المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب التفسير بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) - صحيح البخاري - ن عطاءات العلم - جـ ٤

[البخاري]

فهرس الكتاب

‌كتاب التفسير

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(1)

(1)

البسملة مقدَّمة على الكتاب في رواية أبي ذر، وفي روايته ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«كتاب تفسير القرآن» .

ص: 5

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(1)

: اسْمَانِ مِنَ الرَّحْمَةِ، الرَّحِيمُ وَالرَّاحِمُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، كَالْعَلِيمِ وَالْعَالِمِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ» .

ص: 5

(1)

‌ بابُ

(1)

ما جَاءَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ

وَسُمِّيَتْ أُمَّ

(2)

الْكِتَابِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ.

وَالدِّينُ

(3)

: الْجَزَاءُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ.

وَقال مُجَاهِدٌ: {بِالدِّينِ} [الماعون: 1]: بِالْحِسَابِ. {مَدِينِينَ} [الواقعة: 86]: مُحَاسَبِينَ.

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر ولا في نسخة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُمُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «الدِّين» دون عطف.

ص: 5

4474 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

، عن حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم

(2)

} [الأنفال: 24]. ثُمَّ قال لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ

(3)

فِي الْقُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ

(4)

مِنَ الْمَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟! قالَ: «{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» .

(1)

في متن (و، ب، ص): «قالَ: حدَّثني خُبيبُ بنُ عبد الرحمن» . ولفظة: «قال» ليست في (و).

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{لِمَا يُحْيِيكُمْ}» .

(3)

في نسخة: «سُورةٍ» .

(4)

في متن (و، ب، ص): «تَخْرُجَ» .

ص: 5

4475 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن سُمَيٍّ، عن أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا قالَ الإِمَامُ: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [آية: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .

ص: 6

«(2» )‌

‌ سُورَةُ الْبَقَرَةِ

(1)

ص: 6

(1)

‌{وَعَلَّمَ

(1)

آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}

[آية: 31]

ص: 6

4476 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عن أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَقال لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَةَ، عن أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَجْتَمِعُ

(2)

الْمُؤمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إلى رَبِّنَا. فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو

(3)

النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي

(4)

، ائْتُوا

(5)

نُوحًا؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلى أَهْلِ الأَرْضِ. فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ

(6)

ما لَيْسَ له بِهِ عِلْمٌ

(7)

فَيَسْتَحِي

(8)

، فَيَقُولُ: ائْتُوا (5) خَلِيلَ الرَّحْمَنِ. فَيَأتُونَهُ

فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمُ، ائْتُوا (5) مُوسَى؛ عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ

⦗ص: 7⦘

التَّوْرَاةَ. فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَيَسْتَحِي

(9)

مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ: ائْتُوا (5) عِيسَى؛ عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوْحَهُ. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(10)

؛ عَبْدًا

(11)

غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأتُونِي

(12)

، فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأذِنَ على رَبِّي فَيُؤذَنُ

(13)

، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ

(14)

سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي ما شَاءَ اللَّهُ

(15)

، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ رَأسَكَ

(16)

، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي -مِثْلَهُ- ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: ما بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ».

قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «إِلَّا

(17)

مَنْ

(18)

حَبَسَهُ الْقُرْآنُ»، يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:{خَالِدِينَ فِيهَا} [آية: 162].

(1)

قوله: «بن إبراهيم» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «ويجتمع» .

(3)

في (ب، ص): «أبُ» ، وبهامش (ص): كذا في اليونينية: «أب» بغير واو.

(4)

في رواية أبي ذر: «فَيَسْتَحْيِي» .

(5)

في اليونينية بضبطين: المثبت و: «ايتوا» .

(6)

في حاشية الأصل: «لربه» .

(7)

في (ن): «ما لَيْسَ لَهُ بِعِلْمٍ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «فَيَسْتَحْيِي» .

(9)

في رواية أبي ذر: «فَيَسْتَحْيِي» .

(10)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

(11)

في رواية أبي ذر: «عبدٌ» .

(12)

في رواية أبي ذر: «فيأتونَنِي» .

(13)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فيؤْذنَ» . وبهامش (ب): في أصول كثيرة بعد قوله: «فيؤذن» لفظ: «لي» .

(14)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(15)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(16)

قوله: «رأسك» ليس في رواية أبي ذر.

(17)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(18)

قوله: «إلَّا من» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 6

(2)

بابٌ

قال مُجَاهِدٌ: {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [آية: 14]: أَصْحَابِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ. {مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ} [آية: 19]: اللَّهُ جَامِعُهُمْ.

(1)

{عَلَى الْخَاشِعِينَ} [آية: 45]: على الْمُؤْمِنِينَ حَقًّا.

⦗ص: 8⦘

قال مُجَاهِدٌ

(2)

: {بِقُوَّةٍ} [آية: 63]: يَعْمَلُ

(3)

بِمَا فِيهِ.

(4)

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{صِبْغَةَ} [آية: 138]: دِينَ» . كتبت بالحمرة، ولم تضبط في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص): بتنوين الرفع، وتأخر تخريج زيادتها فيهما إلى ما بعد قوله:«يَعْمَلُ بِمَا فِيهِ» .

(2)

قوله: «قال مجاهد» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَعْمَلُ» .

(4)

من قوله أول الباب: «قال مجاهد» إلى قوله: «بما فيه» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وقال أبو العالية: {مَّرَضٌ} [آية: 10]: شَكٌ. {وَمَا خَلْفَهَا} [آية: 66]: عِبْرَةٌ لِمَنْ بَقِي. {لاَّ شِيَةَ} [آية: 71]: لا بَياضَ.

وقالَ غيرُهُ: {يَسُومُونَكُمْ} [آية: 49] يُولُونَكُمْ، الوَلايةُ مفتوحة: مصدر الوَلاء، وهي الرُّبُوبِيَّةُ، إذا كُسِرَتِ الواوُ فهي الإِمارةُ.

وقالَ بَعْضُهمْ: الحُبُوبُ الَّتِي تُؤْكلُ كلُّها فُومٌ.

وقالَ قَتادةُ: {فَبَآؤُواْ} [آية: 90]: فانقَلَبُوا.

وقالَ غيرُهُ: {يَسْتَفْتِحُونَ} [آية: 89]: يَسْتَنْصِرُونَ. {شَرَوْاْ} [آية: 102]: باعُوا. {رَاعِنَا} [آية: 104] مِن الرُّعونة، إذا أرادُوا أن يُحمِّقُوا إِنْسَانًا قالوا: راعِنَا. {لاَّ تَجْزِي} [آية: 123]: لا تُغْنِي. {خُطُوَاتِ} [آية: 168] مِن الخَطْو، والمعنى آثارُه».

ص: 7

(1)

قوله: «قوله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 8

4477 -

حدثني

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائلٍ، عن عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ» . قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ: «وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 8

(4)

‌ وقَوْلُهُ تَعالَى

(1)

: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى

(2)

كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [آية: 57]

وَقال مُجَاهِدٌ: الْمَنُّ صَمْغَةٌ، وَالسَّلْوَى الطَّيْرُ.

(1)

قوله: «وقوله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {يَظْلِمُونَ}» بدل إتمام الآية، وخرَّج في (ب، ص) لهذه الزيادة بعد قوله: {كُلُواْ} .

ص: 9

4478 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ، عن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ:

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .

ص: 9

(5)

‌ بابٌ: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ

(1)

رَغَداً

وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ

وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [آية: 58]

(2)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها. و {شِئْتُمْ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلفٍ عنه.

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{رَغَداً}: وَاسِعٌ ًا كَثِيرًٌا» (ن، و)، وأُثبتت هذه الزيادة في (ب، ص) في المتن، وضُبطت بالرفع والنصب معًا.

ص: 9

4479 -

حدثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عن ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ} [آية: 58] فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ على أَسْتَاهِهِمْ، فَبَدَّلُوا، وَقَالُوا: حِطَّةٌ، حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ» .

ص: 9

(6)

‌ قَوْلُهُ

(1)

: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ

(2)

} [آية: 97]

وَقال عِكْرِمَةُ: جَبْرَ وَمِيكَ وَسَرَافِ

(3)

: عَبْدٌ. إِيلْ

(4)

: اللَّهُ

(5)

.

(1)

في رواية [ق]: «بابٌ: قولُهُ» ، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ» دون لفظة: «قولُهُ» .

(2)

أهمل ضبط الجيم في كلِّ الأصول، وضبطها في (ق) بالفتح والكسر معًا، وبالفتح قرأ ابن كثير، وبكسرها قرأ أبو عمرو ونافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب.

(3)

صحَّح على الألفاظ الثلاثة في اليونينيَّة.

(4)

في (و، ق): «إِيلُ» بالضمِّ.

(5)

في (ب، ص): «ألله» بهمزة قطع.

ص: 10

4480 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عن ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدَ إلى أَبِيهِ أَوْ إلى أُمِّهِ؟ قالَ: «أخبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا» . قالَ: جِبْرِيلُ؟! قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائكَةِ. فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: «{مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ

(3)

} [آية: 97] أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إلى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ

(4)

الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ

(5)

، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ». قالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُونِي. فَجَاءَتِ الْيَهُودُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ؟» قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا. قالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ

(6)

؟» فقالوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فقالوا: شَرُّنَا

⦗ص: 11⦘

وَابْنُ شَرِّنَا. وَانْتَقَصُوهُ

(7)

، قالَ: فَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِمَقْدَمِ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مَقْدَمَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{بِإِذْنِ اللّهِ}» .

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أولُ طعامٍ يأكلهُ أهْلُ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الحُوتِ» .

(6)

قوله: «بن سلام» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «فانتقصوه» .

ص: 10

(7)

‌ بابُ قَوْلِهِ: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا

(1)

} [آية: 106]

(1)

هكذا على قراءة أبي عمرو وابن كثير، وفي رواية أبي ذر:«{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا}» .

ص: 11

4481 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن حَبِيبٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَأَقْضَانَا

(2)

عَلِيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ

(3)

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا

(4)

} [آية: 106].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «سَمِعْتُ» .

(4)

هكذا على قراءة أبي عمرو وابن كثير، وفي رواية أبي ذر:«{نُنسِهَا}» على قراءة الجمهور.

ص: 11

4482 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ

(1)

، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ

إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «ولم يكن ذلك له» .

ص: 11

(9)

‌ قَوْلُهُ

(1)

: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

[آية: 125]

{مَثَابَةً} [آية: 125]: يَثُوبُونَ: يَرْجِعُونَ.

(1)

في حاشية الأصل: «باب قوله» (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ» بدل: «قوله» .

ص: 11

4483 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: قالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ اللَّهَ

(1)

فِي ثَلَاثٍ -أَوْ: وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ- قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ

(2)

مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ، قالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ نِسَائِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ، قُلْتُ

(3)

: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ

(4)

اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(5)

خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ، قالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(6)

ما يَعِظُ نِسَاءَهُ، حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الآيَةَ [التحريم: 5].

وَقال ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثني حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عن عُمَرَ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وافَقْتُ رَبِّي» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فقلتُ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَيُبْدِلَنَّ» .

(5)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

(6)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

ص: 12

(10)

‌ قَوْلُهُ تَعَالَى

(1)

: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آية: 127]

الْقَوَاعِدُ: أَسَاسُهُ، وَاحِدَتُهَا قَاعِدَةٌ. {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء} [النور: 60]: وَاحِدُهَا

(2)

قَاعِدٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌُ» بدل: «قوله تعالى» .

(2)

في رواية أبي ذر: «واحدتها» .

ص: 12

4484 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ:

عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ بَنَوُا الْكَعْبَةَ وَاقْتَصَرُوا عن قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟!» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرُدُّهَا

(1)

على قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ قالَ: «لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ» . فقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحِجْرَ،

⦗ص: 13⦘

إِلَّا أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ على قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ألا تردَّها» بالنصب.

ص: 12

(11)

‌{قُولُواْ

(1)

آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا}

[آية: 136]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {قُولُواْ

}».

ص: 13

4485 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعَبْرَانِيَّةِ

(2)

، وَيُفَسِّرُونَهَا

بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الإِسْلَامِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ

(3)

}» الآيَةَ [آية: 136].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِالْعِبْرَانِيَّةِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{إِلَيْنَا}» ولفظة: «الآية» بعدها ليست في روايته.

ص: 13

(12)

‌{سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ

(1)

الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آية: 142]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 13

4486 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعَ زُهَيْرًا، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه: أَنَّ النبيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم صَلَّى إلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا

(2)

، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَإِنَّهُ صَلَّى -أَوْ

(3)

: صَلَّاهَا- صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ على أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ، قالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ، لقد صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ. فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَكَانَ الَّذِي مَاتَ على الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا، لَمْ نَدْرِ ما نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ

(4)

إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [آية: 143].

(1)

في رواية الحَمُّويي: «رَسُولَ اللَّهِ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص).

(2)

لفظة: «شهرًا» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 13

(13)

‌{وَكَذَلِكَ

(1)

جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ

وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [آية: 143]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِهِ: {وَكَذَلِكَ

}».

ص: 14

4487 -

حدَّثنا

(1)

يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ وَأَبُو أُسَامَةَ-وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ- عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي صَالِحٍ -وَقال أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ-:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: ما أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ

(2)

أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ

(3)

: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [آية: 143]». وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَيَشْهَدُونَ» .

(3)

قوله: «جلَّ ذكره» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

ص: 14

(14)

‌{وَمَا جَعَلْنَا

(1)

الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ

(2)

مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [آية: 143]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَمَا جَعَلْنَا

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 14

4488 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: بَيْنَا النَّاسُ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ قُبَاء

(1)

، إِذْ جَاءَ جَائِيٍ

(2)

فَقالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُرْآنًا أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا.

فَتَوَجَّهُوا إلى الْكَعْبَةِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: «قُبَاءٍ» ، و «قُبَاءَ» .

(2)

هكذا رسمت في (و، ب، ص)، وفي (ن):«جايٍ» .

ص: 14

(15)

‌ بابٌ

(1)

: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء

(2)

}

إلى {عَمَّا تَعْمَلُونَ

(3)

} [آية: 144]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}» ، وفي (ب، ص) أن زيادته هذه بدل قوله: «إلى {عَمَّا تَعْمَلُونَ}» .

(3)

بالتاء على قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وأبي جعفر وروح.

ص: 15

4489 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عن أَبِيهِ، عن أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي.

ص: 15

(16)

‌{وَلَئِنْ

(1)

أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ

مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ}

(2)

إلى قَوْلِهِ: {إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [آية: 145]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل بقية الترجمة.

ص: 15

4490 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:

عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ، جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ، أَلَا فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إلى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إلى الْكَعْبَةِ.

ص: 15

(17)

‌{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ

وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ} إلى قَوْلِهِ: {مِنَ الْمُمْتَرِينَ}

(1)

[آية: 146 - 147]

ص: 15

4491 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عن ابْنِ عُمَرَ قالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الْكَعْبَةِ.

ص: 15

(18)

‌{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا

(1)

فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ

أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آية: 148]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 16

4492 -

حدثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ: حدَّثني أَبُو إِسْحَاقَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ -أَوْ: سَبْعَةَ عَشَرَ- شَهْرًا، ثُمَّ صَرَفَهُ

(2)

نَحْوَ الْقِبْلَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُرِفُوا» .

ص: 16

(19)

‌{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

(1)

وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آية: 149]

شَطْرهُ

(2)

: تِلْقَاؤُهُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الرَّاء وضَمِّها.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 16

4493 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: بَيْنَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ، إِذْ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقالَ: أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، فَأُمِرَ

(1)

أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَاسْتَدَارُوا

(2)

كَهَيْئَتِهِمْ، فَتَوَجَّهُوا إلى الْكَعْبَةِ، وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إلى الشَّامِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وأُمِرَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فاستداروا» .

ص: 16

(20)

‌{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ

(1)

} إلى قَوْلِهِ

(2)

: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آية: 149 - 150].

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ بعد هذا زيادة:«{شَطْرَهُ} تِلْقاؤُه» .

(2)

لفظة: «قوله» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 16

4494 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، عن مَالِكٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

⦗ص: 17⦘

عن ابْنِ عُمَرَ قالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ

(2)

، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الْقِبْلَةِ

(3)

.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «إلى الكَعْبَةِ» .

ص: 16

(21)

‌{إِنَّ الصَّفَا

(1)

وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائرِ اللّهِ

فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [آية: 158]

شَعَائِرُ

(2)

: عَلَامَاتٌ، وَاحِدَتُهَا شَعِيرَةٌ.

وَقال ابْنُ عَبَّاسٍ: الصَّفْوَانُ: الحجارةُ

(3)

.

وَيُقَالُ: الْحِجَارَةُ الْمُلْسُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَالْوَاحِدَةُ صَفْوَانَةٌ، بِمَعْنَى الصَّفَا، وَالصَّفَا لِلْجَمِيعِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِهِ: {إِنَّ الصَّفَا

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «الشعائر» .

(3)

في متن (و، ب، ص): «الْحَجَرُ» .

ص: 17

4495 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ قالَ:

قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [آية: 158]؟ فَمَا أُرَى

(1)

على أَحَدٍ شَيْئًا أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا؟ فقالت عَاِئشَةُ: كَلَّا، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ، كَانَتْ: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلَّا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ، وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ

⦗ص: 18⦘

فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [آية: 158]

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «أَرَى» .

(2)

قول ابن عباس رضي الله عنهما وهذا الحديث ثابتان في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي (ن، و، ق) علَّم على قوله: «وقال» أول الأثر فقط علامة أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ دون أن يُعَلِّمَ على باقي الأثر والحديث.

ص: 17

4496 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عن الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقالَ: كُنَّا نَرَى

(1)

أَنَّهُمَا مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الإِسْلَامُ أَمْسَكْنَا عَنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ

(2)

} إلى قَوْلِهِ: {أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [آية: 158].

ص: 18

(22)

‌{وَمِنَ النَّاسِ

(1)

مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً

(2)

} [آية: 165] أَضْدَادًا، وَاحِدُهَا نِدٌّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَمِنَ النَّاسِ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} يعني» .

ص: 18

4497 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ مَاتَ وهو يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» . وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ وهو لَا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

ص: 18

(23)

‌{يَا أَيُّهَا

(1)

الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى

(2)

الْحُرُّ بِالْحُرِّ} إلى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آية: 178]

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَا أَيُّهَا .. }» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {أَلِيمٌ}» بدل إتمام الترجمة.

(3)

في متن (ب، ص) زيادة: «{عُفِيَ} [البقرة: 178]: تُرِكَ» ورمز عليها أنها ليست في نسخة.

ص: 18

4498 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، قالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، قالَ:

⦗ص: 19⦘

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ

رضي الله عنهما يَقُولُ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فقال اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} يَتَّبِعُ

(1)

بِالْمَعْرُوفِ وَيُؤَدِّي بِإِحْسَانٍ {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} مِمَّا كُتِبَ على مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آية: 178] قَتَلَ بَعْدَ قَبُولِ الدِّيَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُتْبَعُ» ، قارن بما في الإرشاد.

ص: 18

4499 -

ثلاثي- حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ» .

(1)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 19

4500 -

حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَعَرَضُوا الأَرْشَ فَأَبَوْا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَوْا إِلَّا الْقِصَاصَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقِصَاصِ، فقالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟! لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ» . فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» .

ص: 19

(24)

‌ بابٌ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [آية: 183]

ص: 19

4501 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قالَ:«مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ» .

ص: 19

4502 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَانَ عَاشُورَاءُ يُصَامُ قَبْلَ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قالَ

(2)

: «مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 20

4503 -

حدثني مَحْمُودٌ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرَائِيلَ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ قالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ وهو يَطْعَمُ، فَقالَ: الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ!؟ فَقالَ: كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ

(1)

رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ

(2)

تُرِكَ، فَادْنُ فَكُلْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُنْزَلَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 20

4504 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَني أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ،

فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ، وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ.

ص: 20

(25)

‌{أَيَّامًا

(1)

مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ

فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [آية: 184]

وَقال عَطَاءٌ: يُفْطِرُ مِنَ الْمَرَضِ كُلِّهِ، كَمَا قال اللَّهُ تَعَالَى.

وَقال الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ فِي الْمُرْضِعِ وَالْحَامِلِ

(2)

: إذا خَافَتَا على أَنْفُسِهِمَا أَوْ وَلَدِهِمَا تُفْطِرَانِ ثُمَّ تَقْضِيَانِ.

⦗ص: 21⦘

وَأَمَّا الشَّيْخُ الْكَبِيرُ إذا لَمْ يُطِقِ الصِّيَامَ، فَقَدْ أَطْعَمَ أَنَسٌ بَعْدَما كَبِرَ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ، كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، خُبْزًا وَلَحْمًا، وَأَفْطَرَ.

قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ: {يُطِيقُونَهُ} [آية: 184] وهو أَكْثَرُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {أَيَّامًا

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «أوِ الحامل» .

ص: 20

4505 -

حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا رَوْحٌ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن عَطَاءٍ: سَمِعَ

(1)

ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ

(2)

: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ

(3)

فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [آية: 184]. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هو الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ، لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَلْيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنه سمع» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «يقول» .

(3)

في حاشية الأصل زيادة: «فلا يُطِيقونه» ، وبقراءة ابن عباس رضي الله عنهما قرأ أبو بكر الصديق وابن مسعود وعائشة رضي الله عنهم وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء وأيوب السختياني، انظر معجم القراءات 1:250.

ص: 21

4506 -

حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَرَأَ: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ

(1)

} [آية: 184]. قالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ.

(1)

هكذا على قراءة هشام، وفي رواية أبي ذر:«{فِدْيَةُ طَعامِ مَسَاكِينَ}» على قراءة نافع وابن ذكوان وأبي جعفر.

ص: 21

4507 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عن عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [آية: 184] كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا.

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قالَ أبو عبدِ اللهِ: مَاتَ بُكَيْرٌ قَبْلَ يَزِيدَ» وأثبت قوله: «مَاتَ بُكَيْرٌ قَبْلَ يَزِيدَ» في متن (ب، ص).

ص: 21

(27)

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ

(1)

هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ} [آية: 187]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ}» بدل إتمام الآية.

ص: 22

4508 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عن الْبَرَاءِ -وَحَدَّثَنَا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنِي

(2)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه: لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ، كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ

(3)

وَعَفَا عَنكُمْ} [آية: 187].

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 22

(28)

‌{وَكُلُواْ

(1)

وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ

مِنَ الْفَجْرِ

(2)

ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}

إلى قَوْلِهِ: {يَتَّقُونَ} [آية: 187]

الْعَاكِفُ: الْمُقِيمُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {وَكُلُواْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الترجمة.

(3)

قوله: «العاكف المقيم» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.

ص: 22

4509 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَدِيٍّ قالَ: أَخَذَ عَدِيٌّ عِقَالًا أَبْيَضَ وَعِقَالًا أَسْوَدَ، حَتَّى كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ نَظَرَ، فَلَمْ يَسْتَبِينَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلْتُ تَحْتَ وِسَادَتِي

(1)

، قالَ: «إِنَّ وِسَادَكَ إذًا لَعَرِيضٌ؛

⦗ص: 23⦘

أَنْ كَانَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَتِكَ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وِسادِي» ، وفي رواية الأصيلي زيادة:«عِقالَيْنِ» .

ص: 22

4510 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مُطَرِّفٍ، عن الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(2)

قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ، أَهُمَا الْخَيْطَانِ؟ قالَ:«إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ» . ثُمَّ قالَ: «لَا، بَلْ هو سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في اليونينية بين الأسطر زيادة: «رضي الله عنه» .

ص: 23

4511 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: حَدَّثَنِي

(1)

أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: وَأُنْزِلَتْ

(2)

: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} وَلَمْ يُنْزَلْ

(3)

{مِنَ الْفَجْرِ} [آية: 187] وَكَانَ رِجَالٌ إذا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَا يَزَالُ يَأكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ

(4)

: {مِنَ الْفَجْرِ} [آية: 187] فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أُنْزِلَتْ» دون عطف.

(3)

في رواية أبي ذر: «يَنْزِلْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «بَعْدُ» .

(5)

بهامش (ب، ص): في نسخ كثيرة: «والنهار» وفي بعضها: «من النهار» كما في هذا الأصل. اهـ. زاد في (ص): فالله أعلم إن نقلها من اليونينية أو سبق قلم. اهـ.

ص: 23

(29)

‌{وَلَيْسَ

(1)

الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا

وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى

(2)

وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آية: 189]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَلَيْسَ

}» ورمز في (ب، ص) إلى أنَّ الواو ليست في روايته.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 23

4512 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: كَانُوا

⦗ص: 24⦘

إذا أَحْرَمُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَتَوُا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَيْسَ

(1)

الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [آية: 189].

(1)

في رواية أبي ذر: «{لَيْسَ}» .

ص: 23

(30)

‌{وَقَاتِلُوهُمْ

(1)

حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ

فَإِنِ انتَهَواْ فَلَا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [آية: 193]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَقَاتِلُوهُمْ

}».

ص: 24

4513 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقالَا: إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا

(2)

وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ، وَصَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ؟! فَقالَ: يَمْنَعُنِي أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ

(3)

دَمَ أَخِي. فَقالَا

(4)

: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [آية: 193]؟! فَقالَ: قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، وَكَانَ الدِّينُ لِلَّهِ، وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ.

4514 -

4515 - وَزَادَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، عن ابْنِ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني فُلَانٌ

(5)

وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عن بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ: أَنَّ بُكَيْرَ

ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافعٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ما حَمَلَكَ على أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا، وَتَتْرُكَ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، قَدْ

(6)

عَلِمْتَ ما رَغَّبَ اللَّهُ فِيهِ؟! قالَ: يَا ابْنَ أَخِي، بُنِيَ الإِسْلَامُ على خَمْسٍ: إِيمَانٍ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالصَّلَاةِ الْخَمْسِ، وَصِيَامِ شهرِ

(7)

رَمَضَانَ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ. قالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا تَسْمَعُ ما ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(8)

اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا

⦗ص: 25⦘

بَيْنَهُمَا} إِلَى {أَمْرِ اللَّهِ}

(9)

[الحجرات: 9] {

(10)

قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [آية: 193]؟! قالَ: فَعَلْنَا على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ الإِسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ: إِمَّا قَتَلُوهُ، وَإِمَّا يُعَذِّبُوهُ

(11)

، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ. قالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قالَ: أَمَّا عُثْمَانُ فكانَ اللهُ

(12)

عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَعْفُوا

(13)

عَنْهُ. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَقالَ: هَذَا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ضُيِّعُوا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «قالا» .

(5)

بهامش اليونينية دون رقم: «هو ابن لهيعة» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وقد» .

(7)

لفظة: «شهر» ليست في (و، ب، ص).

(8)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(9)

في رواية أبي ذر: «{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}» .

(10)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(11)

في رواية أبي ذر: «يُعَذِّبُونَهُ» .

(12)

ضبطت في متن اليونينية بالوجهين: الأول المثبت، والثاني:«فَكَأَنَّ اللَّهَ»

(13)

في رواية أبي ذر: «أنْ يَعْفُوَ» .

ص: 24

(31)

‌{وَأَنفِقُواْ

(1)

فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آية: 195].

التَّهْلُكَةُ وَالْهَلَاكُ وَاحِدٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَولِه: {وَأَنفِقُواْ

}».

ص: 25

4516 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا النَّضْرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ:{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [آية: 195]. قالَ: نَزَلَتْ فِي النَّفَقَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 25

(32)

‌{فَمَن

(1)

كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَأسِهِ

(2)

} [آية: 196]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {فَمَن

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 25

4517 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ قالَ:

قَعَدْتُ إلى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ- فَسَأَلْتُهُ عَنْ فِدْيَةٍ مِنْ

⦗ص: 26⦘

صِيَامٍ

(1)

؟ فَقالَ: حُمِلْتُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ على وَجْهِي، فَقالَ:«مَا كُنْتُ أُرَى أَنَّ الْجَهْدَ قَدْ بَلَغَ بِكَ هَذَا، أَمَا تَجِدُ شَاةً؟» قُلْتُ: لَا. قالَ: «فصُمْ

(2)

ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ، وَاحْلِقْ رَأسَكَ». فَنَزَلَتْ فِيَّ خَاصَّةً، وَهيَ لَكُمْ عَامَّةً

(3)

.

(1)

ضبطت في متن (ب): «{فِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ} [البقرة: 196]» على لفظ الآية، وضبطت في (ص) بالضبطين.

(2)

في متن (و، ب، ص): «صُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «عامةٌ» .

ص: 25

(33)

‌{فَمَن

(1)

تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}

[آية: 196]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَمَن

}».

ص: 26

4518 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قالَ: أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَفَعَلْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَنْزِلْ

(1)

قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَلَمْ

(2)

يَنْهَ

(3)

عَنْهَا حَتَّى مَاتَ، قال رَجُلٌ

(4)

بِرَأيِهِ ما شَاءَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُنْزَلْ» (ن)، وهو المثبت في متن (و، ب، ص) دون ذكر اختلاف، وأثبت في (و) كلا الضبطين دون عزو.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فلم» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يُنْهَ» .

(4)

بهامش اليونينية: قال محمد: يقال إنه عمر. اهـ.

ص: 26

(34)

‌{لَيْسَ

(1)

عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}

[آية: 198]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَيْسَ

}».

ص: 26

4519 -

حدثني مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنِي

(1)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَتْ عُكَاظُ

(2)

⦗ص: 27⦘

وَمَجَنَّةُ وَذُوْ الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ

(3)

، فَتَأَثَّمُوا أَنْ يَتَّجِرُوا فِي الْمَوَاسِمِ، فَنَزَلَتْ:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ} .

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

بهامش اليونينية: «عكاظ» يصرف في لغة أهل الحجاز، وبنو تميم لا يصرفونه. من المحكم. اهـ.

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أسْواقَ الجاهِلِيَّةِ» .

ص: 26

(35)

‌{ثُمَّ أَفِيضُواْ

(1)

مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

[آية: 199]

(1)

في نسخة: «بابٌ: {ثُمَّ أَفِيضُواْ

}». (ب، ص).

ص: 27

4520 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ

(1)

:

حدَّثنا هِشَامٌ

(2)

، عن أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَهَا يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانُوا

(3)

يُسَمَّوْنَ الْحُمْسَ، وَكَانَ سَائرُ الْعَرَبِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ، أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم

(4)

أَنْ يَأتِيَ عَرَفَاتٍ، ثُمَّ يَقِفَ بِهَا، ثُمَّ يُفِيضَ مِنْهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [آية: 199].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

لفظة: «وكانوا» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

ص: 27

4521 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أخبَرَني كُرَيْبٌ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: يَطَّوَّفُ الرَّجُلُ

(1)

بِالْبَيْتِ ما كَانَ حَلَالًا حَتَّى يُهِلَّ بِالْحَجِّ، فَإِذَا رَكِبَ إلى عَرَفَةَ فَمَنْ تَيَسَّرَ لَهُ هَدِيَّةٌ

(2)

مِنَ الإِبِلِ أَوِ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ، ما تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، أَيَّ ذَلِكَ شَاءَ، غَيْرَ إِنْ

(3)

لَمْ يَتَيَسَّرْ

(4)

فَعَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ، وَذَلِكَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَإِنْ كَانَ آخِرُ

(5)

يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَنْطَلِقْ

(6)

حَتَّى يَقِفَ بِعَرَفَاتٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إلى

⦗ص: 28⦘

أَنْ يَكُونَ الظَّلَامُ، ثُمَّ لِيَدْفَعُوا مِنْ عَرَفَاتٍ إذا أَفَاضُوا منها حَتَّى يَبْلُغُوا جَمْعًا الَّذِي يَبِيتُونَ

(7)

بِهِ، ثُمَّ لِيَذْكُرِ

(8)

اللَّهَ كَثِيرًا، وَأَكْثِرُوا التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا

(9)

، ثُمَّ أَفِيضُوا؛ فَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يُفِيضُونَ، وَقال اللَّهُ:{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 199] حَتَّى تَرْمُوا الْجَمْرَةَ.

(1)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: الأول المثبت، والثاني:«تَطَوُّفُ الرجلِ» .

(2)

ضبطت في (ص) بتخفيف الياء، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، الياء مخففة، قال القسطلاني: والذي في غيرها بالتشديد، وفي نسخة:«هدْيُهُ» . اهـ.

(3)

في رواية الأصيلي: «غير أنَّه إنْ» .

(4)

في متن (ب، ص) زيادة: «لَهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «آخِرَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «يَنْطلِقُ» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُتَبَرَّزُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي:«يُتَبَرَّرُ» برائين مهملتين، قال في الإرشاد: وهو الصواب.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُصْبِحُوا» ، وكتب بهامش (ب، ص): لم ينقطها في اليونينية، وفي الفرع بالفوقية، وفي غيره بالتحتية. اهـ.

ص: 27

(36)

‌{وِمِنْهُم

(1)

مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً

(2)

وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً

وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آية: 201]

(1)

في نسخة: «بابٌ: {وِمِنْهُم

(ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 28

4522 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا

(1)

آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

(1)

لفظ: «ربنا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 28

(37)

{وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

[آية: 204]

وَقالَ عَطَاءٌ: النَّسْلُ: الْحَيَوَانُ.

ص: 28

4523 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ قالَ

(1)

: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ

(2)

».

⦗ص: 29⦘

وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني ابْنُ جُرَيْجٍ

(3)

، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الصاد، وبهامشهما: كذا في اليونينية الصاد ساكنة في هذا الموضع، وكانت ساكنة في الفرع ثم كُسرت، وضبطها القسطلانيُّ كابن حجر بالكسر. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «عن ابنِ جريجٍ» .

ص: 28

(38)

‌{أَمْ

(1)

حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُمْ

(2)

مَّثَلُ الَّذِينَ

خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ

(3)

وَالضَّرَّاء} إلى {قَرِيبٌ} [آية: 214]

(1)

في حاشية الأصل: «بابٌ: {أَمْ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي.

ص: 29

4524 -

4525 - حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {حَتَّى إِذَا اسْتَأيَسَ

(2)

الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ

(3)

} [يوسف: 110] خَفِيفَةً، ذَهَبَ بها هُنَاكَ، وَتَلَا: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [آية: 214]. فَلَقِيتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ. فقالَ:

قالَتْ عَائشَةُ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَاللَّهِ ما وَعَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ كَائنٌ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلِ الْبَلَاءُ بِالرُّسُلِ، حَتَّى خَافُوا أَنْ يَكُونَ مَنْ مَعَهُمْ يُكَذِّبُونَهُمْ. فَكَانَتْ تَقْرَؤُهَا

(4)

: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا} [يوسف: 110] مُثَقَّلَةً.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

هكذا بتقديم الألف على الياء على قراءة البزي عن ابن كثير في وجه، وفي (ب، ص): {اسْتَأيَسَ} ، على قراءة الجمهور.

(3)

هكذا بالتخفيف على قراءة عاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر وخلف، وقرأ الباقون بالتثقيل.

(4)

في متن (ب، ص): «تقرأُها» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.

ص: 29

(39)

‌{نِسَآؤُكُمْ

(1)

حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ

(2)

حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ

(2)

وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ} الآيَةَ

(3)

[آية: 223]

(1)

في حاشية الأصل: «بابٌ: {نِسَآؤُكُمْ

}».

(2)

في اليونينية: «فاتوا» ، «شيتم» بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو بخلفٍ عنه.

(3)

قوله: «{وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ} الآية» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 30

4526 -

4527 - حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافعٍ قالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما إذا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ، فَأَخَذْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، حَتَّى انْتَهَى إلى مَكَانٍ قالَ: تَدْرِي فِيمَا

(2)

أُنْزِلَتْ؟ قُلْتُ: لا، قالَ: أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ مَضَى.

وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ: حدَّثني أَبِي: حدَّثني أَيُّوبُ، عن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: {فَأْتُواْ

(3)

حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ

(3)

} [آية: 223] قالَ: يَأْتِيهَا فِي

(4)

.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أَبِيهِ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فِيمَ» .

(3)

في اليونينية: «فاتوا» ، «شيتم» بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو بخلفٍ عنه.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 30

4528 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إذا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ

(1)

} [آية: 223].

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 30

(40)

‌{وَإِذَا

(1)

طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}

[آية: 232]

(1)

في حاشية الأصل: «بابٌ: {وَإِذَا

}».

ص: 30

4529 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: حدَّثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا الْحَسَنُ:

⦗ص: 31⦘

حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ قالَ: كَانَتْ لِي أُخْتٌ تُخْطَبُ إِلَيَّ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ، عن يُونُسَ، عن الْحَسَنِ: حدَّثني مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ.

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا يُونُسُ، عن الْحَسَنِ: أَنَّ أُخْتَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَخَطَبَهَا، فَأَبَى مَعْقِلٌ، فَنَزَلَتْ:{فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} [آية: 232].

ص: 30

(41)

‌{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا

(1)

} إلى: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آية: 234]

{يَعْفُونَ} [آية: 237]: يَهَبْنَ

(2)

.

ص: 31

4530 -

حدثني أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن حَبِيبٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: قالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [آية: 240] قالَ: نَسَخَتْهَا

(1)

الآيَةُ الأُخْرَى.

(2)

فَلِمَ تَكْتُبُهَا؟

(3)

-أَوْ: تَدَعُهَا

(4)

؟ - قالَ: يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا منه مِنْ مَكَانِهِ.

(1)

في متن (و، ب، ص): «قد نسختها» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: كذا وقع هاهنا، وجاء فيما بعد [في (ب، ص): فيما بعدها]: قال: لا ندعها. اهـ.

ص: 31

4531 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا شِبْلٌ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [آية: 240]. قالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ، تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبٌ

(2)

، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ

⦗ص: 32⦘

إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ

فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ} [آية: 240]. قالَ: جَعَلَ اللَّهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ

(3)

أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وهو قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [آية: 240]. فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ عَلَيْهَا. زَعَمَ ذَلِكَ عن مُجَاهِدٍ.

وَقالَ عَطَاءٌ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وهو قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [آية: 240]. قالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهِ

(4)

وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ} [آية: 240]. قالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ، فَنَسَخَ السُّكْنَى، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَلَا سُكْنَى لَهَا.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ: بِهَذَا.

وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا فِي أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [آية: 240] نَحْوَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «واجب» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «بسبعةِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أهلها» .

ص: 31

4532 -

حدَّثنا

(1)

حِبَّانُ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ:

(3)

أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قالَ: جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فِي شَأنِ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَلَكِنَّ عَمَّهُ

(4)

كَانَ لَا يَقُولُ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: إِنِّي لَجَرِيءٌ إِنْ كَذَبْتُ على رَجُلٍ فِي جَانِبِ الْكُوفَةِ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ، قالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ -أَوْ: مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ- قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَهيَ حَامِلٌ؟ فقالَ: قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ،

⦗ص: 33⦘

وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ؟! لَنَزَلَتْ

(5)

سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى.

وَقالَ أَيُّوبُ، عن مُحَمَّدٍ: لَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «ولَكِنْ عَمُّه» .

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «أُنْزِلَتْ» .

ص: 32

4533 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَزِيدُ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن عَبِيدَةَ:

عن عَلِيٍّ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

حَدَّثَنِي

(2)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: هِشَامٌ حدَّثنا قالَ

(3)

: حدَّثنا مُحَمَّدٌ، عن عَبِيدَةَ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «حَبَسُونَا عن

(4)

صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ! مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ-أَوْ: أَجْوَافَهُمْ، شَكَّ يَحْيَى- نَارًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(3)

في رواية أبي ذر: «

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدثنا هشام، قال».

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 33

(43)

{وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [آية: 238]: مُطِيعِينَ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «أي: مُطِيعِينَ» .

ص: 33

4534 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عن أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [آية: 238] فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ.

ص: 33

(44)

‌{فَإنْ خِفْتُمْ

(1)

فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ

(2)

فَاذْكُرُواْ اللّهَ

كَمَا

عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [آية: 239]

وَقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {كُرْسِيُّهُ} [آية: 255]: عِلْمُهُ.

يُقَالُ: {بَسْطَةً} [آية: 247]: زِيَادَةً

(3)

وَفَضْلًا. {أَفْرِغْ} [آية: 250]: أَنْزِلْ.

(4)

{وَلَا يَؤُودُهُ} [آية: 255]: لَا يُثْقِلُهُ، آدَنِي: أَثْقَلَنِي، وَالآدُ وَالأَيْدُ: قُوَّةٌ

(5)

. السِّنَةُ: نُعَاسٌ

(6)

. {يَتَسَنَّهْ} [آية: 259]: يَتَغَيَّرْ. {فَبُهِتَ} [آية: 258]: ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ. {خَاوِيَةٌ} [آية: 259]: لَا أَنِيسَ فِيهَا. عُرُوشُهَا: أَبْنِيَتُهَا. السِّنَةُ نُعاسٌ

(7)

{نُنْشِرُهَا

(8)

} [آية: 259]: نُخْرِجُهَا

(9)

. {إِعْصَارٌ} [آية: 266]: رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الأَرْضِ إلى السَّمَاءِ، كَعَمُودٍ فِيهِ نَارٌ

(10)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {صَلْدًا} [آية: 264]: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: {وَابِلٌ} [آية: 264]: مَطَرٌ شَدِيدٌ. الطَّلُّ: النَّدَى، وَهَذَا مَثَلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ. {يَتَسَنَّهْ} [آية: 259]: يَتَغَيَّرْ

(11)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه عز وجل: {فَإنْ خِفْتُمْ}» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(3)

في (ب، ص): «يُقال: بسطةًٌ: زيادةًٌ» .

(4)

من قوله: «يقال {بَسْطَةً}» إلى قوله: «أنزل» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في (ب، ص): «القوة» ، وضرب على «ال» التعريف، وبهامش (ب): كذا مضروب في اليونينية على لام: «القوة» .

(6)

في رواية أبي ذر: «النُّعاسُ» .

(7)

قوله: «السِّنَةُ نُعاسٌ» ليس في (و)، وبهامش (ب، ص) كان على: «السِّنَةُ» لفظة: «لا» فقط في اليونينية فكشطت. اهـ.

(8)

بالراء المهملة على قراءة غير ابن عامر والكوفيين. وضبطت في (و، ب): {نُنشِزُهَا} بالزاي على قراءة ابن عامر والكوفيين.

(9)

من قوله: «عُرُوشُهَا» إلى قوله: «نخرجها» ليس في رواية أبي ذر.

(10)

من قوله: «{إِعْصَارٌ}» إلى قوله: «فيه نار» ثابت في رواية الحَمُّويي أيضًا.

(11)

من قوله: «وقال ابن عباس» إلى قوله: «يتغير» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 34

4535 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا

(1)

مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: كَانَ إذا سُئِلَ عن صَلَاةِ الْخَوْفِ، قالَ: يَتَقَدَّمُ الإِمَامُ وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُصَلِّي بِهِمِ الإِمَامُ رَكْعَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّوُا

(2)

الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَلَا يُسَلِّمُونَ، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ

(3)

مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ فَيُصَلُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ الإِمَامُ، فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ

(4)

مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هو أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ، صَلَّوْا رِجَالًا قِيَامًا على أَقْدَامِهِمْ أَوْ رُكْبَانًا، مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا. قالَ مَالِكٌ: قالَ نَافِعٌ: لَا أُرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلَّا عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «صلَّى» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فتقومُ كلُّ واحدةٍ» .

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «واحدة» .

ص: 35

4536 -

حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قالَا: حدَّثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ: قالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} إلى قَوْلِهِ: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [آية: 240] قَدْ نَسَخَتْهَا الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا؟! قالَ: تَدَعُهَا يَا ابْنَ أَخِي؛ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا منه مِنْ مَكَانِهِ. قالَ حُمَيْدٌ: أَوْ نَحْوَ هَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» وعنده قبل هذا الحديث زيادة ترجمة: «(45) {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: 234]» .

ص: 35

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ» .

ص: 35

4537 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ:

⦗ص: 36⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ

(1)

إِذْ قالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ

(2)

قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}».

(1)

في رواية أبي ذر: «نحن أحق من إبراهيم بالشك» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 35

(47)

‌ بابُ قَوْلِهِ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ

(1)

} إلى قَوْلِهِ: {تَتَفَكَّرُونَ} [آية: 266]

ص: 36

4538 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: وَسَمِعْتُ أَخَاهُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِيمَ تَرَوْنَ

(1)

هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} [آية: 266]؟ قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ. فَغَضِبَ عُمَرُ، فقالَ: قُولُوا: نَعْلَمُ، أَوْ: لَا نَعْلَمُ. فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي منها شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلَا تَحْقِرْ نَفْسَكَ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ. قالَ عُمَرُ: أَيُّ

(2)

عَمَلٍ؟ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ. قالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عز وجل، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ.

{فَصُرْهُنَّ} [آية: 260]: قَطِّعْهُنَّ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «تُرَوْنَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَيِّ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

قوله: «{فَصُرْهُنَّ}: قَطِّعْهُنَّ» ليس في رواية أبي ذر؛ لتقدمه عنده في الباب السابق.

ص: 36

(48)

‌{لَا يَسْأَلُونَ

(1)

النَّاسَ إِلْحَافًا}

[آية: 273]

يُقالُ: أَلْحَفَ عَلَيَّ، وَأَلَحَّ عَلَيَّ

(2)

، وَأَحْفَانِي بِالْمَسْأَلَةِ. {فَيُحْفِكُمْ} [محمد: 37]: يُجْهِدكُمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا يَسْأَلُونَ

}».

(2)

لفظة: «عليَّ» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

أهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (و، ص) بالجزم، وفي (ب، ق) بالرفع.

ص: 36

4539 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثني شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ: أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيَّ، قالَا:

⦗ص: 37⦘

سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ» . وَاقْرَؤُوا

(1)

إِنْ شِئْتُمْ. يَعْنِي قَوْلَهُ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [آية: 273].

(1)

في رواية أبي ذر: «اقرؤوا» .

ص: 36

(49)

{وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}

[آية: 275]

الْمَسُّ: الْجُنُونُ.

ص: 37

4540 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا نَزَلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، قَرَأَهَا

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على النَّاسِ، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فقرأها» .

ص: 37

(50)

{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا} [آية: 276]: يُذْهِبُهُ.

ص: 37

4541 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ

(1)

: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى يُحَدِّثُ، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ الأَوَاخِرُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلَاهُنَّ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الأعمشِ» .

(2)

بهامش (ب): كان في أصل اليونينية: «فحرَّم تجارةَ الخمر» ، وزاد لفظة:«في» بين السطرين ولم يصحح عليها.

ص: 37

(51)

{فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ

(1)

} [آية: 279]: فَاعْلَمُوا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}» .

ص: 37

4542 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ

(1)

الْبَقَرَةِ، قَرَأَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

⦗ص: 38⦘

فِي الْمَسْجِدِ، وَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ.

(1)

لفظة: «سورة» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «عليهم» .

ص: 37

(52)

‌{وَإِن كَانَ

(1)

ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ

(2)

وَأَن تَصَدَّقُواْ

(3)

خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [آية: 280]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِن كَانَ}» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(3)

هكذا على قراءة عاصم، وفي (و):{تَصَّدَّقُوا} على قراءة الجمهور، وضبطت في (ق) بالوجهين.

ص: 38

4543 -

وَقالَ لَنَا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن سُفْيَانَ، عن مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتِ الآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُنَّ عَلَيْنَا، ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ.

(1)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 38

(53)

‌{وَاتَّقُواْ

(1)

يَوْمًا ترْجَعُونَ

(2)

فِيهِ إِلَى اللّهِ}

[آية: 281]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَاتَّقُواْ

}».

(2)

بفتح التاء وكسر الجيم على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وهو المثبت في متن (ق، ب، ص)، وبضم التاء وفتح الجيم على قراءة الجمهور، وهو المثبت في متن (و)، وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 38

4544 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَاصِمٍ، عن الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم آيَةُ الرِّبَا.

ص: 38

(54)

‌{وَإِن

(1)

تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ

فَيَغْفِر لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّب

(2)

مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(3)

[آية: 284]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِن

}».

(2)

أهمل ضبط الفعلين في (ن)، وبالرفع ضبطهما في نسخة البقاعي، وبه قرأ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب، وبالجزم ضبطهما في متن (و، ب، ص)، وبه قرأ الباقون، وبالوجهين ضبطا في (ق).

(3)

من قوله: {يُحَاسِبْكُم} إلى آخر الآية ليس في رواية أبي ذر، وذكر في (ب، ص) أنَّ عنده بدل إتمامها زيادة: «الآية» .

ص: 38

4545 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا النُّفَيْلِيُّ: حدَّثنا مِسْكِينٌ، عن شُعْبَةَ، عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن

⦗ص: 39⦘

مَرْوَانَ الأَصْفَرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّهَا

(1)

قَدْ نُسِخَتْ: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [آية: 284] الآيَةَ.

(1)

لفظة: «أنَّها» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 38

(55)

‌{آمَنَ

(1)

الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ}

[آية: 285]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِصْرًا} [آية: 286]: عَهْدًا.

وَيُقالُ: {غُفْرَانَكَ} [آية: 285]: مَغْفِرَتَكَ، فَاغْفِرْ لَنَا.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابٌ: {آمَنَ

(ق، ب، ص)، وعزاها في (ن) إلى حاشية الأصل.

ص: 39

4546 -

حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا

(1)

رَوْحٌ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن مَرْوَانَ الأَصْفَرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم -قالَ: أَحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ- {إِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [آية: 284] قالَ: نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا.

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بن منصور: حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(3)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في تتمة المجلس الثالث عشر بقراءة علاء الدين المارديني بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الاثنين السادس عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عُرِف بالنُّويريِّ.

ص: 39

«(3» )‌

‌ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ

(1)

تُقَاةٌ

(2)

وَتَقِيَّةٌ وَاحِدَةٌ. {صِرٌّ} [آية: 117]: بَرْدٌ

(3)

. {شَفَا حُفْرَةٍ} [آية: 103]: مِثْلُ شَفَا الرَّكِيَّةِ، وهو حَرْفُهَا. {تُبَوِّئُ} [آية: 121]: تَتَّخِذُ مُعَسْكَرًا. الْمُسَوَّمُ

(4)

: الَّذِي لَهُ سِيمَاءٌ بِعَلَامَةٍ أَوْ بِصُوفَةٍ أَوْ بِمَا كَانَ. {رِبِّيُّونَ} [آية: 146]: الْجَمِيعُ، وَالْوَاحِدُ رِبِّيٌّ

(5)

. {تَحُسُّونَهُم} [آية: 152]: تَسْتَأصِلُونَهُمْ

⦗ص: 40⦘

قَتْلًا. {غُزًى} : وَاحِدُهَا غَازٍ

(6)

. {سَنَكْتُبُ} [آية: 181]: سَنَحْفَظُ. {نُزُلاً} [آية: 198]: ثَوَابًا -وَيَجُوزُ: وَمُنْزَلٌ- مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَقَوْلِكَ: أَنْزَلْتُهُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: وَالْخَيْلُ الْمُسَوَّمَةُ: الْمُطَهَّمَةُ الْحِسَانُ

(7)

.

وَقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {وَحَصُورًا} [آية: 39]: لَا يَأْتِي النِّسَاءَ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: {مِّن فَوْرِهِمْ} [آية: 125]: مِنْ غَضَبِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ

(8)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ} [الأنعام: 95]: النُّطْفَةُ

(9)

تَخْرُجُ مَيِّتَةً، وَيُخْرِجُ منها الْحَيَّ

(10)

.

الإِبْكَارُ: أَوَّلُ الْفَجْرِ، وَالْعَشِيُّ: مَيْلُ الشَّمْسِ، أُرَاهُ إلى أَنْ تَغْرُبَ

(11)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

من قوله: «تقاة» إلى قوله: «برد» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «والمُسَوَّمُ» ، والمسوَّم وتفسيره مقدَّم في روايته على {تُبَوِّئُ} وتفسيرها.

(5)

في رواية أبي ذر: «الْجُموعُ، واحدُهِا: رِبِّي» .

(6)

من قوله: «تستأصلونهم» إلى قوله: «غاز» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال سعيد بن جبير وعبدُ الله بنُ عبدِ الرحمن بنِ أبزى: الرَّاعِيةُ المَسَوَّمةُ» .

(8)

قول ابن جبير وعكرمة ليسا في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}: من النُّطْفةِ» .

(10)

في رواية أبي ذر: «ويَخْرُجُ مِنها الحَيُّ» .

(11)

قوله: «الإِبْكَارُ» إلى قوله: «أَنْ تَغْرُبَ» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 39

(1)

{مِنْهُ

(1)

آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ} [آية: 7]

وَقالَ مُجَاهِدٌ: الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آية: 7]: يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].

وَكَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [يونس: 100]. وَكَقَوْلِهِ:

{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى

(2)

} [محمد: 17]. {زَيْغٌ} : شَكٌّ. {ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ} : الْمُشْتَبِهَاتِ. {وَالرَّاسِخُونَ

(3)

} يَعْلَمُونَ {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ

(4)

}.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابٌ: {مِنْهُ آ

}».

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «{فِي الْعِلْمِ}» .

(4)

من قوله: «{شَفَا حُفْرَةٍ}» إلى قوله: «{آمَنَّا بِهِ}» : ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وزادا:«{كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}» .

ص: 40

4547 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عن ابْنِ أَبِي

مُلَيْكَةَ، عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ

(1)

} إلى قَوْلِهِ: {أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آية: 7] قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا رَأَيْتَ

(2)

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ

(3)

الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَمَا يَعْلَمُ تَأوِيلَه إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}» تامة بدل الاقتصار على بعضها، و:{تَأوِيلَه} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

هكذا ضبطت التاء في (ن)، وضبطت في (و، ب، ص) بالكسر: «رأيتِ» ، وعزو المثبت في المتن إلى رواية أبي ذر.

(3)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الكاف وكسرها معًا.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فاحْذَرْهُمْ» .

ص: 41

(2)

‌{وِإِنِّي

(1)

أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

[آية: 36]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وِإِنِّي

}».

ص: 41

4548 -

حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا» . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا

(1)

إِنْ شِئْتُمْ: {وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آية: 36].

(1)

في رواية أبي ذر: «اقرؤوا» دون حرف العطف.

ص: 41

(3)

‌{إِنَّ الَّذِينَ

(1)

يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً

أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ} [آية: 77]: لَا خَيْرَ

(2)

.

{أَلِيمٌ} [آية: 77]: مُؤْلِمٌ مُوجِعٌ، مِنَ الأَلَمِ، وهو فِي مَوْضِعِ مُفْعِلٍ.

(1)

في رواية أبي ذر ونسخة: «بابٌ: {إِنَّ الَّذِينَ

}»، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «{

ثَمَنًا قَلِيلاً} {لَا خَلَاقَ} : لا خير».

ص: 41

4549 -

4550 - حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائِلٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ يَمِينَ

(1)

صَبْرٍ، لِيَقْتَطِعَ

(2)

بها مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} [آية: 77] إلى آخِرِ الآيَةِ. قالَ: فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقالَ: ما يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قُلْنَا: كَذَا وَكَذَا. قالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ؛ كَانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بَيِّنَتُكَ أَوْ يَمِينُهُ» . قُلْتُ: إذًا يَحْلِفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ على يَمِينِ صَبْرٍ، يَقْطَعُ

(3)

بها مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وهو فيها فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عَلَيْهِ غَضْبَانُ

(4)

».

(1)

بهامش (ب): في أصول كثيرة: «بيمين» بزيادة باء موحدة. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَقْطَعَ» .

(3)

في متن (و، ب، ص): «يَقتَطِعَ» ، وبهامش (ب، ص): كان في اليونينية: «يقطع» ثم صلحت. اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَقْتَطِعَ» .

(4)

ضُبطت في (ب، ص) بالتنوين، وعُزِيَ ذلك لليونينية.

ص: 42

4551 -

حدَّثنا عَلِيٌّ -هُوَ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ

(1)

- سَمِعَ هُشَيْمًا: أخبَرَنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا أَقَامَ سِلْعَةً فِي السُّوقِ، فَحَلَفَ فِيهَا: لقد أَعْطَى

(2)

بِهَا

(3)

ما لَمْ يُعْطِهِ

(4)

؛ لِيُوقِعَ فيها رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} إلى آخِرِ الآيَةِ [آية: 77].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ» .

(2)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: المثبت و: «أُعْطِيَ» ، وبهامش اليونينية: بخط اليونيني: يتجه فتح الهمزة وضمُّها، وفتح الطاء مع ضمِّ الهمزة، وكسرها مع فتح الهمزة، قاله بعض الحفاظ. اهـ. كذا في الأصول، ولعلَّ الصَّواب:

وفتح الطاء مع فتح الهمزة، وكسرها مع ضم الهمزة. انظر فتح الباري 13/ 202.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيها» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُعْطَهُ» .

ص: 42

4552 -

حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا تَخْرِزَانِ فِي بَيْتٍ -أَوْ: فِي الْحُجْرَةِ- فَخَرَجَتْ إِحْدَاهُمَا وَقَدْ أُنْفِذَ

(1)

بِإِشْفًا

(2)

فِي كَفِّهَا، فَادَّعَتْ على الأُخْرَى، فَرُفِعَ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَذَهَبَ دِمَاءُ قَوْمٍ وَأَمْوَالُهُمْ» . ذَكِّرُوهَا بِاللَّهِ، وَاقْرَؤُوا عَلَيْهَا:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ} [آية: 77]. فَذَكَّرُوهَا

(3)

فَاعْتَرَفَتْ، فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْيَمِينُ على الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «بإشفَى» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فذكَّرَها» بالإفراد.

ص: 43

(4)

‌{قُلْ

(1)

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ

أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ} [آية: 64]

سَوَاءٍ: قَصْدٍ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {قُلْ

}».

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «سَوَاءٌ: قَصْدٌ»، وفي رواية أبي ذر:«سواءً قَصْدًا» بالنصب.

ص: 43

4553 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عن هِشَامٍ، عن مَعْمَرٍ -وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا

(1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ- عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: حدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ، قالَ:

حدَّثني أَبُو سُفْيَانَ مِنْ فِيهِ إلى فِيَّ قالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم. قالَ: فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ، إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى هِرَقْلَ، قالَ: وَكَانَ دِحْيَةُ

(3)

الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ، فَدَفَعَهُ إلى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إلى هِرَقْلَ، قالَ: فقالَ

⦗ص: 44⦘

هِرَقْلُ: هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فقالُوا: نَعَمْ. قالَ: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا على هِرَقْلَ، فَأُجْلِسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فقالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فقالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا. فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي، ثُمَّ دَعَا بِترْجُمَانِهِ، فقالَ: قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عن هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ. قالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَايْمُ اللَّهِ، لَوْلَا أَنْ يُؤثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ

(4)

لَكَذَبْتُ. ثُمَّ قالَ لِترْجُمَانِهِ: سَلْهُ: كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قالَ: قُلْتُ: هو فِينَا ذُو حَسَبٍ. قالَ: فَهَلْ

(5)

كَانَ مِنْ

(6)

آبَائهِ مَلِكٌ؟ قالَ: قُلْتُ: لَا. قالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: أَيَتَّبِعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قالَ: يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ قالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ يَزِيدُونَ. قالَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عن دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ؟ قالَ: قُلْتُ: لَا. قالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قالَ: قُلْتُ: تَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالًا، يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ. قالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قالَ: قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ منه فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ لَا نَدْرِي ما هو صَانِعٌ فِيهَا. قالَ: وَاللَّهِ ما أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فيها شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ. قالَ: فَهَلْ قالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا. ثُمَّ قالَ لِترْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: إِنِّي

سَأَلْتُكَ عن حَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَلِكٌ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ. وَسَأَلْتُكَ عن أَتْبَاعِهِ: أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ؟ فَقُلْتَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ ما قالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ على النَّاسِ، ثُمَّ يَذْهَب فَيَكْذِب

(7)

على اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عن دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ إذا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ، فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا، يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ:

⦗ص: 45⦘

هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قالَ أَحَدٌ هَذَا الْقَوْلَ

(8)

قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ ائتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، قالَ: ثُمَّ قالَ: بِمَ يَأمُرُكُمْ؟ قالَ: قُلْتُ يَأمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ. قالَ: إِنْ يَكُ مَا

(9)

تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُ

(10)

أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عن قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ ما تَحْتَ قَدَمَيَّ. قالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، وَ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ} إلى قَوْلِهِ: {اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آية: 64]» . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ، ارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ عِنْدَهُ وَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا. قالَ: فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، أَنَّهُ

(11)

لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ! فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإِسْلَامَ.

قالَ الزُّهْرِيُّ: فَدَعَا هِرَقْلُ عُظَمَاءَ الرُّومِ، فَجَمَعَهُمْ فِي دَارٍ لَهُ، فقالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرَّشَدِ

(12)

آخِرَ الأَبَدِ، وَأَنْ يَثْبُتَ لَكُمْ مُلْكُكُمْ؟ قالَ: فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إلى الأَبْوَابِ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ

(13)

، فقالَ: عَلَيَّ بِهِمْ. فَدَعَا بِهِمْ فقالَ: إِنِّي إِنَّمَا اخْتَبَرْتُ شِدَّتَكُمْ على دِينِكُمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أَحْبَبْتُ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(3)

ضبطت في (ص) بفتح الدال وكسرها، وأهمل ضبطها في (و).

(4)

في رواية أبي ذر: «لَوْلَا أَنْ يُؤثَرَ عليَّ الكَذِبُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «هل» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بفتح الباء وضمها في الفعلين، وكتب بالهامش:«بفتح الباء في الموضعين عند أبي ذر» .

(8)

في رواية أبي ذر: «هل قال هذا القول أحدٌ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «إن يك كما» .

(10)

في رواية أبي ذر: «أكُنْ» .

(11)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنَّهُ» .

(12)

في رواية أبي ذر: «والرُّشْدِ» .

(13)

في (ب، ص) بتخفيف اللام، وبهامشهما: في الفرع اللام مشددة. اهـ.

ص: 43

4554 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ نَخْلًا، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَِيْرَُحَاءٍَ

(1)

، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فيها طَيِّبٍ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آية: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آية: 92] وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَِيْرَُحَاءٍَ

(1)

، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. قالَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَخٍْ

(3)

، ذَلِكَ مَالٌ رَايِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَايِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ». قالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي

(4)

عَمِّهِ.

قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: «ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ» .

حَدَّثَنِي

(5)

يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قالَ: قَرَأْتُ على مَالِكٍ: «مَالٌ رَايِحٌ» .

4555 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثني أَبِي

(6)

، عن ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: فَجَعَلَهَا لِحَسَّانَ وَأُبِيٍّ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِي منها شَيْئًا.

(7)

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الهمزة المتطرفة وتنوين الكسر، وفي رواية أبي ذر:«بِيْرَحاْ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

أهمل ضبطها في (ن، ب، ص، ق)، وضبطها في (و):«بخْ» ، وفي نسخة البقاعي:«بخٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وفي بني» .

(5)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(6)

جاء إسناد هذا الحديث في (ب، ص): «حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ قالَ: حدَّثني أَبِي» ، وهو وهم. انظر الفتح.

(7)

هذا الحديث ليس في رواية أبي ذر.

ص: 46

4556 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عن نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما: أَنَّ الْيَهُودَ جَاؤُوا إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَامْرَأَةٍ قَدْ زَنَيَا، فقالَ لَهُمْ: «كَيْفَ تَفْعَلُونَ

(2)

بِمَنْ زَنَى مِنْكُمْ؟» قَالُوا: نُحَمِّمُهُمَا وَنَضْرِبُهُمَا. فقالَ: «لَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ؟!» فقالُوا: لَا نَجِدُ فيها شَيْئًا. فقالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ، فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَوَضَعَ مِدْرَاسُهَا

(3)

الَّذِي يُدَرِّسُهَا مِنْهُمْ كَفَّهُ على آيَةِ الرَّجْمِ، فَطَفِقَ يَقْرَأُ ما دُونَ يَدِهِ وَمَا وَرَاءَهَا، وَلَا يَقْرَأُ آيَةَ الرَّجْمِ، فَنَزَعَ يَدَهُ عن آيَةِ الرَّجْمِ فقالَ: ما هَذِهِ؟! فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا

(4)

: هِيَ آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بهما فَرُجِمَا قَرِيبًا مِنْ حَيْثُ مَوْضِعُ الْجَنَائزِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ صَاحِبَهَا يَجْنَأُ

(5)

عَلَيْهَا؛ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن ابن عمر» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كيف تعملون» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مُدَارِسُها» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فلما رأى ذلك قال» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحْنِي» .

ص: 47

(7)

‌{كُنتُمْ

(1)

خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

[آية: 110]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {كُنتُمْ

}».

ص: 47

4557 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن سُفْيَانَ، عن مَيْسَرَةَ، عن أَبِي حَازِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: {كُنتُمْ خَيْرَ

أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آية: 110] قالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلَامِ.

ص: 47

(8)

‌{إِذْ هَمَّت

(1)

طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا}

[آية: 122]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِذْ هَمَّت

}».

ص: 47

4558 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما

⦗ص: 48⦘

يَقُولُ: فِينَا نَزَلَتْ: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا} [آية: 122] قالَ: نَحْنُ الطَّائِفَتَانِ: بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلِمَةَ، وَمَا نُحِبُّ -وَقالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَمَا يَسُرُّنِي- أَنَّهَا لَمْ تُنْزَلْ

(1)

؛ لِقَوْلِ اللَّهِ: {وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا} [آية: 122].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 47

(9)

‌{لَيْسَ لَكَ

(1)

مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}

[آية: 128]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَيْسَ لَكَ

}».

ص: 48

4559 -

حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني سَالِمٌ: عن أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفلَانًا» . بَعْدَما يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» . فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قَوْلِهِ: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آية: 128].

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عن الزُّهْرِيِّ.

ص: 48

4560 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ على أَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، قَنَتَ قَبْلَ

(1)

الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قالَ، إذا قالَ:«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» : «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» . يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ:«اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا» . لِأَحْيَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآيَةَ

(2)

[آية: 128].

(1)

هكذا في متن (ن، ق) وهو الموافق لما في نسخة البقاعي، وبهامش (ق) بخط السبط ابن العجمي:«صوابه: بعد» ، وأشار إليها بهامش نسخة البقاعي، وهو المثبت في متن (و، ب، ص) دون ذكر اختلاف.

(2)

لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 48

(10)

‌{وَالرَّسُولُ

(1)

يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}

[آية: 153]

وهو تَأْنِيثُ آخِرِكُمْ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]: فَتْحًا أَوْ شَهَادَةً.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَالرَّسُولُ

}».

ص: 49

4561 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ: إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا.

ص: 49

(11)

‌ بابٌ

(1)

: {أَمَنَةً نُّعَاسًا}

[آية: 154]

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بابُ قَولِه» .

ص: 49

4562 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يَعْقُوبَ: حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتَادَةَ: حدَّثنا أَنَسٌ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ أُحُدٍ، قالَ: فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 49

(12)

‌{الَّذِينَ

(1)

اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ

لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آية: 172]

{الْقَرْحُ} : الْجِرَاحُ. {اسْتَجَابُواْ} : أَجَابُوا؛ يَسْتَجِيبُ: يُجِيبُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {الَّذِينَ

}».

ص: 49

4563 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أُرَاهُ قالَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي الضُّحَى:

⦗ص: 50⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا

(1)

: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آية: 173].

ص: 49

4564 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: كَانَ آخِرَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

=

ص: 50

(14)

{وَلَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} الآيَةَ

(1)

[آية: 180]

{سَيُطَوَّقُونَ} : كَقَوْلِكَ طَوَّقْتُهُ بِطَوْقٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا يَعْلَمُونَ خَبِيرٌ}» ، و {يَحْسِبَنَّ} بكسر السين على قراءة الجمهور سوى ابن عامر وعاصم وأبي جعفر، و {يَعْلَمُونَ} بالياء هكذا ضبطت في (ن) على قراءة أبي عمرو ويعقوب الحضرمي وابن كثير. وضبطت في (و، ب، ص): {يَعْمَلُونَ} على قراءة الباقين. وبهامش (ب، ص): أنَّ لفظة: {لَّهُمْ} الأولى في الآية ساقطة في اليونينية.

ص: 50

4565 -

حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ- عن أَبِيهِ، عن أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَأخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ

(1)

-يَعْنِي: شِدْقَيْهِ

(2)

- يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ». ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {وَلَا يَحْسِبَنَّ

(3)

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} [آية: 180] إلى آخِرِ الآيَةِ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِلِهْزِمَتَيْهِ» بالتثنية.

(2)

في متن (و، ب، ص): «بشدقيه» .

(3)

بالياء وكسر السين على قراءة الجمهور سوى ابن عامر وعاصم وأبي جعفر.

(4)

في رواية أبي ذر: «الآيةَ» ليس فيها: «إلى آخر» .

ص: 50

(15)

‌{وَلَتَسْمَعُنَّ

(1)

مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ

وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا} [آية: 186]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَتَسْمَعُنَّ

ص: 51

4566 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي

(1)

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ على حِمَارٍ، على قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَبْلَ وَقْعَةِ

(2)

بَدْرٍ. قالَ: حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ

(3)

ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ

(4)

، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ

(5)

بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إلى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ

(6)

: أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ

(7)

إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤذِينَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا

(8)

، ارْجِعْ إلى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ

ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ

(9)

الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا

(10)

، ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ على سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ ما قالَ أَبُو حُبَابٍ -يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ- قالَ كَذَا وَكَذَا» . قالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ، وَاصْفَحْ عَنْهُ

(11)

، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لقد جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ

⦗ص: 52⦘

الَّذِي أَنْزَلَ

(12)

عَلَيْكَ

(13)

لَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ

(14)

على أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُونَهُ

(15)

بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ

(16)

شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ ما رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عن الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ على الأَذَى، قالَ اللَّهُ عز وجل:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا} الآيَةَ [آية: 186]، وَقالَ اللَّهُ:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} إلى آخِرِ الآيَةِ [البقرة: 109] وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ الْعَفْوَ

(17)

ما أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ صَنَادِيدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ

(18)

وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ. فَبَايَعُوا الرَّسُولَ

(19)

صلى الله عليه وسلم على الإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَقِيعةِ» .

(3)

بهامش (ب، ص): «أُبي» في اليونينية بكسرة واحدة. اهـ.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَجْهَهُ» .

(6)

في (ب، ص): «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنُ سَلُولَ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية: «أُبي» بكسرة، و «ابن» بلا ألف. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا أُحْسِنُ ما تقولُ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «فلا تُؤذِنا به في مجَالِسنا» .

(9)

في رواية أبي ذر: «واستَبَّ» .

(10)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «سكتوا» .

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(12)

في رواية أبي ذر: «نَزَّلَ» .

(13)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(14)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «البَحْرةِ» .

(15)

في رواية أبي ذر: «فيُعَصِّبُوه» .

(16)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(17)

في رواية أبي ذر: «في العفوِ» .

(18)

في (ب، ص): «ابْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ» ، وضرب فيهما على إحدى الكسرتين، وبهامشهما: كذا مضروب على الكسرة في اليونينية. اهـ.

(19)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَبايَعُوا لِرَسول الله» .

ص: 51

(16)

‌{لَا تحْسبَنَّ

(1)

الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ}

[آية: 188]

(1)

ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء مع كسر السن وفتحها، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا تحْسبَنَّ

}»، ولفظة «تحْسبَنَّ» ضبطت في (ب، ص) بالياء والسين المكسورة، وضبطت في (ق) بالتاء، دون ضبط السين، وأهمل ضبطها ونقطها في (ن، و)، وبالتاء وفتح السين قرأ عاصم وحمزة، وبالتاء وكسر السين قرأ الكسائي ويعقوب وخلف، وبالياء وكسر السين قرأ ابن كثير وأبو عمرو.

ص: 52

4567 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

⦗ص: 53⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْغَزْوِ تَخَلَّفُوا عَنْهُ، وَفَرِحُوا بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ وَحَلَفُوا، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا، فَنَزَلَتْ: {لَا تحْسبَنَّ

(2)

الَّذِينَ يَفْرَحُونَ

(3)

} الآيَةَ [آية: 188].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضبطت في (ب، ص) بالياء والسين المكسورة، وضبطت في (و) بالتاء، دون ضبط السين، وضبطت في (ق) بفتح السين وإهمال أولها، وأهمل ضبطها ونقطها في (ن).

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ}» .

ص: 52

4568 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أخبَرَهُ: أَنَّ مَرْوَانَ قالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ

(1)

: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ. فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ

(2)

وَلِهَذِهِ

(3)

؟ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَهُودَ

(4)

فَسَأَلَهُمْ عن شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ

فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا

(5)

مِنْ كِتْمَانِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ: {يَفْرَحُونَ بِمَا أُوتُوْا

(6)

وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} [آية: 187 - 188].

تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ.

حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا

(7)

الْحَجَّاجُ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ مَرْوَانَ. بِهَذَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «ما لَكُم» بدون الواو، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«وما لهم» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «يهودًا» .

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَتَوْا» .

(6)

على قراءة أُبي بن كعب رضي الله عنه وأبي عبد الرحمن السُّلمي عن علي رضي الله عنه وقراءة سعيد بن جبير، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«{أَتَوْا}» على القراءة المتواترة.

(7)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 53

4569 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَني شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ

(2)

، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ قَعَدَ، فَنَظَرَ إلى السَّمَاءِ فقالَ:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آية: 190]. ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، فَصَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بتُّ في بيتِ ميمونةَ» .

ص: 54

(18)

‌{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ

وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}

(1)

[آية: 191]

ص: 54

4570 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عن كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إلى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَطُرِحَتْ

(1)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةٌ،

(2)

فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طُولِهَا، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ

(3)

الآيَاتِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ

(4)

آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ، ثُمَّ أَتَى شَنًّا

(5)

مُعَلَّقًا، فَأَخَذَهُ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ،

⦗ص: 55⦘

فَوَضَعَ يَدَهُ على رَأسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ

(6)

، ثُمَّ أَوْتَرَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فقرأ» .

(4)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِقاءً» .

(6)

كتب بهامش اليونينية: «ستة» . والمراد عدد مرات تكرار كلمة: «ركعتين» .

ص: 54

4571 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا مَالِكٌ

(1)

، عن مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ

(2)

أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهيَ خَالَتُهُ، قالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى على رَأسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي بِيَدِهِ الْيُمْنَى

(3)

يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ

(4)

، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن مالكٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن كريب مولى ابن عباس أنَّ ابن عباس» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى» .

(4)

كتب بهامش اليونينية: «ستة» ، والمراد ضبط عدد مرات تكرار العبارة.

ص: 55

(20)

‌{رَبَّنَا

(1)

إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ} الآيَةَ

[آية: 193]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {رَّبَّنَا

}».

ص: 56

4572 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، عن مَالِكٍ، عن مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عن كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهيَ خَالَتُهُ، قالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إذا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ

(3)

يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى على رَأسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ

(4)

، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «ثمَّ استيقظ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فجعل» بدل: «فجلس» .

(4)

كتب بهامش اليونينية: «ستة» . والمراد ضبط عدد مرات تكرار العبارة. (ب، ص).

ص: 56

«(4» )‌

‌ سُورَةُ النِّسَاءِ

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَسْتَنْكِفُ: يَسْتَكْبِرُ

(2)

. قِوَامًا

(3)

: قِوَامُكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ. {لَهُنَّ

⦗ص: 57⦘

سَبِيلاً} [آية: 15]: يَعْنِي

(4)

الرَّجْمَ لِلثَّيِّبِ وَالْجَلْدَ لِلْبِكْرِ

(5)

.

وَقالَ غَيْرُهُ

(6)

: {مَثْنَى وَثُلَاثَ} [آية: 3]: يَعْنِي: اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَأَرْبَعًا، وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ ..

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

أهمل ضبط الفاء والراء في (ن، و)، وضبطهما في (ق) بالرفع والنصب.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قوله: «قِوامًا» على التفسير لقوله {قِيَاماً} على القراءة الواحدة، و «قيِّمًا» على القراءة الأخرى له وجه آخر، قاله أبو ذر. اهـ.

(4)

لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

من قوله: «قال ابن عباس» إلى قوله: «للبكر» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 56

4573 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَني هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ يَتِيمَةٌ فَنَكَحَهَا، وَكَانَ لَهَا عَذْقٌ

(2)

، وَكَانَ يُمْسِكُهَا

(3)

عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مِنْ نَفْسِهِ شَيْءٌ، فَنَزَلَتْ فِيهِ:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} [آية: 3] أَحْسِبُهُ قالَ: كَانَتْ شَرِيكَتَهُ فِي ذَلِكَ الْعَذْقِ وَفِي مَالِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» وعنده قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} [آية: 3]» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «

لها عذق فيمسكها».

ص: 57

4574 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عن قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} [آية: 3] فقالتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي

(1)

، هَذِهِ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، تشْركُهُ

(2)

فِي مَالِهِ، وَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا، فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا، فَيُعْطِيَهَا مِثْلَ ما يُعْطِيها غَيْرُهُ، فَنُهُوا عَنْ

(3)

أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ وَيَبْلُغُوا لَهُنَّ

(4)

أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ فِي الصَّدَاقِ، فَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا ما طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ. قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: وَإِنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء} [آية: 127].

⦗ص: 58⦘

قالَتْ عَائِشَةُ: وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [آية: 127] رَغْبَةُ

(5)

أَحَدِكُمْ عن يَتِيمَتِهِ، حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، قالَتْ: فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا عَنْ مَنْ رَغِبُوا

(6)

فِي مَالِهِ وَجَمَالِهِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ إِلَّا بِالْقِسْطِ؛ مِنْ أَجْلِ رَغْبَتِهِمْ عَنْهُنَّ إذا كُنَّ قَلِيلَاتِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية [صع]: «يا ابن أخي» .

(2)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: تَشْرَكُهُ، تُشْرِكُهُ.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «ذلك» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بهن» .

(5)

ضبطت في (و، ع) بالنصب، وبهما معا في (ق)، وأهمل ضبطها في (ن).

(6)

في رواية الأصيلي: «أن يَنْكِحُوا مَنْ رغبوا» .

ص: 57

(2)

‌{وَمَن

(1)

كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ

(2)

بِالْمَعْرُوفِ

فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ

(3)

} الآيَةَ [آية: 6]

{وَبِدَارًا}

(4)

[آية: 6]: مُبَادَرَةً. {أَعْتَدْنَا} [آية: 18]: أَعْدَدْنَا، أَفْعَلْنَا

(5)

مِنَ الْعَتَادِ.

(6)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَن

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا}» بدل قوله: «الآية» .

(4)

في رواية أبي ذر: {بِدَارًا} .

(5)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«اعتَدَدْنَا [في (ب): أَعْتَدْنَا] افتعلنا» وكتب فوقها في اليونينية لفظ «يُنظر» .

(6)

قوله: «{أَعْتَدْنَا} .. إلخ» مقدَّم على قوله: «{وَبِدَارًا}: مبادرة» في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 58

4575 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكُلْ

(2)

بِالْمَعْرُوفِ} [آية: 6]: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي مَالِ الْيَتِيمِ

(3)

إذا كَانَ فَقِيرًا: أَنَّهُ يَأكُلُ منه مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِمَعْرُوفٍ.

(1)

في (و، ب، ص): «حدَّثني» مصحَّح عليها في (ب، ص)، والمثبت موافق لما في (ق) ونسخة البقاعي.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في والِي اليتيم» .

ص: 58

(3)

{وَإِذَا

(1)

حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} الآيَةَ [آية: 8]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذَا

}».

ص: 59

4576 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أخبَرَنا عُبيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ

(1)

، عن سُفْيَانَ، عن الشَّيْبَانِيِّ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} [آية: 8] قالَ: هِيَ مُحْكَمَةٌ، وَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ.

تَابَعَهُ سَعِيدٌ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ.

(1)

بهامش اليونينية: عبيد الله بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأشجعي، توفي سنة اثنتين وثمانين ومئة في أولها. اهـ. وفي (ن) وهمًا: توفي سنة ثمانين ومائتين. اهـ. وضبَّب عليه بخط مغاير لخط الأصل، وصححه إلى:«ومئة» . زاد في (ص): والذي في التقريب وغيره أنَّ اسم والده: (عبيد الرحمن) بالتصغير، وقال في الفتح: إنَّ والده فردٌ في الأسماء. اهـ.

ص: 59

(4)

{يُوصِيكُمُ اللّهُ}

(1)

[آية: 11]

ص: 59

4577 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(2)

هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ مُنْكَدِرٍ

(3)

:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: عَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ

(4)

مَاشِيَيْنِ، فَوَجَدَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا أَعْقِلُ

(5)

، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ منه ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: ما تَأمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي مَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَنَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [آية: 11].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ابن المنكدر» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «شَيْئًا» .

ص: 59

(5)

‌{وَلَكُمْ

(1)

نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ}

[آية: 12]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَكُمْ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قولِه: {وَلَكُمْ

}».

ص: 60

4578 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن وَرْقَاءَ

(1)

، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ما أَحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما السُّدُسَ وَالثُّلُثَ، وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ الثُّمُنَ وَالرُّبُعَ، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ وَالرُّبُعَ.

(1)

ضُبطت في (ن) بالصرف: «ورقاءٍ» .

ص: 60

(6)

{لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا}

(1)

الآيَةَ

[آية: 19]

وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {لَا تَعْضُلُوهُنَّ} [آية: 19] لَا تَقْهَرُوهُنَّ

(2)

. {حُوبًا} [آية: 2]: إِثْمًا. {تَعُولُواْ} [آية: 3]: تمِيلُوا. {نِحْلَةً} [آية: 4]: النِّحْلَةُ

(3)

: الْمَهْرُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تَنْتَهِرُوهنَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فالنِّحْلَةُ» .

ص: 60

4579 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: حَدَّثَنَا

(1)

أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ -قالَ الشَّيْبَانِيُّ: وَذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ، وَلَا أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عن ابْنِ عَبَّاسٍ-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} [آية: 19] قالَ: كَانُوا إذا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاؤُوا زَوَّجُوهَا، وَإِنْ شَاؤُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا، فَهُمْ

(2)

أَحَقُّ بها مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وهم» .

ص: 60

(7)

‌{وَلِكُلٍّ

(1)

جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}

(2)

الآيَةَ

[آية: 33]

{مَوَالِيَ} [آية: 33]: أَوْلِيَاءَ وَرَثَةً

(3)

. {عَاقَدَتْ}

(4)

: هُوَ مَوْلَى الْيَمِينِ، وهو الْحَلِيفُ، وَالْمَوْلَى أَيْضًا ابْنُ الْعَمِّ، وَالْمَوْلَى الْمُنْعِمُ الْمُعْتِقُ، وَالْمَوْلَى الْمُعْتَقُ، وَالْمَوْلَى الْمَلِيكُ، وَالْمَوْلَى مَوْلًى فِي الدِّينِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلِكُلٍّ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قَولِه: {وَلِكُلٍّ

}».

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}» ، ولفظة:«الآية» بعدها ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال معمرٌ: أولياءُ مَوالِيَ، وأولياءُ ورثة» ، بدل:«{مَوَالِيَ}: أَوْلِيَاءَ وَرَثَةً» . وانظر تغليق التعليق 4/ 195.

(4)

هكذا على قراءة الجمهور، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف:{عَقَدَتْ} ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«{أَيْمَانُكُمْ}» .

ص: 61

4580 -

حدثني

(1)

الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن إِدْرِيسَ، عن طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} [آية: 33] قالَ: وَرَثَةً. {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [آية: 33]: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرُ

(2)

الأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ، لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} [آية: 33] نُسِخَتْ. ثُمَّ قالَ: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [آية: 33]: مِنَ النَّصْرِ وَالرِّفَادَةِ وَالنَّصِيحَةِ، وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ، وَيُوصِي لَهُ.

سَمِعَ أَبُو أُسَامَةَ إِدْرِيسَ، وَسَمِعَ إِدْرِيسُ طَلْحَةَ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «المُهاجِريُّ» .

(3)

من قوله: «سمع أبو أسامة» إلى قوله: «طلحة» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 61

(8)

‌{إِنَّ اللّهَ

(1)

لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}

[آية: 40] يَعْنِي: زِنَةَ ذَرَّةٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّ اللّهَ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قَولِه: {إِنَّ اللّهَ

}».

ص: 61

4581 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا

(2)

أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أُنَاسًا

(3)

فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«نَعَمْ، هَلْ تُضَارُونَ

(4)

فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ، ضَوْءٌ

(5)

لَيْسَ فيها سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا. قالَ: «وَهَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ضَوْءٌ لَيْسَ فيها

(6)

سَحَابٌ؟». قَالُوا: لَا. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا تُضَارُونَ

(7)

فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، إذا كَانَ يَوْمَُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ: يَتْبَعُ

(8)

كُلُّ أُمَّةٍ ما كَانَتْ تَعْبُدُ. فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ مِنَ الأَصْنَامِ وَالأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، حَتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ

(9)

، وَغُبَّرَات

(10)

أَهْلِ الْكِتَابِ، فَيُدْعَى الْيَهُودُ، فَيُقالُ لَهُمْ: مَنْ

(11)

كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ

(12)

اللَّهِ. فَيُقالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلا وَلَدٍ، فَمَاذَا تَبْغُونَ؟ فقالُوا: عَطِشْنَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا. فَيُشَارُ: أَلَا تَرِدُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إلى النَّارِ، كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ. ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقالُ لَهُمْ: مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ

(13)

اللَّهِ. فَيُقالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ. فَيُقالُ لَهُمْ: مَاذَا تَبْغُونَ؟ فَكَذَلِكَ مِثْلَ الأَوَّلِ، حَتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا

(14)

، فَيُقَالُ

(15)

: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟

⦗ص: 63⦘

تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ ما كَانَتْ تَعْبُدُ. قَالُوا: فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا على أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «ناسًا» .

(4)

في (ب، ص) في هذا الموضع والذي يليه بتشديد الراء.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

بهامش (ب، ص): راء «تُضَارُونَ» هذه والتي بعدها مخففة في اليونينية. اهـ.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَتْبَعُ» ، في رواية أبي ذر والمُستملي:«فَتَتْبَعُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«تَتَّبِعُ» .

(9)

صحَّح على «بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ» في اليونينيَّة.

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: «وَغُبَّرَاتُ» ، و «وَغُبَّرَاتِ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وهي هكذا أيضًا في رواية أبي ذر، وفي رواية الأصيلي:«وَغُبَّرَاتُ» و «وَغُبَّرَاتٍ» معًا.

(11)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما» .

(12)

في (و، ب، ص): «بن» بدون ألف.

(13)

في (ب، ص): «بن» بدون ألف.

(14)

في نسخة زيادة: «أوّلَ مرة» (ب، ص).

(15)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 62

(9)

‌{فَكَيْفَ

(1)

إِذَا جِئْنَا

(2)

مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئنَا

(3)

بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا}

[آية: 41]

الْمُخْتَالُ وَالْخَتَّالُ

(4)

وَاحِدٌ. {نَّطْمِسَ

(5)

} [آية: 47]: نُسَوِّيْهَا

(6)

حَتَّى تَعُودَ كَأَقْفَائِهِمْ، طَمَسَ الْكِتَابَ: مَحَاهُ. {سَعِيرًا

(7)

} [آية: 55]: وُقودًا

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَكَيْفَ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(4)

في رواية الأصيلي: «والخالُ» ، وبهامش اليونينية بخط اليونيني: قال الإمام أبو الفضل في باب الخاء والتاء في كتاب تفسير سورة النساء: المختال والختال واحد، كذا لهم، وعند الأصيلي:«والخال» وكله صحيح من الخُيَلاء. وقال في الخاء مع الياء في الوهم والخلاف: المختال والخال واحد كذا للأصيلي، ولغيره:«والختال» وليس بشيء هنا، والصواب الأول. هذا آخر كلامه، فانظر هذا التناقض يقول أولًا: وكله صحيح، ثم يقول هاهنا في الآخر: وليس بشيء، والصواب الأول. وعند أبي ذر:«والختال» بالخاء والتاء ثالث الحروف في الأصل الذي قابلت به فيعلم ذلك، وأنكر ذلك شيخنا [زاد في (ب، ص): الإمام] أبو عبد الله ابن مالك، قال: والصواب: «والخال» بغير تاء. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وُجُوهًا}» .

(6)

هكذا ضبطت في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.

(7)

في رواية أبي ذر: «{جَهَنَّمَ سَعِيرًا}» .

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 63

4582 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا

(1)

يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، عن سُلَيْمَانَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ:

عن عَبْدِ اللَّهِ -قالَ يَحْيَى: بَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ - قالَ: قالَ لِي

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 64⦘

«اقْرَأْ عَلَيَّ» . قُلْتُ: أقْرَأُ

(3)

عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» . فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى بَلَغْتُ:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} [آية: 41] قالَ: «أَمْسِكْ» . فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .

(2)

لفظة: «لي» ليست في (و، ص).

(3)

في (و، ب، ص): «آقْرَأُ» .

ص: 63

(10)

‌{وَإِن كُنتُم

(1)

مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ}

[آية: 43]

{صَعِيدًا} [آية: 43]: وَجْهَ

(2)

الأَرْضِ.

وَقالَ جَابِرٌ: كَانَتِ الطَّوَاغِيتُ الَّتِي يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا: فِي جُهَيْنَةَ وَاحِدٌ

(3)

، وَفِي أَسْلَمَ وَاحِدٌ

(4)

، وَفِي كُلِّ حَيٍّ وَاحِدٌ، كُهَّانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ.

وَقالَ عُمَرُ: الْجِبْتُ: السِّحْرُ، وَالطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: الْجِبْتُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: شَيْطَانٌ، وَالطَّاغُوتُ: الْكَاهِنُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَإِن كُنتُم

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «وجْهُ» بالرفع.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 64

4583 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدٌ:

أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: هَلَكَتْ قِلَادَةٌ لِأَسْمَاءَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهَا رِجَالًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسُوا على وُضُوءٍ، وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَصَلَّوْا وَهُمْ على غَيْرِ وُضُوءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ. يَعْنِي: آيَةَ التَّيَمُّمِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فأنزلَ اللهُ التيممَ» .

ص: 64

(11)

{أُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}

(1)

[آية: 59]: ذَوِي الأَمْرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}» . وذكر في (ب، ص) أنَّ في روايةٍ لغير أبي ذر: «بابُ قولهِ: {أَطِيعُواْ اللّهَ

}».

ص: 64

4584 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن يَعْلَى

⦗ص: 65⦘

بْنِ مُسْلِمٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [آية: 59] قالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ، إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ.

ص: 64

(12)

‌{فَلَا وَرَبِّكَ

(1)

لَا يُؤْمِنُونَ

(2)

حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}

[آية: 65]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَلَا وَرَبِّكَ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 65

4585 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قالَ:

خَاصَمَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ فِي شَرِيجٍ مِنَ الْحَرَّةِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إلى جَارِكَ» . فقالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْ

(1)

كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟! فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ

(2)

، ثُمَّ قالَ:«اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إلى الْجَدْرِ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إلى جَارِكَ» . وَاسْتَوْعَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ، حِينَ أَحْفَظَهُ الأَنْصَارِيُّ،

(3)

كانَ أَشَارَ عَلَيْهِمَا بِأَمْرٍ لَهُمَا

(4)

فِيهِ سَعَةٌ. قالَ الزُّبَيْرُ: فَمَا أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَاتِ إِلَّا نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ

(5)

حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [آية: 65].

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وأنْ» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«آنْ» بهمزة ممدودة. وفي (ن، ص، ق) أنَّ بهامش اليونينية: عند الحافظ أبي ذر: «آن» [رَقَمَ عليه في (ن) برمز الكُشْمِيْهَنِيِّ] بفتح الهمزة ومدِّها، ولم يذكر القاضي مدًّا، بل قال: بفتح الهمزة، أي: من أجل هذا حَكَمتَ له عليَّ؟! ا هـ.

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وجْهُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «له» .

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 65

(13)

‌{فَأُوْلَئِكَ

(1)

مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ}

[آية: 69]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَأُوْلَئِكَ

}».

ص: 65

4586 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(1)

، عن أَبِيهِ، عن عُرْوَةَ:

⦗ص: 66⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» . وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ

(3)

، أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} [آية: 69] فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن إبراهيمَ بنِ سعدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «التي قُبِض فيها» .

ص: 65

4587 -

حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِن الرجالِ والنساء والوِلدانِ» .

ص: 66

4588 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ

(1)

تَلَا: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ} [آية: 98]. قالَ:

كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ.

وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {حَصِرَتْ} [آية: 90]: ضَاقَتْ. {تَلْوُواْ} [آية: 135]: أَلْسِنَتَكُمْ بِالشَّهَادَةِ

(2)

..

وَقالَ غَيْرُهُ: الْمُرَاغَمُ: الْمُهَاجَرُ، رَاغَمْتُ: هَاجَرْتُ قَوْمِي. {مَّوْقُوتًا} [آية: 103]: مُوَقَّتًا وَقَتَهُ عَلَيْهِمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عن ابنِ عباس» .

(2)

قوله: «{تَلْوُواْ} ألسنتكم بالشهادة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «{مَّوْقُوتًا} موقتًا وقته عليهم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 66

(15)

‌{فَمَا لَكُمْ

(1)

فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ

(2)

وَاللّهُ أَرْكَسَهُم

(3)

} [آية: 88] قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَدَّدَهُمْ.

فِئَةٌ: جَمَاعَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَمَا لَكُمْ

}».

(2)

ضُبطت في اليونينية بالهمزة والياء معا، وبالهمز قراءة الجماعة، وبإبدالها ياءً قراءة أبي جعفر.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{بِمَا كَسَبُواْ}» .

ص: 67

4589 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قالَا: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَدِيٍّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ

(1)

} [آية: 88] رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ، وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ: فَرِيقٌ يَقُولُ: اقْتُلْهُمْ. وَفَرِيقٌ يَقُولُ: لَا. فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ

(2)

} [آية: 88]. وَقالَ

(3)

: «إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الْخَبَثَ، كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ

(4)

».

(1)

بالهمز قراءة الجماعة، وبإبدالها ياءً قراءة أبي جعفر.

(2)

بالهمز قراءة الجماعة، وبإبدالها ياءً قراءة أبي جعفر.

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «خبثَ الحَدِيدِ» .

ص: 67

{أَذَاعُواْ بِهِ}

(1)

[آية: 83]: أَفْشَوْهُ

(2)

. {يَسْتَنبِطُونَهُ} [آية: 83]: يَسْتَخْرِجُونَهُ. {حَسِيبًا} [آية: 86]: كَافِيًا

(3)

. {إِلاَّ إِنَاثًا} [آية: 117]: الْمَوَاتَ

(4)

حَجَرًا أَوْ مَدَرًا، وَمَا أَشْبَهَهُ. {مَّرِيدًا} [آية: 117]: مُتَمَرِّدًا

(5)

. {فَلَيُبَتِّكُنَّ} [آية: 119]: بَتَّكَهُ: قَطَّعَهُ. {قِيلاً} [آية: 122] وَقَوْلًا وَاحِدٌ. طُبِعَ: خُتِمَ.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابٌ: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أي: أَفْشَوْهُ» .

(3)

قوله: «{حَسِيبًا}: كافيًا» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «يعني: الموات» .

(5)

قوله: «{مَرِيدًا}: متمردًا» ثابت في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا، وهو مؤخر عند أبي ذر إلى ما بعد قوله:«قَطَّعَه» .

ص: 67

(16)

‌{وَمَن يَقْتُلْ

(1)

مُؤْمِنًا

(2)

مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ}

[آية: 93]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَن يَقْتُلْ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 68

4590 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قالَ: اخْتَلَفَ

(1)

فيها أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَرَحَلْتُ

(2)

فيها إلى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فقالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا

(3)

مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ} [آية: 93] هِيَ آخِرُ ما نَزَلَ، وَمَا نَسَخَهَا شَيْءٌ.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «آيةٌ اخْتَلَفَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فدخَلْتُ» .

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 68

(17)

‌{وَلَا تَقُولُواْ

(1)

لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا

(2)

} [آية: 94]

السِّلْمُ وَالسَّلَمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَا تَقُولُواْ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 68

4591 -

حدثني

(1)

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عَطَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا

(2)

} [آية: 94] قالَ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ، فقالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ إلى قَوْلِهِ: {عَرَضَ

(3)

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آية: 94]: تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ

(4)

. قالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: السَّلَامَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ، وذلك إلى قوله: {تَبْتَغُونَ عَرَضَ

}».

(4)

في (و): «الْغُنَيْمَةَ» ، وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 68

(18)

‌{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(1)

} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ}

(2)

[آية: 95]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ} الآية» .

ص: 69

4592 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ:

حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَّهُ رَأَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إلى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(1)

} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} . فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وهو

يُمِلُّهَا عَلَيَّ، قالَ

(2)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ. وَكَانَ أَعْمَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَفَخِذُهُ على فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ

(3)

فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {غَيْر

(4)

أُوْلِي الضَّرَرِ} [آية: 95].

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

في رواية أبي ذر: «فقالَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُرَضَّ» ، وفي (ب، ص) ضبطت بضبطٍ واحد، بتاء مضمومة وراء مفتوحة، نقلًا عن اليونينية.

(4)

ضُبطت في (ب، ص) بالنصب، وضُبطت في (ق) بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وبالرفع قرأ ابنُ كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وعاصم، وبالنصب قرأ الباقون.

ص: 69

4593 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(1)

} [آية: 95] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا فَكَتَبَهَا، فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَشَكَا ضَرَارَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {غَيْر

(2)

أُوْلِي الضَّرَرِ} [آية: 95].

(3)

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

ضُبطت في اليونينية بالنصب وبالرفع، بالنصب على قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر والكسائي وخلف، وبالرفع قرأ ابنُ كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وعاصم.

(3)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الثالث والعشرين. اهـ.

ص: 69

4594 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

⦗ص: 70⦘

عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(1)

} [آية: 95] قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوا فُلَانًا» . فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ -أَوِ: الْكَتِفُ- فقالَ: «اكْتُبْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(2)

} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} ». وَخَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ. فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(3)

غير

(4)

أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [آية: 95].

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(4)

ضبطت في (و، ب، ص) بالنصب، وأهمل ضبطها في (ن، ق)، وبالرفع قرأ ابنُ كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وعاصم، وبالنصب قرأ الباقون.

ص: 69

4595 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ:

(خ): وحدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني عَبْدُ الْكَرِيمِ: أَنَّ مِقْسَمًا مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(2)

}: عن بَدْرٍ، وَالْخَارِجُونَ إلى بَدْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 70

(19)

‌{إِنَّ الَّذِينَ

(1)

تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ

(2)

قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا} الآيَةَ [آية: 97]

(1)

في حاشية الأصل: «بابٌ: {إِنَّ الَّذِينَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة.

ص: 70

4596 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ: حدَّثنا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ، قالَا: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الأَسْوَدِ قالَ: قُطِعَ على أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِي عن ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ، ثُمَّ قَال:

أخبَرَني ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ

⦗ص: 71⦘

عَلَى عَهْدِ

(1)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَأتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى

(2)

بِهِ، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ، أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآيَةَ [آية: 97].

رَوَاهُ اللَّيْثُ، عن أَبِي الأَسْوَدِ.

(1)

لفظة: «عهد» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «يُرمَى» . وضبط روايته في (ب، ص): «يُدْمى» ، وبهامشهما: بالدال كذا في الفرع، والذي في اليونينية محتمل لأن يكون راءً أو دالًا، والأقرب أنه راء. اهـ.

ص: 70

(20)

‌{إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ

(1)

مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ

لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [آية: 98]

(1)

في نسخة: «بابٌ: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ

}».

ص: 71

4597 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ} [آية: 98] قالَ: كَانَتْ أُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ.

ص: 71

4598 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ إِذْ قالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . ثُمَّ قالَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ: «اللَّهُمَّ نَجِّ

(1)

عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 71

(22)

‌{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى

أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ} [آية: 102]

(1)

ص: 72

4599 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا حَجَّاجٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَني يَعْلَى، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى} [آية: 102] قالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ كَانَ

(1)

جَرِيحًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «وكان» .

ص: 72

(23)

‌{وَيَسْتَفْتُونَكَ

(1)

فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ

وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء} [آية: 127]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قَوْلِه: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

}».

ص: 72

4600 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(2)

، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

(3)

فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} إلى قَوْلِهِ: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [آية: 127] قالَتْ

(4)

: هو الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْيَتِيمَةُ، هو وَلِيُّهَا وَوَارِثُهَا، فَأَشْرَكَتْهُ

(5)

فِي مَالِهِ حَتَّى فِي العَذْقِ

(6)

، فَيَرْغَبُ أَنْ يَنْكِحَهَا وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا رَجُلًا، فَيَشْرَكَهُ

(7)

فِي مَالِهِ بِمَا شَرِكَتْهُ،

⦗ص: 73⦘

فَيَعْضُلُهَا

(8)

، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أخبَرَني عن أبيه» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبط روايته في (ب، ص): «

حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قال: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أخبَرَني، عن أبيه». وبهامش (ب): كذا في اليونينية، وفي الفرع: أخبَرَني أبي عن عائشة. اهـ. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{يَسْتَفْتُونَكَ}» بلا واو العطف، قارن بما في الإرشاد.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «عائشةُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فَتَشْرَكُهُ» .

(6)

في رواية أبي ذر بكسر العين، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَيَشْرَكُهُ» .

(8)

ضبطت في (ب، ص) بالنصب والرفع معًا.

ص: 72

(24)

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}

[آية: 128]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شِقَاقٌ: تَفَاسُدٌ. {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ} [آية: 128]: هَوَاهُ فِي الشَّيْءِ يَحْرِصُ عَلَيْهِ. {كَالْمُعَلَّقَةِ} [آية: 129]: لَا هِيَ أَيِّمٌ، وَلَا ذَاتُ زَوْجٍ. {نُشُوزًا} [آية: 128]: بُغْضًا.

ص: 73

4601 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [آية: 128] قالَتِ: الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا، يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأنِي فِي حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآيةَ في ذلك» .

ص: 73

(25)

‌{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ

(1)

فِي الدَّرَكِ

(2)

الأَسْفَلِ

(3)

} [آية: 145]

وَقالَ

(4)

ابْنُ عَبَّاسٍ: أَسْفَلَ النَّارِ. {نَفَقًا} [الأنعام: 35]: سَرَبًا.

(1)

في حاشية الأصل: «بابٌ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ

}».

(2)

بفتح الراء على قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب وأبي جعفر وخلف.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{مِنَ النَّارِ}» .

(4)

في رواية أبي ذر: «قال» .

ص: 73

4602 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الأَسْوَدِ قالَ: كُنَّا فِي حَلْقَةِ عَبْدِ اللَّهِ، فَجَاءَ حُذَيْفَةُ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: لقد أُنْزِلَ النِّفَاقُ على قَوْمٍ خَيْرٍ مِنْكُمْ. قالَ الأَسْوَدُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ

(1)

الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [آية: 145]. فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللَّهِ، وَجَلَسَ حُذَيْفَةُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ،

⦗ص: 74⦘

فَرَمَانِي بِالْحَصَى

(2)

، فَأَتَيْتُهُ، فقالَ حُذَيْفَةُ: عَجِبْتُ مِنْ ضَحِكِهِ، وَقَدْ عَرَفَ ما قُلْتُ، لقد أُنْزِلَ النِّفَاقُ على قَوْمٍ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ ثُمَّ تَابُوا، فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ..

(1)

بفتح الراء على قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب وأبي جعفر وخلف.

(2)

هكذا رسمت في (ن، و)، ورسمت في (ب، ص) بالألف الممدودة.

ص: 73

(26)

‌{إِنَّا

(1)

أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ

(2)

} إلى قَوْلِهِ: {وَيُونُسَ

وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} [آية: 163]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: قولُه: {إِنَّا

}».

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}» .

ص: 74

4603 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ: حدَّثني الأَعْمَشُ، عن أَبِي وَائلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ

(1)

: «مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ

(2)

أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى».

(1)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لِعَبْدٍ» .

ص: 74

4604 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ» .

ص: 74

(27)

‌{يَسْتَفْتُونَكَ

(1)

قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ

إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ} [آية: 176]

وَالْكَلَالَةُ: مَنْ لَمْ يَرِثْهُ أَبٌ أَوِ ابْنٌ، وهو مَصْدَرٌ، مِنْ تَكَلَّلَهُ النَّسَبُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَسْتَفْتُونَكَ

}».

ص: 74

4605 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قالَ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌُ، وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: {يَسْتَفْتُونَكَ

(1)

} [آية: 176].

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}» . وبهامش اليونينية: في حاشية الأصل: من هاهنا لم تتفق هذه النسخة على نسخة السماع على الشريف يونس إلى سورة التحريم. اهـ.

ص: 74

«(5» )‌

‌ الْمَائدَةُ

(1)

(1)

....

{فَبِمَا نَقْضِهِم} [المائدة: 13]: بِنَقْضِهِمْ. {الَّتِي كَتَبَ اللّهُ} [آية: 21]: جَعَلَ اللَّهُ. {حُرُمٌ} [آية: 1]: وَاحِدُهَا حَرَامٌ

(2)

. تَبُوءُ: تَحْمِلُ. {دَائرَةٌ} [آية: 52]: دَوْلَةٌ. وَقالَ غَيْرُهُ: الإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ

(3)

. {أُجُورَهُنَّ} [آية: 5]: مُهُورَهُنَّ

(4)

. الْمُهَيْمِنُ: الأَمِينُ، الْقُرْآنُ أَمِينٌ على كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «(1) بابُ تفسيرِ سورةِ المائدةِ [وهذا مثبت في متن (ب، ص)]، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «{حُرُمٌ}

» مُقدَّم على قوله: «{فَبِمَا نَقْضِهِم}

» في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وعكس في (ب، ص)، فجعل التقديم رواية المتن، وما في المتن روايتهما في الهامش وهو موافق لما في الإرشاد.

(3)

قوله: «وَقالَ غَيْرُهُ: الإِغْرَاءُ التَّسْلِيطُ» مُقدَّم على قوله: «{دَائرَةٌ}: دولة» في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال سفيانُ: ما في القرآن آيةٌ أشَدُّ عليَّ مِنْ: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [المائدة: 68]. مَخْمَصةٌ: مَجاعةٌ. {مَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32]: يعني: مَن حرَّم قَتْلَها إلَّا بِحَقٍّ حَيِيَ الناسُ منه جميعًا. {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]: سَبِيلًا وسُنَّةً. [الفتح: 8].

ص: 75

(2)

‌{الْيَوْمَ

(1)

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}

[آية: 3]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَخْمَصَةٌ: مَجَاعَةٌ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {الْيَوْمَ

}».

(2)

قول ابن عباس رضي الله عنهما ليس في رواية أبي ذر.

ص: 75

4606 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن قَيْسٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: قالَتِ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ آيَةً، لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا عِيدًا. فقالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ

(1)

أُنْزِلَتْ:

(2)

يَوْمَ عَرَفَةَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ -قالَ سُفْيَانُ: وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا- {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [آية: 3].

(1)

في رواية أبي ذر: «حيثُ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 75

(3)

‌{فَلَمْ تَجِدُواْ

(1)

مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا}

[آية: 6]

تَيَمَّمُوا: تَعَمَّدُوا

(2)

. {آمِّينَ} [آية: 2]: عَامِدِينَ، أَمَّمْتُ وَتَيَمَّمْتُ وَاحِدٌ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَمَسْتُمْ}

(3)

[آية: 6] وَ {تَمَسُّوهُنُّ} [البقرة: 236] وَ {اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} [النساء: 23] وَالإِفْضَاءُ: النِّكَاحُ ..

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَلَمْ تَجِدُواْ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قولِه: {فَلَمْ تَجِدُواْ

}».

(2)

قوله: «تَيَمَّمُوا: تعمَّدوا» ثابت في رواية المُستملي أيضًا.

(3)

هكذا على قراءة حمزة والكسائي وخلف.

ص: 76

4607 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ -أَوْ: بِذَاتِ الْجَيْشِ- انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا على مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى

النَّاسُ إلى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

(2)

فقالُوا: أَلَا تَرَى ما صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟! أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ، وَلَيْسُوا على مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأسَهُ على فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقالَ

(3)

: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا على مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ؟! قالَتْ

(4)

عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقالَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، وَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على فَخِذِي، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى

(5)

أَصْبَحَ على غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا

(6)

، فقالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: ما هِيَ بِأَوَّلِ

⦗ص: 77⦘

بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ. قالَتْ:

(7)

فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا الْعِقْدُ تَحْتَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

قوله: «الصديق» ليس في رواية أبي ذر. (ن، ب، ق).

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالت» .

(5)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حِينَ» .

(6)

قوله: «فَتَيَمَّمُوا» ثابت في رواية أبي ذر، وهو مهمش في (ب، ص)، وبهامش اليونينية من غير رقم:«فَتَيَمَّمْنا» . كتبت بالحمرة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 76

4608 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَني عَمْرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: سَقَطَتْ قِلَادَةٌ لِي بِالْبَيْدَاءِ، وَنَحْنُ دَاخِلُونَ الْمَدِينَةَ، فَأَنَاخَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَزَلَ، فَثَنَى رَأْسَهُ فِي حَجْرِي رَاقِدًا،

(2)

أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً، وَقالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ؟! فَبِي الْمَوْتُ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَوْجَعَنِي، ثُمَّ إِنَّ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ، وَحَضَرَتِ الصُّبْحُ، فَالْتُمِسَ الْمَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَنَزَلَتْ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآيَةَ [آية: 6]. فقالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: لقد بَارَكَ اللَّهُ لِلنَّاسِ فِيكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، ما أَنْتُمْ إِلَّا بَرَكَةٌ لَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (ب، ص): «أَن» و «إِن» وبهامشهما: كذا في اليونينية ضبط الهمزة. اهـ.

ص: 77

(4)

‌{فَاذْهَبْ

(1)

أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}

[آية: 24]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَاذْهَبْ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قولِه: {فَاذْهَبْ

، وكتبت لفظة:«قوله» بالحمرة.

ص: 77

4609 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن مُخَارِقٍ، عن طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ.

(ح) وَحَدَّثَنِي حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا أَبُو النَّضْرِ: حدَّثنا الأَشْجَعِيُّ، عن سُفْيَانَ، عن مُخَارِقٍ، عن طَارِقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ

(2)

كَمَا قالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [آية: 24] وَلَكِنِ امْضِ وَنَحْنُ

⦗ص: 78⦘

مَعَكَ. فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ

(3)

وَكِيعٌ، عن سُفْيَانَ، عن مُخَارِقٍ، عن طَارِقٍ: أَنَّ الْمِقْدَادَ قالَ ذَلِكَ

(4)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ..

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«يومئذ» .

(2)

لفظة: «لك» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «رَوَاهُ» بلا واو العطف، وهذا التعليق مُقَدَّم في روايته على الحديث، وذكر في الفتح أنَّ رواية غير أبي ذر أشبه بالصواب.

(4)

لفظة: «ذلك» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 77

(5)

‌{إِنَّمَا

(1)

جَزَاء الَّذِينَ

يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا

(2)

أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ} إلى قَوْلِهِ: {أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ} [آية: 33]

الْمُحَارَبَةُ لِلَّهِ: الْكُفْرُ بِهِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابٌ: {إِنَّمَا

}». كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الترجمة.

ص: 78

4610 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، قالَ: حدَّثني سَلْمَانُ

(1)

أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرُوا وَذَكَرُوا، فقالُوا وَقَالُوا: قَدْ أَقَادَتْ بها الْخُلَفَاءُ. فَالْتَفَتَ إلى أَبِي قِلَابَةَ، وهو خَلْفَ ظَهْرِهِ، فقالَ: ما تَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ؟ -أَوْ قالَ: ما تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ؟ - قُلْتُ: ما عَلِمْتُ نَفْسًا حَلَّ قَتْلُهَا فِي الإِسْلَامِ، إِلَّا رَجُلٌ زَنَى

(2)

بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم

(3)

. فقالَ عَنْبَسَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ بِكَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ

(4)

: إِيَّايَ حَدَّثَ أَنَسٌ، قالَ: قَدِمَ قَوْمٌ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمُوهُ، فقالُوا: قَدِ اسْتَوْخَمْنَا هَذِهِ الأَرْضَ. فقالَ: «هَذِهِ نَعَمٌ لَنَا تَخْرُجُ، فَاخْرُجُوا فِيهَا، فَاشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا» .

⦗ص: 79⦘

فَخَرَجُوا فِيهَا، فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، وَاسْتَصَحُّوا، وَمَالُوا على الرَّاعِي فَقَتَلُوهُ، وَاطَّرَدُوا النَّعَمَ. فَمَا يُسْتَبْطَأُ

(5)

مِنْ هَؤُلَاءِ؟! قَتَلُوا النَّفْسَ، وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَخَوَّفُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: تَتَّهِمُنِي؟! قالَ: حدَّثنا بِهَذَا أَنَسٌ. قالَ: وَقالَ: يَا أَهْلَ كَذَا، إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ ما أُبْقِيَ هَذَا

(6)

فِيكُمْ، وَمِثْلُ

(7)

هَذَا.

(1)

بهامش اليونينية: «سَلْمان» هكذا -كما في الأصل- ذكره الحفاظ: أبو نصر وابن طاهر وعبد الغني المقدسي مكبَّرًا، وعند أبي الهيثم أحد مشايخ أبي ذر:«سُلَيمان» فيُعلم ذلك، والصواب إن شاء الله تعالى ما [في (ب، ص): كما] ذكره الأئمة الحفاظ رضي الله عنهم. اهـ.

(2)

رسمت في جميع الأصول بألف ممدودة: «زنا» .

(3)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر: «فقلتُ» .

(5)

في حاشية الأصل: «يُسْتَبْقَى» .

(6)

بهامش اليونينية دون رقم: «أبْقَى اللهُ هذا» كتبت لفظة الجلالة بالحمرة. وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما أُبْقِيَ مِثْلُ هذا» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ما أَبْقَى اللهُ مِثْلَ هذا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «أو مِثْلُ» .

ص: 78

(6)

{وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ}

(1)

[آية: 45]

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بابُ قَولهِ: {وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ}» . والجروحُ مضبوطة بالرفع على قراءة الكسائي وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر.

ص: 79

4611 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا الْفَزَارِيُّ، عن حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَسَرَتِ الرُّبَيِّعُ -وَهيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ الْقَوْمُ الْقِصَاصَ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقِصَاصِ، فقالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ -عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ-: لَا وَاللَّهِ، لَا تُكْسَرُ

(1)

سِنُّهَا

(2)

يَا رَسُولَ اللَّهِ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ» . فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَقَبِلُوا الأَرْشَ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» .

(1)

في (ب، ص): بالجزم، وبهامشهما: الراء ساكنة، كذا في اليونينية، وكان في الأصل:«لا تَكْسِرْ سِنَّها» وفي الفرع الراء مضمومة.

(2)

في رواية أبي ذر: «ثَنِيَّتُها» .

ص: 79

4612 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن الشَّعْبِيِّ، عن مَسْرُوقٍ،

⦗ص: 80⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ

(1)

فَقَدْ كَذَبَ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ

(2)

} الآيَةَ [آية: 67].

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مما أَنْزَل اللهُ عليه» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِن رَّبِّكَ}» .

ص: 79

(8)

‌{لَا يُؤَاخِذُكُمُ

(1)

اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}

[آية: 89]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش. وفي رواية أبي ذر: «بابُ قَولهِ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ

}».

ص: 80

4613 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ

(1)

: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ

(2)

اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [آية: 89] فِي

قَوْلِ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حدَّثنا علي بنُ عبدِ الله» . وعلَّق الحافظ اليونيني بخطه: «خطأٌ» . ووافقه على ذلك في الفتح.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

ص: 80

4614 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا النَّضْرُ، عن هِشَامٍ: أخبَرَني أَبِي: عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ أَبَاهَا كَانَ لَا يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الْيَمِينِ، قالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا أَرَى يَمِينًا أُرَى غَيْرَهَا

(2)

خَيْرًا منها إِلَّا قَبِلْتُ رُخْصَةَ اللَّهِ، وَفَعَلْتُ الَّذِي هو خَيْرٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّ غيرها» .

ص: 80

(9)

‌{لَا تُحَرِّمُواْ

(1)

طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ}

[آية: 87]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ

، في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {لَا تُحَرِّمُواْ

}».

ص: 80

4615 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن قَيْسٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ مَعَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: أَلَا نَخْتَصِي؟ فَنَهَانَا عن ذَلِكَ، فَرُخِّصَ

(1)

لَنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ قَرَأَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ

⦗ص: 81⦘

لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ} [آية: 87].

(1)

هكذا ضبطت في (ن، ق) بالبناء للمفعول، وضبطت في (ب، ص): «فرَخَّصَ» مصحَّح عليها، وأهمل ضبطها في (و).

ص: 80

(10)

‌{إِنَّمَا الْخَمْرُ

(1)

وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ

مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} [آية: 90]

وَقالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَزْلَامُ: الْقِدَاحُ يَقْتَسِمُونَ بها فِي الأُمُورِ، وَالنُّصُبُ

(3)

: أَنْصَابٌ يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا.

وَقالَ غَيْرُهُ: الزَُّلَمُ: الْقِدْحُ لَا رِيشَ لَهُ، وهو وَاحِدُ الأَزْلَامِ، وَالاِسْتِقْسَامُ: أَنْ يُجِيلَ الْقِدَاحَ، فَإِنْ نَهَتْهُ انْتَهَى، وَإِنْ أَمَرَتْهُ فَعَلَ ما تَأمُرُهُ

(4)

، وَقَدْ أَعْلَمُوا الْقِدَاحَ أَعْلَامًا، بِضُرُوبٍ يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا

(5)

، وَفَعَلْتُ منه قَسَمْتُ، وَالْقُسُومُ الْمَصْدَرُ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {إِنَّمَا الْخَمْرُ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» دون واو العطف.

(3)

في رواية أبي ذر: «النُّصُبُ» دون واو العطف.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «به» .

(5)

في رواية أبي ذر: «به» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «يُجِيلُ يُدِيرُ» . ومن قوله: «وقد أعلموا» إلى آخره مُقَدَّم في روايته على قول ابن عباس رضي الله عنهما. وبهامش (ب، ص): هكذا في الفرع مُخرَّج لهذه الرواية بعد قوله: «المصدر» ، وهو في اليونينية محتمل لهذا ومحتمل لأن يكون مخرجًا له بعد قوله:«تأمره» والله أعلم. اهـ.

ص: 81

4616 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حدَّثني نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، وَإِنَّ فِي الْمَدِينَةِ

(2)

يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةُ

(3)

أَشْرِبَةٍ، ما فيها شَرَابُ الْعِنَبِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بالمدينة» .

(3)

في (و، ب): «لخمسةَ» .

ص: 81

4617 -

حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قالَ: قالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: ما كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ، فَإِنِّي لَقَائِمٌ

⦗ص: 82⦘

أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلَانًا وَفُلَانًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ؟ فقالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ. قَالُوا

(1)

: أَهْرِقْ

(2)

هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ. قالَ: فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «هَرِقْ» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أرِقْ» .

ص: 81

4618 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ قالَ: صَبَّحَ أُنَاسٌ غَدَاةَ أُحُدٍ الْخَمْرَ، فَقُتِلُوا مِنْ يَوْمِهِمْ جَمِيعًا شُهَدَاءَ. وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا.

ص: 82

4619 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أخبَرَنا عِيسَى وَابْنُ إِدْرِيسَ، عن أَبِي حَيَّانَ، عن الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه على مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، وَهيَ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ،

وَالْخَمْرُ ما خَامَرَ الْعَقْلَ.

ص: 82

4620 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ الْخَمْرَ الَّتِي أُهْرِيقَتِ

(1)

الْفَضِيخُ.

وَزَادَنِي مُحَمَّدٌ

(2)

، عن أَبِي النُّعْمَانِ قالَ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى، فقالَ أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَانْظُرْ ما هَذَا الصَّوْتُ؟ قالَ: فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ:

⦗ص: 83⦘

هَذَا مُنَادٍ يُنَادِي: أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. فقالَ لِي: اذْهَبْ فَأَهْرِقْهَا

(3)

، قالَ: فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ. قالَ: وَكَانَتْ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ، فقالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قُتِلَ قَوْمٌ وَهيَ فِي بُطُونِهِمْ، قالَ

(4)

: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ} [آية: 93].

(1)

في رواية أبي ذر: «هُرِيقَتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «البِيكَنْدِيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَهَرِقْها» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَأَرِقْها» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 82

(12)

‌{لَا تَسْأَلُواْ

(1)

عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}

[آية: 101]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {لَا تَسْأَلُواْ

}».

ص: 83

4621 -

حدَّثنا

(1)

مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَارُودِيُّ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مُوسَى بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً ما سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» . قالَ: فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ

(2)

، فقالَ رَجُلٌ: مَنْ أَبِي؟ قالَ: «فُلَانٌ» . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [آية: 101].

رَوَاهُ النَّضْرُ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عن شُعْبَةَ ..

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حَنِينٌ» بالحاء المهملة.

ص: 83

4622 -

حدَّثنا

(1)

الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ: حدَّثنا أَبُو النَّضْرِ: حدَّثنا أَبُو خَيْثَمَةَ: حدَّثنا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتِهْزَاءً، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَنْ أَبِي؟ وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَيْنَ نَاقَتِي؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

(2)

} [آية: 101] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا ..

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

قوله: «{إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 83

(13)

‌{مَا جَعَلَ

(1)

اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَآئِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}

[آية: 103]

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ} [آية: 116]: يَقُولُ: قالَ اللَّهُ. وَإِذْ هاهُنا صِلَةٌ.

الْمَائِدَةُ: أَصْلُهَا مَفْعُولَةٌ، كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، وَتَطْلِيقَةٍ بَائِنَةٍ، وَالْمَعْنَى: مِيْدَ بها صَاحِبُهَا مِنْ خَيْرٍ، يُقالُ: مَادَنِي يَمِيدُنِي.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مُتَوَفِّيكَ} [آل عمران: 55]: مُمِيتُكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {مَا جَعَلَ

}».

ص: 84

4623 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قالَ: الْبَحِيرَةُ: الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ، فَلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. وَالسَّائِبَةُ: كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ. قالَ:

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ» . وَالْوَصِيلَةُ: النَّاقَةُ

الْبِكْرُ، تُبَكِّرُ فِي أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبِلِ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بِأُنْثَى، وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهُمْ

(1)

لِطَوَاغِيتِهِمْ أَنْ

(2)

وَصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ، وَالْحَامُ: فَحْلُ الإِبِلِ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ، فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ وَدَعُوهُ

(3)

لِلطَّوَاغِيتِ وَأَعْفَوْهُ مِنَ الْحَمْلِ، فَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَسَمَّوْهُ الْحَامِيَ.

وَقالَ

(4)

أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: سَمِعْتُ سَعِيدًا قالَ يُخْبِرُهُ

(5)

بِهَذَا. قالَ: وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ

(6)

ابْنُ الْهَادِ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَعِيدٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُسَيِّبُونَها» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ودَّعُوه» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وقال لي» . ورمز على هذه الطريق في اليونينية برمز التأخير: «م» ولم تكتب علامة التقديم في كل الأصول، والذي في نسخ رواية أبي ذر التي بين أيدينا أن قوله:«رواه ابن الهاد» مُقدَّم على رواية أبي اليمان.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال: بَحِيرة. بهذا» .

(6)

في رواية أبي ذر: «رواه» .

ص: 84

4624 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكِرْمَانِيُّ

(1)

: حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَجُرُّ قُصْبَهُ،

(2)

وهو أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْكَرْمَانِيُّ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 85

(14)

‌{وَكُنتُ

(1)

عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ

(2)

فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ

عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [آية: 117]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابٌ: {وَكُنتُ

}». كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 85

4625 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً

(1)

غُرْلًا، ثُمَّ قالَ

(2)

: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] إلى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قالَ: أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلَا وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي

(3)

، فَيُقالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ

(4)

} [آية: 117]. فَيُقالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ على أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ

(5)

فَارَقْتَهُمْ».

(1)

لفظة: «عراة» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثم قرأ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«أصحابي» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُذْ» .

ص: 85

4626 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنَا

(1)

سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا

(2)

الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ، وَإِنَّ نَاسًا

(3)

يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ كَمَا قالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ:{وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} إلى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آية: 117]».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رِجالًا» .

ص: 86

«(6» )‌

‌ سُورَةُ الأَنْعَامِ

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(2)

: {فِتْنَتَهُمْ}

(3)

[آية: 23]: مَعْذِرَتَهُمْ

(4)

. {مَعْرُوشَاتٍ} [آية: 141]: ما يُعْرَشُ مِنَ الْكَرْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

(5)

، {حَمُولَةً} [آية: 142]: ما يُحْمَلُ عَلَيْهَا.

{وَلَلَبَسْنَا} [آية: 9]: لَشَبَّهْنَا.

(6)

{يَنْأَوْنَ} [آية: 26]: يَتَبَاعَدُونَ. {تُبْسَلُ} [آية: 70]: تُفْضَحُ. {أُبْسِلُواْ} [آية: 70]: أُفْضِحُوا

(7)

. {بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ} [آية: 93]: الْبَسْطُ الضَّرْبُ. {اسْتَكْثَرْتُم

(8)

} [آية: 128]: أَضْلَلْتُمْ كَثِيرًا. {ذَرَأَ

(9)

مِنَ الْحَرْثِ} [آية: 136]:

⦗ص: 87⦘

جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا، وَلِلشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ نَصِيبًا

(10)

. {أَمَّا

(11)

اشْتَمَلَتْ} [آية: 143]: يَعْنِي هَلْ تَشْتَمِلُ إِلَّا على ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا وَتُحِلُّونَ بَعْضًا؟! {مَّسْفُوحًا} [آية: 145]: مُهْرَاقًا

(12)

. {صَدَفَ} [آية: 157]: أَعْرَضَ. أُبْلِسُوا: أُويِسُوا

(13)

، وَ {أُبْسِلُواْ}

(14)

[آية: 70]: أُسْلِمُوا. {سَرْمَدًا} [القصص: 71]: دَائمًا. {اسْتَهْوَتْهُ} [آية: 71]: أَضَلَّتْهُ. تمْتَرُونَ

(15)

: تَشُكُّونَ

(16)

. وَقْرٌ: صَمَمٌ

(17)

. وَأَمَّا الْوِقْرُ

(18)

: الْحِمْلُ. {أَسَاطِيرُ} [آية: 25]: وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ، وَهيَ التُّرَّهَاتُ. {الْبَأْسَاءُ} [آية: 42]: مِنَ الْبَأْسِ، وَيَكُونُ مِنَ الْبُؤْسِ. {جَهْرَةً} [آية: 47]: مُعَايَنَةً. الصُّوَرُ

(19)

: جَمَاعَةُ صُورَةٍ، كَقَوْلِهِ سُورَةٌ وَسُوَرٌ. مَلَكُوتٌ: مُلْكٌ. مَثَلٌ: رَهَبُوتٍ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ

(20)

، وَيَقُولُ: تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ

(21)

تُرْحَمَ. {جَنَّ} [آية: 76]: أَظْلَمَ.

(22)

يُقالُ: على اللَّهِ حُسْبَانُهُ، أَيْ: حِسَابُهُ، وَيُقَالُ

(23)

: {حُسْبَانًا} [آية: 96]. مَرَامِيَ وَرُجُومًا لِلشِّيَاطِين. {مُسْتَقِرٌّ}

(24)

[آية: 98]: فِي الصُّلْبِ {وَمُسْتَوْدَعٌ} [آية: 98]: فِي الرَّحِمِ. الْقِنْوُ: الْعِذْقُ،

⦗ص: 88⦘

وَالاِثْنَانِ قِنْوَانِ، وَالْجَمَاعَةُ أَيْضًا {قِنْوَانٌ} [آية: 99]، مِثْلُ صِنْوٍ وَصِنْوَانِ

(25)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «قال ابْنُ عَبَّاسٍ» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي.

(3)

قوله: {فِتْنَتَهُمْ} بالنصب على قراءة أبي عمرو ونافع وشعبة وأبي جعفر وخلف وحمزة والكسائي، وفي رواية أبي ذر:«{ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتَهُمْ}» .

(4)

في (و): «{فِتْنَتُهُمْ}: مَعْذِرَتُهُمْ» بالرفع على قراءة ابن كثير وابن عامر وحفص، وفي (ق) بالضبطين معًا.

(5)

قوله: «{مَعْرُوشَاتٍ} ما يُعرش من الكرم وغير ذلك» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

تفسير {وَلَلَبَسْنَا} مُقدَّم على تفسير {حَمُولَةً} في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «فُضِحُوا» .

(8)

في رواية أبي ذر: «وقوله: {اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ} .

(9)

في رواية أبي ذر: {مِمِّا ذَرَأَ} .

(10)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «{أَكِنَّةً} [الأنعام: 25] واحدها كِنانٌ» ، وفي (ب، ص): «أكنةٌ» بالرفع.

(11)

في رواية أبي ذر: «أمْ ما» بفك الإدغام.

(12)

قوله: «{مَّسْفُوحًا} مُهراقًا» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(13)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَيِسُوا» .

(14)

في رواية أبي ذر: «{أُبْسِلُواْ}» بدون واو العطف.

(15)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يمْتَرُونَ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.

(16)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَشُكُّونَ» .

(17)

قوله: «وقر: صمم» مُقدَّم إلى ما قبل قوله: «{سَرْمَدًا}» .

(18)

في رواية أبي ذر زيادة: «فإنَّه» .

(19)

بفتح الواو على قراءة الحسن البصري وقتادة ومعاذ القارئ وأبي مجلز وأبي المتوكل الناجي، وقراءة الجمهور بإسكانها {الصُّوَرِ} [آية: 73]، انظر معجم القراءات: 2: 460 - 461.

(20)

في رواية أبي ذر: «مَلَكُوتٌ ومُلْكٌ. رَهَبُوتٌ رحموتٌ» . وأشار في الفتح إلى أنَّ فيها تشويشًا، ورواية غيره هي الصواب.

(21)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(22)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «{تَعَالَى} [الأنعام: 100]: علا» .

(23)

قوله: «ويقال» ليس في رواية أبي ذر.

(24)

هكذا بكسر القاف على قراءة أبي عمرو وابن كثير وروح عن يعقوب، وقرأ الباقون بفتحها.

(25)

في رواية أبي ذر: «وصنوانٌ» . وهاهنا في روايته زيادة: «{وَإِن تَعْدِلْ} [الأنعام: 70]: تُقْسِطْ، لا يُقْبَلْ منها في ذلك اليوم» هكذا خرَّج لها في (ن، و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وخرَّج لها في (ب، ص) بعد قوله: «تُرْهَبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَم» .

ص: 86

(1)

‌{وَعِندَهُ

(1)

مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}

[آية: 59]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَعِندَهُ

}».

ص: 88

4627 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ: {إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الْغَيْثَ

(1)

وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى آخر السورة» بدل إتمام الآية.

ص: 88

(2)

{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} الآيَةَ

[آية: 65]

(1)

{يَلْبِسَكُمْ} [آية: 65]: يَخْلِطَكُمْ، مِنَ الاِلْتِبَاسِ، {يَلْبِسُواْ} [آية: 82]: يَخْلِطُوا. {شِيَعًا} [آية: 159]: فِرَقًا.

ص: 88

4628 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» . قالَ

(1)

: {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قالَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» . {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأسَ

(2)

بَعْضٍ} قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا أَهْوَنُ» أَوْ: «هَذَا أَيْسَرُ» .

(1)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي.

ص: 88

(3)

‌{وَلَمْ يَلْبِسُوا

(1)

إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}

[آية: 82]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَمْ يَلْبِسُواْ

}».

ص: 89

4629 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [آية: 82] قالَ أَصْحَابُهُ: وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ

(1)

؟ فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «لا يَظلمُ» .

ص: 89

(4)

‌{وَيُونُسَ

(1)

وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}

[آية: 86]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَيُونُسَ

، وفي روايته عن المُستملي: «بابُ قولِه: {وَيُونُسَ

}».

ص: 89

4630 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

حدَّثني

(2)

ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص): «قال: حدَّثني» .

ص: 89

4631 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» .

ص: 89

(5)

‌{أُوْلَئِكَ

(1)

الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}

[آية: 90]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {أُوْلَئِكَ

}».

ص: 89

4632 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ: أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ: أَفِي {ص} سَجْدَةٌ؟ فقالَ: نَعَمْ،

⦗ص: 90⦘

ثُمَّ تَلَا: {وَوَهَبْنَا

(1)

} إلى قَوْلِهِ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [آية: 84 - 90]. ثُمَّ قالَ: هو مِنْهُمْ.

زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عن الْعَوَّامِ، عن مُجَاهِدٍ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فقالَ: نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ}» .

ص: 89

(6)

‌{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ

وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} الآيَةَ [آية: 146]

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} الْبَعِيرُ وَالنَّعَامَةُ. {الْحَوَايَا} [آية: 146]: الْمَبْعَرُ

(2)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {هَادُواْ} [آية: 146]: صَارُوا يَهُودًا. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {هُدْنَا} [الأعراف: 156]: تُبْنَا، هَائدٌ تَائبٌ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} إلى قوله: {وِإِنَّا لَصَادِقُونَ}» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «المباعر» .

(3)

من قوله: «وقال غيره» إلى قوله: «تائب» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 90

4633 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: قالَ عَطَاءٌ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ؛ لَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ، ثُمَّ بَاعُوهُ

(1)

، فَأَكَلُوهَا».

وَقالَ أَبُو عَاصِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ: حدَّثنا يَزِيدُ: كَتَبَ إِلَيَّ عَطَاءٌ: سَمِعْتُ جَابِرًا،

⦗ص: 91⦘

عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «جَمَلُوها ثم باعوها» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أجملوها ثم باعوه» (ن، و)، وضبطت روايته في (ب):«أجملوها ثم باعوها» ، وضبطت روايته في (ص) كرواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِثْلَه» .

ص: 90

(7)

‌{وَلَا تَقْرَبُواْ

(1)

الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}

[آية: 151]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَلَا تَقْرَبُواْ

}».

ص: 91

4634 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن أَبِي وَائلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: «لَا أَحَدٌ

(1)

أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ؛ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ؛ ولِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ». قُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَرَفَعَهُ؟ قالَ: نَعَمْ.

(1)

في (ب، ص): «لا أحدَ» .

ص: 91

(8)

{وَكِيلٌ}

(1)

[آية: 102]: حَفِيظٌ وَمُحِيطٌ بِهِ.

{قُبُلاً} [آية: 111]: جَمْعُ قَبِيلٍ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ ضُرُوبٌ لِلْعَذَابِ، كُلُّ ضَرْبٍ منها قَبِيلٌ. {زُخْرُفَ الْقَوْلِ} [آية: 112]: كُلُّ شَيْءٍ حَسَّنْتَهُ وَوَشَّيْتَهُ، وهو بَاطِلٌ، فهو زُخْرُفٌ

(2)

. {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} [آية: 138]: حَرَامٌ، وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فهو حِجْرٌ مَحْجُورٌ، وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ

وَيُقالُ لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ: حِجْرٌ، وَيُقالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ وَحِجًى، وَأَمَّا الْحِجْرُ فَمَوْضِعُ ثَمُودَ، وَمَا حَجَرْتَ

(3)

عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ فهو حِجْرٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ، مِثْلُ: قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ، وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ فهو مَنْزِلٌ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «و {وَكِيلٌ}» .

(2)

من قوله: «{قُبُلاً}» إلى قوله: «فهو زخرف» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، ومن أول الباب إلى هنا مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد الباب التالي.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «حَجَّرْتَ» .

(4)

من قوله: «{وَحَرْثٌ}» إلى قوله: «منزل» ليس في رواية أبي ذر. قال في الفتح: وهو أولى.

ص: 91

(9)

{هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ}

(1)

[آية: 150] لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ هَلُمَّ لِلْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ.

ص: 91

4635 -

حدَّثنا

(1)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا عُمَارَةُ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ:

حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ

(2)

حِينَ: {رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ} [آية: 158]».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: {لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158]» .

(2)

في (و، ب): «فذلك» .

ص: 92

4636 -

حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا» . ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ.

ص: 92

«(7» )‌

‌ سُورَةُ الأَعْرَافِ

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَرِيَاشًا}

(2)

[آية: 26]: الْمَالُ. {الْمُعْتَدِينَ

(3)

} [آية: 55]: فِي الدُّعَاءِ وَفِي غَيْرِهِ

(4)

. {عَفَواْ} [آية: 95]: كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ

(5)

. {الْفَتَّاحُ} [سبأ: 26]: الْقَاضِي. {افْتَحْ بَيْنَنَا} [آية: 89]: اقْضِ بَيْنَنَا

(6)

. {نَتَقْنَا

(7)

} [آية: 171]: رَفَعْنَا. {انْبَجَسَتْ} [آية: 160]: انْفَجَرَتْ. {مُتَبَّرٌ} [آية: 139]:

⦗ص: 93⦘

خُسْرَانٌ. {آسَى} [آية: 93]: أَحْزَنُ. {تَأسَ

(8)

} [المائدة: 26]: تَحْزَنُْ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ} [آية: 12]: يَقُولُ: ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. {يَخْصِفَانِ} [آية: 22]: أَخَذَا الْخِصَافَ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ، يُؤَلِّفَانِ الْوَرَقَ، يَخْصِفَانِ الْوَرَقَ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ. {سَوْءَاتِهِمَا} [آية: 20]: كِنَايَةٌ عن فَرْجَيْهِمَا

(9)

. {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [آية: 24]: هَاهُنَا

(10)

إِلَى الْقِيَامَةِ

(11)

، وَالْحِينُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ سَاعَةٍ إلى ما لَا يُحْصَى عَدَدُهَا

(12)

.

الرِّيَاشُ وَالرِّيشُ

(13)

وَاحِدٌ، وهو ما ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ.

{قَبِيلُهُ} [آية: 27]: جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ. {ادَّارَكُواْ} [آية: 38]: اجْتَمَعُوا. وَمَشَاقُّ الإِنْسَانِ وَالدَّابَّةِ كُلُّهُمْ

(14)

يُسَمَّى

(15)

سُمُومًا، وَاحِدُهَا سَمٌّ، وَهيَ: عَيْنَاهُ وَمَنْخِرَاهُ وَفَمُهُ وَأُذُنَاهُ وَدُبُرُهُ وَإِحْلِيلُهُ. {غَوَاشٍ} [آية: 41]: ما غُشُوا

(16)

بِهِ. {نُشُرًا}

(17)

[آية: 57]: مُتَفَرِّقَةً. {نَكِدًا} [آية: 58]: قَلِيلًا. {يَغْنَوْاْ} [آية: 92]: يَعِيشُوا. {حَقِيقٌ} [آية: 105]: حَقٌّ. {اسْتَرْهَبُوهُمْ} [آية: 116]: مِنَ الرَّهْبَةِ. {تَلَّقَفُ

(18)

} [آية: 117]: تَلْقَمُ. {طَائِرُهُمْ} [آية: 131]: حَظُّهُمْ. طُوفَانٌ مِنَ السَّيْلِ، وَيُقالُ لِلْمَوْتِ الْكَثِيرِ: الطُّوفَانُ. {الْقُمَّلُ} [آية: 133]: الْحُمْنَانُ

(19)

يُشْبِهُ صِغَارَ

(20)

الْحَلَمِ. عُرُوشٌ وَعَرِيشٌ: بِنَاءٌ. {سُقِطَ} [آية: 149]:

⦗ص: 94⦘

كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ

فِي يَدِهِ. الأَسْبَاطُ: قَبَائِلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. {يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [آية: 163]: يَتَعَدَّوْنَ لَهُ، يُجَاوِزُونَ

(21)

، {تَعْدُ} [الكهف: 28]: تُجَاوِزْ. {شُرَّعاً} [آية: 163]: شَوَارِعَ. {بَئِيسٍ} [آية: 165]: شَدِيدٍ، {أَخْلَدَ

(22)

} [آية: 176]: قَعَدَ وَتَقَاعَسَ.

{سَنَسْتَدْرِجُهُم} [آية: 182]: نَأتِيهِمْ

(23)

مِنْ مَأمَنِهِمْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} [الحشر: 2]. {مِّن جِنَّةٍ} [آية: 184]: مِنْ جُنُونٍ

(24)

. {فَمَرَّتْ بِهِ} [آية: 189]: اسْتَمَرَّ بها الْحَمْلُ فَأَتَمَّتْهُ. {يَنزَغَنَّكَ} [آية: 200]: يَسْتَخِفَّنَّكَ. {طَيْفٌ}

(25)

: مُلِمٌّ بِهِ لَمَمٌ، وَيُقالُ:{طَائفٌ} [آية: 201]

وهو وَاحِدٌ. {يَمُدُّونَهُمْ}

(26)

[آية: 202]: يُزَيِّنُونَ. {وَخِيفَةً} [آية: 205]: خَوْفًا، {وَخِيفَةً} [آية: 55]: مِنَ الإِخْفَاءِ. وَالآصَالُ: وَاحِدُهَا أَصِيلٌ، مَا

(27)

بَيْنَ الْعَصْرِ إلى الْمَغْرِبِ، كَقَوْلِهِ:{بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5].

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

هكذا في قراءته، وهي موافقةٌ لقراءة عثمان رضي الله عنه والحسن ومجاهد وقتادة والسُّدِّي وعلي بن الحسين وزيد بن علي وأبي عبد الرحمن السُّلمي وأبي رجاء العطاردي وزر بن حُبيش وغيرهم، انظر معجم القراءات: 3/ 26.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}» .

(4)

قوله: «وفي غيره» ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(5)

قوله: «وكثرت أموالهم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

قوله: «بيننا» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: {الْجَبَلِ} .

(8)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(9)

قوله: «{سَوْءَاتِهِمَا} كناية عن فرجيهما» ليس في رواية أبي ذر.

(10)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هو هاهنا» .

(11)

في رواية أبي ذر: «إِلَى يومِ الْقِيَامَةِ» .

(12)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عدَدُهُ» .

(13)

في رواية أبي ذر: «الرِّيش والرِّياش» .

(14)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «كُلُّها» .

(15)

في (و) بالتاء: «تسمى» ، وبهما معًا في (ق).

(16)

في (و، ب، ص) بتشديد الشين.

(17)

بضم النون والشين، على قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع وأبي جعفر ويعقوب.

(18)

ضبطت في (ب، ص) بالقاف المشددة على قراءة البزي مطلقًا، وأهمل ضبطها في (ن).

(19)

في (و): «الحَمنان» بفتح الحاء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(20)

في رواية أبي ذر: «شِبْهُ صغارِ» .

(21)

في رواية أبي ذر: «يَتَعَدَّوْنَ: تجاوُزٌ بعد تجاوُزٍ» .

(22)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: {إِلَى الأَرْضِ} .

(23)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أي: نَأتِيهِمْ» .

(24)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف: 187]: متى خروجها؟» ، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر فقط، وعزاها في (ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت فقط.

(25)

بحذف الألف والياء الساكنة بدل الهمزة على قراءة أبي عمرو وابن كثير ويعقوب والكسائي، وقرأ الباقون:{طَائِفٌ} .

(26)

ضُبطت في (ب، ص) بالوجهين، المثبت وهو قراءة الجمهور، وبضم الياء وكسر الميم، وهي قراءة نافع وأبي جعفر.

(27)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وهو ما» .

ص: 92

(1)

‌{إِنَّمَا حَرَّمَ

(1)

رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}

[آية: 33]

(1)

في روايةٍ لأبي ذر: «بابُ قولِه عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ

(ب، ص)، وفي رواية أخرى له: «بابُ قولِ الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ

}» قارن بما في السلطانية.

ص: 94

4637 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِي وَائلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: -قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قالَ: نَعَمْ، وَرَفَعَهُ، قالَ-: «لَا أَحَدَ

(1)

أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ؛ فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ

(2)

أَحَبُّ إِلَيْهِ

⦗ص: 95⦘

الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ؛ فَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أحَدٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أحَدٌ» .

ص: 94

(2)

‌{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ

قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

}

(2)

[آية: 143]

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَرِنِي} : أَعْطِنِي ..

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} الآية» .

ص: 95

4638 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عن أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ، وَقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الأَنْصَارِ لَطَمَ في وَجْهِي. قالَ:«ادْعُوهُ» . فَدَعَوْهُ، قالَ:«لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟» . قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِالْيَهُودِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى على الْبَشَرِ. فَقُلْتُ

(1)

: وَعَلَى مُحَمَّدٍ؟! وَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ. قالَ

(2)

: «لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُزِيَ

(3)

بِصَعْقَةِ الطُّورِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «قلت» ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«قال» بدل: «فقلت» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أم جُوزِيَ» .

ص: 95

(2 م)

‌ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى

(1)

(1)

في (ب): «{الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [الأعراف: 160]» ، وضبطت في (ق) بالوجهين.

ص: 95

4639 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ، عن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ:

⦗ص: 96⦘

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ الْعَيْنِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «شفاءٌ من العين» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ:«شفاءٌ للعين» .

ص: 95

(3)

‌{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ

(1)

بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

(2)

[آية: 158]

ص: 96

4640 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ

ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ، قالَا: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ: حدَّثني بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ:

سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: كَانَتْ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ، فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ عُمَرُ مُغْضَبًا، فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ، حَتَّى أَغْلَقَ بَابَهُ فِي وَجْهِهِ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فقالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَنَحْنُ عِنْدَهُ- فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا فَقَدْ غَامَرَ» . قالَ: وَنَدِمَ عُمَرُ على ما كَانَ مِنْهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَصَّ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَبَرَ. قالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو

(2)

لِي صَاحِبِي، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي، إِنِّي قُلْتُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ،

⦗ص: 97⦘

إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ».

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «تَارِكُونَ» في الموضعين.

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبدِ الله: غامَرَ سَبَقَ بالخَيْرِ» . وبهامش اليونينية: قال عياضٌ في مشارقه: فسَّره المُستملي عن البخاري، أي: سبق بالخير. وهذا يدل أنه عند المُستملي دون الحَمُّويي وأبي الهيثم، ولم يوضحه أبو ذر من هذه الرواية. اهـ.

ص: 96

(4)

{وَقُولُواْ حِطَّةٌ}

(1)

[آية: 161]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {حِطَّةٌ}» .

ص: 97

4641 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58] فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ على أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «شَعِيرة» ، وقيَّدها في (ب) برواية أبي ذر عنه، وهو موافق لما في السلطانية.

ص: 97

(5)

‌{خُذِ

(1)

الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

[آية: 199]

الْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {خُذِ

}».

ص: 97

4642 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ، فَنَزَلَ على ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا

(1)

، فقالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، لَكَ

(2)

وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأذِنْ لِي عَلَيْهِ، قالَ: سَأَسْتَأذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قالَ: هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ ما تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ

⦗ص: 98⦘

عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِهِ

(3)

، فقالَ لَهُ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [آية: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ.

(4)

وَاللَّهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «شَبابًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «هل لك» .

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أن يُوقِعَ به»

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 97

4643 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ

(2)

: {خُذِ الْعَفْوَ

وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [آية: 199] قالَ: ما أَنْزَلَ

(3)

اللَّهُ إِلَّا فِي أَخْلَاقِ النَّاسِ.

4644 -

وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ

(4)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ، أَوْ كَمَا قالَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن ابن الزبير» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «

حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ قال: هشام أخبَرَني عن أبيه».

ص: 98

«(8» )‌

‌ الأَنْفَالُ

(1)

قَوْلُهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [آية: 1]

(2)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الأَنفَالِ} : الْمَغَانِمُ.

قالَ قَتَادَةُ: {رِيحُكُمْ} [آية: 46]: الْحَرْبُ.

يُقالُ: نَافِلَةٌ عَطِيَّةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الأنفالِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

الترجمة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 98

4645 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: سُورَةُ الأَنْفَالِ؟ قالَ: نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ.

ص: 98

الشَّوْكَةُ: الْحَدُّ

(1)

. {مُرْدَفِينَ}

(2)

[آية: 9]: فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي: جَاءَ بَعْدِي. {ذُوقُواْ} [آية: 35]: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الْفَمِ. {فَيَرْكُمَهُ} [آية: 37]: يَجْمَعَهُ

(3)

. {شَرِّدْ} [آية: 57]: فَرِّقْ. {وَإِن جَنَحُواْ} [آية: 61]: طَلَبُوا

(4)

. يُثْخِنَ: يَغْلِبَ

(5)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مُكَاء} [آية: 35] إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ، {وَتَصْدِيَةً} [آية: 35]: الصَّفِيرُ.

{لِيُثْبِتُوكَ} [آية: 30]: لِيَحْبِسُوكَ.

(1)

قوله: «الشَّوكة: الحدُّ» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

بفتح الدال على قراءة نافع وأبي جعفر ويعقوب، وضبطت في (و) بكسر الدال، وهي قراءة الجمهور، وضبطت في (ق) بالوجهين معًا.

(3)

ضبط في (ب، ص) بالرفع: «يَجْمَعُهُ» ، وفي (ق) بهما معًا.

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «السِّلم والسَّلْمُ والسَّلامُ واحد» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُثْخِنُ: يَغْلِبُ».

ص: 99

4646 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [آية: 22] قالَ: هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ.

ص: 99

(2)

‌{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم

لِمَا يُحْيِيكُمْ

(1)

وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [آية: 24]

{اسْتَجِيبُواْ} : أَجِيبُوا. {لِمَا يُحْيِيكُمْ} : يُصْلِحُكُمْ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(2)

في (ن): «لِما يُصْلِحُكُمْ» .

ص: 99

4647 -

حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا رَوْحٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ:

⦗ص: 100⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فقالَ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ

(1)

؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم} [آية: 24]؟!» ثُمَّ قالَ: «لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ» . فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجَ فَذَكَرْتُ لَهُ.

وَقالَ مُعَاذٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن خُبَيْبٍ

(2)

: سَمِعَ حَفْصًا: سَمِعَ

أَبَا سَعِيدٍ -رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا. وَقالَ: «هِيَ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} السَّبْعُ الْمَثَانِي

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أن تأتِيَني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عبد الرحمن» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 99

(3)

‌{وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً

مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آية: 32]

(1)

قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ما سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى مَطَرًا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا عَذَابًا، وَتُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الْغَيْثَ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُنْزِلُ

(2)

الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [الشورى: 28].

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ} الآية» .

(2)

هكذا بتخفيف الزاي على قراءة أبي عمرو وابن كثير ويعقوب وخلف وحمزة والكسائي، وضبطها في (و) بتشديد الزاي على قراءة الباقين، وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 100

4648 -

حدثني أَحْمَدُ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ -هو ابْنُ كرْدِيدٍ

(1)

- صَاحِب

(2)

الزِّيَادِيِّ:

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: قالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هو الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ

⦗ص: 101⦘

وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ

(3)

[آية: 33 - 34].

(1)

ضبطت في (و، ب، ص) بضم الكاف، وقوله:«هو ابن كرديد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

ضبطت في (ص) بالرفع وبالجر، وفي (ب، ق) بالرفع فقط، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(3)

في رواية أبي ذر: «فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} إلى {عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية» ، وزاد في (ب، ص) أن لفظة: «الآية» ليست في روايته أيضًا.

ص: 100

(4)

‌{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ

(1)

وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ

يَسْتَغْفِرُونَ} [آية: 33]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ

، وفي رواية كريمة: «بابٌ: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ

}».

ص: 101

4649 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ:

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قالَ: قالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هو الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ، أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. فَنَزَلَتْ:{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ [آية: 33 - 34].

ص: 101

(5)

‌{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ

(1)

} [آية: 39]

ص: 101

4650 -

حدَّثنا

(1)

الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا

(2)

حَيْوَةُ، عن بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عن بُكَيْرٍ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فقالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا تَسْمَعُ ما ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ:{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمؤمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] إلى آخِرِ الآيَةِ، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ لَا تُقَاتِلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ؟ فقالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَغْتَرُّ

(3)

بِهَذِهِ الآيَةِ وَلَا أُقَاتِلُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْتَرَّ

(4)

بِهَذِهِ الآيَةِ

⦗ص: 102⦘

الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤمِنًا

(5)

مُّتَعَمِّدًا} [النساء: 93] إلى آخِرِهَا. قالَ: فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [آية: 39]!؟ قالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ فَعَلْنَا على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ كَانَ الإِسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ: إِمَّا يَقْتُلُوهُ وَإِمَّا يُوثِقُوهُ

(6)

، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ. فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ قالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قالَ ابْنُ عُمَرَ: ما قَوْلِي فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟! أَمَّا عُثْمَانُ: فَكَانَ اللَّهُ قَدْ عَفَا عَنْهُ، فَكَرِهْتُمْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ: فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ- وَهَذِهِ ابْنَتُهُ -أَوْ بَيْتُهُ

(7)

- حَيْثُ تَرَوْنَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أُعَيَّرُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيّ: «أن أُعَيَّرَ» .

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(6)

في رواية أبي ذر: «إما يَقتُلونه وإما يوُثِقُونه» .

(7)

في (ب، ص): «بنته» بالباء والنون مصحح عليها، وبهامشهما: كان في اليونينية «أو بَيْتُهُ» ثم صلحت ب «بِنْتُهُ» وصححت كما ترى، وكشطت نقطتا التحتية، إلَّا أنَّ النون ليست منقوطة، ولكن ذكر القسطلاني أنَّ الذي في اليونينية وفرعها:«أو بِيْتُهُ» بالموحدة المكسورة، واحد البيوت. فلعلَّ كشط نقطتي التحتية حادث، والله أعلم، والذي في الفتح أن المعتمد أنه البيت، وأنَّ:«بنته» تصحيف. اه، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيّ:«أبْيُتُهُ» .

ص: 101

4651 -

حدَّثنا

أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا بَيَانٌ: أَنَّ وَبَرَةَ حَدَّثَهُ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا -أَوْ: إِلَيْنَا- ابْنُ عُمَرَ، فقالَ رَجُلٌ: كَيْفَ تَرَى فِي قِتَالِ الْفِتْنَةِ؟ فَقالَ

(1)

: وَهَلْ تَدْرِي ما الْفِتْنَةُ؟ كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ

(2)

على الْمُلْكِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بقِتالِكم» .

ص: 102

(6)

‌{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمؤمِنِينَ

(1)

عَلَى الْقِتَالِ

إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ}

(2)

[آية: 65]

ص: 102

4652 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: لَمَّا نَزَلَتْ:

⦗ص: 103⦘

{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ

(1)

} [آية: 65] فَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ. فقالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنْ لَا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِئَتَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَتْ:{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ} الآيَةَ [آية: 66]، فَكَتَبَ

(2)

أَنْ لَا يَفِرَّ مِئَةٌ مِنْ مِئَتَيْنِ. زَادَ

(3)

سُفْيَانُ مَرَّةً نَزَلَتْ: {حَرِّضِ الْمؤمِنِينَ

(4)

عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} [آية: 65] قالَ سُفْيَانُ: وَقالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: وَأُرَى الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عن الْمُنْكَرِ مِثْلَ هَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ}» .

(2)

بهامش (ب، ص): كانت في اليونينية: «فكُتِب» بالبناء للمفعول، ثمَّ صححت للفاعل، وأبقيت كسرة التاء. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «وزاد» .

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

ص: 102

(7)

‌{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضعْفًا

(1)

} الآيَةَ [آية: 66] إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

(2)

} [آية: 66]

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم الضاد وفتحها، وبضم الضاد قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر والكسائي ويعقوب، وبالفتح قرأ عاصم وحمزة وخلف.

(2)

قوله: «إلى قوله: {وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 103

4653 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أخبَرَنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: أخبَرَني الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} [آية: 65] شَقَّ ذَلِكَ على الْمُسْلِمِينَ، حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ، فَقالَ

(1)

: {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضعْفًا

(2)

فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} [آية: 66]. قالَ: فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ، نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ ما خُفِّفَ عَنْهُمْ.

(1)

لفظة: «فقال» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضم الضاد وفتحها، وبضم الضاد قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر والكسائي ويعقوب، وبالفتح قرأ عاصم وحمزة وخلف.

ص: 103

«(9» )‌

‌ سُورَةُ بَرَاءَةَ

{وَلِيجَةً} [آية: 16]: كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ

(1)

. {الشُّقَّةُ} [آية: 42]: السَّفَرُ. الْخَبَالُ: الْفَسَادُ،

⦗ص: 104⦘

وَالْخَبَالُ: الْمَوْتُ. {وَلَا تَفْتِنِّي} [آية: 49]: لَا تُوَبِّخْنِي

(2)

. {كَرْهًا} وَ {كُرهًا} [آية: 53] وَاحِدٌ

(3)

. {مُدَّخَلاً} [آية: 57]: يُدْخَلُونَ فِيهِ. {يَجْمَحُونَ} [آية: 57]: يُسْرِعُونَ. {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} [آية: 70]: ائتَفَكَتْ: انْقَلَبَتْ بها الأَرْضُ.

{أَهْوَى} [النجم: 53]: أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ.

{عَدْنٍ} [آية: 72]: خُلْدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ أَيْ: أَقَمْتُ، وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ، وَيُقالُ: فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ: فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ

(4)

. {الْخَوَالِفُ} [آية: 87]: الْخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ: يَخْلُفُهُ فِي الْغَابِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النِّسَاءُ مِنَ الْخَالِفَةِ، وَإِنْ

(5)

كَانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ على تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إِلَّا حَرْفَانِ: فَارِسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ

(6)

. {الْخَيْرَاتُ} [آية: 88]: وَاحِدُهَا خَيْرَةٌ، وَهيَ الْفَوَاضِلُ. {مُرْجَؤُنَ}

(7)

[آية: 106]: مُؤَخَّرُونَ

(8)

. الشَّفَا: شَفِيرٌ، وهو حَدُّهُ

(9)

، وَالْجُرفُ

(10)

ما تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْدِيَةِ. {هَارٍ} [آية: 109]: هَائرٍ

(11)

. {لأوَّاهٌ} [آية: 114] شَفَقًا وَفَرَقًا. وَقالَ الشاعرُ

(12)

:

⦗ص: 105⦘

إِذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ

تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

(1)

قوله: «{وَلِيجَةً} كل شيء أدخلته في شيء» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «لا تُوهِنِّي» .

(3)

قوله: «{كَرْهًا} وَ {كُرْهًا} واحد» ليس في رواية أبي ذر، وقرأ بضم الكاف حمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بفتحها.

(4)

من قوله: «عدنت» إلى قوله: «صدق» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر: «فإن» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وهالك في الهوالك» .

(7)

هكذا بالهمز على قراءة أبي عمرو وابن كثير ويعقوب وابن عامر وشعبة.

(8)

قوله: «{مُرْجَؤُنَ} مؤخرون» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية كريمة وأبي ذر: «الشَّفَا: الشفيرُ، وهو حَرْفُه» . قارن بما في الإرشاد.

(10)

ضُبطت في (ب، ص) بالضمِّ فقط، ورمز عليها بعلامة أبي ذر، ولعلَّ السكون قد تصحف على الناسخ.

(11)

في (و، ق): «هائرٌ» بتنوين الرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«يقال تَهوَّرت البئر إذا انهدمت، وانْهآرَّ مثلُه» .

(12)

لفظة: «الشاعر» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وكتبت في متن اليونينية بالحمرة.

ص: 103

(1)

‌{بَرَاءةٌ

(1)

مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}

[آية: 1]

(2)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُذُنُ} [آية: 61]: يُصَدِّقُ. {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [آية: 103]: وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ، وَالزَّكَاةُ: الطَّاعَةُ وَالإِخْلَاصُ. {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 7]: لَا يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. {يُضَاهُونَ}

(3)

[آية: 30]: يُشَبِّهُونَ ..

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {بَرَاءةٌ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{أَذَانٌ}: إعلامٌ» .

(3)

هكذا بضم الهاء دون همز على قراءة الجمهور عدا عاصم.

ص: 105

4654 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ.

ص: 105

(2)

‌{فَسِيحُواْ

(1)

فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ

وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [آية: 2]

سِيحُوا: سِيرُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {فَسِيحُواْ

}».

ص: 105

4655 -

حدَّثنا

(1)

سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ

(2)

، عن ابْنِ شِهَابٍ، وَأخبَرَني

(3)

حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ، فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ، يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى: أَنْ لَا يَحُجَّ

(4)

بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. قالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 106⦘

ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ

(5)

أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ

(6)

: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَهْلِ مِنًى بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن عُقيلٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» دون واو العطف.

(4)

في رواية أبي ذر: «لا يحجُّ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فأَمَره» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال أبو بكرٍ» . قال في الفتح: وهو غلط فاحش مخالف لرواية الجميع، وذكر عياض أنَّ أكثر رواة الفربري وافقوا الكُشْمِيْهَنِيِّ، قال: وهو غلط.

ص: 105

(3)

‌{وَأَذَانٌ

(1)

مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ

أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ

(2)

فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آية: 3]

آذَنَهُمْ: أَعْلَمَهُمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَأَذَانٌ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {الْمُتَّقِينَ}» بدل إتمام الآية، كتبت بالحمرة.

(3)

قوله: «آذَنَهُمْ: أَعْلَمَهُمْ» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 106

4656 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فِي تِلْكَ الْحَجَّةِ فِي الْمُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ

يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى: أَلَّا

(1)

يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. قالَ حُمَيْدٌ: ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

(2)

، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أَنْ لَا» . قارن بما في السلطانية.

(2)

قوله: «بن أبي طالب» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 106

(1)

هذه الترجمة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 106

4657 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ:

⦗ص: 107⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه بَعَثَهُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فِي رَهْطٍ، يُؤَذِّنُ

(2)

فِي النَّاسِ: أَلَّا

(3)

يَحُجَّنَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ. فَكَانَ حُمَيْدٌ يَقُولُ: يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ؛ مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيّ: «يُؤذِّنُونَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنْ لَا» . قارن بما في السلطانية.

ص: 106

(5)

‌{فَقَاتِلُواْ

(1)

أَئِمَّةَ

(2)

الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}

[آية: 12]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَقَاتِلُواْ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو ونافع وابن كثير ويعقوب ورويس وقالون.

ص: 107

4658 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فقالَ: ما بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ، وَلا مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَّا أَرْبَعَةٌ. فقالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم تُخْبِرُونَا

(1)

فَلَا نَدْرِي، فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُبَقِّرُونَ

(2)

بُيُوتَنَا، وَيَسْرِقُونَ أَعْلَاقَنَا؟! قالَ: أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ، أَجَلْ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَوْ شَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «تخبرونَنَا» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَبْقُرُونَ» .

ص: 107

(6)

‌{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ

(1)

الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ

فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آية: 34]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ

}».

ص: 107

4659 -

حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ» .

ص: 107

4660 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن حُصَيْنٍ، عن زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قالَ: مَرَرْتُ على أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، فَقُلْتُ: ما أَنْزَلَكَ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ قالَ: كُنَّا بِالشَّامِ، فَقَرَأْتُ:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آية: 34]. قالَ مُعَاوِيَةُ: ما هَذِهِ فِينَا، ما هَذِهِ إِلَّا فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، قالَ: قُلْتُ: إِنَّهَا لَفِينَا وَفِيهِمْ.

ص: 108

(7)

‌{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ

وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [آية: 35]

(1)

ص: 108

4661 -

وَقالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قالَ: خَرَجْنَا مَعَ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فقالَ: هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ.

ص: 108

(8)

‌{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ

(1)

عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا

فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [آية: 36]

{الْقَيِّمُ}

(2)

: هو الْقَائمُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}» .

ص: 108

4662 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن مُحَمَّدٍ، عن ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ

(1)

، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ

(2)

السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ

(3)

مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ

⦗ص: 109⦘

وَذُو الْحِجَّةِ

(4)

وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عن أبيه» بدل: «عن أبي بكرة» .

(2)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «ثلاثةٌ» .

(4)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الحاء.

ص: 108

4663 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا ثَابِتٌ: حدَّثنا أَنَسٌ، قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَارِ، فَرَأَيْتُ آثَارَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا! قالَ:«مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا!» .

ص: 109

4664 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ حِينَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ: أَبُوهُ الزُّبَيْرُ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ. فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِسْنَادُهُ؟ فقالَ

(1)

: حَدَّثَنَا. فَشَغَلَهُ إِنْسَانٌ، وَلَمْ يَقُلْ: ابْنُ جُرَيْجٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 109

4665 -

حدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حدَّثنا حَجَّاجٌ: قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، فَغَدَوْتُ على ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَتُحِلُّ حَرَمَ اللَّهِ؟! فقالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَبَنِي أُمَيَّةَ مُحِلِّينَ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُحِلُّهُ أَبَدًا. قالَ: قالَ النَّاسُ: بَايِعْ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ بِهَذَا الأَمْرِ عَنْهُ، أَمَّا أَبُوهُ: فَحَوَارِيُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -يُرِيدُ الزُّبَيْرَ- وَأَمَّا جَدُّهُ: فَصَاحِبُ الْغَارِ-يُرِيدُ أَبَا بَكْرٍ- وَأُمُّهُ: فَذَاتُ النِّطَاقِ -يُرِيدُ أَسْمَاءَ- وَأَمَّا خَالَتُهُ: فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ -يُرِيدُ عَائشَةَ- وَأَمَّا عَمَّتُهُ: فَزَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -يُرِيدُ خَدِيجَةَ- وَأَمَّا عَمَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَدَّتُهُ -يُرِيدُ صَفِيَّةَ- ثُمَّ عَفِيفٌ فِي الإِسْلَامِ،

⦗ص: 110⦘

قَارِئٌ لِلْقُرْآنِ، وَاللَّهِ إِنْ وَصَلُونِي وَصَلُونِي مِنْ قَرِيبٍ، وَإِنْ رَبُّونِي رَبُّونِي

(1)

أَكْفَاءٌ كِرَامٌ، فَآثَرَ التُّوَيْتَاتِ وَالأُسَامَاتِ وَالْحُمَيْدَاتِ

(2)

-يُرِيدُ أَبْطُنًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ: بَنِي تُوَيْتٍ وَبَنِي أُسَامَةَ وَبَنِي أَسَدٍ

(3)

- إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَاصِ بَرَزَ يَمْشِي الْقُدَمِيَّةَ -يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ- وَإِنَّهُ لَوَّى ذَنَبَهُ. يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإن رَبُّونِي رَبَّنِي» .

(2)

في (و): «فَآثَرَ التُّوَيْتَاتَ وَالأُسَامَاتَ» وأهمل ضبط: «الْحُمَيْدَات» ، وأهمل ضبط الثلاثة في (ن).

(3)

في رواية أبي ذر: «وبني أسامة من أسد» .

ص: 109

4666 -

حدَّثنا

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: دَخَلْنَا على ابْنِ عَبَّاسٍ فقالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ لاِبْنِ الزُّبَيْرِ، قَامَ فِي أَمْرِهِ هَذَا، فَقُلْتُ: لَأُحَاسِبَنَّ نَفْسِي لَهُ ما

(1)

حَاسَبْتُهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَلَا لِعُمَرَ، وَلَهُمَا كَانَا أَوْلَى بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْهُ. وَقُلْتُ: ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُ أَخِي خَدِيجَةَ، وَابْنُ أُخْتِ عَائِشَةَ، فَإِذَا هو يَتَعَلَّى عَنِّي وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَعْرِضُ هَذَا مِنْ نَفْسِي فَيَدَعُهُ، وَمَا

(2)

أُرَاهُ يُرِيدُ خَيْرًا، وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ، لَأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ

(3)

أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنما» . قال في الفتح: وهو تصحيف.

(3)

لفظة: «من» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 110

(10)

{وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}

(1)

[آية: 60]

قالَ مُجَاهِدٌ: يَتَأَلَّفُهُمْ بِالْعَطِيَّةِ.

ص: 110

4667 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ أَبِي نُعْمٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قالَ: بُعِثَ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ، وَقالَ:«أَتَأَلَّفُهُمْ» .

⦗ص: 111⦘

فقالَ رَجُلٌ: ما عَدَلْتَ. فقالَ: «يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ

(1)

هَذَا قَوْمٌ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ».

(1)

رسمت في (ن): «ضيضِي» .

ص: 110

(11)

‌{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(1)

} [آية: 79]

{يَلْمِزُونَ}

(2)

: يَعِيبُونَ. و

(3)

{جُهْدَهُمْ}

(4)

: طَاقَتَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمؤمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ}» ، و {الْمؤمِنِينَ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

(2)

قوله: «{يَلْمِزُونَ}» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ب) أن قوله:«يعيبون» أيضًا ليس في روايته، وهو موافق لما في السلطانية.

(3)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في (ب، ص): «{جُهْدَهُمْ} و {جَهْدَهُمْ}» ، وبهامشهما: في اليونينية كلاهما مضموم الجيم، والثانية مخرجة في الهامش، غير مصحح عليها.

ص: 111

4668 -

حدثني بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن أَبِي وَائلٍ:

عَنْ أَبِي

(1)

مَسْعُودٍ قالَ: لَمَّا أُمِرْنَا

(2)

بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ، فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ، فقالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عن صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا

(3)

الآخَرُ إِلَّا رِئَاءً. فَنَزَلَتِ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمؤمِنِينَ

(4)

فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} الآيَةَ [آية: 79].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أُمِرَ» .

(3)

لفظة: «هذا» ليست في (ن).

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

ص: 111

4669 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ زَائِدَةُ عن سُلَيْمَانَ، عن شَقِيقٍ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَحْتَالُ أَحَدُنَا حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لِأَحَدِهِمِ الْيَوْمَ مِئَةَ أَلْفٍ. كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 111

(12)

‌{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ

إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}

(1)

[آية: 80]

ص: 112

4670 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ

(2)

، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ

(3)

، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي عَلَيْهِ، وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟! فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فقالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ

أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} [آية: 80]. وَسَأَزِيدُهُ على السَّبْعِينَ». قالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ؟! قالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [آية: 84].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أُبَيِّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت زيادة: «عليه» .

ص: 112

4671 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ -وَقالَ غَيْرُهُ: حدَّثني اللَّيْثُ، حدَّثني عُقَيْلٌ- عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ

(1)

ابْنُ سَلُولَ، دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي على ابْنِ أُبَيٍّ، وَقَدْ قالَ يَوْمَ كَذَا كَذَا وَكَذَا؟! قالَ: أُعَدِّدُ

(2)

عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقالَ:«أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ» . فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ، قالَ: «إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ على السَّبْعِينَ يُغْفَرْ

(3)

لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا». قالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ،

⦗ص: 113⦘

فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةَ:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} إلى قَوْلِهِ: {وَهُمْ فَاسِقُونَ} [آية: 84]. قالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

(1)

هكذا ضبط في (و، ب، ص)، وأهمل ضبطه في (ن)، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «أبيِّ» من غير تنوين. وزاد في (ب): والصواب تنوينه كما نبَّه عليه النووي وغيره. اه

(2)

في رواية أبي ذر: «أَعُدُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَغُفِرَ» ، قال في الفتح: والأول أوجه.

ص: 112

(13)

‌{وَلَا تُصَلِّ

(1)

عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}

[آية: 84]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَلَا تُصَلِّ

}».

ص: 113

4672 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ

(1)

قالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ

(2)

أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ، فقالَ: تُصَلِّي عَلَيْهِ وهو مُنَافِقٌ، وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ؟! قالَ: «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ -أَوْ: أخبَرَنِي

(3)

- فقالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ

(4)

} [آية: 80]. فقالَ: سَأَزِيدُهُ على سَبْعِينَ». قالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ

(5)

: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ

(6)

} [آية: 84].

(1)

لفظة: «أنه» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «فأمره» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «اللهُ» .

(4)

قوله: «{فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ}» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر: «أُنْزِلَ عليه» .

(6)

من قوله: {وَلَا تَقُمْ} إلى قوله: {فَاسِقُونَ} ليس في رواية أبي ذر.

ص: 113

(14)

‌{سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ

فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}

(1)

[آية: 95]

ص: 113

4673 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد ِاللَّهِ:

⦗ص: 114⦘

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

قالَ:

سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، حِينَ تَخَلَّفَ عن تَبُوكَ:

(2)

وَاللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ

(3)

مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ إِذْ هَدَانِي

(4)

، أَعْظَمَ مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أُنْزِلَ الْوَحْيُ:{سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ} إلى

(5)

: {الْفَاسِقِينَ} [آية: 95 - 96]

(6)

.

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «علَى عَبْدٍ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَولِه» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «بابُ قَوْلِه: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} إلى قوله: {الْفَاسِقِينَ}» .

ص: 113

(15)

‌{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا

عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 102]

(1)

ص: 114

4674 -

حدَّثنا مُؤَمَّلٌ -هو ابْنُ هِشَامٍ

(1)

-: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَوْفٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدبٍ

(2)

رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَنَا: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ

(3)

، فَابْتَعَثَانِي، فانْتَهَيا

(4)

إلى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَتَلَقَّانَا رِجَالٌ: شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ ما أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ ما أَنْتَ رَاءٍ، قالَا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهْرِ. فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا، قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، قالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قالَا: أَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ، وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ، فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني مُؤمَّل» غير منسوب.

(2)

بضمِّ الدال وفتحها في متن اليونينية.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في متن (ق، ب، ص): «فَانْتَهَيْنَا» ، وعزوا في (ب، ص) المثبت إلى رواية أبي ذر.

ص: 114

(16)

‌{مَا كَانَ

(1)

لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ}

[آية: 113]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {مَا كَانَ

}».

ص: 115

4675 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا

(3)

مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، دَخَلَ عَلَيْهِ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيْ عَمِّ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

(5)

أُحَاجُّ لَكَ بها عِنْدَ اللَّهِ». فقالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» . فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ

(6)

} [آية: 113].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(4)

لفظة: «عليه» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(6)

من قوله: {وَلَوْ كَانُواْ} إلى قوله: {الْجَحِيمِ} : ليس في رواية أبي ذر، وفي (ب، ص) أنَّ في روايته بدلها لفظة: «الآية» .

ص: 115

(17)

‌{لَقَد تَّابَ

(1)

الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ

(2)

فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ تَزِيغُ

(3)

قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [آية: 117]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {لَقَد تَّابَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

بالتاء على قراءة غير حفص وحمزة.

ص: 115

4676 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ

(2)

: أخبَرَني يُونُسُ.

⦗ص: 116⦘

قالَ أَحْمَدُ: وحَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ

(3)

: أخبَرَني عَبْدُ اللَّهِ

ابْنُ كَعْبٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قالَ:

سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فِي حَدِيثِهِ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} [آية: 118] قالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ

(4)

، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ

(5)

بَعْضَ مَالِكَ فهو خَيْرٌ لَكَ».

(1)

في (ب، ص): «قال: حدَّثني» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» .

(2)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(3)

زاد في (ب، ص): «قال» . وفي رواية أبي ذر زيادة: «بن مالك» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وإلى رسولِه» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 115

(18)

‌{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ

(1)

وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [آية: 118]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 116

4677 -

حدثني مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أَبِيهِ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبِي كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وهو أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ: أَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّفْ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ غَيْرَ غَزْوَتَيْنِ: غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ وَغَزْوَةِ

(1)

بَدْرٍ، قالَ: فَأَجْمَعْتُ صِدْقَ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم

(3)

، وَكَانَ قَلَّ مَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ سَافَرَهُ إِلَّا ضُحًى، وَكَانَ يَبْدَأُ بِالْمَسْجِدِ، فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن كَلَامِي وَكَلَامِ صَاحِبَيَّ، وَلَمْ يَنْهَ عن كَلَامِ أَحَدٍ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ غَيْرِنَا، فَاجْتَنَبَ النَّاسُ كَلَامَنَا، فَلَبِثْتُ كَذَلِكَ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ الأَمْرُ،

⦗ص: 117⦘

وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ يَمُوتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكُونَ مِنَ النَّاسِ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، فَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ وَلَا يُصَلِّي

(4)

عَلَيَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَوْبَتَنَا على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَقِيَ الثُّلُثُ الآخِرُ مِنَ اللَّيْلِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِي شَأنِي، مَعْنِيَّةً

(5)

فِي أَمْرِي، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ على كَعْبٍ» . قالَتْ: أَفَلَا أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرُهُ؟

(6)

قالَ: «إِذًا يَحْطِمَكُمُ

(7)

النَّاسُ فَيَمْنَعُونَكُمُ

(8)

النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ». حَتَّى إذا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ آذَنَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا، وَكَانَ إذا اسْتَبْشَرَ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَمَرِ، وَكُنَّا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا

(9)

عن الأَمْرِ الَّذِي قُبِلَ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اعْتَذَرُوا، حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ لَنَا التَّوْبَةَ، فَلَمَّا ذُكِرَ الَّذِينَ كَذَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ، ذُكِرُوا بِشَرِّ ما ذُكِرَ بِهِ أَحَدٌ، قالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} الآيَةَ

(10)

[آية: 94].

(1)

في (و، ق): «غزوةُِ العُسْرةِ وغزوةُِ» بالضبطين معًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صِدْقِي رسولَ اللهِ» .

(3)

زاد في (ب، ص): «ضحًى» مصحَّح عليها ومرموز عليها بعلامة السقوط، وهو موافق لما في الإرشاد، قارن بما في السلطانية.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا يُسَلِّمُ» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُعِينةً» . وبهامش اليونينية نقلًا عن عياض: قوله: «مَعْنِيَّةً في أَمْرِي» أي ذاتُ اعتناءٍ، كذا عند الأصيلي، ولغيره:«مُعِينةً» بضم الميم، من العون، والأوَّل أليقُ بالحديث. اهـ.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَأُبَشِّرَهُ» .

(7)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَخْطَفَكُمُ» .

(8)

في رواية الأصيلي: «فَيَمْنَعُوكم» .

(9)

في رواية أبي ذر: «خُلِّفْنا» .

(10)

لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 116

(19)

‌{يَا أَيُّهَا

(1)

الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}

[آية: 119]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَا أَيُّهَا

}».

ص: 117

4678 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:

⦗ص: 118⦘

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(1)

كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، حِينَ تَخَلَّفَ، عن قِصَّةِ تَبُوكَ: فَوَاللَّهِ ما أَعْلَمُ أَحَدًا أَبْلَاهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي، ما تَعَمَّدْتُ مُنْذُ

(2)

ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ

(3)

} إلى قَوْلِهِ: {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [آية: 117 - 119].

(1)

في رواية أبي ذر: «عن عبدِ اللهِ بنِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مُذْ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَالْأَنْصَارِ}» .

ص: 117

(20)

‌{لَقَدْ

(1)

جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ

عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

(2)

حَرِيصٌ عَلَيْكُم بالْمُؤمِنِينَ

(3)

رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [آية: 128]: مِنَ الرَّأْفَةِ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {لَقَدْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

(4)

قوله: «من الرأفة» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 118

4679 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ السَّبَّاقِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه، وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ، قالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فقالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ

(1)

. قالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ

(2)

لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ عُمَرُ: هو وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ

(3)

الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ

(4)

لَا يَتَكَلَّمُ، فقالَ

⦗ص: 119⦘

أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا

(5)

نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ ما كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ أَبُو بَكْرٍ: هو وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ

(7)

لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ

(8)

وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْره: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم

(9)

} [آية: 128] إلى آخِرِهِمَا. وَكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فيها الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.

تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَاللَّيْثُ

عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، وَقالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ.

وَقالَ مُوسَى، عن إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ.

وَتَابَعَهُ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِيهِ.

وَقالَ أَبُو ثَابِتٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، وَقالَ: مَعَ خُزَيْمَةَ، أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أن يُجْمَعَ القُرآنُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقلتُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «جالسٌ عنده» (و، ب، ص).

(5)

في رواية أبي ذر: «لا» دون حرف الواو.

(6)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(7)

زاد في (ب، ص): «اللَّهُ» .

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(9)

قوله: «{حَرِيصٌ عَلَيْكُم}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 118

بسم الله الرحمن الرحيم

«(10» )‌

‌ سُورَةُ يُونُسَ

(1)

(1)

قوله: «سورة يونس» مُقدَّم على البسملة في رواية أبي ذر.

ص: 120

(1)

وَقالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَاخْتَلَطَ

(2)

} [آية: 24]: فَنَبَتَ بِالْمَاءِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، و

(3)

: {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ

(4)

} [آية: 68].

وَقالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} [آية: 2]: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ مُجَاهِدٌ: خَيْرٌ.

يُقالُ: {تِلْكَ آيَاتُ} [آية: 1]: يَعْنِي هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ، وَمِثْلُهُ:{حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} [آية: 22]: الْمَعْنَى: بِكُمْ

(5)

. {دَعْوَاهُمْ

(6)

} [آية: 10]: دُعَاؤُهُمْ. {أُحِيطَ بِهِمْ} [آية: 22]: دَنَوْا مِنَ الْهَلَكَةِ. {أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81]. {فَأَتْبَعَهُمْ

(7)

} [آية: 90]: وَأَتْبَعَهُمْ وَاحِدٌ. {عَدوًا} [آية: 90]: مِنَ الْعُدْوَانِ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ} [آية: 11] قَوْلُ الإِنْسَانِ لِوَلَدِهِ وَمَالِهِ إذا غَضِبَ: اللَّهُمَّ لَا تُبَارِكْ فِيهِ وَالْعَنْهُ {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [آية: 11]: لَأُهْلِكَ مَنْ دُعِيَ

(8)

عَلَيْهِ وَلأَمَاتَهُ. {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى} مِثْلُهَا حُسْنَى {وَزِيَادَةٌ} [آية: 26]: مَغْفِرَةٌ

(9)

.

{الْكِبْرِيَاء} [آية: 78]: الْمُلْكُ.

(1)

في نسخة: «بابٌ: وقال» (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: {بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ} .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

قوله: «وَ {قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ}» : ليس في رواية أبي ذر.

(5)

من قوله: «يقال: {تِلْكَ آيَاتٌ}» إلى قوله: «المعنى: بكم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية كريمة وأبي ذر: «يقال: {دَعْوَاهُمْ}» .

(7)

هكذا بتشديد التاء ووصل الألف على قراءة الحسن وقتادة، معجم القراءات: 3: 617.

(8)

في رواية أبي ذر: «لأَهْلَكَ مَن دَعَا» . كتبت بالحمرة في متن اليونينية.

(9)

في رواية كريمة وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ورِضْوانٌ، وقال غيره: النَّظَرُ إلَى وجْهِه» . انظر: تغليق التعليق: 4/ 222.

ص: 120

(2)

‌{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ

(1)

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا

وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أنَّهُ

(2)

لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [آية: 90]

{نُنَجِّيكَ

(3)

} [آية: 92]: نُلْقِيكَ على نَجْوَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وهو النَّشَزُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}» بدل إتمام الآية.

(2)

بكسر الهمزة على الاستئناف قرأ حمزة والكسائي وخلف، وبفتحها قرأ الباقون.

(3)

ضبطت في (و): {نُنْجِيك} بسكون النون وتخفيف الجيم من أنجى وبها قرأ يعقوب، وبالتثقيل قرأ الباقون، وضبطت في (ب، ص) بالوجهين معًا.

ص: 121

4680 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَالْيَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فقالوا: هَذَا يَوْمٌ ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى على فِرْعَوْنَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:«أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوا» .

ص: 121

«(11» )‌

‌ سُورَةُ هُودٍ

(1)

وَقالَ

(2)

أَبُو مَيْسَرَةَ: الأَوَّاهُ الرَّحِيمُ بِالْحَبَشَةِ

(3)

.

⦗ص: 122⦘

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَادِئ الرَّأْيِ

(4)

} [آية: 27]: ما ظَهَرَ لَنَا.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {الْجُودِيُّ} [آية: 44]: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ.

وَقالَ الْحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ} [آية: 87]: يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَقْلِعِي} [آية: 44]: أَمْسِكِي.

(5)

{عَصِيبٌ} [آية: 77]:

شَدِيدٌ. {لَا جَرَمَ} [آية: 22]: بَلَى. {وَفَارَ التَّنُّورُ} [آية: 40]: نَبَعَ الْمَاءُ. وَقالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأَرْضِ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وفي روايته ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قالَ ابنُ عبَّاسٍ: {عَصِيبٌ} شَدِيدٌ {لَا جَرَمَ} بَلَى.

وقال غيرهُ: {حَاقَ} [في (ب، ص): {وَحَاقَ}]: نَزَلَ، {يَحِيقُ}: يَنْزِلُ، {يَؤُوسٌ}: فَعُولٌ، مِنْ يَئِسْتُ.

وقال مجاهد: {تَبْتَئِسْ} : تَحْزَنْ، {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}: شَكٌّ وامْتِراءٌ في الحَقِّ، {لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ} مِن اللهِ إنِ اسْتَطاعُوا». اهـ، وستأتي في المتن، وعليه فهي ليست عندهما حيث وردت في المتن. انظر تغليق التعليق: 4/ 224.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بهامش (ب، ص): كذا هو في اليونينية، وفي بعض الأصول المعتمدة:«بالحبشية» . اهـ. وهو المثبت في (و).

(4)

بهمز الأول والإبدال في الثاني على قراءة السوسي عن أبي عمرو.

(5)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «قال ابن عباس» هكذا باتفاق الأصول، ويُشْكِلُ عليه ما سيأتي من اتفاقها على عدم ورود التعليقات بعد كلام أبي ميسرة في رواية أبي ذر.

(6)

من قوله: «وقال ابن عباس: {بَادِئ الرَّأْيِ}» إلى قوله: «وجه الأرض» ليس في رواية أبي ذر، «لا إلى» بالحمرة.

ص: 121

(1)

‌{أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ

أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

(1)

} [آية: 5]

وَقالَ غَيْرُهُ: {وَحَاقَ} [آية: 8]: نَزَلَ، {يَحِيقُ} [فاطر: 43]: يَنْزِلُ. {يَؤُوسٌ} [آية: 9]: فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَبْتَئِسْ} [آية: 36]: تَحْزَنْ. {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [آية: 5]: شَكٌّ وَامْتِرَاءٌ فِي الْحَقِّ {لِيَسْتَخْفُواْ

(2)

مِنْهُ} [آية: 5]: مِنَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا

(3)

..

(1)

من قوله: «{أَلا حِينَ

}» إلى قوله: «{الصُّدُورِ}» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

ضبطت في (ب، ص): «لِيَسْتَخِفُّوا» . وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية، وكذا كان في الفرع فأصلحه بالتخفيف كلفظ الآية. اهـ.

(3)

من قوله: «وقال غيره» إلى قوله: «إن استطاعوا» : ليس في رواية أبي ذر، وزاد في (ن، ق) نسبة عدم وجوده إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 122

4681 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ: حدَّثنا حَجَّاجٌ، قالَ: قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ:

⦗ص: 123⦘

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنُوْنِي صُدُورهُمْ

(1)

} [آية: 5]. قالَ: سَأَلْتُهُ عَنْهَا. فقالَ: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ

(2)

أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إلى السَّمَاءِ، وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إلى السَّمَاءِ، فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ.

(1)

ضبطت في (و، ب، ص): {تثْنونِي صُدُورُهُم} بفتح النون وبالرفع، واختلفت في ضبط رواية أبي ذر ففي (ن، ص): {تَثْنَوْنِي صُدُورُهُم} و {يَثْنُوْنِي صُدُورَهُم} ، وضبطت روايته في (و، ب): {يَثْنَوْنِي صُدُورهُم} بفتح النون فيهما وبالرفع والنصب، وفي حاشية رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: حاشية: قال الحَمُّويي: يُروى عن ابن عباس ثلاثة أوجه: {يَثْنُونَ} و {يَثْنُوني} و {تَثْنَوني} بالتاء وفتح النون. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «يَسْتَخْفُونَ» .

ص: 122

4682 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأخبَرَني مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ: {أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ

(1)

} [آية: 5]. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ

(2)

: ما {تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ} ؟ قالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ فَيَسْتَحِي

(3)

، أَوْ يَتَخَلَّى فَيَسْتَحِي

(4)

، فَنَزَلَتْ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ

(5)

} [آية: 5].

(1)

في رواية أبي ذر: «{يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}» .

(2)

في (و، ب، ص): «يَا أَبَا الْعَبَّاسِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَيَسْتَحْيِي» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَيَسْتَحْيِي» .

(5)

في رواية أبي ذر: «{تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ}» (و، ص)، وضبطها في (ب):«{يَثْنَوْنِي صُدُورهُمْ}» ، وأهمل ضبطها ونسبتها في (ن).

ص: 123

4683 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، قالَ:

قَرَأَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ

(2)

صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ

(3)

أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} [آية: 5].

⦗ص: 124⦘

وَقالَ غَيْرُهُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَسْتَغْشُونَ} [آية: 5]: يُغَطُّونَ رُؤُوسَهُمْ.

{سِيءَ بِهِمْ} [آية: 77]: سَاءَ ظَنُّهُ بِقَوْمِهِ. {وَضَاقَ بِهِمْ} [آية: 77]: بِأَضْيَافِهِ. {بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ} [آية: 81]: بِسَوَادٍ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ

(4)

: {أُنِيبُ

(5)

} [آية: 88]: أَرْجِعُ

(6)

.

(1)

لفظة: «قرأ» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «{يَثْنُوْنِي}» .

(3)

قوله: «ليستخفوا منه» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

قوله: «وقال مجاهد» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر: {إِلَيْهِ أُنِيبُ} ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(6)

في حاشية الأصل زيادة: «إليه» .

ص: 123

(2)

‌{وَكَانَ

(1)

عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}

[آية: 7]

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بابُ قولهِ: {وَكَانَ

}».

ص: 124

4684 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ» . وَقالَ: «يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» . وَقالَ: «أَرَأَيْتُمْ ما أَنْفَقَ مُنْذُ

(2)

خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ ما فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ على الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عن رسولِ الله» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مُذْ» .

ص: 124

{اعْتَرَاكَ} [آية: 54]: افْتَعَلْتَ

(1)

، مِنْ عَرَوْتُهُ، أَيْ: أَصَبْتُهُ، وَمِنْهُ: يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِي. {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [آية: 56]: أَيْ: فِي مِلْكِهِ

(2)

وَسُلْطَانِهِ

(3)

.

⦗ص: 125⦘

عَنِيدٌ وَعَنُودٌ وَعَانِدٌ وَاحِدٌ، هو تَأْكِيدُ التَّجَبُّرِ

(4)

.

{اسْتَعْمَرَكُمْ} [آية: 61]: جَعَلَكُمْ عُمَّارًا، أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهيَ عُمْرَى: جَعَلْتُهَا لَهُ. {نَكِرَهُمْ} [آية: 70]: وَأَنْكَرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ. {حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} [آية: 73]: كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ. {سِجِّيلٌ} [آية: 82]: الشَّدِيدُ الْكَبِيرُ، سِجِّيلٌ وَسِجِّينٌ، وَاللَّامُ وَالنُّونُ أُخْتَانِ، وَقالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ:

وَرَجْلَةٍ

(5)

يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ ضَاحِيَةً

ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «افْتَعَلَكَ» .

(2)

هكذا ضبطت في (و، ب، ص) بكسر الميم، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، الميم مكسورة. اهـ. وضبطت في (ن) بضم الميم، وفي (ق) بالضبطين معًا.

(3)

من قوله: «{اعْتَرَاكَ}» إلى قوله: «وسلطانه» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَيَقُولُ الأَشْهَادُ} واحده شاهِدٌ مثل صاحبٍ وأصْحابٍ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 124

(3)

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا

(1)

} [آية: 84]: إِلَى

(2)

أَهْلِ مَدْيَنَ؛ لِأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، وَاسْأَلِ

(3)

الْعِيرَ: يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ، وَالْعِيرِ

(4)

{وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا} [آية: 92]: يَقُولُ: لَمْ تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَيُقالُ إذا لَمْ يَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ: ظَهَرْتَ بِحَاجَتِي وَجَعَلْتَنِي

(5)

ظِهْرِيًّا، وَالظِّهْرِيُّ هَاهُنَا

(6)

: أَنْ تَأخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ. {أَرَاذِلُنَا} [آية: 27]: سُقَّاطُنَا

(7)

.

⦗ص: 126⦘

{إِجْرَامِي} [آية: 35]: هُوَ

(8)

مَصْدَرٌ مِنْ أَجْرَمْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَرَمْتُ. {الْفُلْكُ} [الروم: 46]: وَالْفَلَكُ وَاحِدٌ، وَهيَ السَّفِينَةُ وَالسُّفُنُ.

{مُجْرَاهَا} [آية: 41]: مَدْفَعُهَا، وهو مَصْدَرُ أَجْرَيْتُ. وَأَرْسَيْتُ: حَبَسْتُ، وَيُقْرَأُ

(9)

: {مَرْسَاهَا} [آية: 41] مِنْ رَسَتْ هِيَ، وَ {مَجْرَاهَا} [آية: 41] مِنْ جَرَتْ هِيَ

(10)

. وَ (مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا

(11)

) [آية: 41] مِنْ فُعِلَ بِهَا. الرَّاسِيَاتُ

(12)

: ثَابِتَاتٌ.

(1)

قوله: {أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أي» . (ب، ص) كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «اسأل» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية كريمة وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأصحابَ العِيرِ» . وضُبطت روايتهما في (ن): «أي: وأصحاب العير» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِحاجَتِي وجَعَلَنِي» .

(6)

في رواية أبي ذر: «هنا» بإسقاط حرف التنبيه، والذي في (ب، ص) أنَّ اللفظة كلَّها ليست عنده، وهو موافق لما في الإرشاد.

(7)

هكذا ضبطت في (ن، ق) ونسخة البقاعي، وضبطت في باقي الأصول بالتخفيف، وبهامش (ب، ص): القاف ليست مشددة في اليونينية. اهـ. وهو موافق لما في الإرشاد، ومن قوله:«{وَإِلَى مَدْيَنَ}» إلى قوله: «سقاطنا» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(8)

لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية أبي ذر: «وتُقْرَأ» .

(10)

لفظة: «هي» ليست في رواية أبي ذر.

(11)

في رواية أبي ذر: «و {مُجْراها وَمُرْسَاهَا}» .

(12)

في رواية أبي ذر: «راسِياتٌ» .

ص: 125

(4)

‌{وَيَقُولُ

(1)

الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ

(2)

عَلَى رَبِّهِمْ

أَلَا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [آية: 18]

وَاحِدُ الأَشْهَادِ شَاهِدٌ

(3)

، مِثْلُ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَيَقُولُ .. }» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر: «{وَيَقُولُ الأَشْهَادُ} واحِدُه شاهدٌ» .

ص: 126

4685 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ، قالَا: حدَّثنا قَتَادَةُ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قالَ:

بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ، إِذْ عَرَضَ

(1)

رَجُلٌ فقالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، -أَوْ قالَ

(2)

: يَا ابْنَ عُمَرَ-: سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّجْوَى؟ فَقالَ

(3)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ -وَقالَ هِشَامٌ: يَدْنُو الْمُؤْمِنُ- حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ

(4)

بِذُنُوبِهِ: تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ

(5)

، يَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ، مَرَّتَيْنِ، فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا

(6)

فِي الدُّنْيَا، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ.

⦗ص: 127⦘

ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ

(7)

حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الآخَرُونَ -أَوِ: الْكُفَّارُ- فَيُنَادَى على رُؤوسِ الأَشْهَادِ: {هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ

(8)

} [آية: 18].

وَقالَ شَيْبَانُ، عن قَتَادَةَ: حدَّثنا صَفْوَانُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَيُقَرِّرَهُ» بالنصب.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثم يُعْطَى صَحِيفةَ» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «{أَلَا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}» .

ص: 126

(5)

‌{وَكَذَلِكَ

(1)

أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ

إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [آية: 102]

{الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} [آية: 99]: الْعَوْنُ الْمُعِينُ، رَفَدْتُهُ: أَعَنْتُهُ. {تَرْكَنُواْ} [آية: 113]: تَمِيلُوا. {فَلَوْلَا كَانَ} [آية: 116]: فَهَلَّا كَانَ

(2)

. {أُتْرِفُواْ} [آية: 116]: أُهْلِكُوا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [آية: 106]: شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَكَذَلِكَ

}».

(2)

من قوله: «{تَرْكَنُواْ}» إلى قوله: «فهلَّا كان» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

من قوله: «وقال ابن عباس» إلى قوله: «ضعيف» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 127

4686 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عن أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حَتَّى إذا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» . قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [آية: 102].

ص: 127

(6)

‌{وَأَقِمِ

(1)

الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ

وَزُلَفًا

(2)

مِّنَ اللَّيْلِ

إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

(3)

ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [آية: 114]

وَزُلَفًا: سَاعَاتٍ بَعْدَ سَاعَاتٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ، الزُّلَفُ: مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، وَأَمَّا {زُلْفَى} [الزمر: 3]: فَمَصْدَرٌ مِنَ الْقُرْبَى، ازْدَلَفُوا: اجْتَمَعُوا، {أَزْلَفْنَا} [الشعراء: 64]: جَمَعْنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَأَقِمِ

}».

(2)

لم تضبط اللام في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): اللام مضمومة في اليونينية في هذه التي بعدها. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 127

4687 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ -هو

(1)

ابْنُ زُرَيْعٍ-: حدَّثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عن أَبِي عُثْمَانَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [آية: 114]. قالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذِهِ؟ قالَ: «لِمَنْ عَمِلَ بها مِنْ أُمَّتِي» .

(1)

لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 128

«(12» )‌

‌ سُورَةُ يُوسُفَ

(1)

وَقالَ

(2)

فُضَيْلٌ: عن حُصَيْنٍ، عن مُجَاهِدٍ: {مُتْكَأً

(3)

} [آية: 31]: الأُتْرُجُّ

(4)

، قالَ فُضَيْلٌ: الأُتْرُجُّ

(5)

بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا.

وَقالَ

(6)

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عن رَجُلٍ، عن مُجَاهِدٍ: مُتْكًا: كُلُّ

(7)

شَيْءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ.

وَقالَ قَتَادَةُ: {لَذُو عِلْمٍ

(8)

} [آية: 68]: عَامِلٌ بِمَا عَلِمَ.

وَقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ

(9)

: صُوَاعٌ

(10)

: مَكُّوكُ الْفَارِسِيِّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ، كَانَتْ تَشْرَبُ بِهِ الأَعَاجِمُ

(11)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {تُفَنِّدُونِ} [آية: 94]: تُجَهِّلُونِ.

⦗ص: 129⦘

وَقالَ غَيْرُهُ

(12)

: غَيَابَةٌ: كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ شَيْئًا فهو غَيَابَةٌ. وَالْجُبُّ: الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ. {بِمُؤمِنٍ

(13)

لِّنَا} [يوسف: 17]: بِمُصَدِّقٍ. {أَشُدَّهُ} [يوسف: 22]: قَبْلَ أَنْ يَأخُذَ فِي النُّقْصَانِ، يُقالُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغُوا أَشُدَّهُمْ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهَا شَدٌّ.

وَالْمُتَّكَأُ: ما اتَّكَأْتَ عَلَيْهِ لِشَرَابٍ أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ، وَأَبْطَلَ الَّذِي قالَ: الأُتْرُجُّ

(14)

، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الأُتْرُجُّ

(15)

، فَلَمَّا

(16)

احْتجَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُ الْمُتَّكَأُ

(17)

مِنْ نَمَارِقَ، فَرُّوا إلى شَرٍّ مِنْهُ، فقالُوا

(18)

: إِنَّمَا هو الْمُتْكُ، سَاكِنَةَ التَّاءِ، وَإِنَّمَا الْمُتْكُ طَرَفُ الْبَظْرِ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لَهَا: مَتْكَاءُ وَابْنُ الْمَتْكَاءِ، فَإِنْ كَانَ ثَمَّ أُتْرُجٌّ فَإِنَّهُ بَعْدَ الْمُتَّكَإِ.

{شَغَفَهَا} [آية: 30]: يُقَالُ

(19)

: إِلَى شِغَافِهَا

(20)

، وهو غِلَافُ قَلْبِهَا، وَأَمَّا {شَعَفَهَا}

(21)

فَمِنَ الْمَشْعُوفِ.

{أَصْبُ} [آية: 33]: أَمِيلُ

(22)

.

{أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ

(23)

} [آية: 44]: ما لَا تَأْوِيلَ لَهُ، وَالضِّغْثُ

(24)

: مِلْءُ الْيَدِ مِنْ حَشِيشٍ

(25)

⦗ص: 130⦘

وَمَا أَشْبَهَهُ، وَمِنْهُ:{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} [ص: 44] لَا مِنْ قَوْلِهِ: {أَضْغَاثُ

أَحْلَامٍ}، وَاحِدُهَا ضِغْثٌ. {نَمِيرُ} [آية: 65]: مِنَ الْمِيرَةِ. {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [آية: 65]: ما يَحْمِلُ بَعِيرٌ. {آوَى إِلَيْهِ} [آية: 69]: ضَمَّ إِلَيْهِ. السِّقَايَةُ: مِكْيَالٌ. تَفْتَاءُ

(26)

: لَا تَزَالُ. {حَرَضًا} [آية: 85]: مُحْرَضًا

(27)

، يُذِيبُكَ الْهَمُّ.

تَحَسَّسُوا

(28)

: تَخَبَّرُوا. {مُّزْجَاةٍ} [آية: 88]: قَلِيلَةٍ

(29)

. {غَاشِيَةٌ

(30)

مِّنْ عَذَابِ اللّهِ} [آية: 107]: عَامَّةٌ مُجَلِّلَةٌ.

(31)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

(3)

ضبطت في (و، ص): «مُتْكًا» .

(4)

ضبط في (ب): «الأَتْرُجَّ» بفتح الهمزة والجيم، وفي رواية أبي ذر:«الأُتْرُنْجُ» .

(5)

قوله: «قال فضيل: الأترج» ليس في رواية أبي ذر، وبهامش (ب، ص): همزة «الأترج» الثانية في اليونينية مضمومة ضمَّة حادثة، وما عداها مفتوحة والجيم مفتوحة. اهـ.

(6)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «قال: كُلُّ» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «{لِمَا عَلَّمْنَاهُ}» .

(9)

في رواية أبي ذر: «سَعِيدُ بنُ جبيرٍ» .

(10)

في رواية أبي ذر: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} .

(11)

في رواية أبي ذر: «الأعاجم به» بتقديم وتأخير.

(12)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر، ونبَّه في الفتح إلى أنَّ الصواب إثباته.

(13)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

(14)

ضبطت في (ب، ص): «الأَترج» بفتح الهمزة، هنا وفي الموضعين بعده، وفي رواية أبي ذر:«الأُتْرنْجُ» .

(15)

في رواية أبي ذر: «الأُتْرنْجُ» . (ن، و).

(16)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فيما» .

(17)

في رواية أبي ذر: «بأنَّ المُتَّكأَ» .

(18)

في رواية أبي ذر: «وقالوا» .

(19)

لفظة: «يقال» ثابتة في رواية الحَمُّويي. (ب، ص)

(20)

في رواية أبي ذر: «بلَغ شِغافَها» .

(21)

بالعين المهملة، وهي قراءة علي رضي الله عنه والسجاد والباقر والشَّعبي وقَتادة ويحيى بن يَعْمُر وغيرهم، انظر: معجم القراءات 4: 238.

(22)

في رواية أبي ذر زيادة: «صَبا: مالَ» .

(23)

لفظة: «{أَحْلَامٍ}» ليست في رواية أبي ذر.

(24)

في رواية أبي ذر: «الضِّغْثُ» ، بحذف الواو.

(25)

في (ب): «الحشيش» وضرب على «ال» ، وبهامشها: هكذا مضروب على «ال» من: «الحشيش» .

(26)

في رواية أبي ذر: «{تَفْتَأُ} [آية: 85]» .

(27)

في (و): «مُحَرَّضًا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(28)

تفسير: «تحسسوا» مُقدَّم على تفسير: «حرضًا» في رواية أبي ذر.

(29)

في رواية أبي ذر بالرفع: «مزجاةٌ: قليلةٌ» .

(30)

تفسير: «غاشية» مقدَّم على تفسير: «مزجاة» في رواية أبي ذر. (ب، ص).

(31)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ في آخر هذا الباب زيادة: «{اسْتَيْأَسُواْ} يَئِسُوا [في (ب): أيسوا]، {لَا تَيْأَسُواْ [قوله: {وَلَا تَيْأَسُواْ} ليس في (و) ولا في نسخة البقاعي] مِنْ رَوْحِ اللهِ} معناه: الرَّجاءُ {خَلَصُواْ نَجِيًّا} اعترفوا اعْتَزَلُوا [اعترفوا: ثابتة في رواية المُستملي، و: «اعْتَزَلُوا» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ. (ب، ص)] نَجِيًّا والجميع أنْجِيَةٌ، يَتناجَوْنَ: الواحد نَجِيٌّ والاثنان والجميع نَجِيٌّ وأنْجِيَةٌ».

ص: 128

(1)

‌{وَيُتِمُّ

(1)

نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ

كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ

(2)

إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ} [آية: 6]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَيُتِمُّ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 130

4688 -

وَقالَ: حَدَّثَنَا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْكَرِيمُ، ابْنُ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ، ابْنِ الْكَرِيمِ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» بالإفراد وإسقاط لفظة: «قال» .

ص: 130

(2)

‌{لَّقَدْ كَانَ

(1)

فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ

(2)

لِّلسَّائِلِينَ}

[آية: 7]

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بابُ قَوْلهِ: {لَّقَدْ كَانَ

}»، وعُزيت في (ب، ص) إلى رواية المستملي فقط، وضبطت رواية أبي ذر فيهما: «بابُ: {لَّقَدْ كَانَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: {آيَةٌ} وهي قراءة ابن كثير.

ص: 131

4689 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عن عَبْدِ اللَّهِ

(2)

، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قالَ: «أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ» . قَالُوا: لَيْسَ عن هَذَا نَسْأَلُكَ، قالَ:«فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ» . قَالُوا: لَيْسَ عن هَذَا نَسْأَلُكَ. قالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي

(3)

؟». قَالُوا: نَعَمْ، قالَ: «فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلَامِ، إذا فَقُهُوا

(4)

».

تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية كريمة: «عبيد الله» ، وهو المثبت في متن (و، ق، ع)، وهو الصواب، وهو العمري الإمام.

(3)

في رواية أبي ذر: «تسألونني» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَقِهُوا» .

ص: 131

(3)

‌{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا

(1)

} [آية: 18]

{سَوَّلَتْ} : زَيَّنَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر والمستملي: «بابُ قولهِ: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا

}»، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عن المستملي، وضبطت رواية أبي ذر فيهما: «باب: {بَلْ سَوَّلَتْ

}».

ص: 131

4690 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

(1)

، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

قالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:

عن حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ ما قَالُوا

(2)

، فَبَرَّأهَا اللَّهُ، كُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ

⦗ص: 132⦘

أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ». قُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَجِدُ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ

(3)

الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [آية: 18]. وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ

(4)

} [النور: 11 - 20] الْعَشْرَ الآيَاتِ.

(1)

قوله: «بن سعد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

قوله: «ما قالوا» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (ب، ص): {والله} مكسورة ومضمومة معًا، وبهامشهما: كذا في اليونينية. زاد في (ب): {والله} مكسورة ومضمومة. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}» .

ص: 131

4691 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن حُصَيْنٍ، عن أَبِي وَائِلٍ

(1)

: حدَّثني مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ:

حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَهيَ أُمُّ عَائِشَةَ قالَتْ: بَيْنَا أَنَا وَعَائِشَةُ أَخَذَتْهَا الْحُمَّى، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

: «لَعَلَّ فِي حَدِيثٍ تُحُدِّثَ

(2)

». قالَتْ: نَعَمْ، وَقَعَدَتْ عَائِشَةُ، قالَتْ: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَيَعْقُوبَ وَبَنِيهِ: {وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ

(3)

عَلَى مَا تَصِفُونَ} [آية: 18].

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ} ، وزاد في (ب) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في السلطانية.

ص: 132

(4)

‌{وَرَاوَدَتْهُ

(1)

الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ

وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ

(2)

لَكَ

(3)

} [آية: 23]

وَقالَ

(4)

عِكْرِمَةُ: هَيْتَ لَكَ

(5)

: بِالْحَوْرَانِيَّةِ: هَلُمَّ.

⦗ص: 133⦘

وَقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: تَعَالَهْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلهِ: {وَرَاوَدَتْهُ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «{هِيْتَ}» بكسر الهاء على قراءة ابن عامر ونافع وأبي جعفر وابن ذكوان.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «مَثْواهُ مُقامُه» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وضبطت:«مُقامَه» عندهما بالفتح. كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(5)

لفظة: «لك» ليست في رواية أبي ذر، قارن بما في الإرشاد.

ص: 132

4692 -

حدثني أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمَانَ، عن أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: {هَيْتَ

(2)

لَكَ} [آية: 23]. قالَ: وَإِنَّمَا يَقْرَؤُهَا

(3)

كَمَا عُلِّمْنَاهَا.

(1)

قوله: «عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «{هَيتُ}» بفتح الهاء وضمِّ التاء، هكذا ضبطت في (ن، و) على قراءة ابن كثير، وضُبطت روايته في (ب):«{هِيتُ}» بكسر الهاء وضمِّ التاء، على قراءة ابن مسعود وأبي وائل والأعمش وابن مُحيصين وغيرهم، وهو موافق لما في الإرشاد، وضبطت روايته في (ص):«{هِيتَ}» بكسر الهاء وفتح التاء، على قراءة ابن عامر ونافع وأبي جعفر وابن ذكوان.

(3)

في رواية أبي ذر: «نَقْرَؤُهَا» بالنون.

ص: 133

{مَثْوَاهُ} [آية: 21]: مُقَامَهُ

(1)

. {وَأَلْفَيَا} [آية: 25]: وَجَدَا. {أَلْفَوْا آبَاءهُمْ} [الصافات: 69]. {أَلْفَيْنَا} [البقرة: 170].

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مَقامَه» بفتح أوله. (ن، و).

ص: 133

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {بَلْ عَجِبْت

(1)

وَيَسْخَرُونَ}

(2)

[الصافات: 12].

(1)

ضُبطت في اليونينية بالضم وبالرفع، وبالضم قرأ حمزة والكسائي وخلف، وبالفتح قرأ الباقون.

(2)

قال في «الفتح» [8/ 365 سلفية]: هكذا وقع في هذا الموضع معطوفًا على الإسناد الذي قبله

وقد أشكلت مناسبة إيراد هذه الآية في هذا الموضع؛ فإنَّها من سورة: {وَالصَّافَّاتِ} وليس في هذه السورة من معناها شيء، لكن أورد البخاري في الباب حديث عبد الله -وهو ابن مسعود- أنَّ قريشًا لما أبطؤوا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«اللهم اّْكفنيهم بسبع كسبع يوسف .. » الحديث، ولا تظهر مناسبته أيضًا للترجمة المذكورة، وهي قوله: «باب قوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} وقد تكلَّف لها أبو الإصبع عيسى بن سهل في شرحه

ما ملخصه: ترجم البخاري باب قوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} وأدخل حديث ابن مسعود: أنَّ قريشًا لمَّا أبطؤوا .. الحديث، وأورد قبل ذلك في الترجمة عن ابن مسعود:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} قال: فانتهى إلى موضع الفائدة ولم يذكرها، وهو قوله:{وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} قال: ويؤخذ من ذلك مناسبة التبويب المذكورة، ووجهه: أنَّه شبَّه ما عرض ليوسف عليه السلام مع إخوته ومع امرأة العزيز بما عرض لمحمد صلى الله عليه وسلم مع قومه حين أخرجوه من وطنه، كما أخرج يوسفَ إخوته وباعوه لمن استعبده، فلم يعنف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قومه لما فتح مكة كما لم يعنف يوسف إخوته حين قالوا له:{تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا} ، ودعا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمطر لمَّا سأله أبو سفيان أن يستسقي لهم كما دعا يوسف لإخوته لما جاؤوه نادمين فقال:{لَا تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ} قال: فمعنى الآية: بل عجبتَ من حلمي عنهم مع سخريتهم بك وتماديهم على غيهم، وعلى قراءة ابن مسعود بالضم: بل عجبتُ من حلمك عن قومك إذ أتوك متوسلين بك فدعوت فكشف عنهم، وذلك كحلم يوسف عن إخوته إذ أتوه محتاجين، وكحلمه عن امرأة العزيز حيث أغرت به سيدها وكذبت عليه ثم سجنته ثم عفا عنها بعد ذلك ولم يؤاخذها، قال: فظهر تناسب هاتين الآيتين في المعنى مع بعدِ الظاهر بينهما، قال: ومثل هذا كثير في كتابه ممَّا عابه به مَن لم يفتح الله عليه والله المستعان. ومن تمام ذلك أن يُقال تظهر المناسبة أيضًا بين القصتين من قوله في الصافات: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} فإنَّ فيها إشارة إلى تماديهم على كفرهم وغيهم، ومن قوله في قصة يوسف:{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} . قال الكرماني: أورد البخاري هذه الكلمة وإن كانت في الصافات هنا إشارة إلى أنَّ ابن مسعود كان يقرؤها بالضم كما يقرأ {هَيْتُ} بالضم. انتهى، وهي مناسبة لا بأس بها إلَّا أنَّ الذي تقدَّم عن ابن سهل أدقُّ والله أعلم. اهـ.

ص: 133

4693 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَؤُوا عَنِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالإِسْلَامِ، قالَ:«اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» . فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قالَ اللَّهُ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي

(2)

السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} [الدخان: 10]، قالَ اللَّهُ:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15]، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ، وَمَضَتِ الْبَطْشَةُ؟!

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر: «على» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

ص: 134

(5)

‌{فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ

فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ

(1)

} [آية: 50 - 51]

وَحَاشَ وَحَاشَى: تَنْزِيهٌ وَاسْتِثْنَاءٌ.

(2)

{حَصْحَصَ} [آية: 51]: وَضَحَ.

ص: 134

4694 -

حدَّثنا

(1)

سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عن بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عن عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لقد كَانَ يَأوِي إلى

⦗ص: 135⦘

رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ ما لَبِثَ يُوسُفُ

(2)

لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ، وَنَحْنُ أَحَقُّ

(3)

مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قالَ لَهُ: {أَوَلَمْ تُؤمِنْ

(4)

قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما لُبْثَ يُوسُفَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

ص: 134

(6)

‌{حَتَّى

(1)

إِذَا اسْتَايَسَ

(2)

الرُّسُلُ}

[آية: 110]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {حَتَّى

}».

(2)

هكذا بتقديم الهمزة إلى موضع الياء وتأخير الياء إلى موضع الهمزة ثم بإبدال الهمزة ألفًا، على قراءة أبي جعفر وخلف والبزي وابن وردان، وضبط لفظ الآية في (ب، ص): {اسْتَيْأَسَ} على قراءة الجمهور عدا ابن كثير، وهذا الخلاف في الأصول هنا وفي الحديث الآتي في موضعيه.

ص: 135

4695 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ لَهُ

(1)

، وهو يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{حَتَّى إِذَا اسْتَأيَسَ الرُّسُلُ} [آية: 110]. قالَ: قُلْتُ: أَ {كُذِبُواْ} أَمْ

{كُذِّبُوا}

(2)

؟ قالَتْ عَائِشَةُ: {كُذِّبُوا}

قُلْتُ: فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هو بِالظَّنِّ؟ قالَتْ: أَجَلْ لَعَمْرِي لقد اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهَا: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا؟ قالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا. قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الآيَةُ؟ قالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءُ وَاسْتَأخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إذا اسْتَأيَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ.

4696 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ

(3)

: أخبَرَني عُرْوَةُ: فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا {كُذِبُواْ} [آية: 110] مُخَفَّفَةً؟ قالَتْ: مَعَاذَ اللَّهِ

(4)

.

(1)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

قرأ بالتثقيل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب، وبالتخفيف الباقون.

(3)

زاد في (ب، ص): «قالَ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «نَحْوَه» .

ص: 135

«(13» )‌

‌ سُورَةُ الرَّعْدِ

وَقالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ} [آية: 14]: مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ

(2)

، كَمَثَلِ الْعَطْشَانِ

(3)

الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى

(4)

خَيَالِهِ فِي الْمَاءِ مِنْ بَعِيدٍ، وهو يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلَا يَقْدِرُ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {سَخَّرَ} [آية: 2]: ذَلِكَ

(5)

. {مُّتَجَاوِرَاتٌ} [آية: 4]: مُتَدَانِيَاتٌ.

{الْمَثُلَاتُ

(6)

} [آية: 6]: وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ، وَهيَ الأَشْبَاهُ وَالأَمْثَالُ

(7)

، وَقالَ:{إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ} [يونس: 102]. {بِمِقْدَارٍ} [آية: 8]: بِقَدَرٍ. {مُعَقِّبَاتٌ

(8)

} [آية: 11]: مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ، تُعَقِّبُ الأُولَى منها الأُخْرَى، وَمِنْهُ قِيلَ: الْعَقِيبُ، يُقَالُ

(9)

: عَقَّبْتُ فِي أَثَرِهِ

(10)

.

الْمِحَالُ: الْعُقُوبَةُ. {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء} [آية: 14]: لِيَقْبِضَ على الْمَاءِ. {رَّابِيًا} [آية: 17]: مِنْ رَبَا يَرْبُو. {أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ

(11)

} [آية: 17]: الْمَتَاعُ ما تَمَتَّعْتَ بِهِ.

{جُفَاء} [آية: 17]:

(12)

أَجْفَأَتِ الْقِدْرُ، إذا غَلَتْ فَعَلَاهَا الزَّبَدُ،

⦗ص: 137⦘

ثُمَّ تَسْكُنُ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلَا مَنْفَعَةٍ، فَكَذَلِكَ يُمَيَّزُ الْحَقُّ

(13)

مِنَ الْبَاطِلِ. {الْمِهَادُ} [آية: 18]: الْفِرَاشُ

(14)

.

{يَدْرَؤُن} [آية: 22]: يَدْفَعُونَ، دَرَأْتُهُ

(15)

: دَفَعْتُهُ. {سَلَامٌ عَلَيْكُم} [آية: 24]: أَيْ يَقُولُونَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ. {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [آية: 30]: تَوْبَتِي

(16)

. {أَفَلَمْ يايسْ

(17)

} [آية: 31]: لَمْ

(18)

يَتَبَيَّنْ. {قَارِعَةٌ} [آية: 31]: دَاهِيَةٌ. {فَأَمْلَيْتُ} [آية: 32]: أَطَلْتُ، مِنَ الْمَلِيِّ

(19)

وَالْمِلَاوَةِ

(20)

، وَمِنْهُ {مَلِيًّا} [مريم: 46]، وَيُقالُ لِلْوَاسِعِ الطَّوِيلِ مِنَ الأَرْضِ: مَلًى مِنَ الأَرْضِ

(21)

. {أَشَقُّ} [آية: 34]: أَشَدُّ، مِنَ الْمَشَقَّةِ. مُعَقِّبٌ: مُغَيِّرٌ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مُّتَجَاوِرَاتٌ} [آية: 4]: طَيِّبُهَا، وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ. {صِنْوَانٌ} [آية: 4]: النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ، {وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [آية: 4]: وَحْدَهَا. {بِمَاء وَاحِدٍ} [آية: 4]: كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ، أَبُوهُمْ وَاحِدٌ. السَّحَابُ الثِّقَالُ: الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ. {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ

(22)

} [آية: 14]: يَدْعُو الْمَاءَ

بِلِسَانِهِ، وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَلَا يَأتِيهِ أَبَدًا. {سَالَتْ

(23)

أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [آية: 17]: تَمْلأُ بَطْنَ وَادٍ

(24)

. {زَبَدًا رَّابِيًا} [آية: 17]: زَبَدُ السَّيْلِ

(25)

. خَبَثُ الْحَدِيدِ وَالْحِلْيَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «إلهًا آخر» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «إلهًا آخر غيره» .

(3)

بهامش (ب، ص): الطاء مفتوحة في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «ظِلِّ» . كتبت بالحمرة.

(5)

قوله: «{سخَّر}: ذلك» ليست في رواية أبي ذر، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بالكاف، وذكر في الفتح أنَّه «ذلَّل» ، بالذال المعجمة وتشديد اللام، تفسير:«سخَّر» . اهـ. وزاد في (ب): وهو كذلك في أصول شيخنا. اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر: «وقال غيره: {الْمَثُلَاتُ}» .

(7)

في رواية أبي ذر: «الأمثالُ والأشباهُ» بالتقديم والتأخير.

(8)

في رواية أبي ذر: «يُقالُ: {مُعَقِّبَاتٌ}» .

(9)

في رواية أبي ذر بدلها: «أي» .

(10)

ضبطت في (ص): «إِثْره» ، وفي (ب) بالوجهين، وهو موافق لما في السلطانية.

(11)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِثْلُه}» .

(12)

في رواية أبي ذر زيادة: «يُقالُ» .

(13)

ضبطت في (ص) بوجهين: المثبت و: «يُميِّزَ الحقَ» ، وهو موافق لما في السلطانية.

(14)

قوله: «{الْمِهَادُ}: الفراش» ليس في رواية أبي ذر.

(15)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَنِّي» .

(16)

في رواية أبي ذر: «والمَتابُ: إليه توبتي» .

(17)

هكذا على قراءة البزي في وجه عنه.

(18)

في رواية أبي ذر: «أفلم» .

(19)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(20)

في رواية أبي ذر: «وَالْمُلَاوَةِ» بضم الميم.

(21)

قوله: «من الأرض» ليس في رواية أبي ذر.

(22)

في رواية أبي ذر زيادة: {إِلَى الْمَاء} .

(23)

في رواية أبي ذر: {فَسَالَتْ} .

(24)

في رواية أبي ذر: «كُلِّ وادٍ» .

(25)

في رواية أبي ذر: «الزَّبَدُ زَبَدُ السيلِ زَبَدٌ مِثْلهُ» .

ص: 136

(1)

‌{اللّهُ يَعْلَمُ

(1)

مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ}

[آية: 8]

{غِيضَ}

(2)

[هود: 44]: نُقِصَ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {اللّهُ يَعْلَمُ

}».

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 138

4697 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مَعْنٌ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَفَاتِيحُ

(1)

الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ ما فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «مَفاتِحُ» .

ص: 138

«(14» )‌

‌ سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

قالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَادٍ} [الرعد: 7]: دَاعٍ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {صَدِيدٌ} [آية: 16]: قَيْحٌ وَدَمٌ

(3)

.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} [آية: 6]: أَيَادِيَ اللَّهِ عِنْدَكُمْ وَأَيَّامَهُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [آية: 34]: رَغِبْتُمْ إِلَيْهِ فِيهِ. {يَبْغُونَهَا عِوَجًا} [آية: 3]: يَلْتَمِسُونَ

(4)

لَهَا عِوَجًا.

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} [آية: 7]: أَعْلَمَكُمْ، آذَنَكُمْ. {رَدُّوا

(5)

أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [آية: 9]: هَذَا مَثَلٌ، كَفُّوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ. {مَقَامِي} [آية: 14]: حَيْثُ يُقِيمُهُ اللَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. {مِّن وَرَآئِهِ} [آية: 16]: قُدَّامِهِ

(6)

. {لَكُمْ تَبَعًا} [آية: 21]: وَاحِدُهَا تَابِعٌ، مِثْلُ غَيَبٍ وَغَائِبٍ. {بِمُصْرِخِكُمْ} [آية: 22]

⦗ص: 139⦘

اسْتَصْرَخَنِي: اسْتَغَاثَنِي. {يَسْتَصْرِخُهُ} [القصص: 18]: مِنَ الصُّرَاخِ

(7)

. {وَلَا خِلَالٌ} [آية: 31]: مَصْدَرُ خَالَلْتُهُ خِلَالًا، وَيَجُوزُ -أَيْضًا- جَمْعُ خُلَّةٍ وَخِلَالٍ. {اجْتُثَّتْ} [آية: 26]: اسْتُؤْصِلَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة قبلها: «باب» . كتبت بالحمرة.

(3)

قول مجاهد ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «{تبغونها عِوَجًا} [الأعراف: 86]: تلتمسون» .

(5)

من قوله: «{وَإِذْ تَأَذَّنَ}» إلى قوله: «{رَدُّوا}» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «قُدامَه جَهنَّمُ» .

(7)

من قوله: «{بِمُصْرِخِكُمْ}» إلى قوله: «من الصراخ» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 138

(1)

‌{كَشَجَرةٍ

(1)

طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ

(2)

وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء.

تُؤْتِي أُكُلَهَا

(3)

كُلَّ حِينٍ} [آية: 24 - 25]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {كَشَجَرةٍ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الآيات.

(3)

هكذا ضبطت في (ص)، وضبطت في (ب):«{أُكُلَهَا}» على قراءة أبي عمرو ونافع وابن كثير، وبهما معًا ضبطت في (ق)، وأهمل ضبطها في (ن، و).

ص: 139

4698 -

حدثني

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن أَبِي أُسَامَةَ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ

(2)

أَوْ: كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ، لا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا، وَلَا، وَلَا، وَلَا

(3)

، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ». قالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا

(4)

شَيْئًا، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هِيَ النَّخْلَةُ» . فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهْ، وَاللَّهِ لقد

(5)

وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فقالَ: ما مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ

(6)

؟ قالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ

أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، قالَ عُمَرُ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «شِبْهِ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش هنا الرقم:«3» ؛ لضبط عدد مرات تكرار النفي.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقولا» .

(5)

زاد في (و، ب، ص): «كان» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 139

(2)

‌{يُثَبِّتُ

(1)

اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}

[آية: 27]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يُثَبِّتُ

}».

ص: 139

4699 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ:

(1)

أخبَرَني عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ

⦗ص: 140⦘

بْنَ عُبَيْدَةَ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمُسْلِمُ إذا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [آية: 27]» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

ص: 139

(3)

‌{أَلَمْ

(1)

تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا}

[آية: 28]

أَلَمْ

(2)

تَعْلَمْ؟ كَقَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} [آية: 24]{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ} [البقرة: 243]

الْبَوَارُ: الْهَلَاكُ، بَارَ يَبُورُ بَوْرًا.

(3)

هَالِكِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {أَلَمْ .. }» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{أَلَمْ تَرَ}: ألم» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{قَوْمًا بُورًا}» . كتبت بالحمرة.

ص: 140

4700 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عَطَاءٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا} [آية: 28]. قالَ: هُمْ كُفَّارُ أَهْلِ مَكَّةَ.

ص: 140

«(15» )‌

‌ سُورَةُ

(1)

الْحِجْرِ

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [آية: 41]: الْحَقُّ يَرْجِعُ إلى اللَّهِ وَعَلَيْهِ طَرِيقُهُ

(2)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَعَمْرُكَ} [آية: 72]: لَعَيْشُكَ. {قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} [آية: 62]: أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ.

وَقالَ غَيْرُهُ

(3)

: {كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} [آية: 4]: أَجَلٌ. {لَّوْ مَا تَأتِينَا

(4)

} [آية: 7]: هَلَّا تَأتِينَا. شِيَعٌ: أُمَمٌ،

⦗ص: 141⦘

وَلِلْأَوْلِيَاءِ

(5)

أَيْضًا شِيَعٌ

(6)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُهْرَعُونَ} [الصافات: 70]: مُسْرِعِينَ.

{لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75]: لِلنَّاظِرِينَ

(7)

. {سُكِّرَتْ} [آية: 15]: غُشِّيَتْ. {بُرُوجًا} [آية: 16]: مَنَازِلَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. {لَوَاقِحَ} [آية: 22]: مَلَاقِحَ مُلْقِحةً

(8)

.

{حَمَأٍ} [آية: 26]: جَمَاعَةُ حَمْأَةٍ، وهو الطِّينُ الْمُتَغَيِّرُ، وَالْمَسْنُونُ الْمَصْبُوبُ. {تَوْجَل} [آية: 53]: تَخَفْ. {دَابِرَ} [آية: 66]: آخِرَ

(9)

. {لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} [آية: 79]: الإِمَامُ كُلُّ ما ائْتَمَمْتَ وَاهْتَدَيْتَ بِهِ

(10)

. {الصَّيْحَةُ} [آية: 83]: الْهَلَكَةُ

(11)

.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «تفسير سورة» ، وعند أبي ذر بعدها زيادة:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قول مجاهد ثابت في رواية المُستملي أيضًا، وفي روايته ورواية أبي ذر بعده زيادة:«{لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ}: على الطريق» .

(3)

من قوله: «{لَعَمْرُكَ .. }» إلى قوله: «غيره» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش. ولفظة: «{تَأْتِينَا}» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

ضبطت في (ن، و) بضبطين: المثبت وهو الذي في (ب، ص)، و:«والأولياء» . اهـ.

(6)

من قوله: «{كِتَابٌ مَّعْلُومٌ}» إلى قوله: «شيع» ثابت في رواية المُستملي أيضًا، وزاد في (ن، و) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(7)

من قوله: «وقال ابن عباس» إلى قوله: «للناظرين» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

أهمل ضبط القاف في (ب، ص)، وبهامشهما: لم يضبط القاف في اليونينية ولا الفرع. اهـ.

(9)

من قوله: «بروجًا» إلى قوله: «آخر» ليس في رواية أبي ذر.

(10)

من قوله: «{لَبِإِمَامٍ}» إلى قوله: «واهتديت به» ثابت في رواية المُستملي.

(11)

أهمل ضبط اللام في (ن، و)، وبالفتح ضبطت في (ب، ص)، ونقل ذلك في (ص) عن الفرع.

ص: 140

(1)

‌{إِلاَّ مَنِ

(1)

اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ}

[آية: 18]

(1)

كتب في اليونينية بين الأسطر بالحمرة لفظ: «باب» قبل الآية، وفي رواية أبي ذر: «بابُ قَولِه: {إِلاَّ مَنِ

}».

ص: 141

4701 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ

(1)

فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَالسِّلْسِلَةِ

(2)

على صَفْوَانٍ -قالَ عَلِيٌّ: وَقالَ غَيْرُهُ:

⦗ص: 142⦘

صَفْوَانَ

(3)

يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ- فَإِذَا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ، قَالُوا: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قالَ: الْحَقَّ، وهو الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو

(4)

السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ -وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَفَرَّجَ

(5)

بَيْنَ أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُمْنَى، نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ- فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا

(6)

إلى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ

(7)

، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ

(8)

بها إلى الَّذِي يَلِيهِ، إلى الَّذِي هو

أَسْفَلُ

(9)

مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوهَا إلى الأَرْضِ -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: حَتَّى تَنْتَهِيَ إلى الأَرْضِ- فَتُلْقَى على فَمِ السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ

(10)

، فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا

(11)

يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟! لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ».

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عن عِكْرِمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ:«إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ» . وَزَادَ: «الْكَاهِنِ»

(12)

.

وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(13)

، فَقالَ: قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قالَ:«إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ» ، وَقالَ:«على فَمِ السَّاحِرِ» . قُلْتُ لِسُفْيَانَ

(14)

: قالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْكَ: عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ،

⦗ص: 143⦘

عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَرْفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ: {فُزِّعَ

(15)

} [سبأ: 23]. قالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي: سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا، قالَ سُفْيَانُ: وَهيَ قِرَاءَتُنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «إذا قُضِيَ الأمْرُ» .

(2)

في رواية الأصيلي: «كأنَّها سلسلةٌ» ، وفي رواية أخرى له ورواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت:«كأنَّه سلسلةٌ» .

(3)

في (ب، ص): «صفوانٍ» .

(4)

في رواية كريمة وأبي ذر: «ومُسْتَرِقُ» بالإفراد.

(5)

في رواية أبي ذر: «ففرَّج» .

(6)

في رواية أبي ذر: «يُرْمَى به» .

(7)

في رواية أبي ذر: «فيُحرِقُه» .

(8)

في رواية أبي ذر: «يُرْمَى» .

(9)

في رواية أبي ذر: «أسفَلَ» .

(10)

ضبطت في (ب، ص): «فَيَصْدُقُ» ، وعُزي المثبت إلى نسخة من رواية أبي ذر.

(11)

في رواية أبي ذر: «يُخْبرُونا» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«والكاهِنِ» .

(13)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ: حدَّثنا سفيان» ، فهي على رواية غيره عطفٌ على الإسنادِ السابقِ.

(14)

في رواية أبي ذر زيادة: «أآنْتَ سَمِعْتَ عَمْرًا» .

(15)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: {فُرِّغَ} بالراء والغين المعجمة، وهي قراءة ابن عمر وأيوب وقتادة ومجاهد وابن يَعمر وغيرهم.

ص: 141

(2)

‌{وَلَقَدْ

(1)

كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}

[آية: 80]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَلَقَدْ

}».

ص: 143

4702 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مَعْنٌ

(2)

: حدَّثني مَالِكٌ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأَصْحَابِ الْحِجْرِ: «لَا تَدْخُلُوا على هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصَابَهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

زاد في (ب، ص): «قالَ» .

ص: 143

(3)

‌{وَلَقَدْ

(1)

آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}

[آية: 87]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَلَقَدْ

}».

ص: 143

4703 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُصَلِّي، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ فقالَ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ

(2)

؟». فَقُلْتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

(3)

} [الأنفال: 24]؟» ثُمَّ قالَ

(4)

: «أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟» . فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَخْرُجَ مِنَ

⦗ص: 144⦘

الْمَسْجِدِ

(5)

فَذَكَّرْتُهُ، فقالَ:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَأتِيَنِي» .

(3)

قوله: «{إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مهمَّش في (ب، ص).

(4)

قوله: «ثم قال» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

قوله: «من المسجد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 143

4704 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حَدَّثَنَا

(1)

سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 144

(4)

‌{الَّذِينَ

(1)

جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}

[آية: 91]

{المُقْتَسِمِينَ} [آية: 90]: الَّذِينَ حَلَفُوا، وَمِنْهُ {لَا أُقْسِمُ} [القيامة: 1] أَيْ: أُقْسِمُ، وَتُقْرَأُ:{لَأُقْسِمُ}

(2)

. {قَاسَمَهُمَا

(3)

} [الأعراف: 21]: حَلَفَ لَهُمَا وَلَمْ يَحْلِفَا لَهُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَقَاسَمُوا} [النمل: 49]: تَحَالَفُوا.

(1)

كتبت بين الأسطر في اليونينية وبالحمرة لفظة: «قوله» قبل الآية، وفي رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {الَّذِينَ

}».

(2)

هكذا على قراءة ابن كثير بخلف عن البزي.

(3)

في رواية أبي ذر: {وَقَاسَمَهُمَا} .

ص: 144

4705 -

حدثني

(1)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [آية: 91]. قالَ: هُمْ

أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّؤُهُ

(2)

أَجْزَاءً، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص): «جَزَّوْءُ» نقلًا عن اليونينية.

ص: 144

4706 -

حدثني

(1)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي ظَبْيَانَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ} [آية: 90] قالَ: آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 144

(5)

‌{وَاعْبُدْ

(1)

رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}

[آية: 99]

قالَ سَالِمٌ: الْمَوْتُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَاعْبُدْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «{الْيَقِينُ}: الموت» ، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر، كما في مصدر الرواية.

ص: 145

«(16» )‌

‌ سُورَةُ النَّحْلِ

(1)

{رُوحُ الْقُدُسِ} [آية: 102]: جِبْرِيلُ. {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: 193]. {فِي ضَيْقٍ} [آية: 127]: يُقالُ: أَمْرٌ ضَيْقٌ وَضَيِّقٌ، مِثْلُ هَيْنٍ وَهَيِّنٍ، وَلَيْنٍ وَلَيِّنٍ، وَمَيْتٍ وَمَيِّتٍ

(2)

.

وَقالَ

(3)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِي تَقَلُّبِهِمْ} [آية: 46]: اخْتِلَافِهِمْ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَمِيدُ} [آية: 15]: تَكَفَّأُ. {مُفْرَطُونَ

(4)

} [آية: 62]: مَنْسِيُّونَ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ

(5)

} [آية: 98]: هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَمَعْنَاهَا: الاعْتِصَامُ بِاللَّهِ

(6)

.

{قَصْدُ السَّبِيلِ} [آية: 9]: الْبَيَانُ. الدِّفْءُ: ما اسْتَدْفَأْتَ. تُرِيحُونَ بِالْعَشِيِّ، وَتَسْرَحُونَ

(7)

⦗ص: 146⦘

بِالْغَدَاةِ. {بِشِقِّ} [آية: 7]: يَعْنِي الْمَشَقَّةَ. {عَلَى تَخَوُّفٍ} [آية: 47]: تَنَقُّصٍ. {الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} [آية: 66]: وَهيَ تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ، كَذَلِكَ: النَّعَمُ لِلْأَنْعَامِ

(8)

جَمَاعَةُ النَّعَمِ

(9)

.

{سَرَابِيلَ} [آية: 81]: قُمُصٌ {تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ

(10)

تَقِيكُم بَأسَكُمْ

(11)

} [آية: 81]: فَإِنَّهَا الدُّرُوعُ. {دَخَلاً بَيْنَكُمْ} [آية: 92]: كُلُّ شَيْءٍ لَمْ يَصِحَّ فهو دَخَلٌ.

قالَ

(12)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {حَفَدَةً} [آية: 72]: مِنْ وَلَدِ الرَّجُلِ

(13)

. السَّكَرُ: ما حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا، وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ ما أَحَلَّ اللَّهُ

(14)

.

وَقالَ

(15)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن صَدَقَةَ:{أَنكَاثًا} [آية: 92]: هِيَ خَرْقَاءُ، كَانَتْ إذا أَبْرَمَتْ غَزْلَهَا نَقَضَتْهُ.

وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الأُمَّةُ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ

(16)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة البسملة قبل اسم السورة، وفي رواية غيره بعد البسملة زيادة:«باب تفسير» . كتبت بالحمرة، وفي (ن، و، ب) تخريج بعد لفظة «النحل» ، وبهامش (ب): وفي اليونينية بعد لفظة «النحل» تخريج فيحتمل أنَّه لقوله: «{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} إلخ» . اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «قال ابنُ عباس: {تَتَفَيَّأُ [في (ن، ص) أهمل نقط الحرف الأول، وبالياء في (و)، وبالتاء في (ب)] ظِلَالُهُ} تَتَهَيَّأُ [في (ن) أهمل نقط الحرف الأول]. {سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} لَا يَتَوَعَّرُ عَلَيْها مَكانٌ سَلَكَتْهُ» . قال ابن حجر في «{تَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} تَتَهَيَّأُ» : كذا فيه، والصواب: تتميل. وانظر: تغليق التعليق: 4/ 235.

(3)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(4)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الراء في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقالَ ابنُ عبَّاس: {تُسِيمُونَ} تَرْعَوْنَ. {شَاكِلَتِهِ} نَاحِيَتِهِ، وفي روايته عن الحَمُّويي: «{شَاكِلَتِهِ}: نِيَّتِهِ» . وانظر تغليق التعليق: 4/ 236.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُرِيحُونَ بِالْعَشِيِّ، وَيَسْرَحُونَ» ، وكتبت التاء بالحمرة في متن اليونينية.

(8)

في رواية أبي ذر: «الأنعامُ» .

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «أكْنانٌ واحدها كِنٌّ، مثل حِمْلٍ وأحْمالٍ» .

(10)

في رواية أبي ذر: «وأمَّا {سَرَابِيلَ}» .

(11)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وأبي عمرو بخلف عنه.

(12)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(13)

ضبطت في (ب، ص): «مَنْ وَلَدَ الرَّجُلُ» ، وبهامشهما: كان في اليونينية: «مِن ولدِ الرَّجلِ» ثم صلحت ما عدا كسرة لام الرَّجل فهي باقية. اهـ.

(14)

في رواية أبي ذر: «ما أُحِلَّ» بالبناء للمفعول.

(15)

لفظة: «وقال» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص).

(16)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «والقانِتُ: المُطِيعُ» .

ص: 145

(1)

‌{وَمِنكُم

(1)

مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}

[آية: 70]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَمِنكُم

}».

ص: 146

4707 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَارُونُ بْنُ مُوسَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَعْوَرُ، عن شُعَيْبٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْكَسَلِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ» .

ص: 146

«(17» )‌

‌ سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ

(1)

ص: 147

(1)

4708 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ

(1)

: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ: إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 147

وقالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ:

{فَسَيُنْغِضُونَ} [آية: 51]: يَهُزُّونَ

(2)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: نَغَضَتْ

(3)

سِنُّكَ أَيْ: تَحَرَّكَتْ.

(1)

في (ب، ص): «قال» بدون الواو.

(2)

في رواية أبي ذر: «{فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} قال ابن عباس: يَهُزُّونَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«نَغِضَتْ» ، كتبت بالحمرة. (ب، ص).

ص: 147

(2)

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آية: 4]: أخبَرْنَاهُمْ أَنَّهُمْ سَيُفْسِدُونَ.

وَالْقَضَاءُ على وُجُوهٍ: {وَقَضَى رَبُّكَ} [آية: 23]: أَمَرَ رَبُّكَ

(1)

. وَمِنْهُ: الْحُكْمُ: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ} [الجاثية: 17]. وَمِنْهُ: الْخَلْقُ: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت: 12]

(2)

.

{نَفِيرًا} [آية: 6]: مَنْ يَنْفِرُ مَعَهُ

(3)

. {وَلِيُتَبِّرُواْ} [آية: 7]: يُدَمِّرُوا {مَا عَلَوْاْ} [آية: 7]. {حَصِيرًا} [آية: 8]: مَحْبِسًا، مَحْصَرًا.

(4)

حُقَّ: وَجَبَ

(5)

. {مَّيْسُورًا} [آية: 28]: لَيِّنًا.

⦗ص: 148⦘

{خِطْأً} [النساء: 92]: إِثْمًا، وهو اسْمٌ مِنْ خَطِئْتُ، وَالْخَطَأُ -مَفْتُوحٌ- مَصْدَرُهُ مِنَ الإِثْمِ، خَطِئْتُ بِمَعْنَى أَخْطَأْتُ. {تَخْرِقَ} [آية: 37]: تَقْطَعَ

(6)

. {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [آية: 47]: مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ، فَوَصَفَهُمْ بِهَا، وَالْمَعْنَى: يَتَنَاجَوْنَ. {رُفَاتًا} [آية: 98]: حُطَامًا. {وَاسْتَفْزِزْ} [آية: 64]: اسْتَخِفَّ. {بِخَيْلِكَ} [آية: 64]: الْفُرْسَانِ، وَالرَّجْلُ

(7)

: الرَّجَّالَةُ، وَاحِدُهَا رَاجِلٌ، مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وَتَاجِرٍ وَتَجْرٍ. {حَاصِبًا} [آية: 68]: الرِّيحُ الْعَاصِفُ، وَالْحَاصِبُ أَيْضًا: ما تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ:{حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]: يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ، وَهوَ

(8)

حَصَبُهَا، وَيُقالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ ذَهَبَ، وَالْحَصَبُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَصْبَاءِ

(9)

وَالْحِجَارَةِ

(10)

. {تَارَةً} [آية: 69]: مَرَّةً، وَجَمَاعَتُهُ تِيَرَةٌ وَتَارَاتٌ. {لأَحْتَنِكَنَّ} [آية: 62]: لأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ، يُقالُ: احْتَنَكَ فُلَانٌ ما عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ عِلْمٍ: اسْتَقْصَاهُ. {طَآئِرَهُ} [آية: 13]: حَظُّهُ

(11)

.

قالَ

(12)

ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ فهو حُجَّةٌ.

{وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ} [آية: 111]: لَمْ يُحَالِفْ أَحَدًا.

(1)

لفظة: «ربك» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «خَلَقَهن» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مَيْسُورًا}: لَيِّنًا» ، كتبت في (ب، ص) بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

من قوله: «{وَلِيُتَبِّرُواْ}» إلى قوله: «وجب» ليس في رواية أبي ذر. (ن). ورمز في باقي الأصول إلى بداية السقط عنده دون تحديد آخره، وبهامش (ب، ص): لم يعين السَّاقط لأبي ذر، وهو إلى:«{عَلَوْا}» أو «مَحْصَرًا» أو «وَجَبَ» والله أعلم. اهـ. زاد في (ب): ورأيت في نسخة لأبي ذر إلى قوله: {عَلَوْا} . اهـ. ويرجِّح ما في (ن) اتفاق الأصول على نقل الزيادة السابقة عند أبي ذر.

(6)

ضبطت في (ن) بالرفع: «تَخْرقُ: تَقْطعُ» ، وقوله هذا ليس في رواية أبي ذر.

(7)

بسكون الجيم قرأ الجمهور: أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وشعبة، وفي رواية كريمة وأبي ذر:«(والرِّجالُ)» بكسر الراء وتخفيف الجيم، وبها قرأ عكرمة وقتادة وأبو المتوكل وأبو الجوزاء.

(8)

في رواية أبي ذر: «وهم» .

(9)

ضبطت اللفظة في متن (ب، ص) بوجهين: «الحصا» ، «الحصباء» معًا، وكتبت الحصباء بالحمرة.

(10)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

(11)

قوله: «{طَآئِرَهُ}: حظه» ليست في رواية أبي ذر.

(12)

في رواية أبي ذر: «وقال» ، وقول ابن عباس وما بعده مُقدَّم في رواية أبي ذر إلى ما قبل قوله:«{لأَحْتَنِكَنَّ}» .

ص: 147

(3)

4709 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدَانُ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنَا

(3)

يُونُسُ.

⦗ص: 149⦘

خ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ: قالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ:

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قالَ

(4)

جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(2) بابُ قولِهِ: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقالَ» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 148

4710 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ

(1)

: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ: قالَ أَبُو سَلَمَةَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَمَّا كَذَّبَنِي

(2)

قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ».

زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عن عَمِّهِ: «لَمَّا كَذَّبَنِي

(3)

قُرَيْشٌ، حِينَ أُسْرِيَ بِي إلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ». نَحْوَهُ.

{قَاصِفا} [آية: 69]: رِيحٌ تَقْصِفُ كُلَّ شَيْءٍ

(4)

.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وأخرى للحَمُّويي:«كَذَّبَتْنِي» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «كَذَّبَتْنِي» . كتبت بالحمرة.

(4)

قوله: «{قَاصِفا}: ريح تقصف كل شيء» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 149

(4)

كَرَّمْنَا

(1)

وَأَكْرَمْنَا وَاحِدٌ. {ضِعْفَ الْحَيَاةِ} [آية: 75] عَذَابَ الْحَيَاةِ

(2)

عَذَابَ

(3)

الْمَمَاتِ.

⦗ص: 150⦘

{خِلافَكَ} وَ {خَلْفَكَ}

(4)

[آية: 76] سَوَاءٌ. {وَنَاءَ

(5)

} [آية: 83]: تَبَاعَدَ. {شَاكِلَتِهِ} [آية: 84]: نَاحِيَتِهِ، وَهيَ مِنْ شَكْلِهِ

(6)

. {صَرَّفْنَا} [آية: 89]: وَجَّهْنَا. {قَبِيلاً} [آية: 92]: مُعَايَنَةً وَمُقَابَلَةً، وَقِيلَ: الْقَابِلَةُ لِأَنَّهَا

مُقَابِلَتُهَا وَتَقْبَلُ

(7)

وَلَدَهَا. {خَشْيَةَ الإِنفَاقِ} [آية: 100]: أَنْفَقَ الرَّجُلُ: أَمْلَقَ، وَنَفِقَ

(8)

الشَّيْءُ: ذَهَبَ. {قَتُورًا} [آية: 100]: مُقَتِّرًا. {لِلأَذْقَانِ} [آية: 107]: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ، وَالْوَاحِدُ

(9)

ذَقَنٌ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَّوْفُورًا} [آية: 63]: وَافِرًا. {تَبِيعًا} [الإسراء: 69]: ثَائِرًا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَصِيرًا. {خَبَتْ} [آية: 97]: طَفِئَتْ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(10)

: {لَا تُبَذِّرْ} [آية: 26]: لَا تُنْفِقْ فِي الْبَاطِلِ. {ابْتِغَاء رَحْمَةٍ

(11)

} [آية: 28]: رِزْقٍ. {مَثْبُورًا} [آية: 102]: مَلْعُونًا

(12)

. {لَا تَقْفُ} [آية: 36]: لَا تَقُلْ

(13)

. {فَجَاسُواْ} [آية: 5]: تَيَمَّمُوا. يُزْجِي الْفُلْكَ: يُجْرِي الْفُلْكَ. {يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ} [آية: 107]: لِلْوُجُوهِ

(14)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بابُ قولِه تعالى: ‌

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} »

قبلها، وفي أخرى عنه زيادة:«بابُ: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا}» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَضِعْفَ الْمَمَاتِ}» . كتبت بالحمرة.

(3)

في (ب، ص): «وعذاب» .

(4)

قرأ حمزة والكسائي وحفص وابن عامر وخلف ويعقوب في رواية: {خِلافَكَ} ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة ورويس:{خَلْفَكَ} .

(5)

على قراءة ابن ذكوان وأبي جعفر، وفي رواية أبي ذر:{وَنَأَى} وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وحفص والسوسي.

(6)

في رواية أبي ذر: «شَكلتَيه» كتبت بالحمرة، هكذا ضبطت في (ن)، وأثبت نبرتا التاء والياء في (ص) دون نقط، وأما في (ب) فأثبت نبرة واحدة دون نقط، مع ضمَّة فوق الهاء وفوق الحرف الذي قبله فيهما، وبهامشهما: كذا صورتها في اليونينية، وفي القسطلاني: ولأبي ذر «مِن شَكَلْتُه» إذا قيَّدته. اه ولعلَّ صوابه: «شكيلته» بتقديم الياء على اللام، والشَّكيلة: الشبيهة، كما في معجم العين «5: 296» والله أعلم.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: حاشية: نَفَقَ الشيء: ذهب، بفتح الفاء هي اللغة الفصحى، ويقال: بكسرها، وليست بالعالية. اهـ. كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر: «الْوَاحِدُ» بدون الواو.

(10)

قوله: «خبت: طفئت، وقال ابن عباس» ليس في رواية أبي ذر.

(11)

في (ب، ص): «رحمةِ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية «رحمةِ» بكسرة واحدة. اهـ.

(12)

في (ب، ص) تخريجة بعد: «ملعونًا» ، وبهامشهما:«كذا مؤشَّر في اليونينية بعد «ملعونًا» ، وبعد:«لِلْوُجُوهِ» ، ولا ثَمَّ في الهامش إلَّا قوله: «باب قوله: {وَإِذَا أَرَدْنَا

} إلخ».

(13)

قوله: «{لَا تَقْفُ}: لا تقل» ليس في رواية أبي ذر.

(14)

قوله: «{يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ}: لِلْوُجُوهِ» مُقدَّم في رواية أبي ذر إلى ما قبل قوله: {فَجَاسُواْ} .

ص: 149

4711 -

حدَّثنا

(1)

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: أخبَرَنا مَنْصُورٌ، عن أَبِي وَائِلٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

⦗ص: 151⦘

قالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إذا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَمَرَ بَنُو فُلَانٍ.

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، وَقالَ: أَمِرَ

(2)

.

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «باب قوله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} الآية» .

(2)

هكذا ضبطت الروايتان في (ن، و) بفتح الميم في الأولى، وكسرها في الثانية، وعكس الضبط في (ق) وهو موافق لما في الفتح، وضبطها بالكسر في الموضعين في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية، الميم مكسورة في الموضعين، مصحح على أولاهما. اهـ.

ص: 150

(5)

‌{ذُرِّيَّةَ

(1)

مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}

[آية: 3]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ: {ذُرِّيَّةَ

}».

ص: 151

4712 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عن أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ

(1)

، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ منها نَهْسَةً

(2)

ثُمَّ قالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ

(3)

؟ يُجْمَعُ النَّاسُ

(4)

الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ ما لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ ما قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ

(5)

فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى

(6)

ما قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ

(7)

بَعْدَهُ

⦗ص: 152⦘

مِثْلَهُ، إِنَّهُ نَهَانِي

(8)

عن الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي

(9)

، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ

(10)

رَبِّي عز وجل قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ

(11)

لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا على قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي

(12)

، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلى إِبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ

رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ -فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي

(13)

، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ على النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلَا

(14)

تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُوْمَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي

(15)

، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلى عِيسَى

(16)

. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا

(17)

، اشْفَعْ لَنَا، أَلَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ

(18)

، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ -وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي

(19)

، اذْهَبُوا إلى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(20)

. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(21)

فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَخَاتِمُ

(22)

الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا

⦗ص: 153⦘

إلى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل

(23)

، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ على أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ

(24)

. فَيُقالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ». ثُمَّ قالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ ما بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ: كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بلحمٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَنَهشَ مِنها نَهْشَةً» . كتبت بالحمرة في متن اليونينية.

(3)

في رواية أبي ذر: «ذاك» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَجمعُ اللهُ النَّاسَ» .

(5)

بهامش اليونينية دون رقم: «عليه السلام» . كتبت بالحمرة.

(6)

لفظة: «إلى» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولا يَغْضَبُ» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر: «وإنَّه قد نهاني» . كتبت بالحمرة.

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

لفظة: «إنَّ» ليست في رواية أبي ذر.

(11)

في رواية أبي ذر: «كان» . كتبت بالحمرة.

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(14)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أما» . كتبت بالحمرة.

(15)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(16)

في رواية أبي ذر زيادة: «ابنِ مريمَ» .

(17)

قوله: «صبيًا» ليس في رواية أبي ذر.

(18)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَطُّ» . كتبت بالحمرة.

(19)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(20)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليست في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).

(21)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليست في رواية أبي ذر. (و، ب، ص).

(22)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَخَاتَمُ» .

(23)

قوله: «عز وجل» ثابت في رواية كريمة أيضًا.

(24)

في رواية أبي ذر زيادة: «أمتي يا رب» ، ورمز عليها برقم «3» لضبط عدد مرات التكرار.

ص: 151

4713 -

حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن هَمَّامٍ

(2)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خُفِّفَ على دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ

(3)

، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ» يَعْنِي: الْقُرْآنَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بن مُنَبِّهٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «القرآنُ» .

ص: 153

(7)

‌{قُلِ ادْعُواْ

(1)

الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ

(2)

فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلاً} [آية: 56]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {قُلِ ادْعُواْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 153

4714 -

حدثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عن إِبْرَاهِيمَ،

⦗ص: 154⦘

عن أَبِي مَعْمَرٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:

(2)

{إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [آية: 57]. قالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ، وَتَمَسَّكَ

هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ.

زَادَ الأَشْجَعِيُّ: عن سُفْيَانَ، عن الأَعْمَشِ:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم} [سبأ: 22].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 153

(8)

‌{أُولَئِكَ

(1)

الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآيَةَ

[آية: 57]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {أُولَئِكَ

}».

ص: 154

4715 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن سُلَيْمَانَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِي مَعْمَرٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه فِي هَذِهِ الآيَةِ: {الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [آية: 57]. قالَ

(1)

: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ

(2)

يُعْبَدُونَ، فَأَسْلَمُوا.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «كانَ» بدل: «قال» . وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «كانوا» .

ص: 154

(9)

‌{وَمَا جَعَلْنَا

(1)

الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ}

[آية: 60]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَا جَعَلْنَا

}».

ص: 154

4716 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1)

رضي الله عنه: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ} [آية: 60] قالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ} [آية: 60] شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.

(1)

بهامش (ب): كذا بإفراد الضمير في اليونينية.

ص: 154

(10)

‌{إِنَّ قُرْآنَ

(1)

الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}

[آية: 78]

قالَ مُجَاهِدٌ: صَلَاةَ الْفَجْرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {إِنَّ قُرْآنَ

}».

ص: 154

4717 -

حدثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

: «فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ على صَلَاةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ

⦗ص: 155⦘

وَعِشْرُونَ

(3)

دَرَجَةً، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ

(4)

». يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [آية: 78].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قَالَ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(3)

بهامش (ب، ص): كان في اليونينية خمسةً وعشرين، ثم صُلحت فبقيت فتحة السين وكسرة راء عشرين ونقطتا الياء التحتية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «صلاة الفجر» .

ص: 154

(11)

‌{عَسَى

(1)

أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}

[آية: 79]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {عَسَى

}».

ص: 155

4718 -

حدثني

(1)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عن آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثَآءً

(2)

، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ

(3)

، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (و، ب، ص): «جُثًا» وهو موافق لنسخة البقاعي.

(3)

في متن (ب، ص) زيادة: «لنا» مضروب عليها، ونقل ذلك في (ب) عن اليونينية. وفي رواية أبي ذر زيادة:«يا فلانُ اشْفعْ» .

ص: 155

4719 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائمَةِ، آتِ

(1)

مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

رَوَاهُ

(2)

حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إِيْتِ» .

(2)

رواية حمزة مُقدَّمة على حديث علي بن عيَّاش في رواية أبي ذر.

ص: 155

(12)

‌{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا

(1)

} [آية: 81]

يَزْهَقُ: يَهْلِكُ.

(1)

في رواية أبي ذر: بابٌ: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} الآيةَ.

ص: 155

4720 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وَحَوْلَ الْبَيْتِ

سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِئَةِ نُصُبٍ

(1)

، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا

(2)

بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: {جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [آية: 81]. {جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49].

(1)

في رواية أبي ذر: «نَصْبٍ» . وبهامش اليونينية: حاشية: يُقالُ: «نُصُبٌ» بضم النون والصاد، ويُقال بسكون الصاد، ويُقال بفتح النون وسكون الصاد، قاله عياض، واللغة الأخيرة عليها ضَبَطَ الحافظ أبو ذر من رواية ابن الحطيئة فيُعلم ذلك. اهـ.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَطْعُنُهَا» .

ص: 156

4721 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ

(1)

: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

رضي الله عنه

(3)

قالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ، وهو مُتَّكِئٌ على عَسِيبٍ، إِذْ مَرَّ الْيَهُودُ، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عن الرُّوحِ. فقالَ: ما رَابَكُمْ

(4)

إِلَيْهِ؟ وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فقالُوا: سَلُوهُ. فَسَأَلُوهُ عن الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ

(5)

شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِي، فَلَمَّا نَزَلَ الْوَحْيُ قالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم

(6)

مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [آية: 85].

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وقوله:«رضي الله عنه» ثابت في رواية كريمة أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «رَايُكُم» . ونقل في هامش (ب، ص) أنَّ فتح الباء مِن «رابَكم» من الفرع، وأنَّها في اليونينية مضمومة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَيْهِ» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أُوتُوا» على قراءة ابن مسعود والأعمش.

ص: 156

(14)

‌{وَلَا تَجْهَرْ

(1)

بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}

[آية: 110]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَا تَجْهَرْ

}».

ص: 157

4722 -

حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [آية: 110]. قالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُخْتَفٍ

(2)

بِمَكَّةَ، كَانَ إذا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَ

(3)

الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فقالَ اللَّهُ تَعَالَى

(4)

لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عن أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [آية: 110].

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . بهامش نسخة البقاعي: قال الفربري: قال محمد بن عباس: إنَّ أبا عبد الله لم يجئ من أحاديث هشيم في هذا الكتاب إلا بالخبر، وذكر أن هشيمًا كان صاحب تدليس. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مُخْتَفِي» . (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «سَمِعَهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

ص: 157

4723 -

حدثني

(1)

طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ: حدَّثنا زَائِدَةُ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 157

«(18» )‌

‌ سُورَةُ الْكَهْفِ

(1)

وَقالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {تَّقْرِضُهُمْ} [آية: 17]: تَتْرُكُهُمْ

(3)

.

{وَكَانَ لَهُ ثُمْرٌ

(4)

} [آية: 34]: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ،

⦗ص: 158⦘

وَقالَ غَيْرُهُ: الثَّمَرُ

(5)

. {بَاخِعٌ} [الشعراء: 3]: مُهْلِكٌ.

{أَسَفًا} [آية: 6]: نَدَمًا. الْكَهْفُ: الْفَتْحُ فِي الْجَبَلِ. وَالرَّقِيمُ: الْكِتَابُ. {مَّرْقُومٌ} [المطففين: 9]: مَكْتُوبٌ، مِنَ الرَّقْمِ. {رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [آية: 14]: أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا. {لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: 10]. {شَطَطًا} [الجن: 4]: إِفْرَاطًا. الْوَصِيدُ: الْفِنَاءُ، جَمْعُهُ: وَصَائِدُ وَوُصُدٌ. وَيُقالُ: الْوَصِيدُ الْبَابُ. {مُوْصَدَةٌ} [البلد: 20]: مُطْبَقَةٌ، آصَدَ الْبَابَ وَأَوْصَدَ. {بَعَثْنَاهُمْ} [آية: 12]: أَحْيَيْنَاهُمْ. {أَزْكَى} [الكهف: 19]: أَكْثَرُ، وَيُقالُ: أَحَلُّ، وَيُقالُ: أَكْثَرُ رَيْعًا.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُكُلُهَا

(6)

وَلَمْ تَظْلِمْ} [آية: 33]: لَمْ تَنْقُصْ.

وَقالَ سَعِيدٌ

(7)

، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: الرَّقِيمُ: اللَّوْحُ مِنْ رَصَاصٍ، كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ، ثُمَّ طَرَحَهُ فِي خِزَانَتِهِ، فَضَرَبَ اللَّهُ على آذَانِهِمْ فَنَامُوا.

وَقالَ غَيْرُهُ

(8)

: وَأَلَتْ

تَئِلُ: تَنْجُو.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْئِلًا} [آية: 58]: مَحْرِزًا. {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [آية: 101]: لَا يَعْقِلُونَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(3)

قوله: «{تَّقْرِضُهُمْ}: تتركهم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

بضم الثاء وسكون الميم على قراءة أبي عمرو، وضبطت في (ب، ص) بضمهما على قراءة ابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي ورويس، وهو المروي عن مجاهد، وأشار إليها بهامش (ق).

(5)

في (و، ب، ص): «جَمَاعَةُ الثَّمَرِ» .

(6)

هكذا ضبطت في (و، ص)، وضبطت في (ب):{أُكُلَهَا} وهي قراءة الجمهور، وضبطت في (ق):{أُكْلَها} على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن)، ومن قوله:«{الْكَهْفِ} الفتح» إلى قوله: «{أُكُلَهَا}» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في (ب، ص): «سعيدُ» بضمَّة واحدة نقلًا عن اليونينية.

(8)

من قوله: «وقال سعيد» إلى قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 157

(1)

‌{وَكَانَ

(1)

الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا

(2)

} [آية: 54].

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابُ قولِه: {وَكَانَ

}» كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَكَانَ

}».

(2)

نقل بهامش (ب) أنَّ دال: «جدلًا» ساكنة في اليونينية، ولم نر من قرأ بها.

ص: 158

4724 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: حدَّثنا أَبِي، عن صَالِحٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ

(1)

: أخبَرَني عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ، قالَ

(2)

: «أَلَا تُصَلِّيَانِ؟» .

(1)

في (ب، ص، ق) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 158

{رَجْمًا بِالْغَيْبِ} [آية: 22]: لَمْ يَسْتَبِنْ

(1)

. {فُرُطًا

(2)

} [آية: 28]: نَدَمًا. {سُرَادِقُهَا} [آية: 29]: مِثْلُ السُّرَادِقِ، وَالْحُجْرَةُ

(3)

الَّتِي تُطِيفُ بِالْفَسَاطِيطِ. {يُحَاوِرُهُ} [آية: 34]: مِنَ الْمُحَاوَرَةِ. {لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [آية: 38]: أَيْ لَكِنْ أَنَا هو اللَّهُ رَبِّي، ثُمَّ حَذَفَ الْأَلِفَ وَأَدْغَمَ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِي الأُخْرَى.

(4)

{زَلَقًا} [آية: 40]: لَا يَثْبُتُ فِيهِ قَدَمٌ

(5)

. {هُنَالِكَ الوِلاية

(6)

} [آية: 44]: مَصْدَرُ الْوَلِيِّ

(7)

. {عُقْبًا

(8)

} [آية: 44]: عَاقِبَةً

(9)

وَعُقْبَى وَعُقْبَةً

(10)

وَاحِدٌ، وَهيَ الآخِرَةُ

(11)

. {قِبَلًا} وَ {قُبُلًا} و {قَبَلًا}

(12)

[آية: 55]: اسْتِئْنَافًا. {لِيُدْحِضُوا} [آية: 56]: لِيُزِيلُوا، الدَّحَضُ: الزَّلَقُ

(13)

.

(1)

قوله: «{رَجْمًا بِالْغَيْبِ}: لم يستبن» ليس في رواية أبي ذر، وعنده مكانه:«يقال» .

(2)

ضبطت في (و) بسكون الراء وضمها، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وبالسكون قرأ مسلمة بن محارب والأعشى والحسن، وبضمها قراءة العشرة.

(3)

ضبطت في (ب، ص) بالجر، وضبطت في نسخة البقاعي بالوجهين.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} يَقُولَ: بَيْنَهُما» .

(5)

قوله: «{زَلَقًا}: لا يثبت فيه قدم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «{الوَلاية}» وهي قراءة الجمهور، وبالكسر قرأ حمزة والكسائي.

(7)

في رواية أبي ذر: «مصدر ولِيَ الوَلِيُّ وَلاءً» ، كتبت لفظة:«ولاء» بالحمرة. وذهب في الفتح إلى أنَّ المثبت في المتن أصوب.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بضم العين وسكون القاف وبه قرأ عاصم وحمزة وخلف، و «عُقُبًا» ، وهو بضم العين والقاف وبه قرأ الباقون.

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عَاقِبَةٌ» .

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَعُقْبَةٌ» .

(11)

من قوله: «عاقبة» إلى قوله: «الآخرة» ليس في رواية أبي ذر.

(12)

بكسر القاف وفتح الباء قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع ويعقوب، وبضمهما قرأ حمزة والكسائي وعاصم وخلف وأبو جعفر، وبفتحمها قرأ أبو الجوزاء وأبو المتوكل.

(13)

قوله: «الدَّحض الزلق» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 159

(2)

‌{وَإِذْ قَالَ

(1)

مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ

أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [آية: 60]: زَمَانًا، وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذْ قَالَ

}».

ص: 159

4725 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ

(1)

: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قالَ:

⦗ص: 160⦘

قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ

(2)

يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هو مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ،

(3)

حدَّثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فقالَ: أَنَا. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ

(4)

الْبَحْرَيْنِ هو أَعْلَمُ مِنْكَ. قالَ مُوسَى: يَا رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ؟ قالَ: تَأخُذُ مَعَكَ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُ مَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فهو ثَمَّ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ

(5)

، حَتَّى إذا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُؤُوسَهُمَا فَنَامَا

(6)

، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ منه فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عن الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلَ الطَّاقِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتَهُمَا، حَتَّى إذا كَانَ مِنَ الْغَدِ قالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا، لقد لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. قالَ: وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ. فقالَ لَهُ فَتَاهُ: أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إلى الصَّخْرَةِ؛ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا. قالَ: فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا، وَلِمُوسَى وَلِفَتَاهُ عَجَبًا، فقالَ مُوسَى: {ذَلِكَ ما كُنَّا نَبْغِي

(7)

، فَارْتَدَّا على آثَارِهِمَا قَصَصًا}. قالَ: رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى

انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى ثَوْبًا

(8)

، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، فقالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟! قالَ: أَنَا مُوسَى. قالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا

(9)

. قالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا، يَا مُوسَى إِنِّي على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ

(10)

لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَ

(11)

اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ

(12)

.

⦗ص: 161⦘

فقالَ مُوسَى: سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. فقالَ لَهُ الْخَضِرُ: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عن شَيْءٍ، حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ منه ذِكْرًا. فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ على سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ

(13)

سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ

(14)

بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ، لَمْ يَفْجَأْهُ

(15)

إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ، فقالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا

(16)

بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا، لقد جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا. قالَ: أَلَمْ أَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ قالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا، قالَ: وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَكَانَتِ الأُولَى

(17)

مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا، قالَ: وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ على حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً

(18)

، فقالَ لَهُ الْخَضِرُ: ما عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ

(19)

عِلْمِ اللَّهِ، إِلَّا مِثْلُ

(20)

ما نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ. ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ، فَبَيْنَا هما يَمْشِيَانِ على السَّاحِلِ، إِذْ أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأسَهُ بِيَدِهِ

(21)

فَاقْتَلَعَهُ

(22)

بِيَدِهِ

(23)

فَقَتَلَهُ، فقالَ لَهُ مُوسَى: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ، لقد جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا. قالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ قالَ: وَهَذَا

(24)

أَشَدُّ مِنَ الأُولَى، قالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا. فَانْطَلَقَا حَتَّى إذا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا، فَوَجَدَا فيها جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، قالَ: مَائِلٌ، فَقَامَ الْخَضِرُ فَأَقَامَهُ بِيَدِهِ

(25)

، فقالَ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا، لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قالَ:{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} إلى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِيعَ

(26)

عَّلَيْهِ صَبْرًا} [آية: 78 - 82]. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَدِدْنَا

⦗ص: 162⦘

أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا».

قالَ سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا. وَكَانَ يَقْرَأُ: وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

بفتح الباء رواية أبي ذر.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عند مجمع» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «معه فتاه يُوشَعُ بْنُ نونٍ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وناما» .

(7)

يالياء في آخرها وصلا على قراءة نافع وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِثَوْبٍ» .

(9)

في (و، ص): «رُشُدًا» .

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَّمَكَهُ» .

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(14)

بهامش اليونينية دون رقم: «فَحَمَلُوهم» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«فَحُمِلُوا» ، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

(15)

في (و، ب، ص): «يفجأ» .

(16)

في رواية أبي ذر: «قد حملونا» .

(17)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الأولى» .

(18)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(19)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» .

(20)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(21)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(22)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأخذ الخضرُ برأسِه فاقْتَلَعَه» .

(23)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(24)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وهذه» .

(25)

في رواية أبي ذر: «فقالَ الخضِرُ بيدِه فأقامَه» .

(26)

بإثبات تاء الاستفعال، وبها قرأ جماعة لم تُعيِّنهم المصادر، انظر: تفسير القرطبي 11: 39.

ص: 159

(3)

‌{فَلَمَّا بَلَغَا

(1)

مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا

فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا

(2)

} [آية: 61]

مَذْهَبًا

(3)

، يَسْرُبُ يَسْلُكُ، وَمِنْهُ:{وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابُ قولِهِ: {فَلَمَّا بَلَغَا

(ب، ص)، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {آ فَلَمَّا بَلَغَا

}».

(2)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الراء، وبهامشهما: هكذا الراء في اليونينية ساكنة. اهـ. ولم يقرأ بها أحد.

(3)

في رواية أبي ذر وكريمة: «{سَرَبًا}: مَذْهَبًا» ، وبهامش (ب، ص): ليست التي بالحمرة مضبوطة في اليونينية.

ص: 162

4726 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ

جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ

(2)

: أخبَرَني يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا على صَاحِبِهِ، وَغَيْرَُهُمَا قَدْ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ

(3)

عن سَعِيدٍ

(4)

قالَ:

إِنَّا لَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ، إِذْ قالَ: سَلُونِي. قُلْتُ: أَيْ أَبَا عَبَّاسٍ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ قَاصٌّ

(5)

يُقالُ لَهُ: نَوْفٌ، يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَمَّا عَمْرٌو فقالَ لِي: قالَ: قَدْ

(6)

كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ. وَأَمَّا يَعْلَى فقالَ لِي: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مُوسَى رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام قالَ - ذَكَّرَ النَّاسَ يَوْمًا، حَتَّى إذا فَاضَتِ الْعُيُونُ وَرَقَّتِ الْقُلُوبُ وَلَّى، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ فقالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قالَ: لَا. فَعَتَبَ اللهُ

(7)

عَلَيْهِ

⦗ص: 163⦘

إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إلى اللَّهِ. قِيلَ: بَلَى. قالَ: أَيْ رَبِّ، فَأَيْنَ

(8)

؟ قالَ: بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ. قالَ: أَيْ رَبِّ، اجْعَلْ لِي عَلَمًا

(9)

أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ

(10)

، فَقالَ

(11)

لِي عَمْرٌو: قالَ: حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ، وَقالَ لِي يَعْلَى: قالَ: خُذْ نُونًا

(12)

مَيِّتًا، حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، فقالَ لِفَتَاهُ: لَا أُكَلِّفُكَ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنِي بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ، قالَ: ما كَلَّفْتَ كَثِيرًا

(13)

، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} [آية: 60] يُوشَعَ بْنِ نُونٍ -لَيْسَتْ عن سَعِيدٍ- قالَ: فَبَيْنَمَا هو فِي ظِلِّ صَخْرَةٍ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانَ

(14)

، إِذْ تَضَرَّبَ الْحُوتُ وَمُوسَى نَائِمٌ، فقالَ فَتَاهُ: لَا أُوقِظُهُ، حَتَّى إذا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ

(15)

أَنْ يُخْبِرَهُ، وَتَضَرَّبَ الْحُوتُ حَتَّى دَخَلَ الْبَحْرَ، فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ، حَتَّى كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ. قالَ لِي عَمْرٌو: هَكَذَا كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ

(16)

-وَحَلَّقَ بَيْنَ إِبْهَامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ

(17)

تَلِيانِهِمَا- لقد لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا. قالَ: قَدْ قَطَعَ اللَّهُ عَنْكَ النَّصَبَ -لَيْسَتْ هَذِهِ عن سَعِيدٍ- أَخْبَرَهُ

(18)

⦗ص: 164⦘

فَرَجَعَا، فَوَجَدَا خَضِرًا. قالَ لِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: على طِنْفِسَةٍ

(19)

خَضْرَاءَ على كَبدِ

(20)

الْبَحْرِ، قالَ

(21)

سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مُسَجًّى بِثَوْبِهِ، قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ وَطَرَفَهُ تَحْتَ رَأسِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ وَقالَ: هَلْ بِأَرْضِي

(22)

مِنْ سَلَامٍ، مَنْ أَنْتَ؟ قالَ: أَنَا مُوسَى. قالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَمَا شَأنُكَ؟ قالَ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا. قالَ: أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ، وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأتِيكَ؟ يَا مُوسَى

(23)

، إِنَّ لِي عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَهُ وَإِنَّ لَكَ عِلْمًا لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَعْلَمَهُ، فَأَخَذَ طَائِرٌ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وَقالَ

(24)

: وَاللَّهِ مَا عِلْمِي وَمَا عِلْمُكَ

(25)

فِي جَنْبِ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَمَا أَخَذَ هَذَا الطَّائِرُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ. حَتَّى إذا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا، تَحْمِلُ أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إلى أَهْلِ هَذَا السَّاحِلِ الآخَرِ. عَرَفُوهُ، فقالُوا: عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ -قالَ: قُلْنَا لِسَعِيدٍ: خَضِرٌ؟

قالَ: نَعَمْ- لَا نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ، فَخَرَقَهَا وَوَتَدَ

(26)

فيها وَتِدًا، قالَ مُوسَى: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ

(27)

شَيْئًا إِمْرًا} -قالَ مُجَاهِدٌ: مُنْكَرًا- قالَ: أَلَمْ أَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا؟ كَانَتِ الأُولَى نِسْيَانًا، وَالْوُسْطَى شَرْطًا، وَالثَّالِثَةُ عَمْدًا، قالَ: {لَا تُؤاخِذْنِي

(28)

بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}، {لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ

(29)

}. قالَ يَعْلَى: قالَ سَعِيدٌ: وَجَدَ غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ، فَأَخَذَ غُلَامًا كَافِرًا ظَرِيفًا فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ،

⦗ص: 165⦘

قالَ: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} -لَمْ تَعْمَلْ بِالْحِنْثِ

(30)

، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(31)

قَرَأهَا: زَكِيَّةً زَاكِيَةً مُسْلِمَةً، كَقَوْلِكَ غُلَامًا زَاكِيًا

(32)

- فَانْطَلَقَا {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ} -قالَ سَعِيدٌ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَرَفَعَ يَدَهُ- فَاسْتَقَامَ -قالَ يَعْلَى: حَسِبْتُ أَنَّ سَعِيدًا قالَ: فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ

(33)

فَاسْتَقَامَ- {لَوْ شِئْتَ

(34)

لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} -قالَ سَعِيدٌ: أَجْرًا نَأْكُلُهُ- وَكَانَ وَرَاءهُمْ

(35)

-وَكَانَ أَمَامَهُمْ، قَرَأهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَامَهُمْ مَلِكٌ. يَزْعُمُونَ عن غَيْرِ سَعِيدٍ: أَنَّهُ هُدَدُ بْنُ بُدَدٍ

(36)

، وَالْغُلَامُ الْمَقْتُولُ اسْمُهُ يَزْعُمُونَ جَيْسُورٌ

(37)

- مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، فَأَرَدْتُ إذا هِيَ مَرَّتْ بِهِ أَنْ يَدَعَهَا لِعَيْبِهَا، فَإِذَا جَاوَزُوا أَصْلَحُوهَا فَانْتَفَعُوا بها -وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: سَدُّوهَا بِقَارُورَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بِالْقَارِ- {كَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَيْنِ

(38)

} وَكَانَ كَافِرًا، {فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} أَنْ يَحْمِلَهُمَا حُبُّهُ على أَنْ يُتَابِعَاهُ على دِينِهِ {فَأَرَدْنَا أَن يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً} لِقَوْلِهِ: قَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً، {وَأَقْرَبَ رُحْمًا}

(39)

، (وَأَقْرَبَ رَحِمًا

(40)

) هُمَا بِهِ أَرْحَمُ منهما بِالأَوَّلِ الَّذِي قَتَلَ خَضِرٌ». وَزَعَمَ غَيْرُ سَعِيدٍ: أَنَّهُمَا أُبْدِلَا جَارِيَةً، وَأَمَّا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ فقالَ عن غَيْرِ وَاحِدٍ: إِنَّهَا جَارِيَةٌ

(41)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يُحدِّثُ» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ جُبَيْر» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّ بالكوقة رجلًا قاصًّا» .

(6)

لفظة: «قال: قد» ليست في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أن لفظة: «قال» فقط ليست في روايته، وهي مهمشة فيهما.

(7)

لفظ الجلالة ليس في (و، ب، ص).

(8)

في رواية أبي ذر: «وأين» .

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

في رواية [ح]: «منه» .

(11)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(12)

في رواية أبي ذر والحَمُّوييِّ والمُستملي: «حُوتًا» .

(13)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كبيرًا» .

(14)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(15)

في رواية أبي ذر: «فنسي» .

(16)

بهامش (ب، ص): في نسخة: «جُحْر» .

(17)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «والتي» .

(18)

ذكر بهامش اليونينية رواية أبي ذر، ولم يُخرِّج لها في الأصول كلها، ومفهوم الشروح أنَّ التخريج هنا، ثمَّ اختلفت الأصول في ضبط روايته، فالذي في (ن، و): «آخَرَهُ» ، وفي (ب):«أَخَرَةَ» ، وفي (ص):«آخَرَةً» . قال في الفتح: قوله: «أخره» كذا عند أبي ذر بهمزة ومعجمة وراء وهاء، ثم في نسخة منه بمد الهمزة وكسر الخاء وفتح الراء بعدها هاء ضمير [أي: آخِرَهُ] أي: إلى آخر الكلام، وأحال ذلك على سياق الآية، وفي أخرى بفتحات وتاء تأنيث منونة منصوبة [أي: أَخَرَةً]، وفي رواية غير أبي ذر «أخبره» بفتح الهمزة وسكون الخاء ثم موحدة من الإخبار، أي: أخبر الفتى موسى بالقصة. اهـ.

(19)

في رواية أبي ذر: «طِنْفَسةٍ» .

(20)

ضبطت في (و) بفتح الباء: «كَبَدِ» ، وفي (ص، ق) بكسرها، وفي (ب) بفتحها وكسرها معًا، وأهمل ضبطها في (ن).

(21)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» . قارن بما في الإرشاد.

(22)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بأرضٍ» .

(23)

قوله: «يا موسى» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا.

(24)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(25)

في (ص): «وَاللَّهِ ما عِلْمِي وَعِلْمُكَ» ، وهو موافق لنسخة البقاعي، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر.

(26)

في رواية أبي ذر: «وتد» بدون واو.

(27)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(28)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(29)

لفظة: «فقتله» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(30)

بهامش اليونينية دون رقم: «بالخَبَثِ» .

(31)

في رواية أبي ذر وكريمة: «وابنُ عباس» .

(32)

في (و، ب، ص): «زَكيًا» .

(33)

في رواية أبي ذر والحَمُّوييِّ والمُستملي: «بيديه» .

(34)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(35)

في رواية أبي ذر زيادة: «مَلِكٌ» .

(36)

بالمنع من الصرف في أبي ذر.

(37)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَيْسُور» .

(38)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(39)

قوله: «{وَأَقْرَبَ رُحْمًا}» ليس في رواية أبي ذر.

(40)

بفتح الراء وكسر الحاء على قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير وأبي رجاء، انظر معجم القراءات: 5: 287، وضبطت في (و، ب، ص) على قراءة الجمهور بضم الراء وسكون الحاء.

(41)

بهامش (ب، ص): في اليونينية هنا ما مثاله بلغت مائتا وعشرين. اهـ.

ص: 162

(4)

‌{فَلَمَّا جَاوَزَا

(1)

قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا

لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا

(2)

} [آية: 62] إِلَى قَوْلِهِ: {عَجَبًا} [آية: 63]

{صُنْعًا} [آية: 104]: عَمَلًا. {حِوَلًا} [آية: 108]: تَحَوُّلًا

(3)

. {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي

(4)

فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [آية: 64]. {إِمْرًا}

(5)

[آية: 71] وَ {نُكْرًا} [آية: 74]: دَاهِيَةً. {يَنقَضَّ} [آية: 77]: يَنْقَاضُ

(6)

كَمَا تَنْقَاضُ السِّنُّ

(7)

. {لَتَخِذْتَ

(8)

} [آية: 77] وَاتَّخَذْتَ وَاحِدٌ. {رُحْمًا} [آية: 81]: مِنَ الرُّحْمِ، وَهيَ أَشَدُّ مُبَالَغَةً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَنَظُنُّ أَنَّهُ مِنَ الرَّحِيمِ، وَتُدْعَى مَكَّةُ أُمَّ رُحْمٍ، أَيِ: الرَّحْمَةُ تَنْزِلُ بِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {فَلَمَّا جَاوَزَا

(ن)، وضبط روايته في (ب، ص): «بابُ: {فَلَمَّا جَاوَزَا

}» وكتب فيهما رمز علامة السقوط عند أبي ذر على لفظة: «قوله» .

(2)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «{قَالَ أَرَأيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}» .

(3)

قوله: «{صُنْعًا} عملًا {حِوَلًا} تحولًا» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

هكذا على قراءة ابن كثير ويعقوب وصلًا ووقفًا، ووصلًا لأبي عمرو ونافع والكسائي وأبي جعفر، وفي (ب، ص): «{نَبْغِ}» وهي قراءة الباقين.

(5)

قوله: «{إِمْرًا}» ليس في رواية أبي ذر، وفي (ص) أنَّ واو العطف التي بعده ليس في روايته أيضًا.

(6)

وضع علامة التَّخفيف على ضاد «يَنْقَاضُ» في اليونينيَّة، وبالهامش كتب:«يَنْقَاضُ» مخفف الضَّاد قاله [زاد في (ب، ص): أئمة اللغة] الإمام أبو الفضل في مشارقه. اهـ. زاد في (ب، ص): ونبَّهني عليه شيخنا الإمام جمال الدين ابن مالك وقت قراءتي بين يديه رحمه الله تعالى. من اليونينية بخط الحافظ اليونيني. اهـ.

(7)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنقاضُ الشيءُ» . كتبت بالحمرة، وتفسير {يَنقَضَّ} مُقدَّم على تفسير {نُّكْرًا} في رواية أبي ذر.

(8)

على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.

ص: 166

4727 -

حدثني

(1)

قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي

(2)

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ

(3)

يَزْعُمُ: أَنَّ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْسَ بِمُوسَى الْخَضِرِ، فقالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حدَّثنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقِيلَ لَهُ:

أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قالَ

(4)

: أَنَا. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ،

⦗ص: 167⦘

وَأَوْحَى إِلَيْهِ: بَلَى، عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هو أَعْلَمُ مِنْكَ. قالَ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ؟ قالَ: تَأخُذُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ، فَحَيْثُ مَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَاتَّبِعْهُ

(5)

. قالَ: فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَمَعَهُمَا الْحُوتُ، حَتَّى انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ فَنَزَلَا عِنْدَهَا، قالَ: فَوَضَعَ مُوسَى رَأسَهُ فَنَامَ. قالَ سُفْيَانُ: وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عَمْرٍو قالَ: وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقالُ لَهَا

(6)

الْحَيَاةُ، لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ

(7)

إِلَّا حَيِيَ، فَأَصَابَ الْحُوتَ

(8)

مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْعَيْنِ، قالَ: فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنَ الْمِكْتَلِ فَدَخَلَ الْبَحْرَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى قالَ لِفَتَاهُ:{آتِنَا غَدَاءنَا} الآيَةَ [آية: 62]، قالَ: وَلَمْ يَجِدِ

(9)

النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ ما أُمِرَ بِهِ، قالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ:{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} الآيَةَ [آية: 63]، قالَ: فَرَجَعَا يَقُصَّانِ فِي آثَارِهِمَا، فَوَجَدَا فِي الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ، فَكَانَ لِفَتَاهُ عَجَبًا، وَلِلْحُوتِ سَرَبًا، قالَ: فَلَمَّا انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ، إِذْ

(10)

هما بِرَجُلٍ مُسَجًّى بِثَوْبٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى، قالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟! فقالَ: أَنَا مُوسَى. قالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟ قالَ

(11)

لَهُ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى إِنَّكَ على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ، وَأَنَا على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ. قالَ: بَلْ

(12)

أَتَّبِعُكَ. قالَ: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ منه ذِكْرًا. فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ على السَّاحِلِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا

(13)

سَفِينَةٌ فَعُرِفَ الْخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمْ فِي سَفِينَتِهِمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ، يَقُولُ: بِغَيْرِ أَجْرٍ، فَرَكِبَا السَّفِينَةَ

(14)

. قالَ: وَوَقَعَ عُصْفُورٌ على حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَغَمَسَ مِنْقَارُهُ

(15)

⦗ص: 168⦘

الْبَحْرَ

(16)

، فقالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى

(17)

: ما عِلْمُكَ وَعِلْمِي وَعِلْمُ الْخَلَائِقِ فِي عِلْمِ اللَّهِ، إِلَّا مِقْدَارُ ما غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ. قالَ: فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِذْ عَمَدَ الْخَضِرُ إلى قَدُومٍ فَخَرَقَ السَّفِينَةَ، فقالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا: {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا

(18)

لَقَدْ جِئْتَ

(19)

} الآيَةَ

(20)

[آية: 71]، فَانْطَلَقَا إِذَا هما بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأسِهِ

(21)

فَقَطَعَهُ، قالَ

(22)

لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ

(23)

شَيْئًا نُّكْرًا. قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي

(24)

صَبْرًا} إلى قَوْلِهِ: {فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ} [آية: 75 - 77] فقالَ بِيَدِهِ: هَكَذَا فَأَقَامَهُ، فقالَ لَهُ مُوسَى: إِنَّا دَخَلْنَا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا، لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا. قالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا» . قالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ

غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا}.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص): «قال: حدَّثني» ، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» .

(3)

فتح الباء رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فاتْبَعه» .

(6)

لفظة «لها» : ثابتة في رواية ابن عساكر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية [صع] والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«له» .

(7)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تُصِيب مِنْ مَائِهَا شيئًا» . كتبت بالحمرة.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(11)

في رواية أبي ذر: «فقالَ» .

(12)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هل» .

(13)

في رواية أبي ذر: «بهم» .

(14)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في السفينة» .

(15)

في (و، ق): «منقارَهُ» ، وبهامش (ب، ص): كان في اليونينية: «منقارَه» بالنصب، ثمَّ صلِّح بالرفع كما ترى. اهـ.

(16)

في رواية أبي ذر: «في البحر» . كتبت بالحمرة.

(17)

في رواية أبي ذر: «يا موسى» بدل قوله: «لموسى» .

(18)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» . كتبت بالحمرة.

(19)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الباقين.

(20)

«{لَقَدْ جِئْتَ} الآية» ليست في رواية أبي ذر.

(21)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رأسَه» . كتبت بالحمرة.

(22)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(23)

في اليونينية بالإبدال قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(24)

أهمل ضبط الباء في الأصول، وبإسكانها قرأ الجمهور غير حفص إذ قرأ بفتحها.

ص: 166

(5)

‌{قُلْ هَلْ

(1)

نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}

(2)

[آية: 103]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {قُلْ هَلْ

، وفي نسخة: «باب قوله: {قُلْ هَلْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» .

ص: 168

4728 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو

(2)

:

عَنْ

⦗ص: 169⦘

مُصْعَبٍ

(3)

قالَ: سَأَلْتُ أَبِي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} [آية: 103] هُمُ الْحَرُورِيَّةُ؟ قالَ: لَا، هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَمَّا الْيَهُودُ: فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا النَّصَارَى: كَفَرُوا

(4)

بِالْجَنَّةِ وَقَالُوا: لَا طَعَامَ فيها وَلَا شَرَابَ، وَالْحَرُورِيَّةُ:{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ} [البقرة: 27]. وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمُ الْفَاسِقِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مُرَّةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بنِ سعدٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فكفروا» .

ص: 168

(6)

‌{أُولَئِكَ الَّذِينَ

(1)

كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} الآيَةَ

[آية: 105]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ

}».

ص: 169

4729 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا الْمُغِيرَةُ

(1)

: حدَّثني أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّهُ لَيَأتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ. وَقالَ: اقْرَؤُوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [آية: 105]» ..

وَعَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عن الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي الزِّنَادِ مِثْلَهُ ..

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عبد الرحمن» ، وفي (ب، ص) بعدها زيادة: «قال» .

ص: 169

«(19» )‌

‌ كهيعص

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَبْصِرْ بِهِمْ وَأَسْمِعْ

(2)

، اللَّهُ يَقُولُهُ، وَهُمُ الْيَوْمَ

(3)

لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُبْصِرُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ: يَعْنِي قَوْلَهُ: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [آية: 38]: الْكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَيْءٍ وَأَبْصَرُهُ.

⦗ص: 170⦘

{لَأَرْجُمَنَّكَ} [آية: 46]: لَأَشْتِمَنَّكَ. {وَرِئْيًا} [آية: 74]: مَنْظَرًا

(4)

.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [آية: 83]: تُزْعِجُهُمْ إلى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {إِدًّا} [آية: 89]: عِوَجًا

(5)

.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وِرْدًا} [آية: 86]: عِطَاشًا

(6)

. {أَثَاثًا} [آية: 74]: مَالًا. {إِدًّا} [آية: 89]: قَوْلًا عَظِيمًا. {رِكْزًًا} [آية: 98]: صَوْتًا.

(7)

{غَيًّا} [آية: 59]: خُسْرَانًا

(8)

.

{بُكِيًّا} [آية: 58]: جَمَاعَةُ بَاكٍ. {صُلِيًّا

(9)

} [آية: 70]: صَلِيَ يَصْلَى. {نَدِيًّا} [آية: 73] وَالنَّادِي

(10)

: مَجْلِسًا

(11)

..

(1)

بهامش اليونينية دون رقم قبل الآية زيادة: «باب سورة مريم» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «سورة كهيعص بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} [مريم: 38]» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «القومُ» .

(4)

في رواية الحَمُّويي زيادة: «وقال أبو وائلٍ: عَلِمَتْ مريمُ أنَّ التَّقيِّ ذُو نُهْيَةٍ حتَّى قالتْ: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}» . [انظر تغليق التعليق: 4/ 37].

(5)

قوله: «وقال مجاهد {إِدًّا}: عوجًا» ليس في رواية أبي ذر. كتبت بالحمرة.

(6)

قوله: «{وِرْدًا}: عطاشًا» ليس في رواية أبي ذر. كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقال غيره» . كتبت بالحمرة.

(8)

قوله: «{غَيًّا}: خسرانًا» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

بضمِّ الصاد قرأ ابنُ كثير وابنُ عامر ونافع وأبو عمرو وشعبة ويعقوب وأبو جعفر وخلف.

(10)

في رواية أبي ذر زيادة: «واحدٌ» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقال مجاهد: {فَلْيَمْدُدْ}: فَلْيَدَعْهُ» . [انظر تغليق التعليق: 4/ 249].

ص: 169

4730 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ. ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ:

⦗ص: 171⦘

هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ

رَآهُ، فَيُذْبَحُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ. ثُمَّ قَرَأَ:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [آية: 39]» ..

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «النَّبيُّ» ، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر.

ص: 170

(2)

‌{وَمَا

(1)

نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ

(2)

} [آية: 64]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَا

، وفي رواية غيره: «بابُ قولِهِ: {وَمَا

}».

(2)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا}» .

ص: 171

4731 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم لِجِبْرِيلَ: «مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟» . فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [آية: 64]».

(1)

في (ب، ص): «رَسُولُ اللَّهِ» ، وكتب بين الأسطر المثبت مصحِّحًا عليه.

ص: 171

(3)

‌{أَفَرَأَيْتَ

(1)

الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}

[آية: 77]

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر: «بابُ قولِه: {أَفَرَأَيْتَ

}».

ص: 171

4732 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:

سَمِعْتُ خَبَّابًا قالَ: جِئْتُ الْعَاصِيَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ أَتَقَاضَاهُ حَقًّا لِي عِنْدَهُ، فقالَ: لا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ

(1)

. فَقُلْتُ: لَا، حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ، قالَ: وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: إِنَّ لِي هُنَاكَ مَالًا وَوَلَدًا فَأَقْضِيَكَهُ

(2)

. فَنَزَلَتْ هَذِهِ

(3)

الآيَةُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [آية: 77].

⦗ص: 172⦘

رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَحَفْصٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عن الأَعْمَشِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «صلى الله عليه وسلم» ، وكُتبت في (ن) بين الأسطر، مصحِّحًا عليه.

(2)

في (ب، ص) بسكون الياء.

(3)

لفظة: «هذه» ليست في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 171

(4)

‌{أَطَّلَعَ

(1)

الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}

[آية: 78]

(2)

قالَ: مَوْثِقًا

(3)

.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {أَطَّلَعَ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {أَطَّلَعَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» .

(3)

قوله: «قال: موثقًا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 172

4733 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ خَبَّابٍ قالَ: كُنْتُ قَيْنًا بِمَكَّةَ، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفًا، فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ، فقالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. قُلْتُ: لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يُمِيتُكَ

(1)

اللَّهُ ثُمَّ يُحْيِيَكَ. قالَ: إذا أَمَاتَنِي اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَنِي وَلِي مَالٌ وَوَلَدٌ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا. أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [آية: 77 - 78]. قالَ: مَوْثِقًا.

لَمْ يَقُلِ الأَشْجَعِيُّ عن سُفْيَانَ: سَيْفًا، وَلَا: مَوْثِقًا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُمِيتَكَ» .

ص: 172

(5)

‌{كَلَّا

(1)

سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}

[آية: 79]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {كَلَّا

}».

ص: 172

4734 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ

(1)

، عن سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى يُحَدِّثُ عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ خَبَّابٍ قالَ: كُنْتُ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ لِي دَيْنٌ على الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، قالَ

(2)

: فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ، فقالَ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ

(3)

. فقالَ: وَاللَّهِ لَا أَكْفُرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ تُبْعَثَ

(4)

.

⦗ص: 173⦘

قالَ: فَذَرْنِي حَتَّى أَمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ، فَسَوْفَ أُوتَى مَالًا وَوَلَدًا فَأَقْضِيْكَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [آية: 77].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا شعبةُ» .

(2)

كتبت لفظة: «قال» بالحمرة في متن اليونينية.

(3)

في (ب، ص) زيادة: «صلى الله عليه وسلم» ، وكتبت في (ن) بين الأسطر، مصحِّحًا عليه.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَبْعَثَكَ» .

ص: 172

(6)

‌{وَنَرِثُهُ

(1)

مَا يَقُولُ وَيَأتِينَا

(2)

فَرْدًا}

[آية: 80]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْجِبَالُ هَدًّا} [آية: 90]: هَدْمًا ..

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله عز وجل: {وَنَرِثُهُ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَنَرِثُهُ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 173

4735 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ

عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ خَبَّابٍ قالَ: كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي على الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فقالَ لِي: لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. قالَ: قُلْتُ: لَنْ أَكْفُرَ بِهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ. قالَ: وَإِنِّي لَمَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، فَسَوْفَ أَقْضِيكَ إذا رَجَعْتُ إلى مَالٍ وَوَلَدٍ. قالَ: فَنَزَلَتْ: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا. أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا. كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا. وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأتِينَا

(1)

فَرْدًا

(2)

} [آية: 77 - 80].

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

من قوله: {أَطَّلَعَ} إلى قوله: {فَرْدًا} ليس في رواية أبي ذر، وبهامش (ن، و): آخر الجزء الرابع والعشرين. اهـ.

ص: 173

«(20» )‌

‌ طه

(1)

قالَ ابْنُ جُبَيْرٍ

(2)

: بِالنَّبَطِيَّةِ. {طه} [آية: 1]

(3)

: يَا رَجُلُ

(4)

.

يُقالُ: كُلُّ ما لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ، أَوْ فَأْفَأَةٌ، فَهيَ عُقْدَةٌ

(5)

.

⦗ص: 174⦘

{أَزْرِي} [آية: 31]: ظَهْرِي. {فَيُسْحِتَكُمْ

(6)

} [آية: 61]: يُهْلِكَكُمْ. {الْمُثْلَى} [آية: 63]: تَأْنِيثُ

(7)

الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقالُ: خُذِ الْمُثْلَى خُذِ الأَمْثَلَ. {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} [آية: 64]: يُقالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ، يَعْنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ

(8)

. {فَأَوْجَسَ

(9)

} [آية: 67]: أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ {خِيفَةً} [آية: 67] لِكَسْرَةِ الْخَاءِ. {فِي جُذُوعِ} [آية: 71]: أَيْ على جُذُوعِ

(10)

. {خَطْبُكَ} [آية: 95]: بَالُكَ. {مِسَاسَ} [آية: 97]: مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا

(11)

. {لَنَنسِفَنَّهُ} [آية: 97]: لَنَذْرِيَنَّهُ. {قَاعًا} [آية: 106]: يَعْلُوهُ الْمَاءُ، وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ

(12)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ

(13)

: {مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ} [آية: 87] الْحُلِيِّ الَّذِي

(14)

اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ

(15)

. {فَقَذَفْتُهَا} [آية: 87]: فَأَلْقَيْتُهَا. {أَلْقَى} [آية: 87]: صَنَعَ. {فَنَسِيَ} [آية: 88]: مُوسَى، هُمْ يَقُولُونَهُ: أَخْطَأَ الرَّبَّ

(16)

. لا

(17)

{يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [آية: 89]: الْعِجْلُ. {هَمْسًا} [آية: 108]: حِسُّ الأَقْدَامِ. {حَشَرْتَنِي

⦗ص: 175⦘

أَعْمَى} [آية: 125]: عن حُجَّتِي، و {كُنتُ بَصِيرًا} [آية: 125]: فِي الدُّنْيَا

(18)

.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {أَمْثَلُهُمْ

(19)

} [آية: 104]: أَعْدَلُهُمْ. [للمخرج: فَقَذَفْتُهَا، بِمِلْكِنَا، سِوًى]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَضْمًا} [آية: 112]: لَا يُظْلَمُ فَيُهْضَمُ مِنْ حَسَنَاتِهِ. {عِوَجًا} [آية: 107]: وَادِيًا. {أَمْتًا

(20)

} [آية: 107]: رَابِيَةً. {سِيرَتَهَا} [آية: 21] حَالَتَهَا {الْأُولَى} [آية: 21]. {النُّهَى} [آية: 54]: التُّقَى

(21)

. {ضَنكًا} [آية: 124]: الشَّقَاءُ. {هَوَى} [آية: 81]: شَقِيَ. {الْمُقَدَّسِ

(22)

} [آية: 12]: الْمُبَارَكِ {طُوًى} [آية: 12]: اسْمُ الْوَادِي

(23)

. {بِمِلْكِنَا

(24)

} [آية: 87]: بِأَمْرِنَا. {مَكَانًا سِوًى

(25)

} [آية: 58]: مَنْصَفٌ بَيْنَهُمْ

(26)

. {يَبَسًا} [آية: 77]: يَابِسًا. {عَلَى قَدَرٍ} [آية: 40]: مَوْعِدٍ

(27)

. {لَا تَنِيَا} [آية: 42]: تَضْعُفَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة طه، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «عكرمة والضحاك» بدل: «ابن جبير» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «أيْ طَهْ» ، وضبطت في (ب، ص): «طَهْ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «قال مجاهد: {أَلْقَى}: صَنَعَ» . كتبت بالحمرة.

(5)

من قوله: «كُلُّ ما» إلى قوله: «عقدة» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أن قوله: «يُقال» ليس في روايته أيضًا.

(6)

بفتح الياء والحاء على قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وشعبة وأبي جعفر وروح، وهو المثبت في (ب، ص)، وبضم الياء وكسر الحاء قرأ الباقون، وهو المثبت في متن (ق)، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(7)

قوله: «{الْمُثْلَى}: تأنيث» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

من قوله: «{ثُمَّ ائْتُوا}» إلى قوله: «يصلى فيه» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية أبي ذر: «{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ}: خَوْفًا» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر زيادة: «النَّخلِ» . كتبت بالحمرة.

(11)

قوله: «{مِسَاسَ}: مصدرُ ماسَّه مِسَاسًا» ليس في رواية أبي ذر.

(12)

قوله: «والصفصف المستوي من الأرض» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(13)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{أَوْزَارًا}: أثْقالًا» . كتبت بالحمرة.

(14)

في رواية أبي ذر: «وهي الحُلِيُّ التي» . وكتبت لفظة: «التي» بالحمرة.

(15)

في رواية أبي ذر زيادة: «وهي الأَثْقالُ» . كتبت بالحمرة.

(16)

من قوله: «فنسي» إلى قوله: «الرب» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(17)

لفظة: «لَا» ليست في رواية أبي ذر.

(18)

في رواية أبي ذر زيادة: «قال ابن عباس: {بِقَبَسٍ}: ضَلُّوا الطَّريقَ وكانوا شاتينَ فقال: إن لم أجد عليها مَن يَهْدِي الطريقَ آتِكُم بنار تُوقِدُون [في حاشية رواية أبي ذر: «تَدْفَؤُن» بدل: «توقدون» ]» كتبت بالحمرة. انظر: تغليق التعليق: 4/ 254.

(19)

في رواية أبي ذر زيادة: «طَرِيقةً» . كتبت بالحمرة.

(20)

في رواية أبي ذر: «{وَلَا أَمْتًا}» . كتبت بالحمرة.

(21)

من قوله: «{سِيرَتَهَا}» إلى قوله: «التُّقَى» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(22)

في رواية أبي ذر: «بالوادِي المُقَدَّسِ» . كتبت بالحمرة.

(23)

في رواية أبي ذر: «وادٍ» . كتبت بالحمرة، وفي رواية كريمة وأبي ذر زيادة:«يَفْرُط عُقُوبةً» .

(24)

هكذا بكسر الميم على قراءة أبي عمرو وابن كثير وابن عامر ويعقوب.

(25)

هكذا بكسر السين على قراءة أبي عمرو وابن كثير وأبي جعفر والكسائي ونافع، وضبطت في (و):{سُوًى} بضمِّ السين على قراءة الباقين، وبالضبطين ضبطت في (ق).

(26)

من قوله: «{بِمَلْكِنَا}» إلى قوله: «بينهم» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(27)

قوله: «{عَلَى قَدَرٍ}: موعد» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

ص: 173

(1)

{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}

(1)

[آية: 41]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «باب قوله: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}» .

ص: 175

4736 -

حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا

(1)

مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:

⦗ص: 176⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى، فَقالَ مُوسَى لِآدَمَ: آنْتَ

(2)

الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قالَ لَهُ آدَمُ: آنْتَ الَّذِي

(3)

اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَوَجَدْتَهَا

(4)

كُتِبَ

(5)

عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قالَ: نَعَمْ. فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

الْيَمُّ: الْبَحْرُ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قَالَ مُوسَى: آنْتَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «قال آدمُ: آنْتَ مُوسى الَّذِي» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فوجدتَه» .

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كُتِبَتْ» .

(6)

قوله: «اليم البحر» : مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما قبل الحديث في الباب التالي.

ص: 175

(2)

‌ وَ {أَوْحَيْنَا

(1)

إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي

فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا

(2)

لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى. فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ. وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} [آية: 77 - 79]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «بابُ قولِه: وَ {أَوْحَيْنَا

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: وَ {أَوْحَيْنَا

}»، وهذا خلاف التلاوة، وضبط رواية أبي ذر في (ب) على وفق التلاوة:«بابٌ: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا}» ، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَمَا هَدَى}» بدل إتمام الآيات.

ص: 176

4737 -

حدثني

(1)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَالْيَهُودُ تَصُومُ

(2)

عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَهُمْ فقالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى على فِرْعَوْنَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

:

⦗ص: 177⦘

«نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَوْمَ» .

(3)

قوله: «النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 176

(3)

‌{فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا

(1)

مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}

[آية: 117]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا

}».

ص: 177

4738 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ

(1)

: حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فقالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ قالَ: قالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ، أَتَلُومُنِي على أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟!» أَوْ: «قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟!» قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سعيدٍ» .

ص: 177

«(21» )‌

‌ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ

(1)

ص: 177

4739 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطَهَ وَالأَنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 177

وَقالَ قَتَادَةُ: {جُذَاذًا} [آية: 58]: قَطَّعَهُنَّ.

وَقالَ الْحَسَنُ: {فِي فَلَكٍ} [آية: 33]: مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ {يَسْبَحُونَ} [آية: 33] يَدُورُونَ.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَفَشَتْ} [آية: 78]: رَعَتْ

(1)

. {يُصْحَبُونَ} [آية: 43]: يُمْنَعُونَ. {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [آية: 92]: قالَ: دِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ.

⦗ص: 178⦘

وَقالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ} [آية: 98]: حَطَبُ

بِالْحَبَشِيَّةِ

(2)

.

وَقالَ

(3)

غَيْرُهُ: {أَحَسُّوا} [آية: 12]: تَوَقَّعُوهُ

(4)

، مِنْ أَحْسَسْتُ. {خَامِدِينَ} [آية: 15]: هَامِدِينَ. حَصِيدٌ

(5)

: مُسْتَأْصَلٌ، يَقَعُ على الْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ. {لَا يَسْتَحْسِرُونَ} [آية: 19]: لَا يعْيَونَ

(6)

، وَمِنْهُ:{حَسِيرٌ} [الملك: 4]. وَحَسَرْتُ بَعِيرِي. عَمِيقٌ: بَعِيدٌ. {نُكِسُوا

(7)

} [آية: 65]: رُدُّوا. {صَنْعَةَ لَبُوسٍ} [آية: 80]: الدُّرُوعُ. {تَقَطَّعُوا أَمْرَهُم} [آية: 93]: اخْتَلَفُوا. الْحَسِيسُ وَالْحِسُّ وَالْجَرْسُ وَالْهَمْسُ

(8)

وَاحِدٌ، وهو مِنَ الصَّوْتِ الْخَفِيِّ

(9)

. {آذَنَّاكَ} [فصلت: 47]: أَعْلَمْنَاكَ. {آذَنتُكُمْ} [آية: 109]: إذا أَعْلَمْتَهُ، فَأَنْتَ وهو {عَلَى سَوَاء} [آية: 109]: لَمْ تَغْدِرْ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [آية: 13]: تُفْهَمُونَ. {ارْتَضَى} [آية: 28]: رَضِيَ

(10)

. {التَّمَاثِيلُ} [آية: 52]: الأَصْنَامُ. السِّجِلُّ: الصَّحِيفَةُ ..

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَيْلًا» .

(2)

قول عكرمة ليس في رواية أبي ذر.

(3)

لفظة: «وقال» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر: «توَقَّعُوا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «والحصيد» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بفتح الياء الأولى وضمها، وضبطت في (و، ب، ص): «يُعْيُون» بضم اليائين لا غير.

(7)

بتخفيف الكاف على قراءة الجماعة، وضبطت في (و، ب، ص) بتشديدها على قراءة أبي حيوة وابن أبي عبلة وأبي رزين والأخفش، انظر معجم القراءات: 6: 35.

(8)

قوله: «والهمس» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في (و): «الخفيُّ» بالرفع، وأهمل ضبطها في (ن).

(10)

قوله: «{ارْتَضَى} رضي» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 177

(1)

‌{كَمَا بَدَأنَا

(1)

أَوَّلَ خَلْقٍ}

(2)

[آية: 104]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش وأبي عمرو.

(2)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} .

ص: 178

4740 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، شَيْخ مِنَ النَّخَعِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

⦗ص: 179⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ

(1)

عُرَاةً غُرْلًا: {كَمَا بَدَأنَا

(2)

أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [آية: 104]. ثُمَّ إِنَّ

(3)

أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي

(4)

. فَيُقالُ: لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ

(5)

} إلى قَوْلِهِ: {شَهِيدٌ} [المائدة: 117]. فَيُقالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى

(6)

أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ».

(1)

زاد في (ب، ص): «حُفَاةً» محوق عليها فيهما.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش وأبي عمرو.

(3)

لفظة: «إن» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وضبطت لفظة:«أول» بعدها في (ن) بالنصب والرفع، على تقدير رواية غير الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فِيهِمْ}» .

(6)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «إلى» .

ص: 178

«(22» )‌

‌ سُورَةُ الْحَجِّ

(1)

وَقالَ

(2)

ابْنُ عُيَيْنَةَ: {الْمُخْبِتِينَ} [آية: 34]: الْمُطْمَئِنِّينَ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(3)

: {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [آية: 52]: إذا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ ما يُلْقِي

(4)

الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ اللهُ

(5)

آيَاتِهِ، وَيُقالُ: أُمْنِيَّتُهُ قِرَاءَتُهُ، {إِلاَّ أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]: يَقْرَؤُونَ وَلَا يَكْتُبُونَ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: مَشِيدٌ: بِالْقَصَّةِ

(6)

.

⦗ص: 180⦘

وَقالَ غَيْرُهُ: {يَسْطُونَ} [آية: 72]: يَفْرُطُونَ، مِنَ السَّطْوَةِ، وَيُقالُ:{يَسْطُونَ} [آية: 72] يَبْطشُونَ

(7)

. {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [آية: 24]

(8)

.

قالَ

(9)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِسَبَبٍ} [آية: 15]: بِحَبْلٍ إلى سَقْفِ الْبَيْتِ

(10)

. {تَذْهَلُ} [آية: 2]: تُشْغَلُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «في: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ}» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ألقَى» .

(5)

لفظ الجلالة ليس في (ب، ص) وهو محوق عليه في (و).

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «جِصٌّ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بضمِّ الطاء وكسرها، وكتب فوقها «معًا» .، والكسر رواية أبي ذر. (ب، ص).

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «أُلْهِمُوا إلى القرآنِ» (ن، و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأثبت لفظة:«ألهموا» في متن (ب، ص).

(9)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(10)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «{صِرَاطِ [في (ن): الصراط] الْحَمِيدِ}: الإسلامِ» . وعكس في (ب، ص) مواضع التخريج بين هذه الزيادة والتي قبلها في رواية أبي ذر.

ص: 179

(1)

4741 -

حدَّثنا

(1)

عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ

(2)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ،

(3)

يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إلى النَّارِ. قالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ أُرَاهُ قالَ تِسْعَ مِئَةٍ

وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئذٍ تَضَعُ الْحَامِلُ حَمْلَهَا، وَيَشِيبُ الْوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ». فَشَقَّ ذَلِكَ على النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعرَةِ

(4)

السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ -أَوْ: كَالشَّعرَةِ

(5)

الْبَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ- وَإِنِّي

(6)

لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ

(7)

أَهْلِ الْجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قالَ: «ثُلُثَ

(8)

أَهْلِ الْجَنَّةِ». فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قالَ:«شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَكَبَّرْنَا.

⦗ص: 181⦘

قالَ

(9)

أَبُو أُسَامَةَ، عن الأَعْمَشِ: {تَرَى النَّاسَ

(10)

سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى} [آية: 2] قالَ

(11)

: «مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ» .

وَقالَ جَرِيرٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ: {سَكْرَى وَمَا هُم بِسَكْرَى

(12)

} [آية: 2].

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى}» .

(2)

زاد بين الأسطر في اليونينية: «عز وجل» ، وهي مثبتتة في متن (و).

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

لفظة: «كَالشَّعرَةِ» ضُبطت في اليونينية بسكون العين وفتحها.

(5)

لفظة: «كَالشَّعرَةِ» ضُبطت في اليونينية بسكون العين وفتحها.

(6)

في رواية أبي ذر: «إِنِّي» بدون واو.

(7)

أهمل ضبط الباء في الأصول.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ثُلُثُ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(10)

قوله: «{ترى النَّاسَ}» ليس في رواية أبي ذر.

(11)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(12)

على قراءة حمزة والكسائي وخلف.

ص: 180

(2)

‌{وَمِنَ النَّاسِ

(1)

مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ

(2)

فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ

بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [آية: 11] إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} [آية: 12]

{أَتْرَفْنَاهُمْ} [المؤمنون: 33]: وَسَّعْنَاهُمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمِنَ النَّاسِ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «شَكٍّ» .

(3)

من قوله: «{فَإِنْ أَصَابَهُ}» إلى قوله: «وسعناهم» ليس في روايته.

ص: 181

4742 -

حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [آية: 11]. قالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلَامًا، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ، قالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ، قالَ: هَذَا دِينُ سَوْءٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 181

(3)

‌{هَذَانِ

(1)

خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}

[آية: 19]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {هَذَانِ

}». كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {هَذَانِ

}».

ص: 181

4743 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو هَاشِمٍ، عن أَبِي مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يُقْسِمُ فِيهَا

(1)

: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [آية: 19]

⦗ص: 182⦘

نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ وَصَاحِبَيْهِ، وَعُتْبَةَ وَصَاحِبَيْهِ، يَوْمَ بَرَزُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ.

رَوَاهُ سُفْيَانُ، عن أَبِي هَاشِمٍ.

وَقالَ عُثْمَانُ: عن جَرِيرٍ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي هَاشِمٍ، عن أَبِي مِجْلَزٍ: قَوْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يقسم قَسَمًا» . وحكم ابن حجر على المثبت في المتن بأنه تصحيف.

ص: 181

4744 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ: حدَّثنا أَبُو مِجْلَزٍ، عن قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

(1)

رضي الله عنه قالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قالَ قَيْسٌ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج: 19]. قالَ: هُمُ الَّذِينَ بَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَعُبَيْدَةُ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.

(1)

قوله: «بن أبي طالب» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 182

«(23» )‌

‌ سُورَةُ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {سَبْعَ طَرَائِقَ} [آية: 17]: سَبْعَ سَمَوَاتٍ. {لَهَا سَابِقُونَ} [آية: 61]: سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ

(2)

. {قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [آية: 60]: خَائِفِينَ

(3)

.

قالَ

(4)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [آية: 36]: بَعِيدٌ بَعِيدٌ.

{فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} [آية: 113]: الْمَلَائِكَةَ.

{لَنَاكِبُونَ}

(5)

[آية: 74]: لَعَادِلُونَ. {كَالِحُونَ} [آية: 104]: عَابِسُونَ.

⦗ص: 183⦘

{مِن سُلَالَةٍ}

(6)

[آية: 12]: الْوَلَدُ، وَالنُّطْفَةُ السُّلَالَةُ. وَالْجِنَّةُ وَالْجُنُونُ وَاحِدٌ. وَالْغُثَاءُ: الزَّبَدُ، وَمَا ارْتَفَعَ عن الْمَاءِ، وَمَا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ.

(1)

في حاشية الأصل: «المؤمنون» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «{لَهَا سَابِقُونَ}: سبقت لهم السعادة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «{قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}: خائفين» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال ابن عباس: {لَنَاكِبُونَ}» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وقال غيره: {مِن سُلَالَةٍ}» .

ص: 182

«(24» )‌

‌ سُورَةُ النُّورِ

(1)

{مِنْ خِلَالِهِ} [آية: 43]: مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ. {سَنَا بَرْقِهِ} [آية: 43]: الضِّيَاءُ

(2)

. {مُذْعِنِينَ} [آية: 49]: يُقالُ لِلْمُسْتَخْذِي: مُذْعِنٌ. {أَشْتَاتًا} [آية: 61] وَشَتَّى وَشَتَاتٌ وَشَتٌّ وَاحِدٌ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {سورة أَنزَلْنَاهَا} [آية: 1]: بَيَّنَّاهَا.

وَقالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ الْقُرْآنُ لِجَمَاعَةِ السُّوَرِ، وَسُمِّيَتِ السُّورَةُ

(3)

لِأَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ مِنَ الأُخْرَى، فَلَمَّا قُرِنَ بَعْضُهَا إلى بَعْضٍ سُمِّيَ قُرْآنًا.

وَقالَ سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ الثُّمَالِيُّ: الْمِشْكَاةُ: الْكُوَّةُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ

(4)

.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17]: تَأْلِيفَ بَعْضِهِ إلى بَعْضٍ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18]: فَإِذَا جَمَعْنَاهُ وَأَلَّفْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، أَيْ: ما جُمِعَ فِيهِ، فَاعْمَلْ بِمَا أَمَرَكَ وَانْتَهِ عَمَّا نَهَاكَ اللَّهُ

(5)

. وَيُقالُ: لَيْسَ لِشِعْرِهِ قُرْآنٌ، أَيْ: تَأْلِيفٌ، وَسُمِّيَ الْفُرْقَانَ؛ لِأَنَّهُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. وَيُقالُ لِلْمَرْأَةِ: ما قَرَأَتْ بِسَلًا قَطُّ، أَيْ: لَمْ تَجْمَعْ فِي بَطْنِهَا وَلَدًا. وَقالَ

(6)

: {فَرَّضْنَاهَا

(7)

} [آية: 1]: أَنْزَلْنَا

⦗ص: 184⦘

فيها فَرَائِضَ مُخْتَلِفَةً، وَمَنْ قَرَأَ:{فَرَضْنَاهَا} [آية: 1] يَقُولُ: فَرَضْنَا عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَنْ بَعْدَكُمْ.

قالَ

(8)

مُجَاهِدٌ: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} [آية: 31]: لَمْ يَدْرُوا، لِمَا بِهِمْ مِنَ الصِّغَرِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم قبل اسم السورة زيادة البسملة. كتبت بالحمرة. وقد زيدت في رواية أبي ذر بعد اسم السورة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وهو الضِّياءُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «السورةَ» . (ب، ص).

(4)

قول سعد مُقدَّم على قول ابن عباس في رواية أبي ذر.

(5)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «ويقال في» .

(7)

بتشديد الراء على قراءة أبي عمرو وابن كثير، وبالتخفيف قرأ الباقون.

(8)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 183

(1)

‌{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء

إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [آية: 6]

(1)

ص: 184

4745 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ عُوَيْمِرًا أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي عَجْلَانَ

(1)

، فقالَ: كَيْفَ تَقُولُونَ فِي

رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ. فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ

(2)

، فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ فقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا. قالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ. فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ» . فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمُلَاعَنَةِ بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، فَلَاعَنَهَا، ثُمَّ قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا، فَطَلَّقَهَا، فَكَانَتْ سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بَعْدَهُمَا فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ، عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ، خَدْلَجَ

(3)

السَّاقَيْنِ، فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ، كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ، فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا». فَجَاءَتْ بِهِ على النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ بِهِ

(4)

⦗ص: 185⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ تَصْدِيقِ عُوَيْمِرٍ، فَكَانَ بَعْدُ يُنْسَبُ إلى أُمِّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «العجلانِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

هكذا ضبطت في (ن): بسكون الدال وتخفيف اللام، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطت في باقي الأصول بفتح الدال وتشديد اللام.

(4)

لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 184

(2)

{وَالْخَامِسَةُ

(1)

أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [آية: 7]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَالْخَامِسَةُ

}».

ص: 185

4746 -

حدثني

(1)

سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عن الزُّهْرِيِّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيْهِمَا ما ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلَاعُنِ، فقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُضِيَ

(2)

فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ». قالَ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَارَقَهَا، فَكَانَتْ سُنَّةً أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا، فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ: أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ، ما فَرَضَ اللَّهُ لَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص): «قُضِيَ اللهُ» ، صحح فيهما على «قُضِيَ» وحوق على لفظ الجلالة.

ص: 185

(3)

‌{وَيَدْرَأُ

(1)

عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}

[آية: 8]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {وَيَدْرَأُ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَيَدْرَأُ

}».

ص: 185

4747 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عن هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّنَةُ

(2)

أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ». فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إذا رَأَى أَحَدُنَا على امْرَأَتِهِ رَجُلًا يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ؟! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْبَيِّنَةَ

(3)

وَإِلَّا حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ». فقالَ

هِلَالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، فَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ ما يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنَ الْحَدِّ. فَنَزَلَ جِبْرِيلُ وَأَنْزَلَ

(4)

عَلَيْهِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [آية: 6 - 9]. فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ هِلَالٌ، فَشَهِدَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا

⦗ص: 186⦘

كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟». ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ، فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَقَّفُوهَا

(5)

وَقَالُوا: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا تَرْجِعُ، ثُمَّ قالَتْ: لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، فَمَضَتْ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فهو لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ» . فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْلا ما مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأنٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (و، ب، ص) بالنصب.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في (و): «وأُنْزِلَ» ، وهو موافق لما نسخة البقاعي.

(5)

في رواية أبي ذر: «وقَفوها» مخفَّف.

ص: 185

(4)

‌{وَالْخَامِسَةَ

(1)

أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}

[آية: 9]

(1)

في رواية أبي ذر: «باب قوله: {وَالْخَامِسَةُ

، ولفظ:«{الْخَامِسَةُ}» بالرفع للجميع عدا حفص فقد قرأ بالنصب.

ص: 186

4748 -

حدَّثنا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى: حَدَّثَنَا

(1)

عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ -وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ- عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا رَمَى امْرَأَتَهُ، فَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلَاعَنَا كَمَا قالَ اللَّهُ، ثُمَّ قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْمَرْأَةِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 186

(5)

‌{إِنَّ الَّذِينَ

(1)

جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ

لَا تَحْسِبُوهُ

(2)

شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ

(3)

} [آية: 11]

أَفَّاكٌ: كَذَّابٌ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «باب قوله: {إِنَّ الَّذِينَ

(ب، ص)، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّ الَّذِينَ

}».

(2)

بكسر السين على قراءة الجمهور عدا حفص وابن عامر وحمزة وأبي جعفر.

(3)

من قوله: «{لَا تَحْسَبُوهُ}» إلى قوله: «{عَذَابٌ عَظِيمٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 186

4749 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [آية: 11]. قالتْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ.

ص: 187

(6)

{وَ‌

‌لَوْلَا إِذْ

(1)

سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا

سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [آية: 16]

{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأتُوا

(2)

بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [آية: 13]

(1)

في رواية أبي ذر بدل هذه الترجمة: «بابٌ: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ والمُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا} إلى قوله: {الْكَاذِبُونَ}» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 187

4750 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ ما قَالُوا، فَبَرَّأهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، وَكُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، الَّذِي حدَّثني عُرْوَةُ

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَما نَزَلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إذا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ، وَدَنَوْنَا

(1)

مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأنِي أَقْبَلْتُ إلى رَحْلِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ

(2)

قَدِ انْقَطَعَ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ

(3)

الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ

(4)

على بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ رَكِبْتُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا

⦗ص: 188⦘

لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا تَأكُلُ

(5)

الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَما اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بها دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي

(6)

فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي

(7)

قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَاللَّهِ

(8)

ما كَلَّمَنِي

(9)

كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ

منه كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى

(10)

أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ على يَدَيْهَا

(11)

فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَما نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الإِفْكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ

(12)

سَلُولَ

(13)

، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وهو يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّطَفَ

(14)

الَّذِي كُنْتُ أَرَى منه حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ:«كَيْفَ تِيْكُمْ؟» . ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَاكَ الَّذِي يَرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ

(15)

، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَما نَقَهْتُ، فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وهو مُتَبَرَّزُنَا، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ

أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ قِبَلَ الْغَائِطِ، فَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ

⦗ص: 189⦘

بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي قَدْ

(16)

فَرَغْنَا مِنْ شَأنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فقالتْ: تَعسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ ما قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! قالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ

(17)

، أَوَلَمْ تَسْمَعِي ما قالَ؟ قالَتْ: قُلْتُ: وَمَا قالَ؟ فَأَخْبَرَتْنِي

(18)

بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا على مَرَضِي، فَلَمَّا

(19)

رَجَعْتُ إلى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -تَعْنِي- سَلَّمَ

(20)

ثُمَّ قالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» . فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ ما يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قالَتْ: يَا بُنَيَّةُِ

(21)

هَوِّنِي عَلَيْكَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً

(22)

، عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا

(23)

ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ

(24)

عَلَيْهَا. قالَتْ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَلَقَدْ

(25)

تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ حَتَّى أَصْبَحْتُ أَبْكِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْتَأمِرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهْلَكَ وَمَا

(26)

نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ فقالَ: «أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ

⦗ص: 190⦘

مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟». قالَتْ بَرِيرَةُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عن عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأتِي الدَّاجِنُ فَتَأكُلُهُ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَعْذَرَ يَوْمَئِذٍ مِنْ عَبْدِ للَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، قالَتْ: فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو على الْمِنْبَرِ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ على

(27)

أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ على أَهْلِي إِلَّا مَعِي». فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ

مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ، أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وهو سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فقالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ على قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ

(28)

، وهو ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ

(29)

، فقالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عن الْمُنَافِقِينَ. فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ على الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا

(30)

وَسَكَتَ. قالَتْ: فَمَكُثْتُ

(31)

يَوْمِي ذَلِكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، قالَتْ: فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قالَتْ: فَبَيْنَا

(32)

هما جَالِسَانِ

(33)

عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، فَاسْتَأذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، قالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ على ذَلِكَ

(34)

دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، قالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي

⦗ص: 191⦘

مُنْذُ قِيلَ ما قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأنِي. قالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إذا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ إلى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ

(35)

عَلَيْهِ». قالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي، حَتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قالَ. قالَ: وَاللَّهِ ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَتْ: ما أَدْرِي ما أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَتْ: فَقُلْتُ

(36)

، وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ لقد عَلِمْتُ لقد سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لا تُصَدِّقُونِي

(37)

. قالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ على فِرَاشِي، قالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ ما كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ

(38)

كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا. قالَتْ: فَوَاللَّهِ ما رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ ما كَانَ يَأخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ، وهو فِي يَوْمٍ شَاتٍ، مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُرِّيَ عَنْهُ وهو يَضْحَكُ، فَكَانَتْ

(39)

أَوَّل كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: «يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ عز وجل فَقَدْ بَرَّأَكِ» . فقالتْ

(40)

أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ. قالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ

(41)

⦗ص: 192⦘

لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عز وجل، وَأَنْزَلَ

(42)

اللَّهُ

(43)

: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسبُوهُ

(44)

} [آية: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه، وَكَانَ يُنْفِقُ على مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ منه وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ على مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، بَعْدَ الَّذِي قالَ لِعَائِشَةَ ما قالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأتَلِ

(45)

أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 22]. قالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا منه أَبَدًا. قالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ

(46)

زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ عن أَمْرِي، فقالَ:«يَا زَيْنَبُ مَاذَا عَلِمْتِ؟ أَوْ: رَأَيْتِ؟» . فقالتْ

(47)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، ما عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا، قالَتْ: وَهيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الإِفْكِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «دنونا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أظْفارٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فأقبل» .

(4)

وضع علامة التَّخفيف على حاء «فَرَحَلُوهُ» في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يأكلن» .

(6)

في رواية أبي ذر: «سَيَفْقِدُونَنِي» .

(7)

في رواية أبي ذر: «رآني» .

(8)

في رواية أبي ذر: «وَوَاللهِ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «ما يُكَلِّمُنِي» .

(10)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حين» .

(11)

في رواية أبي ذر: «يَدِها» .

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

في (و، ع، ق): «عَبْدُ اللَّهِ بْن أُبَيِّ ابْنُ سَلُول» بالرفع.

(14)

في رواية أبي ذر: «اللُّطْفَ» .

(15)

في رواية أبي ذر زيادة: «بالشَّرِّ» .

(16)

في رواية أبي ذر: «وقد» .

(17)

ضبطت في (و، ب، ص) بسكون آخرها.

(18)

في رواية أبي ذر: «قالت: فأخبَرَتني» .

(19)

في رواية أبي ذر: «قالت: فلما» .

(20)

قوله: «تعني سلَّم» ليس في رواية أبي ذر.

(21)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: بُنَيَّةُ، بُنَيَّةِ.

(22)

في رواية أبي ذر: «وضيئةٌ» .

(23)

في رواية أبي ذر: «لها» بدون الواو.

(24)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أكثرن» .

(25)

في رواية أبي ذر: «أوَلَقَدْ» .

(26)

في رواية أبي ذر: «أهلُكَ ولَا» .

(27)

في رواية أبي ذر: «في» .

(28)

في رواية أبي ذر: «الحضير» .

(29)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مُعاذٍ» .

(30)

في رواية أبي ذر: «سَكَتوا» ، وهي المثبتة في المتن والهامش في (و، ص)، ولم يُشدِّد الفاء من قوله:«يُخَفِضُهُمْ» في (ن، و).

(31)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَكَيْتُ» .

(32)

لفظة: «فبينا» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا. (ب، ص).

(33)

في رواية أبي ذر: «جالِسَيْنِ» .

(34)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «نحن كَذلِك» .

(35)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(36)

في رواية أبي ذر: «قلت» .

(37)

في رواية أبي ذر: «لا تصدِّقونني» .

(38)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكنني» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«ولكني» .

(39)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكان» . ونقل في (ب، ص) ضبط «أول» من الفرع. وكلمة: «أَوَّل» بعدها ضبطت في متن اليونينية بضبطين: أَوَّلَ، أَوَّلُ.

(40)

في رواية أبي ذر: «قالت» .

(41)

في رواية أبي ذر: «لا واللهِ» .

(42)

في رواية أبي ذر: «فأنزل» .

(43)

في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» . (ب، ص).

(44)

قوله: «لا تحسبوه» ضُبط في اليونينية بكسر السين وفتحها، وهو ليس في رواية أبي ذر، وبكسر السين قرأ الجمهور عدا حفص وابن عامر وحمزة وأبي جعفر فقرؤوا بفتحها.

(45)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي.

(46)

في رواية أبي ذر: «سألَ» .

(47)

في رواية أبي ذر: «قالت» .

ص: 187

(7)

‌{وَلَوْلَا فَضْلُ

(1)

اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ

(2)

عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آية: 14]

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَلَقَّوْنَهُ} [آية: 15]: يَرْوِيهِ بَعْضُكُمْ عن بَعْضٍ.

{تُفِيضُونَ} [الأحقاف: 8]: تَقُولُونَ

(3)

..

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولهِ: {وَلَوْلَا فَضْلُ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

تفسير: «تفيضون» مُقدَّم على قول مجاهد في رواية أبي ذر.

ص: 193

4751 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا

(1)

سُلَيْمَانُ، عن حُصَيْنٍ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن مَسْرُوقٍ: عَنْ أُمِّ

(2)

رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالَتْ: لَمَّا رُمِيَتْ عَائِشَةُ خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ص): «أمّ» . بالضبطين نقلًا عن اليونينية.

ص: 193

(8)

‌{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ

(1)

بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ

(2)

وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [آية: 15]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 193

4752 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(1)

هِشَامٌ

(2)

: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ:

قالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقْرَأُ

(3)

: (إِذْ تَلِقُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ)[آية: 15].

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ يُوسفَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «تقول» بدل: «تقرأ» ، وقد قرأ بقراءتها أيضًا ابن عباس وأُبي بن كعب وجماعة.

ص: 193

(8 م)

‌{وَلَوْلَا

(1)

إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن

نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا

(2)

سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [آية: 16]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَوْلَا

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 193

4753 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قالَ:

⦗ص: 194⦘

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ: اسْتَأذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَبْلَ

(1)

مَوْتِهَا، على عَائِشَةَ، وَهيَ مَغْلُوبَةٌ، قالَتْ: أَخْشَى أَنْ يُثْنِيَ عَلَيَّ. فَقِيلَ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ؟ قالَتِ: ائْذَنُوا لَهُ. فقالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قالَتْ: بِخَيْرٍ إِنِ اتَّقَيْتُ

(2)

. قالَ: فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ، وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ. وَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلَافَهُ، فقالتْ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَأَثْنَى عَلَيَّ، وَدِدْتُ

(3)

أَنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.

4754 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عن الْقَاسِمِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنه اسْتَأذَنَ على عَائِشَةَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ: نِسْيًا مَنْسِيًّا.

(1)

في رواية أبي ذر: «قُبَيْلَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أُبْقِيتَ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(3)

في (ق، ب، ص): «وَوَدِدْتُ» .

ص: 193

(9)

‌{يَعِظُكُمُ

(1)

اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا}

(2)

[آية: 17]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {يَعِظُكُمُ

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَعِظُكُمُ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» .

ص: 194

4755 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ

(1)

: جَاءَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَسْتَأذِنُ عَلَيْهَا، قُلْتُ: أَتَأْذَنِينَ لِهَذَا؟ قالَتْ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَصَابَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ -قالَ سُفْيَانُ: تَعْنِي ذَهَابَ بَصَرِهِ- فقالَ:

حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ

وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ

قالَتْ: لَكِنْ أَنْتَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: قالت» .

ص: 194

(10)

‌{وَيُبَيِّنُ

(1)

اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

[آية: 18]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَيُبَيِّنُ

}».

ص: 195

4756 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى: عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ على عَائِشَةَ فَشَبَّبَ وَقالَ:

حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ

وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ

(2)

الْغَوَافِلِ

قالَتْ: لَسْتَ كَذَاكَ

(3)

. قُلْتُ: تَدَعِينَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ

(4)

} [آية: 11]؟ فقالتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى. وَقالَتْ: وَقَدْ

(5)

كَانَ يَرُدُّ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «دِماءِ» .

(3)

في (و): «كذلك» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(4)

لفظة: «منهم» ليست في رواية [صع].

(5)

في رواية أبي ذر: «قد» بدون الواو.

ص: 195

(11)

‌{إِنَّ الَّذِينَ

(1)

يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ

(2)

فِي الَّذِينَ آمَنُوا

لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [آية: 19 - 20]

{وَلَا يَأتَلِ

(3)

أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا

(4)

أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ

(5)

وَالْمُهَاجِرينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 22]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {إِنَّ الَّذِينَ

}»، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية المُستملي.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية إلى قوله: {رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}. {تَشِيعَ}: تَظْهَرُ» بدل إتمام الترجمة.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقولُه: {وَلَا يَأتَلِ

}»، و {يَأتَلِ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

في اليونينية بالإرسال على قراءة ورش والسوسي.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الآية.

ص: 195

4757 -

وَقالَ أَبُو أُسَامَةَ: عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:

⦗ص: 196⦘

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأنِي الَّذِي ذُكِرَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيَّ خَطِيبًا، فَتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا

(1)

أَهْلِي، وَايْمُ اللَّهِ ما عَلِمْتُ على أَهْلِي مِنْ سُوءٍ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَلَا يَدْخُلُ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا

(2)

حَاضِرٌ، وَلَا غِبْتُ

(3)

فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي». فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ

(4)

فقالَ: ائْذَنْ لِي

(5)

يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ نَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُلِ، فقالَ: كَذَبْتَ، أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كَانُوا مِنَ الأَوْسِ ما أَحْبَبْتَ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ. حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ

(6)

بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ شَرٌّ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا عَلِمْتُ. فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ، فَعَثَرَتْ وَقالَتْ: تَعسَ

(7)

مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ: أَيْ أُمِّ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ وَسَكَتَتْ، ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّانِيَةَ فقالتْ: تَعسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: تَسُبِّينَ ابْنَكِ

(8)

؟ ثُمَّ عَثَرَتِ الثَّالِثَةَ فقالتْ: تَعسَ مِسْطَحٌ، فَانْتَهَرْتُهَا، فقالتْ:

⦗ص: 197⦘

وَاللَّهِ ما أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ. فَقُلْتُ: فِي أَيِّ شَأنِي؟ قالَتْ: فَبَقَرَتْ

(9)

لِي الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: وَقَدْ

(10)

كَانَ هَذَا؟ قالَتْ: نَعَمْ وَاللَّهِ. فَرَجَعْتُ إلى بَيْتِي، كَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَا أَجِدُ منه قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا. وَوُعِكْتُ، فَقُلْتُ

(11)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْنِي إلى بَيْتِ أَبِي. فَأَرْسَلَ مَعِيَ الْغُلَامَ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ وَأَبَا بَكْرٍ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ. فقالتْ أُمِّي: ما جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟ فَأَخْبَرْتُهَا وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ، وَإِذَا هو لَمْ يَبْلُغْ منها مِثْلَ ما

(12)

بَلَغَ مِنِّي، فقالتْ: يَا بُنَيَّةُ

(13)

، خَفِّضِي

(14)

عَلَيْكِ الشَّأنَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ، عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، لَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا حَسَدْنَهَا، وَقِيلَ فِيهَا، وَإِذَا هو لَمْ يَبْلُغْ منها ما بَلَغَ مِنِّي، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ قالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: نَعَمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَاسْتَعْبَرْتُ

(15)

وَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وهو فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ فَنَزَلَ، فقالَ لِأُمِّي: ما شَانُهَا؟ قالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَانِهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاه، قالَ

(16)

: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَيْ بُنَيَّةُ

(17)

إِلَّا رَجَعْتِ إلى بَيْتِكِ، فَرَجَعْتُ. وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي فَسَأَلَ عَنْ

(18)

خَادِمَتِي

(19)

فقالتْ: لا وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأكُلَ خَمِيرَهَا -أَوْ: عَجِينَهَا-

وَانْتَهَرَهَا

⦗ص: 198⦘

بَعْضُ أَصْحَابِهِ فقالَ: اصْدُقِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ

(20)

، فقالتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ ما عَلِمْتُ

(21)

إِلَّا ما يَعْلَمُ الصَّائِغُ على تِبْرِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ، وَبَلَغَ الأَمْرُ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ

(22)

الَّذِي قِيلَ لَهُ، فقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ ما كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قالَتْ: وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي فَلَمْ يَزَالا حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ وَقَدِ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عن يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ:«أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءًا، أَوْ ظَلَمْتِ، فَتُوبِي إلى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عن عِبَادِهِ» . قالَتْ: وَقَدْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَهيَ جَالِسَةٌ بِالْبَابِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَسْتَحِي

(23)

مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَذْكُرَ شَيْئًا، فَوَعَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَالْتَفَتُّ إلى أَبِي، فَقُلْتُ

(24)

: أَجِبْهُ. قالَ: فَمَاذَا أَقُولُ؟ فَالْتَفَتُّ إلى أُمِّي، فَقُلْتُ: أَجِيبِيهِ، فقالتْ: أَقُولُ مَاذَا؟ فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاهُ، تَشَهَّدْتُ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هو أَهْلُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ

(25)

قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ، وَاللَّهُ عز وجل

(26)

يَشْهَدُ إِنِّي لَصَادِقَةٌ، ما ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ، وَلَقَدْ

(27)

تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ، وَإِنْ قُلْتُ: إِنِّي

(28)

فَعَلْتُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ، لَتَقُولُنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ على نَفْسِهَا،

⦗ص: 199⦘

وَإِنِّي وَاللَّهِ ما أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا -وَالْتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ- إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]. وَأُنْزِلَ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَاعَتِهِ، فَسَكَتْنَا، فَرُفِعَ عَنْهُ وَإِنِّي لَأَتَبَيَّنُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ، وهو يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَيَقُولُ: «أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، قَدْ

(29)

أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ». قالَتْ: وَكُنْتُ أَشَدَّ ما كُنْتُ غَضَبًا، فقالَ لِي أَبَوَايَ: قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ

(30)

لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُهُ وَلَا أَحْمَدُكُمَا، وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي، لقد سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: أَمَّا زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِدِينِهَا، فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ

(31)

فِيهِ

(32)

مِسْطَحٌ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، وهو الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ، وهو الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ هو وَحَمْنَةُ، قالَتْ: فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَلَا يَأتَلِ

(33)

أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ

(34)

} إلى آخِرِ الآيَةِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ {وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا (33) أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ} يَعْنِي مِسْطَحًا، إلى قَوْلِهِ: {أَلَا تُحِبُّونَ

أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 22]. حَتَّى

(35)

قالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا، إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا، وَعَادَ لَهُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ.

(1)

بهامش اليونينية حاشية نقلًا عن ابن قُرْقُول: قوله: «أَبَنُوا أهلي» و «آبنوهم» أي: اتَّهموهم وذكروهم بالسُّوءِ، وفي رواية الأصيلي:«أبَّنوا» بتشديد الباء، وكلاهما صواب، قال ثابتٌ: التَّأبين ذكر الشيء وتتبُّعه، قال الشاعر:

فرفَّع أصحابي المطيَّ وأبَّنوا

قال ابن السِّكِّيت: أي ذكروها، والتخفيف بمعناه، ورُوي:«أنَّبوا أهلي» بتقديم النون وشدِّها، كذا قيَّده عَبدُوس ابن محمد، وكذلك ذكره بعضهم عن الأصيلي، قال لي القاضي: وهو في كتابي منقوط من فوق وتحت، وعليه بخطي علامة الأصيلي، ومعناه إن صح: لامُوا ووبَّخوا، وعندي أنَّه تصحيف لا وجه له هاهنا. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلَّا أنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كنتُ» .

(4)

بهامش اليونينية: عند الحافظ أبي ذر: «فقام سعد بن عُبادة» . قال الحافظ أبو ذر: والصواب: سعد بن معاذ لأنَّ سعد بن عبادة هو الذي قام من الخزرج، وذكره خطأ. اهـ.

(5)

لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «كَادَ يَكُونُ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بكسر العين وفتحها، وكتب بالهامش:«تعِس» بكسر العين، قاله عياض، وقال الجوهري بفتحها، وذكر ابن سِيدةَ فيه الكسر والفتح، وذكر ابن الأثير فيه الكسرَ، قال: وقد تفتح العين. اهـ.

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «فقلتُ لها: أيْ أمِّ، أتَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ فسكتَتْ» .

(9)

بهامش اليونينية: فبقرت، أي فتحته وكشفته، قاله ابن الأثير.

(10)

في رواية أبي ذر: «قد» بدون الواو.

(11)

في رواية أبي ذر: «وقلت» .

(12)

في رواية أبي ذر: «مثل الذي» .

(13)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أيْ بُنيةُ» .

(14)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«خَفِّفِي» . وبهامش اليونينية: قال القاضي: «خفِّفي» ، وعند المُستملي:«خفِّضي» ، ولغيرهما:«خِفِّي» ، والمعنى متقارب، من المشارق. اهـ.

(15)

في رواية أبي ذر: «فاستعبرتُ» .

(16)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(17)

في (ب، ص): «أي بُنَيَّه» ، وبهامش (ب): كذا «بنيه» التي في الأصل ليس عليها نقط ولا ضبط. اهـ. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا بنيةُ» .

(18)

في (ب، ص): «عنِّي» .

(19)

في رواية أبي ذر: «خادِمي» .

(20)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: نقلًا عن عياض: «حتى أسقطوا لها به» كذا أتقنَّاه وضبطناه عن شيوخنا، قيل معناه: أتوا بسؤالها وتهديدها بسَقَطٍ من الكلام، والهاء في «به» عائدة على ما تقدم من انتهارها وتهديدها، وإلى هذا التأويل كان يذهب ابن سِرَاج أبو مروان، وقيل معناه: بيَّنوا لها وصرَّحوا، وإلى هذا كان يذهب ابن بطَّال والوَقَّشِيُّ، من قولهم: سقطتُ على الأمرِ إذا علمتَهُ، وساقطتُ الحديثَ إذا ذكرتَه، ويُقال منه: سَقَطَ فلان في كلامه يَسْقُطُ، وأسقط يُسْقِط، إذا أتى بسَقَطٍ منه وخطأ [في (ب، ص): أو خطأ] وتصحيف، وأخطأ فيه وصحَّفه بعضهم فرواه: حتى أسقطوا لَهَاتَها، بالتاء باثنتين فوقها، وهي رواية ابن ماهان، يريد: من شدةِ الضرب، ولا وجه لهذا عند أكثرهم، وقال ابن سِرَاج: معناه أسكتُوها. اهـ.

(21)

زاد في (ب، ص): «عَلَيْهَا» .

(22)

في رواية أبي ذر: «وبلغ الأمر ذلك الرجلَ» .

(23)

في رواية أبي ذر: «تَسْتَحْيِي» .

(24)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

(25)

في متن (ب، ص): «لإِنْ» مضروب عليها بالحمرة، وفوقها «لئن» بالحمرة وعليها علامة أبي ذر.

(26)

قوله: «عز وجل» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية كريمة أيضًا، وهو مُهَمَّشٌ في (ب، ص).

(27)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(28)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَدْ» . كتبت بالحمرة.

(29)

في (و، ب، ص): «فَقَد» .

(30)

في رواية أبي ذر: «لا واللهِ» .

(31)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(32)

في رواية أبي ذر: «به» .

(33)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي.

(34)

في رواية أبي ذر زيادة: «والسَّعةِ» .

(35)

لفظة: «حتى» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 195

(12)

‌{وَلْيَضْرِبْنَ

(1)

بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}

[آية: 31]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلْيَضْرِبْنَ

}». كتبتا بالحمرة.

ص: 199

4758 -

وَقالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ: حدَّثنا أَبِي، عن يُونُسَ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ

(1)

، لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى

⦗ص: 200⦘

جُيُوبِهِنَّ} [آية: 31] شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهِ

(2)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية السَّمعاني عن رواية أبي الوقت: «بها» .

ص: 199

4759 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عن الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ

(1)

، عن صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [آية: 31]. أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَقْنَهَا

(2)

مِنْ قِبَلِ الْحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.

(1)

قوله: «بنِ مسلم» ثابت في نسخة لأبي ذر أيضًا (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

ضبطت في (ب، ص): «فَشَقَّقْنَهَا» .

ص: 200

«(25» )‌

‌ الْفُرْقَانُ

(1)

وَقالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَبَاء

(3)

مَّنثُورًا} [آية: 23]: ما تَسْفِي بِهِ

(4)

الرِّيحُ. {مَدَّ الظِّلَّ} [آية: 45]: ما بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلى طُلُوعِ الشَّمْسِ. {سَاكِنًا} [آية: 45]: دَائِمًا. {عَلَيْهِ دَلِيلًا} [آية: 45]: طُلُوعُ الشَّمْسِ. {خِلْفَةً} [آية: 62]: مَنْ فَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ عَمَلٌ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، أَوْ فَاتَهُ بِالنَّهَارِ أَدْرَكَهُ بِاللَّيْلِ.

وَقالَ

(5)

الْحَسَنُ: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

(6)

} [آية: 74]: فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِ الْمُؤْمِنِ

(7)

أَنْ

(8)

يَرَى حَبِيبَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {ثُبُورًا} [آية: 13]: وَيْلًا.

وَقالَ غَيْرُهُ: السَّعِيرُ مُذَكَّرٌ، وَالتَّسَعُّرُ وَالاِضْطِرَامُ التَّوَقُّدُ الشَّدِيدُ. {تُمْلَى عَلَيْهِ} [آية: 5]:

⦗ص: 201⦘

تُقْرَأُ عَلَيْهِ، مِنْ أَمْلَيْتُ وَأَمْلَلْتُ. الرَّسُّ: الْمَعْدِنُ، جَمْعُهُ

(9)

رِسَاسٌ. يَعْبَأُ

(10)

: يُقالُ: ما عَبَأْتُ بِهِ شَيْئًا، لَا يُعْتَدُّ بِهِ

(11)

. {غَرَامًا} [آية: 65]: هَلَاكًا.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {وَعَتَوْا

(12)

} [آية: 21]: طَغَوْا.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ

(13)

: {عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]: عَتَتْ عَنِ الْخُزَّانِ.

(1)

أهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بالرفع، وفي رواية أبي ذر وكريمة:«سورةُ الْفُرْقَانِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «{هَبَاء}» ليست في رواية الأصيلي.

(4)

لفظة: «به» ليست في رواية الأصيلي.

(5)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون واو.

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}» .

(7)

في رواية الأصيلي: «مُؤْمِنٍ» .

(8)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مِنْ أنْ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «جَمِيعهُ» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر: «{ما يعبؤا} [آية: 77]» (ب، ص).

(11)

في رواية الأصيلي: «أي لم تَعْتَدَّ به» .

(12)

في رواية أبي ذر: «عَتَوْ» بدون واو.

(13)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش دون رقم:«ابن عباسٍ» . على البدل. كتبت بالحمرة.

ص: 200

4760 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتَادَةَ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يُحْشَرُ الْكَافِرُ على وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ على الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا

(1)

على أَنْ يُمْشِيَهُ

(2)

على وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟». قالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «قادِرٌ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 201

(2)

‌{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [آية: 68]: الْعُقُوبَةَ.

(1)

(1)

من قوله: «{وَلَا يَزْنُونَ}» إلى قوله: «العقوبة» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر:«بابُ قولِه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ} الآيةَ {يَلْقَ أَثَامًا} العُقوبةَ» .

ص: 201

4761 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ

(1)

: حدَّثني مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عن أَبِي وَائِلٍ،

⦗ص: 202⦘

عن أَبِي مَيْسَرَةَ

(2)

، عن عَبْدِ اللَّهِ. قالَ: وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ، عن أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ -أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ

(3)

أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ». قالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

(4)

} [آية: 68].

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

في رواية كريمة زيادة: «هو عمرو بن شُرَحْبِيل» .

(3)

لفظة: «ثم» ليست في رواية أبي ذر (ب، ص)، وهي مهمشة فيهما.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَلَا يَزْنُونَ}» .

ص: 201

4762 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَني الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ

(1)

: أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: هَلْ لِمَنْ قَتَلَ مُؤمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: {وَلَا

(2)

يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [آية: 68]. فقالَ سَعِيدٌ: قَرَأْتُهَا على ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا قَرَأْتَهَا عَلَيَّ، فقالَ: هَذِهِ مَكِّيَّةٌ، نَسَخَتْهَا

(3)

آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ

(4)

، الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ.

(1)

بهامش اليونينية: هو جدُّ البزيُّ المقرئُ، قاله أبو ذر الحافظ. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «والَّذين لا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يعني نسختها» .

(4)

في (و، ص): «مَدِينية» ، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 202

4763 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي قَتْلِ الْمُؤْمِنِ، فَرَحَلْتُ

(2)

فِيهِ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ،

⦗ص: 203⦘

فقالَ: نَزَلَتْ فِي آخِرِ ما نَزَلَ، وَلَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فدخَلْتُ» .

ص: 202

4764 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ

(1)

، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عن قَوْلِهِ تَعَالَى:{فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]. قالَ: لا تَوْبَةَ لَهُ. وَعَنْ قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [آية: 68]. قالَ: كَانَتْ هَذِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن منصور» .

ص: 203

(3)

‌{يُضَاعَفْ

(1)

لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}

[آية: 69]

(1)

بهامش اليونينية: «قولُهُ: {يُضَاعَفْ

}»، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يُضَاعَفْ

}».

ص: 203

4765 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: قالَ ابْنُ أَبْزَى:

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(1)

عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤمِنًا

(2)

مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ

(3)

} [النساء: 93]، وَقَوْلِهِ: {وَلَا

(4)

يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

(5)

} حَتَّى بَلَغَ: {إِلَّا مَن تَابَ

(6)

} [آية: 68]. فَسَأَلْتُهُ فقالَ: لَمَّا نَزَلَتْ قالَ

(7)

أَهْلُ مَكَّةَ: فَقَدْ عَدَلْنَا بِاللَّهِ وَقَتَلْنَا

(8)

النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

(9)

، وَأَتَيْنَا الْفَوَاحِشَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} إلى قَوْلِهِ {غَفُورًا رَّحِيمًا} [آية: 70].

(1)

في رواية الأصيلي: «سألَ ابنَ عبَّاسٍ» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «سَلِ ابنَ عباس» وبهامشهما: هكذا صورتها في اليونينية، فالظاهر أن أصلها:«سأل» ثمَّ صُلحت بـ «سَلِ» . اهـ.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «{خَالِدًا فِيهَا}» .

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «والذين لا» .

(5)

قوله: {إِلَّا بِالْحَقِّ} ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَآمَنَ}» .

(7)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(8)

في رواية أبي ذر: «وقد قتلنا» .

(9)

قوله: {إِلَّا بِالْحَقِّ} ليس في رواية أبي ذر.

ص: 203

(4)

‌{إِلَّا مَن

(1)

تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا

(2)

فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [آية: 70]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِلَّا مَن

}».

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 204

4766 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن مَنْصُورٍ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى: أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عن هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤمِنًا

(1)

مُّتَعَمِّدًا} [النساء: 93]. فَسَأَلْتُهُ فقالَ: لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ، وَعَنْ:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [آية: 68]. قالَ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ.

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 204

(5)

‌{فَسَوْفَ

(1)

يَكُونُ لِزَامًا

(2)

} [آية: 77]: هَلَكَةً

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَسَوْفَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِزَامًا» مكررة، وضبطت زيادته في (ب، ص): «لِزابًا» ، وبهامشهما: في اليونينية هذه محتملة لأن تكون بالباء، وهو الذي في الفرع، ولأن تكون:«لزامًا» بالميم، ولها معنى صحيح، والله أعلم. اهـ.

(3)

في رواية الأصيلي: «أي: هَلكةً» .

ص: 204

4767 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عن مَسْرُوقٍ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: خَمْسٌ

قَدْ مَضَيْنَ: الدُّخَانُ، وَالْقَمَرُ، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [آية: 77].

ص: 204

«(26» )‌

‌ الشُّعَرَاءُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَعْبَثُونَ} [آية: 128]: تَبْنُونَ. {هَضِيمٌ} [آية: 148]: يَتَفَتَّتُ إذا مُسَّ. مُسَحَّرِينَ:

⦗ص: 205⦘

الْمَسْحُورِينَ

(2)

. واللَّيْكَةُ وَالأَيْكَةُ

(3)

: جَمْعُ أَيْكَةٍ، وَهيَ جَمْعُ شَجَرٍ

(4)

. {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [آية: 189]: إِظْلَالُ الْعَذَابِ إِيَّاهُمْ

(5)

. {مَّوْزُونٍ} [الحجر: 19]: مَعْلُومٍ. {كَالطَّوْدِ} [آية: 63]: الْجَبَلِ

(6)

. الشِّرْذِمَةُ

(7)

: طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ. {فِي السَّاجِدِينَ} [آية: 219]: الْمُصَلِّينَ.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [آية: 129]: كَأَنَّكُمْ

(8)

.

الرِّيعُ: الأَيْفَاعُ مِنَ الأَرْضِ، وَجَمْعُهُ رِيَعَةٌ وَأَرْيَاعٌ، وَاحِدُ الرِّيَعَةِ

(9)

. {مَصَانِعَ} [آية: 129]: كُلُّ بِنَاءٍ فهو مَصْنَعَةٌ. {فَرِهِينَ

(10)

} [آية: 149]: مَرِحِينَ، {فَارِهِينَ} [آية: 149]: بِمَعْنَاهُ، وَيُقالُ:{فَارِهِينَ} [آية: 149]: حَاذِقِينَ. {تَعْثَوْا} [آية: 183]: أَشَدُّ

(11)

الْفَسَادِ، عَاثَ

(12)

يَعِيثُ عَيْثًا. {الْجِبِلَّةُ} [آية: 184]: الْخَلْقُ، جُبِلَ: خُلِقَ، وَمِنْهُ جُبُلًا وَجِبِلًا وَجُبْلًا يَعْنِي الْخَلْقَ

(13)

.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة الشعراء، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مَسْحُورِينَ» .

(3)

في رواية أبي ذر وكريمة: «والأيكة واللَّيْكةُ» . وكتبت «ال» «الليكة» بالحمرة في متن اليونينية.

(4)

في رواية أبي ذر: «جَمِيعُ الشجرِ» .

(5)

من قوله: «{يَوْمِ الظُّلَّةِ}» إلى قوله: «إياهم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «كالجبل» .

(7)

في (و): «{لَشِرْذِمَةٌ}» ، ورمز لها في (ب) بعلامة أبي ذر، وضبط روايته في (ص):«شِرذمةٌ» ، وفي رواية كريمة:«وقال غيره: {لَشِرْذِمَةٌ}» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَيْكَةُ، الأيكَةُ، وهي الغَيْضةُ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر: «واحِدُه رِيْعةٌ» ، وفي رواية الأصيلي:«واحدها رِيعةٌ» .

(10)

على قراءة ابن كثير وأبي عمرو ونافع ويعقوب وأبي جعفر، وفي رواية أبي ذر:«فَرحِينَ» .

(11)

في رواية الأصيلي: «هُوَ أشدُّ» .

(12)

في رواية أبي ذر: «وعاثَ» .

(13)

في رواية أبي ذر زيادة: «قاله ابنُ عباس» .

ص: 204

4768 -

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أَبِيهِ:

⦗ص: 206⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ

(1)

رَأَى

(2)

أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ».

الْغَبَرَةُ هِيَ الْقَتَرَةُ

(3)

.

(1)

في رواية كريمة زيادة: «عليه الصلاة والسلام» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يَرَى» .

(3)

قوله: «الْغَبَرَةُ هِيَ الْقَتَرَةُ» ليس في رواية الأصيلي. قارن بما في الإرشاد.

ص: 205

4769 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا

(1)

أَخِي، عن ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِنِي

(2)

يَوْمَ يُبْعَثُونَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ على الْكَافِرِينَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «تُخْزِيَنِي» .

ص: 206

(2)

‌{وَأَنذِرْ

(1)

عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ}

[آية: 214 - 215]: أَلِنْ جَانِبَكَ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {وَأَنذِرْ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَأَنذِرْ

}».

ص: 206

4770 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ. لِبُطُونِ قُرَيْشٍ، حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ ما هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فقالَ:«أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قالَ:«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» . فقالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} .

ص: 206

4771 -

حدَّثنا

أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبرني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [آية: 214] قالَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ؛ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا

(2)

صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(3)

-، سَلِينِي ما شِئْتِ مِنْ مَالِي، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا».

تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عن ابْنِ وَهْبٍ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية الأصيلي: «يا» بدون الواو.

(3)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص) وكتبت بين الأسطر في (ن) دون رقم.

ص: 207

«(27» )‌

‌ النَّمْلُ

(1)

وَالْخَبْءُ

(2)

: ما خَبَأْتَ. {لَا قِبَلَ} [آية: 37]: لَا طَاقَةَ. الصَّرْحُ: كُلُّ مِلَاطٍ اتُّخِذَ مِنَ الْقَوَارِيرِ، وَالصَّرْحُ: الْقَصْرُ، وَجَمَاعَتُهُ صُرُوحٌ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَهَا عَرْشٌ} [آية: 23]: سَرِيرٌ. {كَرِيمٌ} [آية: 29] حُسْنُ الصَّنْعَةِ، وَغَلَاءُ الثَّمَنِ. {مُسْلِمِينَ

(3)

} [آية: 38]: طَائِعِينَ. {رَدِفَ} [آية: 72]: اقْتَرَبَ. {جَامِدَةً} [آية: 88]: قَائِمَةً. {أَوْزِعْنِي} [آية: 19]: اجْعَلْنِي.

⦗ص: 208⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {نَكِّرُوا} [آية: 41]: غَيِّرُوا. {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} [آية: 42]: يَقُولُهُ سُلَيْمَانُ. الصَّرْحُ برْكَةُ

(4)

مَاءٍ، ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ، أَلْبَسَهَا إِيَّاهُ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة النمل، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «الْخَبْءُ» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «{يأتوني مُسْلِمِينَ}» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بكسر الباء وفتحها، وهكذا أيضا ضبطت في (ب) نقلًا عن اليونينية، وضبطت في (ص، ق) بكسر الباء، وهو موافق لنسخة البقاعي، وفي (و) بضمِّ الباء، وأهمل ضبطها في (ن).

(5)

في رواية الأصيلي: «إيَّاها» .

ص: 207

«(28» )‌

‌ الْقَصَصُ

(1)

يُقالُ

(2)

: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [آية: 88]: إِلَّا مُلْكَهُ، وَيُقالُ: إِلَّا ما أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ.

وَقالَ

(3)

مُجَاهِدٌ: {الْأَنبَاء

(4)

} [آية: 66]: الْحُجَجُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة القصص، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وفي نسخة عنده بتقديم البسملة.

(2)

لفظة: «يقال» مضروب عليها في (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «قالَ» بدون الواو.

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء}» .

ص: 208

(1)

‌{إِنَّكَ

(1)

لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}

[آية: 56]

(1)

في رواية كريمة: «قولُهُ: {إِنَّكَ

، وفي رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {إِنَّكَ

}».

ص: 208

4772 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبرني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

عن أَبِيهِ قالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فقالَ:«أَيْ عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بها عِنْدَ اللَّهِ» . فقالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ

وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ، حَتَّى قالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: على مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَأَبَى أَنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قالَ: فقالَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» . فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113]. وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ، فقالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي

⦗ص: 209⦘

مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [آية: 56].

(1)

في (ب، ص): «قال: قال» .

(2)

من هنا ابتدأ السقط في الأصل (و)، وينتهي قبيل تفسير سورة الناس، أثناء الحديث:4976.

ص: 208

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُولِي الْقُوَّةِ} [آية: 76]: لَا يَرْفَعُهَا الْعُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ. {لَتَنُوءُ} [آية: 76]: لَتُثْقِلُ. {فَارِغًا} [آية: 10]: إِلَّا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى. {الْفَرِحِينَ} [آية: 76]: الْمَرِحِينَ. {قُصِّيهِ} [آية: 11]: اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ: أَنْ يَقُصَّ الْكَلَامَ؛ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف: 3]. {عَن جُنُبٍ} [آية: 11]: عن بُعْدٍ، عن جَنَابَةٍ وَاحِدٌ، وَعَنِ اجْتِنَابٍ أَيْضًا. {يَبْطِشُ} وَ {يَبْطُشُ}

(1)

[آية: 19]. {يَأتَمِرُونَ

(2)

} [آية: 20]: يَتَشَاوَرُونَ

(3)

.

الْعُدْوَانُ وَالْعَدَاءُ

(4)

وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ. {آنَسَ} [آية: 29]: أَبْصَرَ. الْجِذْوَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فيها لَهَبٌ، وَالشِّهَابُ فِيهِ لَهَبٌ. وَالْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ. {رِدْءًا} [آية: 34]: مُعِينًا.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُصَدِّقُنِي} [آية: 34]

وَقالَ غَيْرُهُ: {سَنَشُدُّ} [آية: 35]: سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا

(5)

. مَقْبُوحِينَ: مُهْلَكِينَ. {وَصَّلْنَا} [آية: 51]: بَيَّنَّاهُ وَأَتْمَمْنَاهُ. {يُجْبَى} [آية: 57]: يُجْلَبُ. {بَطِرَتْ} [آية: 58]: أَشِرَتْ. {فِي أُمِّهَا رَسُولًا} [آية: 59]: أُمُّ الْقُرَى مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا. {تُكِنُّ} [آية: 69]: تُخْفِي، أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ أَخْفَيْتُهُ، وَكَنَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ َأَظْهَرْتُهُ

(6)

. {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} : مِثْلُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء} {وَيَقْدِرُ} [آية: 82]: يُوَسِّعُ عَلَيْهِ، وَيُضَيِّقُ عَلَيْهِ

(7)

.

(1)

بكسر الطاء قرأ الجمهور، وبضمها قرأ أبو جعفر.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي جعفر بخلف عنه.

(3)

من قوله: «قال ابن عباس» إلى قوله: «يتشاورون» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.

(4)

بهامش (ص): لم يضبط العين في اليونينية وضبطها القسطلاني والفتح كبعض الفروع بالفتح، وفي الفرع المكي ضبطها بالكسر والضمِّ، والله أعلم. اهـ. وجعل في (ب) هذا الهامش على لفظة:«الْعَدَاءُ» .

(5)

من قوله: «{آنَسَ}» إلى قوله: «عضدًا» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.

(6)

في رواية الحَمُّويي: «وأظهرته» . (ب، ص).

(7)

من قوله: «{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ}» إلى قوله: «يضيق عليه» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.

ص: 209

4773 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبرنا يَعْلَى: حدَّثنا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [آية: 85] قالَ

(2)

: إلى مَكَّةَ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي، وعنده في آخر الباب زيادة:«الآيةَ» .

(2)

لفظة: «قال» ليست في رواية الأصيلي.

ص: 210

«(29» )‌

‌ الْعَنْكَبُوتُ

(1)

قالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [آية: 38]: ضَلَلَةً

(3)

. {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ} [آية: 3]: عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ، إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ

(4)

فَلِيَمِيزَ اللَّهُ، كَقَوْلِهِ: {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ

(5)

} [الأنفال: 37]. {أَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [آية: 13]: أَوْزَارِهِمْ

(6)

..

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ العنكبوتِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية كريمة: «ضَلالةً» . وفي رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «وقال غيرُه: الحَيوانُ والحيُّ واحد» ، وضبطت روايتيهما في (ب، ص): «وقال غيره: الحيوان والحياة والحي واحد» ، وضرب على «والحياة» في (ص) بالحمرة.

(4)

قوله: «بمنزلة» ليس في رواية الأصيلي.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِنَ الطَّيِّبِ}» .

(6)

في رواية الأصيلي: «أوْزارًا مع أَوْزَارِهِمْ» .

ص: 210

«(30» ) ‌

‌{ألم. غُلِبَتِ

(1)

الرُّومُ}

(2)

{فَلَا يَرْبُو

(3)

} [آية: 39]: مَنْ أَعْطَى

(4)

يَبْتَغِي أَفْضَلَ

(5)

فَلَا أَجْرَ لَهُ

(6)

فِيهَا.

⦗ص: 211⦘

قالَ مُجَاهِدٌ

(7)

: {يُحْبَرُونَ} [آية: 15]: يُنَعَّمُونَ. {يَمْهَدُونَ} [آية: 44]: يُسَوُّونَ

الْمَضَاجِعَ. الْوَدْقُ: الْمَطَرُ.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم} [آية: 28]: فِي الآلِهَةِ، وَفِيهِ {تَخَافُونَهُمْ} [آية: 28]: أَنْ يَرِثُوكُمْ كَمَا يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. {يَصَّدَّعُونَ} [آية: 43]: يَتَفَرَّقُونَ. {فَاصْدَعْ} [الحجر: 94].

وَقالَ غَيْرُهُ: ضُعْفٌ وَضَعْفٌ

(8)

: لُغَتَانِ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {السُّوأَى} [آية: 10]: الإِسَاءَةُ جَزَاءُ الْمُسِيئِينَ.

(1)

قوله: «غلبت» ليس في رواية الأصيلي.

(2)

في رواية أبي ذر: «سورة الرومِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «{عِندَ اللَّهِ}» .

(4)

في رواية ابن عساكر زيادة: «عَطِيَّةً» (ن)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر.

(5)

في رواية الأصيلي زيادة: «منه» .

(6)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(7)

قول مجاهد مُقدَّم على: «{فَلَا يَرْبُو}

» في رواية أبي ذر.

(8)

بفتح الضاد قرأ حمزة وعاصم، وقرأ بالضم الباقون.

ص: 210

4774 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ

(1)

: حدَّثنا مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ، عن أَبِي الضُّحَى:

عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فقالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَأخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، يَأخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَغَضِبَ، فَجَلَسَ فقالَ: مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: لَا أَعْلَمُ

(2)

، فَإِنَّ اللَّهَ قالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤُوا عن الإِسْلَامِ، فَدَعَا عَلَيْهِم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «اللَّهُمَّ

(3)

أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ ما بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأمُرُنَا

(4)

بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ. فَقَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي

(5)

السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} إلى قَوْلِهِ:

⦗ص: 212⦘

{عَائِدُونَ

(6)

} [الدخان: 10 - 15] أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إذا جَاءَ؟! ثُمَّ عَادُوا إلى كُفْرِهِمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: 16] يَوْمَ بَدْرٍ، وَ {لِزَامَا} [الفرقان: 77] يَوْمَ بَدْرٍ، {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ} إلى {سَيَغْلِبُونَ} [آية: 1 - 3] وَالرُّومُ قَدْ مَضَى

(7)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن سفيانَ» .

(2)

في رواية أبي ذر بدلها: «الله أعلم» ، وفي رواية الأصيلي بدلها:«لا عِلْمَ لِي به» .

(3)

لفظة: «اللهم» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «تأمُرُ» .

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(6)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وبالهمز قراءة الجمهور، وفي رواية الأصيلي زيادة:«فَتَكَشَّفَ عنهم العذابُ» .

(7)

من قوله: {الم} إلى قوله: «مضى» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 211

(1)

‌{لَا تَبْدِيلَ

(1)

لِخَلْقِ اللَّهِ}

[آية: 30]: لِدِينِ اللَّهِ.

{خَلْقُ

(2)

الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137]: دِينُ الأَوَّلِينَ، وَالْفِطْرَةُ الإِسْلَامُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا تَبْدِيلَ

}».

(2)

بفتح الخاء وسكون اللام على قراءة أبي جعفر وأبي عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب.

ص: 212

4775 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا يُونُسُ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ

(1)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ على الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدْعَاءَ، ثُمَّ يَقُولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [آية: 30]» .

(1)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «رضي الله عنه» . كتبت بالحمرة.

ص: 212

«(31» )‌

‌ لُقْمَانُ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ لقمانَ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . وكتبت لفظة: «سورة» بالحمرة، وصحح على لفظة «الرحمن» .

ص: 212

(1)

‌{لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ

(1)

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}

[آية: 13]

(1)

في رواية أبي ذر: «قوله: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ

}».

ص: 212

4776 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ،

عَنْ عَلْقَمَةَ:

⦗ص: 213⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ على أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ

(1)

، أَلَا تَسْمَعُ إلى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ

(2)

: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [آية: 13]».

(1)

في رواية أبي ذر: «بذلك» .

(2)

قوله: «لابنه» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 212

4777 -

حدثني

(1)

إِسْحَاقُ، عن جَرِيرٍ، عن أَبِي حَيَّانَ، عن أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إِذْ أَتَاهُ

(2)

رَجُلٌ يَمْشِي، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما الإِيمَانُ؟ قالَ: «الإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ

(3)

وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ». قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما الإِسْلَامُ؟ قالَ: «الإِسْلَامُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ» . قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما الإِحْسَانُ؟ قالَ: «الإِحْسَانُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ

(4)

لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: «مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عن أَشْرَاطِهَا: إذا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ

(5)

رَبَّتَهَا

(6)

، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُؤُسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ

(7)

لا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنْزِلُ

(8)

الْغَيْثَ

⦗ص: 214⦘

وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [آية: 34]». ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فقالَ: «رُدُّوا

(9)

عَلَيَّ». فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا

(10)

فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا. فقالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ، جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «إذ جاءه» . وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «وكُتُبِه» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «الأَمَةُ» بدل: «المرأة» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وخَمْسٌ» .

(8)

هكذا ضبطت في (ب، ص) على قراءة أبي عمرو ويعقوب وخلف وابن كثير وحمزة والكسائي، وأهمل ضبطها في (ن).

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 213

4778 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَفَاتِيحُ

(2)

الْغَيْبِ خَمْسٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [آية: 34]».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِفْتاحُ» .

ص: 214

«(32» ) ‌

{تَنزِيلُ} السَّجْدَةُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَّهِينٍ} [آية: 8]: ضَعِيفٍ: نُطْفَةُِ

(2)

الرَّجُلِ. {ضَلَلْنَا} [آية: 10]: هَلَكْنَا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْجُرُزُ: الَّتِي لَا تُمْطَرُ

(3)

إِلَّا مَطَرًا لَا يُغْنِي عَنْهَا شَيْئًا. {نَهْدِ} [آية: 26]: نُبَيِّنْ

(4)

.

(1)

في غير (ن): «السَّجْدَةِ» ، وفي رواية أبي ذر:«سورةُ السجدةِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وفي رواية غيره بتقديم البسملة.

(2)

ضبطت في اليونينية بضبطين: نُطْفَةُ، نُطْفَةِ.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «لم تُمْطَرْ» .

(4)

بالنون على قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما، وأبي عبد الرحمن السلمي وقتادة ورواية عن يعقوب، وفي رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«{يَهْدِ}: يُبَين» بالياء على قراءة الجماعة.

ص: 214

(1)

{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم

(1)

} [آية: 17]

ص: 214

4779 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ تبارك وتعالى

(1)

: أَعْدَدْتُ

⦗ص: 215⦘

لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ». قالَ

أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [آية: 17]

وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ

(2)

: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ اللَّهُ، مِثْلَهُ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: رِوَايَةً؟ قالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ؟

قالَ

(3)

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي صَالِحٍ: قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ: {قُرَّاتِ}

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(2)

هكذا بالعطف على الإسناد السابق، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا علي [زاد في (ب، ص): قال]: حدَّثنا سفيانُ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«قال علي: وحدَّثنا سفيان» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقال» .

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «{أَعْيُنٍ}» ، ووافق أبا هريرة على القراءة بالجمع عبدُ الله بن مسعود وأبو الدرادء رضي الله عنهما والأعمش وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم. انظر: معجم القراءات: 7: 230، وهذا المعلق مؤخر إلى ما بعد الحديث التالي في رواية كريمة وأبي ذر.

ص: 214

4780 -

حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن الأَعْمَشِ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا، بَلْهَ

(2)

ما أُطْلِعْتُمْ

(3)

عَلَيْهِ». ثُمَّ قَرَأَ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [آية: 17]

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي وابن عساكر ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ بَلْهِ» . وضبطها في (ب، ص) بضبطين: السابق، و:«مِنْ بَلْهٌ» ، وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما أَطْلَعْتُهُمْ» .

(4)

بهامش اليونينية: هنا عند أبي ذر: «وقال أبُو مُعاوِيةَ عن الأعمش

». اهـ. كتبت بالحمرة. وقد سبقت الإشارة إليه.

ص: 215

«(33» )‌

‌ الأَحْزَابُ

(1)

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«سورةُ الأحزاب» ، وفي رواية ابن عساكر:«الأحزاب، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، والذي في (ب، ص) أن روايتهما معًا: «سورة الأحزاب، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 216

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {صَيَاصِيهِمْ} [آية: 26]: قُصُورهمْ

(1)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم الضاد والراء مع كسرهما، وهي هكذا في (ق)، وفي (ص) بالرفع، وأهمل ضبطها في (ن، ب).

ص: 216

4781 -

حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدَّثنا أَبِي، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا مِنْ مُؤمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ

(2)

بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤمِنِينَ

(3)

مِنْ أَنفُسِهِمْ} [آية: 6]. فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأتِنِي وَأَنَا

(4)

مَوْلَاهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» ، وعنده قبل هذا الحديث زيادة ترجمة:«{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}» . و {الْمُؤْمِنِينَ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

لفظة: «الناس» ليست في رواية أبي ذر، وهي ثابتة عنده في نسخة.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فأنا» .

ص: 216

(2)

‌{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ

(1)

} [آية: 5]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}» ، ومثله في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت دون ذكر:«باب» .

ص: 216

4782 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ: حدَّثني سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ} [آية: 5].

ص: 216

(3)

{فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

[آية: 23] نَحْبَهُ: عَهْدَهُ

(1)

.

{أَقْطَارِهَا}

(2)

[آية: 14]: جَوَانِبُهَا. {الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا} [آية: 14]: لَأَعْطَوْهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ}: عَهْدَهُ» .

(2)

في (ن): «أقطارُها» بالرفع.

ص: 217

4783 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا

(2)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عن ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: نُرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ: {مِنَ الْمؤمِنِينَ

(3)

رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [آية: 23].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف.

ص: 217

4784 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبرني خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:

أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قالَ: لَمَّا نَسَخْنَا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ، كُنْتُ

(1)

أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

يَقْرَؤُهَا، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ: {مِنَ الْمؤمِنِينَ

(2)

رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [آية: 23].

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «كثيرًا» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف.

ص: 217

(4)

‌{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

(1)

قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ

الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ

(2)

وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [آية: 28]

التَّبَرُّجُ

(3)

: أَنْ تُخْرِجَ مَحَاسِنَهَا.

{سُنَّةَ اللَّهِ} : اسْتَنَّهَا: جَعَلَهَا.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قَوْلُه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

}» وقوله: «{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}» مُهمَّش في (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الآية.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقال مَعْمَر: التَّبَرُّجُ» . وانظر تغليق التعليق: 4/ 282.

ص: 217

4785 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهَا حِينَ أَمَرَ

(2)

اللَّهُ أَنْ يُخَيِّرَ أَزْوَاجَهُ، فَبَدَا بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ

(3)

تَسْتَعْجِلِي حَتَّى تَسْتَأمِرِي أَبَوَيْكِ». وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قالَتْ: ثُمَّ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ قالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ} [آية: 28]» : إلى تَمَامِ الآيَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: فَفِي أَيِّ هَذَا

(4)

أَسْتَأمِرُ أَبَوَيَّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أمره» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ألَّا» . (ن)، وفي (ب، ص): «أنْ لَا» بفك الإدغام.

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «أيِّ شيءٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 218

(5)

‌{وَإِن كُنتُنَّ

(1)

تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ

فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [آية: 29]

وَقالَ قَتَادَةُ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [آية: 34]: الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {وَإِن كُنتُنَّ

}».

(2)

ضبطت في (ب، ص): «الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ» بالرفع والجر، وفي رواية أبي ذر: «{

مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}: الْقُرْآنُ، وَالْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ»، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{

مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الْقُرْآنُ، وَالْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ». اهـ.

ص: 218

4786 -

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ

(1)

: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِي فقالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأمِرِي أَبَوَيْكِ» . قالَتْ: وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قالَتْ: ثُمَّ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ

(2)

قالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ

⦗ص: 219⦘

إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إلى {أَجْرًا عَظِيمًا} [آية: 28 - 35]». قالَتْ: فَقُلْتُ: فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأمِرُ أَبَوَيَّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ما فَعَلْتُ.

تَابَعَهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ.

وَقالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عن مَعْمَرٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ.

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» . كتبت بالحمرة.

ص: 218

(6)

‌{وَتُخْفِي

(1)

فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ

وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [آية: 37]

(1)

في حاشية الأصل: «قولُهُ: {وَتُخْفِي

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَتُخْفِي

}».

ص: 219

4787 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: حدَّثنا ثَابِتٌ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [آية: 37] نَزَلَتْ فِي شَأنِ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

جَحْشٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنتِ» .

ص: 219

(7)

‌{تُرْجِئ

(1)

مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء

وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [آية: 51]

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {تُرْجِئ} [آية: 51]: تُؤَخِّرُ، {أَرْجِئْهُ

(2)

} [الأعراف: 111]: أَخِّرْهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِهِ: {تُرْجِئ

}». و {تُرْجِئ} بالهمز قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وشعبة ويعقوب، وبالياء من غير همز قرأ الباقون.

(2)

بسكون الهمز وضمِّ الهاء على قراءة أبي عمرو ويعقوب. معجم القراءات: 3: 121.

ص: 219

4788 -

حدَّثنا

زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قالَ: هِشَامٌ

(1)

حدَّثنا عن أَبِيهِ:

⦗ص: 220⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ على اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقُولُ: أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا؟ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {تُرْجِئ

(2)

مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [آية: 51] قُلْتُ: ما أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بالهمز قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وشعبة ويعقوب، وبالياء من غير همز قرأ الباقون.

ص: 219

4789 -

حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبرنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عن مُعَاذَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَأذِنُ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ مِنَّا، بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {تُرْجِئ

(1)

مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [آية: 51]. فَقُلْتُ لَهَا: ما كُنْتِ تَقُولِينَ؟ قالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ لَهُ: إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ، فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا ..

تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: سَمِعَ عَاصِمًا.

(1)

بالهمز قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وشعبة ويعقوب، وبالياء من غير همز قرأ الباقون.

ص: 220

(8)

‌{لَا تَدْخُلُوا

(1)

بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤذَنَ

(2)

لَكُمْ

إِلَى طَعَامٍ

(3)

غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأنِسِينَ

(4)

لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤذِي

(5)

النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤذُوا

(6)

رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} [آية: 53]

يُقالُ: إِنَاهُ: إِدْرَاكُهُ، أَنَى يَأْنِي أَنَاةً

(7)

.

⦗ص: 221⦘

{لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [آية: 63]: إذا وَصَفْتَ صِفَةَ الْمُؤَنَّثِ قُلْتَ: قَرِيبَةً، وَإِذَا جَعَلْتَهُ ظَرْفًا وَبَدَلًا، وَلَمْ تُرِدِ الصِّفَةَ، نَزَعْتَ الْهَاءَ مِنَ الْمُؤَنَّثِ، وَكَذَلِكَ لَفْظُهَا فِي الْوَاحِدِ وَالاِثْنَيْنِ

(8)

وَالْجَمِيعِ، لِلذَّكَرِ وَالأُنْثَى.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {لَا تَدْخُلُوا

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا تَدْخُلُوا

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وورش.

(3)

في رواية كريمة: «إلى قوله: {عَظِيمًا}» بدل إتمام الآية. وفي رواية أبي ذر: «إلى قولِه: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}» بدل إتمام الآية.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وورش.

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وورش.

(6)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وورش.

(7)

في رواية ابن عساكر: «أناءً» ، وضبطت في (ب، ص): «آناء» ، وبهامشهما: هكذا في اليونينية مدتان. اهـ. قارن بما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر زيادة:«فهو آنٍ» .

(8)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «

لفظها في الاثنين».

ص: 220

4790 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى

(1)

، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ، قالَ:

قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا يحيى» .

ص: 221

4791 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو مِجْلَزٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

جَحْشٍ دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وَإِذَا هو كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ وَقَعَدَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْخُلَ فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ

فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآيَةَ [آية: 53].

(1)

في رواية أبي ذر: «بنتَ» .

ص: 221

4792 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن أَبِي قِلَابَةَ:

قالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ آيَةِ الْحِجَابِ، لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ

(1)

إلى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ، صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا الْقَوْمَ، فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ،

⦗ص: 222⦘

فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤذَنَ

(3)

لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ

(4)

} إلى قَوْلِهِ: {مِن وَرَاء حِجَابٍ} [آية: 53]. فَضُرِبَ الْحِجَابُ وَقَامَ الْقَوْمُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنتُ جَحْشٍ رضي الله عنها» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وورش.

(4)

قوله: «{إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 221

4793 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: بُنِيَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ على الطَّعَامِ دَاعِيًا، فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى ما أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ما أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ

(2)

، قالَ

(3)

: «ارْفَعُوا

(4)

طَعَامَكُمْ». وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ إلى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فقالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

(5)

». فقالتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ

(6)

وَرَحْمَةُ اللَّهِ

(7)

، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ. فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ

(8)

لَهُ كَمَا قالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ

(9)

فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَدِيدَ الْحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَمَا أَدْرِي: آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا، فَرَجَعَ، حَتَّى إذا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً

(10)

،

⦗ص: 223⦘

أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بنتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أدعو» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَارْفَعُوا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ورحمت الله» بالتاء المبسوطة. كتبت بالحمرة.

(6)

قوله: «السلام» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «ورحمت الله» بالتاء المبسوطة. كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر: «فيقلن» .

(9)

في رواية أبي ذر: «فإذا رهطٌ ثلاثةٌ» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر: «داخِلَهُ والأخْرى خارِجَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 222

4794 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ إلى حُجَرِ أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ، وَيَدْعُو لَهُنَّ، وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُونَ لَهُ

(2)

، فَلَمَّا رَجَعَ إلى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الْحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عن بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَانِ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجَعَ عن بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. وَقالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ

(3)

: أخبرنا

يَحْيَى: حدَّثني حُمَيْدٌ: سَمِعَ أَنَسًا، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «بنتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فُيسلِّمُ عَلَيهن ويُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ ويَدْعُو لَهُنَّ ويَدْعُونَ لَه» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إبراهيمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ» . وبهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: قال أبو ذر: سقط إبراهيم في نسخة. اهـ. وذكر في الفتح أنه سعيد بن أبي مريم، وأن قول من قال:«إبراهيم» تغيير فاحش.

ص: 223

4795 -

حدثني

(1)

زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَما ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً، لَا تَخْفَى على مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فقالَ: يَا سَوْدَةُ، أَمَا

(2)

وَاللَّهِ ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ. قالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، وَإِنَّهُ

(3)

لَيَتَعَشَّى

⦗ص: 224⦘

وَفِي

(4)

يَدِهِ عَرْقٌ، فَدَخَلَتْ، فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فقالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا. قالَتْ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ

(5)

، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ، وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ ما وَضَعَهُ، فقالَ:«إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أمَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَإِنَّه» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «في» بدون الواو.

(5)

في رواية أبي ذر: «فَأُوحِيَ إليه» .

ص: 223

(9)

‌{إِن تُبْدُوا

(1)

شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ

(2)

بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا.

لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} [آية: 54 - 55]

(1)

في نسخة: «بابُ قوله: {إِن تُبْدُوا

، وفي نسحةٍ أخرى: «بابٌ: {إِن تُبْدُوا

}». وبهامش (ب، ص): ليس على الباب علامة أبي ذر في اليونينية، بل في الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قَولِه: {شَهِيدًا}» بدل إتمام الآيات.

ص: 224

4796 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَت: اسْتَأذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ، أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ، بَعْدَما أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَقُلْتُ: لَا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأذِنَ فِيهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا الْقُعَيْسِ لَيْسَ هو أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأذَنَ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ

(2)

حَتَّى أَسْتَاذِنَكَ، فقالَ النَّبِيُّ

(3)

صلى الله عليه وسلم: «وَمَا

(4)

مَنَعَكِ أَنْ تَأذَنِينَ

(5)

؟! عَمُّكِ

(6)

». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هو أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ. فقالَ:«ائْذَنِي لَهُ؛ فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ» . قالَ عُرْوَةُ: فَلِذَلِكَ

⦗ص: 225⦘

كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ ما تُحَرِّمُونَ

(7)

مِنَ النَّسَبِ.

(1)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

(3)

بهامش اليونينية دون رقم: «رسولُ اللهِ» . (ب، ص).

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«أن تأذني» .

(6)

ضبطت في (ب، ص) بالرفع والنصب معًا.

(7)

في رواية أبي ذر: «ما تُحرِّموا» . كتبت بالحمرة.

ص: 224

(10)

‌{إِنَّ اللَّهَ

(1)

وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

(2)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [آية: 56]

قالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: صَلَاةُ اللَّهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ: الدُّعَاءُ.

قالَ

(3)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {يُصَلُّونَ} : يُبَرِّكُونَ. {لَنُغْرِيَنَّكَ} [آية: 60]: لَنُسَلِّطَنَّكَ.

(1)

في حاشية الأصل: «قوله: {إِنَّ اللَّهَ

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّ اللَّهَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 225

4797 -

حدثني

(1)

سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى

(2)

: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عن الْحَكَمِ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: قالَ

(3)

: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ

(4)

؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،

اللَّهُمَّ بَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سعيد» . كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «قال» ليست في (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «عليك» .

ص: 225

4798 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

: حدَّثني ابْنُ الْهَادِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا التَّسْلِيمُ

(2)

فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ على مُحَمَّدٍ

⦗ص: 226⦘

وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ على

(3)

إِبْرَاهِيمَ».

قالَ أَبُو صَالِحٍ، عن اللَّيْثِ:«عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ» .

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ عن يَزِيدَ، وَقالَ:«كَمَا صَلَّيْتَ على إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ على إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 225

(11)

‌{لَا تَكُونُوا

(1)

كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}

[آية: 69]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {لَا تَكُونُوا

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا تَكُونُوا

}».

ص: 226

4799 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَخْبَرَنَا

(1)

رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} [آية: 69]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 226

«(34» )‌

‌ سَبَأ

(1)

يُقالُ: {مُعَاجِزِينَ} [آية: 5]: مُسَابِقِينَ. {بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: 134]: بِفَائِتِينَ

(2)

. {مُعَاجِزِينَ} [آية: 5]: مُغَالِبِينَ. {سَبَقُواْ} [الأنفال: 59]: فَاتُوا. {لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59]: لَا يَفُوتُونَ. {يَسْبِقُونَا} [العنكبوت: 4]: يُعْجِزُونَا، قَوْلُهُ

(3)

: {بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: 134]: بِفَائِتِينَ، وَمَعْنَى {مُعَاجِزِينَ} [آية: 5]: مُغَالِبِينَ، يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ منهما أَنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صَاحِبِهِ. مِعْشَارٌ: عُشْرٌ. الأُكُلُ: الثَّمَرُ

(4)

. {بَاعِدْ} [آية: 19]: وَ {بَعِّدْ}

(5)

وَاحِدٌ.

⦗ص: 227⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {لَا يَعْزُبُ} [آية: 3]: لا يَغِيبُ. الْعَرِمُ: السدُّ

(6)

، مَاءٌ أَحْمَرُ، أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِي السُّدِّ، فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ، وَحَفَرَ الْوَادِيَ، فَارْتَفَعَتَا عن الْجَنْتيْنِ

(7)

، وَغَابَ عَنْهُمَا الْمَاءُ فَيَبِسَتَا، وَلَمْ يَكُنِ الْمَاءُ الأَحْمَرُ مِنَ السُّدِّ

(8)

، وَلَكِنْ

(9)

كَانَ عَذَابًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ.

وَقالَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلٍَ: الْعَرِمُ: الْمُسَنَّاةُ بِلَحْنِ أَهْلِ الْيَمَنِ.

وَقالَ غَيْرُهُ: الْعَرِمُ: الْوَادِي

(10)

. السَّابِغَاتُ: الدُّرُوعُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُجَازَى

(11)

} [آية: 17]: يُعَاقَبُ. {أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ} [آية: 46]: بِطَاعَةِ اللَّهِ. {مَثْنَى وَفُرَادَى} [آية: 46]: وَاحِدٌ وَاثْنَيْنِ. {التَّنَاوُشُ} [آية: 52]: الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إلى الدُّنْيَا. {وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [آية: 54]: مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ. {بِأَشْيَاعِهِم} [آية: 54]: بِأَمْثَالِهِمْ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَالْجَوَابِ

(12)

} [آية: 13]: كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ. الْخَمْطُ: الأَرَاكُ. وَالأَثْلُ: الطَّرْفَاءُ. {الْعَرِمُ} [آية: 16]: الشَّدِيدُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة سبأ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «مُعاجِزِي: مُسابِقِي» ، وعلى الياءين شدَّة في (ب، ص)، وهي عند أبي ذر بدل قوله: «{مُعَاجِزِينَ} : مغالبين.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقَولُه» .

(4)

في رواية أبي ذر: «يُقالُ: الأُكُلُ: الثَّمَرةُ» .

(5)

بكسر العين المشددة وحذف الألف قرأ أبو عمرو وابن كثير وهشام، وبكسر العين وإثبات الألف قبلها قرأ الباقون.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: «السَّدُّ» ، و «السُّدُّ» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«{سَيْلَ الْعَرِمِ}: السُّدُّ» . وفي روايته عن الحَمُّويي: «{سَيْلَ الْعَرِمِ}: الشَّدِيدُ» .

(7)

ضبطت في متن اليونينية بالباء والتاء معًا، وكتبت التاء بالحمرة، على إرادة تثنية: الجنب والجنة. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الجَنَبَتَيْنِ» .

(8)

قوله: «من السُّد» ثابت في رواية الحَمُّويي أيضًا، وزاد في (ب، ص) نسبة ثبوته إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(9)

في رواية أبي ذر: «ولكِنَّه» .

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(11)

بضم الياء وفتح الزاي على قراءة أبي عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر وأبي جعفر وشعبة.

(12)

في رواية أبي ذر: «{كالجَوابِي}» بإثبات الياء على قراءة أبي عمرو وورش. كتبت بالحمرة.

ص: 226

(1)

‌{حَتَّى إِذَا

(1)

فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا

مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ

قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [آية: 23]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {حَتَّى إِذَا

}».

ص: 227

4800 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، قالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ:

⦗ص: 228⦘

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ على صَفْوَانٍ، فَإِذَا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قالَ: الْحَقَّ، وهو الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ

(1)

السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ

(2)

السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ -وَوَصَفَ

(3)

سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَّفَهَا

(4)

، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إلى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إلى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا على لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقالُ: أَلَيْسَ قَدْ قالَ لَنَا: يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، كَذَا وَكَذَا؟! فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ

(5)

مِنَ السَّمَاءِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية ابن عساكر: «وَصَفَ» ، وفي رواية أبي ذر:«وَصَفَه» .

(4)

ضبطت في (ب، ص) بتخفيف الراء، وأشار بهامشهما إلى أنها بالتشديد في الفرع.

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «سُمِعَتْ» .

ص: 227

(2)

‌{إِنْ هُوَ

(1)

إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}

[آية: 46]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {إِنْ هُوَ

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنْ هُوَ

}».

ص: 228

4801 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ

(1)

: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ، فقالَ: «يَا صَبَاحَاهُ

(2)

». فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، قَالُوا: ما لَكَ؟ قالَ

(3)

: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي

(4)

». قَالُوا: بَلَى، قالَ:«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» . فقالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «صَبَاحَاهْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقالُوا: ما لَكَ؟ فقال» .

(4)

في رواية أبي ذر: «تصدقونني» .

ص: 228

«(35» )‌

‌ الْمَلَائِكَةُ

(1)

قالَ مُجَاهِدٌ: الْقِطْمِيرُ: لِفَافَةُ النَّوَاةِ. {مُثْقَلَةٌ} [آية: 18]: مُثَقَّلَةٌ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {الْحَرُورُ} [آية: 21]: بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَالسَّمُومُ بِالنَّهَارِ. {وَغَرَابِيبُ} [آية: 27]: أَشَدُّ سَوَادٍ، الْغِرْبِيبُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ.

(1)

في سياق رواية أبي ذر اختلاف في ضبط تفسير هذه السورة وسورة يس، سيأتي بيانه عند حديث أبي نعيم الآتي.

ص: 229

«(36» )‌

‌ سُورَةُ {يس}

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {فَعَزَّزْنَا} [آية: 14]: شَدَّدْنَا. {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [آية: 30]: كَانَ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ اسْتِهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ. {أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [آية: 40]:

لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الآخَرِ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ. {سَابِقُ النَّهَارِ} [آية: 40]: يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ. {نَسْلَخُ} [آية: 37]: نُخْرِجُ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، وَيَجْرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا. {مِن مِّثْلِهِ} [آية: 42]: مِنَ الأَنْعَامِ. {فَكِهُونَ

(1)

} [آية: 55]: مُعْجَبُونَ. {جُندٌ مُّحْضَرُونَ} [آية: 75]: عِنْدَ الْحِسَابِ.

وَيُذْكَرُ عن عِكْرِمَةَ: المَشْحُوْنُ

(2)

: الْمُوقَرُ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} [آية: 19]: مَصَائبُكُمْ. {يَنسِلُونَ} [آية: 51]: يَخْرُجُونَ. {مَّرْقَدِنَا} [آية: 52]: مَخْرَجِنَا. {أحْصَيْنَاهُ} [آية: 12]: حَفِظْنَاهُ. مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ.

(1)

على قراءة أبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو بخلف ورواية عن نافع.

(2)

هكذا في (ن، ع)، وفي غيرها:«{الْمَشْحُونِ} [آية: 41]» ، وخرَّج في (ب) قبلها لكلمة:{فِي الْفُلْكِ} وضبَّب عليها نقلًا عن اليونينية.

ص: 229

(1)

‌{وَالشَّمْسُ

(1)

تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

[آية: 38]

(1)

في رواية كريمة: «بابُ قولِهِ: {وَالشَّمْسُ

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَالشَّمْسُ

}».

ص: 229

4802 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ

(1)

: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِيهِ:

⦗ص: 230⦘

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فقالَ:«يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟» . قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ:«فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [آية: 38]» .

(1)

في رواية أبي ذر اختلاف في سياق تفسير سورتي الملائكة ويس إلى هذا الحديث وسياقه في التفسير:

«سُوْرَةُ المَلائكةِ وَ {يس}

بسم الله الرحمن الرحيم

الْقِطْمِيرُ: لِفَافَةُ النَّوَاةِ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27]: أَشَدُّ سَوَادٍ الْغِرْبِيبُ.

وَقال مُجَاهِدٌ: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس: 30]: وَكَانَ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ اسْتِهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ. {مِّن مِّثْلِهِ} [يس: 42]: مِنَ الأَنْعَامِ. {فَكِهُونَ} [كذا باتفاق الأصول، وسبق نقل اتفاقهم على أن الذي في روايته: {فَاكِهُونَ}]: مُعْجَبُونَ.

سُورَةُ {يس}

بسم الله الرحمن الرحيم

وَقال ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} [يس: 19] عند الله: مَصَائبُكُمْ. {يَنسِلُونَ} [يس: 51]: يَخْرُجُونَ.

بابٌ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].

{فَعَزَّزْنَا} [يس: 14]: فَشَدَّدْنَا.

4802 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ

». اهـ. وقوله: «حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ» كتب بالحمرة.

ص: 229

4803 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} [آية: 38]. قالَ: «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ» .

ص: 230

«(37» ) ‌

{وَالصَّافَّاتِ}

(1)

وَقالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 53]: مِنْ كُلِّ مَكَانٍ. {وَيُقْذَفُونَ مِن

⦗ص: 231⦘

كُلِّ جَانِبٍ} [آية: 8]: يُرْمَوْنَ. {وَاصِبٌ} [آية: 9]: دَائِمٌ. لَازِبٌ: لَازِمٌ

(3)

. {تَأتُونَنَا

(4)

عَنِ الْيَمِينِ} [آية: 28]: يَعْنِي الْحَقَّ

(5)

، الْكُفَّارُ تَقُولُهُ لِلشَّيْطَانِ. {غَوْلٌ} [آية: 47]: وَجَعُ بَطْنٍ. {يُنزَفُونَ} [آية: 47]: لَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ. {قَرِينٌ} [آية: 51]: شَيْطَانٌ

(6)

. {يُهْرَعُونَ} [آية: 70]: كَهَيْئَةِ الْهَرْوَلَةِ. {يَزِفُونَ

(7)

} [آية: 94]: النَّسَلَانُ فِي الْمَشْيِ. {وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [آية: 158]: قالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ بَنَاتُ سَرَوَاتِ الْجِنِّ. وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [آية: 158]: سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ

(8)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} [آية: 165]: الْمَلَائِكَةُ. {صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [آية: 23]: {سَوَاء الْجَحِيمِ} [آية: 55]: وَوَسَطِ الْجَحِيمِ. {لَشَوْبًا} [آية: 67]: يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ، وَيُسَاطُ بِالْحَمِيمِ. {مَدْحُورًا} [الإسراء: 18]: مَطْرُودًا

(9)

. {بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} [آية: 49]: اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ

(10)

. {وَتَرَكْنَا

(11)

عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} [آية: 78]: يُذْكَرُ بِخَيْرٍ

(12)

. {يَسْتَسْخِرُونَ

(13)

} [آية: 14]: يَسْخَرُونَ. {بَعْلًا} [آية: 125]: رَبًّا

(14)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَالصَّافَّاتِ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية كريمة: «قال» بدون الواو.

(3)

من قوله: «{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ}» إلى قوله: «لازم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الجنَّ» بدل: «الحق» .

(6)

من قوله: «{غَوْلٌ}» إلى قوله: «شيطان» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

هكذا ضبطت في (ن) بتخفيف الفاء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وهي مثقلة في باقي الأصول، وبالتخفيف قرأ مجاهد والضحاك وابن أبي عبلة وأبو المتوكل وغيرهم، وبالتثقيل قرأ الجماعة. انظر معجم القراءات: 8: 40.

(8)

من قوله: «{يَزِفُونَ}» إلى قوله: «للحساب» ليس في نسخة. «لا إلى» بالحمرة.

(9)

من قوله: «{صِرَاطِ الْجَحِيمِ}» إلى قوله: «مطرودًا» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر زيادة: «الأسبابُ: السماءُ» ، (ب، ص)، وفي (ن) تخريج دون ذكر فرق.

(11)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَتَرَكْنَا

}»، كتبت بالحمرة. (ن)، وخرِّج لها في (ب، ص) في الباب الآتي.

(12)

من قوله: «{وَتَرَكْنَا}» إلى قوله: «بخير» ليس في رواية أبي ذر.

(13)

في رواية أبي ذر: «ويقال: {يَسْتَسْخِرُونَ}» ، والذي في (ن) أن الزيادة التي في روايته: «بابٌ ويُقالُ

».

(14)

قوله: «{بَعْلًا}: ربًا» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ن) أن قوله:«يسخرون» ليس في روايته أيضًا، وهو مشكل.

ص: 230

(1)

‌{وَإِنَّ يُونُسَ

(1)

لَمِنَ المُرْسَلِينَ}

[آية: 139]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَإِنَّ يُونُسَ

(ب، ص)، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِنَّ يُونُسَ

}». كتبتا بالحمرة.

ص: 232

4804 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنِ ابْنِ مَتَّى

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ يُونُسَ بنِ مَتَّى» .

ص: 232

4805 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ

(1)

، حدَّثني أَبِي، عن هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ قالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 232

«(38» ) ‌

{ص}

(1)

ص: 232

(1)

4806 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الْعَوَّامِ، قالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عن السَّجْدَةِ فِي {ص} ، قالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فقالَ: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ فِيهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 232

4807 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عن الْعَوَّامِ، قالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عن سَجْدَةِ {ص}

(1)

، فقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ؟ فقالَ: أَوَمَا

⦗ص: 233⦘

تَقْرَأُ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84]{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ

(2)

؛ فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «سجدةٍ في {ص}» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «فسجدها داودُ عليه السلام» . والذي في (ن) أن قوله: «داود عليه السلام» في رواية أبي ذر بدل من قوله: «رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ص: 232

{عُجَابٌ} [آية: 5]: عَجِيبٌ. الْقِطُّ: الصَّحِيفَةُ، هو هَاهُنَا صَحِيفَةُ الْحَسَنَاتِ

(1)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {فِي عِزَّةٍ} [آية: 2]: مُعَازِّينَ. {الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} [آية: 7]: مِلَّةُ قُرَيْشٍ. الاخْتِلَاقُ: الْكَذِبُ. الأَسْبَابُ: طُرُقُ السَّمَاءِ فِي أَبْوَابِهَا. {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ} [آية: 11]: يَعْنِي قُرَيْشًا

(2)

. {أُوْلَئِكَ

(3)

الْأَحْزَابُ} [آية: 13]: الْقُرُونُ الْمَاضِيَةُ. {فَوَاقٍ} [آية: 15]: رُجُوعٍ

(4)

. {قِطَّنَا} [آية: 16]: عَذَابَنَا. {اتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا

(5)

} [آية: 63]: أَحَطْنَا بِهِمْ. {أَتْرَابٌ} [آية: 52]: أَمْثَالٌ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَيْدُ: الْقُوَّةُ فِي الْعِبَادَةِ. الأَبْصَارُ: الْبَصَرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ. {حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي} [آية: 32]: مِنْ ذِكْرِ. طَفِقَ {مَسْحًا} [آية: 33]: يَمْسَحُ أَعْرَافَ الْخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا. الأَصْفَادُ: الْوَثَاقُ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحِسابِ» .

(2)

من قوله: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ} إلى قوله: «قريشًا» ليس في رواية أبي ذر (ن)، والذي في (ب، ص) أن قوله {جُنْدٌ} ثابت في روايته.

(3)

في رواية أبي ذر: «قوله: {أُوْلَئِكَ

}».

(4)

في رواية أبي ذر: «فَوَاقٌ: رُجُوعٌ» .

(5)

{أَتَّخَذْنَاهُمْ} بهمزة وصل على قراءة أبي عمرو ويعقوب والكسائي وحمزة وخلف، وبضم السين في قوله:{سُخْرِيًّا} على قراءة أبي جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف.

(6)

ضبطتا في (ب، ص) بالجر على لفظ الآية، ومن قوله:«{حُبَّ الْخَيْرِ}» إلى قوله: «الوثاق» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 233

(2)

‌{هَبْ لِي

(1)

مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}

[آية: 35]

(1)

في رواية أبي ذر: «باب: {هَبْ لِي}» ، وفي رواية كريمة:«بابُ قولِهِ: {هَبْ لِي}» .

ص: 233

4808 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا

(1)

رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن شُعْبَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ

⦗ص: 234⦘

-أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إلى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي». قالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ

(2)

خَاسِئًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 233

(3)

‌{وَمَا أَنَا

(1)

مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}

[آية: 86]

(1)

في روايةٍ لأبي ذر: «بابُ قَوْلِهِ: {وَمَا أَنَا

(ن)، والذي في (ب، ص) أنَّ لأبي ذر روايتين، الأولى: «قَوْلُه: {وَمَا أَنَا

، والأخرى: «بابٌ: {وَمَا أَنَا

}». كتبتا بالحمرة.

ص: 234

4809 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ

(1)

: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى: عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

دَخَلْنَا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قالَ:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قالَ اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [آية: 86] وَسَأُحَدِّثُكُمْ عن الدُّخَانِ، إِنَّ

(2)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا قُرَيْشًا إلى الإِسْلَامِ فَأَبْطَؤُوا عَلَيْهِ، فقالَ:«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» . فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْجُلُودَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَانًا مِنَ الْجُوعِ، قالَ اللَّهُ عز وجل: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي

(3)

السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 11]. قالَ: فَدَعَوْا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ

(4)

. أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ. ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ. إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 12 - 15] أَفَيُكْشَفُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قالَ: فَكُشِفَ

(5)

، ثُمَّ عَادُوا فِي كُفْرِهِمْ، فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى

(6)

: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} [الدخان: 16].

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعيدٍ» .

(2)

في (ب، ص): «أنَّ» ، وبهامشهما: ليست الهمزة مضبوطة في اليونينية. اهـ. وضبطت في (ق) بالوجهين.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(5)

في رواية أبي ذر: «فَكَشَفَ» كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «وقال اللهُ عز وجل» .

ص: 234

«(39» )‌

‌ الزُّمَرُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَمَن

(2)

يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [آية: 24]: يُجَرُّ على وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأتِي

(3)

آمِنًا

(4)

} [فصلت: 40]. {ذِي عِوَجٍ

(5)

} [آية: 28]: لَبْسٍ. {وَرَجُلًا سَلَمًا

(6)

لِّرَجُلٍ} [آية: 29]

(7)

: مَثَلٌ لِآلِهَتِهِم الْبَاطِلِ، وَالإِلَهِ الْحَقِّ. {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} [آية: 36]: بِالأَوْثَانِ

(8)

. خَوَّلْنَا: أَعْطَيْنَا. {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ} [آية: 33]: الْقُرْآنُِ

(9)

، {وَصَدَّقَ بِهِ} [آية: 33]: الْمُؤمِنُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ

(10)

. {مُتَشَاكِسُونَ} [آية: 29]: الشَّكِسُ

(11)

: الْعَسِرُ لَا يَرْضَى بِالإِنْصَافِ. {وَرَجُلًا سلْمًا

(12)

} [آية: 29]: وَيُقالُ: {سالِمًا}

(13)

: صَالِحًا. {اشْمَأَزَّتْ} [آية: 45]: نَفَرَتْ. {بِمَفَازَتِهِمْ} [آية: 61]: مِنَ الْفَوْزِ. {حَافِّينَ} [آية: 75]: أَطَافُوا بِهِ، مُطِيفِينَ بِحِفَافَيْهِ: بِجَوَانِبِهِ

(14)

. {مُّتَشَابِهًا} [آية: 23]: لَيْسَ مِنَ الاِشْتِبَاهِ، وَلَكِنْ يُشْبِهُ

⦗ص: 236⦘

بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الزُّمَرِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «{أَفَمَن}» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{يَوْمَ الْقِيَامَةِ}» .

(5)

في رواية أبي ذر: «{غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}» .

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «{سَالِمًا}» على قراءة أبي عمرو ويعقوب وابن كثير.

(7)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «صالِحًا» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«خالِصًا» ، وفي روايته عن المُستملي ورواية كريمة:«صالحًا خالصًا» . وضبط رواية المستملي في (ب، ص) كرواية أبي ذر عن الحمُّويي، وكتب بهامش اليونينية تحت سياق هذا الاختلاف بالحمرة: فيه تقديم وتأخير. اهـ.

(8)

من قوله: «مثل لآلهتهم» إلى قوله: «بالأوثان» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: الْقُرْآنُ، الْقُرْآنِ.

(10)

من قوله: {وَالَّذِي جَاء} إلى قوله: «بما فيه» ليس في رواية أبي ذر.

(11)

في رواية أبي ذر: «وقال غيرُه: {مُتَشَاكِسُونَ}: الرجلُ الشَّكِسُ» ، وبهامش اليونينية بالحمرة: وفيه تقديم وتأخير. اهـ.

(12)

بكسر السين وسكون اللام قرأ أبو العالية وسعيد بن جبير وعكرمة، وأما بفتح السين وسكون اللام فهي من الشواذ لم تعز لقارئٍ مُعيَّن. معجم القراءات 8: 155 - 156.

(13)

هكذا على قراءة أبي عمرو ويعقوب وابن كثير.

(14)

قوله: «بجوانبه» ليس في رواية أبي ذر، وفي روايته عن المُستملي ثابتة بلفظ:«بِجانِبَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 235

(1)

‌{يَا عِبَادِي

(1)

الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا

(2)

مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

(3)

} [آية: 53]

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {يَا عِبَادِي

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَا عِبَادِي

}» وياء {عبادي} لم تضبط في الأصول وبإسكانها قرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف، وبفتحها قرأ الباقون.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَقْنِطُوا» ، وبكسر النون قرأ أبو عمرو ويعقوب والكِسائي وخلف، وبفتحها كما هو المثبت قرأ الباقون.

(3)

من قوله: «{إِنَّ اللَّهَ}» إلى قوله: «{الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 236

4810 -

حدثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبرنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ: قالَ يَعْلَى: إِنَّ

(2)

سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

فقالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ

(3)

لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنا

(4)

أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ

(5)

: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} . وَنَزَلَ

(6)

: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنِطُوا

(7)

مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [آية: 53].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في حاشية الأصل: «به» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «ونزلَتْ» .

(7)

بكسر النون على قراءة أبي عمرو ويعقوب والكِسائي وخلف.

ص: 236

4811 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا نَجِدُ: أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ على إِصْبَعٍ وَالأَرَضِينَ على إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ على إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى على إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ على إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ

⦗ص: 237⦘

جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

(1)

} [آية: 67].

(1)

من قوله: «{وَالسَّماوَاتُ}» إلى قوله: «{يُشْرِكُونَ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 236

4812 -

حدَّثنا

(1)

سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ

(2)

: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ

(3)

بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟».

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(3) بابُ قولِه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}» .

(2)

زاد في (ب، ص): «قالَ» .

(3)

في نسخة: «السماء» .

ص: 237

(4)

{وَنُفِخَ

(1)

فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ

(2)

} [آية: 68]

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {وَنُفِخَ

، وفي رواية أبي ذر: «باب: {وَنُفِخَ

}».

(2)

من قوله: «{ثُمَّ نُفِخَ}» إلى قوله: «{يَنظُرُونَ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 237

4813 -

حدثني

(1)

الْحَسَنُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عن زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عن عَامِرٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنِّي أَوَّلُ

(2)

مَنْ يَرْفَعُ رَأسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى مُتَعَلِّقٌ بِالْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَذَلِكَ كَانَ، أَمْ بَعْدَ النَّفْخَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «مِنْ أولِ» .

ص: 237

4814 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا

(1)

الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، قالَ:

⦗ص: 238⦘

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَ

(2)

النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ». قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أَبَيْتُ. قالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أَبَيْتُ. قالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أَبَيْتُ، «وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قال: قال أبِي: حدَّثنا» . وكتبت: «قال: قال» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما بَيْنَ» .

ص: 237

«(40» )‌

‌ الْمُؤْمِنُ

(1)

قالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا

(2)

مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ، وَيُقَالُ: بَلْ هو

(3)

اسْمٌ، لِقَوْلِ شُرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيِّ:

يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ

(4)

وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ

فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ

(5)

قَبْلَ التَّقَدُّمِ

الطَّولُ

(6)

: التَّفَضُّلُ

(7)

. {دَاخِرِينَ} [آية: 60]: خَاضِعِينَ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {إِلَى النَّجَاةِ} [آية: 41]: الإِيمَان. {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} [آية: 43]: يَعْنِي الْوَثَنَ. {يُسْجَرُونَ} [آية: 72]: تُوقَدُ بِهِمِ النَّارُ. {تَمْرَحُونَ} [آية: 75]: تَبْطَرُونَ.

وَكَانَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ يُذَكِّرُ

(8)

النَّارَ، فقالَ

(9)

رَجُلٌ: لِمَ تُقَنِّطُ النَّاسَ؟ قالَ

(10)

: وَأَنَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَنِّطَ النَّاسَ، وَاللَّهُ عز وجل

(11)

يَقُولُ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنِطُوا

(12)

مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53].

⦗ص: 239⦘

وَيَقُولُ: {وَإِنَّ

(13)

الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [آية: 43]؟ وَلَكِنَّكُمْ

(14)

تُحِبُّونَ أَنْ تُبَشَّرُوا بِالْجَنَّةِ على مَسَاوِي أَعْمَالِكُمْ، وَإِنَّمَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَمُنْذِرًا

(15)

بِالنَّارِ مَنْ

(16)

عَصَاهُ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «{حم} المؤمن» ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«سورة المؤمن» ، وزاد أبو ذر بعدها:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال البخاريُّ: ويقال: {حم} مجازُها» بدل: «قَالَ مُجَاهِدٌ: مَجَازُهَا» .

(3)

لفظة: «بل» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «حَمَ» في الموضعين.

(5)

في رواية أبي ذر: «{حم}» كتبت بالحمرة.

(6)

في اليونينية بضبطين: الرفع والجر، وفي (ص، ع) بالرفع فقط: «الطولُ»

(7)

في اليونينية بضبطين: الرفع والجر «التَّفَضُّلُ» ، «التَّفَضُّلِ» .

(8)

قوله: «يُذَكِّر» ثابت في رواية أبي ذر (ب، ص) أيضًا. وبهامشهما: كذا في اليونينية بعد أن كانت التي في الأصل «يَذْكُرُ» بالتخفيف، فصلحت بالتشديد. اهـ.

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(11)

كتبت: «عز وجل» في (ب، ص) بين الأسطر.

(12)

باسكان ياء «{عبادي}» ، وبكسر النون من «{تقنِطو}» على قراءة أبي عمرو ويعقوب والكِسائي وخلف.

(13)

كذا ضبطت باتفاق الأصول: بكسر الهمزة، والقراءة بالفتح باتفاق.

(14)

في رواية الأصيلي: «ولكِنْ» .

(15)

في رواية الأصيلي: «ويُنْذِرُ» .

(16)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «لِمَنْ» .

ص: 238

4815 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ

(1)

: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قالَ:

قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أخبرني بِأَشَدِّ ما صَنَعَ

(2)

الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ

(3)

خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَ عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ

(4)

: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ} [آية: 28].

(1)

في رواية أبي ذر: «عن يحيى بن أبي كثير» . قارن بما في الإرشاد، وزاد في (ب، ص) بعدها: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «صَنَعَه» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» .

(4)

في رواية الأصيلي: «ثم قال» .

ص: 239

«(41» ) ‌

{حم} السَّجْدَةِ

(1)

وَقالَ طَاوُوسٌ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {طَوْعًا

(2)

} [آية: 11]: أَعْطِيَا. {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [آية: 11]: أَعْطَيْنَا.

⦗ص: 240⦘

وَقالَ الْمِنْهَالُ، عن سَعِيدٍ

(3)

، قالَ: قالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ؟ قالَ: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون: 101]، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات: 27]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]، {رَبِّنَا

(4)

مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]: فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ! وَقالَ: {أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا} إلى قَوْلِهِ: {دَحَاهَا} [النازعات: 27 - 30]: فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قالَ: {أَئِنَّكُمْ

(5)

لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إِلَى

(6)

: {طَائِعِينَ} [آية: 11]: فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ

(7)

السَّمَاءِ! وَقالَ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفتح: 14]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح: 7]، {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى! فقالَ: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 101] فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ:{فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ} [الزمر: 68]، فَلَا أَنْسَابَ

بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ:{أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الطور: 25]، وَأَمَّا قَوْلُهُ:{مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللّهَ

(8)

} [النساء: 42] فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقالَ

(9)

الْمُشْرِكُونَ: تَعَالَوْا نَقُولُ: لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَخُتِمَ

(10)

على أَفْوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ

(11)

أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ:{يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} الآيَةَ [النساء: 42]. وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا: أَنْ

(12)

أَخْرَجَ منها

⦗ص: 241⦘

الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالآكَامَ

(13)

وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{دَحَاهَا} [النازعات: 30]، وَقَوْلُهُ:{خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [آية: 9] فَجُعِلَتِ

(14)

الأَرْضُ وَمَا فيها مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ. {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا

(15)

} [الفتح: 14] سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ

(16)

، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

(17)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَمْنُونٍ

(18)

} [آية: 8]: مَحْسُوبٍ. {أَقْوَاتَهَا} [آية: 10]: أَرْزَاقَهَا. {فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا} [آية: 12]: مِمَّا أَمَرَ

(19)

بِهِ. {نَحِسَاتٍ}

(20)

[آية: 16]: مَشَائِيمَ. {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء} [آية: 25]

(21)

: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [آية: 30]: عِنْدَ الْمَوْتِ. {اهْتَزَّتْ} [آية: 39] بِالنَّبَاتِ {وَرَبَتْ} [آية: 39]: ارْتَفَعَتْ.

وَقالَ غَيْرُهُ

(22)

: {مِّنْ أَكْمَامِهَا} [آية: 47]: حِينَ تَطْلُعُ. {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [آية: 50]: أَيْ بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا. {سَوَاء

(23)

لِّلسَّائِلِينَ} [آية: 10]: قَدَّرَهَا سَوَاءً. {فَهَدَيْنَاهُمْ} [آية: 17]: دَلَلْنَاهُمْ على الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَقَوْلِهِ:

⦗ص: 242⦘

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]، وَكَقَوْلِهِ:{هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: 3]: وَالْهُدَى الَّذِي هو الإِرْشَادُ، بِمَنْزِلَةِ أَصْعَدْنَاهُ

(24)

، مِنْ

(25)

ذَلِكَ قَوْلُهُ: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]. {يُوزَعُونَ} [آية: 19]: يُكَفُّونَ. {مِّنْ أَكْمَامِهَا} [آية: 47]: قِشْرُ الْكُفُرَّى

(26)

هِيَ

(27)

الْكُمُّ

(28)

. {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [آية: 34]: الْقَرِيبُ

(29)

. {مِّن مَّحِيصٍ} [آية: 48]: حَاصَ

(30)

: حَادَ

(31)

. {مِرْيَةٍ} و {مُرْيَةٍ}

(32)

[آية: 54]: وَاحِدٌ، أَيِ: امْتِرَاءٌ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ

(33)

} [آية: 40]: الْوَعِيدُ

(34)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِالَّتِي

(35)

هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152]: الصَّبْرُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالْعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ اللَّهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ:{كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [آية: 34]

(36)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {حم} السجدةِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في (ب، ص): {اِئْتِيَا طَوْعًا} ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي زيادة:{أَوْ كَرْهًا} .

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ جبير» .

(4)

في رواية أبي ذر: «{وَاللّهِ رَبِّنَا}» .

(5)

بهمزتين الأولى محققة والثانية مسهلة بينهما ألف على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وقالون، وضبطت في (ب، ص): «إِنَّكم» .

(6)

في رواية الأصيلي وابن عساكر زيادة: «قَوْلِه» .

(7)

في رواية الأصيلي زيادة: «خَلْقِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «{حَدِيثًا}» .

(9)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(10)

في رواية أبي ذر: «فَخَتَمَ» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية الأصيلي: «عَرَفُوا» .

(12)

في رواية الأصيلي وابن عساكر: «ودَحْيُها أن» ، وفي رواية أبي ذر:«ودَحاها أي» .

(13)

في رواية أبي ذر والحموي والمستملي بدلها: «والأكْوامَ» .

(14)

في رواية أبي ذر والكشميهني: «فخُلِقت» .

(15)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: {رَّحِيمًا} .

(16)

في رواية الأصيلي: «بذلك» .

(17)

في رواية كريمة زيادة: «حدَّثني يوسفُ بنُ عديٍّ: حدَّثنا عبد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسةَ، عن المِنهال بهذا» ، وفي نسخة زيادة:«قال أبو عبد الله حدَّثنيه يوسف بن عدي: أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسةَ عن المِنهال بهذا» . (ن)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر والأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر.

(18)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «{لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}» .

(19)

في رواية أبي ذر: «أُمِرَ» .

(20)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(21)

في رواية الأصيلي زيادة: «قَرَنَّاهُم بهم» .

(22)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.

(23)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وقال غيره: {سَوَاء}» .

(24)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السمعاني عن أبي الوقت: «أسْعَدْناه» .

(25)

في رواية أبي ذر: «ومن» .

(26)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْكُفَرَّى» ، وكتب بالهامش: حاشية: بضمِّ الكاف وضم الفاء وفتحها وتشديد [في (ب، ص): والظاهر أنه سقط من الكاتب لفظ: الراء] وعاء الطلع وقشره الأعلى، قاله عياض. اهـ. وضبطت الكلمة في (ن) ضبطًا ثالثًا: بضمِّ الكاف وسكون الفاء آخرها ياء.

(27)

لفظة: «هي» ليست في رواية أبي ذر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجودها إلى رواية الأصيلي أيضًا.

(28)

في رواية الأصيلي زيادة: «واحدها» . وفي رواية أبي ذر والمستملي زيادة: «ويُقالُ [في (ب، ص): وقال غيره: ويقال] للعنب إذا خرج أيضًا كافور وكفرى» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السمعاني عن أبي الوقت.

(29)

في رواية الأصيلي: «قريب» .

(30)

في رواية كريمة: «حاص عنه: حادَ عنه» ، وفي نسخة:«حاص: أي: حادَ» (ن)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر:«حاص: حادَ عنه» .

(31)

في رواية أبي ذر زيادة: «عنه» . كتبت بالحمرة.

(32)

بضم الميم قرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن البصري.

(33)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر.

(34)

في رواية الأصيلي: «هِي وَعِيدٌ» .

(35)

في رواية أبي ذر وكريمة: «{ادْفَعْ بِالَّتِي}» .

(36)

قوله: «{كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 239

(1)

‌{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ

(1)

أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

(2)

وَلَا أَبْصَارُكُمْ

(3)

وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [آية: 22]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ

}».

(2)

في رواية الأصيلي زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 243

4816 -

حدَّثنا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عن رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عن مَنْصُورٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

(1)

} الآيَةَ [آية: 22]: كَانَ رَجُلَانِ

(2)

مِنْ قُرَيْشٍ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ

ثَقِيفَ، أَوْ رَجُلَانِ مِنْ ثَقِيفَ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ قُرَيْشٍ، فِي بَيْتٍ، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ حَدِيثَنَا. قالَ

(3)

بَعْضُهُمْ: يَسْمَعُ بَعْضَهُ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَهُ لقد يَسْمَعُ كُلَّهُ، فَأُنْزِلَتْ:{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الآيَةَ [آية: 22].

(1)

قوله: «{أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ}» ليس في رواية الأصيلي، وفي رواية أبي ذر زيادة:«{وَلَا أَبْصَارُكُمْ}» .

(2)

في رواية السمعاني عن أبي الوقت: «قال: كان رجلان» ، وفي رواية الأصيلي:«وقال: كان رجلان» وفي رواية أبي ذر: «قال رجلان» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«وقال» .

ص: 243

(2)

‌{وَذَلِكُمْ

(1)

ظَنُّكُمُ}

(2)

الآيَةَ

[آية: 23]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَذَلِكُمْ

(ب، ص). كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَذَلِكُمْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ}» ، وزاد في رواية أبي ذر:«{فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ}» .

ص: 243

4817 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ، أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ، كَثِيرَةٌ شَحْمُ

(1)

بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ. فقالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ ما نَقُولُ؟ قالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ

⦗ص: 244⦘

جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إذا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إذا أَخْفَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} الآيَةَ [آية: 22]

وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُنَا بِهَذَا فَيَقُولُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، أَوِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، أَوْ حُمَيْدٌ، أَحَدُهُمْ أَوِ اثْنَانِ مِنْهُمْ، ثُمَّ ثَبَتَ على مَنْصُورٍ، وَتَرَكَ ذَلِكَ مِرَارًا غَيْرَ وَاحِدَةٍ

(2)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية الأصيلي: «مرَّةٍ واحدةٍ» .

ص: 243

(3)

‌{فَإِن يَصْبِرُوا

(1)

فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} الآيَةَ

[آية: 24]

4817 م# حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

(2)

: حدَّثني مَنْصُورٌ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بِنَحْوِهِ

(3)

.

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {فَإِن يَصْبِرُوا

(ب، ص)، وهذه الترجمة كلها ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «نَحْوَهُ» .

ص: 244

«(42» ) ‌

{حم. عسق}

(1)

وَيُذْكَرُ

(2)

عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {عَقِيمًا} [آية: 50]: لَا تَلِدُ

(3)

. {رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [آية: 52]: الْقُرْآنُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} : [آية: 11]: نَسْلٌ بَعْدَ نَسْلٍ. {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا

(4)

}: [آية: 15]: لَا خُصُومَةَ

(5)

. {طَرْفٍ

(6)

خَفِيٍّ}: [آية: 45]: ذَلِيلٍ.

⦗ص: 245⦘

وَقالَ غَيْرُهُ

(7)

: {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} [آية: 33]: يَتَحَرَّكْنَ وَلَا يَجْرِينَ فِي الْبَحْرِ. {شَرَعُوا} [آية: 21]: ابْتَدَعُوا

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قبل اسم السورة. (ن).

(2)

في رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال البخاري: يذكر» .

(3)

في رواية أبي ذر: «التي لا تلد» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَبَيْنَكُمُ}» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «بيننا وبينكم» .

(6)

في رواية أبي ذر: «{مِن طَرْفٍ}» .

(7)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

قوله: «{شَرَعُوا}: ابْتَدَعُوا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 244

4818 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ طَاوُوسًا:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سُئِلَ عن قَوْلِهِ: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [آية: 23]، فقالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فقالَ:«إِلَّا أَنْ تَصِلُوا ما بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ» .

ص: 245

«(43» ) ‌

{حم} الزُّخْرُفِ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى أُمَّةٍ} [آية: 22]: على إمَامٍ. {وقِيْلَهُ

(2)

يَارَبِّ} [آية: 88]: تَفْسِيرُهُ: يَحْسِبُونَ

(3)

أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، وَلَا نَسْمَعُ قِيلَهُمْ.

وَقالَ

(4)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [آية: 33]: لَوْلَا أَنْ جَعَلَ

(5)

النَّاسَ

⦗ص: 246⦘

كُلَّهُمْ كُفَّارًا، لَجَعَلْتُ لِبُيُوتِ

(6)

الْكُفَّارِ {سَقْفًا

(7)

مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ} [آية: 33] مِنْ فِضَّةٍ، وَهيَ دَرَجٌ، وَسُرُرَ فِضَّةٍ. {مُقْرِنِينَ}: مُطِيقِينَ. {آسَفُونَا} : أَسْخَطُونَا. {يَعْشُ} : يَعْمَى.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ} : أَيْ تُكَذِّبُونَ بِالْقُرْآنِ، ثُمَّ لَا تُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ؟ {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ}: سُنَّةُ الأَوَّلِينَ. {مُقْرِنِينَ

(8)

} [آية: 13]: يَعْنِي الإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ. {يَنْشَأُ

(9)

فِي الْحِلْيَةِ} [آية: 18]: الْجَوَارِي، جَعَلْتُمُوهُنَّ

(10)

لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا، فَكَيْفَ تَحْكُمُونَ؟ {لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} [آية: 20]: يَعْنُونَ الأَوْثَانَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى

(11)

: {مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} [آية: 20] الأَوْثَانُ

(12)

، إِنَّهُمْ

(13)

لَا يَعْلَمُونَ. {فِي عَقِبِهِ} [آية: 28]: وَلَدِهِ. {مُقْتَرِنِينَ} [آية: 53]: يَمْشُونَ مَعًا. {سَلَفًا} [آية: 56]: قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. {وَمَثَلًا} [آية: 56]: عِبْرَةً. {يَصِدُّونَ} [آية: 57]: يَضِجُّونَ. {مُبْرِمُونَ} [آية: 79]: مُجْمِعُونَ. {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [آية: 81]: أَوَّلُ الْمؤمِنِينَ.

{إِنَّنِي

(14)

بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} [آية: 26]: الْعَرَبُ تَقُولُ: نَحْنُ مِنْكَ الْبَرَاءُ وَالْخَلَاءُ، وَالْوَاحِدُ وَالاثْنَانِ وَالْجَمِيعُ، مِنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، يُقالُ فِيهِ: بَرَاءٌ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَلَوْ قالَ

(15)

: بَرِيءٌ،

⦗ص: 247⦘

لَقِيلَ فِي الاثْنَيْنِ: بَرِيئانِ، وَفِي الْجَمِيعِ: بَرِيئوُنَ.

وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: {إِنَّنِي بَرِيءٌ

(16)

} [آية: 26] بِالْيَاءِ. وَالزُّخْرُفُ: الذَّهَبُ. مَلَائِكَةً {يَخْلُفُونَ} [آية: 60]: يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ..

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {حم} الزخرف، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» ، وزاد في (ن) نسبة البسملة إلى رواية ابن عساكر أيضًا، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد.

(2)

هكذا على قراءة الجمهور غير الكوفيين.

(3)

في رواية الأصيلي: «أيحسبون» (ن، ق)، وهو المثبت في متن (ب) دون ذكر اختلاف، وعزا المثبت في المتن في (ص) إلى رواية الأصيلي، وعزا رواية:«أيحسبون» إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في السلطانية.

(4)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(5)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أَجْعَلَ» ، وفي رواية الأصيلي:«يجعل» ، وضبطها في (ص):«يَجْعَلُ» ، وفي (ب):«يُجْعَلَ» ، وأهمل ضبطها في (ن).

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «بُيوتَ» .

(7)

بفتح السين وسكون القاف على قراءة أبي عمرو وابن كثير وأبي جعفر، وفي رواية أبي ذر:«سُقُفًا» بضمهما وهي قراءة الباقين.

(8)

في رواية الأصيلي: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} . كتبت بالحمرة.

(9)

بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين على قراءة أبي عمرو ويعقوب وابن عامر وابن كثير ونافع وأبي جعفر وشعبة.

(10)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «يقول: جعلتموهن» .

(11)

في رواية الأصيلي: «بِقَوْلِ اللَّهُ تَعَالَى» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«لِقولِ اللهِ عز وجل» .

(12)

في رواية الأصيلي: «أي: الأوثانُ» .

(13)

قوله: «إنهم» ليس في رواية الأصيلي.

(14)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وقال غيره: {إِنَّنِي}» . كتبت بالحمرة.

(15)

في رواية أبي ذر: «قِيلَ» .

(16)

بكسر الراء وبعدها ياء ثم همز، وتابعه على ذلك الأعمش وطلحة بن مصرف ويحيى بن وثاب وعلقمة والمطوعي. معجم القراءات 8:365.

ص: 245

(1)

‌{وَنَادَوْا

(1)

يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ

(2)

} الآيَةَ

[آية: 77]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَنَادَوْا

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَنَادَوْا

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ}» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية ابن عساكر، وهو موافق لما في (غ).

ص: 247

4819 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن عَمْرٍو، عن عَطَاءٍ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى:

عن أَبِيهِ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ على الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [آية: 77].

وَقالَ قَتَادَةُ: {مَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [آية: 56]: عِظَةً

(1)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {مُقْرِنِينَ} [آية: 13]: ضَابِطِينَ، يُقالُ: فُلَانٌ مُقْرِنٌ لِفُلَانٍ ضَابِطٌ لَهُ. وَالأَكْوَابُ: الأَبَارِيقُ الَّتِي لَا خَرَاطِيمَ لَهَا.

{أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [آية: 81]: أَيْ ما كَانَ، فَأَنَا أَوَّلُ الأَنِفِينَ، وَهُمَا لُغَتَانِ: رَجُلٌ عَابِدٌ وَعَبِدٌ. وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ)[الفرقان: 30]، وَيُقالُ:{أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [آية: 81] الْجَاحِدِينَ، مِنْ عَبِدَ يَعْبَدُ.

وَقالَ قَتادَةُ: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [آية: 4]: جُمْلَةِ الكِتابِ، أصْلِ الكِتابِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِمَنْ بَعدَهم» . كتبت بالحمرة.

(2)

قول قتادة مقدَّم في رواية أبي ذر على قوله: «{أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أَيْ: ما كَانَ

».

ص: 247

(2)

‌{أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ

(1)

كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ}

[آية: 5]: مُشْرِكِينَ

(2)

، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ رُفِعَ حَيْثُ رَدَّهُ أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ لَهَلَكُوا. {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ

مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [آية: 8]: عُقُوبَةُ الأَوَّلِينَ. {جُزْءًا} [آية: 15]: عِدْلًا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهمزة وكسرها، وبفتح الهمزة قرأ أبو عمرو ويعقوب وابن كثير وابن عامر وعاصم، وبكسرها قرأ الباقون.

(2)

قوله: «مشركين» ليس في رواية أبي ذر

ص: 248

«(44» )‌

‌ الدُّخَانُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {رَهْوًا} [آية: 24]: طَرِيقًا يَابِسًا

(2)

. {عَلَى الْعَالَمِينَ

(3)

} [آية: 32]: على مَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ. {فَاعْتِلُوهُ

(4)

} [آية: 47]: ادْفَعُوهُ. {وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ

(5)

} [آية: 54]: أَنْكَحْنَاهُمْ حُورًا عِينًا يَحَارُ فيها الطَّرْفُ

(6)

. {تَرْجُمُونِ

(7)

} [آية: 20]: الْقَتْلُ وَ {رَهْوًا} [آية: 24]: سَاكِنًا

(8)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَالْمُهْلِ} [آية: 45]: أَسْوَدُ كَمُهْلِ الزَّيْتِ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {تُبَّعٍ} [آية: 37]: مُلُوكُ الْيَمَنِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعًا؛ لِأَنَّهُ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ، وَالظِّلُّ يُسَمَّى تُبَّعًا، لِأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سُورةُ {حم} الدخانِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «ويقال: رَهْوًا ساكِنًا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «{عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}» .

(4)

بكسر التاء على قراءة أبي عمرو وحمزة وخلف وعاصم والكسائي وأبي جعفر، وضبطت في (ب، ص) بضم التاء على قراءة الباقين.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{عِينٍ}» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَاعْتِلُوهُ} [ضبطت في (ص) بضم التاء]: ادْفَعُوهُ» . كتبت بالحمرة. ولم يشر لعدم وجودها في الموضع الأول.

(7)

في رواية أبي ذر: «ويقال: {أَن تَرْجُمُونِ}» . كتبت بالحمرة.

(8)

قوله: «وَ {رَهْوًا} سَاكنًا» ليس في رواية أبي ذر. كتبت بالحمرة.

ص: 248

(1)

‌{يَوْمَ تَأتِي

(1)

السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}

[آية: 10]

قالَ قَتادَةُ

(2)

: {فَارْتَقِبْ} [آية: 10]: فَانْتَظِرْ

(3)

.

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي

}».

(2)

قوله: «قال قتادة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية الأصيلي: «انتظر» .

ص: 249

4820 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: مَضَى خَمْسٌ: الدُّخَانُ، وَالرُّومُ، وَالْقَمَرُ، وَالْبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ.

ص: 249

(2)

‌{يَغْشَى

(1)

النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}

[آية: 11]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَغْشَى

}».

ص: 249

4821 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إلى السَّمَاءِ فَيَرَى ما بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى

(1)

: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي

(2)

السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آية: 10 - 11]. قالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ

(3)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ. قالَ:«لِمُضَرَ؟! إِنَّكَ لَجَرِيءٌ» . فَاسْتَسْقَى

(4)

فَسُقُوا. فَنَزَلَتْ: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [آية: 15]. فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إلى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} [آية: 16]. قالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «له» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «لهم» .

ص: 249

(3)

‌{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ

(1)

} [آية: 12]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}» . و {مُؤْمِنُونَ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 250

4822 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

دَخَلْتُ على عَبْدِ اللَّهِ فقالَ: إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللَّهَ قالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]. إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قالَ:«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» . فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ أَكَلُوا فيها الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ قَالُوا:{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [آية: 12]. فَقِيلَ لَهُ: إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ

عَادُوا، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ فَعَادُوا، فَانْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ

(2)

تَأتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} إلى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّا مُنتَقِمُونَ} [آية: 10 - 16].

(1)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «على النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{فَارْتَقِبْ يَوْمَ}» .

ص: 250

(4)

‌{أَنَّى لَهُمُ

(1)

الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ}

[آية: 13]

الذِّكْرُ وَالذِّكْرَى وَاحِدٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {أَنَّى لَهُمُ

}».

ص: 250

4823 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ:

دَخَلْتُ على عَبْدِ اللَّهِ،

(1)

ثُمَّ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَعَا قُرَيْشًا كَذَّبُوهُ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، فقالَ:«اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» . فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ -يَعْنِي كُلَّ شَيْءٍ

(2)

- حَتَّى كَانُوا يَأكُلُونَ الْمَيْتَةَ، فَكَانَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ، فَكَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ

(3)

} حَتَّى بَلَغَ:

⦗ص: 251⦘

{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [آية: 10 - 15]. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قالَ: وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى يَوْمَُ

(4)

بَدْرٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

قوله: «يعني كل شيء» ليس في رواية أبي ذر، وزاد في (ب، ص) نسبة عدم وجوده إلى رواية الأصيلي.

(3)

قوله: «{يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}» : ليس في رواية أبي ذر والأصيلي.

(4)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: يَوْمَ، يَوْمُ.

ص: 250

(5)

‌{ثُمَّ تَوَلَّوْا

(1)

عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ}

[آية: 14]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {ثُمَّ تَوَلَّوْا

}».

ص: 251

4824 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا

(1)

مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ

(2)

، عن سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَقالَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ

(3)

} [ص: 86] فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ فَقالَ

(4)

: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» . فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ حَتَّى حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ وَالْجُلُودَ -فَقالَ

(5)

أَحَدُهُمْ: حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ- وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فقالَ: أَيْ مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ

(6)

هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ، فَدَعَا، ثُمَّ قالَ: «تَعُودُوا

(7)

بَعْدَ هَذَا؟!» -فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: ثُمَّ قَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ} إلى: {عَائِدُونَ} [آية: 10 - 15]- أَيُكْشَفُ عَذَابُ

(8)

الآخِرَةِ؟ فَقَدْ مَضَى: الدُّخَانُ، وَالْبَطْشَةُ، وَاللِّزَامُ. وَقالَ أَحَدُهُمُ: الْقَمَرُ. وَقالَ الآخَرُ: الرُّومُ

(9)

.

(1)

في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية الأصيلي: «حدَّثنا شعبةُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .

(6)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي.

(7)

في رواية الأصيلي: «يَعُدْونَ» . (ب، ص)، وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية، وفي الفرع:«يَعْدُون» . اهـ. وضبطها في الإرشاد: «تعودون» .

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنَكْشِفُ عنهم عذابَ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «والروم» .

ص: 251

(1)

هذه الترجمة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 252

4825 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن الأَعْمَشِ، عن مُسْلِمٍ، عن مَسْرُوقٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ: اللِّزَامُ، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، وَالْقَمَرُ، وَالدُّخَانُ.

ص: 252

«(45» )‌

‌ الْجَاثِيَةُ

(1)

مُسْتَوْفِزِينَ

(2)

على الرُّكَبِ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ

(3)

: {نَسْتَنسِخُ} [آية: 29]: نَكْتُبُ. {نَنسَاكُمْ} [آية: 34]: نَتْرُكُكُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {حم} الجاثيةِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . وكتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «{جَاثِيَةً} [آية: 28]: مُسْتَوْفِزِينَ» .

(3)

قوله: «وقال مجاهد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 252

4826 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ عز وجل: يُؤذِينِي ابْنُ آدَمَ؛ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .

ص: 252

«(46» )‌

‌ الأَحْقَافُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تُفِيضُونَ} [آية: 8]: تَقُولُونَ

(2)

.

⦗ص: 253⦘

وَقالَ بَعْضُهُمْ: {أَثَرَةٍ} و {أُثْرَةٍ} وَ {أَثَارَةٍ}

(3)

[آية: 4]: بَقِيَّةُ عِلْمٍ

(4)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ} [آية: 9]: لَسْتُ بِأَوَّلِ الرُّسُلِ

(5)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {أَرَأيْتُمْ

(6)

} [آية: 10]: هَذِهِ الأَلِفُ إِنَّمَا هِيَ تَوَعُّدٌ، إِنْ صَحَّ مَا تَدْعُونَ

(7)

لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ:{أَرَأَيْتُمْ} [آية: 10] بِرُؤْيَةِ الْعَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ: أَتَعْلَمُونَ، أَبَلَغَكُمْ أَنَّ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ خَلَقُوا شَيْئًا

(8)

؟.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {حم} الأحقافِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» وكتب قوله: «سورةُ {حم}» بالحمرة.

(2)

قول مجاهد ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر بالرفع في الثلاثة، وقرأ:(أَثَرَةٍ) بفتح الهمزة والثاء زيد بن علي وعكرمة وقتادة والسلمي والحسن والأعمش، ورويت عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وقرأ:{أُثْرَةٍ} بضم الهمزة وسكون الثاء الكسائي في رواية، وقرأ:(أَثَارَةٍ) الجمهور.

(4)

في رواية أبي ذر: «بَقِيَّةٌ مِنْ عِلم» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ما كنتُ بِأوَّلِ الرُّسُلِ» ، وفي (ص): «

الرُّسْلِ».

(6)

بتسهيل الهمزة الثانية على قراءة أبي جعفر ونافع وقالون.

(7)

ضبطت في (ب، ص): «تدَّعونَ» .

(8)

من قوله: «وقال غيره» إلى قوله: «خلقوا شيئًا» ليس في رواية أبي ذر. «لا إلى» بالحمرة.

ص: 252

(1)

‌{وَالَّذِي قَالَ

(1)

لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا

أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ

(2)

وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [آية: 17]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَالَّذِي قَالَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولِه: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}» بدل إتمام الآية.

ص: 253

4827 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ:

عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍَ

(1)

، قالَ: كَانَ مَرْوَانُ على الْحِجَازِ، اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ؛ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ، فقالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا، فقالَ: خُذُوهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ فَلَمْ يَقْدِرُوا. فقالَ مَرْوَانُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي

(2)

} [آية: 17]. فقالتْ عَائِشَةُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: ما أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا

⦗ص: 254⦘

مِنَ الْقُرْآنِ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عُذْرِي.

(1)

بهامش (ب، ص): لم يضبطه في اليونينية، وقال في الفتح: يجوز صرفه وعدمه. اهـ.

(2)

قوله: «{أَتَعِدَانِنِي}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 253

(2)

‌{فَلَمَّا

(1)

رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ

(2)

قَالُوا هَذَا عَارِضٌ

مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آية: 24]

قالَ

(3)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {عَارِضٌ} : السَّحَابُ ..

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {فَلَمَّا

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 254

4828 -

4829 - حدَّثنا أَحْمَدُ

(1)

: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَتْ: ما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكًا حَتَّى

أَرَى منه لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. قالَتْ: وَكَانَ إذا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ

(2)

إذا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إذا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ! فقالَ: «يَا عَائِشَةُ، ما يُؤْمِنِّي

(3)

أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ، فقالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عيسى» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الناسُ» بالرفع لعدم وجود لفظة: «إنَّ» عنده. كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «يُؤْمِنُنِي» .

ص: 254

«(47» ) ‌

{الَّذِينَ كَفَرُوا}

(1)

{أَوْزَارَهَا} [آية: 4]: آثَامَهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا مُسْلِمٌ. {عَرَّفَهَا} [آية: 6]: بَيَّنَهَا.

⦗ص: 255⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [آية: 11]: وَلِيُّهُمْ

(2)

. {عَزَمَ الْأَمْرُ} [آية: 21]: جَدَّ الأَمْرُ

(3)

. {فَلَا تَهِنُوا} [آية: 35]: لَا تَضْعُفُوا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَضْغَانَهُمْ} [آية: 29]: حَسَدَهُمْ. {آسِنٍ} [آية: 15]: مُتَغَيِّرٍ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة محمد صلى الله عليه وسلم، {الَّذِينَ كَفَرُوا}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «{مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}: وليهم» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(3)

في رواية أبي ذر: «{فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي: جَدَّ الأمرُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

قوله: «{آسِنٍ}: متغير» ليس في رواية أبي ذر. (ن، ب)(لا إلى بالحمرة).

ص: 254

(1)

{وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}

(1)

[آية: 22]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}» . كتبت بالحمرة.

ص: 255

4830 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، قالَ: حدَّثني مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ

(1)

، عن سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ

(2)

، فقالَ لَهُ

(3)

: مَهْ، قالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ. قالَ: فَذَاكِ». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عسِيْتُمْ

(4)

إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [آية: 22].

⦗ص: 256⦘

4831 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا حَاتِمٌ، عن مُعَاوِيَةَ، قالَ: حدَّثني عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عسِيْتُمْ

(5)

} [آية: 22]».

4832 -

حدَّثنا

(6)

بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا

(7)

مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي الْمُزَرِّدِ

(8)

بِهَذَا، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عسِيْتُمْ

(9)

} [آية: 22]».

(10)

(1)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الراء وكسرها معًا، وبهامشهما: كذا في اليونينية في هذا الموضع وبالفتح في الذي بعده لا غير.

(2)

قوله: «بحقو الرحمن» ليس في رواية أبي ذر، والحاء من لفظة:«حقو» لم تضبط في اليونينية، ونقل بهامش (ب، ص) ضبطها بالكسر عن الفرع، وضبطها في المشارق والإرشاد بفتح الحاء.

(3)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

ضبطت في (ن) بكسر السين فقط، وضبطت في (ب) بفتحها، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطت في (ص) بالضبطين معًا، وأهمل ضبطها في (ق)، وبفتح السين قرأ الجمهور، وبكسرها قرأ نافع.

(5)

هكذا ضبطت في (ن) بكسر السين فقط، وضبطت في باقي الأصول بفتحها، وبفتح السين قرأ الجمهور، وبكسرها قرأ نافع.

(6)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(7)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» (ب، ص). وبهامشهما: كذا في اليونينية، وفي الفرع بدل الذي في الهامش: حدَّثنا. اهـ.

(8)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الراء فقط، تبعًا لما تَقَدَّم لهما.

(9)

هكذا ضبطت في (ن، ب) بكسر السين فقط، وضبطت في باقي الأصول بفتحها، وبفتح السين قرأ الجمهور وبكسرها قرأ نافع.

(10)

في رواية أبي ذر زيادة: «{آسِنٍ}: متغير» .

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الرابع عشر بقراءة الشيخ فتح الدين أبي الفتح بن سيِّد الناس اليعمريِّ بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب البكريُّ.

ص: 255

«(48» )‌

‌ سُورَةُ الْفَتْحِ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} [آية: 29]: السَّحْنَةُ

(2)

، وَقالَ مَنْصُورٌ، عن مُجَاهِدٍ: التَّوَاضُعُ. {شَطْأَهُ} [آية: 29]: فِرَاخَهُ. {فَاسْتَغْلَظَ} [آية: 29]: غَلُظَ

(3)

. {سُوقِهِ} [آية: 29]: السَّاقُ حَامِلَةُ الشَّجَرَةِ.

⦗ص: 257⦘

وَيُقَالُ

(4)

: {دَائِرَةُ السّوْءِ

(5)

} [آية: 6]: كَقَوْلِكَ: رَجُلُ السَّوْءِ، وَ {دَائِرَةُ السُّوْءِ}: الْعَذَابُ.

{تُعَزِّرُوهُ} [آية: 9]: تَنْصُرُوهُ

(6)

. {شَطْأَهُ} [آية: 29] شَطْءُ السُّنْبُلِ

(7)

، تُنْبِتُ الْحَبَّةُ عَشْرًا، أَوْ ثَمَانِيًا

(8)

، وَسَبْعًا، فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَذَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَآزَرَهُ} [آية: 29]: قَوَّاهُ، وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً لَمْ تَقُمْ على سَاقٍ، وهو مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ خَرَجَ وَحْدَهُ، ثُمَّ قَوَّاهُ بِأَصْحَابِهِ، كَمَا قَوَّى الْحَبَّةَ بِمَا يَنْبُتُ

(9)

مِنْهَا ..

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال مجاهد: {بُورًا}: هالِكِينَ» . انظر: تغليق التعليق: 4/ 312.

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «السَّجْدةُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «تَغَلَّظَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

قوله: «ويقال» ليس في رواية أبي ذر وكريمة.

(5)

أهمل ضبط السين هنا في الأصول، وضبطها في (ن) في الموضع الآتي بضمِّ السين المشدَّدة، وبهامش (ب، ص): لم يضبطها في اليونينية، وضبط في الفرع الأولى بضمِّ السِّين، والثانية بفتحها. اهـ. وبضمِّ السِّين قرأ أبو عمرو وابن كثير، وبفتحها قرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.

(6)

كتبت التاء بالحمرة في متن اليونينية، وبالياء قرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر، وبالتاء قرأ الباقون.

(7)

في رواية أبي ذر: «شطا» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية كريمة وأبي ذر: «وثمانيًا» . كتبت بالحمرة.

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُنْبِتُ» .

ص: 256

4833 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عن مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(1)

عن شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فُلَمْ يُجِبْهُ، فقالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَكِلَتْ

(2)

أُمُّ عُمَرَ، نَزَرْتَ

(3)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ، قالَ

(4)

عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يُنْزَلَ فِيَّ

⦗ص: 258⦘

الْقُرْآنُ

(5)

، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ بِي، فَقُلْتُ: لقد خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فقالَ:«لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [آية: 1]» .

(1)

قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثَكِلَتْكَ» .

(3)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الزاي هنا في اليونينية، وتقدم في المغازي ضبطها بالتخفيف وعن أبي ذر بالتشديد. اهـ. انظر الحديث:4177.

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قرآنٌ» .

ص: 257

4834 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [آية: 1] قالَ: الْحُدَيْبِيَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 258

4835 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ سُورَةَ الْفَتْحِ، فَرَجَّعَ فِيهَا. قالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَحْكِيَ لَكُمْ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَفَعَلْتُ.

ص: 258

(2)

‌{لِيَغْفِرَ لَكَ

(1)

اللَّهُ

(2)

مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ

وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [آية: 2]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ

(ب، ص)، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {لِيَغْفِرَ لَكَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 258

4836 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا زِيَادٌ

(1)

:

أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قالَ:«أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «هو ابنُ عِلاقةَ» .

ص: 258

4837 -

حدَّثنا الْحَسَنُ

(1)

بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى: أخبَرَنا حَيْوَةُ، عن أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعَ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ

(2)

قَدَمَاهُ، فقالتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ

(3)

ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قالَ: «أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا؟!» . فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني حسنُ» .

(2)

في (ن) بالرفع.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «غُفِرَ لك» .

ص: 259

(3)

‌{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ

(1)

شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}

[آية: 8]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ

}».

ص: 259

4838 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عن هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عن عَطَاءِ ابْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ

الْعَاصِ

(2)

: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45]. قالَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ

(3)

بِالأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ

(4)

حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَفْتَحُ بِهَا

(5)

أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مَسْلَمَةَ» .

(2)

زاد في (ص) بين الأسطر: «رضي الله عنهما» .

(3)

بهامش اليونينية: حاشية: قال أبو الفضل: «ولا صخابٍ» يقال بالصاد والسين، والصاد أشهر، والسين لغة ربيعة، وضعف لغة السين الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى. اهـ.

(4)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 259

4839 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ، وَفَرَسٌ لَهُ مَرْبُوطٌ

(1)

فِي الدَّارِ، فَجَعَلَ يَنْفِرُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، وَجَعَلَ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ للقُرْآنِ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «مربوطةٌ» .

(2)

في (ب، ص): «بالقرآن» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 260

(5)

‌{إِذْ يُبَايِعُونَكَ

(1)

تَحْتَ الشَّجَرَةِ}

[آية: 18]

(1)

في روايةٍ لأبي ذر: «قولُهُ: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية له أخرى: «بابُ: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ

}».

ص: 260

4840 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ قالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ.

ص: 260

4841 -

4842 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا شَبَابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ، قالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ: إِنِّي

(2)

مِمَّنْ شَهِدَ الشَّجَرَةَ، نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الْخَذْفِ.

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ

(3)

الْمُزَنِيِّ

(4)

: فِي الْبَوْلِ فِي الْمُغْتَسَلِ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «عليُّ بنُ سَلَمَةَ» .

(2)

ضبَّب على لفظة: «إني» في (ب، ص)، وهي ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «مغفَّل» .

(4)

الذي في (ب، ص): «وعن عقبة بْنِ صُهْبَانَ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغَفَّلِ المزني» ، وبهامشهما:«المزني» مجرورٌ في اليونينية والفرع.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «يأخُذُ منه الوَسْواسُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 260

4843 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن خَالِدٍ، عن أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ رضي الله عنه، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 261

4844 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ: حدَّثنا يَعْلَى: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ

(1)

:

عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ أَسْأَلُهُ. فقالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ، فقالَ رَجُلٌ: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ يُدْعَوْنَ

(2)

إلى كِتَابِ اللَّهِ. فقالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ. فقالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: اْتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُشْرِكِينَ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ فقالَ: أَلَسْنَا على الْحَقِّ وَهُمْ على الْبَاطِلِ؟ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قالَ:«بَلَى» . قالَ: فَفِيمَ أُعْطِي

(3)

الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ، وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا؟ فقالَ:«يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا» . فَرَجَعَ مُتَغَيِّظًا فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى جَاءَ أَبَا بَكْرٍ فقالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْنَا على الْحَقِّ وَهُمْ على الْبَاطِلِ، قالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(4)

وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ.

(1)

رسم فوقها هاء (هـ) في اليونينية.

(2)

ضُبطت في (ب، ص): «يَدعُون» ، وهو موافق لما نقله القسطلاني عن اليونينية، وبهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية، ولكن صلَّحه في الفرع بالبناء للمجهول كلفظ الآية، وصحح عليه، وكذا ضبطه القسطلاني. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «نُعْطِي» بضم النون وكسر الطاء.

(4)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (ب)، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 261

«(49» )‌

‌ الْحُجُرَاتُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {لَا تُقَدِّمُوا} [آية: 1]: لَا تَفْتَاتُوا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ على لِسَانِهِ. {امْتَحَنَ} [آية: 3]: أَخْلَصَ. {تَنَابَزُوا

(2)

} [آية: 11]: يُدْعَى بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ.

⦗ص: 262⦘

{يَلِتْكُم} [آية: 14]: يَنْقُصْكُمْ. أَلَتْنَا: نَقَصْنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة الحجراتِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{وَلَا تَنَابَزُوا}» .

ص: 261

(1)

‌{لَا تَرْفَعُوا

(1)

أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآيَةَ

[آية: 2]

{تَشْعُرُونَ} [آية: 2]: تَعْلَمُونَ، وَمِنْهُ الشَّاعِرُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {لَا تَرْفَعُوا

}».

ص: 262

4845 -

حدَّثنا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ:

عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا

(1)

أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ

(2)

رضي الله عنهما، رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ، قالَ نَافِعٌ: لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: ما أَرَدْتَ إِلَّا

(3)

خِلَافِي، قالَ

(4)

: ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآيَةَ [آية: 2]. قالَ

(5)

ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عن أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أنْ يَهلِكانِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أبُو بكرٍ وعُمَرُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 262

4846 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، قالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فقالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ. فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأسَهُ، فقالَ لَهُ: ما شَأنُكَ؟ فقالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قالَ كَذَا وَكَذَا، فقالَ مُوسَى: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فقالَ:«اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .

ص: 262

(2)

‌{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ

(1)

مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ

(2)

أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}

[آية: 4]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ

}».

(2)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الجيم، وبهامشهما: كذا في اليونينية، الجيم والراء عليهما فتحتان. اهـ. قلنا: وبفتح الجيم قرأ أبو جعفر.

ص: 263

4847 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا حَجَّاجٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ. وَقالَ عُمَرُ:

(1)

أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ: ما أَرَدْتَ إلى - أَوْ: إِلَّا- خِلَافِي. فقالَ عُمَرُ: ما أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ

فِي ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [آية: 1]. حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بل» وهي مثبتة في متن (ب، ص).

ص: 263

(3)

‌{وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا

(1)

حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ}

[آية: 5]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا

}».

ص: 263

«(50» )‌

‌ سُورَةُ {ق}

(1)

{رَجْعٌ بَعِيدٌ} [آية: 3]: رَدٌّ. {فُرُوجٍ} [آية: 6]: فُتُوقٍ، وَاحِدُهَا فَرْجٌ. وَرِيدٌ: فِي حَلْقِهِ

(2)

. الْحَبْلُ

(3)

: حَبْلُ الْعَاتِقِ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ} [آية: 4]: مِنْ عِظَامِهِمْ. {تَبْصِرَةً} [آية: 8]: بَصِيرَةً. {حَبَّ الْحَصِيدِ} [آية: 9]: الْحِنْطَةُ. {بَاسِقَاتٍ} [آية: 10]: الطِّوَالُ. {أَفَعَيِينَا} [آية: 15]: أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا

(4)

، {وَقَالَ قَرِينُهُ} [آية: 23]: الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ. {فَنَقَّبُوا} [آية: 36]: ضَرَبُوا. {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} [آية: 37]:

⦗ص: 264⦘

لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِغَيْرِهِ، حِينَ أَنْشَاكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ

(5)

. {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [آية: 18]: رَصَدٌ. {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [آية: 21]: الْمَلَكَانِ

(6)

: كَاتِبٌ وَشَهِيدٌ. {شَهِيدٌ} [آية: 37]: شَاهِدٌ بِالْقَلْبِ

(7)

. {لُّغُوبٍ} : النَّصَبُ

(8)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {نَضِيدٌ} [آية: 10]: الْكُفُرَّى

(9)

ما دَامَ فِي أَكْمَامِهِ، وَمَعْنَاهُ: مَنْضُودٌ بَعْضُهُ على بَعْضٍ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ أَكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ. فِي {إدْبَارِ

(10)

النُّجُومِ} [الطور: 49]. {وَأَدْبَارِ

(11)

السُّجُودِ} [آية: 40]: كَانَ عَاصِمٌ يَفْتَحُ الَّتِي فِي {ق} وَيَكْسِرُ الَّتِي فِي {الطُّورِ} ، وَيُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَيُنْصَبَانِ

(12)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمَ الْخُرُوجِ: يَخْرُجُونَ

(13)

مِنَ الْقُبُورِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}: وَرِيداهُ في حَلْقِه» .

(3)

في رواية أبي ذر: «والحَبلُ» .

(4)

قوله: «{أَفَعَيِينَا}: أفأعيا علينا» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

بهامش (ب): اللام ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالسكون. اهـ. وقوله:«حين أنشاكم وأنشأ خلقكم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «الملَكينِ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالغَيْبِ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «{مِن لُّغُوبٍ} [آية: 38]: نَصَبٍ» .

(9)

بهامش (ب، ص): الراء ليست مشدَّدة في اليونينية. اهـ.

(10)

في رواية أبي ذر: «{وَإِدْبَارَ}» بدل: «في {إِدْبَارَ}» وضبطت الهمزة في (ص) بالفتح، وبكليهما في (ب)، وقرأ بفتحها سالم بن أبي الجعد وأيوب والأعمش ورويت عن أبي عمرو ويعقوب وشعبة.

(11)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهمزة وكسرها: المثبت، وبالفتح قرأ أبو عمرو ويعقوب وابن عامر وعاصم والكسائي، وبكسرها قرأ الباقون.

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

في رواية أبي ذر: «يومَ يخرجون» ، وفي روايته ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«إلى البعث» .

ص: 263

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {هَلْ مِن مَّزِيدٍ}» . كتبت بالحمرة.

ص: 264

4848 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا حَرَمِيٌّ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عُمارةَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطْ قَطْ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 264

4849 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ: حدَّثنا أَبُو سُفْيَانَ

(2)

الْحِمْيَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، وَأَكْثَرُ ما كَانَ يُوقِفُهُ أَبُو سُفْيَانَ: «يُقالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلأْتِ؟ وَتَقُولُ

(3)

: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! فَيَضَعُ الرَّبُّ تبارك وتعالى قَدَمَهُ عَلَيْهَا

(4)

، فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ

(5)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ن): «موسى» مضبَّب عليها، وأصلحت في الهامش إلى «سفيان» بخط متأخر.

(3)

في رواية أبي ذر: «فتقول» .

(4)

في رواية أبي ذر: «عليها قدمه» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطْ قَطْ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 265

4850 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فقالتْ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقالَتِ الْجَنَّةُ: ما لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. قالَ اللَّهُ تبارك وتعالى

(2)

لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي

(3)

أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا

(4)

أَنْتِ عَذَابٌ

(5)

أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا

(6)

مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ: فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطٍ قَطٍ قَطٍ

(7)

فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى

بَعْضُهَا إلى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عز وجل مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رحمةٌ» .

(4)

لفظة: «إنَّما» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَذابِي» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطْ قَطْ قَطْ» ، ولفظة:«قط» الثالثة ليست عند أبي ذر.

ص: 265

(2)

‌{وَسَبِّحْ

(1)

بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}

[آية: 39]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَسَبِّحْ

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَسَبِّحْ

}» وهذا خلاف التلاوة. وضرب على لفظة: «باب» بالحمرة في اليونينية.

ص: 265

4851 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن جَرِيرٍ، عن إِسْمَاعِيلَ، عن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

⦗ص: 266⦘

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إلى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فقالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى

(1)

صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا. ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ

(2)

بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [آية: 39]».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عن» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَسَبِّحْ» وهذا خلاف التلاوة.

ص: 265

4852 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ فِي أَدْبَارِ

(1)

الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَأَدْبَارَ

(2)

السُّجُودِ} [آية: 40].

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهمزة وكسرها.

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهمزة وكسرها، وبالفتح قرأ أبو عمرو ويعقوب وابن عامر وعاصم والكسائي، وبكسرها قرأ الباقون.

ص: 266

«(51» ) ‌

{وَالذَّارِيَاتِ}

(1)

قالَ عَلِيٌّ

(2)

: الرِّيَاحُ

(3)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {تَذْرُوهُ} [الكهف: 45]: تُفَرِّقُهُ. {وَفِي أَنفُسِكُمْ

(4)

} [آية: 21]: تَأكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ. {فَرَاغَ} [آية: 26]: فَرَجَعَ. {فَصَكَّتْ} [آية: 29]: فَجَمَعَتْ

(5)

أَصَابِعَهَا فَضَرَبَتْ

(6)

جَبْهَتَهَا. وَالرَّمِيمُ: نَبَاتُ الأَرْضِ إذا يَبِسَ وَدِيسَ. {لَمُوسِعُونَ} [آية: 47]: أَيْ لَذُو سَعَةٍ،

⦗ص: 267⦘

وَكَذَلِكَ {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ

(7)

} [البقرة: 236]: يَعْنِي الْقَوِيَّ. {زَوْجَيْنِ

(8)

} [آية: 49]: الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، وَاخْتِلَافُ

(9)

الأَلْوَانِ: حُلْوٌ وَحَامِضٌ، فَهُمَا زَوْجَانِ. {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [آية: 50]: مِنَ اللَّهِ

(10)

إِلَيْهِ. {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

(11)

} [آية: 56]: ما خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بَعْضٌ وَتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ. وَالذَّنُوبُ: الدَّلْوُ الْعَظِيمُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {صَرَّةٍ} [آية: 29]: صَيْحَةٍ

(12)

. {ذَنُوبًا} [آية: 59]: سَبِيلًا. الْعَقِيمُ: الَّتِي لَا تَلِدُ

(13)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحُبُكُ: اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا. {فِي غَمْرَةٍ

(14)

} [آية: 11]: فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادَوْنَ.

وَقالَ غَيْرُهُ: تَوَاصَوْا: تَوَاطَؤُوا. وَقالَ

(15)

: {مُسَوَّمَةً} [آية: 34]: مُعَلَّمَةً، مِنَ السِّمَا

(16)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {وَالذَّارِيَاتِ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

بهامش (ب، ص) زيادة: «عليه السلام» .

(3)

في رواية أبي ذر: «الذارِياتُ: الرياحُ» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «أفلا تُبْصِرُون» .

(5)

في رواية أبي ذر: «جَمَعَتْ» .

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بِه» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي بدل ابن عساكر، وهو موافق لما في الإرشاد.

(7)

لم يضبط الدال في (ن)، وبإسكانها في باقي الأصول، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وابن كثير وهشام وشعبة ويعقوب.

(8)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}» . كتبت بالحمرة.

(9)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الفاء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالضمِّ. اهـ.

(10)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «معناه مِنَ الله» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر: «{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}» .

(12)

في رواية أبي ذر: «صرةٌ: صيحةٌ» وتفسيرها عنده مؤخر إلى ما بعد تفسير {ذَنُوبًا} .

(13)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «تلقح شيئًا» . كتبت بالحمرة.

(14)

في رواية أبي ذر: «غَمْرَتِهِمْ» .

(15)

قوله: «تَوَاصَوْا: تواطؤوا. وقال» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(16)

في رواية كريمة: «السِّيْما» ، وبهامش (ب، ص): حاشية: «قَصْرٌ» . اهـ. وفي رواية أبي ذر زيادة: «{قُتِلَ الْإِنسَانُ}: لُعِنَ» .

ص: 266

«(52» ) ‌

{وَالطُّورِ}

(1)

وَقالَ قَتَادَةُ: {مَسْطُورٍ} [آية: 2]: مَكْتُوبٍ

(2)

.

⦗ص: 268⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: الطُّورُ: الْجَبَلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ. {رَقٍّ مَّنشُورٍ} [آية: 3]: صَحِيفَةٍ. {وَالسَّقْفِ

الْمَرْفُوعِ} [آية: 5]: سَمَاءٌ

(3)

. {الْمَسْجُورِ} [آية: 6]: الْمُوقَدِ

(4)

.

وَقالَ الْحَسَنُ: تُسْجَرُ حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى فيها قَطْرَةٌ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {أَلَتْنَاهُم} [آية: 21]: نَقَصْنَا

(5)

.

وَقالَ

(6)

غَيْرُهُ: {تَمُورُ} [آية: 9]: تَدُورُ. {أَحْلَامُهُم} [آية: 32]: الْعُقُولُ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْبَرُّ} [آية: 28]: اللَّطِيفُ

(7)

. {كِسْفًا} [آية: 44]: قِطْعًا. {الْمَنُونُ} [آية: 30]: الْمَوْتُ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {يَتَنَازَعُونَ} [آية: 23]: يَتَعَاطَوْنَ.

(1)

في روايتي أبي ذر وكريمة: «سورة {وَالطُّورِ}» ، وزاد في رواية أبي ذر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قول قتادة ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}: سماء» ليس في رواية أبي ذر، وزاد في (ب) أنه ليس في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وهو موافق لما في السلطانية. (لا إلى بالحمرة).

(4)

في رواية أبي ذر: «والمسجورُ: المُوقدُ» ، وفي روايته عن الحَمُّويي والمُستملي:«الموقَرُِ» . قال في الفتح: والأول الصواب. اهـ. يعني بالدال.

(5)

قول مجاهد ليس في رواية أبي ذر.

(6)

ضبَّب على الواو في (ن، ص)، وجعل الضَّبَّة في (ب) على «وقال» .

(7)

قوله: «{الْبَرُّ}: اللطيف» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

ص: 267

4853 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عن عُرْوَةَ، عن زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: شَكَوْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي أَشْتَكِي، فقالَ:«طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ، وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ» . فَطُفْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إلى جَنْبِ الْبَيْتِ، يَقْرَأُ بِالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بنتِ» .

ص: 268

4854 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حَدَّثُونِي عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:

عن أَبِيهِ

(1)

قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ:

⦗ص: 269⦘

{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ. أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [آية: 35 - 37]. كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ

(2)

. قالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا أَنَا فَإِنَّمَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عن مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عن أَبِيهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ. لَمْ

(3)

أَسْمَعْهُ زَادَ الَّذِي قَالُوا لِي.

(1)

كتب بين الأسطر وبالحمرة في اليونينية زيادة: «رضي الله عنه» مصحح عليها.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال: كاد قلبي يطيرُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «ولم» .

ص: 268

«(53» ) ‌

{وَالنَّجْمِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {{ذُو مِرَّةٍ} [آية: 6]: ذُو قُوَّةٍ. {قَابَ قَوْسَيْنِ} [آية: 9]: حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ

(2)

. {ضِيزَى} [آية: 22]: عَوْجَا

(3)

. {وَأَكْدَى} [آية: 34]: قَطَعَ عَطَاؤُهُ

(4)

. {رَبُّ الشِّعْرَى} [آية: 49]: هو مِرْزَمُ الْجَوْزَاءِ. {الَّذِي وَفَّى} [آية: 37]: وَفَّى

(5)

ما فُرِضَ عَلَيْهِ. {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ} [آية: 57]: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ

(6)

. {سَامِدُونَ} [آية: 61]: الْبَرْطَمَةُ

(7)

. وَقالَ عِكْرِمَةُ: يَتَغَنَّوْنَ، بِالْحِمْيَرِيَّةِ.

⦗ص: 270⦘

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ: {أَفَتُمَارُونَهُ} [آية: 12]: أَفَتُجَادِلُونَهُ، وَمَنْ قَرَأَ: {أَفَتَمْرُونَهُ

(8)

}: يَعْنِي أَفَتَجْحَدُونَهُ

(9)

. {مَا زَاغَ

(10)

الْبَصَرُ} [آية: 17]: بَصَرُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم {وَمَا طَغَى} [آية: 17] وَلَا

(11)

جَاوَزَ ما رَأَى. {فَتَمَارَوْا} [القمر: 36]: كَذَّبُوا.

وَقالَ الْحَسَنُ: {إِذَا هَوَى} [آية: 1]: غَابَ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَغْنَى وَأَقْنَى} [آية: 48]: أَعْطَى فَأَرْضَى.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {وَالنَّجْمِ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «{قَابَ قَوْسَيْنِ}: حيث الوتر من القوس» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

بهامش اليونينية دون رقم: «حَدْبا» .

(4)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، والذي في الفرع وغيره:«عَطَاؤَهُ» بالنصب. اهـ.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

قوله: «{أَزِفَتْ الْآزِفَةُ}: اقتربت السَّاعةُ» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «البَرْطنَةُ» .

(8)

قرأ بها يعقوب وحمزة والكسائي وخلف.

(9)

لفظة: «يعني» ليست في رواية أبي ذر (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي:«أفتجحدون» .

(10)

في رواية أبي ذر: «وقال: {مَا زَاغَ}» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وما» .

ص: 269

(1)

4855 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عَامِرٍ: عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: يَا أُمَّتَاهْ

(1)

، هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ؟ فقالتْ: لقد قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ

(2)

، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ:

مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} [الشورى: 51]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ ما فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ

(3)

كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} الآيَةَ [المائدة: 67]، وَلَكِنَّهُ

(4)

رَأَى جِبْرِيلَ

(5)

فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ

(6)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قلتَه» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «قد» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَلكِنْ» .

(5)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «صلى الله عليه وسلم» .

(6)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «قَوْلُه [في (ن): وقوله] تعالى: {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}» . كتبت بالحمرة.

ص: 270

4856 -

حدَّثنا

(1)

أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ زِرًّا:

عن عَبْدِ اللَّهِ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [آية: 9 - 10]. قالَ: حدَّثنا ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ.

ص: 271

4857 -

حدَّثنا

(1)

طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ: حدَّثنا زَائِدَةُ، عن الشَّيْبَانِيِّ، قالَ:

سَأَلْتُ زِرًّا عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [آية: 9 - 10]. قالَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى جِبْرِيلَ

(2)

لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ.

ص: 271

4858 -

حدَّثنا

(1)

قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [آية: 18]. قالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}» .

ص: 271

4859 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ

(1)

: حدَّثنا أَبُو الأَشْهَبِ: حدَّثنا أَبُو الْجَوْزَاءِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

(2)

: {اللَّاتَ

(3)

} [آية: 19] رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إبراهيمَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «في قوله» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَالْعُزَّى} كانَ اللَّاتُ» .

ص: 271

4860 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ فقالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ» .

ص: 272

4861 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ:

قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها، فقالتْ: إِنَّمَا كَانَ مَنْ أَهَلَّ بِمَنَاةَ

(1)

الطَّاغِيَةِ الَّتِي بِالْمُشَلَّلِ لَا يَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} [البقرة: 158] فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ. قالَ سُفْيَانُ: مَنَاةُ بِالْمُشَلَّلِ مِنْ قُدَيْدٍ.

وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: نَزَلَتْ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا هُمْ وَغَسَّانُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ، مِثْلَهُ.

وَقالَ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ كَانَ يُهِلُّ لِمَنَاةَ، وَمَنَاةُ صَنَمٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كُنَّا لَا نَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَعْظِيمًا لِمَنَاةَ، نَحْوَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لِمناةَ» .

ص: 272

(4)

‌{فَاسْجُدُوا

(1)

لِلَّهِ

وَاعْبُدُوا}

[آية: 62]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَاسْجُدُوا

}».

ص: 272

4862 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن عِكْرِمَةَ:

⦗ص: 273⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّجْمِ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ.

تَابَعَهُ ابْنُ طَهْمَانَ

(1)

، عن أَيُّوبَ.

وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عُلَيَّةَ ابْنَ عَبَّاسٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «إبراهيمُ بنُ طَهْمَانَ» .

ص: 272

4863 -

حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: أخبَرَنِي

(1)

أَبُو أَحْمَدَ

(2)

: حَدَّثَنَا

(3)

إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فيها سَجْدَةٌ {وَالنَّجْمِ} قالَ: فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا رَجُلًا، رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا، وهو أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «يعني الزُّبَيْرِيَّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 273

«(54» ) ‌

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}

(1)

قالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {مُسْتَمِرٌّ} [آية: 2]: ذَاهِبٌ. {مُزْدَجَرٌ} [آية: 4]: مُتَنَاهٍي

(3)

. {وَازْدُجِرَ} [آية: 9]: فَاسْتُطِيرَ جُنُونًا. دُسُرٌٍ: أَضْلَاعُ السَّفِينَةِ. {لِّمَن كَانَ كُفِرَ} [آية: 14]: يَقُولُ: كُفِرَ لَهُ

(4)

جَزَاءً مِنَ اللَّهِ. {مُّحْتَضَرٌ} [آية: 28]: يَحْضُرُونَ الْمَاءَ.

⦗ص: 274⦘

وَقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: {مُّهْطِعِينَ} [آية: 8]: النَّسَلَانُ: الْخَبَبُ السِّرَاعُ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {فَتَعَاطَى} [آية: 29]: فَعَاطَهَا

(5)

بِيَدِهِ فَعَقَرَهَا. {الْمُحْتَظِرِ} [آية: 31]: كَحِظَارٍ مِنَ الشَّجَرِ مُحْتَرِقٍ. {ازْدُجِرَ} [آية: 9]: افْتَعَلَ مِنْ زَجَرْتُ. {كُفِرَ} [آية: 14]: فَعَلْنَا بِهِ وَبِهِمْ ما فَعَلْنَا جَزَاءً لِمَا صُنِعَ بِنُوحٍ وَأَصْحَابِهِ. {مُّسْتَقِرٌّ} [آية: 3]: عَذَابٌ حَقٌّ. يُقالُ: الأَشَرُ الْمَرَحُ وَالتَّجَبُّرُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» وكتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(3)

هكذا ضبطت في اليونينية للدلالة على الضبطين: إثبات الياء وحذفها.

(4)

بهامش اليونينية دون رقم: «به» . كتبت بالحمرة.

(5)

قوله: «فعاطها» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 273

4864 -

حدَّثنا

(1)

مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ على عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً

(2)

فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اْشْهَدُوا» .

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {وَانشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا}» ، وجعل في (ب، ص) هذه الزيادة في رواية المستملي، وضبط رواية أبي ذر بزيادة الباب فقط دون الترجمة.

(2)

في رواية أبي ذر بالرفع، في هذا الموضع والذي يليه. كتبتا بالحمرة.

ص: 274

4865 -

حدَّثنا عَلِيٌّ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: أخبَرَنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: اْنْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ، فقالَ لَنَا: «اشْهَدُوا اشْهَدُوا

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عبدِ اللهِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 274

4866 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثني بَكْرٌ، عن جَعْفَرٍ، عن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 274

4867 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ.

ص: 274

4868 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، حدَّثنا عَنْ

(1)

شُعْبَةَ، عن

قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ.

(1)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بالجمع بين «حدَّثنا» و «عن» في أصل النسخة. اهـ.

ص: 275

(2)

‌{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ. وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً

فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 14 - 15]

(1)

قالَ قَتَادَةُ: أَبْقَى اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الأُمَّةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ}» . دون ذكر الآية الثانية.

ص: 275

4869 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15].

قالَ

(1)

مُجَاهِدٌ: {يَسَّرْنَا

(2)

}: هَوَّنَّا قِرَاءَتَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل قول مجاهد زيادة: «بابٌ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}» .

(2)

لفظة: {يَسَّرْنَا} ثابتة في رواية أبي ذر. (ب، ص) وهي مُهمَّشةٌ فيهما.

ص: 275

4870 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15].

ص: 275

(2 م)

‌{أَعْجَازُ

(1)

نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}

[آية: 20 - 21]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {أَعْجَازُ

}».

ص: 275

4871 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا سَأَلَ الأَسْوَدَ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15] أَوْ {مُذَّكِرٍ} ؟ فقالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَؤُهَا

(1)

: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15]

(2)

. قالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهَا

(3)

: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15] دَالًا.

(1)

في متن (ب، ص): «يقرأُها» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «دالًا» .

(3)

في متن (ب، ص): «يقرأُها» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.

ص: 275

(3)

‌{فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

(1)

} [آية: 31 - 32]

ص: 276

4872 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا

(1)

أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 15]. الآيَةَ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أنَّ النَّبيَّ» .

(3)

لفظة: «الآية» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 276

(4)

‌{وَلَقَدْ صَبَّحَهُم

(1)

بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ. فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ}

[آية: 38 - 39]

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُم

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}» .

ص: 276

4873 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ

(1)

: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 17].

(1)

في رواية أبي ذر: «أنه قرأ» .

ص: 276

(4 م)

‌{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا

(1)

أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}

[آية: 51]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا

}».

ص: 276

4874 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قَرَأْتُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِن مُذَّكِرٍ} [آية: 51] فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [آية: 51].

ص: 276

(5)

‌{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

(1)

} [آية: 45]

ص: 276

4875 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ،

⦗ص: 277⦘

عن ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، عن وُهَيْبٍ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ وهو فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ» . فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فقالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلْحَحْتَ على رَبِّكَ، وهو يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [آية: 45]

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بْنُ حَوْشَبٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» .

ص: 276

(6)

‌{بَلِ السَّاعَةُ

(1)

مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}

[آية: 46]

يَعْنِي مِنَ الْمَرَارَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِه: {بَلِ السَّاعَةُ

}».

ص: 277

4876 -

حدَّثنا

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(1)

هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍَ

(2)

، قالَ:

إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمؤمِنِينَ، قالَتْ: لقد أُنْزِلَ

(3)

على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ:{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [آية: 46].

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الكاف في اليونينية، وضبطها في الفرع بالصرف.

(3)

في رواية أبي ذر: «نَزَلَ» .

ص: 277

4877 -

حدثني إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدٌ، عن خَالِدٍ، عن عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ وهو فِي قُبَّةٍ لَهُ

(1)

يَوْمَ بَدْرٍ

(2)

: «أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا» . فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ وَقالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ على رَبِّكَ، وهو فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [آية: 45 - 46].

(1)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 277

«(55» )‌

‌ سُورَةُ الرَّحْمَنِ

(1)

{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ} [آية: 9]: يُرِيدُ لِسَانَ الْمِيزَانِ. وَالْعَصْفُ: بَقْلُ

(2)

الزَّرْعِ إذا قُطِعَ منه شَيْءٌ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ فَذَلِكَ الْعَصْفُ

(3)

، وَالرَّيْحَانُ: رِزْقُهُ وَالْحَبُّ الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْهُ، وَالرَّيْحَانُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الرِّزْقُ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: وَالْعَصْفُ

(4)

يُرِيدُ: الْمَأكُولَ مِنَ الحَبِّ، وَالرَّيْحَانُ: النَّضِيجُ الَّذِي لَمْ يُؤكَلْ. وَقالَ غَيْرُهُ: الْعَصْفُ: وَرَقُ الْحِنْطَةِ.

وَقالَ الضَّحَّاكُ: الْعَصْفُ: التِّبْنُ.

وَقالَ أَبُو مَالِكٍ: الْعَصْفُ: أَوَّلُ ما يَنْبُتُ، تُسَمِّيهِ النَّبَطُ: هَبُورًا.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: الْعَصْفُ: وَرَقُ الْحِنْطَةِ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ

(5)

، وَالْمَارِجُ

(6)

: اللَّهَبُ الأَصْفَرُ وَالأَخْضَرُ الَّذِي يَعْلُو النَّارَ إذا أُوقِدَتْ.

وَقالَ بَعْضُهُمْ عن مُجَاهِدٍ: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [آية: 17]: لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ، وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ، {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [آية: 17] مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. {لَّا يَبْغِيَانِ} [آية: 20]: لَا يَخْتَلِطَانِ. {الْمُنشَآتُ

(7)

} [آية: 24]: ما رُفِعَ قِلْعُهُ مِنَ السُّفُنِ، فَأَمَّا ما لَمْ يُرْفَعْ قَلْعُهُ

(8)

فَلَيْسَ بِمُنْشَأَةٍ

(9)

..

⦗ص: 279⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {وَنُحَاسٌٍ

(10)

} [آية: 35]: الصُّفْرُ يُصَبُّ على رُؤُوسِهِمْ، يُعَذَّبُونَ

(11)

بِهِ. {خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} [آية: 46]: يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل فَيَتْرُكُهَا. الشُّوَاظُ: لَهَبٌ مِنْ نَارٍ. {مُدْهَامَّتَانِ} [آية: 64]: سَوْدَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ. {صَلْصَالٍ} [آية: 14]: طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ، وَيُقالُ: مُنْتِنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ: صَلَّ، يُقالُ: صَلْصَالٌ، كَمَا يُقالُ: صَرَّ الْبَابُ عِنْدَ الإِغْلَاقِ وَصَرْصَرَ، مِثْلُ: كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ

(12)

.

{فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [آية: 68]. وَقالَ

(13)

بَعْضُهُمْ: لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ بِالْفَاكِهَةِ، وَأَمَّا الْعَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهَا فَاكِهَةً، كَقَوْلِهِ عز وجل: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ

والصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] فَأَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ على كُلِّ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ أَعَادَ الْعَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا، كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ، وَمِثْلُهَا:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ} [الحج: 18]: ثُمَّ قالَ: {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: 18] وَقَدْ ذَكَرَهُمْ

(14)

فِي أَوَّلِ قَوْلِهِ: {مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ} .

وَقالَ غَيْرُهُ: {أَفْنَانٍ} [آية: 48]: أَغْصَانٍ. {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [آية: 54]: ما يُجْتَنَى قَرِيبٌ

(15)

.

وَقالَ الْحَسَنُ: {فَبِأَيِّ آلَاء} [آية: 55]: نِعَمِهِ.

وَقالَ قَتَادَةُ: {رَبِّكُمَا

(16)

} [آية: 55]: يَعْنِي الْجِنَّ وَالإِنْسَ.

وَقالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأنٍ

(17)

} [آية: 29]: يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ.

⦗ص: 280⦘

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَرْزَخٌ} [آية: 20]: حَاجِزٌ. الأَنَامُ: الْخَلْقُ. {نَضَّاخَتَانِ} [آية: 66]: فَيَّاضَتَانِ

(18)

. {ذُو الْجَلَالِ} [آية: 27]: ذُو الْعَظَمَةِ

(19)

.

وَقالَ غَيْرُهُ: {مَارِجٍ} : خَالِصٍ

(20)

مِنَ النَّارِ، يُقالُ: مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إذا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ، مَرَجَ

(21)

أَمْرُ النَّاسِ: {مَّرِيجٍ} [ق: 5]: مُلْتَبِسٍ

(22)

. {مَرَجَ} [آية: 19]: اخْتَلَطَ الْبَحْرَانِ

(23)

مِنْ

(24)

مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا. {سَنَفْرُغُ لَكُمْ

(25)

} [آية: 31]: سَنُحَاسِبُكُمْ، لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عن شَيْءٍ، وَهوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، يُقالُ: لَأَتَفَرَّغَنَّ لَكَ، وَمَا بِهِ شُغْلٌ، يَقُولُ: لَآخُذَنَّكَ على غِرَّتِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقال مجاهد: {بِحُسْبَانٍ} [الرحمن: 5] كَحُسْبانِ الرَّحَى. وقال غيره» . وانظر تغليق التعليق: 4/ 328.

(2)

قوله: «بقل» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(3)

قوله: «فذلك العصف» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «العصف» بدون الواو.

(5)

قول مجاهد هذا مُقدَّم على قول الضحاك في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر: «المارج» بدون الواو.

(7)

ضبطت في (ب، ص): بكسر الشين، وبهامشهما: كذا في اليونينية. اهـ. وبها قرأ حمزة وشعبة بخلف عنه.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قِلْعُهُ» ، وضبطت في (ب، ص): بفتح القاف فقط، وبهامشهما: كذا في اليونينية، القاف في هذه مفتوحة. اهـ.

(9)

في رواية أبي ذر: «بمنشآت» . وزاد بعدها: «وقالَ مجاهدٌ: {كَالْفَخَّارِ}: كما يُصْنَعُ الفَخَّار» . وزاد في (ب، ص) في روايته: «الشُواظُ: لَهَبٌ مِنْ نَارٍ» . انظر: تغليق التعليق: 4/ 330.

(10)

بتنوين الكسر قرأ أبو عمرو وابن كثير وروح، وبتنوين الرفع قرأ الباقون، وفي رواية أبي ذر:«النحاسُ» .

(11)

في رواية أبي ذر: «فيعذبون» .

(12)

من قوله: «الشواظ لهب» إلى قوله: «كببته» ليس في رواية أبي ذر. وقيِّدت نهاية السقط عنده في (ب، ص) في موضعين أولهما قبل قوله: «{مُدْهَامَّتَانِ}» والثاني هاهنا.

(13)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(14)

في رواية أبي ذر زيادة: «اللهُ عز وجل» .

(15)

من قوله: «وقال غيره» إلى قوله: «قريب» ليس في رواية أبي ذر.

(16)

في رواية أبي ذر زيادة: «{تُكَذِّبَانِ}» .

(17)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(18)

من قوله: «وقال ابن عباس: {بَرْزَخٌ}» إلى قوله: «فياضتان» ليس في رواية أبي ذر.

(19)

تصحفت في (ن) إلى: «العصمة» ، وصححت بهامشها بخط متأخر، ولفظة:«ذو» الثانية ليست في رواية أبي ذر.

(20)

ضبطت في (ص): «مارج: خالصٌ» ، وأهمل ضبطها في (ب).

(21)

في رواية أبي ذر: «ويقال: مَرَجَ» .

(22)

أهمل ضبطها في كل الأصول، وقوله:«{مَّرِيجٍ}: ملتبس» ليس في رواية أبي ذر.

(23)

في رواية أبي ذر: «{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ}: اختلط» .

(24)

لفظة: «من» ليست في رواية أبي ذر.

(25)

ضرب في (ب) على لفظة: «لكم» ، وبهامشها: كذا مضروب على: «لكم» في اليونينية. اهـ.

ص: 278

4878 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ: حدَّثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ:

عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ على وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» .

ص: 280

(2)

{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}

(1)

[آية: 72]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حُورٌ: سُودُ الْحَدَقِ

(2)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: مَقْصُورَاتٌ: مَحْبُوسَاتٌ، قُصِرَ طَرْفُهُنَّ وَأَنْفُسُهُنَّ على أَزْوَاجِهِنَّ. {قَاصِرَاتٌ} [آية: 56]: لَا يَبْغِينَ غَيْرَ أَزْوَاجِهِنَّ.

ص: 281

4879 -

4880 - حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حَدَّثَنِي

(2)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: حدَّثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ:

عن أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ منها أَهْلٌ ما يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤمِنُونَ

(3)

. وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ كَذَا، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إلى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ على وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 281

«(56» )‌

‌ الْوَاقِعَةُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {رُجَّتْ} [آية: 4]: زُلْزِلَتْ. {بُسَّتْ} [آية: 5]: فُتَّتْ لُتَّتْ كَمَا يُلَتُّ السَّوِيقُ. الْمَخْضُودُ: الْمُوقَرُ حَمْلًا، وَيُقالُ أَيْضًا

(2)

: لَا شَوْكَ لَهُ. {مَّنضُودٍ} [آية: 29]: الْمَوْزُ

(3)

. وَالْعُربُ

(4)

: الْمُحَبَّبَاتُ إلى أَزْوَاجِهِنَّ. {ثُلَّةٌ} [آية: 39]: أُمَّةٌ. {يَحْمُومٍ} [آية: 43]: دُخَانٍ أَسْوَدَ

(5)

. {يُصِرُّونَ} [آية: 46]:

⦗ص: 282⦘

يُدِيمُونَ. الْهِيمُ: الإِبِلُ الظِّمَاءُ

(6)

. {لَمُغْرَمُونَ} [آية: 66]: لَمُلْزَمُونَ

(7)

. رَوْحٌ: جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ

(8)

. {وَرَيْحَانٌ}

(9)

[آية: 89]: الرِّزْقُ. وَنَنْشَأَكُمْ

(10)

فِي أَيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {تَفَكَّهُونَ} [آية: 65]: تَعْجَبُونَ

(11)

. {عُرُبًا} [آية: 37]: مُثَقَّلَةً، وَاحِدُهَا عَرُوبٌ، مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ، يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةَ الْعَرِبَةَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الْغَنِجَةَ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الشَّكِلَةَ

(12)

.

وَقالَ فِي: {خَافِضَةٌ} [آية: 3]: لِقَوْمٍ

(13)

إلى النَّارِ، وَ {رَافِعَةٌ} [آية: 3]

(14)

إلى الْجَنَّةِ. {مَّوْضُونَةٍ} [آية: 15]: مَنْسُوجَةٍ، وَمِنْهُ: وَضِينُ النَّاقَةِ. وَالْكُوبُ: لَا آذَانَ لَهُ وَلَا عُرْوَةَ. وَالأَبَارِيقُ: ذَوَاتُ الآذَانِ

(15)

وَالْعُرَى. {مَّسْكُوبٍ} [آية: 31]: جَارٍ

(16)

. {وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ} [آية: 34]: بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.

(17)

{مُتْرَفِينَ} [آية: 45]: مُتَمَتِّعِينَ

(18)

. {مَا تُمْنُونَ} [آية: 58]: هِيَ النُّطْفَةُ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ

(19)

. {لِّلْمُقْوِينَ} [آية: 73]: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالْقِيُّ الْقَفْرُ

(20)

. {بِمَوْقِعِ

(21)

النُّجُومِ} [آية: 75]: بِمُحْكَمِ الْقُرْآنِ، وَيُقالُ: بِمَسْقَطِ

(22)

النُّجُومِ إذا

⦗ص: 283⦘

سَقَطْنَ، وَمَوَاقِعُ وَمَوْقِعٌ وَاحِدٌ. {مُّدْهِنُونَ} [آية: 81]: مُكَذِّبُونَ، مِثْلُ:{لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]. {فَسَلَامٌ لَّكَ} [آية: 91]: أَيْ مُسَلَّمٌ

(23)

لَكَ: أَنَّكَ

(24)

مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأُلْغِيَتْ (أَنَّ

(25)

) وهو مَعْنَاهَا، كَمَا تَقُولُ: أَنْتَ مُصَدَّقٌ، مُسَافِرٌ عن قَلِيلٍ، إذا كَانَ قَدْ قالَ: إِنِّي مُسَافِرٌ عن قَلِيلٍ

(26)

، وَقَدْ يَكُونُ كَالدُّعَاءِ لَهُ، كَقَوْلِكَ: فَسَقْيًا مِنَ الرِّجَالِ، إِنْ رَفَعْتَ السَّلَامَ، فهو مِنَ الدُّعَاءِ. {تُورُونَ} [آية: 71]: تَسْتَخْرِجُونَ، أَوْرَيْتُ: أَوْقَدْتُ. {لَغْوًا} [آية: 25]: بَاطِلًا. {تَأْثِيمًا} [آية: 25]: كَذِبًا

(27)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة الواقعةِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

قوله: «المُوقَرُ حملًا، ويقال أيضًا» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «{مَّنضُودٍ}: الموز» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية كريمة: «والعُرْب» . (ن، ب).

(5)

في رواية أبي ذر: «يَحْمُومٌ: دُخَانٌ أَسْوَدُ» . كتبت بالحمرة.

(6)

قوله: «الْهِيمُ: الإبل الظماء» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «{لَمُغْرَمُونَ}: لَمَلُومُونَ. {مَدِينِينَ}: مُحاسَبِينَ» . كتبت بالحمرة.

(8)

قوله: «رَوْحٌ: جنة ورخاء» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية أبي ذر: «الرَّيْحانُ» .

(10)

هكذا ضبطت باتفاق الأصول ولم يقرأ بها أحدٌ، في رواية أبي ذر:«{نُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} [آية: 61]» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر: «تَعَجَّبُونَ» . كتبت بالحمرة. (ب، ص).

(12)

من قوله: «{عُرُبًا} مثقلة» إلى قوله: «الشكلة» ليس في رواية أبي ذر.

(13)

في رواية أبي ذر: «بِقَوْمٍ» . كتبت بالحمرة.

(14)

في رواية كريمة: «وَرَافِعَةٍ» بتنوين الجر.

(15)

في (ب، ص): «الأَذان» من غير مدٍّ.

(16)

من قوله: «{مَّوْضُونَةٍ}» إلى قوله: «{مَّسْكُوبٍ}: جار» ليس في رواية أبي ذر.

(17)

بهامش (ن): آخر الجزء الخامس والعشرين.

(18)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُمَتَّعِينَ» .

(19)

في رواية أبي ذر: «{مَا تُمْنُونَ}: مِن النُّطَفِ يَعْنِي فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ» ، وفي رواية كريمة:«{مَا تُمْنُونَ} فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ» .

(20)

قوله: «{لِّلْمُقْوِينَ} للمسافرين، والقي: القفر» : ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(21)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالإفراد على قراءة حمزة والكسائي وخلف ورويس، وفي رواية أبي ذر:«{بِمَوَاقِعِ}» بالجمع على قراءة الباقين.

(22)

ضبطت في (ب، ص) بكسر القاف.

(23)

في رواية أبي ذر: «فَسِلْمٌ» .

(24)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها، وبالهمزة المكسورة فقط في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في باقي النسخ.

(25)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها، وبالهمزة المكسورة فقط في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في باقي النسخ.

(26)

في رواية كريمة: «قَرِيبٍ» .

(27)

من قوله: «{تُورُونَ}» إلى قوله: «كذبًا» : ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

ص: 281

(1)

{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}

(1)

[آية: 30]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}» .

ص: 283

4881 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن أَبِي الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ، لَا يَقْطَعُهَا، وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [آية: 30]» .

ص: 283

«(57» )‌

‌ الْحَدِيدُ

قالَ مُجَاهِدٌ: {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ} [آية: 7]: مُعَمَّرِينَ فِيهِ. {مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [آية: 9]: مِنَ الضَّلَالَةِ إلى الْهُدَى.

{وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [آية: 25]: جُنَّةٌ وَسِلَاحٌ. {مَوْلَاكُمْ} [آية: 15]: أَوْلَى بِكُمْ. {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [آية: 29]: لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ. يُقالُ: الظَّاهِرُ على كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ

(1)

كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا. {أَنْظِرُونَا

(2)

} [آية: 13]: انْتَظِرُونَا.

(1)

هكذا في اليونينية بإسقاط لفظة: «على» ، وسيأتي في التوحيد (بعد الحديث رقم 7378) بإثباتها.

(2)

بهمزة قطع من (أنظر) الرباعي، على قراءة زيد بن علي ويحيى بن وثَّاب والأعمش وطلحة.

ص: 283

«(58» )‌

‌ الْمُجَادِلَةُ

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يُحَادُّونَ} [آية: 5]: يُشَاقُّونَ اللَّهَ. {كُبِتُوا} [آية: 5]: أُخْزِئُوا

(1)

، مِنَ الْخِزْيِ. {اسْتَحْوَذَ} [آية: 19]: غَلَبَ.

(2)

ص: 284

«(59» )‌

‌ الْحَشْرُ

(1)

الْجَلَاءُ

(2)

مِنْ أَرْضٍ إلى أَرْضٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الحَشْرِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

ضبطت في (ص): {الْجَلَاءَ} [آية: 3]، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية كريمة وأبي ذر زيادة:«الإِخْراجُ» .

ص: 284

(1)

4882 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ. قالَ: التَّوْبَةُ هِيَ الْفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ: وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا لَمْ تُبْقِ

(1)

أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا ذُكِرَ فِيهَا، قالَ: قُلْتُ: سُورَةُ الأَنْفَالِ، قالَ: نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ. قالَ: قُلْتُ: سُورَةُ الْحَشْرِ. قالَ: نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَنْ تُبْقِيَ» .

ص: 284

4883 -

حدَّثنا

(1)

الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: أخبَرَنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ،

⦗ص: 285⦘

عَنْ سَعِيدٍ، قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: سُورَةُ الْحَشْرِ، قالَ: قُلْ: سُورَةُ النَّضِيرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 284

(2)

{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ}

(1)

[آية: 5] نَخْلَةٍ، ما لَمْ تَكُنْ عَجْوَةً أَوْ بَرْنِيَّةً.

ص: 285

4884 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثٌ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَهيَ الْبُوَيْرَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [آية: 5].

ص: 285

4885 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عن عَمْرٍو، عن الزُّهْرِيِّ، عن مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ:

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، يُنْفِقُ على أَهْلِهِ منها نَفَقَةَ سَنَتِهِ

(1)

، ثُمَّ يَجْعَلُ ما بَقِيَ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ، عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

(1)

في (ص، ق): «سَنَةٍ» .

ص: 285

4886 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ» . فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقالُ لَهَا

أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ

⦗ص: 286⦘

فقالتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي

(1)

أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ! فقالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فقالتْ: لقد قَرَأْتُ ما بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ ما تَقُولُ! قالَ: لَئِنْ

(2)

كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقد وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [آية: 7]؟ قالَتْ: بَلَى. قالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ. قالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ! قالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي. فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فقالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ

(3)

ما جَامَعَتْنَا

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَنْكَ» .

(2)

رسمت في (ب، ص): «لَإِنْ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «كَذَلِكِ» ، وكتب بهامش (ب، ص): لم يضبط الكاف في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما جامَعْتُها» .

ص: 285

4887 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن سُفْيَانَ، قالَ: ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ حَدِيثَ مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

الْوَاصِلَةَ. فقالَ: سَمِعْتُهُ مِنِ امْرَأَةٍ يُقالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، عن عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ.

(1)

في رواية أبي ذر بدلها: «لعن الله» .

ص: 286

4888 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ

(1)

، عن حُصَيْنٍ، عن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قالَ: قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: أُوصِي الْخَلِيفَةَ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ: أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأُوصِي

⦗ص: 287⦘

الْخَلِيفَةَ بِالأَنْصَارِ، الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَعْفُوَ عن مُسِيئِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يعني ابنَ عَيَّاشٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 286

(6)

‌{وَيُؤثِرُونَ

(1)

عَلَى أَنفُسِهِمْ} الآيَةَ

(2)

[آية: 9]

الْخَصَاصَةُ: الْفَاقَةُ

(3)

. {الْمُفْلِحُونَ} [آية: 9]: الْفَائِزُونَ بِالْخُلُودِ. الْفَلَاحُ

(4)

: الْبَقَاءُ. حَيَّ على الْفَلَاحِ: عَجِّلْ. وَقالَ

(5)

الْحَسَنُ: {حَاجَةً} [آية: 9]: حَسَدًا.

(1)

في اليونينية بالإبدال في الترجمة والحديث، على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ} الآية» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَيُؤثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ} الآية» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فاقةٌ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «والفلاحُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال» ، بدون الواو.

ص: 287

4889 -

حدثني

(1)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ الأَشْجَعِيُّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ إلى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا رَجُلٌ يُضِيفُ

(2)

هَذِهِ اللَّيْلَةَ

(3)

، يَرْحَمُهُ اللهُ

(4)

». فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فقالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَذَهَبَ إلى أَهْلِهِ فقالَ لاِمْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَا تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا. قالَتْ: وَاللَّهِ ما عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ. قالَ: فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ وَتَعَالَيْ، فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ.

⦗ص: 288⦘

فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ

(5)

-أَوْ: ضَحِكَ- مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةَ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {ويُؤثِرُونَ عَلَى

أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [آية: 9].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضبطت في (ب، ص): «يُضَيِّفُ» ، بضم الياء وفتح الضاد وتشديد الياء المكسورة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«يُضَيِّفُهُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

ضبَّب في (ب، ص) على قوله: «هذه الليلة» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رحمه الله» .

(5)

زاد في (ب، ص): «عز وجل» .

ص: 287

«(60» )‌

‌ الْمُمْتَحَنَةُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً} [آية: 5]: لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ، فَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ على الْحَقِّ ما أَصَابَهُمْ هَذَا. {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [آية: 10]: أُمِرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِفِرَاقِ نِسَائِهِمْ، كُنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةَ ..

(1)

ضبطت في (ب، ص) بكسر الحاء، وبهامش اليونينية دون رقم:«باب الممتحنة» ، مضروب عليها بالحمرة (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر وكريمة:«سورةُ المُمْتَحَنةِ» ، زاد في رواية أبي ذر بعدها:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

ص: 288

4890 -

حدَّثنا

(1)

الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قالَ: حدَّثني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبَ عَلِيٍّ يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فقالَ:«انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بها ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا» . فَذَهَبْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فقالتْ

(2)

: ما مَعِي مِنْ كِتَابٍ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ. فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إلى أُنَاسٍ

(4)

مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِمَّنْ بِمَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟» . قالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ امْرَئً مِنْ قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ

⦗ص: 289⦘

يَحْمُونَ بها أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي

(5)

مِنَ النَّسَبِ إِلَيْهِم

(6)

، أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ

(7)

قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا، وَلَا ارْتِدَادًا عن دِينِي. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ» . فقالَ عُمَرُ: دَعْنِي

(8)

يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَضْرِبَ

(9)

عُنُقَهُ. فقالَ: «إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا

(10)

يُدْرِيكَ؟ لَعَلَّ اللَّهَ عز وجل

(11)

اطَّلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ». قالَ عَمْرٌو: وَنَزَلَتْ فِيهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ

(12)

} [آية: 1]. قالَ: لَا أَدْرِي الآيَةَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ قَوْلُ عَمْرٍو. حَدَّثَنَا عَلِيٌّ

(13)

: قِيلَ

(14)

لِسُفْيَانَ فِي هَذَا، فَنَزَلَتْ

(15)

: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي

(16)

} [آية: 1]. قالَ سُفْيَانُ: هَذَا فِي حَدِيثِ النَّاسِ، حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو

(17)

مَا تَرَكْتُ منه حَرْفًا، وَمَا أُرَى

(18)

أَحَدًا حَفِظَهُ غَيْرِي.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قالت» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ناسٍ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في (ب، ص): «فِيهِمْ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فدعني» .

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

في رواية أبي ذر: «فما» .

(11)

قوله: «عز وجل» مهمش في (ب، ص).

(12)

في رواية أبي ذر زيادة: «{أَوْلِيَاء}» .

(13)

حديث علي هذا بتمامه ليس في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(14)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(15)

في رواية أبي ذر: «نَزَلَتْ» .

(16)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} الآيةَ» .

(17)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(18)

في (ب، ص): «أَرى» بفتح الهمزة.

ص: 288

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ}» ، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ}» . وقوله: «{الْمُؤمِنَاتُ}» في الترجمة والحديث في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

ص: 289

4891 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

(1)

: حدَّثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عن عَمِّهِ:

⦗ص: 290⦘

أخبَرَني عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ بِقَوْلِ اللَّهِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 12]. قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ الْمُؤمِنَاتِ، قالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ بَايَعْتُكِ» كَلَامًا، وَلَا وَاللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ، ما يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ:«قَدْ بَايَعْتُكِ على ذَلِكِ» .

تَابَعَهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عن الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ ..

ص: 289

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِذَا جَاءكَ الْمُؤمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}» ، وقوله:«{الْمُؤمِنَاتُ}» في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

ص: 290

4892 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ:

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ

(1)

قالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيْنَا:{أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} [آية: 12] وَنَهَانَا عن النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ يَدَهَا،

(2)

فقالتْ: أَسْعَدَتْنِي فُلَانَةُ، أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا، فَمَا قالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ، فَبَايَعَهَا.

(1)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنها» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 290

4893 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ،

(1)

عن عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [آية: 12]. قالَ: إِنَّمَا هو شَرْطٌ شَرَطَهُ اللَّهُ لِلنِّسَاءِ.

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 290

4894 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَاهُ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِدْرِيسَ:

سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَتُبَايِعُونِي

(1)

على أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا -وَقَرَأَ

(2)

آيَةَ النِّسَاءِ، وَأَكْثَرُ لَفْظِ سُفْيَانَ: قَرَأَ الآيَةَ

(3)

- فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ على اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ

(4)

فهو كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْهَا

(5)

شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ

(6)

فَسَتَرَهُ اللَّهُ فهو إلى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ

(7)

».

تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ فِي الآيَةِ

(8)

..

(1)

في رواية أبي ذر: «أتُبايِعُونَنِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قَرَأَ» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الآيةِ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِن ذلكَ» .

(6)

قوله: «من ذلك» : ليست في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «منها» .

(8)

قوله: «في الآية» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.

ص: 291

4895 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: وَأخبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمٍ أخبَرَهُ، عن طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: شَهِدْتُ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْفِطْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدُ، فَنَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم

(1)

، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ الرِّجَالَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ مَعَ بِلَالٍ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤمِنَاتُ

(2)

يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأتِينَ

(3)

بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} [آية: 12] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ كُلِّهَا، ثُمَّ قالَ حِينَ فَرَغَ: «آنْتُنَّ

(4)

على ذَلِكِ؟» وَقالَتِ

(5)

⦗ص: 292⦘

امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ -لَا يَدْرِي الْحَسَنُ مَنْ هِيَ- قالَ: «فَتَصَدَّقْنَ» . وَبَسَطَ بِلَالٌ ثَوْبَهُ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ.

(1)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» مهمَّش في (ب، ص). وبهامش (ب): كذا في اليونينية من غير تصحيح. اهـ.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

في (ب، ص): «أَنْتُنَّ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فقالت» .

ص: 291

«(61» )‌

‌ سُورَةُ الصَّفِّ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آية: 14]: مَنْ يَتَّبِعُنِي

(2)

إلى اللَّهِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مَرْصُوصٌ} [آية: 4]: مُلْصَقٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ

(3)

، وَقالَ غَيْرُهُ

(4)

: بِالرَّصَاصِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَبِعَنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إلى بعض» .

(4)

في رواية أبي ذر بدله: «وقال يَحْيى» . وبهامش اليونينية: حاشية: قال [زاد في (ب، ص): الحافظ] أبو ذر: هو يحيى بن زياد الفراء.

ص: 292

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِن بَعْدِيَ اسْمُهُ أَحْمَدُ}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَأتِي مِن بَعْدِيَ اسْمُهُ أَحْمَدُ}» . وقوله: «{يَأتِي}» في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، و «{بَعْدِيَ}» بفتح الياء على قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع وشعبة وأبي جعفر ويعقوب.

ص: 292

4896 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبَرَني مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عن أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ

(2)

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً

(3)

: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ على قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

قوله: «رضي الله عنه قالَ» كتب في (ب، ص) بين الأسطر.

(3)

ضبطت في (ن) ممنوعة من الصرف.

ص: 292

«(62» )‌

‌ الْجُمُعَةُ

(1)

ص: 293

(1)

{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}

(1)

[آية: 3]

وَقَرَأَ عُمَرُ: فَامْضُوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ

(2)

.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}» .

(2)

قوله: «وقرأ عمر: فامضوا إلى ذكر الله» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. ووافق عمرَ على قراءته كذلك: عليُّ بن أبي طالب وابنُ مسعود وأُبيُّ بنُ كعب وابنُ عباس وابنُ عمر وابنُ الزبير رضي الله عنهم.

ص: 293

4897 -

حدثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني

(2)

سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عن ثَوْرٍ، عن أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [آية: 3]. قالَ: قُلْتُ

(3)

: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ،

(4)

وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ على سَلْمَانَ، ثُمَّ قالَ:«لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ -أَوْ: رَجُلٌ- مِنْ هَؤُلَاءِ» .

4898 -

حدَّثنا

(5)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا

(6)

عَبْدُ الْعَزِيزِ: أخبَرَني ثَوْرٌ، عن أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ

هَؤُلَاءِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قالوا» بدل: «قالَ: قُلْتُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(6)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 293

4899 -

حدثني حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا

(1)

حُصَيْنٌ، عن سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ:

⦗ص: 294⦘

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: أَقْبَلَتْ عِيرٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَثَارَ النَّاسُ إِلَّا اثْنَي

(2)

عَشَرَ رَجُلًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا

(3)

} [آية: 11].

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

بهامش اليونينية من دون رقم: «اثْنا» . وعكس في (ب، ص) بين المثبت والمهمش.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}» .

ص: 293

«(63» )

ص: 294

(1)

‌{إِذَا جَاءكَ

(1)

الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ

(2)

} إلى: {لَكَاذِبُونَ} [آية: 1]

(1)

في رواية كريمة: «سورةُ المنافقين، بابٌ قولُهُ: {إِذَا جَاءكَ

}»، وضبطها في (ب، ص) دون لفظة: «باب» ، وفي رواية أبي ذر: «سورة المنافقين، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بابٌ: {إِذَا جَاءكَ

، وضبطها في (ن) دون لفظة:«باب» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الترجمة.

ص: 294

4900 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قالَ: كُنْتُ فِي غَزَاةٍ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ: لَا تُنْفِقُوا على مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، وَلَوْ

(1)

رَجَعْنَا

(2)

مِنْ عِنْدِهِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي أَوْ لِعُمَرَ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَانِي فَحَدَّثْتُهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا ما قَالُوا، فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ، فقالَ لِي عَمِّي: ما أَرَدْتَ إلى أَنْ كَذَّبَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَقَتَكَ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ} [آية: 1]، فَبَعَثَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ فقالَ:«إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولين» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى المدينة» .

ص: 294

(2)

{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}

(1)

[آية: 2]: يَجْتَنُّونَ بِهَا.

ص: 294

4901 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

⦗ص: 295⦘

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ يَقُولُ: لَا تُنْفِقُوا على مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا. وَقالَ أَيْضًا

(1)

: لَئْنْ

(2)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَ عَمِّي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا ما قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَذَّبَنِي، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ

(3)

، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قَوْلِهِ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ} إلى قَوْلِهِ: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [آية: 1 - 8]. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأهَا عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ:«إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ» .

(1)

قوله: «أيضًا» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في (ب، ص): «لَإِنْ» ، وعزا في (ص) المثبت لرواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قَطُّ» .

ص: 294

(3)

‌{ذَلِكَ

(1)

بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}

[آية: 3]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِه: {ذَلِكَ

}».

ص: 295

4902 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا

شُعْبَةُ، عن الْحَكَمِ، قالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ

(1)

:

سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَا تُنْفِقُوا على مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ. وَقالَ أَيْضًا: لَئْنْ

(2)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ، أَخْبَرْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَامَنِي الأَنْصَارُ، وَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ما قالَ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ إلى الْمَنْزِلِ فَنِمْتُ، فَدَعَانِي

(3)

رَسُولُ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ، فقالَ:«إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ» ، وَنَزَلَ:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا} الآيَةَ [آية: 7].

وَقالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن عَمْرٍو، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن زَيْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في (ب، ص): «لَإِنْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فأتانِي» .

(4)

في رواية أبي ذر: «رسولُ النَّبيِّ» . (ق، ب، ص).

ص: 295

(3 م)

‌{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ

(1)

تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ

وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ

(2)

كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [آية: 4]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

ص: 296

4903 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قالَ:

سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ، فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ لأَصْحَابِهِ: لَا تُنْفِقُوا على مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ. وَقالَ: لَئِنْ

(1)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ. فَأَرْسَلَ إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ، فَاجْتَهَدَ

(2)

يَمِينَهُ ما فَعَلَ، قَالُوا: كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا شِدَّةٌ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل تَصْدِيقِي فِي:{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ} [آية: 1]. فَدَعَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فَلَوَّوْا

(3)

رُؤُوسَهُمْ. وَقَوْلُهُ: {خُشْبٌ

(4)

مُّسَنَّدَةٌ} [آية: 4]. قالَ: كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ.

(1)

في (ب، ص): «لَإِنْ» .

(2)

بهامش (ب، ص): الدال في «اجتهد» في اليونينية ساكنة. اهـ.

(3)

ضبطت في (ن): «فلوَوا» بالتخفيف.

(4)

بسكون الشين على قراءة أبي عمرو والكسائي وقنبل.

ص: 296

(4)

‌{وَإِذَا قِيلَ

(1)

لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ

(2)

وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [آية: 5]

حَرَّكُوا، اسْتَهْزَؤُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيُقْرَأُ

(3)

بِالتَّخْفِيفِ مِنْ: لَوَيْتُ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {وَإِذَا قِيلَ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذَا قِيلَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ}» بدل إتمام الآية.

(3)

قوله: «وَيُقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ مِنْ: لَوَيْتُ» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وبالتخفيف قرأ نافع وروح.

ص: 296

4904 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ يَقُولُ: لَا تُنْفِقُوا على مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَلَيِنْ

(1)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَ عَمِّي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

وَصَدَّقَهُمْ

(3)

، فَأَصَابَنِي غَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، وَقالَ عَمِّي: ما أَرَدْتَ إلى أَنْ كَذَّبَكَ النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم وَمَقَتَكَ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل

(5)

: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [آية: 1]. وَأَرْسَلَ

(6)

إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأهَا وَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ» .

(1)

رسمت في (ب، ص): «ولَإِنْ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَدعانِي، فَحَدَّثْتُه، فأرْسَلَ إلى عبدِ الله بنِ أُبَيٍّ وأصحابِه، فَحَلَفُوا: ما قالوا، وكذَّبَنِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .

(3)

قوله: «وصدقهم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

بهامش اليونينية من دون رقم: «رسولُ الله» . كتبت بالحمرة.

(5)

في (ب، ص): «تعالى» وكتب المثبت فوقها مصحح عليه.

(6)

في رواية أبي ذر: «فأرسل» .

ص: 297

(5)

‌{سَوَاء عَلَيْهِمْ

(1)

أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ

(2)

أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ

لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [آية: 6]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {سَوَاء عَلَيْهِمْ

، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {سَوَاء عَلَيْهِمْ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها. وبهامش (ب): في اليونينية جعل همزة: «استغفرت» همزة وصل. اهـ. وهي قراءة مروية عن أبي جعفر.

ص: 297

4905 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ -قالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي جَيْشٍ- فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فقالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ. وَقالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ. فَسَمِعَ ذَاكَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ

(2)

؟!». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ

⦗ص: 298⦘

رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ. فقالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» . فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فقالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئْنْ

(3)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ. فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عُمَرُ فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ؛ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ

(4)

مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». وَكَانَتِ الأَنْصَارُ أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا بَعْدُ. قالَ سُفْيَانُ: فَحَفِظْتُهُ

(5)

مِنْ عَمْرٍو: قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «ذلك» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الجاهليةِ» .

(3)

في (ب، ص): «لَإِنْ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها، وفي (ب، ص): «أنَّ» بالفتح فقط، وبهامشهما: فتح الهمزة في هذا والذي بعده من الفرع. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «تَحَفَّظْتُه» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الكَسْعُ أن تَضْرِبَ بِيدِكَ على شيءٍ أو بِرِجْلِكَ ويكونُ أيضًا إذا رمَيْتَه بشيء يَسوءُه» .

ص: 297

(6)

‌{هُمُ الَّذِينَ

(1)

يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ

حَتَّى يَنفَضُّوا}

(2)

وَيَتَفَرَّقُوا {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} [آية: 7]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {هُمُ الَّذِينَ

}» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {هُمُ الَّذِينَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة. وكُتب في (ب، ص){يَنفَضُّوا} بالحمرة فوق قوله: «ويتفرقوا» وعليها رمز أبي ذر. وبهامشهما: كذا وضع هذه الرموز والروايات في اليونينية. اهـ.

ص: 298

4906 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ

(1)

: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: حَزِنْتُ على مَنْ أُصِيبَ بِالْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَبَلَغَهُ شِدَّةُ حُزْنِي، يَذْكُرُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ» . وَشَكَّ ابْنُ الْفَضْلِ فِي: «أَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ» . فَسَأَلَ أَنَسًا بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ، فقالَ:

⦗ص: 299⦘

هو الَّذِي يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ لَهُ بِأُذُنِهِ

(2)

».

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بأَذَنِهِ» بفتح الهمزة والذال.

ص: 298

(7)

‌{يَقُولُونَ

(1)

لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ

(2)

وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤمِنِينَ

(3)

وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [آية: 8]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُهُ: {يَقُولُونَ

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَقُولُونَ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 299

4907 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:

قالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فقالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«مَا هَذَا؟» . فقالُوا: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فقالَ الأَنْصَارِيُّ:

يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَالَلْمُهَاجِرِينَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» . قالَ جَابِرٌ: وَكَانَتِ الأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ، ثُمَّ كَثُرَ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدُ. فقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَوَقَدْ فَعَلُوا

(1)

، وَاللَّهِ لَئْنْ

(2)

رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ. فقالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

(3)

: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ

(4)

عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قالَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ؛ لَا يَتَحَدَّثُِ

(6)

النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا

(7)

يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (ب، ص): «لَإِنْ» .

(3)

كتب: «رضي الله عنه» في (ب، ص) بين الأسطر.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(6)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: لَا يَتَحَدَّثُ، لَا يَتَحَدَّثِ.

(7)

بهامش اليونينية من دون رقم زيادة: «صلى الله عليه وسلم» .

ص: 299

«(64» )‌

‌ سُورَةُ التَّغَابُنِ

(1)

وَقالَ عَلْقَمَةُ، عن عَبْدِ اللَّهِ: {وَمَن يُؤمِن

(2)

بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [آية: 11]: هو الَّذِي إذا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ

⦗ص: 300⦘

رَضِيَ، وَعَرَفَ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ ..

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «والطلاقِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 299

«(65» )‌

‌ سُورَةُ الطَّلاقِ

(1)

(1)

وقالَ مُجاهِدٌ:

(2)

{وَبَالَ أَمْرِهَا} [آية: 9]: جَزاءَ أمْرِها.

ص: 300

4908 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ

(1)

: أخبَرَني سَالِمٌ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ

(2)

وَهيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَغَيَّظَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ

(3)

».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «امرأةً له» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أمرَ اللهُ عز وجل» .

ص: 300

(2)

‌{وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ

(1)

أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [آية: 4]

{وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ} : وَاحِدُهَا

(2)

ذَاتُ حَمْلٍ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «باب: {وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ

}».

(2)

في رواية أبي ذر: «واحِدتُها» . وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(3)

قوله: «{وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ}: وَاحِدُهَا ذَاتُ حَمْلٍ» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 300

4909 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، قالَ:

⦗ص: 301⦘

أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَالِسٌ عِنْدَهُ، فقالَ: أَفْتِنِي فِي امْرَأَةٍ وَلَدَتْ بَعْدَ زَوْجِهَا بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟ فقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آخِرُ

(1)

الأَجَلَيْنِ، قُلْتُ أَنَا:{وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [آية: 4]. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي، يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، فَأَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ غُلَامَهُ كُرَيْبًا إلى أُمِّ سَلَمَةَ يَسْأَلُهَا، فقالتْ: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةِ وَهيَ حُبْلَى، فَوَضَعَتْ

بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَخُطِبَتْ، فَأَنْكَحَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ خَطَبَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «آخِرَ» .

ص: 300

4910 -

وَقالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قالَ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فيها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ، فَذَكَرَ

(1)

آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَحَدَّثْتُ بِحَدِيثِ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قالَ: فَضَمَّنَ

(2)

لِي بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قالَ مُحَمَّدٌ: فَفَطِنْتُ

(3)

لَهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ إِنْ كَذَبْتُ على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وهو فِي نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. فَاسْتَحْيَا وَقالَ: لَكِنَّ عَمَّهُ

(4)

لَمْ يَقُلْ ذَاكَ. فَلَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ فَسَأَلْتُهُ، فَذَهَبَ يُحَدِّثُنِي حَدِيثَ

(5)

سُبَيْعَةَ، فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ عن عَبْدِ اللَّهِ فيها

⦗ص: 302⦘

شَيْئًا؟ فقالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ، فقالَ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ، وَلَا تَجْعَلُونَ عَلَيْهَا

(6)

الرُّخْصَةَ؟! لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى: {وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [آية: 4].

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر: «فَذَكَرُوا لَهُ» ، وفي (ب، ص) أنَّ هذه الرواية قبل «فذكر» .

(2)

في رواية كريمة: «فضمَّز» بالزاي. وهو المثبت في متن (ب، ص).

وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: «فضمَز» . اهـ. هكذا عند أبي ذر قال: ومعناه عضَّ له شفتَهُ غمزًا. اهـ. كتبت بالحمرة.

وبهامش اليونينية أيضًا نقلًا عن عياض: قوله: «فضمَرني بعضُ أصحابه» كذا للقابسي، وعند أبي الهيثم:«فضمَزني» بالزاي، وعند الأصيلي:«فضمَّن» بتشديد الميم ونون، وللباقين:«فضمِن» بالتخفيف والكسر، وهذا كلُّه غير مفهوم المعنى، وأشبهها رواية أبي الهيثم بالزاي، لكن مع تشديد الميم وزيادة نون بعدها ياء:«فضمَّزني» أي: أسكتني، يُقالُ: ضَمَزَ: سَكَتَ، وضَمَّز غيرَه، وفي روايةٍ عن ابن السكن:«فَضَمِنَ» ، وفي رواية له أخرى:«فَغَمَضَ لي» فإن صحت فمعناه: مِن تغميضِ عينِهِ [في (ب، ص): عينيه] له على السكوت. قال ابن سِيْده: ضَمَزَ يَضْمَزُ: إذا سكت. اهـ.

(3)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الطاء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالكسر. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «لكنْ عمُّه» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بحدِيثِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 301

«(66» )‌

‌ سُورَةُ المُتَحَرَّمِ

(1)

ص: 302

(1)

‌{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

(1)

لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ

(2)

تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ

وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آية: 1]

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابٌ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

ص: 302

4911 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن يَحْيَى، عن ابْنِ حَكِيمٍ

(1)

، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ فِي الْحَرَامِ: يُكَفِّرُ. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ

(2)

حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

(1)

بهامش اليونينية: «هو يَعْلَى بنُ حَكِيمٍ الثَّقَفيُّ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وضمِّها، وبالضم قرأ عاصم، وبكسرها قرأ الباقون، وبالكسر ضبطت في (ب، ص).

ص: 302

4912 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

جَحْشٍ، وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَتَوَاطَيْتُ

(3)

أَنَا وَحَفْصَةُ عَنْ

(4)

أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. قالَ: «لَا، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(5)

جَحْشٍ، فَلَنْ

⦗ص: 303⦘

أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ، لَا تُخْبِرِي بِذَلِكِ أَحَدًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بنتِ» .

(3)

في متن (ق، ب، ص): «فواطيتُ» . وفي رواية أبي ذر: «فتواطأت» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«على» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بنتِ» .

ص: 302

(2)

‌{تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ

(1)

قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ

(2)

} [آية: 1 - 2]

ص: 303

4913 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عن يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ أَنَّهُ قالَ: مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عن آيَةٍ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ، حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ

(1)

وَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، عَدَلَ إلى الأَرَاكِ لِحَاجَةٍ

لَهُ، قالَ: فَوَقَفْتُ لَهُ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَزْوَاجِهِ؟ فقالَ: تِلْكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، قالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عن هَذَا مُنْذُ سَنَةٍ، فَمَا أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ. قالَ: فَلَا تَفْعَلْ، ما ظَنَنْتَ أَنَّ عِنْدِي مِنْ عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي، فَإِنْ كَانَ لِي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ بِهِ. قالَ: ثُمَّ قالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ما نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ ما أَنْزَلَ، وَقَسَمَ لَهُنَّ ما قَسَمَ. قالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ إِذْ قالَتِ امْرَأَتِي: لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ: فَقُلْتُ لَهَا: ما لَكِ وَلِمَا هَاهُنا، فِيمَا

(2)

تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ؟! فقالتْ لِي: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، ما تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ! فَقَامَ عُمَرُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ على حَفْصَةَ فقالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةِ، إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ؟! فقالتْ حَفْصَةُ: وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ. فَقُلْتُ: تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ، وَغَضَبَ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، يَا بُنَيَّةُ

(3)

لَا تَغُرَّنَّكِ

(4)

هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا. يُرِيدُ عَائِشَةَ، قالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ على أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي منها فَكَلَّمْتُهَا، فقالتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى تَبْتَغِي أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ! فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عن

⦗ص: 304⦘

بَعْضِ ما كُنْتُ أَجِدُ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا. وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنَ الأَنْصَارِ إذا غِبْتُ أَتَانِي بِالْخَبَرِ، وَإِذَا غَابَ كُنْتُ أَنَا آتِيهِ بِالْخَبَرِ، وَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا، فَقَدِ امْتَلأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ، فَإِذَا صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَدُقُّ الْبَابَ، فقالَ: افْتَحْ افْتَحْ. فَقُلْتُ: جَاءَ الْغَسَّانِيُّ؟ فقالَ: بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَزْوَاجَهُ. فَقُلْتُ: رَغَمَ

(5)

أَنْفُ

(6)

حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ. فَأَخَذْتُ ثَوْبِي فَأَخْرُجُ حَتَّى جِئْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، يَرْقَى عَلَيْهَا بِعَجَلَةٍ، وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْوَدُ على رَأسِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَأَذِنَ لِي، قالَ عُمَرُ: فَقَصَصْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْحَدِيثَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، وَتَحْتَ رَأسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا

(7)

، وَعِنْدَ

رَأسِهِ أهبٌ

(8)

مُعَلَّقَةٌ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فقالَ:«مَا يُبْكِيكَ؟» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هما فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فقالَ:«أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟!» .

(1)

في رواية أبي ذر: «رَجَعْنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وفِيمَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«وما» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بُنَيَّةِ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَغُرَّنَّكِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «رَغِمَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «رَغم اللهُ أنْفَ» مع كسر الغين وفتحها في «رغم» ، وضبطت في (ب، ص) بالفتح فقط نقلا عن اليونينية.

(7)

في رواية أبي ذر: «مَصْبُورًا» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهمزة والهاء وضمِّهما، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش: و «الأهب» بفتح الهمزة والهاء وبضمهما صحيحان، وهو جمع إهاب، ولم يجز ابن دريد غير أَهَبٍ بالفتح، وأَهَبَةٍ ثلاثةٍ مثله، قاله عياض رَحِمَهُ اللهُ تعالى. اهـ. وبهامش (ب، ص): قوله: «أَهَبَةٍ ثلاثة» أي: في الحديث الآتي في باب النكاح [ح: 5191]، مثله. زاد في (ب): وفي باب المظالم [ح: 2468]. اهـ.

ص: 303

(3)

‌{وَإِذْ أَسَرَّ

(1)

النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا

(2)

فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [آية: 3]

فِيهِ عَائِشَةُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم زيادة قبل الآية: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» (ب، ص). وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَإِذْ أَسَرَّ

}».

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {الْخَبِيرُ}» بدل إتمام الآية.

ص: 304

4914 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ حُنَيْنٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ

(1)

، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَمَا أَتْمَمْتُ كَلَامِي حَتَّى قالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الخطاب رضي الله عنه» .

ص: 305

(4)

‌{إِن تَتُوبَا

(1)

إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}

[آية: 4]

صَغَوْتُ وَأَصْغَيْتُ: مِلْتُ. {لِتَصْغَى} [الأنعام: 113]: لِتَمِيلَ.

{وَإِن تظَّاهرا

(2)

عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ

(3)

وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ

(4)

ظَهِيرٌ} [آية: 4]: عَوْنٌ، تَظَاهَرُونَ: تَعَاوَنُونَ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ} [آية: 6]: أَوْصُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ

(5)

بِتَقْوَى اللَّهِ وَأَدِّبُوهُمْ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {إِن تَتُوبَا

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِن تَتُوبَا

}».

(2)

بتشديد الظاء على قراءة غير الكوفيين.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

من قوله: «صغوت» إلى قوله: «{بَعْدَ ذَلِكَ}» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر: «أَوْصُوا أَهْلِيكُمْ» .

ص: 305

4915 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ حُنَيْنٍ يَقُولُ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَرَدْتُ

(1)

أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عن الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

، فَمَكُثْتُ

(3)

سَنَةً فَلَمْ

(4)

أَجِدْ لَهُ مَوْضِعًا، حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُ حَاجًّا، فَلَمَّا كُنَّا بِظَهْرَانَ، ذَهَبَ عُمَرُ

⦗ص: 306⦘

لِحَاجَتِهِ فقالَ: أَدْرِكْنِي بِالْوَضُوءِ، فَأَدْرَكْتُهُ بِالإِدَاوَةِ، فَجَعَلْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ

(5)

، وَرَأَيْتُ مَوْضِعًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا؟ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا أَتْمَمْتُ كَلَامِي حَتَّى قالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «كنتُ أُرِيدُ» .

(2)

قوله: «على رسول الله صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (ص، ق): «فَمَكَثْتُ» .

(4)

كتبت الفاء بالحمرة في متن اليونينية.

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الماءَ» .

ص: 305

(5)

‌{عَسَى رَبُّهُ

(1)

إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبَدِّلَهُ

(2)

أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ

(3)

مُسْلِمَاتٍ مُؤمِنَاتٍ

(4)

قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [آية: 5]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {عَسَى رَبُّهُ

}»، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {عَسَى رَبُّهُ

}».

(2)

بالتشديد على قراءة أبي عمرو وأبي جعفر ونافع.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 306

4916 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عن حُمَيْدٍ، عن أَنَسٍ، قالَ:

قالَ عُمَرُ رضي الله عنه: اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ

(1)

: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ

(2)

، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَهُ» .

(2)

قوله: «{خَيْرًا مِّنكُنَّ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 306

«(67» ) ‌

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}

(1)

التَّفَاوُتُ: الاِخْتِلَافُ، وَالتَّفَاوُتُ وَالتَّفَوُّتُ وَاحِدٌ. {تَمَيَّزُ} [آية: 8]: تَقَطَّعُ. {مَنَاكِبِهَا} [آية: 15]: جَوَانِبِهَا

(2)

. {تَدَّعُونَ} وَ {تَدْعُونَ} [آية: 27]

(3)

، مِثْلُ:

{تَذَّكَّرُونَ} وَ {تَذْكُرُونَ}

(4)

[الصافات: 155].

⦗ص: 307⦘

{وَيَقْبِضْنَ} [آية: 19]: يَضْرِبْنَ بِأَجْنِحَتِهِنَّ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {صَافَّاتٍ} [آية: 19]: بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ

(5)

. {وَنُفُورٍ} [آية: 21]: الْكُفُورُ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم قبل الآية زيادة: «سورة الملك» ، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر:«سورة: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}» كتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

في (ن): «مناكبُها: جَوَانِبُهَا» بالرفع فيهما.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «واحِدٌ» ، كتبت بالحمرة. وبالتخفيف قرأ يعقوب.

(4)

بتشديد الذال والكاف قرأ أبو عمرو ويعقوب وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ونافع وشعبة، وبسكون الذال وضمِّ الكاف قرأ طلحة بن مُصَرِّف.

(5)

من قوله: {وَيَقْبِضْنَ} إلى قوله: «أجنحتهن» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 306

«(68» ) ‌

{ن وَالْقَلَمِ}

(1)

وَقالَ قَتَادَةُ: {حَرْدٍ} [آية: 25]: جِدٍّ

(2)

فِي أَنْفُسِهِمْ

(3)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(4)

: {لَضَالُّونَ} [آية: 26]: أَضْلَلْنَا مَكَانَ جَنَّتِنَا.

وَقالَ غَيْرُهُ: {كَالصَّرِيمِ} [آية: 20]: كَالصُّبْحِ انْصَرَمَ مِنَ اللَّيْلِ، وَاللَّيْلِ انْصَرَمَ مِنَ النَّهَارِ، وهو أَيْضًا: كُلُّ رَمْلَةٍ انْصَرَمَتْ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ، وَالصَّرِيمُ أَيْضًا الْمَصْرُومُ، مِثْلُ: قَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ: {ن وَالْقَلَمِ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حَرْدٌ: جِدٌّ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقال ابنُ عباسٍ: {يَتَخَافَتُونَ}: يَنْتَجُون السِرارَ والكلامَ الخَفِيَّ» .

(4)

قوله: «وقال ابن عباس» ليس في رواية أبي ذر. (ب، ص).

ص: 307

4917 -

حدَّثنا

(1)

مَحْمُودٌ

(2)

: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ

(3)

، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن مُجَاهِدٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [آية: 13]. قالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي بدله: «محمد» . ولعلَّه المصنف؛ فعبيد الله هو ابن موسى من شيوخه.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ موسى» .

ص: 307

4918 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قالَ:

سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعّفٍ

(1)

، لَوْ أَقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ،

⦗ص: 308⦘

جَوَّاظٍ، مُسْتَكْبِرٍ».

(1)

بهامش (ب، ص): لم يضبط العين في اليونينية، وضبطها في الفرع بالكسر، وغيره بالفتح.

ص: 307

4919 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عن سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ

(1)

كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ

(2)

، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «فيبقَى كُلُّ مَنْ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يَسْجُدُ» .

ص: 308

«(69» )‌

‌ الْحَاقَّةُ

(1)

{عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}

(2)

[آية 21]: يُرِيدُ: فيها الرِّضَى. {الْقَاضِيَةَ} [آية 27]: الْمَوْتَةَ

(3)

الأُولَى الَّتِي مُتُّهَا ثُمَّ أُحْيَا بَعْدَهَا

(4)

. {مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [آية: 47]: أَحَدٌ يَكُونُ لِلْجَمْعِ وَلِلْوَاحِدِ

(5)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الوَتِيْنَ} [آية: 46]: نِيَاطُ الْقَلْبِ.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَغَى} [آية: 11]: كَثُرَ، وَيُقالُ:{بِالطَّاغِيَةِ} [آية: 5]: بِطُغْيَانِهِمْ، وَيُقالُ: طَغَتْ على الْخُزَّانِ

(6)

كَمَا طَغَى الْمَاءُ على قَوْمِ نُوحٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الحاقةِ، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» كتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال ابن جُبَيْرٍ: {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}» . كتبت بالحمرة. وانظر تغليق التعليق: 4/ 347.

(3)

في رواية أبي ذر: «والقاضيةُ: المَوْتَةُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «ثُمَّ لَمْ أُحْيَ بَعْدَهَا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «للجَمِيع والواحِدِ» .

(6)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الخاء، وبهامش (ب): كذا في اليونينية بفتح الخاء، وفي غيرها بضمها. اهـ.

ص: 308

«(70» ) ‌

{سَأَلَ سَائِلٌ}

(1)

الْفَصِيلَةُ

(2)

: أَصْغَرُ آبَائِهِ الْقُرْبَى، إِلَيْهِ يَنْتَمِي

(3)

مَنِ انْتَمَى. {لِّلشَّوَى} [آية: 16]: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ

(4)

وَالأَطْرَافُ، وَجِلْدَةُ الرَّأسِ يُقالُ لَهَا: شَوَاةٌ، وَمَا كَانَ غَيْرَ مَقْتَلٍ فهو شَوًى. وَالْعِزُونَ

(5)

: الْجَمَاعَاتُ

(6)

، وَوَاحِدُهَا

(7)

عِزَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {سَأَلَ سَائِلٌ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «والفَصِيلةُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يَنْتَهِي» ، وقوله بعده:«من انتمى» ليس في روايته.

(4)

في رواية أبي ذر: «الرجلان واليدان» .

(5)

في رواية أبي ذر: «{عِزِينَ}» (ب، ص).

(6)

في رواية أبي ذر: «العِزُونُ: الحلَقُ والجماعاتُ» بكسر حاء «الحلق» وفتحها، وفي رواية كريمة:«العِزُون: حِلَقٌ وجماعاتٌ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «واحدَتُها» دون حرف العطف، وضبطت في (ب، ص): «وواحدَتُها» .

ص: 309

«(71» ) ‌

{إِنَّا أَرْسَلْنَا}

(1)

{أَطْوَارًا} [آية: 14]: طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا، يُقالُ: عَدَا طَوْرَهُ أَيْ: قَدْرَهُ. وَالْكُبَّارُ أَشَدُّ مِنَ الْكُبَارِ، وَكَذَلِكَ جُمَّالٌ وَجَمِيلٌ لِأَنَّهَا أَشَدُّ مُبَالَغَةً، وَكُبَارٌ

(2)

الْكَبِيرُ، وَكُبَارًا أَيْضًا

(3)

بِالتَّخْفِيفِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ حُسَّانٌ وَجُمَّالٌ، وَحُسَانٌ، مُخَفَّفٌ، وَجُمَالٌ، مُخَفَّفٌ.

{دَيَّارًا} [آية: 26]: مِنْ دَوْرٍ، وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ مِنَ الدَّوَرَانِ، كَمَا قَرَأَ عُمَرُ: {الْحَيُّ الْقَيَّامُ

(4)

} [البقرة: 255]. وَهيَ مِنْ قُمْتُ.

وَقالَ غَيْرُهُ: {دَيَّارًا} [آية: 26]: أَحَدًا. {تَبَارًا} [آية: 28]: هَلَاكًا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مِّدْرَارًا} [آية: 11]: يَتْبَعُ بَعْضُهَا

(5)

بَعْضًا. {وَقَارًا} [آية: 13]: عَظَمَةً.

(1)

في روايةٍ لأبي ذر: «سورةُ {إِنَّا أَرْسَلْنَا}» . كتبت بالحمرة. وفي أخرى عنه: «سورة نوح» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وكذلك كُبَارٌ» .

(3)

قوله: «وكبارًا أيضًا» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

وافقه على هذه القراءة ابنُ مسعود وابنُ عمر رضي الله عنهم.

(5)

في رواية أبي ذر: «بعضُه» . وقوله بعده: «بعضًا» ليس في (ن).

ص: 309

4920 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ

(1)

بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ:

وَقالَ عَطَاءٌ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ، أَمَّا وُدُّ: كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ

(2)

الْجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ: كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ: فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ

(3)

عِنْدَ سَبَإٍ

(4)

، وَأَمَّا يَعُوقُ: فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ: فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ، لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ

(5)

، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إلى قَوْمِهِمْ: أَنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهِمِ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ

(6)

أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ. فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إذا هَلَكَ أُولَئِكَ، وَتَنَسَّخَ

(7)

الْعِلْمُ عُبِدَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» وعنده قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ}» .

(2)

في رواية أبي ذر بضم الدال: «بِدُوْمَةِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالجُرُفِ» .

(4)

قوله: «عند سبا» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «ونَسْرٌ» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ونُسِخَ» .

ص: 310

«(72» ) ‌

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}

(1)

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لِبَدًا

(2)

} [آية: 19]: أَعْوَانًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ: {قُلْ أُوحِيَ}» . كتبت لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «{لُبَدًا}» بضمِّ اللام على قراءة هشام بخلف عنه، وضبطت روايته في (ب، ص) بضم اللام وتشديد الباء على قراءة أبي العالية والحسن والأعرج وابن محيصن. وبهامشهما: كذا في اليونينية، وكأنه جمع لابد كسُجَّدٍ وساجد. اهـ.

ص: 310

4921 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ

(1)

إلى سُوقِ عُكَاظَ

(2)

، وَقَدْ حِيلَ

بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ،

⦗ص: 311⦘

فقالُوا: ما لَكُمْ؟ فقالُوا

(3)

: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قالَ

(4)

: ما حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا مَا حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هَذَا الأَمْرُ الَّذِي حَدَثَ. فَانْطَلَقُوا، فَضَرَبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، يَنْظُرُونَ ما هَذَا الأَمْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، قالَ: فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَخْلَةَ، وهو عَامِدٌ إلى سُوقِ عُكَاظَ

(5)

، وهو يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ تَسَمَّعُوا لَهُ، فقالُوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، فقالُوا: يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل على نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} [آية: 1] وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَامِدِينَ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عُكَاظٍ» ، صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «قالوا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عُكَاظٍ» ، صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 310

«(73» )‌

‌ الْمُزَّمِّلُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {وَتَبَتَّلْ} [آية: 8]: أَخْلِصْ.

وَقالَ الْحَسَنُ: {أَنكَالًا} [آية: 12]: قُيُودًا. {مُنفَطِرٌ بِهِ} [آية: 18]: مُثْقَلَةٌ بِهِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كَثِيبًا مَّهِيلًا} [آية: 14]: الرَّمْلُ السَّائِلُ. {وَبِيلًا} [آية: 16]: شَدِيدًا.

(1)

في رواية كريمة: «سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ» . وفي رواية أبي ذر: «الْمُزَّمِّل والمدَّثِّر» .

ص: 311

«(74» )‌

‌ الْمُدَّثِّرُ

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {عَسِيرٌ} [آية: 9]: شَدِيدٌ. {قَسورة

(2)

} [آية: 51]: رِكْزُ النَّاسِ وَأَصْوَاتُهُمْ.

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: الأَسَدُ

(3)

، وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ

(4)

..

{مُّسْتَنفِرَةٌ}

(5)

[آية: 50]: نَافِرَةٌ مَذْعُورَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سوُرة المدَّثرِ» ، زاد في رواية أبي ذر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قسورةٌ» بالرفع.

(3)

في رواية أبي ذر: «قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: القَسْورةُ، قَسْوَرٌ: الأَسَدُ. الرِّكْزُ الصوتُ» . وقوله هذا مؤخَّر في روايته إلى ما بعد قوله: «وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ» .

(4)

في رواية كريمة: «وقَسْوَرٌ» .

(5)

في رواية كريمة: «يُقالُ: {مُّسْتَنفِرَةٌ}» .

ص: 311

(1)

4922 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ

(2)

:

سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَوَّلِ ما نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ، قالَ:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [آية: 1]. قُلْتُ: يَقُولُونَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [آية: 1]. فقالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عن ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قُلْتَ

(3)

، فقالَ جَابِرٌ: لا أُحَدِّثُكَ إِلَّا ما حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ

عن يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ عن شِمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ أَمَامِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَرَفَعْتُ رَأسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي، وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا. قالَ: فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، قالَ: فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 312

(2)

{قُمْ فَأَنذِرْ}

(1)

[آية: 2]

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {قُمْ فَأَنذِرْ}» . وهذه الترجمة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 312

4923 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُ، قالَا: حدَّثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(2)

رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ» .

مِثْلَ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عن عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 312

(3)

{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}

(1)

[آية: 3]

ص: 312

4924 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا حَرْبٌ: حدَّثنا يَحْيَى، قالَ:

⦗ص: 313⦘

سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ: أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فقالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} . فَقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . فقالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أَوَّلُ؟ فقالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} . فَقُلْتُ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ

(1)

}. فقالَ: لَا أُخْبِرُكَ إِلَّا بِمَا قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «جَاوَرْتُ فِي حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ، فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا هو جَالِسٌ على عَرْشٍ

(2)

بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3]».

(1)

قوله: «{الَّذِي خَلَقَ}» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص). وهو مهمش فيهما.

(2)

هكذا في حاشية رواية أبي ذر أيضًا، وفي روايته:«كرسي» .

ص: 312

(4)

{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}

(1)

[آية: 4]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}» ، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}» .

ص: 313

4925 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: فَأخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ

(1)

بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فقالَ فِي حَدِيثِهِ: «فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، جَالِسٌ على كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجَئِثْتُ

(2)

مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي

(3)

، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى

(4)

: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إِلَى: {وَالرِّجْزَ

(5)

فَاهْجُرْ} [آية: 1 - 5]» قَبْلَ

⦗ص: 314⦘

أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ، وَهيَ الأَوْثَانُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «

مَعْمَر قال: الزهريُّ قال: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ».

(2)

في رواية أبي ذر: «فَجُثِثْتُ» ، وضبطت روايته في (ص):«فَجَثَثْتُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا بالتكرار في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(5)

بكسر الراء المشددة على قراءة الجمهور غير حفص وأبي جعفر ويعقوب. [للمخرج: وَالرِّجْزَ

في الموضعين]

ص: 313

(5)

‌{وَالرِّجْزَ

(1)

فَاهْجُرْ}

(2)

[آية: 5]

يُقالُ: الرِّجْزُ وَالرِّجْسُ: الْعَذَابُ.

(1)

بكسر الراء المشددة على قراءة الجمهور غير حفص وأبي جعفر ويعقوب.

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ}» .

ص: 314

4926 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قالَ:

أخبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الْوَحْيِ: «فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءنِي

بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ على كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ، حَتَّى هَوَيْتُ إلى الأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي

(1)

. فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ

(2)

} إلى قَوْلِهِ: {فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]-قالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرِّجْزَ الأَوْثَانَ- ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا بالتكرار في رواية أبي ذر أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{قُمْ فَأَنذِرْ}» .

ص: 314

«(75» )‌

‌ سُورَةُ الْقِيَامَةِ

وقَوْلُهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [آية: 16]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {سُدًى} [آية: 36]: هَمَلًا. {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [آية: 5]: سَوْفَ أَتُوبُ، سَوْفَ أَعْمَلُ

(1)

. {لَا وَزَرَ} [آية: 11]: لَا حِصْنَ.

(1)

تفسير قوله: «{لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}» مُقدَّم على قوله: «{سُدًى}: هملًا» في رواية أبي ذر.

ص: 314

4927 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَكَانَ ثِقَةً، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ حَرَّكَ بِهِ لِسَانَهُ

⦗ص: 315⦘

-وَوَصَفَ سُفْيَانُ- يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ

(1)

} [آية: 16 - 17].

ص: 314

4928 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة: 16]. قالَ:

وَقالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ إذا أُنْزِلَ

(3)

عَلَيْهِ،

(4)

فَقِيلَ لَهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} يَخْشَى أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ، {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ

(5)

} أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، {وَقُرْآنَهُ} أَنْ تَقْرَأَهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} يَقُولُ: أُنْزِلَ عَلَيْهِ {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [آية: 16 - 19] أَنْ نُبَيِّنَهُ على لِسَانِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}» . قارن بما في السلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون واو.

(3)

في رواية أبي ذر: «نَزَلَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

قوله: «{وَقُرْآنَهُ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 315

(2)

‌{فَإِذَا

(1)

قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}

[آية: 18]

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {قُرْآنَهُ} [آية: 18]: بَيَّنَّاهُ، {فَاتَّبِعْ} [آية: 18]: اعْمَلْ بِهِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {فَإِذَا

}». كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَإِذَا

}».

ص: 315

4929 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} . قالَ: عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، {وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16 - 19]: عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ. قالَ: فَكَانَ إذا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ

(1)

.

⦗ص: 316⦘

{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [آية: 34]: تَوَعُّدٌ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عز وجل» .

(2)

قوله: «{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}: توعد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 315

«(76» ) ‌

{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ}

(1)

يُقَالُ مَعْنَاهُ: أَتَى على الإِنْسَانِ، وَ (هَلْ) تَكُونُ جَحْدًا، وَتَكُونُ خَبَرًا، وَهَذَا مِنَ الْخَبَرِ، يَقُولُ: كَانَ شَيْئًا، فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا. وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إلى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ. {أَمْشَاجٍ} [آية: 2]: الأَخْلَاطُ، مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ، الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ، وَيُقالُ إذا خُلِطَ: مَشِيجٌ، كَقَوْلِكَ

(2)

: خَلِيطٌ، وَمَمْشُوجٌ، مِثْلُ مَخْلُوطٍ. وَيُقَالُ

(3)

: {سَلَاسِلًا

(4)

وَأَغْلَالًا} [آية: 4]: وَلَمْ يُجْرِ

(5)

بَعْضُهُمْ. {مُسْتَطِيرًا} [آية: 7]: مُمْتَدًّا الْبَلَاءُ. وَالْقَمْطَرِيرُ: الشَّدِيدُ، يُقالُ: يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ وَيَوْمٌ قُمَاطِرٌ، وَالْعَبُوسُ وَالْقَمْطَرِيرُ وَالْقُمَاطِرُ وَالْعَصِيبُ: أَشَدُّ ما يَكُونُ مِنَ الأَيَّامِ فِي الْبَلَاءِ.

وَقالَ مَعْمَرٌ: {أَسْرَهُمْ} [آية: 28]: شِدَّةُ الْخَلْقِ، وَكُلُّ شَيْءٍ شَدَدْتَهُ مِنْ قَتَبٍ

(6)

فهو مَأْسُورٌ

(7)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت «سورة» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «كقوله» .

(3)

في حاشية رواية أبي ذر: «ويقْرَأُ» .

(4)

بالصَّرف، وبها قرأ نافع وهشام والكسائي وشعبة، وأبو جعفر وصلًا، وعدم الصرف قراءة الباقين.

(5)

بهامش (ب، ص): الإجراء في الاصطلاح القديم: الصرف، يقولون: هذا الاسم مُجرًى.

(6)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وغَبِيطٍ» .

(7)

قول معمر ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 316

«(77» ) ‌

{وَالْمُرْسَلَاتِ}

(1)

{جمَالَاتٌ}

(2)

[آية: 33]: حِبَالٌ. {ارْكَعُوا}

(3)

[آية: 48]: صَلُّوا

(4)

لَا يُصَلُّونَ.

⦗ص: 317⦘

وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا يَنطِقُونَ} [آية: 35]. {وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]. {الْيَوْمَ نَخْتِمُ

(5)

} [يس: 65]. فَقالَ: إِنَّهُ ذُو أَلْوَانٍ، مَرَّةً يَنْطِقُونَ، وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيْهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {وَالْمُرْسَلَاتِ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وضمها، وفي رواية كريمة:«وَقال مُجَاهِدٌ: {جمالاتٌ} -بضم الجيم وكسرها-» ، وأهمل ضبط الجيم في الأصول إلا في (ب) فبكسرها، وبها قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وأبو جعفر وروح، وبضمِّ الجيم قرأ رويس.

(3)

في رواية أبي ذر: «وَقال مُجَاهِدٌ: {ارْكَعُوا}» . (ب، ص)

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{لَا يَرْكَعُونَ}» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}» .

ص: 316

(1)

......

4930 -

حدثني

(1)

مَحْمُودٌ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عن إِسْرَائِيلَ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، وَأُنْزِلَتْ

(3)

عَلَيْهِ: {وَالْمُرْسَلَاتِ} ، وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا» .

4931 -

حدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عن إِسْرَائِيلَ، عن مَنْصُورٍ: بِهَذَا.

وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ: مِثْلَهُ.

وَتَابَعَهُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عن إِسْرَائِيلَ.

وَقالَ حَفْصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ: عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ.

قالَ

(4)

يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: أخبَرَنا أَبُو عَوَانَةَ، عن مُغِيرَةَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ.

وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ.

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن الأَسْوَدِ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ} فَتَلَقَّيْنَاهَا

⦗ص: 318⦘

مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ، فقالَ

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمُ اقْتُلُوهَا» . قالَ: فَابْتَدَرْنَاهَا فَسَبَقَتْنَا، قالَ: فقالَ: «وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» . (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأُنزلت» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 317

(2)

‌{إِنَّهَا تَرْمِي

(1)

بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}

[آية: 32]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قولُه: {إِنَّهَا تَرْمِي

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {إِنَّهَا تَرْمِي

}».

ص: 318

4932 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنَا

(1)

سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ

(2)

} [آية: 32]. قالَ: كُنَّا نَرْفَعُ الْخَشَبَ بِقَصَرٍ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ أَوْ أَقَلَّ، فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ، فَنُسَمِّيهِ الْقَصَرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بفتح الصاد وهي قراءته وقراءة ابن مسعود.

ص: 318

(3)

‌{كَأَنَّهُ

(1)

جمَالَاتٌ

(2)

صُفْرٌ}

[آية: 33]

(1)

في رواية كريمة: «قوله: {كَأَنَّهُ

}». وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {كَأَنَّهُ

، وبضمِّ جيم:«{جمَالَاتٌ}» قرأ رويس، وبكسرها قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر وشعبة وأبو جعفر.

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

ص: 318

4933 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: أخبَرَنا سُفْيَانُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {تَرْمِي بِشَرَرٍ

(2)

} [آية: 32] كُنَّا نَعْمِدُ إلى الْخَشَبَةِ

(3)

ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَفَوْقَ

(4)

ذَلِكَ، فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ، فَنُسَمِّيهِ الْقَصَرَ. {كَأَنَّهُ جُمَالَاتٌ

(5)

صُفْرٌ} [آية: 33] حِبَالُ السُّفُنِ

(6)

تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{كَالْقَصْرِ} قالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «الخَشَبِ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أو فَوْقَ» .

(5)

بضم الجيم على قراءة رويس، وضبطت في (ص) بالضمِّ والكسر.

(6)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الفاء، وبهامشهما: كذا في اليونينية الفاء ساكنة. اهـ.

ص: 318

(4)

‌{هَذَا

(1)

يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ}

[آية: 35]

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قوله: {هَذَا

، كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {هَذَا

}».

ص: 319

4934 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ

(1)

: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عن الأَسْوَدِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ:{وَالْمُرْسَلَاتِ} فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا، وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ وَثَبَتْ

(2)

عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْتُلُوهَا

(3)

». فَابْتَدَرْنَاهَا فَذَهَبَتْ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا» . قالَ عُمَرُ: حَفِظْتُهُ

(4)

مِنْ أَبِي: فِي غَارٍ بِمِنًى.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ غِياثٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَثَبَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «اقتُلُوهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَفِظْتُ» .

ص: 319

«(78» ) ‌

{عَمَّ يَتَسَاءلُونَ}

(1)

وقالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {لَا يَرْجُونَ حِسَابًا} [آية: 27]: لَا يَخَافُونَهُ. {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} [آية: 37]: لَا يُكَلِّمُونَهُ

(3)

إِلَّا أَنْ يَأذَنَ لَهُمْ

(4)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَهَّاجًا} [آية: 13]: مُضِيئًا

(5)

. {عَطَاءً حِسَابًا} [آية: 36]: جَزَاءً كَافِيًا، أَعْطَانِي ما أَحْسَبَنِي، أَيْ: كَفَانِي.

ص: 319

(1)

‌{يَوْمَ يُنفَخُ

(1)

فِي الصُّورِ فَتَأتُونَ

(2)

أَفْوَاجًا}

[آية: 18]: زُمَرًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {يَوْمَ يُنفَخُ

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 320

4935 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» . قالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أَبَيْتُ

(2)

. قالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أَبَيْتُ. قالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أَبَيْتُ. قالَ: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَينبتُونَ

(3)

كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا

(4)

وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ب، ص): لم يضبط التاء في اليونينية في جميعها، وضبطها في الفرع بالضمِّ. اه، وجوَّز في الفتح الضمَّ والفتح.

(3)

ضُبطت في اليونينية بفتح الياء وضمِّها مع تثليث الباء.

(4)

في رواية أبي ذر: «عظمٌ واحِدٌ» .

ص: 320

«(79» ) ‌

{وَالنَّازِعَاتِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {الْآيَةَ الْكُبْرَى} [آية: 20]: عَصَاهُ وَيَدَهُ

(2)

.

يُقَالُ

(3)

: النَّاخِرَةُ وَالنَّخِرَةُ سَوَاءٌ، مِثْلُ الطَّامِعِ وَالطَّمِعِ، وَالْبَاخِلِ وَالْبَخِيلِ

(4)

.

وَقالَ بَعْضُهُمْ: النَّخِرَةُ الْبَالِيَةُ، وَالنَّاخِرَةُ: الْعَظْمُ الْمُجَوَّفُ الَّذِي يَمُرُّ

(5)

فِيهِ الرِّيحُ فَيَنْخَرُ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْحَافِرَةِ} [آية: 10]: الَّتِي أَمْرُنَا الأَوَّلُ

(6)

إلى الْحَيَاةِ.

⦗ص: 321⦘

وَقالَ غَيْرُهُ: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [آية: 42]: مَتَى مُنْتَهَاهَا؟ وَمُرْسَى السَّفِينَةِ حَيْثُ تَنْتَهِي.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «سورة النازعات» . كتبت بالحمرة. وفي رواية أبي ذر: «سورةُ {وَالنَّازِعَاتِ}» .

(2)

ضبطت في (ب، ص) بالرفع.

(3)

لفظة: «يُقالُ» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ بدلها:«والنَّاحِلِ والنَّحِيلِ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَمُرُّ» .

(6)

في رواية أبي ذر وكريمة: «إلى أمْرِنا الأَوَّلِ» ، وهو المثبت في متن (ب، ص). وقد ضبَّب في اليونينية على لفظة «التي» .

ص: 320

4936 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: حدَّثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ:

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا، بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ:«بُعِثْتُ وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{الطَّامَّةُ} تَطُمُّ على كُلِّ شيءٍ» ، وبهامش (ب، ص) نقلًا عن هامش اليونينية: عند أبي ذر بكسر الميم في المستقبل. كذا في اليونينية ولعله بكسر الطا. اهـ.

ص: 321

«(80» ) {عَبَسَ}

(1)

‌{عَبَسَ

(2)

}: كَلَحَ وَأَعْرَضَ. وَقالَ غَيْرُهُ

(3)

: {مُطَهَّرَةٌ

(4)

} [آية: 14]: {لَّا يَمَسُّهَا إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ:{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5]: جَعَلَ الْمَلَائِكَةَ وَالصُّحُفَ مُطَهَّرَةً، لِأَنَّ الصُّحُفَ يَقَعُ عَلَيْهَا التَّطْهِيرُ، فَجُعِلَ التَّطْهِيرُ لِمَنْ حَمَلَهَا أَيْضًا. {سَفَرَةٍ

(5)

} [آية: 15]: الْمَلَائِكَةُ، وَاحِدُهُمْ سَافِرٌ، سَفَرْتُ: أَصْلَحْتُ بَيْنَهُمْ، وَجُعِلَتِ الْمَلَائِكَةُ -إذا نَزَلَتْ بِوَحْيِ اللَّهِ وَتَأْدِيَتِهِ

(6)

- كَالسَّفِيرِ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَقالَ غَيْرُهُ

(7)

: {تَصَدَّى} [آية: 6]: تَغَافَلَُ عَنْهُ

(8)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {لَمَّا يَقْضِ} [آية: 23]: لَا يَقْضِي أَحَدٌ ما أُمِرَ بِهِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {تَرْهَقُهَا} [آية: 41]: تَغْشَاهَا شِدَّةٌ. {مُسْفِرَةٌ} [آية: 38]: مُشْرِقَةٌ. {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} [آية: 15]: وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبَةٍ. {أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]: كُتُبًا. {تَلَهَّى} [آية: 10]: تَشَاغَلَ. يُقَالُ

(9)

:

⦗ص: 322⦘

وَاحِدُ الأَسْفَارِ سِفْرٌ

(10)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {عَبَسَ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَتَوَلَّى}» .

(3)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

ضبطت في (ص) بالرفع والجر معًا، وهو موافق لما في السلطانية.

(5)

في رواية أبي ذر: «سَفَرَةٌ» بالرفع.

(6)

في رواية أبي ذر: «وتأْدِيبهِ» ، وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): من الأدب. اهـ.

(7)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

ضبطت لفظة «تَغَافَل» بالرفع والنصب في متن اليونينية، وبهامش اليونينية: حاشية: قال الحافظ أبو ذر: قوله: «{تَصَدَّى} تغافل عنه» ليس بصحيح، وإنما يقال: تصدى للأمر إذا رفع رأسه إليه، فأما {تَلَهَّى} تغافل وتشاغل عنه. اهـ.

(9)

قوله: «يقال» ليس في رواية أبي ذر.

(10)

قوله: «وَاحِدُ الأَسْفَارِ سِفْرٌ» مقدم في رواية أبي ذر على «تلهى: تَشَاغَلَ» .

ص: 321

4937 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتَادَةُ، قالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ، عن سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ:

عَنْ عَائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وهو حَافِظٌ لَهُ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ

(1)

، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وهو يَتَعَاهَدُهُ، وهو عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «البَررَةِ» .

ص: 322

«(81» ) ‌

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

(1)

{انكَدَرَتْ} [آية: 2]: انْتَثَرَتْ.

(2)

وَقالَ الْحَسَنُ: {سُجِّرَتْ} [آية: 6]: ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى قَطْرَةٌ

(3)

.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: الْمَسْجُورُ: الْمَمْلُوءُ. وَقالَ

غَيْرُهُ: {سُجِرَتْ

(4)

} [آية: 6]: أَفْضَى

(5)

بَعْضُهَا إلى بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا.

وَالْخُنَّسُ: تَخْنِسُ فِي مُجْرَاهَا

(6)

: تَرْجِعُ، وَتَكْنِسُ: تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ

(7)

. {تَنَفَّسَ} [آية: 18]: ارْتَفَعَ النَّهَارُ. وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ يَضَنُّ بِهِ.

وَقالَ عُمَرُ: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [آية: 7]: يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ

⦗ص: 323⦘

ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22]. {عَسْعَسَ} [آية: 17]: أَدْبَرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

قوله: «{انكَدَرَتْ}: انْتَثَرَتْ» مؤخر في رواية أبي ذر إلى ما بعد قول الحسن التالي.

(3)

في رواية أبي ذر: «يَذْهَبُ مَاؤُهَا فَلَا تبقى قَطْرَةٌ» .

(4)

بتخفيف الجيم على قراءة أبي عمرو وابن كثير ويعقوب، وفي (ب) بالتشديد على قراءة الجمهور.

(5)

في رواية أبي ذر: «أُفْضِيَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «مَجْراها» .

(7)

في رواية أبي ذر: «يَكْنِسُ الظَّبْيُ» .

ص: 322

«(82» ) ‌

{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ}

(1)

وَقالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: {فُجِّرَتْ} [آية: 3]: فَاضَتْ.

وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ: {فَعَدَلَكَ} [آية: 7]: بِالتَّخْفِيفِ، وَقِرَاءةُ أَهْلِ

(2)

الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ: مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ، وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي:{فِي أَيِّ صُورَةٍ} [آية: 8]: شَاءَ: إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا قَبِيحٌ، وَطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

ضبطت في (ب، ص): «وَقَرَأَهُ أهلُ» ، وضبطت «أهل» في (ب) بالرفع والجر معًا، وبهامشها: كذا ضبط: «أهل» بالرفع والجر، ومقتضى الجر أن يُقرأ:«وقراءة» بالمد وبالتاء آخره. وفي رواية أبي ذر: «وقرأَ أهلُ» . وبالتخفيف قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف، وبالتشديد قرأ الباقون.

(3)

في رواية أبي ذر: «أو طويلٌ أوْ قصير» .

ص: 323

«(83» ) ‌

{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {رَانَ

(2)

} [آية: 14]: ثَبْتُ الْخَطَايَا. {ثُوِّبَ} [آية: 36]: جُوزِيَ.

وَقالَ غَيْرُهُ: الْمُطَفِّفُ لَا يُوَفِّي غَيْرَهُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{بَلْ رَانَ}» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «غيرُه» بالرفع، والذي في (ب، ص) أن لفظة «غيره» ثابتة في روايته، وضبطت عندهم بالنصب فقط.

ص: 323

4938 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مَعْنٌ

(2)

: حدَّثني مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [آية: 6] حَتَّى

⦗ص: 324⦘

يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشَحِهِ

(4)

إلى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة ترجمة: «{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .

(4)

هكذا ضبطت في (ن)، وفي (ق) بسكون الشين، وهو موافق لما في الإرشاد، وأهمل ضبطها في (ب، ص)، وبهامشهما لم يضبط الشين في اليونينية. اهـ.

ص: 323

«(84» ) ‌

{إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ}

(1)

قالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} [الحاقة: 25]: يَأخُذُ كِتَابَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. {وَسَقَ} [آية: 17]: جَمَعَ مِنْ دَابَّةٍ. {ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} [آية: 14]: لَا يَرْجِعَ إِلَيْنَا ..

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 324

4939 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى، عن عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

حدَّثنا

(2)

سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَيُّوبَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عَائِشَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

حدَّثنا

(3)

مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن أَبِي يُونُسَ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن الْقَاسِمِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ» . قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عز وجل:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [آية: 7 - 8]. قالَ: «ذَاكِ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ

هَلَكَ».

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

ص: 324

4940 -

حدَّثنا

(1)

سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ

(2)

: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ: عن مُجَاهِدٍ، قالَ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَتَرْكَبُنَّ

(3)

طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [آية: 19] حَالًا بَعْدَ حَالٍ، قالَ: هَذَا نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وعنده قبل هذا الحديث زيادة:«(2) بابٌ: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ}» .

(2)

تصحف في (ن) إلى: «هشام» ، وصححت في الهامش بخط متأخر.

(3)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الباء، وبهامشهما: كذا في اليونينية الباء مفتوحة. اهـ، وبالفتح قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف.

ص: 325

«(85» )‌

‌ الْبُرُوجُ

(1)

وَقالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: الأُخْدُودُ: شَقٌّ فِي الأَرْضِ. {فَتَنُوا} [آية: 10]: عَذَّبُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الْبُرُوجِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون واو.

ص: 325

«(86» )‌

‌ الطَّارِقُ

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {ذَاتِ الرَّجْعِ} [آية: 11]: سَحَابٌ يَرْجِعُ

(2)

بِالْمَطَرِ. {ذَاتِ

(3)

الصَّدْعِ} [آية: 12]: تَتَصَدَّعُ بِالنَّبَاتِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورةُ الطارقِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «تَرْجِعُ» . (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «و {ذَاتِ}» .

ص: 325

4941 -

حدَّثنا عَبْدَانُ

(1)

: أخبَرَني أَبِي، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي

⦗ص: 326⦘

عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ

(2)

قَدْ جَاءَ، فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فِي سُوَرٍ مِثْلِهَا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

بهامش اليونينية: [في (ب، ص): بخط الحافظ اليونيني]: في أصل ابن الحطيئة في روايته عن مشايخه عن أبي ذر في هذا الموضع عند قوله: «يَقُولُونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّه» في أصله «صلى الله عليه وسلم» قال أبو ذر: ليس هذا موضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان ابتداء الصلاة عليه في السنة الخامسة من الهجرة. هذا آخر كلامه، [زاد في (ن): قال اليونيني:] قلتُ: وهذا غير متجه [في (ب): متوجه]؛ لأنَّه قد روي في حديث الإسراء ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإسراء كان بمكة، فلا وجه لإنكار الصلاة عليه في هذا الموضع، والله أعلم.

ص: 325

«(88» ) ‌

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ} [آية: 3]: النَّصَارَى.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {عَيْنٍ آنِيَةٍ

(2)

} [آية: 5]: بَلَغَ إِنَاهَا

(3)

وَحَانَ شُرْبُهَا. {حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44]: بَلَغَ إِنَاهُ. {لَّا يسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَة

(4)

} [آية: 11]: شَتْمًا.

الضَّرِيعُ

(5)

: نَبْتٌ يُقالُ لَهُ الشِّبْرِقُ، يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْحِجَازِ الضَّرِيعَ إذا يَبِسَ، وهو سُمٌّ. {بِمُسَيْطِرٍ} [آية: 22]: بِمُسَلَّطٍ، وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ

(6)

.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {إِيَابَهُمْ} [آية: 25]: مَرْجِعَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة {هَلْ أَتَاكَ}» ، زاد في رواية أبي ذر بعدها:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

ضبطت في (ب، ص) بالرفع والجر معًا.

(3)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: إناها: حينها. اهـ. (ب، ص).

(4)

ضُبطت «تسمع» في اليونينية بالياء والتاء مع الضم والفتح، وضُبطت «لاغية» بتنوين الضم والفتح، وقد قرأ نافعٌ:{لَا تُسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةٌ} ، وقرأ أبو عمرو وابن كثير ورويس:{لَا يُسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةٌ} ، وقرأ الباقون:{لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} .

(5)

في رواية أبي ذر: «ويُقال: الضريع» .

(6)

قرأ بالسين هشام، وقرأ بالصاد الباقون.

ص: 326

«(89» ) ‌

{وَالْفَجْرِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {الْوِتْرُ

(2)

} [آية: 3]: اللَّهُ

(3)

. {إِرَمَ

(4)

ذَاتِ الْعِمَادِ} [آية: 7]: الْقَدِيمَةِ

(5)

، وَالْعِمَادُ أَهْلُ عَمُودٍ لَا يُقِيمُونَ. {سَوْطَ عَذَابٍ} [آية: 13]: الَّذِي

(6)

عُذِّبُوا بِهِ. {أَكْلًا لَّمًّا} [آية: 19]: السَّفُّ. و {جَمًّا}

(7)

[آية: 20]: الْكَثِيرُ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فهو شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ، وَالْوِتْرُ

(8)

: اللَّهُ تبارك وتعالى.

وَقالَ غَيْرُهُ: {سَوْطَ عَذَابٍ} [آية: 13]: كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ. {لَبِالْمِرْصَادِ} [آية: 14]: إِلَيْهِ الْمَصِيرُ. {تَحَاضُّونَ} [آية: 18]: تُحَافِظُونَ، وَ {تَحُضُّونَ

(9)

}: تَأمُرُونَ

(10)

بِإِطْعَامِهِ. {الْمُطْمَئِنَّةُ} [آية: 27]: الْمُصَدِّقَةُ بِالثَّوَابِ.

وَقالَ الْحَسَنُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ

(11)

} [آية: 27]: إذا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل قَبْضَهَا اطْمَأَنَّتْ إلى اللَّهِ وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيْهَا

(12)

، وَرَضِيَتْ عن اللَّهِ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا

(13)

، فَأَمَرَ

(14)

بِقَبْضِ رُوحِهَا، وَأَدْخَلَهَا

(15)

اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ.

⦗ص: 328⦘

وَقالَ غَيْرُهُ: {جَابُوا} [آية: 9]: نَقَبُوا

(16)

، مِنْ جَيْبِ الْقَمِيصِ

(17)

: قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ. يَجُوبُ الْفَلَاةَ يَقْطَعُهَا.

{لَّمًّا} [آية: 19]: لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ: أَتَيْتُ على آخِرِهِ.

(1)

في رواية كريمة: «سورةُ الْفَجْرِ» (ن)، وفي رواية أبي ذر:«سورة وَالْفَجْرِ» .

(2)

ضبطت في (ص) بكسر الواو وفتحها، وبكسرها قرأ حمزة والكسائي وخلف، وبفتحها قرأ الباقون.

(3)

قوله: «{الْوِتْرُ}: اللَّهُ» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الراء، وبهامشهما: كذا في اليونينية الراء ساكنة. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «يَعْنِي: القَدِيمةَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «الذين» .

(7)

في رواية أبي ذر: «{جَمًّا}» بدون واو.

(8)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الواو.

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: بالياء وبالتاء، بالياء قرأ أبو عمرو ويعقوب، وبالتاء قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر.

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَأمُرُونَ» .

(11)

في رواية أبي ذر زيادة: «{الْمُطْمَئِنَّةُ}» .

(12)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلَيْهِ» .

(13)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنْه» .

(14)

في رواية أبي ذر: «وأَمَرَ» .

(15)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وأدخله» .

(16)

وضع علامة التَّخفيف على قاف «نَقَبُوا» في اليونينيَّة.

(17)

في رواية أبي ذر: «جِيْبَ الْقَمِيصُ» ولفظة: «من» ليست عنده. (لا إلى بالحمرة).

ص: 327

«(90» ) ‌

{لَا أُقْسِمُ}

(1)

[آية: 1]

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {وَأَنتَ حِلٌّ

(2)

بِهَذَا الْبَلَدِ} [آية: 2]: مَكَّةَ

(3)

، لَيْسَ عَلَيْكَ ما على النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ. {وَوَالِدٍ} [آية: 3]: آدَمَ

(4)

{وَمَا وَلَدَ} [آية: 3]. {لِبَدًا

(5)

}: كَثِيرًا. وَ {النَّجْدَيْنِ} [آية: 10]: الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. {مَسْغَبَةٍ} [آية: 14]: مَجَاعَةٍ. {مَتْرَبَةٍ}

(6)

[آية: 16]: السَّاقِطُ

(7)

فِي التُّرَابِ، يُقالُ:{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [آية: 11]: فَلَمْ يَقْتَحِمِ الْعَقَبَةَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ فَسَّرَ الْعَقَبَةَ فقالَ:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [آية: 12 - 14].

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة: {لَا أُقْسِمُ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: {وَأَنتَ حِلٌّ} ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مهمَّش في (ب، ص). كتب بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «بمكة» . كتب بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «آدمُ» . كتب بالحمرة.

(5)

بكسر اللام على قراءة علي وعبيد بن عمير وزيد بن علي. وفي رواية أبي ذر بضم اللام على قراءة الجماعة. كتب بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «مسغبةٌ: مجاعةٌ. متربةٌ» . كتب بالحمرة.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «السَّاقِطِ» .

ص: 328

«(91» ) ‌

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {بِطَغْوَاهَا} [آية: 11]: بِمَعَاصِيهَا. {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [آية: 15]: عُقْبَى أَحَدٍ.

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتب بالحمرة.

(2)

قوله: «{وَلَا يَخَافُ}

» مُقدَّم على «{بِطَغْوَاهَا}

» في رواية أبي ذر. كتبت بالحمرة.

ص: 328

4942 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:

أَنَّهُ أخبَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَ،

⦗ص: 329⦘

فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «{إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا} [آية: 12]: انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ، مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ» . وَذَكَرَ النِّسَاءَ فقالَ: «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ يَجْلِدُ

(1)

امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، فَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ

يَوْمِهِ». ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ

(2)

مِنَ الضَّرْطَةِ، وَقالَ:«لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ» .

وَقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ عَمِّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فَيجلِدُ» . كتب بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في ضَحِكٍ» ، وبهامش (ب، ص): في اليونينية الكاف بكسرة واحدة. اهـ.

ص: 328

«(92» ) ‌

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِالْحُسْنَى

(2)

} [آية: 9]: بِالْخَلَفِ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {تَرَدَّى} [آية: 11]: مَاتَ. و {تَلَظَّى} [آية: 14]: تَوَهَّجُ.

وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: {تَتَلَظَّى

(3)

}.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}» .

(3)

على قراءة ابن مسعود وابن الزبير.

ص: 329

4943 -

حدَّثنا

(1)

قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ:

دَخَلْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامَ، فَسَمِعَ بِنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَانَا، فقالَ: أَفِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. قالَ

(2)

: فَأَيُّكُمْ أَقْرَأُ؟ فَأَشَارُوا إِلَيَّ، فقالَ: اقْرَأْ. فَقَرَأْتُ: {وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَى

⦗ص: 330⦘

وَالنَّهَارِ إذا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى}. قالَ

(3)

: أنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ فِي صَاحِبِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: وَأَنَا سَمِعْتُهَا مِنْ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهَؤُلَاءِ يَأْبَوْنَ عَلَيْنَا.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن رواية أبي الوقت: «فقال» . (ب) وهو موافق لما في السلطانية. وبهامش (ب): هذه الرواية يحتمل أن تكون بدل «قال: فأيكم» أو «قال: أنت» لكونهما في اليونينية في سطر واحد. اهـ، ولا تخريج على واحد منهما. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» . (ن، ق)، وفي (ب، ص، ق) بعدها: «آنت سمعتها

».

ص: 329

4944 -

حدَّثنا عُمَرُ

(1)

: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قالَ:

قَدِمَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ على أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ، فقالَ: أَيُّكُمْ يَقْرَأُ على قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ؟ قالَ:

(2)

كُلُّنَا، قالَ: فَأَيُّكُمْ يَحْفَظُ؟ وَأَشَارُوا

(3)

إلى عَلْقَمَةَ، قالَ: كَيْفَ سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} . قالَ عَلْقَمَةُ: {وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى} . قالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ هَكَذَا، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونِي

(4)

على أَنْ أَقْرَأَ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} [آية: 3] وَاللَّهِ لا أُتَابِعُهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ حَفْصٍ» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «أحْفَظُ؟ فأشارُوا» .

(4)

ضبطت في (ن): «يَرُدُّوني» ، وفي رواية أبي ذر:«يُرِيدُونَنِي» .

ص: 330

(3)

‌{فَأَمَّا

(1)

مَن أَعْطَى وَاتَّقَى}

[آية: 5]

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {فَأَمَّا

}». كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَأَمَّا

}».

ص: 330

4945 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي جِنَازَةٍ

(1)

، فقالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ» . فقالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ فقالَ:«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» . ثُمَّ قَرَأَ: «{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى

(2)

. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} إلى قَوْلِهِ:

⦗ص: 331⦘

{لِلْعُسْرَى} [آية: 5 - 10]».

4945 م# حدَّثنا

(3)

مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

(4)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الجيم وكسرها.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الحديث.

(3)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابُ قولِه: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «نَحْوَه» .

ص: 330

(4)

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}

(1)

[آية: 7]

ص: 331

4946 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمَانَ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه

عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ فِي جنَازَةٍ

(2)

، فَأَخَذَ عُودًا يَنْكُتُ

(3)

فِي الأَرْضِ، فقالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قالَ:«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [آية: 5 - 6]» الآيَةَ.

قالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورٌ، فَلَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 331

4947 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عن الأَعْمَشِ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

(1)

قالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ» . فَقُلْنَا

(2)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قالَ: «لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» ، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إلى قَوْلِهِ: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [آية: 5 - 10].

(1)

قوله: «عليه السلام» ملحق بين الأسطر في (ب، ص) وبهامشهما: كذا بخط اليونيني ملحقة بين الأسطر. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «قلنا» .

ص: 331

(6)

{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}

(1)

[آية: 9]

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}» . كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}» .

ص: 332

4948 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا فِي جنَازَةٍ

(1)

فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، وَمَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَتْ

(2)

شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً

(3)

». قالَ

(4)

رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ على كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى أَهْلِ السَّعَادَةِ

(5)

، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ

(6)

فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ

(7)

؟ قالَ: «أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ

(8)

». ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الآيَةَ [الليل: 5 - 6].

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإلَّا كُتِبَت» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أو قد كُتِبَت» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أو قد كُتِبَتْ سَعِيدَة» بدل: «أو سعيدة» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «إلى عَمَلِ أهلِ السَّعَادَةِ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «الشقاوة» .

(7)

في رواية أبي ذر: «الشقاء» .

(8)

في رواية أبي ذر: «الشقاوة» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 332

(7)

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}

(1)

[آية: 10]

ص: 332

4949 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

⦗ص: 333⦘

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي جنَازَةٍ

(1)

، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فقالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ

(2)

كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ على كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ قالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ

(3)

لِعَمَلِ أَهْلِ

(4)

الشَّقَاوَةِ

(5)

»، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الآيَةَ [الليل: 5 - 6].

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

(2)

في رواية أبي ذر: «إلَّا قد» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَسَيُيَسَّرُ» .

(4)

لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الشقاء» .

ص: 332

«(93» ) ‌

{وَالضُّحَى}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {إِذَا سَجَى} [آية: 2]: اسْتَوَى.

وَقالَ غَيْرُهُ: أَظْلَمَ

(2)

وَسَكَنَ. {عَائِلًا} [آية: 8]: ذُو عِيَالٍ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة {وَالضُّحَى}» ، زاد في رواية أبي ذر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{سَجَى}: أظلم» .

ص: 333

4950 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ جُنْدَبَ

(2)

بْنَ سُفْيَانَ

(3)

قالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ

(4)

أَوْ ثَلَاثًا، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فقالتْ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ

⦗ص: 334⦘

-أَوْ: ثَلَاثًا

(5)

-، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [آية: 1 - 3].

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «(1) بابٌ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}» .

(2)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الدال وضمها.

(3)

زاد في (ب، ص): «رضي الله عنه» بين الأسطر.

(4)

في حاشية الأصل: «ليلةً» .

(5)

بهامش اليونينية دون رقم: «ثلاثٍ» . (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«ثلاثةٍ» .

ص: 333

(2)

{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}

(1)

[آية: 3]

تُقْرَأُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ

(2)

، بِمَعْنًى وَاحِدٍ: ما تَرَكَكَ رَبُّكَ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ما تَرَكَكَ وَمَا أَبْغَضَكَ.

(1)

في رواية أبي ذر عن المستلمي: «بابٌ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية المُستملي، وفي رواية كريمة:«قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}» .

(2)

بالتخفيف قرأ عمر وأنس وابن عباس رضي الله عنهم وتبعهم جماعة، وبالتشديد قرأ الجمهور.

ص: 334

4951 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

(1)

غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قالَ:

سَمِعْتُ جُنْدبًا الْبَجَلِيَّ: قالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما أُرَى

(2)

صَاحِبَكَ إِلَّا أَبْطَأَ عَنْكَ

(3)

، فَنَزَلَتْ:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [آية: 3].

(1)

قوله: «محمد بن جعفر» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

عند أبي ذر بفتح الهمزة. (ب، ص).

(3)

في (ب، ص): «أبطأك» .

ص: 334

«(94» ) ‌

{أَلَمْ نَشْرَحْ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {وِزْرَكَ} [آية: 2]: فِي الْجَاهِلِيَّةِ. {أَنقَضَ} [آية: 3]: أَثْقَلَ

(2)

.

{مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [آية: 5]. قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَيْ

(3)

مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، كَقَوْلِهِ:{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]

وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.

⦗ص: 335⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {فَانصَبْ} [آية: 7]: فِي حَاجَتِكَ إلى رَبِّكَ.

وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ

(4)

} [آية: 1]: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

(2)

بهامش اليونينية: عند الحافظ أبي ذر في الأصل: «{أَنقَضَ} أتقن، ويروى [في (ب، ص): وروي]: أثقلَ. وهو أصح من: أتقن» [على ما بين القوسين رمز المُستملي] قال الحافظ أبو ذر: وقال [في (ب، ص): قال] الفربري: سمعت أبا معشر يقول: {أَنقَضَ} أثقل، ووقع في الكتاب خطأً [زاد في (ب، ص): أُحْكِمَ]. اهـ.

(3)

لفظة: «أي» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{لَكَ صَدْرَكَ}» .

ص: 334

«(95» ) ‌

{وَالتِّينِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: هو التِّينُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يَأكُلُ النَّاسُ.

يُقالُ: {فَمَا يُكَذِّبُكَ} [آية: 7]: فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ

(2)

بِأَعْمَالِهِمْ؟ كَأَنَّهُ قالَ: وَمَنْ يَقْدِرُ على تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ؟

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورةُ {وَالتِّينِ}» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُدالُون» .

ص: 335

4952 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ

(1)

: أخبَرَني عَدِيٌّ، قالَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ

فِي الْعِشَاءِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.

{تَقْوِيمٍ} [آية: 4]: الْخَلْقِ

(2)

.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

قوله: «{تَقْوِيمٍ} الخلق» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 335

4952 م# وَقالَ

(1)

قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنِ الْحَسَنِ قالَ: اكْتُبْ فِي الْمُصْحَفِ فِي أَوَّلِ الإِمَامِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ خَطًّا.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حدَّثنا» بدل: «وقال» .

ص: 335

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {نَادِيَه} [آية: 17]: عَشِيرَتَهُ. {الزَّبَانِيَةَ} [آية: 18]: الْمَلَائِكَةَ.

وَقالَ

(1)

: {الرُّجْعَى} [آية: 8]: الْمَرْجِعُ. {لَنَسْفَعًا

(2)

} [آية: 15]: قالَ

(3)

: لَنَأخُذَنْ وَلَنَسْفَعَنْ بِالنُّونِ، وَهيَ الْخَفِيفَةُ، سَفَعْتُ بِيَدِهِ: أَخَذْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «مَعْمَرٌ» . قال في الفتح: وهو الصواب.

(2)

في (ب، ص): {لَنَسْفَعَنْ} .

(3)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 336

4953 -

4954 - حدَّثنا يَحْيَى

(1)

: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ.

حدثني

(2)

سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ: أخبَرَنا أَبُو صَالِحٍ سَلْمُوَيْةُ

(3)

: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ، عن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ،

(4)

أخبَرَني ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أخبَرَهُ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ:

(5)

أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ

(6)

، فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -قالَ: وَالتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إلى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ بِمِثْلِهَا

(7)

، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وهو فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءهُ الْمَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ. فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنَا بِقَارِئ» . قالَ: «فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ

(8)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: ما أَنَا بِقَارِئ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ

(9)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ: اقْرَأْ. قُلْتُ: ما أَنَا بِقَارِئ. فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ

(10)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي

⦗ص: 337⦘

عَلَّمَ بِالْقَلَمِ

(11)

} الآيَاتِ إلى قَوْلِهِ: {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [آية: 1 - 5]». فَرَجَعَ بها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ

(12)

، حَتَّى دَخَلَ على خَدِيجَةَ، فقالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي

(13)

». فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ. قالَ لِخَدِيجَةَ: «أَيْ خَدِيجَةُ، ما لِي، لَقَدْ

(14)

خَشِيتُ على نَفْسِي». فَأخبَرَها الْخَبَرَ، قالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ

وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي

(15)

أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فقالتْ خَدِيجَةُ: يَا عَمِّ

(16)

، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. قالَ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى؟ فَأخبَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ ما رَأَى. فقالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ على مُوسَى، لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا، ذَكَرَ حَرْفًا، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟» . قالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأتِ رَجُلٌ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا أُوذِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً، حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ

(17)

صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 338⦘

- قالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ: فَأخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ

(18)

:

أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنهما

(19)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قالَ فِي حَدِيثِهِ: «بَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي

(20)

، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، جَالِسٌ على كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَفَرِقْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي». فَدَثَّرُوهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرِّجْزَ

(21)

فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]-قالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَهيَ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْبُدُونَ- قالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بن بُكير» ، وعنده قبل هذا الحديث زيادة:«(1) بابٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(3)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» ، وفي رواية أبي ذر:«سلمَوَيْهِ» .

(4)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(5)

في (ب، ص) زيادة: «كان» .

(6)

في (ب، ص): «الخلا» ، وبهامشهما: كذا في اليوينينية مقصور، وفي الفرع وغيره ممدود. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لمِثلها» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدُ» .

(11)

قوله: «{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}» ليس في رواية أبي ذر.

(12)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يرجفُ فُؤادُه» .

(13)

هكذا بالتكرار في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(14)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قد» .

(15)

في رواية أبي ذر: «أخُو» .

(16)

في رواية أبي ذر: «يا ابنَ عمِّ» .

(17)

في متن (ب، ص): «النَّبيُّ» ، وضبَّب عليها في (ص)، ومرقوم عليها برقم الحَمُّويي في (ب)، وبهامشهما:«رسول الله» مصحح عليه ودون رقم.

(18)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عبدِ الرحمنِ» .

(19)

قوله: «رضي الله عنهما» كتبت في (ب، ص) بين الأسطر.

(20)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «راسي» .

(21)

بكسر الراء على قراءة الجمهور عدا حفص ويعقوب وأبي جعفر.

ص: 336

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}» . كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}» .

ص: 338

4955 -

حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: أَوَّلُ

(1)

ما بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ

(2)

، فَجَاءهُ الْمَلَكُ، فقالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [آية: 1 - 3].

(1)

في رواية أبي ذر: «عن عروة عن عائشةَ: أوّلُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الصادِقةُ» .

ص: 338

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}» . كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}» .

ص: 338

4956 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ.

(خ): وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ: قالَ مُحَمَّدٌ: أخبَرَني عُرْوَةُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، جَاهُ الْمَلَكُ فقالَ:

⦗ص: 339⦘

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.} [آية: 1 - 4].

4957 -

حدَّثنا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ:

قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى خَدِيجَةَ، فقالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي

(3)

». فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}» .

(3)

بهامش (ب، ص) كتب رقم «2» إشارة إلى تكرار لفظة: «زملوني» مرتين.

ص: 338

(4)

‌{كَلَّا لَئِن

(1)

لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِيَةٍ

(2)

} [آية: 15 - 16]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {كَلَّا لَئِن

}».

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر، وقوله:«{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِيَةٍ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 339

4958 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عن عِكْرِمَةَ:

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئْنْ

(1)

رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ على عُنُقِهِ. فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «لَوْ فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ» .

تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن عَبْدِ الْكَرِيمِ.

(1)

في (ب، ص): «لَإِنْ» .

ص: 339

«(97» ) ‌

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}

(1)

يُقالُ: الْمَطْلَعُ: هو الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ. {أَنزَلْنَاهُ

(2)

} [آية: 1]: الْهَاءُ كِنَايَةٌ عن الْقُرْآنِ. {أَنزَلْنَاهُ

(3)

} [آية: 1] مَخْرَجَ

(4)

الْجَمِيعِ، وَالْمُنْزِلُ هو اللَّهُ، وَالْعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ، لِيَكُونَ

(5)

أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ.

(1)

في رواية كريمة قبل هذه الترجمة زيادة: «سورة القدر» ، وفي رواية أبي ذر:«سورة: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقالَ: {أَنزَلْنَاهُ}» .

(3)

في رواية أبي ذر: «{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}» . كتبت بالحمرة.

(4)

لم تضبط جيم «مخرج» في الأصول، وبهامش (ب): جيم «مخرج» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «ليكُنْ» بالياء والتاء معا.

ص: 339

«(98» ) ‌

{لَمْ يَكُنْ}

(1)

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة {لَمْ يَكُنِ}» ، زاد في رواية أبي ذر بعدها:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

ص: 340

(1)

{مُنفَكِّينَ} [آية: 1]: زَائِلِينَ.

{قَيِّمَةٌ} [آية: 3]: الْقَائِمَةُ

(1)

. {دِينُ الْقَيِّمَةِ} [آية: 5]: أَضَافَ الدِّينَ إلى الْمُؤَنَّثِ.

(1)

بهامش (ص): التاء مجرورة في اليونينية. اهـ.

ص: 340

4959 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيٍّ:«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آية: 1]» . قالَ: وَسَمَّانِي؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَبَكَى.

ص: 340

4960 -

حدَّثنا

(1)

حَسَّانُ بْنُ حَسَّانَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عن قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» . قالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: «اللَّهُ سَمَّاكَ

(2)

». فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي. قالَ قَتَادَةُ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [آية: 1].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لِي» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

ص: 340

4961 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُنَادِي: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ» . قالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 340

(1)

‌{فَمَن

(1)

يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}

[آية: 7]

يُقَالُ: {أَوْحَى لَهَا} [آية: 5]: أَوْحَى إِلَيْهَا، وَوَحَى لَهَا وَوَحَى إِلَيْهَا وَاحِدٌ.

(2)

(1)

في روايةٍ لأبي ذر: «بابٌ: {فَمَن

، وفي رواية كريمة: «قوله: {فَمَن

}».

(2)

قوله: «وَوَحَى لَهَا وَوَحَى إِلَيْهَا وَاحِدٌ» ثابتة في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. وقوله: «يقال» إلى آخره مُقدَّم على قوله: «{فَمَن يَعْمَلْ}» في رواية أبي ذر.

ص: 341

4962 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا

(1)

مَالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْخَيْلُ لِثَلاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا

فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا

(2)

فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ فِي

(3)

الْمَرْجِ وَالرَّوْضَةِ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ منه وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ

(4)

بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهيَ

(5)

لذلك الرَّجُلِ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا، فَهيَ

(6)

لَهُ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً، فَهيَ على ذَلِكَ وِزْرٌ». فَسُئِلَ

(7)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الْحُمُرِ، قالَ:«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فيها إِلَّا هَذِهِ الآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [آية: 7 - 8]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «لها» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «من» .

(4)

ضُبطت في (ب، ص): «يسقي» بدون نقط في الياء الأولى، وبهامشهما: كذا صورتها في اليونينية، وفي الفرع:«أن يسقي» . اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «وهي» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فهو» .

(7)

في رواية أبي ذر: «وسئل» .

ص: 341

(2)

‌{وَمَن يَعْمَلْ

(1)

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}

[الزلزلة: 8]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَمَن يَعْمَلْ

}».

ص: 342

4963 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني مَالِكٌ، عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن الْحُمُرِ، فقالَ:«لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فيها شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الآيَة الْجَامِعَة الْفَاذَّة: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [آية: 7 - 8]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 342

«(100» ) ‌

{وَالْعَادِيَاتِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: الْكَنُودُ: الْكَفُورُ. يُقالُ: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [آية: 4]: رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا. {لِحُبِّ الْخَيْرِ} [آية: 8]: مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ {لَشَدِيدٌ} [آية: 8]: لَبَخِيلٌ، وَيُقالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ. {حُصِّلَ} [آية: 10]: مُيِّزَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَالْعَادِيَاتِ} وَالقَارِعَةِ» . كتب لفظة: «سورة» بالحمرة.

ص: 342

«(101» ) ‌

{الْقَارِعَةُ}

(1)

{كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} [آية: 4]: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ. {كَالْعِهْنِ} [آية: 5]: كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ:{كَالصُّوفِ}

(2)

.

(1)

قوله: «{الْقَارِعَةُ}» ليس في رواية أبي ذر. وبهامش اليونينية دون رقم: «سورةُ القارِعَةِ» كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «{كَالْعِهْنِ}» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر.

ص: 342

«(102» ) ‌

{أَلْهَاكُمُ}

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {التَّكَاثُرُ} [آية: 1]: مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة {أَلْهَاكُمُ}» ، زاد في رواية أبي ذر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» .

ص: 342

«(103» ) ‌

{وَالْعَصْرِ}

(1)

وَقالَ يَحْيَى

(2)

: الدَّهْرُ

(3)

، أَقْسَمَ بِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {وَالْعَصْرِ}» .

(2)

قوله: «وَقال يَحْيَى» ليس في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص): أن لفظة «قال» لم تسقط من روايته.

(3)

في رواية أبي ذر: «العصر: الدهر» .

ص: 343

«(104» ) ‌

{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ}

(1)

{الْحُطَمَةِ} [آية: 4]: اسْمُ النَّارِ، مِثْلُ:{سَقَرَ} [القمر: 48]. وَ {لَظَى} [المعارج: 15].

ص: 343

«(105» ) ‌

{أَلَمْ تَرَ}

(1)

قالَ مُجَاهِدٌ

(2)

: {أَبَابِيلَ} [آية: 3]: مُتَتَابِعَةً مُجْتَمِعَةً.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مِن سِجِّيلٍ} [آية: 4]: هِيَ سَنْكِ وَكِلْ.

(1)

قوله: «{أَلَمْ تَرَ}» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «{أَلَمْ تَرَ}: ألم تَعْلَم» .

ص: 343

«(106» ) ‌

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}

(1)

وَقالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {لِإِيلَافِ} [آية: 1]: أَلِفُوا ذَلِكَ، فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. {وَآمَنَهُم} [آية: 4]: مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة: {لِإِيلَافِ}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

ص: 343

«(107» ) ‌

{أَرَأَيْتَ}

(1)

قالَ

(2)

ابْنُ عُيَيْنَةَ: {لِإِيلَافِ} : لِنِعْمَتِي على قُرَيْشٍ.

⦗ص: 344⦘

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {يَدُعُّ} [آية: 2]: يَدْفَعُ عن حَقِّهِ، يُقالُ: هو مِنْ دَعَعْتُ. {يُدَعُّونَ} [الطور: 13]: يُدْفَعُونَ. {سَاهُونَ} [آية: 5]: لَاهُونَ. وَ {الْمَاعُونَ} [آية: 7]: الْمَعْرُوفَ كُلُّهُ

(3)

.

وَقالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْمَاعُونُ: الْمَاءُ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: أَعْلَاهَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة: {أَرَأَيْتَ}» . وبهامش اليونينية: عند أبي ذر سورة: {أَرَيْتَ} بعد قول سفيان بن عيينة: {لِإِيلَافِ} لنعمتي على قريش. وهو الصواب إن شاء الله تعالى. كتب بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(3)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «كله» مرفوع. اهـ.

ص: 343

«(108» ) ‌

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ

(2)

: {شَانِئَكَ

(3)

} [آية: 3]: عَدُوَّكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}» . كتب لفظة: «سورة» بالحمرة.

(2)

قوله: «وقال ابن عباس» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(3)

في اليونينية بالإبدال كقراءة أبي جعفر.

ص: 344

4964 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شَيْبَانُ: حَدَّثَنَا

(1)

قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى السَّمَاءِ، قالَ: «أَتَيْتُ على نَهَرٍ، حَافَتَاه قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفٌ

(2)

، فَقُلْتُ

(3)

: ما هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُجَوَّفً» هكذا كتبت وصحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالرفع رواية أبي ذر وكريمة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 344

4965 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ

(1)

:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالَ: سَأَلْتُهَا عن قَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [آية: 1]. قالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ.

رَوَاهُ

(3)

زَكَرِيَّا، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وَمُطَرِّفٌ، عن أَبِي إِسْحَاقَ.

(1)

في رواية كريمة: «هو عامر بن عبد الله بن مسعود» . ونسبها في (ب، ص) إلى رواية كريمة، وزاد:«رضي الله عنهم» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن قولِ الله عز وجل» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ورواه» .

ص: 344

4966 -

حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ فِي الْكَوْثَرِ: هو الْخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. قالَ أَبُو بِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، فقالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 345

«(109» ) ‌

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

(1)

يُقالُ: {لَكُمْ دِينُكُمْ} [آية: 6]: الْكُفْرُ. {وَلِيَ دِينِ} [آية: 6]: الإِسْلَامُ، وَلَمْ يَقُلْ: دِينِي، لِأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ، كَمَا قالَ:{يَهْدِينِ} [الشعراء: 78]: وَ {يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]

وَقالَ غَيْرُهُ

(2)

: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [آية: 2]: الآنَ، وَلَا أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي. {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [آية: 3]: وَهُمُ الَّذِينَ قالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: 64].

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}» .

(2)

قوله: «وقال غيره» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 345

(1)

......

4967 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: ما صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةً بَعْدَ أَنْ

(1)

نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [آية: 1]. إِلَّا يَقُولُ فِيهَا: «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ

(2)

اغْفِرْ لِي».

(1)

في (ب، ص): «أللهم» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 345

(2)

4968 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ:

⦗ص: 346⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ

يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» . يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.

ص: 345

(3)

‌{وَرَأَيْتَ

(1)

النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}

[آية: 2]

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {وَرَأَيْتَ

}». كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَرَأَيْتَ

}».

ص: 346

4969 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ

(1)

، عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه سَأَلَهُمْ عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [آية: 1]. قَالُوا: فَتْحُ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ، قالَ: ما تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قالَ: أَجَلٌ -أَوْ: مَثَلٌ- ضُرِبَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، نُعِيَتْ لَهُ نَفْسُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا سفيانُ» . وزاد أولها في (ب، ص): «قال» .

ص: 346

(4)

‌{فَسَبِّحْ

(1)

بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}

[آية: 3]

تَوَّابٌ على الْعِبَادِ، وَالتَّوَّابُ مِنَ النَّاسِ التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ.

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {فَسَبِّحْ

}». كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {فَسَبِّحْ

}».

ص: 346

4970 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فقالَ: لِمَ تُدْخِلُ

(1)

هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فقالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ

(2)

، فَدَعَا

(3)

ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ، فَمَا رُئِيتُ

(4)

أَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ، قالَ: ما تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(5)

:

⦗ص: 347⦘

{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [آية: 1]؟ فقالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا نَحْمَدُ

(6)

اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ إذا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فقالَ لِي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لا. قالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هو أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ

(7)

لَهُ، قالَ:{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [آية: 1] وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [آية: 3]. فقالَ عُمَرُ: ما أَعْلَمُ منها إِلَّا ما تَقُولُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَدْخُلُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّه مَنْ قد علمتم» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فدعاه» .

(4)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: المثبت و: «رِبْتُ» ، وبهامش (ب): كذا ضبط: «رُئِيتُ» في اليونينية، من الرأي، هو بمعنى الظن، ومن الريب الذي هو الشك. قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

(5)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(6)

في رواية أبي ذر: «أنْ نَحْمَدَ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«عَلَّمَهُ» .

ص: 346

«(111» ) ‌

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}

(1)

تَبَابٌ: خُسْرَانٌ. تَتْبِيبٌ: تَدْمِيرٌ.

=========

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» . كتبت: «سورة» بالحمرة.

ص: 347

(1)

4971 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ

(1)

} خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا، فَهَتَفَ:«يَا صَبَاحَاهْ» . فقالُوا: مَنْ هَذَا؟ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فقالَ:«أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قالَ:«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» . قالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، مَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا

(2)

؟ ثُمَّ قَامَ. فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا

أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ

(3)

وَقَدْ تَبَّ}. هَكَذَا قَرَأهَا الأَعْمَشُ يَوْمَئِذٍ.

(1)

أهمل ضبط اللام في الأصول والإرشاد، وضبطها في (ق) ونسخة البقاعي بالكسر.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «ألِهذا جَمَعْتَنا؟» .

(3)

قوله: «{وَتَبَّ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 347

(2)

‌{وَتَبَّ

(1)

. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}

[آية: 1 - 2]

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {وَتَبَّ

}». كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {وَتَبَّ

}».

ص: 348

4972 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى الْبَطْحَاءِ، فَصَعِدَ إلى الْجَبَلِ فَنَادَى:«يَا صَبَاحَاهْ» . فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فقالَ: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي

(1)

؟». قَالُوا: نَعَمْ، قالَ:«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» . فقالَ أَبُو لَهَبٍ عليه اللعنة

(2)

: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ تَبًّا لَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} إلى آخِرِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «تُصَدِّقُونَنِي» .

(2)

ضرب على قوله: «عليه اللعنة» في رواية كريمة.

ص: 348

(3)

‌{سَيَصْلَى

(1)

نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}

[آية: 3]

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {سَيَصْلَى

}». كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر: «بابٌ: {سَيَصْلَى

}».

ص: 348

4973 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [آية: 1]

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى آخرها» .

ص: 348

(4)

‌{وَامْرَأَتُهُ

(1)

حَمَّالَةُ

(2)

الْحَطَبِ}

[آية: 4]

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {حَمَّالَةُ الْحَطَبِ} [آية: 4]: تَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} [آية: 5]: يُقالُ: مِنْ مَسَدٍ: لِيفِ الْمُقْلِ، وَهيَ السِّلْسِلَةُ الَّتِي فِي النَّارِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قوله: {وَامْرَأَتُهُ

}».

(2)

هكذا بالرفع على قراءة العامة عدا عاصم فقرأ بالنصب.

ص: 348

«(112» ) ‌

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

(1)

(1)

يُقالُ: لَا يُنَوَّنُ {أَحَدٌ} [آية: 1] أَيْ وَاحِدٌ.

ص: 349

4974 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: حَدَّثَنَا

(1)

شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عن الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ

(2)

، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} .

ص: 349

(2)

{اللَّهُ الصَّمَدُ}

(1)

[آية: 2]

وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا: الصَّمَدَ، قالَ أَبُو وَائِلٍ: هو السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى سُؤدَدُهُ.

(1)

بهامش اليونينية من دون رقم: «قوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ}» . كتب بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: {اللَّهُ الصَّمَدُ}» .

ص: 349

4975 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قالَ: وَحَدَّثَنَا

(1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عن هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ

(3)

، أَمَّا

(4)

تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي لَنْ أُعِيدَهُ كَمَا بَدَأْتُهُ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ أَنْ

⦗ص: 350⦘

يَقُولَ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي

(5)

كُفُؤًا أَحَدٌ».

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُؤًا

(6)

أَحَدٌ}

(7)

[آية: 1 - 4] كُفُؤًا وَكَفِيئًا

(8)

وَكِفَاءً وَاحِدٌ.

(1)

في متن (ب، ص): «حدثنا» كتبت بالألف والياء معا، وضرب على الياء في (ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية. اهـ. وفي رواية أبي ذر: «أخبرنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت زيادة: «قالَ اللهُ» .

(3)

قوله: «وشتمني ولم يكن له ذلك» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «فأمَّا» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «له» .

(6)

بضم الفاء والهمز على قراءة أبي عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبي جعفر وشعبة.

(7)

قوله: «{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

صحَّح على كلا اللفظين في اليونينيَّة.

ص: 349

«(113» ) ‌

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}

(1)

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {غَاسِقٍ} [آية: 3]: اللَّيْلِ

(2)

. {إِذَا وَقَبَ} [آية: 3]: غُرُوبُ الشَّمْسِ. يُقالُ: أَبْيَنُ مِنْ فَرَقِ وَفَلَقِ الصُّبْحِ. {وَقَبَ} [آية: 3]: إذا دَخَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَأَظْلَمَ.

ص: 350

4976 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَاصِمٍ وَعَبْدَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ

(1)

قالَ:

سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عن الْمُعَوِّذَتَيْنِ فقالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ

(2)

: «قِيلَ لِي فَقُلْتُ» . فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قالَ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «بن حبيش» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(3)

إلى هنا انتهى السقط في الأصل (و)، والذي بدأ أثناء الحديث: 4772، في تفسير سورة القصص.

ص: 350

«(114» ) ‌

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

(1)

وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ

(2)

: {الْوسْوَاسِ} [آية: 4]: إذا وُلِدَ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ عز وجل ذَهَبَ، وَإِذَا لَمْ يذْكر اللَّه

(3)

ثَبَتَ على قَلْبِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال ابن عباس» .

(3)

في (ب، ص) بضبطين، المثبت و: «فإذا ذَكَرَ الله

وإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ».

ص: 350

4977 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، عن زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ. وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قالَ:

سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ: قُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ

(1)

، إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فقالَ أُبَيٌّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لِي

(2)

: «قِيلَ

(3)

لِي. فَقُلْتُ». قالَ: فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ب، ص): «يَا أبا المنذر» ، وبهامشهما: لفظ: «يا» ثابت في اليونينية ساقط في الفرع.

(2)

لفظة: «لي» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

لفظة: «قيل» ثابتة في رواية أبي ذر. (ب، ص).

ص: 351

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

فَضَائِلُ القُرْآنِ

(2)

(1)

البسملة ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر وكريمة: «كتابُ فَضَائِلِ القرآن» .

ص: 353

(1)

‌ كَيْفَ نُزُولُ الْوَحْيِ

(1)

؟ وَأَوَّلُ ما نَزَلَ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُهَيْمِنُ: الأَمِينُ، الْقُرْآنُ أَمِينٌ على كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ.

(1)

في رواية كريمة: «بابٌ: كيف نُزُولُ الوَحْيُ؟» ، وفي رواية أبي ذر:«كيف نَزَلَ الوَحْيُ؟» .

ص: 353

4978 -

4979 - حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عن شَيْبَانَ، عن يَحْيَى، عن أَبِي سَلَمَةَ قالَ:

أخبَرَتْنِي عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قالَا: لَبِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عشرَ سِنينَ» .

ص: 353

4980 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: قالَ: سَمِعْتُ أَبِي:

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُمِّ سَلَمَةَ:«مَنْ هَذَا؟» أَوْ كَمَا قالَ، قالَتْ

(1)

: هَذَا دِحْيَةُ، فَلَمَّا قَامَ، قالَتْ: وَاللهِ ما حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُ خَبَرَ جِبْرِيلَ

(2)

، أَوْ كَمَا قالَ.

(3)

قالَ أَبِي: قُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَبَرِ جِبْرِيلَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 353

4981 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عن أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ

(1)

ما مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ

⦗ص: 354⦘

الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ

(2)

وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أُوتيتُه» .

ص: 353

4982 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عن صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ:

أخبَرَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

قَبْلَ وَفَاتِهِ، حَتَّى تَوَفَّاهُ أَكْثَرَ ما كَانَ الْوَحْيُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ.

(1)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«الوحْيَ» .

ص: 354

4983 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فقالتْ: يَا مُحَمَّدُ، ما أُرَى

(1)

شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَالضُّحَى

(2)

. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3].

(1)

في رواية أبي ذر: «أَرَى» . (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَمَا قَلَى}» بدل إتمام الآيات.

ص: 354

(2)

‌ بابٌ: نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ

{قُرآنًا

(1)

عَرَبِيًّا} [الزمر: 28]، {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء: 195]

(1)

في رواية أبي ذر: «وقول الله تعالى: {قُرآنًا}» .

ص: 354

4984 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: حَدَّثَنَا

(1)

شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ: وَأخبَرَنِي

(2)

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قالَ: فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنْ يَنْسَخُوهَا

(3)

فِي الْمَصَاحِفِ، وَقالَ لَهُمْ: إذا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ

⦗ص: 355⦘

فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فأَخبَرَني» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن ينسخوا ما» .

ص: 354

4985 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا عَطَاءٌ.

وَقالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى

(1)

، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني عَطَاءٌ، قالَ: أخبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ:

أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ

(2)

عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَلَمَّا كَانَ

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ

(3)

عَلَيْهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ

(4)

مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ، فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ بَعْدَما تَضَمَّخَ بِطِيبٍ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ إلى يَعْلَى: أَنْ

(5)

تَعَالَ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأسَهُ، فَإِذَا هو مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فقالَ: «أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي

(6)

عن الْعُمْرَةِ آنِفًا؟» فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَجِيءَ بِهِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سعيد» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يَنْزِلُ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَظَلَّ» .

(4)

هكذا في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي «الناسُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «أيْ» ، وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الحَمُّويي.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 355

(3)

‌ بابٌ: جَمْعُ

(1)

الْقُرْآنِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ جَمْعِ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 355

4986 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عن عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه قالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ، قالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فقالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ

(1)

الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَرَى

⦗ص: 356⦘

أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ

(2)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قالَ زَيْدٌ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ ما كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: هو وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْره

(3)

: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

(4)

} [التوبة: 128] حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ، فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رضي الله عنه.

(1)

في رواية أبي ذر: «إنِ اسْتَحَرَّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَفْعَلْ» .

(3)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: غَيْرِهِ، غَيْرَهُ.

(4)

قوله: «{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 355

4987 -

4988 - حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ على عُثْمَانَ، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ

(1)

وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ

(2)

أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ، فقالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ

أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ، اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إلى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بها حَفْصَةُ إلى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَقالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ: إذا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ؛ فَإِنَّمَا نَزَلَ

⦗ص: 357⦘

بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا، حَتَّى إذا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إلى حَفْصَةَ، وَأَرْسَلَ إلى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ

(3)

.

قالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي

(4)

خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنَ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا، فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ.

(1)

ضبطت في (و) بفتح الهمزة وكسرها: «أَرمينيَة» ، «إِرمينيَة» ، وفي (ب) بتشديد الياء المفتوحة:«إرمينيَّة» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُحَرَّقَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فأخبَرَني» .

ص: 356

(4)

‌ بابُ كَاتِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 357

4989 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن يُونُسَ، عن ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ ابْنَ السَّبَّاقِ قالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه قالَ: إِنَّكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاتَّبِعِ الْقُرْآنَ. فَتَتَبَّعْتُ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْره

(1)

: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] إلى آخِرِهِ

(2)

.

(1)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: غَيْرِهِ، غَيْرَهُ.

(2)

قوله: «{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} إلى آخره» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 357

4990 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عن إِسْرَائِيلَ، عن أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} [النساء: 95] قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ادْعُ لِي زَيْدًا، وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ

(1)

وَالْكَتِفِ» أَوِ: «الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ» . ثُمَّ قالَ: «اكْتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ}» ، وَخَلْفَ ظَهْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى، قالَ

(2)

:

⦗ص: 358⦘

يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا تَأمُرُنِي، فَإِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ؟ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا: لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمؤمِنِينَ في سَبِيلِ اللهِ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «والدُّوِيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر» . قال الحافظ أبو ذر [زاد في (ب، ص): رحمه الله]: هذا على معنى التفسير لا على التلاوة.

ص: 357

(5)

‌ بابٌ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

ص: 358

4991 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ

(1)

: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ

(2)

، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ

(3)

رضي الله عنهما حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ على حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إلى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن عقيلٍ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الأصيلي بدلًا عنه.

(3)

في رواية الأصيلي: «أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عباس» .

ص: 358

4992 -

حدَّثنا سَعِيدُ

ابْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ

(1)

: حدَّثني عُقَيْلٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ:

أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ

(2)

يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَأُ على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَببْتُهُ

(3)

بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ

(4)

: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَقْرَأَنِيهَا على غَيْرِ ما قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 359⦘

فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ

(5)

الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا. فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ» . فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ» . فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنِ حِزام» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بتشديد الباء الأولى وتخفيفها مع فتحها، وكتب بالهامش:«لببتُهُ» مُثَقَّل ومُخَفَّف، والتخفيف أعرف. قاله عياض. اهـ.

(4)

في رواية الأصيلي: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «سورةَ» .

ص: 358

(6)

‌ بابُ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ

ص: 359

4993 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: وَأخبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهك

(2)

قالَ: إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمؤمِنِينَ رضي الله عنها إِذْ جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ فقالَ: أَيُّ الْكَفَنِ خَيْرٌ؟ قالَتْ: وَيْحَكَ وَمَا يَضُرُّكَ؟ قالَ: يَا أُمَّ الْمؤمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ، قالَتْ: لِمَ؟ قالَ: لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ. قالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ

(3)

أَيَّهُ

(4)

قَرَأْتَ قَبْلُ، إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ، فيها ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إذا ثَابَ النَّاسُ إلى الإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ: لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ، لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا، وَلَوْ نَزَلَ: لَا تَزْنُوا، لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لقد نَزَلَ بِمَكَّةَ على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ:{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ

(5)

إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ، قالَ: فَأَخْرَجَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ، فَأَمْلَتْ

(6)

عَلَيْهِ آيَ السُّورَةِ

(7)

.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهاء وفتحها مع فتح الكاف وتنوين الكسر.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَضِيرُك» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أيَّةً» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَمَا نَزَلَتْ الْبَقَرَةُ وَالنِّسَاءُ» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَأَمَلَّتْ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «السُّوَرِ» .

ص: 359

4994 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن أَبِي إِسْحَاقَ

(1)

: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ

(2)

:

سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ، فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ وَطَهَ وَالأَنْبِيَاءِ

(3)

: إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بن قيس أخا [في روايته عن الحَمُّويي والمُستملي: أخو] الأسود بن يزيد بن قيس» .

(3)

هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«أو» .

ص: 360

4995 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعَ الْبَرَاءَ

(1)

رضي الله عنه قالَ: تَعَلَّمْتُ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ

(2)

} قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنَ عازِبٍ» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{الْأَعْلَى}» .

ص: 360

4996 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عن أَبِي حَمْزَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ عَلِمْتُ

(1)

النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤُهُنَّ آيَتَيْنِ آيَتَيْنِ

(2)

فِي كُلِّ

(3)

رَكْعَةٍ. فَقَامَ عَبْدُ اللهِ وَدَخَلَ مَعَهُ عَلْقَمَةُ، وَخَرَجَ عَلْقَمَةُ فَسَأَلْنَاهُ، فقالَ: عِشْرُونَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ، على تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، آخِرُهُنَّ الْحَوَامِيمُ

(4)

، حم الدُّخَانُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ.

(1)

في رواية الأصيلي وابن عساكر: «لقد تَعَلَّمْتُ» .

(2)

في (ب، ص): «اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ» ، وأشار إليها في (ق)، وأهمل ضبطها في (ن).

(3)

لفظة: «كل» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وقد كتبت بالحمرة في متن اليونينية.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر وحاشية رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنَ الحواميمِ» .

ص: 360

(7)

‌ بابٌ: كَانَ جِبْرِيلُ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ على النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم

وَقالَ مَسْرُوقٌ، عن عَائِشَةَ، عن فَاطِمَةَ عليها السلام: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ جِبْرِيلَ يُعَارِضُنِي

(1)

⦗ص: 361⦘

بِالْقُرْآنِ كُلَّ

(2)

سَنَةٍ، وَإِنَّهُ

(3)

عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «كان يعارضني» .

(2)

في (ن): «في كلِّ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «وإني» .

ص: 360

4997 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَأَجْوَدُ

(2)

ما يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ

(3)

لَيْلَةٍ فِي

(4)

شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «رسولُ اللهِ» . كتب بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَلْقَاهُ كُلَّ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 361

4998 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ، عن أَبِي حَصِينٍ، عن أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: كَانَ

(1)

يَعْرِضُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ

(2)

كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ

(3)

، وَكَانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرًا، فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «القرآن» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «فيه» .

(4)

في رواية الأصيلي زيادة: «فيه» .

ص: 361

(8)

‌ بابُ الْقُرَّاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم

ص: 361

4999 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَمْرٍو، عن إِبْرَاهِيمَ، عن مَسْرُوقٍ:

ذَكَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فقالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ

(1)

، وَسَالِمٍ، وَمُعَاذٍ

(2)

، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ».

(1)

قوله: «بن مسعود» ليس في رواية الأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(2)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ جَبَلٍ» .

ص: 361

5000 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، قالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ

(1)

فقالَ: وَاللهِ لقد أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَاللهِ لقد عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ. قالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي الْحِلَقِ أَسْمَعُ ما يَقُولُونَ، فَمَا سَمِعْتُ رَادًّا يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مسعود» .

ص: 362

5001 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: كُنَّا بِحِمْصَ، فَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ سُورَةَ يُوسُفَ، فقالَ رَجُلٌ: ما هَكَذَا أُنْزِلَتْ، قالَ

(2)

:

قَرَأْتُ على رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَحْسَنْتَ» . وَوَجَدَ منه رِيحَ الْخَمْرِ، فقالَ: أَتَجْمَعُ أَنْ تُكَذِّبَ بِكِتَابِ اللهِ وَتَشْرَبَ الْخَمْرَ؟ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 362

5002 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عن مَسْرُوقٍ، قالَ: قالَ عَبْدُ اللهِ رضي الله عنه: وَاللهِ

(1)

الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ

(2)

أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ، تُبَلِّغُهُ

(3)

الإِبِلُ، لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ.

(1)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فيمن» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فيما» .

(3)

في (و، ق): «تَبْلُغُهُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«تُبَلِّغُنِيهِ» .

ص: 362

5003 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، قالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ على عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.

⦗ص: 363⦘

تَابَعَهُ الْفَضْلُ، عن حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عن ثُمَامَةَ، عن أَنَسٍ.

ص: 362

5004 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حدَّثني ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ

(1)

قالَ: مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ. قالَ: وَنَحْنُ وَرِثْنَاهُ.

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ مالك» .

ص: 363

5005 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ عُمَرُ: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا

(1)

، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ لَحَنِ أُبَيٍّ، وَأُبَيٌّ يَقُولُ: أَخَذْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا أَتْرُكُهُ لِشَيْءٍ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا

(2)

نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106].

(1)

في متن (ب، ص): «أقرأُنا» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر.

(2)

هكذا بالهمز على قراءة أبي عمرو وابن كثير، وفي رواية أبي ذر:«نُنْسِها» على قراءة الباقين.

ص: 363

(9)

‌ بابُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بابُ فَضْلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ» .

ص: 363

5006 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا

(1)

شُعْبَةُ

(2)

: حدَّثني خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ

(3)

: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم} [الأنفال: 24]» ،

(4)

ثُمَّ قالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟» فَأَخَذَ

⦗ص: 364⦘

بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ

(5)

الْقُرْآنِ. قالَ: «{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية الأصيلي: «فقال» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية الأصيلي وأبي ذر: «في» .

ص: 363

5007 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا وَهْبٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن مَعْبَدٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فقالتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ، وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيَبٌ

(2)

، فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا

(3)

ما كُنَّا نَأْبُنُهُ

(4)

بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ

(5)

بِثَلَاثِينَ شَاةً، وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً

-أَوْ: كُنْتَ تَرْقِي-؟ قالَ: ما

(6)

رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ. قُلْنَا: لَا تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأتِيَ -أَوْ: نَسْأَلَ- النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ» .

وَقالَ أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: حَدَّثَنِي

(7)

مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «غُيَّبٌ» .

(3)

لفظة: «منَّا» ليست في (و، ب، ص).

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (ب، ص) بضم الباء وكسرها، وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «لنا» .

(6)

في «و، ب، ص» : «لا، ما» .

(7)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 364

(10)

‌ فَضْلُ الْبَقَرَةِ

(1)

ص: 364

5008 -

5009 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمَانَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 365⦘

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ

(1)

».

حَدَّثَنَا

(2)

أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» .

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «الآيتين» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

ص: 364

5010 -

وَقالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم -فَقَصَّ الْحَدِيثَ- فقالَ: إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ

(2)

مَعَكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. وَقالَ

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» .

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لم يزلْ» .

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» بدون الواو، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر:«فقالَ» .

ص: 365

(11)

‌ فَضْلُ الْكَهْفِ

(1)

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر: «بابُ فَضْلِ الْكَهْفِ» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَضْلُ سورةِ الْكَهْفِ» .

ص: 365

5011 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ

(1)

قالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ

(2)

مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ

⦗ص: 366⦘

ذَلِكَ لَهُ، فقالَ: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ

(3)

للْقُرْآنِ

(4)

».

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ عازبٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَتَنَزَّلُ» .

(4)

في (و، ب، ص): «بالقرآن» .

ص: 365

(12)

‌ فَضْلُ سُورَةِ الْفَتْحِ

(1)

ص: 366

5012 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسِيرُ مَعَهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عن شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فقالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ، قالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حَتَّى كُنْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَمَا نَشِبْتُ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ

(1)

، قالَ: فَقُلْتُ: لقد خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، قالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فقالَ:«لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» . ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفتح: 1].

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «بي» .

ص: 366

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ فضلِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}» ، وفي روايته ورواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة:«فيه عَمْرةُ عن عائِشةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم» . كتبت بالحمرة، والحديث عنده موصولًا برقم (7375).

ص: 366

5013 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 367⦘

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» .

5014 -

وَزَادَ أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ

(1)

، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:

أخبَرَني أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ: أَنَّ رَجُلًا قَامَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَأُ مِنَ السَّحَرِ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَى رَجُلٌ

(2)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.

(1)

قوله: «بن أنس» ليس في رواية الأصيلي.

(2)

في رواية أبي ذر: «الرجلُ» .

ص: 366

5015 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ وَالضَّحَّاكُ الْمشْرقِيُّ

(1)

:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(2)

رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ

(3)

الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ

(4)

». فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقالَ: «اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(5)

: عن إِبْرَاهِيمَ مُرْسَلٌ، وَعَنِ الضَّحَّاكِ الْمشْرقِيِّ

(6)

مُسْنَدٌ

(7)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الميم وكسر الراء، وبالعكس.

(2)

لفظة: «الخدري» ليست في رواية الأصيلي.

(3)

في رواية أبي ذر رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بثلُثِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «في ليلَتِه» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال الفِربري: سمعت أبا جعفرٍ محمدَ بْنَ أبِي حاتِمٍ ورَّاقَ أبِي عبد الله: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بفتح الميم وكسر الراء، وبالعكس، وكتب بالهامش: عند أبي ذر بفتح الميم وكسر الراء، وكذلك في أصلي هذا، وأصل سماعي، وقد اختلف فيه الحُفَّاظ. قاله اليونيني. اهـ.

(7)

قوله: «قال أبو عبد الله. . .» إلى آخره، ليس في رواية الأصيلي وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 367

(14)

‌ الْمُعَوِّذَاتُ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ فضلِ الْمُعَوِّذَاتِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 367

5016 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:

⦗ص: 368⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفِثُ

(1)

، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا.

(1)

ضبطت في (ب، ص) بضم الفاء.

ص: 367

5017 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا الْمُفَضَّلُ

(2)

، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ

(3)

فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثُمَّ يَمْسَحُ

(4)

بهما ما اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهما على رَأسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية الأصيلي.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بنُ فَضالةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَقْرَأُ» .

(4)

في (و): «مسح» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 368

(15)

‌ بابُ نُزُولِ السَّكِينَةِ وَالْمَلَائِكَةِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «عند القِراءةِ» .

ص: 368

5018 -

وَقال اللَّيْثُ: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ:

عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قالَ: بَيْنَمَا هو يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطٌ

(1)

عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ

(2)

، فَقَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ

(3)

، فَسَكَتَ وَسَكَنَتِ

(4)

الْفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ، فَلَمَّا اجْتَرَّهُ

(5)

رَفَعَ

⦗ص: 369⦘

رَأسَهُ إلى السَّمَاءِ حَتَّى ما يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ

(6)

يَا ابْنَ حُضَيْرٍ». قالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، وَكَانَ منها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأسِي فَانْصَرَفْتُ

(7)

إِلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأسِي إلى السَّمَاءِ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ

(8)

حَتَّى لَا أَرَاهَا، قالَ:«وَتَدْرِي ما ذَاكَ؟» . قالَ: لَا، قالَ:«تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» .

قالَ ابْنُ الْهَادِ: وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مربوطة» .

(2)

ضبطت في (و) بالنون: «فَسَكَنَتْ» .

(3)

لفظة: «الفرس» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

ضبطت في (ب، ص) بالتاء: «وسكتت» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية الأصيلي: «وانصرفت» .

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش: حاشية: قال الإمام أبو الفضل: «فخرجتْ حتى لا أراها» كذا لجميعهم، وصوابه:«فعرجتْ» كما في الأحاديث الأخرى. اهـ.

ص: 368

(16)

بابُ مَنْ قالَ: لَمْ يَتْرُكِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا ما بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ

ص: 369

5019 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ على ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فقالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ شَيْءٍ؟ قالَ: ما تَرَكَ إِلَّا ما بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ. قالَ: وَدَخَلْنَا على مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ فقالَ: ما تَرَكَ إِلَّا ما بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.

ص: 369

(17)

‌ بابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ على سَائِرِ الْكَلَامِ

ص: 369

5020 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو خَالِدٍ

(1)

: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا أَنَسٌ

(2)

:

عَنْ أَبِي مُوسَى

(3)

، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَالَّذِي لَا يَقْرَأ

الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا

(4)

، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ

⦗ص: 370⦘

الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ

(5)

، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا».

(1)

قوله: «أبو خالد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنُ مالكٍ» .

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «الأشعري» .

(4)

في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «فيها» . (ب، ص).

(5)

من قوله: «ومثل الفاجر» إلى قوله: «وَطَعْمُهَا مُرٌّ» مهمَّش في (ب، ص) كتبت بالحمرة، ورقم عليه برمز الأصيلي وابن عساكر والسمعاني عن أبي الوقت، وبجانبه: هذا المُخرَّج في أصل أبي الوقت ثابت، وسقوطه غلط. كذا في اليونينية في هذا الموضع. اهـ.

ص: 369

5021 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن سُفْيَانَ: حدَّثني عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ

(1)

خَلَا مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَمَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فقالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إلى نِصْفِ النَّهَارِ على قِيرَاطٍ

(2)

، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، فقالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إلى الْعَصْرِ

(3)

، فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مِنَ الْعَصْرِ إلى الْمَغْرِبِ بِقِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، قَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً! قالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قَالُوا: لَا، قالَ: فَذَاكَ

(4)

فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ شِئْتُ».

(1)

في رواية الأصيلي: «ما» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قِيراطٍ» .

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «على قِيراطٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فذلك» .

ص: 370

(18)

‌ بابُ الْوَصَاةِ

(1)

بِكِتَابِ اللهِ عز وجل

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الوَصِيَّةِ» .

ص: 370

5022 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ قالَ:

سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: أوْصَى

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: لَا، فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ على النَّاسِ الْوَصِيَّةُ، أُمِرُوا بها وَلَمْ يُوصِ؟ قالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.

(1)

ضُبطت في (ب، ص): «أوصى» مع مد فوق الهمز.

ص: 370

(19)

‌ بابُ

(1)

: مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ،

وَقَوْله تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ

(2)

} [العنكبوت: 51]

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابٌ» .

(2)

قوله: «{يُتْلَى عَلَيْهِمْ}» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 371

5023 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَمْ يَأذَنِ اللَّهُ لِشَيْءٍ ما أَذِنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

- يَتَغَنَّى

(2)

بِالْقُرْآنِ». وَقالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ يَجْهَرُ بِهِ.

(1)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» : ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(2)

في رواية أبي ذر: «أن يَتَغَنَّى» .

ص: 371

5024 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ

(2)

ما أَذِنَ لِلنَّبِيِّ

(3)

أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ». قالَ سُفْيَانُ: تَفْسِيرُهُ: يَسْتَغْنِي بِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عبدِ الرحمن» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لنبيٍّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «لنبيٍّ صلى الله عليه وسلم» ، والذي في (و، ب، ص) أن قوله: «صلى الله عليه وسلم» ثابت في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت دون ذكرٍ لرواية أبي ذر.

ص: 371

(20)

‌ بابُ اغْتِبَاطِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ

ص: 371

5025 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ

(1)

: حدَّثني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا حَسَدَ إِلَّا على اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌٍ آتَاهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ،

(2)

وَرَجُلٌٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فهو يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 371

5026 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا رَوْحٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فهو يَتْلُوهُ

آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، وَرَجُلٌٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فهو يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ».

ص: 372

(21)

‌ بابٌ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

ص: 372

5027 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ

(1)

: أخبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

(2)

». قالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ، قالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أو عَلَّمه» .

ص: 372

5028 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أو علَّمه» .

ص: 372

5029 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ فقالتْ: إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِه

(1)

صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ» . فقالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا. قالَ

(2)

:

⦗ص: 373⦘

«أَعْطِهَا ثَوْبًا» . قالَ: لَا أَجِدُ. قالَ: «أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَاعْتَلَّ لَهُ، فَقالَ

(3)

: «مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قالَ: كَذَا وَكَذَا. قالَ: «فَقَدْ

(4)

زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «وللرسول» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 372

(22)

‌ بابُ الْقِرَاءَةِ عن ظَهْرِ الْقَلْبِ

ص: 373

5030 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قالَ

(1)

: إِنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فيها شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فقالَ: يَا رَسُولَ

(2)

اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بها حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. فقالَ:«هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» فقالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «اذْهَبْ إلى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فقالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ما وَجَدْتُ شَيْئًا. قالَ: «انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فقالَ: لا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَا خَاتَمًا

(3)

مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي -قالَ

(4)

سَهْلٌ: ما لَهُ رِدَاءٌ- فَلَهَا نِصْفُهُ. فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا منه شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ

(5)

شَيْءٌ». فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ، ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قالَ:«مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» . قالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ

(6)

كَذَا

عَدَّهَا

(7)

، قالَ:«أَتَقْرَؤُهُنَّ عن ظَهْرِ قَلْبِكَ؟» . قالَ

(8)

: نَعَمْ. قالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

لفظ: «قالَ» ليس في (و)، وهو مضروب عليه في (ب، ص)، وبهامشهما: هكذا مضروب على «قال» في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أيْ رسولَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «خاتمٌ» بالرفع.

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية أبي ذر: «وعدَّها» .

(8)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .

ص: 373

(23)

‌ بابُ اسْتِذْكَارِ الْقُرْآنِ وَتَعَاهُدِهِ

ص: 374

5031 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ

(1)

: إِنْ عَاهَدَ

(2)

عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ».

(1)

ضبطت في (ب، ص): «المُعْقَلَة» ، وبهامشهما: كذا ضبطها في اليونينية، وهي محتملة للتخفيف والتشديد. اهـ.

(2)

في (و): «تعاهد» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 374

5032 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بِئْسَ ما لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ» .

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ مِثْلَهُ

(1)

.

تَابَعَهُ بِشْرٌ، عن ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن شُعْبَةَ.

وَتَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَبْدَةَ، عن شَقِيقٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

من قوله: «حدَّثنا عثمان. . .» إلى آخره ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 374

5033 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن بُرَيْدٍ، عن أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ فِي

(1)

عُقُلِهَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في» (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية لفظة «في» في الأصل والهامش وذكر القسطلاني والفتح أنَّ رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «من عقلها» . اهـ.

ص: 374

(24)

‌ بابُ الْقِرَاءَةِ على الدَّابَّةِ

ص: 374

5034 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ

(1)

: أخبَرَني أَبُو إِيَاسٍ

(2)

:

⦗ص: 375⦘

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وهو يَقْرَأُ على رَاحِلَتِهِ سُورَةَ الْفَتْحِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 374

(25)

‌ بابُ تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ الْقُرْآنَ

ص: 375

5035 -

حدَّثني

(1)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هو الْمُحْكَمُ. قالَ: وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 375

5036 -

حدَّثنا

(1)

يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: وَمَا الْمُحْكَمُ؟ قالَ: الْمُفَصَّلُ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

ص: 375

(26)

‌ بابُ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ، وَهَلْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى. إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ} [الأعلى: 6 - 7]

ص: 375

5037 -

حدَّثنا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا زَائِدَةُ: حدَّثنا هِشَامٌ، عن عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فقالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، لقد أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، مِنْ سُورَةِ كَذَا» .

- حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى، عن هِشَامٍ، وَقالَ:«أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا» .

تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَعَبْدَةُ

(2)

عن هِشَامٍ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولُ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن عبدَةَ» . قال في الفتح: وهو غلط.

ص: 375

5038 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ

(2)

: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فقالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ

(3)

أَذْكَرَنِي

(4)

كَذَا وَكَذَا آيَةً، كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «هو أبو الوليد الهروي» .

(3)

في رواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «قد» .

(4)

في رواية كريمة: «أَذْكَرَنِي الله كَذَا وَكَذَا» ، ولفظة:«آية» ليست عندها. (ب، ص)

ص: 376

5039 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن مَنْصُورٍ، عن أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا

(1)

لِأَحَدِهِمْ،

(2)

يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هو نُسِّيَ».

(1)

ضبب على «ما» بالحمرة في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«بيس ما» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 376

(27)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَرَ بَأسًا أَنْ يَقُولَ: سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَسُورَةُ كَذَا وَكَذَا

ص: 376

5040 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عن عَلْقَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَ بهما فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» .

ص: 376

5041 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي

(1)

عُرْوَةُ

(2)

، عن حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ:

أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ

⦗ص: 377⦘

فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَؤُهَا على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ

(3)

فِي الصَّلَاةِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ: أَقْرَانِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهُوَ أَقْرَانِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقُودُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَإِنَّكَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ. فقالَ:«يَا هِشَامُ اقْرَأْهَا» . فَقَرَأَهَا الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ» . فَقَرَأْتُهَا الَّتِي أَقْرَانِيهَا، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الزبير» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُثاوِرُه» .

ص: 376

5042 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عن أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ، فقالَ: «يَرحَمُهُ اللهُ

(1)

، لقد أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يرحم اللهُ» .

ص: 377

(28)

‌ بابُ التَّرْتِيلِ فِي الْقِرَاءَةِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}

[المزمل: 4]، وَقَوْلِهِ:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [الإسراء: 106] وَمَا يُكْرَهُ أَنْ يُهَذَّ كَهَذِّ

الشِّعْرِ

{يُفْرَقُ

(1)

} [الدخان: 4]: يُفَصَّلُ.

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَرَقْنَاهُ} : فَصَّلْنَاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{فِيهَا يُفْرَقُ}» .

ص: 377

5043 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: حدَّثنا وَاصِلٌ، عن أَبِي وَائِلٍ

(1)

:

قالَ: غَدَوْنَا على عَبْدِ اللَّهِ، فقالَ رَجُلٌ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ، فَقالَ

(2)

: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا القُرَآن

(3)

، وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقُرَنَاءَ الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثَمَانِيَ

(4)

عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ» مضروب عليها في متن اليونينية، وبهامشهما: كذا في اليونينية. اهـ، وبهامشهما أيضًا: مشكوك فيه. من اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ» .

(3)

في (و، ب، ص): «الْقِرَاءَةَ» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثمانَ» .

ص: 378

5044 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عن مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]. قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مِمَّا

(1)

يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ، فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ

(2)

. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}: فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 16 - 19]، قالَ: إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ. قالَ: وَكَانَ إذا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَاهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مِمَّنْ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فَإِنَّ علينا أن نَجْمَعَهُ [في رواية أبي ذر عن المُستملي: علينا جَمْعَه] في صَدْرِك وقُرْآنَه» .

ص: 378

(29)

‌ بابُ مَدِّ الْقِرَاءَةِ

ص: 378

5045 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الأَزْدِيُّ: حدَّثنا قَتَادَةُ، قالَ:

سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عن قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: كَانَ يَمُدُّ مَدًّا.

ص: 378

5046 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قالَ:

سُئِلَ أَنَسٌ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ:{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَمُدُّ بِبِسْمِ اللَّهِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ.

ص: 379

(30)

‌ بابُ التَّرْجِيعِ

ص: 379

5047 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو إِيَاسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ وهو على نَاقَتِهِ -أَوْ: جَمَلِهِ- وَهيَ تَسِيرُ بِهِ، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ -أَوْ: مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ- قِرَاءَةً لَيِّنَةً، يَقْرَأُ

(1)

وهو يُرَجِّعُ.

(1)

قوله: «يقرأ» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 379

(31)

‌ بابُ حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «للقُرْآنِ» .

ص: 379

5048 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ

(1)

، عن جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، أنَّ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهُ: «يَا أَبَا مُوسَى، لقد أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «سمعت بُريدًا» . وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«حدثني بُرَيْدٌ» .

(2)

في متن (ب، ص): «عَن» مُضبَّب عليها، وبهامشهما:«أنَّ» مرموز عليها برمز السمعاني عن أبي الوقت مكتوبا بالحمرة.

ص: 379

(32)

‌ بابُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ الْقُرْآنَ

(1)

مِنْ غَيْرِهِ

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «القِراءة» .

ص: 379

5049 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي، عن الأَعْمَشِ

(1)

: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عن عَبِيدَةَ:

⦗ص: 380⦘

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ» . قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

ص: 379

(33)

‌ بابُ قَوْلِ الْمُقْرِي لِلْقَارِي: حَسْبُكَ

ص: 380

5050 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ:«نَعَمْ» . فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى

(1)

هَذِهِ الآيَةِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا

(2)

مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِيْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} [النساء: 41]. قالَ: «حَسْبُكَ الآنَ» . فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على» .

(2)

في اليونينية بالإبدال قرأ السوسي وأبو جعفر وحمزة وقفًا، وبالهمز قرأ الجمهور.

ص: 380

(34)

بابٌ: فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ، وَقَوْلُ اللهِ عز وجل

(1)

:

{فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]

(1)

في (ب، ص): «تَعَالَى» ، وجعل المثبت مهمَّشًا.

ص: 380

5051 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ لِي ابْنُ شُبْرُمَةَ: نَظَرْتُ كَمْ يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الْقُرْآنِ، فَلَمْ أَجِدْ سُورَةً أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ آيَاتٍ، فَقُلْتُ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقْرَأَ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ آيَاتٍ. قالَ سُفْيَانُ

(1)

: أخبَرَنا مَنْصُورٌ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: أخبَرَهُ عَلْقَمَةُ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، وَلَقِيتُهُ وهو يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَذَكَرَ النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ مَنْ

(3)

قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ

⦗ص: 381⦘

مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قال علي: حدثنا سُفْيَانُ» .

(2)

لفظة: «النَّبيَّ» لم تضبط في الأصول، وبهامش (ب، ص): لم يضبط «النبي» في اليونينية، وضبطه في الفرع بالنصب. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «فذكر قولَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه مَن» .

ص: 380

5052 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عن مُغِيرَةَ، عن مُجَاهِدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عن بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ، لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، وَلَمْ يُفَتِّشْ

(1)

لَنَا كَنَفًا مُذْ

(2)

أَتَيْنَاهُ. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «القنِي

(3)

بِهِ». فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، فَقالَ

(4)

: «كَيْفَ تَصُومُ؟» قالَ

(5)

: كُلَّ يَوْمٍ. قالَ: «وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟» قالَ

(6)

: كُلَّ لَيْلَةً. قالَ: «صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ» . قالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ» . قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قالَ: «أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا» . قالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قالَ: «صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ، صِيَامَ

(7)

يَوْمٍ وَإِفْطَارَ

(8)

يَوْمٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً». فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، فَكَانَ يَقْرَأُ على بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ، لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى

⦗ص: 382⦘

أَفْطَرَ أَيَّامًا، وَأَحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ، كَرَاهِيةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(9)

: وَقالَ بَعْضُهُمْ: فِي ثَلَاثٍ وَفِي خَمْسٍ

(10)

، وَأَكْثَرُهُمْ على سَبْعٍ

(11)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَغْشَ» .

(2)

في رواية الأصيلي وأبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُنْذُ» .

(3)

ضبطت في (و) بالوجهين: «ألقِني» و «القَني» ، وفي (ب، ص): «القِني» ، وبهامشهما: كانت همزة «القني» همزة قطع ثمَّ أصلحت وصححت كما ترى، وأبقيت كسرة القاف.

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قلتُ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «قلتُ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(9)

قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(10)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أو في خمس أو في سبع» .

(11)

قوله: «وأكثرهم على سبع» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 381

5053 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» .

ص: 382

5054 -

حدَّثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ

(1)

، عن شَيْبَانَ، عن يَحْيَى، عن مُحَمَّدِ

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، عن أَبِي سَلَمَةَ قالَ: وَأَحْسِبُنِي قالَ: سَمِعْتُ أَنَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ

(2)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ» . قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، حَتَّى

(3)

قالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ على ذَلِكَ» .

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنُ موسى» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

لفظة: «حتى» ليست في رواية أبي ذر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 382

(35)

‌ بابُ الْبُكَاءِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

ص: 382

5055 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، عن سُلَيْمَانَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ: قالَ يَحْيَى: بَعْضُ الْحَدِيثِ عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عن يَحْيَى، عن سُفْيَانَ، عن الأَعْمَشِ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ. قالَ الأَعْمَشُ: وَبَعْضُ الْحَدِيثِ حدَّثني عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ

(1)

أَبِيهِ، عن أَبِي الضُّحَى:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ» . قالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ: «إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» . قالَ: فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إذا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ

⦗ص: 383⦘

إِذَا جِئْنَا

(2)

مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِيْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} [النساء: 41]. قالَ لِي: «كُفَّ» أَوْ: «أَمْسِكْ» . فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وعن» .

(2)

في اليونينية بالإبدال قرأ السوسي وأبو جعفر وحمزة وقفًا، وبالهمز قرأ الجمهور.

ص: 382

5056 -

حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عن إِبْرَاهِيمَ، عن عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ

(1)

رضي الله عنه قالَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ» . قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» .

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مسعود» .

ص: 383

(36)

‌ بابُ مَنْ رَايا

(1)

بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، أَوْ تَأَكَّلَ بِهِ، أَوْ فَخَرَ بِهِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ إثم من راءَى» .

ص: 383

5058 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَؤُونَ

(1)

الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا،

⦗ص: 384⦘

وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 383

(37)

‌ بابٌ: «اقْرَؤوا الْقُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ

(1)

قُلُوبُكُمْ»

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عليه» .

ص: 384

5060 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ:

عَنْ جُنْدَبِ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ

(2)

قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ».

(1)

ضبطت الدال في (ب، ص) بالضم والفتح.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 384

5061 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ:

عَنْ جُنْدبٍ

(1)

: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ

(2)

».

تَابَعَهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عن أَبِي عِمْرَانَ.

⦗ص: 385⦘

وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبَانُ.

وَقالَ غُنْدَرٌ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي عِمْرَانَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا، قَوْلَهُ.

وَقالَ ابْنُ عَوْنٍ، عن أَبِي عِمْرَانَ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عن عُمَرَ، قَوْلَهُ، وَجُنْدَبٌ أَصَحُّ وَأَكْثَرُ. .

(1)

ضبطت الدال بالفتحة والضمة معًا.

(2)

لفظة: «عنه» ليست في رواية ابن عساكر ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 384

5062 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عن النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ:

عن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خِلَافَهَا

(1)

، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:«كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، فَاقْرَآ» . أَكْبَرُ عِلْمِي قالَ: «فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَأَهْلَكَهُمْ

(2)

».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فأُهْلِكُوا» .

ص: 385

‌كِتابُ النِّكاحِ

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(1)

(1)

البسملة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 387

(1)

التَّرْغِيبُ

(1)

النِّكَاحِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء}

(3)

[النساء: 3]

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر: «بابُ التَّرْغِيبِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لقول الله عز وجل» .

(3)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الآيَةَ» .

ص: 387

5063 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنا

(1)

حُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! قَدْ غُفِرَ لَهُ

(2)

مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قالَ

(3)

أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي

(4)

أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ ولا أُفْطِرُ. وَقالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(5)

فَقالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» .

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .

(2)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأَنَا» .

(5)

في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «إليْهِمْ» .

ص: 387

5064 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى

⦗ص: 388⦘

وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} [النساء: 3]. قالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي

(1)

، الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي

مَالِهَا وَجَمَالِهَا، يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ

(2)

صَدَاقِهَا فَنُهُوا، أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فَيُكْمِلُوا الصَّدَاقَ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ.

(3)

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

بهامش (ن، و): آخر الجزء السادس والعشرين. اهـ.

ص: 387

(2)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ لأَنَّهُ

(1)

أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ»، وَهَلْ يَتَزَوَّجُ مَنْ لَا أَرَبَ لَهُ فِي النِّكَاحِ؟

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّهُ» .

ص: 388

5065 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ:

كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بِمِنًى، فَقالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَيَا

(1)

، فَقالَ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَنْ نُزَوِّجَكَ بِكْرًا تُذَكِّرُكَ مَا كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللهِ أَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى هَذَا

(2)

أَشَارَ إِلَيَّ، فَقالَ: يَا عَلْقَمَةُ. فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، وَهوَ يَقُولُ: أَمَا لَئنْ

(3)

قُلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ قالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» .

(1)

في رواية الأصيلي: «فَخَلَوَا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلَّا هَذَا» .

(3)

في (ب، ص): «لإنْ» .

ص: 388

(3)

‌ بابٌُ: مَنْ لَمْ يَسْتَطِعِ الْبَاءَةَ فَلْيَصُمْ

ص: 388

5066 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني عُمَارَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قالَ:

⦗ص: 389⦘

دَخَلْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا، فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم:«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» .

ص: 388

(4)

‌ بابُ كَثْرَةِ النِّسَاءِ

ص: 389

5067 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ

(1)

: أخبَرَني عَطَاءٌ قالَ:

حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ، فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا

(2)

وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا؛ فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِسْعٌ، كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية الحَمُّويي: «تُزْعِجُوها» .

ص: 389

5068 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ.

وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أَنَسًا حدَّثَهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 389

5069 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ:

قالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: لَا. قالَ: فَتَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.

ص: 389

(5)

‌ باب

(1)

: مَنْ هَاجَرَ أَوْ عَمِلَ خَيْرًا لِتَزْوِيجِ امْرَأَةٍ فَلَهُ مَا نَوَى

(1)

في اليونينية بالقطع والإضافة.

ص: 390

5070 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ

مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .

ص: 390

(6)

‌ بابُ تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ الَّذِي مَعَهُ الْقُرْآنُ وَالإِسْلَامُ

فِيهِ سَهْلٌ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بنُ سَعْدٍ» . كتب بالحمرة.

ص: 390

5071 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ.

ص: 390

(7)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لأَخِيهِ: انْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ شِئْتَ حَتَّى أَنْزِلَ لَكَ عَنْهَا

رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.

ص: 390

5072 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ. فَأَتَى السُّوقَ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقالَ:«مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟» فقالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً. قالَ: «فَمَا سُقْتَ

(1)

؟». قالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قالَ:

⦗ص: 391⦘

«أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «إلَيْها» .

ص: 390

(8)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّبَتُّلِ وَالْخِصَاءِ

ص: 391

5073 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ: سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ:

سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: رَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا.

ص: 391

5074 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَدَّ ذَلِكَ -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُثْمَانَ

(2)

، وَلَوْ أَجَازَ لَهُ التَّبَتُّلَ لَاخْتَصَيْنَا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «بنِ مَظْعُونٍ» .

ص: 391

5075 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، فَقُلْنَا أَلَا نَسْتَخْصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87].

ص: 391

5076 -

وَقالَ أَصْبَغُ: أخبَرَني ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ، وَأَنَا

(1)

أَخَافُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ

النِّسَاءَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ

⦗ص: 392⦘

مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ، فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَإِنِّي» .

ص: 391

(9)

‌ بابُ نِكَاحِ الأَبْكَارِ

وَقالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعَائشَةَ: لَمْ يَنْكِحِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكْرًا غَيْرَكِ.

ص: 392

5077 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤكَلْ مِنْهَا، فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قالَ:«فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا» . تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا.

ص: 392

5078 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ» .

ص: 392

(10)

‌ بابُ الثَّيِّبَاتِ

(1)

وَقالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: قالَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَعْرِضْنَ

(3)

عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «باب تَزويجِ الثَّيِّباتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «لِي» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 392

5079 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: حدَّثنا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ، فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ

⦗ص: 393⦘

الإِبِلِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَا يُعْجِلُكَ؟» قَلْتُ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ. قالَ: «بِكْرًا

(1)

أَمْ ثَيِّبًا؟» قَلْتُ: ثَيِّبٌ

(2)

، قالَ:«فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ» . قالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، قالَ:«أَمْهِلُوا؛ حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا -أَيْ: عِشَاءً- لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أبِكْرًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ثَيِّبًا» .

ص: 392

5080 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَارِبٌ قالَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: تَزَوَّجْتُ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا تَزَوَّجْتَ؟» فقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا. فقالَ: «مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا

(1)

؟» فذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَقالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ» .

(1)

في (و، ق): «ولعابها» بكسر اللام وضمِّها.

ص: 393

(11)

‌ بابُ تَزْوِيجِ الصِّغَارِ مِنَ الْكِبَارِ

ص: 393

5081 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِرَاكٍ:

عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ، فَقالَ:«أَنْتَ أَخِي فِي دِينِ اللهِ وَكِتَابِهِ، وَهيَ لِي حَلَالٌ» .

ص: 393

(12)

‌ بابٌُ: إِلَى مَنْ يَنْكِحُ؟ وَأَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟

وَمَا يُسْتَحَبُّ

أَنْ يَتَخَيَّرَ لِنُطَفِهِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ

ص: 393

5082 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

⦗ص: 394⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ صَالِحُو

(1)

نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ

(2)

فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «صالِحُ» ، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«صُلَّحُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَلَى وَلَدِهِ» .

ص: 393

(13)

‌ بابُ اتِّخَاذِ السَّرَارِي

(1)

، وَمَنْ أَعْتَقَ جَارِيتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا

(1)

في (ب، ص): «السراريِّ» .

ص: 394

5083 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ: حدَّثنا الشَّعْبِيُّ

(1)

: حدَّثني أَبُو بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ، فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ

(2)

بِي فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ وَحَقَّ رَبِّهِ فَلَهُ أَجْرَانِ». قالَ الشَّعْبِيُّ: خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، قَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِيمَا دُونَهُ

(3)

إِلَى الْمَدِينَةِ.

وَقالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَعْتَقَهَا ثُمَّ أَصْدَقَها» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

) في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «يَعْنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيمَا دُونَهَا» .

ص: 394

5084 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، قالَ: أَخْبَرَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 395⦘

حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ

(2)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(3)

: لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ مَرَّ بِجَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَةُ -فَذَكَرَ الْحَدِيثَ- فَأَعْطَاهَا هَاجَرَ، قالَتْ: كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْكَافِرِ وَأَخْدَمَنِي آجَرَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عَنْ مُجَاهِدٍ» بدل: «عن محمد» . كتب بالحمرة. قال في الفتح: وهو خطأ.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «قالَ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .

ص: 394

5085 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ

(1)

، أُمِرَ

(2)

بِالأَنْطَاعِ، فَأَلْقَى فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالأَقِطِ وَالسَّمْنِ، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ، أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ

(3)

لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَمَا كَانَ فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَمَر» ، وبهامش (ب، ص): في اليونينية في الأصل بعد قوله: «أمر» زيادة: «بلالًا» مضروب ومحوَّق عليه. اهـ.

(3)

في (ب، ص): «وطَّى» ، وبهامش (ب): كذا «وطَّى» في اليونينية بالياء وبغير همز. اهـ.

ص: 395

(13 م)

‌ بابُ مَنْ جَعَلَ عِتْقَ الأَمَةِ صَدَاقَهَا

ص: 395

5086 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا.

ص: 395

(14)

‌ بابُ تَزْوِيجِ الْمُعْسِرِ

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [النور: 32]

ص: 396

5087 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أَهَبُ لَكَ نَفْسِي، قالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعَّدَ النَّظَرَ فِيهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ

(1)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا

(2)

حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا، فَقالَ:«وَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» . قالَ

(3)

: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ: «اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟» فذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: لَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي -قالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ- فَلَهَا نِصْفُهُ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟! إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ

(4)

شَيْءٌ». فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلِسُهُ قَامَ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قالَ:«مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. عَدَّدَهَا، فَقالَ:«تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَها» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فِيها» .

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقالَ» .

(4)

في رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «مِنْهُ» .

ص: 396

(15)

‌ بابُ الأَكْفَاءِ فِي الدِّينِ،

وَقَوْلُهُ

(1)

: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا

(2)

وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54]

(1)

لفظة: «وَقولُهُ» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وكتبت في (ب، ص) بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

ص: 397

5088 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ

(2)

بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]، فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ -وَهيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ

(3)

- النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «هِنْدًا» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُتْبةَ» .

ص: 397

5089 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقالَ لَهَا:«لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ؟» قالَتْ: وَاللهِ لَا

(1)

أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً. فَقالَ لَهَا: «حُجِّي وَاشْتَرِطِي، قُولِي

(2)

: اللَّهُمَّ مَحِلِّي

(3)

حَيْثُ حَبَسْتَنِي». وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ما» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقولِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «مَحَلِّي» . كتبت بالحمرة.

ص: 397

5090 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ

(1)

: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 398⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ

لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 397

5091 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلٍ قالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟» . قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قالَ أَنْ يُسْتَمَع. قالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقالَ:«مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟» قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا

(1)

».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 398

(16)

‌ بابُ الأَكْفَاءِ فِي الْمَالِ وَتَزْوِيجِ الْمُقِلِّ الْمُثْرِيَةَ

ص: 398

5092 -

حدثني يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {وَإِنْ

(1)

خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} [النساء: 3]. قالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذِهِ

(2)

الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِهَا وَمَالِهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَنْتَقِصَ صَدَاقَهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ، قالَتْ: وَاسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

(3)

فِي النِّسَاء} إِلَى: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [النساء: 127]. فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَهُمْ: أَنَّ

(4)

الْيَتِيمَةَ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا وَنَسَبِهَا

(5)

فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، وَإِذَا

(6)

كَانَتْ مَرْغُوبَةً عَنْهَا فِي قِلَّةِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، تَرَكُوهَا وَأَخَذُوا غَيْرَهَا مِنَ النِّسَاءِ، قالَتْ: فَكَمَا يَتْرُكُونَهَا حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا، فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوهَا إِذَا رَغِبُوا فِيهَا،

⦗ص: 399⦘

إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهَا وَيُعْطُوهَا حَقَّهَا الأَوْفَى فِي

(7)

الصَّدَاقِ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{فَإِنْ}» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي بدلها: «هِيَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{يَسْتَفْتُونَكَ}» بدون الواو.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ بدلها: «وسُنَّتِها» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنْ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منَ» ، كتبت بالحمرة.

ص: 398

(17)

‌ بابُ مَا يُتَّقَى مِنْ شُؤْمِ الْمَرْأَةِ،

وَقَوْلِهِ

(1)

تَعَالَى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ} [التغابن: 14]

(1)

ضبطت في (و) بالجر، وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 399

5093 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ وَسَالِمٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «الشُّؤْمُ

(2)

فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالْفَرَسِ».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيَّ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر بدله.

(2)

بهامش اليونينية: في حاشية رواية أبي ذر: قال الحافظ أبو ذر: قال البخاري رضي الله عنه: شُؤْمُ الفَرَس إذا كانَ حَرُونًا، وشُؤْمُ المَرْأةِ سُوءُ خُلُقِها، وشُؤْمُ الدارِ سُوءُ جارِها. قال معمر: شُؤْمُ الفَرَسِ إذا لَمْ يُغْزَ عَلَيْهِ. اهـ.

ص: 399

5094 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ

(1)

: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ

(2)

، وَالْفَرَسِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «المِنْهَالِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ففي المرأة والدار» ، قارن بما في السلطانية.

ص: 399

5095 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ» .

ص: 399

5096 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ:

⦗ص: 400⦘

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» .

ص: 399

(18)

‌ بابُ الْحُرَّةِ تَحْتَ الْعَبْدِ

ص: 400

5097 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ

يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: عَتَقَتْ فَخُيِّرَتْ، وَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبُرْمَةٌ عَلَى النَّارِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقالَ: «لَمْ

(1)

أَرَ الْبُرْمَةَ». فَقِيلَ: لَحْمٌ تُصُدِّقَ

(2)

عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأكُلُ الصَّدَقَةَ. قالَ: «هُوَ عَلَيْهَا

(3)

صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ألَمْ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُوَ لَها» .

ص: 400

(19)

‌ بابٌ: لَا يَتَزَوَّجُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]

وَقالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ

(1)

: يَعْنِي مَثْنَى أَوْ ثُلَاثَ أَوْ رُبَاعَ.

وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [فاطر: 1]: يَعْنِي مَثْنَى أَوْ ثُلَاثَ أَوْ رُبَاعَ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «عليهما السلام» ، وهي مثبتة في متن (ب).

ص: 400

5098 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ: {وَإِنْ

(1)

خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى}. قالَ

(2)

: الْيَتِيمَةُ تَكُونُ

(3)

عِنْدَ الرَّجُلِ وَهوَ وَلِيُّهَا، فَيَتَزَوَّجُهَا عَلَى مَالِهَا، وَيُسِيءُ

⦗ص: 401⦘

صُحْبَتَهَا، وَلَا يَعْدِلُ فِي مَالِهَا، فَلْيَتَزَوَّجْ مَا

(4)

طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا، مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «{فَإِنْ}» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قالت» .

(3)

قوله: «تكون» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَنْ» .

ص: 400

(20)

‌ بابٌ: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ}

[النساء: 23] وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَة

(1)

مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الرَّضَاعِ» .

ص: 401

5099 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ رَجُلٍ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، قالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ فِي بَيْتِكَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أُرَاهُ فُلَانًا» . لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، قالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا -لِعَمِّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ- دَخَلَ عَلَيَّ؟ فَقالَ: «نَعَمِ؛ الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ» .

ص: 401

5100 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَزَوَّجُ

(1)

ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قالَ: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» .

وقالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ: مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَتَزَوَّجُ» .

ص: 401

5101 -

حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ أَخْبَرَتْهَا: أَنَّهَا قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكحْ أُخْتِي بِنْتَ

(2)

أَبِي سُفْيَانَ.

⦗ص: 402⦘

فَقالَ: «أَوَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ

(3)

، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي» . قُلْتُ: فَإِنَّا نُحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ؟ قالَ: «بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟!» . قلْتُ: نَعَمْ. فَقالَ: «لَوْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا لَابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ

(4)

عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ». قالَ

عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ

(5)

، قالَ

(6)

لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ

(7)

غَيْرَ

(8)

أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةَ» .

(3)

بهامش اليونينية: قال الإمام أبو الفضل: قولها: «لست لك بمُخْلِية» بضم الميم وسكون الخاء، أي: خالية من ضرة غيري. اهـ.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «خَيْبَةٍ» . وبهامش اليونينية: حاشية: قوله: «بِشَرِّ حِيبَةٍ» ، كذا للمُستملي والحَمُّويي، ومعناهُ سوء الحال، ويُقالُ فيه أيضًا: الحَوْبَةُ، ولغيرهما:«بِشَرِّ خَيْبَةٍ» . اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر: «فقالَ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

بهامش اليونينية: في جمع الحُمَيْدي: لم ألق بعدكم خَيْرًا غَيْرَ. اهـ. (ب، ص).

ص: 401

(21)

‌ بابُ مَنْ قالَ: لَا رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى

(1)

: {حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233] وَمَا يَحْرُمُ

(2)

مِنْ قَلِيلِ الرَّضَاعِ وَكَثِيرِهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«عز وجل» .

(2)

في (ب، ص): «يُحَرِّمُ» .

ص: 402

5102 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا رَجُلٌ، فَكَأَنَّهُ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ، فَقالَتْ: إِنَّهُ أَخِي، فَقالَ: «انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ

(1)

؛ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما إِخْوَانُكُنَّ» .

ص: 402

(22)

‌ بابُ لَبَنِ

(1)

الْفَحْلِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابٌ: لَبَنُ».

ص: 402

5103 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

⦗ص: 403⦘

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأذِنُ عَلَيْهَا، وَهوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ.

ص: 402

(23)

‌ بابُ شَهَادَةِ الْمُرْضِعَةِ

ص: 403

5104 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ، لَكِنِّي لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ، قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقالَتْ: أَرْضَعْتُكُمَا. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ، فَجَاءَتْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقالَتْ لِي: إِنِّي قَدْ

(1)

أَرْضَعْتُكُمَا، وَهيَ كَاذِبَةٌ، فَأَعْرَضَ

(2)

، فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، قُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، قالَ:«كَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا، دَعْهَا عَنْكَ» . وَأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، يَحْكِي أَيُّوبَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لَقَدْ» .

(2)

في رواية الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «عَنْهُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«عَنِّي» .

ص: 403

(24)

‌ بابُ مَا يَحِلُّ مِنَ النِّسَاءِ وَمَا يَحْرُمُ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} إِلَى آخِرِ

(1)

الآيَتَيْنِ إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 23 - 24]

(2)

وَقالَ أَنَسٌ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء} ذَوَاتُ الأَزْوَاجِ الْحَرَائِرُ حَرَامٌ

(3)

{إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}

⦗ص: 404⦘

لَا يَرَى بَأسًا أَنْ يَنْزِعَ

(4)

الرَّجُلُ جَارِيَتَهُ

(5)

مِنْ عَبْدِهِ. وَقالَ: {وَلَا تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} [البقرة: 221].

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا زَادَ عَلَى أَرْبَعٍ فَهوَ حَرَامٌ، كَأُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ.

(1)

قوله: «إلى آخر» ليس في (ن).

(2)

في رواية أبي ذر: «{. . . وَبَنَاتُكُمْ} الآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}» .

(3)

قوله: «حرام» ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقم:«يُزَوِّجُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «جارِيَةً» .

ص: 403

5105 -

وَقالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني حَبِيبٌ، عَنْ سَعِيدٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَرُمَ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ، وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} الآيَةَ.

وَجَمَعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ بَيْنَ ابْنَةِ عَلِيٍّ وَامْرَأَةِ عَلِيٍّ.

وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَا بَأسَ بِهِ.

وَكَرِهَهُ الْحَسَنُ مَرَّةً، ثُمَّ قالَ: لَا بَأسَ بِهِ.

وَجَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَيْنَ ابْنَتَيْ عَمٍّ فِي لَيْلَةٍ، وَكَرِهَهُ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ لِلْقَطِيعَةِ، وَلَيْسَ فِيهِ تَحْرِيمٌ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} [النساء: 24]

وَقالَ عِكْرِمَةُ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا زَنَى بِأُخْتِ امْرَأَتِهِ لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ.

وَيُرْوَى عَنْ يَحْيَى الْكِنْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي

(3)

جَعْفَرٍ: فِيمَنْ يَلْعَبُ بِالصَّبِيِّ: إِنْ أَدْخَلَهُ فِيهِ فَلَا يَتَزَوَّجَنَّ أُمَّهُ، وَيَحْيَى هَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، لَمْ

(4)

يُتَابَعْ عَلَيْهِ

(5)

.

وَقالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا زَنَى بِهَا لَا تَحْرُمُ

(6)

عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ.

⦗ص: 405⦘

وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَرَّمَهُ، وَأَبُو نَصْرٍ هَذَا لَمْ يُعْرَفْ بِسَمَاعِهِ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَيُرْوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَالْحَسَنِ، وَبَعْضِ أَهْلِ الْعِرَاقِ: تَحْرُمُ عَلَيْهِ.

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا تَحْرُمُ حَتَّى يُلْزِقَ

(7)

بِالأَرْضِ، يَعْنِي: يُجَامِعَ

(8)

.

وَجَوَّزَهُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ وَالزُّهْرِيُّ، وَقالَ الزُّهْرِيُّ: قالَ عَلِيٌّ: لَا تَحْرُمُ

(9)

، وَهَذَا

(10)

مُرْسَلٌ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ جُبَيْرٍ» .

(2)

قوله: «وقال عكرمة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «وابْنِ» ، وصوَّب في الفتح المثبت.

(4)

في رواية أبي ذر: «وَلَمْ» .

(5)

من قوله: «ويروى عن يحيى» إلى قوله: «لم يتابع عليه» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

بهامش اليونينية دون رقم: «لم تحرمْ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُلْزَقَ» .

(8)

ضبطت في متن (ب، ص): «حتى يُلْزقَ [في (ص) بكسر الزاي وفتحها، وفي (ب) بكسرها فقط] بالأرض، يعني: يُجامعُ-بكسر الميم وفتحها-» ، وضبطت الزاي والميم بهمامشهما بالفتح فقط وصحح عليهما، وبهامشهما أيضا: كذا في اليونينية، ولعله على هذه الرواية تقرأ:«تُلزَق» و «تُجامَعَ» . بالتاء الفوقية، والله أعلم. اهـ.

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَحْرُمُ» .

(10)

في رواية أبي ذر: «وهوَ» .

ص: 404

(25)

‌ بابٌ

(1)

: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}

[النساء: 23]. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الدُّخُولُ وَالْمَسِيسُ وَاللِّمَاسُ هُوَ الْجِمَاعُ.

وَمَنْ قالَ: بَنَاتُ وَلَدِهَا مِنْ بَنَاتِهِ فِي التَّحْرِيمِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمِّ حَبِيبَةَ: «لا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ

(2)

» (5106). وَكَذَلِكَ حَلَائِلُ وَلَدِ الأَبْنَاءِ هُنَّ حَلَائِلُ الأَبْنَاءِ، وَهَل تُسَمَّى الرَّبِيبَةَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِهِ؟

وَدَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبِيبَةً لَهُ إِلَى مَنْ يَكْفُلُهَا.

وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ ابْنَتِهِ ابْنًا

(3)

.

(1)

لفظة: «باب» ليست في نسخة، وبهامش اليونينية دون رقم بدلها:«قوله» . كتب بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ولَا أَخَوَاتِكُنَّ» .

(3)

من قوله: «ومن قال بنات» إلى قوله: «ابن ابنته ابنًا» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 405

5106 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ:

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ؟ قالَ:«فَأَفْعَلُ مَاذَا؟» قُلْتُ: تَنْكِحُ. قالَ: «أَتُحِبِّينَ؟

(1)

» قُلْتُ: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَرِكَنِي

(2)

فِيكَ أُخْتِي. قالَ: «إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي» . قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ. قالَ: «ابْنَةَ

(3)

أُمِّ سَلَمَةَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ:

⦗ص: 406⦘

«لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي مَا حَلَّتْ لِي؛ أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ» .

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثنا هِشَامٌ: دُرَّةُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «شَرَكَنِي» .

(3)

في (ب، ص): «ابنت» وبهامشهما: كذا صورتها في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «أُمِّ سَلَمَةَ» .

ص: 405

5107 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ. قالَ: «وَتُحِبِّينَ؟

(2)

» قَلْتُ: نَعَمْ، لَسْتُ

(3)

بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ

(4)

مَنْ شَارَكَنِي

(5)

فِي خَيْرٍ أُخْتِي. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ. قالَ:«بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟!» . فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَوَاللهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا لَابْنَةُ

(6)

أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بنْتَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَكَ» .

(4)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(5)

في رواية أبي ذر: «مَنْ شَرِكَنِي» .

(6)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةُ» .

ص: 406

(27)

‌ بابٌ: لا تُنْكحُ

(1)

الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الكاف وفتحها.

ص: 406

5108 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا.

⦗ص: 407⦘

وَقالَ دَاوُدُ وَابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

ص: 406

5109 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَلَا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا» .

ص: 407

5110 -

5111 - حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَالْمَرْأَةُ وَخَالَتهَا

(1)

، فَنُرَى خَالَةَ أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ؛ لأَنَّ عُرْوَةَ حدَّثني عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بالنصب، وبالرفع وهو رواية أبي ذر. (ص).

ص: 407

(28)

‌ بابُ الشِّغَارِ

ص: 407

5112 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ. وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ

(1)

ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت وهو بالرفع، و «الرجلَ» وهو بالنصب وهو رواية أبي ذر. (ب، ص).

ص: 407

(29)

‌ بابٌ: هَلْ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لأَحَدٍ؟

ص: 407

5113 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا هِشَامٌ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنَ اللاَّئِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلرَّجُلِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ: {تُرْجِئُ

(1)

مَن تَشَاء مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51]

⦗ص: 408⦘

قَالَتْ

(2)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.

رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدَةُ

(3)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.

(1)

بالهمز المرفوع على قراءة أبي عمرو ويعقوب وابن كثير وابن عامر.

(2)

في (و، ب، ص): «قلتُ» .

(3)

بهامش (ب، ص) من غير تخريجه في المتن: في نسخة: «وغيره» كتبت بالحمرة. وبهامش (ب): هذه النسخة هكذا في اليونينية في محاذاة سطر: «أبو سعيد المؤدب» ومن عطف عليه. اهـ. فلعلَّ المقصود أنَّه بدل: «وعبدة» ، والله أعلم.

ص: 407

(30)

‌ بابُ نِكَاحِ الْمُحْرِمِ

ص: 408

5114 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: أخبَرَنا

(1)

ابْنُ عُيَيْنَةَ: أخبَرَنا عَمْرٌو: حدَّثنا

(2)

جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:

أَنْبَأَنَا

(3)

ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُحْرِمٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 408

(31)

بابُ نَهْيِ رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ آخِرًا

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَخِيرًا» .

ص: 408

5115 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أخبَرَني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللهِ

(1)

، عَنْ أَبِيهِمَا:

أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قالَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، زَمَنَ خَيْبَرَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُحَمَّدٍ» . كتب بالحمرة.

ص: 408

5116 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا

شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: سُئِلَ

(1)

عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فَرَخَّصَ

(2)

، فَقالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْحَالِ الشَّدِيدِ، وَفِي النِّسَاءِ قِلَّةٌ؟ أَوْ نَحْوَهُ، فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُسْأَلُ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 409

5117 -

5118 - حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَا: كُنَّا فِي جَيْشٍ، فَأَتَانَا رَسُولُ رسولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُمْ أَنْ تَسْتَمْتِعُوا، فَاسْتَمْتِعُوا

(2)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«رسولُ رسولِ رسولِ الله» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَاسْتَمْتَعُوا» .

ص: 409

5119 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئبٍ: حدَّثني إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ تَوَافَقَا، فَعِشْرَةُ

(1)

مَا بَيْنَهُمَا ثَلَاثُ

(2)

لَيَالٍ، فَإِنْ أَحَبَّا أَنْ يَتَزَايَدَا، أَوْ يَتَتَارَكَا تَتَارَكَا». فَمَا أَدْرِي أَشَيْءٌ كَانَ لَنَا خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَبَيَّنَهُ

(3)

عَلِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَنْسُوخٌ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِعِشْرَةِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ثَلَاثَ» ، وصحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقَدْ بَيَّنَهُ» . كتب بالحمرة.

ص: 409

(32)

‌ بابُ عَرْضِ الْمَرْأَةِ نَفْسَهَا عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ

ص: 409

5120 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَرْحُومٌ

(1)

، قالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، قَالَ:

كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ، وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ، قالَ أَنَسٌ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَكَ بِي حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ بِنْتُ

(2)

أَنَسٍ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا، وَاسَوْأَتَاهْ وَاسَوْأَتَاهْ

(3)

. قالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ مِهْرَانَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 409

5121 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ

(1)

: أَنَّ امْرَأَةً عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ زَوِّجْنِيهَا. فَقَالَ

(2)

: «مَا عِنْدَكَ؟» . قالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. قالَ: «اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقالَ: لَا وَاللهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي وَلَهَا نِصْفُهُ -قَالَ سَهْلٌ: وَمَا لَهُ رِدَاءٌ- فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟! إِنْ لَبِسْتَهُ

(3)

لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ». فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلَسُهُ

(4)

قَامَ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَاهُ

(5)

-أَوْ: دُعِي لَهُ- فَقالَ: «مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» فَقالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا

(6)

. لِسُوَرٍ يُعَدِّدُهَا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمْلَكْنَاكَهَا

(7)

بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سَعْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إنْ لَبِسْتَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وسورةُ كذَا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «أمْكَنَّاكَهَا» .

ص: 410

(33)

‌ بابُ عَرْضِ الإِنْسَانِ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ عَلَى أَهْلِ الْخَيْرِ

ص: 410

5122 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

، فَتُوُفِّي بِالْمَدِينَةِ، فَقالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقَالَ:

سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا. قَالَ

(2)

عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ

⦗ص: 411⦘

الصِّدِّيقَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ زَوَّجْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، وَكُنْتُ أَوْجَدَ عَلَيْهِ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: لَعَلَّكَ

(3)

وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قالَ عُمَرُ: قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ تَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبِلْتُهَا.

(1)

من هنا وقع سقط في النسخة (ص) بمقدار لوحة، انتهى عند قوله:«فكان هذا النكاح» من الحديث، ر:5127.

(2)

في رواية [صع]: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَقَدْ» .

ص: 410

5123 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ لَوْ لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

ص: 411

(34)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ

النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ} الآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ حَلِيمٌ}

(1)

[البقرة: 235]

{أَكْنَنتُمْ}

(2)

: أَضْمَرْتُمْ، وَكُلُّ شَيْءٍ صُنْتَهُ

(3)

فَهوَ مَكْنُونٌ

(4)

.

(1)

من قوله: «{أَوْ أَكْنَنتُمْ

}» إلى: «{غَفُورٌ حَلِيمٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «{أَوْ أَكْنَنتُمْ}» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «وأَضْمَرْتَهُ» .

(4)

من قوله: «أضمرتم» إلى قوله «مكنون» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.

ص: 411

5124 -

وَقَالَ لِي طَلْقٌ: حدَّثنا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {فِيمَا

⦗ص: 412⦘

عَرَّضْتُم

(1)

}. يَقُولُ: إِنِّي أُرِيدُ التَّزْوِيجَ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّهُ تَيَسَّرَ

(2)

لِي امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ.

وَقَالَ الْقَاسِمُ: يَقُولُ: إِنَّكِ عَلَيَّ كَرِيمَةٌ، وَإِنِّي فِيكِ لَرَاغِبٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَسَائِقٌ إِلَيْكِ خَيْرًا، أَوْ نَحْوَ هَذَا.

وَقَالَ عَطَاءٌ: يُعَرِّضُ وَلَا يَبُوحُ، يَقُولُ: إِنَّ لِي حَاجَةً، وَأَبْشِرِي، وَأَنْتِ بِحَمْدِ اللهِ نَافِقَةٌ. وَتَقُولُ هِيَ: قَدْ أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، وَلَا تَعِدُ شَيْئًا، وَلَا يُوَاعِدُ

(3)

وَلِيّهَا بِغَيْرِ عِلْمِهَا، وَإِنْ وَاعَدَتْ رَجُلًا فِي عِدَّتِهَا، ثُمَّ نَكَحَهَا بَعْدُ لَمْ يُفَرَّقْ بَيْنَهُمَا.

وَقَالَ الْحَسَنُ: {لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} : الزِّنَا.

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الْكِتَابُ أَجَلَهُ

(4)

}: تَنْقَضِي الْعِدَّةُ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء}» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُسِّرَ» .

(3)

في (و، ب): «ولا يواعدْ» بالجزم.

(4)

في رواية أبي ذر: «{حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «انْقِضاءُ العِدَّةِ» .

ص: 411

(35)

‌ بابُ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ التَّزْوِيجِ

ص: 412

5125 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُكِ

(1)

فِي الْمَنَامِ، يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، يُقَالُ

(2)

لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ

(3)

، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أُرِيتُكِ» .

(2)

في (و، ب): «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هِيَ أنْتِ» .

ص: 412

5126 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ

⦗ص: 413⦘

لأَهَبَ لَكَ نَفْسِي. فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأسَهُ

(2)

، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. فَقالَ:«هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» قالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟» فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. قالَ: «انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا خَاتَمًا

(3)

مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي -قَالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ- فَلَهَا نِصْفُهُ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ

(4)

شَيْءٌ». فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلَسُهُ، ثُمَّ قَامَ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قالَ:«مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قالَ: مَعِي سُورَةُ

(5)

كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا

(6)

. عَدَّدَهَا

(7)

، قالَ:«أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ:«اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «جاءت إلى رسولِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «وذَكَرَ الحَدِيثَ كُلَّهُ» ، بدل إتمامه، وتتمته ثابتة في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(3)

في رواية أبي ذر: «ولَا خاتَمٌ» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنْهُ» .

(5)

ضبطت في (ب) بالنصب في المواضع الثلاثة، نقلًا عن اليونينية.

(6)

في رواية أبي ذر: «عَادَّهَا» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 412

(36)

‌ بابُ مَنْ قالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ

؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] فَدَخَلَ فِيهِ الثَّيِّبُ، وَكَذَلِكَ الْبِكْرُ، وَقَالَ: {وَلَا تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤمِنُوا

(1)

} [البقرة: 221]، وَقَالَ:{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ} [النور: 32]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 413

5127 -

قالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ.

⦗ص: 414⦘

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(2)

: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ

(3)

أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لاِمْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا: أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ

(4)

، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الاِسْتِبْضَاعِ. وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا

(5)

لَيَالِيَ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ

(6)

الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلَانُ. تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ

(7)

الرَّجُلُ. وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ، لَا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ

(8)

جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا، كُنَّ

يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ

(9)

أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ الْقَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ

(10)

، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا

⦗ص: 415⦘

بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

(2)

زاد في (ب): «قال» .

(3)

لفظة: «وليته» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

إلى هنا انتهى السقط في النسخة (ص) الذي بدأ عند قوله: «وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم» من الحديث، ر:5122.

(5)

لفظة: «عليها» ليست في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَرَفْتُ» .

(7)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر: «يَمْتَنِعَ مِنْهُ» . وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(8)

في رواية أبي ذر: «لا تَمْنَعُ مَنْ» .

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِمَنْ» .

(10)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فالْتاطَتْهُ» .

ص: 413

5128 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:{وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [النساء: 127]. قالَتْ: هَذَا فِي الْيَتِيمَةِ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ، لَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ شَرِيكَتَهُ فِي مَالِهِ، وَهوَ أَوْلَى بِهَا، فَيَرْغَبُ

(1)

أَنْ يَنْكِحَهَا، فَيَعْضُلَهَا لِمَالِهَا، وَلَا يُنْكِحَهَا غَيْرَهُ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَشْرَكَهُ أَحَدٌ فِي مَالِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَنْها» .

ص: 415

5129 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ

(1)

: أخبَرَني سَالِمٌ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنِ ابْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، تُوُفِّي بِالْمَدِينَةِ، فَقالَ عُمَرُ: لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، فَقالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي فَقالَ: بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا. قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: إِنْ شِئتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» ، وبهامشهما: هكذا «قال» مكررة في اليونينية، الأولى آخر السطر، والثانية أول السطر الآخر. اهـ.

ص: 415

5130 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ:{فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} قَالَ:

حدَّثني مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ، قالَ: زَوَّجْتُ أُخْتًا لِي مِنْ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَا، حَتَّى إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا جَاءَ يَخْطُبُهَا، فَقُلْتُ لَهُ: زَوَّجْتُكَ وَفَرَشْتُكَ

(1)

وَأَكْرَمْتُكَ، فَطَلَّقْتَهَا، ثُمَّ جِئْتَ

⦗ص: 416⦘

تَخْطُبُهَا، لَا وَاللهِ لَا تَعُودُ إِلَيْكَ أَبَدًا. وَكَانَ رَجُلًا لَا بَأْسَ بِهِ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تُرِيدُ أَنَّ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ:{فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} . فَقُلْتُ: الآنَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وأَفْرَشْتُكَ» .

ص: 415

(37)

‌ بابٌ: إِذَا كَانَ الْوَلِيُّ هُوَ الْخَاطِبُ

(1)

وَخَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ امْرَأَةً هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِهَا، فَأَمَرَ رَجُلًا فَزَوَّجَهُ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لأُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ قَارِظٍ: أَتَجْعَلِينَ أَمْرَكِ إِلَيَّ؟ قالَتْ: نَعَمْ. فَقالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُكِ.

وَقَالَ عَطَاءٌ: لِيُشْهِدْ أَنِّي قَدْ نَكَحْتُكِ، أَوْ لِيَأْمُرْ

(2)

رَجُلًا مِنْ عَشِيرَتِهَا.

وَقَالَ سَهْلٌ: قَالَتِ امْرَأَةٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَهَبُ لَكَ نَفْسِي. فَقالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا.

(1)

ضبطت في (ب، ص) بالنصب.

(2)

ضبطت في (ن): «ليأمرَ» .

ص: 416

5131 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي قَوْلِهِ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قالَتْ: هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ الرَّجُلِ، قَدْ شَرِكَتْهُ فِي مَالِهِ، فَيَرْغَبُ

عَنْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا غَيْرَهُ، فَيَدْخُلَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، فَيَحْبِسُهَا، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ.

ص: 416

5132 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ:

حدَّثنا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسًا، فَجَاءَتْهُ

(1)

امْرَأَةٌ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَخَفَّضَ فِيهَا النَّظَرَ

(2)

وَرَفَعَهُ، فَلَمْ يُرِدْهَا، فَقالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: زَوِّجْنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ،

⦗ص: 417⦘

قالَ: «أَعِنْدَكَ

(3)

مِنْ شَيْءٍ؟» قالَ: مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ. قالَ: «وَلَا خَاتَمًا

(4)

مِنْ حَدِيدٍ؟». قالَ: وَلَا خَاتَمًا

(5)

مِنَ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ أَشُقُّ بُرْدَتِي هَذِهِ فَأُعْطِيهَا النِّصْفَ، وَآخُذُ النِّصْفَ. قالَ: «لَا

(6)

، هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ:«اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فَجَاءَتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «البَصَرَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هَلْ عِنْدَكَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «ولا خاتَمٌ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ولا خاتَمٌ» .

(6)

قوله: «قال: لا» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 416

(38)

‌ بابُ إِنْكَاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ

؛ لِقَوْلِهِ

(1)

تَعَالَى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق: 4] فَجَعَلَ عِدَّتَهَا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ قَبْلَ الْبُلُوغِ

(1)

في رواية أبي ذر: «لقول الله» .

ص: 417

5133 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وَهيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَمَكثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.

ص: 417

(39)

‌ بابُ تَزْوِيجِ الأَبِ ابْنَتَهُ مِنَ الإِمَامِ

وَقَالَ عُمَرُ: خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ حَفْصَةَ فَأَنْكَحْتُهُ.

ص: 417

5134 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وَهيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. قَالَ

(1)

هِشَامٌ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 417

(40)

‌ بابٌ: السُّلْطَانُ وَلِيٌّ

؛ بِقَوْلِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «زَوَّجْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ»

(1)

في رواية أبي ذر: «لِقَوْلِ» .

ص: 418

5135 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي وَهَبْتُ مِنْ

(1)

نَفْسِي. فَقَامَتْ طَوِيلًا، فَقالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. قَالَ

(2)

: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا؟» قالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا إِزَارِي. فَقالَ: «إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ جَلَسْتَ لَا إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ شَيْئًا» . فَقالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا، فَقالَ:«الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَلَمْ يَجِدْ، فَقالَ:«أَمَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟» قالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا. لِسُوَرٍ سَمَّاهَا، فَقالَ: «زَوَّجْنَاكَهَا

(3)

بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».

(1)

ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«مِنْكَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «قَدْ زَوَّجْنَاكَهَا» .

ص: 418

(41)

‌ بابٌ: لَا يُنْكِحُ الأَبُ وَغَيْرُهُ الْبِكْرَ وَالثَّيِّبَ إِلَّا بِرِضَاها

ص: 418

5136 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حدَّثهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تُنْكَحِ

(1)

الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأمَرَ، وَلَا تُنْكَحِ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأذَنَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قالَ:«أَنْ تَسْكُتَ» .

(1)

ضُبطت في اليونينية في هذا الموضع والآتي بضبطين: المثبت، و «تُنْكَحُ» .

ص: 418

5137 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قالَ: أخبَرَنا

(1)

اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

عَنْ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي

(2)

! قالَ: «رِضَاهَا صَمْتُهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «تَسْتَحْيِي» .

ص: 418

(42)

بابٌ: إِذَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهيَ كَارِهَةٌ فَنِكَاحُهُا

(1)

مَرْدُودٌ

(1)

في (و، ب، ص): «فنكاحه» .

ص: 419

5138 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ:

عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الأَنْصَارِيَّةِ: أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ نِكَاحَهُ.

5139 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَزِيدُ: أخبَرَنا يَحْيَى: أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ حدَّثَاهُ:

أَنَّ رَجُلًا يُدْعَى خِذَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ نَحْوَهُ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 419

(43)

‌ بابُ تَزْوِيجِ الْيَتِيمَةِ،

{وَإِنْ

(1)

خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ} [النساء: 3]

وإِذا قالَ لِلْوَلِيِّ: زَوِّجْنِي فُلَانَةَ، فَمَكُثَ سَاعَةً، أَوْ قالَ: مَا مَعَكَ؟ فَقالَ: مَعِي كَذَا

وَكَذَا، أَوْ لَبِثَا، ثُمَّ قالَ: زَوَّجْتُكَهَا، فَهوَ جَائِزٌ.

فَيهِ سَهْلٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «لقوله: {فَإِنْ

}».

ص: 419

5140 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -وَقَالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ -: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَ لَهَا: يَا أُمَّتَاهْ: {وَإِنْ

(1)

خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} إِلَى

(2)

: {مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} . قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذِهِ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي جَمَالِهَا وَمَالِهَا، وَيُرِيدُ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ صَدَاقِهَا

(3)

، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ

⦗ص: 420⦘

الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا بِنِكَاحِ مَنْ سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: اسْتَفْتَى

(4)

النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء} إِلَى

(5)

: {وَتَرْغَبُونَ

(6)

}. فَأَنْزَلَ اللَّهُ

(7)

لَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ: أَنَّ الْيَتِيمَةَ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ مَالٍ وَجَمَالٍ رَغِبُوا فِي نِكَاحِهَا وَنَسَبِهَا وَالصَّدَاقِ، وَإِذَا كَانَتْ مَرْغُوبًا عَنْهَا فِي قِلَّةِ الْمَالِ وَالْجَمَالِ تَرَكُوهَا وَأَخَذُوا غَيْرَهَا مِنَ النِّسَاءِ، قالَتْ: فَكَمَا يَتْرُكُونَهَا حِينَ يَرْغَبُونَ عَنْهَا، فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَنْكِحُوهَا إِذَا رَغِبُوا فِيهَا، إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهَا وَيُعْطُوهَا

(8)

حَقَّهَا الأَوْفَى مِنَ الصَّدَاقِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «{فَإِنْ}» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَوْلِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في صَدَاقِها» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَاسْتَفْتَى» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَوْلِهِ» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «{أَن تَنكِحُوهُنَّ}» .

(7)

زاد في اليونينية بين الأسطر: «عز وجل» .

(8)

قوله: «وَيُعْطُوهَا» ليس في (ن).

ص: 419

(44)

‌ بابٌ

(1)

: إِذَا قالَ الْخَاطِبُ لِلْوَلِيِّ

(2)

: زَوِّجْنِي فُلَانَةَ،

فَقالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَ

بِكَذَا وَكَذَا. جَازَ النِّكَاحُ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ لِلزَّوْجِ: أَرَضِيتَ أَوْ: قَبِلْتَ؟

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

قوله: «للولي» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 420

5141 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي

حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ

(1)

: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، فَقَالَ: «مَا لِي الْيَوْمَ فِي النِّسَاءِ

(2)

مِنْ حَاجَةٍ». فَقالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ زَوِّجْنِيهَا. قَالَ: «مَا عِنْدَكَ؟» قالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ

(3)

. قَالَ: «فَمَا عِنْدَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قالَ: كَذَا وَكَذَا. قالَ: «فَقَدْ

(4)

مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالنِّساءِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَالَ: أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. قالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ» . وبمحاذاتها: «صح أصل كذا» ، وكتب فوقها:(كذا).

(4)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ: قَدْ» .

ص: 420

(45)

‌ بابٌ: لَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَدَعَ

ص: 421

5142 -

حدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ

(1)

قالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ: «نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلا يَخْطُب الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ» ، زاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 421

5143 -

5144 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ:

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَأْثُرُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا

(1)

إِخْوَانًا، وَلا يَخْطُبُ

(2)

الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

أهمل ضبط الباء في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية.

ص: 421

(46)

‌ بابُ تَفْسِيرِ تَرْكِ الْخِطْبَةِ

ص: 421

5145 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ، قالَ عُمَرُ: لَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ،

(1)

إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.

تَابَعَهُ يُونُسُ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 421

(47)

‌ بابُ الْخُطْبَةِ

ص: 421

5146 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:

⦗ص: 422⦘

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَسِحْرًا» .

ص: 421

(48)

‌ بابُ ضَرْبِ الدُّفِّ فِي النِّكَاحِ وَالْوَلِيمَةِ

ص: 422

5147 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ

(1)

: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ:

قَالَتْ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ

(2)

حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا، يَضْرِبْنَ

بِالدُّفِّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، إِذْ

(3)

قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ:

وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ

(4)

فَقَالَ: «دَعِي هَذِهِ، وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنْ بِشْرِ بنِ المُفَضَّلِ» (ن، ق)، وعزاها في باقي الأصول إلى حاشية الأصل مطلقًا.

(2)

في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَدْخُلُ» .

(3)

لفظة: «إذ» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «غَدْ» ، وإسكان الذال هو رواية كريمة.

ص: 422

(49)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(1)

: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}

[النساء: 4] وَكَثْرَةِ الْمَهْرِ، وَأَدْنَى مَا يَجُوزُ مِنَ الصَّدَاقِ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا} [النساء: 20]، وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ

(3)

} [البقرة: 236]

وَقَالَ سَهْلٌ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية كريمة وأبي ذر زيادة: «{فَرِيضَةً}» .

ص: 422

5148 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:

⦗ص: 423⦘

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ، فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَشَاشَةَ الْعُرْسِ

(1)

، فَسَأَلَهُ، فَقالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ.

(2)

وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «العَرُوسِ» . وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا شَبِيهَ العرس» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 422

(50)

‌ بابُ التَّزْوِيجِ عَلَى الْقُرْآنِ وَبِغَيْرِ صَدَاقٍ

ص: 423

5149 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ

(1)

:

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: إِنِّي لَفِي الْقَوْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ قَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَ

(2)

فِيهَا رَأيَكَ. فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَ

(3)

فِيهَا رَأيَكَ، فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتِ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَ

(4)

فِيهَا رَأيَكَ

(5)

. فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنْكِحْنِيهَا، قالَ:«هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» قالَ: لَا. قالَ: «اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ فَطَلَبَ، ثُمَّ جَاءَ فَقالَ: مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ

(6)

: «هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟» قالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. قالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

لفظة: «يقول» ثابتة في رواية كريمة أيضاً، وقد صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (و) دون رقم:«فرَأْ» في المواضع الثلاثة، وهو المثبت في متن (ق) ونسخة البقاعي، وأشار إليها في الإرشاد.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

من قوله: «فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتِ الثَّالِثَةَ» إلى قوله: «رأيك» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

ص: 423

(51)

‌ بابُ الْمَهْرِ بِالْعُرُوضِ وَخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ

ص: 424

5150 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِرَجُلٍ: «تَزَوَّجْ وَلَوْ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ» .

ص: 424

(52)

‌ بابُ الشُّرُوطِ فِي النِّكَاحِ

وَقَالَ عُمَرُ: مَقَاطِعُ الْحُقُوقِ عِنْدَ الشُّرُوطِ.

وَقَالَ الْمِسْوَرُ

(1)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ فَأَحْسَنَ، قالَ: «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي

(2)

، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مَخْرَمَةَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وصَدَقَنِي» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوَفانِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 424

5151 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: حدَّثنا لَيْثٌ

(1)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «اللَّيْثُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 424

(53)

‌ بابُ الشُّرُوطِ الَّتِي لَا تَحِلُّ فِي النِّكَاحِ

وَقَالَ

ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا تَشْتَرِطِ

(1)

الْمَرْأَةُ

(2)

طَلَاقَ أُخْتِهَا.

(1)

ضبطت في (و) بالرفع: «تشترطُ» ، وهو موافق لنسخة البقاعي.

(2)

لفظة: «المرأةُ» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 424

5152 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ زَكَرِيَّا -هُوَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ- عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تَسْأَلُ طَلَاقَ أُخْتِهَا، لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا؛ فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا» .

ص: 425

(54)

‌ بابُ الصُّفْرَةِ لِلْمُتَزَوِّجِ

وَرَوَاهُ

(1)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «رواه» بدون الواو.

ص: 425

5153 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ. قالَ:«كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا؟» قالَ: زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

ص: 425

(55)

بابٌ

(1)

(1)

لفظة: «باب» ليست في نسخة. (ب، ص).

ص: 425

5154 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ فَأَوْسَعَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، فَخَرَجَ كَمَا يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ، فَأَتَى حُجَرَ أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ يَدْعُو وَيَدْعُونَ لَهُ

(1)

، ثُمَّ انْصَرَفَ فَرَأَى رَجُلَيْنِ فَرَجَعَ، لَا أَدْرِي: آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ بِخُرُوجِهِمَا.

(1)

لفظة: «له» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص) وهي مهمشة عندهما.

ص: 425

(56)

‌ بابٌ: كَيْفَ يُدْعَى لِلْمُتَزَوِّجِ

ص: 426

5155 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ-، عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، قالَ:«مَا هَذَا؟» قالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

ص: 426

(57)

‌ بابُ الدُّعَاءِ لِلنِّسَاءِ

(1)

اللَّاتِي يَهْدِينَ

(2)

الْعَرُوسَ وَلِلْعَرُوسِ

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «للنِّسْوَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يُهْدِينَ» .

ص: 426

5156 -

حدَّثنا فَرْوَةُ

(1)

: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْنِي أُمِّي فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبِي المَغْرَاءِ» .

ص: 426

(58)

‌ بابُ مَنْ أَحَبَّ الْبِنَاءَ قَبْلَ الْغَزْوِ

ص: 426

5157 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ

(1)

، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي

(2)

رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْتَنِيَ

(3)

بِهَا، وَلَمْ يَبْنِ بِهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «عَبْدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ» .

(2)

أهمل ضبطها في (ن)، وبهامش (ب، ص): الجزم من الفرع. اهـ.

(3)

في (و، ب، ص): «يَبْنِيَ» .

ص: 426

(59)

‌ بابُ مَنْ بَنَى بِامْرَأَةٍ، وَهيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

ص: 426

5158 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ:

⦗ص: 427⦘

تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَهيَ ابْنَةُ

(1)

سِتٍّ

(2)

، وَبَنَى بِهَا وَهيَ ابْنَةُ

(3)

تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِتِّ سِنِينَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .

ص: 426

(60)

‌ بابُ الْبِنَاءِ فِي السَّفَرِ

ص: 427

5159 -

حدَّثنا

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(1)

: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا، يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى

(2)

وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، أَمَرَ بِالأَنْطَاعِ فَأُلْقِيَ فِيهَا مِنَ التَّمْرِ وَالأَقِطِ وَالسَّمِنِ

(3)

، فَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ، فَقالَ الْمُسْلِمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ، أَوْ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ؟ فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهيَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمؤمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهيَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ. فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ

(4)

لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني مُحَمَّدُ هو ابنُ سَلامٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «علَى» .

(3)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الميم.

(4)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: «وطَّى» بالياء، وفي (و، ق): «وطَّأ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 427

(61)

‌ بابُ الْبِنَاءِ بِالنَّهَارِ بِغَيْرِ مَرْكَبٍ وَلَا نِيرَانٍ

ص: 427

5160 -

حدثني

(1)

فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْنِي أُمِّي فَأَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضُحًى.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 427

(62)

‌ بابُ الأَنْمَاطِ وَنَحْوِهَا لِلنِّسَاءِ

ص: 427

5161 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ:

⦗ص: 428⦘

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلِ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟» قَلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ

(1)

؟! قالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ» .

(1)

في (و): «الأنماط» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 427

(63)

‌ بابُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي

(1)

يَهْدِينَ

(2)

الْمَرْأَةَ إِلَى زَوْجِهَا

(3)

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الَّتِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يُهْدِينَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَدُعائِهنَّ بالبَرَكَةِ» .

ص: 428

5162 -

حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ» .

ص: 428

(64)

‌ بابُ الْهَدِيَّةِ لِلْعَرُوسِ

ص: 428

5163 -

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ -وَاسْمُهُ الْجَعْدُ-:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: مَرَّ بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي. فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقالَ لِي:«ضَعْهَا» . ثُمَّ أَمَرَنِي فَقالَ: «ادْعُ لِي رِجَالًا -سَمَّاهُمْ- وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ» . قالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ وَتَكَلَّمَ بِهَا

(2)

مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأكُلُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُ لَهُمُ: «اذْكُرُوا

⦗ص: 429⦘

اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ». قالَ: حَتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْهَا، فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ، وَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، قالَ: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الْحُجُرَاتِ

وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ

(3)

، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا. فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ وَإِنِّي لَفِي الْحُجْرَةِ، وَهوَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ

(4)

لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ

(5)

وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأنِسِينَ

(6)

لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤذِي

(7)

النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53]. قالَ أَبُو عُثْمَانَ: قالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ خَدَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى رسولِ اللهِ» .

(2)

لفظة: «بها» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.

(3)

ضبط الراء والهاء في الأصول وأهمل ضبط باقي الحروف.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو.

(5)

في رواية أبي ذر: «إلَى قولِهِ: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}» بدل إتمام الآية.

(6)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو.

(7)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو.

ص: 428

(65)

‌ بابُ اسْتِعَارَةِ الثِّيَابِ لِلْعَرُوسِ وَغَيْرِهَا

ص: 429

5164 -

حدثني

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ، إِلَّا جُعِلَ

(2)

لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجُعِلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةٌ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضبطت في (ب، ص): «جَعَلَ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«جَعَلَ اللهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً» .

ص: 429

(66)

‌ بابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ

ص: 429

5165 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا لَوْ أَنَّ

(1)

أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ،

⦗ص: 430⦘

اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ

(2)

-أَوْ: قُضِيَ- وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا».

(1)

لفظة: «أنَّ» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

قوله: «في ذلك» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 429

(67)

‌ بابٌ: الْوَلِيمَةُ حَقٌّ

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

ص: 430

5166 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:

أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَكَانَ

(1)

أُمَّهَاتِي يُوَاظِبْنَنِي

(2)

عَلَى خِدْمَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَتُوُفِّي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ

(3)

جَحْشٍ: أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا، فَدَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ، ثُمَّ خَرَجُوا وَبَقِيَ رَهْطٌ مِنْهُمْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَطَالُوا الْمُكْثَ

(4)

، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ لِكَيْ يَخْرُجُوا، فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَشَيْتُ، حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَإِذَا هُمْ

جُلُوسٌ لَمْ يَقُومُوا، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ، وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَكُنَّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُوَاطِئْنَنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(4)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الميم في اليونينية. اهـ.

ص: 430

(68)

‌ بابُ الْوَلِيمَةِ وَلَوْ بِشَاةٍ

ص: 431

5167 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه قالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ:«كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟» قالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.

وَعَنْ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ

(1)

أَنَسًا قالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، نَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الأَنْصَارِ، فَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقالَ: أُقَاسِمُكَ مَالِي، وَأَنْزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَى امْرَأَتَيَّ. قالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ. فَخَرَجَ إِلَى السُّوقِ فَبَاعَ وَاشْتَرَى، وَأَصَابَ

(2)

شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَتَزَوَّجَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَمِعَ» .

(2)

في (و، ب، ص): «فأصابَ» .

ص: 431

5168 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: مَا أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ، أَوْلَمَ بِشَاةٍ.

ص: 431

5169 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ

(1)

، عَنْ شُعَيْبٍ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِحَيْسٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حدَّثنا عَبْدُ الوَارِثِ» .

ص: 431

5170 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ بَيَانٍ

(1)

:

⦗ص: 432⦘

سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: بَنَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ، فَأَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا إِلَى الطَّعَامِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 431

(69)

‌ بابُ مَنْ أَوْلَمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَعْضٍ

ص: 432

5171 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ:

ذُكِرَ تَزْوِيجُ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

جَحْشٍ عِنْدَ أَنَسٍ فَقالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْلَمَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَيْهَا، أَوْلَمَ بِشَاةٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

ص: 432

(70)

‌ بابُ مَنْ أَوْلَمَ بِأَقَلَّ مِنْ شَاةٍ

ص: 432

5172 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ:

عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قالَتْ: أَوْلَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ.

ص: 432

(71)

‌ بابُ حَقِّ إِجَابَةِ الْوَلِيمَةِ وَالدَّعْوَةِ،

وَمَنْ أَوْلَمَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَنَحْوَهُ

وَلَمْ يُوَقِّتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَلَا يَوْمَيْنِ.

ص: 432

5173 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا» .

ص: 432

5174 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ

(1)

: حدَّثني مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فُكُّوا الْعَانِيَ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ

(2)

».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «المَرْضَى» . قارن بما في الإرشاد.

ص: 432

5175 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ:

قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنهما: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجنازَةِ

(1)

، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ

(2)

، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي. وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ، وَالْقَسِّيَّةِ، وَالإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ.

تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَالشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ: فِي إِفْشَاءِ السَّلَامِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«الجَنَائِزِ» ، وعكس في (ص) فجعل المتن حاشية وعزاها إلى رواية أبي ذر والمستملي، والحاشية متنًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُقْسِمِ» .

ص: 433

5176 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(1)

:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: دَعَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُرُسِهِ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ يَوْمَئِذٍ خَادِمَهُمْ، وَهيَ الْعَرُوسُ، قالَ سَهْلٌ: تَدْرُونَ مَا سَقَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَكَلَ سَقَتْهُ إِيَّاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن أبيه» بدله.

ص: 433

(72)

‌ بابُ مَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ

ص: 433

5177 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم.

ص: 433

(73)

‌ بابُ مَنْ أَجَابَ إِلَى كُرَاعٍ

ص: 433

5178 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

⦗ص: 434⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ

(1)

لَقَبِلْتُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «كُرَاعٌ» .

ص: 433

(74)

‌ بابُ إِجَابَةِ الدَّاعِي فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِهَا

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «وغيرِه» .

ص: 434

5179 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ

(1)

:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا» . قالَ: كَانَ

(2)

عَبْدُ اللهِ يَأتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِ الْعُرْسِ وَهوَ صَائِمٌ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وكان» .

ص: 434

(75)

‌ بابُ ذَهَابِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِلَى الْعُرْسِ

ص: 434

5180 -

حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءً وَصِبْيَانًا مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ، فَقَامَ مُمْتَنًّا فَقالَ:«اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ» .

ص: 434

(76)

‌ بابٌ: هَلْ يَرْجِعُ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا فِي الدَّعْوَةِ؟

وَرَأَى ابْنُ مَسْعُودٍ

(1)

صُورَةً فِي الْبَيْتِ فَرَجَعَ.

وَدَعَا ابْنُ عُمَرَ أَبَا أَيُّوبَ، فَرَأَى فِي الْبَيْتِ سِتْرًا عَلَى الْجِدَارِ، فَقالَ ابْنُ عُمَرَ: غَلَبَنَا عَلَيْهِ النِّسَاءُ، فَقالَ: مَنْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ فَلَمْ أَكُنْ أَخْشَى عَلَيْكَ، وَاللهِ لَا أَطْعَمُ لَكُمْ طَعَامًا. فَرَجَعَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أبو مسعود» . قال في الفتح: والأول [أي: ابن مسعود] تصحيف فيما أظن. اهـ.

ص: 434

5181 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرَقَةً

(1)

فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ

(2)

، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟

(3)

» قالَتْ: فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا

(4)

لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» . وَقَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «نِمْرِقَةً» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الكراهةَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «النِّمْرِقَةً» .

(4)

في (ب، ص): «أَشْتَرَيْتُهَا» . وبهامش (ص): كذا في اليونينية بهمزة مفتوحة. اهـ.

ص: 435

(77)

‌ بابُ قِيَامِ الْمَرْأَةِ عَلَى الرِّجَالِ فِي الْعُرْسِ وَخِدْمَتِهِمْ بِالنَّفْسِ

ص: 435

5182 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ قالَ: لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ، بَلَّتْ تَمَرَاتٍ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ لَهُ فَسَقَتْهُ، تُتْحِفُهُ

(1)

بِذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَتْحَفَتْهُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«تُحْفَةً» .

ص: 435

(78)

‌ بابُ النَّقِيعِ وَالشَّرَابِ الَّذِي لَا يُسْكِرُ فِي الْعُرْسِ

ص: 435

5183 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ:

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِعُرْسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَهيَ الْعَرُوسُ فَقَالَتْ

(1)

-أَو قَالَ-: أَتَدْرُونَ

(2)

مَا أَنْقَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقَالَتْ: أَوَ مَا تَدْرُون» .

ص: 435

(79)

‌ بابُ الْمُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ،

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ»

ص: 436

5184 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «عَوَجٌ» .

ص: 436

(80)

‌ بابُ الْوَصَاةِ بِالنِّسَاء

ص: 436

5185 -

5186 - حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ

(1)

الْجُعْفِي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «الحُسَيْنُ» .

ص: 436

5187 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نَتَّقِي الْكَلَامَ وَالاِنْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، هَيْبَةَ

(1)

أَنْ ينْزلَ

(2)

فِينَا شَيْءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «هَيْبَةً» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضم الياء وفتحها، وكسر الزاي وفتحها.

ص: 436

5188 -

حدَّثنا

أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ، فَالإِمَامُ

(1)

رَاعٍ وَهوَ مَسْؤُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهوَ مَسْؤُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهيَ مَسْؤُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ

⦗ص: 437⦘

عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «والْإِمَامُ» .

ص: 436

(82)

‌ بابٌ: حُسْنُ

(1)

الْمُعَاشَرَةِ مَعَ الأَهْلِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ حُسْنِ» .

ص: 437

5189 -

حدَّثنا

(1)

سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا. قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٌٍّ، عَلَى رَأسِ جَبَلٍ: لَا سَهْلٌٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٌٍ فَيُنْتَقَلَ. قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ. قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ. قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ

(2)

، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ. قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ. قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ، وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ. قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ-أَوْ: عَيَايَاءُ- طبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ. قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍْ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍْ. قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ. قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ، قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ. قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، فَمَا

(3)

أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي، فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ

(4)

. أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ. ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، مَضْجعُهُ

(5)

كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ

(6)

ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ. بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا،

⦗ص: 438⦘

وَغَيْظُ جَارَتِهَا. جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا. قالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ

يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ، وَمِيرِي أَهْلَكِ. قالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ» .

(7)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (و، ق): «لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ»

(3)

في رواية أبي ذر: «وما» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية [ق]: «فَأَتَقَنَّحُ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَتُشْبِعُهُ» .

(7)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ [ضرب عليها بالحمرة في (ب، ص)]: قَالَ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ [في رواية أبي ذر: قال هشام]: وَلَا تُعَشِّشْ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وقَالَ بَعْضُهُمْ: فَأَتَقَمَّح. بِالْمِيمِ، وَهَذَا أَصَحُّ» . وانظر تغليق التعليق: 4/ 425.

ص: 437

5190 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَنْظُرُ،

⦗ص: 439⦘

فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ، فَاقْدرُوا

(1)

قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ.

(2)

(1)

ضبطت الدال في متن اليونينية بالكسر والضمِّ.

(2)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الخامس عشر بقراءة علاء الدين علي بن المارديني بالمدرسة المنصورية، بخط بين القصرين بالقاهرة المُعِزِّية، وذلك في يوم الأربعاء السادس عشر من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكريُّ التيميُّ القرشيُّ، عفا الله عنه.

ص: 438

(83)

‌ بابُ مَوْعِظَةِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ لِحَالِ زَوْجِهَا

ص: 439

5191 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا علَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، اللَّتَيْنِ قالَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَانِ قالَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ؟ قالَ: وَاعَجَبا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَصَخِبْتُ

(1)

عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، قالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ. فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ

(2)

مِنْهُنَّ. ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ حَفْصَةُ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ

⦗ص: 440⦘

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ

(3)

: قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أَفَتَأمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ

لِغَضَبِ رَسُولِهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم فَتَهْلِكِي؟ لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ

(5)

أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. يُرِيدُ عَائِشَةَ. قالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا

(6)

، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَلْتُ: مَا هُوَ، أَجَاءَ غَسَّانُ؟ قالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ، طَلَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ

(7)

. فَقُلْتُ: خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَشْرُبَةً

(8)

لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا؟! أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: لا أَدْرِي، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي المَشْرُبَةِ

(9)

، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ

(10)

الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ. فَقالَ: كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ: اسْتَأذِنْ لِعُمَرَ. فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، فَقالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا، قالَ: إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، فَقالَ: قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئًا

(11)

عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ

⦗ص: 441⦘

وَأَنَا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقالَ:«لَا» . فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأنِسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ

(12)

كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. يُرِيدُ عَائِشَةَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَبَسُّمَةً

(13)

أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي

بَيْتِهِ، فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ، غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسًا

(14)

وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ. فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ:«أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَغْفِرْ لِي. فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ قالَ:«مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا» ؛ مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا؟ فَقالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

(15)

». فَكَانَ

(16)

ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَسَخِبْتُ» .

(2)

في (ب، ص): «ذلكَ» .

(3)

في (و، ب، ص): «فَقُلْتُ» .

(4)

في (ب، ص) زيادة لفظ الجلالة في المتن: «رسوله الله» ، وحوَّق عليها. وبهامش (ب): كذا في اليونينية هذا التحويق.

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَغُرَّنَّكِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِتَغْزُوَنَا» .

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقال عُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ سمع ابنَ عَبَّاسٍ عن عُمَرَ فقال: اعْتَزَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أَزْواجَهُ» . انظر تغليق التعليق: 4/ 427.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَشْرَبَةً» ، وكتب فوقها «معًا» .

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «المَشْرَبَةً» .

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «المَشْرَبَةً» .

(11)

في رواية أبي ذر: «مُتَّكِئٌ» .

(12)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «إِنْ» .

(13)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَبْسِيْمَةً» .

(14)

في رواية أبي ذر: «فارِسَ» .

(15)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَيْلَةً» .

(16)

في رواية أبي ذر: «وكان» .

ص: 439

(84)

‌ بابُ صَوْمِ الْمَرْأَةِ بِإِذْنِ زَوْجِهَا تَطَوُّعًا

ص: 441

5192 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

⦗ص: 442⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَصُومُ

(1)

الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «تَصُومَنَّ» .

ص: 441

(85)

‌ بابٌ: إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا

ص: 442

5193 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 442

5194 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ» .

ص: 442

(86)

‌ بابٌ: لَا تَأذَنُِ

(1)

الْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا لأَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ

(1)

ضبطت في متن اليونينية: لَا تَأذَنِ، لَا تَأذَنُ، وفي رواية أبي ذر:«لا تَأْذَنِ» . (و، ب، ص).

ص: 442

5195 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ يُؤَدَّى إِلَيْهِ شَطْرُهُ» .

وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ أَيْضًا عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي الصَّوْمِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن النَّبيِّ» .

ص: 442

(87)

بابٌ

ص: 443

5196 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: أخبَرَنا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ

أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ».

ص: 443

(88)

‌ بابُ كُفْرَانِ الْعَشِيرِ

وَهوَ الزَّوْجُ، وَهوَ الْخَلِيطُ، مِنَ الْمُعَاشَرَةِ.

فِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 443

5197 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقالَ:«إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ! فَقالَ:«إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ -أَوْ: أُرِيتُ الْجَنَّةَ- فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» . قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «بِكُفْرِهِنَّ

(1)

». قَيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ

⦗ص: 444⦘

إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَكْفُرْنَ» .

ص: 443

5198 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ:

عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» .

تَابَعَهُ أَيُّوبُ وَسَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ.

ص: 444

(89)

‌ بابٌ: «لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ»

قَالَهُ أَبُو جُحَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 444

5199 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

حدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» .

ص: 444

(90)

‌ بابٌ: الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا

ص: 444

5200 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ

ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» .

ص: 444

(91)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء

بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}

(1)

[النساء: 34]

(1)

من قوله: «{بِمَا فَضَّلَ. . .}» إلى قوله: «{عَلِيًّا كَبِيرًا}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 445

5201 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، قالَ: حدَّثني حُمَيْدٌ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: آلَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، وَقَعَدَ

(1)

فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ عَلَى شَهْرٍ

(2)

؟ قالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فَقَعَدَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «آليتَ شَهْرًا» .

ص: 445

(92)

بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ فِي غَيْرِ بُيُوتِهِنَّ

وَيُذْكَرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَفَعَهُ

(1)

: «غَيْرَ أَنْ لَا تُهْجَرَ

(2)

إِلَّا فِي الْبَيْتِ». وَالأَوَّلُ أَصَحُّ

(3)

.

(1)

في (ب، ص): «رَفْعُهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «ولا تُهْجَرُ» .

(3)

من قوله: «ويذكر» إلى قوله: «والأول أصح» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 445

5202 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَني يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ: أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَلَفَ لَا يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ

(1)

شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا عَلَيْهِنَّ أَوْ رَاحَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ،

(2)

حَلَفْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ

(3)

شَهْرًا! قالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا» .

(1)

لفظة: «بعض» ليست في (ن)، وفي رواية أبي ذر:«نِسائِهِ» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

لفظة: «عليهنَّ» ليست في (ن).

ص: 445

5203 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا أَبُو يَعْفُورٍ، قالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ أَبِي الضُّحَى فَقَالَ:

⦗ص: 446⦘

حدَّثنا ابْنُ عَبَّاسٍ قالَ: أَصْبَحْنَا يَوْمًا وَنِسَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِينَ، عِنْدَ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَهْلُهَا، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ مَلآنٌُ

مِنَ النَّاسِ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَصَعِدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي غُرْفَةٍ لَهُ، فَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَنَادَاهُ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَقالَ: «لَا، وَلَكِنْ آلَيْتُ مِنْهُنَّ شَهْرًا» . فَمَكَثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ.

ص: 445

(93)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ،

وَقَوْلِهِ: {وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34] ضربًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ

(1)

.

ص: 446

5204 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَجْلِد

(1)

أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ، ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والجزم.

ص: 446

(94)

‌ بابٌ: لَا تُطِيعُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي مَعْصِيَةٍ

ص: 446

5205 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ -هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ-، عَنْ صَفِيَّةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا، فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا، فَقالَ: «لَا، إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلَاتُ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المَوْصُولَاتُ» .

ص: 446

5206 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ

(1)

: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:

⦗ص: 447⦘

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قالَتْ: هِيَ الْمَرْأَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ لَا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا، فَيُرِيدُ طَلَاقَهَا وَيَتَزَوَّجُ غَيْرَهَا، تَقُولُ

(2)

لَهُ: أَمْسِكْنِي وَلَا تُطَلِّقْنِي، ثُمَّ تَزَوَّجْ غَيْرِي، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَا جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يَصَّالَحَا

(3)

بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنِي محمدُ بنُ سلامٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَتَقُولُ» .

(3)

على قراءة غير الكوفيين.

ص: 446

(96)

‌ بابُ الْعَزْلِ

ص: 447

5207 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرٍ قالَ: كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «رَسُولِ اللهِ» .

ص: 447

5208 -

5209 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ عَمْرٌو: أخبَرَني عَطَاءٌ:

سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ.

وَعَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرٍ قالَ: كُنَّا نَعْزِلُ

(1)

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَانَ يُعْزَلُ» .

ص: 447

5210 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: أَصَبْنَا سَبْيًا، فَكُنَّا نَعْزِلُ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَوَإِنَّكُمْ

(1)

لَتَفْعَلُونَ -قَالَهَا ثَلَاثًا- مَا مِنْ نَسَمَةٍ كَائِنَةٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ».

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا، وفي رواية غيره:«إنكم» .

ص: 447

(97)

‌ بابُ الْقُرْعَةِ بَيْنَ النِّسَاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا

ص: 448

5211 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ

(1)

: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ الْقُرْعَةُ لِعَائشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ، تَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، فَرَكِبَتْ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا

(2)

بَيْنَ الإِذْخِرِ وَتَقُولُ: يَا رَبِّ

(3)

سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي

(4)

، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في (ن) بالإفراد.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَبِّ» بدون حرف النداء.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 448

(98)

‌ بابٌ: الْمَرْأَةُ

(1)

تَهَبُ يَوْمَهَا مِنْ زَوْجِهَا لِضَرَّتِهَا، وَكَيْفَ يقْسمُ

(2)

ذَلِكَ

(3)

؟

(1)

في (و، ب، ص) بالإضافة: «بابُ المرأةِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الياء وضمها، وفتح السِّين وكسْرها.

(3)

قوله: «وكيف يقسم ذلك» ليس في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ. «لا إلى بالحمرة» .

ص: 448

5212 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائشَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ بِيَوْمِهَا

وَيَوْمِ سَوْدَةَ.

ص: 448

(99)

‌ بابُ الْعَدْلِ بَيْنَ النِّسَاءِ:

{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاسِعًا حَكِيمًا}

(1)

[النساء: 129 - 130]

(1)

قوله: «إِلَى قَوْلِهِ: {وَاسِعًا حَكِيمًا}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 448

(100)

‌ بابٌ: إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ

(1)

(1)

الباب والترجمة ليسا في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)، والحديث عنده مندرجٌ تحت الترجمة السابقة، والحديث يصلح أن يندرج تحت كلا الترجمتين. انظر فتح الباري 9/ 389 فيحاء.

ص: 449

5213 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ: حدَّثنا خَالِدٌ

(1)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه -وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ قالَ: السُّنَّةُ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا.

(1)

تصحف في (ن) إلى: «بشر بن خالد» .

ص: 449

(101)

‌ بابٌ: إِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ

ص: 449

5214 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثنا أَيُّوبُ وَخَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا وَقَسَمَ، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَسَمَ.

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ: إِنَّ أَنَسًا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، قالَ خَالِدٌ: وَلَوْ شِئْتُ قُلْتُ: رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 449

(102)

‌ بابُ مَنْ طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ

ص: 449

5215 -

حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

أَنَّ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ.

ص: 449

(103)

‌ بابُ دُخُولِ الرَّجُلِ عَلَى نِسَائِهِ فِي الْيَوْمِ

ص: 449

5216 -

حدَّثنا

(1)

فَرْوَةُ: حدَّثنا

(2)

عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 450⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ أَكْثَرَ مَا

(3)

كَانَ يَحْتَبِسُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(3)

في رواية أبي ذر: «مِمَّا» .

ص: 449

(104)

‌ بابٌ: إِذَا اسْتَأذَنَ الرَّجُلُ نِسَاءَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ بَعْضِهِنَّ فَأَذِنَّ لَهُ

ص: 450

5217 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: قالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أخبَرَني أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ

(2)

أَنَا غَدًا؟» يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَّ

(3)

لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي، فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي، وَخَالَطَ رِيقُهُ

(4)

رِيقِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (و، ب، ص): «فَأَذِنَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 450

(105)

‌ بابُ حُبِّ الرَّجُلِ بَعْضَ نِسَائِهِ أَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ

ص: 450

5218 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ:

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم: دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقالَ: يَا بُنَيَّةِ، لَا يَغُرَّنَّكِ

(1)

هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا. يُرِيدُ

عَائِشَةَ، فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ.

(1)

بهامش (ب، ص): ليست ياء «يَغُرَّنَّكِ» منقوطة في اليونينية. اهـ.

ص: 450

(106)

‌ بابُ الْمُتَشَبِّعِ

(1)

بِمَا لَمْ يَنَلْ، وَمَا يُنْهَى مِنِ افْتِخَارِ الضَّرَّةِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابٌ الْمُتَشَبِّعُ» .

ص: 450

5219 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 451⦘

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ: حدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ:

عَنْ أَسْمَاءَ: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(2)

قوله: «رسول الله صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 450

(107)

‌ بابُ الْغَيْرَةِ

وَقَالَ وَرَّادٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ: قالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ

(1)

، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُصْفِحٍ» .

ص: 451

5220 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ» .

ص: 451

5221 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ يَزْنِي

(1)

، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَزْنِي» .

ص: 451

5222 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حدَّثَهُ:

عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ: أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا شَيْءَ أَغْيَر

(2)

مِنَ اللَّهِ».

وَعَنْ يَحْيَى: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب.

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أنه سَمِعَ أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم» . كتبت بالحمرة.

ص: 451

5223 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأتِيَ الْمُؤمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ» .

ص: 452

5224 -

حدَّثنا

(1)

مَحْمُودٌ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ، وَلَا شَيْءٍ غَيْر

(2)

نَاضِحٍ وَغَيْر فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي

(3)

الْمَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأسِي، وَهيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قالَ:«إِخْ إِخْ» . لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ

الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى رَأسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ

(4)

مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ يَكْفِينِي

(5)

سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثني» .

(2)

ضبطت «غير» هنا وفي الموضع الآتي بالنصب والجر معًا في (ن)، وبالنصب فقط في (ب، ص) وأهمل ضبطها في (و).

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ وكريمة:«وأَسْقِي» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَلَيْكِ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية كريمة: «تَكْفِينِي» بالتاء.

ص: 452

5225 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ

⦗ص: 453⦘

فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ:«غَارَتْ أُمُّكُمْ» . ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ

(1)

الَّتِي كُسَرَتْ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «البَيْتِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «كَسَرَتْ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 452

5226 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ

(2)

رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«دَخَلْتُ الْجَنَّةَ -أَوْ: أَتَيْتُ الْجَنَّةَ- فَأَبْصَرْتُ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي إِلَّا عِلْمِي بِغَيْرَتِكَ» . قالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ

(3)

، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ؟!

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «بن الخطاب: يا رسول الله» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 453

5227 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(1)

: أخبَرَني ابْنُ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا

(2)

أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ

(3)

: هَذَا لِعُمَرَ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ

(4)

فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا». فَبَكَى عُمَرُ وَهوَ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ قالَ: أَوَعَلَيْكَ

(5)

⦗ص: 454⦘

يَا رَسُولَ اللهِ أَغَارُ؟!

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بَيْنَا» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالُوا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَيْرَتَكَ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «عليك» بدون «أَوَ» . (لا إلى بالحمرة).

ص: 453

(108)

‌ بابُ غَيْرَةِ النِّسَاءِ وَوَجْدِهِنَّ

ص: 454

5228 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى» . قالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقالَ: «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ

(2)

غَضْبَى، قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ». قالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيَّ» .

ص: 454

5229 -

حدثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا

غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ؛ لِكَثْرَةِ

(1)

ذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا وَثَنَائِهِ عَلَيْهَا، وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَهَا

(2)

بِبَيْتٍ لَهَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِكَثْرَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن بَشِّرْهَا» .

ص: 454

(109)

‌ بابُ ذَبِّ الرَّجُلِ عَنِ ابْنَتِهِ فِي الْغَيْرَةِ وَالإِنْصَافِ

ص: 454

5230 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأذَنُوا

(1)

فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ، ثُمَّ لَا آذَنُ، ثُمَّ لَا آذَنُ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ؛ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي

⦗ص: 455⦘

مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا». هَكَذَا قَالَ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «اسْتَأذَنُوني» .

(2)

قوله: «هكذا قال» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 454

(110)

‌ بابٌ: يَقِلُّ الرِّجالُ ويَكْثُرُ النِّساءُ

وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَتَرَى الرَّجُلَ الْوَاحِدَ تتْبَعُهُ

(1)

أَرْبَعُونَ امْرَأَةً

(2)

يَلُذْنَ بِهِ؛ مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ».

(1)

ضُبطت في (ص) بالياء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطت بالياء والتاء في (ب).

(2)

ضبَّب عليها في (ب) نقلًا عن اليونينية، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«نِسْوَةً» .

ص: 455

5231 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا

(1)

سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ غَيْرِي: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ» .

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «بِحَدِيثٍ» .

(2)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته.

ص: 455

(111)

‌ بابٌ: لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا ذُو مَحْرَمٍ، وَالدُّخُولُ عَلَى الْمُغِيبَةِ

ص: 455

5232 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» . فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قالَ: «الْحَمْوُ

(1)

الْمَوْتُ».

ص: 455

5233 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» . فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قالَ:«ارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» .

ص: 456

(112)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ عِنْدَ النَّاسِ

ص: 456

5234 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَلَا بِهَا

(2)

، فَقالَ: «وَاللهِ إِنَّكُنَّ

(3)

لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «إنَّكُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 456

(113)

‌ بابُ مَا يُنْهَى مِنْ دُخُولِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْمَرْأَةِ

ص: 456

5235 -

حدَّثنا

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

أُمِّ سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

كَانَ عِنْدَهَا وَفِي الْبَيْتِ مُخَنَّثٌ، فَقالَ الْمُخَنَّثُ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لَكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، أَدُلُّكَ عَلَى ابْنَةِ

(3)

غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلَنَّ هَذَا عَلَيْكُم

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَيْكُنَّ» .

ص: 456

(114)

‌ بابُ نَظَرِ الْمَرْأَةِ إِلَى الْحَبَشِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ

ص: 456

5236 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

⦗ص: 457⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي

(1)

أَسْأَمُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الَّتِي» .

ص: 456

(115)

‌ بابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ لِحَوَائِجِهِنَّ

ص: 457

5237 -

حدَّثنا

(1)

فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَام، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمَعَةَ

(2)

لَيْلًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، فَقالَ: إِنَّكِ وَاللهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا. فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأُنْزِلَ

(3)

عَلَيْهِ، فَرُفِعَ عَنْهُ وَهوَ يَقُولُ: «قَدْ أُذِنَ

(4)

لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الميم.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأَنْزَلَ اللهُ» .

(4)

ضبطها في (ص): «أَذِنَ» ، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر:«أَذِنَ اللهُ» .

ص: 457

(116)

‌ بابُ اسْتِئذَانِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ

ص: 457

5238 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَأذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعَهَا

(1)

».

(1)

ضبطت في (ق، ب، ص) بالجزم.

ص: 457

(117)

‌ بابُ مَا يَحِلُّ مِنَ الدُّخُولِ وَالنَّظَرِ إِلَى النِّسَاءِ فِي الرَّضَاعِ

ص: 457

5239 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قالَتْ: جَاءَ عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَاسْتَأذَنَ عَلَيَّ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، حَتَّى أَسْأَلَ

⦗ص: 458⦘

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ:«إِنَّهُ عَمُّكِ، فَأْذَنِي لَهُ» . قالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ، وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ؟ قالَتْ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ عَمُّكِ، فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ ضُرِبَ

(1)

عَلَيْنَا الْحِجَابُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلَادَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «يُضْرَبَ» .

ص: 457

(118)

‌ بابٌ: لَا تُبَاشِرُِ

(1)

الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا

(1)

ضبطت في متن اليونينية بضبطين: لَا تُبَاشِرُ، لَا تُبَاشِرِ.

ص: 458

5240 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا» .

ص: 458

5241 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ

(1)

:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 458

(119)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِهِ

ص: 458

5242 -

حدثني مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قَالَ

(1)

سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام: لأَطُوفَنَّ

(2)

اللَّيْلَةَ بِمِئَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقالَ لَهُ الْمَلَكُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ، فَأَطَافَ بِهِنَّ، وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ». قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ قالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَأُطِيْفَنَّ» .

ص: 458

(120)

‌ بابٌ: لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الْغَيْبَةَ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ

أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ

ص: 459

5243 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ

(1)

:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ أَنْ يَأتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 459

5244 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ فَلَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا» .

ص: 459

(121)

‌ بابُ طَلَبِ الْوَلَدِ

ص: 459

5245 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ جَابِرٍ قالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا، تَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ

(1)

قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ

(2)

: «مَا يُعْجِلُكَ؟» قَلْتُ: إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرُسٍ. قالَ: «فَبِكْرًا تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا؟» قَلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قالَ: «فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ» . قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقالَ:«أَمْهِلُوا، حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا -أَيْ: عِشَاءً- لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ» . قالَ: وَحدَّثَنِي الثِّقَةُ: أَنَّهُ قالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «الْكَيْسَ الْكَيْسَ يَا جَابِرُ» . يَعْنِي: الْوَلَدَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (و، ب، ص): «قال» .

ص: 459

5246 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا دَخَلْتَ لَيْلًا، فَلَا تَدْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ،

⦗ص: 460⦘

حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ». قَالَ

(1)

: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكَ بِالْكَيْسِ الْكَيْسِ» .

تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِي الْكَيْسِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 459

(122)

‌ بابٌ: تَسْتَحِدُّ الْمُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطُ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الشَّعِثَةُ» .

ص: 460

5247 -

حدثني يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيم: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَلَمَّا قَفَلْنَا، كُنَّا

(1)

قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ، تَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي، فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَسَارَ بَعِيرِي

كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الإِبِلِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ

(2)

، قالَ:«أَتَزَوَّجْتَ؟» قَلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «أَبِكْرًا

(3)

أَمْ ثَيِّبًا؟» قالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا. قالَ: «فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ» . قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقالَ:«أَمْهِلُوا، حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا -أَيْ: عِشَاءً- لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِعُرُسٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِكْرًا» .

ص: 460

5248 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ:

اخْتَلَفَ النَّاسُ بِأَيِّ شَيْءٍ دُوِيَ رَسُولُ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، فَسَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ

⦗ص: 461⦘

السَّاعِدِيَّ، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ. فَقالَ: وَمَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ

(2)

أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، كَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَعَلِيٌّ يَأتِي بِالْمَاءِ عَلَى تُرْسِهِ، فَأُخِذَ حَصِيرٌ فَحُرِّقَ، فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «دُوِيَ جُرْحُ رسولِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَمَا بَقِيَ للنَّاسِ» .

ص: 460

(124)

‌ بابٌ: {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ

(1)

} [النور: 58]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{مِنكُمْ}» .

ص: 461

5249 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما سَأَلَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ أَضْحًى أَوْ فِطْرًا؟ قالَ: نَعَمْ، ولَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ. يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ

(1)

، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ

(2)

إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ إِلَى بِلَالٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ هُوَ وَبِلَالٌ إِلَى بَيْتِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «صِغَرِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يُهْوِينَ» .

ص: 461

(125)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: هَلْ أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟

وَطَعْنِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ فِي الْخَاصِرَةِ عِنْدَ الْعِتَابِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ طَعْنِ الرَّجُلِ. . .» .

ص: 461

5250 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: عَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَأسُهُ عَلَى فَخِذِي.

ص: 461

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ الطَّلَاقِ

ص: 463

(1)

‌ قولُ اللهِ

(1)

تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ

وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} [الطلاق: 1]

{أحْصَيْنَاهُ} [يس: 12]: حَفِظْنَاهُ

وَعَدَدْنَاهُ

(2)

.

وَطَلَاقُ السُّنَّةِ: أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ، وَيُشْهِدَُ

(3)

شَاهِدَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْل اللهِ» ، والكتاب عنده مُقدَّم على البسملة.

(2)

قوله: «وعددناه» ليس في رواية أبي ذر، وتفسير {أحْصَيْنَاهُ} مؤخر على تفسير طلاق السنة عنده.

(3)

بالرفع والنصب معًا في متن اليونينية.

ص: 463

5251 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهيَ حَائِضٌ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ» .

ص: 463

(2)

‌ بابٌ: إِذَا طُلِّقَتِ الْحَائِضُ يَعْتَدُّ

(1)

بِذَلِكَ الطَّلَاقِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَعْتَدُّ» .

ص: 463

5252 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ

(1)

وَهيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«لِيُرَاجِعْهَا» . قُلْتُ: تُحْتَسَبُ؟ قالَ: فَمَهْ.

وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ:«مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا» . قَلْتُ: تُحْتَسَبُ؟ قالَ: أَرَأَيْتَ

(2)

إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ.

⦗ص: 464⦘

5253 -

وَقالَ

(3)

أَبُو مَعْمَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: حُسِبَتْ عَلَيَّ بِتَطْلِيقَةٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأتَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَرَأَيْتَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

ص: 463

(3)

‌ بابُ مَنْ طَلَّقَ، وَهَلْ يُوَاجِهُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ بِالطَّلَاقِ؟

ص: 464

5254 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ، لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدَنَا مِنْهَا قالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ. فَقالَ لَهَا: «لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ

(1)

: رَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُرْوَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ.

(1)

قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي

ص: 464

5255 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَسِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ:

عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنه

(1)

، قالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقالُ لَهُ: الشَّوْطُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ، فَجَلَسْنَا

(2)

بَيْنَهُمَا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اجْلِسُوا هَاهُنَا» . وَدَخَلَ، وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ، فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ

(3)

فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ

(4)

، وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ

(5)

لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«هَبِي نَفْسَكِ لِي» . قالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ

(6)

؟ قالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ، فَقالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ

⦗ص: 465⦘

مِنْكَ. فَقالَ

(7)

: «قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ» . ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقالَ:«يَا أَبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ، وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا» .

(1)

قوله: «رضي الله عنه» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية كريمة أيضًا (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «جَلَسْنَا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «في بيتِ نخلٍ» . كتبت بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر بالنصب. كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «لِسُوقَةٍ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

ص: 464

5256 -

5257 - وَقالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

عَنْ

(1)

عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ:

عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي أُسَيْدٍ قالَا: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ

(2)

.

حدَّثنا

(3)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا.

(1)

تصحفت في (ن، و) إلى «بن» وما فيهما موافق لما في نسخة البقاعي، ويبدو أنَّه خطأ أصيل في اليونينية، وضبَّب عليها في (ن) بخط مغاير وصححه في الهامش إلى المثبت.

(2)

تصحفت في (ن) إلى «رَازِقِيَّتَيْنِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 465

5258 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ

(1)

يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهيَ حَائِضٌ؟ فَقالَ: تَعْرِفُ ابْنَ عُمَرَ؟ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَأَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا. قُلْتُ: فَهَلْ عَدَّ ذَلِكَ طَلَاقًا؟ قالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ.

(1)

تصحفت في (ن) إلى «عن» وما فيها موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 465

(4)

‌ بابُ مَنْ أَجَازَ

(1)

طَلَاقَ الثَّلَاثِ

؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى:

{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]

وَقالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي مَرِيضٍ طَلَّقَ: لَا أَرَى أَنْ تَرِثَ مَبْتُوتَتُهُ

(2)

.

وَقالَ الشَّعْبِيُّ: تَرِثُهُ.

وَقالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: تَزَوَّجُ إِذَا انْقَضَتِ الْعِدَّةُ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ الآخَرُ؟ فَرَجَعَ عَنْ ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «جَوَّزَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مَبْتُوتَةً» ، وبهامش (ب، ص) كذا منصوبة في اليونينية. اهـ.

ص: 466

5259 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ

(1)

السَّاعِدِيَّ أخبَرَهُ: أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، فَقالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ، جَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا. قالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا. فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَطَ

(2)

النَّاسِ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ

(3)

وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا». قالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَا قالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةُ

(4)

⦗ص: 467⦘

الْمُتَلَاعِنَيْنِ.

(1)

في (ب، ص): «بن ساعد» مضبَّب عليه، وبهامشهما: كذا في اليونينية، وفي الفرع وغيره:«بن سعد» . اهـ.

(2)

ضبطت في (ب، ص) بسكون السين وفتحها نقلًا عن اليونينية.

(3)

في رواية أبي ذر: «قد أُنْزِلَ فيكَ» .

(4)

ضبطت في (ب، ص): «سُنَّةَ» ، وأهمل ضبطها في (و).

ص: 466

5260 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ:

حدَّثني عُقَيْلٌ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ أخبَرَتْهُ: أَنَّ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، وَإِنِّي نَكَحْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ الْقُرَظِيَّ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ. قالَ

(2)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟! لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «اللَّيْثُ عن عُقَيْلٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 467

5261 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ

(1)

ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَتْ فَطَلَّقَ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَتَحِلُّ لِلأَوَّلِ؟ قالَ: «لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الأَوَّلُ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «امْرَأَةً» .

ص: 467

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «أزْوَاجَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 467

5262 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

⦗ص: 468⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاخْتَرْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَلَمْ يَعُدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا شَيْئًا.

ص: 467

5263 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْخِيَرَةِ، فَقَالَتْ: خَيَّرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَفَكَانَ طَلَاقًا؟! قالَ مَسْرُوقٌ: لَا أُبَالِي أَخَيَّرْتُهَا وَاحِدَةً أَوْ مِئَةً، بَعْدَ أَنْ تَخْتَارَنِي.

ص: 468

(6)

‌ بابٌ: إذا قال: فارَقْتُكِ، أوْ سَرَّحْتُكِ،

أَوِ الْخَلِيَّةُ، أَوِ الْبَرِيَّةُ

(1)

، أَوْ مَا عُنِيَ بِهِ الطَّلَاقُ، فَهُوَ عَلَى نِيَّتِهِ.

قَوْلُ

(2)

اللهِ عز وجل: {وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49]، وَقَالَ:{وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]، وَقَالَ:{فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229]، وَقَالَ:{أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 2].

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ عَلِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأمُرَانِي بِفِرَاقِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أو البرية أو الخلية» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلُ» .

ص: 468

(7)

‌ بابُ مَنْ قالَ لاِمْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ.

وَقالَ الْحَسَنُ: نِيَّتُهُ.

وَقالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: إِذَا طَلَّقَ ثَلَاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْهِ، فَسَمَّوْهُ حَرَامًا بِالطَّلَاقِ وَالْفِرَاقِ، وَلَيْسَ هَذَا كَالَّذِي يُحَرِّمُ الطَّعَامَ، لأَنَّهُ لَا يُقَالُ لِطَعَامِ

(1)

الْحِلِّ: حَرَامٌ، وَيُقَالُ لِلْمُطَلَّقَةِ: حَرَامٌ. وَقالَ فِي الطَّلَاقِ ثَلَاثًا: لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لِلطَّعامِ» .

ص: 468

5264 -

وَقالَ اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ

(1)

إِذَا سُئِلَ عَمَّنْ طَلَّقَ ثَلَاثًا قالَ: لَوْ طَلَّقْتَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِهَذَا، فَإِنْ طَلَّقْتَهَا

(2)

ثَلَاثًا حَرُمَتْ

(3)

حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني نافِعٌ: قالَ ابْنُ عُمَرَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «طَلَّقَها» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَيْرَهُ» .

ص: 469

5265 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ فَطَلَّقَهَا، وَكَانَتْ مَعَهُ مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَلَمْ تَصِلْ مِنْهُ إِلَى شَيْءٍ تُرِيدُهُ، فَلَمْ تَلْبَثْ

(1)

أَنْ طَلَّقَهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي طَلَّقَنِي، وَإِنِّي تَزَوَّجْتُ زَوْجًا غَيْرَهُ فَدَخَلَ بِي، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا مِثْلُ الْهُدْبَةِ، فَلَمْ يَقْرَبْنِي إِلَّا هَنَةً وَاحِدَةً، لَمْ يَصِلْ مِنِّي إِلَى شَيْءٍ، فَأَحِلُّ

(2)

لِزَوْجِي الأَوَّلِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحِلِّينَ لِزَوْجِكِ الأَوَّلِ حَتَّى يَذُوقَ الآخَرُ عُسَيْلَتَكِ وَتَذُوقِي

(3)

عُسَيْلَتَهُ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَلْبَثْ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَفَأَحِلُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَوْ تَذُوقِي» .

ص: 469

5266 -

حدثني الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: سَمِعَ الرَّبِيعَ بْنَ نَافِعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِذَا حَرَّمَ امْرَأَتَهُ لَيْسَ

(1)

بِشَيْءٍ، وَقَالَ: {لَكُمْ

(2)

فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ

(3)

حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَيْسَتْ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ}» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضم الهمزة وهو المثبت وبه قرأ عاصم، وبكسرها وبه قرأ الجمهور.

ص: 469

5267 -

حدثني الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ

(1)

: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ: أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ: أَنَّ أيَّتَنا

(3)

دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقالَ: «لَا، بَلْ

(4)

شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(5)

جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ». فَنَزَلَتْ:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إِلَى

(6)

: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ} [التحريم: 1 - 4]. لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} لِقَوْلِهِ: «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «الصَّبَّاحِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أنْ أَيَّتُنَا» . وبهامش (ب، ص): همزة «ان» غير مضبوطة في اليونينية.

(4)

في رواية أبي ذر: «لا بَأسَ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(6)

لفظة: «إلى» ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر، وما بعدها ابتداء ترجمة جديدة عندهما، لكن الذي في رواية ابن عساكر:«بابٌ [في (ب، ص): بابُ] {إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ} يَعْنِي لعائشة وحفصة. . .» إلى آخره.

ص: 470

5268 -

حدَّثنا

(1)

فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ

(2)

، وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ، فَيَدْنُو مِنْ إِحْدَاهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، فَاحْتَبَسَ

(3)

أَكْثَرَ مَا كَانَ يَحْتَبِسُ، فَغِرْتُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ

(4)

، فَسَقَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ شَرْبَةً، فَقُلْتُ: أَمَا وَاللهِ لَنَحْتَالَنَّ لَهُ. فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمعَةَ: إِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَإِذَا دَنَا مِنْكِ فَقُولِي: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لَا، فَقُولِي لَهُ:

⦗ص: 471⦘

مَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ

(5)

؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكَ، وَقُولِي أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ ذَاكِ

(6)

. قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ

(7)

بِمَا أَمَرْتِنِي

(8)

بِهِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا قالَتْ لَهُ سَوْدَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قَالَ:«لَا» . قالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ؟ قالَ: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ

(9)

». فَقَالَتْ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَارَ إِلَيَّ قُلْتُ لَهُ

(10)

نَحْوَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَارَ إِلَى صَفِيَّةَ قالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ،

فَلَمَّا دَارَ إِلَى حَفْصَةَ قالَتْ:

(11)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قالَ:«لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ» . قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَاللهِ لَقَدْ حَرَمْنَاهُ. قَلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «والحَلْوَى» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «عُكَّةَ عَسَلٍ» .

(5)

لفظة: «منك» ليست في رواية ابن عساكر. وزاد في (ن، و) نسبة عدم وجودها إلى رواية أبي ذر أيضًا.

(6)

في رواية أبي ذر: «ذلِكِ» .

(7)

في رواية ابن عساكر: «أُنَادِيَهُ» .

(8)

ضبطت في «و، ب، ص» : «أَمَرَتْنِي» . وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية مضبوط: «أَمَرَتْنِي» وفي غيرها الراء ساكنة والتاء مكسورة. اهـ.

(9)

لفظة: «عسل» ليست في رواية ابن عساكر.

(10)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 470

(9)

‌ بابٌ: لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ،

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى

(1)

: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ

(2)

تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 49]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَعَلَ اللَّهُ الطَّلَاقَ بَعْدَ النِّكَاحِ.

⦗ص: 472⦘

وَيُرْوَى

(3)

فِي ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَشُرَيْحٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ

(4)

، وَطَاوُوسٍ، وَالْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ

(5)

، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، وَالشَّعْبِيِّ: أَنَّهَا لَا تَطْلُقُ.

(1)

قوله: «لا طلاق قبل النكاح وقول الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية ابن عساكر: «وَرُوِيَ» .

(4)

قوله: «والقاسم وسالم» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَسَالِمٍ» .

ص: 471

(10)

‌ بابٌ: إِذَا قالَ لاِمْرَأَتِهِ وَهوَ مُكْرَهٌ: هَذِهِ أُخْتِي، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ

قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قالَ إِبْرَاهِيمُ لِسَارَةَ: هَذِهِ أُخْتِي، وَذَلِكَ فِي ذَاتِ اللهِ عز وجل» .

ص: 472

(11)

‌ بابٌ الطَّلَاقُ

(1)

فِي الإِغْلَاقِ وَالْكُرْهِ، وَالسَّكْرَانِ وَالْمَجْنُونِ

وَأَمْرِهِمَا، وَالْغَلَطِ وَالنِّسْيَانِ فِي الطَّلَاقِ وَالشِّرْكِ وَغَيْرِهِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» .

وَتَلَا الشَّعْبِيُّ: {لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].

وَمَا لَا يَجُوزُ مَنْ إِقْرَارِ الْمُوَسْوِسِ

وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلَّذِي أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ: «أَبِكَ جُنُونٌ؟» .

وَقالَ عَلِيٌّ: بَقَرَ حَمْزَةُ خَوَاصِرَ شَارِفَيَّ

(2)

، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَلُومُ حَمْزَةَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قالَ حَمْزَةُ: هَلْ

(3)

أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي؟! فَعَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ.

وَقالَ عُثْمَانُ: لَيْسَ لِمَجْنُونٍ وَلَا لِسَكْرَانَ

(4)

طَلَاقٌ.

⦗ص: 473⦘

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَلَاقُ السَّكْرَانِ وَالْمُسْتَكْرَهِ لَيْسَ بِجَائِزٍ.

وَقالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُوَسْوِسِ.

(5)

وَقالَ عَطَاءٌ: إِذَا بَدَأ

(6)

بِالطَّلَاقِ فَلَهُ شَرْطُهُ.

وَقالَ نَافِعٌ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ إِنْ خَرَجَتْ، فَقالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ خَرَجَتْ فَقَدْ بُتَّتْ

(7)

مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ

(8)

فَلَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَقالَ الزُّهْرِيُّ، فِيمَنْ قالَ: إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا فَامْرَأَتِي طَالِقٌ ثَلَاثًا: يُسْألُ عَمَّا قالَ وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبُهُ حِينَ حَلَفَ بِتِلْكَ الْيَمِينِ، فَإِنْ سَمَّى أَجَلًا أَرَادَهُ وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبُهُ حِينَ حَلَفَ، جُعِلَ ذَلِكَ فِي دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنْ قالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ، نِيَّتُهُ.

وَطَلَاقُ كُلِّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ.

وَقالَ قَتَادَةُ: إِذَا قالَ: إِذَا حَمَلْتِ فَأَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا، يَغْشَاهَا عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ مَرَّةً، فَإِنِ اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَقَدْ بَانَتْ

(9)

.

وَقالَ الْحَسَنُ: إِذَا قالَ: الْحَقِي بِأَهْلِكِ، نِيَّتُهُ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الطَّلَاقُ

عَنْ وَطَرٍ، وَالْعَتَاقُ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ.

وَقالَ الزُّهْرِيُّ: إِنْ قالَ: مَا أَنْتِ بِامْرَأَتِي، نِيَّتُهُ، وَإِنْ نَوَى طَلَاقًا فَهوَ مَا نَوَى.

وَقالَ عَلِيٌّ: أَلَمْ تَعْلَمْ

(10)

أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ

(11)

: عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ.

وَقالَ عَلِيٌّ: وَكُلُّ الطَّلَاقِ

(12)

جَائِزٌ، إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهْ

(13)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ الطَّلَاقِ» .

(2)

بهامش (ب، ص): في اليونينية: تحت الياء كسرة. اهـ.

(3)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «وَهَلْ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في (ب، ص): «بَدَا» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية: «بدا» من غير همز.

(7)

في رواية أبي ذر: «إنْ خَرَجْتِ فَقَدْ بِنْتِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَخْرُجِي» .

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِنْهُ» .

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَمْ تَرَ» .

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(12)

في رواية أبي ذر: «وَكُلُّ طَلاقٍ» .

(13)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْمَعْتُوهِ» .

ص: 472

5269 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ» .

قَالَ

(1)

قَتَادَةُ: إِذَا طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقال» ، وقول قتادة مُقدَّم في روايته على حديث مسلم بن إبراهيم.

ص: 474

5270 -

حدَّثنا أَصْبَغُ: أخبَرَنا

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(2)

: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ

(3)

:

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقالَ: إِنَّهُ قَدْ زَنَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّهِ الَّذِي أَعْرَضَ، فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ

(4)

، فَدَعَاهُ فَقالَ: «هَلْ بِكَ جُنُونٌ؟ هَلْ أَحْصَنْتَ؟

(5)

». قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ جَمَزَ حَتَّى أُدْرِكَ بِالْحَرَّةِ فَقُتِلَ.

(1)

قوله: «أخبَرَنا» ثابت في رواية ابن عساكر أيضًا. (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«أخبَرَني» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ» .

(4)

قوله: «شهادات» ليس في رواية ابن عساكر.

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُحْصِنْتَ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 474

5271 -

5272 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَخِرَ

(1)

قَدْ زَنَى. يَعْنِي نَفْسَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَخِرَ

(2)

قَدْ زَنَى. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي

(3)

أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقالَ لَهُ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لَهُ الرَّابِعَةَ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ

⦗ص: 475⦘

فَقالَ: «هَلْ بِكَ جُنُونٌ؟» قالَ: لَا. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبُوا بِهِ، فَارْجُمُوهُ» . وَكَانَ قَدْ أُحْصِنَ.

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي

(4)

مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ قالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ جَمَزَ، حَتَّى أَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ، فَرَجَمْنَاهُ حَتَّى مَاتَ.

(1)

هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(قصر).

(2)

هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(قصر).

(3)

في رواية ابن عساكر: «لِشِقِّهِ الَّذِي» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَأخْبَرَنِي» .

ص: 474

(12)

‌ بابُ الْخُلْعِ،

وَكَيْفَ الطَّلَاقُ فِيهِ؟، وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(1)

: {وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأخُذُوا

(2)

مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا}

(3)

إِلَى قَوْلِهِ: {الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229]

وَأَجَازَ عُمَرُ الْخُلْعَ دُونَ السُّلْطَانِ.

وَأَجَازَ عُثْمَانُ الْخُلْعَ دُونَ عِقَاصِ رَأسِهَا.

وَقالَ طَاوُوسٌ: {أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} فِيمَا افْتَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْعِشْرَةِ وَالصُّحْبَةِ، وَلَمْ يَقُلْ قَوْلَ السُّفَهَاءِ: لَا يَحِلُّ

(4)

حَتَّى تَقُولَ لَا أَغْتَسِلُ لَكَ

(5)

مِنْ جَنَابَةٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِهِ عز وجل» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ}» ، وقوله بعدها:«إلى قَوْلِهِ: {الظَّالِمُونَ}» ليس في روايته ولا في رواية ابن عساكر.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَحِلُّ» .

(5)

في (ب، ص): «لكِ» ، وبهامشهما: هكذا الكاف مكسورة في اليونينية. اهـ.

ص: 475

5273 -

حدَّثنا

(1)

أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثَابِتُ

⦗ص: 476⦘

بْنُ قَيْسٍ، مَا أَعْتِبُ

(2)

عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِيْنٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الإِسْلَامِ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟» قالَتْ: نَعَمْ. قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً»

(3)

.

5274 -

حدَّثنا

(4)

إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

أَنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ. بِهَذَا، وَقَالَ:«تَرُدِّينَ حَدِيقَتَهُ؟» . قالَتْ: نَعَمْ. فَرَدَّتْهَا، وَأَمَرَهُ يُطَلِّقْهَا

(5)

.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«وَطَلِّقْهَا» .

5275 -

وَعَنِ ابْنِ أَبِي تَمِيمَةَ

(6)

، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَعْتِبُ

(7)

عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ، وَلَكِنِّي

(8)

لَا أُطِيقُهُ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟» . قالَتْ: نَعَمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَعْتُبُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: لا يُتَابَعُ فيه عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(5)

بهامش (ب، ص): القاف ليست مضبوطة في اليونينية، وذكر القسطلاني أنه بالجزم، وكذا هو في الفرع. اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وعنْ أيُّوبَ بنِ أبِي تَمِيمَةَ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَعْتُبُ» .

(8)

في رواية أبي ذر والمستملي: «ولكن» .

ص: 475

5276 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ

(2)

: حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ

(3)

إِلَى النَّبِيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنْقِمُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ، إِلَّا أَنِّي أَخَافُ الْكُفْرَ

(5)

. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَتَرُدِّينَ

(6)

عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟» فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَرَدَّتْ عَلَيْهِ، وَأَمَرَهُ فَفَارَقَهَا.

⦗ص: 477⦘

5277 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ جَمِيلَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

قوله: «بن شماس» ليس في رواية ابن عساكر.

(4)

في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «تَرُدِّينَ» .

ص: 476

(13)

‌ بابُ الشِّقَاقِ،

وَهَلْ يُشِيرُ بِالْخُلْعِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ

(1)

؟ وَقَوْلِهِ

(2)

تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا

(3)

فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ

(4)

} إِلَى قَوْلِهِ: {خَبِيرًا} [النساء: 35]

(1)

في رواية ابن عساكر: «الضَّرَرِ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقَوْلِ اللهِ» ، وضبطت رواية ابن عساكر في (ب، ص): «وفي قَوْلِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمام الترجمة.

(4)

في رواية ابن عساكر زيادة: «{وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا} الآيَةَ» . بدل إتمام الترجمة.

ص: 477

5278 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

(1)

قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ بَنِي الْمُغِيرَةِ اسْتَأذَنُوا

(2)

فِي أَنْ يَنْكِحَ عَلِيٌّ ابْنَتَهُمْ، فَلَا آذَنُ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الزُّهْرِيِّ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 477

(14)

‌ بابٌ: لَا يَكُونُ بَيْعُ الأَمَةِ طَلَاقًا

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «طَلاقَها» .

ص: 477

5279 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: إِحْدَى السُّنَنِ أَنَّهَا أُعْتِقَتْ

(1)

فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا، وَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقالَ: «أَلَمْ أَرَ الْبُرْمَةَ

(2)

فِيهَا لَحْمٌ؟!». قَالُوا: بَلَى، وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ

تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأكُلُ الصَّدَقَةَ. قالَ:

⦗ص: 478⦘

«عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ»

(3)

.

(1)

لفظة: «أعتقت» ثابتة في حاشية رواية ابن عساكر (ب، ص)، وفي روايته:«عَتَقَتْ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «بُرْمَةً» .

(3)

بهامش (ن، و): آخر الجزء السابع والعشرين.

ص: 477

(15)

‌ بابُ خِيَارِ الأَمَةِ تَحْتَ الْعَبْدِ

ص: 478

5280 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا، يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ.

ص: 478

5281 -

حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ

(1)

، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: ذَاكَ مُغِيثٌ عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ -يَعْنِي زَوْجَ بَرِيرَةَ- كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَبْكِي عَلَيْهَا.

(1)

في رواية ابن عساكر: «عنْ أيُّوبَ» .

ص: 478

5282 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا أَسْوَدَ، يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، عَبْدًا لِبَنِي فُلَانٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ وَرَاءَهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ.

ص: 478

(16)

بابُ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي زَوْجِ بَرِيرَةَ

ص: 478

5283 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبَّاسٍ:«يَا عَبَّاسُ، أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا؟!» . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ رَاجَعْتِهِ

(2)

». قالَتْ

(3)

:

⦗ص: 479⦘

يَا رَسُولَ اللهِ تَأمُرُنِي؟ قالَ: «إِنَّمَا أَنَا

(4)

أَشْفَعُ». قالَتْ: لَا

(5)

حَاجَةَ لِي فِيهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية ابن عساكر: «فقالت» .

(4)

لفظة: «أنا» ليست في رواية ابن عساكر.

(5)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَلَا» .

ص: 478

(17)

بابٌ

ص: 479

5284 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَأَبَى مَوَالِيهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَذَكَرَتْ

(1)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ: فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا مَا تُصُدِّقَ

(2)

عَلَى بَرِيرَةَ، فَقالَ:«هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ» .

حَدَّثَنَا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَزَادَ: فَخُيِّرَتْ مِنْ زَوْجِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «ذَلِكَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

ص: 479

(18)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤمِنَّ

(1)

وَلأَمَةٌ مُؤمِنَةٌ

(2)

خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: 221]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 479

5285 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(1)

، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ نِكَاحِ النَّصْرَانِيَّةِ وَالْيَهُودِيَّةِ قالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمُشْرِكَاتِ عَلَى الْمؤمِنِينَ، وَلَا أَعْلَمُ مِنَ الإِشْرَاكِ شَيْئًا أَكْبَرَ

(2)

مِنْ أَنْ تَقُولَ الْمَرْأَةُ: رَبُّهَا عِيسَى، وَهوَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «اللَّيْثُ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أكْثَرَ» .

ص: 479

(19)

‌ بابُ نِكَاحِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْمُشْرِكَاتِ وَعِدَّتِهِنَّ

ص: 480

5286 -

5287 - حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَقالَ عَطَاءٌ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤمِنِينَ: كَانُوا مُشْرِكِي أَهْلِ حَرْبٍ، يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، وَمُشْرِكِي أَهْلِ عَهْدٍ

(2)

، لَا يُقَاتِلُهُمْ وَلَا يُقَاتِلُونَهُ، وَكَانَ

(3)

إِذَا هَاجَرَتِ امْرَأَةٌ

مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ لَمْ تُخْطَبْ حَتَّى تَحِيضَ وَتَطْهُرَ، فَإِذَا طَهُرَتْ حَلَّ لَهَا النِّكَاحُ، فَإِنْ هَاجَرَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْكِحَ رُدَّتْ إِلَيْهِ، وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَمَةٌ فَهُمَا حُرَّانِ، وَلَهُمَا مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ مِثْلَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: وَإِنْ هَاجَرَ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ أَهْلِ الْعَهْدِ لَمْ يُرَدُّوا، وَرُدَّتْ أَثْمَانُهُمْ.

وَقالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَتْ قَرِيبَةُ

(4)

بِنْتُ

(5)

أَبِي أُمَيَّةَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَتْ أُمُّ الْحَكَمِ ابْنَةُ

(6)

أَبِي سُفْيَانَ تَحْتَ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ

(7)

الْفِهْرِيِّ، فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «عَقْدٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَكانَ» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «قُرَيْبَةُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةُ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 480

(20)

‌ بابٌ: إِذَا أَسْلَمَتِ الْمُشْرِكَةُ أَوِ النَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الذِّمِّيِّ أَوِ الْحَرْبِيِّ

وَقالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا أَسْلَمَتِ النَّصْرَانِيَّةُ قَبْلَ زَوْجِهَا بِسَاعَةٍ حَرُمَتْ عَلَيْهِ.

وَقالَ دَاوُدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ: سُئِلَ عَطَاءٌ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ أَسْلَمَتْ، ثُمَّ أَسْلَمَ زَوْجُهَا فِي الْعِدَّةِ، أَهِيَ امْرَأَتُهُ؟ قالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَشَاءَ هِيَ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ وَصَدَاقٍ.

وَقالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا أَسْلَمَ فِي الْعِدَّةِ يَتَزَوَّجُهَا.

⦗ص: 481⦘

وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10]

وَقالَ الْحَسَنُ

(1)

وَقَتَادَةُ، فِي مَجُوسِيَّيْنِ أَسْلَمَا: هُمَا عَلَى نِكَاحِهِمَا، وَإِذَا

(2)

سَبَقَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَأَبَى الآخَرُ بَانَتْ، لَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهَا.

وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: امْرَأَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ جَاءَتْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ أَيُعَاوَضُ

(3)

زَوْجُهَا مِنْهَا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا} [الممتحنة: 10]؟ قالَ: لَا، إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَهْلِ الْعَهْدِ.

وَقَالَ

(4)

مُجَاهِدٌ: هَذَا كُلُّهُ فِي صُلْحٍ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ قُرَيْشٍ.

(1)

في رواية ابن عساكر قبل قول الحسن وقتادة زيادة: «بابٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَإذَا» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أَيُعاضُ» .

(4)

في رواية ابن عساكر: «قال» بدون الواو.

ص: 480

5288 -

حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ

(1)

: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي

(2)

يُونُسُ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: كَانَتِ

(3)

الْمُؤمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمْتَحِنُهُنَّ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤمِنَاتُ

(4)

مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] إِلَى آخِرِ

(5)

الآيَةِ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ الْمُؤمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ قالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ» ، لَا وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بِالْكَلَامِ، وَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ:«قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» . كَلَامًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «كان» .

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(5)

قوله: «إلى آخر» ليس في رواية ابن عساكر.

ص: 481

(21)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لِّلَّذِينَ يُؤلُونَ

(1)

مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ

أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ

(2)

} إِلَى قَوْلِهِ: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

(3)

[البقرة: 226، 227]

{فَإِن

(4)

فَاؤُو}: رَجَعُوا.

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

في رواية ابن عساكر زيادة: «{فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}» بدل إتمام الترجمة.

(3)

قوله: «إلى قوله: {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

قوله: «{فَإِنْ}» ليس في رواية ابن عساكر.

ص: 482

5289 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(1)

يَقُولُ: آلَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ، وَكَانَتِ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ، فَأَقَامَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ

(2)

، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلَيْتَ

(3)

شَهْرًا! فَقالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» .

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية ابن عساكر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَلَبِثْتَ» .

ص: 482

5290 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ فِي الإِيلَاءِ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ: لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدَ الأَجَلِ إِلَّا أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يَعْزِمَ بِالطَّلَاقِ

(1)

كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عز وجل.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الطلاقَ» .

ص: 482

5291 -

وَقالَ لِي إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ يُوقَفُ

(1)

حَتَّى يُطَلِّقَ، وَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ حَتَّى يُطَلِّقَ.

⦗ص: 483⦘

وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَائِشَةَ، وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُوقِفُهُ» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية أبي ذر.

ص: 482

(22)

‌ بابُ حُكْمِ الْمَفْقُودِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ

وَقالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: إِذَا فُقِدَ فِي الصَّفِّ عِنْدَ الْقِتَالِ تَرَبَّصُ امْرَأَتُهُ سَنَةً.

وَاشْتَرَى ابْنُ مَسْعُودٍ جَارِيَةً، وَالْتَمَسَ

(1)

صَاحِبَهَا سَنَةً، فَلَمْ يَجِدْهُ

(2)

، وَفُقِدَ، فَأَخَذَ يُعْطِي الدِّرْهَمَ وَالدِّرْهَمَيْنِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَنْ فُلَانٍ

(3)

، وَعَلَيَّ، وَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا

(4)

بِاللُّقَطَةِ

(5)

.

وَقالَ الزُّهْرِيُّ فِي الأَسِيرِ يُعْلَمُ مَكَانُهُ: لَا تَتَزَوَّجُ

(6)

امْرَأَتُهُ، وَلَا يُقْسَمُ مَالُهُ، فَإِذَا انْقَطَعَ خَبَرُهُ فَسُنَّتُهُ سُنَّةُ الْمَفْقُودِ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فالْتَمَسَ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فلم يُوجَدْ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ وابن عساكر زيادة: «فَإِنْ أَتَى فُلَانٌ فَلِي» ، ولفظة:«فلان» ليست في رواية أبي ذر، وضبطت رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ في (ب، ص): «أَبَى» .

(4)

في رواية أبي ذر: «افْعَلُوا» ، وزاد في (ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر.

(5)

قوله: «وَقَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، والذي في (ب، ص) أن أثر ابن مسعود كاملًا ثابت في روايتهما أيضًا، وفي روايتيهما ورواية أبي ذر وابن عساكر زيادة:«وقال ابنُ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ» .

(6)

في رواية ابن عساكر: «لا تَزَوَّجُ» .

ص: 483

5292 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ:

عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ، فَقَالَ

(1)

: «خُذْهَا؛ فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ، فَغَضِبَ وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، وَقَالَ:«مَا لَكَ وَلَهَا؟! مَعَهَا الْحِذَاءُ وَالسِّقَاءُ، تَشْرَبُ الْمَاءَ، وَتَأكُلُ الشَّجَرَ، حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» . وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقالَ:«اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا، وَعَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا، وَإِلَّا فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ» . قالَ سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ شَيْئًا غَيْرَ

⦗ص: 484⦘

هَذَا. فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ فِي أَمْرِ الضَّالَّةِ، هُوَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ يَحْيَى: وَيَقُولُ رَبِيعَةُ: عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. قالَ سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ فَقُلْتُ لَهُ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «قال» .

ص: 483

(23)

‌ بابٌ

(1)

: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}

(2)

إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ

(3)

سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجادلة: 1 - 4]

وَقالَ لِي إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ ظِهَارِ الْعَبْدِ، فَقالَ: نَحْوَ ظِهَارِ الْحُرِّ، قالَ مَالِكٌ: وَصِيَامُ الْعَبْدِ شَهْرَانِ.

وَقالَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ

(4)

: ظِهَارُ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ مِنَ الْحُرَّةِ وَالأَمَةِ سَوَاءٌ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: إِنْ ظَاهَرَ مِنْ أَمَتِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ؛ إِنَّمَا الظِّهَارُ مِنَ النِّسَاءِ.

وَفِي الْعَرَبِيَّةِ {لِمَا قَالُوا} : أَيْ

فِيمَا قَالُوا، وَفِي بَعْضِ

(5)

مَا قَالُوا، وَهَذَا أَوْلَى؛ لأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَدُلَّ عَلَى الْمُنْكَرِ وَقَوْلِ الزُّورِ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ الظِّهَارِ وقَوْلِ اللهِ تعالى» .

(2)

في رواية ابن عساكر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة.

(3)

قوله: «{فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ}» : ليس في رواية أبي ذر.

(4)

قوله: «بْنُ الْحُرِّ» ثابت في رواية المُستملي وأبي ذر أيضًا.

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية ابن عساكر: «وفي نَقْضِ» .

(6)

في رواية ابن عساكر: «وعلى قَوْلِ الزَّورِ» .

ص: 484

(24)

‌ بابُ الإِشَارَةِ فِي الطَّلَاقِ وَالأُمُورِ

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا» ، فَأَشَارَ

(1)

إِلَى لِسَانِهِ. (1304)

⦗ص: 485⦘

وَقالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ أَيْ

(2)

: «خُذِ النِّصْفَ» .

وَقَالَتْ أَسْمَاءُ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُسُوفِ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا شَأنُ النَّاسِ؟ وَهيَ تُصَلِّي، فَأَوْمَأَتْ بِرَأسِهَا إِلَى الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَوْمَأَتْ

(3)

بِرَأسِهَا: أَنْ

(4)

نَعَمْ.

وَقالَ أَنَسٌ: أَوْمَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوْمَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ: «لَا حَرَجَ» .

وَقالَ أَبُو قَتَادَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ: «آحَدٌ مِنْكُمْ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا

(5)

، أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا

(6)

؟». قَالُوا: لَا، قالَ:«فَكُلُوا» .

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وأشارَ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ» بدل: «أي» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأشارت» ، وعزاها في (ن) إلى رواية أبي ذر بدله.

(4)

في رواية أبي ذر: «أيْ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «عَلَيْه» .

(6)

في رواية أبي ذر: «إلَيْه» .

ص: 484

5293 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرِهِ، وَكَانَ كُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ، أَشَارَ إِلَيْهِ وَكَبَّرَ.

وَقَالَتْ زَيْنَبُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فُتِحَ مِنْ رَدْمِ

(1)

يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ». وَعَقَدَ تِسْعِينَ.

(1)

لفظة: «ردم» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 485

5294 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ

(2)

قَائِمٌ

⦗ص: 486⦘

يُصَلِّي، فَسَأَلَ

(3)

اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ». وَقالَ بِيَدِهِ: وَوَضَعَ أَنْمُلَتَهُ

(4)

عَلَى بَطْنِ الْوُسْطَى وَالْخِنْصِرِ، قَلْنَا: يُزَهِّدُهَا.

(1)

في رواية ابن عساكر: «عن ابن سيرين» . (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «عَبْدٌ مُسْلِمٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يَسْأَلُ» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «فيسأل» ، كتبت بالحمرة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَنْمَلَتَهُ» .

ص: 485

5295 -

وَقَالَ

(1)

الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: عَدَا يَهُودِيٌّ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى جَارِيَةٍ، فَأَخَذَ أَوْضَاحًا كَانَتْ عَلَيْهَا، وَرَضَخَ رَأسَهَا، فَأَتَى بِهَا أَهْلُهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهيَ فِي آخِرِ رَمَقٍ وَقَدْ أُصْمِتَتْ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ قَتَلَكِ؟ فُلَانٌ؟» لِغَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا، فَأَشَارَتْ بِرَأسِهَا: أَنْ لَا. قالَ: فَقَالَ

(2)

لِرَجُلٍ آخَرَ غَيْرِ الَّذِي قَتَلَهَا، فَأَشَارَتْ: أَنْ لَا. فَقالَ: «فَفُلَانٌ؟» لِقَاتِلِهَا، فَأَشَارَتْ: أَنْ نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرُضِخَ رَأسُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «قال» .

(2)

قوله: «قال: فقال» ليس في رواية أبي ذر، وعنده بدله «ففلان؟» .

ص: 486

5296 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْفِتْنَةُ مِنْ هُنَا

(1)

». وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ هاهُنا» .

ص: 486

5297 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قالَ لِرَجُلٍ: «انْزِلْ

فَاجْدَحْ لِي». قالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَمْسَيْتَ. ثُمَّ قالَ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ» . قالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَمْسَيْتَ

(1)

، إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا. ثُمَّ قالَ:«انْزِلْ فَاجْدَحْ» . فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ،

⦗ص: 487⦘

فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ، فَقالَ:«إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .

(1)

قوله: «لو أمسيت» ليس في رواية ابن عساكر.

ص: 486

5298 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ

(1)

رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ -أَوْ قالَ: أَذَانُهُ- مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّمَا يُنَادِي -أَوْ قالَ: يُؤَذِّنُ- لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ وَلَيْسَ أَنْ يَقُولَ» كَأَنَّهُ يَعْنِي الصُّبْحَ -أَوِ: الْفَجْرَ-. وَأَظْهَرَ يَزِيدُ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَدَّ إِحْدَاهُمَا مِنَ الأُخْرَى.

(1)

في رواية ابن عساكر: «عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ» .

ص: 487

5299 -

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ: فَلَا يُنْفِقُ شَيْئًا إِلَّا مَادَّتْ عَلَى جِلْدِهِ، حَتَّى تُجِنَّ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ. وَأَمَّا الْبَخِيلُ: فَلَا يُرِيدُ

(1)

يُنْفِقُ إِلَّا لَزِمَتْ

(2)

كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا، فَهوَ يُوسِعُهَا فَلَا تَتَّسِعُ

(3)

». وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى حَلْقِهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَزِقَتْ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «ولا تَتَّسِعُ» .

ص: 487

(25)

‌ بابُ اللِّعَانِ،

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الصَّادِقِينَ}

(1)

[النور: 6 - 9]

فَإِذَا قَذَفَ الأَخْرَسُ امْرَأَتَهُ بِكِتَابَةٍ

(2)

أَوْ إِشَارَةٍ أَوْ بِإِيمَاءٍ مَعْرُوفٍ، فَهوَ كَالْمُتَكَلِّمِ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَجَازَ الإِشَارَةَ فِي الْفَرَائِضِ، وَهوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ.

وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29].

⦗ص: 488⦘

وَقالَ الضَّحَّاكُ: {إِلاَّ رَمْزًا} [آل عمران: 41]: إِشَارَةً

(3)

.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا حَدَّ وَلَا لِعَانَ، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّ الطَّلَاقَ بِكِتَابٍ أَوْ إِشَارَةٍ أَوْ

(4)

إِيمَاءٍ جَائِزٌ، وَلَيْسَ بَيْنَ الطَّلَاقِ وَالْقَذْفِ فَرْقٌ. فَإِنْ قالَ: الْقَذْفُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِكَلَامٍ، قَيلَ لَهُ: كَذَلِكَ الطَّلَاقُ لَا يَجُوزُ

(5)

إِلَّا بِكَلَامٍ، وَإِلَّا بَطَلَ الطَّلَاقُ وَالْقَذْفُ، وَكَذَلِكَ الْعِتْقُ، وَكَذَلِكَ الأَصَمُّ يُلَاعِنُ.

وَقالَ الشَّعْبِيُّ وَقَتَادَةُ: إِنْ

(6)

قالَ: أَنْتِ طَالِقٌ، فَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ، تَبِينُ مِنْهُ بِإِشَارَتِهِ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ: الأَخْرَسُ إِذَا كَتَبَ الطَّلَاقَ بِيَدِهِ لَزِمَهُ.

وَقالَ حَمَّادٌ: الأَخْرَسُ وَالأَصَمُّ إِنْ قالَ بِرَأسِهِ، جَازَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «. . {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} إلى قوله: {إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِكِتَابٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إلَّا إشارةً» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «لا يكونُ» .

(6)

في (و، ب، ص): «إذا» .

ص: 487

5300 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ

(1)

، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟» . قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو سَاعِدَةَ» . ثُمَّ قالَ

بِيَدِهِ فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ:«وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «اللَّيْثُ» .

ص: 488

5301 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ أَبُو حَازِمٍ:

سَمِعْتُهُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَُ

(1)

كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ»، أَوْ: «كَهَاتَيْنِ

(2)

». وَقَرَنَ

(3)

بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

(1)

ضبطت بالنصب والرفع في متن اليونينية.

(2)

بهامش (ب، ص): الهاء مشددة في اليونينية. اهـ.

(3)

في (ن): «وفَرَقَ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 488

5302 -

حدَّثنا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ:

⦗ص: 489⦘

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي: ثَلَاثِينَ، ثُمَّ قالَ: «وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا

(1)

». يَعْنِي: تِسْعًا وَعِشْرِينَ، يَقُولُ: مَرَّةً ثَلَاثِينَ، وَمَرَّةً تِسْعًا وَعِشْرِينَ.

(1)

قوله: «وهكذا» الثالثة ليس في رواية أبي ذر، وعنده مكانها:«ثلاثًا» .

ص: 488

5303 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ

(2)

قالَ: وَأَشَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ: «الإِيمَانُ هَاهُنَا -مَرَّتَيْنِ- أَلَا وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ

(3)

، رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ» . قال في المشارق: وهو وهم، ووافقه في الفتح، وانظره على الصواب برقم:3302.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 489

5304 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: أخبَرَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلٍ: قالَ

(1)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وأَنَا

(2)

وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا». وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ

(3)

وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

هكذا كُتبت في اليونينيَّة مع واو العطف، وكتب فوقها:(كذا).

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالسَّبَّاحةِ» .

ص: 489

(26)

‌ بابٌ: إِذَا عَرَّضَ بِنَفْيِ الْوَلَدِ

ص: 489

5305 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ لِي غُلَامٌ أَسْوَدُ، فَقَالَ:«هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «مَا أَلْوَانُهَا؟» قالَ: حُمْرٌ. قالَ: «هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَأَنَّى ذَلِكَ؟» قالَ: لَعَلَّهُ

(1)

نَزَعَهُ عِرْقٌ، قالَ:«فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَعَلَّ» .

ص: 489

(27)

‌ بابُ إِحْلَافِ الْمُلَاعِنِ

ص: 490

5306 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَأَحْلَفَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا.

ص: 490

(28)

‌ بابٌ: يَبْدَأُ الرَّجُلُ بِالتَّلَاعُنِ

ص: 490

5307 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَجَاءَ فَشَهِدَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ.

ص: 490

(29)

‌ بابُ اللِّعَانِ، وَمَنْ طَلَّقَ بَعْدَ اللِّعَانِ

(1)

.

(1)

قوله: «بعد اللعان» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 490

5308 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أخبَرَهُ: أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، فَقالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ

(1)

. فَسَأَلَ

عَاصِمٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ، فَقالَ: يا عَاصِمُ، مَاذَا قالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ عَاصِمٌ لِعُوَيْمِرٍ: لَمْ تَأتِنِي بِخَيْرٍ؛ قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا. فَقالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللهِ لَا أَنْتَهِي

(2)

حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا. فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسطَ النَّاسِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ أُنْزِلَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا» . قالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلَاعُنِهِمَا، قالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا

⦗ص: 491⦘

ثَلَاثًا، قَبْلَ أَنْ يَأمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما أَنْتَهِي» .

ص: 490

(30)

‌ بابُ التَّلَاعُنِ فِي الْمَسْجِدِ

ص: 491

5309 -

حدَّثنا يَحْيَى: أخبَرَنا

(1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ:

قَالَ: أخبَرَني ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْمُلَاعَنَةِ وَعَنِ السُّنَّةِ فِيهَا، عَنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأنِهِ مَا ذَكَرَ فِي

(2)

الْقُرْآنِ مِنْ أَمْرِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«قَدْ قَضَى اللَّهُ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ» . قالَ: فَتَلَاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ، فَلَمَّا فَرَغَا قالَ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا، قَبْلَ أَنْ يَأمُرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَا مِنَ التَّلَاعُنِ، فَفَارَقَهَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: ذَاكَ تَفْرِيقٌ

(3)

بَيْنَ كُلِّ مُتَلَاعِنَيْنِ.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتِ السُّنَّةُ بَعْدَهُمَا أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ. وَكَانَتْ حَامِلًا، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى لأُمِّهِ. قالَ: ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي مِيرَاثِهَا أَنَّهَا تَرِثُهُ وَيَرِثُ مِنْهَا مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ

(4)

.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا، كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ، فَلَا أُرَاهَا إِلَّا قَدْ صَدَقَتْ وَكَذَبَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ أَعْيَنَ، ذَا أَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا» . فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الْمَكْرُوهِ مِنْ ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ» .

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا (ب، ص)، وفي روايته عن المُستملي:«فكان ذَلِكَ تَفْرِيقًا» ، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَصارَ ذلِكَ تَفْرِيقًا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «لها» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها.

ص: 491

(31)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ»

ص: 492

5310 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ،

عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ ذُكِرَ التَّلَاعُنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يَشْكُو إِلَيْهِ أَنَّهُ

(1)

قَدْ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا

(2)

إِلَّا لِقَوْلِي، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ

(3)

ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا قَلِيلَ اللَّحْمِ سَبْطَ الشَّعَرِ، وَكَانَ الَّذِي ادَّعَى عَلَيْهِ أَنَّهُ وَجَدَهُ عِنْدَ أَهْلِهِ خَدَلًا

(4)

آدَمَ

(5)

كَثِيرَ اللَّحْمِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ بَيِّنْ» . فَجَاءَتْ

(6)

شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَهُ، فَلَاعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا. قالَ

(7)

رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، رَجَمْتُ هَذِهِ» ؟ فَقالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الإِسْلَامِ السُّوءَ.

قَالَ أَبُو صَالِحٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: خَدِلًا.

(1)

لفظة: «أنه» ليست في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الأَمْرِ» .

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فكان» ، وعزاه في (ن) إلى رواية أبي ذر بدله.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «خَدْلًا» ، وكتب فوقها «معًا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «آدم خدلًا» ، وبهامش اليونينية:«خَدْلًا» بسكون الدال لأكثر الرواة، وبكسرها للأصيلي. قاله عياض. اهـ.

(6)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 492

(32)

‌ بابُ صَدَاقِ الْمُلَاعَنَةِ

ص: 492

5311 -

حدثني عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ، فَقالَ: فَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: «اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا

⦗ص: 493⦘

كَاذِبٌ

(1)

، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» فَأَبَيَا، وَقَالَ:«اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» فَأَبَيَا، فَقالَ:«اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟»

(2)

فَأَبَيَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قالَ أَيُّوبُ: فَقالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: إِنَّ فِي الْحَدِيثِ شَيْئًا لَا أَرَاكَ تُحَدِّثُهُ، قالَ: قالَ الرَّجُلُ: مَالِي؟ قالَ: قِيلَ: «لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ دَخَلْتَ بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَهوَ أَبْعَدُ مِنْكَ» .

(1)

في رواية المُستملي: «لَكَاذِبٌ» .

(2)

كتب بهامش اليونينية الرقم «3» للدلالة على عدد مرات تكرار العبارة. (ن)

ص: 492

(33)

‌ بابُ قَوْلِ الإِمَامِ لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: «إِنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ

(1)

؟»

(1)

في رواية أبي ذر: «من تائب» .

ص: 493

5312 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قالَ:

سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ

(1)

فَقالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: «حِسَابُكُمَا عَلَى اللَّهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا» . قالَ: مَالِي؟ قالَ: «لَا مَالَ لَكَ؛ إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا فَذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ» . قالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو. وَقالَ أَيُّوبُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ لَاعَنَ امْرَأَتَهُ، فَقالَ بِإِصْبَعَيْهِ -وَفَرَّقَ سُفْيَانُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى- فَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ:«اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنْ عَمْرٍو وَأَيُّوبَ كَمَا أَخْبَرْتُكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن حديث المتلاعنين» .

ص: 493

(34)

‌ بابُ التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ

(1)

(1)

الباب والترجمة ثابتان في رواية المُستملي أيضًا.

ص: 493

5313 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا

أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَّقَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ قَذَفَهَا، وَأَحْلَفَهُمَا.

ص: 493

5314 -

حدَّثنا

(1)

مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أخبَرَني نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَاعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 494

(35)

‌ بابٌ: يُلْحَقُ

(1)

الْوَلَدُ بِالْمُلَاعِنَةِ

(2)

(1)

في (ب، ص): «يَلحق» بالبناء للفاعل.

(2)

في (و، ع، ق) بفتح العين: «بالملاعَنة» .

ص: 494

5315 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ،

(1)

فَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ.

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 494

(36)

‌ بابُ قَوْلِ الإِمَامِ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ

ص: 494

5316 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ: ذُكِرَ الْمُتَلَاعِنَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا الأَمْرِ إِلَّا لِقَوْلِي. فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا قَلِيلَ اللَّحْمِ سَبْطَ الشَّعَرِ

(1)

، وَكَانَ الَّذِي وَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ آدَمَ خَدَلًا

(2)

كَثِيرَ اللَّحْمِ، جَعْدًا قَططًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ بَيِّنْ» . فَوَضَعَتْ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَ

(3)

عِنْدَهَا، فَلَاعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا. فَقالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ» ؟

⦗ص: 495⦘

فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ السُّوءَ فِي الإِسْلَامِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «الشَّعَرَةِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «خَدْلًا» ، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 494

(37)

‌ بابٌ: إِذَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ الْعِدَّةِ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَلَمْ يَمَسَّهَا

ص: 495

5317 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَتْ آخَرَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّهُ لَا يَأتِيهَا، وَأَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا مِثْلُ هُدْبَةٍ

(2)

، فَقَالَ:«لَا؛ حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص): «الهدبة» مضروب على «ال» نقلًا عن اليونينية.

ص: 495

(38)

‌ بابٌ: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ}

[الطلاق: 4]

قَالَ مُجَاهِدٌ: إِنْ لَمْ تَعْلَمُوا يَحِضْنَ أَوْ لَا يَحِضْنَ، وَاللاَّئِي قَعَدْنَ عَنِ الْحَيْضِ

(1)

، وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ:{فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} [الطلاق: 4].

(1)

في رواية أبي ذر: «الْمَحِيضِ» .

ص: 495

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 495

5318 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ

جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، قالَ: أخبَرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

⦗ص: 496⦘

عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ، يُقَالُ لَهَا: سُبَيْعَةُ، كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا، تُوُفِّي عَنْهَا

(2)

وَهيَ حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَقالَ: وَاللهِ مَا يَصْلُحُ

(3)

أَنْ تَنْكِحِيهِ

(4)

حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الأَجَلَيْنِ، فَمَكُثَتْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ لَيَالٍ، ثُمَّ جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«انْكِحِي» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهَا» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَصْلُحُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 495

5319 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الأَرْقَمِ: أَنْ يَسْأَلَ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ: كَيْفَ أَفْتَاهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: أَفْتَانِي إِذَا وَضَعْتُ أَنْ أَنْكِحَ.

ص: 496

5320 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَتْهُ أَنْ تَنْكِحَ، فَأَذِنَ لَهَا، فَنَكَحَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 496

(40)

‌ بابُ

(1)

قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوَءٍ}

[البقرة: 228]

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ فِيمَنْ تَزَوَّجَ فِي الْعِدَّةِ، فَحَاضَتْ عِنْدَهُ ثَلَاثَ حِيَضٍ: بَانَتْ مِنَ الأَوَّلِ، وَلَا تَحْتَسِبُ بِهِ لِمَنْ بَعْدَهُ.

وَقالَ الزُّهْرِيُّ: تَحْتَسِبُ.

وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ، يَعْنِي قَوْلَ الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ مَعْمَرٌ: يُقَالُ: أَقْرَأَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا دَنَا حَيْضُهَا، وَأَقْرَأَتْ إِذَا دَنَا طُهْرُهَا، وَيُقَالُ: مَا قَرَأَتْ بِسَلًا

(2)

قَطُّ، إِذَا لَمْ تَجْمَعْ وَلَدًا فِي بَطْنِهَا.

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

هكذا رسمت في جميع الأصول.

ص: 496

(41)

‌ بابُ

(1)

قِصَّةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ،

وَقَوْلِهِ

(2)

: {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ

(3)

وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأتِينَ

(4)

بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ

(5)

وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]

{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} إِلَى قَوْلِهِ: {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 6 - 7]

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقَوْل اللهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمام الترجمة.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(5)

بفتح الياء مشددة على قراءة ابن كثير وشعبة.

ص: 497

5321 -

5322 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا

(1)

مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسُلَيْمانَ بنِ يَسَارٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُما يَذْكُرَانِ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ طَلَّقَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ، فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَرْوَانَ

(2)

، وَهوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ: اتَّقِ اللَّهَ وَارْدُدْهَا إِلَى بَيْتِهَا. قالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ غَلَبَنِي. وَقالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَوَمَا بَلَغَكِ شَأنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ؟ قالَتْ: لَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ. فَقالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: إِنْ كَانَ بِكِ شَرٌّ، فَحَسْبُكِ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنَ الشَّرِّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ الحَكَمِ» .

ص: 497

5323 -

5324 - حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ:

حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قالَتْ: مَا لِفَاطِمَةَ؟! أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ؟! يَعْنِي فِي قَوْلِهِ

(2)

: لَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي: «في قَوْلِها» .

ص: 497

5325 -

5326 - حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: قالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ: أَلَمْ تَرَيْنَ

(1)

إِلَى فُلَانَةَ بِنْتِ الْحَكَمِ، طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ فَخَرَجَتْ؟ فَقَالَتْ: بِئْسَ مَا صَنَعَتْ

(2)

. قالَ: أَلَمْ تَسْمَعِي فِي قَوْلِ فَاطِمَةَ؟ قالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا خَيْرٌ فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ.

وَزَادَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَابَتْ عَائِشَةُ أَشَدَّ الْعَيْبِ، وَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ

(3)

، فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا، فَلِذَلِكَ أَرْخَصَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(4)

(1)

كتبت الياء والنون في متن اليونينية بالحمرة، في رواية أبي ذر:«ألَمْ تَرَيْ» .

(2)

بهامش (ب): في اليونينية «صنعت» بتاء المتكلم وبتاء الخطاب. اهـ. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صَنَعَ» . و «بِئْسَ مَا» هكذا رسمت في الأصول الأربعة.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَحِشٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(4)

رواية ابن أبي الزناد مدرجة تحت الباب الآتي في رواية أبي ذر.

ص: 498

(42)

‌ بابُ الْمُطَلَّقَةِ إِذَا خُشِيَ عَلَيْهَا فِي مَسْكَنِ زَوْجِهَا أَنْ يُقْتَحَمَ عَلَيْهَا،

أَوْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا

(1)

بِفَاحِشَةٍ

(1)

في رواية أبي ذر: «علَى أهْلِهِ» . وعزاها في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ بدله.

ص: 498

5327 -

5328 - وحدثني

(1)

حِبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ أَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَلَى فَاطِمَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 498

(43)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ

فِي أَرْحَامِهِنَّ} [البقرة: 228]: مِنَ الْحَيْضِ وَالْحَبَلِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «والحَمْلِ» . كتب بالحمرة.

ص: 498

5329 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

⦗ص: 499⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْفِرَ، إِذَا صَفِيَّةُ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا كَئِيبَةً، فَقَالَ لَهَا: «عَقْرَى -أَوْ

(1)

: حَلْقَى- إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالَتْ: نَعَمْ، قالَ:«فَانْفِرِي إِذًا» .

(1)

لفظة: «أو» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 498

(44)

‌ بابٌ: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}

[البقرة: 228]: فِي الْعِدَّةِ،

وَكَيْفَ يُرَاجِعُ الْمَرْأَةَ

(1)

إِذَا طَلَّقَهَا وَاحِدَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ؟

(1)

في رواية أبي ذر: «تُرَاجَعُ المَرْأةُ» .

ص: 499

5330 -

حدثني مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قالَ: زَوَّجَ مَعْقِلٌ أُخْتَهُ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً.

ص: 499

5331 -

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ:

أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ كَانَتْ أُخْتُهُ تَحْتَ رَجُلٍ، فَطَلَّقَهَا ثُمَّ خَلَّى عَنْهَا، حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا، فَحَمِيَ مَعْقِلٌ مِنَ ذَلِكَ أَنَفًا، فَقالَ: خَلَّى عَنْهَا وَهوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا، ثُمَّ يَخْطُبُهَا، فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [البقرة: 232]، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَ عَلَيْهِ، فَتَرَكَ الْحَمِيَّةَ وَاسْتَقَادَ

(1)

لأَمْرِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «واسْتَرَادَّ» .

ص: 499

5332 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ وَهيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا

(1)

، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا: «فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ

(2)

لَهَا النِّسَاءُ». وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قالَ لأَحَدِهِمْ: إِنْ

(3)

كُنْتَ

⦗ص: 500⦘

طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ، حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ

(4)

.

وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنِ اللَّيْثِ: حدَّثني نَافِعٌ: قالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ طَلَّقْتَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنِي بِهَذَا.

(1)

في (و): «حيضتها» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُطَلَّقَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَوْ» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «غَيْرَكَ» .

ص: 499

(45)

‌ بابُ مُرَاجَعَةِ الْحَائِضِ

ص: 500

5333 -

حدَّثنا حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: حدَّثني يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ:

سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُطَلِّقَ مِنْ قُبُلِ عِدَّتِهَا، قُلْتُ: فَيُعْتَدُّ

(1)

بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ؟

(1)

في (و، ب، ص): «فَتَعْتَدُّ» . وضبطت في (ق) بالوجهين.

ص: 500

(46)

‌ بابٌ: تُحِدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُها

(1)

أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا

وَقالَ الزُّهْرِيُّ: لَا أَرَى أَنْ تَقْرَبَ الصَّبِيَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا الطِّيبَ؛ لأَنَّ عَلَيْهَا الْعِدَّةَ.

(1)

لفظة: «زوجها» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 500

5334 -

5335 - 5336 - 5337 - حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ الثَّلَاثَةَ:

قَالَتْ زَيْنَبُ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّي أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَدَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِطِيبٍ فِيهِ

(2)

صُفْرَةٌ، خَلُوقٌ أَوْ غَيْرُهُ

(3)

، فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا،

⦗ص: 501⦘

ثُمَّ قالَتْ: وَاللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» . قَالَتْ زَيْنَبُ: فَدَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ ابْنَةِ

(4)

جَحْشٍ، حِينَ تُوُفِّي أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قالَتْ: أَمَا وَاللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:«لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» . قَالَتْ زَيْنَبُ: وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّي عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا

(5)

، أَفَتَكْحُلُهَا؟ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ:«لَا» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأسِ الْحَوْلِ» . قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ: وَمَا تَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأسِ الْحَوْلِ؟ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّي عَنْهَا زَوْجُهَا، دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا

(6)

سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ، حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ، فَتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلَّ مَا

(7)

تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ

إِلَّا مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً، فَتَرْمِي، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ. سُئِلَ مَالِكٌ: مَا تَفْتَضُّ بِهِ؟ قالَ: تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فِيهَا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «صُفْرَةُ خَلُوقٍ أَوْ غَيْرِهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(5)

في (و، ق) ضبطت النون في «عينها» بالرفع والنصب معًا.

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَهَا» .

(7)

هكذا رسمت في كل الأصول.

ص: 500

(47)

‌ بابُ الْكُحْلِ لِلْحَادَّةِ

ص: 501

5338 -

5339 - حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أُمِّ سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّهَا: أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّي زَوْجُهَا، فَخَشُوا عَيْنَيْهَا

(2)

، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنُوهُ

⦗ص: 502⦘

فِي الْكُحْلِ، فَقالَ: «لَا تَكَحَّلْ

(3)

، قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا -أَوْ: شَرِّ بَيْتِهَا- فَإِذَا كَانَ حَوْلٌ فَمَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعَرَةٍ، فَلَا حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ». وَسَمِعْتُ زَيْنَبَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ

(4)

تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُؤمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى عَيْنَيْها» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تَكْتَحِلْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «زينبَ بِنْتَ أبي سَلَمَةَ» .

ص: 501

5340 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:

قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا أَنْ نُحِدَّ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ إِلَّا بِزَوْجٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا زَوْجٌ» .، وفي متن (ب، ص): «إلا على بزوج» مضروب على «على» ، وبهامشهما: كذا هذا الضرب في اليونينية على «على» .

ص: 502

(48)

‌ بابُ الْقُسْطِ لِلْحَادَّةِ عِنْدَ الطُّهْرِ

ص: 502

5341 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ:

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قالَتْ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا نَكْتَحِلَ، وَلَا نَطَّيَّبَ، وَلَا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا

(1)

، فِي نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ، وَكُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَيْضَتِها» .

ص: 502

(49)

‌ بابٌ: تَلْبَسُ الْحَادَّةُ ثِيَابَ الْعَصْبِ

ص: 502

5342 -

حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ:

⦗ص: 503⦘

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قالَتْ: قالَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا لَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِيَ» .

ص: 502

5343 -

وَقالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَتْنَا حَفْصَةُ:

حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَا تَمَسَّ طِيبًا، إِلَّا أَدْنَى طُهْرِهَا إِذَا طَهَرَتْ نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ» .

(1)

ص: 503

(50)

‌ بابٌ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا}

إِلَى قَوْلِهِ: {بِمَا تَعْمَلُونَ

(1)

خَبِيرٌ} [البقرة: 234]

(1)

هكذا باتفاق النسخ، والتلاوة بالتاء، وهو المثبت في متن (و).

ص: 503

5344 -

حدثني إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} قالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبًا

(1)

، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 234]. قالَ: جَعَلَ اللَّهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ

سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 240] فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ

(2)

عَلَيْهَا. زَعَمَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ.

وَقالَ عَطَاءٌ: قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{غَيْرَ إِخْرَاجٍ} .

⦗ص: 504⦘

وَقالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا

(3)

، وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ

(4)

} [البقرة: 240]. قالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ، فَنَسَخَ السُّكْنَى، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَلَا سُكْنَى لَهَا.

(1)

قوله: «واجبًا» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أهْلِهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فِيَ أَنفُسِهِنَّ}» .

ص: 503

5345 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ

(2)

أُمِّ سَلَمَةَ

(3)

:

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ابْنَةِ

(4)

أَبِي سُفْيَانَ: لَمَّا جَاءَهَا نَعِيُّ أَبِيهَا، دَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَحَتْ ذِرَاعَيْهَا، وَقَالَتْ

(5)

: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ

(6)

تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا».

(1)

هذا الحديث مقدم في رواية أبي ذر إلى آخر الباب السابق.

(2)

في (ب، ص): «ابْنَةِ» وعزوا المثبت لرواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «أبي سَلَمَةَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 504

(51)

‌ بابُ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَالنِّكَاحِ الْفَاسِدِ

وَقالَ الْحَسَنُ: إِذَا تَزَوَّجَ مُحَرَّمَةً

(1)

وَهوَ لَا يَشْعُرُ، فُرِّقَ بَيْنَهُمَا وَلَهَا مَا أَخَذَتْ، وَلَيْسَ لَهَا غَيْرُهُ، ثُمَّ قالَ بَعْدُ: لَهَا صَدَاقُهَا

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «مَحْرَمَهُ» .

(2)

قول الحسن ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 504

5346 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ.

ص: 504

5347 -

حدَّثنا آدَمُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ.

ص: 505

5348 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَسْبِ الإِمَاءِ.

ص: 505

(52)

‌ بابُ الْمَهْرِ لِلْمَدْخُولِ

(1)

عَلَيْهَا،

وَكَيْفَ الدُّخُولُ، أَوْ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ وَالْمَسِيسِ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «لِلْمَدْخُولَةِ» .

(2)

قوله: «والمسيس» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي.

ص: 505

5349 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: فَرَّقَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ:«اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» فَأَبَيَا، فَقالَ: «اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ

(1)

؟» فَأَبَيَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قالَ أَيُّوبُ: فَقالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: فِي الْحَدِيثِ شَيْءٌ لَا أَرَاكَ تُحَدِّثُهُ، قالَ: قالَ الرَّجُلُ: مَالِي؟ قالَ: «لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ دَخَلْتَ بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَهوَ أَبْعَدُ مِنْكَ» .

(1)

كتب بهامش اليونينية الرقم «2» للدلالة على عدد مرات تكرار العبارة. (ن)

ص: 505

(53)

‌ بابُ الْمُتْعَةِ لِلَّتِي لَمْ يُفْرَضْ لَهَا،

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

(1)

[البقرة: 236 - 237]

وَقَوْلِهِ: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ

بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ. كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 241 - 242]

وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمُلَاعَنَةِ مُتْعَةً حِينَ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا:

ص: 505

5350 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: «حِسَابُكُمَا عَلَى اللَّهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَالِي؟ قالَ: «لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا، فَهوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ

(1)

عَلَيْهَا، فَذَاكَ أَبْعَدُ وَأَبْعَدُ لَكَ مِنْهَا».

(1)

هكذا في حاشية الأصل، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«كاذبًا» .

ص: 506

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتاب النفقات

(1)

وَفَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ، {وَيَسْأَلُونَكَ

(1)

مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ

(2)

كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ. فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [البقرة: 219 - 220]

وَقالَ الْحَسَنُ: الْعَفْوُ: الْفَضْلُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «كتاب النفقات، بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَضْل النَّفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ، وقَوْل اللهِ تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ. . .}» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بالرفع وبالنصب، وبالرفع قرأ أبو عمرو، وبالنصب قرأ الباقون.

ص: 507

5351 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، فَقُلْتُ: عَنِ النَّبِيِّ؟ فَقالَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ، وَهوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً» .

ص: 507

5352 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 507

5353 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ» .

ص: 507

5354 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ:

⦗ص: 508⦘

عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: لِي مَالٌ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قالَ:«لَا» . قَلْتُ: فَالشَّطْرِ

(1)

؟ قالَ: «لَا» . قَلْتُ: فَالثُّلُثِ

(2)

؟ قالَ: «الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛

(3)

أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهوَ لَكَ صَدَقَةًٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ يَرْفَعُكَ،

(4)

يَنْتَفِعُ بِكَ نَاسٌ، وَيُضَرُّ بِكَ آخَرُونَ».

(1)

في رواية أبي ذر بالرفع.

(2)

في رواية أبي ذر بالرفع.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 507

(2)

‌ بابُ وُجُوبِ النَّفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ

وَالْعِيَالِ

ص: 508

5355 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» . تَقُولُ الْمَرْأَةُ: إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي، وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الاِبْنُ: أَطْعِمْنِي، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟! فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: لَا، هَذَا مِنْ كِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

ص: 508

5356 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» .

ص: 508

(3)

‌ بابُ حَبْسِ نَفَقَةِ

(1)

الرَّجُلِ قُوتَ سَنَةٍ عَلَى أَهْلِهِ، وَكَيْفَ نَفَقَاتُ الْعِيَالِ

(1)

قوله: «نفقة» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 508

5357 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قالَ: قالَ لِي مَعْمَرٌ: قالَ لِي الثَّوْرِيُّ:

⦗ص: 509⦘

هَلْ سَمِعْتَ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ لأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ أَوْ بَعْضِ السَّنَةِ؟ قالَ مَعْمَرٌ: فَلَمْ يَحْضُرْنِي، ثُمَّ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ:

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَيَحْبِسُ لأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ.

ص: 508

5358 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

:

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ مَالِكٌ: انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ إِذْ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأ، فَقالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأذِنُونَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَْذنَ لَهُمْ، قالَ: فَدَخَلُوا وَسَلَّمُوا فَجَلَسُوا، ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَأ قَلِيلًا فَقالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فَأذنَ لَهُمَا. فَلَمَّا دَخَلَا سَلَّمَا وَجَلَسَا، فَقالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا. فَقالَ الرَّهْطُ -عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. فَقالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِهِ

(2)

تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ، قالَ الرَّهْطُ: قَدْ قالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ ذَلِكَ؟ قالَا: قَدْ قالَ ذَلِكَ. قالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ: إِنَّ اللَّهَ كَانَ

(3)

خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، قالَ اللَّهُ: {مَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ

(4)

}

إِلَى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللهِ مَا احْتَازَهَا

(5)

دُونَكُمْ، وَلَا اسْتَأثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى

⦗ص: 510⦘

بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأخُذُ مَا بَقِيَ، فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ

(6)

، هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قالَا: نَعَمْ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ يَعْمَلُ

(7)

فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ -وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ- تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَذَا وَكَذَا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَأَتَى هَذَا

(8)

يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ، لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عَمِلْتُ بِهِ فِيهَا مُنْذُ وَلِيتُهَا

(9)

، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فِيهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ. فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ فَقالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ، قالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قالَا: نَعَمْ. قالَ أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا

(10)

فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِإِذْنِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَدْ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ}» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما اخْتَارَهَا» .

(6)

في رواية أبي ذر: «أَنْشُدُكُمُ اللهَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «فَعَمِلَ» .

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وإنَّ هذَا» .

(9)

ضبطت في (ب، ص): «وُلِّيتُهَا» .

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 509

(4)

‌ بابٌ: وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى

(1)

: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ

لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} إِلَى قَوْلِهِ: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233]، وَقَالَ:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]. وَقَالَ: {وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى. لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} إِلَى قَوْلِهِ: {بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 6 - 7]

وَقالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: نَهَى اللَّهُ أَنْ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا، وَذَلِكَ: أَنْ تَقُولَ الْوَالِدَةُ: لَسْتُ مُرْضِعَتَهُ، وَهيَ أَمْثَلُ لَهُ غِذَاءً، وَأَشْفَقُ عَلَيْهِ وَأَرْفَقُ بِهِ مِنْ غَيْرِهَا، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَأْبَى، بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مِنْ نَفْسِهِ مَا جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ لِلْمَوْلُودِ لَهُ أَنْ يُضَارَّ بِوَلَدِهِ وَالِدَتَهُ، فَيَمْنَعَهَا أَنْ تُرْضِعَهُ ضِرَارًا لَهَا إِلَى غَيْرِهَا، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَسْتَرْضِعَا عَنْ طِيبِ نَفْسِ الْوَالِدِ وَالْوَالِدَةِ، {فَإِنْ

(2)

أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}: [البقرة: 233]

بَعْدَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ.

{فِصَالُهُ} [لقمان: 14]: فِطَامُهُ

(3)

.

(1)

قوله: «وقال الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر، وهذا الباب بمحتواه مؤخر في روايته عن الباب الذي يليه.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَإنْ» .

(3)

في (ب): «فطامَهُ» ، وبهامشها: كذا منصوب في اليونينية بخط الأصل، وكان «فصاله» منصوبًا أيضًا، لكن أصلح بالرفع. اهـ.

ص: 511

(5)

‌ بابُ

(1)

نَفَقَةِ الْمَرْأَةِ إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَنَفَقَةِ الْوَلَدِ

(1)

هذا الباب بمحتواه مُقدَّم في رواية أبي ذر على الباب الذي سبقه.

ص: 511

5359 -

حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ

(1)

رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ

(2)

بِنْتُ عُتْبَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالَنَا؟ قالَ:«لَا، إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ عائِشةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «هِنْدٌ» مصروفة.

ص: 511

5360 -

حدَّثنا يَحْيَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، قالَ:

⦗ص: 512⦘

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ كَسْبِ زَوْجِهَا، عَنْ

(1)

غَيْرِ أَمْرِهِ، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ» .

ص: 511

(6)

‌ بابُ عَمَلِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا

ص: 512

5361 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى:

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقالَ:«عَلَى مَكَانِكُمَا» . فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ

(1)

عَلَى بَطْنِي، فَقالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا

(2)

؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا، فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قَدَمِهِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 512

(7)

‌ بابُ خَادِمِ الْمَرْأَةِ

ص: 512

5362 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ: سَمِعَ مُجَاهِدًا: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام أَتَتِ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقالَ:«أَلَا أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ؟ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ» .

ثُمَّ قالَ سُفْيَانُ: إِحْدَاهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ، فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ، قِيلَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى النَّبِيِّ» .

ص: 512

(8)

‌ بابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ

ص: 513

5363 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ؟ قالَتْ: كَانَ

(1)

فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ خَرَجَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يَكُونُ» .

ص: 513

(9)

‌ بابٌ: إِذَا لَمْ يُنْفِقِ الرَّجُلُ، فَلِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأخُذَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ مَا يَكْفِيهَا

وَوَلَدَهَا بِالْمَعْرُوفِ

ص: 513

5364 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَني أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ هِنْدَ

(2)

بِنْتَ عُتْبَةَ قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَهوَ لَا يَعْلَمُ، فَقالَ: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ

وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 513

(10)

‌ بابُ حِفْظِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا فِي ذَاتِ يَدِهِ وَالنَّفَقَةِ

ص: 513

5365 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ» . وَقَالَ: الآخَرُ: «صَالِحُ

(1)

نِسَاءِ قُرَيْشٍ؛ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ».

وَيُذْكَرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُلَّحُ» .

ص: 513

(11)

‌ بابُ كِسْوَةِ الْمَرْأَةِ بِالْمَعْرُوفِ

ص: 514

5366 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَني عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: آتَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةَ سِيَرَاءَ

(1)

فَلَبِسْتُهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَقْتُهَا

(2)

بَيْنَ نِسَائِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حُلَّةً سِيَراءَ» .

(2)

ضبطت في (ص): «فَشَقَّقْتُهَا» ، وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 514

(12)

‌ بابُ عَوْنِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا فِي وَلَدِهِ

ص: 514

5367 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَزَوَّجْتَ

(1)

يَا جَابِرُ؟». فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقالَ: «بِكْرًا

(2)

أَمْ ثَيِّبًا؟» قَلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قالَ:«فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» . قالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ، فَقالَ:«بَارَكَ اللَّهُ» ، أَو: خَيْرًا

(3)

.

(1)

في رواية المُستملي: «أَتَزَوَّجْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَبِكْرًا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بارَكَ اللهُ لَكَ، أوْ قالَ خَيْرًا» .

ص: 514

(13)

‌ بابُ نَفَقَةِ الْمُعْسِرِ عَلَى أَهْلِهِ

ص: 514

5368 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

(1)

قالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقالَ: هَلَكْتُ. قالَ: «وَلِمَ؟» قالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قالَ:«فَأَعْتِقْ رَقَبَةً» . قالَ: لَيْسَ عِنْدِي. قالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» .

⦗ص: 515⦘

قالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قالَ: «فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» . قالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقالَ:«أَيْنَ السَّائِلُ؟» قالَ: هَا أَنَا ذَا. قالَ: «تَصَدَّقْ بِهَذَا» . قالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، قالَ:«فَأَنْتُمْ إِذًا» .

(1)

زاد في (ن) بين الأسطر: «رضي الله عنه» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

ص: 514

(14)

‌ بابٌ: {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}

[البقرة: 233] وَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْهُ شَيْءٌ؟

{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} إِلَى قَوْلِهِ: {صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]

ص: 515

5369 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ

وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قالَ: «نَعَمْ، لَكِ أَجْرُ

(2)

مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 515

5370 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: قالَتْ هِنْدُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِينِي وَبَنِيَّ؟ قالَ:«خُذِي بِالْمَعْرُوفِ» .

ص: 515

(15)

قَوْلُ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ»

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 515

5371 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ:

⦗ص: 516⦘

«هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا

(1)

؟» فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى، وَإِلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ:«صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» . فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قالَ:«أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّي مِنَ الْمؤمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَضَاءً» .

ص: 515

(16)

‌ بابُ الْمَرَاضِعِ مِنَ الْمَوَالِيَاتِ وَغَيْرِهِنَّ

ص: 516

5372 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَني عُرْوَةُ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي ابْنَةَ

(2)

أَبِي سُفْيَانَ، قالَ:«وَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟» قَلْتُ

(3)

: نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِي فِي الْخَيْرِ أُخْتِي. فَقَالَ: «إِنَّ

(4)

ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللهِ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ ابْنَةَ

(5)

أَبِي سَلَمَةَ؟ فَقالَ: «ابْنَةَ

(6)

أُمِّ سَلَمَةَ؟». فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «فَوَاللهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي؛ إِنَّهَا ابْنَةُ

(7)

أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ».

وَقالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قالَ عُرْوَةُ: ثُوَيْبَةُ أَعْتَقَهَا أَبُو لَهَبٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «قَالَتْ: قُلْتُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وَإنَّ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .

ص: 516