)
لفظة: «ثم» ليست في رواية أبي ذر.
(86)
بابُ مَنْ لَمْ يَرَ كَسْرَ السِّلَاحِ عِنْدَ المَوْتِ
2912 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن سُفْيَانَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ قالَ: ما تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَأَرْضًا جَعَلَها صَدَقَةً.
(87)
بابُ تَفَرُّقِ النَّاسِ عن الإِمَامِ عِنْدَ القَائلَةِ، وَالاِسْتِظْلَالِ بِالشَّجَرِ
2913 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنَا
(1)
سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ: أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ.
حَدَّثَنَا
(2)
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ، عن سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ:
أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ غَزا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَدْرَكَتْهُمُ القَائلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ
⦗ص: 55⦘
العِضَاهِ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي العِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بها سَيْفَهُ، ثُمَّ نَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ
(3)
وهو لا يَشْعُرُ بِهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ هَذا اخْتَرَطَ سَيْفِي» ، فَقالَ: مَنْ
(4)
يَمْنَعُكَ؟ قُلْتُ: «اللَّهُ» . فَشَامَ السَّيْفَ، فَها هو ذا جَالِسٌ. ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَاسْتَيْقَظَ ورجلٌ عنده» ، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر فقط، وهو موافق لما في السلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر والمستملي: «فمن» .
(88)
بابُ ما قِيلَ فِي الرِّمَاحِ
وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ على مَنْ خَالَفَ أَمْرِي» .
2914 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ:
عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إذا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ، تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ، وهو غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا
(1)
، فَاسْتَوَى على فَرَسِهِ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ على الحِمَارِ فَقَتَلَهُ، فَأَكَلَ منه بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَى بَعْضٌ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عن ذَلِكَ، قالَ:«إِنَّما هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوها اللَّهُ» .
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أَبِي قَتَادَةَ، فِي الحِمَارِ الوَحْشِيِّ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ، قالَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «حمارَ وَحْشٍ» .
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(89)
بابُ ما قِيلَ فِي دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالقَمِيصِ فِي الحَرْبِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا خَالِدٌ فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
2915 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو فِي قُبَّةٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ» . فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقالَ: حَسْبُكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ على رَبِّكَ. وهو فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 45 - 46].
وَقالَ وُهَيْبٌ: حدَّثنا خَالِدٌ: يَوْمَ بَدْرٍ.
2916 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
وَقالَ يَعْلَى: حدَّثنا الأَعْمَشُ: دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ.
وَقالَ مُعَلَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، وَقالَ: رَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ.
2917 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ البَخِيلِ وَالمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِما جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطَرَّتْ أَيْدِيَهُما إلى تَرَاقِيهِمَا، فَكُلَّما هَمَّ المُتَصَدِّقُ بِصَدَقَتِهِ
(1)
اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّما هَمَّ البَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ انْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إلى صَاحِبَتِها وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ، وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إلى تَرَاقِيهِ» فَسَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَها فَلا تَتَّسِعُ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِصَدَقةٍ» ، ورسمت في هامش (ب، ص) بتاء مبسوطة نقلًا عن اليونينية.
(90)
بابُ الجُبَّةِ فِي السَّفَرِ وَالحَرْبِ
2918 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن أَبِي الضُّحَى مُسْلِمٍ -هو ابْنُ صُبَيْحٍ
(1)
- عن مَسْرُوقٍ، قالَ:
حَدَّثَنِي المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَقِيتُهُ بِمَاءٍ
(2)
، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ، فَكَانَا
(3)
ضَيِّقَيْنِ، فَأَخْرَجَهُما مِنْ تَحْتُ
(4)
، فَغَسَلَهُما وَمَسَحَ بِرَأسِهِ، وَعَلَى خُفَّيْهِ.
(1)
قوله: «مسلم هو ابن صبيح» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَتَلَقَّيْتُه بماء فَتَوَضَّأَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وكانا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(91)
بابُ الحَرِيرِ فِي الحَرَبِ
(1)
(1)
ضبطت في رواية أبي ذر بضبطين: «الحَرْبِ» بفتح الحاء المهملة وسكون الراء، و:«الجَرَبِ» بفتح الجيم والراء.
2919 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ: حدَّثنا خَالِدٌ
(1)
: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ، مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الحارِث» .
2920 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ.
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرَ شَكَوَا
(1)
إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -يَعْنِي: القَمْلَ-
⦗ص: 58⦘
فَأَرْخَصَ لَهُما فِي الحَرِيرِ، فَرَأَيْتُهُ
(2)
عَلَيْهِما فِي غَزَاةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «شَكَيا» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «فرأيتُ» .
2921 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ: أخبَرَني قَتَادَةُ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ فِي حَرِيرٍ.
2922 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ: رَخَّصَ، أَوْ رُخِّصَ
(1)
لِحِكَّةٍ بِهِمَا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُما» .
(92)
بابُ ما يُذْكَرُ فِي السِّكِّينِ
2923 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ
(1)
:
عَنْ أَبِيهِ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا، ثُمَّ دُعِيَ إلى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
حَدَّثَنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، وَزَادَ: فَأَلْقَى السِّكِّينَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الضَّمْرِيِّ» .
(93)
بابُ ما قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ
2924 -
حدثني إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنَا
(1)
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ: أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الأَسْوَدِ العَنْسِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، وهو نَازِلٌ فِي سَاحِلِ حِمْصَ، وهو فِي بِنَاءٍ لَهُ، وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ، قالَ عُمَيْرٌ:
فَحَدَّثَتْنا أُمُّ حَرَامٍ: أَنَّها سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ
⦗ص: 59⦘
قَدْ أَوْجَبُوا». قالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَنا فِيهِمْ؟ قالَ: «أَنْتِ فِيهِمْ» . ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ» . فَقُلْتُ: أَنا فِيهِمْ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «لَا» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثني» .
(94)
بابُ قِتَالِ اليَهُودِ
2925 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيُّ
(1)
: حدَّثنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ
(2)
أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، هَذا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ».
(1)
بهامش اليونينية: الفَرْوي بالفاء وراء ساكنة، قاله ابن الأثير. اهـ. (ن) والذي في (ب، ص):
…
قاله الأمير. اهـ. وكلاهما صحيح، انظر الإكمال: 7/ 84، واللباب: 2/ 426.
(2)
في (ب، ص): «يختبي» بالياء، وبهامش (ب): كذا في اليونينية «يختبي» من غير همز. اهـ.
2926 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عن عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ،
عن أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هَذا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» .
(95)
بابُ قِتَالِ التُّرْكِ
2927 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُولُ:
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَالَ الشَّعَرِ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «المُطَرَّقةُ» بتشديد الراء.
2928 -
حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ: حدَّثنا أَبِي، عن صَالِحٍ، عن الأَعْرَجِ قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ
(2)
، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «المُطَرَّقةُ» بتشديد الراء.
(96)
بابُ قِتَالِ الَّذِينَ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ
(1)
(1)
لفظة: «الشعر» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
2929 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ الزُّهْرِيُّ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ
(1)
».
قالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: «صِغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «المُطَرَّقةُ» بتشديد الراء.
(2)
في رواية أبي ذر: «المُطَرَّقةُ» بتشديد الراء.
(97)
بابُ مَنْ صَفَّ أَصْحَابَهُ عِنْدَ الهَزِيمَةِ، وَنَزَلَ عن دَابَّتِهِ واسْتَنْصَرَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «فاستنصر» .
2930 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ
(1)
: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ البَرَاءَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يا أَبا عُمَارَةَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قالَ: لا وَاللَّهِ، ما وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ
(2)
حُسَّرًا لَيْسَ
(3)
بِسِلَاحٍ، فَأَتَوْا قَوْمًا
⦗ص: 61⦘
رُمَاةً، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ، ما يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا ما يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو على بَغْلَتِهِ البَيْضَاءِ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ، فَنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قالَ:«أَنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الحَرَّانِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «وَخِفافُهمْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(98)
بابُ الدُّعَاءِ على المُشْرِكِينَ بِالهَزِيمَةِ وَالزَّلْزَلَةِ
2931 -
حدَّثنا
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى: حدَّثنا هِشَامٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن عَبِيدَةَ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم
(2)
الأَحْزَابِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، شَغَلُونا عن الصَّلَاةِ
(3)
الوُسْطَى حِينَ
(4)
غَابَتِ الشَّمْسُ».
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثني» . قارن بما في السلطانية.
(2)
ضبطت في (ب) بالفتح والضم معًا، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت في (ص، ق) بالضم فقط.
(3)
في رواية أبي ذر: «عن صلاةِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «حتى» . كتبت بالحمرة.
2932 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ ذَكْوَانَ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو فِي القُنُوتِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللَّهُمَّ
(1)
سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2933 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: دَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ على
⦗ص: 62⦘
المُشْرِكِينَ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ» .
2934 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فقالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَنُحِرَتْ جَزُورٌ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ، فَأَرْسَلُوا فَجَاؤُوا مِنْ سَلَاها وَطَرَحُوهُ
(1)
عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» . لأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ قَتْلَى. قالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَنَسِيتُ السَّابِعَ.
وَقالَ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ
(2)
، عن أَبِي إِسْحَاقَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.
وَقالَ شُعْبَةُ: أُمَيَّةُ أَوْ أُبَيٌّ.
وَالصَّحِيحُ: أُمَيَّةُ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وطرحوا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: قال يوسفُ بنُ أبي إسحاقَ» ، وكلاهما صواب، فهو: يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، كما بيَّن ابن حجر في الفتح.
2935 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ اليَهُودَ دَخَلُوا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَلَعَنْتُهُمْ
(1)
، فَقالَ:«ما لَكِ؟!» . قُلْتُ
(2)
: أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قَالُوا؟! قالَ: «فَلَمْ تَسْمَعِي ما قُلْتُ؟! وَعَلَيْكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وَلَعَنْتُهُمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قالت» .
(99)
بابٌ: هَلْ يُرْشِدُ المُسْلِمُ أَهْلَ الكِتَابِ أَوْ يُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ؟
2936 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عن عَمِّهِ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلى قَيْصَرَ وَقالَ: «فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ» .
(100)
بابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالهُدَى؛ لِيَتَأَلَّفَهُمْ
2937 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ، على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ
وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، قالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ
(1)
بِهِمْ».
(1)
في (ب، ص): «وآتِ» ، وبهامشهما: هكذا صورة الضبط في اليونينية.
(101)
بابُ دَعْوَةِ اليَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ
(1)
، وَعَلَى ما يُقَاتَلُونَ عَلَيْهِ،
وَما كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَالدَّعْوَةِ قَبْلَ القِتَالِ
(1)
في رواية أبي ذر: «اليهودِ والنَّصارى» .
2938 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إلى الرُّومِ، قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لا يَقْرَؤُونَ كِتَابًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
2939 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
⦗ص: 64⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إلى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إلى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى خَرَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ قالَ: فَدَعا عَلَيْهِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.
(102)
بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
إلى الإِسْلَامِ وَالنُّبُوَّةِ، وَأَنْ لا يَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا أَرْبابًا
مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ
(2)
اللّهُ} إلى آخِرِ الآيَةِ
(3)
[آل عمران: 79]
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الناسَ» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
(3)
في رواية أبي ذر: «{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ} الآيةَ» .
2940 -
2941 - حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إلى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إلى الإِسْلَامِ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دحْيَةَ الكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إلى قَيْصَرَ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ، مَشَى مِنْ حِمْصَ إلى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِما أَبْلَاهُ اللَّهُ، فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ حِينَ قَرَأَهُ: التَمِسُوا لِي هَاهُنا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ؛ لِأَسْأَلَهُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ
(1)
: أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تُجَّارًا
(2)
، فِي المُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ، فَانْطُلِقَ بِي وَبِأَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْنا إِيلِيَاءَ فَأُدْخِلْنا عَلَيْهِ، فَإِذا هو جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ، وَعَلَيْهِ التَّاجُ، وَإِذا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فقالَ لِتَرْجُمَانِهِ
(3)
: سَلْهُمْ
⦗ص: 65⦘
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إلى هَذا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ:
أَنا أَقْرَبُهُمْ إليه نَسَبًا. قالَ: ما قَرَابَةُ ما بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ فَقُلْتُ: هو ابْنُ عَمِّي
(4)
، وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي. فقالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ. وَأَمَرَ بِأَصْحَابِي فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قالَ لِتَرْجُمَانِهِ
(5)
: قُلْ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذا الرَّجُلَ عن الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ فَكَذِّبُوهُ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ لَوْلا الحَيَاءُ يَوْمَئذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الكَذِبَ، لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ، وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الكَذِبَ عَنِّي فَصَدَقْتُهُ. ثُمَّ قالَ لِتَرْجُمَانِهِ
(6)
: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هو فِينا ذُو نَسَبٍ. قالَ: فَهَلْ قالَ هَذا القَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
(7)
قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا. فَقالَ: كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ على الكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ
(8)
؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قالَ: فَيَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ. قالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ
(9)
سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ الآنَ منه فِي مُدَّةٍ، نَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ يُمْكِنِّي
(10)
كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فيها شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ لا أَخَافُ أَنْ تُؤْثَرَ عَنِّي غَيْرُهَا. قالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَكَيْفَ كَانَتْ حَرْبُهُ وَحَرْبُكُمْ؟ قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلًا
(11)
وَسِجَالًا، يُدَالُ عَلَيْنا المَرَّةَ وَنُدَالُ عَلَيْهِ الأُخْرَى. قالَ: فَمَاذا يَأمُرُكُمْ
(12)
؟ قالَ: يَأمُرُنا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ
(13)
بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأمُرُنا بِالصَّلَاةِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالعَفَافِ، وَالوَفَاءِ بِالعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ. فقالَ لِترْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عن نَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذا القَوْلَ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قالَ هَذا القَوْلَ قَبْلَهُ، قُلْتُ رَجُلٌ يَأتَمُّ بِقَوْلٍ قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ
⦗ص: 66⦘
قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الكَذِبَ على النَّاسِ وَيَكْذِبَ على اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ
(14)
؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ، قُلْتُ:
(15)
يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ. وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ
(16)
سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تَخْلِطُ
بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ لا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا يَغْدِرُونَ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ دُوَلًا
(17)
، وَيُدَالُ
(18)
عَلَيْكُمُ المَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الأُخْرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا
(19)
العَاقِبَةُ. وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذا يَأمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ
(20)
، وَالعَفَافِ، وَالوَفَاءِ بِالعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، قالَ: وَهَذِهِ صِفَةُ النَّبِيِّ
(21)
، قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ
(22)
أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَإِنْ يَكُ ما قُلْتَ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ
(23)
، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ
(24)
قَدَمَيْهِ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُرِئَ فَإِذا فِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ
(25)
الإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ، وَ:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]».
⦗ص: 67⦘
قالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ، فَلا أَدْرِي مَاذا قَالُوا، وَأُمِرَ بِنا فَأُخْرِجْنَا، فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَوْتُ بِهِمْ، قُلْتُ لَهُمْ: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، هَذا مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ يَخَافُهُ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ ما زِلْتُ ذَلِيلًا مُسْتَيْقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ، حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِيَ الإِسْلَامَ وَأَنا كَارِهٌ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ حَرْبِ» .
(2)
ضبطت في (ب، ص): «تِجَارًا» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لِتُرْجُمَانِهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «هو ابن عَمٍّ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لِتُرْجُمَانِهِ» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لِتُرْجُمَانِهِ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «منكم أحدٌ» .
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مَنْ مَلَكَ» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُمْكِنِّي» .
(11)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «دِوَلًا» .
(12)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
(13)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «ولا نُشْرِك» ، وبهامش (ق): إن حذفت الواو من «ولا نشرك» ضممت الكاف، وإن أثبتها عطفتها على ما قبلها فنصبتها.
(14)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (و، ب، ص) بوجهين: المثبت و «مَن مَلَكَ» .
(15)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(17)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «دِوَلًا» .
(18)
في رواية أبي ذر: «يدال» .
(19)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «له» .
(20)
هكذا في رواية الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية أبي ذر:«والصَّدَقةِ» .
(21)
في رواية أبي ذر والمستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نَبِيٍّ» كتبت بالحمرة.
(22)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمْ أعْلَمْ» .
(23)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِقاءَه» .
(24)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(25)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2942 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ
(1)
رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ على يَدَيْهِ». فَقَامُوا يَرْجُونَ لذلك أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى، فَقالَ:«أَيْنَ عَلِيٌّ؟» فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. فَأَمَرَ فَدُعِيَ لَهُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ، فَقالَ: نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقالَ: «عَلَى رِسْلِكَ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِما يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ
(2)
يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمرِ
(3)
النَّعَمِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بهامش (ب، ص): اللام من «لأنَّ» مكسورة في اليونينية. اهـ.
(3)
بهامش (ب، ص): كان في اليونينية الميم مضمومة ثمَّ صلحت بالسكون. اهـ.
2943 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ
أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا غَزا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَما يُصْبِحُ، فَنَزَلْنا خَيْبَرَ لَيْلًا.
2944 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا غَزا بِنَا
(1)
.
⦗ص: 68⦘
2945 -
حدَّثنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى خَيْبَرَ، فَجَاءَها لَيْلًا، وَكَانَ إذا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ
(3)
لا يُغِيرُ
(4)
عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية [ق]: «لم يُغِير» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
2946 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنَا
(1)
سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَمَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ على اللَّهِ» .
رَوَاهُ عُمَرُ وَابْنُ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(103)
بابُ مَنْ أَرَادَ غَزْوَةً فَوَرَّى بِغَيْرِهَا، وَمَنْ أَحَبَّ الخُرُوجَ يَوْمَ الخَمِيسِ
2947 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا
(1)
اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه وَكَانَ قَائدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ غَزْوَةً
(2)
إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولم يكن يريد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم غزوةً»
2948 -
2949 - وَحَدَّثَنِي
(1)
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَلَّ مَا
(2)
يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوها إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا، وَاسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ
(3)
، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ.
وَعَنْ يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: لَقَلَّما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ، إذا خَرَجَ فِي سَفَرٍ، إِلَّا يَوْمَ الخَمِيسِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية الحمُّويي أيضًا.
(2)
في (ب، ص): «قلَّما» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي: «أمْرَهُ» .
2950 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الخَمِيسِ.
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حدَّثنا» ، وصحَّح عليها.
(104)
بابُ الخُرُوجِ بَعْدَ الظُّهْرِ
2951 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِالمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ،
⦗ص: 70⦘
وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بهما جَمِيعًا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «ابنُ زيد» .
(105)
بابُ الخُرُوجِ آخِرَ الشَّهْرِ
وَقالَ كُرَيْبٌ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ المَدِينَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، وَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الحجَّةِ.
2952 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّها سَمِعَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: خَرَجْنَا
(1)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، وَلا نرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنا مِنْ مَكَّةَ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، إذا طَافَ بِالبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفا وَالمَرْوَةِ، أَنْ يَحِلَّ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَدُخِلَ عَلَيْنا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: ما هَذَا؟ فَقالَ
(2)
: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أَزْوَاجِهِ
(3)
. قالَ يَحْيَى: فَذَكَرْتُ هَذا الحَدِيثَ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقالَ: أَتَتْكَ وَاللَّهِ بِالحَدِيثِ على وَجْهِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي: «خَرَجَ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(106)
بابُ الخُرُوجِ فِي رَمَضَانَ
2953 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ فَصَامَ، حَتَّى بَلَغَ الكَدِيدَ أَفْطَرَ.
قالَ سُفْيَانُ: قالَ الزُّهْرِيُّ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ. وَسَاقَ الحَدِيث
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: هذا قول الزهري، وإنما يُقال بالآخِر مِن فِعْلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
(107)
بابُ التَّوْدِيعِ
2954 -
وَقالَ
(1)
ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني عَمْرٌو، عن بُكَيْرٍ
(2)
، عن سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ:
⦗ص: 71⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ، وَقالَ
(3)
لَنَا: «إِنْ لَقِيتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا-لِرَجُلَيْنِ
(4)
مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا-فَحَرِّقُوهُما بِالنَّارِ». قالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنا الخُرُوجَ، فَقالَ:«إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بها إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: وقال» ، وضبط روايته في (ب):«قال» وهو موافق لما في الإرشاد.
(2)
في (ن، ق): «أخبَرَني عمرو بن بكير» ، وضبَّبَ على لفظة:«بن» ، وبهامشهما: صوابه: عن بكير. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «للرجلين» .
(108)
بابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلإِمَامِ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ما لم يأمُرْ بِمَعْصِيَةٍ» .
2955 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «السَّمْعُ
وَالطَّاعَةُ حَقٌّ ما لَمْ يُؤْمَرْ بِالمَعْصِيَةِ
(2)
، فَإِذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بمعصيةٍ» .
(109)
بابٌ: يُقَاتَلُ مِنْ
(1)
وَرَاءِ الإِمَامِ وَيُتَّقَى بِهِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2956 -
2957 - حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(1)
: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ» .
(2)
وَبِهَذا الإِسْنَادِ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَإِنَّما الإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ
⦗ص: 72⦘
أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ
(3)
وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ قالَ بِغَيْرِهِ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ
(4)
».
(1)
لفظة: «يقول» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الخامس عشر، زاد في (ن): من أصل أصله.
(3)
لفظ الجلالة ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(110)
بابُ البَيْعَةِ فِي الحَرْبِ أَنْ لا يَفِرُّوا،
وَقالَ بَعْضُهُمْ: على المَوْتِ. لِقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ
(2)
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي، وقراءة حمزة وقفًا.
2958 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نَافِعٍ، قالَ: قالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَجَعْنا مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، فَما اجْتَمَعَ مِنَّا اثْنَانِ على الشَّجَرَةِ الَّتِي بَايَعْنا تَحْتَهَا، كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ. فَسَأَلْتُ
(1)
نَافِعًا: على أَيِّ شَيْءٍ بَايَعَهُمْ؟ على المَوْتِ؟ قالَ: لَا، بَايَعَهُمْ
(2)
على الصَّبْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فسألنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا بَلْ بَايَعَهُمْ» .
2959 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(1)
: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كَانَ زَمَن
(2)
الحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فقالَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ على المَوْتِ. فَقالَ: لا أُبَايِعُ على هَذا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «بن إسماعيل» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
أهمل ضبط النون في (ن، و)، وضبطها بالنصب في (ب، ص)، وبالرفع في (ق) ونسخة البقاعي.
2960 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
⦗ص: 73⦘
عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ عَدَلْتُ إلى ظِلِّ الشَّجَرَةِ
(1)
، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قالَ:«يا ابْنَ الأَكْوَعِ أَلا تُبَايِعُ؟» قالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «وَأَيْضًا» . فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ. فَقُلْتُ لَهُ: يا أَبا مُسْلِمٍ، على أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئذٍ؟ قالَ: على المَوْتِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «شجرةٍ» .
2961 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ الخَنْدَقِ تَقُولُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
…
على الجِهَادِ ما حَيِينا أَبَدَا
فَأَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
فَقالَ:
«اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ
…
فَأَكْرِمِ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرَهْ»
(1)
قوله: «النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
2962 -
2963 - حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عن عَاصِمٍ، عن أَبِي عُثْمَانَ:
عَنْ مُجَاشِعٍ رضي الله عنه قالَ: أَتَيْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنا وَأَخِي فَقُلْتُ: بَايِعْنا على الهِجْرَةِ، فَقالَ:«مَضَتِ الهِجْرَةُ لِأَهْلِهَا» . فَقُلْتُ: عَلَامَ
(1)
تُبَايِعُنَا؟ قالَ: «عَلَى الإِسْلَامِ وَالجِهَادِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قلت: على ما» .
(111)
بابُ عَزْمِ الإِمَامِ على النَّاسِ فِيما يُطِيقُونَ
2964 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائلٍ، قالَ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: لقد أَتَانِي اليَوْمَ رَجُلٌ، فَسَأَلَنِي عن أَمْرٍ ما دَرَيْتُ ما أَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا
(1)
نَشِيطًا، يَخْرُجُ مَعَ أُمَرَائنا فِي المَغَازِي، فَيَعْزِمُ عَلَيْنا فِي أَشْيَاءَ لا نُحْصِيهَا؟
⦗ص: 74⦘
فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لَكَ، إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَسَى أَنْ لا يَعْزِمَ عَلَيْنا فِي أَمْرٍ إِلَّا مَرَّةً حَتَّى نَفْعَلَهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَالَ بِخَيْرٍ ما اتَّقَى اللَّهَ، وَإِذا شَكَّ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ سَأَلَ رَجُلًا فَشَفَاهُ منه، وَأَوْشَكَ أَنْ لا تَجِدُوهُ، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، ما أَذْكُرُ ما غَبَرَ مِنَ الدُّنْيا إِلَّا كَالثَّغْبِ، شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ.
(1)
بهامش اليونينية: في حاشية على رواية أبي ذر: «يعني ذا أداةٍ وسلاحٍ» (مؤْدِيًا) ساكن الهمزة خفيف الياء، أي: قويًّا، أَوْدى الرجل: قَوِيَ، ويُقال: مُؤْدِيًا كامل الأداة، وهي السلاح، ومنه: وعليه أداة الحرب. وأداة كل شيء آلته وما يحتاج إليه، والآد والأيْد القوة، وقال النَّضرُ: المؤدِي القادر على السفر، وقيل: المتهيئ المُعِدُّ لذلك أداته. قاله عياض. اهـ.
(112)
بابٌ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا لَمْ يُقَاتِلْ
أَوَّلَ النَّهَارِ أَخَّرَ القِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ
2965 -
2966 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ
(1)
، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ، قالَ:
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما فَقَرَأْتُهُ: أَنَّ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا،
(3)
انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ. ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ قالَ: «أَيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ» . ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنا عَلَيْهِمْ» .
(1)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «هو الفزاري» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إنَّ» .
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(113)
بابُ اسْتئذَانِ الرَّجُلِ الإِمَامَ؛ لِقَوْلِهِ
(1)
: {إِنَّمَا المُؤمِنُونَ
(2)
الَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ
(3)
لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأذِنُونَكَ} إلى آخِرِ الآيَةِ [النور: 62]
(1)
في نسخة زيادة: «عز وجل» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الترجمة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة.
2967 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عن المُغِيرَةِ، عن الشَّعْبِيِّ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَتَلَاحَقَ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 75⦘
وَأَنا على نَاضِحٍ لَنا قَدْ أَعْيَا، فَلا يَكَادُ يَسِيرُ، فقالَ لِي:«ما لِبَعِيرِكَ؟» قالَ: قُلْتُ: عَيِيَ
(1)
، قالَ: فَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
فَزَجَرَهُ وَدَعا لَهُ، فَما زَالَ بَيْنَ يَدَيِ الإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، فقالَ لِي:«كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟» . قالَ: قُلْتُ: بِخَيْرٍ؛ قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ. قالَ: «أَفَتَبِيعُنِيهِ
(3)
؟». قالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لَنا نَاضِحٌ غَيْرَهُ
(4)
. قالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَبِعْنِيهِ
(5)
». فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ على أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ المَدِينَةَ، قالَ:
فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي عَرُوسٌ. فَاسْتَأذَنْتُهُ فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إلى المَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عن البَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِما صَنَعْتُ فِيهِ
(6)
، فَلَامَنِي، قالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِي حِينَ اسْتَأذَنْتُهُ: «هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟» فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا. فَقالَ: «هَلَّا
(7)
تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُها وَتُلَاعِبُكَ؟!» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تُوُفِّيَ وَالِدِي -أَوِ اسْتُشْهِدَ- وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ فَلا تُؤَدِّبُهُنَّ وَلا تَقُومُ
(8)
عَلَيْهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا لِتَقُومَ عَلَيْهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ. قالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ، غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالبَعِيرِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ وَرَدَّهُ عَلَيَّ.
قالَ المُغِيرَةُ: هَذا فِي قَضَائنا حَسَنٌ لا نَرَى بِهِ بَأسًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«أعيا» ، ورسمت في (ب، ص): «أعيى» فوقها «يا» ممدودة في بطن المقصورة.
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(3)
في رواية ابن عساكر: «أفَتَبِيعُه» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «غَيْرُهُ» ، وصحَّح عليها.
(5)
قوله: «فبعنيه» صحَّح عليه في اليونينيَّة، ورمز عليه بعلامة السقوط بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر: «بِه» .
(7)
في رواية أبي ذر: «قال: فهَلَّا» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بالرفع وهو المثبت، و النصب:«فَلا تُؤَدِّبَهُنَّ وَلا تَقُومَ» ، وصحَّح عليها، وهو رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(114)
بابُ مَنْ غَزا وهو حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرُسِهِ
(1)
فِيهِ جَابِرٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِعُرُسٍ» ، وضبطت الراء في (ب، ص) بالسكون متنًا وروايةً.
(115)
بابُ مَنِ اخْتَارَ الغَزْوَ بَعْدَ البِنَاءِ
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(116)
بابُ مُبَادَرَةِ الإِمَامِ عِنْدَ الفَزَعِ
2968 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ: حدَّثني قَتَادَةُ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ بِالمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقالَ:«ما رَأَيْنا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(117)
بابُ السُّرْعَةِ وَالرَّكْضِ فِي الفَزَعِ
2969 -
حدَّثنا الفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ: حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: فَزِعَ النَّاسُ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا، ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُ وَحْدَهُ، فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ، فَقالَ:«لَمْ تُرَاعُوا، إِنَّهُ لَبَحْرٌ» . فَمَا
(1)
سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال: فما» .
(119)
بابُ
(1)
الجَعَائِلِ وَالحُمْلَانِ فِي السَّبِيلِ
وَقالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: الغَزْو
(2)
، قالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُعِينَكَ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِي، قُلْتُ: أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيَّ. قالَ: إِنَّ غِنَاكَ لَكَ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَالِي فِي هَذا الوَجْهِ.
وَقالَ عُمَرُ: إِنَّ نَاسًا يَأخُذُونَ مِنْ هَذا المَالِ لِيُجَاهِدُوا، ثُمَّ لا يُجَاهِدُونَ
(3)
، فَمَنْ فَعَلَه
(4)
فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمَالِهِ، حَتَّى نَأخُذَ منه ما أَخَذَ.
وَقالَ طَاوُوسٌ وَمُجَاهِدٌ: إذا دُفِعَ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَخْرُجُ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَاصْنَعْ بِهِ ما شِئتَ، وَضَعْهُ عِنْدَ أَهْلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر قبل هذا الباب زيادة: «(118) بابُ الخُرُوجِ فِي الفَزَعِ وَحْدَهُ» بدون حديثٍ.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَغْزُو؟» ، وضبطت هذه الرواية في (ب، ص) بالتاء: «أتَغْزُو؟» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فَعَلَ» .
2970 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، فقالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
قالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: حَمَلْتُ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَرَأَيْتُهُ يُبَاعُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: آشْتَرِيهِ؟ فَقالَ: «لا تَشْتَرِهِ، وَلا تَعُدْ
فِي صَدَقَتِكَ».
2971 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ
(2)
حَمَلَ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَهُ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«لا تَبْتَعْهُ، وَلا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ» .
2972 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، قالَ: حدَّثني أَبُو صَالِحٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي ما تَخَلَّفْتُ عن سَرِيَّةٍ، وَلَكِنْ لا أَجِدُ حَمُولَةً، وَلا أَجِدُ ما أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَيَشُقُّ عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ» .
(121)
بابُ
(1)
ما قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
الباب ومحتواه مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد الباب الذي بعده.
2974 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
اللَّيْثُ، قالَ: أخبَرَني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ القُرَظِيُّ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه، وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَرَادَ الحَجَّ فَرَجَّلَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
2975 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه تَخَلَّفَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ،
⦗ص: 78⦘
فَقالَ: أَنا أَتَخَلَّفُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَها فِي صَبَاحِهَا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ -أَوْ قالَ
(2)
: لَيَأخُذَنَّ- غَدًا رَجُلٌ
(3)
يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ -أَوْ قالَ: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ- يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ». فَإِذا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَما نَرْجُوهُ، فقالُوا: هَذا عَلِيٌّ. فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «ابنُ سَعِيدٍ» .
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «رجلًا» .
2976 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ رضي الله عنهما: هَاهُنا أَمَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ؟
(120)
بابُ
(1)
الأَجِيرِ
وَقالَ
(2)
الحَسَنُ وابنُ سِيرِينَ: يُقْسَمُ لِلْأَجِيرِ مِنَ المَغْنَمِ.
وأخَذَ عَطِيَّةُ بنُ قَيْسٍ فَرسًا على النِّصْفِ، فَبَلَغَ سَهْمُ الفَرَسِ أرْبَعَ مِئَةِ دِينارٍ، فأخَذَ مِئَتَيْنِ، وأعْطَى صاحِبَهُ مِئَتَيْنِ.
(1)
هذا الباب ومحتواه مقدم على: «باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم» ومحتواه في رواية أبي ذر.
(2)
الواو ثابتة في رواية أبي ذر، وكتب قوله:«وقال» بالحمرة في متن اليونينية.
2973 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا
(2)
سُفْيانُ: حدَّثنا ابنُ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ، عن
صَفْوانَ بنِ يَعْلَى:
عنْ أبيهِ رضي الله عنه قالَ: غَزَوْتُ مَعَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكٍَ، فَحَمَلْتُ على بَكْرٍ، فهو أوْثَقُ أعْمالِي
(3)
⦗ص: 79⦘
في نَفْسِي، فَاسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا، فَقَاتَلَ رَجُلًا، فَعَضَّ أحَدُهُما الآخَرَ، فانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ فِيهِ ونَزَعَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأهْدَرَها، فَقالَ
(4)
: «أيَدْفَعُ يَدَهُ إلَيْكَ فَتَقْضَمُها كَما يَقْضَمُ الفَحْلُ؟!»
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «(122) بابُ اسْتِعارةِ الفَرَسِ في الغَزْوِ» قبل هذا الحديث.
قال في الفتح: وهو خطأ؛ لأنه يستلزم أن يخلو باب الأجير من حديث مرفوع، ولا مناسبة بينه وبين حديث يعلى بن أمية، وكأنَّه وجد هذه الترجمة في الطُّرة خالية عن حديثٍ فظنَّ أنَّ هذا موضعها.
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي: «أحْمالِي» بالحاء المهملة، وفي رواية أبي ذر عن المستملي:«أجْمالي» بالجيم، وذكر في (و، ب، ص) أن رواية الحَمُّويِي: «أوفق أحمالي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(122)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ
(1)
:
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ
(2)
} [آل عمران: 151]
قالَ
(3)
جَابِرٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقولِ اللهِ عز وجل» .
(2)
قوله: «{بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ}» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «قاله» .
2977 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَبَيْنا أَنا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ
(1)
خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أُوتِيتُ مَفاتِيحَ» .
2978 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ، ثُمَّ دَعا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الكِتَابِ كَثُرَ
(1)
عِنْدَهُ الصَّخَبُ، فَارْتَفَعَتِ
(2)
الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ؛ أَنَّهُ
(3)
يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «كَثُرَتْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وارتفعت» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّهُ» .
(123)
بابُ حَمْلِ الزَّادِ فِي الغَزْوِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
:
{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
2979 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، وَحَدَّثَتْنِي أَيْضًا فَاطِمَةُ:
عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إلى المَدِينَةِ، قالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، وَلا لِسِقَائِهِ ما نَرْبِطُهُما بِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ ما أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي. قالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ
(1)
: بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفْرَةَ. فَفَعَلْتُ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ
(2)
ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
(1)
في رواية الأصيلي: «فارْبِطِي» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
2980 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، قالَ: أخبَرَنِي
(1)
عَطَاءٌ:
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأَضَاحِيِّ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «
…
سفيان: قال عَمْرو: أخبَرَني».
2981 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قالَ: أخبَرَني بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ:
أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ رضي الله عنه
أخبَرَهُ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إذا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ -وَهْيَ مِنْ خَيْبَرَ، وَهْيَ أَدْنَى خَيْبَرَ- فَصَلَّوُا العَصْرَ، فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأَطْعِمَةِ، فَلَمْ
(1)
يُؤْتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَلُكْنا فَأَكَلْنا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنا وَصَلَّيْنَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «ولم» .
2982 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
⦗ص: 81⦘
عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه قالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ النَّاسِ وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقالَ: ما بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟! فَدَخَلَ عُمَرُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟! قالَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَادِ فِي النَّاسِ يَأْتُونَ بِفَضْلِ
(2)
أَزْوَادِهِمْ». فَدَعا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ
(3)
، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي: «عليهم» .
(124)
بابُ حَمْلِ الزَّادِ على الرِّقَابِ
2983 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشَامٍ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه
(1)
قالَ: خَرَجْنا وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِائةٍ نَحْمِلُ زَادَنا على رِقَابِنَا، فَفَنِيَ زَادُنَا، حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا يَأْكُلُ فِي
(2)
كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَةً -قالَ رَجُلٌ: يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَيْنَ كَانَتِ التَّمْرَةُ تَقَعُ مِنَ الرَّجُلِ؟! قالَ: لقد وَجَدْنا فَقْدَها حِينَ فَقَدْنَاهَا- حَتَّى أَتَيْنا البَحْرَ، فَإِذا حُوتٌ قَدْ
(3)
قَذَفَهُ البَحْرُ، فَأَكَلْنا منها ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا ما أَحْبَبْنَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «جابِر بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما» .
(2)
لفظة: «في» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(3)
لفظة: «قد» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(125)
بابُ إِرْدَافِ المَرْأَةِ خَلْفَ أَخِيهَا
2984 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، يَرْجِعُ أَصْحَابُكَ بِأَجْرِ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَلَمْ أَزِدْ على الحَجِّ؟ فقالَ لَهَا:«اذْهَبِي، وَلْيرْدِفْكِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» . فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَنْ يُعْمِرَها مِنَ التَّنْعِيمِ، فَانْتَظَرَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى مَكَّةَ حَتَّى جَاءَتْ.
2985 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
(2)
، عن عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما قالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ، وَأُعْمِرَها مِنَ التَّنْعِيمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عبد الله بنُ محمَّد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن عمرٍو وهو ابنُ دينار» .
(126)
بابُ الاِرْتِدَافِ فِي الغَزْوِ وَالحَجِّ
2986 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّهُمْ لَيَصْرُخُونَ بهما جَمِيعًا: الحَجِّ وَالعُمْرَةِ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(127)
بابُ الرِّدْفِ على الحِمَارِ
2987 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا
أَبُو صَفْوَانَ، عن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ على حِمَارٍ، على إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ.
2988 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: قالَ يُونُسُ: أخبَرَني نَافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَوْمَ الفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ على رَاحِلَتِهِ، مُرْدِفًا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الحَجَبَةِ، حَتَّى أَنَاخَ فِي المَسْجِدِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأتِيَ بِمِفْتَاحِ البَيْتِ فَفَتَحَ
(1)
، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ، فَمَكُثَ فيها نَهَارًا طَوِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، وَكَانَ
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ البابِ قَائمًا، فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَشَارَ لَهُ إلى المَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ.
⦗ص: 83⦘
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ؟
(3)
(1)
في رواية أبي ذر: «فَفُتِحَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فكان» .
(3)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثامن بقراءة الشيخ فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي رحمه الله بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الأربعاء الحادي عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتب أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عُرِف بالنُّويريِّ عفا الله عنه.
(128)
بابُ مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ
2989 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ
(2)
يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ
(3)
صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ على دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْها مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ
(4)
يَخْطُوها إلى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عن الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «خُطْوةٍ» بضم الخاء.
(129)
بابُ السَّفَرِ
(1)
بِالمَصَاحِفِ إلى أَرْضِ العَدُوِّ
وَكَذَلِكَ يُرْوَى عن مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَتَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ.
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي: «بابُ كَراهِيَةِ السَّفرِ» .
2990 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عن نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالقُرْآنِ إلى أَرْضِ العَدُوِّ.
(130)
بابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الحَرْبِ
2991 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: صَبَّحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَقَدْ خَرَجُوا بِالمَسَاحِي على أَعْنَاقِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذا مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ
(1)
. فَلَجَؤوا إلى الحِصْنِ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ» . وَأَصَبْنا حُمُرًا فَطَبَخْنَاهَا، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ
(2)
عن لُحُومِ الحُمُرِ، فَأُكْفِئتِ القُدُورُ بِما فِيهَا.
تَابَعَهُ عَلِيٌّ، عن سُفْيَانَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْهاكُم» .
(131)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي التَّكْبِيرِ
2992 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَاصِمٍ، عن أَبِي عُثْمَانَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنَّا إذا أَشْرَفْنا على وَادٍ، هَلَّلْنا وَكَبَّرْنا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا أَيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا على أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ
(1)
».
(1)
قوله: «تبارك اسمه وتعالى جده» ليس في رواية أبي ذر.
(132)
بابُ التَّسْبِيحِ إذا هَبَطَ وَادِيًا
2993 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ:
عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا إذا صَعِدْنا كَبَّرْنَا، وَإِذا نَزَلْنا سَبَّحْنَا.
(133)
بابُ التَّكْبِيرِ إذا عَلا شَرَفًا
2994 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن سَالِمٍ:
عن جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا إذا صَعِدْنا كَبَّرْنَا، وَإِذا تَصَوَّبْنا سَبَّحْنَا.
2995 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قَفَلَ مِنَ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ -وَلا أَعْلَمُهُ إِلَّا قالَ: الغَزْوَ
(1)
- يَقُولُ كُلَّما أَوْفَى على ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ:«لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» . قالَ صَالِحٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ يَقُلْ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ؟ قالَ: لَا.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالنصب والجر معًا.
(134)
بابٌ: يُكْتَبُ لِلْمُسَافِرِ مِثْلُ
(1)
ما كَانَ يَعْمَلُ فِي الإِقَامَةِ
(1)
لفظة: «مثل» ليست في رواية أبي ذر.
2996 -
حدَّثنا مَطَرُ بْنُ الفَضْلِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: حَدَّثَنَا
(1)
العَوَّامُ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا بُرْدَةَ -وَاصْطَحَبَ هو وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فقالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ-:
سَمِعْتُ أَبا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ ما كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» .
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(135)
بابُ السَّيْرِ وَحْدَهُ
2997 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَدَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ
(1)
، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ
⦗ص: 86⦘
نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ
الزُّبَيْرُ». قالَ سُفْيَانُ: الحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «ثَلاثًا» .
2998 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما فِي الوَحْدَةِ ما أَعْلَمُ، ما سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «بنِ زيدِ بنِ عبدِ الله بْنِ عُمر رضي الله عنهم» .
(136)
بابُ السُّرْعَةِ فِي السَّيْرِ
قالَ
(1)
أَبُو حُمَيْدٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إلى المَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيُعَجِّلْ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَلْيَتَعَجَّلْ» .
2999 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، قالَ:
سُئِلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما-كَانَ يَحْيَى يَقُولُ: وَأَنا أَسْمَعُ. فَسَقَطَ عَنِّي-عن مَسِيرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ قالَ
(2)
: فَكَانَ يَسِيرُ العَنَقَ، فَإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. وَالنَّصُّ فَوْقَ العَنَقِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«حدَّثنا» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
3000 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ -هو ابْنُ أَسْلَمَ- عن أَبِيهِ، قالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عن صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى إذا كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعَتَمَةَ يَجْمَعُ
(1)
بَيْنَهُمَا،
⦗ص: 87⦘
وَقالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إذا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ المَغْرِبَ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «جَمَعَ» .
3001 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عن أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ
(1)
فَلْيُعَجِّلْ إلى أَهْلِهِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(137)
بابٌ: إذا حَمَلَ على فَرَسٍ فَرَآها تُبَاعُ
3002 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ حَمَلَ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ يُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَهُ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
3003 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: حَمَلْتُ على فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَابْتَاعَهُ
(1)
-أَوْ: فَأَضَاعَهُ- الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «لا تَشْتَرِهِ وَإِنْ
(2)
بِدِرْهَمٍ؛ فَإِنَّ العَائِدَ فِي هِبَتِهِ كَالكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ».
(1)
قوله: «فابْتَاعَهُ» مضَبَّبٌ عليه في رواية كريمة وأبي ذر، واقتصر في (ن) على رواية كريمة فقط.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(138)
بابُ
الجِهَادِ بِإِذْنِ الأَبَوَيْنِ
3004 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا العَبَّاسِ الشَّاعِرَ -وَكَانَ لا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ- قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَهُ فِي الجِهَادِ،
⦗ص: 88⦘
فَقالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَفِيهِما فَجَاهِدْ» .
(139)
بابُ ما قِيلَ فِي الجَرَسِ وَنَحْوِهِ فِي أَعْنَاقِ الإِبِلِ
3005 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:
أَنَّ أَبا بَشِيرٍ
(1)
الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ -قالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: وَالنَّاسُ فِي مَبِيتِهِمْ- فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا: «أَنْ لا يَبْقَيَنَّ
(2)
فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ -أَوْ قِلَادَةٌ- إِلَّا قُطِعَتْ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش: ليس لأبي بشير في هذا الكتاب مسند غير هذا الحديث، واسمه قيس الأكبر، قاله الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «لا تَبْقَيَنَّ» .
(140)
بابُ مَنِ اكْتُتِبَ فِي جَيْشٍ فَخَرَجَتِ امْرَأَتُهُ حَاجَّةً، وَكَانَ
(1)
لَهُ عُذْرٌ، هَلْ يُؤْذَنُ لَهُ؟
(1)
في رواية أبي ذر: «أو كانَ» .
3006 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي مَعْبَدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَها مَحْرَمٌ» . فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً. قالَ: «اذْهَبْ، فَحُجَّ
(1)
مَعَ امْرَأَتِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فَاحْجُجْ» .
(141)
بابُ الجَاسُوسِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة: 1]
التَّجَسُّسُ
(2)
: التَّبَحُّثُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر: «والتَّجَسُّس» ، وقوله:«والتَّجَسُّسُ: التبحُّث» مقدَّم على الآية في روايته.
3007 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُهُ
(1)
منه مَرَّتَيْنِ، قالَ: أخبَرَني حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنا وَالزُّبَيْرَ
(2)
وَالمِقْدَادَ
(3)
بْنَ الأَسْوَدِ
(4)
، قالَ
(5)
: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ
(6)
، فَإِنَّ بها ظَعِينَةً، وَمَعَها كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا». فَانْطَلَقْنا تَعَادَى بِنا خَيْلُنَا، حَتَّى انْتَهَيْنا إلى الرَّوْضَةِ، فَإِذا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الكِتَابَ. فقالتْ: ما مَعِي مِنْ كِتَابٍ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ
(7)
الثِّيَابَ. فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنا بِهِ
(8)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إلى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يا حَاطِبُ! ما هَذَا؟!» قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ لا تَعْجَلْ عَلَيَّ؛ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ، يَحْمُونَ بها أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي
ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بها
(9)
قَرَابَتِي، وَما فَعَلْتُ
(10)
كُفْرًا وَلا ارْتِدَادًا، وَلا رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ
(11)
صَدَقَكُمْ». قالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذا المُنَافِقِ. قالَ:«إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ؟!» قالَ سُفْيَانُ: وَأَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا!
(1)
في رواية أبي ذر: «سمعتُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
قوله: «بن الأسود» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أو لَتُلْقِنَّ» .
(8)
في رواية أبي ذر والمستملي: «بها» .
(9)
زاد بهامش (ب، ص) مضروبًا عليها: «عن» نقلًا عن اليونينية.
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(11)
في رواية أبي ذر: «قد» .
(142)
بابُ الكِسْوَةِ لِلأُسَارَى
3008 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو:
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ، أُتِيَ بِأُسَارَى، وَأُتِيَ بِالعَبَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا، فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ
(1)
عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ، فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ الَّذِي أَلْبَسَهُ. قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدٌ، فَأَحَبَّ أَنْ يُكَافِئهُ.
(1)
في رواية الأصيلي: «يُقْدَرُ» بضم الياء وفتح الدال.
(143)
بابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ على يَدَيْهِ رَجُلٌ
3009 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ القَارِيُّ، عن أَبِي حَازِمٍ، قالَ:
أخبَرَنِي سَهْلٌ -يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ
(1)
رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ على يَدَيْهِ
(2)
، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». فَبَاتَ النَّاسُ
(3)
لَيْلَتَهُمْ: أَيُّهُمْ يُعْطَى
(4)
، فَغَدَوْا
(5)
كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقالَ
(6)
: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟» فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ
(7)
. فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعا لَهُ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاه، فَقالَ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقالَ: «انْفُذْ على رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِما يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ؛ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» .
(1)
قوله: «يعني ابن سعد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَدِه» بالإفراد.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية الأصيلي: «أَيَّهُمْ يُعْطِي» بالبناء للفاعل ونصب أي.
(5)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويِي والمستملي: «غَدَوْا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «كلهم يَرجُونَهُ، قال» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(144)
بابُ الأُسَارَى فِي السَّلَاسِلِ
3010 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ» .
(145)
بابُ فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابَيْنِ
3011 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا صَالِحُ بْنُ حَيٍّ أَبُو حَسَنٍ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: حدَّثني أَبُو بُرْدَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الأَمَةُ، فَيُعَلِّمُها فَيُحْسِنُ
(1)
تَعْلِيمَهَا، وَيُؤَدِّبُها فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا، ثُمَّ يُعْتِقُها فَيَتَزَوَّجُها فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الكِتَابِ، الَّذِي كَانَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالعَبْدُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ».
ثُمَّ قالَ الشَّعْبِيُّ: وَأَعْطَيْتُكَهَا
(2)
بِغَيْرِ شَيْءٍ، وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِي أَهْوَنَ منها إلى المَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ويُحْسِنُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أُعْطِيكَها» .
(146)
بابُ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ الوِلْدَانُ وَالذَّرَارِيُّ
{بَيَاتًا} [الأعراف: 4] لَيْلًا. {لَنُبَيِّتَنَّهُ}
(1)
[النمل: 49] لَيْلًا، يُبَيَّتُ
(2)
لَيْلًا.
(3)
(1)
بياء الغيبة على قراءة مجاهد وحميد الأعرج ويحيى بن وثاب وطلحة بن سليمان والأعمش وأبي رجاء، وضبطت في (و) بالنون على قراءة الجمهور غير حمزة والكسائي وخلف، وبالوجهين ضبطت في (ق). انظر معجم القراءات 6/ 531.
(2)
ضبطت في (ب، ص) بكسر الياء المشددة.
(3)
قوله: «{لَنُبَيِّتَنَّهُ} لَيْلًا، يُبَيِّتُ: لَيْلًا» ليس في رواية أبي ذر.
3012 -
3013 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:
⦗ص: 92⦘
عَنِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ رضي الله عنهم قالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْوَاءِ -أَوْ بِوَدَّانَ- وَسُئلَ
(1)
عن أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، قالَ:«هُمْ مِنْهُمْ» . وَسَمِعْتُهُ
(2)
يَقُولُ: «لا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: حدَّثنا الصَّعْبُ فِي الذَّرَارِيِّ -كَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُنَا، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَسَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن الصَّعْبِ- قالَ:«هُمْ مِنْهُمْ» . وَلَمْ يَقُلْ كَما قالَ عَمْرٌو: «هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فَسُئِلَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَسَمِعْتُه» .
(147)
بابُ قَتْلِ الصِّبْيَانِ فِي الحَرْبِ
3014 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أخبَرَنا اللَّيْثُ
(1)
، عن نَافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا لَيْث» ، وضبط الثَّاء في (ب، ص) بضمة واحدة نقلًا عن اليونينية.
(148)
بابُ قَتْلِ النِّسَاءِ فِي الحَرْبِ
3015 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
(149)
بابٌ: لا يُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ
3016 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن بُكَيْرٍ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ:
⦗ص: 93⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ فَقالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُما
(1)
بِالنَّارِ». ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنا الخُرُوجَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا، وَإِنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بها إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُما فَاقْتُلُوهُمَا» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3017 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ:
أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه حَرَّقَ قَوْمًا، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقالَ: لَوْ كُنْتُ أَنا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ» .
وَلَقَتَلْتُهُمْ؛ كَما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» .
(150)
بابٌ: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء}
[محمد: 4]
فِيهِ حَدِيثُ ثُمَامَةَ.
وَقَوْلُهُ عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ
(1)
لَهُ أَسْرَى
(2)
} الآيَةَ [الأنفال: 67]
(1)
ضبطت في (ق، ب، ص) بتاء التأنيث على قراءة أبي عمرو ويعقوب وأبي جعفر، وأهمل ضبطها في (ن).
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «
…
{حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} يعني يَغْلِبَ في الأرضِ {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} » كتبت بالحمرة.
(151)
بابٌ
(1)
: هَلْ لِلأَسِيرِ أَنْ يَقْتُلَ وَيَخْدَعَ
(2)
الَّذِينَ أَسَرُوهُ حَتَّى يَنْجُوَ مِنَ الكَفَرَةِ؟
فِيهِ المِسْوَرُ
(3)
، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا بالتنوين في (ن، ق)، وأهمل ضبطه في (و)، وبالإضافة في (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «أو يخدع» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم: «حديث أبي بَصير» . اهـ. تنبيهًا إلى مراد البخاري من حديث المِسور.
(152)
بابٌ: إذا حَرَّقَ المُشْرِكُ المُسْلِمَ هَلْ يُحَرَّقُ؟
3018 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ
(1)
: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
⦗ص: 94⦘
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ، ثَمَانِيَةً، قَدِمُوا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ أبْغِنَا
(2)
رِسْلًا. قالَ
(3)
: «ما أَجِدُ لَكُمْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِالذَّوْدِ» . فَانْطَلَقُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِها وَأَلْبَانِهَا، حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، وَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ، فَما تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَعَ
(4)
أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ
(5)
بِهَا، وَطَرَحَهُمْ بِالحَرَّةِ، يَسْتَسْقُونَ فَما يُسْقَوْنَ، حَتَّى مَاتُوا.
قالَ أَبُو قِلَابَةَ: قَتَلُوا وَسَرَقُوا وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا.
(1)
قوله: «بن أسد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
ضبطت في اليونينية بالوجهين معًا، بهمزتي الوصل والقطع.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وقد ضبطت في (ص) بتشديد الطاء، وهو موافق لما في السلطانية.
(5)
في رواية [ق]: «فَكُحِلُوا» .
(153)
بابٌ
3019 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ
(1)
، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ؟!».
(1)
في رواية أبي ذر: «فَأُحْرِقَ» .
(154)
بابُ حَرْقِ
(1)
الدُّورِ وَالنَّخِيلِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3020 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قالَ:
⦗ص: 95⦘
قالَ لِي جَرِيرٌ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟» وَكَانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ يُسَمَّى كَعْبَةَ اليَمَانِيَةَ
(1)
، قالَ: فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ. قالَ: وَكُنْتُ لا أَثْبُتُ على الخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، وَقالَ:«اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» . فَانْطَلَقَ إِلَيْها فَكَسَرَها وَحَرَّقَهَا، ثُمَّ بَعَثَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُهُ، فقالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، ما جِئتُكَ حَتَّى تَرَكْتُها كَأَنَّها جَمَلٌ أَجْوَفُ، أَوْ: أَجْرَبُ. قالَ: فَبَارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِها خَمْسَ مَرَّاتٍ.
(1)
هكذا ضبطت في (ب، ص)، وضبطت في (ق) بالجر، وهو موافق لما في الإرشاد، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
3021 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: حَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ.
(155)
بابُ قَتْلِ النَّائمِ المُشْرِكِ
3022 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنَ الأَنْصَارِ إلى أَبِي رَافِعٍ لِيَقْتُلُوهُ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَدَخَلَ حِصْنَهُمْ، قالَ: فَدَخَلْتُ فِي مَرْبِطِ
(1)
دَوَابٍَّ لَهُمْ، قالَ: وَأَغْلَقُوا بابَ الحِصْنِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ فَقَدُوا حِمَارًا لَهُمْ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ، فَخَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ، أُرِيهِمْ أَنَّنِي
(2)
أَطْلُبُهُ مَعَهُمْ، فَوَجَدُوا الحِمَارَ فَدَخَلُوا وَدَخَلْتُ، وَأَغْلَقُوا بابَ الحِصْنِ لَيْلًا، فَوَضَعُوا المَفَاتِيحَ فِي كَوَّةٍ
(3)
حَيْثُ أَرَاهَا، فَلَمَّا نَامُوا أَخَذْتُ المَفَاتِيحَ، فَفَتَحْتُ بابَ الحِصْنِ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يا أَبا رَافِعٍ. فَأَجَابَنِي، فَتَعَمَّدْتُ الصَّوْتَ فَضَرَبْتُهُ فَصَاحَ، فَخَرَجْتُ ثُمَّ جِئتُ
(4)
، ثُمَّ رَجَعْتُ كَأَنِّي مُغِيثٌ، فَقُلْتُ: يا أَبا رَافِعٍ. وَغَيَّرْتُ صَوْتِي، فَقالَ: ما لَكَ لِأُمِّكَ الوَيْلُ؟ قُلْتُ:
⦗ص: 96⦘
ما شَأنُكَ؟ قالَ: لا أَدْرِي مَنْ دَخَلَ عَلَيَّ فَضَرَبَنِي. قالَ: فَوَضَعْتُ سَيْفِي فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى قَرَعَ العَظْمَ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَأَنا دَهِشٌ
(5)
، فَأَتَيْتُ سُلَّمًا لَهُمْ لأَنْزِلَ منه فَوَقَعْتُ، فَوُثِئَتْ رِجْلِي، فَخَرَجْتُ إلى أَصْحَابِي فَقُلْتُ: ما أَنا بِبَارِحٍ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ
(6)
، فَما بَرِحْتُ حَتَّى سَمِعْتُ نَعَايا أَبِي رَافِعٍ تَاجِرِ أَهْلِ الحِجَازِ، قالَ: فَقُمْتُ وَما بِي قَلَبَةٌ، حَتَّى أَتَيْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْنَاهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «أنِّي» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
قوله: «ثم جئت» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «الواعِيَة» .
3023 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا
(2)
يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائدَةَ
(3)
، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنَ الأَنْصَارِ إلى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ
(4)
لَيْلًا، فَقَتَلَهُ وهو نَائِمٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» قارن بما في الإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ابن أبي زائدة» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «بَيَّتَهُ» .
(156)
بابٌ: لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ
3024 -
3025 - حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ اليَرْبُوعِيُّ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قالَ: حدَّثني سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ
(1)
:
⦗ص: 97⦘
كُنْتُ كَاتِبًا لِعُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كُنْتُ كَاتِبًا لَهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي أَوْفَى حِينَ خَرَجَ إلى الحَرُورِيَّةِ فَقَرَأْتُهُ، فَإِذا فِيهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فيها العَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ.
3025 -
ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّها النَّاسُ لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ» . ثُمَّ قال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنا عَلَيْهِمْ» . وَقال مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ
…
».
3026 -
وَقالَ أَبُو عَامِرٍ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَمَنَّوْا
(1)
لِقَاءَ العَدُوِّ، فَإِذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا».
(1)
في رواية أبي ذر: «لا تَتَمَنَّوْا» .
(157)
بابٌ: الحَرْبُ خَدْعَةٌ
(1)
(1)
في رواية الأصيلي بضمِّ أوله (ب، ص).
3027 -
3028 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ
(1)
لَيَهْلِكَنَّ
ثُمَّ لا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وَسَمَّى الحَرْبَ خَدْعَةً
(3)
.
(1)
في (ب، ص) بالتنوين، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية وفرعها، وفي غيرهما:«كنوزهما» . اهـ. وهو المثبت في (و، ق).
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بفتح أوله، و «خُدْعَةً» بضمِّ أوله، وهو الذي في (ب، ص).
3029 -
حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَصْرَمَ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الحَرْبَ خَدْعَةً
(2)
.
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أبو بكر: بُورُ بن أصرم» ، وفي رواية أبي ذر ونسخة:«أبو بكر-اسمه بورٌ- المَرْوَزِيُّ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بفتح أوله، و «خُدْعَةً» بضمِّ أوله.
3030 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو:
⦗ص: 98⦘
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الحَرْبُ خَدْعَةٌ
(1)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «خُدْعَةٌ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(158)
بابُ الكَذِبِ فِي الحَرْبِ
3031 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؟ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» . قالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: فَأَتَاهُ فَقالَ: إِنَّ هَذا -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ عَنَّانا وَسَأَلَنا الصَّدَقَةَ. قالَ: وَأَيْضًا، وَاللَّهِ
(1)
قالَ: فَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ، حَتَّى نَنْظُرَ إلى ما يَصِيرُ أَمْرُهُ. قالَ: فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتَّى اسْتَمْكَنَ منه فَقَتَلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «لَتَمَلُّنَّهُ» ، وهذه الزيادة ليست في رواية كريمة.
(159)
بابُ الفَتْكِ بِأَهْلِ الحَرْبِ
3032 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو:
عَنْ جَابِرٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؟» فقالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: فَأْذَنْ لِي فَأَقُولَ
(2)
. قالَ: «قَدْ فَعَلْتُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(160)
بابُ ما يَجُوزُ مِنَ الاِحْتِيَالِ وَالحَذَرِ مَعَ مَنْ يَخْشَى مَعَرَّتَهُ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «تُخْشَى مَعرَّتُه» .
3033 -
قالَ
(1)
اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(2)
رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، فَحُدِّثَ بِهِ فِي نَخْلٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ، طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَابْنُ صَيَّادٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فيها رَمْرَمَةٌ
(3)
، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ:
⦗ص: 99⦘
يا صَافِ هَذا مُحَمَّدٌ. فَوَثَبَ ابْنُ صَيَّادٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» .
(161)
بابُ الرَّجَزِ فِي الحَرْبِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ فِي حَفْرِ الخَنْدَقِ
فِيهِ سَهْلٌ وَأَنَسٌ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَفِيهِ يَزِيدُ عن سَلَمَةَ.
3034 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ:
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الخَنْدَقِ، وهو يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ، وهو يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
:
«اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنَا
…
وَلا تَصَدَّقْنا وَلا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
…
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الاعْدَاءَ
(3)
قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
…
إِذا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا»
يَرْفَعُ بها صَوْتَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «بنِ رَواحةِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(162)
بابُ مَنْ لا يَثْبُتُ على الخَيْلِ
3035 -
3036 - حَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: حدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن قَيْسٍ:
عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قالَ: ما حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي
(2)
، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أنِّي لا أَثْبُتُ على الخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي
(3)
وَقالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والمستملي: «وَجْهِه» .
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي: «في صَدْرِه» .
(163)
بابُ دَوَاءِ الجُرْحِ بِإِحْرَاقِ الحَصِيرِ،
وَغَسْلِ المَرْأَةِ عن أَبِيها الدَّمَ عن وَجْهِهِ، وَحَمْلِ المَاءِ فِي التُّرْسِ
3037 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ، قالَ:
سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رضي الله عنه: بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: ما بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِالمَاءِ فِي تُرْسِهِ، وَكَانَتْ-يَعْنِي فَاطِمَةَ-تَغْسِلُ الدَّمَ عن وَجْهِهِ، وَأُخِذَ حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ، ثُمَّ حُشِيَ بِهِ جُرْحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(164)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ التَّنَازُعِ وَالاِخْتِلَافِ فِي الحَرْبِ، وَعُقُوبَةِ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ،
وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى
(1)
: {وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]
(2)
قالَ قَتَادَةُ: الرِّيحُ: الحَرْبُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يَعْنِي الحَرْبَ» .
(3)
قول قتادة ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
3038 -
حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن شُعْبَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبا مُوسَى إلى اليَمَنِ، قالَ:«يَسِّرا وَلا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرا وَلا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعا وَلا تَخْتَلِفَا» .
3039 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ قالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ -وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُونا تَخْطَفُنَا
(1)
الطَّيْرُ فَلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونا هَزَمْنا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» فَهَزَمُوهُمْ
(2)
،
⦗ص: 101⦘
قالَ: فَأَنا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ
(3)
، قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ. فقالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ
(4)
، الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ
فَما تَنْتَظِرُونَ؟! فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ ما قالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قَالُوا: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ. فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا
(5)
سَبْعِينَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابَ
(6)
مِنَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِئةً: سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا. فقالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا. فَما مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ ما يَسُوؤُكَ. قالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بها وَلَمْ تَسُؤْنِي. ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: اعْلُ هُبَلْ، اعْلُ هُبَلْ
(7)
. قالَ
(8)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلا تُجِيبُوا لَهُ
(9)
؟» قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ ما نَقُولُ؟ قالَ: «قُولُوا: أللَّهُ
(10)
أَعْلَى وَأَجَلُّ». قالَ: إِنَّ لَنا العُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلا تُجِيبُوا لَهُ
(11)
؟». قالَ: قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ ما نَقُولُ؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانا وَلا مَوْلَى لَكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «تَخَطَّفُنا» بتشديد الطاء.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «فَهَزَمَهُمْ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَشْدُدْنَ» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَوْمُ» ، وصحَّح عليها.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مِنْها» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أصابُوا» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «فقال» ، وعزاها في (و، ق) إلى رواية أبي ذر بدل رواية السمعاني عن أبي الوقت.
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ألا تُجِيبُونه» ، وبهامش اليونينية بدون رقم:«ألا تُجِيبُوه» كتبت بالحمرة، وعزاها في (و، ق) إلى روايةٍ لأبي ذر.
(10)
في (و، ب): «اللهُ» .
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «ألا تُجِيبُونه» ، وبهامش اليونينية بدون رقم:«ألا تُجِيبُوه» كتبت بالحمرة، وعزاها في (ق) إلى روايةٍ لأبي ذر.
(165)
بابٌ: إذا فَزِعُوا بِاللَّيْلِ
3040 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن ثَابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، قالَ: وَقدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً
(2)
، سَمِعُوا صَوْتًا، قالَ: فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وهو مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقالَ:«لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَجَدْتُهُ بَحْرًا» . يَعْنِي الفَرَسَ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَيْلًا» .
(166)
بابُ مَنْ رَأَى العَدُوَّ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا صَبَاحَاهْ
(1)
؛ حَتَّى يُسْمِعَ النَّاسَ
(1)
ضبطت في (و): «صباحاهُ» بالضمِّ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
3041 -
ثلاثي- حدَّثنا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ أخبَرَهُ، قالَ: خَرَجْتُ مِنَ المَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الغَابَةِ، حَتَّى إذا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قُلْتُ: وَيْحَكَ، ما بِكَ؟ قالَ: أُخِذَتْ
(1)
لِقَاحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قالَ: غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ. فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ ما بَيْنَ لَابَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ
(2)
يَا صَبَاحَاهْ
(3)
، ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَاليَوْمُ
(4)
يَوْمُ الرُّضَّعِ
…
…
فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بها أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ القَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ
(5)
، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ. فَقالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأسْجِحْ، إِنَّ القَوْمَ يُقْرَوْنَ
(6)
فِي قَوْمِهِمْ
(7)
».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أُخِذَ» .
(2)
ضبطت في (و): «صباحاهُ» بالضمِّ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(3)
ضبطت في (و): «صباحاهُ» بالضمِّ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(4)
في رواية أبي ذر: «واليومَ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَقِرُّونَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «منْ قَوْمِهِمْ» .
(167)
بابُ مَنْ قالَ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلَانٍ
وَقالَ سَلَمَةُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ.
3042 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ البَرَاءَ رضي الله عنه فَقالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟! قالَ البَرَاءُ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ
(1)
يُوَلِّ يَوْمئذٍ، كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الحَارِثِ
(2)
آخِذًا بِعِنَانِ بَغْلَتِهِ، فَلَمَّا غَشِيَهُ المُشْرِكُونَ نَزَلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:«أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ» . قالَ: فَمَا رُؤِيَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئذٍ أَشَدُّ مِنْهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(168)
بابٌ: إذا نَزَلَ العَدُوُّ على حُكْمِ رَجُلٍ
3043 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِي أُمَامَةَ -هو ابْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ-:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ على حُكْمِ سَعْدٍ -هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ
(1)
- بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ على حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ» . فَجَاءَ فَجَلَسَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَهُ:«إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا على حُكْمِكَ» . قالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ. قالَ:«لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ المَلِكِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: « .. حكم سعدِ بنِ معاذ» .
(169)
بابُ قَتْلِ الأَسِيرِ
(1)
، وَقَتْلِ الصَّبْرِ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «صَبْرًا» .
3044 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ وَعَلَى رَأسِهِ المِغْفَرُ، فَلَمَّا
⦗ص: 104⦘
نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقالَ: إِنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الكَعْبَةِ. فَقالَ: «اقْتُلُوهُ» .
(170)
بابٌ: هَلْ يَسْتَأْسِرُ الرَّجُلُ؟ وَمَنْ لَمْ يَسْتَأْسِرْ، وَمَنْ رَكَعَ
(1)
رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ القَتْلِ
(1)
في رواية أبي ذر: «ومن صلَّى» .
3045 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ
(1)
الثَّقَفِي-وهو حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ-:
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
(2)
، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إذا كَانُوا بِالهَدَأَةِ
(3)
، وهو بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ
(4)
، فَنَفَرُوا لَهُمْ قَرِيبًا مِنْ مِئتَيْ رَجُلٍ كُلُّهُمْ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمْ تَمْرًا تَزَوَّدُوهُ مِنَ المَدِينَةِ، فقالُوا: هَذَا تَمْرُ يَثْرِبَ. فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَؤُوا إلى فَدْفَدٍ وَأَحَاطَ بِهِمُ القَوْمُ، فقالُوا لَهُمُ: انْزِلُوا وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ
وَلَكُمُ العَهْدُ وَالمِيثَاقُ، وَلَا نَقْتُلُ مِنْكُمْ أَحَدًا. قالَ
(5)
عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ السَّرِيَّةِ: أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ اليَوْمَ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ بِالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ دَثِنَةَ
(6)
وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَأَوْثَقُوهُمْ، فقالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ:
⦗ص: 105⦘
هَذَا أَوَّلُ الغَدْرِ، وَاللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ
(7)
فِي هَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً
(8)
. يُرِيدُ القَتْلَى، فَجَرَّرُوهُ
(9)
وَعَالَجُوهُ على أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَأَبَى فَقَتَلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَابْنِ دَثِنَةَ حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ
(10)
بَدْرٍ، فَابْتَاعَ خُبَيْبًا بَنُو الحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هو قَتَلَ الحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، فَأخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ: أَنَّ بِنْتَ الحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ منها مُوسَى يَسْتَحِدُّ بها فَأَعَارَتْهُ، فَأَخَذَ ابْنًا لِي وَأَنَا غَافِلَةٌ حِينَ
(11)
أَتَاهُ، قالَتْ: فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ على فَخِذِهِ وَالمُوسَى بِيَدِهِ، فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فِي وَجْهِي، فَقالَ: تَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكِ. وَاللَّهِ ما رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، وَاللَّهِ لقد وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفَ
(12)
عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا. فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الحِلِّ، قالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: ذَرُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قالَ: لَوْلَا أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ ما بِي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا
(13)
، اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا:
(14)
ما أُبَالِي
(15)
حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
…
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
…
يُبَارِكْ على أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
(16)
فَقَتَلَهُ ابْنُ الحَارِثِ، فَكَانَ خُبَيْبٌ هو سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أُصِيبُوا. وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ إلى عَاصِمٍ حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ
⦗ص: 106⦘
عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبُعِثَ على عَاصِمٍ مِثْلُ
(17)
الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رَسُولِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا
(18)
على أَنْ يَقْطَعَ
(19)
مِنْ لَحْمِهِ شَيْئًا
(20)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ الخطَّابِ» .
(3)
هكذا في روايةٍ لأبي ذر (ب، ص) وكتبت الهمزة بالحمرة في متن اليونينية، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بِالهَدْأةِ» بسكون الدال. قارن بما في السلطانية. وبهامش اليونينية: قالَ عياض: حديث الهدَأةِ كذا ذكره البخاري في قتل عاصم، قال: وهي بين عُسفان ومكة، وكذا ضبطه البكري، وقالَ أبو حاتم: يقال لموضع بين مكة والطائف: الهَدَةُ، وينسب إليها: هَدَوي. قالَ القاضي: وهذا غير الأول، ذكرناه رفعًا للتوهم، ويقال في هذا أيضًا: الهُدَةُ بالضم. اهـ.
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَحْيَانَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: الثاء من «دَثنة» محركة، وهو أعلى، وقد تسكن. اهـ.
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «لي» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَإِسْوَةً» .
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وجَرَّرُوه» .
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَقِيعةِ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «حتى» كتبت بالحمرة.
(12)
في (و، ب، ص): «مِنْ قِطَفِ» .
(13)
لفظة: «لطولتها» ليست في رواية أبي ذر.
(14)
ضبَّب هنا في اليونينيَّة.
(15)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ولسْتُ أبالي» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وما إنْ أبالي» .
(16)
بهامش اليونينية زيادة دون رقْم: أي مُقَطَّعٌ مُفَرَّقٌ. اهـ. وضبط الزيادة في (و): أي مُقَطَّعٍ ومُمَزَّقٍ. اهـ.
(17)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «فبَعَثَ اللهُ على عاصمٍ مثلَ» .
(18)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُقْدَرْ» .
(19)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(20)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أن يَقْطَعُوا من لحمه شيئًا» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى لأبي ذر والمُستملي:«أن يُقْطَعَ من لَحْمِه شيءٌ» .
(171)
بابُ فكَاكِ
(1)
الأَسِيرِ
فِيهِ عن أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
:
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «فَكَاكِ» ، و «فِكَاكِ» ، وهي هكذا ضبطت الفاء في (ق)، وضبطها في (ص) بفتحها، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
(2)
قوله: «فِيهِ عن أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
3046 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن
مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائلٍ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فُكُّوا العَانِيَ -يَعْنِي: الأَسِيرَ
(2)
- وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «أي: الأسيرَ» .
3047 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مُطَرِّفٌ: أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ، عن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ:
قُلْتُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا ما فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قالَ: وَالَّذِي
(1)
فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، ما أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا
(2)
يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي القُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قالَ: العَقْلُ، وَفكَاكُ
(3)
الأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «لا والذي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَهَمٌ» . وبهامش اليونينية: الفهم يسكن ويحرك، قاله ابن سيده. اهـ.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «فَكَاكِ» ، و «فِكَاكِ» ، وقد أهمل ضبط الفاء في كلِّ الأصول إلَّا (ص) ففيها بالفتح.
(172)
بابُ فِدَاءِ المُشْرِكِينَ
3048 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ. فَقالَ: «لَا تَدَعُونَ
(1)
مِنْهَا
(2)
دِرْهَمًا».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَدَعُوا» .
(2)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «منه» .
3049 -
وَقالَ إِبْرَاهِيمُ
(1)
، عن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:
عَنْ أَنَسٍ قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ
(2)
مِنَ البَحْرَيْنِ، فَجَاءَهُ العَبَّاسُ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي؛ فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا. فَقالَ: «خُذْ» . فَأَعْطَاهُ فِي ثَوْبِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ طَهْمانَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن أنسٍ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بمالٍ» .
3050 -
حدثني
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عن أَبِيهِ -وَكَانَ جَاءَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ- قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(173)
بابُ الحَرْبِيِّ إذا دَخَلَ دَارَ الإِسْلَامِ بِغَيْرِ أَمَانٍ
3051 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَبُو العُمَيْسِ، عن إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ:
عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وهو فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ انْفَتَلَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ» . فَقَتَلَهُ
(1)
فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقَتَلْتُه» .
(174)
بابٌ: يُقَاتَلُ عن أَهْلِ الذِّمَّةِ وَلَا يُسْتَرَقُّونَ
3052 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ يُوفَى
(1)
لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(175)
بابُ جَوَائِزِ الوَفْدِ
(176)
بابٌ: هَلْ يُسْتَشْفَعُ إلى أَهْلِ الذِّمَّةِ؟ وَمُعَامَلَتِهِمْ
3053 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قالَ: يَوْمُ الخَمِيسِ! وَمَا يَوْمُ الخَمِيسِ! ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الحَصْبَاءَ، فَقالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ
يَوْمَ الخَمِيسِ، فَقالَ:«ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» . فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فقالُوا: هَجَرَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قالَ: «دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ» . وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ: «أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» . وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ.
وَقالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَأَلْتُ المُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن جَزِيرَةِ العَرَبِ، فَقالَ: مَكَّةُ وَالمَدِينَةُ وَاليَمَامَةُ وَاليَمَنُ.
وَقالَ يَعْقُوبُ: وَالعَرْجُ أَوَّلُ تِهَامَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هَجَرَ هَجَرَ» مكررة مرتين، قارن بما في السلطانية.
(177)
بابُ التَّجَمُّلِ لِلْوُفُودِ
3054 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: وَجَدَ عُمَرُ حُلَّةَ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَتَى بها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ الحُلَّةَ؛ فَتَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ وَلِلْوُفُودِ
(1)
. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» أَوْ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» . فَلَبِثَ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بها عُمَرُ حَتَّى أَتَى بها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ:«إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» -أَوْ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلَاقَ لَهُ» - ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ؟! فَقالَ: «تَبِيعُهَا، أَوْ تُصِيبُ بها بَعْضَ حَاجَتِكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والوَفْدِ» .
(178)
بابٌ: كَيْفَ يُعْرَضُ الإِسْلَامُ على الصَّبِيِّ؟
3055 -
3056 - 3057 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ
(1)
، حَتَّى وَجَدُوهُ
(2)
يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ
(3)
حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» صلى الله عليه وسلم
(4)
. فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. فقالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
(5)
». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَاذَا تَرَى؟» . قالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ.
⦗ص: 110⦘
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُلِطَ
(6)
عَلَيْكَ الأَمْرُ». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا» . قالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَأْ، فَلَنْ
تَعْدُوَ قَدْرَكَ». قالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَكُنْهُ
(7)
فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ
(8)
فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ». قالَ ابْنُ عُمَرَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، يَأْتِيَانِ النَّخْلَ الَّذِي فِيهِ ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إذا دَخَلَ النَّخْلَ، طَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وهو يَخْتِلُ ابْنَ صَيَّادٍ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ على فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فيها رَمْزَةٌ
(9)
، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فقالتْ لاِبْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافِ. وهو اسْمُهُ، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» . وَقالَ سَالِمٌ: قالَ ابْنُ عُمَرَ: ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقالَ:«إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لقد أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ابن الصَّيَّاد» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وَجَدَه» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بشيءٍ» .
(4)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ورسولهِ» . قارن بما في الإرشاد.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«وإن لم يكن هو» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(179)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْيَهُودِ: «أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا» .
قالَهُ المَقْبُرِيُّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
(180)
بابٌ: إذا أَسْلَمَ قَوْمٌ فِي دَارِ الحَرْبِ، وَلَهُمْ مَالٌ وَأَرَضُونَ، فَهْيَ لَهُمْ
3058 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ:
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ فِي حَجَّتِهِ، قالَ:«وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟!» . ثُمَّ قالَ: «نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ المُحَصَّبِ، حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ على الكُفْرِ» . وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا على بَنِي هَاشِمٍ: أَنْ لَا يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُؤْوُوهُمْ.
⦗ص: 111⦘
قالَ الزُّهْرِيُّ: وَالخَيْفُ: الوَادِي.
3059 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى هُنَيًّا على الحِمَى، فَقالَ: يَا هُنَيُّ اضْمُمْ جَنَاحَكَ عن المُسْلِمِينَ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ
(1)
؛ فَإِنَّ دَعْوَةَ المَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ، وَرَبَّ الغُنَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ، وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ؛ فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إلى نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وَإِنَّ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ، وَرَبَّ الغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَأْتِنِي بِبَنِيهِ فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ
(2)
. أَفَتَارِكُهُمْ أَنَا لَا أَبَا لَكَ؟! فَالمَاءُ وَالكَلأُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ، إِنَّهَا لَبِلَادُهُمْ فَقَاتَلُوا
(3)
عَلَيْهَا فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا المَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ما حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شِبْرًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «دعوة المسلمين» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يا أميرَ المؤمنين، يا أميرَ المؤمنين» مكررة، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قاتَلوا» .
(181)
بابُ كِتَابَةِ الإِمَامِ النَّاسَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «للنَّاسِ» .
3060 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائلٍ:
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ
(1)
بِالإِسْلَامِ مِنَ النَّاسِ». فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ، فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُ مِئَةٍ؟! فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وهو خَائِفٌ.
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ: فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَ مِئَةٍ.
⦗ص: 112⦘
قالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ما بَيْنَ سِتِّ مِئَةٍ إلى سَبْعِ مِئَةٍ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَلْفِظُ» .
3061 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِي مَعْبَدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ. قالَ:«ارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» .
(182)
بابٌ: إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ
3062 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
(خ): وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن ابْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، فقالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلَامَ
(3)
: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الَّذِي قُلْتَ
(4)
: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ اليَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِلَى النَّارِ» . قالَ: فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ
(5)
، فَبَيْنا هُمْ على ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ على الجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ
(6)
(1)
قوله: «بن غيلان» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «خَيْبَر» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُدْعَى بالإِسْلامِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «له» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكأنَّ بعضَ الناسِ أرادَ أنْ يَرْتابَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «في النَّاس» .
(183)
بابُ مَنْ تَأَمَّرَ فِي الحَرْبِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ إذا خَافَ العَدُوَّ
3063 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن أَيُّوبَ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ عن غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ عَلَيْهِ، وَمَا يَسُرُّنِي
(1)
-أَوْ قالَ: ما يَسُرُّهُمْ- أَنَّهُمْ عِنْدَنَا». وَقالَ: وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَفَتَح اللهُ عَلَيْهِ فَمَا يَسُرُّني» .
(184)
بابُ العَوْنِ بِالمَدَدِ
3064 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عن سَعِيدٍ، عن قَتَادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لحْيَانَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، وَاسْتَمَدُّوهُ على قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، قالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُسَمِّيهِمِ القُرَّاءَ، يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ، حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو على رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ.
قالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ: أَنَّهُمْ قَرَؤُوا بِهِمْ قُرْآنًا: {أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا
(1)
قَوْمَنَا، بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا}. ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ
(2)
.
(1)
لفظة: «عَنَّا» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية أبي ذر: «ثمَّ رفع بعد ذلك» .
(185)
بابُ مَنْ غَلَبَ العَدُوَّ فَأَقَامَ على عَرْصَتِهِمْ ثَلَاثًا
3065 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ قالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
عن أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إذا ظَهَرَ على قَوْمٍ أَقَامَ بِالعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ.
⦗ص: 114⦘
تَابَعَهُ مُعَاذٌ وَعَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ، عن أَبِي طَلْحَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(186)
بابُ مَنْ قَسَمَ الغَنِيمَةَ فِي غَزْوِهِ وَسَفَرِهِ
وَقالَ رَافِعٌ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَأَصَبْنَا غَنَمًا وَإِبِلًا
(1)
، فَعَدَلَ عَشَرَةً
(2)
مِنَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «إبلًا وغنمًا» .
(2)
في نسخة: «عَشْرًا» .
3066 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ قالَ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِعْرَانَةِ
(1)
، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ.
(1)
ضبطت في (و): «الجِعِرَّانة» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(187)
بابٌ: إذا غَنِمَ المُشْرِكُونَ مَالَ المُسْلِمِ ثُمَّ وَجَدَهُ المُسْلِمُ
3067 -
قالَ
(1)
ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: ذَهَبَ فَرَسٌ لَهُ فَأَخَذَهُ
(2)
العَدُوُّ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ المُسْلِمُونَ فَرُدَّ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَقَ عَبْدٌ لَهُ فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمُ المُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3068 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني نَافِعٌ: أَنَّ عَبْدًا لابْنِ عُمَرَ أَبَقَ فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ فَرَدَّهُ على عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَّ فَرَسًا لاِبْنِ
⦗ص: 115⦘
عُمَرَ عَارَ فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ فَرَدُّوهُ
(1)
على عَبْدِ اللَّهِ
(2)
.
(1)
هكذا في (ن، ق) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي باقي الأصول:«فَرَدَّه» وأشير إلى ما في المتن دون عزو.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قالَ أبو عبد الله: عار مُشْتَقٌّ مِن العَيْرِ، وهو حِمارُ وَحْشٍ، أي: هَرَبَ» .
3069 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ على فَرَسٍ يَوْمَ لَقِيَ المُسْلِمُونَ، وَأَمِيرُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئذٍ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَهُ العَدُوُّ، فَلَمَّا هُزِمَ العَدُوُّ رَدَّ خَالِدٌ فَرَسَهُ.
(188)
بابُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالفَارِسِيَّةِ وَالرِّطَانَةِ
(1)
وَقَوْلِهِ تَعَالَى
(2)
: {وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22]، {وَمَا
(3)
أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4]
(1)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الراء المشددة، نقلًا عن الفرع، وضبطت في (ق) بالوجهين.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقولِ اللهِ عز وجل» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقال: {وَمَا}» .
3070 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: أخبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، قالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ. فَصَاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا، فَحَيَّ هَلًا
(1)
بِكُمْ».
(1)
في (ب، ص): «هلَّا» نقلًا عن اليونينية.
3071 -
حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَنَهْ سَنَهْ
(1)
».
(2)
وَهْيَ بِالحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ. قالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ
⦗ص: 116⦘
بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهَا» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ
(3)
أَبْلِي وَأَخْلِقِي
(4)
». قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «سَناه سَناه» .
(2)
زاد في (ب، ص): «قالَ عَبْدُ اللَّهِ» ورمزا عليها بعلامة السقوط.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
ضبطت في (ب، ص): «وأخلفي» بالفاء في الثلاثة، وبهامشهما:«وأخلقي» بالقاف في الثلاثة من غير اليونينية، وفي النهاية: يروى بالفاء والقاف.
(5)
هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي، وضبَّب عليها في (ب، ص). وبهامش اليونينية بدون رقم: «دَكَنَ» و «دَكِنَ» معًا. وبهامشها أيضًا: «دَكِنَ تغير لونه إلى الدُّكنة» كتبت بالحمرة. وبهامشها أيضًا: قالَ القاضي عياض: قوله: «حتى دَكِنَ» كذا لأبي الهيثم، ومعناها سودَّ لونه، والدكنة غُبرة كَدِرة، ولأكثر الرواة:«حتى ذكر» ، وزاد ابن السكن:«حتى ذكر دهرًا» وهو تفسير لرواية من روى: «ذكر» كأنه أراد بقي هذا القميص مدةً من الزمان طويلة نسيها الراوي، فعبَّر عنها بقوله:«ذكر دهرًا» أي: زمانًا طويلًا نسيتُ تحديده، ففي «ذكر» على هذا ضميرٌ يرجع على الراوي، أي ذكر الراوي دهرًا نسي الذي روى عنه تحديده، وقيل: في «ذكر» ضميرُ القميصِ، أي: بقي هذا القميص حتى ذكر دهرًا، كما يقال: شيخ مُسِن يذكر دهرًا، أي: يعقل زمانًا طويلًا قد مضى. اهـ.
3072 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالفَارِسِيَّةِ
(1)
: «كخ كخ
(2)
، أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا
(3)
لَا نَأكُلُ الصَّدَقَةَ؟!».
(1)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين بفتح الكاف وكسرها، وسكون الخاء وكسرها في اللفظين.
(3)
ضبطت في (ب، ص) بتخفيف النون، وعزوا ذلك إلى اليونينية.
(189)
بابُ الغُلُولِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تعالَى
(1)
: {وَمَن يَغْلُلْ يَأتِ
(2)
بِمَا غَلَّ} [آل عمران: 161]
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
3073 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن أَبِي حَيَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو زُرْعَةَ، قالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، قالَ
(1)
:
⦗ص: 117⦘
«لَا أُلْفِيَنَّ
(2)
أَحَدَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ على رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، على رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ
(3)
حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ
(4)
شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. وَعَلَى
(5)
رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ. أَوْ
(6)
على رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي. فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ».
وَقالَ أَيُّوبُ، عن أَبِي حَيَّانَ:«فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا أَلْقَيَنَّ» .
(3)
بهامش (ب): في بعض الأصول: «لها» .
(4)
لفظة: «لك» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«مِنَ اللهِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «على» .
(6)
لفظة: «أو» ليست في رواية أبي ذر.
(190)
بابُ القَلِيلِ مِنَ الغُلُولِ
وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ حَرَّقَ مَتَاعَهُ، وَهَذَا أَصَحُّ:
3074 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: كَانَ على ثَقَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ. فَمَاتَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هُوَ فِي النَّارِ» . فَذَهَبُوا
يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ ابْنُ سَلَامٍ
(1)
: كَرْكَرَةُ. يَعْنِي بِفَتْحِ الكَافِ، وهو مَضْبُوطٌ كَذَا
(2)
.
(1)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سلام» في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «قالَ ابن سلام: كَرْكَرَةُ» فقط دون باقي العبارة.
(191)
بابُ ما يُكْرَهُ مِنْ ذَبْحِ الإِبِلِ وَالغَنَمِ فِي المَغَانِمِ
3075 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عن عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ:
⦗ص: 118⦘
عَنْ جَدِّهِ رَافِعٍ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، وَأَصَبْنَا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا فَنَصَبُوا القُدُورَ، فَأَمَرَ بِالقُدُورِ فَأُكْفِئتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشَرَةً
(1)
مِنَ الغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ منها بَعِيرٌ، وَفِي القَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرٌ
(2)
، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقالَ:«هَذِهِ البَهَائِمُ لَهَا أَوَابِدُ كَأَوَابِدِ الوَحْشِ، فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ، فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا» . فقالَ جَدِّي: إِنَّا نَرْجُو -أَوْ نَخَافُ- أَنْ نَلْقَى العَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالقَصَبِ؟ فَقالَ: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ
(3)
فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عن ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ».
(1)
في نسخة: «عَشْرًا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «يَسِيرةٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عليه» .
(192)
بابُ البِشَارَةِ فِي الفُتُوحِ
3076 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ، قالَ:
قالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ» . وَكَانَ بَيْتًا فِيهِ
(1)
خَثْعَمُ، يُسَمَّى كَعْبَةَ اليَمَانِيَةِ
(2)
، فَانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي لَا أَثْبُتُ على الخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي فَقالَ:«اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» . فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا فَكَسَرَهَا وَحَرَّقَهَا، فَأَرْسَلَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ، فقالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
(3)
، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، ما جِئتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبُ. فَبَارَكَ على خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ.
⦗ص: 119⦘
قالَ
(4)
مُسَدَّدٌ: بَيْتٌ فِي خَثْعَمَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وقد ضبطت في (ب):«اليمانيةَ» بالفتح، وفي (ص) بالفتح والكسر معًا.
(3)
في رواية أبي ذر: «لِرسولِ اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(193)
بابُ ما يُعْطَى البَشِيرُ
وَأَعْطَى كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ثَوْبَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالتَّوْبَةِ.
(194)
بابٌ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ
3077 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن طَاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» .
3078 -
3079 - حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن خَالِدٍ، عن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ:
عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: جَاءَ مُجَاشِعٌ بِأَخِيهِ مُجَالِدِ بْنِ مَسْعُودٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَذَا مُجَالِدٌ
يُبَايِعُكَ على الهِجْرَةِ. فَقالَ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ على الإِسْلَامِ» .
3080 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو، وَابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ إلى عَائشَةَ رضي الله عنها وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ بِثَبِيرٍ
(1)
، فقالتْ لَنَا: انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ مُنْذُ
(2)
فَتَحَ اللَّهُ على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بثبيرَ» ممنوعة من الصرف، وبهامش اليونينية:«ثبير» غير مصروف عند ابن الحطيئة عن أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «مُذْ» .
(195)
بابٌ: إذا اضْطُرَّ الرَّجُلُ إلى النَّظَرِ فِي شُعُورِ أَهْلِ الذِّمَّةِ،
وَالمُؤْمِنَاتِ إذا عَصَيْنَ اللَّهَ، وَتَجْرِيدِهِنَّ
3081 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا حُصَيْنٌ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ
(2)
:
⦗ص: 120⦘
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ -وَكَانَ عُثْمَانِيًّا- فقالَ لاِبْنِ عَطِيَّةَ -وَكَانَ عَلَوِيًّا-: إِنِّي لأَعْلَمُ ما الَّذِي جَرَّأَ صَاحِبَكَ على الدِّمَاءِ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ، فَقالَ:«ائْتُوا رَوْضَةَ كَذَا، وَتَجِدُونَ بها امْرَأَةً، أَعْطَاهَا حَاطِبٌ كِتَابًا» . فَأَتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَقُلْنَا: الكِتَابَ. قالَتْ: لَمْ يُعْطِنِي
(3)
. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ
(4)
أَوْ لأُجَرِّدَنَّكِ. فَأَخْرَجَتْ مِنْ حُجْزَتِهَا، فَأَرْسَلَ إلى حَاطِبٍ، فَقالَ: لَا تَعْجَلْ، وَاللَّهِ ما كَفَرْتُ وَلَا ازْدَدْتُ لِلإِسْلَامِ إِلَّا حُبًّا، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا وَلَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عن أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا. فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قالَ
(5)
عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَإِنَّهُ قَدْ نَافَقَ. فَقالَ: «مَا
(6)
يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئتُمْ». فَهَذَا الَّذِي جَرَّأَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وما» .
(196)
بابُ اسْتِقْبَالِ الغُزَاةِ
3082 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
(1)
: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، عن حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
قالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهم: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عبد الله بنُ الأسودِ» .
3083 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ:
قالَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ رضي الله عنه: ذَهَبْنَا نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الصِّبْيَانِ إلى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ.
(197)
بابُ ما يَقُولُ إذا رَجَعَ مِنَ الغَزْوِ
3084 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نَافِعٍ:
⦗ص: 121⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا قَفَلَ كَبَّرَ ثَلَاثًا، قالَ:«آيِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ حَامِدُونَ، لِرَبِّنَا سَاجِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» .
3085 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْفَلَهُ مِنْ عُسْفَانَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
على رَاحِلَتِهِ، وَقَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ فَصُرِعَا جَمِيعًا، فَاقْتَحَمَ أَبُو طَلْحَةَ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قالَ: «عَلَيْكَ المَرْأَةَ» . فَقَلَبَ ثَوْبًا على وَجْهِهِ وَأَتَاهَا فَأَلْقَاهَا
(2)
عَلَيْهَا، وَأَصْلَحَ لَهُمَا مَرْكَبَهُمَا فَرَكِبَا، وَاكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا على المَدِينَةِ، قالَ:«آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» . فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ، حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فألقاهُ» . كتبت بالحمرة.
3086 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ المُفَضَّلِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ
(1)
:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ أَقْبَلَ هو وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةُ مُرْدِفَهَا
(2)
على رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا
(3)
بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ النَّاقَةُ
(4)
، فَصُرِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالمَرْأَةُ، وَإِنَّ أَبَا طَلْحَةَ-قالَ: أَحْسِبُ قالَ-اقْتَحَمَ عن بَعِيرِهِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
فَقالَ:
⦗ص: 122⦘
يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قالَ: «لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالمَرْأَةِ
(6)
». فَأَلْقَى أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ على وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتِ المَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا على رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إذا كَانُوا بِظَهْرِ المَدِينَةِ -أَوْ قالَ: أَشْرَفُوا على المَدِينَةِ- قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» . فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ المَدِينَةَ
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «عن يحيى بنِ أبي إسحاقَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُرْدِفُها» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كان» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «الدَّابَّةُ» .
(5)
قوله: «فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر
(6)
في رواية أبي ذر: «المرأةَ» .
(7)
هذا الحديث ليس في رواية [ق] ولا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(198)
بابُ الصَّلَاةِ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر وابن عساكر و [ق].
3087 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ، قالَ لِي:«ادْخُلِ المَسْجِدَ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» .
3088 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ:
عَنْ كَعْبٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضُحًى
(1)
دَخَلَ المَسْجِدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ.
(1)
لفظة: «ضحًى» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وزاد في (ن، و) نسبة ثبوتها إلى رواية أبي ذر أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(199)
بابُ الطَّعَامِ عِنْدَ القُدُومِ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْطِرُ
(1)
لِمَنْ يَغْشَاهُ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَصْنَعُ» .
3089 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عن شُعْبَةَ، عن مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، نَحَرَ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً.
زَادَ مُعَاذٌ، عن شُعْبَةَ، عن مُحَارِبٍ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: اشْتَرَى مِنِّي النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا بِوَقِيَّتَيْنِ
(2)
، وَدِرْهَمٍ أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَلَمَّا قَدِمَ صِرَارًا
(3)
، أَمَرَ بِبَقَرَةٍ فَذُبِحَتْ فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ المَسْجِدَ فَأُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَوَزَنَ لِي
(4)
ثَمَنَ البَعِيرِ.
3090 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ:
عَنْ جَابِرٍ قالَ: قَدِمْتُ مِنْ سَفَرٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَلِّ رَكْعَتَيْنِ» .
صِرَارٌ: مَوْضِعٌ نَاحِيَةً بِالمَدِينَةِ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بأُوقِيَّتَيْنِ» .
(3)
بهامش اليونينية: «صِرارٌ» بصاد مهملة، كذا ضبطه الدارقطني وغيره من المتقنين، وعند الحَمُّويي والمُستملي وابن الحذاء: بضاد معجمة، وهو وهم، وهو على ثلاثة أميال من المدينة. اهـ.
(4)
لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.
(5)
قوله: «صرار موضع ناحية بالمدينة» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابُ فَرْضِ الخُمُسِ
3091 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام
(1)
أخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيًّا قالَ: كَانَتْ
(2)
لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ المَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنقَاعٍَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِيَ، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ
(3)
الصَّوَّاغِينَ، وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالغَرَائرِ وَالحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ
(4)
إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، رَجَعْتُ
(5)
حِينَ جَمَعْتُ ما جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدِ اجْتُبَّ
(6)
أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ
(7)
أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ
(8)
رَأَيْتُ ذَلِكَ المَنْظَرَ مِنْهُمَا
(9)
، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ فقالوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وهو فِي هَذَا البَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ
(10)
على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَا لَكَ؟»
⦗ص: 125⦘
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهَ، ما رَأَيْتُ كَاليَوْمِ قَطُّ، عَدَا حَمْزَةُ على نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ
(11)
أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هو ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائهِ فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جَاءَ البَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنُوا لَهُمْ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ، مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى رُكْبَتِهِ
(12)
، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إلى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ حَمْزَةُ
(13)
: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي؟! فَعَرَفَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى، وَخَرَجْنَا مَعَهُ.
(1)
قوله: «عليهما السلام» ليس في (و) ولا نسخة البقاعي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «كان» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُناخَتانِ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَرَجَعْتُ» . وزاد في (ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا، وهو موافق لما في السلطانية
(6)
في (و، ق): «أُجِبَّت» ، وذكر بهامش (ب، ص) أنَّ اللفظة هكذا كانت في اليونينية ثمَّ أصلحتْ إلى المثبت، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«جُبَّتْ» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولم» .
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حيث» .
(9)
لفظة: «منهما» ليست في رواية ابن عساكر.
(10)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَدْخُلُ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش: حاشية: «حتى أدخلُ» الرفع جائز، والفتح هو الأعلى الراجح، قاله ابن مالك.
(11)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَبَّ» .
(12)
في رواية أبي ذر: «رُكْبَتَيْهِ» .
(13)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3092 -
3093 - حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤمِنِينَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام، ابْنَةَ
(1)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا، ما
(2)
تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ. فقالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ
(3)
فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ. قالَتْ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ
(4)
، وَصَدَقَتِهِ
(5)
بِالمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ وَقالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ؛ فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ. فَأَمَّا صَدَقَتُهُ
⦗ص: 126⦘
بِالمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إلى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَأَمَّا
(6)
خَيْبَرُ وَفَدَكُ
(7)
فَأَمْسَكَهَا
(8)
عُمَرُ، وَقالَ: هما صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إلى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ. قالَ: فَهُمَا على ذَلِكَ إلى اليَوْمِ.
قالَ أبو عبد الله
(9)
: اعْتَراكَ افْتَعَلْتَ
(10)
مِن عَرَوْتُهُ فَأَصَبْتُهُ، ومنه يَعْرُوهُ واعْتَرانِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مِمَّا» .
(3)
بهامش اليونينية بدون رقم زيادة: «بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم»
(4)
في رواية أبي ذر: «وفدَكَ» ممنوع من الصرف.
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَصَدَقَتَهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وأمَّا» .
(7)
في (ب، ص) مصروفة.
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
قوله: «قالَ أبو عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر، قارن بما في الإرشاد.
(10)
لم تضبط في (ن، ص)، وفي (و، ق): «افتعلتُ» بالضمِّ.
وقِصَّةُ فَدَكٍ
(1)
:
3094 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفَرْوِيُّ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الحَدَثَانِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ على مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الحَدِيثِ، فقالَ مَالِكٌ: بَيْنَا
(2)
أَنَا جَالِسٌ فِي أَهْلِي حِينَ مَتَعَ النَّهَارُ، إذا رَسُولُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ يَأْتِينِي، فَقالَ: أَجِبْ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى أَدْخُلَ على عُمَرَ، فَإِذَا هو جَالِسٌ على رِمَالِ سَرِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، مُتَّكِئٌ على وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَقالَ: يَا مَالِ، إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ، وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ بِرَضْخٍ، فَاقْبِضْهُ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَوْ أَمَرْتَ بِهِ
(3)
غَيْرِي. قالَ: اقْبِضْهُ
(4)
أَيُّهَا المَرْءُ. فَبَيْنَا
(5)
أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَى، فَقالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَسْتَأذِنُونَ؟
⦗ص: 127⦘
قالَ: نَعَمْ. فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، ثُمَّ جَلَسَ يَرْفَى يَسِيرًا، ثُمَّ قالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا فَسَلَّمَا فَجَلَسَا، فقالَ عَبَّاسٌ:
يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا. وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ
(6)
بَنِي النَّضِيرِ، فقالَ الرَّهْطُ، عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. قالَ
(7)
عُمَرُ: تَيْدَكُمْ
(8)
، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا نُوْرَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قالَ الرَّهْطُ: قَدْ قالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ على عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا اللَّه
(9)
، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قالَ ذَلِكَ؟ قالَا: قَدْ قالَ ذَلِكَ
(10)
. قالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ
(11)
قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} إلى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ
(12)
ما احْتَازَهَا
(13)
دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَ بها عَلَيْكُمْ، قَدْ أَعْطَاكُمُوهُ
(14)
وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ منها هَذَا المَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ
⦗ص: 128⦘
على أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا المَالِ، ثُمَّ يَأخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ
(15)
هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قالَ عُمَرُ: ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ فيها بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فيها لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَكُنْتُ أَنَا وَلِيُّ
(16)
أَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي، أَعْمَلُ فيها بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَمِلَ فيها أَبُو بَكْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي فيها لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي تُكَلِّمَانِي، وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا وَاحِدٌ، جِئْتَنِي يَا عَبَّاسُ تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَنِي هَذَا -يُرِيدُ عَلِيًّا- يُرِيدُ نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا، قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا، على أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ؛ لَتَعْمَلَانِ فيها بِمَا عَمِلَ فيها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَا عَمِلَ فيها أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عَمِلْتُ فيها مُنْذُ وَلِيتُهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا. فَبِذَلِكَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ. ثُمَّ أَقْبَلَ على
عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قالَا: نَعَمْ. قالَ: فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا أَقْضِي فيها قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَإِنِّي أَكْفِيكُمَاهَا.
(1)
قوله: «وقِصَّةُ فَدَك» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي.
(2)
في رواية أبي ذر: «بَيْنَما» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «له» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فاقبضه» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فبينما» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «مالِ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(8)
بهامش اليونينية: «تَيْدَكم» على مثال قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ} [طه: 64]، قالَ عياض: قولُه: «تَيْدَكم» كذا للقابسي وعَبْدوس، وعن الأصيلي:«تِيدَكم» بكسر التاء، وقال: كذا لأبي زيد. قالَ أبو زيد: وهي كلمةٌ لهم. وعند بعض الرواة: «تَيدُكم» برفع الدال، وعند أبي ذر:«تَيْدِكم» وسقطت اللفظةُ من رواية الجُرْجاني، قالَ لنا الأستاذ أبو القاسم النَّحويُّ: صوابه تَيْدَكم، اسم الفعل من اتَّأَدَ. وحكاه عن أبي عليٍّ الفارسيِّ، قالَ أبو عليٍّ: وأُراه مِن التُّؤدة، وقد حكى سيبويه عن بعض العرب: بَيْسَ فلان، بفتح الباء، قالَ القاضي المؤلف: فالياء في «تَيْدَكم» مسهَّلة من همزة، والتاء مُبْدَلَة من واو؛ لأنَّه في الأصل وُأدةٌ. اهـ. وقالَ ابن سِيده رحمه الله: تَيْدَك يعني اتَّئِد، اسم الفعل [في (ب، ص): اسم للفعل]، كرويدَ، وكأنَّ وَضْعَهُ غُيِّر لكونه اسمًا للفعل لا فعلًا، فالتاء بدل من الواو، كما كانت في التُّؤَدَة، والياء بدل من الهمزة، قلبت منها قلبًا لغير علة. اهـ.
(9)
لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.
(10)
قوله: «قالا: قد قالَ ذلك» ليس في رواية أبي ذر.
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
في رواية أبي ذر: «وواللهِ» .
(13)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «اخْتارَها» .
(14)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أعْطاكُموها» .
(15)
في رواية أبي ذر: «أنشدكما اللهَ» .
(16)
في (ص، ق) بالنَّصب: «وليَّ» ، وهي غير مضبوطه في (و، ب).
(2)
بابٌُ: أَدَاءُِ الخُمُسِ مِنَ الدِّينِ
3095 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ، فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذَا الحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأخُذُ مِنْهُ
(1)
وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا. قالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ: شَهَادَةِ
⦗ص: 129⦘
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ -وَعَقَدَ بِيَدِهِ- وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا لِلَّهِ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ. وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ
(2)
، وَالنَّقِيرِ، وَالحَنْتَمِ، وَالمُزَفَّتِ».
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِه» .
(2)
بهامش اليونينية: الدُّباءُ: القرع، إذا نبذ فيه تُسْرِعُ إليه الشِّدةُ، وهي التخمير. الحنتم: جرار مدهونة خضر. المزفت: إناءٌ طلي بالزفت ينتبذ فيه. النَّقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ليصير مسكرًا. النهي واقع على ما يعمل في هذه الأوعية دون اتخاذها. ا هـ (ب، ص).
(3)
بابُ نَفَقَةِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ وَفَاتِهِ
3096 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، ما تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَؤُونَةِ عَامِلِي، فهو صَدَقَةٌ» .
3097 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ منه حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ.
3098 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الحَارِثِ قالَ: مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا سِلَاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً.
(4)
بابُ مَا جَاءَ فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا نُسِبَ مِنَ البُيُوتِ إِلَيْهِنَّ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] وَ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: 53]
3099 -
حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدٌ، قالَا: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
⦗ص: 130⦘
قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، اسْتَأذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ.
3100 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا نَافِعٌ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ:
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَفِي نَوْبَتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي
(1)
، وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ. قالَتْ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِسِوَاكٍ
فَضَعُفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَأَخَذْتُهُ، فَمَضَغْتُهُ، ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ.
(1)
بهامش اليونينية: السَّحْر: الرئة، أي: مات وهو مستند إلى صدرها وما يحاذي سَحْرَها منه، والنحر: أعلى الصدر. ا هـ (ب، ص).
3101 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ:
أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ، وهو مُعْتَكِفٌ فِي المَسْجِدِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إذا بَلَغَ قَرِيبًا مِنْ بَابِ المَسْجِدِ، عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بهما رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَفَذَا
(1)
، فقالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكُمَا» . قالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا ذَلِكَ، فَقالَ
(2)
(1)
بهامش (ب، ص): في اليونينية الدَّال مهملة.
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» .
3102 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: ارْتَقَيْتُ فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ، مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ، مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ.
3103 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي العَصْرَ وَالشَّمْسُ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ حُجْرَتِهَا.
3104 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَةَ، فَقالَ:«هُنَا الفِتْنَةُ -ثَلَاثًا- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» .
3105 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ
(1)
عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ إِنْسَانٍ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِكَ
(2)
؟! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُرَاهُ فُلَانًا -لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ- الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ ما تُحَرِّمُ الوِلَادَةُ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتِ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «في بيتِ حَفْصَةَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «تحرِّم ما يَحْرُمُ مِن الوِلادةِ» .
(5)
بابُ مَا ذُكِرَ مِنْ دِرْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَصَاهُ وَسَيْفِهِ وَقَدَحِهِ وَخَاتَمِهِ، وَمَا اسْتَعْمَلَ الخُلَفَاءُ بَعْدَهُ مِنْ ذَلِكَ ممَّا
(1)
لَمْ يُذْكَرْ
(2)
قِسْمَتُهُ، وَمِنْ شَعَرِهِ وَنَعْلِهِ وَآنِيَتِهِ مِمَّا يَتَبَرَّكُ
(3)
أَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تُذكَرْ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «فِيهِ» ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«مما شَرِكَ أصْحابُهُ» .
3106 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ
(1)
:
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ
رضي الله عنه لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَهُ إلى البَحْرَيْنِ، وَكَتَبَ لَهُ هَذَا الكِتَابَ وَخَتَمَهُ
(2)
وَكَانَ نَقْشُ الخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ
(3)
سَطْرٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا أبي: حدَّثنا ثُمامةُ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «حدَّثنا أبي .. » .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بخاتَمِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3107 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(2)
الأَسَدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قالَ:
أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسٌ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ
(3)
لَهُمَا
(4)
قِبَالَانِ. فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ البُنَانِيُّ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عبيد الله» . بهامش اليونينية: قالَ أبو ذر: والصواب عبد الله مكبرًا. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «جَرْداوَتَيْنِ» . بهامش اليونينية: «يريد من الإِخْلاق» .
(4)
في رواية أبي ذر: «لها» ، وقُيِّدت روايته في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
3108 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قالَ:
⦗ص: 133⦘
أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ رضي الله عنها كِسَاءً مُلَبَّدًا، وَقالَتْ: فِي هَذَا نُزِعَ رُوحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَزَادَ سُلَيْمَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِاليَمَنِ، وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الَّتِي يَدْعُونَهَا
(2)
المُلَبَّدَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَدْعُونها» .
3109 -
حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً
(1)
مِنْ فِضَّةٍ. قالَ عَاصِمٌ: رَأَيْتُ القَدَحَ وَشَرِبْتُ فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَاتُّخِذَ مَكانَ الشَّعْبِ سِلْسلةٌ» . بالبناء للمفعول.
3110 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي: أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ
(1)
حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ:
أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، لَقِيَهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فقالَ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأمُرُنِي بِهَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: لَا. فقالَ لَهُ: فَهَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِمْ
(2)
أَبَدًا حَتَّى تُبْلَغَ
(3)
نَفْسِي؛ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ على فَاطِمَةَ عليها السلام، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ على مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئذٍ مُحْتَلِمٌ
(4)
، فَقالَ:«إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا» . ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ. قالَ: «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي
⦗ص: 134⦘
فَوَفَى لِي
(5)
، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الدِّيلِيِّ» . وبهامش اليونينية: نصَّ القاضي عياض أنَّ ابنَ حَلْحلةَ دِيليٌ، بكسر الدال وسكون الياء أخت الواو، وصوَّب ذلك. اهـ.
(2)
في رواية ابن عساكر: «إليهِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُحْتَلِمُ» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَوَفانِي» .
3111 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوْقَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ: عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قالَ: لَوْ كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه ذَاكِرًا عُثْمَانَ رضي الله عنه ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ، فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ، فقالَ لِي عَلِيٌّ: اذْهَبْ إلى عُثْمَانَ فَأَخْبِرْهُ: أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم، فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلُونَ فِيهَا
(1)
. فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقالَ: أَغْنِهَا
(2)
عَنَّا
(3)
. فَأَتَيْتُ بها عَلِيًّا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ: ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا.
3112 -
قالَ
(4)
الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوْقَةَ، قالَ: سَمِعْتُ مُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي
(5)
: خُذْ هَذَا الكِتَابَ فَاذْهَبْ بِهِ إلى عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّدَقَةِ
(6)
.
(1)
في رواية ابن عساكر: «يعملون بها» ، وفي رواية أبي ذر:«يَعْمَلُوا بها» وكتبت لفظة: «بها» بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية: عياض: قوله: «أغنها عنَّا» بقطع الألف، أي: اصرفها، وسِر بها عنَّا، وقيل: كُفَّها عني، يقال: أغنِ عني شرَّك، أي: كُفَّه، ومنه:{لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]، و:{لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} [آل عمران: 10] و: {لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا} [الجاثية: 19] أي: يُصْرَفَ ويُمْنَع.
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالصدقةِ» .
(6)
بابُ الدَّلِيلِ على أَنَّ الخُمُسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالمَسَاكِينِ، وَإِيثَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالأَرَامِلَ، حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ
(1)
وَالرَّحَى: أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ، فَوَكَلَهَا إلى اللَّهِ
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الطَّحِينَ» .
3113 -
حدَّثنا بَدَلُ بْنُ المُحَبَّرِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني الحَكَمُ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى:
⦗ص: 135⦘
حَدَّثَنَا
(1)
عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام اشْتَكَتْ ما تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا
(2)
مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقالَ:«عَلَى مَكَانِكُمَا» . حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ
(3)
على صَدْرِي، فَقالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمَا على خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ
(4)
؟ إذا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ
(5)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخَذْنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدَمِه» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سألتما» ، وضبطت روايتهم في (و، ب، ص): «سألتماني» .
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «سألتُما» .
(7)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تعالَى
(1)
: {فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ
(2)
} [الأنفال: 41]
يَعْنِي: لِلرَّسُولِ قَسْمَ ذلِكَ؛ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَخَازِنٌ، وَاللَّهُ يُعْطِي» .
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَلِلرَّسُولِ}» .
3114 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ: سَمِعُوا
(1)
سَالِمَ بْنَ أَبِي الجَعْدِ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنَ الأَنْصَارِ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا -قالَ شُعْبَةُ: فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: إِنَّ الأَنْصَارِيَّ قالَ: حَمَلْتُهُ على عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا- قالَ:«سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي؛ فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ» .
وَقالَ حُصَيْنٌ: «بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ» .
⦗ص: 136⦘
وقالَ
(2)
عَمْرٌو: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، عَنْ جَابِرٍ: أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ القَاسِمَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا
(3)
بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا
(4)
بِكُنْيَتِي».
(1)
في نسخة: «أنَّهم سمعوا» .
(2)
واو العطف ثابتة في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «تسَمَّوْا» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا تَكَنَّوْا» .
3115 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ القَاسِمَ، فقالت الأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ
(1)
أَبَا القَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ
(2)
عَيْنًا. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ القَاسِمَ، فقالت الأَنْصَارُ: لَا نَكْنِيكَ
(3)
أَبَا القَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ
(4)
عَيْنًا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ، سَمُّوا
(5)
بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا
(6)
بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ».
(1)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا نَكْنِكَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا نُنْعِمْكَ» بالجزم.
(3)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا نَكْنِكَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا نُنْعِمْكَ» بالجزم.
(5)
بهامش اليونينية من دون رقم: «فَسَمُّوا» كتبت الفاء في متن اليونينية بالحمرة، وعزاها في (ص) إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(6)
في رواية أبي ذر: «تَسَمُّوا باسمي ولا تَكْتَنُوا» .
3116 -
حدَّثنا حِبَّانُ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قالَ
(2)
: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَاللَّهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ على مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُوسى» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يقول» .
3117 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا أُعْطِيكُمْ وَلَا أَمْنَعُكُمْ، أَنَا
(1)
قَاسِمٌ أَضَعُ
⦗ص: 137⦘
حَيْثُ أُمِرْتُ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّما أنا» .
3118 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
(1)
: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ
(2)
، قالَ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ
(3)
أَبِي عَيَّاشٍ
(4)
-وَاسْمُهُ نُعْمَانُ-:
عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «بن أبي أيوب» ثابت في رواية المُستملي وأبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَكُمُ الغَنَائِمُ» وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى
(1)
: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَهَا
(2)
فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} [الفتح: 20] وَهيَ
(3)
لِلْعَامَّةِ حَتَّى يُبَيِّنَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم
(1)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وفي رواية أبي ذر زيادة:«الآية» بدل إتمامها.
(3)
في رواية أبي ذر: «فهي» .
3119 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ:
عَنْ عُرْوَةَ البَارِقِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا
(1)
الخَيْرُ، الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «بِنَواصِيها» .
3120 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفِقُنَّ
(1)
كُنُوزَهُمَا
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بفتح الفاء وكسرها وضم القاف وفتحها.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «كُنُوزُهُمَا» .
3121 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: سَمِعَ جَرِيرًا، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ:
⦗ص: 138⦘
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
3122 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا سَيَّارٌ: حدَّثنا يَزِيدُ الفَقِيرُ:
حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ» .
3123 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ
(1)
يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ منه
(2)
مِنْ
(3)
أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أنْ» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «ما نال» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«مع ما نال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مع» (ب، ص).
3124 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بها وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا أَحَدٌ
(2)
اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ
(3)
، وهو يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا. فَغَزَا، فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ
⦗ص: 139⦘
صَلَاةَ العَصْرِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
(4)
، فَجَمَعَ الغَنَائِمَ فَجَاءَتْ -يَعْنِي النَّارَ- لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي
(5)
قَبِيلَتُكَ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ. فَجَاؤُوا بِرَأسٍ مِثْلِ رَأسِ بَقَرَةٍ
(6)
مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الغَنَائِمَ؛ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَأَحَلَّهَا لَنَا».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «آخَرُ» .
(3)
بهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: «الخَلِفَات» : النُّوقُ التي في بطونها أولادها، أراد أن لا تتعلق قلوبهم بإنجاز ما تركوه معوقًا. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليهم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فلتبايعني» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «البقرةِ» .
(9)
بابٌ: الغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الوَقْعَةَ
3125 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَوْلَا آخِرُ المُسْلِمِينَ، ما فَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ أَهْلِهَا، كَمَا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.
(10)
بابُ مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ، هَلْ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ؟
3126 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَنْ
(2)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فهو فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فمَن» .
(11)
بابُ قِسْمَةِ الإِمَامِ ما يَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَخْبَأُ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ أَوْ غَابَ عَنْهُ
3127 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مُزَرَّرَةٌ
(1)
بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَعَزَلَ منها وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَامَ على البَابِ فَقالَ: ادْعُهُ لِي. فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَأَخَذَ قَبَاءً فَتَلَقَّاهُ بِهِ، وَاسْتَقْبَلَهُ بِأَزْرَارِهِ، فَقالَ: «يَا أَبَا المِسْوَرِ
خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، يَا أَبَا المِسْوَرِ
(2)
خَبَأْتُ هَذَا لَكَ». وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شِدَّةٌ
(3)
.
وَرَوَاهُ
(4)
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ.
قالَ
(5)
حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ
(6)
: قَدِمَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ.
تَابَعَهُ
(7)
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «مُزَرَّدَةٌ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «شيءٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «رواه» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مَخْرَمةَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «وتابعه» (ن، ق).
(12)
بابٌ: كَيْفَ قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ؟ وَمَا أَعْطَى مِنْ ذَلِكَ فِي
(1)
نَوَائبِهِ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «من» .
3128 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ، حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ.
(13)
بابُ بَرَكَةِ الغَازِي فِي مَالِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوُلَاةِ الأَمْرِ
3129 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ
(2)
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الجَمَلِ، دَعَانِي فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَقالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ اليَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ اليَوْمَ مَظْلُومًا، وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَترَى يُبْقِي دَيْنُنَا
(3)
مِنْ مَالِنَا شَيْئًا؟ فَقالَ: يَا بُنَيَّ بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ
(4)
دَيْنِي. وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ، وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ
(5)
، يَقُولُ: ثُلُثُ الثُّلُثِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا فَضْلٌ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ
(6)
فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ. قالَ هِشَامٌ: وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ، خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ، وَلَهُ يَوْمَئذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ وَتِسْعُ بَنَاتٍ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ: يَا بُنَيِّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ
(7)
فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ. قالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ ما أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ
(8)
مَنْ مَوْلَاكَ؟ قالَ: اللَّهُ. قالَ: فَوَاللَّهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ، فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ، منها الغَابَةُ وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالمَدِينَةِ، وَدَارَيْنِ بِالبَصْرَةِ، وَدَارًا بِالكُوفَةِ، وَدَارًا بِمِصْرَ. قالَ: وَإِنَّمَا
(9)
كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأتِيهِ بِالمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لَا، وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ. وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ، وَلَا جِبَايَةَ خَرَاجٍ، وَلَا شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم. قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ
فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِئَتَيْ أَلْفٍ. قالَ: فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ
⦗ص: 142⦘
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَمْ على أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَهُ، فَقالَ
(10)
: مِئَةُ أَلْفٍ. فقالَ حَكِيمٌ: وَاللَّهِ ما أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ لِهَذِهِ. فقالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِئتَيْ أَلْفٍ؟ قالَ: ما أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ منه فَاسْتَعِينُوا بِي. قالَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِئةِ أَلْفٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مِئةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَامَ فَقالَ: مَنْ كَانَ لَهُ على الزُّبَيْرِ حَقٌّ فَلْيُوَافِنَا بِالغَابَةِ، فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَكَانَ لَهُ على الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِئةِ أَلْفٍ، فقالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنْ شِئتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا. قالَ: فَإِنْ شِئتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ. فَقالَ
(11)
عَبْدُ اللَّهِ: لَا. قالَ: قالَ
(12)
: فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَ مِنْ هَا هُنَا إلى هَا هُنَا. قالَ: فَبَاعَ منها فَقَضَى دَيْنَهُ فَأَوْفَاهُ، وَبَقِيَ منها أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ، فَقَدِمَ على مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ زَمعَةَ، فقالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الغَابَةُ
(13)
؟ قالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِئةَ
(14)
أَلْفٍ. قالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ. قالَ
(15)
المُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِئةِ أَلْفٍ. قالَ
(16)
عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِئةِ أَلْفٍ. وَقالَ ابْنُ زَمعَةَ
(17)
: قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِئةِ أَلْفٍ. فقالَ مُعَاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟ فَقالَ: سَهْمٌ وَنِصْفٌ. قالَ: أَخَذْتُهُ
(18)
بِخَمْسِينَ وَمِئةِ أَلْفٍ. قالَ: وَبَاعَ
(19)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مِئةِ أَلْفٍ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ، قالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا. قالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ على الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ. قالَ: فَجَعَلَ كَلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالمَوْسِمِ، فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ. قالَ: فَكَانَ
(20)
لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ
⦗ص: 143⦘
نِسْوَةٍ، وَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِئَتَا
(21)
أَلْفٍ، فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَمِئتَا أَلْفٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثكم» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أفترى دينَنا يبقي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «واقْضِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «يعني بني عبدِ الله بنِ الزبير» .
(6)
لفظة: «شيءٌ» ليست في رواية ابن عساكر.
(7)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «إنْ عجزتَ عن شيءٍ مِنه» . كتبت بالحمرة.
(8)
رسمت في (و، ق) بالتاء المبسوطة، وهو موافق لنسخة البقاعي.
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وقال: إنَّما» .
(10)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(11)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(13)
في رواية أبي ذر: «كم قَوَّمْتَ الغابةَ» .
(14)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(15)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(16)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(17)
ضبطت: «زمعة» في (ن) في الموضع الأول بفتح الميم ووفي الثاني بسكونها، وفي (و) بفتحها في الموضعين، وفي (ب، ص، ق) بسكونها.
(18)
في رواية أبي ذر: «قد أخذته» .
(19)
في رواية أبي ذر: «فباع» .
(20)
في رواية أبي ذر: «فباع» .
(21)
في رواية ابن عساكر: «كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ ومئتي» .
(14)
بابٌ: إذا بَعَثَ الإِمَامُ رَسُولًا فِي حَاجَةٍ، أَوْ أَمَرَهُ بِالمُقَامِ، هَلْ يُسْهَمُ لَهُ؟
3130 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: إِنَّمَا تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَتْ
(1)
تَحْتَهُ بِنْتُ
(2)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كان» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «ابنةُ» .
(15)
بابٌ
وَمِنَ
(1)
الدَّلِيلِ على أَنَّ الخُمُسَ لِنَوَائِبِ المُسْلِمِينَ
ما سَأَلَ هَوَازِنُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِرَضَاعِهِ فِيهِمْ
فَتَحَلَّلَ مِنَ المُسْلِمِينَ.
وَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعِدُ النَّاسَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنَ الفَيْءِ وَالأَنْفَالِ مِنَ الخُمُسِ.
وَمَا أَعْطَى الأَنْصَارَ.
وَمَا أَعْطَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ تَمْرَ خَيْبَرَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: ومن» ، وفي رواية ابن عساكر:«قالَ أبو عبد الله: ومن» ، قارن بما في السلطانية.
3131 -
3132 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:
وَزَعَمَ عُرْوَةُ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الحَكَمِ وَمِسْوَرَ
(1)
بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ حِينَ جَاءَهُ
⦗ص: 144⦘
وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَحَبُّ الحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا المَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِهِمْ» . وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَظَرَ آخِرَهُمْ
(2)
بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاؤُونَا تَائبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، مَنْ
(3)
أَحَبَّ أَنْ يُطَيِّبَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ، حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ». فقالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
(4)
لَهُمْ. فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ» . فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا فَأَذِنُوا
(5)
. فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عَنْ سَبْيِ هَوَازِنَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «والمِسْوَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «انْتَظَرَهُمْ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «لِرَسولِ اللهِ» ، زاد في (ب، ص): «صلى الله عليه وسلم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وَأَذِنُوا» .
3133 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ. قالَ: وَحَدَّثَنِي القَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الكُلَيْبِيُّ -وَأَنَا لِحَدِيثِ القَاسِمِ أَحْفَظُ- عَنْ زَهْدَمٍ قالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَأُتِيَ -ذَكَرَ دَجَاجَةً
(1)
- وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنَ المَوَالِي، فَدَعَاهُ لِلطَّعَامِ، فَقالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ
(2)
، فَحَلَفْتُ لَا آكُلُ
(3)
، فَقالَ: هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكُمْ
(4)
عَنْ ذَاكَ، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، فَقالَ:«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي ما أَحْمِلُكُمْ» . وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَسَأَلَ عَنَّا فَقالَ:
⦗ص: 145⦘
«أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرِيُّونَ؟» فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ
(5)
غُرِّ الذُّرَى، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا: ما صَنَعْنَا؟! لَا يُبَارَكُ لَنَا. فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَحْمِلَنَا، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، أَفَنَسِيتَ؟
(1)
قوله: «ذَكَرَ دَجَاجَةً» صحَّح عليه في اليونينيَّة. وفي رواية أبي ذر: «فَأُتِي ذِكْرُ دَجاجةٍ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «فَأُتِي ذَكَرُ دَجاجةٍ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «أنْ لا آكُلَ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَأُحَدِّثكم» .
(5)
بهامش اليونينية: أبو عبيد: الذَّود من إناث الإبل دون الذكور. اهـ. (ب).
3134 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً فيها عَبْدُ اللَّهِ
(1)
قِبَلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرًا
(2)
، فَكَانَتْ سِهَامُهُمُ
(3)
اثْنَيْ
(4)
عَشَرَ بَعِيرًا، أَوْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عُمَرَ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «كَثِيرةً» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سُهْمانُهُمْ» .
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اِثْنا» .
3135 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: أخبَرَنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُنَفِّلُ
(1)
بَعْضَ مَنْ يَبْعَثُ مِنَ السَّرَايَا لأَنْفُسِهِمْ خَاصَّةً، سِوَى قسْمِ
(2)
عَامَّةِ الجَيْشِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَنْتَفِلُ» .
(2)
بهامش اليونينية: في أصل ابن الحطيئة: «قَسْم» بفتح القاف. اهـ.
3136 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:
⦗ص: 146⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: بَلَغَنَا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِاليَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ، أَنَا وَأَخَوَانِ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُمَا أَبُو بُرْدَةَ وَالآخَرُ أَبُو رُهْمٍ -إِمَّا قالَ: فِي بِضْعٍ، وَإِمَّا قالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِاثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي- فَرَكِبْنَا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتُنَا إلى النَّجَاشِيِّ بِالحَبَشَةِ، وَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابَهُ عِنْدَهُ، فقالَ جَعْفَرٌ
(1)
: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنَا هَا هُنَا، وَأَمَرَنَا بِالإِقَامَةِ، فَأَقِيمُوا مَعَنَا. فَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا -أَوْ قالَ: فَأَعْطَانَا منها- وَمَا قَسَمَ لأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ منها شَيْئًا، لِمَنْ
(2)
شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ.
(1)
في (ب، ص) بضمَّةٍ واحدة نقلًا عن اليونينية.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «إلَّا لمن» .
3137 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ:
سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قَدْ جَاءَنِي
(1)
مَالُ البَحْرَيْنِ لَقَدْ
(2)
أَعْطَيْتُكَ
(3)
هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا». فَلَمْ يَجِئْ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ البَحْرَيْنِ، أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِي كَذَا وَكَذَا. فَحَثَا لِي ثَلَاثًا. وَجَعَلَ سُفْيَانُ يَحْثُو بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا. ثُمَّ قالَ لَنَا: هَكَذَا قالَ لَنَا ابْنُ المُنْكَدِرِ.
وَقالَ مَرَّةً: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَأَلْتُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقُلْتُ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ
فَلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي. قالَ: قُلْتَ: تَبْخَلُ عَلَيَّ
(4)
؟! مَا مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ.
قالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ: فَحَثَا لِي حَثْيَةً وَقالَ: عُدَّهَا.
⦗ص: 147⦘
فَوَجَدْتُهَا خَمْسَ مِئَةٍ، قالَ: فَخُذْ مِثْلَهَا مَرَّتَيْنِ
(5)
.
وَقالَ -يَعْنِي ابْنَ المُنْكَدِرِ-: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى
(6)
مِنَ البُخْلِ
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «جاءنا» ، وفي رواية ابن عساكر:«جاء» .
(2)
لفظة: «لقد» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «أُعْطِيكَ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «عنِّي» .
(5)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فخذ مِثْلَيْها» .
(6)
ضبطت في متن اليونينية بوجهين: المثبت وصحح عليه، والثاني:«أَدْوَأُ» بالهمز وصحح عليه أيضًا.
(7)
بهامش اليونينية: قالَ القاضي عياض: قوله: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ البُخْلِ» أي: أقبح، كذا يرويه المحدثون غير مهموز، والصواب:«أدوأُ» بالهمز؛ لأنَّه من الداء، والفعل منه: داء يَدَاء، مثل: نام ينام، فهو داءٍ، مثل جاءٍ، وغير المهموز، فمن دَوِيَ الرجل إذا كان به مرض باطنٌ في جوفه، مثل سمع، فهو دوٍ ودَوًى، وقالَ الأصمعي: أدا الرَّجل يَدِي إذا صار في جوفه داء، بالوجهين بالهمز والتسهيل قيَّدناه على أبي الحسين رحمه الله. اهـ. وأبو الحسين هذا هو سِرَاجُ بنُ عبد الملك بن سِرَاج (ت: 508 هـ).
3138 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا قُرَّةُ
(1)
: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ غَنِيمَةً بِالجِعْرَانَةِ، إِذْ قالَ لَهُ رَجُلٌ: اعْدِلْ. فقالَ لَهُ: «شَقِيت
(2)
إِنْ لَمْ أَعْدِلْ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ خالِدٍ» كتبت بالحمرة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين معًا: «شَقِيتَ» ، و «شَقِيتُ». وكتب بالهامش: بفتح التاء وضمها، والضمُّ أكثر. (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«قال: لقد شقيتُ» بضم التاء. وفي رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «فقالَ له: لَقَدْ شَقِيتَ» بفتح التاء.
(16)
بابُ مَا مَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الأُسَارَى
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «يُخَمَّس» بفتح الميم.
3139 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ» .
(17)
بابٌ
وَمِنَ الدَّلِيلِ على أَنَّ الخُمُسَ لِلإِمَامِ، وَأَنَّهُ يُعْطِي بَعْضَ قَرَابَتِهِ
دُونَ بَعْضٍ: ما قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي المُطَّلِبِ وَبَنِي هَاشِمٍ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ:
قالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ: لَمْ يَعُمَّهُمْ
(1)
بِذَلِكَ، وَلَمْ يَخُصَّ قَرِيبًا دُونَ مَنْ
(2)
أَحْوَجُ
(3)
إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي أَعْطَى لِمَا يَشْكُو إِلَيْهِ مِنَ الحَاجَةِ، وَلِمَا مَسَّتْهُمْ
(4)
فِي جَنْبِهِ، مِنْ قَوْمِهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «لم يَعْمُمْهُمْ» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «هُوَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «مَسَّهُمْ» .
3140 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ بَنِي المُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا، وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ!؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ
(1)
وَاحِدٌ».
قالَ
(2)
اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، وَزَادَ: قالَ
(3)
جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ
(4)
وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ.
وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عَبْدُ شَمْسٍ
(5)
وَهَاشِمٌ وَالمُطَّلِبُ إِخْوَةٌ لأُمٍّ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ،
⦗ص: 149⦘
وَكَانَ نَوْفَلُ
(6)
أَخَاهُمْ لأَبِيهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِيٌّ» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: «شيءٌ واحدٌ» كذا رُوِّيناه بالشين المعجمة والهمز بغير خلاف، ورواه بعضهم في غير الصحيح:«سِيٌّ» بالسين المهملة، أي: مثلٌ سواءٌ [في (ب، ص): وسواءٌ]، وصوَّبه الخطَّابي، وقال: كذا رواه لنا ابن صالح عن ابن المنذر، قالَ عياض: والصواب عندي رواية العامة [في (ب، ص): الكافة]. اهـ. وابن صالح شيخ الخطابي هو: الحسن بن يحيى بن صالح.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(3)
كتبت لفظة: «قال» بالحمرة في متن اليونينية.
(4)
في رواية ابن عساكر: «لعبد شمس» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قالَ ابنُ إسحاقَ: وعَبْدُ شمس» .
(6)
ضبط في (ب، ص) مصروفًا.
(18)
بابُ مَنْ لَمْ يُخَمِّسِ الأَسْلَابَ،
وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمَّسَ
(1)
، وَحُكْمِ الإِمَامِ فِيهِ
(1)
في رواية ابن عساكر: «خُمُسٍ» ، وفي رواية أبي ذر:«الخُمُسِ» كتبت بالحمرة.
3141 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ جَدِّهِ، قالَ
(1)
:
بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ
(2)
عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي
(3)
، فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ، حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ
(4)
مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، ما حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. فتعَجَّبْتُ
(5)
لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فقالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إلى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، قُلْتُ
(6)
: أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي. فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إلى رَسُولِ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَاهُ، فَقالَ:«أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟» قالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقالَ
(7)
: «هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟» قالَا: لَا. فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقالَ:«كِلَاكُمَا قَتَلَهُ» . سَلَبُهُ
(8)
لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ. وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ
⦗ص: 150⦘
وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ
(9)
.
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «نَظَرْتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وعن شِمَالِي» .
(4)
بهامش اليونينية: «أَضْلَعَ منهما» أي: أقوى (ب، ص). وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «أصْلَحَ» . قارن بما في السلطانية.
(5)
في (ن): «فَعَجِبْتُ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(6)
في رواية أبي ذر: «فقلتُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(8)
ضبَّب عليها في (ب، ص).
(9)
في رواية أبي ذر زيادة: «قالَ محمدٌ: سَمِعَ يُوسُفُ صالِحًا، وإبْراهِيمُ أباه» كتبت بالحمرة.
3142 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ
(1)
مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا التَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ عَلَا رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ
(2)
حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ
(3)
بِالسَّيْفِ على حَبْلِ عَاتِقِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ منها رِيحَ المَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ المَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ فَقُلْتُ: ما بَالُ النَّاسِ؟ قالَ: أَمْرُ اللَّهِ. ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا، وَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قالَ
(4)
: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ، فقالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي. فقالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: لَاهَا اللَّهِ إِذًا
(5)
، يَعْمِدُ
(6)
إلى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيكَ سَلَبَهُ؟! فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ» . فَأَعْطَاهُ،
⦗ص: 151⦘
فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مِخْرِفًا
(7)
فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في نسخة زيادة: «اسمُه نافِعٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاسْتَدْبَرْتُ» .
(3)
بهامش (ب، ص): راء «ضرََّبته» في اليونينية مشدَّدة.
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «الثانيةَ مِثْلَه» .
(5)
بهامش اليونينية: قالَ القاضي عياض: قوله: «لا ها الله» كذا رُوِّيناه بقصرها، و (إذًا) قالَ إسماعيل القاضي عن المازني: إن الرواية خطأ، وصوابه:«لا ها الله ذا» و «لا هاء الله ذا» و (ذا) صلة في الكلام، قال: وليس في كلامهم: «لا ها الله إذًا» وقاله أبو زيد، قالَ أبو حاتم: يقال في القسم: «لاها الله ذا» والعرب تقول: «لا هاء الله ذا» بالهمزة، والقياس ترك الهمز، والمعنى لا والله هذا ما أقسم به، فأدخل اسم الله بين (ها) و (ذا) قالَ الخليل:(ها) بتفخيم الألف تنبيه، وبالإمالة حرف هجاء. اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لا يَعمِد» . (ص) وكتبت بهامش (و) بخط متأخر، وهو موافق لما في السلطانية.
(7)
في رواية أبي ذر: «فابتعتُ مَخرَفًا» بفتح الميم، وحذف لفظة «به». وبهامش اليونينية: المخرف: بستان من نخل (ب، ص).
(19)
بابُ ما كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي المُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الخُمُسِ وَنَحْوِهِ
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3143 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ:
حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قالَ لِي: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرٌ
(1)
حُلْوٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ
(2)
نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى». قالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لَا أَرْزَأُ
(3)
أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ
(4)
أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ العَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شَيْئًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ منه
(5)
، فَقالَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، إِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْ هَذَا الفَيْءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَأخُذَهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ
(6)
بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ.
(1)
بهامش اليونينية: الخَضِر: نوع من البقول ليس من جيده. اهـ. (ب، ص) وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «خَضِرةٌ» .
(2)
بهامش اليونينية: الإشراف: التطلع إلى المال والطمع فيه. اهـ (ب، ص).
(3)
بهامش اليونينية: الرزء الأخذ، وأصله النقص. اهـ (ب، ص).
(4)
في رواية ابن عساكر: «وكان» .
(5)
لفظة: «منه» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ، وهي مكتوبة بالهامش في (ب، ص).
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «شَيْئًا» .
3144 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيَّ اعْتِكَافُ يَوْمٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَفِيَ بِهِ. قالَ: وَأَصَابَ عُمَرُ جَارِيَتَيْنِ مِنْ سَبْيِ حُنَيْنٍ، فَوَضَعَهُمَا فِي بَعْضِ بُيُوتِ مَكَّةَ. قالَ: فَمَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على سَبْيِ حُنَيْنٍ، فَجَعَلُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فقالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ مَا هَذَا؟ فَقالَ
(1)
: مَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على السَّبْيِ. قالَ: اذْهَبْ فَأَرْسِلِ الجَارِيَتَيْنِ. قالَ نَافِعٌ: وَلَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجِعْرَانَةِ، وَلَوِ اعْتَمَرَ لَمْ يَخْفَ على عَبْدِ اللَّهِ.
وَزَادَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال
(2)
: مِنَ الخُمُسِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي النَّذْرِ، وَلَمْ يَقُلْ: يَوْمٍ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يومَ» .
3145 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: حدَّثنا الحَسَنُ، قالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ رضي الله عنه قالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَكَأَنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ، فَقالَ: «إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ
(1)
وَجَزَعَهُمْ، وَأَكِلُ قَوْمًا إلى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الخَيْرِ وَالغِنَى
(2)
، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ». فقالَ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: ما أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ.
وَزَادَ
(3)
أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُولُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ بِسَبْيٍ
(4)
فَقَسَمَهُ
…
بِهَذَا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «والغِنَاء» .
(3)
في رواية أبي ذر: «زاد» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بشيءٍ» .
3146 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:
⦗ص: 153⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُعْطِي قُرَيْشًا أَتَأَلَّفُهُمْ؛ لأَنَّهُمْ
حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ».
3147 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ
(1)
، قالَ:
أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، حِينَ
(3)
أَفَاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ ما أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ المِائَةَ مِنَ الإِبِلِ، فقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟! قالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إلى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟!» قالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فقالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا، وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ؟! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُعْطِي
(6)
رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ
(7)
بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ
(8)
إلى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
؟! فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا. فقالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً
(10)
شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(11)
على الحَوْضِ». قالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عن الزهريِّ» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حيثُ» .
(4)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(6)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «إني لَأُعْطِي» .
(7)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حَدِيثِي عَهْدٍ» كتبت بالحمرة.
(8)
في رواية أبي ذر: «وتَرْجِعُوا» .
(9)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليست في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(10)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُثْرَةً» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش:«الأَثَرة» بفتح الهمزة، ومعناه أنه يُفَضَّلُ غيرُكم عليكم في نصيبه من الفيء (ب، ص).
(11)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
3148 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قالَ:
أخبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ
(1)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ النَّاسُ، مُقْبِلًا
(2)
منْ حُنَيْنٍ، عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ
(4)
«أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ العِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي
(5)
بخِيلًا، وَلَا كَذُوبًا، وَلَا جَبَانًا».
(1)
لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، ونسخة لابن عساكر:«مَقْفَلَهُ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «بِرسولِ الله» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر: «ثم قال» .
(5)
في رواية أبي ذر: «لا تجدونَنِي» .
3149 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رضي الله عنه، قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
3150 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم
(1)
حُنَيْنٍ، آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسًا فِي القِسْمَةِ، فَأَعْطَى
(2)
الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ، فَآثَرَهُمْ
(3)
يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ، قالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ القِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بها وَجْهُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ: «فَمَنْ يَعْدِلُ إذا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟!
⦗ص: 155⦘
رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».
(1)
بالرفع والنصب معًا.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَعْطَى» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وآثَرَهُمْ» .
3151 -
حدَّثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:
عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ
(1)
أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على رَأْسِي، وَهْيَ مِنِّي على ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ.
وَقالَ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتِ» .
3152 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ المِقْدَامِ: حدَّثنا الفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ: أخبَرَني نَافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ أَجْلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا ظَهَرَ على أَهْلِ
(2)
خَيْبَرَ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ اليَهُودَ مِنْهَا، وَكَانَتِ الأَرْضُ لَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلْيَهُودِ
(3)
وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ، فَسَأَلَ اليَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتْرُكَهُمْ على أَنْ يَكْفُوا العَمَلَ وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نُقِرُّكُمْ
(4)
على ذَلِكَ مَا شِئْنَا». فَأُقِرُّوا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ فِي إِمَارَتِهِ إلى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَا
(5)
.
(1)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «أرْضِ» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِلهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «نَتْرُكُكُم» .
(5)
في (و، ق): «وأريحاءَ» ، وفي رواية أبي ذر:«أو أرِيحا» .
(20)
بابُ ما يُصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ فِي أَرْضِ الحَرْبِ
3153 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
⦗ص: 156⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ
(1)
لآخُذَهُ، فَالتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحَيْتُ
(2)
مِنْهُ.
(1)
بهامش اليونينية: «نزا» : وثب إليه. (ب، ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3154 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا
العَسَلَ وَالعِنَبَ، فَنَأكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أن ابنَ عمر» .
3155 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِيَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ
(1)
خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِي الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ فَانْتَحَرْنَاهَا، فَلَمَّا غَلَتِ القُدُورُ نَادَى مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اكْفِئُوا
(2)
القُدُورَ، فَلَا تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الحُمُرِ شَيْئًا. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْنَا: إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ. قالَ: وَقالَ آخَرُونَ: حَرَّمَهَا البَتَّةَ. وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقالَ: حَرَّمَهَا البَتَّةَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَوْمُ» .
(2)
ضبطها في (و) بهمزة قطع، ونقل ذلك بهامش (ب، ص) عن الفرع، وفي رواية ابن عساكر:«أنْاكفُوا» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(1)
بابُ
(2)
الجِزْيَةِ وَالمُوَادَعَةِ مَعَ أَهْلِ الذِّمةِ والحَرْبِ
(3)
، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ
(4)
مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] أَذِلَّاءُ
(5)
، وَمَا جَاءَ فِي أَخْذِ الجِزْيَةِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالمَجُوسِ وَالعَجَمِ
وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: ما شَأْنُ أَهْلِ الشَّامِ عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ، وَأَهْلُ
(6)
اليَمَنِ عَلَيْهِمْ دِينَارٌ؟ قالَ: جُعِلَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ اليَسَار.
(1)
صحَّح على البسملة في اليونينيَّة، ولم ترد في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
ضرب في اليونينية على قوله: «الذمة و» بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «إلى قَوْلِه {وَهُمْ صَاغِرُونَ}» بدل إتمام الآية، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.
(5)
في رواية أبي ذر: «يعني: أَذِلَّاءُ» ، وفي روايته ورواية ابن عساكر زيادة:«و {الْمَسْكَنَةُ} [آل عمران: 112] مَصْدرُ المِسْكينِ، أَسْكَنُ مِن فُلان: أحْوَجُ مِنه، ولم يَذْهَبْ إلى السُّكُونِ» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3156 -
3157 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ:
سَمِعْتُ عَمْرًا قالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، فَحَدَّثَهُمَا بَجَالَةُ سَنَةَ سَبْعِينَ، عَامَ حَجَّ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ بِأَهْلِ البَصْرَةِ، عِنْدَ دَرَجِ زَمْزَمَ، قالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَمِّ الأَحْنَفِ، فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: فَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ المَجُوسِ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الجِزْيَةَ مِنَ المَجُوسِ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ
(1)
.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالصرف: «هجَرٍ» ، وعزوا رواية المنع إلى رواية أبي ذر.
3158 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ، وهو حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ إلى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو صَالَحَ أَهْلَ البَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمِ العَلَاءَ بْنَ الحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ
(1)
صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهِمِ الفَجْرَ
(2)
انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ وَقالَ:«أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ» . قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَأَبْشِرُوا
وَأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ على مَنْ كَانَ
(3)
قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا
(4)
كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوافَقَتْ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «الصبح» .
(3)
لفظة: «كان» ليست في رواية ابن عساكر.
(4)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية غير الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فتنافسوا» . قارن بما في الإرشاد.
3159 -
3160 - حدَّثنا الفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: حدَّثنا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيُّ وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ
(1)
، قالَ: بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ يُقَاتِلُونَ المُشْرِكِينَ، فَأَسْلَمَ الهُرْمُزَانُ، فَقالَ: إِنِّي مُسْتَشِيرُكَ فِي مَغَازِيَّ هَذِهِ. قالَ: نَعَمْ، مَثَلُهَا وَمَثَلُ مَنْ فيها مِنَ النَّاسِ مِنْ عَدُوِّ المُسْلِمِينَ مَثَلُ طَائِرٍ لَهُ رَأسٌ وَلَهُ جَنَاحَانِ وَلَهُ رِجْلَانِ، فَإِنْ كُسِرَ أَحَدُ الجَنَاحَيْنِ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ بِجَنَاحٍ وَالرَّأسُ
(2)
، فَإِنْ كُسِرَ الجَنَاحُ الآخَرُ نَهَضَتِ الرِّجْلَانِ وَالرَّأسُ، وَإِنْ شُدِخَ الرَّأسُ ذَهَبَتِ الرِّجْلَانِ وَالجَنَاحَانِ وَالرَّأسُ، فَالرَّأسُ كِسْرَى، وَالجَنَاحُ قَيْصَرُ، وَالجَنَاحُ الآخَرُ
⦗ص: 159⦘
فَارِسُ، فَمُرِ المُسْلِمِينَ فَلْيَنْفِرُوا إلى كِسْرَى. وَقالَ بَكْرٌ وَزِيَادٌ جَمِيعًا، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، قالَ:
فَنَدَبَنَا عُمَرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، حَتَّى إذا كُنَّا بِأَرْضِ العَدُوِّ، وَخَرَجَ
(3)
عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَقَامَ ترْجُمَانٌ فَقالَ: لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ. فقالَ المُغِيرَةُ: سَلْ عَمَّا
(4)
شِئتَ. قالَ
(5)
: ما أَنْتُمْ؟ قالَ: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ، كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ، وَبَلَاءٍ شَدِيدٍ، نَمَصُّ الجِلْدَ وَالنَّوَى مِنَ الجُوعِ، وَنَلْبَسُ الوَبَرَ وَالشَّعَرَ، وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالحَجَرَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَواتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ -تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ- إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صلى الله عليه وسلم: أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الجِزْيَةَ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا: أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إلى الجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ. فقالَ النُّعْمَانُ: رُبَّمَا أَشْهَدَكَ اللَّهُ مِثْلَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنَدِّمْكَ وَلَمْ يُخْزِكَ
(6)
، وَلَكِنِّي شَهِدْتُ القِتَالَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إذا لَمْ يُقَاتِلْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، انْتَظَرَ حَتَّى تَهُبَّ الأَرْوَاحُ، وَتَحْضُرَ الصَّلَوَاتُ.
(7)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بالجر رواية أبي ذر (ب، ص).
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «خرج» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «عَمَّ» .
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولم يحْزُنْكَ» . وضبط في (ب، ص) روايته: «ولم يُحزِنكَ» .
(7)
بهامش (ن، و): آخر الجزء السادس عشر، زاد في (ن): من أصل أصله.
(2)
بابٌ: إذا وَادَعَ الإِمَامُ مَلِكَ القَرْيَةِ، هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ لِبَقِيَّتِهِمْ؟
3161 -
حدَّثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قالَ: غَزَوْنَا
مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ
(1)
بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ
(2)
بِبَحْرِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَكَساهُ» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «لهم» كتبت بالحمرة وصحح عليها.
(3)
بابُ الوَصَايا
(1)
بِأَهْلِ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَالذِّمَّةُ: العَهْدُ، وَالإِلُّ: القَرَابَةُ.
(1)
في رواية المُستملي: «الوَصاةِ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل المستملي، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
3162 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ جُوَيْرِيَةَ بْنَ قُدَامَةَ التَّمِيمِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قُلْنَا: أَوْصِنَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ. قالَ: أُوصِيكُمْ بِذِمَّةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ.
(4)
بابُ مَا أَقْطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ البَحْرَيْنِ، وَمَا وَعَدَ مِنْ مَالِ البَحْرَيْنِ وَالجِزْيَةِ، وَلِمَنْ يُقْسَمُ الفَيْءُ وَالجِزْيَةُ؟
3163 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، قالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالبَحْرَيْنِ، فقالوا: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكْتُبَ لإِخْوَانِنَا مِنْ قُرَيْشٍ بِمِثْلِهَا. فقالَ ذَاكَ لَهُمْ ما شَاءَ اللَّهُ، على ذَلِكَ يَقُولُونَ لَهُ، قالَ: «فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أثرَةً
(1)
، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي
(2)
».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «أَثَرَة» ، و «أُثْرَة» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «علَى الحَوْضِ» .
3164 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: أخبَرَني رَوْحُ بْنُ القَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِي: «لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ البَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» . فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَ مَالُ البَحْرَيْنِ، قالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِدَةٌ فَلْيَأتِنِي. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ كَانَ قالَ لِي: «لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ البَحْرَيْنِ لأَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» . فقالَ لِي: احْثُهْ
(1)
.
⦗ص: 161⦘
فَحَثَوْتُ حَثْيَةً
(2)
، فقالَ لِي: عُدَّهَا. فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ خَمْسُ مِئَةٍ، فَأَعْطَانِي أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ
(3)
.
(1)
ضبطت في (ص، ق): «احْثُه» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: « .. فإذا هِيَ خَمْسُ مِئَةٍ، فأعطاني خَمْسَ مِئَةٍ، وأعْطانِي ألفًا وخَمْسَ مِئَةٍ» .
3165 -
وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:
عَنْ أَنَسٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقالَ:«انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ» فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي؛ إِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا. قالَ
(1)
: «خُذْ» . فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقالَ: اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ. قالَ: «لَا» . قالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قالَ: «لَا» . فَنَثَرَ منه ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ
(2)
، فَقالَ: اؤْمُرْ
(3)
بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ. قالَ: «لَا» . قالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قالَ: «لَا» . فَنَثَرَ
(4)
ثُمَّ احْتَمَلَهُ على كَاهِلِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَا زَالَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِي عَلَيْنَا؛ عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَمَّ منها دِرْهَمٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فلم يَسْتَطِعْ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَمُرْ» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «منه» ، وهي ثابتة في متن (و، ق).
(5)
بابُ إِثْمِ مَنْ قَتَلَ مُعَاهدًا بِغَيْرِ جُرْمٍ
3166 -
حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ: حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا مُجَاهِدٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا
(1)
لَمْ يَرحْ
(2)
رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ
(3)
مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُعَاهِدًا» .
(2)
بفتح الراء والكسر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و، ق): «يوجد» .
(6)
بابُ إِخْرَاجِ اليَهُودِ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ
وَقالَ عُمَرُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أُقِرُّكُمْ ما أَقَرَّكُمُ اللَّهُ بِهِ
(1)
».
(1)
لفظة: «به» ليست في رواية ابن عساكر.
3167 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي المَسْجِدِ، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«انْطَلِقُوا إلى يَهُودَ» . فَخَرَجْنَا حَتَّى
(1)
جِئْنَا بَيْتَ المِدْرَاسِ، فَقالَ: «أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هذا
(2)
الأَرْضِ، فَمَنْ يَجِدْ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «إذا» ، وهي ثابتة في متن (و، ق).
(2)
في رواية أبي ذر: «هذِه» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «ولرسوله» .
3168 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ
(2)
: سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: يَوْمُ الخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الخَمِيسِ؟! ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الحَصَا، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، ما يَوْمُ الخَمِيسِ؟ قالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقالَ:«ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» . فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فقالوا: ما لَهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ. فَقالَ: «ذَرُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي
(3)
إِلَيْهِ». فَأَمَرَهُمْ بِثَلَاثٍ، قالَ
(4)
: «أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» . وَالثَّالِثَةُ خيرٌ
(5)
، إِمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا، وَإِمَّا أَنْ قالَها فَنَسِيتُها. قالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِنْ قَوْلِ سُلَيْمَانَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن سليمان بنِ أبي مُسْلِمٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «تدعونَنِي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «ونَسِيتُ الثالثةَ» . ولفظة: «خير» ليست في روايته ولا في رواية أبي ذر.
(7)
بابٌ: إذا غَدَرَ المُشْرِكُونَ بِالمُسْلِمِينَ، هَلْ يُعْفَى عَنْهُمْ؟
3169 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني سَعِيدٌ
(1)
:
⦗ص: 163⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فيها سُمٌّ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا إِلَيَّ
(2)
مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ». فَجُمِعُوا لَهُ، فَقالَ:«إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟» فقالوا: نَعَمْ. قالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: فُلَانٌ، فَقالَ
(3)
: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ» . قَالُوا: صَدَقْتَ. قالَ: «فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟» فقالوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا
كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فقالَ لَهُمْ: «مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟» . قَالُوا: نَكُونُ فيها يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا
(4)
فِيهَا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اخْسَؤُوا فِيهَا، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فيها أَبَدًا» . ثُمَّ قالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» . فقالوا
(5)
: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ. قالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» قَالُوا
(6)
: نَعَمْ. قالَ: «مَا حَمَلَكُمْ على ذَلِكَ؟» قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ
(7)
، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بن أبي سعيد المَقْبُرِيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لِي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «تخلفوننا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قالوا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
بابُ دُعَاءِ الإِمَامِ على مَنْ نَكَثَ عَهْدًا
3170 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا عَاصِمٌ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا رضي الله عنه عَنِ القُنُوتِ، قالَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ. فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَقالَ: كَذَبَ. ثُمَّ حَدَّثَنَا
(1)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو على أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ. قالَ: بَعَثَ أَرْبَعِينَ -أَوْ سَبْعِينَ، يَشُكُّ فِيهِ- مِنَ القُرَّاءِ، إلى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَعَرَضَ لَهُمْ هَؤُلَاءِ فَقَتَلُوهُمْ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَمَا رَأَيْتُهُ وَجَدَ على أَحَدٍ ما وَجَدَ عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثَ» .
(9)
بابُ أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ
3171 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ
(1)
أَبِي طَالِبٍ أخبَرَهُ
(2)
:
أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ ابْنَةَ
(3)
أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ. فَقالَ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ» . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ
(4)
قَامَ فَصَلَّى ثَمَانَ
(5)
رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيٌّ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلَانُ بْنُ
(6)
هُبَيْرَةَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» . قالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَلِكَ
(7)
ضُحًى.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أنَّه أخبَرَه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بنتَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «غَسْلِه» بفتح الغين.
(5)
في رواية أبي ذر: «ثَمانِيَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فلانَ بنَ» .
(7)
في رواية ابن عساكر: «وذاك» .
(10)
بابٌ: ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَجِوَارُهُمْ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بها أَدْنَاهُمْ
3172 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنَا
(2)
وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:
خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقالَ: ما عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ
(3)
إِلَّا كِتَا اللَّهِ
(4)
وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. فَقالَ: فيها الجِرَاحَاتُ وَأَسْنَانُ الإِبِلِ، وَالمَدِينَةُ حَرَمٌ ما بَيْنَ عَيْرٍ إلى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فيها حَدَثًا
(5)
⦗ص: 165⦘
أَوْ آوَى فيها مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ
(6)
، وَمَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
ضبط المتن في (ب، ص): «نقرأُهُ» ، وأشار إلى أنَّ رواية أبي ذر:«نقرؤُهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «تعالى» . و «كتاب» بالرفع والنصب معًا.
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «حَدْثةً» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا يَقْبَلُ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلًا» .
(11)
بابٌ: إذا قَالُوا: صَبَأْنَا
وَلَمْ يُحْسِنُوا: أَسْلَمْنَا
(1)
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَبْرَأُ
(2)
إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ».
وَقالَ عُمَرُ: إذا قالَ: مَتْرَسْ
(3)
فَقَدْ آمَنَهُ؛ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الأَلْسِنَةَ كُلَّهَا.
وَقالَ
(4)
: تَكَلَّمْ لَا بَأْسَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، ومحتوى الباب ثابت في روايته ورواية الحَمُّويي والمُستملي.
(2)
في رواية ابن عساكر: «اللهم إنِّي أبرأ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «مِتْرَسْ» ، وفي رواية أبي ذر:«مِتَّرِسْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «أو قال» .
(12)
بابُ المُوَادَعَةِ وَالمُصَالَحَةِ مَعَ المُشْرِكِينَ بِالمَالِ وَغَيْرِهِ، وَإِثْمِ مَنْ لَمْ يَفِ
(1)
بِالعَهْدِ، وَقَوْلِهِ
(2)
: {وَإِن جَنَحُوا للسّلمِ
(3)
فَاجْنَحْ لَهَا
(4)
} الآيَةَ
(5)
[الأنفال: 61]
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُوفِ» .
(2)
لفظة: «وقوله» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «للسِّلمِ» بكسر السين وبها قرأ شعبة، و بفتح السين:«للسَّلمِ» وبها قرأ الباقون، وفي رواية أبي ذر زيادة:«جنحوا: طَلَبُوا السَّلْمَ» . قارن بما في السلطانية.
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: {وَتَؤَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
(5)
لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر.
3173 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ -هو ابْنُ المُفَضَّلِ- حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:
⦗ص: 166⦘
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إلى خَيْبَرَ، وَهْيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وهو يَتَشَحَّطُ فِي دَمٍ
(1)
قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقالَ:«كَبِّرْ كَبِّرْ» . وهو أَحْدَثُ القَوْمِ، فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا، فَقالَ: «أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ أَوْ صَاحِبَكُمْ
(2)
». قَالُوا: وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ؟ قالَ: «فَتُبْرِئُكُمْ
(3)
يَهُودُ بِخَمْسِينَ
(4)
». فقالوا: كَيْفَ نَأخُذُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟! فَعَقَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في دَمِهِ» .
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«دَمَ قاتِلِكُمْ أو صاحِبِكم» .
(3)
لم تضبط في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية من غير ضبط. اهـ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(13)
بابُ فَضْلِ الوَفَاءِ بِالعَهْدِ
3174 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ
(1)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، كَانُوا تِجَارًا بِالشَّامِ، فِي المُدَّةِ الَّتِي مَادَ
(2)
فيها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا سُفْيَانَ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنِ أُمَيَّةَ» .
(2)
بهامش (ب، ص): في اليونينية بتخفيف الدال، وفي غيرها بالتشديد. اهـ. و الشدة في (ن) حادثة.
(14)
بابٌ
(1)
: هَلْ يُعْفَى عَنِ الذِّمِّيِّ إذا سَحَرَ؟
وَقالَ ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: سُئِلَ: أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أَهْلِ العَهْدِ قَتْلٌ؟ قالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صُنِعَ لَهُ ذَلِكَ، فَلَمْ يَقْتُلْ مَنْ صَنَعَهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3175 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشَامٌ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
أَبِي:
عَنْ عَائشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(15)
بابُ
(1)
ما يُحْذَرُ
(2)
مِنَ الغَدْرِ،
وَقَوْلِهِ تَعَالَى
(3)
: {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ
(4)
} الآيَةَ [الأنفال: 62]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر: «يُحَذَّرُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقولِ اللهِ تعالى» .
(4)
في رواية ابن عساكر زيادة: «{هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ} إلى قولِه: {عَزِيزٌ حَكِيمٌ}» .
3176 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ
(1)
بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وهو فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ
(2)
، فَقالَ:
«اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ
(3)
يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ
(4)
الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«بُسْر» : بباء مضمومة، وسين مهملة. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «في قبةِ أَدَمٍ» .
(3)
بهامش اليونينية: حاشية: «مُوْتان» : بضم الميم، وهي لغة تميم، وغيرهم يفتحونها، وهو اسمٌ للطاعون أو الموت، وكذلك الموات. اهـ.
(4)
بهامش اليونينية: «كقعاص» : هو داء يأخذها، لا يُلْبِثُها، قاله أبو عبيد، ويقال بالسين أيضًا، وقيل: هو داءٌ يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق. اهـ.
(16)
بابٌ: كَيْفَ يُنْبَذُ إلى أَهْلِ العَهْدِ؟
وَقَوْلُهُ
(1)
: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء} الآيَةَ
(2)
[الأنفال: 58]
(1)
أهمل ضبطها في (ب)، وضبطها في (و) بالجر، وفي رواية أبي ذر:«وقول الله سبحانه» .
(2)
لفظة: «الآية» ليست في رواية ابن عساكر عن أبي ذر.
3177 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنَا
(1)
حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فِيمَنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى: لَا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالبَيْتِ عُرْيَانٌ -وَيَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ. وَإِنَّمَا قِيلَ: الأَكْبَرُ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الأَصْغَرُ- فَنَبَذَ أَبُو بَكْرٍ إلى النَّاسِ فِي ذَلِكَ العَامِ، فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الَّذِي حَجَّ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُشْرِكٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .
(17)
بابُ إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ،
وَقَوْلِهِ
(1)
: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ
(2)
وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} [الأنفال: 56]
(1)
في رواية أبي ذر: «وقولِ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
3178 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ. وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا» .
3179 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: ما كَتَبْنَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا القُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «المَدِينَةُ حَرَامٌ ما بَيْنَ عَائِرٍ إلى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ
(1)
حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ منه عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بها أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ منه
⦗ص: 169⦘
صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3180 -
قالَ
(1)
أَبُو مُوسَى: حدَّثنا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إذا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: إِيْ
وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ، قَالُوا: عَمَّ ذَاكَ؟ قالَ: تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَشُدُّ اللَّهُ عز وجل قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ؛ فَيَمْنَعُونَ ما فِي أَيْدِيهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «وقال» .
(18)
بابٌ
3181 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا أَبُو حَمْزَةَ، قالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، قالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: اتَّهِمُوا رَأيَكُمْ، رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ
(1)
أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا على عَوَاتِقِنَا لأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إلى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، غَيْر
(2)
أَمْرِنَا هَذَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «فلو» .
(2)
أهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (ق) بالجر، وفي باقي النسخ بالنصب.
3182 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ، قالَ:
كُنَّا بِصِفِّينَ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقالَ: أَيُّهَا النَّاس ُاتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ؛ فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
⦗ص: 170⦘
أَلَسْنَا على الحَقِّ وَهُمْ على البَاطِلِ
(1)
؟ فَقالَ: «بَلَى» . فَقالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قالَ: «بَلَى» . قالَ: فَعَلَى مَا
(2)
نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟! أَنَرْجِعُ وَلَمَّا
(3)
يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ فَقالَ: «ابْنَ
(4)
الخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا». فَانْطَلَقَ عُمَرُ إلى أَبِي بَكْرٍ فقالَ لَهُ مِثْلَ ما قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا. فَنَزَلَتْ سُورَةُ الفَتْحِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عُمَرَ إلى آخِرِهَا، فَقالَ
(5)
عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَفَتْحٌ هُوَ؟ قالَ:«نَعَمْ» .
(1)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «على باطِلٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَعَلَامَ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ولَمْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يا ابْنَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قال» .
3183 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَاتِمٌ
(1)
، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ
(2)
أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهْيَ مُشْرِكَةٌ -فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمُدَّتِهِمْ- مَعَ أَبِيهَا، فَاسْتَفْتَتْ
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهْيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟
(4)
قالَ: «نَعَمْ، صِلِيهَا» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إسماعيلَ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بنتِ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فاسْتَفْتَيْتُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فَأصِلُها؟» .
(19)
بابُ المُصَالَحَةِ على ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ أَوْ وَقْتٍ مَعْلُومٍ
3184 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ: حَدَّثَنَا
(1)
شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
⦗ص: 171⦘
حَدَّثَنِي البَرَاءُ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ، أَرْسَلَ إلى أَهْلِ مَكَّةَ، يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لَا يُقِيمَ بها إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ، وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا، قالَ: فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ
بَيْنَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَكَتَبَ: هَذَا ما قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فقالوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نَمْنَعْكَ وَلَبَايَعْنَاكَ
(3)
، وَلَكِنِ اكْتُبْ: هَذَا ما قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقالَ: «أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ» . قالَ: وَكَانَ لَا يَكْتُبُ، قالَ: فقالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُ
(4)
رَسُولُ
(5)
اللَّهِ». فقالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ
(6)
أَبَدًا. قالَ: «فَأَرِنِيهِ» . قالَ: فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. فَلَمَّا دَخَلَ وَمَضَى
(7)
الأَيَّامُ، أَتَوْا عَلِيًّا فقالوا: مُرْ صَاحِبَكَ فَلْيَرْتَحِلْ، فَذَكَرَ ذَلِكَ
(8)
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «نَعَمْ» . ثُمَّ ارْتَحَلَ
(9)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رسولَ الله» .
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَتابَعْناكَ» .
(4)
ضبطت في (ب، ص، ق) بالضم والفتح معًا.
(5)
ضبطت في (و): «رَسُولَ» ، وفي (ق) بالرفع والنصب معًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومَضَتِ» .
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «عليٌّ رضي الله عنه» .
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فارتحلَ» .
(20)
بابُ المُوَادَعَةِ مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أُقِرُّكُمْ مَا
(1)
أَقَرَّكُمُ اللَّهُ بِهِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «على ما» .
(2)
لفظة: «به» ليست في رواية ابن عساكر عن أبي ذر.
(21)
بابُ طَرْحِ جِيَفِ المُشْرِكِينَ فِي البِئْرِ، وَلَا يُؤْخَذُ لَهُمْ ثَمَنٌ
3185 -
حدَّثنا عَبْدَانُ
(1)
بْنُ عُثْمَانَ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
⦗ص: 172⦘
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ
(3)
المُشْرِكِينَ، إِذْ جَاءَ
(4)
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَا جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ
(5)
على ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأسَهُ حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام، فَأَخَذَتْ
(6)
مِنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ على مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(7)
: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ المَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ أَبَا جَهْلِ
(8)
بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ». أَوْ:«أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ» . فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيٍّ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَلَمَّا جَرُّوهُ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ قَبْلَ أَنْ يُلْقَى فِي البِئْرِ.
(1)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «عبدُ اللهِ» . وبهامش اليونينية: عبدان لقب، قاله ابنُ طاهر. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» كتبت بالحمرة.
(3)
لفظة: «مِنَ» ثابتة في رواية أبي ذر وابن عساكر، وكتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(4)
في رواية أبي ذر: «جاءه» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وقَذَفَهُ» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
قوله: «النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. قارن بما في السلطانية.
(8)
في (ب، ص) بالتنوين: «أبا جهلٍ» نقلًا عن اليونينية.
(22)
بابُ إِثْمِ الغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالفَاجِرِ
3186 -
3187 - حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ -قالَ أَحَدُهُمَا: يُنْصَبُ، وَقالَ الآخَرُ: يُرَى- يَوْمَ القِيَامَةِ، يُعْرَفُ بِهِ» .
3188 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ لِغَدْرَتِهِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زَيدٍ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «بِغَدْرَتِه» ، وفي رواية أبي ذر:«بغدرته يومَ القِيامةِ» .
3189 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» . وَقالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «إِنَّ هَذَا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فهو حَرَامٌ
بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ
(1)
، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فهو حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ». فقالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ
(2)
، قالَ:«إِلَّا الإِذْخِرَ» .
(1)
قوله: «إلى يوم القيامة» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وبُيُوتِهِم» .
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ
(2)
(1)
ما جَاءَ
(1)
فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
(2)
} [الروم: 27]
قالَ
(3)
الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَالحَسَنُ: كُلٌّ عَلَيْهِ هَيِّنٌ.
هَيْنٌ
(4)
وَهَيِّنٌ مِثْلُ لَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ، وَضَيْقٍ وَضَيِّقٍ.
{أَفَعَيِينَا} [ق: 15]: أَفَأَعْيا عَلَيْنا حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ.
{لُغُوبٌ} [فاطر: 35]: النَّصَبُ. {أَطْوَارًا} [نوح: 14]: طَوْرًا كَذا وَطَوْرًا كَذَا، عَدا طَوْرَهُ أَيْ
(5)
: قَدْرَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ ما جاء .. » .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وهَيْنٌ» .
(5)
لفظة: «أي» ليست في رواية ابن عساكر، وهي مضروب عليها في اليونينية، قارن بما في السلطانية.
3190 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما، قالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «يا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا» . قَالُوا
(1)
: بَشَّرْتَنا فَأَعْطِنَا. فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَجَاءَهُ أَهْلُ اليَمَنِ، فَقالَ:«يا أَهْلَ اليَمَنِ، اقْبَلُوا البُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْها بَنُو تَمِيمٍ» . قَالُوا: قَبِلْنَا. فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ
(2)
بَدْءَ الخَلْقِ وَالعَرْشِ،
⦗ص: 176⦘
فَجَاءَ رَجُلٌ فَقالَ: يا عِمْرَانُ، رَاحِلَتُكَ
(3)
تَفَلَّتَتْ. لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «إن راحِلَتَكَ» .
3191 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ:
أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما، قالَ: دَخَلْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالباب، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقالَ:«اقْبَلُوا البُشْرَى يا بَنِي تَمِيمٍ» . قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنا فَأَعْطِنَا. مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ
(1)
اليَمَنِ، فَقالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ
(2)
لَمْ يَقْبَلْها بَنُو تَمِيمٍ». قَالُوا: قَدْ قَبِلْنا يا رَسُولَ اللَّهِ. قَالُوا: جِئْنَاكَ
(3)
نَسْأَلُكَ
(4)
عِنْ هَذا الأَمْرِ. قالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ على المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» . فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يا ابْنَ الحُصَيْنِ. فَانْطَلَقْتُ فَإِذا هِيَ يَقْطَعُ
(5)
دُونَها السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا.
(1)
لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «إن» .
(3)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية غير الكُشْمِيْهَنِيِّ:«جئنا» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لِنَسألَكَ» .
(5)
بهامش (ق): «تَقَطَّعَ» ، وهو المثبت في متن (و).
3192 -
وَرَوَى
(1)
عِيسَى، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَامَ فِينا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا، فَأَخْبَرَنا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ
(2)
مَنْ نَسِيَهُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «وَرَواه» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أو نَسِيَهُ» .
3193 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -أُرَاهُ-: «يَقُولُ اللَّهُ: شَتَمَنِي
(2)
ابْنُ آدَمَ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي، وَتُكَذَّبَنِي
(3)
وَما يَنْبَغِي لَهُ
(4)
، أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ: إنَّ لِي وَلَدًا. وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ: لَيْسَ يُعِيدُنِي كَما بَدَأَنِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «يَشْتِمُنِي» وفي رواية أبي ذر: «قالَ رسولُ اللهِ: قال اللهُ تعالى: يَشْتِمُنِي» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «ويُكَذِّبنِي» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3194 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي» .
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بابُ ما جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(1)
{وَالسَّقْفِ
(2)
الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5]: السَّمَاءُ. {سَمْكَهَا} [النازعات: 28]: بِنَاءَهَا
(3)
، كَانَ فيها حَيَوَانٌ
(4)
. الحُبُكُ
(5)
: اسْتِوَاؤُها وَحُسْنُها {وَأَذِنَتْ} [الانشقاق: 2]: سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ. {وَأَلْقَتْ} : أَخْرَجَتْ
⦗ص: 178⦘
{مَا فِيهَا} مِنَ المَوْتَى {وَتَخَلَّتْ} [الانشقاق: 4] عَنْهُمْ. {طَحَاهَا} [الشمس: 6]: دَحَاهَا. السَّاهِرَةُ
(6)
: وَجْهُ الأَرْضِ، كَانَ فيها الحَيَوَانُ، نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «سبحانه» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«السَّقف» .
(4)
قوله: «كان فيها حيوان» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «والحُبُكُ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «{بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 14]» .
3195 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ:
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ
(2)
خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ، فَدَخَلَ على عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَها ذَلِكَ
(3)
، فقالتْ: يا أَبا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الأَرْضَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ ظَلَمَ قِيْدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «ناسِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ذاك» .
3196 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ
الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، خُسِفَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ إلى سَبْعِ أَرَضِينَ».
3197 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ
(1)
كَهَيْئَتِهِ
(2)
يَوْمَ خَلَقَ
(3)
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
(4)
، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ
(5)
مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ
⦗ص: 179⦘
وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
(1)
بهامش (ب): في اليونينية: «قد استداره» وعلى الهاء لفظة (صح) وشرح عليها القسطلاني، وقال:«قد استداره» أي: الله. لكن الذي في أصول صحيحة كثيرة: «استدار» من غير ضمير.
(2)
في رواية أبي ذر: «كهيئةِ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «اللهُ» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «والأَرَضِينَ» .
(5)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «ثَلاثٌ» . ونسبها في (ب) إلى رواية ابن عساكر فقط، وهو موافق لما في السلطانية.
3198 -
حدثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: أَنَّهُ خَاصَمَتْهُ أَرْوَى فِي حَقٍّ -زَعَمَتْ أَنَّهُ انْتَقَصَهُ لَهَا- إلى مَرْوَانَ، فقالَ سَعِيدٌ: أَنا أَنْتَقِصُ مِنْ حَقِّها شَيْئًا؟! أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» .
قالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ لِي سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: دَخَلْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(3)
بابٌ: فِي النُّجُومِ
وَقالَ قَتَادَةُ: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5] خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَها زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا، فَمَنْ تَأَوَّلَ فيها
(1)
بِغَيْرِ ذَلِكَ أَخْطَأَ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ ما لا عِلْمَ لَهُ بِهِ.
وَقالَ
(2)
ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَشِيمًا} [الكهف: 45]: مُتَغَيِّرًا. وَالأَبُّ: ما يَأكُلُ الأَنْعَامُ. الأَنَامُ
(3)
: الخَلْقُ. {بَرْزَخٌ} [المؤمنون: 100]: حَاجِبٌ
(4)
.
وَقالَ مُجَاهِدٌ: {أَلْفَافًا} [النبأ: 16] مُلْتَفَّةً. وَالغُلْبُ: المُلْتَفَّةُ.
{فِرَاشاً} [البقرة: 22]: مِهَادًا، كَقَوْلِهِ:{وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [البقرة: 36].
⦗ص: 180⦘
{نَكِدًا} [الأعراف: 58]: قَلِيلًا.
(1)
لفظة: «فيها» ثابتة في رواية الحَمُّويِي والمستملي أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «والأنامُ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«حاجِزٌ» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط ابن زيد [لعله ناسخ نسخة اليونيني: محمد بن عبد المجيد بن زيد]: وفي نسخة: «حاجز» بالزاي، وكذلك كان في الأصل، ثم أصلح:«حاجب» بالباء. اهـ.
(4)
بابُ صِفَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ
{بِحُسْبَانٍ} [الرحمن: 5] قالَ مُجَاهِدٌ: كَحُسْبَانِ الرَّحَى. وَقالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ لا يَعْدُوَانِهَا. حُسْبَانٌ: جَمَاعَةُ حِسَابٍ
(1)
، مِثْلُ شِهَابٍ وَشُهْبَانٍ.
{ضُحَاهَا} [الشمس: 1]: ضَوْؤُهَا. {أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس: 40]: لا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِما ضَوْءَ الآخَرِ، وَلا يَنْبَغِي لَهُما ذَلِكَ. {سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]: يَتَطَالَبَانِ، حَثِيثَانِ
(2)
. {نَسْلَخُ} [يس: 37]: نُخْرِجُ أَحَدَهُما مِنَ الآخَرِ وَنُجْرِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
(3)
. {وَاهِيَةٌ} [الحاقة: 16]: وَهْيُها تَشَقُّقُهَا. {أَرْجَائِهَا} [الحاقة: 17]: ما لَمْ يَنْشَقَّ مِنْهَا، فَهْيَ
(4)
على حَافَتَيْهِ
(5)
، كَقَوْلِكَ: على أَرْجَاءِ البِئْرِ. {أَغْطَشَ} [النازعات: 29] وَ {جَنَّ} [الأنعام: 76]: أَظْلَمَ.
وَقالَ الحَسَنُ: {كُوِّرَتْ} [التكوير: 1]: تُكَوَّرُ حَتَّى يَذْهَبَ ضَوْؤُهَا. {وَاللَّيْلِ وَمَا
(6)
وَسَقَ} [الانشقاق: 17]: جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ. {اتَّسَقَ} [الانشقاق: 18]: اسْتَوَى.
{بُرُوجًا} [الحجر: 16]: مَنَازِلَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ. {الْحَرُورُ
(7)
} [فاطر: 21]: بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(8)
: الحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ.
يُقَالُ: {يُولِجُ} [الحج: 61]: يُكَوِّرُ. {وَلِيجَةً} [التوبة: 16]: كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ
(9)
فِي شَيْءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «جماعةُ الحِسابِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «حَثِيثَيْنِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «يَنْسَلِخُ: يَخْرُجُ أَحَدُهُما مِنَ الآخَرِ ويَجْرِي كُلٌّ مِنْهُما» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَهْوَ» ، وقد اختل ناسخ (ب) في ضبط اختلاف الروايات في هذا الباب وتابعه محققو السلطانية.
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فهم حافَتَيْها» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «ضَوْؤُها. يُقالُ: {وَمَا وَسَقَ}» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فالحَرُورُ» .
(8)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «ورُؤْبةُ» كتبت بالحمرة.
(9)
هكذا ضبطت في (ب، ص)، وضبطت بالنصب فقط في (و، ق)، وأهمل ضبطها في (ن).
3199 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: «تَدْرِي
(1)
أَيْنَ تَذْهَبُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «فَإِنَّها تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ
(2)
لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ. فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]».
(1)
في رواية أبي ذر: «أتدري» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقالُ» .
3200 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُخْتَارِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ» .
3201 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ القَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُما آيَتَانِ
(1)
مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُمَا
(2)
فَصَلُّوا».
(1)
في رواية أبي ذر: «آيةٌ» . وعزاها في (ن) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل أبي ذر، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «رأيْتُموهُ» .
3202 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
⦗ص: 182⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ» .
(1)
قوله: «ابن أبي أويس» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
3203 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَامَ فَكَبَّرَ وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» وَقَامَ كَما هُوَ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، وَهْيَ أَدْنَى مِنَ القِرَاءَةِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهْيَ
(1)
أَدْنَى مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ: «إِنَّهُما آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُمَا
(2)
فَافْزَعُوا إلى الصَّلَاةِ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وهو» كتبت بالحمرة. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «رَأيْتُمُوها» .
3204 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ
(2)
وَلَكِنَّهُما آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذا رَأَيْتُمُوهُمَا
(3)
فَصَلُّوا».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولحياته» ، والذي في (ق، ب، ص) أنَّ قوله: «ولا لحياته» ليس في روايته.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «رأيتموها» .
(5)
بابُ ما جَاءَ فِي قَوْلِهِ: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ نُشْرًا
(1)
بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}
[الفرقان: 48]
{قَاصِفا} [الإسراء: 69]: تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ. {لَوَاقِحَ} [الحجر: 22]: مَلَاقِحَ مُلْقِحَةً. {إِعْصَارٌ} [البقرة: 266]: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الأَرْضِ إلى السَّمَاءِ كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ. {صِرٌّ} [آل عمران: 117] بَرْدٌ.
⦗ص: 183⦘
{بُشْرًا}
(2)
[الفرقان: 48]: مُتَفَرِّقَةً.
(1)
بضم النون والشين على قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.
(2)
بضم النون والشين على قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.
3205 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ» .
3206 -
حدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رَأَى مَخِيْلَةً فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ. فَعَرَّفَتْهُ
(1)
عَائِشَةُ ذَلِكَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا
(2)
أَدْرِي لَعَلَّهُ كَما قالَ قَوْمٌ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} » الآيَةَ [الأحقاف: 24].
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «وما» .
(6)
بابُ ذِكْرِ المَلائكَةِ
(1)
وَقالَ أَنَسٌ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ
(2)
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام عَدُوُّ اليَهُودِ مِنَ المَلَائكَةِ.
وَقالَ
(3)
ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} [الصافات: 165]: المَلَائِكَةُ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «صلواتُ الله عليهم» .
(2)
وضع علامة التَّخفيف على لام «سلام» في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
3207 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ.
وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ، قالَا: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنا أَنا عِنْدَ البَيْتِ بَيْنَ النَّائمِ وَاليَقْظَانِ -وَذَكَرَ
(1)
بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ- فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُلِئَ
(2)
حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ
⦗ص: 184⦘
مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ
(3)
، فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قالَ
(4)
: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ
(5)
: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ على آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فقالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ
(6)
مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(7)
- قِيلَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ على عِيسَى وَيَحْيَى فَقالَا: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ
قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ
(8)
: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ يُوسُفَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قالَ
(9)
: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ
(10)
: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(11)
- قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قِيلَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ
(12)
المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ على إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقالَ: مَرْحَبًا
(13)
مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنا السَّمَاءَ الخَامِسَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قالَ
(14)
: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ
(15)
: مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْنا على هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
(16)
، فَقالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ.
⦗ص: 185⦘
فَأَتَيْنا على السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قيلَ
(17)
: مُحَمَّدٌ- صلى الله عليه وسلم
(18)
- قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ
(19)
المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ على مُوسَى فَسَلَّمْتُ
(20)
، فَقالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَلَمَّا جَاوَزْتُ
(21)
بَكَى، فَقِيلَ: ما أَبْكَاكَ؟ قالَ: يا رَبِّ، هَذا الغُلَامُ
(22)
الَّذِي بُعِثَ بَعْدِي، يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي؟! فَأَتَيْنا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ
(23)
المَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ على إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
(24)
، فَقالَ: مَرْحَبًا بِكَ
(25)
مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. فَرُفِعَ لِيَ البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقالَ: هَذا البَيْتُ المَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إذا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا
(26)
آخِرَ ما عَلَيْهِمْ. وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذا نَبِقُها كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرٍ
(27)
، وَوَرَقُها كَأَنَّهُ آذَانُ الفُيُولِ، فِي أَصْلِها أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أَمَّا البَاطِنَانِ فَفِي الجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالفُرَاتُ
(28)
. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً
(29)
. قالَ: أَنا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَسَلْهُ. فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَها أَرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فقالَ مِثْلَهُ، فَجَعَلَها خَمْسًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقالَ: ما صَنَعْتَ؟ قُلْتُ:
جَعَلَها خَمْسًا. فقالَ مِثْلَهُ، قُلْتُ:
⦗ص: 186⦘
سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ
(30)
. فَنُودِيَ: إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا».
وَقالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«فِي البَيْتِ المَعْمُورِ» .
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يَعْني رَجُلًا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «ملآنَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مَلْأى» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «قِيلَ» .
(5)
صحَّح وضبَّب عليها في اليونينيَّة معًا، في رواية السمعاني عن أبي الوقت:«قال» وصحَّح عليها.
(6)
في رواية الأصيلي: «ومن» .
(7)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «قال» .
(9)
في رواية أبي ذر: «فأتيتُ على يوسفَ فسلَّمتُ، فقال» .
(10)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(11)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(12)
في رواية أبي ذر: «ونِعْمَ» .
(13)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية ابن عساكر عن أبي الوقت زيادة:«بِكَ» .
(14)
في رواية أبي ذر: «قيل» .
(15)
قوله: «قال: نعم. قيل» ليس في رواية أبي ذر.
(16)
لفظة: «عليه» ليست في رواية أبي ذر.
(17)
بهامش اليونينية دون رقم: «قال» . كتبت بالحمرة.
(18)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(19)
في رواية أبي ذر: «ونِعْمَ» .
(20)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْه» .
(21)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(22)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(23)
في رواية أبي ذر: «ولَنِعْمَ» .
(24)
لفظة: «عليه» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(25)
رمز على لفظة: «بك» بعلامة السقوط بالحمرة.
(26)
في (ب، ص) زيادة: «إليه» مُضبَّب ومحوق عليها.
(27)
في رواية أبي ذر: «هجرَ» ممنوعًا من الصرف.
(28)
في رواية أبي ذر: «الفرات والنيل» ، ورسم تاء «الفرات» في (ب، ص) بالمربوطة نقلًا عن اليونينية.
(29)
لفظة: «صلاةً» كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(30)
قوله: «بخير» ليس في رواية أبي ذر، وقد ضبَّب عليها في (ب، ص). (لا الحمرة إلى)
3208 -
حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ
(1)
بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ. ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى ما يَكُونُ
(2)
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ
(3)
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى ما يَكُونُ
(4)
بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «ويُؤمَرُ» .
(2)
ضبطت في (و) بالنصب والرفع معًا، وهو موافق لما في الإرشاد.
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يعمل» . وزاد في (ن، ق) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(4)
ضبطت في (و) بالنصب والرفع معًا، وهو موافق لما في الإرشاد.
3209 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ
(1)
: أخبَرَنا مَخْلَدٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَتَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذا أَحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ابنُ سلام» .
3210 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ
(1)
: حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا اللَّيْثُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
، أَنَّها سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ المَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنَانِ -وهو السَّحَابُ- فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إلى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَها مِئَةَ كَذِبَةٍ
(3)
مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ».
(1)
بهامش اليونينية: محمد هذا هو [أبو عبد الله] البخاري، [مؤلف الكتاب رضي الله عنه] قاله أبو ذر [الحافظ] الهروي. اهـ. وما بين المعقوفين زيادة من (ب، ص).
(2)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: «كذِبة» بكسر الذال. اهـ.
3211 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالأَغَرِّ
(1)
:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
«إِذا كَانَ يَوْم الجُمُعَةِ، كَانَ على كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ
(2)
، يَكْتِبُونَ
(3)
الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفُ، وَجَاؤوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «والأعرج» بدل: «والأغر» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ملائكة» .
(3)
هكذا ضبطت التاء في (ب، ص) بالكسر نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها في (ق) بالضمِّ.
3212 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا
(1)
الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ:
مَرَّ عُمَرُ فِي المَسْجِدِ، وَحَسَّانُ يُنْشِدُ، فَقالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هو خَيْرٌ مِنْكَ. ثُمَّ التَفَتَ إلى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ» ؟ قالَ: نَعَمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
3213 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:
عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ: «اهْجُهُمْ -أَوْ هَاجِهِمْ- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ» .
3214 -
وحدَّثنا
(1)
إِسْحَاقُ
(2)
: أخبَرَنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى غُبَارٍ سَاطِعٍ فِي سِكَّةِ بَنِي غَنْمٍ.
زَادَ مُوسَى: مَوْكِب
(3)
جِبْرِيلَ.
(1)
رواية أبي ذ ر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية: في نسخة: حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلَ: حدَّثنا جَرِيرٌ. وحدَّثنا إسحاق. اهـ.
(3)
ضُبطت في اليونينية بكسر الباب وفتحها وضمها معًا، وفي رواية أبي ذر:«موكبَ» بالنصب (ب، ص).
3215 -
حدَّثنا فَرْوَةُ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ يَأتِيكَ الوَحْيُ؟ قالَ: «كُلُّ ذَاكَ، يَأتِي
(1)
المَلَكُ أَحْيَانًا فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ ما قالَ، وهو أَشَدُّهُ عَلَيَّ، وَيَتَمَثَّلُ لِي المَلَكُ أَحْيَانًا رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي ما يَقُولُ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يأتيني» .
3216 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شَيْبَانُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَتْهُ خَزَنَةُ الجَنَّةِ: أَيْ فُلُ، هَلُمَّ» . فقالَ أَبُو بَكْرٍ: ذَاكَ الَّذِي لا تَوَى عَلَيْهِ. قالَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
3217 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 189⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهَا: «يا عَائشَةُ، هَذا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» . فقالتْ: وعَلَيْه السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى ما لا أَرَى. تُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
3218 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ - قالَ: وحدَّثني يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ
(1)
: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: «أَلا تَزُوْرُنا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟» قالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ
إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} الآيَةَ [مريم: 64].
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: وحدَّثنا يحيى» . كتبت بالحمرة، وضبط المتن في الإرشاد:(قال: حدَّثني) دون واو العطف، وهو موافق لما في السلطانية.
3219 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ على حَرْفٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، حَتَّى انْتَهَى إلى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» .
3220 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
(1)
: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّه: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ ما يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
⦗ص: 190⦘
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا
(3)
مَعْمَرٌ بِهَذا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَفَاطِمَةُ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ابن مقاتل» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَإِنَّ رسولَ الله» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
3221 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ أَخَّرَ العَصْرَ شَيْئًا، فقالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا
(1)
أَنَّ
(2)
جِبْرِيلَ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ عُمَرُ: اعْلَمْ ما تَقُولُ يا عُرْوَةُ. قالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ» . يَحْسُبُ
(3)
بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بتشديد الميم نقلًا عن اليونينية، وجعلت تخفيف الميم من غيرها.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالَ: فَحَسَبَ» .
3222 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ
(1)
، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «قالَ لِي جِبْرِيلُ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ» . أَوْ: «لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ» . قالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ: «وَإِنْ
(3)
».
(1)
قوله: «ابن أبي ثابت» ثابت في رواية أبي ذر، ولفظة:«ثابت» كتب بالحمرة في متن اليونينية.
(2)
بهامش اليونينية من دون رقم: «رسولُ الله» كتبت بالحمرة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3223 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «المَلَائكَةُ يَتَعَاقَبُونَ، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَالعَصْرِ
(2)
، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ،
⦗ص: 191⦘
فَيَسْأَلُهُمْ وهو أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي
(3)
؟ فَيَقُولُونَ
(4)
: تَرَكْنَاهُمْ
(5)
يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وصلاةِ العصرِ» .
(3)
لفظة: «عبادي» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وكتبت بالحمرة في متن اليونينية. قارن بما في السلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «فقالوا» .
(5)
بهامش اليونينية من غير رقم زيادة: «وهم» . كتبت بالحمرة.
(7)
بابٌ
(1)
: «إذا قالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَالمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ
(2)
فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُما
الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «آمِينَ» .
3224 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا
(1)
مَخْلَدٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ: أَنَّ القَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةً
(2)
فيها تَمَاثِيلُ، كَأَنَّها نُمْرُِقَةٌ، فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ البَابَيْنِ
(3)
، وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ، فَقُلْتُ: ما لَنا يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «ما بَالُ هَذِهِ الوِسَادَةِ؟» قالَتْ
(4)
: وِسَادَةٌ جَعَلْتُها لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا. قالَ: «أَما عَلِمْتِ أَنَّ المَلَائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ
(5)
: أَحْيُوا ما خَلَقْتُمْ؟!»
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حشوتُ وسادةً للنبي صلى الله عليه وسلم» .
(3)
هكذا في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي:«بين الناسِ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قلتُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فيقول» .
3225 -
حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبا طَلْحَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةُ تَمَاثِيلَ» .
3226 -
حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو: أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ حَدَّثَهُ: أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الجُهَنِيَّ رضي الله عنه حَدَّثَهُ -وَمَعَ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ الخَوْلَانِيُّ، الَّذِي كَانَ فِي حَجْرِ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُما زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ-:
أَنَّ أَبا طَلْحَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ» . قالَ بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ فَعُدْنَاهُ، فَإِذا نَحْنُ فِي بَيْتِهِ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ الخَوْلَانِيِّ: أَلَمْ يُحَدِّثْنا فِي التَّصَاوِيرِ؟! فَقالَ: إِنَّهُ قالَ: «إِلَّا رَقْمٌ
(1)
فِي ثَوْبٍ». أَلا سَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: بَلَى قَدْ ذَكَرَهُ
(2)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «قد ذَكَرَ» .
3227 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني عَمْرٌو
(1)
، عَنْ سَالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ قالَ: وَعَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ فَقالَ: «إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ» .
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«عُمَرُ» . وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر رحمه الله: هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. اهـ. وهو الصواب، كما سيأتي برقم:5960.
3228 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا قالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمْدُ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
3229 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ
(1)
: حدَّثنا أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ
(2)
فِي صَلَاةٍ ما دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، وَالمَلَائِكَةُ تَقُولُ:
اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ
(3)
وَارْحَمْهُ. ما لَمْ يَقُمْ مِنْ صَلَاتِهِ، أَوْ يُحْدِثْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدثنا ابنُ فليح» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أحدُكُم» بالرفع؛ لعدم وجود لفظة: «إن» في روايته.
(3)
لفظة: «اللهم» كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
3230 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ على المِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ
(1)
} [الزخرف: 77] قالَ سُفْيَانُ: فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: {وَنَادَوْا يا مَالِ} .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «يا مالِ» بالترخيم، وهي قراءة علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي الدراء رضي الله عنهم، وابن يَعْمر وابن وثَّاب والأعمش. انظر معجم القراءات: 8/ 401.
3231 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
حَدَّثَتْهُ: أَنَّها قالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ما لَقِيتُ
(2)
، وَكَانَ أَشَدُّ
(3)
ما لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي على ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنا مَهْمُومٌ على وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأسِي،
⦗ص: 194⦘
فَإِذا أَنا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذا فيها جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَما رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ
(4)
مَلَكَ الجِبَالِ، لِتَأْمُرَهُ بِما شِئْتَ فِيهِمْ. فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ. فَقالَ: ذَلِكَ فِيمَا
(5)
شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ. فَقالَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَلْ
(7)
أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
(1)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
قوله: «ما لقيت» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «أشدَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «بعثَ اللهُ إليك» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فما» .
(6)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أنا» .
3232 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 9 - 10] قالَ: حدَّثنا ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ، لَهُ سِتُّ مِئةِ جَنَاحٍ.
3233 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]. قالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ
(1)
سَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «خَضِرًا» ، وضبطت روايتهم في (ن):«خَضِيرًا» .
3234 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: أَنْبَأَنا القَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ، وَلَكِنْ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَخَلْقُهُ سَادٌّ
(1)
ما بَيْنَ الأُفُقِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، في رواية أبي ذر:«وخَلْقِه سادًّا» كتبت بالحمرة.
3235 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ بْنِ الأَشْوَعِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: فَأَيْنَ قَوْلُهُ: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]؟ قالَتْ: ذَاكَ جِبْرِيلُ، كَانَ يَأتِيهِ فِي صُورَةِ
الرَّجُلِ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ هَذِهِ المَرَّةَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ
(2)
صُورَتُهُ، فَسَدَّ الأُفُقَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «وإنَّما أتَى هذِه المرَّةَ في صُورتِه التي هُوَ» .
3236 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا جَرِيرٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:
عَنْ سَمُرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، قالَا
(1)
: الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَأَنا جِبْرِيلُ، وَهَذا مِيكَائِيلُ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «فقال» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فقالا» .
3237 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا
(1)
، لَعَنَتْها المَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ».
تَابَعَهُ أَبُو حَمْزَةَ
(2)
، وَابْنُ دَاوُدَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ.
3238 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا سَلَمَةَ، قالَ:
أخبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الوَحْيُ
(1)
فَتْرَةً، فَبَيْنا أَنا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي
(2)
⦗ص: 196⦘
بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ على كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجُئِثْتُ
(3)
مِنْهُ، حَتَّى هَوِيْتُ
(4)
إلى الأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إِلى: {فَاهْجُرْ}
(5)
[المدثر: 1 - 5]». قالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرِّجْزُ
(6)
: الأَوْثَانُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الوحيُ عنِّي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قد جاءني» .
(3)
في رواية الحَمُّويِي والمستملي: «فَجُثِثْتُ» .
(4)
ضبطت في (ب، ق) بكسر الواو وفتحها، وبهامش (ب): كسر الواو من الفرع، والصواب فتحها، وليست مضبوطة في اليونينية. اهـ. وبهامش (ق): بفتح الواو في الماضي، وكسرها في المضارع.
(5)
في رواية أبي ذر: «{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ} إلى قوله: {وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ}» وضم الراء المشددة في قوله: {وَالرُّجْزَ} قراءة حفص ويعقوب وأبي جعفر، وكسرها قراءة غيرهم.
(6)
بكسر الراء في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، وبضمها في (و)، وبهما معًا في (ق)، وأهمل ضبطها في (ن).
3239 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ -وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ- عَنْ أَبِي العَالِيَةِ:
حَدَّثَنا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى، رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ
(1)
الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ، سَبْطَ
(2)
الرَّأسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ»، فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ:{فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ} [السجدة: 23].
قالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«تَحْرُسُ المَلَائِكَةُ المَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «سَبطَ» ، وصحَّح عليها.
(8)
بابُ ما جَاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّها مَخْلُوقَةٌ
قالَ أَبُو العَالِيَةِ: {مُّطَهَّرَةٌ} [البقرة: 25] مِنَ الحَيْضِ وَالبَوْلِ وَالبُزَاقِ
(1)
.
{كُلَّمَا رُزِقُواْ} أُتُوا بِشَيْءٍ ثُمَّ أُتُوا بِآخَرَ {قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ} أُتِينَا
(2)
مِنْ قَبْلُ
⦗ص: 197⦘
{وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً} [البقرة: 25]: يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ فِي الطُّعُومِ
(3)
{قُطُوفُهَا} يَقْطِفُونَ
(4)
كَيْفَ شَاؤُوا {دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23]: قَرِيبَةٌ. الأرائكُ: السُّرُرُ.
وَقالَ الحَسَنُ: النَّضْرَةُ فِي الوُجُوهِ، وَالسُّرُورُ فِي القَلْبِ.
وَقالَ مُجَاهِدٌ: {سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 18]: حَدِيدَةُ
(5)
الجِرْيَةِ. {غَوْلٌ} : وَجَعُ
البَطْنِ
(6)
{يُنزَفُونَ} [الصافات: 47]: لا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {دِهَاقًا} [النبأ: 34]: مُمْتَلِيا، {كَوَاعِبَ} [النبأ: 33]: نَوَاهِدَ. الرَّحِيقُ: الخَمْرُ. التَّسْنِيمُ: يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الجَنَّةِ.
{خِتَامُهُ} طِينُهُ {مِسْكٌ} [المطففين: 26].
{نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن: 66] فَيَّاضَتَانِ. يُقَالُ: مَوْضُونَةٌ: مَنْسُوجَةٌ، منه وَضِينُ النَّاقَةِ. وَالكُوبُ: ما لا أُذُنَ لَهُ وَلا عُرْوَةَ، وَالأَبَارِيقُ: ذَوَاتُ
(7)
الآذَانِ وَالعُرَى. {عُرُبًا} [الواقعة: 37]: مُثَقَّلَةً، وَاحِدُها عَرُوبٌ، مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ، يُسَمِّيها أَهْلُ مَكَّةَ العَرِبَةَ، وَأَهْلُ المَدِينَةِ الغَنِجَةَ، وَأَهْلُ العِرَاقِ الشَّكِلَةَ.
وَقالَ
(8)
مُجَاهِدٌ: {رَوْحٌ} [الواقعة: 89]: جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ. وَالمَنْضُودُ: المَوْزُ. وَالمَخْضُودُ: المُوقَرُ حَمْلًا، وَيُقالُ أَيْضًا: لا شَوْكَ لَهُ. وَالعُرُبُ
(9)
: المُحَبَّبَاتُ
(10)
إلى أَزْوَاجِهِنَّ. وَيُقَالُ
(11)
: مَسْكُوبٌ: جَارٍ. {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ}
(12)
[الواقعة: 34]: بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ {لَغْوًا} بَاطِلًا {تَأْثِيمًا} [الواقعة: 25]: كَذِبًا. أفنانٌ: أَغْصَانٌ. {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن: 54]: ما يُجْتَنَى قَرِيبٌ. {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: 64]: سَوْدَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «والبُصاقِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «أُوتِينا» . قال في الفتح [6/ 320]: وهو الصواب. قال ابن التين: هو من «أُوتيتُه» بمعنى: أعطيتُه، وليس من «أتيتُه» بالقصر بمعى جئتُه. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «في الطَّعْمِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «بَطنٍ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «ذاتُ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(9)
في رواية أبي ذر: «والعُرْبُ» .
(10)
ضبطت في (و، ق) بكسر الباء المشدَّدة.
(11)
في رواية أبي ذر: «يقال» .
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3240 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا مَاتَ أَحَدُكُمْ، فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ» .
3241 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اطَّلَعْتُ فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِها الفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِها النِّسَاءَ» .
3242 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم إِذْ قالَ: «بَيْنا أَنا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الجَنَّةِ، فَإِذا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذا القَصْرُ؟ فقالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» . فَبَكَى عُمَرُ، وَقالَ عُمَرُ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟!
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
3243 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا عِمْرَانَ الجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «الخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ، طُولُهَا
(2)
فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ منها لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ
(3)
لا يَرَاهُمُ الآخَرُونَ».
⦗ص: 199⦘
قالَ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ وَالحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ:«سِتُّونَ مِيلًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» .
(2)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية [ق]:«دُرٌّ مُجَوَّفٌ، طُولُه» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أهلٍ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الحَمُّويِي بدل أبي ذر.
3244 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيْ الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنَ رَأَتْ، وَلا أُذُنَ
(1)
سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ». فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].
(1)
هكذا ضُبطت في (و، ب، ص): «عينَ
…
أذنَ»، ونقل في (ب، ص) الضبط بتنوين الضمِّ: «عينٌ
…
أذنٌ» عن غير اليونينية، ولم تتضح الحركات في (ن).
3245 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ
(1)
فيها وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فيها الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ
(2)
، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ
(3)
سُوقِهِما مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ
(4)
، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا».
(1)
ضبطت في (و، ب) بضم الصاد وكسرها معًا.
(2)
بهامش اليونينية: روي بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وسكونها. اهـ. وقد ضبطت الكلمة في متن اليونينية بالوجهين: الأول: «الأَلُوَّة» بفتح الهمزة وضمِّ اللَّام وتشديد الواو، والثاني:«الأُلْوَة» بضم الهمزة وسكون اللام وتخفيف الواو.
(3)
في رواية أبي ذر: «يَرَى مُخَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قلبُ رجلٍ واحدٍ» .
3246 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ على إِثْرِهِمْ
(1)
كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ على قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ،
⦗ص: 200⦘
لا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ منهما يُرَى مُخُّ
(2)
سَاقِها مِنْ وَرَاءِ لَحْمِها مِنَ الحُسْنِ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، لا يَسْقَمُونَ، وَلا يَمْتَخِطُونَ، وَلا يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ، وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَقُودُ
(3)
مَجَامِرِهِمُ الأَلُوَّةُ
(4)
-قالَ أَبُو اليَمَانِ: يَعْنِي العُودَ- وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ».
وَقالَ مُجَاهِدٌ: الإِبْكَارُ: أَوَّلُ الفَجْرِ، وَالعَشِيُّ: مَيْلُ الشَّمْسِ أَنْ -
(5)
تَرَاهُ
(6)
- تَغْرُبُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أَثَرِهِمْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَرَى مُخَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وُقُودُ» بضم الواو (ن، و)، وضبطت روايته في باقي الأصول:«ووَقُودُ» بالعطف وفتح الواو بعدها.
(4)
ضبطت الكلمة في متن اليونينية بالوجهين: الأول: «الأَلُوَّة» بفتح الهمزة وضم اللام وتشديد الواو، والثاني:«الأُلْوَة» بضم الهمزة وسكون اللام وتخفيف الواو.
(5)
ضبَّب هنا في اليونينيَّة بين الكلمتين.
(6)
أهمل ضبط التاء في غير (و) ونسخة البقاعي، وفي رواية أبي ذر:«إلى أن -أُراه- تغربُ» . كتبت بالحمرة.
3247 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَيَدْخُلَنَّ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا -أَوْ سَبْعُ مِئَةِ أَلْفٍ- لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وَجُوهُهُمْ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ» .
3248 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ:
حَدَّثَنا أَنَسٌ رضي الله عنه قالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُبَّةُ سُنْدُسٍ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ الحَرِيرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا، فَقالَ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» .
3249 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:
⦗ص: 201⦘
سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما
قالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَوْبٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلُوا يَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهِ وَلِينِهِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا» .
3250 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فِيهَا» .
3251 -
حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:
حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّها مِئَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا» .
3252 -
3253 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّها مِئَةَ سَنَةٍ -وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ:{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [الواقعة: 30]- وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي
(1)
الجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ تَغْرُبُ».
(1)
في (ن): «من» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأشار إليها في هامش (ق).
3254 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ على آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ على قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلا تَحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الحُورِ العِينِ، يُرَى مُخُّ
(1)
سُوقِهِنَّ
⦗ص: 202⦘
مِنْ وَرَاءِ العَظْمِ وَاللَّحْمِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «يَرَى مُخَّ» .
3255 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ:
(1)
عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ أخبَرَني قالَ:
سَمِعْتُ البَرَاءَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قالَ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3256 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَونَ
(2)
أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَما يَتَرَاءَوْنَ
(3)
الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ
(4)
، لِتَفَاضُلِ ما بَيْنَهُمْ». قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُها غَيْرُهُمْ؟ قالَ:«بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ» .
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «يتراءَيُون» كتبت بالحمرة (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«يَتَراءَوْن» (ن، و).
(3)
في رواية أبي ذر: «تَتَراءَوْن» (ب)، وهو موافق لما في السلطانية، وضبطت روايته في (ص):«يَتَراءَوْن» ، وبهامش اليونينية دون رقم:«يتراءَيون» كتبت بالحمرة.
(4)
في (و، ق): «إلى المغرب» .
(9)
بابُ صِفَةِ أَبْوَابِ الجَنَّةِ
وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ دُعِيَ مِنْ باب الجَنَّةِ» .
فِيهِ عُبَادَةُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3257 -
حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فيها بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائمُونَ» .
(1)
هذا الحديث في رواية أبي ذر مقدم على الحديثين المعلقين.
(10)
بابُ صِفَةِ النَّارِ، وَأَنَّها مَخْلُوقَةٌ
{غَسَاقًا}
(1)
[النبأ: 25] يُقَالُ: غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَيَغْسِقُ الجُرْحُ، وَكَأَنَّ الغَسَاقَ وَالغَسَقَ
(2)
وَاحِدٌ. غِسْلِينٌ: كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ منه شَيْءٌ فهو غِسْلِينَُ، فِعْلِينَُ
(3)
مِنَ الغَسْلِ مِنَ الجُرْحِ وَالدَّبَرِ.
وَقالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] حَطَبُ بِالحَبَشِيَّةِ.
وَقالَ غَيْرُهُ: {حَاصِبًا} [الإسراء: 68]: الرِّيحُ العَاصِفُ، وَالحَاصِبُ ما تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ: ذَهَبَ، وَالحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ حَصْبَاءِ
(4)
الحِجَارَةِ. صَدِيدٌ
(5)
: قَيْحٌ وَدَمٌ. {خَبَتْ} [الإسراء: 97]: طَفِئَتْ
(6)
. {تُورُونَ} [الواقعة: 71]: تَسْتَخْرِجُونَ، أَوْرَيْتُ: أَوْقَدْتُ
(7)
. {لِّلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73]: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالقِيُّ القَفْرُ.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صِرَاطُ الجَحِيمِ: سَوَاءُ الجَحِيمِ وَوَسَطُ الجَحِيمِ.
{لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ} [الصافات: 67] يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ
(8)
بِالحَمِيمِ. {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106]: صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ. {وِرْدًا} [مريم: 86]: عِطَاشًا. {غَيًّا} [مريم: 59]: خُسْرَانًا.
وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُسْجَرُونَ} [غافر: 72]: تُوقَدُ بِهِمِ
(9)
النَّارُ. {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: 35]: الصُّفْرُ، يُصَبُّ على رُؤُوسِهِمْ.
يُقَالُ: {وَذُوقُوا} [الحج: 22]: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ. مارجٌ: خَالِصٌ
⦗ص: 204⦘
مِنَ النَّارِ، مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إذا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ. مريج: مُلْتَبِس
(10)
، مَرِجَ أَمْرُ النَّاسِ: اخْتَلَطَ، {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [الرحمن: 19]. مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا.
(1)
هكذا ضبطت بتخفيف السين، وهي قراءة غير حفص وحمزة والكسائي وخلف.
(2)
في رواية أبي ذر: «والغَسِيقَ» .
(3)
هكذا في (ن) بفتح النون وضمها، وفي (و، ق): «
…
فهو غسلينٌ: فِعْلِينٌ»، وفي (ب، ص) بفتح النون وضمها: «غِسْلِينَُ:
…
فهو غِسْلِينَُ، فِعْلِينَُ».
(4)
في رواية أبي ذر: «الحَصْباء» .
(5)
في رواية أبي ذر: «{صَدِيدٍ} [إبراهيم: 16]» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في (و): «أُوْرِيَتْ: أُوْقِدَتْ» .
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويُحَرَّكُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «لهم» .
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منْتَشِرٍ» . قال في الفتح: وهو تصحيف.
3258 -
حدَّثنا أَبُو الوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الحَسَنِ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبا ذَرٍّ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقالَ:«أَبْرِدْ» . ثُمَّ قالَ: «أَبْرِدْ» . حَتَّى فَاءَ الفَيْءُ، يَعْنِي لِلتُّلُولِ، ثُمَّ قالَ:«أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» .
3259 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» .
3260 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا، فقالتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ فِي
(1)
الحَرِّ، وَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «من» .
3261 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ
(2)
: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قالَ:
كُنْتُ أُجَالِسُ
ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَأَخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقالَ: أَبْرِدْهَا
(3)
عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ؛ فَإِنَّ
⦗ص: 205⦘
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الحُمَّى
(4)
مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأبْرُدُوهَا
(5)
بِالمَاءِ»، أَوْ قالَ:«بِمَاءِ زَمْزَمَ» . شَكَّ هَمَّامٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«حدَّثني» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو العَقَدِيُّ» . كتبت بالحمرة.
(3)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: الأول المثبت، والثاني:«أبْرُدها» بوصل الهمزة وسكون الموحدة وضم الراء من الثلاثي.
(4)
في رواية أبي ذر: «هي» بدل لفظة: «الحمى» .
(5)
بهامش اليونينية: بضمِّ الراء مع الوصل، هو العالي، ويقال: بقطع الألف وكسر الراء. اهـ.
3262 -
حدثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قالَ:
أخبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الحُمَّى مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا
(2)
عَنْكُمْ بِالمَاءِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: الأول المثبت، والثاني:«فَابْرُدُوهَا» بوصل الهمزة وسكون الموحدة وضم الراء من الثلاثي.
3263 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا
(1)
بِالمَاءِ».
(1)
ضبطت في متن اليونينية بضبطين: الأول المثبت، والثاني:«فَأبْرُدُوهَا» بوصل الهمزة وسكون الموحدة وضم الراء من الثلاثي.
3264 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: عَنْ يَحْيَى: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأبْرُدُوها
(1)
بِالمَاءِ».
(1)
ضبطت في متن (ب، ص) بضبطين: الأول المثبت، والثاني:«فَأَبْرِدُوهَا» .
3265 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نَارُكُمْ
(1)
جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ». قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً! قالَ:«فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3266 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ عَطَاءً يُخْبِرُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ على المِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: 77].
3267 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائلٍ قالَ:
قِيلَ لأُسَامَةَ: لَوْ أَتَيْتَ فُلَانًا فَكَلَّمْتَهُ. قالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ؟! إِنِّي أُكُلِّمُهُ فِي السِّرِّ، دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بابًا لا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ، وَلا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا: إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ؛ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالُوا: وَما سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَما يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ
(1)
ما شَأنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأمُرُنا بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهانا
(2)
عَنِ المُنْكَرِ؟ قالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ».
رَوَاهُ غُنْدَرُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «يا فُلانُ» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وكتبت بالحمرة في متن اليونينية، وفي رواية غيره:«تَنْهَى» .
(11)
بابُ صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ
وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُقْذَفُونَ
(1)
}: يُرْمَوْنَ. {دُحُورًا} : مَطْرُودِينَ. {وَاصِبٌ} : دَائِمٌ. [الصافات: 8 - 9]
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَّدْحُورًا} [الأعراف: 18]: مَطْرُودًا.
يُقَالُ: {مَرِيدًا} [النساء: 117]: مُتَمَرِّدًا. بَتَّكَهُ: قَطَعَهُ. {وَاسْتَفْزِزْ} : اسْتَخِفَّ. {بِخَيْلِكَ} [الإسراء: 64]: الفُرْسَانُ
(2)
، وَالرَّجْلُ الرَّجَّالَةُ، وَاحِدُها رَاجِلٌ، مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ. {لأَحْتَنِكَنَّ} [الإسراء: 62]: لأَسْتَأْصِلَنَّ.
{قَرِينٌ} [الصافات: 51]: شَيْطَانٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: {وَيُقْذَفُونَ} .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الفُرْسَانِ» ، وصحَّح عليها.
3268 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
⦗ص: 207⦘
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -وَقالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ: أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائشَةَ قالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَما يَفْعَلُهُ، حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعا وَدَعَا، ثُمَّ قالَ: «أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيما فِيهِ شِفَائِي
(1)
؟ أَتَانِي رَجُلَانِ: فَقَعَدَ أَحَدُهُما عِنْدَ رَأسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فقالَ أَحَدُهُما لِلآخَرِ: ما وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ. قالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قالَ: فِيماذَا؟ قالَ: فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ
(2)
، قالَ: فَأَيْنَ هو؟ قالَ: فِي بِئرِ ذَرْوَانَ». فَخَرَجَ إِلَيْها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ، فقالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ: «نَخْلُها كَأَنَّهَا
(3)
رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ». فَقُلْتُ: اسْتَخْرَجْتَهُ؟ فَقالَ: «لَا، أَمَّا أَنا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ على النَّاسِ شَرًّا» . ثُمَّ دُفِنَتِ البِئرُ.
(1)
في (و، ق): «شفايَ» .
(2)
لفظة: «ذكر» ليست في (ب)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وجُفِّ طلعَةٍ ذكرٍ» (ن، و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وهو المثبت في متن (ص) دون عزوٍ.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «كأنَّه» .
3269 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ
(1)
، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ على قَافِيَةِ رَأسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ
(2)
عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ».
(1)
قوله: «بن أبي أويس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (ق، ب، ص): «على كل» ، وقد ضرب على لفظة:«على» ، وبهامش (ب): كذا مضروب على لفظة: «على» في اليونينية.
3270 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ
(1)
حَتَّى أَصْبَحَ، قالَ:«ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ» . أَوْ قالَ: «فِي أُذُنِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «ليلةً» .
3271 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَمَا
(1)
إِنَّ
(2)
أَحَدَكُمْ إذا أَتَى أَهْلَهُ، وَقالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا. فَرُزِقا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ
(3)
الشَّيْطَانُ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أنَّ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَضُرُّهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
3272 -
3273 - حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ، وَلا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلا غُرُوبَهَا؛ فَإِنَّهَا
تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ». أَوِ: «الشَّيْطَانِ»
(1)
. لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالَ هِشَامٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الشياطِينِ» .
3274 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(1)
، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ شَيْءٌ، وهو يُصَلِّي، فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ؛ فَإِنَّما هو شَيْطَانٌ» .
(1)
ضبَّب في (ب) على قوله: «أبي هريرة» ، وتصحفت الضبة في (ص) إلى رمز الكُشْمِيْهَنيِّ (هـ)، وفي رواية أبي ذر:«عن أبي سَعِيدٍ» ، وهو الصواب. انظر الحديث ر:509.
3275 -
وَقالَ عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
⦗ص: 209⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: وَكَّلَنِي
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَذَكَرَ الحَدِيثَ- فَقالَ: إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ
(2)
مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرُبُكَ
(3)
شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وكَلَنِي» مخففًا.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيْكَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ولا يقرَبك» بفتح الراء.
3276 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ
(1)
:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الزُّبيرِ» .
3277 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي أَنَسٍ
(1)
، مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ
(2)
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
(1)
في (ب، ص): «ابن أبي السري» ، وضرب على لفظة:«السري» ، وأصلحت في الهامش إلى المثبت، وبهامش (ب): كذا في اليونينية، مضروب على السري، ومكتوب بهامشها:«أنس» .
(2)
في رواية أبي ذر: «السماءِ» .
3278 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، قالَ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فَقالَ:
حدَّثنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ مُوسَى قالَ لِفَتَاهُ: آتِنا غَدَاءَنَا،
⦗ص: 210⦘
قالَ
(1)
: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ، وَما أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ. وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ المَكَانَ الَّذِي أَمَرَ
(2)
اللَّهُ بِهِ».
(1)
رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أمره» .
3279 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
(1)
قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إلى المَشْرِقِ، فَقالَ:«هَا، إِنَّ الفِتْنَةَ هاهُنَا، إِنَّ الفِتْنَةَ هاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» .
(1)
زاد في (ب، ص): «رضي الله عنهما» .
3280 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا
(1)
ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطَاءٌ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا اسْتَجْنَحَ
(2)
-أَوْ: كَانَ
(3)
جنْحُ اللَّيْلِ
(4)
- فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛
فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئذٍ، فَإِذا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَحُلُّوهُمْ
(5)
، وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا».
(1)
ضبَّب عليها في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثني» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الليلُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضم الجيم وفتحها، وضبطت في (و): بضم الجيم وفتحها مع سكون النون وضم الحاء وفتحها، وكتب بهامش اليونينية: قال القاضي عياض: «جَنَح الليلُ» أقبل حين تغيب الشمس، ومنه قوله:«إذا استجنح الليل، أو قال: جَنَح الليلُ» كذا لكافتهم، وعند النسفي وأبي الهيثم والحَمُّويِي:«أو كان جِنْحُ الليلِ» ويقال: جَنْحُ و جُنْح. اهـ.
(5)
هكذا في رواية المستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي:«فَخَلُّوهم» .
3281 -
حدَّثني مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ:
عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ
(2)
حُيَيٍّ، قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ مَسْكَنُها فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّها صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» . فَقالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ! قالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُما سُوءًا» ، أَوْ قالَ:«شَيْئًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدثنا محمودٌ» غير منسوب.
(2)
في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .
3282 -
حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُما احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قالَها ذَهَبَ عَنْهُ ما يَجِدُ، لَوْ قالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
(1)
، ذَهَبَ عَنْهُ ما يَجِدُ». فقالُوا لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ» . فَقالَ: وَهَلْ بِي جُنُونٌ؟!
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3283 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إذا أَتَى أَهْلَهُ قالَ:
(1)
جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنِي. فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُما وَلَدٌ لَمْ يَضُرُّ الشَّيْطَانُ، وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ».
قالَ: وَحَدَّثَنا الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ.
(1)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
3284 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا شَبابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:
⦗ص: 212⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً، فَقالَ:«إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ، يَقْطَعُ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ» . فَذَكَرَهُ.
3285 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذا قُضِيَ أَقْبَلَ، فَإِذا ثُوِّبَ بها أَدْبَرَ، فَإِذا قُضِيَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِر
(1)
بَيْنَ الإِنْسَانِ وَقَلْبِهِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذا وَكَذَا. حَتَّى لا يَدْرِي أَثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا، فَإِذا لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا، سَجَدَ سَجْدَتَيِ
السَّهْوِ».
(1)
ضبطت في (و، ب) بفتح الراء وضمها، وأهمل ضبط الراء في (ن)، وضبطها في (ص) بالنصب فقط، وكذلك ضبطها في نسخة البقاعي، لكن ضبط الطاء فيها بالضمِّ والكسر معًا، والذي في (ق) بكسر الطاء وضمها.
3286 -
حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ
(1)
حِينَ يُولَدُ، غَيْرَ
(2)
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الحِجَابِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «بِإصْبَعَيْهِ» . كتبت بالحمرة.
(2)
هكذا ضبطت في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (و) بالرفع.
3287 -
حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ
(1)
، قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ. قالَ: أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ على لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؟ حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، وَقالَ: الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ على لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم. يَعْنِي عَمَّارًا.
(1)
بهامش اليونينية: «في نسخة [زيادة]: فقلتُ: مَنْ ها هنا؟» . اهـ.
3288 -
قالَ: وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ: أَنَّ أَبا الأَسْوَدِ أخبَرَهُ عَن عُرْوَةَ
(1)
:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «المَلَائكَةُ تَتَحَدَّثُ
(2)
فِي العَنَانِ -وَالعَنَانُ الغَمَامُ- بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ، فَتَسْمَعُ
(3)
الشَّيَاطِينُ الكَلِمَةَ، فَتَقُرُّها فِي أُذُنِ
(4)
الكَاهِنِ كَما تُقَرُّ
(5)
القَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعَها مِئَةَ كَذْبَةٍ
(6)
».
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية غيره:«أخبَرَهُ عُرْوَةُ» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «تَحَدَّثُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فتَسْتَمِعُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «آذانِ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
هكذا ضبطت في (و)، وهو موافق لنسخة البقاعي والإرشاد، وفي (ب، ص) بكسر الذال، وأهمل ضبطها في (ن).
3289 -
حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ
(1)
ما اسْتَطَاعَ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إذا قالَ: هَا. ضَحِكَ الشَّيْطَانُ».
(1)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الدال وضمها معًا.
3290 -
حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قالَ: هِشَامٌ أخبَرَنَا، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْم أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ
(1)
أُخْرَاكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذا هو بِأَبِيهِ اليَمَانِ، فَقالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي. فَوَاللَّهِ ما احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فقالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ عُرْوَةُ: فَما زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ منه بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
(1)
لفظ الجلالة ثابت في رواية أبي ذر، وكتب بالحمرة في متن اليونينية.
3291 -
حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:
⦗ص: 214⦘
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ التِفَاتِ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ، فَقالَ:«هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ» .
3292 -
حدَّثنا أَبُو المُغِيرَةِ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
حَدَّثَنِي
(1)
سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا الوَلِيدُ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ:
عَنْ أَبِيهِ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذا حَلَمَ أَحَدُكُمْ
حُلمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
3293 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِئةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ
(1)
لَهُ عَدْلَ
(2)
عَشْرِ
(3)
رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِئةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأتِ أَحَدٌ بِأَفْضَل
(4)
مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كان» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
الشين ساكنة في الأصول كلها إلَّا (ن) فهي فيها مهملة، وبهامش (ب، ص): في اليونينية الشين مفتوحة. اه
(4)
ضبطت اللام في (ب، ص) بالفتح والكسر، وأهمل ضبطها في (ن، و).
3294 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قالَ: اسْتَأذَنَ عُمَرُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الحِجَابَ
(1)
، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فقالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسُولَ اللَّهِ! قالَ: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي
(2)
كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجَابَ». قالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ. ثُمَّ قالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قُلْنَ: نَعَمْ؛ أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
(3)
، ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي والمستملي: «فِي الحجابِ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «اللائِي» .
(3)
قوله: «والذي نفسي بيده» ليس في رواية أبي ذر.
3295 -
حدثني
(1)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا اسْتَيْقَظَ -أُرَاهُ- أَحَدُكُمْ
(2)
مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ
(3)
على خَيْشُومِهِ».
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «أُرَاهُ أحدكم» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي، وعزا في (و، ب، ص) عدم وجودها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدل الأصيلي. (لا الحمرة إلى)
(3)
لفظة: «يبيت» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(4)
بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. ثمَّ كتب بعدها: ومرة ثانية.
(12)
بابُ ذِكْرِ الجِنِّ وَثَوَابِهِمْ وَعِقَابِهِمْ
لِقَوْلِهِ: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي}
(1)
إلى قَوْلِهِ: {عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 130 - 132].
{بَخْسًا} [الجن: 13]: نَقْصًا.
قالَ
(2)
مُجَاهِدٌ: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات: 158]: قالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: المَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ
(3)
بَنَاتُ سَرَوَاتِ الجِنِّ. قالَ اللَّهُ: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 158] سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ. {جُندٌ مُّحْضَرُونَ
(4)
} [يس: 75]: عِنْدَ
الحِسَابِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الترجمة.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وأُمَّهاتُهُنَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «مُحْضَرٌ» .
3296 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أخْبَرَهُ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رضي الله عنه قالَ لَهُ: «إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ وَبَادِيَتِكَ، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ؛ فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلا إِنْسٌ وَلا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» . قالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(13)
وقَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وعَزَّ
(1)
: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ}
إلى قَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف: 29 - 32]
{مَصْرِفًا} [الكهف: 53]: مَعْدِلًا. {صَرَفْنَا} [الأحقاف: 29]: أَيْ وَجَّهْنَا.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه جلَّ وعزَّ» .
(14)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ}
[البقرة: 164]
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الثُّعْبَانُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ مِنْهَا.
يُقَالُ: الحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ.
{آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: 56]: فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ. يُقَالُ: {صَافَّاتٍ} بُسُطٌ أَجْنِحَتُهُنَّ {يَقْبِضْنَ} [الملك: 19]: يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.
3297 -
3298 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ على المِنْبَرِ يَقُولُ: «اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ؛ فَإِنَّهُما يَطْمِسَانِ البَصَرَ، ويُسْقِطانِ
(1)
الحَبَلَ». قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَيْنا أَنا أُطَارِدُ حَيَّةً لأَقْتُلَهَا، فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ: لا تَقْتُلْهَا. فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الحَيَّاتِ. قالَ
(2)
: إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ البُيُوتِ. وَهْيَ العَوَامِرُ.
3299 -
وَقالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: فَرَآنِي أَبُو لُبابَةَ، أَوْ زَيْدُ بْنُ الخَطَّابِ.
وَتَابَعَهُ يُونُسُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْحَاقُ الكَلْبِيُّ وَالزُّبَيْدِيُّ.
وَقالَ صَالِحٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَابْنُ مُجَمِّعٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: رَآنِي
(3)
أَبُو لُبَابَةَ وَزَيْدُ بْنُ الخَطَّابِ.
(1)
هكذا في نسخة أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«ويَسْتَسْقِطَانِ» وصحح عليها في أولها وآخرها، وضبَّب عليها في (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد، وزاد في (ب) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والمستملي: «فرآنِي» .
(15)
بابٌ: خَيْرُ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجِبَالِ
3300 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
⦗ص: 218⦘
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ
(1)
غَنَمٌ
(2)
، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «المسلم» بدل «الرجل» .
(2)
في نسخة: «غَنَمًا» .
3301 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأْسُ الكُفْرِ نَحْوَ
(1)
المَشْرِقِ، وَالفَخْرُ وَالخُيَلَاءُ
فِي أَهْلِ الخَيْلِ وَالإِبِلِ وَالفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قِبَلَ» .
3302 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قالَ: أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ، فَقالَ: «الإِيمَانُ يَمَانٍ هَاهُنَا، أَلا إِنَّ القَسْوَةَ وَغِلَظَ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنا الشَّيْطَانِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ
(1)
».
(1)
بهامش (ب، ص): ميم «مضر» مفتوحة في اليونينية.
3303 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ
(1)
فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّها رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأَى
(2)
شَيْطَانًا».
(1)
في (ب، ص): «الدِّيَكَةَ» ، وبهامشهما: هكذا التاء مفتوحة في اليونينية لا غير.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَإِنها رَأَتْ» .
3304 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا رَوْحٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطَاءٌ:
⦗ص: 219⦘
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا كَانَ جنْحُ اللَّيْلِ -أَوْ أَمْسَيْتُمْ- فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذا ذَهَبَ
(1)
سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ
(2)
، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا». قالَ: وَأخبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَ ما أخبَرَني عَطَاءٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ:«وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «ذَهَبَتْ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «فَخَلُّوهُم» .
3305 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ
(1)
خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا يُدْرَى ما فَعَلَتْ، وَإِنِّي لا أُرَاها إِلَّا الفَأرَ؛ إذا وُضِعَ لَها أَلْبَانُ الإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْ، وَإِذا وُضِعَ لَها أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْ» . فَحَدَّثْتُ كَعْبًا فَقالَ: آنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ
(2)
لِي مِرَارًا. فَقُلْتُ: أَفَأَقْرَأُ
(3)
التَّوْرَاةَ؟!
(1)
في (ب، ص): «حدَّثنا» مضروبٌ عليها، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر. وبهامش (ب): كذا في اليونينية: لفظة «حدَّثنا» مضروبٌ عليها. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
بهامش (ب، ص): بهامش الفرع ما نصه: وفي اليونينية بفتح الهمزة، ولا نعلم له وجهًا. انتهى. ولكن في اليونينية الهمزة مضمومة، لكن مُصَلَّحة بعد أن كانت مفتوحة. اهـ. وفتحها هو المثبت في (و):«أَفَأَقْرَأَ» ، ولها وجه: أن يكون المعنى أفكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُقرئُ التوراةَ، والله أعلم.
3306 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِلْوَزَغِ: «الفُوَيْسِقُ» . وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
وَزَعَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
3307 -
حدَّثنا صَدَقَةُ
(1)
: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ:
أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أخبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَها بِقَتْلِ الأَوْزَاغِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الفضل» .
3308 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ:
قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ البَصَرَ، وَيُصِيبُ الحَبَلَ
(2)
».
(1)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» (ن)، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر بدل السمعاني عن أبي الوقت، وعزاها في (و، ص) إليهما معًا.
(2)
في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة زيادة: «تابعه [عند الكُشْمِيْهَنِيِّ: تابع] حمادُ بنُ سَلَمة أبا أسامة» . انظر تغليق التعليق 3/ 518.
3309 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الأَبْتَرِ، وَقالَ:«إِنَّهُ يُصِيبُ البَصَرَ، وَيُذْهِبُ الحَبَلَ» .
3310 -
3311 - حدثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ القُشَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الحَيَّاتِ ثُمَّ نَهَى، قالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَدَمَ حَائطًا لَهُ، فَوَجَدَ فِيهِ سِلْخَ حَيَّةٍ، فَقالَ:«انْظُرُوا أَيْنَ هُوَ؟» فَنَظَرُوا، فَقالَ:«اقْتُلُوهُ» . فَكُنْتُ أَقْتُلُها لِذَلِكَ، فَلَقِيتُ
(2)
أَبا لُبابَةَ، فَأخبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تَقْتُلُوا الجِنَّانَ، إِلَّا كُلَّ أَبْتَرَ ذِي طُفْيَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ يُسْقِطُ الوَلَدَ، وَيُذْهِبُ البَصَرَ، فَاقْتُلُوهُ» .
3312 -
3313 - حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ الحَيَّاتِ. فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ البُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عَنْهَا.
(16)
بابٌ: خَمْسٌ
(1)
مِنَ الدَّوابِّ فَواسِقُ، يُقْتَلْنَ في الحَرَمِ
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: إذا وَقَعَ الذُّبابُ في شَرابِ أحَدِكم فَلْيَغْمِسْه فَإِنَّ في أحَدِ [في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: في إحدى] جَناحَيْهِ داءً وَفي الآخَرِ [في رواية السمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: وفي الأخرى] شِفاءً، وخَمْسٌ
…
». قال في الفتح: ولا معنى لذكره هنا.
3314 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ فِي الحَرَمِ: الفَأْرَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالحُدَيَّا، وَالغُرَابُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ» .
3315 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، مَنْ قَتَلَهُنَّ وهو مُحْرِمٌ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ: العَقْرَبُ، وَالفَأْرَةُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ، وَالغُرَابُ، وَالحِدَأَةُ» .
3316 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما رَفَعَهُ قالَ: «خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ العِشَاءِ
(1)
؛ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا المَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ؛ فَإِنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّما اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ البَيْتِ».
⦗ص: 222⦘
قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءٍ: «فَإِنَّ الشَّيْطانَ
(2)
».
(1)
ضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «العشاء» ، وفي رواية أبي ذر ورواية السمعاني عن أبي الوقت:«المساءِ» وصحح عليها.
(2)
في رواية أبي ذر: «فإنَّ للشَّياطينِ» كتبت بالحمرة.
3317 -
حدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاها مِنْ فِيهِ، إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا، فَابْتَدَرْنَاها لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَما وُقِيتُمْ شَرَّهَا» .
وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ. قالَ: وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا
مِنْ فِيهِ رَطْبَةً.
وَتَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ.
وَقالَ حَفْصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
3318 -
حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: أخبَرَنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْها تَأكُلُ مِنْ خشَاشِ
(1)
الأَرْضِ».
قالَ: وَحَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بكسر الخاء وضمها وفتحها.
3319 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ،
⦗ص: 223⦘
فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِها فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً».
(17)
بابٌ: إذا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ
(1)
، فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ
(2)
دَاءً وَفِي الأُخْرَى شِفَاءً
(3)
(1)
قوله: «فليغمسه» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية: «الجَنَاحُ» يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فإنهم قالوا في جمعه: أجنحة وأجنُح، فأجنحة جمع المذكر كقذال وأقذلة، وأجنح جمع المؤنث كشمال وأشملٍ. اهـ.
(3)
الباب والترجمة ثابتان في رواية أبي ذر عن الحَمُّويِي.
3320 -
حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قالَ: حدَّثني عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ
(1)
؛ فَإِنَّ فِي إِحْدَى
(2)
جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالأُخْرَى
(3)
شِفَاءً».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويِي والمستملي: «لِيَنْتَزِعْه» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3321 -
حدَّثنا الحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«غُفِرَ لاِمْرَأَةٍ مُومِسَةٍ، مَرَّتْ بِكَلْبٍ على رَأسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ -قالَ: - كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ المَاءِ، فَغُفِرَ لَها بِذَلِكَ» .
3322 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ كَما أَنَّكَ هَاهُنَا: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
⦗ص: 224⦘
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ» .
3323 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الكِلَابِ.
3324 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
(1)
: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا يَنْقُصْ
(2)
مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ
يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ».
(1)
بهامش اليونينية بمحاذاة هذا الحديث: «لَيس عند أبي الهيثم» كتبت بالحمرة (ن، و)، والذي في (ب، ص) أن التعليق كتب بهامشها بمحاذاة حديث عبد الله بن يوسف السابق.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3325 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، قالَ: أخبَرَني يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، قالَ: أخبَرَني السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ:
سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ أَبِي زُهَيْرٍ الشَّنَئِيَّ
(1)
: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، لا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» . فقالَ السَّائبُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: إِيْ وَرَبِّ هَذِهِ القِبْلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الشَّنَوِيَّ» .
(1)
بابُ
(1)
: خَلْقِ آدَمَ صَلواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ
{صَلْصَال
(2)
} [الحجر: 26]: طِين
(3)
خُلِطَ بِرَمْلٍ، فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ، وَيُقَالُ: مُنْتِنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ، كَمَا يُقَالُ
(4)
: صَرَّ الْبَابُ وَصَرْصَرَ عِنْدَ الإِغْلَاقِ، مِثْلُ كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ. {فَمَرَّتْ بِهِ} [الأعراف: 189]: اسْتَمَرَّ بِهَا الْحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ. {أَلاَّ تَسْجُدَ} [الأعراف: 12]: أَنْ تَسْجُدَ.
(1)
بهامش اليونينية: في نسخة صحيحة: كتاب الأنبياء صلوات الله عليهم. اهـ. يعني قبل الباب.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «صَلْصَالٍ» ، و «صَلْصَالٌ» .
(3)
ضُبطت في (و، ق): «طِينٍ» و «طِينٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تقول» .
(1 م)
بابُ
(1)
قَوْلِ
(2)
اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4]: إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ. {فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ. وَ {وَرِيشًا
(3)
} [الأعراف: 26]: الْمَالُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ وَاحِدٌ، وَهْوَ مَا ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ.
{مَا تُمْنُونَ} [الواقعة: 58]: النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 8]: النُّطْفَةُ
(4)
فِي الإِحْلِيلِ. كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهْوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالْوَتْرُ
(5)
: اللَّهُ عز وجل. {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]: فِي أَحْسَنِ خَلْقٍ.
⦗ص: 226⦘
{أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5]: إِلَّا مَنْ آمَنَ. {خُسْرٍ} [العصر: 2]: ضَلَالٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى
(6)
إِلَّا مَنْ آمَنَ.
{لَازِبٍ} [الصافات: 11]: لَازِمٌٍ. {نُنشِئَكُمْ} [الواقعة: 61]: فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ. {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30]: نُعَظِّمُكَ.
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37]: فَهوَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} [الأعراف: 23].
{فَأَزَلَّهُمَا} [البقرة: 36]: فَاسْتَزَلَّهُمَا. وَ {يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]: يَتَغَيَّرْ
(7)
. آسِنٌ: مُتَغَيِّرٌ، وَالْمَسْنُونُ: الْمُتَغَيِّرُ. {حَمَإٍ} [الحجر: 26]: جَمْعُ حَمأَةٍ، وَهْوَ الطِّينُ الْمُتَغَيِّرُ. {يَخْصِفَانِ} [الأعراف: 22]: أَخْذُ الْخِصَافِ. {مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف: 22] يُؤَلِّفَانِ الْوَرَقَ وَيَخْصِفَانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ. {سَوْءَاتُهُمَا} [الأعراف: 22]: كِنَايَةٌ عَنْ فَرْجِهِمَا
(8)
. {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف: 24]: هَاهُنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إِلَى مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُ. {قَبِيلُهُ} [الأعراف: 27] جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقول» .
(3)
على قراءة عثمان بن عفان وابن عباس رضي الله عنهم والحسن ومجاهد وقتادة والسدي والمفضل عن عاصم والأصمعي عن أبي عمرو وجماعة غيرهم [كما في معجم القراءات 3/ 26]، وفي رواية أبي ذر:«{وَرِيشًا}» على القراءة المتواترة.
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال مجاهد: {عَلَى رَجْعِهِ}: النطفة» ، ورمز في (ن، ق) على لفظة: «على» إلى أنَّها ثابتة عند الحَمُّويي، وضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «إنه» وهو موافق لما في السلطانية، ولعل رمز الحَمُّويي تصحف عليهما.
(5)
ضبطت في (و) بكسر الواو، وفي (ب، ص) بهما معًا.
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «فقال» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية أبي ذر: «يَتَسَنَّهُ: يَتَغَيَّرُ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «فَرْجَيْهِما» .
3326 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلَائكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ
(2)
، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3327 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ
⦗ص: 227⦘
وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ -الأَنْجُوجُ
(1)
، عُودُ الطِّيبِ- وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الْأَلَنْجُوجُ» .
3328 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي
(1)
مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغَسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ:«نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ» . فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَبِمَا يُشْبِهُ الْوَلَدُ؟!» .
(1)
في (ب، ص): «يسْتَحْيِي» بالتاء والياء معًا: وبهامشهما: كذا في اليونينية، نقطتان من أسفل، ونقطتان من فوق. اهـ.
3329 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبرنا الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: أَوَّلُ
(2)
أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ؟ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ» . قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الْوَلَدِ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ الْمَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ، وَإِذَا سَبَقَ
(3)
مَاؤُهَا
(4)
كَانَ الشَّبَهُ لَهَا». قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ. فَجَاءَتِ الْيَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَيْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
⦗ص: 228⦘
سَلَامٍ؟» قَالُوا: أَعْلَمُنَا، وَابْنُ أَعْلَمِنَا، وَأَخْبَرُنَا، وَابْنُ أَخْبَرِنا
(5)
. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفَرَأَيْتُمْ أَنْ
(6)
أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ؟» قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا. وَوَقَعُوا فِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال: ما أوَّلُ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «اسْتَبَقَتْ» . كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«سَبَقَتْ» .
(4)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، في رواية أبي ذر:«وأخْيَرُنا وابنُ أخْيَرِنا» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنْ» .
3330 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ:
أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ. يَعْنِي: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ
(1)
أُنْثَى زَوْجَهَا».
(1)
بهامش (ب، ص): في اليونينية الخاء ساكنة والنون مضمومة. اهـ. أي: من الخنا، وهو الفحش وسوء الخلق.
3331 -
حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُوسَى بْنُ حِزَامٍ
(1)
، قَالَا: حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ؛
(2)
فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3332 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(1)
وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ
(2)
يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ عَمَلَهُ، وَأَجَلَهُ، وَرِزْقَهُ
(3)
، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ،
⦗ص: 229⦘
فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ. وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ».
(1)
صحح عليها في (ن)، وفي باقي الأصول:«صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وإنَّ أحَدَكُمْ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وإنَّ خَلْقَ أحدِكم» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ» . بالبناء للمفعول.
3333 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ
(1)
، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهَا قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ؟ يَا رَبِّ أُنْثَى؟ يَا رَبِّ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ».
(1)
ضبطت في (ق، ب) هي وما بعدها بالرفع والنصب معًا.
3334 -
حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ:
عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ: «أَنَّ
(1)
اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «إنَّ» . (ب، ص).
3335 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قَالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ» .
(2)
بابٌ: الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ
3336 -
قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
عَنْ عَمْرَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ» .
⦗ص: 230⦘
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بِهَذَا.
(3)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}
[هود: 25]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَادِئَ
(1)
الرَّأْيِ} [هود: 27]: مَا ظَهَرَ لَنَا. {أَقْلِعِي} [هود: 44]: أَمْسِكِي. {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40]: نَبَعَ الْمَاءُ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأَرْضِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الجُودِيُّ: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ. دَأْبٌ: مِثْلُ حَالٍ
(2)
.
(1)
بالهمز، وهي قراءة أبي عمرو.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «{دَأْبٌ}: حَالٌ» .
(3 م)
بابُ
(1)
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(2)
: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأتِيَهُم
(3)
عَذَابٌ أَلِيمٌ}
(4)
[نوح: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 71 - 72]
(5)
.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية ابن عساكر عن أبي ذر.
(2)
قوله: «قولِ الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر، وفي (و) أنَّه ليس في رواية ابن عساكر أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(4)
قوله: {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ليس في رواية أبي ذر.
(5)
قوله: ({وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الْمُسْلِمِينَ}) ثابت في رواية أبي ذر وابن عساكر أيضًا. ورمز على الباب والترجمة كلها بعلامة السقوط بالحمرة.
3337 -
حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَالِمٌ:
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: «إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ
(1)
نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ
⦗ص: 231⦘
لَكُمْ
(2)
فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
لفظة: «لكم» ليست في رواية ابن عساكر.
3338 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ، مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ
(2)
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ: إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي
(3)
أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ».
(1)
في (و، ب، ص): «رَسُولُ اللَّهِ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «تِمْثالُ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «فإني» .
3339 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ. فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ. فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتُهُ. فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهْوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ» .
3340 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: حدَّثنا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي دعْوَةٍ
(2)
، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً
(3)
، وَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ الناسِ
(4)
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَنْ
(5)
؟ يَجْمَعُ اللَّهُ
⦗ص: 232⦘
الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمُ
الدَّاعِي، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ، إِلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُ
(6)
الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ
(7)
، نَفْسِي نَفْسِي
(8)
، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ. فَيَأتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَمَا
(9)
تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي
(10)
، ائْتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَأتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهُ
(11)
». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَا أَحْفَظُ سَائِرَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا» . قارن بما في الإرشاد.
(2)
دال «دعوة» مكسورة ومفتوحة.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَنَهَشَ مِنها نَهْشةً» . قارن بما في الإرشاد.
(4)
في (ب، ص): «الْقَوْمِ» مُضبَّب عليها، وأشارا في الهامش للمثبت، مصححًا عليها.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِمَ» ، وزاد في (ن، و، ق) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا. كتبت بالحمرة. وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي: «ثُمَّ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «أبو» (ن، ق، ص)، وهو المثبت في متن (و) دون ذكر اختلاف.
(7)
في رواية أبي ذر: «فَعَصَيْتُ» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَا» .
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (ب، ص): «كذا في اليونينية الهاء مضمومة، وفي فرعين الهاء ساكنة. اهـ. وبالسكون ضبطت في (ن).
3341 -
حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ
(1)
: أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17] مِثْلَ قِرَاءَةِ الْعَامَّةِ.
(1)
قوله: «بن نصر» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
بابٌ
(1)
: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ
(2)
. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ. اللهُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ
(3)
آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ. إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلِصِينَ
(4)
. وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}
(5)
{سَلَامٌ عَلَى آلِ
(6)
يَاسِينَ. إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُومِنِيْنَ} [الصافات: 123 - 132].
يُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ اليَاسَ
(7)
هُوَ إِدْرِيسُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}» بدل إتمام الآيات.
(3)
بالرفع على قراءة غير حفص وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وقرأ هؤلاء بالنصب، وهو المثبت في متن (و).
(4)
أهمل ضبطها في (ن، و)، والمثبت موافق لما في (ب، ص)، وبه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بكسر اللام.
(5)
في رواية الأصيلي زيادة: «قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ» . قارن بما في السلطانية.
(6)
بمد الهمزة على قراءة نافع وابن عامر ويعقوب، وقرأ الباقون بكسر الهمزة، وضبطت في (ق، ص) بالوجهين معًا.
(7)
في (ق، ص): «إلياس» .
(5)
بابُ
(1)
ذِكْرِ إِدْرِيسَ عليه السلام
(2)
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(2)
في حاشية رواية ابن عساكر زيادة: «وهو جَدُّ أبي نُوحٍ، ويقال: جدُّ نوحٍ عليهما السلام» .
3342 -
قَالَ
(1)
عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
(2)
(ح) حَدَّثَنَا
(3)
أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ
(4)
:
كَانَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فُرِجَ سَقْفُ
(5)
بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا
(6)
، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى
⦗ص: 234⦘
السَّمَاءِ الدُّنْيَا
قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا
(7)
جِبْرِيلُ. قَالَ: مَعَكَ
(8)
أَحَدٌ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَافْتَحْ. فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ
(9)
إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ. فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ فَفَتَحَ». قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي السَّمَوَاتِ إِدْرِيسَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ لِي كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ
(10)
آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ. وَقَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِإِدْرِيسَ قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ. ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ
(11)
: هَذَا مُوسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عِيسَى. ثُمَّ مَرَرْتُ بِإبرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالاِبْنِ الصَّالِحِ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ
(12)
الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولَانِ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ عُرِجَ بِي
(13)
، حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى
(14)
أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقْلَامِ». قَالَ ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ
⦗ص: 235⦘
بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنهما: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ
(15)
مُوسَى: مَا الَّذِي فَرَضَ
(16)
عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ
(17)
صَلَاةً، قَالَ: فَرَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ
(18)
، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ
(19)
؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهْيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ. فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي. ثُمَّ انْطَلَقَ
(20)
حَتَّى أَتَى السِّدْرَةَ
(21)
الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ
ثُمَّ أُدْخِلْتُ
(22)
، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر زيادة: «قال أنسُ بن مالك» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «وحدَّثنا» دون رمز التحويل، وفي رواية أبي ذر:«وأخبَرَنا» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مالك
(5)
في رواية أبي ذر: «عن سقْفِ» .
(6)
في رواية ابن عساكر: «ممتلئٍ الحكمة والإِيمان» .
(7)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية ابن عساكر: «ما مَعَكَ» .
(9)
في رواية أبي ذر زيادة: «الدُّنيا» .
(10)
في رواية أبي ذر: «قد وجد» .
(11)
في رواية أبي ذر: «فقلت: من هذا؟ فقال» .
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، في رواية أبي ذر وابن عساكر:«وأبا حَبَّةَ» . قال في الإرشاد: وهو الصواب.
(13)
في رواية أبي ذر: «عَرَجَ بي جِبْرِيلُ» .
(14)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«بِمُسْتَوًى» . كتبت بالحمرة.
(15)
في رواية ابن عساكر: «وقال» .
(16)
في رواية أبي ذر: «فُرِضَ» بالبناء للمفعول.
(17)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فُرِضَ عليهم خَمسون» .
(18)
لفظة: «ذلك» ليست في رواية أبي ذر.
(19)
في رواية ابن عساكر: «فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ ذلك، فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَها، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فأخْبَرْتُهُ، فقال: رَاجِعْ رَبَّكَ» .
(20)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(21)
بهامش اليونينية دون رقم: «إلى السدرةِ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«حتى أتى بِي السدرةَ» ، وفي رواية ابن عساكر:«حتى أتى بِي سِدْرةَ» .
(22)
ضبَّب على التاء في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر زيادة:«الْجَنَّةَ» ، وهي ثابتة في متن (و، ق).
(6)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ
(1)
} [الأعراف: 65]، وَقَوْلِهِ:{إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف: 21 - 25]
فِيهِ عَنْ عَطَاءٍ وَسُلَيْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «{قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ}» ليس في رواية أبي ذر.
(6 م)
بابُ قَوْلِ
(1)
اللَّهِ عز وجل: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ}
شَدِيدَةٍ.
{عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6] قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَتَتْ عَلَى الْخُزَّانِ. {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} مُتَتَابِعَةً {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} أُصُولُهَا. {فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 7 - 8] بَقِيَّةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقول» ، ولفظة:«باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
3343 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3344 -
وَقَالَ
(1)
ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَرْبَعَةِ
(2)
: الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا؟! قَالَ: «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ» . فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ
(3)
الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: «مَنْ يُطِعِ
(4)
اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ؟! أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي
(5)
؟!». فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ -أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ
(6)
هَذَا -أَوْ: فِي عَقِبِ هَذَا- قَوْمٌ
(7)
يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ
⦗ص: 237⦘
أَهْلَ الإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «قَالَ: وقالَ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أربعةٍ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُطِيعُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ولَا تَأْمَنُونَنِي» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «صِئصِئِ» بالصاد المهملة.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3345 -
حدَّثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 22].
(7)
بابُ قِصَّةِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ
(1)
مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
(2)
} [الكهف: 94].
قَوْلُ اللَّهِ
(3)
تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ
(4)
قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
(5)
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ
فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}
(6)
إِلَى قَوْلِهِ: {آتُونِي
(7)
زُبَرَ الْحَدِيدِ}
(8)
وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ، وَهْيَ الْقِطَعُ. {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصُّدُفَيْنِ
(9)
} يُقَالُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْجَبَلَيْنِ.
⦗ص: 238⦘
وَالسُّدَّيْنِ
(10)
الْجَبَلَيْنِ. {خَرْجًا} أَجْرًا. {قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} اصْبُبْ رَصَاصًا
(11)
، وَيُقَالُ: الْحَدِيدُ، وَيُقَالُ: الصُّفْر. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النُّحَاسُ.
{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ} يَعْلُوهُ، اسْتَطَاعَ
(12)
اسْتَفْعَلَ، مِنْ أَطَعْتُ
(13)
لَهُ، فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ. {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا
(14)
} أَلْزَقَهُ بِالأَرْضِ، وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا، وَالدَّكْدَاكُ مِنَ الأَرْضِ مِثْلُهُ، حَتَّى صَلُبَ مِنَ الأَرْضِ
(15)
وَتَلَبَّدَ. {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: 83 - 99]
{حَتَّى
(16)
إِذَا فُتِحَتْ يَأجُوجُ وَمَأجُوجُ
(17)
وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء: 96] قَالَ قَتَادَةُ: {حَدَبٍ} : أَكَمَةٍ
(18)
.
قَالَ
(19)
رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ السَّدَّ
(20)
مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ. قَالَ: «رَأَيْتَهُ» .
(1)
بلا همز على قراءة العامة غير عاصم.
(2)
الباب والترجمة ليسا في رواية كريمة، ومن قوله:«قصة .. » إلى قوله: «{مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية ابن عساكر: «بابُ قولِ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {سَبَبًا} طَرِيقًا» بدل إتمام الترجمة.
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قولِه: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}» بدل إتمام الترجمة.
(6)
في متن (و، ب، ص) زيادة: «{فَأَتْبَعَ سَبَبًا}» ، وفي رواية [ق] بدلها:«طريقًا» .
(7)
في (ب، ص): «{ائتوني}» . وبهامشهما: كذا في اليونينية. اهـ. وهي قراءة شعبة عن عاصم.
(8)
في رواية ابن عساكر زيادة: «زبر الحديد» (ب)، وبهامشها: كذا في اليونينية بتكرير «زبر الحديد» وهو كذلك في أصل صحيح، وزاد بعده:«وَاحِدُهُ زُبْرَةٌ، وَهْيَ الْقِطَعُ» . اهـ.
(9)
بضم الصاد والدال على قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، وفي رواية أبي ذر:«الصَّدَفَين» بفتحهما على قراءة حفص.
(10)
في رواية أبي ذر: «والسَّدَّيْنِ» بفتح السين.
(11)
في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «أَصُبُّ رصاصًا» ، وفي رواية أبي ذر:«أَصُبُّ عليه قِطْرًا» .
(12)
في رواية أبي ذر: «اسْطاعَ» .
(13)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «طُعْتُ» .
(14)
بتنوين الكاف من غير همز. على قراءة غير الكوفيين.
(15)
قوله: «من الأرض» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(16)
في رواية ابن عساكر: «باب: {حَتَّى}» .
(17)
بلا همز على قراءة العامة غير عاصم.
(18)
في رواية أبي ذر: «حَدَبٌ: أكمةٌ» .
(19)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(20)
في رواية أبي ذر: «السُّدَّ» بضم السين.
3346 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ:
⦗ص: 239⦘
عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ
(2)
جَحْشٍ رضي الله عنهن: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» . وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ
(3)
الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ
(4)
زَيْنَبُ ابْنَةُ
(5)
جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ:«نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بنتِ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بِإصْبَعَيْه» بالتثنية.
(4)
في رواية أبي ذر: «فقالت» .
(5)
في رواية أبي ذر: «بنتُ» .
3347 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ
(1)
، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«فَتَحَ اللَّهُ مِنْ رَدْمِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلَ هَذَا» . وَعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعِينَ
(2)
.
3348 -
حدثني
(1)
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ
(2)
: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ: {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ
(3)
الْوَاحِدُ؟ قَالَ:
«أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ
(4)
وَمِنْ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ أَلْفٌ
(5)
». ثُمَّ قَالَ:
⦗ص: 240⦘
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي
(6)
أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:«أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ:«أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ
(7)
ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: فيقول» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذاك» .
(4)
في رواية أبي ذر: «رجلًا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ألْفًا» .
(6)
لفظة: «إني» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
لفظة: «جلد» ليست في رواية ابن عساكر، وزاد في (ب، ص) أنَّها ثابتة في نسخة عنده.
(8)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}
[النساء: 125] وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا
(1)
} [النحل: 120] وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114] وَقَالَ
(2)
أَبُو مَيْسَرَةَ: الرَّحِيمُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{لِلّهِ}» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
في (و، ص): «الحَبَشِيَّةِ» .
3349 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبرنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ:
عَنِ
(1)
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا -ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأنَا
(2)
أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]- وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّ أُنَاسًا
(3)
مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي أَصْحَابِي
(4)
! فَيَقُولُ: إِنَّهُمْ لَمْ
(5)
يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ
⦗ص: 241⦘
الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ
(6)
} إِلَى قَوْلِهِ {الْحَكِيمُ
(7)
} [المائدة: 117 - 118]».
(1)
في رواية ابن عساكر: «أُراه عن» .
(2)
بلا همز على قراءة السوسي وأبي جعفر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ناسًا» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أُصيحابي أُصيحابي» بالتصغير.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لن» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «{فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي}» .
(7)
في رواية أبي ذر: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . كتبت بالحمرة.
3350 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
(1)
أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي؟! فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا
(2)
تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
رسمها في (و، ب، ص): «ألَّا» ، وبهامش (ب، ص): كذا صورتها في اليونينية بدون نون. اهـ.
3351 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أخبرني عَمْرٌو: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ
(1)
: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ، وَجَدَ
(2)
فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: «أَمَا لَهُمْ
(3)
، فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلَائكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ، فَمَا لَهُ يَسْتَقْسِمُ؟!».
(1)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر (ن، و).
(2)
في رواية أبي ذر: «فوجد» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «هُمْ» . كتبت بالحمرة.
3352 -
حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أَخْبَرَنَا
(1)
هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم
لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
(3)
بِأَيْدِيهِمَا الأَزْلَامُ، فَقَالَ:«قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلَامِ قَطُّ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» .
(3)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «عليهما السلام» .
3353 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ:«أَتْقَاهُمْ» . فَقَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: «فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ
(1)
، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ». قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَ
(2)
؟ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا
(3)
».
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ وَمُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «ابنِ نبي الله» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «تسألُونَنِي» ، وفي رواية ابن عساكر:«تَسْألُونِي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَقِهُوا» بكسر القاف.
3354 -
حدَّثنا مُؤَمَّلٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا عَوْفٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:
حَدَّثَنَا سَمُرَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأسَهُ طُولًا، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم
(1)
».
(1)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
3355 -
حدثني
(1)
بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا النَّضْرُ: أخبرنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما -وَذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: كَافِرٌ، أَوْ: ك ف ر- قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: «أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ
(2)
، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ انْحَدَرَ فِي الْوَادِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الخُلْبةُ اللِّيفةُ» .
3356 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام
(1)
وَهْوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً، بِالْقَدُّومِ».
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ
(2)
: «بِالْقَدُومِ» مُخَفَّفَةً.
تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ.
تَابَعَهُ
(3)
عَجْلَانُ
(4)
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.
(5)
(1)
في رواية أبي ذر: «إِبْرَاهِيمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وتابَعَه» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش حاشية بخط اليونيني: كلُّ مَن قال: (تابعه ابن عجلان) فقد وَهِم؛ فإنَّ محمداً لم يلق أبا هريرة، وإنما أبوه هو الذي أدركه وروى عنه، ونصَّ شيخنا الحافظ أبو محمد المنذري رضي الله عنه فيما استدركه على الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، في كتابه عند ذكر عجلان، فإنه ذكره في أفراد مسلم، قال: قد استشهد [زاد في (ب، ص): «به»، وضبَّب عليها] البخاري بعجلان في بدء الخلق، في ذكر إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم. اهـ.
(5)
قوله: «تابعه عبد الرحمن .. » إلى قوله: «عَنْ أَبِي سَلَمَةَ» مقدم على قوله: «حدثنا أبو اليمان
…
» في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
3357 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ: أَخْبَرَنَا
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أخبَرَني جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثًا» .
3358 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ
ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ
(2)
، ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عز وجل، قَوْلُهُ:{إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] وَقَالَ: بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ، إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ مِنَ الْجَبابرَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا
(3)
مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي. فَأَتَى سَارَةَ قَالَ
(4)
: يَا سَارَةُ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْركِ، وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، فَلَا تُكَذِّبِينِي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ
(5)
يَتَنَاوَلُهَا
(6)
بِيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقَالَ: ادْعِي
(7)
اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ
(8)
، فَدَعَتِ اللَّهَ، فَأُطْلِقَ. ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ
(9)
، فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكِ
(10)
، فَدَعَتْ، فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي
(11)
بِشَيْطَانٍ،
⦗ص: 245⦘
فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: مَهْيَا
(12)
، قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الْكَافِرِ -أَوِ: الْفَاجِرِ- فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تِلْكَ أُمُّكُمْ، يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .
(2)
بهامش اليونينية: «كَذْبات» بسكون الذال عند ابن الحطيئة عن أبي ذر. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّ هذا رجلٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وذهَب» .
(6)
في رواية أبي ذر: «تَناوَلَها» .
(7)
ضبطها في (ب، ص): «اُدْعِي» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ولا أضرَّك» . وفي (ب، ص): بهامش اليونينية: بفتح الراء في الموضعين عند ابن الحطيئة عن أبي ذر. اهـ.
(9)
في رواية أبي ذر: «ثانِيةً» .
(10)
في رواية أبي ذر: «ولا أضرَّك» . وفي (ب، ص): بهامش اليونينية: بفتح الراء في الموضعين عند ابن الحطيئة عن أبي ذر. اهـ.
(11)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «إنكَ لم تأتني بإنسان، إنما أتَيْتَنِي» .
(12)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَهْيَمْ» .
3359 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى-أَوِ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ- أَخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ. وَقَالَ
(1)
: «كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(2)
قوله: «عليه السلام» ليس في رواية أبي ذر.
3360 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي
(1)
إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ، {لَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} بِشِرْكٍ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ: {يَا بُنَيَّ
(2)
لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]».
(9)
بابٌ: {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94]: النَّسَلَانُ فِي الْمَشْيِ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، (لا الحمرة إلى). والترجمة ثابتة في روايته عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، والباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر. قارن بما في الإرشاد.
3361 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:
⦗ص: 246⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِلَحْمٍ فَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ يَوْمَ الْقِيامَةِ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَينْفدُهُمُ
(1)
الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ -فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفاعَةِ- فَيَأتُونَ إِبْراهِيمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنَ
(2)
الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ. فَيَقُولُ
(3)
-فَذَكَرَ
كَذَبَاتِهِ
(4)
-: نَفْسِي نَفْسِي
(5)
، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى».
تابَعَهُ أَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ضبطت في اليونينية بالضبطين معًا: «وَيَنْفُدُهُمُ» و «وَيُنْفِدُهُمُ» . وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية من غير ضبط، والدال مهملة، وفي الفرع المكي:«وينفذهم» وفي فرع آخر: «ويَنْفُذُهُمُ» و «ويُنْفِذُهُمُ» بالضبطين معًا. اهـ. وبالذال المعجمة هو المثبت في (و، ق).
(2)
لفظة: «مِنَ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وقد ضبَّب عليها في اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر: «ويقول» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «نَفْسِي» للمرة الثالثة. كتبت بالحمرة.
3362 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْماعِيلَ؛ لَوْلا أَنَّها عَجِلَتْ، لَكانَ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3363 -
قالَ
(1)
الأَنْصارِيُّ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَّا
(2)
كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ فَحَدَّثَنِي، قالَ: إِنِّي وَعُثْمانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمانَ جُلُوسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقالَ: ما هَكَذا حدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ، قالَ
(3)
: أَقْبَلَ إِبْراهِيمُ بِإِسْماعِيلَ وَأُمِّهِ عليهم السلام وَهْيَ تُرْضِعُهُ، مَعَها شَنَّةٌ -لَمْ يَرْفَعْهُ- ثُمَّ جاءَ بِها
⦗ص: 247⦘
إِبْراهِيمُ وَبابنِها إِسْماعِيلَ
(4)
.
3364 -
وحَدَّثَنِي
(5)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَداعَةَ -يَزِيدُ أَحَدُهُما عَلَى الآخَرِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(6)
:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلَ ما اتَّخَذَ النِّساءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْماعِيلَ: اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّي أَثَرَها عَلَى سارَةَ، ثُمَّ جاءَ بِها
(7)
إِبْراهِيمُ وَبابنِها إِسْماعِيلَ وَهْيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُما
(8)
عِنْدَ الْبَيْتِ، عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ
(9)
فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِها ماءٌ، فَوَضَعَهُما هُنالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُما جِرابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقاءً فِيهِ ماءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْراهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَقالَتْ: يا إِبْراهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنا بِهَذا
(10)
الْوادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ
(11)
وَلا شَيْءٌ؟! فَقالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرارًا، وَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْها، فَقالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي
(12)
أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: نَعَمْ. قالَتْ: إِذَنْ لا يُضَيِّعَنا. ثُمَّ رَجَعَتْ، فانْطَلَقَ إِبْراهِيمُ حَتَّى إِذا كانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعا بِهَؤُلاءِ الْكَلِماتِ
(13)
، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: رَبِّ
(14)
{إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
(15)
} حَتَّى بَلَغَ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37] وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ تُرْضِعُ إِسْماعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْماءِ، حَتَّى إِذا نَفِدَ ما فِي السِّقاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُها،
⦗ص: 248⦘
وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى -أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ
(16)
- فانْطَلَقَتْ كَراهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيها، فَقامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفا حَتَّى إِذا بَلَغَتِ الْوادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِها، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جاوَزَتِ الْوادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقامَتْ عَلَيْها وَنَظَرَتْ
(17)
هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا،
فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ -قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ
(18)
بَيْنَهُما» - فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقالَتْ: صَه -تُرِيدَ نَفْسَها- ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ، إِنْ كانَ عِنْدَكَ غِواثٌ
(19)
، فَإِذا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ -أَوْ قالَ: بِجَناحِهِ- حَتَّى ظَهَرَ الْماءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِها هَكَذا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الْماءِ فِي سِقائِها، وَهوَ يَفُورُ بَعْدَما تَغْرِفُ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْماعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ -أَوْ قالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْماءِ- لَكانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا» . قالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَها، فَقالَ لَها الْمَلَكُ: لا تَخافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هاهُنا بَيْتَ اللَّهِ
(20)
، يَبْنِي هَذا الْغُلامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ
(21)
أَهْلَهُ. وَكانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمالِهِ، فَكانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ -أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ- مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَداءٍ
(22)
، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طائِرًا عائِفًا، فَقالُوا: إِنَّ هَذا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى ماءٍ، لَعَهْدُنا بِهَذا الْوادِي وَما فِيهِ ماءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ
(23)
فَإِذا هُمْ
⦗ص: 249⦘
بِالْماءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْماءِ فَأَقْبَلُوا، قالَ: وَأُمُّ إِسْماعِيلَ عِنْدَ الْماءِ، فَقالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقالَتْ
(24)
: نَعَمْ، وَلَكِنْ لا حَقَّ لَكُمْ فِي الْماءِ. قالُوا: نَعَمْ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْماعِيلَ وَهْيَ تُحِبُّ الإِنْسَ» . فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذا كانَ بِها أَهْلُ أَبْياتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الْغُلامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَماتَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَجاءَ إِبْراهِيمُ بَعْدَ ما تَزَوَّجَ إِسْماعِيلُ يُطالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْماعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا. ثُمَّ سَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ؛ نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ فاقْرَئِي
(25)
عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّر عَتَبَةَ بابِهِ. فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ كَأَنَّهُ أَنِسَ شَيْئًا. فَقالَ: هَلْ جاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، جاءَنا شَيْخٌ كَذا وَكَذا، فَسَأَلَنا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي: كَيْفَ عَيْشُنا؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ. قالَ: فَهَلْ أَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بابِكَ. قالَ: ذاكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ. فَطَلَّقَها، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْراهِيمُ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى
امْرَأَتِهِ فَسَأَلَها عَنْه. فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا، قالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ. فَقالَ: ما طَعامُكُمْ؟ قالَتِ: اللَّحْمُ. قالَ: فَما شَرابُكُمْ؟ قالَتِ: الْماءُ. قالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ والْماءِ -قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كانَ لَهُمْ دَعا لَهُمْ فِيهِ» . قالَ: فَهُما لا يَخْلُو عَلَيْهِما أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوافِقاهُ- قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ فاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَمُرِيهِ يُثَبِّتْ
(26)
عَتَبَةَ بابِهِ. فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ قالَ: هَلْ أَتاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَتانا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ -وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ- فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ. قالَ: فَأَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَأمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بابِكَ. قالَ: ذاكِ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ. ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جاءَ بَعْدَ ذَلِكَ،
⦗ص: 250⦘
وَإِسْماعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قامَ إِلَيْهِ، فَصَنَعا كَما يَصْنَعُ الْوالِدُ بِالْوَلَدِ والْوَلَدُ بِالْوالِدِ، ثُمَّ قالَ: يا إِسْماعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ. قالَ: فاصْنَعْ ما أَمَرَكَ رَبُّكَ. قالَ: وَتُعِينُنِي؟ قالَ: وَأُعِينُكَ
(27)
. قالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هاهُنا بَيْتًا، وَأَشارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى ما حَوْلَها، قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعا
(28)
الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْماعِيلُ يَأتِي بِالْحِجارَةِ وَإِبْراهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذا ارْتَفَعَ الْبِناءُ، جاءَ بِهَذا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقامَ عَلَيْهِ، وَهْوَ يَبْنِي وَإِسْماعِيلُ يُناوِلُهُ الْحِجارَةَ، وَهُما يَقُولانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127] قالَ: فَجَعَلا يَبْنِيانِ حَتَّى يَدُورا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُما يَقُولانِ: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال: أما» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ولكنه قال» . كتبت بالحمرة.
(4)
قوله: «ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(5)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(6)
قوله: «بن جبير» ليس في رواية أبي ذر.
(7)
بهامش اليونينية: في حاشية أصل أصله: من عند: «قال الأنصاري» يؤخر إلى هاهنا. كذا في أكثر النسخ. اهـ.
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوَضَعَهُما» .
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الزَّمْزَمِ» .
(10)
في رواية أبي ذر: «في هذا» .
(11)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي نسخة عنده ورواية أبي ذر:«أَنِيسٌ» .
(12)
لفظة: «الذي» ليست في رواية أبي ذر.
(13)
في رواية أبي ذر: «الدَّعَواتِ» .
(14)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَبَّنا» .
(15)
في رواية أبي ذر زيادة: «{عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}» .
(16)
بهامش (ب، ص): في اليونينية الطاء مفتوحة. اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتَلَمَّظُ» .
(17)
في رواية أبي ذر: «فنظرت» .
(18)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فلذلك سعَى الناسُ» .
(19)
في رواية أبي ذر: «غُواثٌ» .
(20)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإنَّ هذا بَيْتُ اللهِ» .
(21)
ضبطت في (و، ق): «لا يُضَيِّعُ» .
(22)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي نسخة عنده:«كُدَى» .
(23)
بهامش اليونينية: حاشية: قالَ القاضي عياض: قوله: «فأرسَلُوا جَرِيًّا أو جَرِيَّين» ، قالَ الخليل: الجَرِيُّ: الرسول؛ لأنَّك تُجَرِّيه في حوائجك. وقالَ أبو عبيد: هو الوكيل. قالَ ابن الأنباري: الذي يتوكل عند القاضي وغيره، ومنه:«لا يَستَجْرِيَنَّكم الشيطانُ» ؛ أي: لا يستتبعنكم فيتخذكم جَرِيًّا كالوكيل. اهـ. وقوله: «لا يَستَجْرِيَنَّكم الشيطانُ» جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه ر: 4806.
(24)
في رواية أبي ذر: «قالت» .
(25)
في رواية أبي ذر: «اقْرَئِي» بهمزة وصل، وضبطت في (ن):«إقرَئِي» ، وفي (ق) بالاثنتين معًا.
(26)
هكذا ضبطت في (و) هنا وفي الموضع الآتي، وضبطت في (ص):«يُثْبِتْ» ، وفي (ق) بالضبطين معًا، وأهمل ضبطها في (ن، ب).
(27)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأُعِينُكَ» .
(28)
في رواية أبي ذر: «رَفَعَ» .
3365 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قالَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ نافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا كانَ بَيْنَ إِبْراهِيمَ وَبَيْنَ
(1)
أَهْلِهِ ما كانَ، خَرَجَ بِإِسْماعِيلَ وَأُمِّ إِسْماعِيلَ، وَمَعَهُمْ شَنَّةٌ فِيها ماءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ، فَيَدِرُّ لَبَنُها عَلَى صَبِيِّها، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَوَضَعَها تَحْتَ دَوْحَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِبْراهِيمُ إِلَى أَهْلِهِ، فاتَّبَعَتْهُ أُمُّ إِسْماعِيلَ، حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَداءً
(2)
نادَتْهُ مِنْ وَرائِهِ: يا إِبْراهِيمُ إِلَى مَنْ تَتْرُكُنا؟! قالَ: إِلَى اللَّهِ. قالَتْ: رَضِيتُ بِاللَّهِ. قالَ: فَرَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ وَيَدِرُّ لَبَنُها عَلَى صَبِيِّها، حَتَّى لَمَّا فَنِيَ الْماءُ، قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا. قالَ
(3)
: فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفا فَنَظَرَتْ،
⦗ص: 251⦘
وَنَظَرَتْ هَلْ تُحِسُّ
أَحَدًا، فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، فَلَمَّا بَلَغَتِ الْوادِيَ سَعَتْ وَأَتَتِ
(4)
الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَتْ
(5)
ذَلِكَ أَشْواطًا، ثُمَّ قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ ما فَعَلَ. تَعْنِي الصَّبِيَّ، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذا هُوَ عَلَى حالِهِ كَأَنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ
(6)
، فَلَمْ تُقِرَّها نَفْسُها، فَقالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا. فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفا، فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، حَتَّى أَتَمَّتْ سَبْعًا، ثُمَّ قالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ ما فَعَلَ. فَإِذا هِيَ بِصَوْتٍ، فَقالَتْ: أَغِثْ إِنْ كانَ عِنْدَكَ خَيْرٌ، فَإِذا جِبْرِيلُ، قالَ: فَقالَ بِعَقِبِهِ هَكَذا، وَغَمَزَ عَقِبَهُ عَلَى الأَرْضِ، قالَ: فانْبَثَقَ الْماءُ، فَدَهَشَتْ
(7)
أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَجَعَلَتْ تَحْفِرُ
(8)
، قالَ: فَقالَ أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَرَكَتْهُ كانَ الْماءُ ظاهِرًا» . قالَ: فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الْماءِ وَيَدِرُّ لَبَنُها عَلَى صَبِيِّها، قالَ: فَمَرَّ ناسٌ مِنْ جُرْهُمَ بِبَطْنِ الْوادِي، فَإِذا هُمْ بِطَيْرٍ، كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذاكَ، وَقالُوا: ما يَكُونُ الطَّيْرُ إِلَّا عَلَى ماءٍ. فَبَعَثُوا رَسُولَهُمْ فَنَظَرَ فَإِذا هُمْ
(9)
بِالْماءِ، فَأَتاهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ، فَأَتَوْا إِلَيْها فَقالُوا: يا أُمَّ إِسْماعِيلَ، أَتَأْذَنِينَ لَنا أَنْ نَكُونَ مَعَكِ، أَوْ نَسْكُنَ مَعَكِ. فَبَلَغَ ابْنُها فَنَكَحَ فِيهِمُ امْرَأَةً، قالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدا لإِبْراهِيمَ، فَقالَ لأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي. قالَ: فَجاءَ فَسَلَّمَ، فَقالَ: أَيْنَ إِسْماعِيلُ؟ فَقالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ. قالَ: قُولِي لَهُ إِذا جاءَ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بابِكَ
(10)
. فَلَمَّا جاءَ أَخْبَرَتْهُ، قالَ
(11)
: أَنْتِ ذاكِ، فاذْهَبِي إِلَى أَهْلِكِ. قالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدا لإِبْراهِيمَ، فَقالَ لأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي. قالَ
(12)
: فَجاءَ، فَقالَ:
⦗ص: 252⦘
أَيْنَ إِسْماعِيلُ؟ فَقالَتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ، فَقالَتْ: أَلا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ؟ فَقالَ: وَما طَعامُكُمْ وَما شَرابُكُمْ؟ قالَتْ: طَعامُنا اللَّحْمُ، وَشَرابُنا الْماءُ. قالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ
(13)
فِي طَعامِهِمْ وَشَرابِهِمْ. قالَ: فَقالَ أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «بَرَكَةٌ بِدَعْوَةِ إِبْراهِيمَ
(14)
». قالَ: ثُمَّ إِنَّهُ بَدا لإِبْراهِيمَ فَقالَ لأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي. فَجاءَ فَوافَقَ إِسْماعِيلَ مِنْ وَراءِ زَمْزَمَ يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ. فَقالَ: يا إِسْماعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا. قالَ: أَطِعْ رَبَّكَ. قالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ. قالَ: إِذًا أَفْعَلَ -أَوْ كَما قالَ
(15)
- قالَ: فَقاما فَجَعَلَ إِبْراهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْماعِيلُ يُناوِلُهُ الْحِجارَةَ وَيَقُولانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127] قالَ: حَتَّى ارْتَفَعَ الْبِناءُ، وَضَعُفَ الشَّيْخُ عَلَى
(16)
نَقْلِ الْحِجارَةِ، فَقامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقامِ، فَجَعَلَ يُناوِلُهُ الْحِجارَةَ وَيَقُولانِ:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
(17)
(1)
لفظة: «بين» ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «كُدَى» .
(3)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «أتت» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وفَعَلتْ» .
(6)
بهامش اليونينية: قالَ القاضي عياض: قوله: «كأنَّه يَنشَغُ للموت» ؛ أي: يعلو نَفَسُه كالشهيق من شِدَّة ما يردُ عليه من شوقٍ أو أسفٍ حتى يكاد يدركه الغَشِيُّ. اهـ.
(7)
في رواية أبي ذر: «فَدَهِشَتْ» بكسر الهاء.
(8)
في (ب، ص): «تحفز» وبهامشهما: كذا بالزاي في اليونينية، وفي الفرع المكي:«تحفر» بالراء. اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَحْفِنُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «فَنَظَرُوا فَإِذا هُوَ» .
(10)
هكذا في نسخةٍ أيضًا، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«بَيْتِكَ» . كتبت بالحمرة.
(11)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(12)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(13)
لفظة: «لهم» ليست في رواية ابن عساكر.
(14)
في رواية أبي ذر زيادة: «صلى الله عليهما وسلم» . وبهامش (ب، ص): «كذا في اليونينية بالتثنية» .
(15)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(16)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن» .
(17)
تنبيه: جاءت بعد هذا الحديث زيادة لفظة: «باب» في أكثر من نسخة، لكنها لم ترد عندنا في كُلِّ أصول اليونينية.
3366 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا ذَرٍّ
رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّل
(1)
؟ قالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرامُ» . قالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى» . قُلْتُ: كَمْ كانَ بَيْنَهُما؟ قالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَما أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ
(2)
؛ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ».
(1)
بالرفع رواية أبي ذر (ب، ص)، وكتبت بهامش (ن) بخط متأخر مغاير للأصل.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَصَلِّ» .
3367 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ:
⦗ص: 253⦘
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقالَ:«هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ ما بَيْنَ لابَتَيْها» .
رَواهُ
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «ورواه» .
(2)
بهامش (ن): آخر الجزء السابع عشر، وهو آخر المجلدة الأولى من أصل اليونيني. ونحوه في هامش (و، ب).
3368 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبرنا مالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنهم، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ بَنَوُا
(1)
الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَواعِدِ إِبْراهِيمَ». فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا تَرُدُّها عَلَى قَواعِدِ إِبْراهِيمَ؟ فَقالَ:«لَوْلا حِدْثانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ» . فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَأَنْ
(2)
كانَتْ عائِشَةُ سَمِعَتْ هَذا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما أُرَى أَنَّ
(3)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيانِ الْحِجْرَ، إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَواعِدِ إِبْراهِيمَ.
وَقالَ إِسْماعِيلُ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمَّا بَنَوُا» .
(2)
ضبطت في (ب، ص): «لَإِنْ» ، وفي رواية أبي ذر:«لَئنْ» وصحَّح عَليها.
(3)
لفظة: «أنَّ» ثابتة في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.
(4)
قوله: «وقال إسماعيل
…
» إلخ ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3369 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبرنا مالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ:
⦗ص: 254⦘
أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رضي الله عنه أَنَّهُمْ قالُوا
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَما بارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» .
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنه قال» .
3370 -
حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالا: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ بْنُ زِيادٍ: حدَّثنا أَبُو قُرَّةَ
(1)
مُسْلِمُ بْنُ سالِمٍ الْهَمْدانِيُّ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قالَ:
لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقالَ: أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُها مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَأَهْدِها لِي. فَقالَ: سَأَلْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنا كَيْفَ نُسَلِّمُ
(2)
؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بارِكْ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما بارَكْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ
(3)
إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
(1)
بهامش اليونينية: «أبو فَرْوةَ» ، وعزاها في (ن، ق، ص) إلى رواية أبي ذر.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عليكم» (ن، ص)، وعزاها في (و، ق) إلى رواية أبي ذر بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(3)
في رواية أبي ذر: «وآل» .
3371 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: «إِنَّ أَباكُما كانَ يُعَوِّذُ بِها
(1)
إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّة، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّة، وَمِنْ كُلِّ
⦗ص: 255⦘
عَيْنٍ لامَّة».
(2)
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بهما» ، وعزاها في (و، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(2)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس التاسع بقراءة علاء الدين بن المارديني بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عُرِف بالنُّويريِّ عفا الله عنهم.
(11)
بابٌ
(1)
: {وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِ بْراَهِيمَ
(2)
} [الحجر: 51]،
قَوْلُهُ: {وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «قَوْلُهُ عز وجل» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ} الآيةَ، {لَا تَوْجَلْ} [الحجر: 53]: لا تَخَفْ. {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} الآيةَ» وهي عنده بدل: «قوله: {وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}» .
3372 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبرني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نَحْنُ أَحَقُّ
(1)
مِنْ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا؛ لَقَدْ كانَ يَأوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ يُوسُفُ، لأَجَبْتُ الدَّاعِيَ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بالشَّكِّ» .
(12)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}
[مريم: 54]
3373 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقالَ
⦗ص: 256⦘
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ارْمُوا بَنِي إِسْماعِيلَ، فَإِنَّ أَباكُمْ كانَ رامِيًا، وَأَنا
(2)
مَعَ بَنِي
(3)
فُلانٍ». قالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟» فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟! قالَ
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ارموا وأنا» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مع ابنِ» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(13)
بابُ
(1)
قِصَّةِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْراهِيمَ
(2)
صلى الله عليه وسلم
فِيهِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبيِّ» .
(14)
بابٌ: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ}
(1)
إِلَى قَوْلِهِ: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} الآيةَ» بدل قوله: «إِلَى قَوْلِهِ: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}» .
3374 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: سَمِعَ الْمُعْتَمِرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: «أَكْرَمُهُمْ أَتْقاهُمْ» . قالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَ عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ
(1)
نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ
(2)
نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ». قالُوا: لَيْسَ
عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَعَنْ
(3)
مَعادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي
(4)
؟» قالُوا: نَعَمْ. قالَ: «فَخِيارُكُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُكُمْ فِي الإِسْلامِ، إِذا فَقُهُوا
(5)
».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «أفَعَنْ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «تَسْأَلُونَنِي» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فَقِهُوا» بكسر القاف.
(15)
بابٌ: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأتُونَ
(1)
الْفَاحِشَةَ
(2)
وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ.
أَئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ
(3)
الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ. فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ. وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} [النمل: 54 - 58].
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولِه: {فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}» بدل إتمام الترجمة.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
3375 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ؛ إِنْ كانَ لَيَأوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ» .
(16)
بابٌ
(1)
: {فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ. قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ}
[الحجر: 61 - 62]
(2)
(1)
لفظة: «بابٌ» ثابتة في رواية [ق] أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «{بِرُكْنِهِ} [الذاريات: 39]: بِمَنْ مَعَهُ؛ لأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ. {تَرْكَنُواْ} [هود: 113] تَمِيلُوا. فَأَنْكَرَهُمْ و {نَكِرَهُمْ} [هود: 70] واسْتَنْكَرَهُمْ واحِدٌ. {يُهْرَعُونَ} [هود: 78]: يُسْرِعُونَ. {دَابِرٌ} [الحجر: 66]: آخِرٌ. {صَيْحَةٌ} [يس: 29]: هَلَكَةٌ. {لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75]: لِلنّاظِرِينَ. {لَبِسَبِيلٍ} [الحجر: 76]: لَبِطَرِيقٍ» . اهـ.
3376 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 40].
(1)
(1)
بهامش اليونينية: التفسير لأبي إسحاق [يعني: المُستملي] وأبي الهيثم [يعني: الكُشْمِيْهَنِيِّ] والحديث للحمُّويي وأبي إسحاق. اهـ.
(17)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}
[هود: 61]
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ} [الحجر: 80]
(1)
: مَوْضِعُ ثَمُودَ. وَأَمَّا {حَرْثٌ حِجْرٌ} [الأنعام: 138]: حَرامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهْوَ حِجْرٌ مَحْجُورٌ، والْحِجْرُ كُلُّ بِناءٍ بَنَيْتَهُ
(2)
، وَما حَجَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فَهْوَ حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَيُقالُ
(3)
لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ الْحِجْرُ
(4)
، وَيُقالُ لِلْعَقْلِ حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمامَةِ فَهوَ مَنْزِلٌ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الحِجْرُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَبْنِيهِ» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وتقول» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حِجْرٌ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «المنزل» .
3377 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ زَمعَةَ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، قالَ: «انْتَدَبَ لَها رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قُوَّةٍ
(1)
كَأَبِي زَمعَةَ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «في قَوْمِه» .
3378 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ بْنِ حَيَّانَ أَبُو زَكَرِيَّا: حدَّثنا سُلَيْمانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَمَّا نَزَلَ الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَمَرَهُمْ أَنْ لا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِها، وَلا يَسْتَقُوا مِنْها، فَقالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْها واسْتَقَيْنا. فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَطْرَحُوا ذَلِكَ الْعَجِينَ، وَيُهَرِيقُوا ذَلِكَ الْماءَ.
وَيُرْوَى
(1)
عَنْ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ وَأَبِي الشُّمُوسِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِإِلْقاءِ الطَّعامِ.
وَقالَ أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اعْتَجَنَ بِمَائِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: ويروى» .
3379 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ، فاسْتَقَوْا
(1)
مِنْ بِئرِها
(2)
وَعَجَنُوا
(3)
بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُهَرِيقُوا ما اسْتَقَوْا مِنْ بِئرِها
(4)
، وَأَنْ يَعْلِفُوا الإِبِلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كانَ
(5)
تَرِدُها النَّاقَةُ.
تابَعَهُ أُسامَةُ، عَنْ نافِعٍ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «واسْتَقَوْا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِئارِها» .
(3)
في (و، ب، ص): «واعْتَجَنُوا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «بِئارِها» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانت» .
3380 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أخبرني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ أَبِيهِ
(2)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قالَ: «لا تَدْخُلُوا مَساكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
(3)
إِلَّا أَنْ تَكُونُوا باكِينَ؛ أَنْ
(4)
يُصِيبَكُمْ ما أَصابَهُمْ». ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدائِهِ وَهْوَ عَلَى الرَّحْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنهم» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «أَنْفُسَهُمْ» ، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3381 -
حدثني عَبْدُ اللَّهِ
(1)
: حدَّثنا وَهْبٌ: حدَّثنا أَبِي: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَدْخُلُوا مَساكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا باكِينَ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ
(2)
ما أَصابَهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عبد الله بنُ محمدٍ» ، وكتب قوله:«بن محمد» بالحمرة.
(2)
لفظة: «مثل» ليست في رواية أبي ذر.
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية [ق] ولا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
3382 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: «الْكَرِيمُ، ابْنُ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ
(1)
، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْراهِيمَ عليهم السلام».
(1)
قوله: «ابن الكريم» ليس في نسخة. (لا الحمرة إلى)
(19)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ}
[يوسف: 7]
3383 -
حدثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبرني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: «أَتْقاهُمْ لِلَّهِ» . قالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ
(2)
، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ». قالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَعَنْ مَعادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي
(3)
؟ النَّاسُ مَعادِنُ، خِيارُهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإِسْلامِ، إِذا فَقهُوا
(4)
».
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنا
(5)
عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «تَسْأَلُونَنِي» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بكسر القاف وضمها، والكسر رواية أبي ذر [ق]، وضبط روايته في (و) بالضمِّ.
(5)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا محمدُ بنُ سَلام: أخبَرَنِي» .
3384 -
حدَّثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ: أخبرنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَها: «مُرِي أَبا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . قالَتْ: إِنَّهُ
⦗ص: 261⦘
رَجُلٌ أَسِيفٌ، مَتَى يَقُمْ
(1)
مَقامَكَ رَقَّ. فَعادَ فَعادَتْ. قالَ شُعْبَةُ: فَقالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: «إِنَّكُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا
(2)
أَبا بَكْرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقومُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مُرِي» .
3385 -
حدَّثنا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ
(1)
: حدَّثنا زائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى:
عَنْ أَبِيهِ، قالَ: مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مُرُوا أَبا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» . فَقالَتْ
(2)
: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رَجُلٌ
(3)
. فَقالَ مِثْلَهُ، فَقالَتْ مِثْلَهُ، فَقالَ: «مُرُوهُ
(4)
؛ فَإِنَّكُنَّ صَواحِبُ يُوسُفَ». فَأَمَّ أَبُو بَكْرٍ فِي حَياةِ رَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم.
فَقالَ
(6)
حُسَيْنٌ عَنْ زَائدَةَ: رَجُلٌ رَقِيقٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى» . وبهامش اليونينية: وقع في أصل السَّماع: «حدثنا النضر» وهو غلط وتصحيف من «البصري» ، حُقِّق ذلك من أصول الأئمة الحفاظ: أبي ذر والأصيلي وأبي القاسم الدمشقي وأصل أبي صادق مُرْشد المديني، والأصل الوقف في السُمَيساطية المروي عن كريمة، وغير ذلك من الأصول الصحيحة. (ب، ص)
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عائشةُ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «كذا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «مُرُوا أبا بَكْرِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
3386 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
⦗ص: 262⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ
(1)
، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْها سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».
(1)
قوله: «بن الوليد» ليس في رواية أبي ذر.
3387 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ، ابْنُ
(1)
أَخِي جُوَيْرِيَةَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْماءَ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبا عُبَيْدٍ أَخْبَراهُ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كانَ يَأوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ ما لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ أَتانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «هو ابنُ» .
3388 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبرنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ سُفْيانَ
(1)
، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:
سَأَلْتُ أُمَّ رُومانَ، وَهيَ أُمُّ عائِشَةَ، عَمَّا
(2)
قِيلَ فِيها ما قِيلَ، قالَتْ: بَيْنَما أَنا مَعَ عائشَةَ جالِسَتانِ، إِذْ وَلَجَتْ عَلَيْنا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ، وَهيَ تَقُولُ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلانٍ وَفَعَلَ. قالَتْ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ قالَتْ: إِنَّهُ نَمَّا
(3)
ذِكْرَ الْحَدِيثِ
(4)
. فَقالَتْ عائِشَةُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ فَأَخْبَرَتْها. قالَتْ: فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: نَعَمْ. فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْها، فَما أَفاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْها حُمَّى بِنافِضٍ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«ما لِهَذِهِ؟» قُلْتُ: حُمَّى أَخَذَتْها مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ.
⦗ص: 263⦘
فَقَعَدَتْ فَقالَتْ: واللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لا تُصَدِّقُونِي
(5)
، وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لا تَعْذِرُونِي
(6)
، فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ، فاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلَى ما تَصِفُونَ. فانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ما أَنْزَلَ، فَأَخْبَرَها، فَقالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لا بِحَمْدِ أَحَدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عن شَقِيقٍ» بدل: «عن سفيان» . كتبت بالحمرة، وهو الصواب كما في التحفة، ولم تذكر كتب الرجال في شيوخ حصين بن عبد الرحمن السلمي من اسمه سفيان.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لما» .
(3)
في رواية أبي ذر: «نَمَى» .
(4)
ضبط في (ب) بالنصب، وبهامشها: هكذا في اليونينية «الحديثَ» منصوب، مع ضبط «ذِكْرَ» بما ترى. اهـ
(5)
في رواية أبي ذر: «لا تُصَدِّقُونَنِي» .
(6)
في رواية أبي ذر: «لا تَعْذِرُونَنِي» .
3389 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبرني عُرْوَةُ:
أَنَّهُ سَأَلَ عائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ
(1)
: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
(2)
الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا
(3)
} [يوسف: 110] أَوْ {كُذِبُواْ} ؟ قالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ.
فَقُلْتُ: واللَّهِ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، وَما هُوَ بِالظَّنِّ. فَقالَتْ: يا عُرَيَّةُ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. قُلْتُ: فَلَعَلَّها أَوْ كُذِبُوا؟ قالَتْ: مَعاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّها، وَأَمَّا هَذِهِ الآيَةُ -قالَتْ: - هُمْ أَتْباعُ الرُّسُلِ، الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، وَطالَ عَلَيْهِمِ الْبَلاءُ، واسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ أَتْباعَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، جاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {اسْتَيْأَسُواْ} افْتَعَلُوا
(4)
، مِنْ يَئِسْتُ. {مِنْهُ} [يوسف: 80] مِنْ يُوسُفَ. {لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ} [يوسف: 87] مَعْناهُ الرَّجاءُ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَوْلَ اللهِ» .
(2)
في (و): {اسْتَأْيَسَ} بتقديم الهمزة على الياء، وهي قراءة ابن كثير وأبي ربيعة عن البزي وشبل، انظر معجم القراءات 4/ 317.
(3)
بتشديد الذال المعجمة قراءة غير الكوفيين وغير أبي جعفر.
(4)
في رواية الأصيلي: «اسْتَفْعَلُوا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «مِنَ الرَّجاء» ، وقوله: «من يوسف
…
» إلخ ليس في نسخة.
3390 -
أخبرني
(1)
عَبْدَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ:
⦗ص: 264⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْكَرِيمُ، ابْنُ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْراهِيمَ عليهم السلام» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(20)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ
(1)
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ
وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83].
{ارْكُضْ} [ص: 42]: اضْرِبْ. {يَرْكُضُونَ} [الأنبياء: 12]: يَعْدُونَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
3391 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيانًا، خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنادَى
(2)
رَبُّهُ: يا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟! قالَ: بَلَى يا رَبِّ، وَلَكِنْ لا غِنَى لِي
(3)
عَنْ بَرَكَتِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فناداه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بي» . كتبت بالحمرة.
(21)
بابٌ
(1)
: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى
إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصًا
(2)
وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا. وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} كَلَّمَهُ
(3)
. {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} [مريم: 51 - 53]
(4)
يقالُ لِلْواحِدِ والاثْنَيْنِ والْجَمِيعِ نَجِيٌّ، وَيُقالُ:{خَلَصُواْ نَجِيًّا} [يوسف: 80]: اعْتَزَلُوا نَجِيًّا
(5)
،
⦗ص: 265⦘
والْجَمِيعُ أَنْجِيَةٌ {يَتَنَاجَوْنَ} [المجادلة: 8]
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «قَوْلُ اللهِ» بدل لفظة: «بابٌ» .
(2)
هكذا ضبطت في (و، ص) بكسر اللام على قراءة غير الكوفيين، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وفي رواية أبي ذر زيادة:«إلى قوله: {نَجِيًّا}» بدل إتمام الآية.
(3)
في رواية المُستملي: «كَلِمةٌ تقالُ لِلواحدِ والاِثْنَيْنِ والجَمِيعِ» بدل قوله: «كَلَّمَهُ» (ب، ص).
(4)
قوله: «{وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا}» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
لفظة: «نجيًّا» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
من قوله: «والجميع نجي» إلى قوله: «يتناجون» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«{تَلَقَّفُ} [الأعراف: 117] تَلَقَّمُ» . و {تَلَقَّفُ} بفتح اللام وتشديد القاف على قراءة العامة غير حفص والبزي.
(21 م)
بابٌ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ} إلَى قَوْلِهِ: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}
[غافر: 28]
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في روايةٍ عن أبي ذر، وفي رواية أخرى عنه:«بابٌ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} إلى: {مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}» .
3392 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ، قالَ:
قالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فانْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى
وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ، يَقْرَأُ الإِنْجِيلَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فَقالَ وَرَقَةُ: ماذا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقالَ وَرَقَةُ: هَذا النَّامُوسُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى، وَإِنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.
النَّامُوسُ: صاحِبُ السِّرِّ الَّذِي يُطْلِعُهُ بِما يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ.
(1)
بهامش (ن، و): «حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ» عند أبي ذر يتلو قوله: «{يَتَنَاجَوْنَ} {تَلَقَّفُ} تَلَقَّمُ» . اه
(22)
بابُ
(1)
قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. إِذْ رَأَى نَارًا}
إِلَى قَوْلِهِ: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 9 - 12]
{آنَسْتُ} [طه: 10]: أَبْصَرْتُ.
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ} الآيَةَ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: الْمُقَدَّسُ: الْمُبارَكُ. {طُوًى} : اسْمُ الْوادِي. {سِيرَتَهَا} [طه: 21]: حالَتَها. وَ {النُّهَى} [طه: 87]: التُّقَى. {بَمَلْكِنَا} [طه: 87]: بِأَمْرِنا. {هَوَى} [طه: 81]: شَقِيَ. {فَارِغًا} [القصص: 10]: إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى. {رِدْءًا} [القصص: 34]: كَيْ يُصَدِّقَنِي.
وَيُقالُ: مُغِيثًا أَوْ مُعِينًا. يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ. {يَأْتَمِرُونَ} [القصص: 20]: يَتَشاوَرُونَ. والْجِذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيها لَهَبٌ. {سَنَشُدُّ} [القصص: 35]: سَنُعِينُكَ، كُلَّما عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا -وَقالَ غَيْرُهُ: كُلَّما لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهْيَ عُقْدَةٌ. - {أَزْرِي} [طه: 31]: ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُم} [طه: 61]: فَيُهْلِكَكُمْ.
{المُثْلَى} [طه: 63]: تَأْنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقالُ: خُذِ الْمُثْلَى، خُذِ الأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} [طه: 64]: يُقالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ، يَعْنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. {فَأَوْجَسَ} [طه: 67]: أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْواوُ مِنْ {خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الْخاءِ. {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]: عَلَى جُذُوعِ. {خَطْبُكَ} [طه: 95]: بالُكَ. {مِسَاسَ} [طه: 97]: مَصْدَرُ ماسَّهُ مِساسًا. {لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه: 97]: لَنُذْرِيَنَّهُ. الضَّحاءُ: الْحَرُّ. {قُصِّيْهِ} [القصص: 11]: اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ تَقُصَّ الْكَلامَ، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف: 3]. {عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]: عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنابَةٍ وَعَنِ اجْتِنابٍ واحِدٌ.
قالَ مُجاهِدٌ: {عَلَى قَدَرٍ} [طه: 40]: مَوْعِدٌ. {وَلَا تَنِيَا} [طه: 42]: {يَبَسًا} [طه: 77]: يابِسًا. {مِنْ زِيْنَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ. فَقَذَفْتُها [في رواية المُستملي: «فقذفتُ» (ن، و)، وزاد في (و): «بها»] أَلْقَيْتُها. {أَلْقَى} [طه: 87]: صَنَعَ. {فَنَسِيَ} [طه: 88] مُوسَى، هُمْ يَقُولُونَهُ: أَخْطَأَ الرَّبَّ. [في (ن): الربُّ]{أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 89]: فِي الْعِجْلِ». [انظر تغليق التعليق: 4/ 23]. قارن بما في السلطانية.
3393 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
عَنْ مالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَة
(2)
تابَعَهُ ثابِتٌ، وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(3)
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «نبيَّ الله» كتبت بالحمرة. قارن بما في السلطانية.
(2)
ضبطت في (ص، ق) بكسر التاء وفتحها، وضبطت في (و):«ليلةَ» و «ليلةٍ» معا، وفي (ب) بالنصب فقط، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
في رواية [ق] زيادة: «(23) بابٌ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} إلى قوله: {مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}» .
(24)
بابُ قَوْلِ
(1)
اللَّهِ تَعالَى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}
[طه: 9]{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]
(1)
في رواية [ق]: «قولُ» بالرفع لعدم وجود لفظة: «باب» عنده.
3394 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبرنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ: أَخْبَرَنا
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
(2)
: «رَأَيْتُ مُوسَى، وَإِذا رَجُلٌ
(3)
ضَرْبٌ رَجِلٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذا هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّما
(4)
خَرَجَ مِنْ دِيماسٍ، وَأَنا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْراهِيمَ
(5)
، ثُمَّ
(6)
أُتِيتُ بِإِناءَيْنِ فِي أَحَدِهِما لَبَنٌ وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقالَ: اشْرَبْ أَيَّهُما
(7)
شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ: أَخَذْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «هو رَجُلٌ» .
(4)
في رواية الحَمُّويي: «كأنه» (ن، و). وعزاها في [ق] إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدله، وعزاها في (ص) إلى نسخة مطلقًا، وهو موافق لما في السلطانية.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «صلى الله عليه وسلم به» .
(6)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(7)
ضبطت في (ب): «أيَّهما» و «أيُّهما» معًا. نقلًا عن اليونينية.
3395 -
3396 - حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ
(1)
: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا الْعالِيَةِ:
حَدَّثَنا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» . وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. وَذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فَقالَ: «مُوسَى آدَمُ، طُوالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجالِ شَنُوءَةَ» . وَقالَ: «عِيسَى جَعْدٌ مَرْبُوعٌ» . وَذَكَرَ مالِكًا
(2)
خازِنَ
⦗ص: 268⦘
النَّارِ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمدٌ» غير منسوب.
(2)
في (ب، ص): «مالكً» دون ألف.
3397 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا أَيُّوبُ السَّخْتَيَانِيُّ
(1)
، عَنِ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا
(2)
قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا -يَعْنِي: عاشُوراءَ- فَقالُوا: هَذا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ:«أَنا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» . فَصامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيامِهِ.
(1)
بفتح التاء في (و)، وبكسرها في (ب، ص)، وفي (ق) ونسخة البقاعي بهما معًا، وأهمل ضبطها في (ن).
(2)
في رواية أبي ذر: «قال لما» .
(25)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ
فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ. وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمؤمِنِينَ}
(1)
[الأعراف: 143]
يُقالُ: دَكَّهُ زَلْزَلَهُ، {فَدُكَّتَا} [الحاقة: 14] فَدُكِكْنَ، جَعَلَ الْجِبالَ كالْواحِدَةِ، كَما قالَ
(2)
: {أَنَّ
(3)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} [الأنبياء: 30]. وَلَمْ يَقُلْ: كُنَّ. {رَتْقًا} : مُلْتَصِقَتَيْنِ. {أُشْرِبُوا} [البقرة: 93]: ثَوْبٌ مُشْرَبٌ
(4)
مَصْبُوغٌ.
⦗ص: 269⦘
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {انْبَجَسَتْ} [الأعراف: 160]: انْفَجَرَتْ. {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [الأعراف: 171]: رَفَعْنا.
(1)
في رواية أبي ذر بدل هذا الباب والترجمة: «بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} إلى: {وَأَنَاْ أَوَّلُ المُؤمِنِينَ}» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «اللَّهُ عز وجل» .
(3)
ضبطت في (ب، ص) بكسر الهمزة نقلًا عن اليونينية.
(4)
هكذا ضبطت الراء في (ن، و)، وأهمل ضبطها في (ب، ص) نقلا عن اليونينية، ونقلا ضبطها بتشديد الراء وفتحها عن الفرع.
3398 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذا أَنا بِمُوسَى آخِذٌ بِقائِمَةٍ مِنْ قَوائِمِ الْعَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَفاقَ قَبْلِي، أَمْ
جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ».
3399 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا بَنُو إِسْرائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَها الدَّهْرَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(26)
بابُ طُوفانٍ
(1)
مِنَ السَّيْلِ
يُقالُ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ: طُوفانٌ، الْقُمَّلُ: الْحُمْنانُ، يُشْبِهُ صِغارَ الْحَلَمِ. {حَقِيقٌ} [الأعراف: 105]: حَقٌّ. {سُقِطَ} [الأعراف: 149]: كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ.
(1)
في (و، ق): «طُوفانٌ» بالرفع.
(27)
حَدِيثُ
(1)
الْخَضِرِ مَعَ مُوسَى عليهما السلام
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ حدِيثِ» .
3400 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ صالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمارَى هُوَ والْحُرُّ بْنُ قَيْسٍ الْفَزارِيُّ فِي صاحِبِ مُوسَى، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ. فَمَرَّ بِهِما أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَدَعاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقالَ: إِنِّي تَمارَيْتُ أَنا وَصاحِبِي هَذا فِي صاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
يَقُولُ: «بَيْنَما مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ جاءَهُ رَجُلٌ
⦗ص: 270⦘
فَقالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قالَ: لا. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنا خَضِرٌ. فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ
(2)
، فَجُعِلَ لَهُ الْحُوتُ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذا فَقَدْتَ الْحُوتَ فارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقاهُ. فَكانَ يَتْبَعُ الْحُوتَ
(3)
فِي الْبَحْرِ، فَقالَ لِمُوسَى فَتاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63] فَقالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
(4)
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فَوَجَدا خَضِرًا، فَكانَ مِنْ شَأنِهِما الَّذِي قَصَّ اللَّهُ فِي كِتابِهِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «يَذْكُرُ شَأنَه» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلى لُقِيِّه» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أثَرَ الحُوتِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: {نَبْغِي} بإثبات الياء، كتبت بالحمرة (ب، ص). وهي قراءة ابن كثير ويعقوب، وأثبتها وصلًا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر.
3401 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ، قالَ:
أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبَكَّالِيَّ
(1)
يَزْعُمُ: أَنَّ مُوسَى صاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى بَنِي إِسْرائِيلَ، إِنَّما هُوَ مُوسَى
(2)
آخَرُ، فَقالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حدَّثنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ مُوسَى قامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقالَ: أَنا. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ. فَقالَ لَهُ: بَلَى، لِي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قالَ: أَيْ رَبِّ وَمَنْ لِي بِهِ؟ -وَرُبَّما قالَ سُفْيانُ: أَيْ رَبِّ، وَكَيْفَ لِي بِهِ؟ - قالَ: تَأخُذُ حُوتًا، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، حَيْثُما فَقَدْتَ
الْحُوتَ فَهْوَ ثَمَّ -وَرُبَّما قالَ: فَهْوَ ثَمَّهْ- وَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى أَتَيا
(3)
الصَّخْرَةَ وَضَعا رُؤُوسَهُما، فَرَقَدَ مُوسَى واضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ، فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: 61]
⦗ص: 271⦘
فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْماءِ، فَصارَ مِثْلَ الطَّاقِ -فَقالَ: هَكَذا مِثْلَ الطَّاقِ- فانْطَلَقا يَمْشِيانِ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِما وَيَوْمَهُما، حَتَّى إِذا كانَ مِنَ الْغَدِ قالَ لِفَتاهُ:{آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ، قالَ لَهُ فَتاهُ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} [الكهف: 63] فَكانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلَهُما عَجَبًا، قالَ لَهُ مُوسَى:{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] رَجَعا يَقُصَّانِ آثارَهُما، حَتَّى انْتَهَيا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ مُوسَى فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلامُ؟! قالَ: أَنا مُوسَى. قالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشدًا. قالَ: يا مُوسَى، إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لا تَعْلَمُهُ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لا أَعْلَمُهُ. قالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ؟ قالَ: {إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا. وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} إِلَى قَوْلِهِ: {أَمْرًا}
(4)
[الكهف: 67 - 69] فانْطَلَقا يَمْشِيانِ عَلَى ساحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ بِهِما سَفِينَةٌ كَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ جاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، قالَ لَهُ الْخَضِرُ: يا مُوسَى ما نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ ما نَقَصَ هَذا الْعُصْفُورُ بِمِنْقارِهِ مِنَ الْبَحْرِ. إِذْ أَخَذَ الْفَأْسَ فَنَزَعَ لَوْحًا، قالَ: فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلَّا وَقَدْ قَلَعَ لَوْحًا بِالْقَدُّومِ
(5)
، فَقالَ لَهُ مُوسَى: ما صَنَعْتَ؟ قَوْمٌ حَمَلُونا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَها {لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ
(6)
شَيْئًا إِمْرًا. قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي
(7)
صَبْرًا. قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي
(8)
بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 72 - 73] فَكانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيانًا، فَلَمَّا خَرَجا مِنَ الْبَحْرِ مَرُّوا بِغُلامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذا -وَأَوْمَأَ سُفْيانُ بِأَطْرافِ أَصابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيْئًا- فَقالَ لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ
(9)
شَيْئًا نُّكْرًا. قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا. قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي
(10)
عُذْرًا. فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ
⦗ص: 272⦘
قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ} [الكهف: 74 - 77]، مائِلًا
-أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذا، وَأَشارَ سُفْيانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ، فَلَمْ أَسْمَعْ سُفْيانَ يَذْكُرُ مائِلًا إِلَّا مَرَّةً- قالَ: قَوْمٌ أَتَيْناهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونا وَلَمْ يُضَيِّفُونا، عَمَدْتَ إِلَى حائِطِهِمْ {لَوْ شِئْتَ
(11)
لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 77 - 78]. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَدِدْنا أَنَّ مُوسَى كانَ صَبَرَ فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْنا
(12)
مِنْ خَبَرِهِما». قالَ سُفْيانُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى؛ لَوْ كانَ صَبَرَ يُقَصُّ
(13)
عَلَيْنا مِنْ أَمْرِهِما» -وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالِحَةٍ غَصْبًا. وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ كافِرًا وَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَيْنِ- ثُمَّ قالَ لِي سُفْيانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ، وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ، قِيلَ لِسُفْيانَ: حَفِظْتَهُ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو، أَوْ تَحَفَّظْتَهُ مِنْ إِنْسانٍ؟ فَقالَ: مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ؟! وَرَواهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِي؟! سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْبِكَالِيَّ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفتح الباء مع تشديد الكاف هو رواية أبي ذر (ن، ووافقتها نسخة البقاعي). وبهامش اليونينية نقلًا عن القاضي عياض رحمه الله: «أكثر المحدثين يفتحون الباء ويشددون الكاف وآخره لام، وكذلك قيَّدناه عن أبي بحر وابن أبي جعفر عن العُذْري، وكذا قاله أبو ذر، وقُيِّد عن المهلب بكسر الباء -وكذلك عن الصَّدفي وأبي الحسن ابن سَرَّاج- وتخفيف الكاف، وهو الصواب، نسبة إلى بِكالٍ من حمير» .
(2)
ضبطت في (و، ص، ق): «موسًى» بالتنوين.
(3)
في رواية أبي ذر: «حتى إذا أتيا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
وضع علامة التَّخفيف على الدال في لفظة: «بِالْقَدُّومِ» في اليونينيَّة.
(6)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر.
(7)
هكذا ضبطت في (و، ب، ص) على قراءة الجمهور، وضبطت في (ن):«مَعِيَ» على قراءة حفص.
(8)
الآيات كلها في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر وورش.
(9)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر.
(10)
هكذا ضبطت في (ن، و) بدون تشديد النون، وبها قرأ أبو جعفر، وضبطت في (ب، ص) بتشديد النون وبها قرأ الجمهور.
(11)
في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر، وقراءة ورش من طريق الأصبهاني.
(12)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقُصَّ علينا» .
(13)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَقُصَّ» .
3402 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بنُ
(1)
الأَصْبَهانِيُّ: أخبَرَنا ابْنُ الْمُبارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّما سُمِّيَ الْخَضِرَ أَنَّهُ
(2)
جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضاءَ، فَإِذا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْراءَ».
(3)
(1)
لفظة: «بن» ثابتة في نسخة أيضًا.
(2)
في رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «لأنَّه» .
(3)
بهامش اليونينية زيادة: «قال الحَمُّويي: قال محمدُ بنُ يوسفَ بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيُّ: حدَّثنا عليُّ بنُ خَشْرَمٍ عن سُفْيانَ بطُولِهِ» .
(28)
بابٌ
3403 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:
⦗ص: 273⦘
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قِيلَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّدًا وَقُولُوا: حِطَّةٌ. فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتاهِهِمْ، وَقالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3404 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حَدَّثَنا
(2)
رَوْحُ بْنُ عُبادَةَ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى كانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْياءً
(3)
مِنْهُ، فَآذاهُ مَنْ آذاهُ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، فَقالُوا: ما يَسْتَتِرُ هَذا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٍ، وَإِمَّا أَدرَةٍ، وَإِمَّا آفَةٍ
(4)
، وَإِنَّ اللَّهَ أَرادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قالُوا لِمُوسَى
(5)
، فَخَلا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيابَهُ
(6)
عَلَى الْحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيابِهِ لِيَأخُذَها، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصاهُ وَطَلَبَ
(7)
الْحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيانًا أَحْسَنَ ما خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقامَ الْحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ
(8)
فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصاهُ، فَواللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(3)
بهامش (ب، ص): في اليونينية تاء «استحياء» مفتوحة.
(4)
في رواية أبي ذر: «إما برصٌ وإما أدرةٌ وإما آفةٌ» بالرفع.
(5)
في رواية أبي ذر: «بموسى» . وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ثيابًا» .
(7)
في (و، ق): «فطلب» .
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِثوبهِ» .
3405 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا وائلٍ، قالَ:
⦗ص: 274⦘
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ ما أُرِيدَ بِها وَجْهُ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ:«يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذا فَصَبَرَ» .
(29)
بابٌ: {يَعْكُفُونَ
(1)
عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ}
[الأعراف: 138]
{مُتَبَّرٌ} [الأعراف: 139]: خُسْرانٌ. {وَلِيُتَبِّرُواْ} يُدَمِّرُوا {مَا عَلَوْاْ} [الإسراء: 7]: ما غَلَبُوا.
(1)
ضبطت بكسر الكاف في (ب)، وبالكسر والضمِّ معًا في (ص)، وبالكسر قرأ حمزة والكسائي، وبالضم قرأ الباقون.
3406 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَباثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ» . قالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قالَ: «وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعاها؟!» .
(30)
بابٌ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأمُرُكُمُ
(1)
أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً}
[البقرة: 67] الآيَةَ
قالَ أَبُو الْعالِيَةِ: الْعَوانُ: النَّصَفُ بَيْنَ الْبِكْرِ والْهَرِمَةِ. {فَاقِعٌ} [البقرة: 69]: صافٍ. {لَا ذَلُولٌ} لَمْ يُذِلَّها
(2)
الْعَمَلُ. {تُثِيرُ الأَرْضَ} [البقرة: 71]: لَيْسَتْ بِذَلُولٍ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَعْمَلُ فِي الْحَرْثِ. {مُسَلَّمَةٌ} مِنَ الْعُيُوبِ. {لاَّ شِيَةَ} [البقرة: 71]: بَياضٌ. {صَفْرَاء} [البقرة: 69]: إِنْ شِئْتَ سَوْداءُ، وَيُقالُ: صَفْراءُ، كَقَوْلِهِ: {جِمَالَاتٌ
(3)
صُفْرٌ} [المرسلات: 33]. {فَادَّارَأْتُمْ} [البقرة: 72]: اخْتَلَفْتُمْ.
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لم يُذَلِّلْها» .
(3)
هكذا بالجمع على قراءة العامة غير حمزة والكسائي وخلف وحفص غير أن رويس عن يعقوب يقرأ بضم الجيم: «جُمَالَاتٌ» .
(31)
بابُ وَفاةِ مُوسَى وَذِكْرِهِ
(1)
بَعْدُ
(1)
في رواية أبي ذر: «وذكرُهُ» بالرفع (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
3407 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عليهما السلام، فَلَمَّا جاءَهُ صَكَّهُ
(1)
، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ. قالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِما غَطَّتْ يَدُهُ
(2)
بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ. قالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قالَ: فالآنَ. قالَ: فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
(3)
كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى
(4)
جانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ
(5)
الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ».
قالَ: وَأخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ: حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فصكَّه» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «غَطَّى يَدَهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فلو» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «من» .
(5)
في رواية أبي ذر: «عند» (ن، ق)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وعزاها في باقي الأصول إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.
3408 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقالَ الْمُسْلِمُ:
والَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى الْعالَمِينَ. فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقالَ الْيَهُودِيُّ: والَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعالَمِينَ. فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقالَ: «لا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذا مُوسَى باطِشٌ بِجانِبِ الْعَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَكانَ فِيمَنْ
(1)
⦗ص: 276⦘
صَعِقَ فَأَفاقَ قَبْلِي، أَوْ كانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «مِمَّنْ» .
3409 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ. فَقالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفاكَ اللَّهُ بِرِسالاتِهِ وَبِكَلامِهِ، ثُمَّ
(1)
تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ». فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» مَرَّتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بِمَ» .
3410 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَرَجَ عَلَيْنا النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، قالَ
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(32)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ
(1)
}
إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 11 - 12]
(1)
قوله: «{لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ}» ليس في رواية أبي ذر.
3411 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدانِيِّ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ
⦗ص: 277⦘
مِنَ النِّساءِ إِلَّا: آسِيَةُ امْرَأَتُ
(1)
فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عائِشَةَ عَلَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سايِرِ الطَّعامِ».
(1)
في (ق، ب، ص) بالتاء المربوطة.
(33)
بابٌ
(1)
: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى} الآيَةَ
[القصص: 76]
{لَتَنُوءُ} : لَتُثْقِلُ.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ} : لا يَرْفَعُها الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجالِ. يُقالُ: {الْفَرِحِينَ} المَرِحِينَ.
{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} [القصص: 82]: مِثْلُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ} [إبراهيم: 19]. {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ} [الرعد: 26]: وَيُوسعُ
(2)
عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية ابن عساكر، والذي في (ب، ص) أن الباب ومحتواه ليسا في رواية ابن عساكر عن أبي ذر، واتفقت الأصول على أنَّ هذا الباب والذي يليه ومحتواهما ثابتان في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
ضُبطت في اليونينية بفتح الواو مع سكونها، وكسر السين المثقلة مع التخفيف.
(34)
{وَإِلَى
(1)
مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}
[هود: 84]
إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]. واسْأَلِ {العِيرَ} [يوسف: 82]: يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ وَأَهْلَ الْعِيرِ. {وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: 92]: لَمْ يَلْتَفِتُوا
(2)
إِلَيْهِ. يُقالُ
(3)
إِذا لَمْ يَقْضِ
(4)
حاجَتَهُ: ظَهَرْتَ
(5)
حاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا. قالَ: الظِّهْرِيُّ أَنْ تَأخُذَ مَعَكَ دابَّةً
⦗ص: 278⦘
أَوْ وِعاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ. مَكانَتُهُمْ وَمَكانُهُمْ واحِدٌ. {يَغْنَوْاْ} [الأعراف: 92]: يَعِيشُوا. يَأْيَسُ: يَحْزَنُ
(6)
.
{آسَى} [الأعراف: 93]: أَحْزَنُ.
وَقالَ الْحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]: يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ.
وَقالَ مُجاهِدٌ: لَيْكَةُ: الأَيْكَةُ. {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189]: إِظْلالُ الْغَمامِ الْعَذابَ
(7)
عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ قولِ اللهِ تعالى: {وَإِلَى}» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَلْتَفِتُوا» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: «ويقال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «تَقضِ» بالتاء (و)، وزاد نسبتها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ظَهِرْتَ» بكسر الهاء (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.
(6)
في رواية أبي ذر: «تأيَسُ: تَحزنُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «إظلالُ العذابِ» .
(35)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
إِلَى قَوْلِهِ
(1)
: {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 139 - 148]. {وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48]: {كَظِيمٌ} [يوسف: 84]، وَهْوَ
(2)
مَغْمُومٌ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَهُوَ مُلِيمٌ} . قال مجاهد: مُذْنِبٌ. {الْمَشْحُونِ} [الصافات: 140] المُوقَرُ.
{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ} الآية [الصافات: 143]. {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء} : بوَجْهِ الأرضِ. {وَهُوَ سَقِيمٌ. وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} من غَيْرِ ذاتِ أصْلٍ، الدُّباء ونحوه. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا}». [انظر: تغليق التعليق: 4/ 28] وفي (ب، ص): سقط شيء من التفسير، أَلحِق الساقطَ. كذا في اليونينية في محاذاة هذا السطر. اهـ.
(2)
قوله: «وهو» ليس في رواية أبي ذر.
3412 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيانَ، قالَ: حدَّثني الأَعْمَشُ.
حَدَّثَنا
(1)
أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائِلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: أَنِّي
(2)
خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ». زادَ مُسَدَّدٌ: «يُونُسَ بْنِ مَتَّى» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» . كتبت بالحمرة.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنِّي» .
3413 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَبِي الْعالِيَةِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«ما يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» . وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.
3414 -
3415 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَما يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ، أُعْطِيَ بِها شَيْئًا كَرِهَهُ، فَقالَ: لا والَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ. فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ، فَقامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقالَ: تَقُولُ: والَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنا؟! فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقالَ: أَبا الْقاسِمِ، إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا، فَما بالُ فُلانٍ لَطَمَ وَجْهِي؟! فَقالَ:«لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟» فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ: «لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِياءِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ
(1)
، فَإِذا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ، أَمْ بُعِثَ قَبْلِي، وَلا أَقُولُ: إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى».
(1)
في وراية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُبْعَثُ» .
3416 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» .
(36)
بابٌ: {واَسْأَلْهُمْ
(1)
عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ
إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} يَتَعَدَّوْنَ يُجاوِزُونَ فِي السَّبْتِ {إِذْ تَأتِيهُمْ
(2)
حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً} شَوارِعَ
(3)
، إِلَى قَوْلِهِ: {كُونُواْ قِرَدَةً
(4)
خَاسِئِينَ} [الأعراف: 163 - 166]
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «{وَسَلْهُمْ}» وهي قراءة ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ}» .
(4)
قوله: «{كُونُواْ قِرَدَةً}» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «{بَئِيسٍ} [الأعراف: 165]: شَدِيدٍ» ، وضبطت في (ب، ص): «بَئِيسٌ: شَدِيدٌ» .
(37)
بابُ قَوْلِ اللهِ تَعالَى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]
الزُّبُرُ: الْكُتُبُ
واحِدُها زَبُورٌ، زَبَرْتُ: كَتَبْتُ.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ
(1)
أَوِّبِي مَعَهُ} قالَ مُجاهِدٌ: سَبِّحِي مَعَهُ.
{والطَّيْر
(2)
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ
(3)
. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} الدُّرُوعَ
(4)
{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} الْمَسامِيرِ والْحَلَقِ، وَلا تُدِقَّ الْمِسْمارَ
(5)
فَيَتَسَلْسَلَ، وَلا تُعَظِّمْ فَيَفْصِمَ
(6)
{وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: 10 - 11].
(1)
قوله: ({وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ}) ليس في رواية أبي ذر.
(2)
ضبطت في اليونينية بالرفع والنصب، وبالنصب قرأ العشرة، عطفًا على محل الجبال، وبالرفع قرأ السُّلَمي وعبد الوارث ومحبوب عن أبي عمرو ونصر وأبو بكر عن عاصم وزيد عن يعقوب وعبيد بن عمير وأبو رَزين وأبو العالية وابن أبي عبلة وغيرهم، عطفًا على الجبال أو على الضمير في {أَوِّبِي} .
(3)
قوله: «{وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
من قوله: «الزُبُرُ الكتب» إلى قوله: «الدروع» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(5)
في (ب، ص): «وَلا تُدِقَّ المِسْمارُ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية راء «المِسْمارُ» مضمومة.
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا تُرِقَّ الْمِسْمارَ فَيَسْلَسَ وَلا تُعَظِّمْ فَيَنْفَصِمَ» ، وزادا:«{أَفْرِغْ} [البقرة: 250] أنْزِل. {بَسْطَةً} [البقرة: 247] زِيادة وفَضْلًا» .
3417 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خُفِّفَ عَلَى داوُدَ عليه السلام الْقُرْآنُ
(1)
، فَكانَ يَأْمُرُ بِدَوابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوابُّهُ، وَلا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ
(2)
».
رَواهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوانَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «القِراءةُ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَدَيْهِ» . كتبت بالحمرة.
3418 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ وَأَبا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 281⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَقُولُ: واللَّهِ لأَصُومَنَّ النَّهارَ، وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ ما عِشْتُ. فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: واللَّهِ لأَصُومَنَّ النَّهارَ وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ ما عِشْتُ؟!» قُلْتُ: قَدْ قُلْتُهُ. قالَ: «إِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثالِها، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيامِ الدَّهْرِ» . فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ» . قالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قالَ: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيامُ داوُدَ، وَهوَ عَدْلُ
(1)
الصِّيامِ». قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْهُ
(2)
يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «لا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أعْدَلُ» .
(2)
في (ب): «أفضل من ذلك» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
3419 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا مِسْعَرٌ: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ، قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ
(2)
؟». فَقُلْتُ: نَعَمْ
(3)
. فَقالَ: «فَإِنَّكَ إِذا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَيْنُ، وَنَفِهَتِ النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ» . أَوْ: «كَصَوْمِ الدَّهْرِ» . قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ بِي
(4)
. قالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي قُوَّةً. قالَ: «فَصُمْ صَوْمَ داوُدَ عليه السلام وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلا يَفِرُّ إِذا لاقَى» .
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «النهارَ» .
(3)
لفظة: «نعم» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أجِدُني» .
(38)
بابٌ: أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ داوُدَ،
وَأَحَبُّ الصِّيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ داوُدَ: كانَ يَنامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ
ثُلُثَهُ، وَيَنامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا
قالَ عَلِيٌّ: وَهْوَ قَوْلُ عائِشَةَ: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نائِمًا
(1)
.
(1)
من قوله: «باب أحب الصلاة» إلى قوله: «إلا نائمًا» ليس في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ. (لا الحمرة إلى)
3420 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ:
سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الصِّيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ داوُدَ: كانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ داوُدَ: كانَ يَنامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنامُ سُدُسَهُ» .
(39)
بابٌ: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص: 17 - 20].
قالَ مُجاهِدٌ: الْفَهْمَ
(1)
فِي الْقَضاءِ.
{وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22]
(2)
لا تُسْرِفْ. {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ. إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} يُقالُ لِلْمَرْأَةِ: نَعْجَةٌ، وَيُقالُ لَها أَيْضًا شاةٌ. {وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} مِثْلُ {وَكَفَلَها
(3)
زَكَرِيَّاءُ
(4)
} [آل عمران: 37]: ضَمَّها {وَعَزَّنِي} : غَلَبَنِي، صارَ أَعَزَّ مِنِّي، أَعْزَزْتُهُ جَعَلْتُهُ عَزِيزًا. {في الخطاب} يُقالُ: الْمُحاوَرَةُ {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ
(5)
وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء} الشُّرَكاءِ {لَيَبْغِي} إِلَى قَوْلِهِ: {أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} . قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اخْتَبَرْناهُ، وَقَرَأَ عُمَرُ:{فَتَّنَّاهُ}
(6)
، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ
⦗ص: 283⦘
رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 22 - 24].
(1)
في رواية أبي ذر: «الفهمُ» بالرفع.
(2)
في رواية أبي ذر: «{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} إلى {وَلَا تُشْطِطْ}» .
(3)
هكذا بتخفيف الفاء، على قراءة غير الكوفيين.
(4)
هكذا ضبطت في (ب، ص) على قراءة غير الكوفيين، وضبطت في (ن، و): {زكريا} على قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف.
(5)
قوله: «{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ}» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
وهي قراءة أبي رجاء والحسن بخلاف عنه. انظر معجم القراءات: 8/ 96.
3421 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: سَمِعْتُ الْعَوَّامَ، عَنْ مُجاهِدٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَسْجُدُ
(1)
فِي {ص} ؟ فَقَرَأَ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} حَتَّى أَتَى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} . فَقالَ
(2)
: نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «أنَسْجُدُ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ابنُ عباس رضي الله عنهما» .
3422 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَيْسَ {ص} مِنْ عَزائِمِ السُّجُودِ، وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ فِيها.
(40)
بابُ:
(1)
قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30] الرَّاجِعُ الْمُنِيبُ، وَقَوْله:{وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي} [ص: 35]، وَقَوْله:{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: 102]
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} أَذَبْنا لَهُ عَيْنَ الْحَدِيدِ {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ
(2)
} إِلَى قَوْلِهِ: {مِن مَّحَارِيبَ} قالَ مُجاهِدٌ: بُنْيانٌ ما دُونَ الْقُصُورِ. {وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} كالْحِياضِ لِلإِبِلِ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ {وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ}
(3)
إِلَى قَوْلِهِ: {الشَّكُورُ} . {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} الأَرَضَةُ {تَأْكُلُ مِنْسَأتَهُ
(4)
} عَصاهُ
⦗ص: 284⦘
{فَلَمَّا خَرَّ} إِلَى قَوْلِهِ: {الْمُهِينِ
(5)
} [سبأ: 12 - 14]. {حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي} {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 32 - 33]: يَمْسَحُ أَعْرافَ الْخَيْلِ وَعَراقِيبَها. الأَصْفادُ:
الْوَثاقُ.
قالَ مُجاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ} صَفَنَ الْفَرَسُ رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الْحافِرِ. {الْجِيَادُ} [ص: 31]: السِّراعُ. {جَسَدًا} [ص: 34]: شَيْطانًا. {رُخَاء} طَيِّبَةً
(6)
{حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36]: حَيْثُ شاءَ. {فَامْنُنْ} أَعْطِ. {بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص: 39]: بِغَيْرِ حَرَجٍ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ. يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ}» بإتمام الآية بدل قوله: «إِلَى قَوْلِهِ: {مِن مَّحَارِيبَ}» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}» بإتمام الآية بدل قوله: «إِلَى قَوْلِهِ: {الشَّكُورُ}» .
(4)
بالألف بعد السين على قراءة نافع وأبي جعفر وأبي عمرو. وضبط في (ب، ص): {مِنْسَأْته} بسكون الهمزة على قراءة ابن ذكوان، وبهامشهما: كذا في اليونينية الهمزة ساكنة. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «إلى: {فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «طَيِّبًا» .
3423 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سارِيَةٍ مِنْ سَوارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. فَرَدَدْتُهُ خاسِئًا» .
عِفْرِيتٌ مُتَمَرِّدٌ مِنْ إِنْسٍ أَوْ جانٍّ، مِثْلُ زِبْنِيَةٍ جَماعَتُها الزَّبانِيَةُ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «جماعتُه زَبانِيَةٌ» .
3424 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فارِسًا يُجاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقالَ لَهُ صاحِبُهُ: إِنْ شاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَقُلْ، وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا واحِدًا، ساقِطًا إِحْدَى
(1)
شِقَّيْهِ». فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قالَها لَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .
قالَ شُعَيْبٌ وابْنُ أَبِي الزِّنادِ: «تِسْعِينَ» .
وَهْوَ أَصَحُّ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أحَدُ» .
3425 -
حدثني
(1)
عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ
(2)
؟ قالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرامُ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى» . قُلْتُ: كَمْ كانَ بَيْنَهُما؟ قالَ: «أَرْبَعُونَ» . ثُمَّ قالَ: «حَيْثُما أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ، والأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَوَّلُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
3426 -
3427 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نارًا، فَجَعَلَ الْفَراشُ وَهَذِهِ الدَّوابُّ تَقَعُ فِي النَّارِ» . وَقالَ: «كانَتِ امْرَأَتانِ مَعَهُما ابْناهُما، جاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْداهُما، فَقالَتْ صاحِبَتُها: إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ. وَقالَتِ الأُخْرَى: إِنَّما ذَهَبَ بِابنِكِ. فَتَحاكَمَتا إِلَى داوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتا عَلَى سُلَيْمانَ بْنِ داوُدَ فَأَخْبَرَتاهُ، فَقالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ
(1)
بَيْنَهُما. فَقالَتِ الصُّغْرَى: لا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، هُوَ ابْنُها. فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَما كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةُ.
(1)
ضبطت في (ب): «أشقَّه» بالنصب، وضبطت في (ص) بالوجهين معًا، وهو موافق لما في السلطانية.
(41)
بابُ قَوْلِ
(1)
اللَّهِ تَعالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ
أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ}
إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 12 - 18]
(2)
و {تُصَعِّرْ}
(3)
: الإِعْراضُ بِالْوَجْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قولُ» بالرفع لعدم وجود لفظة باب عنده.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} إلى قوله: {عَظِيمٌ}، {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ} إِلى {فَخُورٍ}» .
(3)
في (و، ب، ص): «{وَلَا تُصَعِّرْ}» واتفقت الأصول على أنَّ الواو ليست في رواية أبي ذر.
3428 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قالَ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنا
⦗ص: 286⦘
لَمْ يَلْبِسْ إِيمانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَنَزَلَتْ: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
3429 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتِ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قالَ:«لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّما هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا ما قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهوَ يَعِظُهُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(42)
بابٌ: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ}
الآيَةَ [يس: 13]
{فَعَزَّزْنَا} [يس: 14]. قالَ مُجاهِدٌ: شَدَّدْنا.
وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائرُكُمْ} [يس: 19]: مَصائبُكُمْ.
(1)
(1)
رمز في اليونينية على الباب ومحتواه بعلامة السقوط بالحمرة. (لا الحمرة إلى)
(43)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا
(1)
. إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا. قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ
(2)
شَيْبًا
(3)
} إِلَى قَوْلِهِ: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} . قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلًا.
يُقالُ: {رَضِيًّا} : مَرْضِيًّا. {عِتِيًّا
(4)
}: عَصِيًّا. يَعْتُو
(5)
. {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ
(6)
}
⦗ص: 287⦘
إِلَى قَوْلِهِ: {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} . وَيُقالُ: صَحِيحًا. {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} {فَأَوْحَى} : فَأَشارَ {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 2 - 15]{حَفِيًّا} [مريم: 47]: لَطِيفًا. {عَاقِرًا} الذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ.
(1)
في (ن): {زَكَرِيَّا} بلا همز على قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف، وبالهمز قرأ الباقون.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
من قوله: «{إِذْ نَادَى}» إلى قوله: «{شَيْبًا}» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
ضبطت في (و، ق) بضم العين وكسرها، وبالكسر قرأ حفص وحمزة والكسائي، وبالضمِّ قرأها الباقون.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَتا يَعْتُو» . كتبت بالحمرة.
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عُتِيًّا}» بضم العين على قراءة غير حفص وحمزة والكسائي.
3430 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا قَتادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
عَنْ مالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَة أُسْرِيَ به
(1)
(1)
لفظة: «به» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، هي مهمشة في (ب، ص).
(44)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ
مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا
(2)
} [مريم: 16]. {إِذْ
(3)
قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} [آل عمران: 45]. {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ
عَلَى الْعَالَمِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 33 - 37].
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَآلُ عِمْرانَ الْمُؤمِنُونَ مِنْ آلِ إِبْراهِيمَ وَآلِ عِمْرانَ وَآلِ ياسِينَ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} [آل عمران: 68]: وَهُمُ الْمُؤمِنُونَ.
وَيُقالُ: آلُ يَعْقُوبَ أَهْلُ يَعْقُوبَ، فَإِذا
(4)
صَغَّرُوا (آلَ) ثُمَّ
(5)
رَدُّوهُ إِلَى الأَصْلِ قالُوا: أُهَيْلٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قولُه تعالى» ولفظة: «باب» ليست عنده.
(2)
قوله: «مَكَانًا شَرْقِيًّا» جاء مهمشا في (ب، ص) نقلا عن اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر: «و {إذ}» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إذا» .
(5)
لفظة: «ثم» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
3431 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قالَ:
قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ما مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ
⦗ص: 288⦘
الشَّيْطانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطانِ، غَيْرَ مَرْيَمَ وابْنِها». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ:{وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36].
(45)
بابٌ: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ. يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ. ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ
(1)
وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 42 - 44]
يُقالُ: يَكْفُلُ يَضُمُّ، كَفَلَها ضَمَّها، مُخَفَّفَةً، لَيْسَ مِنْ كَفالَةِ الدُّيُونِ
(2)
وَشِبْهِها.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ} الآيةَ إلى قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «الدَّيْنِ» . كتبت بالحمرة.
3432 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجاءٍ: حدَّثنا النَّضْرُ، عَنْ هِشامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «خَيْرُ نِسائِها مَرْيَمُ ابْنَةُ
(2)
عِمْرانَ، وَخَيْرُ نِسائِها خَدِيجَةُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش (و): في نسخة: «بنت» ، وعزاها في (ق) إلى رواية أبي ذر.
(46)
بابٌ:
(1)
قَوْله تَعالَى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ}
إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون
(2)
}
(3)
[آل عمران: 45 - 47]
{يُبَشِّرُكَ} وَيَبْشُرُكِ واحِدٌ، {وَجِيهًا} شَرِيفًا.
⦗ص: 289⦘
وَقالَ إِبْراهِيمُ: الْمَسِيحُ الصِّدِّيقُ.
وَقالَ مُجاهِدٌ: الْكَهْلُ: الْحَلِيمُ، والأَكْمَهُ: مَنْ يُبْصِرُ بِالنَّهارِ وَلا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ.
وَقالَ غَيْرُهُ: مَنْ يُولَدُ أَعْمَى.
(1)
لفظة: «باب» ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ» ، وهي ليست في رواية أبي ذر.
(2)
قوله: {فَيَكُون} ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب، وبالنصب قرأ ابن عامر وبرفعها قرأ الباقون.
(3)
في رواية أبي ذر: «{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} إلى قولِه: {كُن فَيَكُونَ}» .
3433 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدانِيَّ يُحَدِّثُ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ عائِشَةَ عَلَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سائِرِ الطَّعامِ، كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» .
3434 -
وَقالَ ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نِساءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ؛ أَحْناهُ عَلَى
طِفْلٍ، وَأَرْعاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذاتِ يَدِهِ». يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرانَ بَعِيرًا قَطُّ.
تابَعَهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَإِسْحاقُ الْكَلْبِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
(47)
قَوْلُهُ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ
(1)
وَلَا تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} [النساء: 171].
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {كَلِمَتُهُ} : كُن، فَكانَ.
وَقالَ غَيْرُهُ: {وَرُوحٌ مِّنْهُ} أَحْياهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا. {وَلَا تَقُولُواْ ثَلَاثَةٌ} .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {وَكِيلاً}» بدل إتمام الآية.
3435 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: حَدَّثَنا
(1)
الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزاعِيِّ: حدَّثني عُمَيْرُ بْنُ هانِئٍ: حدَّثني جُنادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ:
⦗ص: 290⦘
عَنْ عُبادَةَ رضي الله عنه
(2)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، والْجَنَّة حَقٌّ، والنَّار حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى ما كانَ مِنَ الْعَمَلِ» .
قالَ الْوَلِيدُ: حدَّثني
(3)
ابْنُ جابِرٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنادَةَ، وَزادَ: «مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ، أَيِّها
(4)
شاءَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
قوله: «رضي الله عنه» ليس في (و، ق).
(3)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(4)
هكذا ضُبطت في اليونينية وصحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (ص) بالنصب، وفي (ب) بالرفع، وبالنصب والجرِّ ضبطت في (ق) ونسخة البقاعي والإرشاد.
(48)
بابٌ: {وَاذْكُرْ
(1)
فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}
[مريم: 16]- {نَبَذْناهُ} [الصافات: 145]: أَلْقَيْناهُ- اعْتَزَلَتْ.
{شَرْقِيًّا} [مريم: 16]: مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ. {فَأَجَاءهَا} [مريم: 23]: أَفْعَلْتُ، مِنْ جِئْتُ، وَيُقالُ: أَلْجَأَها: اضْطَرَّها. {تَسَّاقَطْ
(2)
} [مريم: 25]: تَسْقُطْ. {قَصِيًّا} [مريم: 22]: قاصِيًا. {فَرِيًّا} [مريم: 27]: عَظِيمًا.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نِسْيًا
(3)
} [مريم: 23]: لَمْ أَكُنْ شَيْئًا.
وَقالَ غَيْرُهُ: النِّسْيُ
(4)
الْحَقِيرُ.
وَقالَ أَبُو وائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ
(5)
حِينَ قالَتْ: {إِن كُنتَ تَقِيًّا} [مريم: 18].
⦗ص: 291⦘
قالَ
(6)
وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، عَنِ الْبَراءِ:{سَرِيًّا} [مريم: 24]: نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيانِيَّةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ قولِ الله: {وَاذْكُرْ}» .
(2)
هكذا قرأ الجمهور غير حفص وحمزة ويعقوب.
(3)
بكسر النون على قراءة غير حفص وحمزة، وضبطت في (و) بفتح النون على قراءة حفص وحمزة.
(4)
ضبطت في (و) بفتح النون.
(5)
بهامش اليونينية نقلًا عن القاضي عياض رحمه الله: قوله: «التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ» الرواية بالضمِّ، وقد يقالُ: بفتحها، وهو العقل؛ لأنه ينهى صاحبه عن المقابح، ويقالُ فيه: ذو نهاية، حكاه ثابت. وقد تكون النُّهية من النهي، يعني الفَعْلَة الواحدة منه، والنَّهية بالفتح واحد النهي، مثل تمرة وتمرٍ، أي أنَّ له من نفسه في كل حال زاجرًا ينهاه، كما يقالُ: التقي مُلْجَمٌ. يقالُ: نَهَيْتُهُ ونَهَوْتُهُ. اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
3436 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلاثَةٌ: عِيسَى، وَكانَ فِي بَنِي إِسْرائِيلَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، كانَ يُصَلِّي، جاءَتْهُ
(1)
أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقالَ: أُجِيبُها أَوْ أُصَلِّي؟ فَقالَتِ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِساتِ. وَكانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ راعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِها، فَوَلَدَتْ غُلامًا، فَقالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا
(2)
صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ
(3)
وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلامَ، فَقالَ: مَنْ أَبُوكَ يا غُلامُ؟ قالَ
(4)
:
الرَّاعِي. قالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟ قالَ: لا، إِلَّا مِنْ طِينٍ. وَكانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَها مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ، فَمَرَّ بِها رَجُلٌ راكِبٌ ذُو شارَةٍ، فَقالَتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَها
(5)
وَأَقْبَلَ
(6)
عَلَى الرَّاكِبِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِها يَمَصُّهُ -قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمَصُّ إِصْبَعَهُ- ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ، فَقالَتِ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ. فَتَرَكَ ثَدْيَها، فَقالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَها. فَقالَتْ: لِمَ ذاكَ
(7)
؟ فَقالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبابِرَةِ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ، زَنَيْتِ
(8)
. وَلَمْ تَفْعَلْ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فجاءته» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وكسروا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وتوضأ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «فأقْبَلَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فقالت له ذلك» .
(8)
في رواية أبي ذر: «سَرَقَتْ زَنَتْ» .
3437 -
حدثني
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ.
⦗ص: 292⦘
حَدَّثَنِي
(2)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
(4)
: «لَقِيتُ مُوسَى -قالَ: فَنَعَتَهُ- فَإِذا رَجُلٌ -حَسِبْتُهُ قالَ- مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجالِ شَنُوءَةَ» . قالَ: «وَلَقِيتُ عِيسَى -فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: - رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّما خَرَجَ مِنْ دِيماسٍ -يَعْنِي الْحَمَّامَ- وَرَأَيْتُ إِبْراهِيمَ وَأَنا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ» . قالَ: «وَأُتِيتُ بِإِناءَيْنِ، أَحَدُهُما لَبَنٌ والآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُما شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ -أَوْ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ- أَما إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» . كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِي» .
3438 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا إِسْرائِيلُ: أخبَرَنا عُثْمانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
(1)
رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وَإِبْراهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجالِ الزُّطِّ» .
(1)
بهامش اليونينية: قالَ الحافظ أبو ذر: هكذا في سائر الروايات المسموعة عن الفربري: «مجاهد عن ابن عمر» فلا أدري هكذا حدَّث به البخاري، أو غلط فيه الفربري؛ لأنَّني رأيته في سائر الروايات عن ابن كثير وغيره:«مجاهد عن ابن عباس» وهو الصواب، والله أعلم. حدَّثناه أبو الهيثم موسى بن عيسى السَّراج لفظًا: حدَّثنا عثمان بن أحمد بن سليمان الخصيب سنة ثنتي عشرة وثلاث مئة: حدَّثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل: حدَّثنا محمد بن كثير: حدَّثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس، قالَ: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ عيسى وموسى عليهما السلام، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدمُ سَبْطٌ كأنَّه من رجال الزُّط» . قالوا له: وإبراهيم؟ قالَ: «انظروا إلى صاحبكم» . ورواه لنا عثمان بن سعيد الدَّارمي عن ابن كثير كذلك، تابعه نصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري عن إسرائيل كذلك، وكذلك رواه يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل. اهـ.
3439 -
3440 - حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى، عَنْ نافِعٍ:
⦗ص: 293⦘
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَيِ
(1)
النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافِيَةٌ، وَأَرانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنامِ، فَإِذا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ ما يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعَرِ، يَقْطُرُ رَأسُهُ ماءً، واضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهْوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقالُوا: هَذا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَراءَهُ جَعْدًا قَططًا
(2)
، أَعْوَرَ عَيْنِ
(3)
الْيُمْنَى، كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابنِ قَطَنٍ، واضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالُوا
(4)
: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ».
تابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ
عَنْ نافِعٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ظَهْرانَيِ» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بكسر الطاء وفتحها.
(3)
في رواية أبي ذر: «العَيْنِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
3441 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قالَ: سَمِعْتُ إِبْراهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قالَ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ، عَنْ سالِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ، قالَ: لا واللَّهِ، ما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعِيسَى: أَحْمَرُ، وَلَكِنْ قالَ: «بَيْنَما أَنا نائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذا رَجُلٌ آدَمُ، سَبْطُ الشَّعَرِ، يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطُفُ
(1)
رَأسُهُ ماءً، أَوْ يُهَراقُ رَأسُهُ ماءً. فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ. فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأسِ، أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافِيَةٌ
(2)
، قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالُوا: هَذا الدَّجَّالُ، وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ». قالَ الزُّهْرِيُّ: رَجُلٌ مِنْ خُزاعَةَ، هَلَكَ فِي الْجاهِلِيَّةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «يَنطِفُ» بكسر الطاء.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كأنَّ عِنَبةً طافِيةً» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«كأنَّ عينَه طافِيةٌ» .
3442 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ
(1)
:
⦗ص: 294⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَنا أَوْلَى النَّاسِ بِابنِ مَرْيَمَ، والأَنْبِياءُ أَوْلادُ عَلَّاتٍ
(2)
، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ» وكتب قوله: «بنُ عبدِ الرحمنِ» بالحمرة.
(2)
بهامش اليونينية: عن أبي ذر: العَلَّات: أبوهم واحد وأمهاتهم شتى. الأخياف: أمهم واحدة وآباؤهم شتى. الشقائق: أبوهم واحد وأمهم واحدة. اهـ.
3443 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنانٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، والأَنْبِياءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ واحِدٌ» .
3444 -
وَقالَ
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنا
(2)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
(3)
رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قالَ: كَلَّا، واللَّهِ الَّذِي
(4)
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
(5)
. فَقالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَّبْتُ
(6)
عَيْنِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
قوله: «ابن مريم» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «والذي» .
(5)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «إلا اللهُ» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(6)
في رواية المستملي: «كَذَبَتْ» (و)، وبهامش اليونينية: بالتخفيف للمُستملي، وبالتشديد للحمويي وأبي الهيثم. بتشديد الذال وليس بتخفيفها؛ لأنَّه قد روي في الصحيح من رواية معمر:«وكذَّبت نفسي» ذكره الحميدي في جمعه، في الثامن والسبعين [زاد في (ب، ص): بعد المائتين] من المتفق عليه، أعني رواية معمر بعد ذكر حديث همام هذا، فيعلم ذلك.
3445 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا تُطْرُونِي كَما أَطْرَتِ النَّصارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّما أَنا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» .
3446 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا صالِحُ بْنُ حَيٍّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُراسانَ قالَ لِلشَّعْبِيِّ
(1)
، فَقالَ الشَّعْبِيُّ: أخبَرَني أَبُو بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا أَدَّبَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَها، وَعَلَّمَها فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتَقَها فَتَزَوَّجَها كانَ لَهُ أَجْرانِ، وَإِذا آمَنَ بِعِيسَى، ثُمَّ آمَنَ بِي فَلَهُ أَجْرانِ، والْعَبْدُ إِذا اتَّقَى رَبَّهُ وَأَطاعَ مَوالِيَهُ فَلَهُ أَجْرانِ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3447 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تُحْشَرُونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا -ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]- فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْراهِيمُ، ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجالٍ مِنْ أَصْحابِي ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ، فَأَقُولُ: أَصْحابِي. فَيُقالُ: إِنَّهُمْ لَمْ
(1)
يَزالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقابِهِمْ مُنْذُ فارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَما قالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(2)
} إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 117 - 118]».
⦗ص: 296⦘
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
(3)
: ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَبِيصَةَ، قالَ: هُمُ الْمُرْتَدُّونَ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
(1)
في رواية المُستملي: «لَنْ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}» بدل قوله: «إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الفِرَبْرِيّ» . كتبت بالحمرة.
(49)
بابُ
(1)
نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3448 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ:
سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ
(1)
، وَيَفِيضَ الْمالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْواحِدَةُ خَيْرٌ
(2)
مِنَ الدُّنْيا وَما فِيها». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: واقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159].
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ويضعَ الحَرْبَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «خيرًا» .
3449 -
حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ نافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتادَةَ الأَنْصارِيِّ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وَإِمامُكُمْ مِنْكُمْ؟!» .
(1)
تابَعَهُ عُقَيْلٌ والأَوْزاعِيُّ.
(1)
بهامش اليونينية مكتوب بالحمرة: [قالَ الإمام الحافظ أبو ذر: وحدَّثني الجوزقي]-كذا بخط الحافظ عبد الغني رضي الله عنه: حاشية: حدَّثني الجوزقي- عن بعض المتقدمين: «وَإِمامُكُمْ مِنْكُمْ» يعني: يحكم بينكم بالقرآن لا بالإنجيل. اهـ. وما بين معقوفين في (ن، ق).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(50)
بابُ ما ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرائِيلَ
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
3450 -
3451 - 3452 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراشٍ، قالَ:
قالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلا تُحَدِّثُنا ما سَمِعْتَ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذا خَرَجَ ماءً وَنارًا، فَأَمَّا الَّذِي
(1)
يَرَى النَّاسُ أَنَّها النَّارُ فَماءٌ بارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ ماءٌ بارِدٌ فَنارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّها نارٌ؛ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بارِدٌ». قالَ حُذَيْفَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:«إِنَّ رَجُلًا كانَ فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، أَتاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قالَ: ما أَعْلَمُ. قِيلَ لَهُ: انْظُرْ. قالَ: ما أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيا وَأُجازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ» . فَقالَ
(2)
: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَياةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذا أَنا مُتُّ فاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نارًا، حَتَّى إِذا أَكَلَتْ لَحْمِي وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي فامْتَحَشَتْ
(3)
، فَخُذُوها فاطْحَنُوها، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا راحًا فاذْرُوهُ فِي الْيَمِّ. فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ
(4)
فَقالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ». قالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو: وَأَنا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذاكَ، وَكانَ نَبَّاشًا.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التي» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فامْتُحِشَتْ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «اللهُ» .
3453 -
3454 - حدثني
(1)
بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَني مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 298⦘
أَنَّ عائِشَةَ وابْنَ عَبَّاسٍ
(2)
رضي الله عنهم، قالا: لَمَّا نَزَلَ
(3)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذا اغْتَمَّ كَشَفَها عَنْ وَجْهِهِ، فَقالَ وَهوَ كَذَلِكَ:«لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ» . يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ابن عباس وعائشة» .
(3)
بهامش اليونينية: كذا ضُبِطَ في أصل الحافظ أبي ذر: «نَزَلَ» [في (ب، ص): «لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» رأيته مضبوطًا في أصل أبي ذر] بفتح النون والزاي، وهو الصواب؛ لأنَّ الحافظ أبا الفضل عياضًا ذكر في المشارق قالَ:«لما نزلتْ برسول الله صلى الله عليه وسلم» يعني: منيتَه، ويروى:«نَزَل» ، أي: نزل به المَلَكُ عليه السلام لقبض روحه. اهـ.
3455 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ فُراتٍ الْقَزَّازِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا حازِمٍ، قالَ:
قاعَدْتُ أَبا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كانَتْ بَنُو إِسْرائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفاءُ فَيَكْثُرُونَ» . قالُوا: فَما تَأمُرُنا؟ قالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعاهُمْ» .
3456 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسارٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِراعًا بِذِراعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ» . قُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ والنَّصارَى؟ قالَ
(1)
: «فَمَنْ؟!»
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
3457 -
حدَّثنا عِمْرانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا خالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: ذَكَرُوا النَّارَ والنَّاقُوسَ، فَذَكَرُوا الْيَهُودَ والنَّصارَى، فَأُمِرَ بِلالٌ أَنْ يَشْفَعَ
الأَذانَ وَأَنْ يُوتِرَ الإِقامَةَ.
3458 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ: عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: كانَتْ تَكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ يَدَهُ فِي خاصِرَتِهِ، وَتَقُولُ: إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ.
تابَعَهُ شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ.
3459 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ
(1)
، عَنْ نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّما أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلا مِنَ الأُمَمِ، ما بَيْنَ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّما مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ والنَّصارَى، كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهارِ عَلَى قِيراطٍ قِيراطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ إِلَى نِصْفِ النَّهارِ عَلَى قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ قالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهارِ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيراطٍ قِيراطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصارَى مِنْ نِصْفِ النَّهارِ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيراطٍ قِيراطٍ، ثُمَّ قالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ؟
(2)
أَلا فَأَنْتُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
(3)
مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، عَلَى قِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ
(4)
، أَلا لَكُمُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ والنَّصارَى، فَقالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطاءً، قالَ اللَّهُ: هَلْ
(5)
ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قالُوا: لا. قالَ: فَإِنَّهُ فَضْلِي أُعْطِيهِ مَنْ شِئْتُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «الليثُ» .
(2)
في اليونينية زيادة: «قالَ» بين الأسطر.
(3)
في رواية أبي ذر: «تعملون» .
(4)
قوله: «على قيراطين قيراطين» : ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهل» .
3460 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طاوُوسٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: قاتَلَ اللَّهُ فُلانًا؛ أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ فَجَمَلُوها فَباعُوها» ؟!
تابَعَهُ جابِرٌ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3461 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ: أخبَرَنا الأَوْزاعِيُّ: حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .
3462 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: قالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
إِنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الْيَهُودَ والنَّصارَى لا يَصْبغُونَ
(2)
، فَخالِفُوهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش (ب، ص): لم يضبط الباء في اليونينية، وضبطت في بعض الأصول بالضم، وفي بعضها بالكسر.
3463 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي
(2)
حَجَّاجٌ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ:
حَدَّثَنا جُنْدَُبُ
(3)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذا الْمَسْجِدِ، وَما نَسِينا مُنْذُ حَدَّثَنا، وَما نَخْشَى أَنْ يَكُونَ جُنْدبٌ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«كانَ فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِها يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى ماتَ، قالَ اللَّهُ تَعالَى
(5)
:
⦗ص: 301⦘
بادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ؛ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
ضبطت في اليونينية بفتح الدال وضمها معًا.
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(51)
حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى فِي بَنِي إِسْرائِيلَ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَعْمَى وَأَقْرَعَ» دون تتمة الترجمة. وفي (ب، ص): «حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَعْمَى وَأَقْرَعَ
…
»، ورواية أبي ذر عندهم:«حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى» دون تتمة الترجمة.
3464 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
(2)
حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ: أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ
(3)
: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ: أخبَرَنا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: أَخْبَرَنِي
(4)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ ثَلاثَةً فِي بَنِي إِسْرائِيلَ: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، بَدا لِلَّهِ
(5)
أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ؛ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِيَ
(6)
لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. فَقالَ: أَيُّ
(7)
الْمالِ
⦗ص: 302⦘
أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: الإِبِلُ -أَوْ قالَ: الْبَقَرُ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ: أَنَّ
(8)
الأَبْرَصَ والأَقْرَعَ، قالَ أَحَدُهُما: الإِبِلُ، وَقالَ الآخَرُ: الْبَقَرُ- فَأُعْطِيَ ناقَةً عُشَراءَ. فَقالَ: يُبارَكُ لَكَ فِيها. وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذا
(9)
؛ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ. قالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا، قالَ: فَأَيُّ الْمالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: الْبَقَرُ. فَأَعْطاهُ بَقَرَةً حامِلًا، وَقالَ: يُبارَكُ لَكَ فِيها. وَأَتَى الأَعْمَى فَقالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي؛ فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ. قالَ: فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قالَ: فَأَيُّ الْمالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: الْغَنَمُ. فَأَعْطاهُ شاةً والِدًا، فَأُنْتِجَ هَذانِ، وَوَلَّدَ هَذا، فَكانَ لِهَذا وادٍ مِنْ إِبِلٍ
(10)
، وَلِهَذا وادٍ مِنْ بَقَرٍ، وَلِهَذا وادٍ مِنَ الْغَنَمِ
(11)
، ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ، تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبالُ فِي سَفَرِي
(12)
، فَلا بَلاغَ الْيَوْمَ
(13)
إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ والْجِلْدَ الْحَسَنَ والْمالَ، بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ
(14)
فِي سَفَرِي. فَقالَ
(15)
لَهُ: إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ. فَقالَ لَهُ: كَأَنِّي أَعْرِفُكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطاكَ اللَّهُ؟! فَقالَ: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكابِرٍ
(16)
عَنْ كابِرٍ. فَقالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى ما كُنْتَ. وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقالَ لَهُ مِثْلَ ما قالَ لِهَذا، فَرَدَّ
(17)
عَلَيْهِ مِثْلَ ما رَدَّ عَلَيْهِ هَذا
(18)
، فَقالَ: إِنْ كُنْتَ كاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى ما كُنْتَ. وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ، فَقالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وابْنُ سَبِيلٍ
(19)
، وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبالُ فِي سَفَرِي
(20)
، فَلا بَلاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شاةً أَتَبَلَّغُ بِها فِي سَفَرِي. فَقالَ
(21)
: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي، وَفَقِيرًا
(22)
، فَخُذْ ما شِئْتَ، فَواللَّهِ لا أَجْهَدُكَ
(23)
⦗ص: 303⦘
الْيَوْمَ بِشَيْءٍ
(24)
أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقالَ: أَمْسِكْ مالَكَ، فَإِنَّما ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ
(25)
، وَسَخِطَ عَلَى صاحِبَيْكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية: قالَ أبو ذر: هذا مما يُشْبه أن يكون محمد الذُّهلي، والبخاري قد روى عن عبد الله بن رجاء، ولكن هذا الحديث عنده عن محمد عن عبد الله بن رجاء، وقد أخبَرَنا به الجوزقيُّ: عن محمد عن عبد الله بطوله. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فذَهبَ، وأُعطي» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وأيُّ» .
(8)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «ويذهب هذا عني» .
(10)
في رواية أبي ذر: «مِنَ الإِبِل» .
(11)
في رواية أبي ذر: «مِنْ غَنَمٍ» .
(12)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَقَطَّعَتْ بِه الحِبالُ في سَفَرِهِ» .
(13)
ضبَّب في (ب، ص) على قوله: «اليوم» بالحمرة.
(14)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أتبلَّغُ بِه» .
(15)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(16)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كابِرًا» .
(17)
في رواية أبي ذر: «ورَدَّ» .
(18)
لفظة: «هذا» ليست في رواية أبي ذر.
(19)
في رواية أبي ذر: «وابنُ السَّبِيلِ» .
(20)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَقَطَّعَتْ بِه الحِبالُ في سَفَرِهِ» .
(21)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(22)
زاد في (و، ب، ص): «فقد أغناني» مُضبَّب عليها في (ب، ص).
(23)
هكذا في نسخة أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«لا أحْمَدُكَ» . كتبت بالحمرة.
(24)
في رواية أبي ذر: «لِشَيءٍ» .
(25)
في رواية أبي ذر: «فقد رضي عنك» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جاءت هذه الترجمة (زائدة) بالحمرة في هامش اليونينية:
في رواية أبي ذر
(1)
والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:
(52)
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ
(2)
} [الكهف: 9].
الْكَهْفُ: الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ، والرَّقِيمُ الْكِتابُ. {مَرْقُومٌ} [المطففين: 9] مَكْتُوبٌ، مِنَ الرَّقْمِ. {رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِم} [الكهف: 14]: أَلْهَمْناهُمْ صَبْرًا. {شَطَطًا} [الكهف: 14]: إِفْراطًا. الْوَصِيدُ: الْفِناءُ، وَجَمْعُهُ وَصائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقالُ: الْوَصِيدُ الْبابُ. {مُوصَدَةٌ
(3)
} [البلد: 20] مُطْبَقَةٌ، آصَدَ الْبابَ وَأَوْصَدَ. {بَعَثْنَاهُمْ} [الكهف: 19]: أَحْيَيْناهُمْ. {أَزْكَى} [الكهف: 19]: أَكْثَرُ رَيْعًا. فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى آذانِهِمْ فَنامُوا. {رَجْمًا بَالغَيْبِ} [الكهف: 22]: لَمْ يَسْتَبِنْ.
وَقالَ
(4)
مُجاهِدٌ: {تَقْرِضُهُم} [الكهف: 17]: تَتْرُكُهُمْ ا هـ.
قال اليونيني: سقط
(5)
الباب وما بعده إلى هنا عند الحَمُّويي وأصل
(6)
سماعي على ابن
(7)
الزَّبيدي عن أبي الوقت من أصل الحافظ عبد الغني المقدسي
(8)
، وثبت في أصل سماعي نسخة الوقف التي في خانكاه السُّميصاطي المسموعة على أبي الوقت بقراءة الحافظ أبي سعد
(9)
عبد الكريم بن محمد بن منصور السَّمعاني، وهو ثابت في أصول الحفاظ: أبي ذر الهرويِّ، وأبي محمد الأصيليِّ، وأبي القاسم الدِّمشقيِّ، وأبي سعد السَّمعانيِّ، فيعلم ذلك. اهـ.
زاد في (و): هذا منقول من خط الشيخ شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. اهـ. (قارن بما في السلطانية)
_________
(1)
قيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ
(2)
«والرقيم» : ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت
(3)
بترك الهمز على قراءة غير حفص وأبي عمرو ويعقوب وخلف وحمزة في الوصل، وضبطت في (و، ص) بالهمز على قراءتهم
(4)
واو العطف في قوله: «وقال مجاهد» ثابتة في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت وابن عساكر أيضًا (ن)، وفي (و) أنَّها غير ثابتة في رواية ابن عساكر، (قارن بما في الإرشاد، وانظر تغليق التعليق: 4/ 41)
(5)
زاد في (ب، ص): هذا
(6)
وفي (ب، ص): وفي أصل
(7)
زاد في (ب، ص): ابن
(8)
زاد في (ب، ص): رضي الله عنه
(9)
زاد في (ب): أبي سعيد
(53)
حَدِيثُ الْغارِ
3465 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إِذْ أَصابَهُمْ مَطَرٌ، فَأَوَوْا إِلَى غارٍ فانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ واللَّهِ يا هَؤُلاءِ، لا يُنْجِيكُمْ
(1)
إِلَّا الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِما يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ. فَقالَ واحِدٌ مِنْهُمُ
(2)
: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ
(3)
، فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ، وَأَنِّي عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي
(4)
اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا، وَأَنَّهُ أَتانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ، فَقُلْتُ
(5)
: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْها، فَقالَ لِي: إِنَّما لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ. فَقُلْتُ لَهُ: اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ، فَإِنَّها مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ. فَساقَها، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي
فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فانْساحَتْ
(6)
عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ. فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
(7)
كانَ لِي أَبَوانِ شَيْخانِ كَبِيرانِ، فَكُنْتُ
(8)
آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِما
(9)
لَيْلَةً، فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدا، وَأَهْلِي وَعِيالِي يَتَضاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ، فَكُنْتُ
(10)
لا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوايَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُما وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُما فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِما، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فانْساحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّماءِ. فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ
(11)
لِي ابْنَةُ عَمٍّ، مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي
⦗ص: 305⦘
راوَدْتُها عَنْ نَفْسِها فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ آتِيَها بِمِئَةِ دِينارٍ، فَطَلَبْتُها حَتَّى قَدَرْتُ،
(12)
فَأَتَيْتُها بِها فَدَفَعْتُها إِلَيْها، فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْها، فَقالَتِ: اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَفضِّ الْخاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِئَةَ دِينارٍ
(13)
، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ
(14)
مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا. فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا».
(1)
في رواية أبي ذر: «يُنَجِّيكُمْ» بتشديد الجيم.
(2)
قوله: «واحد منهم» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
في رواية أبي ذر: «أُرْزٍ» . بضم الهمزة وسكون الراء.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنِ» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «له» .
(6)
في (و، ق): «فانساخت» بالخاء المعجمة، في هذا الموضع والذي يليه.
(7)
في رواية الأصيلي: «أنَّه» .
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وكنتُ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «عنهما» .
(10)
في رواية أبي ذر: «وكنتُ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «كانت» .
(12)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(13)
في رواية أبي ذر: «الدِّينارِ» ، وضبطت في (ب):«الدِّينارَ» نقلًا عن اليونينية.
(14)
لفظة: «ذلك» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(54)
بابٌ
3466 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَها إِذْ مَرَّ بِها راكِبٌ وَهيَ تُرْضِعُهُ، فَقالَتِ: اللَّهُمَّ لا تُمِتِ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذا. فَقالَ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ، وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِها، فَقالَتِ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَها
(1)
. فَقالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَها. فَقالَ: أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كافِرٌ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَها: تَزْنِي. وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ، وَيَقُولُونَ: تَسْرِقُ. وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ».
(1)
قوله: «فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها» ليس في رواية أبي ذر.
3467 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغايا بَنِي إِسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها، فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَها بِهِ
(1)
».
(1)
لفظة: «به» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3468 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
⦗ص: 306⦘
أَنَّهُ سَمِعَ مُعاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ -عامَ حَجَّ- عَلَى الْمِنْبَرِ، فَتَناوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ، وَكانَتْ
(1)
فِي يَدَيْ
(2)
حَرَسِيٍّ، فَقالَ: يا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ عُلَماؤُكُمْ؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى
عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ: «إِنَّما هَلَكَتْ بَنُو إِسْرائِيلَ حِينَ اتَّخَذَها
(3)
نِساؤُهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كانت» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَدِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حين اتخذ هذه» .
3469 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّهُ قَدْ
(1)
كانَ فِيما مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ
(2)
فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ».
(3)
(1)
رمز في (ب، ص) على لفظة: «قد» بعلامة السقوط.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية دون رقم: حاشية: قال البخاري: «مُحَدَّثُونَ» : يَجري على ألسِنَتِهم الصوابُ من غير نُبُوَّةٍ. اهـ.
3470 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
(1)
رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كانَ فِي بَنِي إِسْرائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ
(2)
؟ قالَ: لا. فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذا وَكَذا. فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، فَناءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَها، فاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَباعَدِي. وَقالَ: قِيسُوا ما بَيْنَهُما، فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ
(3)
بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْريِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ: لهُ توبةٌ؟» . وضبطت روايتهما في (ب، ص): «فقال له: هل توبةٌ؟» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فوجِدَ له إلى هذه أقربُ» .
3471 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقالَ:«بَيْنا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَها فَضَرَبَها، فَقالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذا، إِنَّما خُلِقْنا لِلْحَرْثِ» . فَقالَ النَّاسُ: سُبْحانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ؟! فَقالَ
(1)
: «فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِهَذا أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -وَما هُما ثَمَّ- وَبَيْنَما رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْها بِشاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَها مِنْهُ، فَقالَ لَهُ الذِّئْبُ: هَذا اسْتَنْقَذْتَها
(2)
مِنِّي، فَمَنْ لَها يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لا راعِيَ لَها غَيْرِي؟!» فَقالَ النَّاسُ: سُبْحانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ؟! قالَ: «فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِهَذا أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» . وَما هُما ثَمَّ.
وَحَدَّثَنا
(3)
عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «استنقذها» .
(3)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «مِثْلَه» .
3472 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقارَ فِي عَقارِهِ جَرَّةً فِيها ذَهَبٌ، فَقالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي؛ إِنَّما اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ
(2)
مِنْكَ
(3)
الذَّهَبَ. وَقالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّما بِعْتُكَ الأَرْضَ وَما فِيها. فَتَحاكَما إِلَى رَجُلٍ، فَقالَ الَّذِي تَحاكَما إِلَيْهِ: أَلَكُما وَلَدٌ؟ قالَ أَحَدُهُما: لِي غُلامٌ. وَقالَ الآخَرُ: لِي جارِيَةٌ. قالَ: أَنْكِحُوا الْغُلامَ الْجارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِما
(4)
مِنْهُ
وَتَصَدَّقا».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(2)
ضبطت في (ب، ص): «أَبْتَعِْ» بالضبطين ونقل في (ص) ذلك عن اليونينية.
(3)
لفظة: «منك» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3473 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّهُ سَمِعَهُ يَسْأَلُ أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ: ماذا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّاعُونِ؟ فَقالَ أُسامَةُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الطَّاعُونُ رِجْسٌ، أُرْسِلَ عَلَى طائفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ -أَوْ: عَلَى مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ- فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِها فَلا تَخْرُجُوا فِرارًا مِنْهُ» . قالَ أَبُو النَّضْرِ: «لا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرارًا مِنْهُ» .
3474 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا داوُدُ بْنُ أَبِي الْفُراتِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ:«عَذابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤمِنِينَ؛ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُصِيبُهُ إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» .
3475 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقالَ
(2)
: وَمَنْ
(3)
يُكَلِّمُ فِيها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَكَلَّمَهُ أُسامَةُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!» ثُمَّ قامَ فاخْتَطَبَ ثُمَّ قالَ: «إِنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
(4)
، أَنَّهُمْ كانُوا إِذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فاطِمَةَ ابْنَةَ
(5)
مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ
⦗ص: 309⦘
لَقَطَعْتُ يَدَها».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فقالوا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «مَنْ» .
(4)
في (و، ب، ص): «الذين قبلَكم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «بنتَ» .
3476 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلالِيَّ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ
(1)
، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ خِلافَها، فَجِئْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَراهِيَةَ، وَقالَ:«كِلاكُما مُحْسِنٌ، وَلا تَخْتَلِفُوا؛ فَإِنَّ مَنْ كانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «آيةً» .
3477 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني شَقِيقٌ:
قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِياءِ
ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ
(1)
اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ».
(1)
لفظة: «اللهم» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3478 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغافِرِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ رَجُلًا كانَ قَبْلَكُمْ، رَغَسَهُ اللَّهُ مالًا، فَقالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قالَ: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَإِذا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي
(1)
فِي يَوْمٍ عاصِفٍ. فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ عز وجل فَقالَ: ما حَمَلَكَ؟ قالَ
(2)
: مَخافَتُكَ. فَتَلَقَّاهُ
(3)
بِرَحْمَتِهِ
(4)
».
⦗ص: 310⦘
وَقالَ مُعاذٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ: سَمِعْتُ
(5)
عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغافِرِ: سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اذْرُوني» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَلافاه» ، وضبطت روايتهما في (ص):«فتلاقاه» ، وأشار إليها في (ب) دون عزو.
(4)
في رواية أبي ذر: «رَحْمَتَه» .
(5)
في رواية أبي ذر: «سَمِعَ» .
3479 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراشٍ، قالَ: قالَ عُقْبَةُ لِحُذَيْفَةَ:
أَلا تُحَدِّثُنا ما سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ
(1)
مِنَ الْحَياةِ أَوْصَى أَهْلَهُ
(2)
: إِذا مُتُّ
(3)
فاجْمَعُوا
(4)
لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نارًا، حَتَّى إِذا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوها فاطْحَنُوها فَذَرُّونِي فِي الْيَمِّ فِي يَوْمٍ حارٍّ، أَوْ راحٍ
(5)
، فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قالَ: خَشْيَتَكَ
(6)
. فَغَفَرَ لَهُ». قالَ عُقْبَةُ: وَأَنا سَمِعْتُهُ يَقُولُ.
حَدَّثَنا مُوسَى
(7)
: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، وَقالَ: «فِي يَوْمٍ راحٍ
(8)
».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَئِسَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إلى أهلهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ماتَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاجْعَلُوا» .
(5)
في رواية المُستملي والحَمُّويي: «حازٍ راحٍ» .
(6)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ خَشْيَتِكَ» . وبهامش اليونينية: قال ابن مالك [في (ب، ص): قال شيخنا جمال الدين]: بفتح التاء من «خشيتك» وكسرها، والفتح أعلى. اهـ.
(7)
هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«حدَّثنا مُسَدَّد» . وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: الصواب موسى. اهـ.
(8)
من قوله: «حدَّثنا موسى» إلى قوله: «راح» : ثابت في رواية الحَمُّويي أيضًا. كذا باتفاق الأصول، ومقتضى الاختلاف السابق أنه ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3480 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كانَ الرَّجُلُ
(1)
يُدايِنُ النَّاسَ، فَكانَ يَقُولُ لِفَتاهُ: إِذا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجاوَزْ
(2)
عَنْهُ؛ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا». قالَ: «فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجاوَزَ عَنْهُ» .
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «رجل» ، وضرب على «ال» التعريف في المتن بالحمرة، وضبَّب عليها في (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «تَجاوَزْ» .
3481 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قالَ لِبَنِيهِ: إِذا أَنا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فَواللَّهِ لَئنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي
(2)
لَيُعَذِّبَنِّي
(3)
عَذابًا ما عَذَّبَهُ أَحَدًا، فَلَمَّا ماتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ فَقالَ: اجْمَعِي ما فِيكِ مِنْهُ. فَفَعَلَتْ، فَإِذا هُوَ قائِمٌ، فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلَى ما صَنَعْتَ؟ قالَ: يا رَبِّ خَشْيَتُكَ
(4)
. فَغَفَرَ لَهُ».
وَقالَ غَيْرُهُ: «مَخافَتُكَ
(5)
يا رَبِّ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لئن قدر اللهُ علَيَّ» .
(3)
ضبطت في (ب، ص): «ليعذِّبْنِي» بالجزم، وبهامشهما: كذا في اليونينية الباء مجزومة.
(4)
في رواية أبي ذر: «قال: مَخافَتُكَ يارب» .
(5)
في رواية أبي ذر: «خَشْيَتُكَ» (ب، ص).
3482 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْماءَ، عَنْ نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْها
(2)
حَتَّى
⦗ص: 312⦘
ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيها النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْها وَلا سَقَتْها إِذْ حَبَسَتْها، وَلا هِيَ تَرَكَتْها تَأكُلُ مِنْ خشاشِ
(3)
الأَرْضِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «رَبَطَتْها» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بكسر الخاء وضمها وفتحها.
3483 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرٍ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراشٍ:
حَدَّثَنا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إِذا لَمْ تَسْتَحْيِ فافْعَلْ ما شِئْتَ» .
(1)
(1)
هذا الحديث مهمش في (ب، ص) مصحح عليه. وبهامشهما: كذا هو مخرج بهامش اليونينية، والتصحيح من الفرع لأن آخر الحديث انحك من هامشها. اهـ.
3484 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِراشٍ يُحَدِّثُ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إِذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ» .
3485 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني سالِمٌ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما رَجُلٌ يَجُرُّ إِزارَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ» .
تابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
(1)
كذا بالتصغير في اليونينية باتفاق الأصول، وذكر في الإرشاد أن الصواب:(عبد الله)، وهو ابن المبارك، وكذلك هو في التحفة وفي الفتح.
3486 -
3487 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، قالَ: حدَّثني ابْنُ طاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيامَةِ، بَيْدَ كُلُِّ أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِنا، وَأُوتِينا مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا
(1)
، فَغَدًا لِلْيَهُودِ
⦗ص: 313⦘
وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى. عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ يَغْسِلُ رَأسَهُ وَجَسَدَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «فِيهِ» .
3488 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قالَ:
قَدِمَ مُعاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيانَ الْمَدِينَةَ آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَها، فَخَطَبَنا فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، فَقالَ:
ما كُنْتُ أُرَى أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَإِنَّ
(1)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ الزُّورَ. يَعْنِي: الْوِصالَ فِي الشَّعَرِ.
تابَعَهُ غُنْدَرُ، عَنْ شُعْبَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «إنَّ» .
(1)
بابُ المَناقِبِ
قَوْلُ اللَّهِ تَعالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى
(1)
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] وَقَوْله
(2)
: {وَاتَّقُواْ
(3)
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وَما يُنْهَى عَنْ دَعْوَى الْجاهِلِيَّةِ.
الشُّعُوبُ: النَّسَبُ الْبَعِيدُ، والْقَبائِلُ دُونَ ذَلِكَ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.
(2)
في (ب، ص) بالضبطين معًا، وفي (و) بالجر فقط، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
في رواية أبي ذر: «{اتَّقُواْ}» .
(4)
لفظة: «ذلك» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر، وفي رواية [ق]:«دون البُطونِ» ، ورمز على لفظة «البطون» بعلامة السقوط بالحمرة.
3489 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكاهِلِيُّ:
حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
(1)
}. قالَ: الشُّعُوبُ الْقَبائِلُ الْعِظامُ، والْقَبائِلُ الْبُطُونُ.
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وفي رواية أبي ذر زيادة:«{لِتَعَارَفُوا}» .
3490 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: «أَتْقاهُمْ» . قالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ» .
3491 -
حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا كُلَيْبُ بْنُ وائِلٍ، قالَ:
حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبُ ابْنَةُ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ، قالَ: قُلْتُ لَها: أَرَأَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكانَ مِنْ مُضَرَ؟ قالَتْ: فَمِمَّنْ كانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ؟! مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنانَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتُ» .
3492 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا كُلَيْبٌ:
حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-وَأَظُنُّها زَيْنَبَ- قالَتْ: نَهَى النَّبيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ والْحَنْتَمِ والْمُقَيَّرِ
(2)
والْمُزَفَّتِ. وَقُلْتُ لَها: أَخْبِرِينِي: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كانَ؟ مِنْ مُضَرَ كانَ؟ قالَتْ: فَمِمَّنْ
(3)
كانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ؟! كانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنانَةَ.
(1)
في (و، ب، ص): «رَسُولُ اللَّهِ» .
(2)
بهامش اليونينية: قالَ الحافظ أبو ذر: صوابه «والنِّقِيرِ» بالنون. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِمَّنْ» .
3493 -
3494 - حدثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَجِدُونَ النَّاسَ مَعادِنَ، خِيارُهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذا فَقُهُوا
(2)
، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذا الشَّأنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَراهِيَةً، وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاءِ
(3)
بِوَجْهٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقِهوا» بكسر القاف.
(3)
في (و، ب، ص): «وَيَأتِي هَؤُلاءِ» .
3495 -
3496 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذا الشَّأنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكافِرِهِمْ، والنَّاسُ مَعادِنُ، خِيارُهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذا فَقُهُوا
(1)
، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَراهِيَةً لِهَذا الشَّأنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «فقِهوا» بكسر القاف.
(1 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3497 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ: حدَّثني عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ طاوُوسٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} . قالَ: فَقالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَلَهُ فِيهِ قَرابَةٌ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ
(1)
:
إِلَّا أَنْ تَصِلُوا قَرابَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فيه» ..
3498 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ إِسْماعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
(1)
، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مِنْ هاهُنا جاءَتِ الْفِتَنُ، نَحْوَ الْمَشْرِقِ، والْجَفاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنابِ الإِبِلِ والْبَقَرِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» .
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عن ابن مسعود» وهو تصحيف.
3499 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْفَخْرُ والْخُيَلاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، والسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، والإِيمانُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ» .
سُمِّيَتِ
(1)
الْيَمَنَُ لأَنَّها عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، والشَّامَُ
(2)
عَنْ يَسارِ الْكَعْبَةِ، والْمَشْأَمَةُ: الْمَيْسَرَةُ، والْيَدُ الْيُسْرَى الشُّؤْمَى، والْجانِبُ الأَيْسَرُ الأَشْأَمُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: سمِّيتِ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «لأنَّها» ، وضبطت لفظة:«اليمن» و «الشام» بالنصب والرفع معًا.
(2)
بابُ مَناقِبِ قُرَيْشٍ
3500 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: كانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ:
⦗ص: 317⦘
أَنَّهُ بَلَغَ مُعاوِيَةَ، وَهوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطانَ، فَغَضِبَ مُعاوِيَةُ، فَقامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِما هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتابِ اللَّهِ، وَلا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ والأَمانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَها، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ هَذا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لا يُعادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، ما أَقامُوا الدِّينَ» .
3501 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا عاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا يَزالُ هَذا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ ما بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنانِ» .
3502 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قالَ: مَشَيْتُ أَنا وَعُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنا، وَإِنَّما نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ واحِدَةٍ؟! فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّما بَنُو هاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ
(1)
واحِدٌ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِيٌّ» .
3503 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ: ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُناسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عائِشَةَ، وَكانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ
(1)
؛ لِقَرابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «عليهم» .
3504 -
حدَّثنا
(1)
أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ سَعْدٍ.
(خ)
(2)
وقالَ
(3)
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ:
⦗ص: 318⦘
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُرَيْشٌ، والأَنْصارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَأَشْجَعُ، وَغِفارٌ
(4)
، مَوالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى
(5)
دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ».
(1)
حديث أبي نعيم هذا مقدم على حديث أبي الوليد السابق في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال أبو عبد الله» .
(3)
واو العطف ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.
(4)
في (ب، ص) ممنوعة من الصرف، وأهمل ضبطها في (ن).
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَوالِيَ» .
3505 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ: كانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبَّ الْبَشَرِ إِلَى عائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَكانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِها، وَكانَتْ لا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جاءَها مِنْ رِزْقِ اللَّهِ تَصَدَّقَتْ، فَقالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْها. فَقالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ؟! عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ. فاسْتَشْفَعَ إِلَيْها بِرِجالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبِأَخْوالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً فامْتَنَعَتْ، فَقالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ، أَخْوالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، والْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: إِذا اسْتَأذَنَّا فاقْتَحِمِ الْحِجابَ. فَفَعَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيْها بِعَشْرِ رِقابٍ فأعْتَقَهُمْ
(1)
، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُهُمْ، حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَقالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغَُ
(2)
مِنْهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَأَعْتَقَتْهُمْ» . كتبت بالحمرة.
(2)
ضبطت في متن اليونينية بالرفع والنصب معًا.
(3)
بابٌ: نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسانِ قُرَيْشٍ
3506 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ: عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُثْمانَ دَعا زَيْدَ بْنَ ثابِتٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فَنَسَخُوها فِي الْمَصاحِفِ، وَقالَ عُثْمانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاثَةِ: إِذا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فاكْتُبُوهُ
(1)
بِلِسانِ قُرَيْشٍ؛ فَإِنَّما نَزَلَ بِلِسانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاكتبوها» .
(4)
بابُ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْماعِيلَ
مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عامِرٍ، مِنْ خُزاعَةَ.
3507 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
حَدَّثَنا سَلَمَةُ رضي الله عنه قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَناضَلُونَ بِالسُّوقِ، فَقالَ:«ارْمُوا بَنِي إِسْماعِيلَ، فَإِنَّ أَباكُمْ كانَ رامِيًا، وَأَنا مَعَ بَنِي فُلانٍ» . لأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ، فَأَمْسَكُوا بِأَيْدِيهِمْ، فَقالَ:«ما لَهُمْ؟» قالُوا: وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلانٍ؟! قالَ: «ارْمُوا وَأَنا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ» .
(5)
بابٌ
3508 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: أَنَّ أَبا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ -وَهْوَ يَعْلَمُهُ- إِلَّا كَفَرَ
(1)
، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ
(2)
، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «باللهِ» .
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «نَسَبٌ» ، وذكر في (ن) أنَّ رواية أبي ذر:«ليس له منهم» . كتبت بالحمرة. وتصحفت الميم من (منهم) على ناسخي (ب، ص) إلى ضبة، وتابعهما محققو السلطانية.
3509 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا حَرِيزٌ
(1)
، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الْواحِدِ
ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، قالَ:
سَمِعْتُ واثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ ما لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولَ
(2)
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما لَمْ يَقُلْ».
(1)
بهامش اليونينية: حاشية بخط اليُونينيِّ: «حَرِيزٌ» بالحاء المهملة وزاي معجمة في آخر الاسم، يروي عن عبد الله بن بُسْر-بالباء الموحدة وسين مهملة- وعبد الواحد النَّصري -بالنون وصاد مهملة- وهو مما نُقِم على البخاري؛ لإخراجه حديثه. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تَقَوَّلَ» .
3510 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قالَ:
⦗ص: 320⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا مِنْ هَذا الْحَيِّ
(1)
مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حالَتْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي كُلِّ شَهْرٍ حَرامٍ، فَلَوْ أَمَرْتَنا بِأَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَراءَنا. قالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ
(2)
وَأَنْهاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ
(3)
: الإِيمانِ بِاللَّهِ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللَّهِ خُمسَ ما غَنِمْتُمْ. وَأَنْهاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، والْحَنْتَمِ، والنَّقِيرِ، والْمُزَفَّتِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «إنَّا هذا الحيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بأربعةٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أربعةٍ» .
3511 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هاهُنا -يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ» .
(1)
في غير (ن): «سالمِ بنِ عبد الله» دون تنوين، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«حدَّثني سالمُ [في (ن): سالمٌ] بنُ عبدِ الله» .
(6)
بابُ ذِكْرِ أَسْلَمَ، وَغِفارَ، وَمُزَيْنَةَ، وَجُهَيْنَةَ، وَأَشْجَعَ
3512 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ سَعْدٍ
(1)
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُرَيْشٌ، والأَنْصارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفارُ، وَأَشْجَعُ، مَوالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ إبراهيمَ» . كتبت بالحمرة
3513 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صالِحٍ: حدَّثنا نافِعٌ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «غِفارٌ
(2)
غَفَرَ اللَّهُ لَها، وَأَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في (و، ب، ص) ممنوعة من الصرف.
3514 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ، وَغِفارُ غَفَرَ اللَّهُ لَها» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.
3515 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ -حَدَّثَنِي
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيانَ- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ جُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفانَ، وَمِنْ بَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ؟!»
فَقالَ رَجُلٌ: خابُوا وَخَسِرُوا. فَقالَ: «هُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفانَ، وَمِنْ بَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» . كتبت بالحمرة.
3516 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حابِسٍ قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّما بايَعَكَ
(2)
سُرَّاقُ الْحَجِيجِ، مِنْ أَسْلَمَ وَغِفارَ
(3)
وَمُزَيْنَةَ -وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةَ. ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ- قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ أَسْلَمُ وَغِفارٌ
(4)
وَمُزَيْنَةُ-وَأَحْسِبُهُ: وَجُهَيْنَةُ- خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفانَ،
⦗ص: 322⦘
خابُوا وَخَسِرُوا؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ
(5)
مِنْهُمْ».
(6)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تابَعَكَ» .
(3)
في (و، ب، ص) ممنوعة من الصرف.
(4)
في (و، ب، ص) ممنوعة من الصرف.
(5)
في رواية أبي ذر: «لَأَخْيَرُ» .
(6)
بهامش اليونينية: هنا: حدَّثنا سليمان بن حرب عن حمادَ [في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا حمَّادٌ». (و، ب) وخرَّج له في (ص) وهمًا على قوله: «عن أيوب»] عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة عند أبي ذر هنا بعده ذكر قحطان [زاد في (ب، ص): عند أبي ذر]. اهـ. ومراده حديث أبي هريرة الآتي في آخر باب قصة زمزم، ر:3523.
(14)
بابٌ: ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ
3528 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصارَ
(1)
فَقالَ: «هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قالُوا: لا، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «خاصَّةً» .
(11)
بابُ
(1)
قِصَّةِ زَمْزَمَ
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «قِصةُ إسلامِ أبي ذر رضي الله عنه» قبل التبويب.
3522 -
حدَّثنا زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ أَخْزَمَ
(1)
-: قالَ
(2)
أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: حدَّثني مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ، قالَ: حدَّثني أَبُو جَمْرَةَ، قالَ: قالَ لَنا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلامِ أَبِي ذَرٍّ؟ قالَ: قُلْنا: بَلَى. قالَ:
قالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ غِفارٍ، فَبَلَغَنا أَنَّ رَجُلًا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقُلْتُ لأَخِي: انْطَلِقْ إِلَى هَذا الرَّجُلِ، كَلِّمْهُ وَأْتِنِي بِخَبَرِهِ. فانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: ما عِنْدَكَ؟ فَقالَ: واللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ. فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ تَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ. فَأَخَذْتُ
(3)
جِرابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ لا أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ ماءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ. قالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعَمْ.
⦗ص: 323⦘
قالَ: فانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. قالَ: فانْطَلَقْتُ مَعَهُ، لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أُخْبِرُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ. قالَ: فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقالَ: أَما نالَ لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ؟ قالَ: قُلْتُ: لا. قالَ: انْطَلِقْ
(4)
مَعِي. قالَ: فَقالَ: ما أَمْرُكَ؟ وَما أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ؟ قالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ. قالَ: فَإِنِّي أَفْعَلُ. قالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلَغَنا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هاهُنا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِي مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقاهُ. فَقالَ لَهُ
(5)
: أَما إِنَّكَ قَدْ رَشِدْتَ
(6)
، هَذا وَجْهِي إِلَيْهِ فاتَّبِعْنِي، ادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ
فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ
(7)
إِلَى الْحائِطِ، كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي وامْضِ أَنْتَ. فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ. فَعَرَضَهُ فَأَسْلَمْتُ مَكانِي، فَقالَ لِي:«يا أَبا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذا الأَمْرَ، وارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذا بَلَغَكَ ظُهُورُنا فَأَقْبِلْ» . فَقُلْتُ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لأَصْرُخَنَّ بِها بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. فَجاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيهِ، فَقالَ: يا مَعْشَرَ
(8)
قُرَيْشٍ، إِنِّي
(9)
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقالُوا: قُومُوا إِلَى هَذا الصَّابِئ. فَقامُوا فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقالَ: وَيْلَكُمْ، تَقْتُلُونَ
(10)
رَجُلًا مِنْ غِفارٍَ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفارٍَ؟! فَأَقْلَعُوا عَنِّي، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ، فَقُلْتُ مِثْلَ ما قُلْتُ بِالأَمْسِ، فَقالُوا: قُومُوا إِلَى هَذا الصَّابِئ. فَصُنِعَ
(11)
مِثْلَ ما صُنِعَ بِالأَمْسِ، وَأَدْرَكَنِي
(12)
الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ
⦗ص: 324⦘
عَلَيَّ، وَقالَ مِثْلَ مَقالَتِهِ بِالأَمْسِ. قالَ: فَكانَ هَذا أَوَّلَ إِسْلامِ أَبِي ذَرٍّ رحمه الله.
(13)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«زيد بن أخزم» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قالَ: حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فآخُذُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فانْطَلِقْ» .
(5)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «رَشَدْتَ» بفتح الشين.
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فقمت» .
(8)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَعاشِرَ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «أنا» .
(10)
في رواية أبي ذر: «أتقتلون» .
(11)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بِي» كتبت بالحمرة.
(12)
في رواية أبي ذر: «فأدركني» .
(13)
في رواية أبي ذر زيادة: «(10) باب قصة زمزم وجهل العرب» قبل هذا الحديث. وبهامش اليونينية: هذا الحديث عند أبي ذر من تمام باب ذكر أسلم وغفار في آخر الباب، ويليه ذكر قحطان وما يُنهى من دعوة الجاهلية وقصة خُزاعةَ و
قصة إسلام أبي ذر،
وباب قصة زمزم، ويليه باب من انتسب إلى غير أبيه، ويليه باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم. اهـ.
3523 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ: «أَسْلَمُ وَغِفارُ وَشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ -أَوْ قالَ: شَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ مُزَيْنَةَ- خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ -أَوْ قالَ: يَوْمَ الْقِيامَةِ- مِنْ أَسَدٍ، وَتَمِيمٍ، وَهَوازِنَ، وَغَطَفانَ» .
(7)
بابُ ذِكْرِ قَحْطانَ
3517 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصاهُ» .
(8)
بابُ ما يُنْهَى مِنْ
(1)
دَعْوَةِ
(2)
الْجاهِلِيَّةِ
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في نسخةٍ: «دعوى» .
3518 -
حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: غَزَوْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ ثابَ مَعَهُ ناسٌ مِنَ الْمُهاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكانَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أَنْصارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَداعَوْا، وَقالَ الأَنْصارِيُّ: يا لَلأَنْصارِ
(1)
. وَقالَ الْمُهاجِرِيُّ: يا لَلْمُهاجِرِينَ
(2)
. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ما بالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجاهِلِيَّةِ؟!» ثُمَّ قالَ: «ما شَأنُهُمْ؟» فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهاجِرِيِّ الأَنْصارِيَّ، قالَ: فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوها فَإِنَّها خَبِيثَةٌ» . وَقالَ
⦗ص: 325⦘
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَداعَوْا عَلَيْنا، لَإِنْ
(3)
رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْها الأَذَلَّ.
فَقالَ عُمَرُ: أَلا نَقْتُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ
(4)
هَذا الْخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كانَ يَقْتُلُ أَصْحابَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «يالَ الأنصار»
(2)
في رواية أبي ذر: «يالَ المهاجرين»
(3)
في رواية أبي ذر: «لين» (و، ب، ص)، وهو المثبت في متن (ن) دون ذكر اختلاف.
(4)
في رواية أبي ذر: «نبيَّ الله» .
3519 -
حدثني
(1)
ثابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَعَنْ سُفْيانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الْجاهِلِيَّةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(9)
بابُ
(1)
قِصَّةِ خُزاعَةَ
(1)
لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
3520 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: أخبَرَنا إِسْرائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ
(2)
بْنِ خِنْدِفَ أَبُو خُزاعَةَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«قَمْعة» بسكون الميم. وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: «قَمْعَةُ» بالتسكين كذا ضبطناه في صحيح البخاري، ومنهم من يقول:«قَمَعَة» بفتح القاف والميم [زاد في (ب، ص): وتخفيفها] وبالتحريك ضبطناه عن أكثر النُّقاد، وفي رواية الباجي عن ابن ماهان بكسر القاف وتشديد الميم وكسرها، قاله عياض رحمه الله تعالى، فهذا آخر كلامه، قال اليونيني: ورأيته أنا في نسخة ابن الحطيئة بروايته [زاد في غير (ن): عن أبي ذر] بفتح [في (ب): بكسر] القاف وسكون الميم، وروايتي عن سيدي ومولاي والدي أبي عبد الله محمد اليونيني رحمه الله تعالى بكسر القاف والميم مع تشديد الميم، وكذلك كان يقرؤه، وعن الحافظ عبد الغني المقدسي أخذ هذا الشأن فيعلم ذلك. اهـ.
3521 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قالَ: الْبَحِيرَةُ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّها لِلطَّواغِيتِ وَلا يَحْلُبُها أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، والسَّائِبَةُ الَّتِي كانُوا يُسَيِّبُونَها لآلِهَتِهِمْ فَلا يُحْمَلُ عَلَيْها شَيْءٌ. قالَ:
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عامِرِ بْنِ لُحَيٍّ
(1)
الْخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوائِبَ».
(1)
قوله: «بن لحي» ليس في رواية أبي ذر.
(12)
بابُ
(1)
قِصَّةِ زَمْزَمَ وَجَهْلِ الْعَرَبِ
(1)
بهامش اليونينية: هنا: (10) - قصة إسلام أبي ذر وباب قصة زمزم عند أبي ذر. اهـ. يعني قبل هذا الباب.
3524 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: إِذا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ، فاقْرَأْ ما فَوْقَ الثَّلاثِينَ وَمِائَةٍ فِي سُورَةِ الأَنْعامِ:{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [الأنعام: 140].
(13)
بابُ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبائِهِ فِي الإِسْلامِ والْجاهِلِيَّةِ
وَقالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الْكَرِيمَ، ابْنَ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحاقَ بْنِ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ» .
وَقالَ الْبَراءُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» .
(1)
(1)
من قوله: «وقال ابن عمر» .. إلى قوله: «أنا ابن عبد المطلب» رمز عليه في اليونينية برمز السقوط بالحمرة.
3525 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنادِي: «يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ» . ببُطُونِ
(1)
قُرَيْشٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لبطونِ» .
3526 -
وَقالَ لَنا قَبِيصَةُ: أَخْبَرَنا
(1)
سُفْيانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ قَبائِلَ قَبائِلَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
3527 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: أخبَرَنا
(1)
أَبُو الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يا بَنِي عَبْدِ مَنافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، يا فاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيا أَنْفُسَكُما مِنَ اللَّهِ، لا أَمْلِكُ لَكُما مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلانِي مِنْ مالِي ما شِئْتُما» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(15)
بابُ
(1)
قِصَّةِ الْحَبَشِ،
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يا بَنِي أَرْفَدَةَ
(2)
»
(1)
بهامش اليونينية: هنا «(14) باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم» عند أبي ذر. اهـ. يعني قبل هذا الباب.
(2)
في رواية أبي ذر: «أَرْفِدة» بكسر الفاء (و). وعكس في باقي الأصول، لكن ما بهامش اليونينية يوافق المثبت، وهو:«وبنو أرفِدة» بكسر الفاء لأبي ذر، ولغيره بفتحها، وكذا ضبطه علينا أبو بحر. قال لي ابن سراج [تصحف في (ن) إلى: ابن شماخ]: هو بالكسر لا غير، وهو جد الحبشة، قاله الإمام عياض. اهـ.
3529 -
3530 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْها، وَعِنْدَها جارِيَتانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُدَفِّفانِ
(1)
وَتَضْرِبانِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ
(2)
بِثَوْبِهِ، فانْتَهَرَهُما أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَجْهِهِ، فَقالَ:«دَعْهُما يا أَبا بَكْرٍ؛ فَإِنَّها أَيَّامُ عِيدٍ» . وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى. وَقالَتْ عائِشَةُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي، وَأَنا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ
(3)
، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 328⦘
«دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفدَةَ
(4)
». يَعْنِي مِنَ الأَمْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «تُغَنِّيانِ وتُدَفِّفانِ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مُتَغَشًّى» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مُتَغَشِّيًا» .
(3)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وكتب بهامش (ب، ص): لعلَّ سبب التضبيب أنَّ الزاجر لهم عمر، لا كما يقتضيه السياق من أنه أبو بكر رضي الله عنهما، وفي بعض الأصول: فزجرهم عمر. اهـ. وكذلك هو عند البخاري بنفس هذا الإسناد، برقم:988.
(4)
رواية أبي ذر بفتح الفاء (ب).
(16)
بابُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ لا يَسُبَّ نَسَبَهُ
(1)
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لا يُسَبَّ نَسَبُهُ» .
3531 -
حدثني
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشامٍ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اسْتَأذَنَ حَسَّانُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجاءِ الْمُشْرِكِينَ، قالَ:«كَيْفَ بِنَسَبِي؟» فَقالَ حَسَّان: لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَما تُسَلُّ الشَّعَرَةُ
(2)
مِنَ الْعَجِينِ. وَعَنْ أَبِيهِ قالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عائِشَةَ، فَقالَتْ: لا تَسُبُّهُ
(3)
؛ فَإِنَّهُ كانَ يُنافِحُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يُسَلُّ الشعَرُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لا تَسبَّه» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال أبو الهيثم [هو الكُشْمِيْهَنِيِّ نفسه]: نَفَحَتِ الدابةُ إذا رَمَحَتْ بِحوافِرها، ونَفَحَه بالسيفِ إذا تَناوَلَهُ مِن بَعِيدٍ.» ا هـ.
(17)
بابُ ما جاءَ فِي أَسْماءِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]، وَقَوْلِهِ:{مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ ما جاءَ فِي أَسْماءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقولِ الله عز وجل: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40] وقولِه عز وجل» (ن، ق)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر. وزاد في (و) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3532 -
حدثني
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قالَ: حَدَّثَنِي
(2)
مَعْنٌ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِي خَمْسَةُ أَسْماءٍ: أَنا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ
(3)
،
⦗ص: 329⦘
وَأَنا الْماحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنا الْحاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنا الْعاقِبُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأنا أحمدُ» .
3533 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(18)
بابُ خاتِمِ النَّبِيِّينَ صلى الله عليه وسلم
3534 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنانٍ: حدَّثنا سَلِيمٌ
(1)
: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مِيناءَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِياءِ، كَرَجُلٍ بَنَى دارًا، فَأَكْمَلَها وَأَحْسَنَها إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَها وَيَتَعَجَّبُونَ وَيَقُولُونَ: لَوْلا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ حَيَّانَ» .
3535 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ، عَنْ أَبِي صالِحٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِياءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا، فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَل لا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قالَ: فَأَنا اللَّبِنَةُ، وَأَنا خاتِمُ النَّبِيِّينَ» .
3536 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهْوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ
(2)
. وَقالَ ابْنُ شِهابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «(19) بابُ وفاةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» قبل هذا الحديث.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(20)
بابُ كُنْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
3537 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، فَقالَ رَجُلٌ: يا أَبا الْقاسِمِ. فالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا
(1)
بِكُنْيَتِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «ولا تَكَنَّوْا» .
3538 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سالِمٍ:
عَنْ جابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا
(1)
بِكُنْيَتِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «ولا تَكَنَّوْا» .
3539 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» .
(21)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» رمز عليها بعلامة السقوط مرة بالحمرة ومرة بالأسود.
3540 -
حدثني
(1)
إِسْحاقُ
(2)
: أخبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْجُعَيْدِ
(3)
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
رَأَيْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، ابْنَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، جَلْدًا مُعْتَدِلًا، فَقالَ: قَدْ عَلِمْتُ ما مُتِّعْتُ بِهِ
(4)
سَمْعِي وَبَصَرِي إِلَّا بِدُعاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ خالَتِي ذَهَبَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شاكٍ، فادْعُ اللَّهَ
(5)
. قالَ: فَدَعا لِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ إبراهيمَ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «له» .
(22)
بابُ خاتِمِ النُّبُوَّةِ
3541 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حاتِمٌ، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ قالَ: ذَهَبَتْ بِي خالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَقالَتْ:
⦗ص: 331⦘
يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَقَعَ
(1)
، فَمَسَحَ رَأسِي وَدَعا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَتَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خاتِمٍ
(2)
بَيْنَ كَتِفَيْهِ. قالَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: الْحَجَلَةُ
(3)
مِنْ حُجَلِ
(4)
الْفَرَسِ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ.
قالَ
(5)
إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وَقِعٌ» بكسر القاف، وفي نسخة:«وَجِعٌ» .
(2)
هكذا ضبطت في (ص)، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
(3)
في (ب، ص): «الحُجْلَةُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «حَجَلِ» بفتح الحاء.
(5)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(23)
بابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
3542 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحارِثِ، قالَ: صَلَّى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي، فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ فَحَمَلَهُ عَلَى عاتِقِهِ، وَقالَ:
بِأَبِي
(1)
شَبِيه
(2)
بِالنَّبِيِّ
…
لا شَبِيه
(3)
بِعَلِيٍّ
وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بأبِي» مرة ثانية.
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «شَبِيهٌ» ، و «شَبِيهٍ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «شَبِيهٌ» ، و «شَبِيهٍ» .
3543 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ:
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه
(1)
قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ الْحَسَنُ يُشْبِهُهُ.
(1)
كتبت: «رضي الله عنه» بين الأسطر في (ن، ب، ص).
3544 -
حدثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ أَبِي خالِدٍ: سَمِعْتُ أَبا جُحَيْفَةَ رضي الله عنه
(2)
قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام
(3)
يُشْبِهُهُ. قُلْتُ لأَبِي
⦗ص: 332⦘
جُحَيْفَةَ: صِفْهُ لِي. قالَ: كانَ أَبْيَضَ قَدْ شَمِطَ، وَأَمَرَ لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثَلاثَ عَشْرَةَ
(4)
قَلُوصًا. قالَ: فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ نَقْبِضَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
كتبت: «رضي الله عنه» بين الأسطر في (ن، ب، ص).
(3)
كتبت: «عليهما السلام» بهامش (ن، ق) مصححًا عليها، وبين الأسطر في:(ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بثلاثة عشر» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: في الأصول كلها: أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بثلاثة عشر قلوصًا» ، وصوابه:«بثلاث عشرة قلوصًا» قاله شيخنا ابن مالك رضي الله عنه، والله أعلم، وأصلحت ما في الأصل على الصواب فيعلم ذلك. اهـ.
3545 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ:
عَنْ وَهْبٍ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، وَرَأَيْتُ بَياضًا مِنْ تَحْتِ شَفَتِهِ السُّفْلَى، الْعَنْفَقَةَ.
(1)
ضبَّب عليه في (ب، ص)، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«رسولَ اللهِ» ، وهو المثبت في متن (و).
3546 -
ثلاثي- حدَّثنا عِصامُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمانَ:
أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، صاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ شَيْخًا؟ قالَ: كانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَراتٌ بِيضٌ.
3547 -
حدثني
(1)
ابْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عَنْ خالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: كانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلا آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ
(2)
وَلا سَبْطٍ
(3)
رَجِلٍ، أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَلَيْسَ
(4)
فِي
⦗ص: 333⦘
رَأسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضاءَ. قالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ، فَإِذا هُوَ أَحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَططٍ» ، وكتب فوقها «معًا» . وكسر الطاء هو رواية أبي ذر. (ب، ص)
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «سَبِطٍ» ، وكسر الباء هو رواية أبي ذر. (ب، ص)
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَقُبِضَ وليس» .
3548 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكُ
ابْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبائِنِ وَلا بِالْقَصِيرِ، وَلا بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلَيْسَ بِالآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ
(2)
، وَلا بِالسَّبْطِ
(3)
، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، فَتَوَفَّاهُ اللَّهُ وَلَيْسَ فِي رَأسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضاءَ.
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في (و، ب، ص): «القَطَطِ» ، وفي (ق) بهما معًا.
(3)
كسرُ الباء رواية أبي ذر. (ب، ص)
3549 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَحْسَنَهُ خُلُقًا
(1)
، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبائِنِ وَلا بِالْقَصِيرِ.
(1)
هكذا ضبطت في (ن، ق): بضم الخاء المعجمة واللام، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطت في (ب، ص)«خَلْقًا» بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام، وضبطت في (و) بالوجهين معًا.
3550 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتادَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسًا: هَلْ خَضَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: لا، إِنَّما كانَ شَيْءٌ فِي صُدْغَيْهِ.
3551 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ:
⦗ص: 334⦘
عَنِ الْبَراءِ بْنِ عازِبٍ
(1)
رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ
(2)
، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْراءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ
(3)
أَحْسَنَ مِنْهُ.
قالَ
(4)
يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحاقَ، عَنْ أَبِيهِ: إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
(1)
قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُذُنَيْهِ» . كتبت بالحمرة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
3552 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سُئِلَ الْبَراءُ: أَكانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قالَ: لا، بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ.
3553 -
حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو عَلِيٍّ: حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ بِالمصِّيصَةِ
(1)
: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا جُحَيْفَةَ، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْهاجِرَةِ إِلَى الْبَطْحاءِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، والْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ.
وَزادَ
(2)
فِيهِ عَوْنٌ، عَنْ أَبِيهِ: أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ: كانَ تَمُرُّ
(3)
مِنْ وَرائِها الْمَرْأَةُ، وَقامَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِها
(4)
وُجُوهَهُمْ. قالَ: فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُها عَلَى وَجْهِي، فَإِذا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ.
(1)
في (ب، ص): «بالمِصِيصة» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية، الميم مكسورة والصاد مخففة، وفي الفرع:«بالمَصِّيصة» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال شُعْبةُ: وزاد» .
(3)
في (ب، ص): «يمرُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بهما» .
3554 -
حدَّثنا عَبْدانُ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ ما يَكُونُ فِي رَمَضانَ، حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وَكانَ جِبْرِيلُ عليه السلام
يَلْقاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضانَ فَيُدارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
3555 -
حدَّثنا يَحْيَى
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني ابْنُ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْها مَسْرُورًا، تَبْرُقُ أَسارِيرُ وَجْهِهِ. فَقالَ:«أَلَمْ تَسْمَعِي ما قالَ الْمُدْلِجِيُّ لِزَيْدٍ وَأُسامَةَ -وَرَأَى أَقْدامَهُما-: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الأَقْدامِ مِنْ بَعْضٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ موسى» .
3556 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ، قالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذا سُرَّ اسْتَنارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ.
3557 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «مِنه» . كتبت بالحمرة.
3558 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ، وَكانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرِقُونَ
(1)
رُؤُوسَهُمْ، فَكانَ
(2)
أَهْلُ الْكِتابِ يَسْدِلُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكانَ
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوافَقَةَ أَهْلِ الْكِتابِ فِيما لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «يَفْرُقون» بضم الراء.
(2)
في رواية أبي ذر: «وكان» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فكان» .
3559 -
حدَّثنا عَبْدانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا، وَكانَ يَقُولُ:«إِنَّ مِنْ خِيارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاقًا» .
3560 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: ما خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُما ما لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كانَ إِثْمًا كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَما انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِها.
3561 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: ما مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلا دِيباجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَلا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ -أَوْ: عَرْفًا- قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ -أَوْ: عَرْفِ- النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3562 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ
(1)
:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَياءً مِنَ الْعَذْراءِ فِي خِدْرِها -حَدَّثَنِي
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى وابْنُ مَهْدِيٍّ، قالا: حدَّثنا شُعْبَةُ مِثْلَهُ- وَإِذا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش:«عُتْبة» بالعين المهملة بعدها تاء باثنتين من فوق، بعدها باء بواحدة من أسفل.
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3563 -
حدثني
(1)
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: ما عابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3564 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ الأَسْدِيِّ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا سَجَدَ فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى
(1)
إِبْطَيْهِ.
قالَ
(2)
: وَقالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا بَكْرٌ: بَياضَ إِبْطَيْهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
3565 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعائِهِ إِلَّا فِي الاِسْتِسْقاءِ، فَإِنَّهُ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَياضُ
(1)
إِبْطَيْهِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «نَرَى بياضَ» ، وضبطت روايته في (و، ب، ص): «يَرى بياضَ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «وقال أبو موسى: دَعا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعَ يَدَيْهِ ورأيتُ بياضَ إبْطَيْهِ» . [انظر الحديث: 4323]
3566 -
حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سابِقٍ: حدَّثنا مالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ أَبِي جُحَيْفَةَ:
⦗ص: 338⦘
ذَكَرَ عَنْ أَبِيهِ قالَ: دُفِعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ بِالأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ، كانَ بِالْهاجِرَةِ، خَرَجَ
(1)
بِلالٌ فَنادَى بِالصَّلاةِ ثُمَّ دَخَلَ، فَأَخْرَجَ فَضْلَ وَضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَقَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يَأْخُذُونَ مِنْهُ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ الْعَنَزَةَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ ساقَيْهِ، فَرَكَزَ الْعَنَزَةَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، والْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمارُ والْمَرْأَةُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فخرج» .
3567 -
حدثني
(1)
الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَزَّارُ
(2)
: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعادُّ لأَحْصاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3568 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ أَنَّهُ قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ أَنَّها قالَتْ: أَلا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلانٍ
(1)
؟! جاءَ فَجَلَسَ إِلَى جانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ، فَقامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أبا فلان» .
(24)
بابٌ: كانَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم تَنامُ عَيْنُهُ
(1)
وَلا يَنامُ قَلْبُهُ
رَواهُ سَعِيدُ بْنُ مِيناءَ، عَنْ جابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عيناه» .
3569 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَأَلَ عائِشَةَ رضي الله عنها: كَيْفَ كانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضانَ؟ قالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ فِي رَمَضانَ وَلا غَيْرِهِ
(1)
عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثًا. فَقُلْتُ:
⦗ص: 339⦘
يا رَسُولَ اللَّهِ تَنامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قالَ: «تَنامُ عَيْنِي وَلا يَنامُ قَلْبِي» .
(1)
في رواية أبي ذر: «ولا في غيره» .
3570 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(1)
: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمانَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يُحَدِّثُنا عَنْ لَيْلَة أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: جاءَ
(2)
ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرامِ، فَقالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ. وَقالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جاؤُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيما يَرَى قَلْبُهُ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نائِمَةٌ عَيْناهُ وَلا يَنامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِياءُ تَنامُ أَعْيُنُهُمْ وَلا تَنامُ قُلُوبُهُمْ، فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّماءِ.
(1)
زاد في (ب، ص): «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاءه» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(25)
بابُ عَلاماتِ النُّبُوَّةِ فِي الإِسْلامِ
3571 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبا رَجاءٍ، قالَ:
حَدَّثَنا عِمْرانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَنَّهُمْ كانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ، فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ، حَتَّى إِذا كانَ وَجْهُ
(1)
الصُّبْحِ عَرَّسُوا، فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنامِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَكانَ لا يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَنامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فاسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنا الْغَداةَ، فاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«يا فُلانُ، ما يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنا؟» قالَ: أَصابَتْنِي جَنابَةٌ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ عَطِشْنا عَطَشًا شَدِيدًا، فَبَيْنَما نَحْنُ نَسِيرُ إِذا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سادِلَةٍ رِجْلَيْها بَيْنَ مَزادَتَيْنِ، فَقُلْنا لَها: أَيْنَ الماءُ؟ فَقالَتْ: إِنَّهُ لا ماءَ. فَقُلْنا: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْماءِ؟ قالَتْ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ. فَقُلْنا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَتْ
(3)
: وَما رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْها مِنْ أَمْرِها حَتَّى اسْتَقْبَلْنا بِها النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(4)
، فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ
الَّذِي حَدَّثَتْنا،
⦗ص: 340⦘
غَيْرَ أَنَّها حَدَّثَتْهُ أَنَّها مُؤْتِمَةٌ، فَأَمَرَ بِمَزادَتَيْها، فَمَسَحَ فِي الْعَزْلاوَيْنِ
(5)
، فَشَرِبْنا عِطاشًا أَرْبَعِينَ
(6)
حَتَّى رَوِينا، فَمَلأْنا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنا وَإِداوَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهيَ تَكادُ تَنِضُّ
(7)
مِنَ الْمِلْءِ، ثُمَّ قالَ:«هاتُوا ما عِنْدَكُمْ» . فَجُمِعَ لَها مِنَ الْكِسَرِ و التَّمْرِ
(8)
، حَتَّى أَتَتْ أَهْلَها. قالَتْ
(9)
: لَقِيتُ
⦗ص: 341⦘
أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَما زَعَمُوا. فَهَدَى اللَّهُ ذاكَ
(10)
الصِّرْمَ بِتِلْكَ
(11)
الْمَرْأَةِ، فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا.
(1)
في رواية أبي ذر: «في وجهِ» .
(2)
ضبَّب في اليونينيَّة على أول الكلمة عند الواو والجيم.
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالت» .
(4)
في (ب، ص): ليس «وسلم» في اليونينية.
(5)
هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«بالعزلاوين» .
(6)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«أربعون» ، وزاد في (و، ب، ص): «رَجُلًا» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَنْصَبُّ» . وبهامش اليونينية: ابن الأثير: قوله «تَنِضُّ -بالنون- من المِلْءِ» أي: تَنْشَقُّ ويخرجُ منها الماء. يقال: نَضَّ الماء من العين: نَبَع. ابن سيده: نضَّ الماء ينِضُّ نضًّا: سال، ونضَّ الماء ينِضُّ نَضًا ونضيضًا: خرج رَشحًا، وبئر نضوض إذا كان ماؤها يخرج كذلك، والنَّضَضُ الحِسْيُ وهو ماء على رمل دونه إلى أسفلَ أرضٌ صُلبةٌ، فكلَّما نض منه شيء -أي رشح- واجتمع أُخذ، واستنضَّ الثِّمادَ من الماء تتبَّعها وتَبَرَّضَها. في أصل سماعي في النسخة السُمَيْصاطية في أصل الكتاب:«تَنَضَّرُ من الملء» بتاءٍ -ثالث الحروف - مفتوحةٍ ونون مفتوحة أيضًا وضاد معجمة مفتوحة مشددة وراء مهملة، وفي الحاشية:«تَنْصَبُّ» بالتاء -ثالث الحروف - مفتوحةٍ ونون ساكنة وصاد مهملة مفتوحة وباء معجمة بواحدة مشددة، وفي نسخة أخرى في الحاشية أيضًا:«تَبِضُّ» بتاء معجمة باثنتين من فوق مفتوحة وباء معجمة بواحدة مكسورة وضاد معجمة، وفي أصلٍ مسموع مصحح من طريق الحافظ أبي ذر الهروي: في أصل الكتاب من طريق الحَمُّويي والمُستملي: «تَنِضُّ» بالتاء المثناة من فوق المفتوحة ونون مكسورة وضاد معجمة، وفي الحاشية من طريق أبي الهيثم:«تَنْصَبُ» بالتاء المثناة من فوق المفتوحة ونون مكسورة [كذا في اليونينية، والصواب: ساكنة] وصاد مهملة وآخره باء معجمة بواحدة، وفي أصلٍ مسموع على الأصيلي:«تَقْطُر» بالتاء المثناة فوق، وقاف وطاء مهملة وآخرها راء مهملة، وفي حاشية [في (ب، ص): جانب] الكتاب: «تَبِضُّ» بالتاء المثناة من فوق وباء معجمة بواحدة مكسورة وضاد معجمة، وفي أصل ابن عساكر مؤرخ الشام:«تَنْضَرُّ» بالتاء المثناة ونون ساكنة وضاد معجمة مفتوحة وراء مهملة مشددة، من الضرر، قال القاضي عياض في مشارقه:«والعين تَبِصُّ» من البصيص، وهو البريق ولمعان خروج الماء القليل ونَشْعُهُ، وبالضاد المعجمة: القطر والسيلان القليل، وقيل [في (ب، ص): وفيه، بدل: وقيل]: البضُّ الرشح، يقال منه: بض وضب، وروايتنا عن يحيى بالضاد المعجمة، ووافق التنيسيَّ والقعنبيَّ وابنَ القاسم، وذكر الباجي أن رواية يحيى بصاد مهملة، وهي رواية مطرِّف. اهـ. وفي (ن): هذه الحاشية بخط محمد بن زيد رحمه الله. وفي (ب، ص): بخط الأصل. (لا الحمرة إلى)
(8)
بهامش (ب): ميم «التمر» مفتوحة في اليونينية.
(9)
في رواية أبي ذر: «فقالت» .
(10)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(11)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِتِيكَ» .
3572 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِناءٍ، وَهْوَ بِالزَّوْراءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِناءِ، فَجَعَلَ الْماءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ. قالَ قَتادَةُ: قُلْتُ لأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قالَ: ثَلاثَ مِئَةٍ، أَوْ: زُهاءَ ثَلاثِ مِئَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3573 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ، فالْتُمِسَ الْوَضُوءُ
(1)
فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي ذَلِكَ الإِناءِ، فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا مِنْهُ، فَرَأَيْتُ الْماءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ
(2)
أَصابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ، حَتَّى تَوَضَّؤُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فالتَمسَ الناسُ الوَضوءَ» . كتبت بالحمرة.
(2)
بهامش اليونينية من دون رقم: «تَحْتِ» . وعكس في (ب، ص) بين المثبت والمهمش.
3574 -
حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُبارَكٍ: حدَّثنا حَزْمٌ
(1)
: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قالَ:
حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَخارِجِهِ، وَمَعَهُ ناسٌ مِنْ أَصْحابِهِ، فانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلَمْ يَجِدُوا ما يَتَوَضَّؤُونَ، فانْطَلَقَ رَجُلٌ
⦗ص: 342⦘
مِنَ الْقَوْمِ، فَجاءَ بِقَدَحٍ مِنْ ماءٍ يَسِيرٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَدَّ أَصابِعَهُ الأَرْبَعَ
(2)
عَلَى الْقَدَحِ، ثُمَّ قالَ: «قُومُوا فَتَوَضَّؤُوا
(3)
». فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيما يُرِيدُونَ مِنَ الْوَضُوءِ، وَكانُوا سَبْعِينَ أَوْ نَحْوَهُ.
(1)
بهامش اليونينية: «حَزْمٌ» بحاء مهملة مفتوحة وزاي وآخره ميم، وهو ابن أبي حزم واسمه مهران. اهـ. وزاد في (ب، ص) بعدها: فات أبا علي الجياني ذكرُه.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الأربعة» .
(3)
في رواية أبي ذر: «تَوَضَّؤُوا» .
3575 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ يَزِيدَ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَقامَ مَنْ كانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَوَضَّأُ
(1)
، وَبَقِيَ قَوْمٌ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِخْضَبٍ مِنْ حِجارَةٍ فِيهِ ماءٌ، فَوَضَعَ كَفَّهُ، فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَضَمَّ أَصابِعَهُ فَوَضَعَها فِي الْمِخْضَبِ، فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا. قُلْتُ: كَمْ كانُوا؟ قالَ: ثَمانُونَ
(2)
رَجُلًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَتَوَضَّأَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثَمانِينَ» .
3576 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ سالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ
(1)
فَتَوَضَّأَ، فَجَهَشَ
(2)
النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ
(3)
: «ما لَكُمْ؟» قالُوا: لَيْسَ عِنْدَنا ما
(4)
نَتَوَضَّأُ وَلا نَشْرَبُ إِلَّا ما بَيْنَ يَدَيْكَ. فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ
(5)
، فَجَعَلَ الْماءُ يَثُورُ
(6)
بَيْنَ أَصابِعِهِ كَأَمْثالِ
⦗ص: 343⦘
الْعُيُونِ، فَشَرِبْنا وَتَوَضَّأْنا. قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قالَ: لَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفانا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً.
(1)
ضبطت الراء في (ب، ص) بالحركات الثلاث.
(2)
في رواية أبي ذر: «فجهِش» بكسر الهاء، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«جَهَشَ» ، وضبطت روايتهما في (ب، ص): «خَهَش» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية بالخاء.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(4)
في (و، ب، ص): «ماءٌ» . وأشار في نسخة البقاعي أنها في نسخة.
(5)
ضبطت الراء في (ب، ص) بالحركات الثلاث.
(6)
في رواية كريمة ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَفُورُ» .
3577 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
(1)
أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً، والْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ، فَنَزَحْناها حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيها قَطْرَةً، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَدَعا بِماءٍ، فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَمَكثْنا غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ اسْتَقَيْنا حَتَّى رَوِينا، وَرَوَتْ
(2)
-أَوْ: صَدَرَتْ- رَكائبُنا
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «كنَّا بالحُدَيْبِيةِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ورَوِيَتْ» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رِكابُنا» .
3578 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عَنْ إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يَقُولُ: قالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْراصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمارًا لَها، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلاثَتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: بِطَعامٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» . فانْطَلَقَ وانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: يا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنا ما نُطْعِمُهُمْ! فَقالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلُمِّي
(1)
يا أُمَّ سُلَيْمٍ ما عِنْدَكِ». فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ
⦗ص: 344⦘
أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قالَ:«ائذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائذَنْ لِعَشَرَةٍ» .
فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، والْقَوْمُ سَبْعُونَ
(2)
أَوْ ثَمانُونَ رَجُلًا.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هَلُمَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «رجلًا» .
(3)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثامن عشر. زاد في (ن): من الأصل.
3579 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآياتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَها تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ الْماءُ، فَقالَ:«اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ ماءٍ» . فَجاؤُوا بِإِناءٍ فِيهِ ماءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِناءِ ثُمَّ قالَ:«حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبارَكِ، والْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» . فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْماءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3580 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا: حدَّثني عامِرٌ:
حَدَّثَنِي جابِرٌ رضي الله عنه: أَنَّ أَباهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا ما تُخْرِجُ
(1)
نَخْلُهُ، وَلا يَبْلُغُ ما يُخْرِجُ
(2)
سِنِينَ ما عَلَيْهِ، فانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلا
(3)
يُفْحِشَ عَلَيَّ الْغُرَماءُ. فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيادِرِ التَّمْرِ فَدَعا، ثَمَّ آخَرَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، فَقالَ:«انْزِعُوهُ» . فَأَوْفاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ ما أَعْطاهُمْ.
(1)
في (ب، ص): «يُخْرِجُ» ، وضبطت في (ق) بالوجهين.
(2)
في (و): «تُخْرِجُ» ، وضبطت في (ق) بالوجهين.
(3)
في رواية أبي ذر: «لكي لا» . (ب، ص) وهو المثبت في متن (و) دون ذكر اختلاف.
3581 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ: حدَّثنا أَبُو عُثْمانَ:
أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أَصْحابَ الصُّفَّةِ كانُوا أُناسًا فُقَراءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ مَرَّةً: «مَنْ كانَ عِنْدَهُ طَعامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثالِثٍ، وَمَنْ كانَ عِنْدَهُ طَعامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخامِسٍ أَوْ سادِسٍ
(1)
». أَوْ كَما قالَ، وَأَنَّ
(2)
أَبا بَكْرٍ جاءَ بِثَلاثَةٍ، وانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَثَلاثَةً
(3)
، قالَ: فَهْوَ أَنا وَأَبِي وَأُمِّي -وَلا أَدْرِي هَلْ قالَ: امْرَأَتِي وَخادِمِي
(4)
بَيْنَ بَيْتِنا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ- وَأَنَّ أَبا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ بَعْدَما مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ما شاءَ اللَّهُ، قالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: ما حَبَسَكَ عَنْ
(5)
أَضْيافِكَ -أَوْ ضَيْفِكَ-؟ قالَ: أَوَعَشَّيْتِهِمْ
(6)
؟ قالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ. فَذَهَبْتُ فاخْتَبَأْتُ، فَقالَ: يا غُنْثَرُ. فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقالَ: كُلُوا. وَقالَ: لا أَطْعَمُهُ أَبَدًا. قالَ: وايْمُ اللَّهِ، ما كُنَّا نَأخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلَّا رَبا مِنْ أَسْفَلِها أَكْثَرُ مِنْها حَتَّى شَبِعُوا، وَصارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كانَتْ قَبْلُ، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذا شَيْءٌ أَوْ أَكْثَرُ، قالَ
(7)
لاِمْرَأَتِهِ: يا أُخْتَ بَنِي فِراسٍ. قالَتْ:
لا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلاثِ مَرَّاتٍ
(8)
. فَأَكَلَ مِنْها أَبُو بَكْرٍ، وَقالَ: إِنَّما كانَ
(9)
الشَّيْطانُ. يَعْنِي يَمِينَهُ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْها لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكانَ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَمَضَى الأَجَلُ فَتَفَرَّقْنا
(10)
اثْنا عَشَرَ رَجُلًا، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُناسٌ، اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ، غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ، قالَ: أَكَلُوا مِنْها
⦗ص: 346⦘
أَجْمَعُونَ. أَوْ كَما قالَ
(11)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أو بِسادِسٍ» ، وفي رواية أبي ذر:«وبسادسٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وإنَّ» .
(3)
في روايةٍ لأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بثلاثةٍ» ، وفي روايةٍ أخرى له عنه وعن المُستملي:«ثلاثةً» . وقيَّد في (ب، ص) روايته الثانية: «ثلاثةً» بروايته عن الحَمُّويي بدل الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وخادِمٌ» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِن» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أوَماعشَّيتهم» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(8)
في رواية أبي ذر: «مِرارٍ» .
(9)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي: «فَتَعَرَّفْنا» .
(11)
في رواية أبي ذر زيادة: «وغيره يقول: فَعَرفْنا مِن العِرافة» . [غيره هو عبيد الله بن معاذ كما عند مسلم].
3582 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ -وَعَنْ يُونُسَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه قالَ: أَصابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، إِذْ قامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ
(1)
الْكُراعُ، هَلَكَتِ الشَّاءُ، فادْعُ اللَّهَ يَسْقِينا. فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعا، قالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّماءَ لَمِثْلُ الزُّجاجَةِ. فَهاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحابًا، ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّماءُ عَزالِيَها، فَخَرَجْنا نَخُوضُ الْماءَ حَتَّى أَتَيْنا مَنازِلَنا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ. فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قالَ:«حَوالَيْنا وَلا عَلَيْنا» . فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحابِ تَصَدَّعَ
(2)
حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتَصدَّعُ» .
3583 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ: حدَّثنا أَبُو حَفْصٍ -واسْمُهُ
(1)
عُمَرُ بْنُ الْعَلاء، أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ-: سَمِعْتُ نافِعًا:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ.
وَقالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: أخبَرَنا عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا مُعاذُ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ نافِعٍ، بِهَذا.
وَرَواهُ أَبُو عاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «اسمه» بدون واو.
3584 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ، فَقالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ -أَوْ رَجُلٌ-: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قالَ:«إِنْ شِئْتُمْ» . فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ
(1)
الْجُمُعَةِ دُفِعَ
(2)
إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصاحَتِ النَّخْلَةُ صِياحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُ
(3)
إِلَيْهِ
(4)
، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ. قالَ:«كانَتْ تَبْكِي عَلَى ما كانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَها» .
(1)
في (ب) بالفتح والضمِّ: «يومُ» ، «يومَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رُفِع» .
(3)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فضَمَّها» .
(4)
ضبَّب على آخرها في اليونينيَّة.
3585 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أخبَرَني حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ، فَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْها، فَلَمَّا وُضِعَ
(1)
لَهُ الْمِنْبَرُ وَكانَ
(2)
عَلَيْهِ، فَسَمِعْنا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشارِ، حَتَّى جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْها فَسَكَنَتْ.
(1)
في (و، ب، ص): «صُنِعَ» ، وأشار في نسخة البقاعي إلى ورودها في نسخة.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر: «فكان» .
3586 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ -حَدَّثَنِي
(1)
بِشْرُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ- عَنْ سُلَيْمانَ: سَمِعْتُ أَبا وائلٍ يُحَدِّثُ:
عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقالَ حُذَيْفَةُ: أَنا أَحْفَظُ كَما قالَ. قالَ: هاتِ
(2)
، إِنَّكَ لَجَرِيءٌ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمالِهِ وَجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّدَقَةُ والأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ» .
⦗ص: 348⦘
قالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. قالَ: يا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، لا بَأسَ عَلَيْكَ مِنْها، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَها بابًا مُغْلَقًا. قالَ: يُفْتَحُ الْبابُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قالَ: لا، بَلْ يُكْسَرُ. قالَ: ذاكَ
(3)
أَحْرَى أَنْ لا يُغْلَقَ. قُلْنا: عَلِمَ
(4)
الْبابَ؟ قالَ: نَعَمْ، كَما أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغالِيطِ. فَهِبْنا أَنْ نَسْأَلَهُ، وَأَمَرْنا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقالَ: مَنِ الْبابُ؟ قالَ: عُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» كتبت الواو بالحمرة.
(2)
لفظة: «هات» ليست في نسخة. (ب)، وهو موافق لما في السلطانية.
(3)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «عُمرُ» .
3587 -
3588 - 3589 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ، وَحَتَّى تُقاتِلُوا التُّرْكَ، صِغارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَتَجِدُونَ مِنْ
(1)
خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَراهِيَةً
(2)
لِهَذا الأَمْرِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ، والنَّاسُ مَعادِنُ، خِيارُهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ فِي الإِسْلامِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ زَمانٌ، لأَنْ يَرانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمالِهِ».
(1)
لفظة: «من» ليست في نسخة. (ب، ص)، وهو موافق لما في السلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وتجدون أشَدَّ الناسِ كَراهِيَةً» .
3590 -
حدثني
(1)
يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلُوا خُوزًا وَكرْمانَ مِنَ الأَعاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغارَ الأَعْيُنِ، وُجُوهُهُمُ الْمَجانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعالُهُمُ الشَّعَرُ» .
تابَعَهُ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3591 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: قالَ إِسْماعِيلُ: أخبَرَني قَيْسٌ، قالَ:
أَتَيْنا أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَقالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ فِي سِنيَّ
(1)
أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَقالَ هَكَذا
بِيَدِهِ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقاتِلُونَ قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ» . وَهْوَ هَذا الْبارزُ. وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً: وَهُمْ أَهْلُ الْبازرِ
(2)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بهامش اليونينية: بفتح الراء والزاء وهو الأكثر [زاد في (ب، ص): والأرجح]، وقيل بكسرهما. اهـ.
3592 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ:
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ تُقاتِلُونَ قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ، وَتُقاتِلُونَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجانُّ الْمُطْرَقَةُ» .
3593 -
حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تُقاتِلُكُمُ الْيَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ
(1)
الْحَجَرُ: يا مُسْلِمُ، هَذا يَهُودِيٌّ وَرائِي فاقْتُلْهُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حتى يقولَ» .
3594 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جابِرٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمانٌ يَغْزُونَ، فَيُقالُ
(1)
: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَغْزُونَ فَيُقالُ لَهُمْ
(2)
: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَهُم» .
(2)
لفظة: «لهم» ليست في رواية أبي ذر.
3595 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ: أخبَرَنا النَّضْرُ: أخبَرَنا إِسْرائِيلُ: أخبَرَنا سَعْدٌ الطَّائِيُّ: أخبَرَنا
⦗ص: 350⦘
مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ قالَ: بَيْنا أَنا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتاهُ رَجُلٌ فَشَكا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتاهُ آخَرُ فَشَكا
(2)
قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقالَ:«يا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟» قُلْتُ: لَمْ أَرَها، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْها. قالَ: «فَإِنْ طالَتْ بِكَ حَياةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ -قُلْتُ فِيما بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلادَ؟! - وَلَئِنْ طالَتْ بِكَ حَياةٌ لَتُفْتَحَنَّ
(3)
كُنُوزُ كِسْرَى». قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قالَ: «كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طالَتْ بِكَ حَياةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ترْجُمانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَيَقُولَنَّ
(4)
: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مالًا
(5)
وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسارِهِ فَلا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ». قالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّةِ
(6)
تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ
(7)
تَمْرَةٍ، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». قالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخافُ إِلَّا اللَّهَ،
وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طالَتْ بِكُمْ حَياةٌ، لَتَرَوُنَّ ما قالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم:«يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ» .
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
(8)
: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا سَعْدانُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا أَبُو مُجاهِدٍ: حدَّثنا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ: سَمِعْتُ عَدِيًّا: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «إليه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لَتُفْتَتَحَنَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فَلَيَقُولَنَّ لَهُ» . كتبت: «فَلَيَقُولَنَّ» بالحمرة.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وَوَلدًا» . كتبت بالحمرة. وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِشِقِّ» .
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شِقَّ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ محمد» .
3596 -
حدثني
(1)
سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأَنا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، إِنِّي واللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزائِنَ مَفاتِيحِ الأَرْضِ، وَإِنِّي واللَّهِ ما أَخافُ
(3)
بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنْ أَخافُ أَنْ تَنافَسُوا فِيها».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عَنْ عُقْبَةَ عن النَّبيِّ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3597 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ أُسامَةَ رضي الله عنه قالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ مِنَ الآطامِ، فَقالَ:«هَلْ تَرَوْنَ ما أَرَى؟ إِنِّي أَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلالَ بُيُوتِكُمْ مَواقِعَ الْقَطْرِ» .
3598 -
3599 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنِي
(1)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ
(2)
أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيانَ حَدَّثَتْها:
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْها فَزِعًا يَقُولُ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ: فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ
(3)
يأجُوجَ وَمأجُوجَ مِثْلُ هَذا». وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ وَبِالَّتِي تَلِيها، فَقالَتْ زَيْنَبُ: فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينا الصَّالِحُونَ؟ قالَ:«نَعَمْ، إِذا كَثُرَ الْخَبَثُ» .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحارِثِ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «سُبْحانَ اللَّهِ، ماذا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزائِنِ؟!
⦗ص: 352⦘
وَماذا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ؟!»
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بنتَ» .
(3)
في (ب، ص): «رِدم» . وبهامشهما: كذا في اليونينية، الراء مكسورة.
3600 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ الْماجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ لِي: إِنِّي أَراكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ، وَتَتَّخِذُها، فَأَصْلِحْها وَأَصْلِحْ رُعامَها؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمانٌ، تَكُونُ
(1)
الْغَنَمُ فِيهِ خَيْرَ مالِ الْمُسْلِمِ، يَتْبَعُ بِها شَعَفَ الْجِبالِ -أَوْ: سَعَفَ الْجِبالِ
(2)
- فِي مَواقِعِ
(3)
الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ».
(1)
في (ن): «يكون» .
(2)
لفظة: «الجبال» ليست في رواية أبي ذر. والشك هنا من الراوي، ورواية (سَعَفَ) قال عنها ابن قُرْقُول في المطالع: إنَّها بعيدة هنا.
(3)
بهامش اليونينية من غير رقم: «ومواقعَ» . كتبت بالحمرة، وعزاها في (ق، ب) إلى رواية أبي ذر، والذي في (ص) أن المثبت في المتن هو رواية أبي ذر. قارن بما في السلطانية.
3601 -
3602 - حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عَنْ صالِحِ بْنِ كَيْسانَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِنَ الْقائِمِ
والْقائِمُ فِيها خَيْرٌ مِنَ الْماشِي، والْماشِي فِيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ
(1)
لَها تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ».
وَعَنِ ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعاوِيَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذا، إِلَّا أَنَّ أَبا بَكْرٍ يَزِيدُ:«مِنَ الصَّلاةِ صَلاةٌ مَنْ فاتَتْهُ، فَكَأَنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمالَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «مَنْ تَشَرَّفَ» .
3603 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَتَكُونُ أُثْرَةٌ
(1)
وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَها». قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ فَما تَأمُرُنا؟ قالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْألُونَ
(2)
اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَثَرَةٌ» .
(2)
في (ب، ص): «تَسلون» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية صورة: «تسلون» .
3604 -
حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُهْلِكُ النَّاسَ هَذا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ» . قالُوا
(1)
: فَما تَأمُرُنا؟ قالَ: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ» .
قالَ
(2)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا أَبُو داوُدَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ: سَمِعْتُ أَبا زُرْعَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
3605 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ:
قالَ: كُنْتُ مَعَ مَرْوانَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ» . فَقالَ مَرْوانُ: غِلْمَةٌ؟ قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ شِئْتَ
(1)
أَنْ أُسَمِّيَهُمْ بَنِي فُلانٍ وَبَنِي فُلانٍ.
(1)
في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شِئْتُمْ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى الكُشْمِيْهَنِيِّ في نسخة، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
3606 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا الْوَلِيدُ، قالَ: حدَّثني ابْنُ جابِرٍ: حدَّثني بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ: حدَّثني أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ:
أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمانِ يَقُولُ: كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجاءَنا اللَّهُ بِهَذا
⦗ص: 354⦘
الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ:«نَعَمْ» . قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ هذا
(1)
الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» . قُلْتُ: وَما دَخَنُهُ؟ قالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي
(2)
، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ: «نَعَمْ، دُعاةٌ إِلَى
(3)
أَبْوابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجابَهُمْ إِلَيْها قَذَفُوهُ فِيها». قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنا. فَقالَ:«هُمْ مِنْ جِلْدَتِنا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنا» . قُلْتُ: فَما تَأمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قالَ: «تَلْزَمُ جَماعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمامَهُمْ» . قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
(4)
لَهُمْ جَماعَةٌ وَلا إِمامٌ؟ قالَ: «فاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّها، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى
ذَلِكَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «ذَلِكَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هَدْيٍ» ، وفي رواية الأصيلي:«هُدًى» .
(3)
في رواية أبي ذر: «على» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَكُن» .
3607 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنِي
(2)
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْماعِيلَ: حدَّثني قَيْسٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: تَعَلَّمَ أَصْحابِي الْخَيْرَ، وَتَعَلَّمْتُ الشَّرَّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3608 -
حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نافِعٍ: حدَّثنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتانِ
(1)
، دَعْواهُما واحِدَةٌ».
(1)
في (ب، ص): «فِتْيانٌ» ، وبهامشهما: صوابه: «فئتان» . كذا في اليونينية هذه والتي بعدها. اهـ.
3609 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فَتَيانِ
(2)
، يَكُونُ
(3)
⦗ص: 355⦘
بَيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْواهُما واحِدَةٌ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية: صوابه فِئَتانِ. اهـ. وفي متن (ب، ص): «فِتْيانٌ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَكُونُ». وفي (و):«فتكونَ» ، وفي (ب، ص): «فيكونَ» .
3610 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا، أَتاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ -وَهوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ- فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. فَقالَ: «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذا لَمْ أَعْدِلْ؟! قَدْ خِبْتَُ وَخَسِرْتَُ
(1)
إِنْ
(2)
لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ». فَقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ
(3)
عُنُقَهُ. فَقالَ
(4)
: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ أَصْحابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصِيامَهُ مَعَ صِيامِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصافِهِ فَما
(5)
يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ -وَهوَ قِدْحُهُ- فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ والدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثدِْيِ
(6)
الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ
(7)
مِنَ النَّاسِ». قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ قاتَلَهُمْ وَأَنا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي نَعَتَهُ.
(1)
بهامش (ب، ص): لم يضبط التاءين في اليونينية هنا، وقال في هامش الفرع: ضبطهما في غير هذا الموضع بالضم والفتح، على المتكلم والمخاطب. قاله محمد المزي.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «إذا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أضْرِبْ» .
(4)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «له» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فلا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل الحَمُّويي.
(6)
أهمل ضبط الثاء في (ن، و)، وضبطت في (ق، ب، ص): «ثَدْيِ» بفتح الثاء وسكون الدال.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَيْرِ فِرْقةٍ» .
3611 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قالَ:
قالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّماءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذا حَدَّثْتُكُمْ فِيما بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَأتِي فِي آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ، حُدَثاءُ
الأَسْنانِ، سُفَهاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إِيمانُهُمْ حَناجِرَهُمْ، فَأَيْنَما لَقِيتُمُوهُمْ فاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ
(2)
لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإنَّ في قَتْلِهِمْ أجْرًا» .
3612 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ:
عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قالَ: شَكَوْنا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم، وَهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنا
(3)
لَهُ: أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنا؟ أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنا؟ قالَ: «كانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجاءُ بِالْمِنشارِ
(4)
فَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَما يَصُدُّهُ
(5)
عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشاطِ الْحَدِيدِ ما دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَما
(6)
يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذا الأَمْرُ
(7)
، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقلنا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِالْمِيشارِ» .
(5)
في (و، ب، ص) زيادة: «ذلك» ، وضرب على «ذلك» في (ب، ص) وضبَّب عليها.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ما» .
(7)
في (ب، ص): «لَيُتِمَّنَّ هَذا الأَمْرَ» ، وبهامشهما: في اليونينية الراء عليها ضمة مصلحة، وفي الفرع مفتوحة. اهـ. وبالوجهين ضبطت في (و).
3613 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ عَوْنٍ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَنا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ. فَأَتاهُ فَوَجَدَهُ جالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأسَهُ، فَقالَ: ما شَأنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ. كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهْوَ مِنْ
(2)
أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قالَ كَذا وَكَذا. فَقالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ: فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنْ
(3)
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .
(2)
بهامش اليونينية من دون رقم: «في» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3614 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما: قَرَأَ رَجُلٌ
(2)
الْكَهْفَ، وَفِي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذا ضَبابةٌ -أَوْ سَحابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«اقْرَأْ فُلانُ، فَإِنَّها السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ» ، أَوْ:«تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية: أُسيدُ بنُ حُضَير. (ق، ب، ص)
3615 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ إِبْراهِيمَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ: حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعاوِيَةَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ يَقُولُ: جاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ، فاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلًا، فَقالَ لِعازِبٍ: ابْعَثْ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي. قالَ: فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، وَخَرَجَ أَبِي يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ، فَقالَ لَهُ أَبِي: يا أَبا بَكْرٍ، حدَّثني كَيْفَ صَنَعْتُما حِينَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ، أَسْرَيْنا لَيْلَتَنا وَمِنَ الْغَدِ، حَتَّى قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلا الطَّرِيقُ لا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ، فَرُفِعَتْ لَنا صَخْرَةٌ
طَوِيلَةٌ لَها ظِلٌّ، لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ
(2)
الشَّمْسُ، فَنَزَلْنا عِنْدَهُ، وَسَوَّيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكانًا بِيَدِي يَنامُ عَلَيْهِ،
⦗ص: 358⦘
وَبَسَطْتُ فِيهِ
(3)
فَرْوَةً، وَقُلْتُ: نَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنا أَنْفُضُ لَكَ ما حَوْلَكَ. فَنامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ ما حَوْلَهُ، فَإِذا أَنا بِراعٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْها مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنا، فَقُلْتُ
(4)
: لِمَنْ أَنْتَ يا غُلامُ؟ فَقالَ: لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ. قُلْتُ: أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قالَ: نَعَمُ. قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَخَذَ شاةً، فَقُلْتُ: انْفُضِ الضَّرْعَ مِنَ التُّرابِ والشَّعَرِ والْقَذَى -قالَ: فَرَأَيْتُ الْبَراءَ يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى يَنْفُضُ- فَحَلَبَ فِي قَعْبٍ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي
(5)
إِداوَةٌ حَمَلْتُها لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْتَوِي مِنْها، يَشْرَبُ وَيَتَوَضَّأُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ، فَوافَقْتُهُ حِينَ اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْتُ مِنَ الْماءِ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ. فَقُلْتُ: اشْرَبْ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قالَ:«أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟» قُلْتُ: بَلَى. قالَ: فارْتَحَلْنا بَعْدَما مالَتِ الشَّمْسُ، واتَّبَعَنا سُراقَةُ بْنُ مالِكٍ، فَقُلْتُ: أُتِينا يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ: «لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا» . فَدَعا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِها -أُرَى: فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ، شَكَّ زُهَيْرٌ- فَقالَ: إِنِّي أُراكُما قَدْ دَعَوْتُما عَلَيَّ، فادْعُوا لِي، فاللَّهُ لَكُما أَنْ أَرُدَّ عَنْكُما الطَّلَبَ. فَدَعا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَجا، فَجَعَلَ لا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قالَ: كَفَيْتُكُمْ
(6)
ما هُنا
(7)
. فَلا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ. قالَ: وَوَفَى لَنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عليها» .
(3)
في رواية أبي ذر: «عليه» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «له» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ومَعَه» .
(6)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «كُفِيتُمْ» ، وفي رواية أبي ذر:«قد كَفَيْتُكُمْ» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3616 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتارٍ: حدَّثنا خالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرابِيٍّ
(1)
يَعُودُهُ، قالَ: وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قالَ: «لا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شاءَ اللَّهُ» . فَقالَ لَهُ: «لا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شاءَ اللَّهُ» . قالَ: قُلْتَ: طَهُورٌ؟! كَلَّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ -أَوْ: تَثُورُ- عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَنَعَمْ إِذًا» .
(1)
بهامش اليونينية: اسمه قيس. اهـ. (ب، ص)
3617 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ رَجُلٌ نَصْرانِيًّا
(1)
فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرانَ، فَكانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعادَ نَصْرانِيًّا، فَكانَ يَقُولُ: ما يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلَّا ما كَتَبْتُ لَهُ. فَأَماتَهُ اللَّهُ، فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ
(2)
الأَرْضُ. فَقالُوا: هَذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ نَبَشُوا عَنْ صاحِبِنا فَأَلْقَوهُ. فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا
(3)
، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقالُوا: هَذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صاحِبِنا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ
(4)
فَأَلْقَوْهُ. فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ ما اسْتَطاعُوا، فَأَصْبَحَ قَدْ
(5)
لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ.
(1)
بهامش اليونينية: من بني النجار. اهـ. (ب، ص) وبهامش (ب): كذا في اليونينية: «نصرانيًا» بالنصب، وفي أصول صحيحة:«نصرانيٌّ» بالرفع. اهـ.
(2)
بهامش اليونينية: أي طرحته. اهـ. كتب بالحمرة. (ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «له في الأرضِ ما اسْتَطاعُوا» .
(4)
قوله: «لما هرب منهم» ليس في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(5)
في رواية أبي ذر: «وقد» .
3618 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفقنَّ كُنُوزهُما
(1)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
(1)
ضبطت بالوجهين في (و): «لتنفَقَنَّ كنوزُهما» بالبناء للفاعل و «لتنفِقُنَّ كنوزَهما» بالبناء للمفعول. وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (ب، ص) بالبناء للفاعل، وفي (ق) بالبناء للمفعول.
3619 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ:
عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَفَعَهُ
(1)
، قالَ: «إِذا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ
(2)
»، وَذَكَرَ وَقالَ:
⦗ص: 360⦘
«لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما
(3)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَرْفَعُه» .
(2)
في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «وإذا هلَك قَيصرُ فلا قَيصرَ بعدَه» .
(3)
هكذا ضبطت في (و)، وأهمل ضبطها في (ن، ب، ص)، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية وضبطه في الفرع بالبناء للمفعول. اهـ. وضبطت بالوجهين في (ق): بالبناء للفاعل وبالبناء للمفعول معًا.
3620 -
3621 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا نافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ. وَقَدِمَها فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحابِهِ فَقالَ:«لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ ما أَعْطَيْتُكَها، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لأَراكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ ما رَأَيْتُ» . فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَما أَنا نائِمٌ، رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأنُهُما، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنامِ: أَنِ انْفُخْهُما. فَنَفَخْتُهُما فَطارا، فَأَوَّلْتُهُما كَذَّابَيْنِ يَخْرُجانِ بَعْدِي» . فَكانَ أَحَدُهُما الْعَنْسِيَّ، والآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ، صاحِبَ الْيَمامَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
3622 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ أُسامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى -أُراهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنامِ أَنِّي أُهاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّها الْيَمامَةُ أَوْ هَجَرُ
(2)
، فَإِذا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذا هُوَ ما أُصِيبَ مِنَ الْمؤمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى
(3)
فَعادَ أَحْسَنَ ما كانَ، فَإِذا هُوَ ما جاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ واجْتِماعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيها
⦗ص: 361⦘
بَقَرًا، واللَّهَ
(4)
خَيْرٌ، فَإِذا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذا الْخَيْرُ ما جاءَ اللَّهُ
(5)
مِنَ الْخَيْرِ وَثَوابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتانا اللَّهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أو الهَجَرُ» . كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر: «أُخْرَى» .
(4)
في رواية أبي ذر: «واللهُ» بالرفع، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «به» .
3623 -
3624 - حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ فِراسٍ، عَنْ عامِرٍ
(1)
، عَنْ
مَسْرُوقٍ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: أَقْبَلَتْ فاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَها مَشْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَرْحَبًا بابنَتِي» . ثُمَّ أَجْلَسَها عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْها حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَها: لِمَ تَبْكِينَ؟ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْها حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: ما رَأَيْتُ كالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ
(2)
! فَسَأَلْتُها عَمَّا قالَ فَقالَتْ: ما كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُها. فَقالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ: «أَنَّ
(3)
جِبْرِيلَ كانَ يُعارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عارَضَنِي الْعامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُراهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحاقًا بِي». فَبَكَيْتُ، فَقالَ:«أَما تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِساءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» أَوْ: «نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ» . فَضَحِكْتُ لِذَلِك.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الشَّعبيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حَزَنٍ» .
(3)
ضُبطت في (و، ق) بفتح الهمزة وهو المثبت، وفي (ب، ص) بكسرها: «إِنَّ» ، وأهمل ضبطها في (ن).
3625 -
3626 - حدثني
(1)
يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْواهُ الَّذِي
(2)
قُبِضَ فِيهِ
(3)
، فَسارَّها بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعاها فَسارَّها فَضَحِكَتْ، قالَتْ: فَسَأَلْتُها عَنْ ذَلِكَ، فَقالَتْ: سارَّنِي
⦗ص: 362⦘
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «التي» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» .
3627 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: كانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يُدْنِي
(1)
ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنا أَبْناءً مِثْلَهُ
(2)
. فَقالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ
(3)
. فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]. فَقالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ. قالَ: ما أَعْلَمُ مِنْها إِلَّا ما تَعْلَمُ.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الياء وضمها معا، وكتب بالهامش (ب): كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.
(2)
بهامش (ب): اسمه «محمد» كذا في اليونينية في مقابلة هذا السطر. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «مَنْ كُنْتَ تعلم» .
3628 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمانَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي ماتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ، قَدْ عَصَّبَ بِعِصابَةٍ دَسْماءَ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَيَقِلُّ الأَنْصارُ، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ فِي الطَّعامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ» . فَكانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «فيه» .
3629 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ:
⦗ص: 363⦘
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: أَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ذاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ، فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقالَ: «
(2)
ابْنِي هَذا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
3630 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ، وَعَيْناهُ تَذْرِفانِ.
3631 -
حدثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ
(2)
: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا سُفْيانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ لَكُمْ مِنْ أَنْماطٍ؟» قُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ لَنا الأَنْماطُ؟! قالَ: «أَما إِنَّهُ سَيَكُونُ
(3)
لَكُمُ الأَنْماطُ». فَأَنا أَقُولُ لَها -يَعْنِي امْرَأَتَهُ
(4)
-: أَخِّرِي عَنِّي أَنْماطَكِ. فَتَقُولُ: أَلَمْ يَقُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّها سَتَكُونُ لَكُمُ الأَنْماطُ» ؟! فَأَدَعُها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية: بالباء الموحدة والسين المهملة، قاله الأئمة. اهـ. (ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر: «أما إنها سَتَكُونُ» .
(4)
بهامش اليونينية: اسمها: سُهيمة. اهـ. (ب، ص)
3632 -
حدثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ مُعْتَمِرًا، قالَ: فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوانَ، وَكانَ أُمَيَّةُ إِذا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ
(2)
حَتَّى إِذا انْتَصَفَ النَّهارُ وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتُ فَطُفْتُ. فَبَيْنا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذا أَبُو جَهْلٍ، فَقالَ: مَنْ هَذا الَّذِي يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ؟ فَقالَ سَعْدٌ: أَنا سَعْدٌ. فَقالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحابَهُ؟! فَقالَ: نَعَمْ. فَتَلاحَيا بَيْنَهُما، فَقالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ،
⦗ص: 364⦘
فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوادِي. ثُمَّ قالَ سَعْدٌ: واللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ. قالَ: فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ: لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ. وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقالَ: دَعْنا عَنْكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَزْعُمُ أَنَّهُ قاتِلُكَ. قالَ: إِيَّايَ؟! قالَ: نَعَمْ. قالَ: واللَّهِ ما يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذا حَدَّثَ. فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ
(3)
، فَقالَ: أَما تَعْلَمِينَ ما قالَ لِي أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟ قالَتْ: وَما قالَ
(4)
؟ قالَ: زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قاتِلِي. قالَتْ: فَواللَّهِ ما يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ. قالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَجاءَ الصَّرِيخُ، قالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَما ذَكَرْتَ ما قالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟! قالَ: فَأَرادَ أَنْ لا يَخْرُجَ، فَقالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرافِ الْوادِي فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ. فَسارَ مَعَهُمْ، فَقَتَلَهُ اللَّهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَا انْتَظِرْ» .
(3)
بهامش اليونينية: اسمها صفية. اهـ. (ب، ص).
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3634 -
حدثني
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنا
(2)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ
(3)
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ
النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ، فَقامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ ضَعْفٌ
(4)
، واللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَها عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ بِيَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا فِي النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».
وَقالَ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(5)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبَيْنِ
(6)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . وهذا الحديث في روايته مؤخر إلى ما بعد حديث العباس بن الوليد الآتي.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «مُغِيرَةَ» .
(4)
في (ب، ص): «ضَعُفَ» ، وبهامشهما: هكذا مضبوط في اليونينية، و في الفرع وغيره:«ضَعْفٌ» . اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سمعتُ أبا هريرة» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ذَنُوبًا أوْ ذَنُوبين» .
3633 -
حدثني
(1)
عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي:
حَدَّثَنا أَبُو عُثْمانَ، قالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قامَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ:«مَنْ هَذا؟» أَوْ كَما قالَ، قالَ: قالَتْ: هَذا دِحْيَةُ. قالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللَّهِ ما حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بخَبَرِ جِبْرِيلَ
(2)
. أَوْ كَما قالَ. قالَ: فَقُلْتُ لأَبِي عُثْمانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذا؟ قالَ: مِنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش (ب، ص): في الفرع: «يُخْبِرُ جبريلَ» وفي هامشه: «بخبر» . اهـ. وبهامشهما: هكذا صورة: «بخبر» و «جبريل» : هكذا في اليونينية هنا، وفي فضائل القرآن:«يُخبر خبرَ جبريلَ» وضبط: «يُخْبِر» بضم الياء أوله وكسر الباء، وبالباء الموحدة أوله وكسر الراء، ولام جبريل مفتوحة. اهـ.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
(26)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ
وَإِنَّ فَرِيقاً
(2)
مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]
(1)
لم ترد البسملة في رواية أبي ذر.
(2)
من قوله: «{وَإِنَّ فَرِيقاً}» إلى آخر الآية ليس في رواية أبي ذر.
3635 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكُ بْنُ أَنَسٍ
(1)
، عَنْ نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ الْيَهُودَ جاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وامْرَأَةً زَنَيا
(2)
، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ما تَجِدُونَ فِي التَّوْراةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟» فَقالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيها الرَّجْمَ
(3)
. فَأَتَوْا بِالتَّوْراةِ فَنَشَرُوها، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ
(4)
يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ ما قَبْلَها وَما بَعْدَها، فَقالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذا فِيها آيَةُ الرَّجْمِ، فَقالُوا: صَدَقَ يا مُحَمَّدُ، فِيها آيَةُ الرَّجْمِ.
⦗ص: 366⦘
فَأَمَرَ بِهِما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِما. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ
(5)
عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيها الْحِجارَةَ.
(1)
قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية: الرَّجل لم يُسَمَّ [في (ب) تصحيفًا: الرَّجل بُسيم]، والمرأة بُسْرة. اهـ. (ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر: «لَلرَّجْمَ» .
(4)
) بهامش اليونينية: عبد الله بن صُوريا. اهـ. (ب، ص)
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَحْنِي» .
(27)
بابُ سُؤالِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُرِيَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آيَةً، فَأَراهُمُ انْشِقاقَ الْقَمَرِ
3636 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم شَقَّتَيْنِ
(3)
، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اشْهَدُوا» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
(3)
هكذا ضبطت في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (و، ق) بكسر الشين فقط.
3637 -
حدثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يُونُسُ:
حدَّثنا شَيْبانُ، عَنْ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ -وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(2)
رضي الله عنه أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَراهُمُ انْشِقاقَ الْقَمَرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
3638 -
حدثني
(1)
خَلَفُ بْنُ خالِدٍ الْقُرَشِيُّ: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِراكِ بْنِ مالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(28)
بابٌ
3639 -
حدثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا مُعاذٌ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ قَتادَةَ:
حَدَّثَنا أَنَسٌ
(2)
رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
، خَرَجا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُما مِثْلُ الْمِصْباحَيْنِ يُضِيئانِ بَيْنَ أَيْدِيهِما، فَلَمَّا افْتَرَقا صارَ مَعَ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُما واحِدٌ، حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن أنسٍ» .
(3)
بهامش اليونينية: أُسيد بن حُضير وعبَّاد بن بشر. اهـ. (ب، ص)
3640 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ:
سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا يَزالُ ناسٌ مِنْ أُمَّتِي ظاهِرِينَ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظاهِرُونَ» .
3641 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا الْوَلِيدُ: حدَّثني ابْنُ جابِرٍ: حدَّثني عُمَيْرُ بْنُ هانِئ:
أَنَّهُ سَمِعَ مُعاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَزالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلا مَنْ خالَفَهُمْ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» . قالَ عُمَيْرٌ: فَقالَ مالِكُ بْنُ يُخامِرَ: قالَ مُعاذٌ: وَهُمْ بِالشَّامِ. فَقالَ مُعاوِيَةُ: هَذا مالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ.
3642 -
3643 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيانُ: حدَّثنا شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ، قالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ
(1)
:
عَنْ عُرْوَةَ
(2)
: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطاهُ دِينارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شاةً، فاشْتَرَى لَهُ بِهِ شاتَيْنِ، فَباعَ إِحْداهُما بِدِينارٍ، وَجاءَهُ
(3)
بِدِينارٍ وَشاةٍ، فَدَعا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وَكانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرابَ
⦗ص: 368⦘
لَرَبِحَ فِيهِ. قالَ سُفْيانُ: كانَ الْحَسَنُ بْنُ عُمارَةَ جاءَنا بِهَذا الْحَدِيثِ عَنْهُ، قالَ: سَمِعَهُ شَبِيبٌ مِنْ عُرْوَةَ. فَأَتَيْتُهُ، فَقالَ شَبِيبٌ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ. قالَ: سَمِعْتُ الْحَيَّ يُخْبِرُونَهُ عَنْهُ. وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَواصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ» . قالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ فِي دارِهِ سَبْعِينَ فَرَسًا. قالَ سُفْيانُ: يَشْتَرِي لَهُ شاةً، كَأَنَّها أُضْحِيَّةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «يَتحدَّثون» . وبهامش (ب): البارقيون. كذا في اليونينية، وأراد بهم تفسير الحي. اهـ.
(2)
بهامش اليونينية: قالَ الحافظ أبو ذر: عروةُ هو البارقي. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فجاءه» .
3644 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْخَيْلُ
(1)
فِي نَواصِيها الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَعْقُودٌ» .
3645 -
حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ الْحارِثِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا
(1)
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَواصِيها الْخَيْرُ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ مالك» .
3646 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْخَيْلُ لِثَلاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطالَ لَها فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، وَما
(1)
أَصابَتْ فِي طِيَلِها مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كانَتْ لَهُ حَسَناتٍ، وَلَوْ أَنَّها قَطَعَتْ طِيَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كانَتْ أَرْواثُها حَسَناتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّها مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَها، كانَ ذَلِكَ لَهُ حَسَناتٍ. وَرَجُلٌ رَبَطَها تَغَنِّيًا وَسِتْرًا وَتَعَفُّفًا، لَمْ
(2)
يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقابِها وَظُهُورِها
(3)
فَهْيَ لَهُ كَذَلِكَ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَها فَخْرًا وَرِياءً وَنِواءً لأَهْلِ الإِسْلامِ فَهْيَ وِزْرٌ
(4)
».
⦗ص: 369⦘
وَسُئلَ النَّبِيُّ
(5)
صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ، فَقالَ: «ما أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيها إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الْجامِعَةُ الْفاذَّةُ
(6)
: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]».
(1)
في رواية أبي ذر: «فما» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ولم» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ما أَنْزَلَ اللهُ عَلَيَّ فِيها إِلَّا هَذِهِ الآيَةَ الْجامِعَةَ الْفاذَّةَ» .
3647 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: صَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ بُكْرَةً وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَساحِي، فَلَمَّا رَأَوْهُ قالُوا: مُحَمَّدٌ والْخَمِيسُ. وَأَحالُوا
(1)
إِلَى الْحِصْنِ يَسْعَوْنَ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فأجالوا» .
3648 -
حدثني
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا فَأَنْساهُ. قالَ:«ابْسُطْ رِداءَكَ» . فَبَسَطْتُ
(2)
، فَغَرَفَ بِيَدِهِ
(3)
فِيهِ، ثُمَّ قالَ:«ضُمَّهُ» . فَضَمَمْتُهُ، فَما نَسِيتُ حَدِيثًا بَعْدُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَبَسَطْتُه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بيديه» .
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بابٌ
(1)
في فَضائِلِ
(2)
أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ رَآهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فهو مِنْ أَصْحابِهِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في متن (ب، ص): «بابُ فضائلِ» ، وضبطت رواية أبي ذر عندهم برفع «فضائلُ» ، لعدم وجود لفظة:«باب» .
3649 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ:
حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأتِي على النَّاسِ زَمانٌ، فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ مَنْ صاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأتِي على النَّاسِ زَمانٌ، فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صاحَبَ أَصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأتِي على النَّاسِ زَمانٌ، فَيَغْزُو فِئامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صاحَبَ مَنْ
(1)
صاحَبَ أَصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3650 -
حدَّثني
(1)
إسْحاقُ: حَدَّثَنا
(2)
النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن أَبِي جَمْرَةَ
(3)
: سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ:
سَمِعْتُ عِمْرانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ -قال عِمْرانُ: فَلَا أَدْرِي: أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ
(4)
وْ ثَلَاثًا- ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ
وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ
(5)
وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «مرتين» بدل قوله: «قرنين» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وينذُرونَ ولا يُوفُونَ» .
3651 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبِيدَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهادَتَهُ» . قال
(1)
إِبْراهِيمُ: وَكانُوا يَضْرِبُونا
(2)
على الشَّهادَةِ والْعَهْدِ، وَنَحْنُ صِغارٌ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يضربوننا» .
(2)
بابُ
(1)
مَناقِبِ الْمُهاجِرِينَ وَفَضْلِهِمْ
-مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحافَةَ التَّيْمِيُّ
(2)
رضي الله عنه
(3)
- وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(4)
: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ
(5)
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]، وَقالَ اللهُ
(6)
: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ}
(7)
إلى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].
قالَتْ عائِشَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ وابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: وَ
(8)
كانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغارِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش (ب، ص): في اليونينية: «التَّيميِّ» بالجر. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «رضوان الله عليه» .
(4)
في رواية أبي ذر: «عز وجل» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
(6)
لفظ الجلالة ثابت في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل تتمة العبارة.
(8)
بهامش (ب، ص): الواو ملحقة في اليونينية.
3652 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ، قالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه مِنْ عازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فقال أَبُو بَكْرٍ لِعازِبٍ: مُرِ الْبَراءَ فَلْيَحْمِلْ إِلَيَّ رَحْلِي. فقال عازِبٌ: لَا، حَتَّى تُحَدِّثَنا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ
⦗ص: 372⦘
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجْتُما مِنْ مَكَّةَ، والْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ؟ قالَ: ارْتَحَلْنا مِنْ مَكَّةَ، فَأَحْيَيْنا -أَوْ: سَرَيْنا- لَيْلَتَنا وَيَوْمَنا حَتَّى أَظْهَرْنا
(1)
وَقامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ فَآوِيَ إِلَيْهِ، فَإِذا صَخْرَةٌ، أَتَيْتُها فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَها فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اضْطَجِعْ يا نَبِيَّ اللَّهِ. فاضْطَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ ما حَوْلِي، هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا، فَإِذا أَنا بِراعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إلى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ منها الَّذِي أَرَدْنا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يا غُلَامُ؟ قالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حالِبٌ لَبَنًا
(2)
؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ فاعْتَقَلَ شاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَها مِنَ الْغُبارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ -فَقالَ: هَكَذا، ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالأُخْرَى- فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِداوَةً على فَمِها خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ على اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فانْطَلَقْتُ بِهِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوافَقْتُهُ
(3)
قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «بَلَى
(4)
». فارْتَحَلْنا والْقَوْمُ يَطْلُبُونا
(5)
، فَلَمْ يُدْرِكْنا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُراقَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ على فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنا يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا»
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ظَهَرنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لنا» بدل: «لبنًا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
لفظة: «بلى» ليست في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «يطلبوننا» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «تُرِيحُون: بالعَشِيِّ، تَسْرَحُونَ: بالنهار» . وفي (ب، ص): «بالغداةِ» بدل: «بالنهار» .
3653 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ:
عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا فِي الْغارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
⦗ص: 373⦘
لأَبْصَرَنا. قالَ
(1)
: «ما ظَنُّكَ يا أَبا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما؟!» .
(1)
في (ب، ص): «فقال» .
(3)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سُدُّوا الأَبْوابَ إِلَّا بابَ أَبِي بَكْرٍ» .
قالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3654 -
حدَّثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثني سالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عن بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ وَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيا وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ ما عِنْدَ اللَّهِ» . قالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَعَجِبْنا لِبُكائِهِ: أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن عَبْدٍ خُيِّرَ، فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو الْمُخَيَّرَ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمالِهِ أَبا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بابَُ
(2)
أَبِي بَكْرٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
ضبطت بالنصب والرفع في متن اليونينية.
(4)
بابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
3655 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمانُ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَنُخَيِّرُ أَبا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
(2)
، ثُمَّ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ
(3)
رضي الله عنهم.
(1)
في رواية أبي ذر: «في زمان رسول الله» .
(2)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
قوله: «بن عفان» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا» .
قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.
3656 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي
(1)
خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصاحِبِي».
3657 -
حدَّثنا مُعَلَّى وَمُوسَى
(2)
، قالَا: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن أَيُّوبَ، وَقالَ:«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ» .
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عن أَيُّوبَ مِثْلَهُ.
(1)
قوله: «من أمتي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «معلَّى بنُ أَسد وموسى بنُ إسماعيل التَّنُوخِيُّ» . قال في الفتح: وهو تصحيف، والصواب: التبوذكي. ونقل نحوه بهامش (ق، ب، ص).
3658 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ
ابْنُ حَرْبٍ: أخبَرَنا
(1)
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ:
كَتَبَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إلى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْجَدِّ، فَقالَ: أَمَّا الَّذِي قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ» أَنْزَلَهُ أَبًا. يَعْنِي أَبا بَكْرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(5 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3659 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ، قالَا: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَها أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّها تَقُولُ: الْمَوْتَ، قال صلى الله عليه وسلم
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «إلى النَّبيِّ» .
(2)
في (ق، ب، ص): «عليه السلام» مرموزًا عليها في (ب) بعلامة السقوط، وعزاها في (ص) إلى رواية أبي ذر، وأشار إلى ورود المثبت في نسخة. قارن بما في الإرشاد.
3660 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ مُجالِدٍ: حدَّثنا بَيانُ بْنُ بِشْرٍ
(1)
، عن وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن هَمَّامٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَما مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وامْرَأَتانِ
(2)
، وَأَبُو بَكْرٍ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بهامش اليونينية: بلال وزيد بن حارثة وعامر بن فهيرة وأبو فُكَيهة وياسر وخديجة وسمية. اهـ. (ص)
3661 -
حدَّثني
(1)
هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ: حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ واقِدٍ، عن بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن عائذِ اللَّهِ أَبِي إِدْرِيسَ:
عَنْ أَبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ جالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، حَتَّى أَبْدَى عن رُكْبَتِهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا صاحِبُكُمْ
(2)
فَقَدْ غامَرَ». فَسَلَّمَ وَقالَ: إِنِّي كانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ. فَقالَ:«يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يا أَبا بَكْرٍ» . ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ: أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ؟ فقالوا: لَا. فَأَتَى إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ
(3)
، حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثا على رُكْبَتَيْهِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، واللَّهِ أَنا كُنْتُ أَظْلَمَ. مَرَّتَيْنِ، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقال أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ. وَواسانِي
(4)
بِنَفْسِهِ وَمالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تارِكُو لِي صاحِبِي؟!» مَرَّتَيْنِ، فَما أُوذِيَ بَعْدَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صاحبُكَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَتَمَغَّرُ» بالغين المعجمة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأوساني» .
3662 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتارِ قال: خالِدٌ الْحَذَّاءُ حَدَّثَنا
(1)
، عن أَبِي عُثْمانَ:
⦗ص: 376⦘
حَدَّثَنِي
(2)
عَمْرُو بْنُ الْعاصِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ على جَيْشِ ذاتِ السَّلَاسِلِ
(3)
، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: «عائِشَةُ» . فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجالِ؟ فَقالَ: «أَبُوها» . قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . فَعَدَّ رِجالًا.
(1)
بهامش اليونينية: عند أبي ذر: [زاد في (ب، ص): في الأصل](حُدِّثْنا)[زاد في (ب، ص): بضم الحاء وتشديد الدال وكسرها] وقال في الهامش: صوابه: «حَدَّثنا» بفتح الحاء والدال [زاد في (ب، ص): فيعلم ذلك]. اهـ. زاد في (ب، ص): ولم يخرج لها في الأصل، والظاهر أنَّ الكلام في «حدَّثنا» التي بعد «الحذَّاء» . اهـ. كذا عندهما، وهي مخرَّج لها في ذلك الموضع (بعد الحذَّاء) في باقي الأصول.
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«السَّلاسِل» : بفتح السين المهملة كذلك قيَّده الحافظ أبو عُبيد البكري وغيره [زاد في (ب): من الحفاظ] وذكر فيه ابن الأثير الضم. اهـ.
3663 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ
(2)
قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَما
راعٍ فِي غَنَمِهِ، عَدا عَلَيْهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ منها شاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقالَ: مَنْ لَها يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَيْسَ لَها راعٍ غَيْرِي؟! وَبَيْنا
(3)
رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْها، فالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ، فقالت: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذا، وَلَكِنِّي
(4)
خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ». قالَ
(5)
النَّاسُ: سُبْحانَ اللَّهِ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنِّي أُؤمِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(6)
» رضي الله عنهما.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عوف» .
(2)
زاد في (ب): «رضي الله عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وبينما» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لكني» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.
3664 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ الْمُسَيَّبِ:
سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ
(1)
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنا أَنا نائِمٌ، رَأَيْتُنِي على قَلِيبٍ عَلَيْها دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ منها ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَها ابْنُ أَبِي قُحافَةَ، فَنَزَعَ بها ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ،
⦗ص: 377⦘
وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، واللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَها ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «يقول» .
(2)
في (و، ق): «رسول الله» .
3665 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ» . فقال أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ. فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ» . قال مُوسَى: فَقُلْتُ لِسالِمٍ: أَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَنْ جَرَّ إِزارَهُ» ؟ قالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ.
3666 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: حَدَّثَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْياءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، دُعِيَ مِنْ أَبْوابِ -يَعْنِي: الْجَنَّةَ -: يا عَبْدَ اللَّهِ هَذا خَيْرٌ. فَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهادِ دُعِيَ مِنْ بابِ الْجِهادِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصِّيامِ بابِ
(2)
الرَّيَّانِ». فقال أَبُو بَكْرٍ: ما على هَذا الَّذِي يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوابِ مِنْ ضَرُورَةٍ. وَقالَ: هَلْ يُدْعَى منها كُلِّها أَحَدٌ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ
(3)
: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يا أَبا بَكْرٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «وباب» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
3667 -
3668 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلَالٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
(1)
:
⦗ص: 378⦘
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ماتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ -قال إِسْماعِيلُ: يَعْنِي
(2)
بِالْعالِيَةِ- فَقامَ عُمَرُ يَقُولُ: واللَّهِ ما ماتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قالَتْ: وَقال عُمَرُ: واللَّهِ ما كانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذاكَ- وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ
(3)
أَيْدِيَ رِجالٍ وَأَرْجُلَهُمْ. فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَقَبَّلَهُ، قالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فَقالَ: أَيُّها الْحالِفُ على رِسْلِكَ. فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقالَ: أَلا مَنْ كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(4)
فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ ماتَ، وَمَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ. وَقالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر: 30]. وَقالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. قالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ. قالَ: واجْتَمَعَتِ الأَنْصارُ إلى سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي ساعِدَةَ، فقالوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكانَ عُمَرُ يَقُولُ: واللَّهِ ما أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي، خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فقال فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَراءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَراءُ. فقال حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا واللَّهِ لَا نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فقال أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الأُمَراءُ، وَأَنْتُمُ الْوُزَراءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دارًا، وَأَعْرَبُهُمْ
(5)
أَحْسابًا، فَبايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبا عُبَيْدَةَ
(6)
. فقال عُمَرُ: بَلْ نُبايِعُكَ أَنْتَ؛ فَأَنْتَ سَيِّدُنا، وَخَيْرُنا، وَأَحَبُّنا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبايَعَهُ، وَبايَعَهُ النَّاسُ، فقال قائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ. فقال عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرني عروة بن الزبير» ، وفي (ب، ص): «قال: أخبرني
…
».
(2)
في رواية أبي ذر: «تعني» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَلَيُقَطِّعَنَّ» .
(4)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الجَرّاح» .
3669 -
3670 - وَقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سالِمٍ، عن الزُّبَيْدِيِّ: قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقاسِمِ: أخبَرَني الْقاسِمُ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: شَخَصَ بَصَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» ثَلَاثًا -وَقَصَّ الْحَدِيثَ- قالَتْ: فَما كانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِما مِنْ خُطْبَةٍ إِلَّا نَفَعَ اللَّهُ بِها؛ لقد خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ، وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفاقًا، فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ. ثُمَّ لقد بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي
(1)
عَلَيْهِمْ، وَخَرَجُوا
(2)
يَتْلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
(1)
لفظة: «الذي» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
في متن (و، ب، ص) زيادة: «به» .
3671 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ: حدَّثنا جامِعُ بْنُ أَبِي راشِدٍ: حدَّثنا أَبُو يَعْلَى: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَبُو بَكْرٍ.
قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ
(2)
عُمَرُ. وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قالَ: ما أَنا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(2)
لفظة: «ثم» ليست في رواية أبي ذر.
3672 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عن مالِكٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي بَعْضِ أَسْفارِهِ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالْبَيْداءِ -أَوْ بِذاتِ الْجَيْشِ- انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْتِماسِهِ، وَأَقامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا على الماءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ، فَأَتَى النَّاسُ أَبا بَكْرٍ، فقالوا: أَلَا تَرَى ما صَنَعَتْ عائِشَةُ، أَقامَتْ
(1)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ مَعَهُ، وَلَيْسُوا على ماءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ؟ فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واضِعٌ رَأسَهُ على فَخِذِي قَدْ نامَ، فَقالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والنَّاسَ، وَلَيْسُوا على ماءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ؟! قالَتْ: فَعاتَبَنِي، وَقال ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على فَخِذِي،
⦗ص: 380⦘
فَنامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَصْبَحَ على غَيْرِ ماءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا، فقال أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: ما هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يا آلَ أَبِي بَكْرٍ. فقالت عائِشَةُ: فَبَعَثْنا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَوَجَدْنا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قامَتْ» .
3673 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ: سَمِعْتُ ذَكْوانَ يُحَدِّثُ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا أَصْحابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» .
تابَعَهُ جَرِيرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ داوُدَ، وَأَبُو مُعاوِيَةَ، وَمُحاضِرٌ، عن الأَعْمَشِ.
3674 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ، عن شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
أخبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذا. قالَ: فَجاءَ الْمَسْجِدَ، فَسَأَلَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَاهُنا
(1)
. فَخَرَجْتُ على إِثْرِهِ
(2)
، أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبابِ، وَبابُها مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذا هو جالِسٌ على بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّها، وَكَشَفَ عن ساقَيْهِ وَدَلَّاهُما فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم
(4)
فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقالَ: أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ: على رِسْلِكَ. ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ؟ فَقالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ،
⦗ص: 381⦘
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عن يَمِينِ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، كَما صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عن ساقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا -يُرِيدُ أَخاهُ
(5)
- يَأْتِ بِهِ. فَإِذا إِنْسانٌ يُحَرِّكُ الْبابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقُلْتُ: على رِسْلِكَ. ثُمَّ جِئْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأذِنُ؟ فَقالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ. فَدَخَلَ
(6)
، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُفِّ عن يَسارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ. فَجاءَ إِنْسانٌ يُحَرِّكُ الْبابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقالَ: عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ. فَقُلْتُ: على رِسْلِكَ. فَجِئْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ
(7)
صلى الله عليه وسلم فأخبَرْتُهُ، فَقالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، على بَلْوَى تُصِيبُهُ» . فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ، على بَلْوَى تُصِيبُكَ. فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وجاهَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ. قال شَرِيكٌ
(8)
: قال سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُها قُبُورَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خرج وَجْهَ هاهنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أَثَرِهِ» . (ق، ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر: «بوابًا للنَّبيِّ» .
(4)
في (و، ب، ص) زيادة: «اليومَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «إن يرد الله بفلان -يريد أخاه- خيرًا» . وفي (ب، ص) نقلًا عن هامش اليونينية: أبو رُهْمٍ أو أبو بُردة.
(6)
قوله: «فدخل» ليس في رواية أبي ذر
(7)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(8)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنُ عبدِ الله» . كتبت بالحمرة.
3675 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقالَ:«اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدانِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3676 -
حدَّثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا صَخْرٌ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 382⦘
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَما
(2)
أَنا على بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْها، جاءَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، واللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَها ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ
(3)
أَبِي بَكْرٍ، فاسْتَحالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، فَنَزَعَ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ». قال وَهْبٌ: الْعَطَنُ مَبْرَكُ الإِبِلِ، يَقُولُ: حَتَّى رَوِيَتِ الإِبِلُ فَأَناخَتْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بينا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَدَيْ» .
3677 -
حدَّثني
(1)
الوَلِيدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحُسَيْنِ
(2)
المَكِّيُّ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: إِنِّي لَواقِفٌ فِي قَوْمٍ، فَدَعَوُا
(3)
اللَّهَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَقَدْ وُضِعَ على سَرِيرِهِ، إذا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ على مَنْكِبِي يَقُولُ: رَحِمَكَ
(4)
اللَّهُ، إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صاحِبَيْكَ؛ لأَنِّي كَثِيرًا مِمَّا
(5)
كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُنْتُ
(6)
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ». فَإِنْ
كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُما. فالْتَفَتُّ، فَإِذا هو عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حُسَيْنٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَدْعُوا» (ن، ق)، وعزاها في (و، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَرْحَمُكَ» .
(5)
في رواية الأصيلي: «ما» .
(6)
في رواية الأصيلي زيادة: «أنا» .
3678 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ: حدَّثنا الْوَلِيدُ، عن الأَوْزاعِيِّ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عن أَشَدِّ ما صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، جاءَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِداءَهُ
(2)
فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ
(3)
خَنِقًا شَدِيدًا، فَجاءَ
(4)
أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ، فَقالَ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رداءً» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بها» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فجاءه» .
(6)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
أَبِي حَفْصٍ، الْقُرَشِيِّ، الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
3679 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْماجِشُونُ
(1)
: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذا أَنا بِالرُّمَيْصاءِ، امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشْفَةً
(2)
، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ فَقالَ: هَذا بِلَالٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنائهِ جارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذا؟ فَقالَ
(3)
: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ». فقال عُمَرُ: بِأَبِي وأُمِّيَ
(4)
يا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَيْكَ أَغارُ؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «عَبْدُ الْعَزِيزِ بنُ الماجشونِ» .
(2)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، الشين مفتوحة، وفي غيرها ساكنة. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فقالوا» ، وفي نسخة:«فقالت» .
(4)
في رواية أبي ذر: «بِأُمِّي وَأَبِي» وعكس نسبة الروايات في (ب، ص).
3680 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
⦗ص: 384⦘
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قالَ: «بَيْنا أَنا نائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذا الْقَصْرُ؟ قالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» . فَبَكَى
(1)
وَقالَ: أَعَلَيْكَ أَغارُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟!
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عُمرُ» .
3681 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ: حدَّثنا ابْنُ الْمُبارَكِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني حَمْزَةُ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنا أَنا نائمٌ شَرِبْتُ -يَعْنِي اللَّبَنَ- حَتَّى أَنْظُرُ
(2)
إلى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي -أَوْ: فِي أَظْفارِي- ثُمَّ ناوَلْتُ عُمَرَ». فقالوا: فَما أَوَّلْتَهُ
(3)
؟ قالَ: «الْعِلْمَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حتى أنظرَ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالوا: فما أوَّلتَ» . وبهامش اليونينية دون رقم زيادة: «يا رسول الله» . كتبت بالحمرة.
3682 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ سالِمٍ، عن سالِمٍ:
عَنْ
(1)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُرِيتُ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوٍ بَكرَةٍ
(2)
على قَلِيْبٍ، فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، نَزْعًا ضَعِيفًا، واللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فاسْتَحالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا
(3)
يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ».
⦗ص: 385⦘
قال ابْنُ جُبَيْرٍ
(4)
: الْعَبْقَرِيُّ: عِتاقُ الزَّرابِيِّ.
وَقال يَحْيَى: الزَّرابِيُّ الطَّنافِسُ لَها
خَمْلٌ
(5)
رَقِيقٌ. {مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية: 16] كَثِيرَةٌ.
(6)
(1)
تصحفت في (ن، ق) إلى: «بن» ، وبهامشهما: صوابه: «عن» . اهـ.
(2)
ضُبطت في اليونينية بفتح الكاف وإسكانها، وفي (و، ق، ص): «بِدَلْوِ بَكرَةٍ» بفتح الكاف وإسكانها أيضًا. وبهامش (ب، ص): لم يضبط الكاف في اليونينية، وفي الفرع بإسكانها، وفي آخر بإسكانها وفتحها معًا. اهـ.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «ابنُ نُمَيْر» . وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): في نسخة عن أبي ذر، على:«قال ابن جبير» حهـ إلى آخر الشرح من: «عبقري» و «زرابي» و «مبثوثة كثيرة» . اهـ.
(5)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية والفرع، الميم ساكنة، وقال القسطلاني: بفتح الخاء المعجمة والميم.
(6)
قوله: «قال ابن جبير .. » إلخ ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3683 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثني أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني عَبْدُ الْحَمِيدِ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ أخبَرَهُ:
أَنَّ أَباهُ، قالَ
(1)
-حَدَّثَنِي
(2)
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أَبِيهِ قالَ: - اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(3)
على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عالِيَةً
(4)
أَصْواتُهُنَّ على صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(5)
قُمْنَ فَبادَرْنَ الْحِجابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجابَ» . فَقالَ
(6)
عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ قال عُمَرُ: يا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقُلْنَ: نَعَمْ؛ أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيهًا
(7)
يا ابْنَ الْخَطَّابِ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ سالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ».
(1)
من قوله: «حدَّثنا علي» إلى قوله: «أن أباه قال» ليس في رواية أبي ذر. وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية [ق] أيضًا. ورمز عليه في (ن، و، ق): «ر ز» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
ضبطت في (ب، ص) بالنصب والرفع معًا.
(5)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إيهٍ» .
3684 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْماعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: ما زِلْنا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» (ن، و)، وذكرت في (ب، ص) دون عزوٍ.
3685 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ على سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ
(1)
مَنْكِبِي، فَإِذا عَلِيٌّ
(2)
، فَتَرَحَّمَ على عُمَرَ وَقالَ: ما خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وايْمُ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صاحِبَيْكَ؛ وَحَسِبْتُ أَنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«ذَهَبْتُ أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» .
3686 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ
(1)
-وَقال لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَواءٍ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهالِ، قالَا: حدَّثنا سَعِيدٌ- عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ
(2)
، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ،
(3)
فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ
(4)
قالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ، فَما عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ
أوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدانِ
(5)
».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبِي عَرُوبةَ قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
رمز على قوله: «فضربه برجله» بعلامة السقوط بالحمرة في (ب)، وبالحمرة والسواد في (ص).
(5)
في رواية أبي ذر: «وقالَ: اثْبُتْ، فَما عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ وَصدِّيقٌ أو شَهِيدٌ» . (لا الحمرة إلى)
3687 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثني عُمَرُ -هو ابْنُ مُحَمَّدٍ-: أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ، عن أَبِيهِ قالَ: سَأَلَنِي ابْنُ عُمَرَ عن بَعْضِ شَأنِهِ -يَعْنِي: عُمَرَ- فأخبَرْتُهُ، فَقالَ:
⦗ص: 387⦘
ما رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ، بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ، كانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى انْتَهَى، مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
3688 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ:
عن أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا
(1)
سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن السَّاعَةِ، فَقالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: «وَماذا أَعْدَدْتَ لَها؟» قالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(2)
. فَقالَ
(3)
: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» . قال أَنَسٌ: فَما فَرِحْنا بِشَيْءٍ فَرَحَنا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» . قال أَنَسٌ: فَأَنا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمالِهِمْ.
(1)
بهامش اليونينية: أبو موسى أو أبو ذر أو الذي بال في المسجد أو عمير بن قتادة أو عمر بن الخطاب. اهـ. (ب، ص).
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
3689 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ كانَ فِيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ
(1)
مُحَدَّثُونَ
(2)
، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ».
زادَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زائِدَةَ، عن سَعْدٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ كانَ
(4)
قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ رِجالٌ، يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِياءَ،
⦗ص: 388⦘
فَإِنْ يَكُنْ مِنْ
(5)
أُمَّتِي
(6)
أَحَدٌ فَعُمَرُ
(7)
».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ناسٌ» . كتبت بالحمرة.
(2)
بهامش (ب، ص): لم يضبط الدال في اليونينية، وضبطها غيره بفتح الدال. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فِيمَنْ كانَ» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنْهُمْ» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال ابن عباس رضي الله عنهما: مِن نبي ولا مُحَدَّث» [انظر تغليق التعليق 4/ 65].
3690 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَا:
سَمِعْنا أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَما راعٍ فِي غَنَمِهِ عَدا الذِّئْبُ فَأَخَذَ منها شاةً، فَطَلَبَها حَتَّى اسْتَنْقَذَها، فالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ، فقال لَهُ: مَنْ لَها
(1)
يَوْمَ السَّبُعِ،
(2)
لَيْسَ لَها راعٍ غَيْرِي؟!» فقال النَّاسُ: سُبْحانَ اللَّهِ! فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنِّي أُؤمِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» . وَما ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «من لهذا» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
3691 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني أَبُو أُمامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنا أَنا نائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ
(1)
، وَمِنْها ما يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ». قالُوا
(2)
: فَما أَوَّلْتَهُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الدِّينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «الثُّديَّ» .
(2)
بهامش اليونينية: أبو بكر. اهـ. (ب، ص).
3692 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قالَ: لَمَّا
طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فقال لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ كانَ ذاكَ
(1)
، لقد صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ،
⦗ص: 389⦘
ثُمَّ فارَقْتَهُ
(2)
وهو عَنْكَ راضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فارَقْتَهُ
(3)
وهو عَنْكَ راضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ
(4)
فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ
(5)
فارَقْتَهُمْ لَتُفارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ راضُونَ، قالَ
(6)
: أَمَّا ما ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضاهُ، فَإِنَّما
(7)
ذاكَ
(8)
مَنٌّ مِنَ اللَّهِ تَعالَى
(9)
مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا ما ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضاهُ، فَإِنَّما ذاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ
(10)
مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا ما تَرَى مِنْ جَزَعِي، فَهوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ
(11)
أَصْحابِكَ
(12)
، واللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الأَرْضِ ذَهَبًا، لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذابِ اللَّهِ عز وجل قَبْلَ أَنْ أَراهُ.
قال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلْتُ على عُمَرَ. بِهَذا.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا كُلُّ ذاك» . وفي رواية أبي ذر: «ولا كُلُّ ذلك» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فارقْتَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فارقْتَ» .
(4)
بهامش اليونينية: قوله: «ثُمَّ صَحِبْتَ أَبا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ صَحِبْتَهم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ وَلَئِنْ فارَقْتَهُمْ» يعني المسلمين، كذا للمروزي والجرجاني، وعند غيرهما:«ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ» بفتح الصاد والحاء، يعني أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، أو يكون:«صحبت» زائدة، والوجه: الرواية الأولى. قاله عياض. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «لئن» (ب، ص) وضبطا المتن: «لإن» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإن» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(9)
قوله: «تعالى» ليست في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(10)
قوله: «جل ذكره» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(11)
في رواية أبي ذر: «ومن أجل» (ن)، وعزاها في (و، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدلًا من أبي ذر.
(12)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أُصَيْحابك» .
3693 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثني عُثْمانُ بْنُ غِياثٍ: حَدَّثَنا
(1)
أَبُو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ:
⦗ص: 390⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حائِطٍ مِنْ حِيطانِ الْمَدِينَةِ، فَجاءَ رَجُلٌ فاسْتَفْتَحَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذا أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْتُهُ بِما قالَ النَّبِيُّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ
(3)
فاسْتَفْتَحَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذا هُوَ
(4)
عُمَرُ، فأخبَرْتُهُ بِما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فقالَ لِي:«افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، على بَلْوَى تُصِيبُهُ» . فَإِذا عُثْمانُ، فأخبَرْتُهُ بِما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعانُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ الله» .
(3)
في متن (و، ب، ص): «جاء رجل» .
(4)
لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.
3694 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني حَيْوَةُ: حدَّثني أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشامٍ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
(1)
.
(1)
بهامش (ن) بخط النويري رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(7)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عُثْمانَ بْنِ عَفَّانَ،
أَبِي عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه
وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَحْفِرُ
(2)
بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ». فَحَفَرَها عُثْمانُ.
وَقالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ» . فَجَهَّزَهُ عُثْمانُ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «يحفِرْ» بالجزم، وعكس في (ب، ص) نسبة الروايات.
3695 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ
(1)
، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي عُثْمانَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حائِطًا وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ بابِ الْحائِطِ، فَجاءَ رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ.
فَقالَ: «ائذَنْ
(2)
لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ». فَإِذا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَقالَ:
⦗ص: 391⦘
«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَإِذا عُمَرُ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَسَكَتَ هُنَيْهَةً
(3)
ثُمَّ قالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، على بَلْوَى سَتُصِيبُهُ» . فَإِذا عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ.
قال حَمَّادٌ
(4)
: وَحَدَّثَنا عاصِمٌ الأَحْوَلُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ: سَمِعا أَبا عُثْمانَ يُحَدِّثُ، عن أَبِي مُوسَى بِنَحْوِهِ. وَزادَ فِيهِ عاصِمٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ قاعِدًا فِي مَكانٍ فِيهِ ماءٌ، قَدِ انْكَشَفَ
(5)
عن رُكْبَتَيْهِ، أَوْ رُكْبَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمانُ غَطَّاها.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنُ زيد» . كتبت بالحمرة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَلَمةَ» ، وهذا موافق لما في نسخة الصاغاني: 2: 428، وصوَّب في الفتح أنه حماد بن زيد، وأن الإسناد معطوف على الإسناد الأول، فهو متصل، إذ لم ترد الرواية من طريق حمَّاد عن شيخيه إلا من طريق ابن زيد، ويؤيده الهامش السابق.
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَشَفَ» .
3696 -
حدَّثني
(1)
أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حدَّثني أَبِي، عن يُونُسَ: قال ابْنُ شِهابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ أخبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قالَا: ما يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمانَ لأَخِيهِ
(2)
الْوَلِيدِ؛ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ. فَقَصَدْتُ لِعُثْمانَ حَتَّى
(3)
خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ، قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حاجَةً، وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ. قالَ: يا أَيُّها الْمَرْءُ
(4)
-قال مَعْمَرٌ: أُراهُ قالَ
(5)
: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ- فانْصَرَفْتُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ إِذْ جاءَ رَسُولُ عُثْمانَ فَأَتَيْتُهُ، فَقالَ: ما نَصِيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(6)
بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
، فَهاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(8)
، وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأنِ الْوَلِيدِ.
⦗ص: 392⦘
قالَ: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ ما يَخْلُصُ إلى الْعَذْراءِ فِي سِتْرِها. قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(9)
بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِما بُعِثَ بِهِ، وَهاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَما قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبايَعْتُهُ، فَواللَّهِ ما عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل
(10)
، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ
(11)
، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ
(12)
، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لَهُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى. قالَ: فَما هَذِهِ الأَحادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟! أَمَّا ما ذَكَرْتَ مِنْ شَأنِ الْوَلِيدِ، فَسَنَأخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ إِنْ شاءَ اللَّهُ. ثُمَّ دَعا عَلِيًّا، فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ
(13)
، فَجَلَدَهُ ثَمانِينَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في أخيه» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ» .
(4)
لفظة: «المرء» ليست في نسخة (ب، ص)، وهو موافق لما في السلطانية. وفي رواية أبي ذر زيادة:«مِنْكَ؟!» .
(5)
قوله: «أراه قال» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(7)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(8)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(9)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(10)
قوله: «عز وجل» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).
(11)
في رواية أبي ذر: «مِثلَه» بالنصب.
(12)
في رواية أبي ذر: «مِثلَه» بالنصب.
(13)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أن يَجْلِدَ» .
3697 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ حاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ: حدَّثنا شاذانُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي سَلَمَةَ الْماجِشُونُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمانَ
(2)
، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نُفاضِلُ بَيْنَهُمْ.
تابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ
(3)
، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ.
(1)
هذا الحديث مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد حديث مسدد الآتي برقم، ر:3699.
(2)
في رواية أبي ذر: «ثمَّ عمرُ ثمَّ عثمانُ» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ صالح» .
3698 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ
(1)
: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عُثْمانُ -هو ابْنُ مَوْهَبٍ- قالَ:
جاءَ رَجُلٌ
(2)
مَنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ
(3)
الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟
⦗ص: 393⦘
قالَ
(4)
: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ. قالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟ قالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. قالَ: يا ابْنَ عُمَرَ، إِنِّي سائِلُكَ عن شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قالَ: نَعَمْ. فقالَ
(5)
: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عن بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عن بَيْعَةِ الرُِّضْوانِ فَلَمْ يَشْهَدْها؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. قال ابْنُ عُمَرَ: تَعالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَدْرٍ فَإِنَّهُ كانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(6)
وَكانَتْ مَرِيضَةً، فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ» . وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرُِّضْوانِ، فَلَوْ كانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ
(7)
مِنْ عُثْمانَ لَبَعَثَهُ مَكانَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمانَ، وَكانَتْ بَيْعَةُ الرُِّضْوانِ بَعْدَما ذَهَبَ عُثْمانُ إلى مَكَّةَ، فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:«هَذِهِ يَدُ عُثْمانَ» . فَضَرَبَ بها على يَدِهِ، فَقالَ:«هَذِهِ لِعُثْمانَ» . فقال لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بها الآنَ مَعَكَ.
(1)
قوله: «بن إسماعيل» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية: قيل: يزيد بن بشر السَّكسَكي. (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر: «وحجَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فقال» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فقالوا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(6)
بهامش اليونينية: رقية. اهـ. (ب، ص)
(7)
في رواية أبي ذر: «ببطن مكة أعزَّ» .
3699 -
حدَّثنا
(1)
مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ قالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ، فَرَجَفَ
(2)
، وَقالَ
(3)
(1)
هذا الحديث مقدم في رواية أبي ذر إلى ما قبل حديث محمد بن حاتم بن بزيع الماضي برقم، ر:3697.
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فرجَفَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالَ» .
(8)
قِصَّةُ الْبَيْعَةِ، والاِتِّفاقُِ على عُثْمانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه
(1)
(1)
الترجمة ثابتة في رواية الحَمُّويي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:
«بابُ قِصَّةِ الْبَيْعَةِ والاِتِّفاقِ على عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ
رضي الله عنه، وفيه مَقْتَلُ عُمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنهما».
3700 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قالَ:
⦗ص: 394⦘
رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُصابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، وَقَفَ
(1)
على حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمانِ وَعُثْمانَ بْنِ حُنَيْفٍ قالَ: كَيْفَ فَعَلْتُما، أَتَخافانِ أَنْ تَكُونا قَدْ حَمَّلْتُما الأَرْضَ ما لَا تُطِيقُ؟ قالَا: حَمَّلْناها أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، ما فيها كَبِيرُ فَضْلٍ. قالَ: انْظُرا أَنْ تَكُونا حَمَّلْتُما الأَرْضَ ما لَا تُطِيقُ. قالَ: قالَا: لَا. فقال عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لأَدَعَنَّ أَرامِلَ أَهْلِ الْعِراقِ لَا يَحْتَجْنَ إلى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا. قالَ: فَما أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رابِعَةٌ
حَتَّى أُصِيبَ. قالَ: إِنِّي لَقائِمٌ ما بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَداةَ أُصِيبَ، وَكانَ إذا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قالَ: اسْتَوُوا. حَتَّى إذا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ
(2)
خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّما قَرَأَ سُورَةَ
(3)
يُوسُفَ أَوِ النَّحْل
(4)
، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى؛ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَما هو إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَتَلَنِي -أَوْ: أَكَلَنِي- الْكَلْبُ. حتى
(5)
طَعَنَهُ، فَطارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذاتِ طَرَفَيْنِ، لَا يَمُرُّ على أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمالًا
(6)
إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، ماتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ
(7)
، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَناوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَواحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحانَ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ! فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قالَ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي. فَجالَ ساعَةً ثُمَّ جاءَ، فَقالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ. قالَ: آلصَّنَعُ؟! قالَ: نَعَمْ. قالَ: قاتَلَهُ اللَّهُ لقد أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي
(8)
بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلَامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ -وَكانَ
(9)
أَكْثَرَهُمْ
⦗ص: 395⦘
رَقِيقًا- فَقالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ. أَيْ: إِنْ شِئْتَ قَتَلْنا؟ قالَ
(10)
: كَذَبْتَ، بَعْدَما تَكَلَّمُوا بِلِسانِكُمْ، وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ؟! فاحْتُمِلَ إلى بَيْتِهِ، فانْطَلَقْنا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقائِلٌ يَقُولُ: لَا بَأْسَ. وَقائِلٌ يَقُولُ: أَخافُ عَلَيْهِ. فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ
(11)
، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَلِمُوا
(12)
أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنا عَلَيْهِ، وَجاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ
(13)
عَلَيْهِ، وَجاءَ رَجُلٌ شابٌّ فَقالَ: أَبْشِرْ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ، مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدَمٍ
(14)
فِي الإِسْلَامِ ما قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهادَةٌ. قالَ: وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفافٌ
(15)
لَا عَلَيَّ وَلَا لِي. فَلَمَّا أَدْبَرَ إذا إِزارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ. قالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ. قالَ: ابْنَ
(16)
أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فَإِنَّهُ أَبْقَى
(17)
لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ. يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، انْظُرْ ما عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ. فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ، قالَ: إِنْ وَفَى لَهُ مالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوالِهِمْ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ، وَلَا تَعْدُهُمْ إلى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّ عَنِّي هَذا الْمالَ، انْطَلِقْ إلى عائِشَةَ أُمِّ الْمؤمِنِينَ، فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمؤمِنِينَ؛ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صاحِبَيْهِ. فَسَلَّمَ واسْتَأذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْها، فَوَجَدَها قاعِدَةً تَبْكِي فَقالَ:
يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، وَيَسْتَأذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صاحِبَيْهِ. فقالتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ على نَفْسِي. فَلَمَّا أَقْبَلَ، قِيلَ: هَذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جاءَ. قالَ: ارْفَعُونِي. فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقالَ: ما لَدَيْكَ؟ قالَ: الَّذِي تُحِبُّ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَذِنَتْ.
⦗ص: 396⦘
قالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ما كانَ مِنْ شَيْءٍ
(18)
أَهَمّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذا أَنا قَضَيْتُ
(19)
فاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إلى مَقابِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَجاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ والنِّساءُ تَسِيرُ مَعَها، فَلَمَّا رَأَيْناها قُمْنا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ
(20)
عِنْدَهُ ساعَةً، واسْتَأْذَنَ الرِّجالُ، فَوَلَجَتْ داخِلًا لَهُمْ، فَسَمِعْنا بُكاءَها مِنَ الدَّاخِلِ، فقالوا: أَوْصِ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ
(21)
. قالَ: ما أَحَدٌ أَحَقَّ
(22)
بِهَذا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ -أَوِ الرَّهْطِ- الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو عَنْهُمْ راضٍ. فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمانَ والزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ -كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ- فَإِنْ أَصابَتِ الإِمْرَةُ
(23)
سَعْدًا فهو ذاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ ما أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ
(24)
عَجْزٍ وَلَا خِيانَةٍ. وَقالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصارِ خَيْرًا، الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ والإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُعْفَى عن مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلَامِ، وَجُباةُ الْمالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ
(25)
مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عن رِضاهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمادَّةُ الإِسْلَامِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَواشِي أَمْوالِهِمْ، ويُرَدَّ
(26)
على فُقَرائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(27)
أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقاتَلَ مِنْ وَرائِهِمْ،
⦗ص: 397⦘
وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طاقَتَهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنا بِهِ، فانْطَلَقْنا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(28)
قالَ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قالَتْ: أَدْخِلُوهُ. فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنالِكَ مَعَ صاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إلى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، فقال الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إلى عَلِيٍّ. فقال طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إلى عُثْمانَ. وَقال سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إلى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُما تَبَرَّأَ مِنْ هَذا الأَمْرِ، فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ واللَّهُ عَلَيْهِ والإِسْلَامُ، لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ؟ فَأُسْكِتَ
(29)
الشَّيْخانِ، فقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ واللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُوَ عن أَفْضَلِكُمْ؟ قالَا: نَعَمْ. فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِما فَقالَ: لَكَ قَرابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والْقَدَمُ
(30)
فِي
الإِسْلَامِ ما قَدْ عَلِمْتَ، فاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ
(31)
أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ
(32)
أَمَّرْتُ عُثْمانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ. ثُمَّ خَلَا بِالآخَرِ فقال لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثاقَ قالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يا عُثْمانُ. فَبايَعَهُ، فَبايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبايَعُوهُ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ووَقَفَ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيهم» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بسورة» .
(4)
ضبطت في متن اليونينية بالنصب والجر.
(5)
هكذا في (ن) وبهامشها: لعله «حين» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي سائر الأصول:«حين» . وأشار في هامش (ق) إلى المثبت.
(6)
في رواية أبي ذر: «وشمالًا» .
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي نسخة:«تسعة» .
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَنِيَّتي» .
(9)
في رواية أبي ذر زيادة: «العباسُ» . كتبت بالحمرة.
(10)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(11)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فشرب» .
(12)
في رواية أبي ذر: «فخرج من جَوْفِه فعَرَفُوا» .
(13)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فجعلوا يُثنون» .
(14)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وقِدَمٍ» بكسر القاف.
(15)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «كفافًا» .
(16)
في رواية أبي ذر: «يا ابنَ» .
(17)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «أنْقَى» .
(18)
في رواية أبي ذر: «ما كان شيءٌ» .
(19)
في (ب، ص): «قُضيْتُ» بفتح الضاد وكسرها، وبهامشهما: هكذا صورتها في اليونينية، وفي الفرع:«قَضَيْتُ» ، وفي الهامش:«قُبِضتُ» . اهـ.
(20)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَمَكَثَتْ» .
(21)
في (ب، ص): «استخلَف» بفتح اللام، وبهامشهما: هكذا اللام في اليونينية، وكانت الفاء عليها فتحة فكشطت، وفي الفرع المكي:«استخلِف» .
(22)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما أحَدًا أحقُّ»
(23)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الإمارةُ» .
(24)
في رواية أبي ذر: «من» .
(25)
في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا يؤخذُ» .
(26)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وتُرَدَّ» .
(27)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(28)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(29)
بهامش اليونينية: قال أبو ذر: «فأَسْكَتَ» بفتح الهمزة والكاف أصوب. اهـ.
(30)
في رواية أبي ذر: «والقِدَمُ» بكسر القاف.
(31)
في (ب، ص): «لإن» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر
(32)
في (ب، ص): «لإن» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر
(9)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ
أَبِي الْحَسَنِ الْقُرَشِيِّ الْهاشِمِيِّ رضي الله عنه
وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنا مِنْكَ» .
وَقال عُمَرُ
(2)
: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو عَنْهُ راضٍ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
قول عمر مقدَّم في رواية أبي ذر على قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
3701 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ: عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ على يَدَيْهِ» . قالَ: فَباتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطاها، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُو
(1)
أَنْ يُعْطاها، فَقالَ:«أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ؟» فقالوا: يَشْتَكِي
⦗ص: 398⦘
عَيْنَيْهِ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ
(2)
». فَلَمَّا جاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعا
(3)
لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطاهُ
(4)
الرَّايَةَ، فقال عَلِيٌّ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُقاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنا؟ فَقالَ: «انْفُذْ على رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِساحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإِسْلَامِ، وَأخبِرْهُمْ بِما يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَواللَّهِ لَأَنْ
(5)
يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَرْجُون» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال: فَأَرْسَلُوا إليه فَأُتِي به» . بدل لفظ الحديث.
(3)
في رواية أبي ذر: «فدعا» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فأُعْطِيَ» .
(5)
هكذا ضبطت اللام في (و، ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن)، وبهامش (ب، ص): في اليونينية اللام مكسورة. اه.
3702 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ، قالَ: كانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ؛ وَكانَ بِهِ رَمَدٌ، فَقالَ: أَنا أَتَخَلَّفُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كانَ مَساءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَها اللَّهُ فِي صَباحِها، قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ -أَوْ: لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ- غَدًا رَجُلًا
(1)
يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ -أَوْ قال: يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ- يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ
(2)
». فَإِذا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَما نَرْجُوهُ، فقالوا: هَذا عَلِيٌّ، فَأَعْطاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رجلٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «على يَدَيْه» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الرايةَ» .
3703 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حازِمٍ: عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ رَجُلًا جاءَ إلى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَقالَ: هَذا فُلَانٌ -لِأَمِيرِ الْمَدِينَةِ- يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ. قالَ: فَيَقُولُ ماذا؟ قالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو تُرابٍ. فَضَحِكَ. قالَ
(1)
: واللَّهِ ما سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
⦗ص: 399⦘
وَما كانَ
(2)
لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ
(3)
إِلَيْهِ مِنْهُ، فاسْتَطْعَمْتُ الْحَدِيثَ سَهْلًا، وَقُلْتُ
(4)
: يا أَبا عَبَّاسٍ، كَيْفَ
(5)
؟ قالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ على فاطِمَةَ
(6)
ثُمَّ خَرَجَ، فاضْطَجَعَ فِي الْمَسْجِدِ، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟» قالَتْ: فِي الْمَسْجِدِ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَ رِداءَهُ قَدْ سَقَطَ عن ظَهْرِهِ
وَخَلَصَ التُّرابُ إلى ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرابَ
(7)
عن ظَهْرِهِ، فَيَقُولُ:«اجْلِسْ يا أَبا تُرابٍ» . مَرَّتَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
وبهامش اليونينية دون رقم زيادة: «والله» ، ورمز عليها علامة السقوط بالحمرة.
(3)
ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب، والرفع رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر: «فقلتُ» (ن، ب). وعزاها (و، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «ذلك» .
(6)
في اليونينية بين الأسطر: «عليهما السلام» .
(7)
لفظة: «التراب» ليست في رواية أبي ذر.
3704 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رافِعٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، عن زائدَةَ، عن أَبِي حَصِينٍ: عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عن عُثْمانَ، فَذَكَرَ عن مَحاسِنِ عَمَلِهِ، قالَ: لَعَلَّ ذاكَ يَسُوؤُكَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ. ثُمَّ سَأَلَهُ عن عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَحاسِنَ عَمَلِهِ، قالَ: هو ذاكَ بَيْتُهُ، أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قالَ: لَعَلَّ ذاكَ يَسُوؤُكَ؟ قالَ: أَجَلْ. قالَ: فَأَرْغَمَ اللَّهُ بِأَنْفِكَ، انْطَلِقْ فاجْهَدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ.
3705 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْحَكَمِ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قالَ:
حَدَّثَنا عَلِيٌّ: أَنَّ فاطِمَةَ عليها السلام شَكَتْ ما تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ
(2)
، فانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَوَجَدَتْ عائِشَةَ فأخبَرَتْها، فَلَمَّا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهُ عائِشَةُ بِمَجِيءِ فاطِمَةَ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنا وَقَدْ أَخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقالَ:«عَلَى مَكانِكُما» . فَقَعَدَ بَيْنَنا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِي، وَقالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُما خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمانِي؟
⦗ص: 400⦘
إذا أَخَذْتُما مَضاجِعَكُما، تُكَبِّرا
(3)
أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحا
(4)
ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدا
(5)
ثَلَاثَةً
(6)
وَثَلَاثِينَ، فهو خَيْرٌ لَكُما مِنْ خادِمٍ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِسبيٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تكبِّران» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فكبرا» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وتسبِّحان» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«وَسَبِّحا» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «واحْمَدا» (ب، ص)، وبهامشهما: في اليونينية: «واحمد» من غير ألف. اه. وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَتَحْمَدانِ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ثَلَاثًا» .
3706 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ: سَمِعْتُ إِبْراهِيمَ بْنَ سَعْدٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: «أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسَى؟!» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3707 -
حدَّثنا
(1)
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ سِيرِينَ، عن عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: اقْضُوا كَما كُنْتُمْ
(2)
تَقْضُونَ؛ فَإِنِّي أَكْرَهُ الاخْتِلَافَ، حَتَّى تَكُونَ
(3)
لِلنَّاسِ جَماعَةٌ
(4)
، أَوْ أَمُوتَ
(5)
كما ماتَ أَصْحابِي. فَكانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عامَّةَ ما يُرْوَى عَلَى
(6)
عَلِيٍّ الْكَذِبُ.
(1)
لفظة: «حدَّثنا» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية [ق]، وهذا الحديث مقدم في رواية أبي ذر على الحديث الذي سبقه.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على ما كنتم» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَكُونَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «حتى يكونَ الناسُ جَماعةً» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَمُوتُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «عن» .
(10)
بابُ
(1)
مَناقِبِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالِبٍ
(2)
وَقالَ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الهاشميِّ رضي الله عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «له» .
3708 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ دِينارٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ
(1)
، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّاسَ كانُوا يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ. وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِشِبَعِ
(2)
بَطْنِي، حَتَّى
(3)
لَا آكُلُ الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ
(4)
، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْباءِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ، هِيَ مَعِي، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَكانَ أَخْيَرَ
(5)
النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ
(6)
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طالِبٍ، كانَ يَنْقَلِبُ بِنا فَيُطْعِمُنا ما كانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى
إِنْ كانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنا الْعُكَّةَ
(7)
لَيْسَ فيها شَيْءٌ، فَنَشُقُّها فَنَلْعَقُ ما فِيها.
(1)
بهامش (ب، ص): في اليونينية: الجهنيِّ. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَشْبَعَ» .
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حينَ» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الحَمُّويي والمُستملي.
(4)
في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحريرَ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَيْرَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «للمساكين» .
(7)
في (و، ب، ص) زيادة: «الَّتِي» ، وأشار بهامش نسخة البقاعي إلى ورودها في نسخة.
3709 -
حدَّثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ: أخبَرَنا إِسْماعِيلُ بْنُ أَبِي خالِدٍ، عن الشَّعْبِيِّ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ إذا سَلَّمَ على ابْنِ جَعْفَرٍ قالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ ذِي الْجَناحَيْنِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(11)
ذِكْرُ
(1)
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
رضي الله عنه
(1)
الترجمة والحديث ليسا في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
3710 -
حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيُّ: حدَّثني أَبِي: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عن ثُمامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ:
⦗ص: 402⦘
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كانَ إذا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
فَقالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنا صلى الله عليه وسلم فَتَسْقِينا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فاسْقِنا. قالَ: فَيُسْقَوْنَ.
(12)
بابُ مَناقِبِ قَرابَةِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم، وَمَنْقَبَةِ فاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «مناقبُ قَرابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» فقط، ودون الحديث المعلَّق. (لا الحمرة إلى)
3711 -
3712 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ فاطِمَةَ عليها السلام أَرْسَلَتْ إلى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيما
(1)
أَفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ
(2)
، وَما بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ. فقال أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنا فَهوَ
(3)
صَدَقَةٌ، إِنَّما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذا الْمالِ -يَعْنِي مالَ اللَّهِ- لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا على الْمَأْكَلِ». وَإِنِّي واللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقاتِ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم الَّتِي كانَتْ عَلَيْها فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلأَعْمَلَنَّ فيها بِما عَمِلَ فيها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ثُمَّ قالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنا يا أَبا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ. وَذَكَرَ قَرابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَقَّهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرابَتِي.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وفدكَ» ممنوعةً من الصَّرف.
(3)
لفظة: «فهو» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
3713 -
أخبرني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن واقِدٍ قالَ:
سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عن ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهم قالَ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، ولفظة:«أخبرني» ليست في نسخة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» .
3714 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي» .
3715 -
3716 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْواهُ التي
(1)
قُبِضَ فِيها، فَسارَّها بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعاها فَسارَّها فَضَحِكَتْ، قالَتْ: فَسَأَلْتُها عن ذَلِكَ. فَقالَتْ: سارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأخبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سارَّنِي فأخبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ
(2)
.
(1)
في متن (و، ب، ص): «الَّذِي» .
(2)
حديث أبي الوليد وحديث يحيى بن قزعة ليسا في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
(13)
بابُ
(1)
مَناقِبِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: هو حَوارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُمِّيَ الْحَوارِيُّونَ لِبَياضِ ثِيابِهِمْ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3717 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، قالَ: أخبَرَني مَرْوانُ بْنُ الْحَكَمِ قالَ: أَصابَ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ رُعافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعافِ، حَتَّى حَبَسَهُ عن الْحَجِّ، وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ قالَ: اسْتَخْلِفْ. قالَ: وَقالُوهُ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: وَمَنْ؟ فَسَكَتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ -أَحْسِبُهُ الْحارِثَ- فَقالَ: اسْتَخْلِفْ. فقالَ عُثْمانُ: وَقالُوا؟ فَقالَ: نَعَمْ. قالَ: وَمَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، قالَ: فَلَعَلَّهُمْ قالُوا: الزُّبَيْرَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: أَمَا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ ما عَلِمْتُ، وَإِنْ كانَ لأَحَبَّهُمْ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
3718 -
حدَّثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ: أخبَرَني أَبِي: سَمِعْتُ مَرْوانَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمانَ، أَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ: اسْتَخْلِفْ. قالَ: وَقِيلَ ذاكَ
(2)
؟ قالَ: نَعَمْ،
(3)
الزُّبَيْرُ. قالَ: أَما
(4)
واللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرُكُمْ. ثَلَاثًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ذلك» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أمَ» بحذف الألف.
3719 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ -هو ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ- عن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيَّ
(1)
، وَإِنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ».
(1)
في (ب، ص): «حواريًّ» بتنوين النصب بلا ألف، وأهمل ضبطها في (ن).
3720 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
(1)
: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ:
كُنْتُ يَوْمَ الأَحْزابِ جُعِلْتُ أَنا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي النِّساءِ، فَنَظَرْتُ فَإِذا أَنا بِالزُّبَيْرِ على فَرَسِهِ يَخْتَلِفُ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَجَعْتُ قُلْتُ: يا أَبَتِ رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ! قالَ: أَوَهَلْ رَأَيْتَنِي يا بُنَيَّ؟ قُلْتُ
(2)
: نَعَمْ. قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ يَأتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأتِينِي
(3)
بِخَبَرِهِمْ». فانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقالَ:«فِداكَ أَبِي وَأُمِّي» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «أخبَرَنا عبدُ الله» . كتبت بالحمرة. وهو ابن المبارك، وبإثبات ذكره يتصل الإسناد.
(2)
في رواية أبي ذر: «قالَ: قلتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيأتِنِي» بالجزم.
3721 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا ابْنُ الْمُبارَكِ: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 405⦘
أَنَّ أَصْحابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ على عاتِقِهِ، بَيْنَهُما ضَرْبَةٌ ضُرِبَها يَوْمَ بَدْرٍ. قال عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أَصابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرْباتِ
(1)
أَلْعَبُ وَأَنا صَغِيرٌ.
(1)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: الراء ساكنة. اهـ.
(14)
بابُ ذِكْرِ
(1)
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
وَقال عُمَرُ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وهو عَنْهُ راضٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَناقِبِ» ، ولفظة:«باب» ليست في رواية أبي ذر.
3722 -
3723 - حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي عُثْمانَ قالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم، فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي قاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ. عن حَدِيثِهِما.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «نبيِّ الله» .
3724 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالِدٌ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي خالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازِمٍ، قالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بها النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَلَّتْ.
(15)
بابُ
(1)
مَناقِبِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
الزُّهْرِيِّ
وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو سَعْدُ بْنُ مالِكٍ.
(1)
لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
3725 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: سَمِعْتُ يَحْيَى: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قالَ:
سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3726 -
حدَّثنا مَكِّيُّ
(1)
بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هاشِمُ بْنُ هاشِمٍ، عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ قالَ: لقد رَأَيْتُنِي وَأَنا ثُلُثُ الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «المكيُّ» .
3727 -
حدَّثني
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا ابْنُ أَبِي زائِدَةَ: حدَّثنا هاشِمُ بْنُ هاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: ما أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ.
تابَعَهُ أَبُو أُسامَةَ: حَدَّثَنا هاشِمٌ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «عن هاشم» . كتبت بالحمرة.
3728 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَعْدًا رضي الله عنه يَقُولُ: إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَما لَنا طَعامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنا لَيَضَعُ كَما يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ، ما لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي على الإِسْلَامِ! لقد خِبْتُ إذًا وَضَلَّ عَمَلِي. وَكانُوا وَشَوْا بِهِ إلى عُمَرَ، قالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي.
(16)
بابُ
(1)
ذِكْرِ أَصْهارِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم
مِنْهُمْ أَبُو الْعاصِ بْنُ الرَّبِيعِ.
(1)
لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
3729 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ:
أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ
أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فاطِمَةُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَناتِكَ، وهَذا عَلِيٌّ ناكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ.
⦗ص: 407⦘
فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ،
(1)
أَنْكَحْتُ أَبا الْعاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فاطِمَةَ بَضْعَةٌ
(2)
مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَها، واللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
- وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ واحِدٍ». فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ.
وَزادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَلِيٍّ
(4)
:
عن مِسْوَرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قالَ:«حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مُضْغَةٌ» .
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في (و، ق)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بن الحسين» .
(17)
بابُ
(1)
مَناقِبِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ،
مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَقال الْبَراءُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنْتَ أَخُونا وَمَوْلَانا» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3730 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمارَتِهِ، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ
(1)
تَطْعُنُوا فِي إِمارَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وايْمُ اللَّهِ إِنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلإِمارَةِ، وَإِنْ كانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
(1)
في (ب، ص): «أن» وبهامشهما: كذا في اليونينية الهمزة مفتوحة، وفي الفرع مكسورة. اهـ. وأهمل ضبطها في (ن).
3731 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ قائفٌ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شاهِدٌ، وَأُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ حارِثَةَ مُضْطَجِعانِ، فَقالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدامَ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ. قالَ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 408⦘
وَأَعْجَبَهُ، فأخبَرَ
(1)
بِهِ عائِشَةَ.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأخبر» .
(2)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس العاشر بقراءة الشيخ فتح الدين بن أبي الفتح بن سيِّد النَّاس اليعمريِّ، بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ عفا الله عنهم.
(18)
بابُ
(1)
ذِكْرِ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3732 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا لَيْثٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأنُ الْمَخْزُومِيَّةِ، فقالوا: مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
3733 -
وحَدَّثَنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: ذَهَبْتُ أَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ عن حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ، فَصاحَ
بِي، قُلْتُ لِسُفْيانَ: فَلَمْ تَحْتَمِلْهُ
(1)
عن أَحَدٍ؟ قالَ: وَجَدْتُهُ فِي كِتابٍ كانَ كَتَبَهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى: عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عن عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فقالوا: مَنْ يُكَلِّمُ فيها النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَهُ، فَكَلَّمَهُ أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقالَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرائِيلَ كانَ إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذا سَرَقَ
(2)
الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ، لَوْ كانَتْ فاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَها».
(1)
في رواية أبي ذر: «تحمِلْه» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «فيهم» .
(18 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا الحمرة إلى)
3734 -
حدَّثني
(1)
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا الْماجِشُونُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ قالَ: نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا وهو فِي الْمَسْجِدِ، إلى رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيابَهُ
(2)
فِي ناحِيَةِ الْمَسْجِدِ
(3)
، فَقالَ: انْظُرْ مَنْ هَذا؟ لَيْتَ هَذا عِنْدِي. قال لَهُ إِنْسانٌ: أَما تَعْرِفُ هَذا يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذا مُحَمَّدُ بْنُ أُسامَةَ. قالَ: فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأسَهُ، وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قالَ: لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَحَبَّهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تُسْحَبُ ثيابُه» .
(3)
في متن (و، ب، ص): «فِي ناحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ» .
3735 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: حدَّثنا أَبُو عُثْمانَ:
عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: حَدَّثَ
(1)
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كانَ يَأْخُذُهُ والْحَسَنَ، فَيَقُولُ:«اللَّهُمَّ أَحِبَّهُما؛ فَإِنِّي أُحِبُّهُما» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3736 -
وَقال نُعَيْمٌ، عن ابْنِ الْمُبارَكِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني مَوْلًى لأُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ -وَكانَ أَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ أَخا أُسامَةَ
(1)
لأُمِّهِ، وهو رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ- فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ
(2)
، فَقالَ: أَعِدْ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنِ زيد» . كتبت بالحمرة.
(2)
قوله: «ولا سجوده» ليس في رواية أبي ذر.
3737 -
قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ
(2)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ بَيْنَما هو مَعَ عَبْدِ اللَّهِ
⦗ص: 410⦘
بْنِ عُمَرَ، إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ
(3)
فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَقالَ: أَعِدْ. فَلَمَّا وَلَّى، قال لِي ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ. فقال ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَحَبَّهُ. فَذَكَرَ حُبَّهُ وَما
(4)
وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ.
قالَ: وَحَدَّثَنِي
(5)
بَعْضُ أَصْحابِي، عن سُلَيْمانَ: وَكانَتْ حاضِنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن مسلم» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْحَجّاجُ بْنُ الأيمنِ ابنِ أمِّ أيمنَ» .
(4)
ضبَّب هنا في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «وزادني» كتبت بالحمرة، وفي نسخة عنه بلا واو العطف.
(19)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رضي الله عنهما
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3738 -
3739 - حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كانَ الرَّجُلُ فِي حَياةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذا رَأَى رُؤْيا قَصَّها على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيا أَقُصُّها على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ غُلَامًا شابًّا
(2)
أَعْزَبَ
(3)
، وَكُنْتُ أَنامُ فِي الْمَسْجِدِ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذانِي فَذَهَبا بِي إلى النَّارِ، فَإِذا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وإِذا لَها قَرْنانِ كَقَرْنَيِ الْبِئْرِ، وَإِذا فيها ناسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ
(4)
بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ. فَلَقِيَهُما مَلَكٌ آخَرُ، فقال لِي: لَنْ تُراعَ. فَقَصَصْتُها عَلَى حَفْصَةَ. فَقَصَّتْها حَفْصَةُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ
عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ
(5)
». قال سالِمٌ: فَكانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمد: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ» وبهامش اليونينية: قال أبو ذر: محمد هذا هو البخاري المؤلف. اهـ.
(2)
لفظة: «شابًّا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص). وهي مهمشة فيهما.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَزَبًا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «مِنَ الليل» . كتبت بالحمرة.
3740 -
3741 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
عن أُخْتِهِ حَفْصَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لَها: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صالِحٌ» .
(20)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ
(2)
3742 -
حدَّثنا مالِكُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن الْمُغِيرَةِ، عن إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صالِحًا. فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَإِذا شَيْخٌ قَدْ جاءَ حَتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِي، قُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالُوا: أَبُو الدَّرْداءِ. فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صالِحًا، فَيَسَّرَكَ لِي. قالَ
(1)
: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ، صاحِبُ النَّعْلَيْنِ والْوِسادِ والْمِطْهَرَةِ
(2)
؟! وَفِيكُمُ
(3)
الَّذِي أَجارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطانِ
(4)
عَلَى لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
؟! أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَايَعْلَمُ
(6)
أَحَدٌ غَيْرُهُ
(7)
؟! ثُمَّ قالَ: كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللَّهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1]؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى
(8)
والذَّكَرِ والأُنْثَى}. قالَ: واللَّهِ لقد أَقْرَأَنِيها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إلى فِيَّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «والمِطْهَرِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أفيكم» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «يعني» .
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يعلمه» .
(7)
ضبطت في (ب، ص) بالرفع والنصب: «غيرُه» ، و «غيرَه» .
(8)
قوله: «{وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}» ليس في رواية أبي ذر.
3743 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْراهِيمَ، قالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إلى الشَّامِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قالَ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صالِحًا، فَجَلَسَ إلى أَبِي الدَّرْداءِ، فقال أَبُو الدَّرْداءِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ: مِنْكُمْ- صاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ
(1)
غَيْرُهُ؟! يَعْنِي حُذَيْفَةَ، قالَ: قُلْتُ: بَلَى. قالَ: أَلَيْسَ فِيكُمُ -أَوْ: مِنْكُمُ- الَّذِي أَجارَهُ اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
؟! يَعْنِي مِنَ الشَّيْطانِ، يَعْنِي عَمَّارًا، قُلْتُ: بَلَى. قالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ: مِنْكُمْ- صاحِبُ السِّواكِ
(3)
، أَوِ: السِّرارِ
(4)
؟! قالَ: بَلَى. قالَ: كَيْفَ كانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: 1 - 2]؟ قُلْتُ: {والذَّكَرِ والأُنْثَى} . قالَ: ما زالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كادُوا يَسْتَنْزِلُونِي
(5)
عن شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا يَعْلَمُ» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(3)
في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«السِّواد» . كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو الوِساد» ، و في رواية الأصيلي:«والوِسَاد» . وبهامش (ب، ص): على راء «السِّرار» الثانية في اليونينية، فتحة وكسرة، واللفظة فيها مُصلَّحة. اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «يستنزلونني» .
(6)
في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .
(21)
بابُ
(1)
مَناقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ
رضي الله عنه
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3744 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا خالِدٌ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قالَ: «إِنَّ
(2)
لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا،
⦗ص: 413⦘
وَإِنَّ أَمِينَنا أَيَّتُها الأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «إنَّ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وبهامش (ب، ص): «إنَّ» في اليونينية مخرَّجة في الهامش مصحح عليها، وعليها الرقم المذكور. اهـ.
3745 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن صِلَةَ:
(1)
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ نَجْرانَ: «لأَبْعَثَنَّ -يَعْنِي: عَلَيْكُمْ، يَعْنِي: أَمِينًا
(2)
- حَقَّ أَمِينٍ». فَأَشْرَفَ أَصْحابُهُ، فَبَعَثَ أَبا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه.
(21 م)
بابُ ذِكْرِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ
(1)
(1)
التبويب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر. قال في الفتح: وكأنَّه بيَّض له. اهـ. انظر في مناقبه الحديث: (1276).
(22)
بابُ
(1)
مَناقِبِ الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ
عليهما السلام
(2)
قالَ
(3)
نافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ: عانَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رضي الله عنهما» (ب، ص)، وهو المثبت في متن (و، ق) ونسخة البقاعي.
(3)
في رواية أبي ذر: «وقالَ» .
3746 -
حدَّثنا صَدَقَةُ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنا
(2)
أَبُو مُوسَى
(3)
، عن الْحَسَنِ:
سَمِعَ أَبا بَكْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَرِ، والْحَسَنُ إلى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إلى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: «ابْنِي هَذا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ
(4)
مِنَ الْمُسْلِمِينَ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
بهامش اليونينية حاشية: اسمه [في (ب، ص): أبو موسى اسمه] إسرائيل بن موسى، من أهل البصرة، نزل الهند، لم يروه عن الحسن غيره. قاله أبو ذر رحمه الله. اهـ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3747 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ
(1)
: سَمِعْتُ أَبِي: حدَّثنا أَبُو عُثْمانَ:
⦗ص: 414⦘
عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كانَ يَأخُذُهُ والْحَسَنَ وَيَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُما، فَأَحِبَّهُما» . أَوْ كَما قالَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُعْتَمِرٌ» .
3748 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْراهِيمَ، قالَ: حدَّثني حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ
(2)
عليه السلام فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وَقال فِي حُسْنِهِ شَيْئًا، فقال أَنَسٌ: كانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَكانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بن علي» . كتبت بالحمرة.
3749 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهالِ
(1)
: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَني عَدِيٌّ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والْحَسَنُ
(2)
على عاتِقِهِ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ
(3)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «مِنهالٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ علي» .
(3)
ضبطت في (ب، ص) بفتح الباء وضمها معًا.
3750 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَني
(1)
عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحارِثِ، قالَ: رَأَيْتُ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه وَحَمَلَ الْحَسَنَ وهو يَقُولُ:
بِأَبِي شَبِيْهٌ بِالنَّبِيِّ. لَيْسَ شَبِيهٌ
(2)
بِعَلِيٍّ
وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «شبيهًا» .
3751 -
حدَّثني
(1)
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ، قالَا: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن واقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قال أَبُو بَكْرٍ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(2)
فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
3752 -
حدَّثني
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسٍ -وَقال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَنَسٌ- قالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «قال لم يكن .. إلخ» مقدَّم على قوله: «وقال عبد الرزاق .. إلخ» في رواية أبي ذر.
3753 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: وَسَأَلَهُ
(2)
عن الْمُحْرِمِ، قال شُعْبَةُ: أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبابَ؟ فَقالَ: أَهْلُ الْعِراقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبابِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هُما رَيْحانَتايَ
(3)
مِنَ الدُّنْيا».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «رَيْحانِي» .
(23)
بابُ
(1)
مَناقِبِ بِلَالِ بْنِ رَباحٍ،
مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
(2)
وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ» .
3754 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أخبَرنا
(1)
جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنا. يَعْنِي بِلَالًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3755 -
حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ: أَنَّ بِلَالًا قال لأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنَّما اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّما اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ، فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وعَمَلِي للهِ» .
(24)
بابُ
(1)
ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3756 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ، عن خالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى صَدْرِهِ وَقالَ
(1)
: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ» .
حَدَّثَنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: وَقالَ: «عَلِّمْهُ
(2)
الْكِتابَ».
حَدَّثَنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن خالِدٍ مِثْلَهُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «قالَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «اللهمَّ عَلِّمْهُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «والحِكمةُ الإِصابةُ في غير النُّبوَّة» .
(25)
بابُ
(1)
مَناقِبِ خالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ
(2)
3757 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ واقِدٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وابْنَ رَواحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ
(1)
جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ
(2)
ابْنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ» -وَعَيْناهُ تَذْرِفانِ- «حَتَّى أَخَذَ
(3)
سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أخذها» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر عن والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخذها» .
(26)
بابُ
(1)
مَناقِبِ سالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ
رضي الله عنه
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3758 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن إِبْراهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:
⦗ص: 417⦘
ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقالَ: ذاكَ رَجُلٌ لَا أَزالُ أُحِبُّهُ؛ بَعْدَما سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -فَبَدَأَ بِهِ- وَسالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ
وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ». قالَ: لا أَدْرِي بَدَأَ بِأُبَيٍّ أَوْ بِمُعاذٍ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ جبل» .
(27)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رضي الله عنه
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3759 -
3760 - حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمانَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا وائلٍ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قالَ:
قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ
(1)
أَخْلَاقًا». وَقالَ: «اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ» .
(1)
في (و، ب): «أحسنُكم» بالرفع.
3761 -
حدَّثنا مُوسَى، عن أَبِي عَوانَةَ، عن مُغِيرَةَ، عن إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: دَخَلْتُ الشَّامَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا
(1)
. فَرَأَيْتُ شَيْخًا مُقْبِلًا، فَلَمَّا دَنا قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اسْتَجابَ
(2)
. قالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ
(3)
؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قالَ: أَفَلَمْ
(4)
يَكُنْ فِيكُمْ صاحِبُ النَّعْلَيْنِ والْوِسادِ والْمِطْهَرَةِ؟! أَوَلَمْ
(5)
يَكُنْ فِيكُمُ الَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطانِ؟! أَوَلَمْ يَكُنْ
⦗ص: 418⦘
فِيكُمْ صاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟! كَيْفَ قَرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ: {وَاللَّيْلِ
(6)
}؟ فَقَرَأْتُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى والذَّكَرِ والأُنْثَى} . قالَ: أَقْرَأَنِيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فاهُ إلى فِيَّ، فَما زالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كادُوا يَرُدُّونِي
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «صالحًا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «مَنْ أنتَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فلم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ولم» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: {إِذَا يَغْشَى} .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «يردُّونني» .
3762 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ: سَأَلْنا حُذَيْفَةَ عن رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ والْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَأخُذَ عَنْهُ، فَقالَ: ما أَعْرِفُ
(1)
أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.
(1)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«ما أعلم» .
3763 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثني أَبِي، عن أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثني الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: قَدِمْتُ أَنا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكُثْنا حِينًا، ما نُرَى إِلَّا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لِما نَرَى مِنْ دُخُولِهِ وَدُخُولِ أُمِّهِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(28)
بابُ
(1)
ذِكْرِ مُعاوِيَةَ
(2)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في اليونينية بين الأسطر زيادة: «رضي الله عنه» ، وهو مثبت في متن (و).
3764 -
حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا الْمُعافَى، عن عُثْمانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قالَ: أَوْتَرَ مُعاوِيَةُ بَعْدَ الْعِشاءِ بِرَكْعَةٍ، وَعِنْدَهُ مَوْلًى لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقالَ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ صَحِبَ
(1)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «قد صحب» .
3765 -
حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا نافِعُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي
(1)
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمؤمِنِينَ مُعاوِيَةَ؛
(2)
ما أَوْتَرَ إِلَّا بِواحِدَةٍ؟! قالَ: أصابَ
(3)
إِنَّهُ فَقِيهٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «فَإِنَّهُ» .
(3)
لفظة: «أصابَ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وكتبت في متن اليونينية بالحمرة، وهي مهمشة في (ب)، وهو موافق لما في السلطانية.
3766 -
حدَّثني
(1)
عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي التَّيَّاحِ، قالَ: سَمِعْتُ حُمْرانَ بْنَ أَبانَ:
عَنْ مُعاوِيَةَ رضي الله عنه قالَ: إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلَاةً، لقد صَحِبْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَما رَأَيْناهُ يُصَلِّيها
(2)
، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُما. يَعْنِي: الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُصَلِّيهما» .
(29)
بابُ
(1)
مَناقِبِ فاطِمَةَ
رضي الله عنها
(2)
وَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية غيره:«عليها السلام» (ص). وذكرهما في (ب) دون عزو.
3767 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي» .
(30)
بابُ
(1)
فَضْلِ عائِشَةَ
رضي الله عنها
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3768 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: قال أَبُو سَلَمَةَ:
إِنَّ عائشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: «يا عائِش
(1)
، هَذا جِبْرِيلُ يُقْرِئكِ السَّلَامَ».
⦗ص: 420⦘
فَقُلْتُ: وَعليه
(2)
السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، تَرَى ما لَا أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
ضُبطت في اليونينية بالفتح والضم.
(2)
في رواية أبي ذر: «عليه» .
3769 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ -قالَ
(1)
: وَحَدَّثَنا عَمْرٌو: أخبَرَنا شُعْبَةُ، - عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن مُرَّةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَفَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على سائِرِ الطَّعامِ» .
(1)
لفظة: «قال» ليست في (و، ص).
3770 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على
(1)
الطَّعامِ».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «سائِرِ» . كتبت بالحمرة.
3771 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن الْقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عائِشَةَ اشْتَكَتْ، فَجاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقالَ: يا أُمَّ الْمؤمِنِينَ، تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ، على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3772 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْحَكَمِ: سَمِعْتُ أَبا وائِلٍ قالَ: لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا والْحَسَنَ إلى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ، خَطَبَ عَمَّارٌ فَقالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّها زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ؛ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاها.
3773 -
حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن
أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّها اسْتَعارَتْ مِنْ أَسْماءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ناسًا مِنْ أَصْحابِهِ فِي طَلَبِها، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فقال أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَواللَّهِ ما نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ منه مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
3774 -
حدَّثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا كانَ فِي مَرَضِهِ، جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسائِهِ، وَيَقُولُ: «أَيْنَ أَنا غَدًا؟ أَيْنَ
(2)
أَنا غَدًا؟»؛ حِرْصًا على بَيْتِ عائِشَةَ. قالَتْ عائِشَةُ: فَلَمَّا كانَ يَوْمِي سَكَنَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3775 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ قالَ:
كانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَداياهُمْ يَوْمَ عائِشَةَ، قالَتْ عائِشَةُ: فاجْتَمَعَ صَواحِبِي إلى أُمِّ سَلَمَةَ
(1)
، فَقُلْنَ
(2)
: يا أُمَّ سَلَمَةَ، واللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَداياهُمْ يَوْمَ عائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَما تُرِيدُهُ عائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ ما كانَ -أَوْ: حَيْثُ ما دارَ- قالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذاكَ
(3)
فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقالَ: «يا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عائِشَةَ؛ فَإِنَّهُ واللَّهِ ما نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنا فِي لِحافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرها
(4)
».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فقالوا» ، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(4)
ضبطت في (ص) بفتح الرَّاء وضَمِّها، وضبطت في (و) بالجر فقط، وأهمل ضبطها في (ن، ب).
(1)
بابُ
(1)
مناقبِ الأَنْصارِ
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ
(2)
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} [الحشر: 9]
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
3776 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ
(1)
: حدَّثنا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَرَأَيْتَ
(2)
اسْمَ الأَنْصارِ، كُنْتُمْ
(3)
تُسَمَّوْنَ بِهِ، أَمْ سَمَّاكُمُ اللَّهُ؟ قالَ: بَلْ سَمَّانا اللَّهُ
(4)
. كُنَّا نَدْخُلُ على أَنَسٍ، فَيُحَدِّثُنا مَناقِبَ الأَنْصارِ وَمَشاهِدَهُمْ
(5)
، وَيُقْبِلُ عَلَيَّ، أَوْ على رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ، فَيَقُولُ: فَعَلَ قَوْمُكَ يَوْمَ كَذا وَكَذا كَذا وَكَذا.
(1)
قوله: «بن ميمون» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أرأيتم» .
(3)
في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «أكنتم» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
(5)
في رواية أبي ذر: «بِمَناقِبِ الأنصار ومشاهدِهم» .
3777 -
حدَّثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ يَوْمُ بُعاثَ يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ
(3)
، وَقُتِلَتْ سَرَواتُهُمْ وَجُرِّحُوا
(4)
، فَقَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(3)
في (ب، ص): «ملأُهم» ، وعزوا المثبت برواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والمستملي: «وخَرجُوا» .
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
3778 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي التَّيَّاحِ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: قالَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَعْطَى
قُرَيْشًا: واللَّهِ إِنَّ هَذا لَهُوَ الْعَجَبُ!
⦗ص: 423⦘
إِنَّ سُيُوفَنا تَقْطُرُ مِنْ دِماءِ قُرَيْشٍ، وَغَنائِمنا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ! فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَدَعا الأَنْصارَ، قالَ: فَقالَ: «ما الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟» وَكانُوا لَا يَكْذِبُونَ، فقالُوا: هو الَّذِي بَلَغَكَ. قالَ: «أَوَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالْغَنائِمِ إلى بُيُوتِهِمْ، وَتَرْجِعُونَ
(1)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بُيُوتِكُمْ؟! لَوْ سَلَكَتِ الأَنْصارُ وادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأَنْصارِ أَوْ شِعْبَهُمْ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وترجِعوا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وشِعْبَهم» .
(2)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ
(1)
مِنَ الأَنْصارِ».
قالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «امْرَأً» .
3779 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَو ْقالَ: أَبُو الْقاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ الأَنْصارَ سَلَكُوا وادِيًا أَوْ شِعْبًا
(1)
، لَسَلَكْتُ فِي وادِي الأَنْصارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصارِ». فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ما ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ. أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى.
(2)
(1)
في رواية أبي ذر: «وشِعْبًا» .
(2)
بهامش (ن، و): آخر الجزء التاسع عشر.
(3)
بابُ
(1)
إِخاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3780 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ جَدِّهِ قالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقالَ
(2)
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصارِ مالًا، فَأَقْسِمُ مالِي نِصْفَيْنِ، وَلِيَ امْرَأَتانِ،
⦗ص: 424⦘
فانْظُرْ أَعْجَبَهُما إِلَيْكَ فَسَمِّها لِي أُطَلِّقْها، فَإِذا انْقَضَتْ عِدَّتُها فَتَزَوَّجْها. قالَ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمالِكَ، أَيْنَ سُوقُكُمْ
(3)
؟ فَدَلُّوهُ على سُوقِ بَنِي قَيْنُقاعَ، فَما انْقَلَبَ إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ تابَعَ الْغُدُوَّ، ثُمَّ جاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَهْيَمْ؟» قالَ: تَزَوَّجْتُ. قالَ: «كَمْ سُقْتَ إِلَيْها؟» قالَ: نَواةً مِنْ ذَهَبٍ. أَوْ: وَزْنَ نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ
(4)
. شَكَّ إِبْراهِيمُ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنِ عوف» كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «فقال» (ن)، وجعلت في (ب، ص) على البدلية، وبهامشهما: كان أصلها في اليونينية: «قال» فزيدت الفاء. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «سُوقُكَ» .
(4)
قوله: «من ذهب» ليس في رواية أبي ذر. والذي في (ب) أنَّ لفظة: «من» فقط ليست في روايته، وهو موافق لما في السلطانية.
3781 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: قَدِمَ عَلَيْنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَآخَى رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكانَ كَثِيرَ الْمالِ، فقالَ سَعْدٌ: قَدْ عَلِمَتِ الأَنْصارُ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِها مالًا، سَأَقْسِمُ مالِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ
(2)
شَطْرَيْنِ، وَلِي امْرَأَتانِ، فانْظُرْ أَعْجَبَهُما إِلَيْكَ فَأُطَلِّقُها، حَتَّى إذا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَها. فقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ.
(3)
فَلَمْ يَرْجِعْ يَوْمَئِذٍ حَتَّى أَفْضَلَ شَيْئًا مِنْ سَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جاءَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَهْيَمْ؟» قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ. فَقالَ: «ما سُقْتَ فِيها
(4)
؟». قالَ: وَزْنَ نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ. أَوْ: نَواةً مِنْ ذَهَبٍ. فَقالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشاةٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بينك وبيني» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إليها» .
3782 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو هَمَّامٍ، قالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَتِ الأَنْصارُ: اقْسِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمُ النَّخْلَ. قالَ: «لَا» . قالَ: «يَكْفُونا
⦗ص: 425⦘
المَؤُونَةَ وَيَشْرَكُونا
(1)
فِي الثَّمَرِ
(2)
». قالُوا: سَمِعْنا وَأَطَعْنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «تَكفوننا المَؤُونةَ وتُشْرِكُوننا» ، وعكس في (ب، ص) والإرشاد.
(2)
في متن (و، ب، ص): «التَّمْرِ» ، وبهامش (ب، ص): كذا صورتها في اليونينية، وفي الفرع:«التَّمر» بالمثناة الفوقية، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«الأمر» .
(4)
بابُ
(1)
حُبِّ الأَنْصارِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3783 -
حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرني
(1)
عَدِيُّ بْنُ ثابِتٍ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -أَوْ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الأَنْصارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
3784 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ
(1)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ
(2)
:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«آيَةُ الإِيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ» .
(1)
ضبَّب على لفظة «الرحمن» في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «عبدِ الله بنِ عبد الله بنِ جَبْر» . وبهامش اليونينية: «وهو أصح» . (ن)، وفي (ب، ص): «وهو الصحيح» .
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3785 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النِّساءَ والصِّبْيانَ مُقْبِلِينَ - قالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: مِنْ عُرُسٍ - فَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا
(1)
فَقالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ» . قالَها ثَلَاثَ مِرارٍ.
(1)
وبهامش اليونينية دون رقم: «(مُمَثَّلًا) أيضًا» .
3786 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ: حدَّثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبرني هِشامُ بْنُ زَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: جاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَها صَبِيٌّ لَها، فَكَلَّمَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ» . مَرَّتَيْنِ.
(6)
بابُ
(1)
أَتْباعِ الأَنْصارِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3787 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو: سَمِعْتُ أَبا حَمْزَةَ
(1)
:
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: قالَتِ الأَنْصارُ:
(2)
لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْباعٌ، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْناكَ، فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْباعَنا مِنَّا. فَدَعا بِهِ. فَنَمَيْتُ ذَلِكَ إلى ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قالَ
(3)
: قَدْ زَعَمَ ذَلِكَ زَيْدٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: حاشية: قالَ أبو علي الغساني الحافظ: يقالُ اسمه طلحة بن يزيد. وقالَ الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر: طلحة بن يزيد أبو حمزة. وكذلك قالَ الحافظ أبو محمد عبد الغني المقدسي وغيرهم من الحفاظ رضي الله عنهم. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «يا رسولَ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
3788 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا حَمْزَةَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ:
قالَتِ الأَنْصارُ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْباعًا، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْناكَ، فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْباعَنا مِنَّا. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْباعَهُمْ مِنْهُمْ» . قالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُهُ لاِبْنِ أَبِي لَيْلَى، قالَ: قَدْ زَعَمَ ذاكَ زَيْدٌ. قالَ شُعْبَةُ: أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ.
(7)
بابُ
(1)
فَضْلِ دُورِ الأَنْصارِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3789 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ دُورِ الأَنْصارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ،
⦗ص: 427⦘
ثُمَّ بَنُو الْحارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ
(2)
، ثُمَّ بَنُو ساعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصارِ خَيْرٌ». فقالَ سَعْدٌ:
ما أَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنا! فَقِيلَ: قَدْ فَضَّلَكُمْ على كَثِيرٍ.
وَقالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتادَةُ: سَمِعْتُ أَنَسًا: قالَ أَبُو أُسَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذا. وَقالَ: سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
كتبت «ال» التعريف من «الخَزْرَج» بالحمرة في متن اليونينية، وفي (ص):«الحارث بن خزرج» .
3790 -
حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ
(1)
: حدَّثنا شَيْبانُ، عن يَحْيَى: قالَ أَبُو سَلَمَةَ:
أخبَرني أَبُو أُسَيْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «خَيْرُ الأَنْصارِ -أَوْ قالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصارِ- بَنُو النَّجَّارِ، وَبَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَبَنُو الْحارِثِ، وَبَنُو ساعِدَةَ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الطَّلْحِيُّ» .
3791 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصارِ دارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ
(1)
عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دارُ بَنِي الْحارِثِ، ثُمَّ بَنِي ساعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصارِ خَيْرٌ». فَلَحِقْنا سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ، فقالَ أَبَو أُسَيْدٍ
(2)
: أَلَمْ تَرَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم خَيَّرَ الأَنْصارَ، فَجَعَلَنا أَخِيرًا؟! فَأَدْرَكَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، خُيِّرَ دُورُ الأَنْصارِ فَجُعِلْنا آخِرًا!؟ فَقالَ:«أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيارِ؟!» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «فَلَحِقَنا سَعْدُ بنُ عُبادةَ، فقالَ: أبا أُسَيْد» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أنَّ اللهِ» . (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية صورة: «الله» ، وتحت الهاء كسرة. اهـ. وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أنَّ رسولَ اللهِ» .
(8)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصارِ: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ» .
قالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
3792 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنهم: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَما اسْتَعْمَلْتَ
⦗ص: 428⦘
فُلَانًا؟ قالَ: «سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً
(1)
، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَثَرةً» .
3793 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن هِشامٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ
(2)
رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصارِ: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً
(3)
، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، وَمَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «أُثْرَةً» .
3794 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ:
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه حِينَ خَرَجَ مَعَهُ إلى الْوَلِيدِ، قالَ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَنْصارَ إلى
أَنْ يُقْطِعَ لَهُمُ الْبَحْرَيْنِ، فقالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لإِخْوانِنا مِنَ الْمُهاجِرِينَ مِثْلَها. قالَ: «إِمَّا لَا، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي؛ فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أَثَرَةٌ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُثْرَةٌ» ، وفي رواية أبي ذر:«سَتُصِيبكُم أثرَةٌ بعدي» بضبطين أيضًا.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3795 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو إِياسٍ
(1)
:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم:
«
…
لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ
…
فَأَصْلِحِ الأَنْصارَ والْمُهاجِرَةَ
(3)
».
⦗ص: 429⦘
وَعَنْ قَتادَةَ، عن أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ. وَقالَ: «فاغْفِرْ لِلْأَنْصارِ
(4)
».
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «معاويةُ بنُ قُرَّةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(3)
في (ن): «
…
الآخره
…
المهاجره» بالهاء فيهما.
(4)
في رواية أبي ذر: «فاغفِرِ الأنصارَ» .
3796 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كانَتِ الأَنْصارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّدا
…
عَلَى الْجِهادِ ما حَيِينا أَبَدا
فَأَجابَهُمُ:
«
…
اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ
…
فَأَكْرِمِ الأَنْصارَ والْمُهاجِرَهْ»
3797 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ سَهْلٍ قالَ: جاءَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ، وَنَنْقُلُ التُّرابَ على أَكْتادِنا
(1)
، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ
(2)
، فاغْفِرْ لِلْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أكبادنا» .
(2)
في (و، ب): «الآخرةِ» .
(10)
بابٌ
(1)
: {وَيُؤثِرُونَ
(2)
عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
[الحشر: 9]
(1)
في رواية أبي ذر: «قولُ الله» بدل لفظة باب. وضبط روايته في (ب، ص): «قولِ الله» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.
3798 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داوُدَ، عن فُضَيْلِ بْنِ غَزْوانَ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ إلى نِسائِهِ فَقُلْنَ: ما مَعَنا إِلَّا الْماءُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضُمُّ -أَوْ: يُضِيفُ- هَذا؟» فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ: أَنا، فانْطَلَقَ بِهِ إلى امْرَأَتِهِ، فَقالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالتْ: ما عِنْدَنا إِلَّا قُوتُ صِبْيانِي
(2)
،
⦗ص: 430⦘
قالَ: هَيِّئِي طَعامَكِ، وَأَصْبِحِي سِراجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيانَكِ إذا أَرادُوا عَشاءً. فَهَيَّأَتْ طَعامَها، وَأَصْبَحَتْ سِراجَها، وَنَوَّمَتْ صِبْيانَها، ثُمَّ قامَتْ كَأَنَّها تُصْلِحُ سِراجَها فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيانِهِ أَنَّهُما
(3)
يَأكُلَانِ، فَباتا طاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، غَدا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أَوْ: عَجِبَ- مِنْ فَعالِكُما
(4)
». فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيُؤثِرُونَ
(5)
عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «صِبْيانٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كأنهما» .
(4)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، الفاء مفتوحة. اهـ.
(5)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.
(6)
قوله: «{وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}» ليس في رواية أبي ذر.
(11)
بابُ
(1)
قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ»
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3799 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ: حدَّثنا شاذانُ أخُو عَبْدانَ: حدَّثنا أَبِي: أخبَرَنا
شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عن هِشامِ بْنِ زَيْدٍ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ والْعَبَّاسُ رضي الله عنهما بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجالِسِ الأَنْصارِ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالُوا: ذَكَرْنا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَّا، فَدَخَلَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبَرَهُ بِذَلِكَ، قالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ عَصَبَ على رَأسِهِ حاشِيَةَ بُرْدٍ
(2)
، قالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«أُوصِيكُمْ بِالأَنْصارِ؛ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، وَقَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ، فاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «بُردةٍ» .
3800 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا ابْنُ الْغَسِيلِ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ:
⦗ص: 431⦘
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بها على مَنْكِبَيْهِ، وَعَلَيْهِ عِصابَةٌ دَسْماءُ، حَتَّى جَلَسَ على الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ أَيُّها النَّاسُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَتَقِلُّ الأَنْصارُ حَتَّى يَكُونُوا كالْمِلْحِ فِي الطَّعامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ» .
3801 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الأَنْصارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي، والنَّاسُ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، فاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجاوزوا عن مُسِيئِهِمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وعكس المتن ونسبة الروايات في (ن).
(12)
بابُ مَناقِبِ
(1)
سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ
رضي الله عنه
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3802 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنا
(2)
غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه يَقُولُ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةُ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ أَصْحابُهُ يَمَسُّونَها وَيَعْجَبُونَ مِنْ لِينِها، فَقالَ:«أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ؟! لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ خَيْرٌ مِنْها» . أَوْ: «أَلْيَنُ
(3)
».
رَواهُ قَتادَةُ والزُّهْرِيُّ: سَمِعا أَنَسًا، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وألْيَنُ» .
3803 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا فَضْلُ بْنُ مُساوِرٍ خَتَنُ أَبِي عَوانَةَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي سُفْيانَ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ» . وَعَنِ الأَعْمَشِ:
⦗ص: 432⦘
حدَّثنا أَبُو صالِحٍ، عن جابِرٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ - فقالَ رَجُلٌ لِجابِرٍ: فَإِنَّ الْبَراءَ يَقُولُ: «اهْتَزَّ السَّرِيرُ» . فَقالَ: إِنَّهُ كانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغائنُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ» .
3804 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حَدَّثَنا
(1)
شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِي أُمامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أُناسًا
(2)
نَزَلُوا على حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَجاءَ على حِمارٍ، فَلَمَّا بَلَغَ قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«قُومُوا إلى خَيْرِكُمْ» ، أَوْ: «سَيِّدِكُمْ
(3)
». فَقالَ: «يا سَعْدُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا على حُكْمِكَ» . قالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرارِيُّهُمْ، قالَ:«حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ» ، أَوْ:«بِحُكْمِ الْمَلِكِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ناسًا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قوموا، خيرُكم أو سيدُكم» . بالرفع.
(13)
بابُ مَنْقِبَةِ
(1)
أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ
(2)
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر، وضبطت قاف:«منقبة» بالفتح في (ق، ص).
(2)
في اليونينية بين الأسطر زيادة: «رضي الله عنهما» ، وهي مثبتة في متن (ب).
3805 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا حَبَّانُ
(1)
: حدَّثنا هَمَّامٌ: أخبَرَنا قَتادَةُ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلَيْنِ خَرَجا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَإِذا
(2)
نُورٌ بَيْنَ أَيْدِيهِما حَتَّى تَفَرَّقا، فَتَفَرَّقَ النُّورُ مَعَهُما.
وَقالَ مَعْمَرٌ، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ: أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ، وَرَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ.
وقالَ حَمَّادٌ: أخبَرَنا ثابِتٌ، عن أَنَسٍ: كان أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ
(3)
وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ هِلال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فإذا» .
(3)
قوله: «بن حُضَير» ليس في رواية أبي ذر، وقد كتبت في متن اليونينية بالحمرة.
(14)
بابُ
(1)
مَناقِبِ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ
رضي الله عنه
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3806 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن إِبْراهِيمَ، عن مَسْرُوقٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيٍّ، وَمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(15)
مَنْقَبَةُ
(1)
سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ
رضي الله عنه
وَقالَتْ عائِشَةُ: «وَكانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صالِحًا» .
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَنْقِبَةُ» ، وبهامش (ب، ص): كانت قاف: «منقبة» في اليونينية مفتوحة، فكشطت الفتحة، وذكر في الفرع أنَّ الجوهري قال: إنَّها بفتح القاف. اهـ.
3807 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتادَةُ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه:
قالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ دُورِ الأَنْصارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو ساعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصارِ خَيْرٌ» . فقالَ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ -وَكانَ ذا قِدَمٍ
(1)
فِي الإِسْلَامِ-: أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنا! فَقِيلَ لَهُ: قَدْ فَضَّلَكُمْ على ناسٍ كَثِيرٍ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَدَمٍ» ، وصحح عليها وكتب بالهامش: قوله: «والقَدَم في الإسلام» كذا ضبطناه بفتح القاف عن القابسي، وضبطه بعضهم بكسرها، ولكليهما وجه صحيح، والأول أوجه، وإن كانا بمعنى واحد، وكذا في فضائل سعد:«وكان ذا قَدَمٍ في الإسلام» ويروى بالكسر، والفتح أوجه فيهما، أي: سابقةٍ ومُتَقَدِّمَ فضلٍ، ومنه قوله عز وجل:{لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ} . من المشارق. اهـ.
(16)
بابُ
(1)
مَناقِبِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
(2)
3808 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن إِبْراهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ:
⦗ص: 434⦘
ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقالَ: ذاكَ رَجُلٌ لَا أَزالُ أُحِبُّهُ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَسالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ» .
3809 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا
(1)
}». قالَ: وَسَمَّانِي؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَبَكَى.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}» .
(17)
بابُ
(1)
مَناقِبِ
زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3810 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: جَمَعَ الْقُرْآنَ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصارِ: أُبَيٌّ، وَمُعاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثابِتٍ. قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي.
(18)
بابُ
(1)
مَناقِبِ أَبِي طَلْحَةَ
(2)
3811 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ
(1)
أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ
(2)
بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رامِيًا شَدِيدًا،
(3)
لَقَدْ يَكْسِرُ
(4)
يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
(5)
، وَكانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ: «انْشُرْها
(6)
لِأَبِي طَلْحَةَ». فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إلى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي،
⦗ص: 435⦘
لا تُشْرِفْ؛ يُصِيبُكَ
(7)
سَهْمٌ مِنْ سِهامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُما لَمُشَمِّرَتانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما، تَنْقُزانِ
(8)
الْقِرَبَ على مُتُونِهِما، تُفْرِغانِهِ فِي أَفْواهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعانِ فَتَمْلَآنِها، ثُمَّ تَجِيئانِ فَتُفْرِغانِهِ فِي أَفْواهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ
(9)
أَبِي طَلْحَةَ، إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا.
(1)
ضبطت في متن اليونينية بالنصب والرفع.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
ضبَّب عليها في (ب، ص).
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لقد تَكَسَّرَ يومئذ قَوْسانِ أو ثلاثٌ» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «انْثُرهْا» . كتبت بالحمرة.
(7)
في رواية أبي ذر: «يُصِبْكَ» .
(8)
هكذا ضبطت في (ن، ق) بفتح التاء وضم القاف، وضبطت في (ب) بفتح التاء وكسر القاف، وضبطت في (ص) بكسر القاف وفتح التاء وضمها معًا، وضبطت في (و) بفتح التاء وضمها وبكسر القاف وضمها، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«تَنْقُلان» .
(9)
في رواية أبي ذر: «يَدِ» بالإفراد.
(19)
بابُ
(1)
مَناقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ
رضي الله عنه
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3812 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قالَ: سَمِعْتُ مالِكًا يُحَدِّثُ، عن أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: ما سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي على الأَرْضِ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. قالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ
(1)
} الآيَةَ [الأحقاف: 10]. قالَ: لَا أَدْرِي، قالَ مالِكٌ: الآيَةَ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{عَلَى مِثْلِهِ}» .
3813 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عن ابْنِ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ
(1)
قالَ: كُنْتُ جالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ على وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ، فقالُوا: هَذا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِما، ثُمَّ خَرَجَ، وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قالُوا: هَذا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ! قالَ: واللَّهِ ما يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ ما لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ
(2)
لِمَ ذاكَ: رَأَيْتُ رُؤْيا على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُها عَلَيْهِ،
⦗ص: 436⦘
وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ - ذَكَرَ مِنْ سَعَتِها وَخُضْرَتِها -
وَسْطَها عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّماءِ، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لَهُ
(3)
: ارْقَهْ
(4)
. قُلْتُ
(5)
: لَا أَسْتَطِيعُ. فَأَتانِي مِنْصَفٌ
(6)
، فَرَفَعَ ثِيابِي مِنْ خَلْفِي، فَرَقيتُ
(7)
حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاها، فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لي: اسْتَمْسِكْ. فاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّها لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُها على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ
(8)
: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلَامُ، وَذَلِكَ
(9)
الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ
(10)
الْوُثْقَى، فَأَنْتَ على الإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ». وَذاكَ
(11)
الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ.
وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُعاذٌ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن مُحَمَّدٍ: حدَّثنا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ، عن ابْنِ سَلَامٍ، قالَ: وَصِيفٌ. مَكانَ مِنْصَفٌ.
(1)
رمز على باء «عباد» رمز التخفيف في (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «فسأحدثك» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لي» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ارْقَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقلت» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَنْصَفٌ» بفتح الميم والصاد، وضبطها في (و، ب، ص) بكسر الصاد.
(7)
ضبطت في (و، ص) بكسر القاف، وفي (ب) بفتحها، وأهمل ضبطها في (ن).
(8)
في رواية أبي ذر: «فقال» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(9)
في رواية الحَمُّويي: «وأمَّا ذلك» .
(10)
لفظة: «عروة» ليست في رواية أبي ذر.
(11)
في رواية أبي ذر: «وذلك» .
3814 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِيهِ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ رضي الله عنه، فَقالَ: أَلَا تَجِيءُ فَأُطْعِمَكَ سَوِيقًا وَتَمْرًا وَتَدْخُلَ فِي بَيْتٍ
(1)
؟ ثُمَّ قالَ: إِنَّكَ بِأَرْضٍ الرِّبا بها فاشٍ، إذا كانَ لَكَ على رَجُلٍ حَقٌّ، فَأَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ، أَوْ حِمْلَ شَعِيرٍ، أَوْ حِمْلَ قَتٍّ، فَلَا تَأْخُذْهُ؛ فَإِنَّهُ رِبًا.
وَلَمْ يَذْكُرِ النَّضْرُ وَأَبُو داوُدَ وَوَهْبٌ، عن شُعْبَةَ الْبَيْتَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(20)
بابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ، وَفَضْلِها
(1)
(1)
في (ن، ب) بين الأسطر زيادة: «رضي الله عنها» ، ولفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3815 -
حدَّثني مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا
(1)
عَبْدَةُ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ - حدَّثني
(2)
صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، عن عَلِيٍّ
(3)
رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ-:«خَيْرُ نِسائِها مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسائها خَدِيجَةُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بن أبي طالب» .
3816 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما غِرْتُ على امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خَدِيجَةَ، هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي، لِما كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُها، وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَها بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائلِها منها ما يَسَعُهُنَّ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«يَتَّسِعُهُن» . كتبت بالحمرة.
3817 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: ما غِرْتُ على امْرَأَةٍ ما غِرْتُ على خَدِيجَةَ؛ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاها، قالَتْ: وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَها بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عز وجل أَوْ: جِبْرِيلُ
(1)
- أَنْ يُبَشِّرَها بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ
(2)
.
(1)
بهامش (ن، ب) من دون رقم زيادة: «عليه السلام» ، وهي ثابتة في متن (ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3818 -
حدَّثني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا حَفْصٌ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: ما غِرْتُ
على أَحَدٍ مِنْ نِساءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خَدِيجَةَ، وَما رَأَيْتُها، وَلَكِنْ كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَها، وَرُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ، ثُمَّ يُقَطِّعُها أَعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها فِي صَدائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ
(1)
لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ؟! فَيَقُولُ: «إِنَّها كانَتْ وَكانَتْ، وَكانَ لِي منها وَلَدٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كأنْ» .
3819 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْماعِيلَ، قالَ:
قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: بَشَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ؟ قالَ: نَعَمْ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ.
3820 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن عُمارَةَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ، مَعَها إِناءٌ فِيهِ إِدامٌ -أَوْ: طَعامٌ، أَوْ: شَرابٌ- فَإِذا هِيَ أَتَتْكَ فاقْرَأْ عَليهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّها وَمِنِّي، وَبَشِّرْها بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ.
3821 -
وَقالَ إِسْماعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتِ: اسْتَأذَنَتْ هالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ، على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ اسْتِئذانَ خَدِيجَةَ فارْتاعَ لِذَلِكَ، فَقالَ: «اللَّهُمَّ هالَةَ
(1)
». قالَتْ: فَغِرْتُ؛ فَقُلْتُ: ما تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْراءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْها؟!
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(21)
بابُ
(1)
ذِكْرِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ
رضي الله عنه
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3822 -
3823 - حدَّثنا إِسْحاقُ الْواسِطِيُّ: حدَّثنا خالِدٌ، عن بَيانٍ، عن قَيْسٍ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
⦗ص: 439⦘
قالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه
(1)
: ما حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ضَحِكَ. وَعَنْ قَيْسٍ، عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كانَ فِي الْجاهِلِيَّةِ بَيْتٌ يُقالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ، وَكانَ يُقالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ الْيَمانِيَةُ، أَوِ الْكَعْبَةُ
(2)
الشَّامِيَّةُ، فقالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» . قالَ: فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، قالَ: فَكَسَرْنا، وَقَتَلْنا مَنْ وَجَدْنا عِنْدَهُ، فَأَتَيْناهُ فأخبَرْناهُ، فَدَعا لَنا وَلِأَحْمَسَ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والكُعبة» .
(22)
بابُ
(1)
ذِكْرِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمانِ الْعَبْسِيِّ
(2)
3824 -
حدَّثني إِسْماعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ: أخبَرَنا سَلَمَةُ بْنُ رَجاءٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ هَزِيمَةً بَيِّنَةً، فَصاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبادَ اللَّهِ أُخْراكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ على أُخْراهُمْ
(1)
فاجْتَلَدَتْ أُخْراهُمْ
(2)
، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذا هو بِأَبِيهِ، فَنادَى: أَيْ
عِبادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي
(3)
. فقالتْ: فَواللَّهِ ما احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ، فقالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ أَبِي: فَواللَّهِ ما زالَتْ فِي حُذَيْفَةَ منها بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ
(4)
.
(1)
قوله: «على أُخْراهُمْ» ليس في نسخة. (لا إلى) كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «مع أخراهم» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في اليونينية بين الأسطر زيادة: «عز وجل» .
(23)
بابُ
(1)
ذِكْرِ هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
(2)
3825 -
وَقالَ عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ:
⦗ص: 440⦘
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جاءَتْ هِنْدُ
(1)
بِنْتُ عُتْبَةَ، قالَتْ
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما كانَ على ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِباءٍ أَحَبّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبائِكَ، ثُمَّ ما أَصْبَحَ الْيَوْمَ على ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِباءٍ أَحَبَّ
(3)
إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا
(4)
مِنْ أَهْلِ خِبائِكَ، قالتْ
(5)
: وَأَيْضًا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ قالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيالَنا؟ قالَ: «لَا أُراهُ، إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ
(6)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «هندٌ» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «فقالت» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أحبُّ» ، والرفع رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَعِزَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(6)
قوله: «لا أراه إلا» ليس في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ (لا الحمرة إلى)، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«قالَ: لا إلَّا بالمعروف» ، وضُبطت رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ في (ب، ص): «لا إلِّا بالمعروف» ، وضبطت رواية الباقين فيهما:«لا، بالمعروف» .
(24)
بابُ
(1)
حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3826 -
3827 - حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا مُوسَى
(1)
: حدَّثنا سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ
(2)
، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ
(3)
على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقُدِّمَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةٌ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قالَ زَيْدٌ: إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ على أَنْصابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا ما ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ
(4)
زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كانَ يَعِيبُ على قُرَيْشٍ ذَبائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَها اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَها مِنَ السَّماءِ
⦗ص: 441⦘
الْماءَ، وَأَنْبَتَ لَها مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَها على غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ؟! إِنْكارًا لذلك وَإِعْظامًا لَهُ. قالَ مُوسَى: حدَّثني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تحَدِّثَ
(5)
بِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إلى الشَّامِ، يَسْأَلُ عن الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ
(6)
، فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عن دِينِهِمْ، فَقالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فأخْبِرْنِي. فَقالَ: لَا تَكُونُ على دِينِنا، حَتَّى تَأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. قالَ زَيْدٌ: ما أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّا
(7)
أَسْتَطِيعُهُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي على غَيْرِهِ؟ قالَ: ما أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا. قالَ زَيْدٌ: وَما الْحَنِيفُ؟ قالَ: دِينُ إِبْراهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ. فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عالِمًا مِنَ النَّصارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقالَ: لَنْ تَكُونَ على دِينِنا حَتَّى تَأخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ. قالَ: ما أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّا أَسْتَطِيعُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي على غَيْرِهِ؟ قالَ: ما أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا. قالَ: وَما الْحَنِيفُ؟ قالَ: دِينُ إِبْراهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرانِيًّا
وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ. فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْراهِيمَ عليه السلام خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي على دِينِ إِبْراهِيمَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عقبةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بلدَحَ» ممنوعًا من الصرف، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «يُنْزَلَ» بالبناء للمفعول، كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر: «وإنَّ» . كتبت بالحمرة (ب، ص).
(5)
ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء معًا: «يحدث» و «تحدث» ، وكتب بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية صورتها، وفي القسطلاني: بضمِّ الفوقانية والحاء المهملة، مبنيًا للمفعول، ويجوز الفتح فيهما مبنيًا للفاعل، وفي نسخة:«إلَّا يُحَدَّثُ» بضم التحتية وفتح الحاء والدال، وضمِّ المثلثة. انتهى.
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويَبْتَغِيهِ» .
(7)
في هامش (ب، ص): كذا في اليونينية هذه والتي بعدها أيضًا، وأهُمل ضبطها في (ن، و).
3828 -
وَقالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، قالَتْ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قائِمًا، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى الْكَعْبَةِ، يَقُولُ: يا مَعاشِرَ
(1)
قُرَيْشٍ، واللَّهِ ما مِنْكُمْ على دِينِ إِبْراهِيمَ غَيْرِي. وَكانَ يُحْيِي الْمَوْؤُدَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إذا أَرادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْها، أَنا أَكْفِيكَها
(2)
مَؤُنَتَها. فَيَأخُذُها،
⦗ص: 442⦘
فَإِذا تَرَعْرَعَتْ، قالَ لِأَبِيها: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُها إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَؤُنَتَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «يا مَعْشَرَ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أَكْفِيكَ» .
(25)
بابُ
(1)
بُنْيانِ الْكَعْبَةِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3829 -
حدَّثني
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرني ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبرني عَمْرُو بْنُ دِينارٍ:
سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ، ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجارَةَ، فقالَ عَبَّاسٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزارَكَ على رَقَبَتِكَ يَقِيكَ
(2)
مِنَ الْحِجارَةِ، فَخَرَّ إلى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْناهُ إلى السَّماءِ، ثُمَّ أَفاقَ فَقالَ:«إِزارِي إِزارِي» . فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزارَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَقِكَ» .
3830 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قالَا: لَمْ يَكُنْ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَوْلَ الْبَيْتِ حائِطٌ، كانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى كانَ عُمَرُ، فَبَنَى حَوْلَهُ حائطًا. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جَدْرُهُ
(1)
قَصِيرٌ، فَبَناهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
(1)
ضرب على الهاء بالحمرة في متن اليونينية؛ إشارة إلى رواية أخرى بلفظ: «جَدْرٌ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
(26)
بابُ
(1)
أَيَّامِ الْجاهِلِيَّةِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3831 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ: هِشامٌ
(1)
قالَ: حدَّثني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ عاشُوراءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجاهِلِيَّةِ
(2)
، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صامَهُ وَأَمَرَ بِصِيامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضانُ كانَ مَنْ شاءَ صامَهُ، وَمَنْ شاءَ لَا يَصُومُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قالَ: حدَّثنا هِشامٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «كان يومُ عاشوراءَ يَوْمًا تَصُومُهُ فِي الْجاهِلِيَّةِ قُرَيْشٌ» .
3832 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طاوُوسٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: كانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنَ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَكانُوا يُسَمُّونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا
(1)
، وَيَقُولُونَ: إذا بَرأ الدَّبَرْ، وَعَفا الأَثَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ. قالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ رابِعَةً مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلُوها عُمْرَةً، فَقالُوا
(2)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟ قالَ:«الْحِلُّ كُلُّهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «صفرَ» .
(2)
في (و، ب، ص): «قالوا» .
3833 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: كانَ عَمْرٌو يَقُولُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قالَ: جاءَ سَيْلٌ فِي الْجاهِلِيَّةِ، فَكَسا ما بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. قالَ سُفْيانُ: وَيَقُولُ: إِنَّ هَذا لَحَدِيثٌ لَهُ شَأنٌ.
3834 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن بَيانٍ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازِمٍ، قالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ على امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقالُ لَها زَيْنَبُ، فَرَآها
لَا تَكَلَّمُ، فَقالَ: ما لَها لَا تَكَلَّمُ؟ قالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً. قالَ لَها: تَكَلَّمِي؛ فَإِنَّ هَذا لَا يَحِلُّ؛ هَذا مِنْ عَمَلِ الْجاهِلِيَّةِ. فَتَكَلَّمَتْ، فقالتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قالَ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُهاجِرِينَ. قالَتْ: أَيُّ الْمُهاجِرِينَ؟ قالَ: مِنْ قُرَيْشٍ. قالَتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قالَ: إِنَّكِ لَسَؤُلٌ، أَنا أَبُو بَكْرٍ. قالَتْ: ما بَقاؤُنا على هَذا الأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجاهِلِيَّةِ؟ قالَ: بَقاؤُكُمْ عَلَيْهِ ما اسْتَقامَتْ بِكُمْ
(1)
أَئِمَّتُكُمْ، قالَتْ: وَما الأَئمَّةُ؟ قالَ: أَما كانَ لِقَوْمِكِ رُؤُوسٌ وَأَشْرافٌ، يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ؟ قالَتْ: بَلَى. قالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ على النَّاسِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لكم» .
3835 -
حدَّثني فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْراءِ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ: عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْداءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وَكانَ لَها حِفْشٌ فِي الْمَسْجِدِ، قالَتْ:
⦗ص: 444⦘
فَكانَتْ تَأْتِينا فَتَحَدَّثُ
(1)
عِنْدَنا، فَإِذا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِها قالَتْ:
وَيَوْمُ الْوِشاحِ مِنْ تَعاجِيبِ رَبِّنا
…
…
أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجانِي
فَلَمَّا أَكْثَرَتْ، قالَتْ لَها عائِشَةُ: وَما يَوْمُ الْوِشاحِ؟ قالَتْ: خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْها وِشاحٌ مِنْ أَدَمٍ، فَسَقَطَ مِنْها، فانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا وَهْيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا، فَأَخَذَتْ
(2)
، فاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي، حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي، فَبَيْنا هُمْ حَوْلِي وَأَنا فِي كَرْبِي، إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّا حَتَّى وازَتْ بِرُؤُوْسِنا
(3)
، ثُمَّ أَلْقَتْهُ، فَأَخَذُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَذا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنا منه بَرِيئَةٌ؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «تَتَحَدَّثُ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فأخَذَتْه» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «بِرُوْسِنا» .
3836 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَلَا مَنْ كانَ حالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ» . فَكانَتْ
(1)
قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبائِها، فَقالَ:«لَا تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وكانت» .
3837 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: أخبرني عَمْرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقاسِمِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الْقاسِمَ كانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجنازَةِ
(1)
وَلَا يَقُومُ لَها، وَيُخْبِرُ عن عائِشَةَ قالَتْ: كانَ أَهْلُ الْجاهِلِيَّةِ يَقُومُونَ لَها، يَقُولُونَ إذا رَأَوْها: كُنْتِ فِي أَهْلِكِ ما أَنْتِ
(2)
. مَرَّتَيْنِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بفتح الجيم وكسرها، وهو الذي في (ص)، والذي في (ب) بفتح الجيم فقط، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3838 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قالَ:
⦗ص: 445⦘
قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كانُوا لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَشْرُقَ
(1)
الشَّمْسُ على ثَبِيرٍ، فَخالَفَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَفاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «تُشْرِقَ» . كتبت بالحمرة.
3839 -
3840 - حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسامَةَ: حَدَّثَكُمْ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:{وَكَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34] قالَ: مَلْأَى مُتَتابِعَةً. قالَ: وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي الْجاهِلِيَّةِ: اسْقِنا كَاسًا دِهاقًا.
3841 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ
(1)
، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قالَها الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللَّهَ باطِلٌ
وَكادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ
(2)
».
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنِ عُمير» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «يُسْلِمُ» بالرفع؛ لعدم وجود لفظة: «أَنْ» عنده.
3842 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حَدَّثَنِي
(1)
أَخِي، عن سُلَيْمانَ
(2)
، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقاسِمِ، عن الْقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: كانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَراجَ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَراجِهِ، فَجاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ منه أَبُو بَكْرٍ، فقالَ لَهُ الْغُلَامُ: تَدْرِي
(3)
ما هَذا؟ فقالَ أَبُو بَكْرٍ: وَما هُوَ؟ قالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسانٍ فِي الْجاهِلِيَّةِ، وَما أُحْسِنُ الْكِهانَةَ
(4)
، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطانِي بِذَلِكَ، فَهَذا
(5)
الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ. فَأَدْخَلَ
⦗ص: 446⦘
أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَقاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ بلال» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أتدري» .
(4)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية الكاف مكسورة.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فهو» .
3843 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: أخبرني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: كانَ أَهْلُ الْجاهِلِيَّةِ يَتَبايَعُونَ لُحُومَ الْجَزُورِ إلى حَبَلِ الْحَبَلَةِ -قالَ: وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ أَنْ تُنْتَجَ النَّاقَةُ ما فِي بَطْنِها، ثُمَّ تَحْمِلَ الَّتِي نُتِجَتْ- فَنَهاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ.
3844 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ، قالَ: حدَّثنا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ: كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مالِكٍ، فَيُحَدِّثُنا عن الأَنْصارِ، وَكانَ
(1)
يَقُولُ لِي: فَعَلَ قَوْمُكَ كَذا وَكَذا يَوْمَ كَذا وَكَذا، وَفَعَلَ قَوْمُكَ كَذا وَكَذا يَوْمَ كَذا وَكَذا.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «فكان» كتبت بالحمرة (ن)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية أبي ذر.
(27)
الْقَسامَةُ فِي الْجاهِلِيَّةِ
3845 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا قَطَنٌ أَبُو الْهَيْثَمِ: حدَّثنا أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ
(1)
، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: إِنَّ أَوَّلَ قَسامَةٍ كانَتْ فِي الْجاهِلِيَّةِ لَفِينا بَنِي هاشِمٍ: كانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ، اسْتَأجَرَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ فَخِذٍ أُخْرَى، فانْطَلَقَ مَعَهُ فِي إِبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ
(2)
مِنْ بَنِي هاشِمٍ، قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوالِقِهِ، فَقالَ: أَغِثْنِي بِعِقالٍ أَشُدُّ بِهِ عُرْوَةَ جُوالِقِي؛ لَا تَنْفِرُ الإِبِلُ. فَأَعْطاهُ عِقالًا فَشَدَّ بِهِ عُرْوَةَ جُوالِقِهِ، فَلَمَّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإِبِلُ إِلَّا بَعِيرًا واحِدًا، فقالَ الَّذِي اسْتَأجَرَهُ: ما شَأنُ هَذا الْبَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِنْ بَيْنِ الإِبِلِ؟ قالَ: لَيْسَ لَهُ عِقالٌ. قالَ: فَأَيْنَ عِقالُهُ؟ قالَ: فَحَذَفَهُ بِعَصًا كانَ فيها أَجَلُهُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقالَ: أَتَشْهَدُ الْمَوْسِمَ؟ قالَ: ما أَشْهَدُ، وَرُبَّما شَهِدْتُهُ. قالَ: هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ عَنِّي رِسالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهَرِ؟ قالَ:
⦗ص: 447⦘
نَعَمْ. قالَ: فَكُنْتَ
(3)
إذا أَنْتَ شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنادِ: يا آلَ قُرَيْشٍ. فَإِذا أَجابُوكَ، فَنادِ: يا آلَ بَنِي هاشِمٍ. فَإِنْ أَجابُوكَ، فَسَلْ عن أَبِي طالِبٍ فأخبِرْهُ: أَنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي فِي عِقالٍ. وَماتَ الْمُسْتَأْجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ، أَتاهُ أَبُو طالِبٍ، فَقالَ: ما فَعَلَ صاحِبُنا؟ قالَ: مَرِضَ، فَأَحْسَنْتُ الْقِيامَ عَلَيْهِ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ. قالَ: قَدْ كانَ أَهْلَ ذاكَ
(4)
مِنْكَ. فَمَكُثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ عَنْهُ وافَى الْمَوْسِمَ، فَقالَ:
يا آلَ قُرَيْشٍ. قالُوا: هَذِهِ قُرَيْشٌ. قالَ: يا آلَ بَنِي
(5)
هاشِمٍ. قالُوا: هَذِهِ بَنُو هاشِمٍ. قالَ: أَيْنَ
(6)
أَبُو طالِبٍ؟ قالُوا: هَذا أَبُو طالِبٍ، قالَ: أَمَرَنِي فُلَانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسالَةً، أَنَّ فُلَانًا قَتَلَهُ فِي عِقالٍ. فَأَتاهُ أَبُو طالِبٍ فقالَ: اخْتَرْ مِنَّا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ فَإِنَّكَ قَتَلْتَ صاحِبَنا، وَإِنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسُونَ مِنْ قَوْمِكَ أَنَّكَ
(7)
لَمْ تَقْتُلْهُ، فَإِنْ أَبَيْتَ قَتَلْناكَ بِهِ. فَأَتَى قَوْمَهُ فقالُوا: نَحْلِفُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هاشِمٍ، كانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، قَدْ وَلَدَتْ لَهُ، فقالتْ: يا أَبا طالِبٍ، أُحِبُّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذا بِرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ، وَلَا تَصْبُرْ
(8)
يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمانُ. فَفَعَلَ، فَأَتاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقالَ: يا أَبا طالِبٍ، أَرَدْتَ خَمْسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكانَ مِئَةٍ مِنَ الإِبِلِ، يُصِيبُ كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرانِ؟ هَذانِ بَعِيرانِ، فاقْبَلْهُما عَنِّي وَلَا تَصْبُرْ
(9)
يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمانُ. فَقَبِلَهُما، وَجاءَ ثَمانِيةٌ وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، ما حالَ
(10)
الْحَوْلُ، وَفي
(11)
الثَّمانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ
(12)
عَيْنٌ تَطْرِفُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «المديني» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فمرَّ به رجلٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فَكَتَبَ» . وبهامش اليونينية: قالَ عياض: «فكتب إذا شهدت الموسم» كذا لهم بالتاء، وعند الحَمُّويي والمُستملي:«فكنت» بالنون، وكذا وقع في أصل سماعي. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يا بني» .
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مَنْ» .
(7)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّكَ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ولا تُصْبِرْ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «ولا تُصْبِرْ» .
(10)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاء» .
(11)
في (ب، ص): «ومِنَ» .
(12)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «والأربعين» .
3846 -
حدَّثني عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها،
⦗ص: 448⦘
قالَتْ: كانَ يَوْمُ بُعاثٍَ
(1)
يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ، وَقُتِلَتْ سَرَواتُهُمْ وَجُرِّحُوا، قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ.
3847 -
وَقالَ ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو، عن بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ: أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَيْسَ السَّعْيُ بِبَطْنِ الْوادِي بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ سُنَّةً
(1)
، إِنَّما كانَ أَهْلُ الْجاهِلِيَّةِ يَسْعَوْنَها، وَيَقُولُونَ: لَا نُجِيزُ الْبَطْحاءَ إِلَّا شَدًّا.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بسنة» .
3848 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: أخبَرَنا مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ أَبا السَّفَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: يا أَيُّها النَّاسُ، اسْمَعُوا مِنِّي ما أَقُولُ لَكُمْ، وَأَسْمِعُونِي ما تَقُولُونَ، وَلَا تَذْهَبُوا فَتَقُولُوا: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قالَ
(2)
ابْنُ عَبَّاسٍ، مَنْ طافَ بِالْبَيْتِ، فَلْيَطُفْ مِنْ وَراءِ الْحِجْرِ، وَلَا تَقُولُوا: الْحَطِيمُ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجاهِلِيَّةِ كانَ يَحْلِفُ، فَيُلْقِي سَوْطَهُ أَوْ نَعْلَهُ أَوْ قَوْسَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3849 -
حدَّثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عن حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قالَ: رَأَيْتُ فِي الْجاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْها قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوها، فَرَجَمْتُها مَعَهُمْ.
3850 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الْجاهِلِيَّةِ: الطَّعْنُ فِي الأَنْسابِ، والنِّياحَةُ. وَنَسِيَ الثَّالِثَةَ، قالَ سُفْيانُ: وَيَقُولُونَ: إِنَّها الاِسْتِسْقاءُ بِالأَنْواءِ.
(28)
بابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ
قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إلياسِ
(1)
بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنانَ.
(1)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بلا همز.
3851 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجاءٍ: حدَّثنا النَّضْرُ، عن هِشامٍ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: أُنْزِلَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ
(1)
ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أُمِرَ
(2)
بِالْهِجْرَةِ، فَهاجَرَ إلى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ بها عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بمكةَ» .
(2)
ضُبطت الميم في اليونينية بالفتح والكسر، وهو الذي في (ب، ص) وبهامشهما: كذا ضبط «أمر» في اليونينية.
(29)
بابُ ما لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ
3852 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا بَيانٌ وَإِسْماعِيلُ، قالَا: سَمِعْنا قَيْسًا يَقُولُ:
سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً
(1)
وهو فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً، فَقُلْتُ:
(2)
أَلَا تَدْعُو اللَّهَ؟ فَقَعَدَ وهو مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، فَقالَ: «لَقَدْ كانَ مَنْ
(3)
قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ بِمِشاطِ
(4)
الْحَدِيدِ، ما دُونَ عِظامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، ما يَصْرِفُهُ
(5)
ذَلِكَ عن دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشارُ على مَفْرِقِ رَأسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ
(6)
ما يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عن دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ ما يَخافُ إِلَّا اللَّهَ»، زادَ بَيانٌ:«والذِّئْبَ على غَنَمِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بُرْدَه» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يا رسولَ اللهِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بأمْشاطِ» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما يَصْرِفُ» .
(6)
في (ب، ص): «بِاثْنَيْنِ» .
3853 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم {النَّجْمُ} فَسَجَدَ، فَما بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا
⦗ص: 450⦘
رَجُلٌ رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَرَفَعَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، وَقالَ: هَذا يَكْفِينِي. فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كافِرًا بِاللَّهِ.
3854 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: بَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ساجِدٌ، وَحَوْلَهُ ناسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، جاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ على ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأسَهُ، فَجاءَتْ فاطِمَةُ عليها السلام فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ وَدَعَتْ على مَنْ صَنَعَ
(2)
، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبا جَهْلِ بْنَ هِشامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ» . أَوْ: «أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ» - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - فَرَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أُمَيَّةَ
(3)
-أَوْ: أُبَيٍّ- تَقَطَّعَتْ أَوْصالُهُ، فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ خَلَفٍ» .
3855 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ: حَدَّثَنِي
(2)
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ - أَوْ قالَ: حدَّثني الْحَكَمُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ- قالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى قالَ: سَلِ ابْنَ عَبَّاسٍ عن هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: ما أَمْرُهُما؟ {وَلَا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ
(3)
} [الأنعام: 151]{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا} [النساء: 93]. فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقالَ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الَّتِي فِي الْفُرْقانِ، قالَ مُشْرِكُو أَهْلِ مَكَّةَ: فَقَدْ قَتَلْنا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَدَعَوْنا
مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَدْ أَتَيْنا
(4)
الْفَواحِشَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ}
(5)
[الفرقان: 70]، فَهَذِهِ لأُولَئِكَ، وَأَمَّا الَّتِي فِي النِّساءِ:
⦗ص: 451⦘
الرَّجُلُ إذا عَرَفَ الإِسْلَامَ وَشَرائعَهُ، ثُمَّ قَتَلَ فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ. فَذَكَرْتُهُ لِمُجاهِدٍ فَقالَ: إِلَّا مَنْ نَدِمَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
قوله «{إِلاَّ بِالْحَقِّ}» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر: «وأتينا» .
(5)
في (و، ب، ص) زيادة: «الآيَةَ» .
3856 -
حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثني الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ التَّيْمِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قالَ:
سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعاصِ: أخبَرَنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: بَيْنا
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
قالَ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} الآيَةَ [غافر: 28].
تابَعَهُ ابْنُ إِسْحاقَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَقالَ عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعاصِ.
وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عن أَبِي سَلَمَةَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ الْعاصِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بينما» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(30)
بابُ
(1)
إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
رضي الله عنه
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3857 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ
(1)
: حدَّثني يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ مُجالِدٍ، عن بَيانٍ، عن وَبَرَةَ، عن هَمَّامِ بْنِ الْحارِثِ، قالَ:
قالَ عَمَّارُ بْنُ ياسِرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَما مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وامْرَأَتانِ وَأَبُو بَكْرٍ.
(2)
(1)
قوله: «الآملي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(31)
بابُ إِسْلَامِ سَعْدٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «إسلامُ سعدِ بنِ أبيِ وقاص رضي الله عنه» ولا وجود للفظة باب عنده.
3858 -
حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ: أخبَرَنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا هاشِمٌ
(2)
: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا إِسْحاقَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: ما أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ
(3)
سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في (ن): «هشام» ، وعليها رمز الحَمُّويي، وصححت في هامشها بخط مغاير إلى:«هاشم» وعليها رمز الأصيلي، وهو هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، كما في هامش (ق) ونسخة البقاعي.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَكُثْتُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(32)
بابُ
(1)
ذِكْرِ الْجِنِّ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ
الْجِنِّ} [الجن: 1]
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3859 -
حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ: سَأَلْتُ مَسْرُوقًا: مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟ فَقالَ: حدَّثني أَبُوكَ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ - أَنَّهُ آذَنَتْ بِهِمْ شَجَرَةٌ.
3860 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أخبرني جَدِّي:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ كانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِداوَةً
(1)
لِوُضُوئِهِ
(2)
وَحاجَتِهِ، فَبَيْنَما هو يَتْبَعُهُ بِها، فَقالَ:«مَنْ هَذا؟» فَقالَ: أَنا أَبُو هُرَيْرَةَ. فَقالَ: «ابْغِنِي
(3)
أَحْجارًا أَسْتَنْفِضْ
(4)
بِها، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ». فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجارٍ أَحْمِلُها فِي طَرَفِ
ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُ
(5)
إلى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى إذا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: ما بالُ الْعَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قالَ: «هُما مِنْ طَعامِ الْجِنِّ،
⦗ص: 453⦘
وَإِنَّهُ أَتانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ
(6)
، وَنِعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهِ
(7)
طَعامًا
(8)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «الإداوةَ» .
(2)
ضبطت في (و): «لوَضوئه» ، وفي (ق) بهما معًا.
(3)
ضُبطت في اليونينية بهمزة وصلٍ وقطعٍ معًا، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر:«أَبْغِنِي» بهمزة قطع (ب، ص).
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وضَعْتُها» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في (ب، ص): «عليها» .
(8)
في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «طُعْمًا» .
(33)
بابُ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ الغِفارِيِّ رضي الله عنه» ولا وجود للفظة باب عنده.
3861 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَبّاسٍ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا الْمُثَنَّى، عن أَبِي جَمْرَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لأَخِيهِ: ارْكَبْ إلى هَذا الْوادِي فاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، يَأتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّماءِ، واسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي. فانْطَلَقَ الأَخُ
(2)
حَتَّى قَدِمَهُ
(3)
، وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَبِي ذَرٍّ فقالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكارِمِ الأَخْلَاقِ، وَكَلَامًا ما هو بِالشِّعْرِ. فَقالَ: ما شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ. فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ فيها ماءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ
(4)
، فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ واحِدٌ منهما صاحِبَهُ عن شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزادَهُ إلى الْمَسْجِدِ، وَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَراهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَى، فَعادَ إلى مَضْجِعِهِ
(5)
فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقالَ: أَما نالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟ فَأَقامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، لَا يَسْأَلُ واحِدٌ منهما صاحِبَهُ عن شَيْءٍ، حَتَّى إذا كانَ يَوْم الثَّالِثِ، فَعادَ
(6)
عَلَى
(7)
مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقامَ مَعَهُ ثُمَّ قالَ: أَلَا تُحَدِّثُنِي ما الَّذِي أَقْدَمَكَ؟ قالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثاقًا لَتُرْشِدَنَّنِي
(8)
فَعَلْتُ.
⦗ص: 454⦘
فَفَعَلَ فأخبَرهُ، قالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ، وهو رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
، فَإِذا أَصْبَحْتَ فاتْبَعْنِي
(10)
؛ فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْماءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فاتْبَعْنِي
(11)
حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي. فَفَعَلَ، فانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكانَهُ، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ارْجِعْ إلى قَوْمِكَ فأخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأتِيَكَ أَمْرِي» . قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَصْرُخَنَّ بها بَيْنَ ظَهْرانَيْهِمْ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَنادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، قالَ
(12)
: وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفارٍَ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ
(13)
إلى الشَّامِ
(14)
؟! فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِها، فَضَرَبُوهُ وَثارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ بدلها: «الآخَرُ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «اضْطَجَع» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فاضطجع» .
(5)
في رواية أبي ذر: «مَضْجَعِه» بفتح الجيم.
(6)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَغَدا» ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«قعد» .
(7)
في (ب): «عليٍّ» ، وفي (ص):«عَلَيّ» ، كلاهما نقلًا عن اليونينية.
(8)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَتُرْشِدَنِّي» .
(9)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(10)
في رواية أبي ذر: «فاتَّبِعْني» .
(11)
في رواية أبي ذر: «فاتَّبِعْني» .
(12)
في رواية أبي ذر: «ثم قال» .
(13)
ضبطت في (و): «تُجَّاركم» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(14)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(34)
إِسْلَامُ
(1)
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (و)، وبهامش (ن، و) دون رقم: «بابُ إسلامِ» وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
3862 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ
عن قَيْسٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: واللَّهِ لقد رَأَيْتُنِي، وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي على الإِسْلَامِ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمانَ لَكانَ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(35)
بابُ
(1)
إِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رضي الله عنه
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3863 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسِ
⦗ص: 455⦘
بْنِ أَبِي حازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: ما زِلْنا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3864 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: فَأخبَرني جَدِّي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن أَبِيهِ، قالَ: بَيْنَما هو فِي الدَّارِ خائِفًا، إِذْ جاءَهُ الْعاصُِ
(1)
بْنُ وائلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو، عَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ
(2)
وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ بِحَرِيرٍ، وهو مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَهُمْ حُلَفاؤُنا فِي الْجاهِلِيَّةِ، فقالَ لَهُ: ما بالُكَ؟ قالَ: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي
(3)
أنْ
(4)
أَسْلَمْتُ. قالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ. بَعْدَ أَنْ قالَها أَمِنْتُ، فَخَرَجَ الْعاصِ
(5)
فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سالَ بِهِمُ الْوادِي، فَقالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فقالُوا: نُرِيدُ هَذا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبأَ. قالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ. فَكَرَّ النَّاسُ.
(1)
هكذا في (و)، وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في (ب، ص): «العاصِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حِبَرٍ» ، وضبطت في (ن):«حَبْرٍ» بفتح الحاء وسكون الباء.
(3)
في رواية أبي ذر: «سيقتلونني» .
(4)
بضبطين: كسر الهمزة وفتحها، وكتب بهامش (ب، ص): لم يضبطها في اليونينية، وقال القسطلاني بفتح همزة «أن» وفي الناصرية بكسرها كالفرع.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3865 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: عَمْرُو بْنُ دِينارٍ سَمِعْتُهُ قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ
(1)
عِنْدَ دارِهِ، وَقالُوا: صَبأ عُمَرُ. وَأَنا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي، فَجاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَباءٌ
(2)
مِنْ دِيباجٍ، فَقالَ: صَبأ عُمَرُ، فَما ذاكَ؟! فَأَنا لَهُ جارٌ. قالَ: فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذا؟ قالُوا: الْعاصُِ بْنُ وائلٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إليه» .
(2)
هكذا ضبطت القاف في (ص)، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.
3866 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثني عُمَرُ: أَنَّ سالِمًا حَدَّثَهُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: ما سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذا، إِلَّا كانَ كَما يَظُنُّ،
⦗ص: 456⦘
بَيْنَما عُمَرُ جالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقالَ: لقد أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذا على دِينِهِ فِي الْجاهِلِيَّةِ، أَوْ: لَقَدْ كانَ كاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقالَ
(1)
لَهُ ذَلِكَ، فَقالَ: ما رَأَيْتُ كالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ
(2)
. قالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا ما أَخْبَرْتَنِي. قالَ: كُنْتُ كاهِنَهُمْ فِي الْجاهِلِيَّةِ. قالَ: فَما أَعْجَبُ ما جاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قالَ: بَيْنَما أَنا يَوْمًا فِي السُّوقِ، جاءَتْنِي أَعْرِفُ فيها الْفَزَعَ، فقالتْ
(3)
:
أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَها
وَيَأسَها مِنْ بَعْدِ إِنْكاسِها
وَلُحُوقَها بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِها
قالَ عُمَرُ: صَدَقَ؛ بَيْنَما أَنا
(4)
عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صارِخٌ، لَمْ أَسْمَعْ صارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا منه يَقُولُ: يا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ
(5)
، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
(6)
. فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ ما وَراءَ هَذا، ثُمَّ نادَى: يا جَلِيحْ، أَمْرٌ نَجِيحْ، رَجُلٌ فَصِيحْ
(7)
، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ. فَقُمْتُ، فَما نَشِبْنا أَنْ قِيلَ: هَذا نَبِيٌّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اسْتَقْبَلَ به رجلًا مسلمًا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قالت» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «نائمٌ» . وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَصِيح» . وقد ضبطت أحرف السجعة في (ب، ص) مرفوعة، وأهمل ضبطها في (ن).
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَصِيح» . وقد ضبطت أحرف السجعة في (ب، ص) مرفوعة، وأهمل ضبطها في (ن).
3867 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثنا قَيْسٌ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ: لَوْ
(1)
رَأَيْتُنِي مُوثِقِي عُمَرُ على الإِسْلَامِ، أَنا وَأُخْتُهُ، وَما أَسْلَمَ،
⦗ص: 457⦘
وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا انْقَضَّ
(2)
لِما صَنَعْتُمْ بِعُثْمانَ، لَكانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ
(3)
.
(1)
لفظة: «لو» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «انْفَضَّ» بالفاء بدل القاف.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْفَضَّ» بالفاء بدل القاف.
(36)
بابُ
(1)
انْشِقاقِ الْقَمَرِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3868 -
حدَّثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَراهُمُ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُما.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3869 -
حدَّثنا عَبْدانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، فَقالَ
(2)
: «اشْهَدُوا» . وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ.
وَقالَ أَبُو الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ: انْشَقَّ بِمَكَّةَ.
وَتابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
(3)
، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ.
(1)
زاد في (ن، ص) زيادة: «رضي الله عنه» بين الأسطر، وهي ثابتة في متن (ب).
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .
(3)
بهامش اليونينية: ابن سَنْبر هذا هو الطائفي. اهـ. (ب، ص).
3870 -
حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عن عِراكِ بْنِ مالِكٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
⦗ص: 458⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى
(1)
زَمانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في» .
3871 -
حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ
(1)
.
(1)
هذا الحديث ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(37)
بابُ
(1)
هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ
وَقالَتْ عائِشَةُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكُمْ، ذاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ» . فَهاجَرَ مَنْ هاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عامَّةُ مَنْ كانَ هاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إلى الْمَدِينَةِ.
فِيهِ عن أَبِي مُوسَى وَأَسْماءَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3872 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنا
(1)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ أخبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، قالَا لَهُ: ما يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ خالَكَ عُثْمانَ فِي أَخِيهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ. وَكانَ أَكْثَرَ
(2)
النَّاسُ فِيما فَعَلَ بِهِ، قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فانْتَصَبْتُ لِعُثْمانَ حِينَ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حاجَةً، وَهْيَ نَصِيحَةٌ. فَقالَ: أَيُّها الْمَرْءُ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فانْصَرَفْتُ، فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ جَلَسْتُ إلى الْمِسْوَرِ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَحَدَّثْتُهُما بِالَّذِي قُلْتُ لِعُثْمانَ وَقالَ لِي، فَقالَا: قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ، فَبَيْنَما أَنا جالِسٌ مَعَهُما، إِذْ جاءَنِي رَسُولُ عُثْمانَ، فَقالَا لِي: قَدِ ابْتَلَاكَ اللَّهُ. فانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقالَ:
ما نَصِيحَتُكَ الَّتِي
⦗ص: 459⦘
ذَكَرْتَ آنِفًا؟ قالَ: فَتَشَهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(3)
وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
وَآمَنْتَ بِهِ
(5)
، وَهاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ. فقالَ لِي: يا ابْنَ أَخِي
(6)
، آدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ ما خَلَصَ إلى الْعَذْراءِ فِي سِتْرِها. قالَ: فَتَشَهَّدَ عُثْمانُ، فَقالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ
(7)
بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(8)
بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
، وَآمَنْتُ
(10)
بِما بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(11)
، وَهاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، كَما قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَابَعْتُهُ
(12)
، واللَّهِ
(13)
ما عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبا بَكْرٍ، فَواللَّهِ ما عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَواللَّهِ ما عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ
(14)
، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ
(15)
مِثْلُ الَّذِي كانَ لَهُمْ عَلَيَّ؟ قالَ: بَلَى. قالَ: فَما هَذِهِ الأَحادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟! فَأَمَّا ما ذَكَرْتَ مِنْ شَأنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ
(16)
، فَسَنَأْخُذُ فِيهِ إِنْ شاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ. قالَ: فَجَلَدَ الْوَلِيدَ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً، وَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَجْلِدَهُ، وَكانَ هو يَجْلِدُهُ.
وَقالَ يُونُسُ وابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ: أَفَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي
⦗ص: 460⦘
كانَ لَهُمْ
(17)
؟!
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «أخبرني» . (ب، ص)
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أكبرَ» .
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(4)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ممن استجابَ اللهَ ورسولَه وآمن به» .
(6)
في رواية أبي ذر: «يا ابن أُختي» .
(7)
لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر، وضرب عليها بالحمرة في متن اليونينية.
(8)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(9)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).
(10)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ممن استجابَ اللهَ ورسولَه صلى الله عليه وسلم وآمنَ» .
(11)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).
(12)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المُثبت وهي رواية أبي ذر أيضًا، و «بَايَعْتُهَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(13)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فوالله» .
(14)
في رواية أبي ذر زيادة: «حتى توفاه اللهُ» .
(15)
في رواية أبي ذر زيادة: «مِن الحَق» .
(16)
قوله: «بنِ عقبة» ليس في رواية أبي ذر.
(17)
تعليق يونس وابن أخي الزهري ثابت في رواية المُستملي أيضًا، وبهامش اليونينية: من عند «وقال يونس» إلى «كان لهم» إلى آخر ما قد كتب [زاد في (ب، ص): في الهامش] عليه «سـ» هكذا، وليس الذي في الهامش من الأصل، بل عند أبي ذر من روايته عن الحَمُّويي والمُستملي، زاد المُستملي:«قال أبو عبد الله: {بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة: 49] ما ابْتُليِتُم به مِنِ شدِّة، وفي موضعٍ {الْبَلَاء} [الصافات: 106]: الابتلاءُ والتَّمْحِيصُ، مِن بَلَوْتُه ومحصتُه أي استخرجتُ ما عنده، {يَبْلُو [بالياء آخر الحروف، على قراءة شعبة]} [محمد: 31]: يختبر، {مُبْتَلِيكُم} [البقرة: 249]: مُخْتَبِرُكم وأما قوله: بَلاء عظِيمٌ النِّعَمُ، وهي من أبْتَلِيْه، وتلك من أَبْلَيْتُه» . اهـ.
3873 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن هِشامٍ: حدَّثني أَبِي:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ
(1)
ذَكَرَتا كَنِيسَةً رَأَيْنَها بِالْحَبَشَةِ فيها تَصاوِيرُ، فَذَكَرَتا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «إِنَّ أُولَئِك إذا كانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَماتَ، بَنَوْا
(2)
على قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ
(3)
الصُّوَرَ، أُولَئِك شِرارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أنَّ أم سلمة وأم حبيبة» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فبنوا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تِلك» .
3874 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ سَعِيدٍ السَّعِيدِيُّ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أُمِّ خالِدٍ بِنْتِ خالِدٍ، قالَتْ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنا جُوَيْرِيَةٌ، فَكَسانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمِيصَةً لَها أَعْلَامٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ الأَعْلَامَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ:«سَناهْ، سَناهْ» . قالَ الْحُمَيْدِيُّ: يَعْنِي: حَسَنٌ حَسَنٌ.
3875 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن سُلَيْمانَ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ على النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وهو يُصَلِّي فَيَرُدُّ عَلَيْنا، فَلَمَّا رَجَعْنا مِنْ عِنْدِ النَّجاشِيِّ سَلَّمْنا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنا، فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ
⦗ص: 461⦘
فَتَرُدُّ عَلَيْنا!؟ قالَ: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا
(1)
». فَقُلْتُ لِإِبْراهِيمَ: كَيْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ؟ قالَ: أَرُدُّ فِي نَفْسِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3876 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى
(1)
رضي الله عنه: بَلَغَنا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ فَرَكِبْنا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنا سَفِينَتُنا إلى النَّجاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوافَقْنا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طالِبٍ، فَأَقَمْنا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنا، فَوافَقْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَكُمْ أَنْتُمْ يا
(2)
أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتانِ».
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «أبيه» بدل أبي موسى. (ب، ص) وبهامشهما: هكذا مخرج في اليونينية من غير تصحيح ولا رقم.
(2)
أداة النداء ليست في رواية أبي ذر.
(38)
بابُ
(1)
مَوْتِ النَّجاشِيِّ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3877 -
حدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطاءٍ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ ماتَ النَّجاشِيُّ: «ماتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا على أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ» .
3878 -
حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ: حدَّثنا قَتادَةُ: أَنَّ عَطاءً حَدَّثَهُمْ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيِّ رضي الله عنهما: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى
(1)
النَّجاشِيِّ، فَصَفَّنا وَراءَهُ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أصْحَمةَ» .
3879 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا يَزِيدُ
(1)
، عن سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مِينا:
⦗ص: 462⦘
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على أَصْحَمَةَ النَّجاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.
تابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ هارون» .
3880 -
3881 - حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وابْنُ الْمُسَيَّبِ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أخبَرهُما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى لَهُمُ النَّجاشِيَّ، صاحِبَ الْحَبَشَةِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي ماتَ فِيهِ، وَقالَ:«اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ» .
وَعَنْ صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ
(1)
: أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أخبَرَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَفَّ بِهِمْ فِي الْمُصَلَّى، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ
(2)
أَرْبَعًا.
(1)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «حدَّثني أبو سَلَمَةَ بنُ عبد الرحمن وسَعِيدُ بن المسيب» . وقوله: «بن المسيب» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «عليه» .
(39)
بابُ
(1)
تَقاسُمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على الْمُشْرِكِينَ
(2)
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «تقاسمُ الْمُشْرِكِينَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» (ن، و)، وهو المثبت في باقي الأصول دون ذكر اختلاف.
3882 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرادَ حُنَيْنًا: «مَنْزِلُنا غَدًا إِنْ شاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنانَةَ، حَيْثُ تَقاسَمُوا على الْكُفْرِ» .
(40)
بابُ
(1)
قِصَّةِ أَبِي طالِبٍ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3883 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحارِثِ:
حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه: قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ما أَغْنَيْتَ عن عَمِّكَ؛ فَإِنَّهُ كانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قالَ: «هُوَ فِي ضَحْضاحٍ مِنْ نارٍ، وَلَوْلَا أَنا لَكانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» .
3884 -
حدَّثنا
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ أَبا طالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفاةُ، دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقالَ:«أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. كَلِمَةً أُحاجُّ لَكَ بها عِنْدَ اللَّهِ» . فقالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يا أَبا طالِبٍ، تَرْغَبُ
(2)
عن مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! فَلَمْ يَزالَا يُكَلِّمانِهِ حَتَّى قالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: على مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ
(3)
ما لَمْ أُنْهَ عَنْهُ». فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ
(4)
وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]. وَنَزَلَتْ
(5)
: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56].
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أترغبُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «له» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}» بدل إتمام الآية.
(5)
في رواية أبي ذر: «ونزل» (ن، و)، وعزيت في (ب، ص) إلى هامش اليونينية دون رقم، وعليها علامة السقوط، فلعل رمز أبي ذر تصحف عليهم.
3885 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنا
(1)
اللَّيْثُ: حَدَّثَنا
(2)
ابْنُ الْهادِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ، فَقالَ: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ
⦗ص: 464⦘
شَفاعَتِي يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي منه دِماغُهُ».
حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حازِمٍ والدَّراوَرْدِيُّ، عن يَزِيدَ بِهَذا، وَقالَ:«تَغْلِي منه أُمُّ دِماغِهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(41)
بابُ
(1)
حَدِيثِ الإِسْراءِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى
(2)
} [الإسراء: 1]
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
قوله: «{مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}» ليس في رواية أبي ذر.
3886 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَمَّا كَذَّبَنِي
(1)
قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَا
(2)
اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وَأَنا أَنْظُرُ إِلَيْهِ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كذبتني» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَلَّى» .
(42)
بابُ الْمِعْراجِ
3887 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا قَتادَةُ، عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ:
عَنْ مالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عن لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
(2)
: «بَيْنَما أَنا فِي الْحَطِيمِ -وَرُبَّما قالَ: فِي الْحِجْرِ- مُضْطَجِعًا، إِذْ أَتانِي آتٍ فَقَدَّ -قالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ- ما بَيْنَ هَذِهِ إلى هَذِهِ -فَقُلْتُ لِلْجارُودِ وهو إلى جَنْبِي: ما يَعْنِي بِهِ؟ قالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إلى شِعْرَتِهِ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إلى شِعْرَتِهِ- فاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ
مَمْلُوءَةٍ إِيمانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُم أُعِيدَ
(3)
، ثُمَّ أُتِيتُ بِدابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمارِ أَبْيَضَ
⦗ص: 465⦘
-فقالَ لَهُ الْجارُودُ: هو الْبُراقُ يا أَبا حَمْزَةَ؟ قالَ أَنَسٌ: نَعَمْ- يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّماءَ الدُّنْيا فاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ
(4)
: مَنْ هَذا؟ قيلَ
(5)
: جِبْرِيلُ. قِيلَ
(6)
: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذا فيها آدَمُ، فَقالَ: هَذا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ
(7)
حَتَّى أَتَى السَّماءَ الثَّانِيَةَ فاسْتَفْتَحَ، قِيلَ
(8)
: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذا يَحْيَى وَعِيسَى، وَهُما ابْنا الخالَةِ
(9)
. قالَ: هَذا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِما، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قالَا: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ فاسْتَفْتَحَ، قِيلَ
(10)
: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذا يُوسُفُ، قالَ: هَذا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَليه. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّماءَ الرَّابِعَةَ فاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ
(11)
: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إلى إِدْرِيسَ
(12)
، قالَ: هَذا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ
(13)
، فَرَدَّ ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي، حَتَّى أَتَى السَّماءَ الْخامِسَةَ فاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذا؟
⦗ص: 466⦘
قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ
(14)
: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(15)
. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذا هارُونُ، قالَ: هَذا هارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّماءَ السَّادِسَةَ فاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: مَنْ
(16)
مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ
(17)
أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ. فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذا مُوسَى، قالَ: هَذا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ، ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ، والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. فَلَمَّا تَجاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ
(18)
لَهُ: ما يُبْكِيكَ؟ قالَ: أَبْكِي لأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مَنْ
(19)
يَدْخُلُها مِنْ أُمَّتِي. ثُمَّ صَعِدَ بِي إلى
السَّماءِ السَّابِعَةِ فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذا إِبْراهِيمُ، قالَ: هَذا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ، ثم قالَ
(20)
: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ. ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ
(21)
الْمُنْتَهَى، فَإِذا نَبِقُها مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ
(22)
، وَإِذا وَرَقُها مِثْلُ آذانِ الْفِيَلَةِ، قالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، وَإِذا أَرْبَعَةُ أَنْهارٍ: نَهْرانِ باطِنانِ وَنَهْرانِ ظاهِرانِ، فَقُلْتُ: ما هَذانِ يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: أَمَّا الْباطِنانِ فَنَهَرانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرانِ فالنِّيلُ والْفُراتُ. ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ
(23)
،
⦗ص: 467⦘
ثُمَّ أُتِيتُ بِإِناءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِناءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِناءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ. فَقالَ: هِيَ الْفِطْرَةُ
(24)
أَنْتَ عَلَيْها وَأُمَّتُكَ. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَواتُ
(25)
خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ على مُوسَى، فَقالَ: بِما
(26)
أُمِرْتَ؟ قالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ. قالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي واللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعالَجْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ أَشَدَّ الْمُعالَجَةِ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فقالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فقالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فقالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ
(27)
صَلَواتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ
(28)
فقالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَواتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقالَ: بِما
(29)
أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَواتٍ كُلَّ يَوْمٍ. قالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَواتٍ كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعالَجْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ أَشَدَّ الْمُعالَجَةِ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ. قالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنْ
(30)
أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قالَ: فَلَمَّا جاوَزْتُ نادَى مُنادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عن عِبادِي».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
لفظة: «به» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(3)
قوله: «ثم أعيد» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مهمَّش في (ب، ص).
(4)
في رواية أبي ذر: «قِيلَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قال» (ن، و)، وهو المثبت في متن (ب، ص) دون ذكر اختلاف.
(6)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «بِي» .
(8)
في رواية أبي ذر: «فقيل» .
(9)
في رواية أبي ذر: «خالةٍ» . وضبَّب في (ب، ص) على ال التعريف، بدل التصحيح.
(10)
في رواية أبي ذر: «فقيل» .
(11)
في رواية أبي ذر: «فقيل» .
(12)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فإذا إدريسَ» ، وفي رواية أبي ذر:«فإذا إدريسُ» . قارن بما في السلطانية.
(13)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْهِ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(14)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(15)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(16)
في رواية أبي ذر: «ومن» .
(17)
في رواية أبي ذر: «قد» .
(18)
بهامش اليونينية دون رقم: «فقيل» .
(19)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ممَّن» .
(20)
لفظة: «ثمَّ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص)، وبهامش اليونينية دون رقم:«فقال» .
(21)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ثمَّ رُفِعْتُ إلى سدرةِ» .
(22)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«الهَجَرِ» .
(23)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يدخُلُهُ كُلَّ يوم سَبْعون ألفَ ملَك» .
(24)
في رواية أبي ذر زيادة: «التي» .
(25)
في رواية أبي ذر: «الصلاةُ» .
(26)
في رواية أبي ذر: «بمَ» .
(27)
في (ب، ص): «بعشرٍ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية كسرتان تحت الراء.
(28)
قوله: «فرجعت» ليس في رواية أبي ذر.
(29)
في رواية أبي ذر: «بمَ» .
(30)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكني» .
3888 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عن عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فِي قَوْلِهِ تَعالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قالَ: هِيَ رُؤْيا عَيْنٍ، أُرِيَها رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قالَ: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} [الإسراء: 60] قالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(43)
بابُ
(1)
وُفُودِ الأَنْصارِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3889 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ
عن ابْنِ شِهابٍ.
وحَدَّثَنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ -وَكانَ قائِدَ كَعْبٍ
(2)
حِينَ عَمِيَ- قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عن رسولِ الله
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. بِطُولِهِ.
قالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حِينَ تَواثَقْنا على الإِسْلَامِ، وَما أُحِبُّ أَنَّ لِي بها مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْها.
(1)
واو العطف ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وقد كتبت بالحمرة في متن اليونينية.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)، وبهامش اليونينية دون رقم:«النَّبِيِّ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص)، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر.
(4)
ضبَّب عليها في (ب، ص)، وبهامش اليونينية دون رقم:«رسولِ الله» ، وعزاها في (ن، و) إلى رواية أبي ذر.
3890 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: كانَ عَمْرٌو يَقُولُ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: شَهِدَ بِي خالَايَ الْعَقَبَةَ.
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(1)
: قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَحَدُهُما الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال عبد الله بن محمد» بدل قوله: «قال أبو عبد الله» .
3891 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ: قالَ عَطاءٌ: قالَ جابِرٌ: أَنا وَأَبِي وَخالِي
(1)
مِنْ أَصْحابِ الْعَقَبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وخالاي» .
3892 -
حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ، عن عَمِّهِ، قالَ: أخبَرَني أَبُو إِدْرِيسَ عائِذُ اللَّهِ:
أَنَّ عُبادَةَ بْنَ الصَّامِتِ -مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ أَصْحابِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ- أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وَحَوْلَهُ عِصابَةٌ مِنْ أَصْحابِهِ: «تَعالَوْا بايِعُونِي على أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُونَ
(1)
بِبُهْتانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ على اللَّهِ، وَمَنْ أَصابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيا فهو لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إلى اللَّهِ، إِنْ شاءَ عاقَبَهُ، وَإِنْ شاءَ عَفا عَنْهُ». قالَ: فَبايَعْتُهُ
(2)
على ذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «ولا تأتوا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «فَبايَعْناه» . كتبت بالحمرة.
3893 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ، عن الصُّنابِحِيِّ:
عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
(1)
أَنَّهُ قالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَباءِ الَّذِينَ بايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ: بايَعْناهُ على أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
(2)
، وَلَا نَنْتَهِبَ
(3)
، وَلَا نَعْصِيَ
(4)
، بِالْجَنَّةِ إِنْ فَعَلْنا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، كانَ قَضاءُ ذَلِكَ إلى اللَّهِ.
(1)
في (ب، ص) زيادة: «رضي الله عنه» ، وبهامشهما: الترضي في اليونينية في الهامش غيرُ مصحح عليه.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «إلَّا بالحق» . كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا نَنْهَبَ» .
(4)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا نَقْضِيَ» .
(44)
بابُ
(1)
تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عائِشَةَ، وَقُدُومِها الْمَدِينَةَ، وَبِنائِهِ بِها
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3894 -
حدَّثني
(1)
فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْراءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
⦗ص: 470⦘
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا بِنْتُ
سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنا فِي بَنِي الْحارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ
(2)
فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ
(3)
شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومانَ، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ، وَمَعِي صَواحِبٌُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُها، لَا أَدْرِي
(4)
مَا تُرِيدُ بِي
(5)
فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي على بابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لأنْهجُ
(6)
حتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ ماءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: على الْخَيْرِ والْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طائرٍ. فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ، وَأَنا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «الخزرجِ» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فتمزَّق» . وبهامش اليونينية: «قال القاضي (يعني عياضًا) بالزاي عند أبي الهيثم. عكس ما هنا عن ابن الحطيئة» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما أدري» .
(5)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنِّي» .
(6)
بفتح الهمزة والهاء: «لأَنْهَجُ» ، وبضم الهمزة وكسر الهاء:«أُنْهِج» ، ضبطت بالوجهين في متن اليونينية، ونقل في (ن، ص) عن هامش اليونينية: «نَهَج وأَنْهَجَ لغتان، من المحكم، وعن عياض رضي الله عنهما» .
3895 -
حدَّثنا مُعَلًّى: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَها: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ
(1)
هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فأَكْشِفُ
(2)
عنْها، فَإِذا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ
⦗ص: 471⦘
هَذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِْ».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويقال» .
(2)
ضُبطت في (ب، ص): «فاكْشِفْ» ، وبهامش (ب): كذا في اليونينية، فاكشف، بهمزة وصل وسكون الفاء، ونقله عنها القسطلاني بعد أن قال: فأكشفُ، بهمزة قطع وضم الفاء في الفرع والناصرية. اهـ. وأهمل ضبطها في (ن).
3896 -
حدَّثني
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: عَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ قالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عائِشَةَ، وَهيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ
(2)
ثُمَّ بَنَى بها وَهيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ
(3)
).
(1)
رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
لفظة: «سنين» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(3)
لفظة: «سنين» ليست في رواية أبي ذر.
(45)
بابُ
(1)
هجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابِهِ إلى الْمَدِينَةِ
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصار» .
وَقالَ أَبُو مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ فِي الْمَنامِ أَنِّي أُهاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إلى أَرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إلى أَنَّها الْيَمامَةُ، أَوْ هَجَرُ
(2)
فَإِذا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ».
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «الهَجَرُ» .
3897 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا وائلٍ يَقُولُ:
عُدْنا خَبَّابًا، فَقالَ: هاجَرْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنا على اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ نَمِرَةً، فَكُنَّا إذا غَطَّيْنا بها رَأسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإنْ
(1)
غطَّيْنا رِجْلَيْهِ بَدا رَأسُهُ، فَأَمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأسَهُ، وَنَجْعَلَ على رِجْلَيْهِ شَيْئًا مِنْ إِذْخِرٍ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فهو يَهْدِبُها.
(1)
في متن (و، ب، ص): «وإِذا» .
3898 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ
(1)
- عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه
(2)
، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «الأَعْمالُ بِالنِّيَّةِ، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إِلَيْهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ» . صلى الله عليه وسلم
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «أُراه عن رسولِ اللهِ» . كتبت بالحمرة، وبهامش (ب): هكذا هي الرواية مُخرَّج لها بعد «رضي الله عنه» . اهـ.
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
3899 -
3900 - حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني أَبُو عَمْرٍو الأَوْزاعِيُّ، عن عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبابَةَ، عن مُجاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ.
وَحَدَّثَنِي
(1)
الأَوْزاعِيُّ: عن عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ، قالَ: زُرْتُ عائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، فَسَأَلْناها
(2)
عن الْهِجْرَةِ فقالتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كانَ الْمُؤْمِنُونَ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إلى اللَّهِ تَعالَى وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
، مَخافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلَامَ، والْيَوْمَ
(4)
يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شاءَ، وَلَكِنْ جِهادٌ وَنِيَّةٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال يحيى بنُ حَمْزَةَ: وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فسألها» . وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(4)
في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والمُؤْمِنُ» بدل قوله: «واليوم» .
3901 -
حدَّثني زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قالَ هِشامٌ: فَأخبَرَني أَبِي، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها:
أَنَّ سَعْدًا قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجاهِدَهُمْ فِيكَ، مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم
(1)
وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ.
⦗ص: 473⦘
وَقالَ أَبانُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ: أَخْبَرَتْنِي عائِشَةُ: مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا نَبِيَّكَ وَأَخْرَجُوهُ، مِنْ قُرَيْشٍ.
(1)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).
3902 -
حدَّثنا
(1)
مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا رَوْحٌ
(2)
: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً
(3)
يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَماتَ وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عُبادةَ» .
(3)
لفظة: «سنة» ثابتة في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
3903 -
حدَّثني مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبادَةَ
(1)
: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: مَكَثَ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني مَطَرٌ: حدَّثنا رَوْحٌ» .
(2)
في (و، ق) بضمِّ الكاف: «مكُث» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
3904 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني مالِكٌ، عن أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن عُبَيْدٍ -يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ
(1)
-:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ على الْمِنْبَرِ فَقالَ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاءَ، وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ» . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقالَ: فَدَيْناكَ
⦗ص: 474⦘
بِآبائِنا وَأُمَّهاتِنا. فَعَجِبْنا لَهُ، وَقالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إلى هَذا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن عَبْدٍ خَيَّرَهُ
(2)
اللَّهُ
بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيا وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ، وهو يَقُولُ: فَدَيْناكَ بِآبائِنا وَأُمَّهاتِنا. فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو الْمُخَيَّرَ
(3)
، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ هو أَعْلَمَنا بِهِ، وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمالِهِ أَبا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ» .
(2)
ضبطت في (ب، ص) بوجهين، المثبت و:«خُيِّره» ، وبهامشهما: كذا ضبط: «خيره» في اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر: «المُخَيَّرُ» بالرفع.
3905 -
3906 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَأخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُما يَدِينانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونُ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى بَلَغَ
(1)
بَرْكَ
(2)
الْغِمادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(3)
، وهو سَيِّدُ الْقارَةِ، فَقالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يا أَبا بَكْرٍ؟ فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ وَأَعْبُدُ
(4)
رَبِّي. قالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(5)
: فَإِنَّ مِثْلَكَ يا أَبا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ؛ إِنَّكَ
(6)
تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ
(7)
، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوائِبِ الْحَقِّ، فَأَنا لَكَ جارٌ، ارْجِعْ
(8)
واعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ. فَرَجَعَ وارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(9)
، فَطافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(10)
عَشِيَّةً فِي أَشْرافِ قُرَيْشٍ، فقالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ
(11)
وَلَا يُخْرَجُ
(12)
،
⦗ص: 475⦘
أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ الْمَعْدُومَ
(13)
، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ على نَوائِبِ الْحَقِّ؟! فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ
(14)
، وَقالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ
(15)
: مُرْ أَبا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دارِهِ، فَلْيُصَلِّ فيها وَلْيَقْرَأْ ما شاءَ، وَلَا يُؤْذِينا بِذَلِكَ وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ؛ فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِساءَنا وَأَبْناءَنا. فقالَ ذَلِكَ ابْنُ الدَّغِنَةِ
(16)
لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دارِهِ، ثُمَّ بَدا لِأَبِي بَكْرٍ، فابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِناءِ دارِهِ، وَكانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَذِفُ
(17)
عَلَيْهِ نِساءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْناؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ منه وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إذا قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَرْسَلُوا إلى ابْنِ الدَّغِنَةِ
(18)
فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ
(19)
، فقالُوا: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنا أَبا بَكْرٍ بِجِوارِكَ، على أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دارِهِ، فَقَدْ جاوَزَ ذَلِكَ؛ فابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِناءِ دارِهِ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ والْقِراءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينا أَنْ يُفْتَنَ نِساؤُنا وَأَبْناؤُنا
(20)
، فانْهَهُ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ على أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ؛ فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنا مُقِرِّينَ
(21)
لِأَبِي بَكْرٍ الاِسْتِعْلَانَ. قالَتْ عائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ
(22)
إلى أَبِي بَكْرٍ فَقالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عاقَدْتُ لَكَ
عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ على ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوارَكَ، وَأَرْضَى بِجِوارِ اللَّهِ عز وجل. والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسْلِمِينَ:
⦗ص: 476⦘
«إِنِّي أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكُمْ، ذاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ» . وَهُما الْحَرَّتانِ، فَهاجَرَ مَنْ هاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عامَّةُ مَنْ كانَ هاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إلى الْمَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» . فقالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ
(23)
؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ راحِلَتَيْنِ كانَتا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ -وهو الْخَبَطُ- أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عائِشَةُ: فَبَيْنَما نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قالَ قائِلٌ لأَبِي بَكْرٍ: هَذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا. فِي ساعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينا فِيها، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: فِداءٌ
(24)
لَهُ أَبِي وَأُمِّي، واللَّهِ ما جاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ. قالَتْ: فَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاسْتَأذَنَ، فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ:«أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ» . فقالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّما هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِنِّي
(25)
قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ». فقالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحابَةَُ بِأَبِي أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ» . قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ -بِأَبِي أَنْتَ
(26)
يا رَسُولَ اللَّهِ- إِحْدَى راحِلَتَيَّ هاتَيْنِ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بِالثَّمَنِ» . قالَتْ عائِشَةُ: فَجَهَّزناهُما أَحَثَّ
(27)
الْجَهازِ
(28)
، وَصَنَعْنا لَهُما سُفْرَةً فِي جِرابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْماءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطاقِها، فَرَبَطَتْ بِهِ على فَمِ الْجِرابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذاتَ النِّطاقِ
(29)
. قالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا
(30)
فِيهِ ثَلَاثَ لَيالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُما عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وهو غُلَامٌ شابٌّ، ثَقِفٌ لَقِنٌ، فَيُدْلِجُ
(31)
مِنْ عِنْدِهِما بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ
⦗ص: 477⦘
بِمَكَّةَ كَبائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتادانِ
(32)
بِهِ إِلَّا وَعاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُما بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِما عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيرِيحُها
(33)
عَلَيْهِما حِينَ يَذْهَبُ
(34)
ساعَةٌ مِنَ الْعِشاءِ، فَيَبِيتانِ فِي رِسْلٍ، وهو لَبَنُ مِنْحَتِهِما وَرَضِيفِهِما، حَتَّى يَنْعِقَ بِها عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ
(35)
بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيالِي الثَّلَاثِ، واسْتَأجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وهو مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هادِيًا خِرِّيتًا -والْخِرِّيتُ: الْماهِرُ بِالْهِدايَةِ- قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعاصِ بْنِ وائلٍ السَّهْمِيِّ، وهو على دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِناهُ فَدَفَعا إِلَيْهِ راحِلَتَيْهِما وَواعَداهُ
غارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيالٍ، بِراحِلَتَيْهِما صُبْحَ ثَلَاثٍ، وانْطَلَقَ مَعَهُما عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ والدَّلِيلُ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّواحِلِ.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: وَأخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ، وهو ابْنُ أَخِي سُراقَةَ بْنِ مالِكِ
(36)
بْنِ جُعْشُمٍ: أَنَّ أَباهُ أَخْبَرَهُ:
أَنَّهُ سَمِعَ سُراقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جاءَنا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةً، كُلِّ
(37)
واحِدٍ مِنْهُما، مَنْ
(38)
قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَما أَنا جالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ
(39)
رَجُلٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قامَ عَلَيْنا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقالَ: يا سُراقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أُراها مُحَمَّدًا وَأَصْحابَهُ. قالَ سُراقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنا. ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ ساعَةً،
⦗ص: 478⦘
ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ، فَأَمَرْتُ جارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهيَ مِنْ وَراءِ أَكَمَةٍ، فَتَحْبِسَها عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَحَطَطْتُ
(40)
بِزُجِّهِ الأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عالِيَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُها، فَرَفَعْتُها تُقَرِّبُ
(41)
بِي، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ
(42)
بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْها، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إلى كِنانَتِي، فاسْتَخْرَجْتُ منها الأَزْلَامَ فاسْتَقْسَمْتُ
(43)
بِها: أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأَزْلَامَ، تُقَرِّبُ
(44)
بِي حَتَّى إذا سَمِعْتُ قِراءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفاتَ، ساخَتْ يَدا فَرَسِي فِي الأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْها، ثُمَّ زَجَرْتُها فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْها، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قائِمَةً، إذا لِأَثَرِ يَدَيْها عُثانٌ
(45)
ساطِعٌ فِي السَّماءِ مِثْلُ الدُّخانِ، فاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَنادَيْتُهُمْ بِالأَمانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ ما لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ، أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبارَ ما يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الزَّادَ والْمَتاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي، إِلَّا أَنْ قالَ
(46)
: «أَخْفِ عَنَّا» . فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ
(47)
، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَأخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، كانُوا تِجارًا قافِلِينَ مِنَ الشَّامِ، فَكَسا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبا بَكْرٍ ثِيابَ
⦗ص: 479⦘
بَياضٍ، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ
(48)
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ، فَكانُوا
يَغْدُونَ كُلَّ غَداةٍ إلى الْحَرَّةِ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَما أَطالُوا انْتِظارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إلى بُيُوتِهِمْ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ على أُطُمٍ مِنْ آطامِهِمْ، لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابِهِ مُبَيَّضِيْنَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ قالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يا مَعاشِرَ
(49)
الْعَرَبِ، هَذا جَدُّكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ. فَثارَ الْمُسْلِمُونَ إلى السِّلَاحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَ
(50)
ذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، فَقامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صامِتًا، فَطَفِقَ مَنْ جاءَ مِنَ الأَنْصارِ -مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ
(51)
صلى الله عليه وسلم يُحَيِّي أَبا بَكْرٍ، حَتَّى أَصابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأُسِّسَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ على التَّقْوَى، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَكِبَ راحِلَتَهُ، فَسارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ
(52)
حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وهو يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكانَ مِرْبَدًا لِلتَّمْرِ، لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ
(53)
بْنِ زُرارَةَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَرَكَتْ بِهِ راحِلَتُهُ:«هَذا إِنْ شاءَ اللَّهُ الْمَنْزِلُ» . ثُمَّ دَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغُلَامَيْنِ فَساوَمَهُما بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقالَا: لَا، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فأبَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقْبَله منهما هِبةً حتَّى ابْتاعَه مِنْهما
(54)
، ثُمَّ بَناهُ مَسْجِدًا، وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِي بُنْيانِهِ وَيَقُولُ، وهو يَنْقُلُ اللَّبِنَ:
⦗ص: 480⦘
«هَذا الحِمالُ لَا حِمالُ
(55)
خَيْبَرْ. هَذا أَبَرُّ رَبَّنا وَأَطْهَرُ
(56)
».
وَيَقُولُ:
«اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ. فارْحَمِ الأَنْصارَ والْمُهاجِرَهْ» .
فَتَمَثَّلَ بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي.
قالَ ابْنُ شِهابٍ: وَلَمْ يَبْلُغْنا فِي الأَحادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تامٍّ غَيْرِ هَذا الْبَيْتِ
(57)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حتى إذا بلغَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بِرْكَ» بكسر الباء (و، ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن).
(3)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وأعبدَ» بالنصب (ن)، وهو المثبت في متن باقي الأصول دون ذكر اختلاف.
(5)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(6)
في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْتَ» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُعْدِمَ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «فارجع» .
(9)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(10)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(11)
لفظة: «مِثْلُهُ» ليست في (ن)، وهو موافق لنسخة البقاعي، وأشار إلى وجودها في نسخة.
(12)
في رواية أبي ذر: «لا يُخْرَجُ مثله ولا يَخْرُجُ» .
(13)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُعْدِمَ» .
(14)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(15)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(16)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(17)
في رواية أبي ذر: «فَيَتَقَذَّفُ» . وبهامش اليونينية نقلًا عن عياض: في حديث أبي بكر: «فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ نِساءُ الْمُشْرِكِينَ» كذا للمروزي والمُستملي، وعند غيرهما من شيوخ أبي ذر:«فَيَتَقَذَّفُ» [زاد في (ب، ص): بتشديد الذال] وعند الجرجاني: «فيَنْقَصِفُ» وهو المعروف. اهـ.
(18)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(19)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليه» .
(20)
في رواية أبي ذر: «أنْ يَفْتِنَ نساءنا وأبناءنا» (ن، و). وضبط المتن في (ب، ص) بوجهين: «يفتِن نساءَنا وأبناءَنا» بفتح الياء وضمها، دون عزو، وأشار إليها بهامش (ق).
(21)
في رواية أبي ذر: «بمقرينَ» .
(22)
في رواية أبي ذر: «الدُّغُنَّةِ» .
(23)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وأمي» .
(24)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فِدًى» .
(25)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإنه» .
(26)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(27)
في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «أَحبَّ» .
(28)
أهمل ضبط الجيم في (ن، و)، وضبطها في (ق) بالكسر والفتح معًا.
(29)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النِّطاقَيْنِ» .
(30)
بهامش اليونينية: «كَمَنَ» بفتح الميم هي اللغة الفصحى، ويقالُ بكسرها.
(31)
في رواية أبي ذر: «فَيَدَّلِجُ» .
(32)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُكادانِ» .
(33)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: «فيُريحها» ، و «فيَريحها» ، وضبطها في (و، ق): «فيُريحها» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(34)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَذْهَبُ» .
(35)
قوله: «بن فهيرة» ليس في رواية أبي ذر.
(36)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(37)
في (ن، ب، ص): «ديةً كلّ» ، وبهامش (ب، ص): لم يضبط اللام في اليونينية، وكسرها في فرعٍ. اهـ. وضبطت في (و):«ديةَ كلِّ» .
(38)
في رواية أبي ذر: «لِمَنْ» .
(39)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إذ أقبل» .
(40)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فخططت» .
(41)
في رواية أبي ذر: «فَرَفَّعْتُها تُقَرَّبُ» . وبهامش اليونينية نقلًا عن عياض: قوله: «فَرَفَّعْتُها تُقَرِّبُ بي» و «تَقَرَّبُ [في (ب، ص): كذا في اليونينة التاء في هذه مفتوحة] بي» يعني فرسه، وهو ضرب من الإسراع، قال الأصمعي: وهو التقريب، أن ترفع الفرس يديها معًا، وتضعهما معًا. اهـ.
(42)
في رواية أبي ذر: «وعَثَرَت» .
(43)
في رواية أبي ذر: «واسْتَقْسَمْتُ» .
(44)
في رواية أبي ذر: «تُقَرَّبُ» بفتح الراء (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالوجهين دون عزو.
(45)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غُبارٌ» .
(46)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(47)
بهامش اليونينية دون رقم: «أَدَمٍ» .
(48)
في رواية أبي ذر: «بِمَخْرَجِ» .
(49)
في رواية أبي ذر: «يا مَعْشَرَ» .
(50)
بهامش اليونينية دون رقم: «وكان» ، بدل:«وذلك» .
(51)
بهامش اليونينية دون رقم: «النَّبيَّ» .
(52)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مع الناس» .
(53)
في رواية أبي ذر: «سَعْد» . والمثبت أوجه كما في الفتح.
(54)
قوله: «فأبَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يَقْبَله منهما هِبةً حتَّى ابْتاعَه مِنْهما» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مُهمَّش في (ب، ص).
(55)
ضبطت في (ق، ص): «لا حمالَ» . وفي رواية أبي ذر: «هذا الحَمَالُ لا حَمال» بفتح الحاء، وبهامش اليونينية نقلًا عن عياض: قوله: «هَذا الحَمالُ لَا حَمال خَيْبَرْ» أي: هذا الِحملُ والمحمولُ من اللَّبِن آثرُ عند الله وأطهرُ، أي أبقى ذخرًا وأدوم منفعة، لا حَمال خيبر من التمر والزبيب والطعام المحمول منها، الذي يَتَغَبَّط به حاملوه، أو الذي كنَّا من قبل نحمله ونغتبط به، والحمل والحَمال واحدٌ، وقد رواه المُستملي بالجيم، وله وجه، والأول أظهرُ. اهـ. ثم كتب بالحمرة: بكسر الحاء المهملة من حمال، عن ابن الأثير وغيره.
(56)
ضبطت في (ب، ص) بسكون الراء.
(57)
في رواية أبي ذر: «غيرِ هذه الأبيات» .
3907 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ وَفاطِمَةَ، عَنْ أَسْماءَ رضي الله عنها: صَنَعْتُ سُفْرَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، حِينَ أَرادا الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ لأَبِي: ما أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ إِلَّا نِطاقِي. قالَ: فَشُقِّيهِ. فَفَعَلْتُ، فَسُمِّيتُ ذاتَ النِّطاقَيْنِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال ابن عباس: أسماءُ ذاتُ النِّطاقِ» ، وانظر الحديث رقم:4665.
3908 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
⦗ص: 481⦘
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُراقَةُ بْنُ مالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ،
فَدَعا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَساخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، قالَ: ادْعُ لِي، وَلَا أَضُرُّكَ
(1)
. فَدَعا لَهُ، قالَ: فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِراعٍ، قالَ
(2)
أَبُو بَكْرٍ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ولا أَضُرَّك» . (ب، ص)
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
3909 -
حدَّثني زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، عن أَبِي أُسامَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَسْماءَ رضي الله عنها: أَنَّها حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُباءٍَ، فَوَلَدْتُهُ بِقُباءٍَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ
(1)
فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَها، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ
(2)
.
تابَعَهُ خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عن عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عن أَسْماءَ رضي الله عنها: أَنَّها هاجَرَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهيَ حُبْلَى.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَوَضَعَهُ» .
(2)
بهامش اليونينية: في نسخة زيادة: «يعني بالمدينة» .
3910 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عن أَبِي أُسامَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً فَلَاكَها، ثُمَّ أَدْخَلَها فِي فِيهِ، فَأَوَّلُ ما دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
3911 -
حدَّثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنا
(1)
أَبِي: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ:
حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَدِينَةِ وهو مُرْدِفٌ أَبا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم شابٌّ لَا يُعْرَفُ. قالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يا أَبا بَكْرٍ، مَنْ هَذا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذا الرَّجُلُ
(3)
يَهْدِينِي السَّبِيلَ. قالَ: فَيَحْسِبُ
(4)
الْحاسِبُ أَنَّهُ إِنَّما يَعْنِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّما يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ، فالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذا هو بِفارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذا فارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنا. فالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ» . فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ
(5)
، ثُمَّ قامَتْ تُحَمْحِمُ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، مُرْنِي بِمَ
(6)
شِئْتَ. قالَ: «فَقِفْ مَكانَكَ، لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنا» . قالَ: فَكانَ أَوَّلَ النَّهارِ جاهِدًا على نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ آخِرَ النَّهارِ مَسْلَحَةً لَهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إلى الأَنْصارِ فَجاؤُوا إلى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
فَسَلَّمُوا عَلَيْهِما، وَقالُوا: ارْكَبا آمِنِيْنَ مُطاعِيْنَ
(8)
. فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَحَفُّوا دُونَهُما بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جاءَ
(9)
نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: جاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جاءَ نَبِيُّ اللَّهِ. فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جانِبَ دارِ أَبِي أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ
ابْنُ سَلَامٍ، وهو فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ
(10)
الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيها، فَجاءَ وَهيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَهْلِهِ. فقالَ نَبِيُّ اللَّهِ
(11)
صلى الله عليه وسلم: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنا أَقْرَبُ» . فقالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنا يا نَبِيَّ اللَّهِ،
⦗ص: 483⦘
هَذِهِ دارِي وَهَذا بابِي. قالَ: «فانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنا مَقِيلًا» . قالَ: قُوما على بَرَكَةِ اللَّهِ. فَلَمَّا جاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فادْعُهُمْ فسَلْهُمْ
(12)
عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قالُوا فِيَّ ما لَيْسَ فِيَّ. فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَيْلَكُمُ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَواللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ، فَأَسْلِمُوا» . قالُوا: ما نَعْلَمُهُ. قالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَها ثَلَاثَ مِرارٍ، قالَ:«فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ؟» قالُوا: ذاكَ سَيِّدُنا وابْنُ سَيِّدِنا، وَأَعْلَمُنا وابْنُ أَعْلَمِنا. قالَ:«أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قالُوا: حاشَى لِلَّهِ ما كانَ لِيُسْلِمَ. قالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قالُوا: حاشَى
(13)
لِلَّهِ ما كانَ لِيُسْلِمَ. قالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» . قالُوا: حاشَى
(14)
لِلَّهِ ما كانَ ليُسْلِمَ. قالَ: «يا ابْنَ سَلَامٍ اخْرُجْ عَلَيْهِمْ» . فَخَرَجَ فَقالَ: يا مَعْشَرَ الْيَهُودِ اتَّقُوا اللَّهَ، فَواللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جاءَ بِحَقٍّ
(15)
. فقالُوا: كَذَبْتَ. فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «والنَّبيُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الذي» .
(4)
في (و) بفتح السين، وأهمل ضبطها في (ن).
(5)
في رواية أبي ذر: «فَرَسُه» .
(6)
في رواية أبي ذر: «بما» .
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «وأبي بكر» .
(8)
ضبطت في (و، ق): «آمنَينِ مطاعَينِ» بالتثنية، وبهامش (ب، ص): كشط على فتحة النون الثانية من آمنين ومطاعين في اليونينية. اهـ.
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَضُمَّ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(12)
في (ب، ص): «فسْأَلْهم» . وبهامشهما: ضبط السين بالسكون من الفرع. اهـ.
(13)
في رواية أبي ذر: «حاشا» . (ب، ص).
(14)
في رواية أبي ذر: «حاشَ» .
(15)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالحق» .
3912 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عن نافِعٍ -يَعْنِي عن ابْنِ عُمَرَ
(2)
-: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ فَرَضَ لِلْمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ فِي أَرْبَعَةٍ، وَفَرَضَ لاِبْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: هو مِنَ الْمُهاجِرِينَ، فَلِمَ نَقَصْتَهُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ؟ فَقالَ: إِنَّما هاجَرَ بِهِ أَبَواهُ. يَقُولُ: لَيْسَ هو كَمَنْ هاجَرَ بِنَفْسِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «يعني عن ابن عمر» ليس في رواية أبي ذر. وقوله: «يعني» ليس في متن (و، ق). (لا الحمرة إلى)
3913 -
3914 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائِلٍ:
عَنْ خَبَّابٍ، قالَ: هاجَرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، قالَ:
حَدَّثَنا خَبَّابٌ قالَ: هاجَرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، وَوَجَبَ أَجْرُنا على اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ نَجِدْ له
(1)
شَيْئًا نُكَفِّنُهُ فِيهِ إِلَّا نَمِرَةً، كُنَّا إذا غَطَّيْنا بها رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، فَإِذا
(2)
غَطَّيْنا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَأَمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغْطِيَ
(3)
رَأسَهُ بِها، وَنَجْعَلَ على رِجْلَيْهِ
(4)
مِنْ إِذْخِرٍ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فهو يَهْدِبُها.
(1)
لفظة: «له» ليست في (و، ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «وإذا» .
(3)
بهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية، وفي الفرع بالتشديد. اهـ. وهو المثبت في (و، ق).
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3915 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ
بِشْرٍ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن مُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: حدَّثني أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ قالَ: قالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: هَلْ تَدْرِي ما قالَ أَبِي لِأَبِيكَ؟ قالَ: قُلْتُ: لَا. قالَ: فَإِنَّ أَبِي قالَ لِأَبِيكَ: يا أَبا مُوسَى، هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلَامُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهِجْرَتُنا مَعَهُ، وَجِهادُنا مَعَهُ، وَعَمَلُنا كُلُّهُ مَعَهُ، بَرَدَ
(1)
لَنا، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْناهُ بَعْدَهُ نَجَوْنا منه كَفافًا رَأسًا بِرَأسٍ؟ فَقالَ
(2)
أَبِي: لَا واللَّهِ، قَدْ جاهَدْنا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّيْنا، وَصُمْنا، وَعَمِلْنا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ على أَيْدِينا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ. فقالَ أَبِي: لَكِنِّي أَنا، والَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنا، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْناهُ
(3)
بَعْدُ نَجَوْنا منه كَفافًا رَأسًا بِرَأسٍ. فَقُلْتُ: إِنَّ أَباكَ واللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «عملنا» .
3916 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ -أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ-: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن عاصِمٍ، عن أَبِي عُثْمانَ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا قِيلَ لَهُ:
(1)
هاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ. يَغْضَبُ. قالَ: وَقَدِمْتُ أَنا وَعُمَرُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْناهُ قائِلًا، فَرَجَعْنا إلى الْمَنْزِلِ، فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ وَقالَ
(2)
: اذْهَبْ فانْظُرْ هَلِ اسْتَيْقَظَ؟ فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَبايَعْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إلى عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فانْطَلَقْنا إِلَيْهِ نُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَبايَعَهُ، ثُمَّ بايَعْتُهُ.
(1)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
3917 -
3918 - حدَّثنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ يُحَدِّثُ، قالَ: ابْتاعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ عازِبٍ رَحْلًا، فَحَمَلْتُهُ مَعَهُ، قالَ: فَسَأَلَهُ عازِبٌ عن مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: أُخِذَ عَلَيْنا بِالرَّصَدِ، فَخَرَجْنا لَيْلًا، فَأَحْثَثْنَا
(2)
لَيْلَتَنا وَيَوْمَنا حَتَّى قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنا صَخْرَةٌ، فَأَتَيْناها وَلَها شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قالَ: فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرْوَةً مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ ما حَوْلَهُ، فَإِذا أَنا بِراعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ
(3)
يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنا، فَسَأَلْتُهُ: لِمَنْ أَنْتَ يا غُلَامُ؟ فَقالَ: أَنا لِفُلَانٍ. فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ حالِبٌ؟ قالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انْفُضِ الضَّرْعَ. قالَ: فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِداوَةٌ مِنْ ماءٍ عَلَيْها
(4)
خِرْقَةٌ، قَدْ رَوَّأْتُها لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَبَبْتُ على اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: اشْرَبْ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 486⦘
حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ ارْتَحَلْنا والطَّلَبُ فِي إِثْرِنا
(5)
. قالَ الْبَراءُ: فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ على أَهْلِهِ، فَإِذا عائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ
(6)
قَدْ أَصابَتْها حُمَّى، فَرَأَيْتُ
أَباها فَقَبَّلَ
(7)
خَدَّها وَقالَ: كَيْفَ أَنْتِ يا بُنَيَّةُ؟
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَأَحْيَيْنَا» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فأحيينا» (ص)، وكتب بهامش اليونينية:«فأحيينا» من الإحياء ضد النوم. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «غُنَيْمَتِهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وعليها» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أَثَرِنا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «مضجعةً» .
(7)
في رواية أبي ذر: «يُقَبِّلُ» .
3919 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ حَدَّثَهُ:
عَنْ أَنَسٍ خادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ فِي أَصْحابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ
(1)
أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَفَها بِالْحِنَّاءِ والْكَتَمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «غَيْرُ» .
3920 -
وَقالَ دُحَيْمٌ: حدَّثنا الْوَلِيدُ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ: حدَّثني أَبُو عُبَيْدٍ، عن عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكانَ أَسَنَّ أَصْحابِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَغَلَفَها بِالْحِنَّاءِ والْكَتَمِ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُها.
3921 -
حدَّثنا أَصْبَغُ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ رضي الله عنه تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقالَ لَها: أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَها، فَتَزَوَّجَها ابْنُ عَمِّها هَذا الشَّاعِرُ، الَّذِي قالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ، رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ:
وَماذا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
…
…
مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنامِ
⦗ص: 487⦘
وَماذا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
…
…
مِنَ الْقَيْناتِ والشَّرْبِ الْكِرامِ
تُحَيِّي
(2)
بِالسَّلَامَةِ
(3)
أُمُّ بَكْرٍ
…
…
وَهَلْ
(4)
لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ؟
يُحَدِّثُنا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيا
(5)
…
…
وَكَيْفَ حَياةُ أَصْداءٍ وَهامِ
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُحَيَّى» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تُحَيِّينا السلامةَ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فهل» .
(5)
ضبطت في (و، ق): «سنُحيَى» ، على أنَّه من المتعدي.
3922 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن ثابِتٍ، عن أَنَسٍ:
عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغارِ، فَرَفَعْتُ رَأسِي فَإِذا أَنا بِأَقْدامِ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا. قالَ: «اسْكُتْ يا أَبا بَكْرٍ،
(1)
اثْنانِ اللَّهُ ثالِثُهُما».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
3923 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ -وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ-: حَدَّثَنا
(1)
الزُّهْرِيُّ: حدَّثني عَطاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ:
حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه، قالَ: جاءَ أَعْرابِيٌّ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عن الْهِجْرَةِ، فَقالَ:«وَيْحَكَ إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأنُها شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَتُعْطِي صَدَقَتَها؟» . قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَهَلْ تَمْنحُ مِنْها؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَتَحْلُبُها يَوْمَ وُرُودِها
(2)
؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فاعْمَلْ مِنْ وَراءِ الْبِحارِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا» .
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «حدّثني» . وعزاها في (ن) إلى رواية أبي ذر، وعكس في (ق).
(2)
في رواية أبي ذر: «وِرْدِها» .
(46)
بابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابِهِ الْمَدِينَةَ
3924 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أَنْبَأَنا أَبُو إِسْحاقَ، سَمِعَ الْبَراءَ رضي الله عنه، قالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنا عَمَّارُ بْنُ ياسِرٍ وَبِلَالٌ.
3925 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكانا يُقْرِئَانِ
(2)
النَّاسَ، فَقَدِمَ بِلَالٌ وَسَعْدٌ وَعَمَّارُ بْنُ ياسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَما رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى جَعَلَ الإِماءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَما قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وكانوا يُقْرِؤُون» .
3926 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها قالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، قالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِما، فَقُلْتُ: يا أَبَةِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قالَتْ: فَكانَ أَبُو بَكْرٍ إذا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
…
والْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِراكِ نَعْلِهِ
وَكانَ بِلَالٌ إذا أَقْلَعَ
(1)
عَنْهُ الْحُمَّى
(2)
يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ وَيَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَّنَ لَيْلَةً
…
بِوادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مجَنَّةٍ
(3)
…
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وَطَفِيلُ
قالَتْ عائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنا
⦗ص: 489⦘
مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْها، وَبارِكْ لَنا فِي صاعِها وَمُدِّها، وانْقُلْ حُمَّاها فاجْعَلْها بِالْجُحْفَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «أُقْلِعَ» .
(2)
لفظة: «الحمى» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
ضبطت الميم بالفتح والكسر معًا.
3927 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ
(1)
: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ أَخْبَرَهُ
(2)
: دَخَلْتُ
(3)
على عُثْمانَ -وَقالَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ: حدَّثني أَبِي، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ خِيارٍ
(4)
أَخْبَرَهُ قالَ: دَخَلْتُ على عُثْمانَ- فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِما بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
(5)
، ثُمَّ هاجَرْتُ هِجْرَتَيْنِ، وَنِلْتُ
(6)
صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبايَعْتُهُ، فَواللَّهِ ما عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.
تابَعَهُ إِسْحاقُ الْكَلْبِيُّ: حَدَّثَنِي
(7)
الزُّهْرِيُّ مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الزُّبير» .
(2)
قوله: «أَخْبَرَهُ» ليس في (ن).
(3)
في رواية أبي ذر: «أنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ بنِ الخِيار دخَلَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «الخِيارِ» .
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وكنتُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3928 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا مالِكٌ وَأخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
(1)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ إلى أَهْلِهِ وهو بِمِنًى، فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّها عُمَرُ، فَوَجَدَنِي، فقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعاعَ
⦗ص: 490⦘
النَّاسِ
(2)
، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تُمْهِلَ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ؛ فَإِنَّها دارُ الْهِجْرَةِ والسُّنَّةِ
(3)
، وَتَخْلُصَ لِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرافِ النَّاسِ وَذَوِي رَأْيِهِمْ. قالَ
(4)
عُمَرُ: لَأَقُومَنَّ فِي أَوَّلِ مَقامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «عبدَ الله بنَ عباس» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «وغَوْغاءَهم» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والسَّلامةِ» بدل قوله: «والسنة» .
(4)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
3929 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهابٍ، عن خارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ:
أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ -امْرَأَةً مِنْ نِسائِهِمْ بايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ عُثْمانَ بْنَ مَظْعُونٍ طارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتِ
(1)
الأَنْصارُ على سُكْنَى الْمُهاجِرِينَ، قالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فاشْتَكَى عُثْمانُ عِنْدَنا فَمَرَّضْتُهُ، حَتَّى تُوُفِّيَ وَجَعَلْناهُ فِي أَثْوابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبا السَّائِبِ، شَهادَتِي عَلَيْكَ لقد أَكْرَمَكَ اللَّهُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَما يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟!» قالَتْ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ؟ قالَ: «أَمَّا هو فَقَدْ جاءَهُ واللَّهِ الْيَقِينُ، واللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَما أَدْرِي واللَّهِ وَأَنا رَسُولُ اللَّهِ ما يُفْعَلُ بِي
(2)
». قالَتْ: فَواللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ. قالَتْ: فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ، فَنِمْتُ، فَأُرِيتُ لِعُثْمانَ بْنِ مَظْعُونٍ
(3)
عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ:«ذَلِكَ عَمَلُهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «قَرَعَتِ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «به» .
(3)
قوله: «بنِ مظعون» ليس في رواية أبي ذر.
3930 -
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها،
⦗ص: 491⦘
قالَتْ: كانَ يَوْمُ بُعاثٍ
(2)
يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ عز وجل لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَقَدِ افْتَرَقَ مَلَؤُهُمْ
(3)
، وَقُتِلَتْ سَرَواتُهُمْ
(4)
، فِي دُخُولِهِمْ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بُعاثَ» ممنوعة من الصرف (و، ب، ص)
(3)
في متن (ب، ص): «ملأُهم» بالهمزة المضمومة على الألف، وبهامشهما أنَّ رواية أبي ذر كالمثبت في المتن.
(4)
في متن (و، ب، ص): «سراتهم» .
3931 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْها، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَها، يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَعِنْدَها قَيْنَتانِ
(1)
بِما تَقاذَفَتِ
(2)
الأَنْصارُ يَوْمَ بُعاثٍ
(3)
، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: مِزْمارُ الشَّيْطانِ؟! مَرَّتَيْنِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهُما يا أَبا بَكْرٍ؛ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنا هَذا الْيَوْمُ» .
(1)
ضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «قَيْنَتانِ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«تُغَنِّيانِ» . كتبت بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «تَعازَفَتْ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «بعاثَ» ممنوعة من الصرف.
3932 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ -وَحَدَّثَنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ-: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ الضُّبَعِيُّ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ
رضي الله عنه قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ، فِي حَيٍّ يُقالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قالَ: فَأَقامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إلى مَلإِ بَنِي النَّجَّارِ، قالَ: فَجاؤُوا مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ، قالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على راحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ
(2)
، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِناءِ أَبِي أَيُّوبَ، قالَ: فَكانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرابِضِ الْغَنَمِ، قالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِبِناءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ
⦗ص: 492⦘
إلى مَلَأِ بَنِي النَّجَّارِ فَجاؤُوا، فَقالَ:«يا بَنِي النَّجَّارِ، ثامِنُونِي حائطَكُمْ هَذا» . فقالُوا
(3)
: لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إلى اللَّهِ. قالَ: فَكانَ فِيهِ ما أَقُولُ لَكُمْ، كانَتْ فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَكانَتْ فِيهِ خِرَبٌ، وَكانَ فِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ. قالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، قالَ: وَجَعَلُوا عِضادَتَيْهِ حِجارَةً، قالَ: قالَ
(4)
: جَعَلُوا يَنْقُلُونَ ذاكَ
(5)
الصَّخْرَ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ، يَقُولُونَ
(6)
:
اللَّهُمَّ إِنَّهُ
(7)
لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ. فانْصُرِ الأَنْصارَ والْمُهاجِرَهْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «رِدْفُه» بالرفع.
(3)
في رواية أبي ذر: «قالوا» . و بعدها في متن (و، ب، ص، ق) زيادة: «لا والله» ، وضبَّب عليها في (ق).
(4)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «ذلك» ، وكتب فوقها «معًا» يعني بالألف وباللام.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
لفظة: «إِنَّهُ» ليست في رواية أبي ذر.
(47)
بابُ إِقامَةِ الْمُهاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضاءِ نُسُكِهِ
3933 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الزُّهْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُ السَّائِبَ ابْنَ أُخْتِ النَّمِرِ: ما سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟ قالَ:
سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ لِلْمُهاجِرِ بَعْدَ الصَّدَرِ» .
(48)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في نسخةٍ. (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:
3934 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عن أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قالَ: ما عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا مِنْ وَفاتِهِ، ما عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ.
3935 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ على الأُولَى
(1)
.
تابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الأوَّلِ» .
(49)
بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحابِي هِجْرَتَهُمْ»
وَمَرْثِيَتِهِ لِمَنْ ماتَ بِمَكَّةَ
3936 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَْعَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مالِكٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: عادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ حَجَّةِ الْوَداعِ مِنْ مَرضٍ
(1)
أَشْفَيْتُ منه على الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ ما تَرَى، وَأَنا ذُو مالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي واحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ
بِثُلُثَيْ مالِي؟ قالَ: «لَا» . قالَ: فَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قالَ
(2)
: «الثُّلُثُ يا سَعْدُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ
(3)
أَغْنِياءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ -قالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عن إِبْراهِيمَ: أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ
(4)
- وَلَسْتَ بِنافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِها، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُها فِي فِي امْرَأَتِكَ». قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحابِي؟ قالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ
(5)
دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ على أَعْقابِهِمْ،
⦗ص: 494⦘
لَكِنِ الْبائسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ». يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُوُفِّيَ
(6)
بِمَكَّةَ.
(7)
(1)
في رواية أبي ذر: «يعني من وجع» . بدل قوله: «من مرض» . (لا إلى) بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «قالَ: لا» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَرَثَتَك» .
(4)
رواية أحمد بن يونس ليست في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «بها» .
(6)
في رواية أبي ذر: «أن يُتَوَفَّى» .
(7)
في متن (ق، ب، ص) بعد هذا الحديث زيادة: «وَقال أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَمُوسَى، عن إِبْراهِيمَ: «أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ» . مرموزًا عليها في (ب، ص) بعلامة السقوط، وحديث موسى عند البخاري.
(50)
بابٌ: كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحابِهِ
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَمَّا قَدِمْنا الْمَدِينَةَ.
وَقالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمانَ وَأَبِي الدَّرْداءِ.
3937 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن حُمَيْدٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ
(1)
، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُناصِفَهُ أَهْلَهُ وَمالَهُ، فقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمالِكَ، دُلَّنِي على السُّوقِ. فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَهْيَمْ يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟» قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصارِ. قالَ:«فَما سُقْتَ فِيها؟» . فَقالَ
(2)
: وَزْنَ نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشاةٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «المدينةَ» .
(2)
في (و، ق): «قال» .
(51)
بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في نسخة. (ب، ص) ..
3938 -
حدَّثني حامِدُ بْنُ عُمَرَ، عن بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:
⦗ص: 495⦘
حَدَّثَنا أَنَسٌ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَأَتاهُ يَسْأَلُهُ عن أَشْياءَ، فَقالَ: إِنِّي سائِلُكَ عن ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: ما أَوَّلُ أَشْراطِ السَّاعَةِ؟ وَما أَوَّلُ طَعامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ وَما بالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إلى أَبِيهِ أَوْ إلى أُمِّهِ؟ قالَ: «أخبَرَني بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا» . قالَ ابْنُ سَلَامٍ: ذاكَ
(1)
عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قالَ: «أَمَّا أَوَّلُ أَشْراطِ السَّاعَةِ: فَنارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إلى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: فَزِيادَةُ كَبِدِ الحُوتِ، وَأَمَّا الْوَلَدُ: فإِنَّهُ إِذا
(2)
سَبَقَ ماءُ الرَّجُلِ ماءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذا
(3)
سَبَقَ ماءُ المَرْأَةِ ماءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ». قالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قالَ:
يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ
(4)
، فاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي
(5)
. فَجاءَتِ الْيَهُودُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(6)
: «أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ
(7)
؟» قالُوا: خَيْرُنا وابْنُ خَيْرِنا، وَأَفْضَلُنا وابْنُ أَفْضَلِنا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ؟» . قالُوا: أَعاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَعادَ عَلَيْهِمْ، فقالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قالُوا: شَرُّنا وابْنُ شَرِّنا. وَتَنَقَّصُوهُ، قالَ: هَذا كُنْتُ أَخافُ يا رَسُولَ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(2)
في (و، ب، ص): «فإذا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فإذا» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية أبي ذر: «يعلموا إسلامِي» .
(6)
قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أن قوله: «صلى الله عليه وسلم» فقط ليس في روايته، وهو موافق لما في الإرشاد.
(7)
في رواية أبي ذر: «أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ» .
3939 -
3940 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ أَبا الْمِنْهالِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُطْعِمٍ قالَ:
باعَ شَرِيكٌ لِي دَراهِمَ فِي السُّوقِ نَسِيئَةً، فَقُلْتُ: سُبْحانَ اللَّهِ،
⦗ص: 496⦘
أَيَصْلُحُ هَذا؟ فَقالَ: سُبْحانَ اللَّهِ، واللَّهِ لقد بِعْتُها فِي السُّوقِ، فَما عابَهُ
(1)
أَحَدٌ. فَسَأَلْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ فَقالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(2)
وَنَحْنُ نَتَبايَعُ هَذا الْبَيْعَ، فَقالَ:«ما كانَ يَدًا بِيَدٍ فَلَيْسَ بِهِ بَأسٌ، وَما كانَ نَسِيئَةً فَلَا يَصْلُحُ» . والْقَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَسَلْهُ
(3)
؛ فَإِنَّهُ كانَ أَعْظَمَنا تِجارَةً. فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فقالَ مِثْلَهُ.
وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً: فَقالَ: قَدِمَ عَلَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نَتَبايَعُ. وَقالَ: نَسِيئَةً إلى الْمَوْسِمِ، أَوِ: الْحَجِّ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «عابها» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«عَلَيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «المدينةَ» .
(3)
في (ب، ص): «فاسْئله» .
(52)
بابُ إِتْيانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ
{هَادُواْ} [البقرة: 62] صارُوا يَهُودَ
(1)
. وَأَمَّا قَوْلُهُ
(2)
: {هُدْنَا} [الأعراف: 156]: تُبْنا، هائدٌ تائبٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «يَهودًا» .
(2)
لفظة: «قوله» ليست في رواية أبي ذر.
3941 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا قُرَّةُ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ لآمَنَ بِيَ الْيَهُودُ» .
3942 -
قالَ: حَدَّثَنِي
(1)
أَحْمَدُ
(2)
-أَوْ مُحَمَّدُ- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ
(3)
: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ أُسامَةَ: أخبَرَنا أَبُو عُمَيْسٍ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: دَخَلَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَإِذا أُناسٌ مِنَ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ
⦗ص: 497⦘
عاشُوراءَ وَيَصُومُونَهُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ» . فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية: أحمد بن عُبيد الله بن سهيل، في باب أحمد ذكره البخاري وأبو .... [في (ب، ص): كذا في اليونينية، وفي الفرع: وأبو ذر. اهـ.] في باب عُبيد الله مصغرًا ذكره البخاري أيضًا، وفي أصل ابن الحطيئة:«عبد الله» مكبرٌ، وقال في الهامش: الصواب: «عبيد الله» قال الحافظ أبو ذر: وهي رواية أبي الهيثم. وفي باب أحمد ذكره الحفاظ أبو نصر وابن طاهر وابن عبد الواحد رضي الله عنهم، وفي باب عبيد الله ذكره جميعهم رضي الله عنهم أجمعين. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدِمَ» .
3943 -
حدَّثنا
(1)
زِيادُ بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: حَدَّثَنا
(2)
أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عاشُوراءَ، فَسُئِلُوا عن ذَلِكَ، فقالُوا: هَذا
(3)
الْيَوْمُ الَّذِي أظْفَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرائِيلَ على فِرْعَوْنَ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» . ثُمَّ أَمَرَ
(4)
بِصَوْمِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أخبرنا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «هو» بدل: «هذا» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وأمر» .
3944 -
حدَّثنا عَبْدانُ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
كانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكانَ أَهْلُ الْكِتابِ يَسْدِلُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوافَقَةَ أَهْلِ الْكِتابِ فِيما لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ.
(1)
قوله: «عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.
3945 -
حدَّثني
(1)
زِيادُ بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتابِ، جَزَّؤُوْهُ أَجْزاءً، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يعني قول الله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91]» .
(53)
بابُ
(1)
إِسْلَامِ سَلْمانَ الْفارِسِيِّ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
3946 -
حدَّثني الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: قالَ أَبِي: وَحَدَّثَنا أَبُو عُثْمانَ، عَنْ سَلْمانَ الْفارِسِيِّ
(1)
: أَنَّهُ تَداوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ، مِنْ رَبٍّ إلى رَبٍّ.
(1)
لفظة: «الفارسي» ليست في رواية أبي ذر.
3947 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَوْفٍ، عن أَبِي عُثْمانَ، قالَ: سَمِعْتُ سَلْمانَ
(1)
يَقُولُ: أَنا مِنْ رامَ هُرْمُزَ.
(1)
زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» .
3948 -
حدَّثني الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: أخبَرَنا أَبُو عَوانَةَ، عن عاصِمٍ الأَحْوَلِ، عن أَبِي عُثْمانَ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: فَتْرَةٌ بَيْنَ
(1)
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سِتُّ مِئَةِ سَنَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَترةُ بَيْنِ» .
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتابُ المَغَازِي
(1)
(1)
البسملة والكتاب ثابتان في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأصل السماع أيضًا. (ب، ص) وهما مهمشان فيهما، والبسملة مؤخرة في رواية أبي ذر إلى ما بعد الكتاب، وفي رواية ابن عساكر:«بابٌ في المغازي» بدل الكتاب.
(1)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الْعُشَيْرَةِ، أَوِ الْعُسَيْرَةِ
(2)
قالَ ابْنُ إِسْحاقَ: أَوَّلُ ما غَزا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الأَبْواءَ، ثُمَّ بُواطَ، ثُمَّ الْعُشَيْرَةَ
(3)
.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
قوله: «أو العُسيرة» ليس في رواية أبي ذر، وفي رواية الأصيلي:«بابُ غزوةِ العُشَير أو العُسَير» ، وفي نسخة عند الأصيلي:«أو العَشِير» بفتح العين وكسر الشين.
(3)
في رواية أبي ذر: «الأبواءُ ثم بواطٌ ثم العُشَيْرُ» ، وقول ابن إسحاق ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وهو مؤخر إلى آخر الباب عنده.
3949 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ:
كُنْتُ إلى جَنْبِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَقِيلَ لَهُ: كَمْ غَزا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ؟ قالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ. قِيلَ: كَمْ غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ
(1)
كانَتْ أَوَّلَ؟ قالَ: الْعُسَيْرَةُ أَوِ الْعُشيْرُ
(2)
. فَذَكَرْتُ لِقَتادَةَ فَقالَ: الْعُشَيْرُ.
(1)
بهامش اليونينية حاشية: قال ابن مالك [في «ب، ص»: بخط الحافظ اليونيني: قال شيخنا شيخ الإسلام]: صوابه: «فأيُّهنَّ» أو: «فأيُّها» . اهـ.
(2)
في رواية الأصيلي: «العُشَيْرَةُ أَوِ الْعُشيْرُ» ، وفي رواية أبي ذر:«العُسَيْرُ أو العُشيرةُ» .
(2)
بابُ
(1)
ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُقْتَلُ بِبَدْرٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية دون رقم:«ذكر من قُتِلَ ببدر» بدل التبويب، كتبت بالحمرة.
3950 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه:
⦗ص: 500⦘
حَدَّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ أَنَّهُ قالَ: كانَ صَدِيقًا لأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَكانَ أُمَيَّةُ إذا مَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ على سَعْدٍ، وَكانَ سَعْدٌ إذا مَرَّ بِمَكَّةَ نَزَلَ على أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْطَلَقَ سَعْدٌ مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ على أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ، فقالَ لِأُمَيَّةَ: انْظُرْ لِي ساعَةَ خَلْوَةٍ؛ لَعَلِّي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ. فَخَرَجَ بِهِ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهارِ، فَلَقِيَهُما أَبُو جَهْلٍ فَقالَ: يا أَبا صَفْوانَ، مَنْ هَذا مَعَكَ؟ فَقالَ
(1)
: هَذا سَعْدٌ. فقالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا
(2)
أَراكَ تَطُوفُ بِمَكَّةَ آمِنًا وَقَدْ آوَيْتُمُ الصُّباةَ، وَزَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَنْصُرُونَهُمْ وَتُعِينُونَهُمْ؟! أَمَا
(3)
واللَّهِ لَوْلَا أَنَّكَ مَعَ أَبِي صَفْوانَ ما رَجَعْتَ إلى أَهْلِكَ سالِمًا. فقالَ لَهُ سَعْدٌ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِ:
أَمَا
(4)
واللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي هَذا لَأَمْنَعَنَّكَ ما هو أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْهُ، طَرِيقَكَ على الْمَدِينَةِ. فقالَ لَهُ أُمَيَّةُ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ يا سَعْدُ على أَبِي الْحَكَمِ، سَيِّدِ
(5)
أَهْلِ الْوادِي. فقالَ سَعْدٌ: دَعْنا عَنْكَ يا أُمَيَّةُ، فَواللَّهِ لقد سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّهُمْ قاتِلُوكَ
(6)
. قالَ: بِمَكَّةَ؟ قالَ: لَا أَدْرِي. فَفَزِعَ لِذَلِكَ أُمَيَّةُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَجَعَ أُمَيَّةُ إلى أَهْلِهِ قالَ: يا أُمَّ صَفْوانَ، أَلَمْ تَرَيْ ما قالَ لِي سَعْدٌ؟! قالَتْ: وَما قالَ لَكَ؟ قالَ: زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا
(7)
أخبَرَهُمْ أَنَّهُمْ قاتِلِيَّ
(8)
، فَقُلْتُ لَهُ: بِمَكَّةَ؟ قالَ: لَا أَدْرِي. فَقالَ
(9)
أُمَيَّةُ: واللَّهِ لَا أَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ. فَلَمَّا كانَ يَوْمَُ بَدْرٍ اسْتَنْفَرَ أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ قالَ
(10)
: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ
(11)
. فَكَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَتاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقالَ: يا أَبا صَفْوانَ، إِنَّكَ مَتَى يَراكَ
(12)
النَّاسُ
⦗ص: 501⦘
قَدْ تَخَلَّفْتَ، وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوادِي، تَخَلَّفُوا مَعَكَ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ أَبُو جَهْلٍ حَتَّى قالَ: أَمَّا إِذْ غَلَبْتَنِي، فَواللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ. ثُمَّ قالَ أُمَيَّةُ: يا أُمَّ صَفْوانَ جَهِّزِينِي. فقالتْ لَهُ: يا أَبا صَفْوانَ، وَقَدْ نَسِيتَ ما قالَ لَكَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟! قالَ: لَا، ما أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا. فَلَمَّا خَرَجَ أُمَيَّةُ أَخَذَ لَا يَنْزِلُ
(13)
مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ، حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ عز وجل بِبَدْرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا» بحذف همزة الاستفهام.
(3)
في (ب، ص): «أمَّا» بالميم المشددة نقلًا عن اليونينية. وفي رواية أبي ذر: «أمَ» بالتخفيف.
(4)
في (ب، ص): «أمَّا» بالميم المشددة نقلًا عن اليونينية. وفي رواية أبي ذر: «أمَ» بالتخفيف.
(5)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «فإنه سَيِّدُ» .
(6)
في رواية الأصيلي: «إنه قاتِلُك» .
(7)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .
(8)
في رواية أبي ذر: «أنه قاتلِي» .
(9)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «قال» .
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فقال» .
(11)
في رواية أبي ذر: «عيرهم» .
(12)
في رواية الأصيلي: «متى يَرَكَ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر:«مَتَى ما يَراكَ» .
(13)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا يَتْرُكُ» .
(3)
بابُ
(1)
قِصَّةِ غَزْوَةِ بَدْرٍ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ
(2)
فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(3)
. إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ. بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ
(4)
. وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} [آل عمران: 123 - 127].
-وَقالَ وَحْشِيٌّ: قَتَلَ حَمْزَةُ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ يَوْمَ بَدْرٍ
(5)
- وَقَوْلهُ تَعالَى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}
(6)
الآيَةَ [الأنفال: 7].
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، وفي (ب، ص) أنَّ رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أخرى لأبي ذر: «قِصَّةُ بَدْرٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي زيادة: «إلى قوله: {فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ}» بدل إتمام الآيات.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ}» بدل إتمام الآيات.
(4)
أهمل ضبط الواو في (ن) وضبطت في (ص) بالفتح والكسر معًا، وبالكسر قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب، وبالفتح قرأ الباقون.
(5)
في حاشية رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال أبو عبد الله: {فَوْرهمْ}: غضبُهم» . وقوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} الشَّوْكةُ: الحَدُّ» بدل قوله: «الآية» .
3951 -
حدَّثني
(1)
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
⦗ص: 502⦘
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مالِكٍ
(2)
يَقُولُ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزاها إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي تَخَلَّفْتُ عَنْ
(3)
غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعاتَبْ أَحَدٌ
(4)
تَخَلَّفَ عَنْها، إِنَّما خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ على غَيْرِ مِيعادٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في (ب) زيادة: «رضي الله عنه» ، وهي بين الأسطر في (ص).
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولم يعاتِبِ اللهُ أَحدًا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(4)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
(2)
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ
أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ
(3)
. وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ
(4)
أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ
(5)
عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ. إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 9 - 13]
(1)
في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه تعالى» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {الْعِقَابِ}» بدل إتمام الآيات.
(3)
في رواية الأصيلي زيادة: «إلى قوله: {فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}» بدل إتمام الآيات.
(4)
ضبطت في (و): «{يغشاكم النعاسُ}» وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(5)
هكذا ضبطت في (و) وهي قراءة الجمهور، وضبطت في (ب، ص): «{يُنْزِلُ}» وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب، وأهمل ضبطها في (ن).
3952 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن مُخارِقٍ، عن طارِقِ بْنِ شِهابٍ، قالَ:
⦗ص: 503⦘
سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدادِ بْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أَكُونَ صاحِبُهُ
(1)
أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يَدْعُو على الْمُشْرِكِينَ، فَقالَ: لَا نَقُولُ كَما قالَ قَوْمُ مُوسَى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، وَلَكِنَّا نُقاتِلُ عن يَمِينِكَ وَعَنْ شِمالِكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ. يَعْنِي قَوْلَهُ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنا صاحبُه» وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): حاشية: يجوز مع «أنا» الرفع، والوجه الفتح، قاله شيخنا. اهـ.
(2)
قوله: «يعني قوله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.
3953 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ
(1)
أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ». فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقالَ: حَسْبُكَ. فَخَرَجَ وهو يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45].
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إني» .
(5)
بابٌ
3954 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ: أخبَرَني عَبْدُ الْكَرِيمِ: أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا، مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحارِثِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عن بَدْرٍ، والْخارِجُونَ إلى بَدْرٍ.
(6)
بابُ عِدَّةِ
(1)
أَصْحابِ بَدْرٍ
(1)
بهامش (ب، ص): الدَّال مخففة في اليونينية. اهـ.
3955 -
3956 - حدَّثنا مُسْلِمٌ
(1)
: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عَنِ الْبَراءِ قالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنا وابْنُ عُمَرَ - حَدَّثَنِي
(2)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا وَهْبٌ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحاقَ،
⦗ص: 504⦘
عَنِ الْبَراءِ، قالَ: اسْتُصْغِرْتُ أَنا وابْنُ عُمَرَ- يَوْمَ بَدْرٍ، وَكانَ الْمُهاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا على سِتِّينَ، والأَنْصارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ إبراهيم» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر: «نيفٌ وأربعون ومِائتان» .
3957 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، قالَ: سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه يَقُولُ: حدَّثني أَصْحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: أَنَّهُمْ كانُوا عِدَّةَ أَصْحابِ طالُوتَ، الَّذِينَ جازُوا
(1)
مَعَهُ النَّهَرَ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَ مِئَةٍ. قالَ الْبَراءُ: لَا واللَّهِ ما جاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أجازوا» .
3958 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عَنِ الْبَراءِ، قالَ: كُنَّا أَصْحابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَتَحَدَّثُ: أَنَّ عِدَّةَ أَصْحابِ بَدْرٍ على عِدَّةِ
أَصْحابِ طالُوتَ، الَّذِينَ جاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، وَلَمْ يُجاوِزْ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلَاثَ مِئَةٍ.
3959 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيانَ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الْبَراءِ -وَحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ: أَنَّ أَصْحابَ بَدْرٍ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، بِعِدَّةِ أَصْحابِ طالُوتَ، الَّذِينَ جاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ، وَما جاوَزَ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ.
(7)
بابُ
(1)
دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على كُفَّارِ قُرَيْشٍ: شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ
والْوَلِيدِ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشامٍ، وَهَلَاكِهِمْ
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية ابن عساكر ولا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والمُستملي، وفي (و، ب، ص) أنهما ليسا في رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، ولفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي.
3960 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:
⦗ص: 505⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قالَ: اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ، فَدَعا على نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: على شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، والْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشامٍ، فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لقد رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى، قَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكانَ يَوْمًا حارًّا.
(1)
قوله: «عبد الله» ليس في رواية ابن عساكر.
(8)
بابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ
(1)
(1)
الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.
3961 -
حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ: أخبَرَنا قَيْسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّهُ أَتَى أَبا جَهْلٍ وَبِهِ رَمَقٌ يَوْمَ بَدْرٍ، فقالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ أَعْمَدُ
(1)
مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟!
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أعذر» ، وبهامش اليونينية:«أعمد» قيل معناه: أعجب، وقيل: هل زاد الأمر على عميد قوم قتله قومه، أي: ليس هذا بعارٍ، وعميد القوم سيدهم، قاله عياض. اهـ.
3962 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ
(1)
:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -وحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
(2)
قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَنْظُرُ ما صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟» فانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنا عَفْراءَ حَتَّى بَرَدَ. قالَ: آنْتَ أَبُو جَهْلٍ
(3)
؟! قالَ: فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، قالَ
(4)
: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟! أَوْ: رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟! قالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟!
(5)
(1)
قوله: «التيمي» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أن أنسًا حدَّثهم» .
(3)
في رواية ابن عساكر ونسخة من رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أبا جهل» كتبت بالحمرة.
(4)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(5)
قوله: «قال أحمد بن يونس: أنت أبو جهل؟!» ليس في رواية أبي ذر. وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوده في نسخة عند ابن عساكر والأصيلي.
3963 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ يَنْظُرُ ما فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟» فانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنا عَفْراءَ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَقالَ: أَنْتَ! أَبا جَهْلٍ؟! قالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ أَوْ قالَ: قَتَلْتُمُوهُ؟! حدَّثني ابْنُ الْمُثَنَّى: أخبَرَنا
(1)
مُعاذُ بْنُ مُعاذٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ: أخبَرَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ نَحْوَهُ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .
3964 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كَتَبْتُ عن يُوسُفَ
ابْنِ الْماجِشُونِ، عَنْ صالِحِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ فِي بَدْرٍ. يَعْنِي حَدِيثَ ابْنَيْ عَفْراءَ.
3965 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: أَنا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيامَةِ. وَقالَ قَيْسُ بْنُ عُبادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] قالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَعُبَيْدَةُ -أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ- بْنُ الْحارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ
(1)
والْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ رَبِيعةَ» .
3966 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي هاشِمٍ، عن أَبِي مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبادٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قالَ: نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] فِي سِتَّةٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحارِثِ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ والْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ.
3967 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ الصَّوَّافُ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ -كانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي
⦗ص: 507⦘
ضُبَيْعَةَ، وهو مَوْلًى لِبَنِي سَدُوسٍَ
(1)
- حدَّثنا
(2)
سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ، عن أَبِي مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبادٍ، قالَ: قالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فِينا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ
(3)
} [الحج: 19].
(1)
قوله: «كان ينزل في بني ضبيعة وهو مولى لبني سدوس» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(3)
قوله: «{اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}» ليس في رواية ابن عساكر.
3968 -
حدَّثنا
(1)
يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنا
(2)
وَكِيعٌ، عن سُفْيانَ، عن أَبِي هاشِمٍ، عن أَبِي مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبادٍ: سَمِعْتُ أَبا ذَرٍّ رضي الله عنه يُقْسِمُ: لَنَزَلَتْ
(3)
هَؤُلَاءِ الآياتُ، فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ. نَحْوَهُ.
3969 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ
(4)
: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو هاشِمٍ
(5)
، عن أَبِي مِجْلَزٍ، عن قَيْسٍ
(6)
، قالَ: سَمِعْتُ أَبا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19] نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ وَعَلِيٍّ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحارِثِ، وَعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ والْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «لنزل» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «الدَّوْرَقِيُّ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «عن أبي هاشم» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن عُبادٍ» .
3970 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
(1)
: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْبَراءَ وَأَنا أَسْمَعُ، قالَ: أَشَهِدَ عَلِيٌّ بَدْرًا؟ قالَ: بارَزَ وَظاهَرَ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «السَّلُوليِّ» .
3971 -
حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني يُوسُفُ بْنُ الْماجِشُونِ، عن صالِحِ بْنِ إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: كاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ
(1)
بَدْرٍ -فَذَكَرَ قَتْلَهُ وَقَتْلَ ابْنِهِ- فقالَ بِلَالٌ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجا أُمَيَّةُ.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بالرفع والنصب معًا.
3972 -
حدَّثنا عَبْدانُ بْنُ عُثْمانَ: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَرَأَ {وَالنَّجْمِ} فَسَجَدَ بِها، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ، غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرابٍ فَرَفَعَهُ إلى جَبْهَتِهِ، فَقالَ: يَكْفِينِي هَذا. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كافِرًا.
3973 -
أخبرني
(1)
إِبْراهِيمُ
ابْنُ مُوسَى: حَدَّثَنا
(2)
هِشامُ بْنُ يُوسُفَ، عن مَعْمَرٍ، عن هِشامٍ
(3)
، عَنْ عُرْوَةَ، قالَ: كانَ فِي الزُّبَيْرِ ثَلَاثُ ضَرَباتٍ بِالسَّيْفِ، إِحْداهُنَّ فِي عاتِقِهِ. قالَ: إِنْ كُنْتُ لَأُدْخِلُ أَصابِعِي فِيها
(4)
. قالَ: ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ
(5)
يَوْمَ بَدْرٍ، وَواحِدَةً يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قالَ عُرْوَةُ: وَقالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوانَ حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: يا عُرْوَةُ، هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَما فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ فُلَّها يَوْمَ بَدْرٍ. قالَ: صَدَقْتَ
بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الْكَتائِبِ
ثُمَّ رَدَّهُ على عُرْوَةَ. قالَ هِشامٌ: فَأَقَمْناهُ بَيْنَنا ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَأَخَذَهُ بَعْضُنا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ أَخَذْتُهُ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» ، وفي رواية الأصيلي:«حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا» ، وقوله:«بن يوسف» ليس في رواية الأصيلي.
(3)
بهامش اليونينية دون رقم: «أخبَرَنا هشامٌ» ، وعزيت في (ن، ق) إلى رواية أبي ذر، وبهامش (ص): كان علامة أبي ذر في اليونينية على «أخبَرَنا» فكشطت. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيهن» .
(5)
ضُبطت في (ب، ص) بفتح الثاء وكسرها، وكتب بهامشهما: بفتح الثاء وكسرها مع الضرب على الكسرة. اهـ. وبهامشهما: كذا في اليونينية ضبط ثاء «ثنتين» مع الضرب على كسرة الثاء هكذا. اهـ.
3974 -
حدَّثنا
(1)
فَرْوَةُ، عن عَلِيٍّ
(2)
، عَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ قالَ: كانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ
(3)
مُحَلًّى بِفِضَّةٍ، قالَ هِشامٌ: وَكانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بِفِضَّةٍ.
(4)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا عَلِيٌّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنِ العوَّام» .
(4)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الموفي عشرين. اهـ.
3975 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ: أَنَّ أَصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقالَ
(2)
: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ. فقالُوا
(3)
: لَا نَفْعَلُ. فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، فَجاوَزَهُمْ وَما مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلًا، فَأَخَذُوا بِلِجامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ على عاتِقِهِ، بَيْنَهُما ضَرْبَةٌ ضُرِبَها يَوْمَ بَدْرٍ. قالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَباتِ أَلْعَبُ وَأَنا صَغِيرٌ. قالَ عُرْوَةُ: وَكانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ، وهو ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ على فَرَسٍ، وَكَّلَ
(4)
بِهِ رَجُلًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قال» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «قالوا» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَوَكَّلَ» .
3976 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعَ رَوْحَ بْنَ عُبادَةَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتادَةَ، قالَ: ذَكَرَ لَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ:
عن أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْواءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكانَ إذا ظَهَرَ على قَوْمٍ أَقامَ بِالْعَرْصَةِ
(1)
ثَلَاثَ لَيالٍ، فَلَمَّا كانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِراحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْها رَحْلُهُ
(2)
، ثُمَّ مَشَى واتَّبَعَهُ أَصْحابُهُ وَقالُوا: ما نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حاجَتِهِ. حَتَّى قامَ على شَفَةِ
(3)
الرَّكِيِّ، فَجَعَلَ يُنادِيهِمْ بِأَسْمائِهِمْ
⦗ص: 510⦘
وَأَسْماءِ آبائِهِمْ: «يا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ
(4)
، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» قالَ: فقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسادٍ لَا أَرْواحَ لَها
(5)
؟! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم: «والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، ما أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِما أَقُولُ مِنْهُمْ» . قالَ قَتادَةُ: أَحْياهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ؛ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنِقْمَةً
(7)
وَحَسْرَةً وَنَدَمًا.
(1)
بهامش اليونينية: بسكون الراء وفتح العين، قاله عياض. اهـ. (ب، ص)
(2)
في (و، ب، ص): «رَحْلُها» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَفِيرِ» .
(4)
في (و): «يا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَيا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ» ، وفي نسخة البقاعي:«يا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، وَيا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ» بالنصب للجميع، وأهمل ضبطها في (ن).
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(7)
في متن (ب، ص): «نَقِيمةً» وضبَّب عليها، وصححت بالهامش بالمثبت، وأهمل ضبط النون والقاف في (ن، و)، وضبطها في نسخة البقاعي والإرشاد بكسر النون وسكون القاف، وضبطت في (ب، ص): «نَقِمَةً» بفتح النون وكسر القاف.
3977 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عن عَطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا} قالَ: هُمْ واللَّهِ كُفَّارُ قُرَيْشٍ. قالَ عَمْرٌو: هُمْ قُرَيْشٌ، وَمُحَمَّدٌ
نِعْمَةُ اللَّهِ. {وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] قالَ: النَّارَ، يَوْمَ بَدْرٍ.
3978 -
3979 - حدَّثني عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، قالَ:
ذُكِرَ عِنْدَ عائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ
(1)
فِي قَبْرِهِ بِبُكاءِ أَهْلِهِ». فقالتْ:
(2)
إِنَّما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآنَ» . قالَتْ: وَذاكَ
(3)
مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ
⦗ص: 511⦘
قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فقالَ لَهُمْ ما
(4)
قالَ: «إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ ما أَقُولُ» . إِنَّما قالَ: إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ
(5)
أَنَّما
(6)
كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ
(7)
». ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]{وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22]. يَقُولُ
(8)
: حِينَ تَبَوَّؤُوا مَقاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «ليعذَّب» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وَهَلَ ابنُ عُمَرَ رحمه الله» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وذلك» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِثْلَ ما» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «إنهم ليعلمونَ الآن» .
(6)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّمَا» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لحقٌّ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «تقول» .
3980 -
3981 - حدَّثني عُثْمانُ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على قَلِيبِ بَدْرٍ، فَقالَ:«هَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟!» . ثُمَّ قالَ: «إِنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ
(1)
ما أَقُولُ». فَذُكِرَ لِعائِشَةَ، فقالتْ: إِنَّما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ هو الْحَقُّ. ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} حَتَّى قَرَأَتِ الآيَةَ [النمل: 80].
(2)
(1)
في رواية ابن عساكر: «ليسمعون» .
(2)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الحادي عشر بقراءة فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم السبت رابع عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتب أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عُرِف بالنُّويريِّ عفا الله عنه.
(9)
بابُ
(1)
فَضْلِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
3982 -
حدَّثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، عن حُمَيْدٍ، قالَ:
⦗ص: 512⦘
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: أُصِيبَ حارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وهو غُلَامٌ، فَجاءَتْ أُمُّهُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُنْ
(2)
فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ
(3)
الأُخْرَى تَرَى
(4)
ما أَصْنَعُ. فَقالَ: «وَيْحَكِ، أَوَهَبِلْتِ؟! أَوَجَنَّةٌ واحِدَةٌ هِيَ؟! إِنَّها جِنانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ» .
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «فإن يَكُ» .
(3)
في رواية الأصيلي وأبي ذر: «وإن تكن» .
(4)
في رواية الأصيلي، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«تَرَ» .
3983 -
حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبا مَرْثَدٍ
(1)
والزُّبَيْرَ
(2)
، وَكُلُّنا فارِسٌ، قالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خاخٍ؛ فَإِنَّ بها امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مَعَها كِتابٌ مِنْ حاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ
(3)
إلى الْمُشْرِكِينَ». فَأَدْرَكْناها تَسِيرُ على بَعِيرٍ لَها حَيْثُ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنا: الْكِتابَ. فقالتْ: ما مَعَنا كِتابٌ
(4)
. فَأَنَخْناها فالْتَمَسْنا فَلَمْ نَرَ كِتابًا، فَقُلْنا
(5)
: ما كَذَبَ
(6)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ. فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ إلى حُجْزَتِها، وَهيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِساءٍ، فَأَخْرَجَتْهُ، فانْطَلَقْنا بها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي
فَلَأَضْرِبْ
(7)
عُنُقَهُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(8)
: «ما حَمَلَكَ
⦗ص: 513⦘
على ما صَنَعْتَ؟» قالَ حاطِبٌ
(9)
: واللَّهِ ما بِي أَنْ لَا أَكُونَ
(10)
مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(11)
- أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بها عن أَهْلِي وَمالِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحابِكَ إِلَّا لَهُ هُناكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عن أَهْلِهِ وَمالِهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ، وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا» . فقالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والْمُؤْمِنِينَ؛ فَدَعْنِي
(12)
فَلِأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقالَ: «أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟!» فَقالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ، أَوْ: فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» . فَدَمَعَتْ عَيْنا عُمَرَ، وَقالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «الغَنَوِيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ العوَّام» .
(3)
قوله: «بن أبي بلتعة» ليس في رواية ابن عساكر، وزاد في (و، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية أبي ذر أيضًا.
(4)
في رواية أبي ذر: «الكِتابُ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلنا» .
(6)
في رواية الأصيلي: «ما كُذِبَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فَلِأَضْرِبَ» ، وفي رواية الأصيلي:«دعني لِأَضْرِبَ» .
(8)
قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.
(9)
قوله: «حاطب» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.
(10)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «إلا أن أكون» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ما بي أن أكون» . (ب، ص).
(11)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).
(12)
قوله: «فدعني» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر.
(10)
بابٌ
3984 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ
(1)
: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ
(2)
: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عن حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، والزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بنِ أَبِي أُسَيْدٍ:
عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ لَنا رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «إِذا أَكْثَبُوكُمْ
(4)
فارْمُوهُمْ، واسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ».
(1)
قوله: «الجعفي» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.
(2)
قوله: «الزبيري» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النَّبيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أكْتَبُوكم» بالمثناة الفوقية.
3985 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الْغَسِيلِ، عن حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، والْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ:
⦗ص: 514⦘
عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ لَنا رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «إِذا أَكْثَبُوكُمْ -يَعْنِي كَثَرُوكُمْ
(2)
- فارْمُوهُمْ، واسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أكثروكم» .
3986 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما، قالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الرُّماةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَأَصابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ أَصابُوا
(1)
مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِئَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، قالَ أَبُو سُفْيانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، والْحَرْبُ سِجالٌ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أصابَ» .
3987 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى -أُراهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَإِذا الْخَيْرُ ما جاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ بَعْدُ، وَثَوابُ
(1)
الصِّدْقِ الَّذِي أَتَانا بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ».
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَثَوابِ» ، وصحَّح عليها.
3988 -
حدَّثني يَعْقُوبُ
(1)
: أخبَرَنا
(2)
إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قالَ: قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، إِذِ الْتَفَتُّ فَإِذا عن يَمِينِي وَعَنْ يَسارِي فَتَيانِ حَدِيثا السِّنِّ، فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكانِهِما، إِذْ قالَ لِي أَحَدُهُما سِرًّا مِنْ صاحِبِهِ: يا عَمِّ أَرِْنِي أَبا جَهْلٍ. فَقُلْتُ: يا ابْنَ أَخِي، وَما
(3)
تَصْنَعُ بِهِ؟ قالَ: عاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ. فقالَ لِي الآخَرُ سِرًّا مِنْ صاحِبِهِ مِثْلَهُ، قالَ: فَما سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكانَهُما، فَأَشَرْتُ لَهُما إِلَيْهِ، فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرَباهُ، وَهُما ابْنا عَفْراءَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إبراهيم» .
(2)
في (و، ب، ص): «حَدَّثَنا» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «ما» .
3989 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ: أخبَرَنا ابْنُ
شِهابٍ، قالَ: أخبَرَني عُمَرُ
(1)
بْنُ أَسِيدِ
(2)
بْنِ جارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ أَبِي هُرَيْرَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عاصِمَ بْنَ ثابِتٍ الأَنْصارِيَّ جَدَّ عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى إذا كانُوا بِالْهَدَّةِ
(3)
بَيْنَ عُسْفانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رَجُلٍ رامٍ، فاقْتَصُّوا آثارَهُمْ حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، فقالُوا
(4)
: تَمْرُ يَثْرِبَ. فاتَّبَعُوا آثارَهُمْ، فَلَمَّا حَسَّ بِهِمْ عاصِمٌ وَأَصْحابُهُ لَجَؤُوا إلى مَوْضِعٍ، فَأَحاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فقالُوا لَهُمُ
(5)
: انْزِلُوا فَأَعْطُوا
(6)
بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ والْمِيثاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. فقالَ عاصِمُ بْنُ ثابِتٍ: أَيُّها الْقَوْمُ، أَمَّا أَنا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كافِرٍ. ثُمَّ قالَ
(7)
: اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صلى الله عليه وسلم
(8)
، فَرَمَوْهُمْ
(9)
بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عاصِمًا، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ على الْعَهْدِ والْمِيثاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ وَزَيْدُ
⦗ص: 516⦘
بْنُ الدَّثِنَةِ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِها. قالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذا أَوَّلُ الْغَدْرِ، واللَّهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةً يُرِيدُ الْقَتْلَى
(10)
. فَجَرَّرُوهُ وَعالَجُوهُ فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فانْطُلِقَ بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ حَتَّى باعُوهُما بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فابْتاعَ بَنُو الْحارِثِ بْنِ عامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ خُبَيْبًا، وَكانَ خُبَيْبٌ هو قَتَلَ الْحارِثَ بْنَ عامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فاسْتَعارَ مِنْ بَعْضِ بَناتِ الْحارِثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بها، فَأَعارَتْهُ
(11)
، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَها وَهْيَ غافِلَةٌ حَتَّى أَتاهُ، فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ على فَخِذِهِ والْمُوسَى بِيَدِهِ
(12)
، قالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَها خُبَيْبٌ، فَقالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟! ما كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ. قالَتْ: واللَّهِ ما رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ
(13)
خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، واللَّهِ لقد وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ، وَما بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا. فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ، لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَقالَ: واللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ ما بِي جَزَعٌ لَزِدْتُ. ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، واقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ
(14)
:
فَلَسْتُ أُبالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا. عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ. يُبارِكْ عَلَى
(15)
أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ
(16)
عُقْبَةُ بْنُ الْحارِثِ فَقَتَلَهُ، وَكانَ خُبَيْبٌ هو سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلَاةَ، وَأَخْبَرَ
(17)
أَصْحابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا
(18)
خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ ناسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إلى
⦗ص: 517⦘
عاصِمِ بْنِ ثابِتٍ -حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ- أَنْ يُؤْتَوْا بِشَيْءٍ منه يُعْرَفُ، وَكانَ قَتَلَ رَجُلًا عَظِيمًا
(19)
مِنْ عُظَمائِهِمْ، فَبَعَثَ اللَّهُ لِعاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا منه شَيْئًا.
-وَقالَ كَعْبُ بْنُ مالِكٍ: ذَكَرُوا مُرارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيَّ، وَهِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ الْواقِفِيَّ، رَجُلَيْنِ صالِحَيْنِ، قَدْ شَهِدا بَدْرًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في روايةٍ لأبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عُمر بنُ أبِي أسِيدٍ» . وفي رواية الأصيلي وابن عساكر، ورواية أخرى لأبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«عَمْرو بن أَسِيد» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«عَمرو بنُ أبِي أَسِيد» . وبهامش اليونينية: «قال أبو علي الغساني: عَمْرو بن أبي سفيان بن أَسِيد بن جارية، من أصحاب أبي هريرة، هكذا يقول أكثر أصحاب الزهري: «عمرو» بالواو، منهم مَعمر وشُعيب ويونس والزُّبيدي وعُقيل وابن أخي الزهري، وقال إبراهيم بن سعد عن الزهري:«عن عُمر بن أَسيد» ، وذكره البخاري في باب عَمْرو، وبيَّن الخلاف فيه عن الزهري، فقال: وبعضهم يقول: عُمر، والأوّل أصح. يعني بالواو. وكذلك ذكره الإمامان الحافظان المقدسيان: ابن طاهر والحافظ عبد الغني في باب عمرو، وقالا: وقيل فيه: عُمر، والأول أصح. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «بالهَدَأَةِ» . وبهامش اليونينية دون رقم: «الهَدْأَةُ» بسكون الدال كتبت بالحمرة، ونقل في (ب، ص) عن هامش اليونينية: صح في نسخة صحيحة كذلك.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالوا» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فقال» .
(5)
لفظة: «لهم» ليست في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأعطونا» .
(7)
قوله: «ثم قال» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.
(8)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(9)
ضبطت في (ص): «فرمُوهم» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية الميم مضمومة. اهـ.
(10)
قوله: «يُرِيدُ الْقَتْلَى» ليس في (ن).
(11)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فأعارت» .
(12)
في رواية ابن عساكر: «في يده» .
(13)
لفظة: «قط» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(14)
قوله: «ثم أنشأ يقول» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«وقال» بدله.
(15)
بهامش اليونينية: في نسخة: «في» وصحح عليها.
(16)
في رواية الأصيلي، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أبو سَرْوَعَة» بفتح السين.
(17)
في رواية ابن عساكر زيادة: «يعني النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم» .
(18)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أُصِيبَ» .
(19)
قوله: «عظيمًا» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية الأصيلي.
3990 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
: حدَّثنا لَيْثٌ، عن يَحْيَى، عن نافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما ذُكِرَ لَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ -وَكانَ بَدْرِيًّا- مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعالَى النَّهارُ، واقْتَرَبَتِ الْجُمُعَةُ، وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعيد» .
3991 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ أَباهُ كَتَبَ إلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ:
يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ على سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحارِثِ الأَسْلَمِيَّةِ، فَيَسْأَلَها عن حَدِيثِها، وَعَمَّا
(1)
قالَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَفْتَتْهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ، إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّها كانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ -وهو مِنْ بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا- فَتُوُفِّيَ عَنْها فِي حَجَّةِ الْوَداعِ وَهيَ حامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَها بَعْدَ وَفاتِهِ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسِها تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْها أَبُو السَّنابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ -رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ- فقالَ لَها: ما لِي أَراكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ؟! تُرَجِّينَ
(2)
النِّكاحَ؟! فَإِنَّكِ
(3)
واللَّهِ
⦗ص: 518⦘
ما أَنْتِ بِناكِحٍ حَتَّى تَمُرُّ
(4)
عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ
(5)
. قالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عن ذَلِكَ، فَأَفْتانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدا لِي.
تابَعَهُ أَصْبَغُ، عن ابْنِ وَهْبٍ، عن يُونُسَ.
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: وَسَأَلْناهُ فَقالَ: أخبَرَني
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبانَ، مَوْلَى بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِياسِ بْنِ الْبُكَيْرِ
(7)
-وَكانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا- أَخْبَرَهُ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)، ولغيره:«عن ما» وهو المثبت في متن (ب، ص).
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا. (ن). وفي رواية أبي ذر: «تَرْجيْنَ» بفتح الجيم وكسرها معًا، كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وإنكِ» .
(4)
في (ص): «تمرَّ» ، وهو موافق لما في السلطانية.
(5)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وعَشْرًا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«حدَّثه» .
(7)
في رواية أبي ذر: «البكير» بضبطين، الأول: بضم الباء وفتح الكاف المشددة، والثاني: بكسر الباء وكسر الكاف المشددة، قارن بما في الإرشاد.
(11)
بابُ شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا
3992 -
حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعاذِ بْنِ رِفاعَةَ بْنِ رافِعٍ الزُّرَقِيِّ:
عن أَبِيهِ -وَكانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- قالَ: جاءَ جِبْرِيلُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ما تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ. أَوْ كَلِمَةً نَحْوَها، قالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
3993 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن يَحْيَى:
عن مُعاذِ بْنِ رِفاعَةَ بْنِ رافِعٍ، وَكانَ رِفاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكانَ رافِعٌ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ، فَكانَ
(1)
يَقُولُ لابْنِهِ: ما يَسُرُّنِي أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ. قالَ: سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. بِهَذا.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وكان» .
3994 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا يَزِيدُ: أخبَرَنا
(2)
يَحْيَى: سَمِعَ مُعاذَ بْنَ رِفاعَةَ:
أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(3)
. وَعَنْ يَحْيَى: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهادِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعاذٌ هَذا الْحَدِيثَ، فقالَ يَزِيدُ: فَقالَ
(4)
مُعاذٌ: إِنَّ السَّائلَ هو جِبْرِيلُ عليه السلام.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «نحوَه» .
(4)
في رواية أبي ذر: «قال» .
3995 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «هَذا جِبْرِيلُ، آخِذٌ بِرَأسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَداةُ الْحَرْبِ» .
(12)
بابٌ
3996 -
حدَّثني خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيُّ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: ماتَ أَبُو زَيْدٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ عَقِبًا، وَكانَ بَدْرِيًّا.
3997 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن الْقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ خَبَّابٍ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ بْنَ مالِكٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ لَحْمًا مِنْ لُحُومِ الأَضْحَى
(1)
، فَقالَ: ما أَنا بِآكِلِهِ حَتَّى أَسْأَلَ. فانْطَلَقَ إلى أَخِيهِ لِأُمِّهِ، وَكانَ بَدْرِيًّا، قَتادَةَ بْنِ النُّعْمانِ، فَسَأَلَهُ
⦗ص: 520⦘
فَقالَ: إِنَّهُ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ، نَقْضٌ لِما كانُوا يُنْهَوْنَ عَنْهُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الأَضْحَى
(2)
بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الأضاحِيِّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الأضاحِيّ» .
3998 -
حدَّثني عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
قالَ الزُّبَيْرُ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعاصِ، وهو مُدَجّجٌ
(1)
، لَا يُرَى منه إِلَّا عَيْناهُ، وهو يُكْنَى أَبُو
(2)
ذاتِ الْكَرِشِ، فَقالَ: أَنا أَبُو ذاتِ الْكَرِشِ. فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنِهِ فَماتَ. قالَ هِشامٌ: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قالَ: لقد وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ تَمَطَّأْتُ، فَكانَ الْجَهْدَ
(3)
أَنْ نَزَعْتُها وَقَدِ انْثَنَى طَرَفاها. قالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاها
(4)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَها، ثُمَّ طَلَبَها أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ سَأَلَها إِيَّاهُ عُمَرُ فَأَعْطاهُ إِيَّاها، فَلَمَّا قُبِضَ عُمَرُ أَخَذَها، ثُمَّ طَلَبَها عُثْمانُ منه فَأَعْطاهُ إِيَّاها، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمانُ وَقَعَتْ عِنْدَ آلِ عَلِيٍّ، فَطَلَبَها عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم المُشَدَّدة وفتحها، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش:«مُدَججٌ» بفتح الجيم وكسرها، قاله عياض، أي: كامل السِّلاح والشِّكَّة. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر: «أبا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «الجَهدُ» بالرفع.
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إيَّاهُ» .
3999 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني أَبُو إِدْرِيسَ عائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عُبادَةَ بْنَ الصَّامِتِ -وَكانَ شَهِدَ بَدْرًا-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بايِعُونِي» .
4000 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
: أَنَّ أَبا حُذَيْفَةَ -وَكانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ
(2)
بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وهو مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ
⦗ص: 521⦘
الأَنْصارِ، كَما تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجاهِلِيَّةِ دَعاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَ مِنْ مِيراثِهِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَجاءَتْ سَهْلَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
4001 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا خالِدُ بْنُ ذَكْوانَ:
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَداةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ على فِراشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِياتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبائِهِنَّ
(1)
يَوْمَ بَدْرٍ
(2)
، حَتَّى قالَتْ جارِيَةٌ:
وَفِينا نَبِيٌّ يَعْلَمُ ما فِي غَدٍ
(3)
…
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُولِي هَكَذا، وَقُولِي ما كُنْتِ تَقُولِينَ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «آبائي» .
(2)
هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ببدر» .
(3)
في رواية أبي ذر: «في غدْ» .
4002 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ -حَدَّثَنا
(2)
إِسْماعِيلُ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عن ابْنِ شِهابٍ- عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ:
أخبَرَني أَبُو طَلْحَةَ
(3)
، صاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قالَ: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ» . يُرِيدُ التَّماثِيلَ
(4)
الَّتِي فيها الأَرْواحُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .
(3)
زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «صورة التماثيلِ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«صُوَرَ التماثيل» . وبهامش اليونينية: «قوله: «يُريدُ صورة
…
» من تفسير ابن عباس رضي الله عنهما، قاله أبو ذر الحافظ الهروي». اهـ.
4003 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّه: أخبَرَنا يُونُسُ -حَدَّثَنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ- عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ
(2)
: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيًّا قالَ: كانَتْ لِي شارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَعْطانِي مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ
(3)
مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، واعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا فِي
(4)
بَنِي قَيْنُقاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ، فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنا
(5)
أَنا أَجْمَعُ لِشارِفَيَّ مِنَ الأَقْتابِ والْغَرائِرِ والْحِبالِ، وَشارِفايَ مُناخانِ
(6)
إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، حَتَّى جَمَعْتُ ما جَمَعْتُ، فَإِذا أَنا بِشارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُما، وَبُقِرَتْ خَواصِرُهُما، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبادِهِما، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ
(7)
حِينَ رَأَيْتُ
(8)
الْمَنْظَرَ، قُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذا؟ قالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وهو فِي هَذا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصارِ عِنْدَهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحابُهُ، فقالتْ
(9)
فِي غِنائِها:
أَلَا يا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّواءِ
(10)
…
…
فَوَثَبَ حَمْزَةُ إلى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُما، وَبَقَرَ خَواصِرَهُما، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبادِهِما. قالَ عَلِيٌّ: فانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُل على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، وَعَرَفَ
(11)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَقِيتُ، فَقالَ:«ما لَكَ؟» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما رَأَيْتُ
(12)
كالْيَوْمِ، عَدا حَمْزَةُ
⦗ص: 523⦘
على ناقَتَيَّ
(13)
، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُما، وَبَقَرَ خَواصِرَهُما، وَها هو ذا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدائهِ فارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، واتَّبَعْتُهُ أَنا وَزَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، حَتَّى جاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فاسْتَأذَنَ عَلَيْهِ، فَأُذِنَ
(14)
لَهُ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ فِيما فَعَلَ، فَإِذا حَمْزَةُ ثَمِلٌ، مُحْمَرَّةٌ عَيْناهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي؟! فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، فَخَرَجَ وَخَرَجْنا مَعَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «الحسينِ» .
(3)
لفظة: «عليه» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِن» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فبينما» .
(6)
في رواية أبي ذر: «مناختان» .
(7)
ضبطت في (ب، ص): «عَيْنِيَّ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية الياء مشددة والنون مكسورة. اهـ.
(8)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(9)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
(10)
بهامش اليونينية: تمامه:
…
…
وهن مُعَقَّلاتٌ بالفِناء. اهـ. (ب، ص).
(11)
في رواية أبي ذر: «فَعَرَفَ» .
(12)
في (ن): «ما لَقِيْتُ» .
(13)
بهامش (ب، ص): القاف أو التاء [في (ب): والتاء] من «ناقتي» مكسورة في اليونينية. اهـ.
(14)
في رواية أبي ذر: «فَأَذِنَ» .
4004 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قالَ: أَنْفَذَهُ لَنا ابْنُ الأَصْبَهانِيِّ: سَمِعَهُ مِنِ ابْنِ مَعْقِلٍ: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَبَّرَ على سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
(1)
، فَقالَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا.
(1)
بهامش اليونينية: حاشية: قال: يعني أنه كبَّر عليه خمسًا قاله الحافظ أبو ذر، وروى البغوي في كتاب المعجم أنَّ عليًّا عليه السلام كبَّر عليه ستًّا. (ن، ص).
4005 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذافَةَ السَّهْمِيِّ -وَكانَ مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ- قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ. قالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبِثْتُ لَيالِيَ، فَقالَ: قَدْ بَدا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذا. قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ. فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي على عُثْمانَ، فَلَبِثْتُ لَيالِيَ ثُمَّ خَطَبَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْكَحْتُها إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ:
⦗ص: 524⦘
فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيما عَرَضْتَ، إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَها، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
، وَلَوْ تَرَكَها لَقَبِلْتُها.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «أبدًا» .
4006 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيٍّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ:
سَمِعَ أَبا مَسْعُودٍ الْبَدْرِيَّ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«نَفَقَةُ الرَّجُلِ على أَهْلِهِ صَدَقَةٌ» .
4007 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي إِمارَتِهِ:
أَخَّرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الْعَصْرَ
(1)
، وهو أَمِيرُ الْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
(2)
أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصارِيُّ، جَدُّ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، شَهِدَ بَدْرًا، فَقالَ: لقد عَلِمْتَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ فَصَلَّى، فَصَلَّى
(3)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ صَلَواتٍ، ثُمَّ قالَ: «هَكَذا أُمِرْتَ
(4)
». كَذَلِكَ كانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عن أَبِيهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الصلاةَ» بدل قوله: «العصر» .
(2)
لفظة: «عَلَيْهِ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «أُمرتُ» بضم التاء.
4008 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عن عَلْقَمَةَ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُما فِي لَيْلَةٍ كَفَتاهُ» . قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبا مَسْعُودٍ وهو يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِيهِ.
4009 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ
(1)
: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ:
⦗ص: 525⦘
أَنَّ عِتْبانَ بْنَ مالِكٍ، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصارِ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4010 -
حدَّثنا أَحْمَدُ -هو ابْنُ صالِحٍ
(2)
-: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، قالَ ابْنُ شِهابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وهو أَحَدُ بَنِي سالِمٍ، وهو مِنْ سَرَاتِهِمْ، عن حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عن عِتْبانَ بْنِ مالِكٍ، فَصَدَّقَهُ.
4011 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكانَ مِنْ أَكْبَرِ بَنِي عَدِيٍّ
(1)
، وَكانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ قُدامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ على الْبَحْرَيْنِ، وَكانَ شَهِدَ بَدْرًا، وهو خالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَفْصَةَ رضي الله عنهم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بني عامِرٍ» بدل: «بني عدي» .
4012 -
4013 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن مالِكٍ، عن الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبَرَهُ، قالَ:
أَخْبَرَ
(1)
رافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: أَنَّ عَمَّيْهِ، وَكانا شَهِدا بَدْرًا، أَخْبَراهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن كِراءِ الْمَزارِعِ. قُلْتُ لِسالِمٍ: فَتُكْرِيها أَنْتَ؟ قالَ: نَعَمْ؛ إِنَّ رافِعًا أَكْثَرَ على نَفْسِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أخبَرَني» قال في الفتح: وهو خطأ.
4014 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ
(1)
بْنِ الْهادِ اللَّيْثِيَّ، قالَ: رَأَيْتُ رِفاعَةَ بْنَ رافِعٍ الأَنْصارِيَّ، وَكانَ شَهِدَ بَدْرًا.
(1)
في (و، ص): «شدادِ» بدون تنوين.
4015 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ، وهو حَلِيفٌ لِبَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إلى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِها، وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم هو صالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمِ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ
(4)
صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قالَ:«أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ؟» قالُوا: أَجَلْ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَواللَّهِ ما الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي
(5)
أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيا، كَما بُسِطَتْ على مَنْ
(6)
قَبْلَكُمْ، فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها، وَتُهْلِكَكُمْ كَما أَهْلَكَتْهُمْ».
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ اللّه» .
(2)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «رسولِ اللّهِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ولكن» .
(6)
في رواية الأصيلي وابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«كان» .
4016 -
4017 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ كُلَّها، حَتَّى حَدَّثَهُ أَبُو لُبابَةَ الْبَدْرِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عَنْها.
4018 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قالَ ابْنُ شِهابٍ:
حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ: أَنَّ رِجالًا مِنَ الأَنْصارِ اسْتَأذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فقالُوا: ائْذَنْ لَنا فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أُخْتِنا عَبَّاسٍ فِداءَهُ. قالَ: «واللَّهِ لَا تَذَرُونَ مِنْهُ
(2)
دِرْهَمًا».
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«له» بدل «منه» .
4019 -
حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ، عن الْمِقْدادِ بْنِ الأَسْوَدِ -حَدَّثَنِي
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ، عن عَمِّه، قالَ: أخبَرَني عَطاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، ثُمَّ الْجُنْدَعِيُّ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ الْمِقْدادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ، وَكانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ-: أَنَّهُ قالَ لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُفَّارِ فاقْتَتَلْنا، فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَها، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ، فَقالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، آأَقْتُلُهُ
(2)
يا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قالَها؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقْتُلْهُ» . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ قَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قالَ ذَلِكَ بَعْدَما قَطَعَها؟! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تَقْتُلْهُ؛ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَإِنَّكَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قالَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» كتبت بالحمرة.
(2)
هكذا رسمت في (ن)، وفي (ب، ص): «أآقتله» ، وفي (و):«آقتله» ، وفي (ق):«أأقتله» وهو موافق لنسخة البقاعي.
4020 -
حدَّثني يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ: حدَّثنا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ:
حَدَّثَنا أَنَسٌ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ يَنْظُرُ ما صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟» فانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنا عَفْراءَ حَتَّى بَرَدَ، فَقالَ: آنْتَ أَبا
(1)
جَهْلٍ؟ -قالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قالَ سُلَيْمانُ: هَكَذا قالَها أَنَسٌ، قالَ:
آنْتَ
(2)
أَبا جَهْلٍ؟ - قالَ: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟! قالَ سُلَيْمانُ: أَوْ قالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قالَ: وَقالَ أَبُو مِجْلَزٍ: قالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في (ب، ص، ق): «أنت» .
4021 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: انْطَلِقْ بِنا إلى إِخْوانِنا مِنَ الأَنْصارِ. فَلَقِيَنا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صالِحانِ شَهِدا بَدْرًا. فَحَدَّثْتُ
(1)
عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقالَ:
⦗ص: 528⦘
هما عُوَيْمُ بْنُ ساعِدَةَ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
4022 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ، عن إِسْماعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ: كانَ عَطاءُ الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَقالَ عُمَرُ: لَأُفَضِّلَنَّهُمْ على مَنْ بَعْدَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
4023 -
4024 - حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عن أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، وَذَلِكَ أَوَّل ما وَقَرَ الإِيمانُ فِي قَلْبِي.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ: «لَوْ كانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ» .
- وَقالَ اللَّيْثُ، عن يَحْيَى
(2)
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى -يَعْنِي: مَقْتَلَ عُثْمانَ- فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحابِ بَدْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ -يَعْنِي: الْحَرَّةَ- فَلَمْ تُبْقِ مِنْ أَصْحابِ الْحُدَيْبِيَةِ
(3)
أَحَدًا، ثُمَّ وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ، فَلَمْ تَرْتَفِعْ وَلِلنَّاسِ طَبَاخٌ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سعيد» . كتبت بالحمرة.
(3)
وضع علامة التَّخفيف على الياء بعد الباء في «الحديبية» في اليونينيَّة.
(4)
بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: الطَبَاخُ القوة. وكذا قال ابن سيده في المحكم. ا هـ (ن، ق). وفي (ب، ص) نقلًا عن هامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: الطَبَاخُ القوة والشحم. وقال ابن سيده في المحكم: الطباخ [بالتخفيف]: القوة. قال عياض: أي عقل، وقيل: قوة، وقيل المراد: بقية الخير في الدين والمذهب، وأصله: القوة، ثم استعمل في العقل والخير. اهـ.
4025 -
حدَّثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنْ حَدِيثِ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
، كُلٌّ حدَّثني طائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قالَتْ: فَأَقْبَلْتُ أَنا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِها، فقالتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ ما قُلْتِ، تَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فَذَكَرَ حَدِيثَ الإِفْكِ.
(1)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
4026 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمانَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ:
عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قالَ: هَذِهِ مَغازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُلْقِيهِمْ
(2)
: «هَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟!» . قالَ مُوسَى: قالَ نافِعٌ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ ناسٌ مِنْ أَصْحابِه: يا رَسُولَ اللَّهِ، تُنادِي ناسًا أَمْواتًا؟! قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ما أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِما قُلْتُ مِنْهُمْ» . قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
(3)
: فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ، مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، أَحَدٌ
وَثَمانُونَ رَجُلًا، وَكانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قالَ الزُّبَيْرُ: قُسِمَتْ سُهْمانُهُمْ، فَكانُوا مِئَةً، واللَّهُ أَعْلَمُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (و): «يُلَقِّنُهم» ، وأشار إلى ما في المتن هو في نسخة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَلْعَنُهم» ، وفي رواية الأصيلي والحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«يُلَقِّبهمُ» .
(3)
قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.
4027 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنِ الزُّبَيْرِ قالَ: ضُرِبَتْ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْمُهاجِرِينَ بِمئَةِ سَهْمٍ ..
(13)
بابُ تَسْمِيةِ
(1)
مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ
فِي الْجامِعِ، لَا
(2)
الَّذِي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ على حُرُوفِ الْمُعْجَمِ
(3)
:
- النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهاشِمِيُّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
- إِياسُ بْنُ الْبُكَيْرِ
(5)
.
- بِلَالُ بْنُ رَباحٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
(6)
الْقُرَشِيِّ.
- حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهاشِمِيُّ.
- حاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفٌ لِقُرَيْشٍ.
- أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ.
- حارِثَةُ ابْنُ الرّبيعِ
(7)
الأَنْصارِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وهو حارِثَةُ بْنُ سُراقَةَ، كانَ فِي النَّظَّارَةِ.
- خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصارِيُّ.
- خُنَيْسُ بْنُ حُذافَةَ السَّهْمِيُّ.
- رِفاعَةُ بْنُ رافِعٍ الأَنْصارِيُّ.
- رِفاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِر، أَبُو لُبابَةَ الأَنْصارِيُّ.
⦗ص: 531⦘
- الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ.
- زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصارِيُّ.
- أَبُو زَيْدٍ الأَنْصارِيُّ.
- سَعْدُ بْنُ مالِكٍ الزُّهْرِيُّ.
- سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ الْقُرَشِيُّ.
- سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْقُرَشِيُّ.
- سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصارِيُّ.
- ظُهَيْرُ بْنُ رافِعٍ الأَنْصارِيُّ.
- وَأَخُوهُ.
- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الْقُرَشِيُّ
(8)
.
- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ.
- عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ
(9)
.
- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ.
- عُبَيْدَةُ بْنُ الْحارِثِ الْقُرَشِيُّ.
- عُبادَةُ بْنُ الصَّامِتِ الأَنْصارِيُّ.
- عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ.
- عُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ، خَلَّفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على ابْنَتِهِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ.
- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ الْهاشِمِيُّ
(10)
.
- عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
- عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصارِيُّ.
⦗ص: 532⦘
- عامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيُّ
(11)
.
- عاصِمُ بْنُ ثابِتٍ الأَنْصارِيُّ.
- عُوَيْمُ بْنُ ساعِدَةَ الأَنْصارِيُّ.
- عِتْبانُ بْنُ مالِكٍ الأَنْصارِيُّ.
- قُدامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ.
- قَتادَةُ بْنُ النُّعْمانِ
(12)
الأَنْصارِيُّ.
- مُعاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ.
- مُعَوِّذُ بْنُ عَفْراءَ.
- وَأَخُوهُ.
- مالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو أُسَيْدٍ الأَنْصارِيُّ.
- مُرارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصارِيُّ.
- مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الأَنْصارِيُّ.
- مِسْطَحُ
(13)
بْنُ أُثاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنافٍ.
- مِقْدادُ
(14)
بْنُ عَمْرٍو الكِنْدِيُّ
(15)
حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
- هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الأَنْصارِيُّ.
رضي الله عنهم.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
لفظة: «لا» ليست في (ب، ص)، ولعلَّ مراده الكتاب الذي وضعه في «أسامي الصحابة» ، وهو مفقود.
(3)
قوله: «لا الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم» ليس في رواية أبي ذر و [ق].
(4)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «أبو بكر الصديقُ عبدُ اللّه بن عثمان، ثم عمرُ، ثم عثمانُ، ثم عليٌّ، ثم» وفي رواية أبي ذر: «أبو بكر الصديقُ عبدُ اللّه بن عثمان القرشي [كتبت: «القرشي» بالحمرة]، عمرُ بنُ الخطاب العدويُّ، عثمانُ بنُ عفانَ خلَّفه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم علَى ابنتِهِ وضَرَبَ له بِسَهْمِهِ، عليُّ بنُ أبِي طالب الهاشميُّ».
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «البِكِّيرِ» . (ب، ص)
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «الصدِّيق» .
(7)
ضبطت في (و، ق) بضبطين: «الرَّبِيْع» و «الرُّبَيِّع» ، وضبطت في (ب، ص): «ابن الرَّبِيْع» ، وأهمل ضبطها في (ن)، والصواب:«ابن الرُّبَيِّع» بضم الراء والتشديد مصغرًا، وهي أمه، انظر شرح الحديث: ر: 3982.
(8)
قوله: «عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق القرشي» ليس في رواية أبي ذر.
(9)
في رواية أبي ذر زيادة: «أخوه» . وقوله: «عتبة بن مسعود الهذلي» ليس في نسخة.
(10)
من قوله: «عمر بن الخطاب» إلى قوله: «علي بن أبي طالب الهاشمي» ليس في رواية أبي ذر.
(11)
ضبطت في (و، ق) بفتح النون وسكونها معًا. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ بدلها: «العَدَوِيُّ» . قال في الفتح: وكلاهما صواب.
(12)
بهامش (ب، ص): على نون «النُّعمان» الثانية في اليونينية فتحة، وفي الفرع مجرور بالكسرة. اهـ.
(13)
ذكر مسطح مقدم في رواية أبي ذر على ذكر مرارة.
(14)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِقْدامُ» . قال في الفتح: وهو غلط.
(15)
في (ب، ص): بكسر الكاف وفتحها، وكتب بهامش (ب): كذا في اليونينية بكسر الكاف وفتحها. اهـ.
(14)
بابُ
(1)
حَدِيثِ بَنِي النَّضِيرِ،
وَمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِليْهِمْ فِي دِيَةِ الرَّجُلَيْنِ، وَما أَرادُوا مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم -قالَ
(3)
الزُّهْرِيُّ: عن عُرْوَةَ: كانَتْ على رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ قَبْلَ أُحُدٍ- وَقَوْلِ
(4)
اللَّهِ تَعالَى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
(5)
} [الحشر: 2] وَجَعَلَهُ ابْنُ إِسْحاقَ بَعْدَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَأُحُدٍ.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «بالنَّبيِّ» كتبت بالحمرة.
(3)
في رواية أبي ذر: «وقال» . كتبت الواو بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذر: «وقولُ» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: {مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا} .
4028 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: حارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ
(2)
، فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ، حَتَّى حارَبَتْ قُرَيْظَةُ، فَقَتَلَ رِجالَهُمْ، وَقَسَمَ نِساءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ
(3)
بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَآمَنَهُمْ
(4)
وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ: بَنِي قَيْنُقاعَ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وَيَهُودَ بَنِي حارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قُريظةُ والنضيرُ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وأموالهم وأولادهم» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فأمَّنهم» ، وبهامش (ب، ص): بتشديد الميم عند أبي ذر، وكذلك عنده في جميع مواردها. اهـ. وضبطت في متن (ب، ص): «فَأَمَنهم» من غير مدٍّ ولا تشديد، وبهامش (ب): كذا في اليونينية «أَمَنهم» من غير مدٍّ. اهـ.
(5)
في روايةٍ لأبي ذر: «وكلَّ يهودٍ بالمدينة» (ب، ص)، وهي ملحقة في (و) بخط متأخر، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر وأخرى عن أبي ذر:«وكلَّ يَهُودِيٍّ بالمدينة» .
4029 -
حدَّثني الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: أخبَرَنا
(1)
أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ.
تابَعَهُ هُشَيْمٌ عن أَبِي بِشْرٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
4030 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن أَبِيهِ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ، حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ والنَّضِيرَ، وَكانَ
(1)
بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ.
(1)
في (ق، ب، ص): «فَكانَ» .
4031 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَخْلَ بَنِي
(1)
النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهيَ الْبُوَيْرَةُ، فَنَزَلَتْ:{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5].
(1)
لفظة: «بني» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4032 -
حدَّثني إِسْحاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: أخبَرَنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْماءَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، قالَ: وَلَها يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثابِتٍ:
وَهانَ
(1)
على سَراةِ بَنِي لُؤَيٍّ. حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
قالَ: فَأَجابَهُ أَبُو سُفْيانَ بْنُ الْحارِثِ:
أَدامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعٍ. وَحَرَّقَ فِي نَواحِيها
(2)
السَّعِيرُ
⦗ص: 535⦘
سَتَعْلَمُ أَيُّنا منها بِنُزْهٍ. وَتَعْلَمُ أَيَّ أَرْضَيْنا
(3)
تَضِيرُ
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَهانَ» .
(2)
في (ن): «جوانبها» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأشار في (ق) إلى ورودها في نسخة.
(3)
في (ب، ص): بكسر الضاد وفتحها، وكتب بهامشهما: في اليونينية كسرة تحت الضاد أصلية، لكنَّه كالمضروب عليها وصورتها كما ترى وفوق الضاد فتحة أيضًا. اهـ.
4033 -
4034 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني
(1)
مالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثانِ النَّصْرِيُّ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه دَعاهُ، إِذْ جاءَهُ حاجِبُهُ يَرْفى فَقالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ والزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأذِنُونَ؟ فَقالَ
(2)
: نَعَمْ. فَأَدْخَلَهُمْ
(3)
، فَلَبِثَ قَلِيلًا ثُمَّ جاءَ فَقالَ: هَلْ لَكَ فِي عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ يَسْتَأذِنانِ؟ قالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا دَخَلَا قالَ عَبَّاسٌ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذا. وَهُما يَخْتَصِمانِ فِي الَّذِي
(4)
أَفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، فاسْتَبَّ عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ، فقالَ الرَّهْطُ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُما، وَأَرِحْ أَحَدَهُما مِنَ الآخَرِ. فقالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّماءُ والأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ؟ قالُوا: قَدْ قالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ على عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ
(6)
فَقالَ: أَنْشُدُكُما بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قالَ ذَلِكَ؟ قالَا: نَعَمْ. قالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عن هَذا الأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ كانَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(7)
فِي
(8)
هَذا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فقالَ جَلَّ ذِكْرُهُ
(9)
⦗ص: 536⦘
لى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] فَكانَتْ هَذِهِ خالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ واللَّهِ ما احْتازَها دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأْثَرَها
(10)
عَلَيْكُمْ، لقد أَعْطاكُمُوها وَقَسَمَها فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ هَذا الْمالُ مِنْها، فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ على أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ
(11)
مِنْ هَذا الْمالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ ما بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَياتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِما عَمِلَ بِهِ
(12)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ، فَأَقْبَلَ
(13)
على عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَقالَ: تَذْكُرانِ أَنَّ أَبا بَكْرٍ فِيهِ كَما تَقُولَانِ، واللَّهُ يَعْلَمُ: إِنَّهُ فِيهِ لَصادِقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ لِلْحَقِّ؟ ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهُ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمارَتِي أَعْمَلُ فِيهِ بِما
(14)
عَمِلَ
(15)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، واللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي
(16)
فِيهِ صادِقٌ
(17)
بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ جِئْتُمانِي كِلَاكُما، وَكَلِمَتُكُما واحِدَةٌ وَأَمْرُكُما جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي -يَعْنِي عَبَّاسًا- فَقُلْتُ لَكُما: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ
ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ». فَلَمَّا بَدا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُما قُلْتُ: إِنْ شِئْتُما دَفَعْتُهُ إِلَيْكُما، على أَنَّ عَلَيْكُما عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثاقَهُ: لَتَعْمَلَانِّ فِيهِ بِما عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَما عَمِلْتُ فِيهِ مُذْ
(18)
وَلِيتُ، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمانِي. فَقُلْتُما: ادْفَعْهُ إِلَيْنا بِذَلِكَ. فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكُما؟ أَفَتَلْتَمِسانِ مِنِّي قَضاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟! فَواللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّماءُ والأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهِ بِقَضاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُما عَنْهُ فادْفَعا
(19)
إِلَيَّ فَأَنا أَكْفِيكُماهُ.
⦗ص: 537⦘
قالَ: فَحَدَّثْتُ هَذا الحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقالَ: صَدَقَ مالِكُ بْنُ أَوْسٍ؛ أَنا سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: أَرْسَلَ أَزْواجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُثْمانَ إلى أَبِي بَكْرٍ، يَسْأَلْنَهُ ثُمُنَهُنَّ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(20)
فَكُنْتُ أَنا أَرُدُّهُنَّ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ؟! أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ -يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ- إِنَّما يَأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
(21)
من
(22)
هَذا الْمالِ»؟! فانْتَهَى أَزْواجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى ما أَخْبَرَتْهُنَّ. قالَ: فَكانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ، مَنَعَها عَلِيٌّ عَبَّاسًا فَغَلَبَهُ عَلَيْها، ثُمَّ كانَ بِيَدِ حَسَنِ
(23)
بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ
(24)
بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ
(25)
، وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، كِلَاهُما كانا يَتَداوَلَانِها
(26)
، ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ
(27)
، وَهيَ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَقًّا.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .
(3)
في (و، ب، ص): «فأدخِلْهم» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التي» .
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(6)
في رواية أبي ذر: «على علي وعباس» .
(7)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(8)
بهامش اليونينية دون رقم: «من» ، وعزيت في (ن) إلى رواية أبي ذر.
(9)
قوله: «جل ذكره» ليس في رواية أبي ذر.
(10)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «ولا استأثر بها» .
(11)
في رواية أبي ذر: «سَنتِه» .
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«فيه» .
(13)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأقبل» .
(14)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ما» .
(15)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فيه» .
(16)
في رواية أبي ذر: «إِنِّي» . (ب، ص).
(17)
في رواية أبي ذر: «لصادق» .
(18)
في رواية أبي ذر: «مُنْذُ» .
(19)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فادْفعاهُ» .
(20)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(21)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(22)
في (و، ب، ص): «في» .
(23)
في رواية أبي ذر: «الحسنِ» .
(24)
بهامش (ب، ص): الواو في اليونينية مكسورة. اهـ.
(25)
بهامش (ب، ص): الواو في اليونينية مكسورة. اهـ.
(26)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(27)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حسين» .
4035 -
4036 - حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ: أَنَّ فاطِمَةَ عليها السلام والْعَبَّاسَ، أَتَيا أَبا بَكْرٍ يَلْتَمِسانِ مِيراثَهُما، أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ
(2)
، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ، إِنَّما يَأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذا الْمالِ» . واللَّهِ لَقَرابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرابَتِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فَدَكَ» .
(15)
بابُ
(1)
قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4037 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو
(1)
:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟» فَقامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قالَ:«نَعَمْ» . قالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا. قالَ: «قُلْ» . فَأَتاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقالَ: إِنَّ هَذا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانا، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ. قالَ: وَأَيْضًا واللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ. قالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْناهُ، فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إلى أَيِّ
شَيْءٍ يَصِيرُ شَانُهُ، وَقَدْ أَرَدْنا أَنْ تُسْلِفَنا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ -وَحَدَّثَنا عَمْرٌو غَيْرَ مَرَّةٍ
(2)
، فَلَمْ يَذْكُرْ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ
(3)
؟ فَقالَ: أُرَى فِيهِ وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ- فَقالَ: نَعَمِ، ارْهَنُونِي. قالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ؟ قالَ: ارْهَنُونِي نِساءَكُمْ. قالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِساءَنا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟! قالَ: فارْهَنُونِي أَبْناءَكُمْ. قالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْناءَنا، فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ، فَيُقالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ؟! هَذا عارٌ عَلَيْنا، وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ -قالَ سُفْيانُ: يَعْنِي السِّلَاحَ- فَواعَدَهُ أَنْ يَأتِيَهُ، فَجاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نائِلَةَ، وهو أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضاعَةِ، فَدَعاهُمْ إلى الْحِصْنِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ
(4)
، فقالتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقالَ: إِنَّما هو مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نائلَةَ -وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَتْ: أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ منه الدَّمُ، قالَ: إِنَّما هو أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَرَضِيعِي أَبُو نائِلَةَ- إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ
(5)
دُعِيَ إلى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجابَ. قالَ: وَيُدْخِلُ
(6)
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ
(7)
- قِيلَ لِسُفْيانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ، قالَ عَمْرٌو: جاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ والْحارِثُ بْنُ أَوْسٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ -قالَ عَمْرٌو: جاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ، فَقالَ:
⦗ص: 539⦘
إذا ما جاءَ فَإِنِّي قائِلٌ
(8)
بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ، فَإِذا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأسِهِ فَدُونَكُمْ فاضْرِبُوهُ. وَقالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ. فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وهو يَنْفَحُ منه رِيحُ الطِّيبِ، فَقالَ: ما رَأَيْتُ كالْيَوْمِ رِيحًا. أَيْ: أَطْيَبَ، وَقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَ: عِنْدِي أَعْطَرُ نِساءِ الْعَرَبِ
(9)
وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ. قالَ عَمْرٌو: فَقالَ: أَتَأذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأسَكَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحابَهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَأذَنُ لِي؟ قالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ، قالَ: دُونَكُمْ. فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «قال: سمعتُ عمرًا» . كتبت بالحمرة.
(2)
تصحف في (ن) إلى: «عَمرو عن مرة» ، وأصلحت في هامشها بخط مغاير.
(3)
في رواية أبي ذر: «وَسْقٌ أو وَسْقانِ» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبو الوقت.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«إلينا» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إذا» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ويَدْخُلُ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «برجلين» وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مائل» .
(9)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أعطر سَيِّدِ العرب» .
(16)
بابُ
(1)
قَتْلِ أَبِي رافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ
وَيُقالُ: سَلَّامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، كانَ بِخَيْبَرَ، وَيُقالُ: فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجازِ.
وَقالَ الزُّهْرِيُّ: هو
(2)
بَعْدَ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في (ن): «وهو» .
4038 -
حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي زائِدَةَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ بْنِ عازِبٍ
(2)
رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا إلى أَبِي رافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ
(3)
لَيْلًا وهو نائِمٌ فَقَتَلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بَيَّتَهُ» بدل: «بيته» .
4039 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ
(1)
قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَبِي رافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجالًا مِنَ الأَنْصارِ، فَأَمَّرَ
(2)
⦗ص: 540⦘
عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَكانَ أَبُو رافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ، وَكانَ فِي
حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ، وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَراحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ، فَقالَ
(3)
عَبْدُ اللَّهِ لِأَصْحابِهِ: اجْلِسُوا مَكانَكُمْ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ، وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ؛ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنا مِنَ الْبابِ، ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ، فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ: يا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فادْخُلْ؛ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبابَ. فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبابَ، ثُمَّ عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَتِدٍ
(4)
، قالَ: فَقُمْتُ إلى الأَقالِيدِ فَأَخَذْتُها، فَفَتَحْتُ الْبابَ، وَكانَ أَبُو رافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ، وَكانَ فِي عَلَالِيَّ لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَجَعَلْتُ كُلَّما فَتَحْتُ بابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ داخِلٍ، قُلْتُ: إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ. فانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذا هو فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيالِهِ، لَا أَدْرِي أَيْنَ هو مِنَ الْبَيْتِ، فَقُلْتُ
(5)
: يا
(6)
أَبا رافِعٍ. قالَ: مَنْ هَذا؟ فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنا دَهِشٌ
(7)
، فَما أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصاحَ، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: ما هَذا الصَّوْتُ يا أَبا رافِعٍ؟ فَقالَ: لِأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلًا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ. قالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَيْبَةَ
(8)
السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى
⦗ص: 541⦘
أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوابَ بابًا بابًا، حَتَّى انْتَهَيْتُ إلى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي، وَأَنا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إلى الأَرْضِ، فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فانْكَسَرَتْ ساقِي فَعَصَبْتُها بِعِمامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ على الْبابِ، فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ
(9)
اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمُ
(10)
أَقَتَلْتُهُ. فَلَمَّا صاحَ الدِّيكُ قامَ النَّاعِي على السُّورِ، فَقالَ: أَنْعَى أَبا رافِعٍ تاجِرَ أَهْلِ الْحِجازِ. فانْطَلَقْتُ إلى أَصْحابِي، فَقُلْتُ: النَّجاءَ، فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبا رافِعٍ. فانْتَهَيْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقالَ:«ابْسُطْ رِجْلَكَ» . فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَها، فَكَأَنَّها
(11)
لَمْ أَشْتَكِها قَطُّ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عازب» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وأَمَّرَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(4)
في رواية أبي ذر: «على وَدٍّ» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قلت» .
(6)
لفظة: «يا» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر: «داهِشٌ» .
(8)
صحَّح وضبَّب عليها معًا في اليونينيَّة، وفي متن (و، ب، ص): «ظُبَةَ» ، وفي رواية أبي ذر:«ضَبِيبَ» ، وضبطت في (و، ب، ص) بالتصغير: «ضُبَيْبَ» ، وكتب بهامش اليونينية: قال عياض في المشارق: قوله: «ثم وضعتُ ضَبِيبَ [في (ب، ص): صبيب] السيف في بطنه» بصاد مهملة لأبي ذر وبعضِهم، وكذا ذكره الحربي، وقال: أظن أنه طرفه، وعند أبي زيد والنسفي بضاد معجمة، وهو حرف طَرَفه، وعند غيرهم فيه اختلاف لا يتجه له وجه، قال القابسي: والمعروف فيه: ظُبَيْبَةٌ [في (ب، ص): ظُبَةٌ] ونحوه في أصل الأصيلي لغير أبي زيد. قال ابن سِيده في محكمه، في حرف الظاء والباء والواو:«الظُّبَيْبَةُ [في (ب، ص): الظُّبَةُ]: حدُّ السيف والسنان والنصل والخنجر وما أشبه ذلك، والجمع ظِبَاة وظُبون وظِبون وظُبًا. قال ابن الأثير: قوله: «فوضعتُ ظَبِيبَ السيف في بطنه» قال الحربي: هكذا روي، وإنما هو ظُبَة السيف، ويجمع على الظُّباة والظِّبين، وأما الضَّبيب بالضاد المعجمة فسيلان الدم من الفم وغيره. قال الحافظ أبو موسى: إنما هو: «صبيب السيف» بالصاد المهملة، وقد ذكرناه في موضعه. ذَكَرَ ذلك في حرف الظاء مع الباء. اهـ.
(9)
بهامش اليونينية دون رقم: «لا أَبْرحُ» .
(10)
في (ص) بالنصب، وأهمل ضبطها في (و، ب).
(11)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكأنما» .
4040 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحٌ -هُوَ
(1)
ابْنُ مَسْلَمَةَ-: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ
(2)
رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَبِي رافِعٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ فِي ناسٍ مَعَهُمْ، فانْطَلَقُوا حَتَّى دَنَوْا مِنَ الْحِصْنِ، فقالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ: امْكُثُوا أَنْتُمْ حَتَّى أَنْطَلِقَ أَنا فَأَنْظُرَ. قالَ: فَتَلَطَّفْتُ أَنْ أَدْخُلَ الْحِصْنَ، فَفَقَدُوا حِمارًا لَهُمْ، قالَ: فَخَرَجُوا بِقَبَسٍ يَطْلُبُونَهُ، قالَ: فَخَشِيتُ أَنْ أُعْرَفَ، قالَ: فَغَطَّيْتُ رَأسِي وَرِجْلِي
(3)
كَأَنِّي أَقْضِي حاجَةً، ثُمَّ نادَى صاحِبُ الْبابِ: مَنْ أَرادَ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَدْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَهُ. فَدَخَلْتُ
ثُمَّ اخْتَبَأْتُ فِي مَرْبِطِ حِمارٍ عِنْدَ بابِ الْحِصْنِ، فَتَعَشَّوْا عِنْدَ أَبِي رافِعٍ، وَتَحَدَّثُوا حَتَّى ذَهَبَتْ
(4)
ساعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى بُيُوتِهِمْ، فَلَمَّا هَدَأَتِ الأَصْواتُ، وَلَا أَسْمَعُ حَرَكَةً خَرَجْتُ، قالَ: وَرَأَيْتُ
⦗ص: 542⦘
صاحِبَ الْبابِ، حَيْثُ وَضَعَ مِفْتاحَ الْحِصْنِ فِي كَوَّةٍ
(5)
، فَأَخَذْتُهُ فَفَتَحْتُ بِهِ بابَ الْحِصْنِ، قالَ: قُلْتُ: إِنْ نَذِرَ بِي الْقَوْمُ انْطَلَقْتُ على مَهَلٍ، ثُمَّ عَمَدْتُ إلى أَبْوابِ بُيُوتِهِمْ، فَغَلَّقْتُها
(6)
عَلَيْهِمْ مِنْ ظاهِرٍ، ثُمَّ صَعِدْتُ إلى أَبِي رافِعٍ فِي سُلَّمٍ، فَإِذا الْبَيْتُ مُظْلِمٌ قَدْ طَفِئَ سِراجُهُ، فَلَمْ أَدْرِ أَيْنَ الرَّجُلُ، فَقُلْتُ: يا أَبا رافِعٍ؟ قالَ: مَنْ هَذا؟ قالَ
(7)
: فَعَمَدْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ، وَصاحَ فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، قالَ: ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ، فَقُلْتُ: ما لَكَ يا أَبا رافِعٍ؟ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي، فَقالَ: أَلَا أُعْجِبُكَ لِأُمِّكَ الْوَيْلُ، دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ. قالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ أُخْرَى، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، فَصاحَ وَقامَ أَهْلُهُ، قالَ: ثُمَّ جِئْتُ
(8)
وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ، فَإِذا
(9)
هو مُسْتَلْقٍ على ظَهْرِهِ، فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْمِ، ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا حَتَّى أَتَيْتُ السُّلَّمَ، أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ، فَأَسْقُطُ مِنْهُ، فانْخَلَعَتْ رِجْلِي فَعَصَبْتُها، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحابِي أَحْجُلُ، فَقُلْتُ: انْطَلِقُوا فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ. فَلَمَّا كانَ فِي
(10)
وَجْهِ الصُّبْحِ صَعِدَ النَّاعِيَةُ، فَقالَ: أَنْعَى أَبا رافِعٍ. قالَ: فَقُمْتُ أَمْشِي ما بِي قَلَبَةٌ، فَأَدْرَكْتُ أَصْحابِي قَبْلَ أَنْ يَأتُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ.
(11)
(1)
لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنَ عازب» . كتبت بالحمرة.
(3)
ضبَّب على قوله: «ورجلي» في اليونينيَّة، وضرب عليه بالحمرة أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدله:«وجلست» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ذَهَبَ» .
(5)
بهامش اليونينية: «الكَوَّةُ» بالفتح للكاف هو الشهير، وقد حكي فيه الضمُّ، قاله الحافظ أبو الفضل عياض. اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر: «فَغَلَقْتُها» بالتخفيف، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فأغلقتها» ، وبهامش اليونينية: قال ابن سيده: غلق الباب وأغلقه وغلَّقه، الأولى عن ابن دريد، عزاها إلى أبي زيد، وهي نادرة، وفي التنزيل:{وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} [يوسف: 23] قال سيبويه: غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ للتكثير، وقد يقال: أَغْلَقتُ، يريد بها التكثير. قال: وهو عربي جيد. هذا آخر كلامه، وقال [زاد في (ب، ص): شيخنا أبو عبد الله] ابن مالك: غَلَقتُ وأغلقتُ بمعنى، ذكر ذلك في كتابه فعلت وأفعلت بمعنى. اهـ.
(7)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فجئتُ» .
(9)
في رواية ابن عساكر: «وإذا» .
(10)
لفظة: «في» ليست في (ن).
(11)
بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(17)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ أُحُدٍ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤمِنِينَ
(2)
مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121]، وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا
(3)
وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤمِنِينَ
(4)
. إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ. أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ. وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [آل عمران: 139 - 143] وَقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم
(5)
بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ
لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ
(6)
وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤمِنِينَ
(7)
} [آل عمران: 152] {وَلَا
(8)
تحْسبَنَّ
(9)
الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا} الآيَةَ
(10)
[آل عمران: 169].
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}» بدل إتمام الآيات.
(4)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «تَسْتَأْصِلُونَهم قَتْلًا {بِإِذْنِهِ} إلى قوله: {وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}» بدل إتمام الآية.
(6)
من قوله: «{بِإِذْنِهِ حَتَّى} إلى قوله: {عَفَا عَنكُمْ}» ليس في رواية ابن عساكر.
(7)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(8)
في رواية أبي ذر: «وقولُه: «{وَلَا
…
}».
(9)
أُهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالتاء وكسر السين، وبها قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف، وضبطت في (ق) بالتاء وفتح السين وكسرها معًا، وبالتاء وفتح السين قرأ ابن ذكوان وحمزة وأبو جعفر وعاصم وهشام في وجه، وبالياء وفتح السين قرأ هشام في الوجه الثاني.
(10)
لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
4041 -
حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: «هَذا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأسِ فَرَسِهِ،
⦗ص: 544⦘
عَلَيْهِ أَداةُ الْحَرْبِ»
(1)
.
(1)
هذا الحديث ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
4042 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: أخبَرَنا ابْنُ الْمُبارَكِ، عن حَيْوَةَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمانِي
(1)
سِنِينَ، كالْمُوَدِّعِ لِلأَحْياءِ والأَمْواتِ، ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَقالَ: «إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ، وَأَنا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ
(2)
، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقامِي هَذا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيا أَنْ تَنافَسُوها». قالَ: فَكانَتْ آخِر نَظْرَةٍ نَظَرْتُها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4043 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه قالَ: لَقِينا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ، وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا مِنَ الرُّماةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ
(1)
، وَقالَ:«لَا تَبْرَحُوا، إِنْ رَأَيْتُمُونا ظَهَرْنا عَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنا فَلَا تُعِينُونا» . فَلَمَّا لَقِينا
(2)
هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّساءَ يَشْتَدِدْنَ
(3)
فِي الْجَبَلِ، رَفَعْنَ
(4)
عن سُوقِهِنَّ، قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ، فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا تَبْرَحُوا. فَأَبَوْا، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ
(5)
وُجُوهُهُمْ، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيانَ فَقالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقالَ: «لَا تُجِيبُوهُ» . فَقالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحافَةَ؟ قالَ: «لَا تُجِيبُوهُ» . فَقالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كانُوا أَحْياءً لَأَجابُوا.
⦗ص: 545⦘
فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ، أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ
(6)
ما يُخْزِيكَ
(7)
. قالَ أَبُو سُفْيانَ: اُعْلُ هُبَلُ
(8)
. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» . قالُوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ» . قالَ أَبُو سُفْيانَ: لَنا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» . قالُوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ» . قالَ أَبُو سُفْيانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، والْحَرْبُ
سِجالٌ، وَتَجِدُونَ
(9)
مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِها
(10)
وَلَمْ تَسُؤْنِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية ابن عساكر: «لقيناهم» .
(3)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُسْنِدْنَ» ، وفي رواية أخرى لابن عساكر:«يَتَشَدَّدْنَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يَرْفَعْنَ» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية ابن عساكر ونسخة عن أبي ذر: «لك» .
(7)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَخْزِيكَ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(8)
لم تضبط اللام في غير (ق) ونسخة البقاعي.
(9)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وسَتَجِدُون» .
(10)
لفظة: «بها» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب)، وليست في رواية ابن عساكر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
4044 -
أخبرني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، عَنْ جابِرٍ قالَ: اصْطَبَحَ الْخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ ناسٌ، ثُمَّ قُتِلُوا شُهَداءَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
4045 -
حدَّثنا عَبْدانُ: حَدَّثَنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عن أَبِيهِ إِبْراهِيمَ:
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعامٍ، وَكانَ صائِمًا، فَقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وهو خَيْرٌ مِنِّي، كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، إِنْ غُطِّيَ رَأسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدا رَأسُهُ. وَأُراهُ قالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وهو خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنا مِنَ الدُّنْيا ما بُسِطَ -أَوْ قالَ: أُعْطِينا مِنَ الدُّنْيا ما أُعْطِينا- وَقَدْ خَشِينا أَنْ تَكُونَ حَسَناتُنا عُجِّلَتْ
(2)
لَنا. ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعامَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قد عجلت» .
4046 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو:
⦗ص: 546⦘
سَمِعَ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ، فَأَيْنَ أَنا؟ قالَ:«فِي الْجَنَّةِ» . فَأَلْقَى تَمَراتٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ قاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
4047 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقٍ:
عَنْ خَبَّابٍ
(1)
رضي الله عنه قالَ: هاجَرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنا على اللَّهِ، وَمِنَّا مَنْ مَضَى -أَوْ: ذَهَبَ- لَمْ يَأكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، كانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، لَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً، كُنَّا إذا غَطَّيْنا بها رَأسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذا غُطِّيَ بها رِجْلَاهُ خَرَجَ رَأسُهُ، فقالَ لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «غَطُّوا بها رَأسَهُ، واجْعَلُوا على رِجْلِهِ الإِذْخِرَ
(2)
». أَوْ قالَ: «أَلْقُوا على رِجْلِهِ
(3)
مِنَ الإِذْخِرِ». وَمِنَّا مَنْ قَدْ
(4)
أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فهو يَهْدِبُها
(5)
.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنِ الأَرَتِّ» . كتبت بالحمرة.
(2)
قوله: «على رجله الإذخر» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «رِجْلَيْهِ» .
(4)
لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَهْدُبُها» ، وكتب فوقها «معًا» .
4048 -
أخبرنا
(1)
حَسَّانُ بنُ حَسَّانَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ عَمَّهُ غابَ عن بَدْرٍ، فَقالَ: غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَإِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أُجِدُّ. فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَهُزِمَ النَّاسُ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ- وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ. فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعاذٍ، فَقالَ: أَيْنَ يا سَعْدُ
(2)
؟! إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ. فَمَضَى فَقُتِلَ، فَما عُرِفَ حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بِشامَةٍ -أَوْ: بِبَنانِهِ- وَبِهِ بِضْعٌ وَثَمانُونَ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أيْ سَعْدُ» .
4049 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ: أخبَرَني خارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ:
⦗ص: 547⦘
أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بنَ ثابِتٍ رضي الله عنه يَقُولُ: فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزابِ حِينَ نَسَخْنا الْمُصْحَفَ
(1)
، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقْرَأُ بِها، فالْتَمَسْناها فَوَجَدْناها مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثابِتٍ الأَنْصارِيِّ: {مِنَ المُؤمِنِينَ
(2)
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ
(3)
} [الأحزاب: 23] فَأَلْحَقْناها فِي سُورَتِها فِي الْمُصْحَفِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
قوله: «{وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}» ليس في رواية ابن عساكر.
4050 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ:
يُحَدِّثُ عن زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ، رَجَعَ ناسٌ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَكانَ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً
(1)
تَقُولُ: نُقاتِلُهُمْ، وَفِرْقَةً
(2)
تَقُولُ: لَا نُقاتِلُهُمْ، فَنَزَلَتْ:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ} [النساء: 88] وَقالَ: «إِنَّها طَيْبَةُ، تَنْفِي الذُّنُوبَ كَما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فرقةٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وفرقةٌ» .
(18)
بابٌ
(1)
: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا
(2)
وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤمِنُونَ
(3)
} [آل عمران: 122].
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا.
(3)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
4051 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن ابْنِ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينا: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا} بَنِي سَلِمَةَ وَبَنِي حارِثَةَ، وَما أُحِبُّ أَنَّها لَمْ تَنْزِلْ؛ واللَّهُ يَقُولُ
(1)
: {وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا} .
(1)
هكذا في حاشية رواية ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي روايته:«لقول الله» .
4052 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ: أخبَرَنا عَمْرٌو
(1)
:
عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ نَكَحْتَ يا جابِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «ماذا؟ أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: لَا بَلْ ثَيِّبًا. قالَ: «فَهَلْ لا جارِيَةً تُلَاعِبُكَ؟!» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَناتٍ، كُنَّ لِي تِسْعَ أَخَواتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جارِيَةً خَرْقاءَ مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنِ امْرَأَةً
(2)
تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ. قالَ: «أَصَبْتَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «عن عمرٍو» .
(2)
في (و، ق): «امرأةٌ» ، وأهمل ضبطها في (ن)، وليست في (ب).
4053 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا شَيْبانُ، عن فِراسٍ، عن الشَّعْبِيِّ:
حَدَّثَنِي جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ أَباهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَتَرَكَ سِتَّ بَناتٍ، فَلَمَّا حَضَرَ جَزازُ
(1)
النَّخْلِ قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ والِدِي قَدِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ دَيْنًا كَثِيرًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَراكَ الْغُرَماءُ. فَقالَ: «اذْهَبْ فَبَيْدِرْ كُلَّ تَمْرٍ
(2)
على ناحِيَةٍ». فَفَعَلْتُ ثُمَّ دَعَوْتُهُ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ كَأَنَّهُمْ
(3)
أُغْرُوا بِي تِلْكَ السَّاعَةَ، فَلَمَّا رَأَى ما يَصْنَعُونَ أَطافَ حَوْلَ أَعْظَمِها بَيْدَرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ادْعُ لَكَ
(4)
أَصْحابَكَ». فَما زالَ يَكِيلُ لَهُمْ حَتَّى أَدَّى اللَّهُ عن والِدِي أَمانَتَهُ، وَأَنا أَرْضَى أَنْ يُؤَدِّيَ اللَّهُ أَمانَةَ والِدِي، وَلَا أَرْجِعَ إلى أَخَواتِي بِتَمْرَةٍ، فَسَلَّمَ اللَّهُ الْبَيادِرَ كُلَّها، وَحَتَّى
(5)
إِنِّي أَنْظُرُ إلى الْبَيْدَرِ الَّذِي كانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّها لَمْ تَنْقُصْ تَمْرَةً واحِدَةً.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «جِزازُ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وحاشية رواية ابن عساكر:«جِدادُ» بدالين مهملتين، وضبط روايتهم في (ب، ص) بمعجمتين: «جِذاذ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تمرة» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كأنَّما» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ادع لِي» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4054 -
حدَّثنا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ:
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقاتِلَانِ عَنْهُ، عَلَيْهِما ثِيابٌ بِيضٌ، كَأَشَدِّ الْقِتالِ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.
4055 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مَرْوانُ بْنُ مُعاوِيَةَ: حدَّثنا هاشِمُ بنُ هاشِمٍ السَّعْدِيُّ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: نَثَلَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِنانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقالَ:«ارْمِ فِداكَ أَبِي وَأُمِّي» .
4056 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، قالَ
(1)
:
سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يقول» .
4057 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن يَحْيَى، عن ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قالَ:
قالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: لقد جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ أَبَوَيْهِ كِلَيْهِما
(1)
-يُرِيدُ حِينَ قالَ: «فِداكَ أَبِي وَأُمِّي» - وهو يُقاتِلُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كلاهما» .
4058 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن سَعْدٍ، عن ابْنِ شَدَّادٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: ما سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْر
(1)
سَعْدٍ
(2)
.
(1)
ضبطت في متن اليونينية بالجر والنصب.
(2)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلا سَعْدًا» .
4059 -
حدَّثنا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوانَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قالَ: ما سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ
(1)
بْنِ مالِكٍ، فَإِنِّي
⦗ص: 550⦘
سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: «يا سَعْدُ، ارْمِ فِداكَ أَبِي وَأُمِّي» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غيرِ سعدِ» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «غيرِ سعدٍ» .
4060 -
4061 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، عن مُعْتَمِرٍ، عن أَبِيهِ، قالَ:
زَعَمَ أَبُو عُثْمانَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ
(1)
تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي
(2)
يُقاتِلُ فِيهِنَّ، غَيْرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٌ
(3)
عن حَدِيثِهِما.
(1)
لفظة: «بعض» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الذي» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَسَعْدٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .
4062 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا حاتِمُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، قالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ والْمِقْدادَ وَسَعْدًا رضي الله عنهم، فَما سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عن يَوْمِ أُحُدٍ.
4063 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسٍ، قالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ، وَقَى
(1)
بها النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رسولَ الله» .
4064 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ
وَكانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
(1)
، وَكانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ
(2)
مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ:«انْثُرْها لِأَبِي طَلْحَةَ» . قالَ: وَيُشْرِفُ
(3)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إلى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي،
⦗ص: 551⦘
لَا تُشْرِفْ، يُصِيبُكَ
(4)
سَهْمٌ مِنْ سِهامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُما لَمُشَمِّرَتانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما، تُنْقِزانِ
(5)
الْقِرَب
(6)
على مُتُونِهِما، تُفْرِغانِهِ فِي أَفْواهِ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعانِ فَتَمْلَآنِها، ثُمَّ تَجِيئانِ فَتُفْرِغانِهِ فِي أَفْواهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ
(7)
أَبِي طَلْحَةَ، إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «ثلاثةً» .
(2)
أهمل ضبط الجيم في (ن، و) وضبطها في (ق) بضمِّ الجيم، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وتَشَرَّفَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يُصِبْكَ» .
(5)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، وبفتح التاء وضم القاف:«تَنْقُزانِ» وهو رواية أبي ذر. (ب، ص).
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وقال غيرُه: تَنْقُلانِ القِرَبَ» ، وضبطت روايتيهما في (ب، ص) بالتحتانية: «ينقلان» .
(7)
ضبَّب على الياء في قوله «يدي» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر:«يَدِ» .
4065 -
حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
(2)
: أَيْ عِبادَ اللَّهِ أُخْراكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْراهُمْ، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ فَإِذا هو بِأَبِيهِ الْيَمانِ، فَقالَ: أَيْ عِبادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي. قالَ: قالَتْ: فَواللَّهِ ما احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فقالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ عُرْوَةُ: فَواللَّهِ ما زالَتْ فِي حُذَيْفَةَ
(3)
بَقِيَّةُ خَيْرٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ
(4)
.
بَصُرْتُ: عَلِمْتُ، مِنَ الْبَصِيرَةِ فِي الأَمْرِ، وَأَبْصَرْتُ مِنْ بَصَرِ الْعَيْنِ، وَيُقالُ: بَصُرْتُ وَأَبْصَرْتُ واحِدٌ
(5)
.
(1)
في (ن، ب): «عبيد الله بن سعد» والمثبت من (و، ق، ص) هو الصواب موافقًا لما في نسخة البقاعي والإرشاد وتحفة الأشراف.
(2)
قوله: «لعنة الله عليه» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .
(5)
من قوله: «بصرت: علمت
…
» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(19)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى
(1)
: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
(2)
إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]
(1)
قوله: «باب قول الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها، كتبت بالحمرة.
4066 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ مَوْهَبٍ، قالَ:
جاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقُعُودُ؟ قالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ. قالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قالُوا
(1)
: ابْنُ عُمَرَ. فَأَتاهُ فَقالَ: إِنِّي سائِلُكَ عن شَيْءٍ أَتُحَدِّثُنِي؟ قالَ: أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمانَ بْنَ عَفَّانَ
(2)
فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عن بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْها؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ
(3)
عن بَيْعَةِ الرُِّضْوانِ فَلَمْ يَشْهَدْها؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَكَبَّرَ، قالَ
(4)
ابْنُ عُمَرَ: تَعالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفا
(5)
عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ
(6)
صلى الله عليه وسلم وَكانَتْ مَرِيضَةً، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ» . وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ
(7)
بَيْعَةِ الرُِّضْوانِ، فَإِنَّهُ لَوْ كانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمانَ بْنِ عَفَّانَ
(8)
لَبَعَثَهُ مَكانَهُ، فَبَعَثَ
عُثْمانَ، وَكانَ
(9)
بَيْعَةُ الرُِّضْوانِ بَعْدَما ذَهَبَ عُثْمانُ إلى مَكَّةَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى:«هَذِهِ يَدُ عُثْمانَ -فَضَرَبَ بها على يَدِهِ فقالَ: - هَذِهِ لِعُثْمانَ» . اذْهَبْ بِهَذا
(10)
الآنَ مَعَكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(2)
قوله: «بن عفان» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«تَغَيَّبَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قد عفا» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل أبي ذر.
(6)
في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «النَّبيِّ» .
(7)
بهامش اليونينية دون رقم: «من» .
(8)
قوله: «بن عفان» ليس في رواية أبي ذر.
(9)
في رواية أبي ذر: «وكانت» وقيدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(10)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بها» .
(20)
بابٌ: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ
(1)
وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153]
{تُصْعِدُونَ} : تَذْهَبُونَ، أَصْعَدَ وَصَعِدَ فَوْقَ الْبَيْتِ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلى {بِمَا تَعْمَلُونَ}» بدل إتمام الآية.
(2)
هذا التفسير ليس في رواية أبي ذر عن المُستملي. (لا إلى) بالحمرة.
4067 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاق:
سَمِعْتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما، قالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ. فَذاكَ: إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْراهُمْ.
(21)
بابٌ
(1)
: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا
(2)
يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ
وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر، وفي رواية (ح) زيادة:«قولُه» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {بِذَاتِ الصُّدُورِ}» بدل إتمام الآية.
4068 -
وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ، عن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرارًا، يَسْقُطُ وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «وآخذُه» .
(21 م)
بابٌ
(1)
: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ
فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]
قالَ حُمَيْدٌ وَثابِتٌ، عن أَنَسٍ: شُجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فقالَ
(2)
: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟!» فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
في (ن): «قال» .
4069 -
4070 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني سالِمٌ:
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ
(1)
الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا
(2)
». بَعْدَما يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنا وَلَكَ
(3)
الْحَمْدُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ
(4)
ظَالِمُونَ}. وَعَنْ حَنْظَلَةَ ابْنِ أَبِي سُفْيانَ: سَمِعْتُ سالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عَلَى صَفْوانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، والْحارِثِ بْنِ هِشامٍ، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} إلى
قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
(1)
في رواية أبي ذر: «في» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لك» .
(3)
صحَّح على اللفظين في اليونينيَّة: «وَفُلَانًا وَفُلَانًا» .
(4)
لفظة: «{فَإِنَّهُمْ}» ليست في رواية أبي ذر.
(22)
بابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ
4071 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: وَقالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مالِكٍ:
إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِساءٍ مِنْ نِساءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَبَقِيَ منها مِرْطٌ جَيِّدٌ، فقالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، أَعْطِ هَذا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي عِنْدَكَ. يُرِيدُونَ
(1)
أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، فقالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ. وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِساءِ الأَنْصارِ، مِمَّنْ
⦗ص: 555⦘
بايَعَ
(2)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ عُمَرُ: فَإِنَّها كانَتْ تَزْفِرُ
(3)
لَنا الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يريدُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
ضبطت في (ب، ص): بفتح التاء وضمها معًا.
(23)
بابُ
(1)
قَتْلِ حَمْزَةَ
(2)
رضي الله عنه
4072 -
حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسارٍ، عن جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قالَ:
خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ، فَلَمَّا قَدِمْنا حِمْصَ، قالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ
(1)
: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ، نَسْأَلُهُ عن قَتْلِ
(2)
حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَكانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنا: هو ذاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ. كَأَنَّهُ حَمِيتٌ
(3)
. قالَ: فَجِئْنا حَتَّى وَقَفْنا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ
(4)
، فَسَلَّمْنا فَرَدَّ السَّلَامَ، قالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمامَتِهِ، ما يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. فقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: لَا واللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقالُ لَها: أُمُّ قِتالٍ
(5)
بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ
(6)
غُلَامًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ، فَناوَلْتُها إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إلى قَدَمَيْكَ. قالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عن وَجْهِهِ ثُمَّ قالَ: أَلَا تُخْبِرُنا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قالَ: نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيارِ بِبَدْرٍ، فقالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ. قالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ
⦗ص: 556⦘
عامَ عَيْنَيْنِ -وَعَيْنَيْنُِ جَبَلٌ بِحِيالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وادٍ- خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إلى الْقِتالِ، فَلَمَّا
(7)
اصْطَفُّوا لِلْقِتالِ، خَرَجَ سِباعٌ فَقالَ: هَلْ مِنْ مُبارِزٍ. قالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقالَ: يا سِباعُ، يا ابْنَ أُمِّ أَنْمارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، أَتُحادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(8)
؟! قالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا دَنا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُها فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ، قالَ: فَكانَ ذاكَ الْعَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ
رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشا فيها الإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إلى الطَّائفِ، فَأَرْسَلُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا
(9)
، فَقِيلَ
(10)
لِي: إِنَّهُ لَا يَهِيجُ
(11)
الرُّسُلَ. قالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآنِي قالَ:«آنْتَ وَحْشِيٌّ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «أَنْتَ
(12)
قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟» قُلْتُ: قَدْ كانَ مِنَ الأَمْرِ ما بَلَغَكَ. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟» . قالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قُلْتُ: لأَخْرُجَنَّ إلى مُسَيْلِمَةَ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكافِئَ بِهِ حَمْزَةَ. قالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكانَ مِنْ أَمْرِهِ ما كانَ، قالَ: فَإِذا رَجُلٌ قائِمٌ فِي ثَلْمَةِ
(13)
جِدارٍ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثائرُ الرَّأسِ، قالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُها
(14)
بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ على هامَتِهِ. قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأخبَرَني سُلَيْمانُ بْنُ يَسارٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فقالتْ جارِيَةٌ على ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ
(15)
الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَدِيٍّ» .
(2)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَتْلِهِ» .
(3)
بهامش اليونينية: «الَحمِيتُ» هو زِق السمن خاصة، يُشَبَّه به الرجل الجسيم، كما قالت هند: عليكم الحَمِيتَ الدَّسمَ. قاله عياض. اهـ.
(4)
بهامش اليونينية دون رقم: «يسيرًا» . كتبت بالحمرة.
(5)
وضع علامة التَّخفيف على تاء «قتال» في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: حاشية: قال الأمير [في (ب) بدله: ابن الأمير] ابن ماكولا [في (ن) بدله: قال ابن الأثير]: «أم قِتال» بكسر القاف، بعدها تاء معجمة باثنتين فوقها مخففة، وآخره لام. اهـ. وانظر الإكمال: 7/ 75، وجامع الأصول: 12/ 801.
(6)
لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
في رواية أبي ذر زيادة: «أنْ» .
(8)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).
(9)
في رواية أبي ذر: «رُسُلًا» .
(10)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقيل» .
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(12)
في (و): «آنت» ، وضبطت بالضبطين في (ق) وعزا المد لرواية أبي ذر.
(13)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(14)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فوضَعْتُها» .
(15)
في (ب، ص): «وأمير» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية والفرع بألف واحدة بعد الواو.
(24)
بابُ
(1)
ما أَصابَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِراحِ يَوْمَ أُحُدٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4073 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ:
سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على قَوْمٍ فَعَلُوا بِنَبِيِّهِ -يُشِيرُ إلى رَباعِيَتِهِ- اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(3)
زاد في (ب، ص): «صلى الله عليه وسلم» ، وأشارا إلى أنها ليست في رواية أبي ذر.
4074 -
حدَّثني مَخْلَدُ بْنُ مالِكٍ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ: حَدَّثَنا
(1)
ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَبِيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(24 م) بابٌ
(1)
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
4075 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ، عن أَبِي حازِمٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وهو يُسْأَلُ عن جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: أَما واللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ كانَ يَسْكُبُ الْماءَ، وَبِما دُووِيَ. قالَ: كانَتْ فاطِمَةُ عليها السلام بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَغْسِلُهُ، وَعَلِيٌّ
(1)
يَسْكُبُ الْماءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فاطِمَةُ أَنَّ الْماءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْها وَأَلْصَقَتْها
(2)
فاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، وَكُسِرَتْ رَباعِيَتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ على رَأسِهِ.
(1)
في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ أبي طالب» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فألصقتها» .
4076 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: حدَّثنا ابْنُ
جُرَيْجٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على مَنْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، واشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4077 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَبُو مُعاوِيَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] قالَتْ لِعُرْوَةَ: يا ابْنَ أُخْتِي، كانَ أَبُوكَ
(2)
مِنْهُمُ: الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ؛ لَمَّا أَصابَ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم ما أَصابَ يَوْمَ أُحُدٍ، وانْصَرَفَ
(4)
عَنْهُ
(5)
الْمُشْرِكُونَ، خافَ أَنْ يَرْجِعُوا، قالَ
(6)
: «مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ؟» فانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، قالَ: كانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ والزُّبَيْرُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في حاشية رواية ابن عساكر: «أبواك» بالتثنية.
(3)
في رواية أبي ذر: «نبيَّ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فانصرف» .
(5)
لفظة: «عنه» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(26)
بابُ
(1)
مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ
مِنْهُمْ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
(2)
، والْيَمانُ، وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ
(3)
، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
قوله: «بن عبد المطلب» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: حاشية بخط اليونيني: عند أبي ذر: «النضر بن أنس» ، والصواب [في (ب، ص) زيادة: على] ما ذكره الأئمة الحفاظ: أبو نعيم أحمد بن عبد الله، وأبو عُمر يوسف بن عبد البر، وشيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني رضي الله عنهم: أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حَرام بن جُندب، عم أنس بن مالك رضي الله عنهما، وهو في أصل سماعي على الصواب على ما تراه والله أعلم.
وبهامش (ب، ص): وهو عمُّ أنس بن مالك. من اليونينية من غير تصحيح عليه. اهـ.
4078 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُعاذُ بْنُ هِشامٍ
(1)
: حدَّثني أَبِي، عَنْ قَتادَةَ، قالَ: ما نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ، أَكْثَرَ شَهِيدًا، أَعَزَّ
(2)
يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الأَنْصارِ. قالَ قَتادَةُ: وَحَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مالِكٍ: أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ، وَيَوْمَ الْيَمامَةِ سَبْعُونَ. قالَ: وَكانَ بِئْرُ مَعُونَةَ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم، وَيَوْمُ الْيَمامَةِ على عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .
(2)
في رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أغَرَّ» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النَّبيِّ» .
4079 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ:
أَنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟» فَإِذا أُشِيرَ لَهُ إلى أَحَدٍ، قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقالَ:«أَنا شَهِيدٌ على هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيامَةِ» . وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا.
4080 -
وَقالَ أَبُو الْوَلِيدِ: عن شُعْبَةَ، عن ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرًا
(1)
، قالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي، وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عن وَجْهِهِ، فَجَعَلَ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَوْنِي
(2)
والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَنْهَ، وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَبْكِيهِ
(3)
-أَوْ: ما تَبْكِيهِ- ما زالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِها حَتَّى رُفِعَ»
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنَ عبدِ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «يَنْهَوْنَنِي» .
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لا تَبْكِه» . كتبت بالحمرة.
4081 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:
⦗ص: 560⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه -أُرَى عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ
(2)
فِي رُؤْيايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا
(3)
فانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذا هو
ما أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعادَ أَحْسَنَ ما كانَ، فَإِذا هو ما جاءَ بِهِ اللَّهُ
(4)
مِنَ الْفَتْحِ واجْتِماعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فيها بَقَرًا واللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُريتُ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَيْفِي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ما جاء الله به» .
4082 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن شَقِيقٍ:
عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه، قالَ: هاجَرْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنا على اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى -أَوْ: ذَهَبَ- لَمْ يَأكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، كانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا نَمِرَةً، كُنَّا إذا غَطَّيْنا بها رَأسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذا غُطِّيَ بها رِجْلَيْهِ
(1)
خَرَجَ رَأسُهُ، فقالَ لَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «غَطُّوا بها رَأسَهُ، واجْعَلُوا على رِجْلَيْهِ الإِذْخِرَ
(2)
» -أَوْ قالَ: «أَلْقُوا على رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ» - وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فهو يَهْدِبُها.
(1)
في رواية أبي ذر: «رجلاه» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مِنَ الإذخر» .
(27)
بابٌ: «أُحُدٌ يُحِبُّنا
(1)
»
قالَهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، عن أَبِي حُمَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
بعدها في (ب، ص) بياض بقدر كلمة، وبهامش (ب): كذا هذا البياض في اليونينية، وفي بعض الأصول في موضعه زيادة:«ونحبه» . اهـ.
4083 -
حدَّثني نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: أخبَرَني أَبِي، عن قُرَّةَ بْنِ خالِدٍ، عن قَتادَةَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ» .
4084 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقالَ:«هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ ما بَيْنَ لَابَتَيْها» .
4085 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ:
عَنْ عُقْبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى على أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ على الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى الْمِنْبَرِ فَقالَ: «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفاتِيحَ خَزائِنِ الأَرْضِ -أَوْ: مَفاتِيحَ الأَرْضِ- وَإِنِّي واللَّهِ ما أَخافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي
(1)
أَخافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنافَسُوا فِيها».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولكن» .
(28)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الرَّجِيعِ، وَرِعْلٍ، وَذَكْوانَ، وَبِئْرِ مَعُونَةَ،
وَحَدِيثِ عَضَلٍ والْقارَةِ وَعاصِمِ بْنِ ثابِتٍ وَخُبَيْبٍ وَأَصْحابِهِ.
قالَ ابْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عاصِمُ بْنُ عُمَرَ: أَنَّها بَعْدَ أُحُدٍ.
(1)
لفظة «باب» ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.
4086 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيانَ الثَّقَفِيِّ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً
(1)
عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عاصِمَ بْنَ ثابِتٍ، وهو جَدُّ
(2)
عاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فانْطَلَقُوا حَتَّى إذا كانَ
(3)
بَيْنَ عُسْفانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا
⦗ص: 562⦘
لَحِيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِئَةِ رامٍ، فاقْتَصُّوا
آثارَهُمْ حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلًا نَزَلوُهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ تَزَوَّدُوهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فقالُوا: هَذا تَمْرُ يَثْرِبَ. فَتَبِعُوا آثارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا انْتَهَى عاصِمٌ وَأَصْحابُهُ لَجَؤُوا إلى فَدْفَدٍ، وَجاءَ الْقَوْمُ فَأَحاطُوا بِهِمْ، فقالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ والْمِيثاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا. فقالَ عاصِمٌ: أَمَّا أَنا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كافِرٍ، اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ
(4)
، فَقاتَلُوهُمْ
(5)
حَتَّى قَتَلُوا عاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ بِالنَّبْلِ، وَبَقِيَ خُبَيْبٌ وَزَيْدٌ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ والْمِيثاقَ، فَلَمَّا أَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ والْمِيثاقَ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِها، فقالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُما: هَذا أَوَّلُ الْغَدْرِ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَجَرَّرُوهُ وَعالَجُوهُ على أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَتَلُوهُ، وانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدٍ حَتَّى باعُوهُما بِمَكَّةَ، فاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحارِثِ بْنِ عامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ؛ وَكانَ خُبَيْبٌ هو قَتَلَ الْحارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إذا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعارَ مُوسَى
(6)
مِنْ بَعْضِ بَناتِ الْحارِثِ أَسْتَحِدَّ
(7)
بها فَأَعارَتْهُ، قالَتْ: فَغَفَلْتُ عن صَبِيٍّ لِي، فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتاهُ فَوَضَعَهُ على فَخِذِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذاكَ
(8)
مِنِّي وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى، فَقالَ: أَتَخْشَيْنَ
(9)
أَنْ أَقْتُلَهُ؟! ما كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذاكِ إِنْ شاءَ اللَّهُ. وَكانَتْ تَقُولُ: ما رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ وَما بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَما كانَ إِلَّا رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ. فَخَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقالَ: دَعُونِي أُصَلِّي
(10)
رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِمْ فَقالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا أَنَّ ما بِي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ. فَكانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ
⦗ص: 563⦘
الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا. ثُمَّ قالَ:
ما
(11)
أُبالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا. عَلَى أَيِّ شِقٍّ كانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ. يُبارِكْ على أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إلى عاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكانَ عاصِمٌ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمائهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ
(12)
مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا منه على شَيْءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بسرية» .
(2)
بهامش اليونينية: قال المنذري: وقد غلط عبد الرزاق، وكذلك ابن عبد البر فقالا في عاصم هذا: هو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، وذلك وَهْم، إنما هو خال عاصم؛ لأن أم عاصم بن عمر جميلة بنت ثابت، وعاصم هو أخو جميلة، ذكر ذلك الزبير القاضي وعمُّه مصعب الإمامان في علم النسب. اهـ. (ن، ص) وهو بهامش نسخة البقاعي أيضًا.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانوا» .
(4)
هكذا في روايةٍ لابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وأخرى لابن عساكر:«رسولَك» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَرَموْهم» بدل: «فقاتلوهم» ، والذي في (ب، ص) أنَّه زيادة، وبهامشهما: هكذا التخريج في اليونينية بعد «فقاتلوهم» لا عليها. اهـ. زاد في (ب): وجعله في الفرع على: «فقاتلوهم» . اهـ.
(6)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُوسًى» ، وكتب فوقها «معًا» .
(7)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِيَسْتَحِدَّ» . وبهامش (ب، ص): هكذا ضبطها في اليونينية، وكان على شدة الدال ضمة فكشطت. اهـ. زاد في (ب): وهمزة «أستحدَّ» فيها مفتوحة، والحاء مكسورة، ونبَّه على ذلك القسطلاني بعد أن قال: إنَّها بهمزة وصل وفتح التاء والحاء وتشديد الدال. اهـ.
(8)
في رواية أبي ذر: «ذلك» .
(9)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أتَحْسبِينَ» .
(10)
في رواية أبي ذر و الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أصلِّ» .
(11)
في نسخة: «ولست» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«وما إن» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فلست» .
(12)
في رواية أبي ذر: «عليهم» .
4087 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو: سَمِعَ جابِرًا يَقُولُ: الَّذِي قَتَلَ خُبَيْبًا هو أَبُو سِرْوَعَةَ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
ضبط في (ب، ص) بكسر السين وفتحها معًا.
4088 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلًا لِحاجَةٍ، يُقالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: رِعْلٌ وَذَكْوانُ، عِنْدَ بِئْرٍ
يُقالُ لَها: بِئْرُ مَعُونَةَ، فقالَ الْقَوْمُ: واللَّهِ ما إِيَّاكُمْ أَرَدْنا، إِنَّما نَحْنُ مُجْتازُونَ فِي حاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْغَداةِ، وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ، وَما كُنَّا نَقْنُتُ. قالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَسَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا عن الْقُنُوتِ: أَبَعْدَ الرُّكُوعِ، أَوْ عِنْدَ فَراغٍ مِنَ الْقِراءَةِ؟ قالَ: لَا، بَلْ عِنْدَ فَراغٍ مِنَ الْقِراءَةِ.
4089 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هِشامٌ: حدَّثنا قَتادَةُ:
⦗ص: 564⦘
عَنْ أَنَسٍ، قالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو على أَحْياءٍ مِنَ الْعَرَبِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
4090 -
حدَّثني عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رِعْلًا وَذَكْوانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لِحْيانَ، اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عَدُوٍّ
(1)
، فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِم الْقُرَّاءَ فِي زَمانِهِمْ، كانُوا يَحْتَطِبُونَ
(2)
بِالنَّهارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى كانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ، وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي الصُّبْحِ على أَحْياءٍ مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ، على رِعْلٍ وَذَكْوانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لحْيانَ، قالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمِّ إِنَّ ذَلِكَ رُفِعَ:{بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنا أَنَّا لَقِينا رَبَّنا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضانا} . وَعَنْ قَتادَةَ، عن أَنَسِ بْنِ مالِكٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو على أَحْياءٍ مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ، على رِعْلٍ وَذَكْوانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَحْيانَ.
زادَ خَلِيفَةُ: حدَّثنا ابْنُ زُرَيْعٍ
(3)
: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ: حدَّثنا أَنَسٌ: أَنَّ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصارِ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ. قُرْآنًا كِتابًا
(4)
. نَحْوَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عدوِّهم» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحْطِبُون» .
(3)
في رواية أبي ذر: «يَزيِدُ بنُ زُريع» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4091 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
حَدَّثَنِي أَنَسٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ خالَهُ، أَخٌ
(1)
لِأُمِّ سُلَيْمٍ، فِي سَبْعِينَ راكِبًا، وَكانَ رَئِيسَ
⦗ص: 565⦘
الْمُشْرِكِينَ عامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، خَيَّرَ
(2)
بَيْنَ ثَلَاثِ خِصالٍ، فَقالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ؟ فَطُعِنَ عامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ، فَقالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ، فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ
(3)
، ائْتُونِي بِفَرَسِي. فَماتَ على ظَهْرِ فَرَسِهِ، فانْطَلَقَ حَرامٌ
(4)
أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ -وَهْوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ- وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، قالَ: كُونا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ، فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ
(5)
، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحابَكُمْ، فَقالَ: أَتُؤَمِّنُونِي
(6)
أُبَلِّغْ رِسالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ، وَأَوْمَؤُوا
(7)
إلى رَجُلٍ، فَأَتاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ، قالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ: حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ، قالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ
فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَلُحِقَ الرَّجُلُ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الأَعْرَجِ، كانَ فِي رَأسِ جَبَلٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنا، ثُمَّ كانَ مِنَ الْمَنْسُوخِ:{إِنَّا قَدْ لَقِينا رَبَّنا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضانا} . فَدَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ
(8)
ثَلَاثِينَ صَباحًا، على رِعْلٍ وَذَكْوانَ وَبَنِي لَحْيانَ وَعُصَيَّةَ، الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أخًا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: حاشية بخط اليونيني: «خَيَّر» بفتح الخاء، والياء مفتوحة مشددة، وآخره راء مهملة، أي: خيَّر هو النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «من بني فلان» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «أَتُؤَمِّنُونني» ، وضبطت متنًا وروايةً في (ب، ص) بالتخفيف: «أَتُؤْمِنُوني» و «أَتُؤْمِنُونني» ، وأهمل ضبطها في (ن).
(7)
في رواية أبي ذر: «فأومؤوا» .
(8)
لفظة: «عليهم» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4092 -
حدَّثني
(1)
حبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ: حَدَّثَنِي
(2)
ثُمامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحانَ -وَكانَ خالَهُ- يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، قالَ بِالدَّمِ هَكَذا، فَنَضَحَهُ على وَجْهِهِ وَرَأسِهِ، ثُمَّ قالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
4093 -
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَت: اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ فِي الْخُرُوجِ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الأَذَى، فقالَ لَهُ:«أَقِمْ» . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَتَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنِّي لأَرْجُو ذَلِكَ» . قالَتْ: فانْتَظَرَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَتاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا، فَناداهُ فَقالَ: «أَخْرِجْ
(2)
مَنْ عِنْدَكَ». فقالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّما هما ابْنَتايَ. فَقالَ: «أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ؟» فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ الصُّحْبَة؟ فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الصُّحْبَة» . فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي ناقَتانِ، قَدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِحْداهُما -وَهيَ الْجَدْعاءُ- فَرَكِبا، فانْطَلَقا حَتَّى أَتَيا الْغارَ -وَهوَ بِثَوْرٍ- فَتَوارَيا فِيهِ، فَكانَ
(3)
عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخُو
(4)
عائِشَةَ لأُمِّها، وَكانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ، فَكانَ يَرُوحُ بها وَيَغْدُو عَلَيْهِمْ، وَيُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِما ثُمَّ يَسْرَحُ، فَلَا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعاءِ، فَلَمَّا خَرَجَ
(5)
خَرَجَ مَعَهُما يُعْقِبانِهِ، حَتَّى قَدِما
(6)
الْمَدِينَةَ، فَقُتِلَ عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ.
وَعَنْ أَبِي أُسامَةَ، قالَ: قالَ هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ: فَأخبَرَني أَبِي، قالَ: لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قالَ لَهُ عامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذا؟ فَأَشارَ إلى قَتِيلٍ، فقالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذا عامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ. فَقالَ: لقد رَأَيْتُهُ بَعْدَما قُتِلَ رُفِعَ إلى السَّماءِ، حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إلى السَّماءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ. فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَرُهُمْ فَنَعاهُمْ، فَقالَ:«إِنَّ أَصْحابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فقالُوا: رَبَّنا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوانَنا بِما رَضِينا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا. فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ» . وَأُصِيبَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ عُرْوَةُ بْنُ أَسْماءَ بْنِ الصَّلْتِ فَسُمِّيَ عُرْوَةُ بِهِ، وَمُنْذِرُ
ابْنُ عَمْرٍو سُمِّيَ بِهِ مُنْذِرًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اخْرُجْ» ، ورسمت في (ب، ص) بهمزة قطع.
(3)
في رواية أبي ذر: «وكان» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخِي» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «قَدِمَ» .
4094 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ، عن أَبِي مِجْلَزٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، يَدْعُو على رِعْلٍ وَذَكْوانَ وَيَقُولُ:«عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
4095 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا مالِكٌ، عن إِسْحاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، قالَ: دَعا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الَّذِينَ قَتَلُوا -يَعْنِي أَصْحابَهُ
(1)
- بِبِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَباحًا، حِينَ
(2)
يَدْعُو على رِعْلٍ ولَحْيانَ، وَعُصَيَّةَ
(3)
عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم. قالَ أَنَسٌ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِينَ قُتِلُوا -أَصْحابَ بِئْرِ مَعُونَةَ- قُرْآنًا قَرَأْناهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: {بَلِّغُوا قَوْمَنا فَقَدْ لَقِينا رَبَّنا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينا عَنْهُ} .
(1)
قوله: «يعني أصحابه» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «حتَّى» .
(3)
بهامش (ب، ص): لم يضبطها في اليونينية. اهـ.
4096 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا عاصِمٌ الأَحْوَلُ، قالَ:
سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه عن الْقُنُوتِ فِي الصَّلَاةِ. فَقالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: كانَ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قالَ: قَبْلَهُ. قُلْتُ: فَإِنَّ فُلَانًا أخبَرَني عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ بَعْدَهُ! قالَ: كَذَبَ، إِنَّما قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا: انَّهُ
(2)
كانَ بَعَثَ ناسًا يُقالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، وَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، إلى ناسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ قِبَلَهُمْ، فَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(2)
أُهمل ضبط الهمزة في الأصول كلها تبعًا لليونينية.
(29)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ،
وَهْيَ الأَحزابُ
قالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: كانَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
(1)
لفظة «باب» ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.
4097 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ
(1)
: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وهو ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ
(2)
، فَلَمْ يُجِزْهُ، وَعَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وهو ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ
(3)
فَأَجازَهُ.
(1)
زاد في (ب، ص): «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «سَنَةً» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «سَنَةً» .
4098 -
حدَّثني
(1)
قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ، وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرابَ على أَكْتادِنا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ
(2)
…
…
فاغْفِرْ لِلْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في (و، ص): «الآخرةِ» .
4099 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، عن حُمَيْدٍ:
سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْخَنْدَقِ، فَإِذا الْمُهاجِرُونَ والأَنْصارُ يَحْفِرُونَ فِي غَداةٍ بارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا
رَأَى ما بِهِمْ مِنَ النَّصَبِ والْجُوعِ، قالَ
(1)
:
«اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ
…
…
فاغْفِرْ لِلأَنْصارِ والْمُهاجِرَهْ»
فقالُوا مُجِيبِينَ لَهُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّدا
…
…
عَلَى الْجِهادِ ما بَقِينا أَبَدا
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
4100 -
حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوارِثِ، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: جَعَلَ الْمُهاجِرُونَ والأَنْصارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ
⦗ص: 569⦘
التُّرابَ على مُتُونِهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ:
نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّدا
…
…
عَلَى الإِسْلَامِ ما بَقِينا أَبَدا
قالَ: يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وهو يُجِيبُهُمُ:
«اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ
…
…
فَبارِكْ فِي الأَنْصارِ والْمُهاجِرَهْ».
قالَ: يُؤْتَوْنَ بِمِلْءِ كَفَّيَّ
(1)
مِنَ الشَّعِيرِ
(2)
، فَيُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهالَةٍ سَنِخَةٍ، تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ، والْقَوْمُ جِياعٌ، وَهْيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ، وَلَها رِيحٌ مُنْتِنٌ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «كَفِّيْ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «شَعيرٍ» .
4101 -
حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، عن أَبِيهِ، قالَ:
أَتَيْتُ جابِرًا رضي الله عنه فَقالَ: إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ
(1)
شَدِيدَةٌ، فَجاؤُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ
(2)
عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ. فَقالَ: «أَنا نازِلٌ» . ثُمَّ قامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَواقًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَعادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ -أَوْ: أَهْيَمَ- فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِئذَنْ
(3)
لِي إلى الْبَيْتِ. فَقُلْتُ لامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا ما كانَ
(4)
فِي ذَلِك
(5)
صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَناقٌ. فَذَبَحْتُ الْعَناقَ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ حَتَّى جَعَلْنا
(6)
اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والْعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، والْبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثافِيِّ قَدْ كادَتْ أَنْ تَنْضَجَ
(7)
، فَقُلْتُ
(8)
: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ
⦗ص: 570⦘
أَوْ رَجُلَانِ. قالَ: «كَمْ هُوَ؟» فَذَكَرْتُ لَهُ، قالَ:«كَثِيرٌ طَيِّبٌ» . قالَ: «قُلْ لَها: لَا تَنْزِعُِ الْبُرْمَةَ، وَلَا الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ» ، فَقالَ
(9)
: «قُومُوا» . فَقامَ الْمُهاجِرُونَ والأَنْصارُ
(10)
، فَلَمَّا دَخَلَ على امْرَأَتِهِ قالَ: وَيْحَكِ! جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ وَمَنْ مَعَهُمْ. قالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقالَ: «ادْخُلُوا وَلَا تَضاغَطُوا» . فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ والتَّنُّورَ إذا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إلى أَصْحابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قالَ:«كُلِي هَذا وَأَهْدِي؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَصابَتْهُمْ مَجاعَةٌ» .
(1)
في رواية ابن عساكر: «كَبِدَةٌ» .
(2)
في رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«كَيْدَةٌ» . وعكس في (ب، ص) تخريج هذه الرواية مع التي قبلها.
(3)
في اليونينية: «ايذن» بهمزة وصل مع الياء.
(4)
لفظة: «كان» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(5)
ضبطت الكاف في متن اليونينية بالكسر والفتح.
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جَعَلَتِ» .
(7)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قد كادت تَنْضَجُ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(9)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(10)
قوله: «والأنصار» ليس في نسخة من رواية ابن عساكر، وهو ثابت في رواية أبي ذر. قارن بما في السلطانية.
4102 -
حدثني
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيانَ: أخبَرَنا سَعِيدُ بْنُ مِينا:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا، فانْكَفَأْتُ
(1)
إلى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمَصًا شَدِيدًا؟ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرابًا فِيهِ صاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، وَلَنا بُهَيْمَةٌ داجِنٌ فَذَبَحْتُها، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ
(2)
، فَفَرَغَتْ إلى فَراغِي، وَقَطَعْتُها فِي بُرْمَتِها، ثُمَّ وَلَّيْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ
(3)
مَعَهُ. فَجِئْتُهُ
(4)
فَسارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْنا
⦗ص: 571⦘
بُهَيْمَةً لَنا وَطَحَنَّا
(5)
صاعًا مِنْ شَعِيرٍ كانَ عِنْدَنا، فَتَعالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ. فَصاحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«يا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا، فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ» . فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ
(6)
حَتَّى أَجِيءَ». فَجِئْتُ وَجاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي، فقالتْ: بِكَ وَبِكَ. فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ. فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا
(7)
فَبَصَقَ
(8)
فِيهِ وَبارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنا فَبَصَقَ
(9)
وَبارَكَ، ثُمَّ قالَ: «ادْعُ خابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي
(10)
، واقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوها». وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لقد أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ كَما هِيَ، وَإِنَّ عَجِينَنا لَيُخْبَزُ كَما هُوَ.
(1)
في (ق، ب، ص): «فانكَفَئتُ» و «فانكَفَيتُ» وبهامش (ب، ص) نقلًا عن هامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: صوابه: «فانكفَأْتُ» . اهـ.
(2)
قوله: «الشعير» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومَن» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فجئت» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وطحنْتُ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «لا تُنْزَلَنَّ بُرْمَتُكُمْ ولا يُخْبَزَنَّ عَجِينُكُمْ» بالبناء للمفعول.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(8)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «فَبَسَقَ» .
(9)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «فيه» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«فيها» .
(10)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4103 -
حدَّثني عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ
(1)
} [الأحزاب: 10]، قالَتْ: كانَ ذاكَ
(2)
يَوْمَ الْخَنْدَقِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ذلك» .
4104 -
حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ التُّرابَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَهُ -أَوِ: اغْبَرَّ بَطْنُهُ- يَقُولُ:
«واللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنا. وَلَا تَصَدَّقْنا وَلَا صَلَّيْنا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا. وَثَبِّتِ الأَقْدامَ إِنْ لَاقَيْنا
إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنا. إِذا أَرادُوا فِتْنَةً أَبَيْنا»
⦗ص: 572⦘
وَرَفَعَ بها صَوْتَهُ: «أَبَيْنا أَبَيْنا» .
4105 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن شُعْبَةَ: حدَّثني الْحَكَمُ، عن مُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«نُصِرْتُ بِالصَّبا، وَأُهْلِكَتْ عادٌ بِالدَّبُورِ» .
4106 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثني أَبِي، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ
(1)
يُحَدِّثُ، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمُ الأَحْزابِ، وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرابِ الْخَنْدَقِ، حَتَّى وارَى عَنِّي الْغُبارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وَكانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِماتِ ابْنِ رَواحَةَ، وهو يَنْقُلُ مِنَ التُّرابِ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنا. وَلَا تَصَدَّقْنا وَلَا صَلَّيْنا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا. وَثَبِّتِ الأَقْدامَ إِنْ لَاقَيْنا
إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا
(2)
عَلَيْنا. وَإِنْ أَرادُوا فِتْنَةً أَبَيْنا»
قالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِها.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنَ عازب» .
(2)
في رواية ابن عساكر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ وأبي ذر: «قد رَغَّبُوا» .
4107 -
حدَّثني عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ -هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ- عن أَبِيهِ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: أَوَّلُ يَوْمٍ شَهِدْتُهُ يَوْمُ
(1)
الْخَنْدَقِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «يومَ» .
4108 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سالِمٍ، عن ابْنِ عُمَرَ -قالَ: وَأخبَرَني ابْنُ طاوُوسٍ، عن عِكْرِمَةَ بْنِ خالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- قالَ: دَخَلْتُ على حَفْصَةَ وَنَسْواتُها تَنْطفُ. قُلْتُ: قَدْ كانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ ما تَرَيْنَ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ.
⦗ص: 573⦘
فقالتِ: الْحَقْ
(1)
؛ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِباسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ. فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعاوِيَةُ، قالَ: مَنْ كانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ. قالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ؟ قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي، وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قاتَلَكَ وَأَباكَ على الإِسْلَامِ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ
(2)
، وَتَسْفِكُ الدَّمَ،
(3)
وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ ما أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنانِ. قالَ حَبِيبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ.
قالَ مَحْمُودٌ، عن عَبْدِ الرَّزَّاقِ: وَنَوْساتُها
(4)
.
(1)
في (ب، ص) بهمزة قطع.
(2)
في رواية أبي ذر: «الجميع» .
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(4)
بهامش اليونينية: «وَنَوْساتُها» بسكون الواو وفتحها، ذكر ذلك ابن سيده في محكمه. اهـ.
4109 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ صُرَدٍ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزابِ: «نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنا
(1)
».
(1)
في رواية ابن عساكر: «ولا يَغْزُونا» .
4110 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ: سَمِعْتُ أَبا إِسْحاقَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ سُلَيْمانَ بْنَ صُرَدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، حِينَ أَجْلَى الأَحْزابُ
(1)
عَنْهُ: «الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنا
(2)
، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ».
(1)
أهمل ضبط لفظة: «أجلى» في (ن)، وضبطت في (و):«أُجلِيَ» بالبناء للمفعول، وضبطت لفظة:«الأحزاب» في (ق، ص) بالنصب والرفع معًا.
(2)
في رواية ابن عساكر: «ولا يغزونا» .
4111 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن عَبِيدَةَ:
⦗ص: 574⦘
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَلَأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نارًا؛ كَما
(2)
شَغَلُونا عن الصَلَاةِ
(3)
الْوُسْطَى حَتَّى غابَتِ الشَّمْسُ».
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كلما» قال في الفتح: وهو خطأ.
(3)
في (ب، ص): «صلاة» .
4112 -
حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه جاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَما غَرَبَتِ
(1)
الشَّمْسُ، جَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما كِدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ
(2)
، حَتَّى كادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ
(3)
. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «واللَّهِ ما صَلَّيْتُها» . فَنَزَلْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بُطْحانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنا لَها، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَما غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَها الْمَغْرِبَ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غابت» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ما كِدْتُ أُصَلِّيَ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «كادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبَ» .
4113 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيانُ، عن ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرًا يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزابِ: «مَنْ يَأتِينا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» فقالَ الزُّبَيْرُ: أَنا. ثُمَّ قالَ: «مَنْ يَأتِينا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» فقالَ الزُّبَيْرُ: أَنا. ثُمَّ قالَ: «مَنْ يَأتِينا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» فقالَ الزُّبَيْرُ: أَنا. ثُمَّ قالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيًّ، وَإِنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ» .
4114 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ» .
4115 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا الْفَزارِيُّ وَعَبْدَةُ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما يَقُولُ: دَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الأَحْزابِ فَقالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتابِ، سَرِيعَ الْحِسابِ، اهْزِمِ الأَحْزابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر أيضًا.
4116 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن سالِمٍ وَنافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا قَفَلَ مِنَ الْغَزْوِ أَوِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ يَبْدَأُ فَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مِرارٍ
(1)
(1)
في رواية أبي ذر: «مرَّاتٍ» .
(30)
بابُ مَرْجَعِ
(1)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحْزابِ، وَمَخْرَجِهِ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ وَمُحاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ
(1)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَرْجِعِ» .
4117 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عن هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ واغْتَسَلَ، أَتاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَقالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟! واللَّهِ ما وَضَعْناهُ، فاخْرُجْ
(1)
إِلَيْهِمْ. قالَ: «فَإِلَى أَيْنَ؟» قالَ: هَاهُنا. وَأَشارَ
(2)
إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «اخْرُجْ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بيده» .
4118 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
قالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى الْغُبارِ ساطِعًا فِي زُقاقِ بَنِي غَنْمٍ، مَوْكِب
(1)
جِبْرِيلَ
⦗ص: 576⦘
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ
(2)
حِينَ سارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بَنِي قُرَيْظَةَ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بفتح الباء وكسرها وضمها، وصحَّح عليها في اليونينيَّة. والجر هو رواية أبي ذر (و، ب، ص) وكتب بهامش اليونينية: «بضم الباء ضبطه أبو إسحاق الرازي» . اهـ. وأبو إسحاق هو المُستملي.
(2)
قوله: «صلواتُ الله عليه» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مهمَّش في (ب، ص).
4119 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْماءَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزابِ: «لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» . فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ
(1)
فِي الطَّرِيقِ، فقالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأتِيَها. وَقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي؛ لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا مِنْهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فأدركَ بَعْضَهُمُ العَصْرُ» .
4120 -
حدَّثنا
(1)
ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ -وَحَدَّثَنِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ-: سَمِعْتُ أَبِي:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: كانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّخَلَاتِ، حَتَّى
(2)
افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ والنَّضِيرَ، وأَنَّ
(3)
أَهْلِي أَمَرُونِي
(4)
أَنْ آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ الَّذِيِنَ
(5)
كانُوا أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَعْطاهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَجاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي تَقُولُ: كَلَّا والَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هو لَا يُعْطِيكَهُمْ
(6)
وَقَدْ أَعْطانِيها. أَوْ كَما قالَتْ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَكِ كَذا» . وَتَقُولُ: كَلَّا واللَّهِ. حَتَّى أَعْطاها -حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ- عَشَرَةَ أَمْثالِهِ. أَوْ كَما قالَ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها.
(4)
بهامش (ب، ص): الراء في اليونينية مفتوحة.
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن الحَمُّويي: «الذي» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يُعْطِيْكُمُ» و «نُعْطِيْكُمُ» معًا، والذي في (و، ب، ص) أنَّ رواية أبي ذر بالنون، ورواية ابن عساكر بالياء.
4121 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا أُمامَةَ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ على حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى سَعْدٍ فَأَتَى على حِمارٍ، فَلَمَّا دَنا مِنَ الْمَسْجِدِ قالَ لِلأَنْصارِ: «قُومُوا إلى
⦗ص: 577⦘
سَيِّدِكُمْ»، أَوْ:«خَيْرِكُمْ»
(1)
. فَقالَ: «هَؤُلَاءِ نَزَلُوا على حُكْمِكَ» . فَقالَ: تَقْتُلُ مُقاتِلَتَهُمْ، وَتَسْبِي
(2)
ذَرارِيَّهُمْ. قالَ: «قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ» . وَرُبَّما قالَ: «بِحُكْمِ الْمَلِكِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أو: أخْيَرِكم» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4122 -
حدَّثنا
(1)
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَماهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقالُ لَهُ: حِبَّانُ ابْنُ
(2)
الْعَرِقَةِ
(3)
، رَماهُ فِي الأَكْحَلِ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(4)
خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ واغْتَسَلَ، فَأَتاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وهو يَنْفُضُ رَأسَهُ مِنَ الْغُبارِ، فَقالَ: قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟! واللَّهِ ما وَضَعْتُهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَأَيْنَ؟» فَأَشارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَأَتاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلُوا على حُكْمِهِ، فَرَدَّ الْحُكْمَ إلى سَعْدٍ، قالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى النِّساءُ والذُّرِّيَّةُ، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوالُهُمْ. قالَ هِشامٌ: فَأخبَرَني أَبِي، عن عائِشَةَ: أَنَّ سَعْدًا قالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ
كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ
(5)
؛ حَتَّى أُجاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ فافْجُرْها واجْعَلْ مَوْتَتِي فِيها. فانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ
(6)
، فَلَمْ يَرُعْهُمْ -وَفِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفارٍَ- إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ. فقالُوا: يا أَهْلَ الْخَيْمَةِ، ما هَذا الَّذِي يَأْتِينا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَماتَ منها رضي الله عنه.
(1)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
بهامش (ب، ص): كانت ألف «بن» في اليونينية ثابتة فكشطت. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «وهو حِبَّان بنُ قَيْسٍ مِن بَنِي بَغِيضِ بن عامِر بنِ لُؤَيٍّ» ، وصحح في (ن):«بغيض» إلى: «معيص» بخط مغاير، وهو الذي في الفتح والإرشاد. ونقل في (ب، ص) عن هامش اليونينية: «حبان» هذا بكسر الحاء المهملة، وباء معجمة بواحدة، وأمه العَرِقة سميت بذلك لطيب ريحها، قاله ابن الكلبي، ذكر ذلك كله الحافظ أبو علي الغساني رضي الله عنه. اهـ.
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية ابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لهم» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَيْلَتِه» . قال في الفتح عن رواية: «مِنْ لَبَّتِهِ» : وهو تصحيف. اهـ.
4123 -
حدَّثنا الْحَجَّاجُ
(1)
بْنُ مِنْهالٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: أخبَرَني عَدِيٌّ:
أَنَّهُ سَمِعَ الْبَراءَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ
(2)
: «اهْجُهُمْ -أَوْ: هاجِهِمْ- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ» .
4124 -
وَزادَ إِبْراهِيمُ بْنُ طَهْمانَ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ:
عَنِ الْبَراءِ بْنِ عازِبٍ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثابِتٍ: «اهْجُ الْمُشْرِكِينَ؛ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حجاجُ» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «يوم قريظة» (ب، ص).
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
(31)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ ذاتِ الرِّقاعِ
وَهيَ غَزْوَةُ مُحارِبِ خَصَفَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ غَطَفانَ، فَنَزَلَ نَخْلًا.
وَهيَ بَعْدَ خَيْبَرَ؛ لِأَنَّ أَبا مُوسَى جاءَ بَعْدَ خَيْبَرَ.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4125 -
وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ
(1)
بْنُ رَجاءٍ: أخبَرَنا عِمْرانُ الْعطَّارُ
(2)
، عن يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِأَصْحابِهِ فِي الْخَوْفِ فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ، غَزْوَةِ ذاتِ الرِّقاعِ.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْخَوْفَ بِذِي قَرَدٍ.
4126 -
وَقالَ بَكْرُ بْنُ سَوادَةَ: حدَّثني زِيادُ بْنُ نافِعٍ، عن أَبِي مُوسَى:
أَنَّ جابِرًا حَدَّثَهُمْ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِمْ يَوْمَ مُحارِبٍ وَثَعْلَبَةَ.
⦗ص: 579⦘
4127 -
وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسانَ:
سَمِعْتُ جابِرًا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ذاتِ الرِّقاعِ مِنْ نَخْلٍ
(3)
، فَلَقِيَ جَمْعًا مِنْ غَطَفانَ، فَلَمْ يَكُنْ قِتالٌ، وَأَخافَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيِ الْخَوْفِ.
وَقالَ يَزِيدُ، عن سَلَمَةَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقَرَدِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال أبو عبدِ الله: وقال لي عبدُ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «القطان» وصحح عليها.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قال الحافظ أبو عبيد البكري: «نخلٌ» على لفظ جمع نخلة، لا يُجرى. اهـ. أي: ممنوعٌ من الصرف.
4128 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ
(2)
وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ
(3)
أَقْدامُنا، وَنَقِبَتْ قَدَمايَ، وَسَقَطَتْ أَظْفارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ على أَرْجُلِنا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ
(4)
ذاتِ الرِّقاعِ؛ لِما كُنَّا نَعْصِبُ
(5)
مِنَ الْخِرَقِ على أَرْجُلِنا. وَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذا، ثُمَّ كَرِهَ ذاكَ، قالَ: ما كُنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرَهُ؟! كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشاهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «غزوةٍ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في (و، ص، ق): «غزوةَ» بالنصب.
(5)
في رواية أبي ذر: «نُعَصِّبُ» .
4129 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
عن مالِكٍ، عن يَزِيدَ بْنِ رُومانَ، عَنْ صالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ:
عَنْ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ ذاتِ الرِّقاعِ صَلَّى
(2)
صَلَاةَ الْخَوْفِ: أَنَّ طائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ وَطائِفَةٌ وُِجاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قائِمًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَصَفُّوا وُِجاهَ الْعَدُوِّ، وَجاءَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمِ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جالِسًا، وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ.
⦗ص: 580⦘
4130 -
وَقالَ مُعاذٌ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِي الزُّبَيْرِ:
عَنْ جابِرٍ، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلٍ. فَذَكَرَ صَلَاةَ الْخَوْفِ.
قالَ مالِكٌ: وَذَلِكَ أَحْسَنُ ما سَمِعْتُ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ.
(3)
تابَعَهُ اللَّيْثُ، عن هِشامٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ الْقاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ: صَلَّى النَّبِيُّ
(4)
صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمارٍ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر.
(2)
لفظة: «صلى» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(3)
قول مالك مقدم على رواية معاذ في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صلاةَ النَّبيِّ» .
4131 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ
(1)
، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصارِيِّ
(2)
، عن الْقاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن صالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قالَ: يَقُومُ الإِمامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَطائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إلى الْعَدُوِّ، فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُ هَؤُلَاءِ إلى مَقامِ أُولَئِكَ
(3)
، فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، فَلَهُ ثِنْتانِ
(4)
، ثُمَّ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ.
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقاسِمِ، عن أَبِيهِ، عن صالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن يَحْيَى: سَمِعَ الْقاسِمَ: أخبَرَني صالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، عن سَهْلٍ: حَدَّثَهُ. قَوْلَهُ.
(1)
قوله: «بن سعيد القطان» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(2)
قوله: «بن سعيد الأنصاري» ليس في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «فيجيءُ أولئكَ» . كتبت بالحمرة.
(4)
في (ب): «ثِنتا» ، وبهامش (ب، ص): الثاء في اليونينية مفتوحة. اه.
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «مثلَه» .
4132 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، أخبَرَني سالِمٌ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَوازَيْنا الْعَدُوَّ، فَصافَفْنا لَهُمْ.
4133 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: عَنْ سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائفَتَيْنِ، والطَّائفَةُ الأُخْرَى مُواجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَقامُوا فِي مَقامِ أَصْحابِهِمْ
(2)
، فَجاءَ أُولَئِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيَّ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «أُولئكَ» .
4134 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: حَدَّثَنا
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سِنانٌ وَأَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ جابِرًا أَخْبَرَ: أَنَّهُ غَزا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ.
4135 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(2)
: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سِنانِ بْنِ أَبِي
سِنانٍ الدُّؤَلِيِّ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ غَزا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقائِلَةُ فِي وادٍ كَثِيرِ الْعِضاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ سَمُرَةٍ فَعَلَّقَ بها سَيْفَهُ. قالَ جابِرٌ: فَنِمْنا نَوْمَةً، ثُمَّ إذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونا فَجِئْناهُ، فَإِذا عِنْدَهُ أَعْرابِيٌّ جالِسٌ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ هَذا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنا نائِمٌ، فاسْتَيْقَظْتُ وهو فِي يَدِهِ صَلْتًا، فقالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. فَها هو ذا جالِسٌ» . ثُمَّ لَمْ يُعاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4136 -
وَقالَ أَبانٌ
(3)
: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
⦗ص: 583⦘
عَنْ جابِرٍ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذاتِ الرِّقاعِ، فَإِذا أَتَيْنا على شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْناها لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ فاخْتَرَطَهُ، فَقالَ: تَخافُنِي؟ قالَ: «لَا» . قالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قالَ: «اللَّهُ» . فَتَهَدَّدَهُ أَصْحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بِطائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعٌ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ
(4)
.
وَقالَ مُسَدَّدٌ، عن أَبِي عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ: اسْمُ الرَّجُلِ غَوْرَثُ بْنُ الْحارِثِ، وَقاتَلَ فيها مُحارِبَ خَصَفَةَ.
4137 -
وَقالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عن جابِرٍ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلٍ، فَصَلَّى الْخَوْفَ.
وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ
(5)
نَجْدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ.
وَإِنَّما جاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ خَيْبَرَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا.
(2)
زاد في (ب، ص): «قالَ» .
(3)
في (و، ب، ص): «أبانُ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ركعتان» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في غزوةِ» .
(32)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزاعَةَ
وَهْيَ غَزْوَةُ الْمُرَيْسِيعِ.
قالَ ابْنُ إِسْحاقَ: وَذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ.
وَقالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقالَ النُّعْمانُ بْنُ راشِدٍ، عن الزُّهْرِيِّ: كانَ حَدِيثُ الإِفْكِ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4138 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: أخبَرَنا إِسْماعِيلُ بنُ جَعْفَرٍ، عن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّهُ قالَ:
⦗ص: 584⦘
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ عن الْعَزْلِ، قالَ
(1)
أَبُو سَعِيدٍ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَصَبْنا سَبْيًا مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، فاشْتَهَيْنا النِّساءَ، واشْتَدَّتْ
(2)
عَلَيْنا الْعُزْبَةُ وَأَحْبَبْنا الْعَزْلَ، فَأَرَدْنا أَنْ نَعْزِلَ، وَقُلْنا نَعْزِلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنا قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ؟!
فَسَأَلْناهُ عن ذَلِكَ، فَقالَ:«ما عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، ما مِنْ نَسَمَةٍ كائِنَةٍ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِلَّا وَهيَ كائِنَةٌ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «واشتدَّ» .
4139 -
حدَّثنا
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: غَزَوْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ نَجْدٍ، فَلَمَّا أَدْرَكَتْهُ الْقائِلَةُ، وهو فِي وادٍ كَثِيرِ الْعِضاهِ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ واسْتَظَلَّ بها وَعَلَّقَ سَيْفَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الشَّجَرِ يَسْتَظِلُّونَ، وَبَيْنا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَعانا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْنا، فَإِذا أَعْرابِيٌّ قاعِدٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقالَ:«إِنَّ هَذا أَتانِي وَأَنا نائِمٌ، فاخْتَرَطَ سَيْفِي، فاسْتَيْقَظْتُ وهو قائِمٌ على رَأسِي، مُخْتَرِطٌ صَلْتًا، قالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. فَشامَهُ ثُمَّ قَعَدَ، فهو هَذا» . قالَ: وَلَمْ يُعاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثني» .
(33)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ أَنْمارٍ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
4140 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سُراقَةَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيِّ، قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ أَنْمارٍ، يُصَلِّي على راحِلَتِهِ، مُتَوَجِّهًا قِبَلَ المَشْرِقِ، مُتَطَوِّعًا.
(34)
بابُ
(1)
حَدِيثِ الإِفْكِ
والأَفَكِ، بِمَنْزِلَةِ النِّجْسِ والنَّجَسِ
يُقالُ
(2)
: إِفْكُهُمْ
(3)
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية ابن عساكر: «يقول» ، وفي رواية أبي ذر:«تقول» .
(3)
في غير رواية أبي ذر زيادة: «وأَفْكُهم وأَفَكُهُمْ» كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية ضبطًا لهذه الزيادة: الأولى ساكنة الفاء مكسورة الهمزة، والثانية مفتوحة الهمزة والفاء. اهـ. وفي رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة:«فمن قال أَفَكُهُمْ يقول صَرَفَهم عن الإِيمان وكَذَبَهُمْ، كما قال: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: 9] يُصْرَفُ عنه مَن صُرِفَ» .
4141 -
حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صالِحٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، وَعَلقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قالَ لَها أَهْلُ الإِفْكِ ما قالُوا -وَكُلُّهُمْ حدَّثني طائِفَةً مِنْ حَدِيثِها، وَبَعْضُهُمْ كانَ
(1)
أَوْعَى لِحَدِيثِها مِنْ بَعْضٍ، وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عن كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الحَدِيثَ الَّذِي حدَّثني عن عائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ. قالُوا: قالَتْ عائِشَةُ-: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْواجِهِ، فَأَيُّهُنَّ
(2)
خَرَجَ سَهْمُها خَرَجَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ، قالَتْ عائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنا فِي غَزْوَةٍ غَزاها، فَخَرَجَ فيها سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَما أُنْزِلَ الْحِجابُ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي
(3)
وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنا حَتَّى إذا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ، دَنَوْنا
(4)
مِنَ الْمَدِينَةِ قافِلِينَ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إلى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفارِ
(5)
قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغاؤُهُ، قالَتْ: وَأَقْبَلَ
الرَّهْطُ
⦗ص: 586⦘
الَّذِينَ كانُوا يُرَحِّلُونِي
(6)
، فاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ
(7)
على بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكانَ النِّساءُ إِذْ ذاكَ خِفافًا لَمْ يَهْبُلْنَ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّما يَأكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَحَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ فَسارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَما اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنازِلَهُمْ وَلَيْسَ بها مِنْهُمْ داعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ
(8)
، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي
(9)
فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنا أَنا جالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكانَ صَفْوانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوانِيُّ مِنْ وَراءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوادَ إِنْسانٍ نائِمٍ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجابِ، فاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبابِي، وواللَّهِ ما تَكَلَّمْنا بِكَلِمَةٍ، وَلَا سَمِعْتُ منه كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجاعِهِ، وَهَوَى حَتَّى أَناخَ راحِلَتَهُ، فَوَطِئَ على يَدِها، فَقُمْتُ إِلَيْها فَرَكِبْتُها، فانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنا الْجَيْشَ مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ وَهُمْ نُزُولٌ، قالَتْ: فَهَلَكَ
(10)
مَنْ هَلَكَ، وَكانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدَُ اللَّهِ بْنَُ أُبَيٍّ ابنَُ
(11)
سَلُولَ
(12)
. قالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كانَ يُشاعُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ، فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ. وَقالَ عُرْوَةُ أَيْضًا: لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الإِفْكِ أَيْضًا إِلَّا حَسَّانُ بْنُ ثابِتٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثاثَةَ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ، فِي ناسٍ آخَرِينَ لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ، كَما قالَ اللَّهُ تَعالَى، وإنَّ
(13)
كبْرَ ذَلِكَ يُقالُ
(14)
: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ. قالَ عُرْوَةُ: كانَتْ عائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَها حَسَّانُ، وَتَقُولُ: إِنَّهُ الَّذِي قالَ:
⦗ص: 587⦘
فَإِنَّ أَبِي وَوالِدَهُ وَعِرْضِي. لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقاءُ
قالَتْ عائِشَةُ: فَقَدِمْنا الْمَدِينَةَ، فاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، والنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحابِ الإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وهو يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّطَفَ
(15)
الَّذِي كُنْتُ أَرَى منه حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّما يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ، ثُمَّ يَقُولُ:«كَيْفَ تِيكُمْ؟» ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ
(16)
، فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ
(17)
قِبَلَ الْمَناصِعِ، وَكانَ مُتَبَرَّزَنا، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنا، قالَتْ: وَأَمْرُنا
أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي البَرِّيَّةِ قِبَلَ الْغائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَها عِنْدَ بُيُوتِنا، قالَتْ: فانْطَلَقْتُ أَنا وَأُمُّ مِسْطَحٍ -وَهيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنافٍ، وَأُمُّها بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عامِرٍ خالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
(18)
، وابْنُها مِسْطَحُ بْنُ أُثاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ- فَأَقْبَلْتُ أَنا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنا مِنْ شَأْنِنا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِها فقالتْ: تَعسَ
(19)
مِسْطَحٌ
(20)
. فَقُلْتُ لَها: بِئْسَ ما قُلْتِ؛ أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فقالتْ: أَيْ هَنْتاهْ
(21)
ولَمْ
(22)
تَسْمَعِي ما قالَ؟! قالَتْ: وَقُلْتُ: ما
(23)
قالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، قالَتْ: فازْدَدْتُ مَرَضًا على مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ:«كَيْفَ تِيكُمْ؟» فَقُلْتُ لَهُ: أَتَأذَنُ لِي أَنْ آتِيَ
⦗ص: 588⦘
أَبَوَيَّ؟ قالَتْ: وَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِما. قالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِأُمِّي: يا أُمَّتاهُ، ماذا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قالَتْ: يا بُنَيَّةِ
(24)
، هَوِّنِي عَلَيْكِ؛ فَواللَّهِ لَقَلَّ ما كانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّها، لَها ضَرائِرُ، إِلَّا كَثَّرْنَ
(25)
عَلَيْها. قالَتْ: فَقُلْتُ: سُبْحانَ اللَّهِ، أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذا؟! قالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، قالَتْ: وَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَأُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ، حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْأَلُهُما وَيَسْتَشِيرُهُما فِي فِراقِ أَهْلِهِ، قالَتْ: فَأَمَّا أُسامَةُ فَأَشارَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَراءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فقالَ أُسامَةُ: أَهْلَكَ
(26)
، وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، والنِّساءُ سِواها كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قالَتْ: فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ، فَقالَ:«أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟» قالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، ما رَأَيْتُ عَلَيْها أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ، غَيْرَ أَنَّها
(27)
جارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنامُ عن عَجِينِ أَهْلِها، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. قالَتْ: فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ فاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وهو على المِنْبَرِ، فَقالَ:«يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذاهُ فِي أَهْلِي؟! واللَّهِ ما عَلِمْتُ على أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَما يَدْخُلُ على أَهْلِي إِلَّا مَعِي» . قالَتْ: فَقامَ سَعْدُ بْنُ مُعاذٍ
(28)
أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَقالَ:
أَنا يا رَسُولَ اللَّهِ أَعْذِرُكَ، فَإِنْ كانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كانَ مِنْ إِخْوانِنا مِنَ الْخَزْرَجِ، أَمَرْتَنا فَفَعَلْنا أَمْرَكَ. قالَتْ: فَقامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ -وَكانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بِنْتَ عَمِّهِ مِنْ فَخِذِهِ، وهو سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ، وهو سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، قالَتْ: وَكانَ
(29)
قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ- فقالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ
⦗ص: 589⦘
اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ على قَتْلِهِ، وَلَوْ كانَ مِنْ رَهْطِكَ ما أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ
(30)
. فَقامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ -وهو ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ- فقالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عن الْمُنافِقِينَ. قالَتْ: فَثارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ والْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ على الْمِنْبَرِ، قالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ، حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، قالَتْ: فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ كُلَّهُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، قالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لَا يَرْقأ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ
(31)
، حَتَّى إِنِّي لَأَظُنُّ أَنَّ الْبُكاءَ فالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنا أَبَوايَ جالِسانِ عِنْدِي وَأَنا أَبْكِي، فاسْتَأذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصارِ فَأَذِنْتُ لَها، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، قالَتْ: فَبَيْنا نَحْنُ على ذَلِكَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنا فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، قالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ ما قِيلَ قَبْلَها، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأنِي بِشَيْءٍ، قالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، يا عائِشَةُ، إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذا وَكَذا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إذا اعْتَرَفَ ثُمَّ تابَ، تابَ
(32)
اللَّهُ عَلَيْهِ». قالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، فَقُلْتُ لِأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي
(33)
فِيما قالَ. فقالَ أَبِي: واللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيما قالَ. قالَتْ أُمِّي: واللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ وَأَنا جارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا: إِنِّي واللَّهِ لقد عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ، لَا تُصَدِّقُونِي
(34)
، وَلَئِنِ
(35)
اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، واللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي
(36)
منه بَرِيئَةٌ، لَتُصَدِّقُنِّي، فَواللَّهِ لَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبا يُوسُفَ حِينَ قالَ:
⦗ص: 590⦘
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. ثُمَّ تَحَوَّلْتُ واضْطَجَعْتُ
(37)
على فِراشِي، واللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي
بِبَراءَتِي، وَلَكِنْ واللَّهِ ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى
(38)
؛ لَشَأنِي فِي نَفْسِي كانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ، وَلَكِنْ
(39)
كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِها، فَواللَّهِ ما رامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ ما كانَ يَأخُذُهُ مِنَ الْبُرَحاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ
(40)
منه مِنَ الْعَرَقِ مِثْلُ الْجُمانِ، وهو فِي يَوْمٍ شاتٍ، مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ، قالَتْ: فَسُرِّيَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَضْحَكُ، فَكانَتْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بها أَنْ قالَ:«يا عائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ» . قالَتْ: فقالتْ لِي أُمِّي
(41)
: قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: واللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ؛ فَإِنِّي
(42)
لَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عز وجل. قالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ
(43)
} الْعَشْرَ الآياتِ [النور: 11 - 20]، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذا فِي بَراءَتِي. قالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
(44)
، وَكانَ يُنْفِقُ على مِسْطَحِ بْنِ أُثاثَةَ لِقَرابَتِهِ منه وَفَقْرِهِ: واللَّهِ لَا أُنْفِقُ على مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا؛ بَعْدَ الَّذِي قالَ لِعائِشَةَ ما قالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22]. قالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ
(45)
: بَلَى واللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقالَ: واللَّهِ لَا أَنْزِعُها منه أَبَدًا. قالَتْ عائِشَةُ: وَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عن أَمْرِي، فقالَ لِزَيْنَبَ:«ماذا عَلِمْتِ؟» ، أَوْ:«رَأَيْتِ» . فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قالَتْ عائِشَةُ: وَهيَ الَّتِي كانَتْ تُسامِينِي مِنْ أَزْواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصَمَها اللَّهُ بِالْوَرَعِ. قالَتْ: وَطَفِقَتْ أُخْتُها حَمْنَةُ تُحارِبُ لَها، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ. قالَ ابْنُ شِهابٍ: فَهَذا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ. ثُمَّ قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عائِشَةُ: واللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ ما قِيلَ لَيَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما كَشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ. قالَتْ: ثُمَّ قُتِلَ
⦗ص: 591⦘
بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
(1)
لفظة: «كان» ليست في رواية ابن عساكر.
(2)
في ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأيُّهُنَ» ، وفي رواية أبي ذر:«فأَيَّتُهُنَّ» ،
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هَوْدجٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ودَنَوْنا» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أظفارٍ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن المُستملي فقط.
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُرَحِّلُونَ بي» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فحملوه» .
(8)
في رواية ابن عساكر: «فِيهِ» .
(9)
في رواية أبي ذر: «سَيَفْقِدُونَنِي» .
(10)
في رواية ابن عساكر زيادة: «فِيَّ» .
(11)
في (ب، ص): «بن» ، وبهامشهما: كذا بلا ألف في اليونينية، في هذه والتي بعدها. اهـ.
(12)
الرفع رواية أبي ذر. (ب، ص)
(13)
بهامش (ب، ص): لم يضبط الهمزة في اليونينية. اهـ.
(14)
في رواية أبي ذر زيادة: «له» .
(15)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «اللُّطْفَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش: بفتح اللام والطاء وضم اللام مع سكون الطاء، قاله عياض. وبسكون الطاء عند أبي ذر فيما رأيت في الأصل المروي عنه من رواية ابن الحطيئة». اهـ. قارن بما في الإرشاد.
(16)
بهامش اليونينية: «نَقَهتُ» أي: أفقتُ مِن مرضي، بفتح القاف، قاله عياض، وقال ابن سيده: ونَقِهَ [زاد في (ب، ص): مِن مرضه] ونَقَه - ضبطه بالشكل بالكسر والفتح معًا- يَنْقَهُ نُقُوهًا، فيهما: أفاق، وقال ثعلبٌ: نَقَهَ من المرض يَنْقَهُ بالفتح نُقُوهًا، ورجل نَاقِهٍ من قوم نُقَّهٍ. من المحكم. اهـ.
(17)
في رواية أبي ذر: «فَخَرَجَتْ معِي أُمُّ مسطح» .
(18)
قوله: «الصديق» ليس في رواية أبي ذر.
(19)
ضُبطت في اليونينية بكسر العين وفتحها، وصحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«تعِس» قال عياض بكسر العين، وقال الجوهري بفتحها، وقال ابن سيده: تَعِس تعَسًا وتَعَس. قدَّم الكسر على الفتح. من المحكم. وهو عند أبي ذر بالكسر. اهـ.
(20)
بهامش (ب، ص): في اليونينية ضمة واحدة على حاء مسطح. اهـ.
(21)
في رواية أبي ذر: «هنتاهُ» .
(22)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(23)
في رواية أبي ذر: «وما» .
(24)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: بالضمَّ: «بُنَيَّةُ» ، وبالكسر وهو المثبت، وهو رواية أبي ذر أيضًا. (و، ب، ص)
(25)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أكثرن» .
(26)
في رواية أبي ذر: «أهْلُكَ» . وبهامش اليونينية: «أهلُك» برفع اللام عند أبي ذر، وقال عياض: بنصب اللام، أي: أمسك أهلَك، وعليك أهلك. اهـ.
(27)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أكَثْرَ مِنْ أنها» . قارن بما في الإرشاد.
(28)
قوله: «بن معاذ» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(29)
في رواية أبي ذر: «فكان» .
(30)
ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء معًا، وكتب بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، بالياء الفوقية والتحتية. اهـ.
(31)
كتبت في (ب، ص) علامة التقديم و التأخير على كل من: «يرقأ لي» و «أكتحل» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية علامة التقديم والتأخير.
(32)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(33)
لفظة: «عني» ليست رواية أبي ذر وابن عساكر.
(34)
في رواية أبي ذر: «لا تصدقونَنِي» .
(35)
في (ب، ص): «ولإن» هذه والتي قبلها، وعزيا «لئن» لرواية أبي ذر.
(36)
في (و): «إنِّي» ، وهي غير مضبوطة في (ن، ص).
(37)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فاضطجعت» .
(38)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(39)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكني» .
(40)
في رواية ابن عساكر: «لَيَنْحَدِرُ» .
(41)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فقالت أمي لي» .
(42)
في رواية ابن عساكر: «وإني» .
(43)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «{عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}» .
(44)
لفظة: «الصديق» ليست في رواية أبي ذر.
(45)
لفظة: «الصديق» ليست في رواية أبي ذر.
4142 -
حدَّثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ حِفْظِهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: قالَ لِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَبَلَغَكَ أَنَّ عَلِيًّا كانَ فِيمَنْ قَذَفَ عائِشَةَ؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَني رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكِ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحارِثِ: أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ لَهُما: كانَ عَلِيٌّ مُسَلِّمًا
(2)
فِي شَأنِها
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «مُسَلَّمًا» . وبهامش اليونينية نقلًا عن عياض: قوله: «وكانَ عَلِيٌّ مُسَلِّمًا في شأنها» يعني عائشة، بكسر اللام كذا رواه القابسي من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وفَتَحَها الحَمُّويي وبعضهم، من السلامة من الخوض فيه، ورأيتُ معلَّقًا عن الأصيلي:«إنَّا كذا قرأناه، والأعرف غيرُه [في (ب): ولا أعرف غيرَه]. ورواه النسفي وابن السكن: «مسيئًا» من الإساءة في الحمل عليها وترك التحزب لها، وكذا رواه ابن أبي شيبة، وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع، لكنه منزهٌ عليه السلام أن يقول مقال أهل الإفك، كما نصَّ عليه في الحديث، ولكنه أشار بفراقها، وشدَّ [في (ب): وشدد] على بريرة في أمرها». اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «فَراجَعُوهُ فَلَمْ يَرْجِعْ. وقال: مُسَلَّمًا، بلا شَكٍّ فِيهِ، وعليه: وكان في أصلِ العَتِيقِ كذلك» . اهـ.
4143 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن أَبِي وائلٍ: حدَّثني مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، قالَ:
حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومانَ -وَهيَ أُمُّ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: بَيْنا أَنا قاعِدَةٌ أَنا وَعائِشَةُ، إِذْ وَلَجَتِ امْرَأَةٌ
مِنَ الأَنْصارِ فقالتْ: فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ، فقالتْ أُمُّ رُومانَ: وَما ذاكِ
(1)
؟ قالَتْ: ابْنِي فِيمَنْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ. قالَتْ: وَما ذاكَ؟ قالَتْ: كَذا وَكَذا. قالَتْ عائِشَةُ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟
⦗ص: 592⦘
قالَتْ: نَعَمْ. قالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ. فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْها، فَما أَفاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْها حُمَّى بِنافِضٍ، فَطَرَحْتُ عَلَيْها ثِيابَها فَغَطَّيْتُها، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقالَ:«ما شَأْنُ هَذِهِ؟» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَتْها الْحُمَّى بِنافِضٍ. قالَ: «فَلَعَلَّ فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ
(2)
». قالَتْ: نَعَمْ، فَقَعَدَتْ عائِشَةُ فقالتْ: واللَّهِ لَئِنْ
(3)
حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِي
(4)
، وَلَئِنْ
(5)
قُلْتُ لَا تَعْذِرُونِي
(6)
، مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوبَ وَبَنِيهِ:{وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. قالَتْ: وانْصَرَفَ
(7)
وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَها، قالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِ أَحَدٍ وَلَا بِحَمْدِكَ.
(1)
في (ن): «وما ذاكَ» بفتح الكاف.
(2)
لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في (ب، ص): «لإن» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «لا تصدقونَنِي» .
(5)
في (ب، ص): «لإن» .
(6)
في رواية أبي ذر: «لا تعذِرونَنِي» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فانصرف» .
4144 -
حدَّثني يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن نافِعِ بْنِ عُمَرَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها: كانَتْ تَقْرَأُ: {إِذْ تَلِقُونَهُ
(1)
بِأَلْسِنَتِكُمْ} [النور: 15] وَتَقُولُ: الْوَلْقُ
(2)
الْكَذِبُ. قالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكانَتْ أَعْلَمَ مِنْ غَيْرِها بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ نَزَلَ فِيها.
(1)
بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، وكذلك قرأ بها أُبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهم، وعبيد بن عمير وعيسى بن عمر الثقفي ويحيى بن يَعْمَر وزيد بن عليّ. انظر: معجم القراءات 6: 238.
(2)
في رواية أبي ذر: «الوَلَقُ» بفتح اللام.
4145 -
حدَّثنا
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عن هِشامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:
ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عائِشَةَ، فقالتْ: لَا تَسُبُّهُ
(2)
؛ فَإِنَّهُ كانَ يُنافِحُ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقالَتْ عائِشَةُ: اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هِجاءِ الْمُشْرِكِينَ، قالَ:«كَيْفَ بِنَسَبِي؟» قالَ: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَما تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.
⦗ص: 593⦘
وَقالَ مُحَمَّدٌ
(3)
: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ فَرْقَدٍ: سَمِعْتُ هِشامًا، عن أَبِيهِ، قالَ: سَبَبْتُ حَسَّانَ، وَكانَ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْها.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني»
(2)
في رواية أبي ذر: «لا تسبَّه» بالفتح (ن، و، ق) وهو المثبت في (ب) دون ذكر اختلاف، وضبطت في (ص) بالوجهين دون عزو.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ عُقْبة» .
4146 -
حدَّثني بِشْرُ بْنُ خالِدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمانَ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:
دَخَلْنا
(1)
على عائِشَةَ رضي الله عنها، وَعِنْدَها حَسَّانُ بْنُ ثابِتٍ يُنْشِدُها شِعْرًا، يُشَبِّبُ بِأَبْياتٍ لَهُ، وَقالَ
(2)
:
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ. وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوافِلِ
فَقالَتْ لَهُ عائِشَةُ: لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ. قالَ مَسْرُوقٌ: فَقُلْتُ لَها: لِمَ تَأذَنِي
(3)
لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ؛ وَقَدْ قالَ اللَّهُ تَعالَى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]؟! فقالتْ: وَأَيُّ عَذابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى؟! قالَتْ لَهُ: إِنَّهُ
(4)
كانَ يُنافِحُ -أَوْ: يُهاجِي- عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(5)
(1)
في رواية الأصيلي: «دخلتُ» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لمَ تَأذَنِينَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقالت: إنه» .
(5)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الحادي والعشرين، وهو آخر المجلد الثالث [في (و): المجلدة الثالثة] من أصل أصله.
(35)
بابُ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ
(1)
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
(2)
إِذْ يُبَايِعُونَكَ
(3)
تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «باب عُمْرةِ الحديبية» .
(2)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.
4147 -
حدَّثنا خالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ بِلَالٍ: حدَّثني صالِحُ
ابنُ كَيْسانَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
⦗ص: 594⦘
عَنْ زَيْدِ بْنِ خالِدٍ رضي الله عنه، قالَ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَصابَنا مَطَرٌ ذاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ
(1)
، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنا فَقالَ:«أَتَدْرُونَ ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقالَ: «قالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكافِرٌ بِي
(2)
، فَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَبِرِزْقِ اللَّهِ وَبِفَضْلِ اللَّهِ فهو مُؤْمِنٌ بِي كافِرٌ بِالْكَوْكَبِ
(3)
، وَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِنَجْمِ كَذا
(4)
، فهو مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ
(5)
كافِرٌ بِي».
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صلاةَ الصبحِ» .
(2)
لفظة: «بي» الثانية ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بالكَواكِب» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وكذا» .
(5)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بالكَواكِب» .
4148 -
حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه أَخْبَرَهُ، قالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْجِعْرانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .
4149 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبارَكِ، عن يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتادَةَ:
أَنَّ أَباهُ حَدَّثَهُ، قالَ: انْطَلَقْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ.
4150 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه، قالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً، والْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ، فَنَزَحْناها فَلَمْ نَتْرُكْ فِيها قَطْرَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَتاها، فَجَلَسَ على شَفِيرِها، ثُمَّ دَعا
⦗ص: 595⦘
بِإِناءٍ مِنْ ماءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعا، ثُمَّ صَبَّهُ فِيها، فَتَرَكْناها غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّها أَصْدَرَتْنا ما شِئْنا نَحْنُ وَرِكابنا.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
4151 -
حدَّثني فَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَعْيَنَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، قالَ:
أَنْبَأَنا الْبَراءُ بْنُ عازِبٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُمْ كانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا
(1)
وَأَرْبَعَ مِئَةٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَنَزَلُوا على بِئْرٍ فَنَزَحُوها، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى الْبِئْرَ وَقَعَدَ على شَفِيرِها، ثُمَّ قالَ:«ائْتُونِي بِدَلْوٍ مِنْ مائِها» . فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ
(2)
فَدَعا، ثُمَّ قالَ:«دَعُوها ساعَةً» . فَأَرْوَوْا أَنْفُسَهُمْ وَرِكابَهُمْ حَتَّى ارْتَحَلُوا.
(1)
في رواية ابن عساكر: «ألف» (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «فبسق» .
4152 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عن سالِمٍ:
عَنْ جابِرٍ رضي الله عنه، قالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ مِنْها، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ما لَكُمْ؟» قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ عِنْدَنا ماءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا
نَشْرَبُ، إِلَّا ما فِي رَكْوَتِكَ. قالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْماءُ يَفُورُ
(2)
مِنْ بَيْنِ أَصابِعِهِ كَأَمْثالِ الْعُيُونِ. قالَ: فَشَرِبْنا وَتَوَضَّأْنا. فَقُلْتُ لِجابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: لَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ لَكَفانا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت في نسخة: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يثور» .
4153 -
حدَّثنا
(1)
الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن سَعِيدٍ، عن قَتادَةَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
⦗ص: 596⦘
بَلَغَنِي أَنَّ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كانَ يَقُولُ: كانُوا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً. فقالَ لِي سَعِيدٌ: حدَّثني جابِرٌ: كانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً
(2)
، الَّذِينَ بايَعُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ.
قالَ
(3)
أَبُو داوُدَ: حدَّثنا قُرَّةُ، عن قَتادَةَ.
تابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا أبُو داوُدَ: حدَّثنا شُعْبَةُ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
لفظة: «مئة» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
ضرب على لفظة: «قال» بالحمرة في (ن، ب)، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدلها:«تابعه» .
(4)
قوله: «تابعه محمد» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت؛ لتأخره عندهم إلى ما بعد حديث ابن أبي أوفى كما سيأتي.
4154 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيانُ: قالَ عَمْرٌو
(1)
:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: قالَ لَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: «أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ» . وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ الْيَوْمَ لَأَرَيْتُكُمْ مَكانَ الشَّجَرَةِ.
تابَعَهُ الأَعْمَشُ: سَمِعَ سالِمًا: سَمِعَ جابِرًا: أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال: حدَّثنا عمرو» ، وضبط روايته في (ب، ص): «حدَّثنا عمرو: قال» .
4155 -
وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعاذٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما
(1)
: كانَ أَصْحابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَثَلَاثَ مِئَةٍ، وَكانَتْ أَسْلَمُ ثُمْنَ الْمُهاجِرِينَ
(2)
.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «تابعه محمد بن بشار: حدَّثنا أبو داود: حدَّثنا شعبة» . انظر تغليق التعليق: 4/ 126.
4156 -
حدَّثنا
(1)
إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسٍ:
⦗ص: 597⦘
أَنَّهُ سَمِعَ مِرْداسًا الأَسْلَمِيَّ يَقُولُ -وَكانَ مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ-: يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ، الأَوَّلُ فالأَوَّلُ، وَتَبْقَى حُفالَةٌ كَحُفالَةِ التَّمْرِ والشَّعِيرِ، لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِمْ شَيْئًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
4157 -
4158 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ مَرْوانَ والْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحابِهِ، فَلَمَّا كانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ
(1)
وَأَحْرَمَ مِنْها. لَا أُحْصِي كَمْ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيانَ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ الإِشْعارَ والتَّقْلِيدَ. فَلَا أَدْرِي، يَعْنِي مَوْضِعَ الإِشْعارِ والتَّقْلِيدِ، أَوِ الْحَدِيثَ كُلَّهُ.
(1)
في (و، ب، ص): «وأشعرَ» .
4159 -
حدَّثنا
(1)
الْحَسَنُ بْنُ خَلَفٍ: حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِي بِشْرٍ وَرْقاءَ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَقَمْلُهُ يَسْقُطُ على وَجْهِهِ، فَقالَ: «أَيُؤْذِيكَ هَوامُكَ
(2)
؟» قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَحْلِقَ، وهو
بِالْحُدَيْبِيَةِ،
(3)
لَمْ يُبَيِّنْ
(4)
لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ بِها، وَهُمْ على طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْفِدْيَةَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَساكِينَ، أَوْ يُهْدِيَ شاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «هوامُّك» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
هكذا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت:«لم يَتَبَيَّنْ» .
4160 -
4161 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني مالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، قالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إلى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شابَّةٌ، فقالتْ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلَكَ زَوْجِي وَتَرَكَ صِبْيَةً صِغارًا، واللَّهِ ما يُنْضِجُونَ كُراعًا، وَلَا لَهُمْ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ، وَخَشِيتُ أَنْ يأكُلَهُمُ
(1)
الضَّبُعُ
(2)
، وَأَنا بِنْتُ خُفافِ بْنِ إِيماءَ الْغِفارِيِّ، وَقَدْ شَهِدَ أَبِي الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم. فَوَقَفَ مَعَها عُمَرُ وَلَمْ يَمْضِ، ثُمَّ قالَ: مَرْحَبًا بِنَسَبٍ قَرِيبٍ. ثُمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ
(4)
كانَ مَرْبُوطًا فِي الدَّارِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ غِرارَتَيْنِ مَلَأَهُما طَعامًا، وَحَمَلَ بَيْنَهُما نَفَقَةً وَثِيابًا، ثُمَّ ناوَلَها بِخِطامِهِ، ثُمَّ قالَ: اقْتادِيهِ، فَلَنْ يَفْنَى حَتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بِخَيْرٍ. فقالَ رَجُلٌ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَكْثَرْتَ لَها! قالَ
(5)
عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، واللَّهِ إِنِّي لَأَرَى أَبا هَذِهِ وَأَخاها حاصَرا
(6)
حِصْنًا زَمانًا فافْتَتَحاهُ، ثُمَّ أَصْبَحْنا نَسْتَفِيءُ
(7)
سُهْمانَهُما فِيهِ.
(1)
في (ق، ب، ص): «تأكلهم» .
(2)
بهامش اليونينية: «الضَّبُعُ» : السَّنة الشديدة. قاله أبو ذر و عياض. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» ، وعزاها في (ب، ص) إلى هامش اليونينية دون رقم، ونسبوا المثبت إلى روايته.
(4)
قوله: «ظهير» ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السمعاني عن أبي الوقت (ب)، والذي في (ص) أنَّه ثابت في روايتهم، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية (صع):«ظِهْرِيٍّ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(6)
في (و، ب، ص): «قَدْ حاصرا» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «نَسْتَقِي» .
4162 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ رافِعٍ: حدَّثنا شَبابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو الْفَزارِيُّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عن أَبِيهِ، قالَ: لقد رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ، ثُمَّ أَتَيْتُها
(1)
بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْها.
قالَ مَحْمُودٌ
(2)
: ثُمَّ أُنْسِيتُها بَعْدُ
(3)
:
⦗ص: 599⦘
4163 -
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرائِيلَ، عَنْ طارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ: انْطَلَقْتُ حاجًّا، فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ، قُلْتُ: ما هَذا الْمَسْجِدُ؟ قالُوا: هَذِهِ الشَّجَرَةُ، حَيْثُ بايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْعَةَ الرِّضْوانِ. فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ، فقالَ سَعِيدٌ: حدَّثني أَبِي: أَنَّهُ كانَ فِيمَنْ بايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قالَ: فَلَمَّا خَرَجْنا مِنَ الْعامِ الْمُقْبِلِ نَسِيناها
(4)
، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْها. فقالَ سَعِيدٌ: إِنَّ أَصْحابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْلَمُوها، وَعَلِمْتُمُوها أَنْتُمْ؟! فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ؟!
4164 -
حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا طارِقٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عن أَبِيهِ: أَنَّهُ كانَ مِمَّنْ بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَرَجَعْنا إِلَيْها الْعامَ الْمُقْبِلَ فَعَمِيَتْ عَلَيْنا.
4165 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن طارِقٍ، قالَ: ذُكِرَتْ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الشَّجَرَةُ فَضَحِكَ، فَقالَ: أخبَرَني أَبِي، وَكانَ شَهِدَها.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُنْسِيتُها» .
(2)
في رواية الأصيلي: «قال أبو عبد الله: قال محمود» .
(3)
قوله: «قال محمود: ثم أنسيتها بعد» ليس في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُنْسِيناها» .
4166 -
حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِياسٍ: حدَّثنا
شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ، قالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أَتاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَةٍ قالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ» . فَأَتاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ على آلِ أَبِي أَوْفَى» .
4167 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن أَخِيهِ، عن سُلَيْمانَ، عن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ الْحَرَّةِ، والنَّاسُ يُبايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، فقالَ ابْنُ زَيْدٍ: على ما يُبايِعُ ابْنُ حَنْظَلَةَ النَّاسَ؟ قِيلَ لَهُ: على الْمَوْتِ. قالَ: لَا أُبايِعُ على ذَلِكَ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَكانَ شَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ.
4168 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحارِبِيُّ: حدَّثني أَبِي: حدَّثنا إِياسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قالَ:
حدَّثني أَبِي، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ، قالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ فِيهِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِ» .
4169 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
قُلْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: على أَيِّ شَيْءٍ بايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قالَ: على الْمَوْتِ.
4170 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ إِشْكابٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عن أَبِيهِ، قالَ: لَقِيتُ الْبَراءَ بْنَ عازِبٍ رضي الله عنهما، فَقُلْتُ: طُوبَى لَكَ؛ صَحِبْتَ رسولَ الله
(1)
صلى الله عليه وسلم وَبايَعْتَهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي
(2)
، إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أَحْدَثْنا بَعْدَهُ.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص) وفي رواية الحَمُّويي: «النَّبِيَّ» وهو المثبت في متن (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا ابنَ أخٍ» بغير إضافة.
4171 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ -هو ابْنُ سَلَّامٍ-، عن يَحْيَى، عن أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ ثابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بايَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
4172 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا عُثْمانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفتح: 1] قالَ: الْحُدَيْبِيَةُ. قالَ أَصْحابُهُ: هَنِيئًا مَرِيئًا، فَما لَنا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ
(1)
جَنَّاتٍ
(2)
} [الفتح: 5]. قالَ شُعْبَةُ: فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ،
⦗ص: 601⦘
فَحَدَّثْتُ بِهَذا كُلِّهِ عن قَتادَةَ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقالَ: أَمَّا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} فَعَنْ أَنَسٍ، وَأَمَّا هَنِيئًا مَرِيئًا فَعَنْ عِكْرِمَةَ.
(1)
في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}» .
4173 -
4174 - حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ: حدَّثنا إِسْرائِيلُ: عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زاهِرٍ الأَسْلَمِيِّ
(2)
:
عن أَبِيهِ، وَكانَ مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ، قالَ: إِنِّي لَأُوقِدُ تَحْتَ الْقِدْرِ
(3)
بِلُحُومِ الْحُمُرِ، إِذْ نادَى مُنادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهاكُمْ عن لُحُومِ الْحُمُرِ. وَعَنْ مَجْزَأَةَ، عن رَجُلٍ مِنْهُمْ، مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ، اسْمُهُ أُهْبانُ بْنُ أَوْسٍ، وَكانَ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ؛ وَكانَ
(4)
إذا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسادَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
بهامش اليونينية: قال عياض: «مَجْزَأَة» بفتح الميم، وكسرها بعضهم، قال الحافظ أبو عليٍّ: وهو مهموز، وقال غيره: لا يهمز. قال أبو علي: «مَجْزَأةُ» بفتح الميم وجيم ساكنة، وبزاي بعدها همزة، على مثال مَسْلَمَة، والمحدثون يسهلون الهمزة، ولا يلفظون بها. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «القُدور» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فكان» .
4175 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن بُشَيْرِ بْنِ يَسارٍ:
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمانِ، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ: كانَ
رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ أُتُوا بِسَوِيقٍ، فَلَاكُوهُ.
تابَعَهُ مُعاذٌ، عن شُعْبَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
4176 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بنُ حاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ: حدَّثنا شاذانُ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي جَمْرَةَ، قالَ
(2)
: سَأَلْتُ عائِذَ بْنَ عَمْرٍو
(3)
رضي الله عنه، وَكانَ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحابِ الشَّجَرَةِ: هَلْ يُنْقَضُ الْوِتْرُ؟ قالَ: إذا أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِهِ فَلَا تُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أبو حمزة» ، وبهامش اليونينية: في أصل أبي ذر: «أبو جمرة» عند الحَمُّويي والمُستملي، و «أبو حمزة» عند الكُشْمِيْهَنِيِّ، وعند الأصيلي:«جمرة» بالجيم والراء، وعند ابن عساكر أيضًا، وعنده نسخة بالحاء والزاي، وعند السَّمعاني عن أبي الوقت كما عند أبي ذر بالجيم، وكما عند ابن عساكر بالحاء. قال الحافظ أبو ذر: الصواب أبو حمزة، وقال الحافظ الكلاباذي: أبو جمرة الضُّبَعِيُّ» ا هـ. وخلاصة القول كما في الفتح أن قول من قال: «أبو حمزة» محض تصحيف.
(3)
قوله: «بن عمرو» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4177 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عن شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَقالَ
(1)
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
(2)
: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا عُمَرُ
(3)
؛ نَزَرْتَ
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلّ
(5)
ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ؟! قالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمامَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَما نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صارِخًا يَصْرُخُ بِي، قالَ: فَقُلْتُ: لقد خَشِيتُ
⦗ص: 603⦘
أَنْ يَكُونَ نَزَلَ
(6)
فِيَّ
(7)
قُرْآنٌ، وَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
(8)
، فَقالَ:«لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ، لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» . ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} .
(1)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(2)
قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(3)
قوله: «يا عمر» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(4)
في رواية أبي ذر: «نَزَّرْتَ» . وبهامش اليونينية: «نَزَرت» مخفف الزاي، أي: ألححت عليه، وقال مالك: راجعته، وقال ابن وهب: أكرهته، أي: أتيته ما يكره من سؤالك، ومن شيوخنا من يرويه بالتثقيل والتخفيف معًا، والتخفيف هو الوجه. قال الحافظ أبو ذر: سألت عنه من لقيت أربعين سنة فما قرأته قط إلَّا بالتخفيف، وكذا قاله ثعلب، والذي ضبطه الأصيلي [في (ب، ص): الحافظ أبو محمد الأصيلي] بالتشديد، وهو على المبالغة، قاله عياض رضي الله عنه. اهـ.
(5)
ضبطت في (ب، ص) بالنصب، وفي (ق) بالرفع، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(6)
في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «أُنْزل» (ن، و)، وفي (ب، ص) أنَّ في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قد نزل» وكأن رمز ابن عساكر تصحف عليهم إلى «قد» والله أعلم.
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بي» .
(8)
لفظة: «عليه» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4178 -
4179 - حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ حِينَ حَدَّثَ هَذا الْحَدِيثَ، حَفِظْتُ بَعْضَهُ، وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوانَ بْنِ الْحَكَمِ -يَزِيدُ أَحَدُهُما على صاحِبِهِ- قالَا: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِئَةً مِنْ أَصْحابِهِ
(2)
، فَلَمَّا أَتَى ذا الْحُلَيْفَةِ، قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ منها بِعُمْرَةٍ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزاعَةَ، وَسارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كانَ بِغَدِيرِ الأَشْطاطِ
(3)
أَتاهُ عَيْنُهُ
(4)
، قالَ
(5)
: إِنَّ قُرَيْشًا جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَقَدْ جَمَعُوا لَكَ الأَحابِيشَ،
⦗ص: 604⦘
وَهُمْ مُقاتِلُوكَ، وَصادُّوكَ عن الْبَيْتِ، وَمانِعُوكَ. فَقالَ:«أَشِيرُوا أَيُّها النَّاسُ عَلَيَّ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى عِيالِهِمْ وَذَرارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّونا عن الْبَيْتِ؟ فَإِنْ يَأتُونا كانَ اللَّهُ عز وجل قَدْ قَطَعَ عَيْنًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِلَّا تَرَكْناهُمْ مَحْرُوبِينَ» . قالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ عامِدًا لِهَذا الْبَيْتِ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ، وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ، فَتَوَجَّهْ لَهُ، فَمَنْ صَدَّنا عَنْهُ قاتَلْناهُ. قالَ:«امْضُوا على اسْمِ اللَّهِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
(3)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الأشظاظ» ، و «الأشطاط» بمهملتين وبمعجمتين معًا. وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض رحمه الله: الأشطاط بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده طاء مهملة وألف وطاء أخرى، وهو تلقاء الحديبية، مذكور في حديثها. اهـ. وبهامشها أيضًا: في نسخة الحافظ أبي ذر رحمه الله: «بغدير الأشظاظ» بالظاء المعجمة المشالة، وبالطاء المهملة، وكتب (معًا)، وبالطاء المهملة هي رواية أبي الهيثم، وفي الأصل بالظاء المعجمة المشالة، وكذلك في أصل السمعاني عن أبي الوقت، وهو موهم في أصل ابن عساكر وابن الحطيئة، وقال الحافظ أبو القاسم السُّهيلي في «الروض الأُنف»:«الأشطاط» يقال بالطاء المهملة، وبالظاء المعجمة، وذكره الحافظ أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري بطاءين مهملتين، ولم يذكر الظاء المعجمة، وكذلك الحافظ أبو إسحاق ابن قرقول، ذكر ما ذكره الإمام عياض رضي الله عنهم. اهـ.
(4)
بهامش اليونينية: عين النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: هو بشر بن سفيان بن عمرو بن عمير الخزاعي، قالَه الحافظان أبو عبيد البكري والسهيلي. اهـ.
(5)
في نسخة: «فقال» .
4180 -
4181 - 4182 - حدَّثني إِسْحاقُ: أخبَرَنا
يَعْقُوبُ: حدَّثني ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ، عن عَمِّهِ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوانَ بْنَ الْحَكَمِ والْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ: يُخْبِرانِ خَبَرًا مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، فَكانَ فِيما أخبَرَني عُرْوَةُ عَنْهُما: أَنَّهُ لَمَّا كاتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ على قَضِيَّةِ الْمُدَّةِ، وَكانَ فِيما اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ قالَ: لَا يَأتِيك مِنَّا أَحَدٌ وَإِنْ كانَ على دِينِكَ إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنا، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ. وَأَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا على ذَلِكَ، فَكَرِهَ الْمُؤمِنُونَ ذَلِكَ وامَّعَضُوا
(1)
، فَتَكَلَّمُوا فِيهِ، فَلَمَّا أَبَى سُهَيْلٌ أَنْ يُقاضِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا على ذَلِكَ، كاتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبا جَنْدَلِ بْنَ سُهَيْلٍ يَوْمَئِذٍ إلى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ الرِّجالِ إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ، وَإِنْ كانَ مُسْلِمًا، وَجاءَتِ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ، فَكانَتْ
(2)
أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهيَ عاتِقٌ، فَجاءَ أَهْلُها يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَها إِلَيْهِمْ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى فِي الْمُؤمِناتِ ما أَنْزَلَ. قالَ ابْنُ شِهابٍ: وَأخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(3)
، قالَتْ:
⦗ص: 605⦘
إِنَّ
(4)
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هاجَرَ مِنَ الْمُؤْمِناتِ بِهَذِهِ الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
(5)
[الممتحنة: 12]. وَعَنْ عَمِّهِ قالَ: بَلَغَنا حِينَ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرُدَّ إلى الْمُشْرِكِينَ ما أَنْفَقُوا على
(6)
مَنْ هاجَرَ مِنْ أَزْواجِهِمْ، وَبَلَغَنا أَنَّ أَبا بَصِيرٍ. فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«وامْتَعضُوا» كتبت بالحمرة، وفي رواية ابن عساكر والأصيلي:«وامتعظوا» ، وفي رواية أخرى لهما:«واتعظوا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وكانت» .
(3)
قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخْبَرَتْهُ أنَّ» .
(5)
هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وقوله:«يبايعنك» ثابت عنده من روايته عن الحَمُّويي. وقد همشت في (ب، ص) وعزيت إلى نسخة، وفي رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] بدل الآية المثبتة.
(6)
لفظة: «على» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص) وهي مهمشة فيهما. قارن بما في السلطانية.
4183 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عن مالِكٍ، عن نافِعٍ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما خَرَجَ
(1)
مُعْتَمِرًا فِي الْفِتْنَةِ، فَقالَ: إِنْ صُدِدْتُ عن الْبَيْتِ صَنَعْنا كَما صَنَعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عامَ الْحُدَيْبِيَةِ
(2)
.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«حِينَ خَرَجَ» .
(2)
وضع علامة التَّخفيف على الياء بعد الباء في «الحديبية» في اليونينيَّة.
4184 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ أَهَلَّ وَقالَ: إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَفَعَلْتُ
(1)
كَما فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ حالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ،
(2)
وَتَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
(3)
حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فعلت» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بضم الهمزة على قراءة عاصم، و «إِسْوَةٌ» بكسرها على قراءة الباقين.
4185 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْماءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَراهُ:
⦗ص: 606⦘
أَنَّهُما كَلَّما عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -وَحَدَّثَنا
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ:
حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نافِعٍ: أَنَّ بَعْضَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ، قالَ لَهُ-: لَوْ أَقَمْتَ الْعامَ؛ فَإِنِّي أَخافُ أَنْ لَا تَصِلَ إلى الْبَيْتِ. قالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ دُونَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَداياهُ، وَحَلَقَ وَقَصَّرَ أَصْحابُهُ. وَقالَ
(2)
: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، فَإِنْ خُلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ طُفْتُ، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ صَنَعْتُ كَما صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم. فَسارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: ما أرَى
(4)
شَأْنَهُما إِلَّا واحِدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي. فَطافَ طَوافًا واحِدًا، وَسَعْيًا واحِدًا، حَتَّى حَلَّ منهما جَمِيعًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر: «صَنَعْنا كَما صَنَعَ النَّبيُّ» .
(4)
ضبطت في (ب، ص) بضمِّ الهمزة، وفي (و) بفتحها، وأهمل ضبطها في (ن).
4186 -
حدَّثني شُجاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعَ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا صَخْرٌ، عَنْ نافِعٍ قالَ:
إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ عُمَرُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ إلى فَرَسٍ لَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، يَأْتِي بِهِ لِيُقاتِلَ عَلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبايِعُ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، وَعُمَرُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ، فَبايَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ ذَهَبَ إلى الْفَرَسِ، فَجاءَ بِهِ إلى عُمَرَ، وَعُمَرُ يَسْتَلْئِمُ لِلْقِتالِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُبايِعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قالَ: فانْطَلَقَ، فَذَهَبَ مَعَهُ حَتَّى بايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَهِيَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ.
4187 -
وَقالَ هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّاسَ كانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ
(1)
، تَفَرَّقُوا فِي ظِلَالِ الشَّجَرِ، فَإِذا النَّاسُ مُحْدِقُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ ما شَأنُ النَّاسِ قَدْ
(2)
أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَوَجَدَهُمْ يُبايِعُونَ، فَبايَعَ ثُمَّ رَجَعَ إلى عُمَرَ، فَخَرَجَ فَبايَعَ.
(1)
وضع علامة التَّخفيف على الياء بعد الباء في «الحديبية» في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال» بدلها.
4188 -
حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا يَعْلَى: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ اعْتَمَرَ، فَطافَ فَطُفْنا مَعَهُ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنا
(1)
مَعَهُ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ، فَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فصلينا» .
4189 -
حدَّثنا
(1)
الْحَسَنُ بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سابِقٍ: حدَّثنا مالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا حَصِينٍ، قالَ: قالَ أَبُو وائِلٍ: لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ مِنْ صِفِّينَ أَتَيْناهُ نَسْتَخْبِرُهُ، فَقالَ: اتَّهِمُوا الرَّأيَ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ
(2)
، واللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، وَما وَضَعْنا أَسْيافَنا على عَواتِقِنا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنا إلى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قَبْلَ هَذا الأَمْرِ؛ ما نَسُدُّ منها خُصْمًا إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنا خُصْمٌ
ما نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي لَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4190 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن مُجاهِدٍ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، والْقَمْلُ يَتَناثَرُ على وَجْهِي، فَقالَ:«أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رَأسِكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ، أَوِ انْسُكْ
(1)
نَسِيكَةً». قالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيِّ هَذا بَدَأَ.
(1)
بهامش (ب، ص): بهامش اليونينية: «انسُك» بضمِّ السين ووصل الهمزة، قاله الحفاظ رحمهم الله تعالى. اهـ.
4191 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ هِشامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن مُجاهِدٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ، وَقَدْ حَصَرَنا الْمُشْرِكُونَ، قالَ: وَكانَتْ لِي وَفْرَةٌ، فَجَعَلَتِ الْهَوامُّ تَسَّاقَطُ على وَجْهِي، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 608⦘
فَقالَ: «أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رَأسِكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196].
(36)
بابُ
(1)
قِصَّةِ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4192 -
حدَّثني عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتادَةَ:
أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ: أَنَّ ناسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ، قَدِمُوا الْمَدِينَةَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلَامِ، فقالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ. واسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمْ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ وَراعٍ
(2)
، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيه فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبانِها وَأَبْوالِها
(3)
، فانْطَلَقُوا حَتَّى إذا كانُوا ناحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا راعِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم واسْتاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثارِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا
(4)
أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ، وَتُرِكُوا فِي ناحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى ماتُوا على حالِهِمْ. قالَ قَتادَةُ: بَلَغَنا
(5)
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ كانَ
(6)
يَحُثُّ على الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عن الْمُثْلَةِ.
⦗ص: 609⦘
وَقالَ
(7)
شُعْبَةُ وَأَبانُ وَحَمَّادٌ
(8)
: عن قَتادَةَ: مِنْ عُرَيْنَةَ.
وَقالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ: عن أَبِي قِلَابَةَ عن أَنَسٍ: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ.
(9)
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأَمَرَ لهم» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وراعي» .
(3)
في (ب، ص): «أبوالها وألبانها» مرموزًا عليهما بعلامة التقديم والتأخير، وبهامشهما: كذا في اليونينية علامة التقديم والتأخير.
(4)
في رواية أبي ذر: «فَسَمَّرُوا» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وبلغنا» .
(6)
لفظة: «كان» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.
(7)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي:«قال أبو عبد الله: وقال» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم زيادة:«هو ابن سلمة» (ن، و). وبهامشها أيضًا: قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي: هو حمَّاد بن سلمة رضي الله عنه. اهـ.
(9)
بهامش اليونينية: سقط من: «وقال شعبة» إلى «باب غزوة ذي قرد» عند ابن عساكر وأبي ذر وعند السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو ثابت عندهم في آخر باب غزوة ذي قرد. اهـ. وذكر في الفتح أنَّ الراجح ذكر هذه الروايات هاهنا.
4193 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ والْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ: حدَّثني
(2)
أَبُو رَجاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ، وَكانَ مَعَهُ بِالشَّامِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَشارَ النَّاسَ يَوْمًا، قالَ
(3)
: ما تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقَسامَةِ؟ فقالُوا: حَقٌّ؛ قَضَى بها رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم وَقَضَتْ بها الْخُلَفاءُ قَبْلَكَ. قالَ: وَأَبُو قِلَابَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ، فقالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ؟! قالَ أَبُو قِلَابَةَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مالِكٍ.
قالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عن أَنَسٍ: مِنْ عُرَيْنَةَ.
وَقالَ أَبُو قِلَابَةَ، عن أَنَسٍ: مِنْ عُكْلٍ. ذَكَرَ الْقِصَّةَ.
(1)
هذا الحديث مؤخر إلى الباب الذي يليه في نسخة، قبل حديث قتيبة. (ب، ص)
(2)
في (ب، ص): «قال: حدَّثني» ، وبهامش (ب): قوله: «قال» كذا في اليونينية، وفي أصول صحيحة بلفظ الإفراد. اه
(3)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(37)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ ذاتِ الْقَرَدِ
(2)
وَهيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي أَغارُوا
(3)
على لِقاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ خَيْبَرَ بِثَلَاثٍ.
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «ذي قَرَد» . كتبت بالحمرة
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4194 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأُولَى، وَكانَتْ لِقاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدٍ، قالَ: فَلَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقالَ: أُخِذَتْ لِقاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: مَنْ أَخَذَها؟ قالَ: غَطَفانُ. قالَ: فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ
(1)
صَرَخاتٍ: يا صَباحاهْ. قالَ: فَأَسْمَعْتُ ما بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ على وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ الْماءِ، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي، وَكُنْتُ رامِيًا، وَأَقُولُ:
أَنا ابْنُ الأَكْوَع الْيَوْمُ
(2)
يَوْمُ الرُّضَّع
…
وَأَرْتَجِزُ، حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقاحَ مِنْهُمْ، واسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً. قالَ: وَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم والنَّاسُ، فَقُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْماءَ وَهُمْ عِطاشٌ، فابْعَثْ إِلَيْهِم
(3)
السَّاعَةَ. فَقالَ: «يا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ» . قالَ: ثُمَّ رَجَعْنا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ناقَتِهِ حَتَّى دَخَلتُ
(4)
الْمَدِينَةَ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بثَلاثِ» .
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «واليومُ» .
(3)
لم تضبط الميم في النسخ كلِّها.
(4)
في (و، ب، ص): «دخلنا» .
(5)
بهامش اليونينية: عند أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت هنا: «قال شعبة» إلى: «ذَكَرَ القصة» من آخر باب قصة عكل وعرينة. اهـ.
(38)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ خَيْبَرَ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4195 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن بُشَيْرِ بْنِ يَسارٍ:
⦗ص: 611⦘
أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمانِ أخبَرَهُ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالصَّهْباءِ، وَهيَ مِنْ أَدْنَى خَيْبَرَ، صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعا بِالأَزْوادِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ
(1)
، فَأَكَلَ وَأَكَلْنا، ثُمَّ قامَ إلى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
(1)
بهامش اليونينية: قالَ عياض: أي نُدِّيَ وليِّنَ. اهـ.
4196 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا حاتِمُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه، قالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَرَ، فَسِرْنا لَيْلًا، فقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعامِرٍ: يا عامِرُ أَلَا تُسْمِعُنا مِنْ هُنَيْهاتِكَ
(1)
؟ وَكانَ عامِرٌ
(2)
رَجُلًا شاعِرًا
(3)
، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ ما اهْتَدَيْنا
…
…
وَلَا تَصَدَّقْنا وَلَا صَلَّيْنا
فاغْفِرْ فِداءً لَكَ ما أَبْقَيْنا
(4)
…
…
وَثَبِّتِ الأَقْدامَ إِنْ لَاقَيْنا
(5)
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنا
…
…
إِنِّا إذا صِيحَ بِنا أَتَيْنا
(6)
وَبِالصِّياحِ عَوَّلُوا
(7)
عَلَيْنا
فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذا السَّائِقُ؟» قالُوا: عامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ. قالَ: «يَرْحَمُهُ الله» . قالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنا بِهِ. فَأَتَيْنا خَيْبَرَ فَحاصَرْناهُمْ حَتَّى أَصابَتْنا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعالَى فَتَحَها عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَساءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ، أَوْقَدُوا نِيرانًا كَثِيرَةً، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ما هَذِهِ النِّيرانُ؟! على أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟» قالوا
(8)
:
⦗ص: 612⦘
على لَحْمٍ. قالَ: «عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟» قالُوا: لَحْمِ
(9)
حُمُرِ الأَنَسِيَّةِ
(10)
. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَهْرِيقُوها
(11)
واكْسِرُوها». فقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْ نُهَرِيقُها وَنَغْسِلُها؟ قالَ:«أَوْ ذاكَ» . فَلَمَّا تَصافَّ الْقَوْمُ كانَ سَيْفُ عامِرٍ قَصِيرًا، فَتَناوَلَ بِهِ ساقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ ذُبابُ سَيْفِهِ، فَأَصابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عامِرٍ فَماتَ مِنْهُ، قالَ: فَلَمَّا قَفَلُوا، قالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو آخِذٌ بِيَدِي
(12)
قالَ: «ما لَكَ؟» قُلْتُ لَهُ: فَداكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَذَبَ مَنْ قالَهُ؛ إِنَّ
(13)
لَهُ لَأَجْرَيْنِ
(14)
-وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ- إِنَّهُ لَجاهِدٌ مُجاهِدٌ قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بها مِثْلُهُ
(15)
».
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حاتِمٌ، قالَ:«نَشَأَ بِها» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُنَيَّاتِكَ» .
(2)
بهامش (ب، ص): في اليونينية على راء عامر هذه ضمة واحدة. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رجلًا حَدَّاءً» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ما اتَّقَيْنا» .
(5)
في (ب): «لاقينا» بفتح القاف وكسرها، وبهامشها: كذا في اليونينية على قاف «لاقينا» فتحة وتحتها كسرة.
(6)
في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أبينا» كتبت بالحمرة، وفي (و، ب، ص) العكس.
(7)
في نسخةٍ: «أعْوَلُواْ» .
(8)
في (ن): «قال» ، وكتب المثبت بهامشها بخط مغاير.
(9)
في رواية أبي ذر: «لَحْمُ» .
(10)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الإِنْسِيَّةِ» .
(11)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «هَرِيقُوها» .
(12)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَدِي» .
(13)
في رواية أبي ذر: «وإِن» .
(14)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أجْرَيْنِ» .
(15)
في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «مِثْلَهُ» بالنصب.
4197 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وَكانَ إذا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ
(1)
حَتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَساحِيهِمْ وَمَكاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قالُوا: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والْخَمِيسُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«خَرِبَتْ خَيْبَرُ؛ إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ» .
(1)
هكذا في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي وابن عساكر وروايةٍ للسَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى للأصيلي:«لم يَقْرَبْهُمْ» .
4198 -
أخبرنا
(1)
صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: صَبَّحْنا خَيْبَرَ بُكْرَةً، فَخَرَجَ أَهْلُها بِالْمَساحِي، فَلَمَّا بَصُرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالُوا: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والْخَمِيسُ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ» . فَأَصَبْنا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، فَنادَى مُنادِي النَّبِيِّ
(2)
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيانِكُمْ
(3)
عن لُحُومِ الْحُمُرِ؛ فَإِنَّها رِجْسٌ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم: «رسولِ الله» . (ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَنْهياكُمْ» . وضبطت روايتهم في (و، ب، ص): «ينهاكم» .
4199 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن مُحَمَّدٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَهُ جاءٍ
(2)
فَقالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ. فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتاهُ
(3)
فَقالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ. فَسَكَتَ، ثُمَّ أتاهُ
(4)
الثَّالِثَةَ فَقالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ. فَأَمَرَ مُنادِيًا فَنادَى فِي النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيانِكُمْ عن لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ. فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ، وَإِنَّها لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «جائي» . (ب، ص)
(3)
في رواية أبي ذر: «أتى» وفي متن (و، ب، ص، ق) بعدها زيادة: «الثَّانِيَةَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «أتى» .
4200 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن ثابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ قَرِيبًا مِنْ خَيْبَرَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ قالَ:«اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إذا نَزَلْنا بِساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ» . فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ، فَقَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُقاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَكانَ فِي السَّبْيِ صَفِيَّةُ، فَصارَتْ إلى دحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صارَتْ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ عِتْقَها صَداقَها. فقالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ لِثابِتٍ: يا أَبا مُحَمَّدٍ، آنْتَ قُلْتَ لِأَنَسٍ: ما أَصْدَقَها؟ فَحَرَّكَ
⦗ص: 614⦘
ثابِتٌ رَأسَهُ تَصْدِيقًا لَهُ.
4201 -
حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: سَبَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةَ، فَأَعْتَقَها وَتَزَوَّجَها. فَقالَ
(1)
ثابِتٌ لِأَنَسٍ: ما أَصْدَقَها؟ قالَ: أَصْدَقَها نَفْسَها، فَأَعْتَقَها.
(1)
في رواية أبي ذر: «قال» .
4202 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ، عن أَبِي حازِمٍ:
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هو والْمُشْرِكُونَ فاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى عَسْكَرِهِ وَمالَ الآخَرُونَ إلى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شاذَّةً وَلَا فاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَها، يَضْرِبُها بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ
(1)
: ما أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَما أَجْزَأَ فُلَانٌ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَما إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنا صاحِبُهُ. قالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّما وَقَفَ وَقَفَ
(2)
مَعَهُ، وَإِذا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحامَلَ على سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قالَ: «وَما ذاكَ؟» قالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنا لَكُمْ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وهو مِنَ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .
(1)
في رواية الأصيلي: «فقالوا» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فقال» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فقلت» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4203 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:
⦗ص: 615⦘
أَنَّ
أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْنا خَيْبَرَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلَامَ:«هذا مِنْ أهْلِ النَّارِ» . فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتالُ قاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتالِ حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِراحَةُ، فَكادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِراحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إلى كِنانَتِهِ، فاسْتَخْرَجَ منها أَسْهُمًا
(1)
فَنَحَرَ بها نَفْسَهُ، فاشْتَدَّ رِجالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقالَ: «قُمْ يا فُلَانُ، فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ
(2)
الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ،
(3)
إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ
(4)
الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفاجِرِ».
تابَعَهُ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
4204 -
وَقالَ شَبِيبٌ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني ابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ قالَ: شَهِدْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ
(5)
.
⦗ص: 616⦘
وَقالَ ابْنُ الْمُبارَكِ، عن يُونُسَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
تابَعَهُ صالِحٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ: أخبَرَني الزُّهْرِيُّ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبٍ أخبَرَهُ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ: أخبَرَني
(6)
مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ
(7)
.
قالَ
(8)
الزُّهْرِيُّ: وَأخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَهْمًا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أنْ لا يَدْخُلَ» .
(3)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَيُؤَيِّدُ» .
(5)
هكذا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«حُنَيْنًا» . وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: قال الإمام عياض رحمه الله في «شرح مسلم» في حديث أبي هريرة: «شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا» : كذا وقعت الرواية فيها عن عبد الرزاق في «الأم» وقد رواه الذُّهلي: «خيبر» وهو الصواب. وقال عياض في المشارق: «شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا» كذا لجميع رواة مسلم وبعض رواة البخاري من طريق يونس عن الزهري [زاد في (ب، ص): وكذا للمروزي] وصوابه «خيبر» كما رواه ابن السكن، وإحدى الروايتين عن الأصيلي عن المروزي [زاد في (ب، ص): في] حديث يونس هذا، وكذا في البخاري في حديث شعيب والزُّبيدي عن الزهري، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر، وقاله الذهلي [في (ب، ص): وكذا قال غندر عن معمر، قاله الذهلي]، قال: وحنين وهم لكن [زاد في (ب، ص): في] رواية من رواه عن البخاري في حديث يونس صحيحة، والرواية [الواو من نسخة البقاعي] خطأ في نفس الحديث، كما عند مسلم؛ لأنَّه روى الرواية على وجهها وإن كانت خطأ في الأصل ألا ترى قصد البخاري إلى التنبيه عليها بقوله: وقال شبيب عن يونس إلى قوله: خيبر، فالوهم من يونس لا ممن دون البخاري ومسلم رضي الله عنهما». اهـ.
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .
(7)
في رواية أبي ذر: «بِخيبرَ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
4205 -
حدَّثنا
(1)
مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ، عن عاصِمٍ، عن أَبِي عُثْمانَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا غَزا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ -أَوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ النَّاسُ على وادٍ، فَرَفَعُوا أَصْواتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
(2)
، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ارْبَعُوا على أَنْفُسِكُمْ؛ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وهو مَعَكُمْ» . وَأَنا خَلْفَ دابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَنِي وَأَنا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فقالَ لِي:«يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
(3)
. قالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ على كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ
(4)
الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، فَداكَ
(5)
أَبِي وَأُمِّي. قالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .
(1)
بهامش اليونينية: تقدم هذا الحديث عند أبي ذر على حديث قتيبة السابق له. اهـ. يعني الحديث الماضي، ر:4202.
(2)
التكبيرة الثانية ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر: «يا رسولَ اللهِ» .
(4)
قوله: «من كنوز» ليست في رواية أبي ذر. (لا إلى) بالحمرة.
(5)
هكذا ضبطت (ق)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وبهامش (ب): ليس في اليونينية ضبط الفاء، وضبطها في الفرع بفتح الفاء. اهـ.
4206 -
ثلاثي- حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي ساقِ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: يا أَبا مُسْلِمٍ، ما هَذِهِ الضَّرْبَةُ؟ فقالَ: هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصابَتْنِي
(1)
يَوْمَ خَيْبَرَ. فقالَ النَّاسُ: أُصِيبَ سَلَمَةُ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ
(2)
صلى الله عليه وسلم فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثاتٍ، فَما اشْتَكَيْتُها حَتَّى السَّاعَةِ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «أصابتنا» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أصابَتْها» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى النَّبيِّ» .
4207 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حازِمٍ، عن أَبِيهِ:
عن سَهْلٍ، قالَ: الْتَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم والْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغازِيهِ، فاقْتَتَلُوا، فَمالَ كُلُّ قَوْمٍ إلى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شاذَّةً وَلَا فاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَها فَضَرَبَها
(1)
بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما أَجْزَأَ أَحَدُهُمْ
(2)
ما أَجْزَأَ فُلَانٌ! فَقالَ: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فقالُوا: أَيُّنا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنْ كانَ هَذا مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟! فقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لَأَتَّبِعَنَّهُ، فَإِذا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ. حَتَّى جُرِحَ، فاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نِصابَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَجاءَ الرَّجُلُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقالَ: «وَما ذاكَ؟» فَأَخْبَرَهُ، فَقالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّهُ مِنْ
(3)
أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فِيما يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهوَ
(4)
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
قوله: «أحدهم» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت:«أحدٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «لَمِنْ» .
(4)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وإنه» .
4208 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزاعِيُّ: حدَّثنا زِيادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عِمْرانَ، قالَ: نَظَرَ أَنَسٌ إلى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى طَيالِسَةً، فَقالَ: كَأَنَّهُمُ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ
(1)
.
(1)
بهامش اليونينية: «قال الحافظ أبو ذر: أنكر ألوانها؛ لأنَّها صفرٌ» . اهـ.
4209 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ رضي الله عنه، قالَ: كانَ عَلِيٌّ
(1)
رضي الله عنه تَخَلَّفَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكانَ رَمِدًا، فَقالَ: أَنا أَتَخَلَّفُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! فَلَحِقَ
(2)
، فَلَمَّا بِتْنا اللَّيْلَةَ الَّتِي فُتِحَتْ، قالَ: «لَأُعْطِيَنَّ
(3)
الرَّايَةَ غَدًا -أَوْ: لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا- رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يُفْتَحُ
(4)
عَلَيْهِ». فَنَحْنُ نَرْجُوها، فَقِيلَ: هَذا عَلِيٌّ. فَأَعْطاهُ، فَفُتِحَ عَلَيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي طالب» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
(3)
بهامش (ب، ص): الهمزة في اليونينية مفتوحة. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «يَفْتَحُ اللهُ» . كتب لفظ الجلالة بالحمرة.
4210 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
(1)
: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حازِمٍ:
أخبَرَني سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ على يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» . قالَ: فَباتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطاها، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو
(2)
أَنْ يُعْطاها، فَقالَ:«أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ؟» فَقِيلَ
(3)
: هو يا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. قالَ: «فَأَرْسلُوا
(4)
إِلَيْهِ». فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطاهُ الرَّايَةَ، فقالَ عَلِيٌّ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أُقاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنا؟ فَقالَ: «انْفُذْ على رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِساحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإِسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِما يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَواللَّهِ لأَنْ
(5)
يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «يرجون» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» . قارن بما في السلطانية.
(4)
ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها، وكتب فوقها «معًا» .
(5)
بهامش (ب، ص): اللام في اليونينية مكسورة. اهـ.
4211 -
حدَّثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داوُدَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
(1)
(ح)
⦗ص: 619⦘
وحدثني أَحْمَدُ
(2)
: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ
(3)
: أخبَرَني يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن الزُّهْرِيِّ
(4)
، عن عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قَدِمْنا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
(5)
الْحِصْنَ، ذُكِرَ لَهُ جَمالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُها وَكانَتْ عَرُوسًا، فاصْطَفاها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بها حَتَّى بَلَغَ بها
(6)
سدَّ
(7)
الصَّهْباءِ حَلَّتْ، فَبَنَى بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ
(8)
حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قالَ لِي
(9)
: «آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ» . فَكانَتْ تِلْكَ وَلِيمَتَهُ
(10)
على صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنا إلى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي لَها وَراءَهُ بِعَباءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، وَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَها على رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ.
(1)
قوله: «بن عبد الرحمن» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «بنُ عيسى» . كتبت بالحمرة.
(3)
زاد في (ب، ص): «قالَ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يعقوب بن عبد الرحمن الزهريُّ» بإسقاط لفظة: «عن» ، وهو الصواب، وقد ضرب على «عن» بالحمرة في اليونينية.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «بلغْنا» ، وهو المثبت في (ب، ص)، وعزوا ما أثبتناه إلى هامش اليونينية.
(7)
ضُبطت في اليونينية بفتح السين وضمها، وبالضبطين أيضًا هي رواية أبي ذر. (ب، ص)
(8)
في (و، ب، ص): «صنعَ» ، وأشار إليها في هامش (ق) ونسخة البقاعي.
(9)
لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.
(10)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وليمةً» .
4212 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن يَحْيَى، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقامَ على صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بِطَرِيقِ خَيْبَرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى أَعْرَسَ بِها، وَكانَتْ
(1)
فِيمَنْ
(2)
ضُرِبَ عَلَيْها الْحِجابُ
(3)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «وكان» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «فِيما» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ضَرَبَ عليها الحجابَ» .
4213 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أخبَرَني حُمَيْدٌ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: أَقامَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ والْمَدِينَةِ ثَلَاثَ لَيالٍ يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إلى وَلِيمَتِهِ، وَما كانَ فيها مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، وَما كانَ فيها إِلَّا أَنْ أَمَرَ بِلَالًا بِالأَنْطاعِ فَبُسِطَتْ، فَأَلْقَى عَلَيْها التَّمْرَ والأَقِطَ والسَّمْنَ، فقالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ ما مَلَكَتْ يَمِينُهُ؟ قالُوا
(2)
: إِنْ حَجَبَها فَهيَ إِحْدَى أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْها فَهْيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ. فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ لَها خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجابَ.
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «قامَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فقالوا» .
4214 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ -وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ- عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا مُحاصِرِي خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسانٌ بِجِرابٍ فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ لِآخُذَهُ، فالْتَفَتُّ فَإِذا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فاسْتَحْيَيْتُ.
4215 -
حدَّثني عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ، عن أَبِي أُسامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافِعٍ وَسالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عن أَكْلِ الثَّوْمِ
(1)
، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ
(2)
الأَهْلِيَّةِ.
نَهَى عن أَكْلِ الثَّوْمِ هُوَ
(3)
عن نافِعٍ وَحْدَهُ، وَلُحُومُِ
(4)
الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ عن سالِمٍ.
(1)
بهامش (ب، ص): ثاء «الثَّوم» مفتوحة في اليونينية في الموضعين، مصحَّح عليها في الفرع. اهـ. وقد أهمل ضبطها في (ن، ق) وضبطت بالضمِّ في (و) في الموضع الأول فقط، وأهمل ضبطها في الثاني.
(2)
في رواية أبي ذر: «حُمُرِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وهو» .
(4)
أهمل ضبطها في (ن، و).
4216 -
حدَّثني
(1)
يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ والْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عن أَبِيهِما:
عَنْ عَلِيِّ
ابنِ أَبِي طالِبٍ
(2)
رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن مُتْعَةِ النِّساءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ
(3)
أَكْلِ
(4)
الْحُمُرِ
(5)
الإِنْسِيَّةِ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
قوله: «بن أبي طالب» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لحوم» .
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حمر» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي، وعزوا المثبت في المتن إلى روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «الأَنَسِيَّةِ» .
4217 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنا
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
4218 -
حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نافِعٍ وَسالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.
4219 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن عَمْرٍو، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الْحُمُرِ
(2)
، وَرَخَّصَ فِي
(3)
الْخَيْلِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الأهلية» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4220 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا عَبَّادٌ، عن الشَّيْبانِيِّ، قالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما
(1)
: أَصابَتْنا مَجاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي، قالَ: وَبَعْضُها نَضِجَتْ، فَجاءَ مُنادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَأكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِيقُوها
(2)
». قالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: فَتَحَدَّثْنا أَنَّهُ إِنَّما نَهَى عَنْها لأَنَّها لَمْ تُخَمَّسْ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: نَهَى عَنْها الْبَتَّةَ
(3)
؛ لأَنَّها كانَتْ تَأكُلُ الْعَذِرَةَ.
(1)
في رواية الأصيلي زيادة: «يقول» .
(2)
في رواية أبي ذر: «وهَرِيقُوها» .
(3)
بهامش (ب): كذا في اليونينية ليس عليها همزة. اهـ.
4221 -
4222 - حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ
(1)
: أَخبَرَني عَدِيُّ بْنُ ثابِتٍ:
عَنِ الْبَراءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم: أَنَّهُمْ كانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
فَأَصابُوا حُمُرًا فَطَبَخُوها
(3)
، فَنادَى مُنادِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَكْفِئُوا
(4)
الْقُدُورَ».
4223 -
4224 - حدَّثني إِسْحاقُ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَدِيُّ بْنُ ثابِتٍ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ وابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم يُحَدِّثانِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَدْ نَصَبُوا الْقُدُورَ:«أَكْفِئُوا الْقُدُورَ» .
4225 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ:
عَنِ الْبَراءِ، قالَ: غَزَوْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. نَحْوَهُ.
⦗ص: 623⦘
4226 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا ابْنُ أَبِي زائِدَةَ: أخبَرَنا عاصِمٌ، عن عامِرٍ:
عَنِ الْبَراءِ بْنِ عازِبٍ
(5)
رضي الله عنهما، قالَ: أَمَرَنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ أَنْ نُلْقِيَ الْحُمُرَ الأَهْلِيَّةَ نِيئَةً وَنَضِيجَةً، ثُمَّ لَمْ يَأمُرْنا بِأَكْلِهِ بَعْدُ.
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .
(2)
بهامش (ب): ليس في اليونينية: «وسلَّم» ، وجاء هذا التعليق في (ص) على «وسلَّم» الآتية. اهـ.
(3)
في رواية أبي ذر: «فاطَّبَخُوها» .
(4)
في رواية أبي ذر: «اِكْفَؤُوا» بقطع الهمزة وفتح الفاء، وضبطت في (ن):«إِكْفَؤُوا» . وبهامش اليونينية: «أَكْفِئُوا» بقطع الألف وكسر الفاء، وبوصلها وفتح الفاء، وهما لغتان، ومعناه: اقْلِبوه، وقال بعضهم: كفأت قلبت، وأكفأت أملت، وهو مذهب الكسائي. قاله عياض. اهـ.
(5)
قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر.
4227 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي، عن عاصِمٍ، عن عامِرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قالَ: لَا أَدْرِي أَنَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كانَ حَمُولَةَ النَّاسِ، فَكَرِهَ أَنْ تَذْهَبَ حَمُولَتُهُمْ، أَوْ حَرَّمَهُ يَوْمَ
(1)
خَيْبَرَ لَحْمَ الْحُمُرِ
(2)
الأَهْلِيَّةِ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي يَوْمِ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «حُمُرِ» .
4228 -
حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحاقَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سابِقٍ: حدَّثنا زائِدَةُ،
عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. قالَ: فَسَّرَهُ نافِعٌ فَقالَ: إن
(1)
كانَ مَعَ الرَّجُلِ فَرَسٌ فَلَهُ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَسٌ فَلَهُ سَهْمٌ.
(1)
في (و، ب، ص): «إذا» .
4229 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ، قالَ: مَشَيْتُ أَنا وَعُثْمانُ بْنُ عَفَّانَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنا: أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمُسِ
(1)
خَيْبَرَ وَتَرَكْتَنا، وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ واحِدَةٍ مِنْكَ! فَقالَ: «إِنَّما بَنُو هاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ
(2)
واحِدٌ». قالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا.
(1)
ضبطت في (ب، ص) بسكون الميم.
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «سِيٌّ» .
4230 -
4231 - 4232 - حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
⦗ص: 624⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: بَلَغَنا مَخْرَجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنا مُهاجِرِينَ إِلَيْهِ أَنا وَأَخَوانِ لِي أَنا أَصْغَرُهُمْ، أَحَدُهُما أَبُو بُرْدَةَ والآخَرُ أَبُو رُهْمٍ، إِمَّا قالَ: بِضْعٌ
(1)
، وَإِمَّا قالَ: فِي ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ، أَوِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي
(2)
، فَرَكِبْنا سَفِينَةً، فَأَلْقَتْنا سَفِينَتُنا إلى النَّجاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ، فَوافَقْنا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طالِبٍ، فَأَقَمْنا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنا جَمِيعًا، فَوافَقْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكانَ أُناسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنا -يَعْنِي لِأَهْلِ السَّفِينَةِ-: سَبَقْناكُمْ بِالْهِجْرَةِ. وَدَخَلَتْ أَسْماءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنا، على حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زائِرَةً، وَقَدْ كانَتْ هاجَرَتْ إلى النَّجاشِيِّ فِيمَنْ هاجَرَ، فَدَخَلَ عُمَرُ على حَفْصَةَ، وَأَسْماءُ عِنْدَها، فقالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْماءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قالَتْ: أَسْماءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قالَ عُمَرُ: آلْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ؟ آلبَحْرِيَّةُ
(3)
هَذِهِ؟ قالَتْ أَسْماءُ: نَعَمْ. قالَ: سَبَقْناكُمْ بِالْهِجْرَةِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكُمْ. فَغَضِبَتْ وَقالَتْ: كَلَّا واللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطْعِمُ جائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دارِ -أَوْ: فِي أَرْضِ- الْبُعَداءِ الْبُغَضاءِ بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم، وايْمُ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرابًا، حَتَّى أَذْكُرَ ما قُلْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤذَى وَنُخافُ، وَسَأَذْكُرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَسْأَلُهُ، واللَّهِ لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ عُمَرَ قالَ كَذا وَكَذا! قالَ:«فَما قُلْتِ لَهُ؟» قالَتْ: قُلْتُ لَهُ كَذا وَكَذا. قالَ: «لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، لَهُ
(6)
وَلِأَصْحابِهِ هِجْرَةٌ واحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتانِ». قالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبا مُوسَى وَأَصْحابَ
السَّفِينَةِ يَأتُونِي
(7)
أَرْسالًا، يَسْأَلُونِي
(8)
عن هَذا الْحَدِيثِ، ما مِنَ الدُّنْيا شَيْءٌ هُمْ بِهِ أَفْرَحُ وَلَا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ
⦗ص: 625⦘
مِمَّا قالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ أَبُو بُرْدَةَ: قالَتْ أَسْماءُ: فَلَقَدْ
(9)
رَأَيْتُ أَبا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذا الْحَدِيثَ مِنِّي. قالَ
(10)
أَبُو بُرْدَةَ، عن أَبِي مُوسَى: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْواتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأَعْرِفُ مَنازِلَهُمْ مِنْ أَصْواتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهارِ، وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ، إذا لَقِيَ الْخَيْلَ -أَوْ قالَ: الْعَدُوَّ- قالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحابِي يَأمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ
(11)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «بِضعًا» ، وفي رواية الأصيلي:«في بِضْعٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «من قَوْمِهِ» .
(3)
في (ب، ص): «الحبشية
…
البحرية»، وبهامشهما: كذا في اليونينية من غير مدِّ الهمزة في الموضعين. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «وفي رسولِ اللهِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «للنبيِّ» كتبت بالحمرة.
(6)
في (ب، ص): «وله» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَأتُونَنِي» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَأتُونَ أسماءَ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «يسألُونَنِي» .
(9)
في رواية أبي ذر: «ولقد» .
(10)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(11)
في رواية أبي ذر: «تُنْظِرُوهُمْ» . وبهامش اليونينية: قال الإمام عياض: قوله: «أن تَنْظُرُوهم» أي: تنتظروهم. من الإكمال. [انظر إكمال المعلم: 7: 545]
4233 -
حدَّثني إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ: سَمِعَ حَفْصَ بْنَ غِياثٍ: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى، قالَ: قَدِمْنا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَقَسَمَ لَنا، وَلَمْ يَقْسِمْ لِأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الْفَتْحَ غَيْرنا
(2)
.
4234 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ، عن مالِكِ بْنِ أَنَسٍ: حدَّثني ثَوْرٌ
(2)
: حدَّثني سالِمٌ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: افْتَتَحْنا خَيْبَرَ، وَلَمْ
(3)
نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِنَّما غَنِمْنا الْبَقَرَ والإِبِلَ والْمَتاعَ والْحَوائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى وادِي
(4)
الْقُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقالُ لَهُ: مِدْعَمٌ، أَهْداهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبابِ، فَبَيْنَما هو يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جاءَهُ سَهْمٌ عائِرٌ، حَتَّى أَصابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ، فقالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الشَّهادَةُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 626⦘
«بَلَى
(5)
، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصابَها يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغانِمِ، لَمْ تُصِبْها الْمَقاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نارًا». فَجاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشِراكٍ أَوْ بِشِراكَيْنِ. فَقالَ: هَذا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «شِراكٌ -أَوْ: شِراكانِ- مِنْ نارٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
زاد في (ب، ص): «قال» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فلم» .
(4)
بهامش (ب): ليس بعد الدال في اليونينية ياء.
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بل» .
4235 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَني زَيْدٌ، عن أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: أَما والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ، ما فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُها، كَما قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُها خِزانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَها.
4236 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عن مالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، قالَ: لَوْلَا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ، ما فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُها، كَما قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ.
4237 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ -وَسَأَلَهُ إِسْماعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ- قالَ: أخبَرَني عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ:
أَنَّ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
فَسَأَلَهُ، قالَ لَهُ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعاصِ: لَا تُعْطِهِ، فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذا قاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فَقالَ: واعَجَباهْ لِوَبْرٍ تَدَلَّى مِنْ قَدُومِ الضَّأْنِ!
4238 -
وَيُذْكَرُ عن الزُّبَيْدِيِّ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِي، قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبانَ على سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ، قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدِمَ أَبانُ وَأَصْحابُهُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ بَعْدَما
⦗ص: 627⦘
افْتَتَحَها، وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ
(1)
. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَقْسِمْ لَهُمْ. قالَ أَبانُ: وَأَنْتَ بِهَذا يا وَبْرُ تَحَدَّرَ مِنْ رَأسِ ضَأْنٍ
(2)
. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا أَبانُ اجْلِسْ» . فَلَمْ
(3)
يَقْسِمْ لَهُمْ
(4)
.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اللِّيفُ» .
(2)
هكذا في روايةٍ للأصيلي أيضًا (ب، ص)، و في رواية أبي ذر وابن عساكر وأخرى للأصيلي:«ضَالٍ» ، ورمز على اللام في (ب، ص) رمز التخفيف: «ضَالٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «ولم» .
(4)
في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: الضَّالُ السِّدْرُ» .
4239 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
(1)
:
أخبَرَني جَدِّي: أَنَّ أَبانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذا قاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. وَقالَ
(2)
أَبانُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: وَاعَجَبَا لَكَ، وَبْرٌ تَدَأْدَأَ
(3)
مِنْ قَدُومِ ضَأنٍ، يَنْعَى عَلَيَّ امْرَأً أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي، وَمَنَعَهُ أَنْ يُهِينَنِي
(4)
بِيَدِهِ.
(1)
قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «تَدارا» .
(4)
في رواية [ق]: «يُهِنِّي» .
4240 -
4241 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائشَةَ: أَنَّ فاطِمَةَ عليها السلام بِنْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلَتْ إلى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيراثَها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ
(1)
، وَما بَقِيَ مِنْ خُمسِ
(2)
خَيْبَرَ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقَةٌ، إِنَّما يَأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي هَذا الْمالِ» . وَإِنِّي واللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن حالِها الَّتِي كانَ
(3)
عَلَيْها
⦗ص: 628⦘
فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
، وَلَأَعْمَلَنَّ فيها بِما عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إلى فاطِمَةَ منها شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فاطِمَةُ على أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَها زَوْجُها عَلِيٌّ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤذِنْ بها أَبا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْها. وَكانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَياةَ فاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فالْتَمَسَ مُصالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إلى أَبِي بَكْرٍ: أَنِ ائْتِنا وَلَا يَأْتِنا أَحَدٌ مَعَكَ. كَراهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ
(5)
، فقالَ عُمَرُ: لَا واللَّهِ لَا تَدْخُل
(6)
عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: وَما عَسيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا
(7)
بِي، واللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ. فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَقالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنا فَضْلَكَ وَما أَعْطاكَ اللَّهُ
وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا ساقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنا بِالأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى لِقَرابَتِنا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا. حَتَّى فاضَتْ عَيْنا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوالِ، فَلَمْ
(8)
آلُ فيها عن الْخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فيها إِلَّا صَنَعْتُهُ. فقالَ عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَُ؛ لِلْبَيْعَةِ. فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ الْمِنْبَرَ
(9)
، فَتَشَهَّدَ، وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ
⦗ص: 629⦘
وَتَخَلُّفَهُ عن الْبَيْعَةِ، وَعُذْرَهُ
(10)
بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ، وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ
(11)
حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ على الَّذِي صَنَعَ نَفاسَةً على أَبِي بَكْرٍ، وَلَا إِنْكارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنا فِي هَذا الأَمْرِ نَصِيبًا، واسْتَبَدَّ
(12)
عَلَيْنا، فَوَجَدْنا فِي أَنْفُسِنا. فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقالُوا: أَصَبْتَ. وَكانَ الْمُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا، حِينَ راجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ.
(1)
ضبطت في (ق، ب، ص) بالصرف ومنعه معًا.
(2)
ضبطت الميم في (و) بالضمِّ، وفي (ب) بالسكون، وأهمل ضبطها في (ن، ص).
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانت» .
(4)
بهامش (ب، ص): ليس في اليونينة: «وسلَّم» . اهـ.
(5)
في رواية أبي ذر: «لِيَحْضُرَ عمرُ» وصحح عليها.
(6)
ضبطت اللام في (و) بالجزم، وفي (ب، ص) بالرفع، وأهمل ضبطها في (ن).
(7)
في رواية أبي ذر: «أن يَفْعَلُوه» .
(8)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِني لم» .
(9)
في (ب، ص): «رَقِيَ على الْمِنْبَرِ» .
(10)
في رواية أبي ذر: «وعَذَرَهُ» .
(11)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وعَظَّمَ» .
(12)
في رواية أبي ذر: «فاستَبَدَّ» كتبت بالحمرة، وهو المثبت في متن (ب، ص) وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.
4242 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنا
(2)
حَرَمِيٌّ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَني عُمارَةُ، عن عِكْرِمَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها، قالَتْ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنا: الآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
4243 -
حدَّثنا الْحَسَنُ: حدَّثنا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينارٍ، عن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: ما شَبِعْنا حَتَّى فَتَحْنا خَيْبَرَ.
(39)
بابُ
(1)
اسْتِعْمالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على أَهْلِ خَيْبَرَ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4244 -
4245 - حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثني مالِكٌ، عن عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا على خَيْبَرَ، فَجاءَهُ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ
(1)
تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذا؟» فَقالَ
(2)
: لَا واللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ،
⦗ص: 630⦘
إِنَّا لَنَأْخُذُ الصَّاعَ مِنْ هَذا بِالصَّاعَيْنِ بِالثَّلَاثَةِ. فَقالَ: «لَا تَفْعَلْ، بِعِ الْجَمْعَ بِالدَّراهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بِالدَّراهِمِ جَنِيبًا» .
4246 -
4247 - وَقالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن عَبْدِ الْمَجِيدِ، عن سَعِيدٍ:
أَنَّ أَبا سَعِيدٍ وَأَبا هُرَيْرَةَ حَدَّثاهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخا بَنِي عَدِيٍّ مِنَ الأَنْصارِ إلى خَيْبَرَ، فَأَمَّرَهُ عَلَيْها.
وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عن أَبِي صالِحٍ السَّمَّانِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ مِثْلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَكُلُّ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(40)
بابُ
(1)
مُعامَلَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ خَيْبَرَ
(1)
لفظة «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
4248 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ الْيَهُودَ أَنْ يَعْمَلُوها وَيَزْرَعُوها، وَلَهُمْ شَطْرُ
ما يَخْرُجُ مِنْها.
(41)
بابُ الشَّاةِ الَّتِي سُمَّتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ
رَواهُ عُرْوَةُ، عن عائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4249 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني سَعِيدٌ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سَمٌّ.
(42)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ زَيْدِ بْنِ حارِثَةَ
(1)
لفظة «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
4250 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسامَةَ على قَوْمٍ فَطَعَنُوا فِي إِمارَتِهِ، فَقالَ: «إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ لقد كانَ خَلِيقًا لِلإِمارَةِ، وَإِنْ كانَ
⦗ص: 631⦘
مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
(43)
بابُ
(1)
عُمْرَةِ الْقَضاءِ
(2)
ذَكَرَهُ أَنَسٌ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
لفظة «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ.
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «باب غزوةِ القضاء» .
4251 -
حدَّثني
(1)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا
(2)
اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قاضاهُمْ على أَنْ يُقِيمَ بها ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتابَ
(3)
، كَتَبُوا: هَذا ما قاضَى
(4)
عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، قالُوا: لَا نُقِرُّ
(5)
بِهَذا؛ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ما مَنَعْناكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقالَ:«أَنا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» . ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ
(6)
: «امْحُ رَسُولُ
(7)
اللَّهِ». قالَ عَلِيٌّ
(8)
: لَا واللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتابَ، وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذا ما قاضَى
(9)
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيْفَ فِي الْقِرابِ، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِها بِأَحَدٍ إِنْ أَرادَ أَنْ يَتْبَعَهُ، وَأَنْ لَا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحابِهِ أَحَدًا إِنْ
(10)
أَرادَ أَنْ يُقِيمَ بِها. فَلَمَّا دَخَلَها وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا، فقالُوا: قُلْ لِصاحِبِكَ: اخْرُجْ عَنَّا؛
⦗ص: 632⦘
فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ
(11)
حَمْزَةَ، تُنادِي: يا عَمِّ يا عَمِّ. فَتَناوَلَها عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِها، وَقالَ لِفاطِمَةَ عليها السلام: دُونَكِ ابْنَةَ
(12)
عَمِّكِ. حَمَلَتْها
(13)
، فاخْتَصَمَ فيها عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ، قالَ
(14)
عَلِيٌّ: أَنا أَخَذْتُها، وَهْيَ بِنْتُ عَمِّي. وَقالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ
(15)
عَمِّي وَخالَتُها تَحْتِي. وَقالَ
(16)
زَيْدٌ: ابْنَةُ
(17)
أَخِي. فَقَضَى بها النَّبِيُّ
(18)
صلى الله عليه وسلم لِخالَتِها، وَقالَ:«الْخالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» . وَقالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنا مِنْكَ» . وَقالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ
(19)
خَلْقِي وَخُلُقِي». وَقالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ
أَخُونا وَمَوْلَانا». وَقالَ
(20)
عَلِيٌّ: أَلَا تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قالَ: «إِنَّها ابْنَةُ
(21)
أَخِي مِنَ الرَّضاعَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «حدَّثنا» .
(2)
لفظة: «لما» ليست في رواية ابن عساكر.
(3)
في رواية أبي ذر: «كُتِبَ الكِتابُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قاضانا» . كتبت بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لك» .
(6)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لعلي بنِ أبي طالب رضي الله عنه» .
(7)
في (و، ص) بالنصب: «رسولَ» .
(8)
لفظة: «علي» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(9)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «عليه» .
(10)
لفظة: «إن» ليست في رواية أبي ذر.
(11)
في رواية ابن عساكر: «بنتُ» .
(12)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بنتَ» .
(13)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَمِّليْها» ، وفي رواية الأصيلي:«احْمِلِيها» .
(14)
في رواية ابن عساكر: «فقال» .
(15)
في رواية أبي ذر: «بنتُ» .
(16)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(17)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بنتُ» .
(18)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(19)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(20)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «قال» .
(21)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بنتُ» .
4252 -
حدَّثني مُحَمَّدُ
(1)
بْنُ رافِعٍ: حدَّثنا سُرَيْجٌ: حدَّثنا فُلَيْحٌ
(2)
- قالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْراهِيمَ: حدَّثني أَبِي: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمانَ- عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقاضاهُمْ على أَنْ يَعْتَمِرَ الْعامَ الْمُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ سِلَاحًا عَلَيْهِمْ إِلَّا سُيُوفًا، وَلَا يُقِيمَ بها إِلَّا ما أَحَبُّوا. فاعْتَمَرَ مِنَ الْعامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَها كَما كانَ صالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقامَ بها ثَلَاثًا، أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «هو» .
(2)
في (ب، ص) زيادة: «ح» .
4253 -
4254 - حدَّثني
(1)
عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: دَخَلْتُ أَنا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما جالِسٌ إلى حُجْرَةِ عائِشَةَ، ثُمَّ قالَ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أرْبَعًا. ثُمَّ سَمِعْنا اسْتِنانَ عائِشَةَ، قالَ عُرْوَةُ: يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِينَ
(2)
ما يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ؟! فقالتْ: ما اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُمْرَةً
(3)
إِلَّا وهو شاهِدُهُ، وَما اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ألم تسمعي» .
(3)
لفظة: «عمرة» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4255 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ:
سَمِعَ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: لَمَّا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم سَتَرْناهُ مِنْ غِلْمانِ الْمُشْرِكِينَ وَمِنْهُمْ؛ أَنْ يُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية ابن عساكر: «النَّبيُّ» .
4256 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هو ابْنُ زَيْدٍ- عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ، فقالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ
(1)
وَهَنَهُمْ
(2)
حُمَّى يَثْرِبَ. وَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْواطَ الثَّلَاثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا ما بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْواطَ كُلَّها إِلَّا الإِبْقاءُ عَلَيْهِمْ.
(1)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَقَدْ» . قارن بما في السلطانية.
(2)
هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وهو المثبت في متنهما، وفي رواية أبي ذر:«وَهَّنَهم» (ن)، وعزاها في (و) إلى رواية ابن عساكر بدل أبي ذر، وضبط رواية أبي ذر:«وهنتهم» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «وهنهم» التي في الأصل والتي في الهامش، من غير تاء في إحداهما، ورأيت في بعض الفروع على هاء «وهنهم» التي بالهامش شدةٌ، والله أعلم، وفي الفتح «وهنتهم»: بتخفيف الهاء وبتشديدها. اهـ.
4257 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدٌ، عن سُفْيانَ بْنِ
(2)
عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عن عَطاءٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: إِنَّما سَعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ؛ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ.
وَزادَ ابْنُ سَلَمَةَ، عن أَيُّوبَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
(3)
، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعامِهِ الَّذِي اسْتَأمَنَ، قالَ:«ارْمُلُوا» ؛ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ، والْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعانَ
(4)
.
(1)
في رواية الأصيلي: «قال أبو عبد الله: حدَّثني» . (ن، و).
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «أخبَرَنا سفيانُ بنُ» .
(3)
قوله: «بن جبير» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية الأصيلي.
(4)
رواية ابن سلمة هذه مقدمة في (ب، ص) على حديث سفيان بن عيينة، ورقم عليها بعلامة التقديم والتأخير.
4258 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
مَيْمُونَةَ
(1)
وهو مُحْرِمٌ، وَبَنَى بها وهو حَلَالٌ، وَماتَتْ بِسَرِفَ.
4259 -
وَزادَ
(2)
ابْنُ إِسْحاقَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَأَبانُ بْنُ صالِحٍ، عن عَطاءٍ وَمُجاهِدٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضاءِ.
(3)
(1)
قوله: «ميمونة» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(2)
في رواية أبي ذر: «زاد» ، وفي رواية الأصيلي:«قال أبو عبد الله: وزاد» .
(3)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثاني عشر بقراءة علاء الدين علي بن المارديني بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الأحد الخامس عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عفا الله عنه.
(44)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ مُؤْتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ
(1)
لفظة «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.
4260 -
حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عن عَمْرٍو، عن ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، قالَ: وَأخبَرَني نافِعٌ:
أَنَّ
(1)
ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ وَقَفَ على جَعْفَرٍ يَوْمَئِذٍ، وهو قَتِيلٌ، فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ، بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ، لَيْسَ مِنْها
(2)
شَيْءٌ فِي دُبُرِهِ. يَعْنِي: فِي ظَهْرِهِ
(3)
.
(1)
لفظة: «أنَّ» ثابتة في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر أيضًا، وقد كتبت في متن اليونينية بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» .
(3)
قوله: «يعني في ظهره» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
4261 -
أخبرنا
(1)
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ
(2)
، عن نافِعٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
(3)
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حارِثَةَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ» . قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فالْتَمَسْنا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طالِبٍ، فَوَجَدْناهُ فِي الْقَتْلَى، وَوَجَدْنا مَا
(4)
فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ، مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «عبد الله بن سعيد» . كتبت «سعيد» بالحمرة.
(3)
قوله: «عبد الله» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(4)
لفظة: «ما» ليست في رواية الأصيلي وابن عساكر.
4262 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ واقِدٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وابْنَ رَواحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ
(1)
جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ
(2)
ابْنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ» -وَعَيْناهُ تَذْرِفانِ- «حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» .
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4263 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ، قالَتْ:
⦗ص: 636⦘
سَمِعْتُ عائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: لَمَّا جاءَ قَتْلُ ابْنِ حارِثَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ رضي الله عنهم
(1)
، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ
(2)
، قالَتْ عائِشَةُ: وَأَنا أَطَّلِعُ مِنْ صائِرِ الْبابِ -تَعْنِي مِنْ شَقِّ
(3)
الْبابِ- فَأَتاهُ رَجُلٌ، فَقالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِساءَ جَعْفَرٍ. قالَ
(4)
: وَذَكَرَ
(5)
بُكاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهاهُنَّ. قالَ
(6)
: فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى، فَقالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ. وَذَكَرَ أَنَّهُ
(7)
لَمْ يُطِعْنَهُ، قالَ
(8)
: فَأَمَرَ أَيْضًا، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى فَقالَ: واللَّهِ لقد غَلَبْنَنا. فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فاحْثُ
(9)
فِي أَفْواهِهِنَّ مِنَ التُّرابِ». قالَتْ عائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ؛ فَواللَّهِ ما أَنْتَ تَفْعَلُ، وَما تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَناءِ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لما جاء قتل ابنِ رواحة وابنِ حارثة وجعفرِ بن أبي طالب رضوان الله عليهم» .
(2)
في رواية أبي ذر: «الحَزَنُ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر: «قالت» .
(5)
في رواية ابن عساكر: «فذكر» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنهن» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(9)
ضبط آخرها في (ب، ص) بالضمِّ والكسر معًا.
4264 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، عن عامِرٍ، قالَ: كانَ ابْنُ عُمَرَ إذا حَيَّا ابْنَ جَعْفَرٍ
قالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ ذِي الْجَناحَيْنِ.
4265 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن إِسْماعِيلَ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حازِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لقد انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤتَةَ تِسَعْةُ أَسْيافٍ، فَما بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمانِيَةٌ.
4266 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْماعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ، قالَ: سَمِعْتُ خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لقد دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيافٍ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي
(1)
يَمانِيَةٌ.
(1)
لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.
4267 -
حدَّثني عِمْرانُ بنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن حُصَيْنٍ، عن عامِرٍ: عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قالَ: أُغْمِيَ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: واجَبَلَاهْ، واكَذا واكَذا. تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فقالَ حِينَ أَفاقَ: ما قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي: أَنْتَ
(1)
كَذَلِكَ
(2)
؟!
4268 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْثَرُ، عن حُصَيْنٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ قالَ: أُغْمِيَ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ
(3)
-بِهَذا- فَلَمَّا ماتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ.
(1)
ضُبطت في اليونينية بهمزة مفتوحة وفوقها مد معًا، وهكذا ضبطت في (ب، ص) أيضًا، وأهمل ضبطها في (ن، و).
(2)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «كذاك» .
(3)
قوله: «بن رواحة» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(45)
بابُ
(1)
بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ إلى الْحُرُقاتِ
(2)
مِنْ جُهَيْنَةَ
(1)
لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وليست في رواية ابن عساكر. قارن بما في الإرشاد.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4269 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا حُصَيْنٌ: أخبَرَنا أَبُو ظَبْيانَ، قالَ:
سَمِعْتُ أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنا الْقَوْمَ فَهَزَمْناهُمْ، وَلَحِقْتُ
(1)
أَنا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِيناهُ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَكَفَّ الأَنْصارِيُّ
(2)
، فَطَعَنْتُهُ
(3)
بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«يا أُسامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَما قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!» قُلْتُ: كانَ مُتَعَوِّذًا. فَما زالَ يُكَرِّرُها، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَلَحِقْتُ» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «عنه» .
(3)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وطعنته» .
4270 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حاتِمٌ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَواتٍ، وَخَرَجْتُ فِيما يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَواتٍ، مَرَّةً عَلَيْنا أَبُو بَكْرٍ، وَمَرَّةً عَلَيْنا
(2)
أُسامَةُ.
⦗ص: 638⦘
4271 -
وَقالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِياثٍ
(3)
: حَدَّثَنا
(4)
أَبِي، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قالَ:
سَمِعْتُ سَلَمَةَ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَواتٍ، وَخَرَجْتُ فِيما يَبْعَثُ مِنَ الْبَعْثِ
(5)
تِسْعَ غَزَواتٍ، عَلَيْنا مَرَّةً أَبُو بَكْرٍ، وَمَرَّةً أُسامَةُ.
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «رسولِ الله» . (ب، ص)
(2)
لفظة: «علينا» ليست في رواية الأصيلي.
(3)
قوله: «بن غياث» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
بهامش اليونينية دون رقم: «أخبَرَنا» . وفي رواية ابن عساكر: «حدَّثني» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «البُعُوثِ» .
4272 -
ثلاثي- حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ
(1)
: حَدَّثَنا
(2)
يَزِيدُ
(3)
:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَواتٍ، وَغَزَوْتُ مَعَ ابْنِ حارِثَةَ، اسْتَعْمَلَهُ
(4)
عَلَيْنا.
(1)
قوله: «الضحاك بن مخلد» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبِي عُبَيْدٍ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فاستعمله» .
4273 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ
عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قالَ
(1)
: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَواتٍ. فَذَكَرَ: خَيْبَرَ، والْحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ الْقَرَدِ، قالَ
(2)
يَزِيدُ: وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُمْ.
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «
…
عن يزيد عن سلمة، قال».
(2)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(46)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الْفَتْحِ، وَما بَعَثَ
(2)
حاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ إلى أَهْلِ مَكَّةَ
يُخْبِرُهُمْ بِغَزْوِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
لفظة «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.
(2)
في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .
4274 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ
(1)
: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرِو بْنِ دِينارٍ: أخبَرَني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ
⦗ص: 639⦘
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رافِعٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنا والزُّبَيْرَ والْمِقْدادَ، فَقالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خاخٍ؛ فَإِنَّ بها ظَعِينَةً مَعَها كِتابٌ، فَخُذُوا
(2)
مِنْها». قالَ: فانْطَلَقْنا تَعادَى بِنا خَيْلُنا حَتَّى أَتَيْنا الرَّوْضَةَ، فَإِذا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنا لَها
(3)
: أَخْرِجِي الْكِتابَ. قالَتْ: ما مَعِي كِتابٌ. فَقُلْنا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتابَ، أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيابَ. قالَ: فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقاصِها، فَأَتَيْنا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذا فِيهِ: مِنْ حاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، إلى ناسٍ
(4)
بِمَكَّةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ
(5)
صلى الله عليه وسلم: «يا حاطِبُ، ما هَذا؟» قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ -يَقُولُ: كُنْتُ حَلِيفًا، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِها- وَكانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ،
(6)
مَنْ لَهُمْ قَراباتٌ يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرابَتِي، وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدادًا عن دِينِي، وَلَا رِضًى بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَما إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ» . فقالَ عُمَرُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذا الْمُنافِقِ. فَقالَ: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ على مَنْ شَهِدَ بَدْرًا قالَ
(7)
: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ السُّورَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ
(8)
} إلى قَوْلِهِ: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} [الممتحنة: 1].
(1)
في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنُ سَعِيدٍ» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فخذوه» .
(3)
لفظة: «لها» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُناسٍ» .
(5)
قوله: «رسول الله» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ولا في ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وزاد في (ب، ص) أن قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في روايتهم أيضًا.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فقال» .
(8)
قوله: «{أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ}» ليس في رواية ابن عساكر، وفي رواية الأصيلي زيادة:«{وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ}» .
(47)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الْفَتْحِ فِي رَمَضانَ
(1)
لفظة «باب» ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.
4275 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزا غَزْوَةَ الْفَتْحِ فِي رَمَضانَ.
قالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ
(1)
يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ.
وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
(2)
: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُما قالَ: صامَ رَسُولُ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إذا بَلَغَ الْكَدِيدَ -الْماءَ الَّذِي بَيْنَ قُدَيْدٍ وَعُسْفانَ- أَفْطَرَ، فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ.
(1)
في رواية ابن عساكر: «سعيدَ بن المسيب» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنِ عَبْدِ اللهِ [زاد في (و، ب، ص): أخبَرَه]» .
(3)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
4276 -
حدَّثني
(1)
مَحْمُودٌ: أخبَرَنا
(2)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ: أخبَرَني الزُّهْرِيُّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي رَمَضانَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَذَلِكَ على رَأسِ ثَمانِ
(3)
سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسارَ هو وَمَنْ مَعَهُ
(4)
مِنَ الْمُسْلِمِينَ إلى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ، حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ -وهو ماءٌ بَيْنَ عُسْفانَ وَقُدَيْدٍ- أَفْطَرَ وَأَفْطَرُوا. قالَ الزُّهْرِيُّ: وَإِنَّما يُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الآخِرُ فالآخِرُ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .
(3)
بهامش اليونينية دون رقم: «ثماني» ، وعزاها في (ن، ق) إلى رواية ابن عساكر، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فسار مَعه» ، وفي رواية الأصيلي:«فسار بِمَنْ مَعَهُ» .
4277 -
حدَّثنا
(1)
عَيَّاشُ
(2)
بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا خالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضانَ إلى حُنَيْنٍ، والنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ، فَصائمٌ وَمُفْطِرٌ، فَلَمَّا اسْتَوَى على راحِلَتِهِ، دَعا بِإِناءٍ مِنْ لَبَنٍ أَوْ ماءٍ، فَوَضَعَهُ على راحَتِهِ -أَوْ: على راحِلَتِهِ
(4)
- ثُمَّ نَظَرَ إِلَى النَّاسِ
(5)
، فقالَ الْمُفْطِرُونَ لِلصُّوَّامِ
(6)
: أَفْطِرُوا.
4278 -
وَقالَ
(7)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ.
وَقالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثني» ، وعكس في (ب، ص) العزو.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .
(4)
في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أو راحلته» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وفي رواية الأصيلي:«على راحِلَتِهِ أو راحَتِه» .
(5)
في رواية أبي ذر: «نظرَ الناسُ» .
(6)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِلصُّوَّمِ» .
(7)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «قال» .
4279 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُوسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: سافَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضانَ، فَصامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفانَ، ثُمَّ دَعا بِإِناءٍ مِنْ ماءٍ، فَشَرِبَ نَهارًا لِيُرِيَهُ النَّاسَ
(1)
، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. قالَ: وَكانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شاءَ صامَ وَمَنْ شاءَ أَفْطَرَ.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَراهُ الناسُ» .
(48)
بابٌ
(1)
: أَيْنَ رَكَزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ؟
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4280 -
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ قالَ:
⦗ص: 642⦘
لَمَّا سارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، خَرَجَ أَبُو سُفْيانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقاءَ، يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا مَرَّ الظَّهْرانِ، فَإِذا هُمْ بِنِيرانٍ كَأَنَّها نِيرانُ عَرَفَةَ، فقالَ أَبُو سُفْيانَ: ما هَذِهِ؟! لَكَأَنَّها نِيرانُ عَرَفَةَ؟! فَقالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقاءَ: نِيرانُ بَنِي عَمْرٍو. فقالَ أَبُو سُفْيانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ. فَرَآهُمْ ناسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ، فَأَتَوْا بِهِمْ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيانَ، فَلَمَّا سارَ قالَ لِلْعَبَّاسِ: «احْبِسْ أَبا سُفْيانَ عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ
(2)
، حَتَّى يَنْظُرَ إلى الْمُسْلِمِينَ». فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَعَلَتِ الْقَبائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ
(3)
صلى الله عليه وسلم، تَمُرُّ كَتِيبَةً كَتِيبَةً على أَبِي سُفْيانَ، فَمَرَّتْ كَتِيبَةٌ، قالَ
(4)
: يا عَبَّاسُ مَنْ هَذِهِ؟ قالَ
(5)
: هَذِهِ غِفارُ. قالَ: ما لِي وَلِغِفارٍَ
(6)
؟! ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، قالَ
(7)
مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ، فقالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ
(8)
سُلَيْمٌُ
(9)
، فقالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَها، قالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قالَ: هَؤُلَاءِ الأَنْصارُ، عَلَيْهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فقالَ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ: يا أَبا سُفْيانَ، الْيَوْمُ
(10)
يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْكَعْبَةُ. فقالَ أَبُو سُفْيانَ: يا عَبَّاسُ حَبَّذا يَوْمُ الذِّمارِ. ثُمَّ جاءَتْ كَتِيبَةٌ، وَهْيَ أَقَلُّ الْكَتائبِ
(11)
،
⦗ص: 643⦘
فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابُهُ، وَرايَةُ النَّبِيِّ
(12)
صلى الله عليه وسلم مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَبِي سُفْيانَ قالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ ما قالَ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ؟ قالَ: «ما قالَ؟» قالَ: كَذا وَكَذا، فَقالَ:«كَذَبَ سَعْدٌ، وَلَكِنْ هَذا يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فِيهِ الْكَعْبَةَ، وَيَوْمٌ تُكْسَى فِيهِ الْكَعْبَةُ» . قالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُرْكَزَ رايَتُهُ بِالْحَجُونِ. قالَ
(13)
عُرْوَةُ: وَأخبَرَني نافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، هاهُنا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ؟ قالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَداءٍ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُدا، فَقُتِلَ مِنْ خَيْلِ خالِدٍ
(14)
يَوْمَئِذٍ رَجُلَانِ: حُبَيْشُ بْنُ الأَشْعَرِ، وَكُرْزُ بْنُ جابِرٍ الْفِهْرِيُّ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي: «خَطْم الجَبَلِ» .
(3)
في رواية الأصيلي: «رسولِ اللهِ» .
(4)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «فقال» .
(5)
في رواية الأصيلي: «فقال» . قارن بما في الإرشاد.
(6)
بالصرف في رواية أبي ذر. (ب، ص)
(7)
في رواية الأصيلي: «فقال» .
(8)
في رواية أبي ذر: «ثم مرَّت» .
(9)
في (و) بتنوين الضمِّ، وفي (ب، ص): بضمَّة واحدة نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن).
(10)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «اليومَ» .
(11)
بهامش اليونينية: قال عياض: «ثم جاءت كتيبة هي أقل الكتائب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم» كذا لجميعهم، ورواه الحميدي في مختصره:«هي أجل الكتائب» من الجلالة، وهي أظهر، وقد يتجه ل «أقل» وجه وهي: أنها كانت كتيبة المهاجرين، وهم كانوا أقل عددًا من الأنصار، وقد ذُكر في الصحيح أن الكتائب تقدمت كتيبة كتيبة، وتقدَّم كتيبةُ الأنصار أيضًا، ولم تبق إلَّا كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصة المهاجرين والله أعلم. مختصر من المشارق. اهـ.
(12)
في رواية الأصيلي: «رسولِ الله» .
(13)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(14)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنِ الوليد رضي الله عنه» .
4281 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ على ناقَتِهِ، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ يُرَجِّعُ، وَقالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كَما رَجَّعَ.
4282 -
4283 - حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سَعْدانُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عن عَمْرِو بْنِ عُثْمانَ:
عَنْ أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قالَ زَمَنَ الْفَتْحِ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَهَلْ تَرَكَ لَنا عَقِيلٌ مِنْ مَنْزِلٍ؟!» . ثُمَّ قالَ: «لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكافِرَ، وَلَا يَرِثُ الْكافِرُ الْمُؤْمِنَ» .
⦗ص: 644⦘
قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَنْ
(2)
وَرِثَ أَبا طالِبٍ؟ قالَ: وَرِثَهُ عَقِيلٌ وَطالِبٌ.
قالَ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ فِي حَجَّتِهِ.
وَلَمْ يَقُلْ يُونُسُ: حَجَّتَهُ
(3)
، وَلَا زَمَنَ الْفَتْحِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «مَنْ» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «حَجَّتِهِ» .
4284 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: حَدَّثَنا
(1)
شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
قالَ
(3)
: «مَنْزِلُنا إِنْ شاءَ اللَّهُ إذا فَتَحَ اللَّهُ الْخَيْفُ
(4)
، حَيْثُ تَقاسَمُوا على الْكُفْرِ».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أخبَرَنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر وابن عساكر والأصيلي: «عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4285 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرادَ حُنَيْنًا: «مَنْزِلُنا غَدًا إِنْ شاءَ اللَّهُ، بِخَيْفِ بَنِي كِنانَةَ، حَيْثُ تَقاسَمُوا على الْكُفْرِ» .
4286 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جاءَ
(1)
رَجُلٌ فَقالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتارِ الْكَعْبَةِ. فَقالَ: «اقْتُلْهُ» قالَ مالِكٌ: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيما نُرَى -واللَّهُ أَعْلَمُ- يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «جاءه» .
4287 -
حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أَخْبَرَنا
(1)
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مئَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهُا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: «{جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [الإسراء: 81] {جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئ
(2)
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49]».
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «حدَّثنا» .
(2)
بإبدال الهمزةِ ياءً ساكنة وهو أحد الأوجه عن حمزة وهشام.
4288 -
حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ
(2)
: حدَّثني أَبِي: حَدَّثَنا
(3)
أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ، فَأَمَرَ بها فَأُخْرِجَتْ، فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ فِي أَيْدِيهِما مِنَ الأَزْلَامِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«قاتَلَهُمُ اللَّهُ، لقد عَلِمُوا ما اسْتَقْسَما بها قَطُّ» . ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَواحِي الْبَيْتِ، وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ.
تابَعَهُ مَعْمَرٌ، عن أَيُّوبَ.
وَقالَ
(4)
وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ،
(5)
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «حدَّثنا» .
(2)
في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .
(3)
في رواية ابن عساكر: «حدَّثني» . قارن بما في الإرشاد.
(4)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(5)
في رواية ابن عساكر زيادة: «عن ابن عباس» ، وهذه الزيادة خطأ، كما نبَّه في الفتح.
(49)
بابُ
(1)
دُخُولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4289 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ: أخبَرَني نافِعٌ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ على راحِلَتِهِ، مُرْدِفًا أُسامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، وَمَعَهُ عُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الْحَجَبَةِ، حَتَّى أَناخَ فِي الْمَسْجِدِ،
⦗ص: 646⦘
فَأَمَرَهُ أَنْ يَأتِيَ بِمِفْتاحِ الْبَيْتِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ
أُسامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَمَكَثَ فِيهِ
(1)
نَهارًا طَوِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ فاسْتَبَقَ النَّاسُ، فَكانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَراءَ الْبابِ قائِمًا، فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَشارَ لَهُ إلى الْمَكانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ؟
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» .
4290 -
حدَّثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خارِجَةَ: حدَّثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:
أَنَّ عائِشَةَ
(1)
رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عامَ الْفَتْحِ مِنْ كَداءٍ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ.
تابَعَهُ أَبُو أُسامَةَ وَوُهَيْبٌ فِي كَداءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن عائشة» .
4291 -
حدَّثنا
(1)
عُبَيْدُ بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عَنْ هِشامٍ، عن أَبِيهِ:
دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ مِنْ كَداءٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(50)
بابُ
(1)
مَنْزِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4292 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى:
ما أخبَرَنا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هانِئٍ، فَإِنَّها ذَكَرَتْ أَنَّهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ فِي بَيْتِها، ثُمَّ صَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، قالَتْ: لَمْ أَرَهُ صَلَّى صَلَاةً أَخَفَّ مِنْها، غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ.
(51)
بابٌ
4293 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:
⦗ص: 647⦘
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
(1)
فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» .
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقرأ» .
4294 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْياخِ بَدْرٍ، فقالَ بَعْضُهُمْ: لِمَ تُدْخِلُ هَذا الْفَتَى مَعَنا وَلَنا أَبْناءٌ مِثْلُهُ؟! فَقالَ: إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قالَ: فَدَعاهُمْ ذاتَ يَوْمٍ وَدَعانِي مَعَهُمْ، قالَ: وَما رُؤِيتُهُ
(1)
دَعانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي. فَقالَ: ما تَقُولُونَ
(2)
في
(3)
: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
(4)
} حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ؟ فقالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إذا نُصِرْنا وَفُتِحَ عَلَيْنا، وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي. أَوْلَمْ
(5)
يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا، فقالَ لِي: يا
(6)
ابْنَ عَبَّاسٍ، أَكَذاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَما تَقُولُ؟ قُلْتُ: هو أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَتْحُ مَكَّةَ، فَذاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ
(7)
: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} . قالَ عُمَرُ: ما أَعْلَمُ منها إِلَّا ما تَعْلَمُ.
(1)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويي والمُستملي: «أُرِيتُه» .
(2)
في رواية أبي ذر: «ما تقولوا» (ن، و، ق).
(3)
لفظة: «في» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وهي مهمشة فيهما.
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «{فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
لفظة: «يا» ليست في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي.
(7)
بهامش (ب، ص): الجيم ساكنة في اليونينية. اهـ.
4295 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: حدَّثنا اللَّيْثُ
(1)
، عن الْمَقْبُرِيِّ:
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ: أَنَّهُ قالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وهو يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى
مَكَّةَ: اِئْذَنْ لِي أَيُّها الأَمِيرُ، أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ يَوْمَ
(2)
الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنايَ وَوَعاهُ
⦗ص: 648⦘
قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ،
(3)
حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَها اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْها النَّاسُ، لَا يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بها دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بها شَجَرًا، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيها، فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّما أَذِنَ لِي
(4)
فِيها
(5)
ساعَةً مِنْ نَهارٍ، وَقَدْ عادَتْ حُرْمَتُها الْيَوْمَ كَحُرْمَتِها بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغائِبَ». فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: ماذا قالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قالَ: قالَ: أَنا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يا أَبا شُرَيْحٍ؛ إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عاصِيًا، وَلَا فارًّا بِدَمٍ، وَلَا فارًّا بِخَرْبَةٍ
(6)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «لَيْثٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «من يوم» .
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «إنه» .
(4)
في رواية أبي ذر: «له» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيه» .
(6)
في رواية أبي ذر زيادة: «قال أبو عبد الله: الخَرْبَةُ: البَلِيَّةُ» وبهامش اليونينية: بضم الخاء للأصيلي، وبالفتح لغيره، وصوبه بعضهم، قاله عياض.
4296 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ
(1)
، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عامَ الْفَتْحِ وهو بِمَكَّةَ: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «ليثٌ» .
(52)
بابُ
(1)
مقامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ
(1)
لفظة «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4297 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ -حَدَّثَنا
(1)
قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ- عن يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحاقَ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أَقَمْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا
(2)
نَقْصُرُ
(3)
الصَّلَاةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» . كتبت الواو بالحمرة.
(2)
في رواية أبي ذر: «عَشَرةً» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَقْصُرُ» .
4298 -
حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عاصِمٌ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَقامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
4299 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهابٍ، عن عاصِمٍ، عن عِكْرِمَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: أَقَمْنا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ تِسْعَ عَشْرَةَ نَقْصُرُ الصَّلَاةَ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَنَحْنُ نَقْصُرُ ما بَيْنَنا وَبَيْنَ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَإِذا زِدْنا أَتْمَمْنا.
(53)
بابٌ
4300 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، وَكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ وَجْهَهُ عامَ الْفَتْحِ.
4301 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشامٌ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُنَيْنٍ
(1)
أَبِي جَمِيلَةَ قالَ: أخبَرَنا وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قالَ: وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَخَرَجَ مَعَهُ عامَ الْفَتْحِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4302 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ
(1)
، قالَ: قالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: أَلَا تَلْقاهُ فَتَسْأَلَهُ؟ قالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَقالَ: كُنَّا بِماءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكانَ يَمُرُّ بِنا الرُّكْبانُ فَنَسْأَلُهُمْ: ما لِلنَّاسِ؟! ما
(2)
لِلنَّاسِ؟!
ما هَذا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، أَوْحَى إِلَيْهِ -أَوْ
(3)
: أَوْحَى اللَّهُ- بِكَذا
(4)
، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ
(5)
الْكَلَامَ، وَكَأَنَّما
(6)
يُغْرَى
(7)
فِي صَدْرِي، وَكانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ
⦗ص: 650⦘
وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فهو نَبِيٌّ صادِقٌ. فَلَمَّا كانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ، بادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: جِئْتُكُمْ واللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا. فَقالَ: «صَلُّوا صَلَاةَ كَذا فِي حِينِ كَذا، وَصَلُّوا صلاةَ
(8)
كَذا فِي حِينِ كَذا، فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا». فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي؛ لِما كُنْتُ أَتَلَقَّى
(9)
مِنَ الرُّكْبانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَنا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ، وَكانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، كُنْتُ إذا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فقالتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلَا تُغَطُّوا
(10)
عَنَّا اسْتَ قارِئِكُمْ؟! فاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَما فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «أو» ليست في رواية أبي ذر.
(4)
بهامش (ن) دون رقم: «كذا» . كتبت بالحمرة في (ن) ونسخة البقاعي، وعزيت في باقي الأصول إلى رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «ذاك» .
(6)
في رواية أبي ذر: «فكأنَّما» .
(7)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُقَرُّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«يُقرأ» .
(8)
لفظة: «صلاة» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
في رواية أبي ذر: «تُغَطُّونَ» .
4303 -
حدَّثني
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبرني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
(2)
، عن عائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: أخبرني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عائِشَةَ قالَتْ: كانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إلى أَخِيهِ سَعْدٍ أَنْ يَقْبِضَ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمعَةَ، وَقالَ عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ، أَخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمعَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ
(3)
صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ مَعَهُ عَبْدُ بْنُ زَمعَةَ، فقالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: هَذا ابْنُ أَخِي، عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ. قالَ
(4)
عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذا أَخِي، هَذا ابْنُ زَمْعَةَ، وُلِدَ على فِراشِهِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى ابْنِ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَإِذا أَشْبَهُ النَّاسِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هُوَ لَكَ، هو أَخُوكَ يا عَبْدَُ بْنَ زَمعَةَ» ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ على فِراشِهِ، وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«احْتَجِبِي منه يا سَوْدَةُ» ؛ لِما رَأَى مِنْ شَبَهِ
(5)
عُتْبَةَ بْنِ أَبِي
⦗ص: 651⦘
وَقَّاصٍ. قالَ ابْنُ شِهابٍ: قالَتْ عائِشَةُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَدُ لِلْفِراشِ وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ» . وَقالَ ابْنُ شِهابٍ: وَكانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِيحُ بِذَلِكَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في (و، ب، ص): «عن عروةَ بنِ الزُّبَيْرِ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4304 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ
(1)
:
أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها إلى أُسامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ. قالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسامَةُ
فيها تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!» قالَ أُسامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا كانَ الْعَشِيُّ قامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّما أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ: أَنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها» . ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُها، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُها بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ. قالَتْ عائِشَةُ: فَكانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حاجَتَها إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .
4305 -
4306 - حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا عاصِمٌ، عن أَبِي عُثْمانَ، قالَ:
حَدَّثَنِي مُجاشِعٌ قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَخِي بَعْدَ الْفَتْحِ، فقُلْتُ
(1)
: يا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبايِعَهُ على الْهِجْرَةِ. قالَ:«ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِما فِيها» . فَقُلْتُ: على أَيِّ شَيْءٍ تُبايِعُهُ؟ قالَ: «أُبايِعُهُ على الإِسْلَامِ والإِيمانِ والْجِهادِ» . فَلَقِيتُ أَبا مَعْبَدٍ
(2)
بَعْدُ، وَكانَ أَكْبَرَهُما، فَسَأَلْتُهُ فَقالَ: صَدَقَ مُجاشِعٌ.
(1)
في (و، ب، ص): «قلت» .
(2)
في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فلقيتُ معبدًا» .
4307 -
4308 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا الْفُضَيْلُ
(1)
بْنُ سُلَيْمانَ: حدَّثنا عاصِمٌ، عن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ:
عَنْ مُجاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ: انْطَلَقْتُ بِأَبِي مَعْبَدٍ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيُبايِعَهُ على الْهِجْرَةِ، قالَ:«مَضَتِ الْهِجْرَةُ لِأَهْلِها، أُبايِعُهُ على الإِسْلَامِ والْجِهادِ» . فَلَقِيتُ أَبا مَعْبَدٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: صَدَقَ مُجاشِعٌ.
وَقالَ خالِدٌ، عن أَبِي عُثْمانَ، عن مُجاشِعٍ: أَنَّهُ جاءَ بِأَخِيهِ مُجالِدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فُضيلٌ» .
4309 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُهاجِرَ إلى الشَّامِ، فقالَ
(1)
: لَا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهادٌ، فانْطَلِقْ فاعْرِضْ نَفْسَكَ، فَإِنْ وَجَدْتَ شَيْئًا وَإِلَّا رَجَعْتَ.
4310 -
وَقالَ النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ: سَمِعْتُ مُجاهِدًا: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ، فَقالَ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ -أَوْ: بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
4311 -
حدَّثني
(2)
إِسْحاقُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
(3)
: حدَّثني أَبُو عَمْرٍو الأَوْزاعِيُّ، عن عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبابَةَ، عن مُجاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كانَ يَقُولُ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ.
(1)
في (و، ب، ص): «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(3)
في (ب، ص) زيادة: «قال» .
4312 -
حدَّثنا إِسْحاقُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني الأَوْزاعِيُّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ أَبِي رَباحٍ قالَ:
زُرْتُ عائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَسَأَلَها عن الْهِجْرَةِ، فقالتْ: لَا هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كانَ الْمُؤْمِنُ
⦗ص: 653⦘
(1)
يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَخافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلَامَ، فالْمُؤْمِنُ
يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شاءَ، وَلَكِنْ جِهادٌ وَنِيَّةٌ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4313 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبرني حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ، فَهْيَ حَرامٌ بِحَرامِ اللَّهِ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ
(1)
لِي
(2)
إِلَّا ساعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُها، وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُها
(3)
، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاها، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلَّا لِمُنْشِدٍ». فقالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِلَّا الإِذْخِرَ يا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ منه لِلْقَيْنِ والْبُيُوتِ. فَسَكَتَ ثُمَّ قالَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ حَلَالٌ» . وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبرني عَبْدُ الْكَرِيمِ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ. بِمِثْلِ هَذا أَوْ نَحْوَ
(4)
هَذا.
رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تُحْلَلْ» بالبناء للمفعول.
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قطُّ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَجَرُها» .
(4)
في (ب، ص): «نحوِ» .
(54)
بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
(1)
فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 25 - 27]
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الترجمة.
4314 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بنُ هارُونَ: أخبَرَنا إِسْماعِيلُ: رَأَيْتُ بِيَدِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ضَرْبَةً، قالَ: ضُرِبْتُها مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ. قُلْتُ: شَهِدْتَ حُنَيْنًا؟ قالَ: قَبْلَ ذَلِكَ.
4315 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنا
(1)
سُفْيانُ، عن أَبِي إِسْحاقَ، قالَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه، وَجاءَهُ رَجُلٌ، فَقالَ: يا أَبا عُمارَةَ، أَتَوَلَّيْتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقالَ
(2)
: أَمَّا أَنا فَأَشْهَدُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ، وَلَكِنْ عَجِلَ سَرَعانُ الْقَوْمِ، فَرَشَقَتْهُمْ هَوازِنُ، وَأَبُو سُفْيانَ بْنُ الْحارِثِ آخِذٌ بِرَأسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضاءِ، يَقُولُ:«أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» .
4316 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
قِيلَ لِلْبَراءِ، وَأَنا أَسْمَعُ: أَوَلَّيْتُمْ مَعَ
(3)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقالَ: أَمَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَا، كانُوا رُماةً، فَقالَ:«أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4317 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
سَمِعَ الْبَراءَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ: أَفَرَرْتُمْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ فَقالَ: لَكِن
(1)
رَسُول اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، كانَتْ هَوازِنُ رُماةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلْنا
(3)
عَلَيْهِمِ انْكَشَفُوا، فَأَكْبَبْنا على الْغَنائمِ، فاسْتُقْبِلْنا بِالسِّهامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم على بَغْلَتِهِ الْبَيْضاءِ، وَإِنَّ أَبا سُفْيانَ
(5)
آخِذٌ بِزِمامِها، وهو يَقُولُ:«أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ» .
⦗ص: 655⦘
قالَ إِسْرائِيلُ وَزُهَيْرٌ: نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن بَغْلَتِهِ.
(1)
أهمل ضبطها في الأصول كلها، وبهامش (ب، ص): النون ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.
(2)
ضُبطت لفظة «رَسُول» بكسر اللام وفتحها، وعزيت رواية:«لكنْ رسولُ اللهِ» في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر.
(3)
بهامش (ب، ص): الميم من «حملنا» في اليونينية مكسورة. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الحارث» .
4318 -
4319 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني لَيْثٌ
(1)
: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهابٍ -وحدثني إِسْحاقُ:
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهابٍ: قالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهابٍ: - وَزَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ مَرْوانَ والْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَراهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ حِينَ جاءَهُ وَفْدُ هَوازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَسَبْيَهُمْ، فقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَعِيْ مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فاخْتارُوا إِحْدَى الطَّائفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمالَ
(2)
، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ
(3)
». وَكانَ أَنْظَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ رادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قالُوا: فَإِنَّا نَخْتارُ سَبْيَنا. فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى على اللَّهِ بِما هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوانَكُمْ قَدْ جاؤونا تائبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ على حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ ما يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنا فَلْيَفْعَلْ» . فقالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنا
(4)
ذَلِكَ يا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنا عُرَفاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ» . فَرَجَعَ النَّاسُ، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفاؤُهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا
(5)
. هَذا الَّذِي بَلَغَنِي عن سَبْيِ هَوازِنَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «الليث» .
(2)
في رواية أبي ذر: «إما المالَ وإما السَّبيَ» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لكم» .
(4)
رسمت الياء والباء من «طيَّبنا» بالحمرة في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا صورتها في اليونينية. اهـ.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4320 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ: أَنَّ ابنَ عُمَرَ
(1)
قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ.
⦗ص: 656⦘
حدثني
(2)
مُحَمَّدُ بْنُ مُقاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا قَفَلْنا مِنْ حُنَيْنٍ، سَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن نَذْرٍ كانَ نَذَرَهُ فِي الْجاهِلِيَّةِ، اعْتِكاف
(3)
، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِوَفائِهِ.
وَقالَ بَعْضُهُمْ: حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ.
وَرَواهُ جَرِيرُ بْنُ حازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن أَيُّوبَ، عن نافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في اليونينية: «أن ابن عمر» وضرب على «ابن» بالحمرة، وحذفها هو الصواب، وهو المثبت في نسخة البقاعي والإرشاد.
(2)
في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بالجر والنصب: «اعتكافٍ» ، و «اعتكافً» هكذا، وصحَّح عليها، وفي رواية أبي ذر:«اعتكافٌ» بالرفع.
4321 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عن أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتادَةَ:
عَنْ أَبِي قَتادَةَ قالَ: خَرَجْنا مَعَ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم عامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنا كانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَضَرَبْتُهُ مِنْ وَرائِهِ على حَبْلِ عاتِقِهِ بِالسَّيْفِ
(2)
فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ، وَأَقْبَلَ
(3)
عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ منها رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ
(4)
فَقُلْتُ: ما بالُ النَّاسِ؟ قالَ: أَمْرُ اللَّهِ عز وجل. ثُمَّ رَجَعُوا، وَجَلَسَ
(5)
النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، قالَ: ثُمَّ قالَ
(6)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ
(7)
، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي، ثُمَّ جَلَسْتُ،
⦗ص: 657⦘
قالَ: ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، فَقُمْتُ، فَقالَ:«ما لَكَ يا أَبا قَتادَةَ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فقالَ رَجُلٌ: صَدَقَ، وَسَلَبُهُ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنِّي
(8)
. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: لَاها اللَّهِ إِذًا، لَا يَعْمِدُ إلى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقاتِلُ عن اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(9)
فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ
(10)
. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ، فَأَعْطِهِ» . فَأَعْطانِيهِ، فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ
(11)
لَأَوَّلُ مالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .
(2)
في رواية أبي ذر: «بسيفٍ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «فأقبل» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الخطاب» .
(5)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَجَلَسَ» .
(6)
في رواية أبي ذر: «قال: فقال» .
(7)
قوله: «فقمت» ليس في رواية أبي ذر.
(8)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «منه» .
(9)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(10)
بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحُميدي الأندلسي: سمعتُ بعضَ أهل العلم فيما مضى من الزمان وقد أجري ذِكرُ هذا الحديث فقال: لو لم يكن من فضيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلا هذا؛ فإنه بثاقب علمه وشدة صرامته وقوة إنصافه وصحة توفيقه وصدق تحقيقه بادر إلى القول بالحق، فزجر وأفتى وحكم وأمضى وأخبر في الشريعة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بحضرته وبين يديه بما صدَّقه فيه وأجراه على قوله وهذا من خصائصه الكبرى، إلى ما لا يحصى من فضائله الأخرى. اهـ.
(11)
في رواية أبي ذر: «وإنه» .
4322 -
وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عن أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتادَةَ:
أَنَّ أَبا قَتادَةَ قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ حُنَيْنٍ نَظَرْتُ إلى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقاتِلُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَآخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ مِنْ وَرائِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إلى الَّذِي يَخْتِلُهُ، فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي، وَأَضْرِبُ
(1)
يَدَهُ فَقَطَعْتُها، ثُمَّ أَخَذَنِي فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا حَتَّى تَخَوَّفْتُ، ثُمَّ تَرَكَ، فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذا
(2)
بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ
(3)
: ما شَأنُ النَّاسِ؟ قالَ: أَمْرُ اللَّهِ. ثُمَّ تَراجَعَ النَّاسُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ أَقامَ بَيِّنَةً على قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقُمْتُ لِأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً على قَتِيلِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسائِهِ:
⦗ص: 658⦘
سِلَاحُ هَذا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ
(4)
عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَا، لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ
(5)
مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعُ أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ، يُقاتِلُ عن اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: فَقامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ إِلَيَّ، فاشْتَرَيْتُ منه خِرافًا، فَكانَ أَوَّلَ مالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الإِسْلَامِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فأضرب» .
(2)
صحَّح هنا في اليونينيَّة.
(3)
في (و، ب، ص) زيادة: «لَهُ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ذكره» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أُضَيْبِعَ» . وبهامش اليونينية: قال [في (ب، ص) زيادة: الإمام] الحافظ أبو ذر الهروي رحمه الله: يقال: أُصَيْبِعَ: بالعين المهملة والصاد المهملة، وأُصَيْبِغَ: بالصاد المهملة والغين المعجمة، وأُضَيْبِعَ: بالضاد المعجمة والعين المهملة، روي كل ذلك. اهـ.
(55)
بابُ
(1)
غَزاةِ أَوْطاسٍ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4323 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبا عامِرٍ على جَيْشٍ إلى أَوْطاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحابَهُ، قالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عامِرٍ، فَرُمِيَ أَبُو عامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَماهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يا عَمِّ مَنْ رَماكَ؟ فَأَشارَ إلى أَبِي مُوسَى فَقالَ: ذاكَ قاتِلِي الَّذِي رَمانِي. فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى، فاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحِي
(2)
؟!
أَلَا تَثْبُتُ؟! فَكَفَّ، فاخْتَلَفْنا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صاحِبَكَ. قالَ: فانْزِعْ هَذا السَّهْمَ. فَنَزَعْتُهُ فَنَزا منه الْماءُ. قالَ: يا ابْنَ أَخِي أَقْرِئِ
(3)
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. واسْتَخْلَفَنِي أَبُو عامِرٍ على النَّاسِ، فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ ماتَ، فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ على سَرِيرٍ مُرْمَلٍ
(4)
وَعَلَيْهِ فِراشٌ، قَدْ أَثَّرَ رِمالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنا وَخَبَرِ أَبِي عامِرٍ، وَقالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي. فَدَعا بِماءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عامِرٍ» .
⦗ص: 659⦘
وَرَأَيْتُ بَياضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ
(5)
النَّاسِ». فَقُلْتُ: وَلِي فاسْتَغْفِرْ. فَقالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ مُدْخَلًا كَرِيْمًا» . قالَ أَبُو بُرْدَةَ: إِحْداهُما لِأَبِي عامِرٍ، والأُخْرَى لِأَبِي مُوسَى.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَسْتَحْيِي» .
(3)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَقْرِي» .
(4)
في رواية أبي ذر: «مُرَمَّلٍ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «ومِنَ» .
(56)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ الطَّائِفِ
فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمانٍ، قالَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4324 -
حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعَ سُفْيانَ: حدَّثنا هِشامٌ، عن أَبِيهِ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ
(1)
أَبِي سَلَمَةَ:
عَنْ أُمِّها أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَسَمِعْتُهُ
(2)
يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ
(3)
: يا عَبْدَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ؛ فَإِنَّها تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمانٍ. وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ
(4)
». قالَ
(5)
ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: الْمُخَنَّثُ: هِيتٌ.
حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن هِشامٍ بِهَذا، وَزادَ: وهو مُحاصِرٌ الطَّائفَ
(6)
يَوْمَئِذٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بنتِ» .
(2)
في رواية الأصيلي: «فَسَمِعَه» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لعبد الله بنِ أبي أمية» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليكم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(6)
هكذا ضُبطت في (ن، ق) ونسخة البقاعي، وضُبطت في (و):«محاصرُ الطايف» بإهمال ضبط «الطايف» ، وفي (ب):«محاصرٌ الطايفَ» و «محاصرُ الطايفَ» ، وفي (ص):«محاصرُ» و «محاصرٌ» و «الطايف» بالكسر والفتح.
4325 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الأَعْمَى:
⦗ص: 660⦘
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
(1)
قالَ: لَمَّا حاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّائفَ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا، قالَ:«إِنَّا قافِلُونَ إِنْ شاءَ اللَّهُ» . فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ، وَقالُوا
(2)
: نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ؟! وَقالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ. فَقالَ: «اغْدُوا على الْقِتالِ» . فَغَدَوْا فَأَصابَهُمْ جِراحٌ، فَقالَ:«إِنَّا قافِلُونَ غَدًا إِنْ شاءَ اللَّهُ» . فَأَعْجَبَهُمْ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ سُفْيانُ مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ.
قالَ: قالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيانُ الْخَبَرَ كُلَّهُ.
(3)
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ» ، وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض: وفي باب غزوة الطائف: «سفيان عن عمرو عن أبي العباس الشاعر عن عبد الله بن عمرو قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف» كذا لرواة مسلم: ابن سفيان والجرجاني والنسفي والحَمُّويي، في حديث الطائف وفي باب التبسم والضحك، يعني من كتاب الأدب. وكانت الواو هنا عند أبي أحمد ملحقة، وعند ابن ماهان والمروزي وأبي الهيثم والبلخي:«عن عبد الله بن عمر» قال لنا القاضي الصدفي: وهو الصواب. وكذا ذكره البخاري في موضع آخر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وحكى ابن أبي شيبة في مصنفه فيه عن سفيان الوجهين، قال المروزي: ابن عمر في أصل الفربري، قال البرقاني والدارقطني: هو الصواب. وكذا أخرجه [في (ب، ص): خرَّجه] الدِّمشقي، وكذلك اختلف فيه في كتاب التوحيد، في آخر باب المشيئة والإرادة، فعند الجرجاني:«ابن عمرو» مصححٌ، ولغيره:«ابن عمر» . قال [زاد في (ب، ص): شيخنا] الحافظ [زاد في (ب، ص): شرف الدين] أبو الحسين اليونيني رحمه الله [في (ب، ص): مدَّ اللهُ في عمره]: ورأيتُ في نسخة من أصل سماعي مسموعةٍ على أبي الوقت [زاد في (ب، ص): غير مرة] بقراءة جماعة من الحفاظ، منهم الإمام الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور ابن السَّمعاني، قال في الحاشية قبال عمرو أو عمر: للحمويي وأبي الهيثم: «عن عبد الله بن عمرو» ، ولأبي إسحاق:«عن عبد الله بن عمر» وهو الصواب. اهـ.
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالخَبَرِ كُلِّهِ» .
4326 -
4327 - حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عاصِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا عُثْمان:
سَمِعْتُ سَعْدًا -وهو أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- وَأَبا بَكْرَةَ -وَكانَ تَسَوَّرَ حِصْنَ
⦗ص: 661⦘
الطَّائِفِ فِي أُناسٍ، فَجاءَ
(2)
إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَا: سَمِعْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إلى غَيْرِ أَبِيهِ وهو يَعْلَمُ، فالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرامٌ» .
-وَقالَ
هِشامٌ: وَأخبَرَنا
(3)
مَعْمَرٌ، عن عاصِمٍ، عن أَبِي الْعالِيَةِ أَوْ أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ قالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبا بَكْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ عاصِمٌ: قُلْتُ: لقد شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ حَسْبُكَ بِهِما. قالَ: أَجَلْ؛ أَمَّا أَحَدُهُما فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَنَزَلَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائفِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «فجاءا» بالتثنية.
(3)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» من غير عطف.
4328 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو نازِلٌ بِالْجِعِرَّانَةِ
(2)
بَيْنَ مَكَّةَ والْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرابِيٌّ فَقالَ: أَلَا تُنْجِزُ لِي ما وَعَدْتَنِي؟! فقالَ لَهُ: «أَبْشِرْ» . فَقالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ. فَأَقْبَلَ على أَبِي مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبانِ، فَقالَ: «رَدَّ الْبُشْرَى، فاقْبَلا
(3)
أَنْتُما». قالَا: قَبِلْنا. ثُمَّ دَعا بِقَدَحٍ فِيهِ ماءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قالَ:«اشْرَبا مِنْهُ، وَأَفْرِغا على وُجُوهِكُما وَنُحُورِكُما وَأَبْشِرا» . فَأَخَذا الْقَدَحَ فَفَعَلَا، فَنادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَراءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلَا لِأُمِّكُما. فَأَفْضَلَا لَها منه طائفَةً.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «بِالْجِعْرَانَةِ» بالتخفيف.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4329 -
حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ
(1)
: أخبرني عَطاءٌ: أَنَّ صَفْوانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ
(2)
:
أَنَّ يَعْلَى كانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قالَ: فَبَيْنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 662⦘
بِالْجِعْرَانَةِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، مَعَهُ فِيهِ ناسٌ مِنْ أَصْحابِهِ، إِذْ جاءَهُ أَعْرابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ، مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ بَعْدَما تَضَمَّخَ بِالطِّيبِ
(3)
؟ فَأَشارَ عُمَرُ إلى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ: تَعالَ. فَجاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأسَهُ، فَإِذا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، يَغِطُّ كَذَلِكَ ساعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقالَ:«أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عن الْعُمْرَةِ آنِفًا؟» . فالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ، فَقالَ:«أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فانْزِعْها، ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَما تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ» .
(1)
زاد في (ب، ص): «قال» .
(2)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، في رواية غيره:«أخبر» (ب، ص)، ورواية غير أبي ذر هي المثبتة في متنهما.
(3)
في رواية أبي ذر: «بِطيبٍ» .
4330 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عاصِمٍ، قالَ: لَمَّا أَفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَسَمَ فِي النَّاسِ
(2)
فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا
(3)
إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ ما أَصابَ النَّاسَ
(4)
، فَخَطَبَهُمْ فَقالَ: «يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَداكُمُ اللَّهُ
بِي؟! وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِيْنَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟! وَعالَةً
(5)
فَأَغْناكُمُ اللَّهُ بِي؟!». كُلَّما قالَ شَيْئًا قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قالَ: «ما يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ
(6)
؟!». قالَ
(7)
: كُلَّما قالَ شَيْئًا قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قالَ: «لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنا كَذا وَكَذا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاهِ
(8)
والْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ
(9)
إلى رِحالِكُمْ؟! لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا
⦗ص: 663⦘
وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وادِيَ الأَنْصارِ وَشِعْبَها، الأَنْصارُ شِعارٌ والنَّاسُ دِثارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً
(10)
، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْضِ».
(1)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر و الحَمُّويي والمُستملي: «فَكَأَنَّهُمْ وُجُدٌ» .
(4)
في رواية أبي ذر زيادة: «أو كأنهم وجَدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناسَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «وكنتم عالةً» .
(6)
في (ب، ص) زيادة: «صلى الله عليه وسلم» ، ورمز لعدم وجودها في رواية أبي ذر.
(7)
لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.
(8)
في (و، ب، ص): «بالشاةِ» .
(9)
في (ب، ص) زيادة: «صلى الله عليه وسلم» ، ورمز لعدم وجودها في رواية أبي ذر
(10)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُثْرَةً» .
4331 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ
(1)
:
أخبَرَني
(2)
أَنَسُ بْنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: قالَ ناسٌ مِنَ الأَنْصارِ، حِينَ أَفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
(3)
ما أَفاءَ مِنْ أَمْوالِ هَوازِنَ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي رِجالًا الْمِئَةَ مِنَ الإِبِلِ، فقالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(4)
يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنا، وَسُيُوفُنا تَقْطُرُ مِنْ دِمائِهِمْ؟! قالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إلى الأَنْصارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟!» فقالَ فُقَهاءُ الأَنْصارِ: أَمَّا رُؤَساؤُنا يا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا ناسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنانُهُمْ فقالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(5)
يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنا، وَسُيُوفُنا تَقْطُرُ مِنْ دِمائِهِمْ؟! فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَإِنِّي أُعْطِي رِجالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ، أَما تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوالِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رِحالِكُمْ؟! فَواللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ» . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينا. فقالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَتَجِدُونَ
(6)
أُثْرَةً شَدِيدَةً، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم
(7)
- فَإِنِّي على الْحَوْضِ». قالَ أَنَسٌ: فَلَمْ يَصْبِرُوا.
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قال» .
(2)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(4)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(5)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فتجدون» .
(7)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
4332 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي التَّيَّاحِ:
⦗ص: 664⦘
عَنْ أَنَسٍ، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ فَتْحِ مَكَّةَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
غَنائِمَ بَيْنَ
(1)
قُرَيْشٍ، فَغَضِبَتِ الأَنْصارُ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَما تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ؟!» صلى الله عليه وسلم
(2)
، قالُوا: بَلَى. قالَ: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأَنْصارِ أَوْ شِعْبَهُمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» .
(2)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
4333 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَزْهَرُ، عن ابْنِ عَوْنٍ: أَنْبَأَنا هِشامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَ
(1)
حُنَيْنٍ، الْتَقَى هَوازِنُ وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ والطُّلَقاءُ، فَأَدْبَرُوا، قالَ:«يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ» . قالُوا: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ
(2)
نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَنا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . فانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقاءَ والْمُهاجِرِينَ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصارَ شَيْئًا، فقالُوا، فَدَعاهُمْ فَأَدْخَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقالَ: «أَما تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاهِ
(3)
والْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ؟!» صلى الله عليه وسلم،
(4)
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصارُ شِعْبًا، لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأَنْصارِ» .
(1)
ضبطت في (ق) بالرفع فقط، وفي (ب، ص) بالرفع والنصب معًا.
(2)
لفظة: «لبيك» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في (ب، ص): «بالشاةِ» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4334 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتادَةَ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(1)
رضي الله عنه، قالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ناسًا مِنَ الأَنْصارِ فَقالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ
(2)
وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَما تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم
(3)
- إلى بُيُوتِكُمْ؟!». قالُوا: بَلَى. قالَ: «لَوْ سَلَكَ
⦗ص: 665⦘
النَّاسُ وادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وادِيَ الأَنْصارِ، أَوْ شِعْبَ الأَنْصارِ».
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أُجِيْزَهُمْ» .
(3)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
4335 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وائلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ، قالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصارِ: ما أَرادَ بها وَجْهَ اللَّهِ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قالَ:«رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى، لقد أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذا فَصَبَرَ» .
4336 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وائِلٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ناسًا، أَعْطَى الأَقْرَعَ مِئَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى ناسًا، فقالَ رَجُلٌ: ما أُرِيدَ بِهَذِهِ الْقِسْمَةِ وَجْهُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: لَأُخْبِرَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذا فَصَبَرَ» .
4337 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُعاذُ بْنُ مُعاذٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن هِشامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ
(1)
:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا كانَ يَوْمَُ حُنَيْنٍ، أَقْبَلَتْ هَوازِنُ وَغَطَفانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ، وَمِنَ الطُّلَقاءِ
(2)
، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنادَى يَوْمَئِذٍ نِداءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُما، الْتَفَتَ عن يَمِينِهِ فَقالَ:«يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ» . قالُوا: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ عن يَسارِهِ فَقالَ:«يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ» . قالُوا: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. وهو على بَغْلَةٍ بَيْضاءَ فَنَزَلَ فَقالَ:«أَنا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . فانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَصابَ
(3)
يَوْمَئِذٍ غَنائمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهاجِرِينَ والطُّلَقاءِ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصارَ شَيْئًا، فقالتْ الأَنْصارُ: إذا كانَتْ شَدِيدَةٌ
(4)
فَنَحْنُ نُدْعَى، وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ
(5)
غَيْرُنا؟!
⦗ص: 666⦘
فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ فَقالَ: «يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ، ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ
(6)
؟!» فَسَكَتُوا، فَقالَ: «يا مَعْشَرَ الأَنْصارِ، أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(7)
- تَحُوزُونَهُ إلى بُيُوتِكُمْ؟!» قالُوا: بَلَى. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصارُ شِعْبًا، لَأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصارِ» . فقالَ هِشامٌ: يا أَبا حَمْزَةَ
(8)
، وَأَنْتَ شاهِدٌ ذاكَ
(9)
؟ قالَ: وَأَيْنَ أَغِيبُ عَنْهُ؟!
(1)
قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
في رواية أبي ذر: «عشرة آلاف من الطلقاء» (ب، ص) وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عشرة آلاف والطلقاءُ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأصاب» .
(4)
في رواية أبي ذر: «شديدةً» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
لفظة: «عنكم» ليست في رواية أبي ذر.
(7)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (و، ب، ص)
(8)
في رواية أبي ذر: «وقال هشام: قلتُ: يا أبا حمزة» .
(9)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ذلك» .
(57)
بابُ السَّرِيَّةِ الَّتِي قِبَلَ نَجْدٍ
4338 -
حدَّثنا أَبُو النُّعْمانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن نافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فَكُنْتُ فِيها، فَبَلَغَتْ سِهامُنا
(1)
اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلْنا بَعِيرًا بَعِيرًا، فَرَجَعْنا
(2)
بِثَلَاثَةَ عَشَرَ بَعِيرًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «سُهْمانُنا» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فرجعتُ» .
(58)
بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إلى بَنِي جَذِيمَةَ
4339 -
حدَّثني
(1)
مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ -وَحَدَّثَنِي نُعَيْمٌ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ- عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إلى بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعاهُمْ إلى الإِسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنا صَبَأْنا. فَجَعَلَ خالِدٌ يَقْتُلُ منهم
(2)
وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إلى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا
⦗ص: 667⦘
أَسِيرَهُ، حَتَّى إذا كانَ يَوْمٌ أَمَرَ خالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ
(3)
مِنَّا أَسِيرَهُ.
فَقُلْتُ: واللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحابِي أَسِيرَهُ. حَتَّى قَدِمْنا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْناهُ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(4)
يَدَهُ
(5)
فَقالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خالِدٌ» . مَرَّتَيْنِ.
(6)
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
لفظة: «منهم» ليست في نسخة (ب، ص) وعزا في (ن، ق) عدم وجودها إلى رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كلُّ إنسانٍ» .
(4)
قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ص)، والذي في (ب) أن لفظة:«النَّبيُّ» فقط ليست عنده.
(5)
في رواية أبي ذر: «يَدَيْهِ» .
(6)
بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله.
(59)
سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ حُذافَةَ السَّهْمِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ
(1)
الْمُدْلِجِيِّ
وَيُقالُ: إِنَّها سَرِيَّةُ الأَنْصارِيِّ
(2)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش دون رقم:«مُحْرِز» (ن)، كتبت بالحمرة، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية أيضًا نقلًا عن عياض:«مُجَزِّز المُدْلِجي» بكسر الزاي وشدِّها، قيَّده ابن ماكولا وغيره، وذكر الدارقطني وعبد الغني عن ابن جُريج أنه قال فيه:«مُجَزَّز [كذا في الأصول، والذي في المشارق: مُحْرِز، مضبوطًا بالحروف]» قاله الجياني وأبو عُمر، والذي قيَّدناه عن القاضي الصدفي عنهما فيما ذكراه عن ابن جُريج: أنه إنما كان يقول فيه: «مُجَزَّز» بفتح الزاي، وقال عبد الغني: الكسر الصواب؛ لأنه جزَّ نواصي أُسارى من العرب، وابنه علقمة بن مُجَزِّز، وقيَّده الدارقطني بالفتح، ولم يذكر أنه ابنه، وإنما ذكره على أنهما رجلان، وهو ابنه بلا شك، وفي المغازي من البخاري:«علقمة بن مُحْرِز» كذا لكافة الرواة، وكذا قيَّده ابن السكن والحَمُّويي والمُستملي والأصيلي والنسفي، وفي رواية عنه - وقيَّده بعضهم عن القابسي - على الصواب:«مُجَزَّز» ، بالجيم وزايين، وكذا قاله عبد الغني وابن ماكولا، لكنَّا ضبطناه من كتاب الصدفي: في كتاب المؤتلف للدارقطني بفتح الزاي. وضبطه ابن ماكولا بكسرها وهو الصواب. اهـ.
(2)
في رواية غير أبي ذر: «الأنصارِ»
4340 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فاسْتَعْمَلَ
(1)
رَجُلًا مِنَ الأَنْصارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقالَ
(2)
: أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟ قالُوا: بَلَى. قالَ: فاجْمَعُوا
⦗ص: 668⦘
لِي حَطَبًا. فَجَمَعُوا، فَقالَ: أَوْقِدُوا نارًا. فَأَوْقَدُوها، فَقالَ: ادْخُلُوها. فَهَمُّوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ! فَما زالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«لَوْ دَخَلُوها ما خَرَجُوا منها إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «واستعمل» .
(2)
في رواية أبي ذر: «قال» .
(60)
بَعْثُ أَبِي مُوسَى وَمُعاذٍ
(1)
إلى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَداعِ
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ جبل رضي الله عنهما» .
4341 -
4342 - حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبا مُوسَى وَمُعاذَ بْنَ جَبَلٍ إلى الْيَمَنِ، قالَ: وَبَعَثَ كُلَّ واحِدٍ منهما على مِخْلَافٍ -قالَ: والْيَمَنُ مِخْلَافانِ- ثُمَّ قالَ: «يَسِّرا وَلَا تُعَسِّرا، وَبَشِّرا وَلَا تُنَفِّرا» . فانْطَلَقَ كُلُّ واحِدٍ منهما إلى عَمَلِهِ. قالَ
(1)
: وَكانَ كُلُّ واحِدٍ منهما إذا سارَ فِي أَرْضِهِ كانَ قَرِيبًا مِنْ صاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَسارَ مُعاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صاحِبِهِ أَبِي مُوسَى، فَجاءَ يَسِيرُ على بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، وَإِذا
(2)
هو جالِسٌ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَإِذا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَداهُ إلى عُنُقِهِ، فقالَ لَهُ مُعاذٌ: يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَيَّمَ
(3)
هَذا؟ قالَ: هَذا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ. قالَ: لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ. قالَ: إِنَّما جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فانْزِلْ. قالَ: ما أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ. فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا. قالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يا مُعاذُ؟ قالَ: أَنامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ ما كَتَبَ اللَّهُ لِي، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَما أَحْتَسِبُ
(4)
قَوْمَتِي.
(1)
كتبت لفظة «قال» في (ب، ص) بين الأسطر دون علامة تصحيح، نقلًا عن اليونينية.
(2)
في رواية أبي ذر: «فإذا» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«أيُّمَ» بضم الياء.
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فاحْتَسَبْتُ نومتي كما احتسبتُ» .
4343 -
حدَّثني
(1)
إِسْحاقُ: حدَّثنا خالِدٌ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ
إلى الْيَمَنِ، فَسَأَلَهُ عن أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِها، فَقالَ:«وَما هِيَ؟» قالَ: الْبِتْعُ والْمِزْرُ. فَقُلْتُ لِأَبِي بُرْدَةَ: ما الْبِتْعُ؟ قالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، والْمِزْرُ: نَبِيذُ الشَّعِيرِ. فَقالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ» .
رَواهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ الْواحِدِ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن أَبِي بُرْدَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
4344 -
4345 - حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قالَ:
بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَدَّهُ أَبا مُوسَى وَمُعاذًا إلى الْيَمَنِ، فَقالَ:«يَسِّرا وَلَا تُعَسِّرا، وَبَشِّرا وَلَا تُنَفِّرا، وَتَطاوَعا» . فقالَ أَبُو مُوسَى: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنا بها شَرابٌ مِنَ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ، وَشَرابٌ مِنَ الْعَسَلِ الْبِتْعُ. فَقالَ:«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ» . فانْطَلَقا، فقالَ مُعاذٌ لِأَبِي مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قالَ: قائِمًا وَقاعِدًا وَعَلَى راحِلَتِهِ
(1)
، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا. قالَ: أَمَّا أَنا فَأَنامُ وَأَقُومُ
(2)
، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَما أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. وَضَرَبَ فُسْطاطًا، فَجَعَلَا يَتَزاوَرانِ، فَزارَ مُعاذٌ أَبا مُوسَى، فَإِذا رَجُلٌ مُوثَقٌ، فَقالَ:
ما هَذا؟ فقالَ أَبُو مُوسَى: يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ. فقالَ مُعاذٌ: لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ.
تابَعَهُ الْعَقَدِيُّ وَوَهْبٌ
(3)
، عن شُعْبَةَ.
وَقالَ وَكِيعٌ والنَّضْرُ وَأَبُو داوُدَ، عن شُعْبَةَ، عن سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(4)
.
⦗ص: 670⦘
رَواهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عن الشَّيْبانِيِّ، عن أَبِي بُرْدَةَ
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «راحِلَتِي» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ والحَمُّويي: «فأقوم وأنام» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وَوُهَيْبٌ» .
(4)
قوله: «وقال وكيع
…
إلى آخره» ثابت في رواية المُستملي أيضًا.
(5)
قوله: «رواه جرير .. إلى آخره» ليس في رواية أبي ذر.
4346 -
حدَّثني عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ
(1)
: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ، عن أَيُّوبَ بْنِ عائِذٍ: حدَّثنا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، قالَ: سَمِعْتُ طارِقَ بْنَ شِهابٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ
(2)
رضي الله عنه قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أَرْضِ قَوْمِي، فَجِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنِيخٌ بِالأَبْطَحِ، فَقالَ:«أَحَجَجْتَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» قالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ إِهْلَالًا
(3)
كَإِهْلَالِكَ. قالَ: «فَهَلْ سُقْتَ مَعَكَ هَدْيًا؟» قُلْتُ: لَمْ أَسُقْ. قالَ: «فَطُفْ بِالْبَيْتِ، واسْعَ بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ» . فَفَعَلْتُ، حَتَّى مَشَطَتْ لِي امْرَأَةٌ مِنْ نِساءِ بَنِي قَيْسٍ، وَمَكُثْنا بِذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ.
(1)
في نسخة عن أبي ذر: «حدَّثني عباسٌ هو النَّرْسيُّ» .
(2)
قوله: «الأشعري» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إهلالٌ» .
4347 -
حدَّثني حِبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عن زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحاقَ، عن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عن أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ: «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ
(1)
، فَإِذا جِئْتَهُمْ فادْعُهُمْ إلى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
فَإِنْ هُمْ طاعُوا
(2)
لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طاعُوا
(3)
لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ
(4)
صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيائِهِمْ، فَتُرَدُّ على فُقَرائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طاعُوا
(5)
لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرائِمَ أَمْوالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ
⦗ص: 671⦘
الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ
(6)
وَبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ».
قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: {طَوَّعَتْ} [المائدة: 30] طاعَتْ، وَأَطاعَتْ لُغَةٌ، طِعْتُ وَطُعْتُ وَأَطَعْتُ
(7)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أطاعُوا» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أطاعُوا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «عليهم» .
(5)
في رواية أبي ذر: «أطاعُوا» .
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(7)
قوله: «قال أبو عبد الله .. إلى آخره» ليس في رواية أبي ذر.
4348 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابِتٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: أَنَّ مُعاذًا رضي الله عنه لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ، صَلَّى بِهِمِ الصُّبْحَ فَقَرَأَ:{وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125] فقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: لقد قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْراهِيمَ.
زادَ مُعاذٌ، عن شُعْبَةَ، عن حَبِيبٍ، عن سَعِيدٍ، عن عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعاذًا إلى الْيَمَنِ، فَقَرَأَ مُعاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّساءِ، فَلَمَّا قالَ:{وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125] قالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ: قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْراهِيمَ.
(61)
بَعْثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عليه السلام، وَخالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه إلى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَداعِ
4349 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ عُثْمانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحاقَ بْنِ أَبِي إِسْحاقَ: حدَّثني أَبِي، عن أَبِي إِسْحاقَ:
سَمِعْتُ الْبَراءَ رضي الله عنه: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ خالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إلى الْيَمَنِ، قالَ: ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكانَهُ، فَقالَ:«مُرْ أَصْحابَ خالِدٍ، مَنْ شاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ، وَمَنْ شاءَ فَلْيُقْبِلْ» . فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ، قالَ: فَغَنِمْتُ أَواقٍ
(1)
ذَواتِ عَدَدٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «أواقِيَّ» .
4350 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبادَةَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ:
عن أَبِيهِ
(1)
قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا إلى خالِدٍ لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا
(2)
وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ لِخالِدٍ: أَلَا تَرَى إلى هَذا؟! فَلَمَّا قَدِمْنا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ:«يا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «لَا تُبْغِضْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» .
(1)
في (ب، ص) بين الأسطر زيادة: «رضي الله عنه» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قال الحافظ أبو ذر: إنما أبغض عليًا عليه السلام لأنه رآه أخذ من المغنم، فظن أنه غلَّ، فلما أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أقل من حقه أحبه رضي الله عنهم أجمعين. اهـ.
4351 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْواحِدِ، عن عُمارَةَ بْنِ الْقَعْقاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، قالَ:
سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ
(1)
رضي الله عنه إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ
(2)
، لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرابِها. قالَ: فَقَسَمَها بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ، وَزَيْدِ الْخَيْلِ، والرَّابِعُ: إِمَّا عَلْقَمَةُ، وَإِمَّا عامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فقالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذا مِنْ هَؤُلَاءِ! قالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَلا تَأْمَنُونِي وَأَنا أَمِينُ مَنْ فِي السَّماءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّماءِ صَباحًا وَمَساءً؟!» . قالَ: فَقامَ رَجُلٌ غائرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، ناشِزُ الْجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإِزارِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ. قالَ: «وَيْلَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ؟!» . قالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ. قالَ خالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قالَ:«لَا؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي» . فقالَ خالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسانِهِ ما لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ أَنْ أَنْقُبَ
(3)
⦗ص: 673⦘
قُلُوبَ
(4)
النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ». قالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وهو مُقَفٍّ
(5)
، فَقالَ
(6)
: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئ
(7)
هَذا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ رَطْبًا، لَا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ -وَأَظُنُّهُ قالَ: - لَيِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ».
(1)
قوله: «بن أبي طالب» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
بهامش اليونينية: «يعني مدبوغًا بالقَرَظِ» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«أَنْقُبَ» بفتح الهمزة وسكون النون وضم القاف، كذا لابن ماهان، ولغيره: بضم الهمزة وفتح النون وتشديد القاف مع كسرها، بمعنى: أبحث وأفتش، والأول أولى، لأنه بمعنى أشق، كما قال:«فهلا شققت عن قلبه» . قاله عياض. اهـ.
(4)
في رواية أبي ذر: «عن قلوبِ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «مُقَفِّي» .
(6)
في رواية أبي ذر: «وقال» .
(7)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صِئْصِئ» بالصاد المهملة.
4352 -
حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْراهِيمَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: قالَ عَطاءٌ:
قالَ جابِرٌ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَنْ يُقِيمَ على إِحْرامِهِ.
زادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: قالَ عَطاءٌ: قالَ جابِرٌ: فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ رضي الله عنه بِسِعايَتِهِ، قالَ
(1)
لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِمَ أَهْلَلْتَ يا عَلِيُّ؟» قالَ: بِما أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «فَأَهْدِ، وامْكُثْ حَرامًا كَما أَنْتَ» . قالَ: وَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
4353 -
4354 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ: حدَّثنا بَكْرٌ: أَنَّهُ ذُكِرَ
(1)
لاِبْنِ عُمَرَ:
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، وَأَهْلَلْنا بِهِ
(2)
مَعَهُ
(3)
، فَلَمَّا قَدِمْنا مَكَّةَ قالَ:«مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَجْعَلْها عُمْرَةً» . وَكانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَدْيٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حاجًّا، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 674⦘
«بِمَ أَهْلَلْتَ؛ فَإِنَّ مَعَنا أَهْلَكَ؟» . قالَ: أَهْلَلْتُ بِما أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «فَأَمْسِكْ؛ فَإِنَّ مَعَنا هَدْيًا» .
(1)
هكذا ضبطت في (و، ق)، وضبطت في (ب، ص): «ذَكَرَ» بالبناء للمعلوم، وأهمل ضبطها في (ن).
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
لفظة: «معه» ليست في رواية أبي ذر.
(62)
غَزْوَةُ ذِي الْخَلَصَةِ
4355 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خالِدٌ: حدَّثنا بَيانٌ، عن قَيْسٍ:
عَنْ جَرِيرٍ قالَ: كانَ بَيْتٌ فِي الْجاهِلِيَّةِ يُقالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ،
والْكَعْبَةُ الْيَمانِيَةُ، والْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ. فقالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» فَنَفَرْتُ فِي مِئَةٍ وَخَمْسِينَ راكِبًا فَكَسَرْناهُ، وَقَتَلْنا مَنْ وَجَدْنا عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَعا لَنا وَلِأَحْمَسَ.
4356 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(2)
: حدَّثنا قَيْسٌ، قالَ:
قالَ لِي جَرِيرٌ رضي الله عنه: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» وَكانَ بَيْتًا فِي خَثْعَمَ، يُسَمَّى: الْكَعْبَةَ الْيَمانِيَةَ
(3)
، فانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ
(4)
، وَكانُوا أَصْحابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ على الْخَيْلِ، فَضَرَبَ فِي
(5)
صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصابِعِهِ فِي صَدْرِي وَقالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، واجْعَلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا» . فانْطَلَقَ إِلَيْها فَكَسَرَها وَحَرَّقَها، ثُمَّ بَعَثَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رَسُولُ جَرِيرٍ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، ما جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُها كَأَنَّها جَمَلٌ أَجْرَبُ. قالَ: فَبارَكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجالِها خَمْسَ مَرَّاتٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «عن إسماعيلَ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كعبةَ اليمانِيَةِ» .
(4)
قوله: «من أحمس» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
في رواية أبي ذر: «على» .
4357 -
حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا
(1)
أَبُو أُسامَةَ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسٍ:
عَنْ جَرِيرٍ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى. فانْطَلَقْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِئَةِ فارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكانُوا أَصْحابَ خَيْلٍ، وَكُنْتُ لَا أَثْبُتُ على الْخَيْلِ،
⦗ص: 675⦘
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَضَرَبَ يَدَهُ على صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ يَدِهِ فِي صَدْرِي، وَقالَ:«اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، واجْعَلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا» . قالَ: فَما وَقَعْتُ عن فَرَسٍ
(2)
بَعْدُ. قالَ: وَكانَ ذُو الْخَلَصَةِ بَيْتًا بِالْيَمَنِ لِخَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ، فِيهِ نُصُبٌ تُعْبَدُ، يُقالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ، قالَ: فَأَتاها فَحَرَّقَها بِالنَّارِ وَكَسَرَها. قالَ: وَلَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ الْيَمَنَ، كانَ بها رَجُلٌ يَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلَامِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هاهُنا، فَإِنْ قَدَرَ عَلَيْكَ ضَرَبَ عُنُقَكَ. قالَ: فَبَيْنَما هو يَضْرِبُ بها إِذْ وَقَفَ عَلَيْهِ جَرِيرٌ، فَقالَ: لَتَكْسِرَنَّها وَلَتَشْهَدًا
(3)
: أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ. قالَ: فَكَسَرَها وَشَهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ رَجُلًا مِنْ أَحْمَسَ يُكْنَى أَبا أَرْطاةَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، ما جِئْتُ حَتَّى تَرَكْتُها كَأَنَّها جَمَلٌ أَجْرَبُ. قالَ: فَبَرَّكَ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجالِها خَمْسَ مَرَّاتٍ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش دون رقم:«فَرَسِي» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولتشهدَنَّ» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فبارَك» .
(63)
غَزْوَةُ ذاتِ السَّلَاسِلِ
وهي غَزْوَةُ لَخْمٍ وجُذامٍ
(1)
، قالَهُ إِسْماعِيلُ بْنُ أَبِي خالِدٍ.
وَقالَ ابْنُ إِسْحاقَ، عن يَزِيدَ، عن عُرْوَةَ: هِيَ بِلَادُ بَلِيٍّ، وَعُذْرَةَ
وَبَنِي الْقَيْنِ.
(1)
في (ب، ص) ممنوعة من الصرف. قارن بما في السلطانية.
4358 -
حدَّثنا إِسْحاقُ: أخبَرَنا خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(1)
، عن خالِدٍ الْحَذَّاءِ: عَنْ أَبِي عُثْمانَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعاصِ على جَيْشِ ذاتِ السَّلَاسِلِ. قالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: «عائِشَةُ» . قُلْتُ: مِنَ الرِّجالِ؟ قالَ: «أَبُوها» . قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «عُمَرُ» . فَعَدَّ رِجالًا، فَسَكَتُّ مَخافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا خالدٌ» .
(64)
ذَهابُ جَرِيرٍ إلى الْيَمَنِ
4359 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ: حدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسٍ:
عَنْ جَرِيرٍ قالَ: كُنْتُ بِالْبَحْرِ
(1)
، فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: ذا كَلَاعٍ وَذا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ
(2)
عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لَهُ ذُو عَمْرٍو: لَئِنْ كانَ الَّذِي تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ صاحِبِكَ، لقد مَرَّ على أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلَاثٍ. وَأَقْبَلَا مَعِي حَتَّى إذا كُنَّا فِي
(3)
بَعْضِ الطَّرِيقِ، رُفِعَ لَنا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ فَسَأَلْناهُمْ، فقالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، والنَّاسُ صالِحُونَ. فَقالَا: أَخْبِرْ صاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنا وَلَعَلَّنا سَنَعُودُ إِنْ شاءَ اللَّهُ. وَرَجَعا إلى الْيَمَنِ، فَأَخْبَرْتُ أَبا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ، قالَ: أَفَلَا جِئْتَ بِهِمْ؟! فَلَمَّا كانَ بَعْدُ قالَ لِي ذُو عَمْرٍو: يا جَرِيرُ إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرامَةً، وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزالُوا بِخَيْرٍ ما كُنْتُمْ إذا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ
(4)
فِي آخَرَ، فَإِذا كانَتْ بِالسَّيْفِ كانُوا مُلُوكًا، يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ، وَيَرْضَوْنَ رِضَى الْمُلُوكِ.
(1)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كنت باليمن» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
بهامش اليونينية: «تَأَمَّرْتُمْ» من الائتمار والمشاورة. قاله أبو ذر. اهـ.
(65)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ سِيفِ الْبَحْرِ،
وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ
(2)
4360 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ: حَدَّثَنِي
(1)
مالِكٌ، عن وَهْبِ بْنِ كَيْسانَ:
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ: بَعَثَ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَهُمْ ثَلَاثُ مِئَةٍ، فَخَرَجْنا وَكُنَّا
(3)
بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ
⦗ص: 677⦘
أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوادِ الْجَيْشِ فَجُمِعَ، فَكانَ مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، فَكانَ يَقُوتُنا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلٌ قَلِيلٌ
(4)
حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ -فَقُلْتُ: ما تُغْنِي عَنْكُمْ تَمْرَةٌ؟! فَقالَ: لقد وَجَدْنا فَقْدَها حِينَ
فَنِيَتْ- ثُمَّ انْتَهَيْنا إلى الْبَحْرِ، فَإِذا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ، فَأَكَلَ مِنْها
(5)
الْقَوْمُ ثَمانَ
(6)
عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ فَنُصِبا، ثُمَّ أَمَرَ بِراحِلَةٍ فَرُحِلَتْ
(7)
ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُما فَلَمْ تُصِبْهُما.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «لما بعَثَ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكنا» .
(4)
في رواية أبي ذر: «يُقَوِّتُنا كلَّ يوم قليلًا قليلًا» .
(5)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «منه» .
(6)
في رواية أبي ذر: «ثمانِيَ» .
(7)
في رواية أبي ذر: «فَرُحِّلَتْ» .
4361 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيانُ، قالَ: الَّذِي حَفِظْناهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، قالَ:
سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِئَةِ راكِبٍ، أَمِيرُنا
(1)
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيْرَ قُرَيْشٍ، فَأَقَمْنا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَصابَنا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ: جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى لَنا الْبَحْرُ دابَّةً يُقالُ لَها: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنا منه نِصْفَ شَهْرٍ، وادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ، حَتَّى ثابَتْ إِلَيْنا أَجْسامُنا، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ
(2)
فَنَصَبَهُ، فَعَمَدَ إلى أَطْوَلِ رَجُلٍ مَعَهُ -قالَ سُفْيانُ مَرَّةً: ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ
(3)
- فَنَصَبَهُ
(4)
، وَأَخَذَ رَجُلًا وَبَعِيرًا فَمَرَّ
(5)
تَحْتَهُ. قالَ
(6)
جابِرٌ: وَكانَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزائرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزائرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزائرَ، ثُمَّ إِنَّ أَبا عُبَيْدَةَ نَهاهُ. وَكانَ عَمْرٌو يَقُولُ: أخبَرَنا أَبُو صالِحٍ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ قالَ لِأَبِيهِ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ فَجاعُوا، قالَ: انْحَرْ. قالَ: نَحَرْتُ. قالَ: ثُمَّ جاعُوا،
⦗ص: 678⦘
قالَ: انْحَرْ. قالَ: نَحَرْتُ. قالَ: ثُمَّ جاعُوا، قالَ: انْحَرْ. قالَ: نَحَرْتُ. ثُمَّ جاعُوا، قالَ: انْحَرْ
(7)
. قالَ: نُهِيتُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «وأمِيرُنا» .
(2)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أعْضائهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أعْضائهِ» .
(4)
قوله: «فنصبه» ليس في رواية أبي ذر.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(7)
كتب بهامش اليونينية الرقم (4) للدلالة على تكرار لفظة: «انحر» أربع مرات.
4362 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبرني عَمْرٌو:
أَنَّهُ سَمِعَ جابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: غَزَوْنا جَيْشَ الْخَبَطِ، وَأُمِّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَجُعْنا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى
(1)
الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ نَرَ مِثْلَهُ، يُقالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنا منه نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ. فَأخبَرَني
(2)
أَبُو الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ جابِرًا يَقُولُ: قالَ
(3)
أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا. فَلَمَّا قَدِمْنا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «كُلُوا، رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ، أَطْعِمُونا إِنْ كانَ مَعَكُمْ» . فَأَتاهُ بَعْضُهُمْ
(4)
فَأَكَلَهُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لنا» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وأخبرني» .
(3)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(4)
في رواية الأصيلي: «بعُضْوٍ» بدل: «بعضهم» . قارن بما في الإرشاد.
(66)
حَجُّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ
4363 -
حدَّثنا
(1)
سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
(2)
رضي الله عنه بَعَثَهُ، فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(3)
قَبْلَ حَجَّةِ الْوَداعِ، يَوْمَ النَّحْرِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُ فِي النَّاسِ: لَا يَحُجُّ
(4)
بَعْدَ الْعامِ مُشْرِكٌ،
⦗ص: 679⦘
وَلَا يَطُوفُ
(5)
بِالْبَيْتِ عُرْيانٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
قوله: «الصديق» ليس في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «عليها» .
(4)
في رواية أبي ذر: «أن لا يَحُجَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا يَطُوفَنَّ» .
4364 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجاءٍ
حدَّثنا إِسْرائِيلُ، عن أَبِي إِسْحاقَ:
عَنِ الْبَراءِ رضي الله عنه قالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كامِلَةً بَراءَةٌ، وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ خاتِمَةُ سُورَةِ النِّساءِ:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [الآية: 176].
(67)
وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ
4365 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن أَبِي صَخْرَةَ، عن صَفْوانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمازِنِيِّ:
عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«اقْبَلُوا الْبُشْرَى يا بَنِي تَمِيمٍ» . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَشَّرْتَنا فَأَعْطِنا. فَرِيءَ
(1)
ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقالَ:«اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْها بَنُو تَمِيمٍ» . قالُوا: قَدْ قَبِلْنا يا رَسُولَ اللَّهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَرُئِيَ» .
(68)
بابٌ
قالَ ابْنُ إِسْحاقَ: غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي
(1)
تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَغارَ، وَأَصابَ مِنْهُمْ ناسًا، وَسَبَى مِنْهُمْ نِساءً
(2)
.
(1)
لفظة: «بني» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِباءً» .
4366 -
حدَّثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن عُمارَةَ بْنِ الْقَعْقاعِ، عن أَبِي زُرْعَةَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: لَا أَزالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ: سَمِعْتُ
(1)
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُها فِيهِمْ: «هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي على الدَّجَّالِ» . وَكانَتْ فِيهِمْ
(2)
سَبِيَّةٌ عِنْدَ عائِشَةَ،
⦗ص: 680⦘
فَقالَ: «أَعْتِقِيها؛ فَإِنَّها مِنْ وَلَدِ إِسْماعِيلَ» . وَجاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقالَ:«هَذِهِ صَدَقاتُ قَوْمٍ» أَوْ: «قَوْمِي» .
(1)
في (و، ب، ص، ق): «سَمِعْتُهُ» ، وفي رواية الأصيلي:«سمعتهن» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منهم» .
4367 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا هِشامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ: عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرارَةَ. قالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حابِسٍ. قالَ أَبُو بَكْرٍ: ما أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، قالَ عُمَرُ: ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَتَمارَيا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْواتُهُما، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ:{يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا} حَتَّى انْقَضَتْ. [الحجرات: 1]
(69)
بابُ
(1)
وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر
4368 -
حدَّثني إِسْحاقُ: أخبَرَنا أَبُو عامِرٍ الْعَقَدِيُّ: حدَّثنا قُرَّةُ، عن أَبِي جَمْرَةَ:
قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: إِنَّ لِي جَرَّةً يُنْتَبَذُ لِي نَبِيذٌ، فَأَشْرَبُهُ حُلْوًا فِي جَرٍّ، إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ، فَجالَسْتُ الْقَوْمَ فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ. فَقالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ، غَيْرَ خَزايا وَلَا النَّدامَى» . فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، حدَّثنا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ إِنْ عَمِلْنا بِهِ دَخَلْنا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ
(1)
مَنْ وَراءَنا. قالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ
وَأَنْهاكُمْ عن أَرْبَعٍ: الإِيمانِ بِاللَّهِ، هَلْ تَدْرُونَ ما الإِيمانُ بِاللَّهِ؟ شَهادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتاءُ الزَّكاةِ، وَصَوْمُ رَمَضانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغانِمِ الْخُمُسَ. وَأَنْهاكُمْ عن أَرْبَعٍ: ما انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ والنَّقِيرِ والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّتِ».
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4369 -
حدَّثنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَبِي جَمْرَةَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَدْ حالَتْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرامٍ، فَمُرْنا بِأَشْياءَ نَأخُذُ بها وَنَدْعُو إِلَيْها مَنْ وَراءَنا. قالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهاكُمْ عن أَرْبَعٍ: الإِيمانِ بِاللَّهِ شَهادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ -وَعَقَدَ واحِدَةً- وَإِقامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتاءِ
(1)
الزَّكاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا لِلَّهِ
(2)
خُمْسَ ما غَنِمْتُمْ. وَأَنْهاكُمْ عن الدُّبَّاءِ والنَّقِيرِ والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّتِ».
(1)
في (و): «الإيمانُ
…
إقامُ
…
إيتاءُ» بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
(2)
لفظة: «لله» ليست في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.
4370 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: حَدَّثَنِي
(1)
ابْنُ وَهْبٍ: أخبرني عَمْرٌو.
-وَقالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: عن عَمْرِو بْنِ الْحارِثِ- عن بُكَيْرٍ: أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ والْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ: أَرْسَلُوا إلى عائِشَةَ رضي الله عنها فقالُوا: اقْرَأْ عَلَيْها السَّلامَ مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْها عن الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَإِنَّا
(2)
أُخْبِرْنا أَنَّكِ تُصَلِّيها
(3)
، وَقَدْ بَلَغَنا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْها
(4)
. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أَضْرِبُ مَعَ عُمَرَ النَّاسَ عَنْهُما. قالَ كُرَيْبٌ: فَدَخَلْتُ عَلَيْها وَبَلَّغْتُها ما أَرْسَلُونِي، فقالتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَرَدُّونِي إلى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ ما أَرْسَلُونِي إلى عائِشَةَ، فقالتْ أُمُّ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهُما، وَإِنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيَّ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرامٍ مِنَ الأَنْصارِ، فَصَلَّاهُما، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْخادِمَ، فَقُلْتُ: قُومِي إلى جَنْبِهِ، فَقُولِي: تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَمْ أَسْمَعْكَ تَنْهَى
⦗ص: 682⦘
عن هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ؟ فَأَراكَ تُصَلِّيهِما؟! فَإِنْ أَشارَ بِيَدِهِ فاسْتَأْخِرِي. فَفَعَلَتِ الْجارِيَةُ، فَأَشارَ بِيَدِهِ فاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ:«يا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، سَأَلْتِ عن الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، إِنَّهُ أَتانِي أُناسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِالإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَشَغَلُونِي عن الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُما هاتانِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
في رواية أبي ذر: «فإنَّا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُصَلِّينَها» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«تصليهما» . قارن بما في السلطانية.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عنهما» .
4371 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا أَبُو عامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ هو ابْنُ طَهْمانَ، عن أَبِي جَمْرَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ، بَعْدَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُواثَى. يَعْنِي قَرْيَةً
(1)
مِنَ الْبَحْرَيْنِ.
(1)
قوله: «يعني قرية» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى) بالحمرة.
(70)
بابُ وَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ، وَحَدِيثِ ثُمامَةَ بْنِ أُثالٍ
4372 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقالُ لَهُ: ثُمامَةُ بْنُ أُثالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسارِيَةٍ مِنْ سَوارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«ما عِنْدَكَ يا ثُمامَةُ؟» فَقالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يا مُحَمَّدُ، إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمالَ، فَسَلْ منه ما شِئْتَ، حَتَّى
(1)
كانَ الْغَدُ، ثُمَّ قالَ لَهُ:«ما عِنْدَكَ يا ثُمامَةُ؟» قالَ: ما قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ على شاكِرٍ. فَتَرَكَهُ حَتَّى كانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقالَ:«ما عِنْدَكَ يا ثُمامَةُ؟» فَقالَ: عِنْدِي ما قُلْتُ لَكَ. فَقالَ: «أَطْلِقُوا ثُمامَةَ» . فانْطَلَقَ إلى نَجْلٍ
(2)
قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يا مُحَمَّدُ، واللَّهِ ما كانَ على الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ
⦗ص: 683⦘
أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَُ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ
(3)
إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَماذا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ
(4)
صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قالَ لَهُ قائِلٌ: صَبَوْتَ؟ قالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا واللَّهِ، لَا يَأتِيكُمْ مِنَ الْيَمامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأذَنَ فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «فَتُرِكَ حتى» .
(2)
بهامش (ب، ص): لم يضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بالرفع.
(3)
بهامش (ب، ص): لم ينقطها في اليونينية، وكانت جيمًا فكشطت النقطة، وجعلها في الفرع جيمًا وصحَّح عليها،
(4)
في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .
4373 -
4374 - حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا نافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ مِنْ
(2)
بَعْدِهِ
(3)
تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَها فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ على مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحابِهِ، فَقالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ ما أَعْطَيْتُكَها، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لَأَراكَ
(4)
الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ ما رَأَيْتُ، وَهَذا ثابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي». ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عن قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ ما رَأيْتُ» . فَأخبَرَني أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنا أَنا نائِمٌ، رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأنُهُما، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنامِ: أَنِ انْفُخْهُما. فَنَفَخْتُهُما فَطارا،
⦗ص: 684⦘
فَأَوَّلْتُهُما كَذَّابَيْنِ يَخْرُجانِ بَعْدِي، أَحَدُهُما الْعَنْسِيُّ، والآخَرُ مُسَيْلِمَةُ».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيِّ» .
(2)
ضبَّب عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الأمْرَ مِن بعده» .
(4)
بهامش اليونينية: في رواية أبي ذر: «لأُراك» في المواضع كلها. وبهامش (ص): بضم الهمزة عند أبي ذر، في سائر ما في قصته وقصة العنسي. اهـ.
4375 -
حدَّثنا
(1)
إِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنا أَنا نائمٌ أُتِيتُ
(2)
بِخَزائنِ الأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرا عَلَيَّ، فَأُوحِيَ
(3)
إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فَذَهَبا، فَأَوَّلْتُهُما الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنا بَيْنَهُما: صاحِبَ صَنْعاءَ، وَصاحِبَ الْيَمامَةِ».
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَأُتِيت» .
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأوْحَى اللهُ» .
4376 -
4377 - حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا رَجاءٍ الْعُطارِدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذا وَجَدْنا حَجَرًا هو أَخْيَرُ
(1)
منه أَلْقَيْناهُ وَأَخَذْنا الآخَرَ، فَإِذا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنا جُثْوَةً مِنْ تُرابٍ ثُمَّ جِئْنا بِالشَّاةِ فَحَلَبْناهُ
(2)
عَلَيْهِ ثُمَّ طُفْنا بِهِ، فَإِذا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنا: مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ، فَلَا نَدَعُ رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ، وَلَا سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ، إِلَّا نَزَعْناهُ وَأَلْقَيْناهُ شَهْرَ رَجَبٍ. وَسَمِعْتُ أَبا رَجاءٍ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ النَّبِيُّ
(3)
صلى الله عليه وسلم غُلَامًا، أَرْعَى الإِبِلَ على أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنا إلى النَّارِ: إلى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.
(1)
في رواية الأصيلي وابن عساكر: «خَيْرٌ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«أحسنُ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر: «بَعْثِ النَّبيِّ» .
(71)
قِصَّةُ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ
4378 -
4379 - حدَّثنا
(1)
سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْراهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صالِحٍ، عن ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ -وَكانَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ
(2)
-:
⦗ص: 685⦘
أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قالَ: بَلَغَنا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلَ فِي دارِ بِنْتِ الْحارِثِ، وَكانَ
(3)
تَحْتَهُ بِنْتُ
(4)
الْحارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ
(5)
، وَهيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامِرٍ، فَأَتاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ثابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ -وهو الَّذِي يُقالُ لَهُ: خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضِيبٌ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، فقالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ: إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنا
(6)
وَبَيْنَ الأَمْرِ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنا بَعْدَكَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذا الْقَضِيبَ ما أَعْطَيْتُكَهُ، وَإِنِّي لَأُراكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ ما أُرِيتُ
(7)
، وَهَذا ثابِتُ بْنُ قَيْسٍ، وَسَيُجِيبُكَ عَنِّي». فانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عن رُؤْيا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ، فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
(8)
صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنا أَنا نائِمٌ، أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ
(9)
سِوارانِ
(10)
مِنْ ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُما
(11)
وَكَرِهْتُهُما، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُما فَطارا، فَأَوَّلْتُهُما كَذَّابَيْنِ يَخْرُجانِ
(12)
». فقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَحَدُهُما الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، والآخَرُ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في (ب، ص): «عبدَ الله» وبهامشهما: كذا هو منصوب في اليونينية.
(3)
ضبَّب على «كان» في (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي:«وكانت» .
(4)
في رواية أبي ذر: «ابنة» . كتبت بالحمرة.
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خلِّينا بينك» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«خلَّيْتُ بينَك» .
(7)
في رواية أبي ذر: «رأيتُ» .
(8)
في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .
(9)
في (ب، ص): «يَدِيّ» ، وبهامشهما: الدال في اليونينية تحتها كسر لا غير. اه.
(10)
في روايةٍ لأبي ذر: «إسْوارانِ» ، وفي رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وأخرى لأبي ذر:«وَضَعَ في يدَيَّ إسْوارَيْن» .
(11)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قال ابن الأثير في نهايته: «فَفَظِعْتُهُما» هكذا روي متعديًا، والمعروف: فظِعتُ به [زاد في (ب، ص): أو منه] والتعدية تكون حملًا على المعنى؛ لأنه بمعنى أكبرتهما وخفتهما. اهـ.
(12)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(72)
قِصَّةُ
(1)
أَهْلِ نَجْرانَ
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وبهامش اليونينية دون رقم:«بابُ قصةِ» . كتبت بالحمرة.
4380 -
حدَّثني عَبَّاسُ بْنُ
الْحُسَيْنِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عن إِسْرائِيلَ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن صِلَةَ بْنِ زُفَرَ:
⦗ص: 686⦘
عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: جاءَ الْعاقِبُ والسَّيِّدُ
(1)
، صاحِبا نَجْرانَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدانِ أَنْ يُلَاعِناهُ، قالَ: فقالَ أَحَدُهُما لِصاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ، فَواللَّهِ لَئِنْ كانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا
(2)
لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنا مِنْ بَعْدِنا. قالَا: إِنَّا نُعْطِيكَ ما سَأَلْتَنا، وابْعَثْ مَعَنا رَجُلًا أَمِينًا، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنا إِلَّا أَمِينًا. فَقالَ:«لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِيْنٍ» . فاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«قُمْ يا أَبا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» . فَلَمَّا قامَ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «السيد والعاقب» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فلاعَنَنا» .
4381 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا إِسْحاقَ، عن صِلَةَ بْنِ زُفَرَ:
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: جاءَ أَهْلُ نَجْرانَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالُوا: ابْعَثْ لَنا رَجُلًا أَمِينًا. فَقالَ: «لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» . فاسْتَشْرَفَ لَهُ
(2)
النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لها» .
4382 -
حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن خالِدٍ، عن أَبِي قِلَابَةَ:
عَنْ أَنَسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» .
(73)
قِصَّةُ عُمانَ والْبَحْرَيْنِ
4383 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيانُ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ:
جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ قَدْ جاءَ مالُ الْبَحْرَيْنِ لقد أَعْطَيْتُكَ هَكَذا وَهَكَذا» ثَلَاثًا، فَلَمْ يَقْدَمْ مالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمَ
⦗ص: 687⦘
على أَبِي بَكْرٍ أَمَرَ مُنادِيًا فَنادَى: مَنْ كانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي. قالَ جابِرٌ: فَجِئْتُ أَبا بَكْرٍ فَأَخْبَرْتُهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ جاءَ مالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذا وَهَكَذا» ثَلَاثًا، قالَ:
فَأَعْطانِي. قالَ جابِرٌ: فَلَقِيتُ أَبا بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُعْطِنِي، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي. فَقالَ: أَقُلْتَ: تَبْخَلُ عَنِّي؟! وَأَيُّ داءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟! -قالَها ثَلَاثًا- ما مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ. وَعَنْ عَمْرٍو، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جِئْتُهُ، فقالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: عُدَّها، فَعَدَدْتُها فَوَجَدْتُها خَمْسَ مِئَةٍ. فَقالَ: خُذْ مِثْلَها مَرَّتَيْنِ.
(74)
بابُ
(1)
قُدُومِ الأَشْعَرِيِّينَ
وَأَهْلِ الْيَمَنِ.
وَقالَ أَبُو مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«هُمْ مِنِّي وَأَنا مِنْهُمْ» .
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4384 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحاقُ بْنُ نَصْرٍ، قالَا: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي زائِدَةَ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي إِسْحاقَ، عن الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قَدِمْتُ أَنا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكثْنا
(1)
حِينًا، ما نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ؛ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ.
(1)
ضبطت في (و) بضمِّ الكاف، وفي (ب، ص) بفتحها، وأهمل ضبطها في باقي النسخ.
4385 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ قالَ:
لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى أَكْرَمَ هَذا الْحَيَّ مِنْ جَرْمٍ، وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ، وهو يَتَغَدَّى دَجاجًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جالِسٌ، فَدَعاهُ إلى الْغَداءِ، فَقالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ. فَقالَ: هَلُمَّ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ. فَقالَ: إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ. فَقالَ: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عن يَمِينِكَ، إِنَّا أَتَيْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ فاسْتَحْمَلْناهُ، فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنا، فاسْتَحْمَلْناهُ، فَحَلَفَ
⦗ص: 688⦘
أَنْ لَا يَحْمِلَنا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُتِيَ بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَأَمَرَ لَنا بِخَمْسِ ذَوْدٍ
(1)
، فَلَمَّا قَبَضْناها قُلْنا: تَغَفَّلْنا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ؛ لَا نُفْلِحُ بَعْدَها أَبَدًا. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنا وَقَدْ حَمَلْتَنا! قالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ على يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَها خَيْرًا مِنْها، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هو خَيْرٌ مِنْها
(2)
».
(1)
في (ص): «بخمسٍ ذودٍ» ، وبهامشهما: في الفرع: «بخمسِ ذودٍ» بالإضافة. اهـ.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4386 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عاصِمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ: حدَّثنا أَبُو صَخْرَةَ جامِعُ بْنُ شَدَّادٍ: حدَّثنا صَفْوانُ بْنُ مُحْرِزٍ الْمازِنِيُّ:
حَدَّثَنا عِمْرانُ بْنُ حُصَيْنٍ قالَ: جاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«أَبْشِرُوا يا بَنِي تَمِيمٍ» . قالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنا فَأَعْطِنا. فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ ناسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْها بَنُو تَمِيمٍ» . قالُوا: قَدْ قَبِلْنا يا رَسُولَ اللَّهِ.
(1)
(1)
بهامش (ن، و): آخر الجزء الثاني والعشرين. اهـ.
4387 -
حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن إِسْماعِيلَ بْنِ أَبِي خالِدٍ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حازِمٍ:
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الإِيمانُ هاهُنا -وَأَشارَ
(1)
بِيَدِهِ إلى الْيَمَنِ- والْجَفاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أَذْنابِ الإِبِلِ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنا الشَّيْطانِ، رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فأشار» .
4388 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمانَ، عن ذَكْوانَ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ
⦗ص: 689⦘
قُلُوبًا، الإِيمانُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ، والْفَخْرُ والْخُيَلَاءُ فِي أَصْحابِ الإِبِلِ، والسَّكِينَةُ والْوَقارُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ».
وَقالَ غُنْدَرُ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمانَ: سَمِعْتُ ذَكْوانَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4389 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ
(1)
: حدَّثني أَخِي، عن سُلَيْمانَ، عن ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عن أَبِي الْغَيْثِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الإِيمانُ يَمانٍ، والْفِتْنَةُ هاهُنا، هاهُنا
(2)
يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطانِ».
(1)
في (ب، ص) زيادة: «قال» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4390 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنادِ، عن الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، أَضْعَفُ قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْفِقْهُ يَمانٍ والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ
(1)
».
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَمانٍ» .
4391 -
حدَّثنا عَبْدانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَجاءَ خَبَّابٌ، فَقالَ: يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَسْتَطِيعُ هَؤُلَاءِ الشَّبابُ أَنْ يَقْرَؤُوا كَما تَقْرَأُ؟ قالَ: أَما إِنَّكَ لَوْ
(1)
شِئْتَ أَمَرْتَ
(2)
بَعْضَهُمْ يَقْرَأُ
(3)
عَلَيْكَ. قالَ: أَجَلْ. قالَ: اقْرَأْ يا عَلْقَمَةُ. فقالَ زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ، أَخُو زِيادِ بْنِ حُدَيْرٍ: أَتَأمُرُ عَلْقَمَةَ أَنْ يَقْرَأَ وَلَيْسَ بِأَقْرَائِنا
(4)
؟ قالَ: أَما إِنَّكَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ سُورَةِ مَرْيَمَ، فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَيْفَ تَرَى؟ قالَ: قَدْ أَحْسَنَ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: ما أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا وهو يَقْرَؤُهُ.
⦗ص: 690⦘
ثُمَّ الْتَفَتَ إلى خَبَّابٍ وَعَلَيْهِ خاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقالَ: أَلَمْ يَأنِ لِهَذا الْخاتَمِ أَنْ يُلْقَى؟!
رَواهُ غُنْدَرُ، عن شُعْبَةَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «إن» .
(2)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَمَرْتُ» ، وكتب فوقها «معًا» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَيَقْرَأُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فقرأَ» .
(4)
بهامش (ب): كذا في اليونينية: «بأقرائنا» بألف بعد الراء.
(75)
قِصَّةُ دَوْسٍ والطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ
4392 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيانُ، عن ابْنِ ذَكْوانَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: جاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ؛ عَصَتْ وَأَبَتْ، فادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. فَقالَ:«اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا، وَأْتِ بِهِمْ» .
4393 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسامَةَ: حدَّثنا إِسْماعِيلُ، عن قَيْسٍ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: لَمَّا قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
يا لَيْلَةً مِنْ طُولِها وَعَنائِها. على أَنَّها مِنْ دارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
وَأَبَقَ غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبايَعْتُهُ، فَبَيْنا أَنا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فقالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أَبا هُرَيْرَةَ، هَذا غُلَامُكَ» . فَقُلْتُ
(1)
: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَأَعْتَقْتُهُ
(2)
.
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فأعْتَقَه» .
(76)
بابُ
(1)
قِصَّةِ
(2)
وَفْدِ طَيِّءٍ، وَحَدِيثُ
(3)
عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ
(1)
لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.
(2)
رمز في (ن، و) على لفظة: «قصة» علامة السقوط بالحمرة، والذي في (ب، ص) أن لفظة: «قصة» ليست في رواية أبي ذر أيضًا.
(3)
لفظة «وحديث» ضُبطت في اليونينية بالرفع وهو المثبت، وبالجر وهو الذي في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن).
4394 -
حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوانَةَ: حدَّثنا
عَبْدُ الْمَلِكِ، عن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ قالَ: أَتَيْنا عُمَرَ فِي وَفْدٍ، فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا وَيُسَمِّيهِمْ، فَقُلْتُ:
⦗ص: 691⦘
أَمَا تَعْرِفُنِي يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قالَ: بَلَى، أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا. فقالَ عَدِيٌّ: فَلَا أُبالِي إِذًا.
(77)
بابُ
(1)
حَجَّةِ الْوَداعِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4395 -
حدَّثنا إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ، فَأَهْلَلْنا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهْلِلْ
(1)
بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلَّ حَتَّى يَحِلَّ منهما جَمِيعًا». فَقَدِمْتُ مَعَهُ مَكَّةَ وَأَنا حائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ، فَشَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«انْقُضِي رَأسَكِ وامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَدَعِي الْعُمْرَةَ» . فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَضَيْنا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إلى التَّنْعِيمِ فاعْتَمَرْتُ، فَقالَ:«هَذِهِ مَكانَُ عُمْرَتِكِ» . قالَتْ: فَطافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طافُوا طَوافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْحَجَّ والْعُمْرَةَ فَإِنَّما طافُوا طَوافًا واحِدًا.
(1)
في رواية أبي ذر: «فلْيُهِلَّ» .
4396 -
حدَّثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: حدَّثني عَطاءٌ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إذا طافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ قالَ هَذا ابْنُ عَبَّاسٍ؟ قالَ: مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعالَى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33] وَمِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصْحابَهُ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَداعِ. قُلْتُ: إِنَّما كانَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ. قالَ: كانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَراهُ قَبْلُ وَبَعْدُ.
4397 -
حدَّثني بَيانٌ
(1)
: حدَّثنا النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن قَيْسٍ، قالَ: سَمِعْتُ طارِقًا:
⦗ص: 692⦘
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قَدِمْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحاءِ، فَقالَ:«أَحَجَجْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «كَيْفَ أَهْلَلْتَ؟» قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلَالٍ كَإِهْلَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: «طُفْ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفا والْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ» . فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفا والْمَرْوَةِ
(2)
، وَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَيْسٍ، فَفَلَتْ رَأسِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية (صع): «وبالمروة» .
4398 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: أخبَرَنا أَنَسُ بْنُ عِياضٍ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ حَفْصَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَزْواجَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ عامَ حَجَّةِ الْوَداعِ، فقالتْ حَفْصَةُ: فَما يَمْنَعُكَ؟ فَقالَ: «لَبَّدْتُ رَأسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَسْتُ
أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ هَدْيِي».
4399 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: حَدَّثَنِي
(1)
شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ.
- وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزاعِيُّ: أخبرني ابْنُ شِهابٍ -عن سُلَيْمانَ بْنِ يَسارٍ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ، والْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ على عِبادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ على الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قالَ:«نَعَمْ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
4400 -
حدَّثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمانِ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن نافِعٍ:
⦗ص: 693⦘
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الْفَتْحِ، وهو مُرْدِفٌ أُسامَةَ على الْقَصْواءِ، وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمانُ بْنُ طَلْحَةَ، حَتَّى أَناخَ عِنْدَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قالَ لِعُثْمانَ: «ائْتِنا بِالْمِفْتاحِ
(1)
». فَجاءَهُ بِالْمِفْتاحِ
(2)
فَفَتَحَ لَهُ الْبابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُسامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمانُ، ثُمَّ أَغْلَقُوا
(3)
عَلَيْهِم الْبابَ، فَمَكَثَ نَهارًا طَوِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ وابْتَدَرَ
(4)
النَّاسُ الدُّخُولَ، فَسَبَقْتُهُمْ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا قائِمًا مِنْ وَراءِ
(5)
الْبابِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: صَلَّى بَيْنَ ذَيْنِكَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ. وَكانَ الْبَيْتُ على سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ سَطْرَيْنِ
(6)
، صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ مِنَ السَّطْرِ الْمُقَدَّمِ، وَجَعَلَ بابَ الْبَيْتِ خَلْفَ ظَهْرِهِ، واسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَقْبِلُكَ حِينَ
(7)
تَلِجُ الْبَيْتَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدارِ -قالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى؟ - وَعِنْدَ الْمَكانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَرْمَرَةٌ
(8)
حَمْراءُ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «بِالمفْتَحِ» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
رسم في (ب، ص): «اغَلَقوا» ، فلعله أراد ضبطه بضبطين:«أَغْلقوا» «غَلَقوا» .
(4)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فابْتَدَرَ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «قائِمًا وراءَ» .
(6)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «شَطْرَيْنِ» .
(7)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حتى» .
(8)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4401 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنَّ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُما: أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حاضَتْ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَحابِسَتُنا هِيَ؟» فَقُلْتُ: إِنَّها قَدْ أَفاضَتْ يا رَسُولَ اللَّهِ وَطافَتْ بِالْبَيْتِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَلْتَنْفِرْ» .
4402 -
4403 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمانَ: أخبَرَني
(1)
ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَنَّ أَباهُ حَدَّثَهُ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَداعِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنا، وَلَا
(2)
نَدْرِي ما حَجَّةُ الْوَداعِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ، وَقالَ: «ما بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ
(3)
أُمَّتَهُ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ والنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَما خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأنِهِ فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ
(4)
رَبَّكُمْ لَيْسَ على ما يَخْفَى عَلَيْكُمْ -ثَلَاثًا- إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ
بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ
(5)
أَعْوَرُ عَيْنِ
(6)
الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، أَلَا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا، فِي بَلَدِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُمْ هَذا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قالُوا: نَعَمْ. قالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ -ثَلَاثًا- وَيْلَكُمْ -أَوْ: وَيْحَكُمْ- انْظُرُوا، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فلا» .
(3)
في رواية الأصيلي: «أنذره» .
(4)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(5)
في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إنه» .
(6)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «العَيْنِ» .
4404 -
حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحاقَ:
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَزا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَما هاجَرَ حَجَّةً واحِدَةً لَمْ يَحُجَّ بَعْدَها، حَجَّةَ الْوَداعِ. قالَ أَبُو إِسْحاقَ: وَبِمَكَّةَ أُخْرَى.
4405 -
حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عن أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ:
عَنْ جَرِيرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ لِجَرِيرٍ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» . فَقالَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ» .
4406 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ:
⦗ص: 695⦘
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ
(1)
السَّمَواتِ والأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلَاثَةٌ
(2)
مُتَوالِياتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ والْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبانَ. أَيُّ شَهْرٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ: «أَلَيْسَ ذُو
(3)
الْحِجَّةِ؟» قُلْنا: بَلَى. قالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟» . قُلْنا: بَلَى. قالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذا؟» قُلْنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنا: بَلَى. قالَ: «فَإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوالَكُمْ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ
(4)
قالَ: وَأَعْراضَكُمْ- عَلَيْكُمْ حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا، فِي بَلَدِكُمْ هَذا، فِي شَهْرِكُمْ هَذا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ
(5)
عن أَعْمالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغائِبَ؛ فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ». فَكانَ مُحَمَّدٌ إذا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ
(6)
صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» . مَرَّتَيْنِ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ثلاثٌ» .
(3)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ذا» .
(4)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَأَحْسَبُهُ» .
(5)
في رواية أبي ذر: «فيسأَلُكم» .
(6)
في رواية أبي ذر: «صدق النَّبيُّ» .
4407 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، عن قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طارِقِ بْنِ شِهابٍ: أَنَّ أُناسًا مِنَ الْيَهُودِ قالُوا: لَوْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينا لَاتَّخَذْنا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فقالُوا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
(1)
} [المائدة: 3]. فقالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ مَكانٍ أُنْزِلَتْ، أُنْزِلَتْ
(2)
وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واقِفٌ بِعَرَفَةَ.
4408 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ:
خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ، فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، أَوْ جَمَعَ الْحَجَّ والْعُمْرَةَ، فَلَمْ يَحِلُّوا حَتَّى يَوْمِ النَّحْرِ.
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مالِكٌ، وَقالَ: مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ.
حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ: حَدَّثَنا
(1)
مالِكٌ مِثْلَهُ.
(1)
في متن اليونينية بالضبطين معا: «حدَّثني» ، «حدثنا» .
4409 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْراهِيمُ -هو ابْنُ سَعْدٍ- حدَّثنا ابْنُ شِهابٍ، عَنْ عامِرِ بْنِ سَعْدٍ:
عن أَبِيهِ قالَ: عادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ، مِنْ وَجَعٍ أَشْفَيْتُ منه على الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ ما تَرَى، وَأَنا ذُو مالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي واحِدَةٌ، فَأَتَصَدَّقُ
(1)
بِثُلُثَيْ مالِي؟ قالَ: «لَا» . قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قالَ: «لَا» . قُلْتُ: فالثُّلُثُ؟ قالَ: «والثُّلُثُ
(2)
كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِياءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بها وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِها، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُها فِي فِي امْرَأَتِكَ». قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، آأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحابِي؟ قالَ:«إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ على أَعْقابِهِمْ، لَكِنِ الْبائسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ» . رَثَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة في أولها.
4410 -
حدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ رَأسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ.
4411 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبرني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نافِعٍ:
أَخْبَرَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَقَ فِي حَجَّةِ الْوَداعِ وَأُناسٌ مِنْ أَصْحابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ.
4412 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مالِكٌ، عن ابْنِ شِهابٍ.
وَقالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنا
(1)
يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ
(2)
رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ أَقْبَلَ يَسِيرُ على حِمارٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمٌ بِمِنًى
(3)
فِي حَجَّةِ الْوَداعِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَسارَ الْحِمارُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ، فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ.
(1)
وبهامش اليونينية دون رقم: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر: «أنَّ ابن عباس» .
(3)
قوله: «بمنى» ليس في رواية أبي ذر.
4413 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشامٍ: حدَّثني أَبِي، قالَ:
سُئِلَ أُسامَةُ، وَأَنا شاهِدٌ، عن سَيْرِ النَّبِيِّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ. قالَ: الْعَنَقَ، فَإِذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولِ الله» .
4414 -
حدَّثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مالِكٍ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَدِيِّ بْنِ ثابِتٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ:
أَنَّ أَبا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَداعِ الْمَغْرِبَ والْعِشاءَ جَمِيعًا.
(78)
بابُ
(1)
غَزْوَةِ تَبُوكَ
وَهيَ غَزْوَةُ الْعُسْرَةِ.
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4415 -
حدَّثني
(1)
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِي بُرْدَةَ:
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ
(2)
لَهُمْ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ -وَهْيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ- فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقالَ:«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ على شَيْءٍ» . وَوَافَقْتُهُ وهو غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ، وَرَجَعْتُ حَزِينًا؛ مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ، فَرَجَعْتُ إلى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرْتُهُمُ الَّذِي قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي: أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ
(3)
. فَأَجَبْتُهُ، فَقالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوكَ. فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قالَ: «خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ، وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ
(4)
-لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ- فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إلى أَصْحَابِكَ، فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ -أَوْ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ على هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ». فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ بِهِنَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ على هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إلى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛
لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالُوا لِي: إِنَّكَ
(5)
عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ، وَلَنَفْعَلَنَّ ما أَحْبَبْتَ. فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ، حَتَّى أَتَوُا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْعَهُ إِيَّاهُمْ، ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ، فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ ما حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .
(2)
بهامش (ب، ص): ليست الحاء مضبوطة في اليونينية.
(3)
في رواية أبي ذر: «أينَ عبدُ اللهِ بنُ قيس» . وكتبت لفظة: «أين» بالحمرة.
(4)
في رواية أبي ذروا لحَمُّويي والمُستملي: «هاتين القرينتين وهاتين القرينتين» .
(5)
في رواية أبي ذر: «واللهِ إنك» .
4416 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن الْحَكَمِ، عن مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ:
⦗ص: 699⦘
عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى تَبُوكَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ؟! قالَ: «أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟! إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي
(1)
».
وَقالَ أَبُو دَاوُدَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْحَكَمِ: سَمِعْتُ مُصْعَبًا.
(1)
بهامش اليونينية: «في نسخة: لا نبيَّ بعدي» .
4417 -
حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُخْبِرُ، قالَ: أخبرني صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ:
عن أَبِيهِ، قالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعُسْرَةَ
(1)
، قالَ: كَانَ يَعْلَى يَقُولُ: تِلْكَ الْغَزْوَةُ أَوْثَقُ أَعْمَالِي عِنْدِي. قالَ عَطَاءٌ: فقالَ صَفْوَانُ: قالَ يَعْلَى: فَكَانَ لِي أَجِيرٌ، فَقَاتَلَ إِنْسَانًا فَعَضَّ أَحَدُهُمَا يَدَ الآخَرِ -قالَ عَطَاءٌ: فَلَقَدْ أخبرني صَفْوَانُ: أَيُّهُمَا عَضَّ الآخَرَ فَنَسِيتُهُ- قالَ: فَانْتَزَعَ الْمَعْضُوضُ يَدَهُ مِنْ فِي الْعَاضِّ، فَانْتَزَعَ إِحْدَى ثَنِيَّتَيْهِ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَهْدَرَ ثَنِيَّتَهُ. قالَ
(2)
عَطَاءٌ: وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفَيَدَعُ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُهَا، كَأَنَّهَا فِي فِي فَحْلٍ يَقْضَمُهَا؟!» .
(1)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «العُسَيْرَةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .
(79)
حَدِيثُ
(1)
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ،
وَقَوْلُ اللَّهِ عز وجل:
{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} [التوبة: 118]
(1)
بهامش اليونينية دون رقم: «بابُ حديثِ» . كتبت بالحمرة.
4418 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قالَ:
⦗ص: 700⦘
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عن قِصَّةِ تَبُوكَ، قالَ كَعْبٌ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا
(1)
تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ على غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، حِينَ تَوَاثَقْنَا على الإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بها مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا، كَانَ مِنْ خَبَرِي: أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزاةِ، وَاللَّهِ ما اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ، حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ غَزْوَةً
إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ؛ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ
(2)
، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ، وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ -يُرِيدُ الدِّيوَانَ- قالَ كَعْبٌ: فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنْ
(3)
سَيَخْفَى لَهُ، ما لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ، فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ
(4)
، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ: أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لِأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا
(5)
وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ، فَكُنْتُ إذا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقالَ وهو جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ
⦗ص: 701⦘
بِتَبُوكَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟» فقالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفَيْهِ
(6)
. فقالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ ما قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلًا حَضَرَنِي هَمِّي، وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ: بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا؟ وَاسْتَعَنْتُ على ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأيٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ منه أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَادِمًا، وَكَانَ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَرَكَعَ
(7)
فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا، فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَانِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إلى اللَّهِ، فَجِئْتُهُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قالَ:«تَعَالَ» . فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ
فقالَ لِي: «مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» فَقُلْتُ: بَلَى، إِنِّي وَاللَّهِ
(8)
لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ، لقد عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لَا وَاللَّهِ، ما كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ» . فَقُمْتُ، وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فقالُوا لِي: وَاللَّهِ ما عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لَا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا اعْتَذَرَ به
(9)
الْمُتَخَلِّفُونَ
(10)
، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ. فَوَاللَّهِ ما زَالُوا يُؤَنِّبُونِي
(11)
حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ،
⦗ص: 702⦘
رَجُلَانِ قالَا مِثْلَ ما قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْل ما قِيلَ لَكَ. فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا: مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ. فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، فيهما أُسْوَةٌ
(12)
، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عن كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا، حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا على ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وهو فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا؟ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ، فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ على صَلَاتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إذا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ، مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وهو ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ ما رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ، فَقالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ. قالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، إذا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ، مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ على كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إذا جَاءَنِي دَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ
وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا: وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ. فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا، حَتَّى إذا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ، إذا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ
(13)
صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ. فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قالَ: لَا، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا. وَأَرْسَلَ إلى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الأَمْرِ. قالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قالَ:«لَا، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ» . قالَتْ: إِنَّهُ وَاللَّهِ ما بِهِ حَرَكَةٌ إلى شَيْءٍ، وَاللَّهِ ما زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ما كَانَ إلى يَوْمِهِ هَذَا.
⦗ص: 703⦘
فقالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ، كَمَا أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَسْتَأذِنُ فيها رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا يُدْرِينِي ما يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ؟! فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ، حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِين
(14)
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن كَلَامِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا على ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ على الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ، أَوْفَى على جَبَلِ سَلْعٍ، بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبَُ
(15)
بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ. قالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَأَوْفَى على الْجَبَلِ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ، فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ ما أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، وَانْطَلَقْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنُّونِي
(16)
بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. قالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأنِي، وَاللَّهِ ما قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ. قالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: «أَبْشِرْ بِخَيْرِ
يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ». قالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قالَ:«لَا، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ
(17)
. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ؛ فهو خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا ما بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ ما أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلَاهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ
⦗ص: 704⦘
مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي، ما تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
(18)
} إلى قَوْلِهِ: {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 117 - 119] فَوَاللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ أَنْ
(19)
هَدَانِي لِلإِسْلَامِ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ ما قالَ لِأَحَدٍ، فقالَ تبارك وتعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ
(20)
} إلى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 95 - 96]. قالَ كَعْبٌ: وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ عن أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قالَ اللَّهُ:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} [التوبة: 118] وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عن الْغَزْوِ، إِنَّمَا
(21)
هو تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا، وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا، عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولم يُعاتَبْ أحَدٌ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أهبة عَدُوِّهم» .
(3)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أنَّه» .
(4)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «اشتدَّ الناسُ الجِدَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حتى شَرَعُوا» .
(6)
بهامش (ب، ص) دون رقم: «عِطْفِهِ» . كتبت بالحمرة.
(7)
في (و، ب، ص): «فَيَرْكَعُ» .
(8)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يا رسولَ اللهِ» .
(9)
في (و، ب، ص): «بما اعتذر إليه» .
(10)
في رواية أبي ذر: «المُخَلَّفُونَ» .
(11)
في رواية أبي ذر: «يُؤنِّبونَنِي» .
(12)
ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِسْوَةٌ» .
(13)
في رواية أبي ذر: «رسولٌ لرسولِ الله» .
(14)
بالنصب والجر في متن اليونينية.
(15)
بالفتح رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(16)
في رواية أبي ذر: «يُهَنُّونَنِي» .
(17)
في رواية أبي ذر: «وإلى رسولهِ» . كتبت بالحمرة.
(18)
في رواية أبي ذر زيادة: «{وَالأَنصَارِ}» .
(19)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بعد إذْ» .
(20)
زاد في (ب، ص): «{إِلَيْهِمْ}» مضروبًا عليها، وبهامشهما: كذا الضرب عليها في اليونينية. [للمخرج رسم]
(21)
في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وإنما» .
(80)
نُزُولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحِجْرَ
4419 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالِمٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجْرِ قالَ: «لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ ما أَصَابَهُمْ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ» . ثُمَّ قَنَّعَ رَأسَهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ.
4420 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
لِأَصْحَابِ الْحِجْرِ: «لَا تَدْخُلُوا على هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ
(1)
ما أَصَابَهُمْ».
(1)
لفظة: «مثل» ليست في رواية أبي ذر.
(81)
بابٌ
4421 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عن اللَّيْثِ، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ:
عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ
(1)
بْنِ شُعْبَةَ، قالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقُمْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ -لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قالَ: فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ- فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ
(2)
الْجُبَّةِ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ مَسَحَ على خُفَّيْهِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «مُغِيرةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كُمَّا» .
4422 -
حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ
(1)
: حدَّثني عَمْرُو بْنُ يَحْيَى
(2)
، عن عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ:
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، حَتَّى إذا أَشْرَفْنَا على الْمَدِينَةِ قالَ:«هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» .
4423 -
حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقالَ:«إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟! قالَ:«وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ» .
(82)
بابُ
(1)
كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى كِسْرَى وَقَيْصَرَ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4424 -
حدَّثنا إِسْحَاقُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إلى كِسْرَى، مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إلى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ، فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ
(1)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.
(1)
في رواية أبي ذر والمُستملي: «عليه» .
4425 -
حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن الْحَسَنِ:
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قالَ: لقد نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَما كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ
(1)
مَعَهُمْ، قالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، قالَ:«لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» .
(1)
في رواية أبي ذر: «كدتُ ألحقُ بأصحابِ الجمل فأقاتلُ» .
4426 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ:
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ
(1)
يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ إلى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ سُفْيَانُ مَرَّةً:
مَعَ الصِّبْيَانِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «سمعتُ الزهري يقول: سمعتُ السائِبَ بنَ يزيد» .
4427 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ:
عَنِ السَّائِبِ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إلى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، مَقْدَمَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ.
(83)
بابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ،
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
(1)
} [الزمر: 30 - 31]
(1)
قوله: «{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}» ليس في رواية أبي ذر.
4428 -
وَقالَ
(1)
يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ عُرْوَةُ:
قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ، ما أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السّمِّ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «فقال» .
4429 -
حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
(1)
رضي الله عنهما:
عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ قالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بـ {وَالمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ثُمَّ ما صَلَّى لَنَا بَعْدَهَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.
(2)
4430 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، فقالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ! فَقالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ. فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عن هَذِهِ الآيَةِ: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]. فَقالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ. فَقالَ: ما أَعْلَمُ منها إِلَّا ما تَعْلَمُ
(1)
.
(1)
بهامش اليونينية: «وقال [في رواية أبي ذر: فقال] يونس هاهنا عند أبي ذر» يعني: رواية يونس التي في أول الباب هي بعد حديث محمد بن عرعرة في رواية أبي ذر.
4431 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ
(1)
، عن سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟! اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ، فَقالَ:
⦗ص: 708⦘
«ائتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا
(2)
بَعْدَهُ أَبَدًا». فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فقالُوا: ما شَأنُهُ، أَهَجَرَ؟! اسْتَفْهِمُوهُ؟ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ
(3)
، فَقالَ: «دَعُونِي؛ فَالَّذِي أَنا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي
(4)
إِلَيْهِ». وَأَوْصَاهُمْ بِثَلَاثٍ، قالَ:«أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ» . وَسَكَتَ عن الثَّالِثَةِ، أَوْ قالَ: فَنَسِيتُهَا
(5)
.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عيينة» . قارن بما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تضلون» .
(3)
في رواية أبي ذر: «عنه» .
(4)
في رواية أبي ذر: «تدعونني» .
(5)
هذا الحديث مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد حديث حبان الآتي، ر:4439.
4432 -
حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فقالَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم: «هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا
(2)
بَعْدَهُ».
(3)
فقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا
(4)
بَعْدَهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلَافَ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قُومُوا»
(5)
. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ
(6)
: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، لاِخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ.
(1)
رواية الحَمُّويي: «رسولُ الله» ، وعزاها في (ص) إلى نسخة مطلقًا، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تَضِلُّون» .
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تَضِلُّون» .
(5)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(6)
في رواية أبي ذر: «فكان ابن عباس يقول» .
4433 -
4434 - حدَّثنا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن أَبِيهِ، عن عُرْوَةَ:
⦗ص: 709⦘
عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ عليها السلام فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ
(1)
، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ
(2)
فَضَحِكَتْ، فَسَأَلْنَا
(3)
عن ذَلِكَ، فقالتْ: سَارَّنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ
(4)
يَتْبَعُهُ، فَضَحِكْتُ.
(1)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التي قبض فيها» .
(2)
لفظة: «بشيء» ليست في رواية أبي ذر.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فسألناها» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أهل بيته» .
4435 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ: لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ، يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم} الآيَةَ [النساء: 69] فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.
4436 -
حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سَعْدٍ، عن عُرْوَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَرَضَ
(1)
الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «لما مرض رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَضَه» .
(2)
لفظة: «الأعلى» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.
4437 -
حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: قالَ
(1)
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:
إِنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو صَحِيحٌ يَقُولُ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُحَيَّا
(2)
» أَوْ: «يُخَيَّرَ» . فَلَمَّا اشْتَكَى وَحَضَرَهُ الْقَبْضُ، وَرَأسُهُ على فَخِذِ
⦗ص: 710⦘
عَائِشَةَ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ شَخَصَ بَصَرُهُ
(3)
نَحْوَ سَقْفِ الْبَيْتِ ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» . فَقُلْتُ: إذا لَا يُجَاوِرُنَا
(4)
، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وهو صَحِيحٌ.
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبرني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
بهامش اليونينية: «قال أبو زيد: شَخَصَ البصرُ يَشْخَصُ بالفتح فيهما، ولا أعرف الكسر، وإنِّما الكسر إذا عظم شخصه، قاله عياض» . اهـ. والمعنى: ارتفع وامتد.
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يختارُنا» . كتبت بالحمرة.
4438 -
حدَّثنا
(1)
مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَفَّانُ، عن صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إلى صَدْرِي، وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَأَبَدَّهُ
(2)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ، فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَصَمْتُهُ
(3)
، وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ، ثُمَّ دَفَعْتُهُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَهُ
أَوْ إِصْبَعَهُ ثُمَّ قالَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» ثَلَاثًا، ثُمَّ قَضَى، وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي.
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأمدَّه» .
(3)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فقَضِمْتُه» .
4439 -
حدَّثني
(1)
حِبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبرني عُرْوَةُ:
أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا اشْتَكَى نَفَثَ على نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ
(2)
أَنْفِثُ على نَفْسِهِ
(3)
بِالْمُعَوِّذَاتِ
⦗ص: 711⦘
الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ.
(1)
هذا الحديث مقدم عند أبي ذر إلى ما قبل حديث قتيبة السابق، ر:4431.
(2)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فطفقت» .
(3)
في رواية أبي ذر: «أنفث عنه» .
4440 -
حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:
أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ
(1)
صلى الله عليه وسلم، وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وهو مُسْنِدٌ إِلَيَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ
(2)
».
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولَ الله» .
(2)
بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «الأعلى» . كتبت بالحمرة
4441 -
حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ؛
(1)
اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». قالَتْ عَائِشَةُ: لَوْلَا ذَلِكَ
(2)
لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«ذاك» .
4442 -
4443 - 4444 - 4445 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
قالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ، اسْتَأذَنَ أَزْوَاجَهُ
(2)
أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ وهو بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قالَتْ عَائِشَةُ، فقالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قالَ:
⦗ص: 712⦘
قُلْتُ: لَا. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هو عَلِيٌّ
(3)
.
وَكَانَتْ
(4)
عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(5)
تُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ بَيْتِي وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ قالَ: «هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ، لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ؛ لَعَلِّي أَعْهَدُ إلى النَّاسِ» . فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ: أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ. قالَتْ: ثُمَّ خَرَجَ إلى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ
(6)
وَخَطَبَهُمْ.
وَأَخْبَرَنِي
(7)
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ
(8)
رضي الله عنهم قالَا: لَمَّا نَزَلَ
(9)
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ على وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عن وَجْهِهِ، فقالَ
(10)
: وهو كَذَلِكَ يَقُولُ
(11)
: «لَعْنَةُ اللَّهِ على الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ؛ يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا.
أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: لقد رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَمَا حَمَلَنِي على كَثْرَةِ مُرَاجَعَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِي أَنْ يُحِبَّ النَّاسُ بَعْدَهُ رَجُلًا قَامَ مَقَامَهُ أَبَدًا، وَلَا
(12)
⦗ص: 713⦘
كُنْتُ أُرَى أَنَّهُ لَنْ يَقُومَ أَحَدٌ مَقَامَهُ إِلَّا تَشَاءَمَ النَّاسُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَعْدِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أَبِي بَكْرٍ.
(13)
رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
قوله: «زوج النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي طالب» .
(4)
في رواية أبي ذر: «فكانت» .
(5)
قوله: «زوج النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بهم» .
(7)
في رواية أبي ذر: «وأخبَرَنا» .
(8)
في رواية أبي ذر: «وابن عباس» .
(9)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(10)
لفظة: «فقال» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.
(11)
لفظة: «يقول» ليست في رواية أبي ذر.
(12)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية (ق) ونسخة: «وأن لا» .
(13)
هذا الحديث بطوله في رواية أبي ذر مؤخر عن حديث عبد الله بن يوسف الآتي بعده.
4446 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني ابْنُ الْهَادِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عن أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ، قالَتْ: مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
4447 -
حدَّثني
(1)
إِسْحَاقُ: أخبَرَنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن الزُّهْرِيِّ: أخبرني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ:
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ
(2)
أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ
(3)
، فقالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا
(4)
. فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فقالَ لَهُ: أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا؛ إِنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنَسْأَلْهُ: فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ؟ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا. فقالَ عَلِيٌّ:
⦗ص: 714⦘
إِنَّا وَاللَّهِ لَئِنْ
(5)
سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ،
(6)
وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).
(2)
في رواية أبي ذر: «أنَّ ابنَ عباس» .
(3)
في رواية أبي ذر: «منه» .
(4)
بهامش (ب، ص): غير مهموز في اليونينية. اهـ.
(5)
في متن (ب، ص): «لإن» وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.
(6)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4448 -
حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَا
(1)
هُمْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي لَهُمْ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ
(2)
صلى الله عليه وسلم قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلَاةِ
(3)
، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ على عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إلى الصَّلَاةِ. فقالَ أَنَسٌ:
وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ؛ فَرَحًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ: أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ. ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ.
(1)
في رواية أبي ذر: «بينما» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إلا ورسولُ اللهِ» .
(3)
في رواية أبي ذر: «وهم صُفوفٌ في الصلاة» .
4449 -
حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبرني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: دَخَلَ
(1)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأسِهِ أَنْ: نَعَمْ. فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ
(2)
: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأسِهِ أَنْ: نَعَمْ. فَلَيَّنْتُهُ
(3)
، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ -يَشُكُّ عُمَرُ- فيها مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ
⦗ص: 715⦘
فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ، يَقُولُ:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ» . ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ:«فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» . حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ.
(1)
في (و، ب، ص) زيادة: «عليَّ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«ودخل» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بأمْرِه» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فأَمَرَّه» .
4450 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أخبرني أَبِي:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: «أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ
(1)
أَنَا غَدًا؟» يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ أنْ يَكُونَ
(2)
حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا
(3)
، قالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي. قالَتْ
(4)
: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ
(5)
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ. فَأَعْطَانِيهِ، فَقَضِمْتُهُ
(6)
، ثُمَّ مَضَغْتُهُ، فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَنَّ بِهِ، وهو مُسْتَنِدٌ
(7)
إلى صَدْرِي.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
في (و، ب، ص): «يكونُ» دون «أنْ» .
(3)
هكذا في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«فيها» .
(4)
في متن (ب، ص): «ثم قالت» ورمز على: «ثم» رمز السقوط بالحمرة.
(5)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إليَّ» .
(6)
في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَقَصَمْتُه» .
(7)
في رواية أبي ذر: «مُسْتَسْنِدٌ» . قارن بما في الإرشاد.
4451 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ
(1)
صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَتْ
(2)
إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إذا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ، فَرَفَعَ رَأسَهُ إلى السَّمَاءِ، وَقالَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى، فِي
(3)
الرَّفِيقِ الأَعْلَى». وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ،
⦗ص: 716⦘
فَنَظَرَ إِلَيْهِ
(4)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بها حَاجَةً، فَأَخَذْتُهَا، فَمَضَغْتُ رَأسَهَا، وَنَفَضْتُهَا، فَدَفَعْتُهَا
(5)
إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بها كَأَحْسَنِ ما كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا، فَسَقَطَتْ
(6)
يَدُهُ -أَوْ: سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ- فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ.
(1)
في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .
(2)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وكان» . كتبت بالحمرة.
(3)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(4)
في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إليَّ» .
(5)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فدَفعتُ» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وسقطت» .
4452 -
4453 - 4454 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ:
أَنَّ عَائِشَةَ
أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أَقْبَلَ على فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ
(1)
، حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ على عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي
(2)
، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. قالَ الزُّهْرِيُّ
(3)
: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
(4)
: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ
(5)
يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ. فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ
(6)
وَتَرَكُوا عُمَرَ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، مَنْ
(7)
كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
(8)
فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ
⦗ص: 717⦘
كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قالَ اللَّهُ:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى قَوْلِهِ: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. وَقالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا منه النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ
(9)
: أَنَّ عُمَرَ قالَ: وَاللَّهِ
(10)
ما هو إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ
(11)
، حَتَّى ما تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إلى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا؛ عَلِمْتُ
(12)
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ.
(1)
بهامش اليونينية: «السُّنُح» بضم السين المهملة والنون وآخره حاء [في (ن): وآخر حاء] مهملة، قاله الحافظ أبو عبيد، وقال الحافظ الحازمي كذلك، قال: ويقال بسكون النون، وقال الحافظ اليحصبي: كان أبو ذر يقوله بالسكون.
(2)
في رواية أبي ذر: «بأبي وأمي أنت» .
(3)
قوله: «قال الزهري» ليس في رواية أبي ذر.
(4)
في رواية أبي ذر: «عن ابن عباس» .
(5)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الخطاب» .
(6)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليه» .
(7)
في رواية أبي ذر والأصيلي: «فمن» .
(8)
قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(9)
في رواية أبي ذر: «فأخبرني ابن المسيب» .
(10)
قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر.
(11)
في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَعُقِرْتُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَقُعِرْتُ» . قال في الفتح: وهو خطأ والصواب الأول. وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): قال الحافظ أبو ذر: فعَقرتُ بفتح العين وكسر القاف وسكون الراء المهملة، كما في الأصل تراه، وهو بمعنى: دَهِشْتُ. اهـ.
(12)
قوله: «عَلِمْتُ» ثابت في رواية أبي ذر. وهو مهمش في (ب، ص).
4455 -
4456 - 4457 - حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عن سُفْيَانَ، عن مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:
عن عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَوْتِهِ
(1)
.
(1)
في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بعدَ ما مات» .
4458 -
حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا يَحْيَى، وَزَادَ:
قالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ: لَا تَلُدُّونِي. فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ
(1)
الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَلَمَّا أَفَاقَ قالَ: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي
(2)
؟!» قُلْنَا: كَرَاهِيَةُ
(3)
الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَقالَ:
⦗ص: 718⦘
رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(1)
في رواية أبي ذر: «كراهيةَ» .
(2)
في رواية أبي ذر: «تَلُدُّنِّي» .
(3)
في رواية أبي ذر: «كراهيةَ» .
4459 -
حدَّثنا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا أَزْهَرُ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:
ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(2)
أَوْصَى إلى عَلِيٍّ، فقالتْ: مَنْ قالَهُ؟! لقد رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إلى صَدْرِي، فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَانْخَنَثَ، فَمَاتَ، فَمَا شَعَرْتُ، فَكَيْفَ أَوْصَى إلى عَلِيٍّ؟!
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
4460 -
حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عن طَلْحَةَ، قالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أوْصَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟
فَقالَ: لَا. فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ على النَّاسِ الْوَصِيَّةُ؟ أَوْ: أُمِرُوا بِهَا؟ قالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.
4461 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قالَ: ما تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً.
4462 -
حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن ثَابِتٍ:
عَنْ أَنَسٍ قالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فقالتْ فَاطِمَةُ
(1)
: وَاكَرْبَ أَبَاهْ. فقالَ لَهَا: «لَيْسَ على أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ» . فَلَمَّا مَاتَ قالَتْ: يَا أَبَتَاهْ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهْ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إلى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ
(2)
. فَلَمَّا دُفِنَ قالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ
⦗ص: 719⦘
أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟!
(1)
زاد في (ب، ص): «عليها السلام» .
(2)
هكذا في (ن)، إلَّا أنَّه أهمل ضبط «أباه» ، وفي (ص): «أباهْ
…
دعاهُ
…
»، وفي (و، ق): «أباهُ
…
أبتاهُ [في المواضع الثلاث]
…
دعاهُ
…
مأواهُ
…
ننعاهُ»، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ب): «أباهْ
…
أبتاهْ [في المواضع الثلاث]
…
دعاهُ
…
مأواهُ
…
ننعاهُ».
(84)
بابُ آخِرِ ما تَكَلَّمَ
(1)
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(1)
بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، وفي بعض النسخ:«تكلم به» . اهـ، وهو المثبت في متن (و، ق).
4463 -
حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا
(1)
عَبْدُ اللَّهِ: قالَ يُونُسُ: قالَ الزُّهْرِيُّ: أخبرني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ:
أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وهو صَحِيحٌ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ» . فَلَمَّا نَزَلَ
(2)
بِهِ، وَرَأسُهُ عَلَى
(3)
فَخِذِي، غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إلى سَقْفِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قالَ:«اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» . فَقُلْتُ: إذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وهو صَحِيحٌ، قالَتْ: فَكَانَتْ
(4)
آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» .
(1)
في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(3)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في» .
(4)
في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكان» .
(85)
بابُ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
4464 -
4465 - حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:
عن عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا.
4466 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
(1)
:
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وهو ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ
(2)
.
قالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِثْلَهُ.
(1)
قوله: «بن الزبير» ليس في رواية أبي ذر.
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(86)
بابٌ
4467 -
حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ
(1)
.
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية غير أبي ذر زيادة:«يعني صاعًا من شعير» .
(87)
بابُ
(1)
بَعْثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ
(1)
لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.
4468 -
حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ
(1)
، عن الْفُضَيْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَة، عَنْ سَالِمٍ:
عن أَبِيهِ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ، فقالُوا فِيهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ، وَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ» .
(1)
قوله: «بن مخلد» ليس في رواية أبي ذر، وفي (ب، ص) أن قوله: «الضحاك بن مخلد» ليس في روايته.
4469 -
حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا
(1)
مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«إِنْ تَطْعنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» .
(1)
في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .
(88)
بابٌ
4470 -
حدَّثنا أَصْبَغُ: أخبرني ابْنُ وَهْبٍ: أخبرني عَمْرٌو
(1)
، عن ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أَبِي الْخَيْرِ:
عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قالَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ قالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ مُهَاجِرِينَ، فَقَدِمْنَا الْجُحْفَةَ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَقُلْتُ لَهُ: الْخَبَرَ. فَقالَ: دَفَنَّا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ خَمْسٍ. قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ
⦗ص: 721⦘
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ شَيْئًا؟ قالَ: نَعَمْ، أخبرني بِلَالٌ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ
(2)
فِي السَّبْعِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ.
(1)
في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الحارث» .
(2)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(89)
بابُ
(1)
: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟
(1)
ضبطت في (ق، ب، ص) بالتنوين، ولفظة:«باب» ليست في رواية أبي ذر.
4471 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:
سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه: كَمْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: كَمْ غَزَا رسولُ الله
(1)
صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ.
(1)
في (و، ب، ص): «النَّبِيُّ» .
4472 -
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:
حدَّثنا الْبَرَاءُ رضي الله عنه قالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ.
4473 -
حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن كَهْمَسٍ، عن ابْنِ بُرَيْدَةَ:
عن أَبِيهِ قالَ: غَزَا
(1)
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً.
(2)
(1)
صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(2)
بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثالث عشر بقراءة جمال الدين ابن الصَّابوني بالمدرسة المنصورية، وذلك في يوم الاثنين السادس عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتب أحمد بن عبد الوهاب البكريُّ.