المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ - صحيح البخاري - ن عطاءات العلم - جـ ٥

[البخاري]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الأَطْعِمَةِ

ص: 5

(1)

في رواية أبي ذر: {أَنفِقُواْ. . .} [البقرة: 267]، على وفق التلاوة، وانظر فتح الباري: 9/ 517.

ص: 5

5373 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ» . قالَ سُفْيَانُ: وَالْعَانِي: الأَسِيرُ.

ص: 5

5374 -

5375 - حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَعَامٍ

(1)

ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ.

وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَصَابَنِي جَهْدٌ

(2)

شَدِيدٌ، فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَاسْتَقْرَأْتُهُ

(3)

آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ، فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى رَأسِي، فَقالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ

(4)

». فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ، فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ قالَ:«عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ» . فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قالَ:«عُدْ» . فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ، حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ، قالَ: فَلَقِيتُ عُمَرَ، وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي، وَقُلْتُ لَهُ: تَوَلَّى

(5)

اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ، وَاللهِ لَقَدِ اسْتَقْرَئتُكَ

(6)

الآيَةَ،

⦗ص: 6⦘

وَلأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ. قالَ عُمَرُ: وَاللهِ لأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ

(7)

إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «جُهْدٌ» .

(3)

بهامش (ب، ص): في اليونينية «فأستقرأته» بهمزة قطع في هذه. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَا أَبَا هِرِّ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي: «فَوَلَّى» .

(6)

ضُبطت في اليونينيَّة بالياء وبالهمز، وكتب فوقها:(كذا).

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 5

(2)

‌ بابُ

(1)

التَّسْمِيَةِ عَلَى الطَّعَامِ وَالأَكْلِ بِالْيَمِينِ

(2)

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، ونسب عدم وجودها في (ص) إلى نسخة مطلقًا، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

قوله: «والأَكْلِ باليَمِينِ» مضروب عليه بالحمرة في اليونينية. زاد في هامش (ب): وهو ثابت في أصول كثيرة.

ص: 6

5376 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ قالَ: الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي: أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ:

أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طُعْمَتِي

(1)

بَعْدُ.

(1)

بضم الطاء في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وبكسرها في (و، ب، ص)، وبالوجهين معًا في نسخة القرشي.

ص: 6

(3)

‌ الأَكْلُ

(1)

مِمَّا يَلِيهِ

وَقالَ أَنَسٌ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ الأكْلِ» .

ص: 6

5377 -

حدثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي نُعَيْمٍ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَهوَ ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ -زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: أَكَلْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا، فَجَعَلْتُ آكُلُ مِنْ نَوَاحِي الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«كُلْ مِمَّا يَلِيكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 6

5378 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَبِي

(1)

نُعَيْمٍ، قالَ:

أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ، وَمَعَهُ رَبِيبُهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَقالَ:«سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 7

(4)

‌ بابُ مَنْ تَتَبَّعَ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ مَعَ صَاحِبِهِ، إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ كَرَاهِيَةً

ص: 7

5379 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ

(1)

بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ. قالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، قالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمئِذٍ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَبْدِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قالَ عُمَرُ بنُ أبِي سَلَمَةَ: قالَ لي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: كُلْ بِيَمِينِكَ» . [انظر الحديث: 5376] وبهامش (ب، ص): هكذا هذا المُخَرَّج علامةُ تخريجه في اليونينية قبل الباب، والأنسبُ أن يكون بعده كما هو في أصولٍ، بعد قوله: باب التيمن في الأكل وغيره. اهـ.

ص: 7

(5)

‌ بابُ التَّيَمُّنِ فِي الأَكْلِ وَغَيْرِهِ

ص: 7

5380 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ

أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ، فِي طُهُورِهِ وَتَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ. وَكَانَ قالَ بِوَاسِطٍ

(1)

قَبْلَ هَذَا: فِي شَأنِهِ كُلِّهِ.

(1)

قوله: «بواسط» ثابت في رواية أبي ذر. (ب، ص)

ص: 7

(6)

‌ بابُ مَنْ أَكَلَ حَتَّى شَبِعَ

ص: 7

5381 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

⦗ص: 8⦘

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي، وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ.

(1)

قالَ: «بِطَعَامٍ

(2)

؟» قالَ

(3)

: فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ

(4)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» . فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ. فَقالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ» . فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ

(5)

أَذِنَ لِعَشَرَةٍ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِطَعَامٍ» .

(3)

لفظة: «قال» ليست في (ب، ص)، وبهامشهما: في نسخ كثيرة منها الفرع لفظ «قال» بعد «طعام» ، وهو ساقط في بعض النسخ والله أعلم. اهـ.

(4)

في (ب، ص): «فقال» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 7

5382 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ: وَحَدَّثَ أَبُو عُثْمَانَ أَيْضًا:

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِئَةً، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟» فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ؟» أَوْ قالَ: «هِبَةٌ» . فَقالَ

(1)

: لَا،

⦗ص: 9⦘

بَلْ بَيْعٌ.

(2)

فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى، وَايْمُ اللَّهِ، مَا مِنَ

(3)

الثَّلَاثِينَ وَمِئَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا

(4)

قَصْعَتَيْنِ، فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ

فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ. أَوْ كَمَا قالَ.

(1)

في (و، ب، ص): «قال» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مَا فِي» .

(4)

بهامش (ب): كذا في اليونينية، كالفرع، وفي باب الهبة (منها) بدل (فيها) وهو كذلك هنا في أصول كثيرة. اهـ.

ص: 8

5383 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ

(1)

:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: تُوُفِّي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 9

(7)

‌ بابٌ: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}

(1)

إِلَى قَوْلِهِ: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} [النور: 61]

ص: 9

5384 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ بُشَيْرَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ:

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ -قالَ يَحْيَى: وَهيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ- دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَلُكْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَوْدًا وَبَدْءًا.

ص: 9

(8)

‌ بابُ الْخُبْزِ الْمُرَقَّقِ، وَالأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ

ص: 9

5385 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ:

⦗ص: 10⦘

كُنَّا عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ خَبَّازٌ لَهُ، فَقالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً مَسْمُوطَةً حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.

ص: 9

5386 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ يُونُسَ -قالَ عَلِيٌّ: هُوَ الإِسْكَافُ- عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ

(1)

قَطُّ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ

(2)

. قَيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلى مَا

(3)

كَانُوا يَأكُلُونَ؟ قالَ: عَلَى السُّفَرِ.

(1)

ضبطت في (و): «سُكُرُّجَةٍ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وبالوجهين ضبطت في نسخة القرشي.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَطُّ» .

(3)

كتبت في (ن): «فعلاما» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَعَلَامَ» .

ص: 10

5387 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنِي حُمَيْدٌ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْنِي بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، أَمَرَ بِالأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا التَّمْرُ وَالأَقِطُ وَالسَّمْنُ.

وَقالَ عَمْرٌو، عَنْ أَنَسٍ: بَنَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ.

ص: 10

5388 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، قالَ: كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُونَ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، فَقالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: يَا بُنَيَّ إِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ، هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ؟ إِنَّمَا كَانَ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ،

⦗ص: 11⦘

فَأَوْكَيْتُ قِرْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَحَدِهِمَا، وَجَعَلْتُ فِي سُفْرَتِهِ آخَرَ، قالَ: فَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ، يَقُولُ: إِيهًا وَالإِلَهِ:

تِلْكَ

(1)

شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا

(1)

في رواية أبي ذر زيادة صدرِهِ:

(وعَيَّرَنِي الواشُونَ أنِّي أُحِبُّها

وَ. . . . . . . . . .).

ص: 10

5389 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَدَعَا بِهِنَّ، فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، وَتَرَكَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَالْمُتَقَذِّرِ لَهُنَّ، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ.

ص: 11

(9)

‌ بابُ السَّوِيقِ

ص: 11

5390 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ

ابْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ

(1)

: أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّهْبَاءِ، وَهيَ

(2)

عَلَى رَوْحَةٍ مِنْ خَيْبَرَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَدَعَا بِطَعَامٍ فَلَمْ يَجِدْهُ إِلَّا سَوِيقًا، فَلَاكَ مِنْهُ

(3)

، فَلُكْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى وَصَلَّيْنَا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أخْبَرَهُمْ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وهُوَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَلَاكَهُ» .

ص: 11

(10)

بابٌ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَا

(1)

يَأكُلُ حَتَّى يُسَمَّى لَهُ، فَيَعْلَمَ مَا هُوَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 11

5391 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ:

أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ -الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللَّهِ- أخبَرَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى

⦗ص: 12⦘

مَيْمُونَةَ -وَهيَ خَالَتُهُ وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ- فَوَجَدَ عِنْدَهَا ضَبًّا مَحْنُوذًا قَدِمَتْ

(1)

بِهِ

(2)

أُخْتُهَا حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ نَجْدٍ، فَقَدَّمَتِ الضَّبَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ قَلَّ مَا يُقَدِّمُ يَدَهُ لِطَعَامٍ حَتَّى يُحَدَّثَ بِهِ وَيُسَمَّى لَهُ، فَأَهْوَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ إِلَى الضَّبِّ، فَقالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ: أَخْبِرْنَ

(3)

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا

(4)

قَدَّمْتُنَّ لَهُ، هُوَ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَنِ الضَّبِّ، فَقالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَحَرَامٌ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» . قالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ

(5)

فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيَّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قَدْ قَدِمَتْ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِهَا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخْبِرِي» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في (و): «فاجتززته» بالزاي، وهو موافق لما في الإرشاد.

(6)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «والنَّبيُّ» .

ص: 11

(11)

‌ بابٌ: طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ

ص: 12

5392 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ.

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طَعَامُ الاِثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ» .

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

ص: 12

(12)

‌ بابٌ: الْمُؤْمِنُ يَأكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ

(1)

ص: 12

5393 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قالَ:

كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأكُلُ مَعَهُ، فَأَكَلَ كَثِيرًا،

⦗ص: 13⦘

فَقالَ: يا نَافِعُ، لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«الْمُؤْمِنُ يَأكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 12

5394 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قالَ

(2)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأكُلُ فِي مِعًى

(3)

وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ -أَوِ: الْمُنَافِقَ، فَلَا أَدْرِي أَيُّهُمَا

(4)

قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ- يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».

وَقالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر قبل هذا الحديث زيادة: «بابٌ: الْمُؤمِنُ يَأكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، قال في الفتح: ليس لإعادة الترجمة بلفظها معنى. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الميم، وضرب على الفتحة، وبهامشهما: كذا في اليونينية كالمضروب على الفتحة، ولم يضبط الميم في سائرها بل كسرتها من الفرع. اهـ.

(4)

لم تضبط الياء في (ب، ص) وبهامشهما: لم يضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بالنصب. اهـ. وضُبطت في نسخة القرشيِّ بهما معًا.

ص: 13

5395 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قالَ:

كَانَ أَبُو نَهِيكٍ

رَجُلًا أَكُولًا، فَقالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الْكَافِرَ يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» . فَقالَ: فَأَنَا أُومِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.

ص: 13

5396 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ:

(1)

حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَأكُلُ الْمُسْلِمُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 13

5397 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِر

(1)

يَأكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».

(1)

بالرفع والنصب، ولم يضبط الراء في الأصول (ن، و، ب، ص)، وضبطها في نسخة البقاعي بالرفع، وفي نسخة القرشي بالوجهين، وبهامش (ب، ص): لم يضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بالنصب. اهـ.

ص: 14

(13)

‌ بابُ الأَكْلِ مُتَّكِئًا

ص: 14

5398 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ:

سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا آكُلُ

(1)

مُتَّكِئًا».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنِّي لَا آكُلُ» .

ص: 14

5399 -

حدثني عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ:

عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ:«لَا آكُلُ وَأَنَا مُتَّكِئٌ» .

ص: 14

(14)

‌ بابُ الشِّوَاءِ،

وَقَوْل اللهِ تَعَالَى: فَـ {جَاء

(1)

بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}: أَيْ: مَشْوِيٍّ.

(1)

هكذا على إرادة المعنى، والتلاوة:{أَن جَاء} [هود: 69].

ص: 14

5400 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ. فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» . فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ.

قالَ مالِكٌ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ.

ص: 14

(15)

‌ بابُ الْخَزِيرَةِ

قالَ النَّضْرُ: الْخَزِيرَةُ مِنَ النُّخَالَةِ، وَالْحَرِيرَةُ مِنَ اللَّبَنِ.

ص: 15

5401 -

حدثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ:

أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَار: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي، فَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ لَهُمْ، فَوَدِدْتُ -يَا رَسُولَ اللَّهِ- أَنَّكَ تَأتِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذُهُ مُصَلًّى. فَقالَ:«سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . قالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَاسْتَأذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ قالَ لِي:«أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟» فَأَشَرْتُ لهُ

(2)

إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ فَصَفَفْنَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ

سَلَّمَ، وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ، فَثَابَ فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا، فَقالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ، لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُلْ

(3)

؛ أَلَا تَرَاهُ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». قالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: قُلْنَا: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ؟ فَقالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» .

قالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ مِنْ سَرَاتِهِمْ، عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودٍ، فَصَدَّقَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

لفظة: «له» ليست في (و، ب، ص)، والمثبت موافق لنسخة البقاعي.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 15

(16)

‌ بابُ الأَقِطِ

وَقالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أَنَسًا: بَنَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِصَفِيَّةَ، فَأَلْقَى التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ.

وَقالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَيْسًا.

ص: 16

5402 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَهْدَتْ خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضِبَابًا وَأَقِطًا وَلَبَنًا، فَوُضِعَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَتِهِ، فَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُوضَعْ، وَشَرِبَ اللَّبَنَ، وَأَكَلَ الأَقِطَ.

ص: 16

(17)

‌ بابُ السِّلْقِ وَالشَّعِيرِ

ص: 16

5403 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا، فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا، وَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلَا نَقِيلُ إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ، وَاللهِ مَا فِيهِ شَحْمٌ وَلَا وَدَكٌ.

ص: 16

(18)

‌ بابُ النَّهْسِ وَانْتِشَالِ اللَّحْمِ

ص: 16

5404 -

5405 - حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: تَعَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

وَعَنْ أَيُّوبَ وَعَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: انْتَشَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَرْقًا مِنْ قِدْرٍ، فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

ص: 16

(19)

‌ بابُ تَعَرُّقِ الْعَضُدِ

ص: 17

5406 -

5407 - حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ مَكَّةَ.

حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ

(3)

:

عَنْ أَبِيهِ

(4)

قالَ: كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَازِلٌ أَمَامَنَا، وَالْقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا

وَحْشِيًّا وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤذِنُونِي لَهُ

(5)

، وَأَحَبُّوا لَوْ أَنِّي أَبْصَرْتُهُ، فَالْتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إِلَى الْفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ، ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ. فَقَالُوا: لَا وَاللهِ لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ. فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا ثُمَّ رَكِبْتُ، فَشَدَدْتُ عَلَى الْحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يَأكُلُونَهُ، ثُمَّ أَنَّهُمْ

(6)

شَكُّوا فِي أَكْلِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ، فَرُحْنَا، وَخَبَأْتُ الْعَضُدَ مَعِي، فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ:«مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟» فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ فَأَكَلَهَا حَتَّى تَعَرَّقَهَا وَهوَ مُحْرِمٌ. قالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

(7)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

زاد في (و، ب، ص) لفظة: «أَنَّهُ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِ» .

(6)

لم تضبط همزة: «أنهم» في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص) بالفتح، وبهامشهما: همزة: «أنهم» مفتوحة في اليونينية، مكسورة في الفرع. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قال محمد بن جعفر: وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«قَال أبو جعفر: قال زيد بن أسْلَمَ» .

ص: 17

(20)

‌ بابُ قَطْعِ اللَّحْمِ بِالسِّكِّينِ

ص: 17

5408 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ:

⦗ص: 18⦘

أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أخبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

ص: 17

(21)

بابٌ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا

ص: 18

5409 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.

ص: 18

(22)

‌ بابُ النَّفْخِ فِي الشَّعِيرِ

ص: 18

5410 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

أَنَّهُ سَأَلَ سَهْلًا: هَلْ رَأَيْتُمْ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ قالَ: لَا. فَقُلْتُ: كُنْتُمْ

(1)

تَنْخُلُونَ الشَّعِيرَ؟ قالَ: لَا، وَلَكِنْ كُنَّا نَنْفُخُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَهَلْ كُنْتُمْ» .

ص: 18

(23)

بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَأكُلُونَ

ص: 18

5411 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَانِي سَبْعَ تَمْرَاتٍ

(1)

إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ

(2)

فِيهِنَّ تَمْرَةٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا، شَدَّتْ فِي مضَاغِي

(3)

.

(1)

هكذا ضبطت في (ن) الأولى بفتح الميم والثانية ساكنة: «تَمَرَاتٍ

تَمْرَاتٍ»، والذي في (ب، ص) أن الميم في الثانية ساكنة، وبهامشهما: كذا ميم «تمرات» هذه ساكنة في اليونينية، والأولى لم يضبطها. اهـ، وأهمل ضبطها في (و).

(2)

في (و): «تكن» بالتاء، وفي (ق): بالتاء والياء معًا.

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الميم وفتحها، وصحَّح عليها، وبكسر الميم هي رواية أبي ذر. (ب، ص)

ص: 18

5412 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ سَعْدٍ قالَ: رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ

(2)

-أَوِ: الْحَبَلَةِ- حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا

(3)

مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي

(4)

عَلَى الإِسْلَامِ! خَسِرْتُ إِذًا وَضَلَّ سَعْيِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص): «الحُبلة» ، وبهامشهما: كذا وضع هذه الضمَّة في اليونينية، والأقرب أن تكون على الباء. اهـ. كذا!: على الباء. والمثبت موافق لما في الإرشاد.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُعَزِّرُونَنِي» .

ص: 19

5413 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قالَ:

سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ؟ فَقالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ، مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. قالَ: فَقُلْتُ: هَلْ

كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنَاخِلُ؟ قالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْخُلًا، مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ

(2)

. قالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ

(3)

، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ.

(1)

قوله: «بْنُ سَعِيدٍ» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية أبي ذر أيضًا. (ن).

(2)

في رواية أبي ذر: «قَبَضَهُ اللهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثُمَّ نَنْفُخُهُ» .

ص: 19

5414 -

حدثني إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَدَعَوْهُ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ قالَ

(1)

: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ الْخُبْزِ الشَّعِيرِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «وقال» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من خُبْزِ الشَّعِيرِ» .

ص: 19

5415 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعَاذٌ: حدَّثني أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ، وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ

(1)

، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ. قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَى مَا

(2)

يَأكُلُونَ؟ قالَ: عَلَى السُّفَرِ.

(1)

في (و، ق): «سُكُرُّجَةٍ» بضمِّ السين والكاف.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَامَ» .

ص: 20

5416 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ.

ص: 20

(24)

‌ بابُ التَّلْبِينَةِ

ص: 20

5417 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا

(1)

، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ

(2)

».

(1)

لفظة: «منها» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

بفتح الحاء المهملة والزاي في رواية أبي ذر.

ص: 20

(25)

‌ بابُ الثَّرِيدِ

ص: 20

5418 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ

⦗ص: 21⦘

النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ».

ص: 20

5419 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» .

ص: 21

5420 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ الأَشْهَلَ بْنَ حَاتِمٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ، قالَ: وَأَقْبَلَ عَلَى عَمَلِهِ، قالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ، قالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قالَ: فَمَا زِلْتُ بَعْدُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 21

(26)

‌ بابُ

شَاةٍ مَسْمُوطَةٍ، وَالْكَتِفِ وَالْجَنَبِ

(1)

(1)

في (ب، ص، ق) بسكون النون.

ص: 21

5421 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ:

كُنَّا نَأتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، قالَ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ

(1)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا

(2)

بِعَيْنِهِ قَطُّ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَسْمُوطَةً» .

ص: 21

5422 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، فَأَكَلَ

(1)

مِنْهَا، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَامَ فَطَرَحَ السِّكِّينَ، وَصَلَّى

(2)

وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَأكُلُ» ، وزاد في (و، ب) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في (ب، ص): «فَصَلَّى» .

ص: 22

(27)

‌ بابُ مَا كَانَ السَّلَفُ يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ مِنَ الطَّعَامِ

وَاللَّحْمِ وَغَيْرِهِ

وَقالَتْ عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ: صَنَعْنَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ سُفْرَةً.

ص: 22

5423 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:

قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُؤكَلَ

(1)

لُحُومُ

(2)

الأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ؟ قالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ، فَأَرَادَ أنْ يُطْعَمَ الغَنِيُّ والفَقِيرُ

(3)

، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ، فَنَأكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ

(4)

، قَيلَ: مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ؟ فَضَحِكَتْ، قالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.

وَقالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ. بِهَذَا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء المضمومة معًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «مِنْ لُحُومِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 22

5424 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرٍ قالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْهَدْيِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ.

تَابَعَهُ مُحَمَّدٌ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.

وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقالَ: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ؟ قالَ: لَا.

ص: 22

(28)

‌ بابُ الْحَيْسِ

ص: 23

5425 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: «الْتَمِسْ

(1)

غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي». فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» . فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي

(2)

وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ -أَوْ: بِكِسَاءٍ- ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا بَدَا لَهُ أُحُدٌ، قالَ:«هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» . فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ

وَصَاعِهِمْ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «لها» .

ص: 23

(29)

‌ بابُ الأَكْلِ فِي إِنَاءٍ مُفَضَّضٍ

ص: 23

5426 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ

(1)

: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى:

أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مَجُوسِيٌّ، فَلَمَّا وَضَعَ الْقَدَحَ فِي يَدِهِ رَمَاهُ بِهِ

(2)

، وَقالَ: لَوْلَا أَنِّي

(3)

نَهَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ -كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَمْ أَفْعَلْ هَذَا- وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ، وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَأكُلُوا

⦗ص: 24⦘

فِي صِحَافِهَا؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا

(4)

فِي الآخِرَةِ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «رَمَى بِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنَّهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وَهِيَ لَكُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 23

(30)

‌ بابُ ذِكْرِ الطَّعَامِ

ص: 24

5427 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ

(1)

مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 24

5428 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» .

ص: 24

5429 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ» .

ص: 24

(31)

‌ بابُ الأُدْمِ

ص: 24

5430 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ:

كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَهَا فَتُعْتِقَهَا، فَقالَ أَهْلُهَا: وَلَنَا الْوَلَاءُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«لَوْ شِئْتِ شَرَطْتِيهِ لَهُمْ؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» . قالَ: وَأُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي أَنْ تَقِرَّ تَحْتَ زَوْجِهَا أَوْ تُفَارِقَهُ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْتَ عَائِشَةَ

⦗ص: 25⦘

وَعَلَى النَّارِ بُرْمَةٌ تَفُورُ، فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَأُتِيَ بِخُبْزٍ وَأُدْمٍ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقالَ:«أَلَمْ أَرَ لَحْمًا؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّهُ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَأَهْدَتْهُ لَنَا، فَقالَ:«هُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا، وَهَدِيَّةٌ لَنَا» .

ص: 24

(32)

‌ بابُ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ

ص: 25

5431 -

حدثني إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ.

ص: 25

5432 -

حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

قالَ: كُنْتُ أَلْزَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِشِبَعِ

(1)

بَطْنِي، حِينَ لَا آكُلُ الْخَمِيرَ، وَلَا أَلْبَسُ الْحَرِيرَ، وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ، وَأُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ، وَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ وَهيَ مَعِي؛ كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَخَيْرُ النَّاسِ لِلْمَسَاكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،

(2)

يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَنَشْتَقُّهَا

(3)

فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِشِبَعِ» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

هكذا في رواية أبي ذر وروايةٍ للأصيلي، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية أخرى للأصيلي:«فَنَشْتَفُّهَا» ، وضبط روايتهم في (ب، ص): «فَنَسْتَفُّها» ، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية، والذي في متن (و):«فنشقها» ، وضبطت فيها رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية أخرى للأصيلي:«فَنَشْتَقُّهَا» بالشين والقاف.

ص: 25

(33)

‌ بابُ الدُّبَّاءِ

ص: 25

5433 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ:

⦗ص: 26⦘

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى مَوْلًى لَهُ خَيَّاطًا، فَأُتِيَ بِدُبَّاءٍ، فَجَعَلَ يَأكُلُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُهُ.

ص: 25

(34)

‌ بابُ الرَّجُلِ يَتَكَلَّفُ الطَّعَامَ لإِخْوَانِهِ

ص: 26

5434 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قالَ: كَانَ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَقالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا، أَدْعُو رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ. فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّكَ دَعَوْتَنَا خَامِسَ خَمْسَةٍ، وَهَذَا رَجُلٌ قَدْ تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ» . قالَ: بَلْ أَذِنْتُ لَهُ

(1)

.

ص: 26

(35)

‌ بابُ مَنْ أَضَافَ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ

(1)

وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى عَمَلِهِ

(1)

قوله: «إلى طعام» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 26

5435 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ النَّضْرَ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، قالَ: أخبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ غُلَامًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ، فَأَتَاهُ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ وَعَلَيْهِ دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ

(1)

الدُّبَّاءَ، قالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَجْمَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قالَ: فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ عَلَى عَمَلِهِ، قالَ أَنَسٌ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مَا صَنَعَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَتْبَعُ» .

ص: 26

(36)

‌ بابُ الْمَرَقِ

ص: 27

5436 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، فَذَهَبْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبَ خُبْزَ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ الْقَصْعَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ يَوْمَئِذٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَرَأَيْتُ رسولَ الله» .

ص: 27

(37)

‌ بابُ الْقَدِيدِ

ص: 27

5437 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمَرَقَةٍ

(1)

فِيهَا دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ

يَأكُلُهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِمَرَقٍ» .

ص: 27

5438 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَام

(1)

جَاعَ النَّاسُ، أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثًا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بالفتح والكسر معاً، وفي (و، ق) بتنوين الجرِّ: «عامٍ» .

ص: 27

(38)

‌ بابُ مَنْ نَاوَلَ أَوْ قَدَّمَ إِلَى صَاحِبِهِ عَلَى الْمَائِدَةِ شَيْئًا

قالَ: وَقالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا بَأسَ أَنْ يُنَاوِلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَلَا يُنَاوِلُ مِنْ هَذِهِ الْمَائِدَةِ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى.

ص: 27

5439 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قالَ أَنَسٌ:

⦗ص: 28⦘

فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمَئِذٍ.

وَقالَ ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُ الدُّبَّاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 27

(39)

‌ بابُ الرُّطَبِ بالْقِثَّاءِ

ص: 28

5440 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.

ص: 28

(40)

بابٌ

ص: 28

5441 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قالَ:

تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا: يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ.

5441 م# حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:

(1)

قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَنِي مِنْهُ خَمْسٌ: أَرْبَعُ تَمَرَاتٍ وَحَشَفَةٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ الْحَشَفَةَ هِيَ أَشَدُّهُنَّ لِضِرْسِي.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 28

(41)

‌ بابُ الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ،

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ

(1)

عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25]

(1)

بالتاء والسين المشددة على قراءة نافع وابن كثير وأبي عَمرو وابن عامر وشعبة وأبي جعفر وخلف والكسائي.

ص: 28

5442 -

وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي:

⦗ص: 29⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: تُوُفِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ.

ص: 28

5443 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ يَهُودِيٌّ، وَكَانَ يُسْلِفُنِي فِي تَمْرِي إِلَى الْجِدَادِ

(1)

-وَكَانَتْ لِجَابِرٍ الأَرْضُ الَّتِي بِطَرِيقِ رُومَةَ- فَجَلَسَتْ

(2)

، فَخَلَا عَامًا

فَجَاءَ

(3)

الْيَهُودِيُّ عِنْدَ الْجِدَادِ

(4)

، وَلَمْ أَجُدَّ مِنْهَا شَيْئًا، فَجَعَلْتُ أَسْتَنْظِرُهُ إِلَى قَابِلٍ فَيَأْبَى، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لأَصْحَابِهِ:«امْشُوا؛ نَسْتَنْظِرْ لِجَابِرٍ مِنَ الْيَهُودِيِّ» . فَجَاؤُونِي فِي نَخْلِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُ الْيَهُودِيَّ، فَيَقُولُ: أَبَا الْقَاسِمِ لَا أُنْظِرُهُ. فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ

(5)

صلى الله عليه وسلم قَامَ فَطَافَ فِي النَّخْلِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَكَلَّمَهُ فَأَبَى، فَقُمْتُ فَجِئْتُ

(6)

بِقَلِيلِ رُطَبٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ، ثُمَّ قالَ: «أَيْنَ عَرِيشُكَ

(7)

يَا جَابِرُ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فَقالَ:«افْرُشْ لِي فِيهِ» . فَفَرَشْتُهُ فَدَخَلَ فَرَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَجِئْتُهُ بِقَبْضَةٍ أُخْرَى فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرِّطَابِ فِي النَّخْلِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قالَ:«يَا جَابِرُ، جُدَّ وَاقْضِ» . فَوَقَفَ فِي الْجِدَادِ

(8)

، فَجَدَدْتُ مِنْهَا مَا قَضَيْتُهُ، وَفَضَلَ مِنْهُ

(9)

، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَشَّرْتُهُ، فَقالَ: «أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ

(10)

».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَدَادِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَخَاسَتْ» .

(3)

في (و، ب، ص): «فَجَاءَنِي» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَدَادِ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية أبي ذر: «عَرْشُكَ» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَدَادِ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «وفَضَلَ مِثْلُهُ» .

(10)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عُرُوشٌ وعَرِيشٌ: بِنَاءٌ. وقال ابنُ عباس {مَّعْرُوشَاتٍ} ما يُعرَّشُ من الكُرُومِ وغَيْرِ ذَلِكَ، يُقالُ: {عُرُوشُها} أبْنِيَتُها، قال محمدُ بنُ يوسف: قال أبو جَعْفَرٍ: قالَ محمدُ بنُ إسْمَاعيلَ: فَخَلَا لَيْسَ عِنْدِي مُقَيَّدًا، ثم قال: فَجَلَّا لَيْسَ فِيهِ شَكٌ» . انظر: تغليق التعليق: 4/ 208.

ص: 29

(42)

‌ بابُ أَكْلِ الْجُمَّارِ

ص: 29

5444 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني مُجَاهِدٌ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسٌ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ،

⦗ص: 30⦘

فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ» . فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«هِيَ النَّخْلَةُ» .

ص: 29

(43)

‌ بابُ الْعَجْوَةِ

ص: 30

5445 -

حدَّثنا جُمْعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَرْوَانُ: أخبَرَنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ: أخبَرَنا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً

(1)

، لَمْ يَضُرَّهُ

(2)

فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَمْ يَضُرُّهُ». وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لَمْ يَضِرْهُ» .

ص: 30

(44)

‌ بابُ الْقِرَانِ فِي التَّمْرِ

(1)

(1)

قوله: «في التمر» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 30

5446 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، قالَ:

أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَزَقَنَا

(1)

تَمْرًا، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأكُلُ، وَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْقِرَانِ

(2)

، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ. قالَ شُعْبَةُ: الإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَرَزَقَنَا» ، وضبط في الإرشاد روايته بضمِّ الراء:«فرُزِقنا» ، وهو الثابت في (و).

(2)

في رواية أبي ذر: «عَنِ الْإِقْرَانِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 30

(45)

‌ بابُ الْقِثَّاءِ

(1)

(1)

«باب القثاء» مؤخر عن «باب بركة النخل» في رواية أبي ذر.

ص: 30

5447 -

حدثني

(1)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:

⦗ص: 31⦘

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 30

(46)

‌ بابُ بَرَكَةِ النَّخْلِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّخْلَةِ» .

ص: 31

5448 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ

(1)

، تَكُونُ مِثْلَ الْمُسْلِمِ، وَهيَ النَّخْلَةُ».

ص: 31

(47)

‌ بابُ جَمْعِ اللَّوْنَيْنِ أَوِ الطَّعَامَيْنِ بِمَرَّةٍ

ص: 31

5449 -

حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ

عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ.

ص: 31

(48)

‌ بابُ مَنْ أَدْخَلَ الضِّيفَانَ عَشَرَةً عَشَرَةً،

وَالْجُلُوسِ عَلَى الطَّعَامِ عَشَرَةً عَشَرَةً

ص: 31

5450 -

حدَّثنا

(1)

الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ -وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ سِنَانٍ أَبِي رَبِيعَةَ:

عَنْ أَنَسٍ-: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أُمَّهُ، عَمَدَتْ إِلَى مُدٍّ مِنْ شَعِيرٍ جَشَّتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خَطِيفَةً، وَعَصَرَتْ عُكَّةً عِنْدَهَا، ثُمَّ بَعَثَتْنِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ وَهوَ فِي أَصْحَابِهِ فَدَعَوْتُهُ، قالَ:«وَمَنْ مَعِي؟» فَجِئْتُ فَقُلْتُ: إِنَّهُ يَقُولُ: وَمَنْ مَعِي؟ فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ صَنَعَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَدَخَلَ فَجِيءَ بِهِ، وَقالَ:«أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً» . فَدَخَلُوا

(2)

فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قالَ:«أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً» . فَدَخَلُوا فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ قالَ:«أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً»

(3)

. حَتَّى

⦗ص: 32⦘

عَدَّ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، هَلْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَأُدْخِلُوا» .

(3)

من قوله: «فدخلوا» الثانية إلى قوله: «عشرة» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 31

(49)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الثُّومِ وَالْبُقُولِ

فِيهِ عَن ابْنِ عُمَرَ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «فِيهِ ابْنُ عُمَرَ» .

ص: 32

5451 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قالَ:

قِيلَ لأَنَسٍ: مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي

(1)

الثُّومِ؟ فَقالَ: «مَنْ أَكَلَ

(2)

فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقولُ في» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 32

5452 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني عَطَاءٌ:

أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: زَعَمَ عَنِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا» أَوْ: «لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «زَعَمَ أنَّ النَّبيَّ» .

ص: 32

(50)

‌ بابُ الْكَبَاثِ، وَهوَ ثَمَرُ

(1)

الأَرَاكِ

(1)

في (و): «تَمْر» بالمثناة الفوقية، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 32

5453 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قالَ:

أخبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ، فَقالَ:«عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ أَيْطَبُ» . فَقالَ

(1)

: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قالَ: «نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ

⦗ص: 33⦘

نَبِيٍّ إِلَّا رَعَاهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «فقيل» .

ص: 32

(51)

‌ الْمَضْمَضَةُ

(1)

بَعْدَ الطَّعَامِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ المضمضةِ» . كتب بالحمرة، ولفظ «باب» ثابتٌ في متن (ب، ص).

ص: 33

5454 -

5455 - حدَّثنا عَلِيٌّ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ دَعَا بِطَعَامٍ، فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَأَكَلْنَا، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا.

قالَ يَحْيَى: سَمِعْتُ بُشَيْرًا يَقُولُ: حدَّثنا سُوَيْدٌ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَلَمَّا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ -قالَ يَحْيَى: وَهيَ مِنْ خَيْبَرَ عَلَى رَوْحَةٍ- دَعَا بِطَعَامٍ

فَمَا أُتِيَ إِلَّا بِسَوِيقٍ، فَلُكْنَاهُ، فَأَكَلْنَا مَعَهُ

(2)

، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقالَ سُفْيَانُ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهُ مِنْ يَحْيَى.

(1)

زاد في متن (ب، ص): «بن عبد الله» مضروبًا عليه، وبهامشهما: كذا مضروب عليه في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «منه» .

ص: 33

(52)

‌ بابُ لَعْقِ الأَصَابِعِ وَمَصِّهَا قَبْلَ أَنْ تُمْسَحَ بِالْمِنْدِيلِ

ص: 33

5456 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا» .

ص: 33

(53)

‌ بابُ الْمِنْدِيلِ

ص: 33

5457 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ

(1)

: حدَّثني أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ؟ فَقالَ: لَا، قَدْ كُنَّا زَمَانَ

⦗ص: 34⦘

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نَجِدُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلَا نَتَوَضَّأُ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 33

(54)

‌ بابُ مَا يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ

ص: 34

5458 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ، رَبّنَا

(1)

».

(1)

بالرفع والنصب والجر مع التثقيل في الباء، وقد ضبطها في (ب، ص) بالنصب، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت بالأوجه الثلاث في (ق) ونسخة البقاعي.

ص: 34

5459 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ -وَقالَ مَرَّةً: إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ» . وَقالَ مَرَّةً: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبَّنَا

(1)

، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى،

(2)

رَبَّنَا».

(1)

ضُبطت في (ب، ص) بالجر نقلًا عن اليونينية، وفي (و) بالجر والنصب معًا، وفي رواية أبي ذر:«لَكَ الحَمْدُ رَبَّنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 34

(55)

‌ بابُ الأَكْلِ مَعَ الْخَادِمِ

ص: 34

5460 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ -هُوَ ابْنُ زِيَادٍ- قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ -أَوْ: لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ- فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلَاجَهُ» .

ص: 34

(56)

‌ بابٌ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «فيه عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» . وانظر: تغليق التعليق: 4/ 491.

ص: 34

(57)

‌ بابُ الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى طَعَامٍ فَيَقُولُ: وَهَذَا مَعِي.

وَقالَ أَنَسٌ: إذَا دَخَلْتَ عَلَى مُسْلِمٍ لَا يُتَّهَمُ، فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ.

ص: 35

5461 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ:

حَدَّثَنَا أَبُو

(1)

مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ قالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ

(2)

، وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَعَرَفَ الْجُوعَ

(3)

فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ إِلَى غُلَامِهِ اللَّحَّامِ، فَقالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا

(4)

يَكْفِي خَمْسَةً؛ لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَصَنَعَ لَهُ طُعَيِّمًا، ثُمَّ أَتَاهُ فَدَعَاهُ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا شُعَيْبٍ، إِنَّ رَجُلًا

تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ». قالَ: لَا، بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش (ب، ص): «شعيبٌ» مرفوع في اليونينية، وهو سبق قلم. اهـ.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُعْرَفُ الجُوعُ» . وعزاها في (ن) إلى رواية أبي ذر بدله، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والقرشي.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «طُعَيِّمًا» .

ص: 35

(58)

‌ بابٌ: إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ

(1)

فَلَا يَعْجَلْ عَنْ عَشَائِهِ

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 35

5462 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ:

أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أخبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي كَانَ يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.

ص: 35

5463 -

5464 - حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ» .

وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

وَعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ تَعَشَّى مَرَّةً، وَهوَ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ.

ص: 35

5465 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَحَضَرَ الْعَشَاءُ، فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ» .

قالَ وُهَيْبٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ:«إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ» .

ص: 36

(59)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا}

[الأحزاب: 53]

ص: 36

5466 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

أَنَّ أَنَسًا قالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحِجَابِ، كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا بِزَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

جَحْشٍ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِالْمَدِينَةِ، فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَسَ مَعَهُ رِجَالٌ بَعْدَمَا قَامَ الْقَوْمُ، حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَشَى وَمَشَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ

(2)

خَرَجُوا فَرَجَعْتُ

(3)

مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ الثَّانِيَةَ، حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ قَامُوا، فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا، وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ

(4)

.

(5)

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرَجَعَ» بدل: «فرجعتُ» ، وضبط روايتهما في (و، ص): «فَرَجَعَ فرجعتُ» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ونَزَلَ عليهِ الحِجابُ» .

(5)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس السادس عشر بقراءة شهاب الدين ابن البابا بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزِّية، وذلك في يوم الخميس التاسع عشر من جمادى الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكري التيمي القرشي. اهـ.

ص: 36

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ العَقِيقَةِ

ص: 37

(1)

بابُ تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ، لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ

(1)

، وَتَحْنِيْكِهِ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَنْهُ» .

ص: 37

5467 -

حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ

(2)

: حَدَّثَنِي

(3)

بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ. وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.

(1)

في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .

ص: 37

5468 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ.

ص: 37

5469 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ

(1)

: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً، فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ

(2)

فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ

(3)

عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ،

⦗ص: 38⦘

فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا؛ لأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ: إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلَا يُولَدُ لَكُمْ.

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة، وبهامش (ن) بخط الحافظ العراقي: إنما هو إسحاق بن منصور، وهو الكوسج، كذا هو في الأصل المنقول منه، وفي أصوله. اهـ. وكذلك هو في نسخةٍ كما في هامش نسخة البقاعي.

(2)

في رواية الحَمُّويي والمُستملي: «فَوَضَعْتُ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «وبَرَّكَ» .

ص: 37

5470 -

حدَّثنا

(1)

مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ. فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قالَتْ: وَارِ

(2)

الصَّبِيَّ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقالَ:«أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا» . فَوَلَدَتْ غُلَامًا. قالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ

(3)

حَتَّى تَأتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«أَمَعَهُ شَيْءٌ؟» قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ. فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ، فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ.

حَدَّثَنَا

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وارُوا» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «احْفَظِيهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وحديث محمد بن المثنى هذا ليس في رواية ابن عساكر.

ص: 38

(2)

‌ بابُ إِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الصَّبِيِّ فِي الْعَقِيقَةِ

ص: 38

5471 -

5472 - حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قالَ: مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ.

وَقالَ حَجَّاجٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ: أخبَرَنا أَيُّوبُ وَقَتَادَةُ وَهِشَامٌ وَحَبِيبٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 39⦘

وَقالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: عَنْ عَاصِمٍ وَهِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنِ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ قَوْلَهُ.

وَقالَ أَصْبَغُ: أخبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ:

حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عامِرٍ الضَّبِّيِّ» .

ص: 38

5472 م# حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قالَ:

أَمَرَنِي ابْنُ سِيرِينَ أَنْ أَسْأَلَ الْحَسَنَ: مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَ الْعَقِيقَةِ؟ فَسَأَلْتُهُ فَقالَ: مِنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ

(1)

.

(1)

ضبطت في (ن) بضمِّ الدال.

ص: 39

(3)

‌ بابُ الْفَرَعِ

ص: 39

5473 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ: أخبَرَنا الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» . وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لَطِوَاغِيتِهِمْ، وَالْعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ.

ص: 39

(4)

‌ بابُ الْعَتِيرَةِ

ص: 39

5474 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ قالَ: الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا

(1)

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 40⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» . قالَ: وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ نِتَاجٍ

(2)

كَانَ يُنْتَجُ لَهُمْ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيَتِهِمْ

(3)

، وَالْعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ.

(1)

لفظة: «حدَّثنا» ليست في روايتي أبي ذر وابن عساكر.

(2)

في (ب، ص): في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «نتاجٍ» . وبهامشهما: كذا هذه الرواية في اليونينية في محاذاة: «نتاج» هذه التي في الأصل، ولعلَّ محلها لفظ:«النتاج» في الحديث السابق قبله. اهـ. وهذا الاحتمال يؤيده ما في هامش نسخة البقاعي في الحديث السابق، إذ فيها أنَّ في نسخة:«نتاج» .

(3)

هكذا ضُبطت في (ب، ص)، وصحَّح عليها في نسخة القرشي، وبهامش (ب، ص): هكذا هنا الياء مفتوحة في اليونينية، وفي الأولى ساكنة. اهـ. ولم تضبط في (ن، و).

ص: 39

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌كِتَابُ الذَّبَائِحِ وَالصَّيْدِ

(1)

وَالتَّسْمِيَةِ عَلَى الصَّيْدِ

(2)

وَقَوْلُهُ

(3)

تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ}

(4)

إِلَى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 94]

(5)

وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 1 - 3]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْعُقُودُ} [المائدة: 1]: الْعُهُودُ، مَا أُحِلَّ وَحُرِّمَ

(6)

. {إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} : الْخِنْزِيرُ. {يَجْرِمَنَّكُمْ} [المائدة: 2]: يَحْمِلَنَّكُمْ. {شَنَآنُ} [المائدة: 2]: عَدَاوَةُ. {الْمُنْخَنِقَةُ} : تُخْنَقُ فَتَمُوتُ. {الْمَوْقُوذَةُ} : تُضْرَبُ بِالْخَشَبِ يُوقِذُهَا

(7)

فَتَمُوتُ. {وَالْمُتَرَدِّيَةُ

(8)

}: تَتَرَدَّى مِنَ الْجَبَلِ. {وَالنَّطِيحَةُ

(9)

} تُنْطَحُ الشَّاةُ، فَمَا أَدْرَكْتَهُ يَتَحَرَّكُ بِذَنَبِهِ أَوْ بِعَيْنِهِ فَاذْبَحْ وَكُلْ.

(1)

البسملة ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «باب الذبائح والصيد. (1) التسميَةُ على الصَّيْدِ» ، وضبط روايته في (و):«باب الذبائح والصيد والتسميَةُ على الصَّيْدِ» ، وهو موافق لما في الإرشاد. وفي رواية ابن عساكر:«كتاب الذبائح والصيد. (1) باب التسمية على الصيد» ، وفي روايتيهما هنا زيادة:«وقول اللهِ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} إلى قوله: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}» بدل: «إلى قوله: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}» الآتية.

(3)

جملة: (وقوله تعالى: «{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}. . .» مقدَّمة على جملة: «وقولُ اللهِ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ}. . .» في رواية أبي ذر. (ب، ص)

(4)

في رواية ابن عساكر زيادة: «{تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} الآيةَ» .

(5)

قوله (إلى قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}) ليس في رواية أبي ذر. (ص)، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.

(6)

ضبطت في (ن): «حَرُمَ» ، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

(7)

بهامش اليونينية: الصواب: «يَقِذُها» . اهـ. وفي رواية الأصيلي: «تُوقَذُ» .

(8)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

(9)

الواو ليست في رواية أبي ذر.

ص: 41

5475 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(1)

قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، قالَ

(2)

: «مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَهْوَ وَقِيذٌ» . وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ، فَقالَ: «مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ فَكُلْ

(3)

، فَإِنَّ أَخْذَ الْكَلْبِ ذَكَاةٌ، وَإِنْ

(4)

وَجَدْتَ مَعَ كَلْبِكَ أَوْ كِلَابِكَ كَلْبًا غَيْرَهُ، فَخَشِيتَ أَنْ يَكُونَ أَخَذَهُ مَعَهُ، وَقَدْ قَتَلَهُ فَلَا تَأكُلْ، فَإِنَّمَا ذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تَذْكُرْهُ

(5)

عَلَى غَيْرِهِ».

(1)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

قوله: «فكل» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فإن» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ولم تَذْكُرْ» .

ص: 42

(2)

‌ بابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ فِي الْمَقْتُولَةِ بِالْبُنْدُقَةِ:

تِلْكَ الْمَوْقُوذَةُ.

وَكَرِهَهُ سَالِمٌ وَالْقَاسِمُ وَمُجَاهِدٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَعَطَاءٌ وَالْحَسَنُ.

وَكَرِهَ الْحَسَنُ رَمْيَ الْبُنْدُقَةِ فِي الْقُرَى وَالأَمْصَارِ، وَلَا يَرَى بَأسًا فِيمَا سِوَاهُ.

ص: 42

5476 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قالَ:

سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ

(1)

قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمِعْرَاضِ، فَقالَ: «إِذَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، فَإِذَا أَصَابَ

(2)

بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ فَلَا تَأكُلْ». فَقُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي؟ قالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَكُلْ» . قُلْتُ: فَإِنْ أَكَلَ؟ قالَ: «فَلَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُمْسِكْ عَلَيْكَ،

⦗ص: 43⦘

إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ». قُلْتُ: أُرْسِلُ كَلْبِي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ؟ قالَ: «لَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّكَ إِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى آخَرَ

(3)

».

(1)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وإذا أَصَبْتَ» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «على الآخَرِ» .

ص: 42

(3)

‌ بابُ مَا أَصَابَ الْمِعْرَاضُ بِعَرْضِهِ

ص: 43

5477 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(2)

قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُرْسِلُ الْكِلَابَ الْمُعَلَّمَةَ؟ قالَ:«كُلْ مَا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ» . قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلْنَ؟ قالَ: «وَإِنْ قَتَلْنَ» . قُلْتُ: وَإِنَّا نَرْمِي بِالْمِعْرَاضِ؟ قالَ: «كُلْ مَا خَزَقَ

(3)

، وَمَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَلَا تَأكُلْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قُتَيْبَةُ» .

(2)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 43

(4)

‌ بابُ صَيْدِ الْقَوْسِ

وَقالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبَ صَيْدًا، فَبَانَ مِنْهُ يَدٌ أَوْ رِجْلٌ، لَا تَأكُلُ

(1)

الَّذِي بَانَ، وَتَأكُلُ

(2)

سَائِرَهُ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ: إِذَا ضَرَبْتَ عُنُقَهُ أَوْ وَسَطَهُ فَكُلْهُ.

وَقالَ الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدٍ: اسْتَعْصَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ

(3)

آلِ عَبْدِ اللهِ حِمَارٌ

(4)

، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضْرِبُوهُ

⦗ص: 44⦘

حَيْثُ تَيَسَّرَ، دَعُوا مَا سَقَطَ مِنْهُ وَكُلُوهُ.

(1)

بهامش (ب، ص): هكذا اللَّام عليها ضمة في اليونينية، وفي الفرع مكسورة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وكُلْ» .

(3)

قوله: «رجل من» ليس في روايتي أبي ذر وابن عساكر.

(4)

ضبطت في (ن) بالنصب، وصُوِّبت في الهامش بخط مغاير.

ص: 43

5478 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا حَيْوَةُ

(1)

: أخبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ:

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ

(2)

، أَفَنَأكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَبِأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، وَبِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، فَمَا يَصْلُحُ لِي؟ قالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَلَا تَأكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا، وَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَذَكَرْتَ

(3)

اسْمَ اللهِ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ غَيْرِ

(4)

مُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «مِنْ أَهْلِ الكِتابِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وذَكَرْتَ» .

(4)

في رواية أبي ذر بالنصب.

ص: 44

(5)

‌ بابُ الْخَذْفِ وَالْبُنْدُقَةِ

ص: 44

5479 -

حدَّثنا

(1)

يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَاللَّفْظُ لِيَزِيدَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقالَ لَهُ

(2)

: لَا تَخْذِفْ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَذْفِ -أَوْ: كَانَ يَكْرَهُ الْخَذْفَ- وَقالَ: «إِنَّهُ

لَا يُصَادُ بِهِ صَيْدٌ وَلَا يُنْكَى

(3)

بِهِ عَدُوٌّ،

⦗ص: 45⦘

وَلَكِنَّهَا قَدْ تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ». ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْذِفُ، فَقالَ لَهُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْخَذْفِ -أَوْ: كَرِهَ الْخَذْفَ- وَأَنْتَ تَخْذِفُ؟! لَا أُكَلِّمُكَ كَذَا وَكَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «له» ليست في رواية ابن عساكر.

(3)

في رواية أبي ذر: «يُنْكَأُ» ، وهو المثبت في متن (و، ق). وبهامش اليونينية: حاشية بخط الحافظ اليونيني: قوله: «لا يَنْكَأُ [زاد في (ب، ص): به] عدوًا» كذا الرواية بفتح الكاف مهموز الآخر، وهي لغةٌ، والأشهر:«يَنْكي» ومعناه المبالغة في الأذى. قاله عياض. اهـ، وقال ابن سِيده في المحكم في حرف الكاف والنون والهمزة: ونكأتُ العدوَّ أنكؤهم، لغةٌ في نكيتهم، وقال في حرف الكاف والنون والياء: نكى العدو، نكايةً: أصاب منه. وحكى ابن الأثير في نهايته: «أو يَنْكِي لك عدوًا» يقال: نَكَيتُ في العدو أنكي نكاية. فأنا ناكٍ، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل، فَوَهِنُوا لذلك، والهمز لغةٌ فيه، وقال القاضي في شرح مسلم:«لا يَنكأ العدوَ» . كذا رُوِّيناه مهموزًا، وفي بعض الروايات:«لا يَنكِي» بكسر الكاف وهو أوجه في هذا الموضع؛ لأنَّ المهموز إنَّما هو من نكأت القرحة، وليس هذا موضعَه إلَّا على تجوزٍ، وإنَّما هو من النِّكاية، يقال منه: نكيت العدو أنكيه نكايةً، قال صاحب العين: و (نكأت) لغةٌ، فعلى هذا تتوجه رواية شيوخنا في الحروف [في (ب، ص): الحرف]. اهـ.

ص: 44

(6)

‌ بابٌ

(1)

: مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ

(1)

في (ب، ص): «بابُ» .

ص: 45

5480 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، لَيْسَ بِكَلْبِ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيَةٍ، نَقَصَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطَانِ

(1)

».

(1)

في رواية الأصيلي وابن عساكر: «قِيرَاطَيْنِ» .

ص: 45

5481 -

حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ

(1)

يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إِلَّا كَلْبٌ

(2)

ضَارٍ

(3)

لِصَيْدٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ

(4)

».

(1)

في رواية ابن عساكر: «سمعتُ ابنَ عمر» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «إلَّا كَلْبًا ضارِيًا» .

(4)

في رواية ابن عساكر: «قِيرَاطَيْنِ» .

ص: 45

5482 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ ضَارٍ

(2)

، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «عن ابن عمر» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «أو ضارِيًا» .

ص: 46

(7)

‌ بابٌ: إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ،

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ

(1)

قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ

(2)

مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4]: الصَّوَائِدُ وَالْكَوَاسِبُ

(3)

.

{اجْتَرَحُوا} [الجاثية: 21]: اكْتَسَبُوا. {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {سَرِيعُ الْحِسَابِ} [المائدة: 4].

(4)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنْ أَكَلَ الْكَلْبُ فَقَدْ أَفْسَدَهُ؛ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَاللَّهُ يَقُولُ:{تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ} فَتُضْرَبُ وَتُعَلَّمُ حَتَّى يَتْرُكَ.

وَكَرِهَهُ ابْنُ عُمَرَ.

وَقالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَرِبَ الدَّمَ وَلَمْ يَأكُلْ فَكُلْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} الآيَةَ» بدل إتمامها.

(2)

من قوله: «وَقَوْلُهُ تَعَالَى. .» إلى «{الْجَوَارِحِ}» ثابت في رواية ابن عساكر.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الصَّوائِدُ الكَواسِبُ» .

(4)

قوله: «{تُعَلِّمُونَهُنَّ. . .}» إلى «{. . . الْحِسَابِ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 46

5483 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَصِيدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ؟ فَقالَ

(1)

: «إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ

(2)

وَإِنْ قَتَلْنَ،

⦗ص: 47⦘

إِلَّا أَنْ يَأكُلَ الْكَلْبُ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كِلَابٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا تَأكُلْ».

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَلَيْكَ» .

(3)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. اهـ.

ص: 46

(8)

‌ بابُ الصَّيْدِ إِذَا غَابَ عَنْهُ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً

ص: 47

5484 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ فَأَمْسَكَ وَقَتَلَ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا خَالَطَ كِلَابًا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهَا، فَأَمْسَكْنَ وَقَتَلْنَ

(1)

فَلَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهَا قَتَلَ، وَإِنْ رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَوَجَدْتَهُ بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ لَيْسَ بِهِ إِلَّا أَثَرُ سَهْمِكَ فَكُلْ، وَإِنْ وَقَعَ فِي الْمَاءِ فَلَا تَأكُلْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «فَقَتَلْنَ» .

ص: 47

5485 -

وَقالَ

عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ:

عَنْ عَدِيٍّ: أَنَّهُ قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَرْمِي الصَّيْدَ فَيَقْتَفِرُ

(1)

أَثَرَهُ الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، ثُمَّ يَجِدُهُ مَيِّتًا وَفِيهِ سَهْمُهُ، قالَ:«يَأكُلُ إِنْ شَاءَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، ورواية ابن عساكر:«فَيَقْتَفِي» .

ص: 47

(9)

‌ بابٌ: إِذَا وَجَدَ مَعَ الصَّيْدِ كَلْبًا آخَرَ

ص: 47

5486 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي وَأُسَمِّي. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ، فَأَخَذَ فَقَتَلَ فَأَكَلَ فَلَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ» .

⦗ص: 48⦘

قُلْتُ: إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي، أَجِدُ

(1)

مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَهُ؟ فَقالَ:«لَا تَأكُلْ؛ فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ» . وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ، فَقالَ:«إِذَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَإِذَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ فَإِنَّهُ وَقِيذٌ، فَلَا تَأكُلْ» .

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَأَجِدُ» .

ص: 47

(10)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي التَّصَيُّدِ

ص: 48

5487 -

حدثني مُحَمَّدٌ: أخبَرَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَتَصَيَّدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ. فَقالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ، إِلَّا أَنْ يَأكُلَ الْكَلْبُ فَلَا تَأكُلْ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كَلْبٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا تَأكُلْ» .

ص: 48

5488 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ

(1)

.

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ

(2)

، قالَ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ، نَأكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَأَرْضِ صَيْدٍ أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، وَالَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا، فَأَخْبِرْنِي: مَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ؟ فَقالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ

(3)

بِأَرْضِ

⦗ص: 49⦘

قَوْمٍ أَهْلِ الْكِتَابِ تَأكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ: فإِنْ وَجَدْتُمْ

(4)

غَيْرَ آنِيَتِهِمْ فَلَا تَأكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا ثُمَّ كُلُوا فِيهَا. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ

(5)

بِأَرْضِ صَيْدٍ: فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ ثُمَّ كُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ مُعَلَّمًا

(6)

فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ شُرَيْحٍ» .

(2)

قوله: «بن شريح» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أَنَّكَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وَجَدْتَ» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية المُستملي.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أَنَّكَ» .

(6)

في رواية ابن عساكر: «بِمُعَلَّمٍ» .

ص: 48

5489 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ

(1)

:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

رضي الله عنه قالَ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَوْا عَلَيْهَا حَتَّى لَغبُوا

(3)

فَسَعَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى أَخَذْتُهَا، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِوَرِكِهَا

(4)

وَفَخِذَيْهَا

(5)

فَقَبِلَهُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

بفتح الغين وكسرها ضبطت في (و، ق) وأهمل ضبطها في (ن)، وضبطت في باقي الأصول بكسر الغين فقط، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«تَعِبُوا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِوَرِكَيْها» .

(5)

في رواية أبي ذر: «أو فَخِذَيْها» .

ص: 49

5490 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ، تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ

(1)

، وَهوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ، ثُمَّ سَأَلَ

⦗ص: 50⦘

أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطًا فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ:«إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ» .

5491 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قالَ: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ

(2)

؟».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مُحْرِمُونَ» .

(2)

في (و، ب، ص): «هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ؟» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 49

(11)

‌ بابُ التَّصَيُّدِ عَلَى الْجِبَالِ

ص: 50

5492 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ

(1)

، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، وَأَبِي صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ:

سَمِعْتُ

(2)

أَبَا قَتَادَةَ قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، وَأَنَا رَجُلٌ

(3)

حِلٌّ عَلَى فَرَسٍ

(4)

، وَكُنْتُ رَقَّاءً عَلَى الْجِبَالِ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ رَأَيْتُ النَّاسَ مُتَشَوِّفِينَ لِشَيْءٍ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ حِمَارُ وَحْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا هَذَا

(5)

؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي. قُلْتُ: هُوَ حِمَارٌ وَحْشِيٌّ

(6)

. فَقَالُوا: هُوَ مَا رَأَيْتَ. وَكُنْتُ نَسِيتُ سَوْطِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي سَوْطِي، فَقَالُوا: لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ

(7)

. فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ ضَرَبْتُ فِي أَثَرِهِ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا ذَاكَ

(8)

حَتَّى عَقَرْتُهُ، فَأَتَيْتُ إِلَيْهِمْ، فَقُلْتُ لَهُمْ: قُومُوا فَاحْتَمِلُوا، قَالُوا: لَا نَمَسُّهُ. فَحَمَلْتُهُ حَتَّى جِئْتُهُمْ بِهِ، فَأَبَى بَعْضُهُمْ، وَأَكَلَ بَعْضُهُمْ، فَقُلْتُ

(9)

: أَنَا أَسْتَوْقِفُ لَكُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَدْرَكْتُهُ

⦗ص: 51⦘

فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيثَ، فَقالَ لِي:«أَبَقِيَ مَعَكُمْ شَيْءٌ مِنْهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَقالَ: «كُلُوا، فَهوَ طُعْمٌ أَطْعَمَكُمُوهَا

(10)

اللَّهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «سمعنا» .

(3)

لفظة: «رجل» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(4)

في رواية أبي ذر: «عَلَى فَرَسِي» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ماذَا» .

(6)

في رواية أبي ذر: «حمارُ وَحْشٍ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلَّا ذلِكَ» .

(9)

في رواية ابن عساكر زيادة: «لَهُمْ» .

(10)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أَطْعَمَكُمُوهُ» .

ص: 50

(12)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ}

[المائدة: 96]

وَقالَ عُمَرُ: صَيْدُهُ مَا اصْطِيدَ

(1)

، وَ {طَعَامُهُ} [المائدة: 96]: مَا رَمَى بِهِ.

وَقالَ أَبُو بَكْرٍ: الطَّافِي حَلَالٌ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَعَامُهُ} : مَيْتَتُهُ، إِلَّا مَا قَذِرْتَ مِنْهَا

(2)

، وَالْجِرِّيُّ

(3)

لَا تَأكُلُهُ

(4)

الْيَهُودُ، وَنَحْنُ نَأكُلُهُ.

وَقالَ شُرَيْحٌ

(5)

صَاحِبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ.

⦗ص: 52⦘

وَقالَ عَطَاءٌ: أَمَّا الطَّيْرُ فَأَرَى أَنْ يَذْبَحَهُ.

وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: صَيْدُ الأَنْهَارِ وَقِلَاتِ

(6)

السَّيْلِ، أَصَيْدُ بَحْرٍ هُوَ

(7)

؟ قالَ: نَعَمْ، ثُمَّ تَلَا: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ

(8)

} {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأكُلُونَ

(9)

لَحْمًا طَرِيًّا} [فاطر: 12].

وَرَكِبَ الْحَسَنُ عليه السلام عَلَى سَرْجٍ مِنْ جُلُودِ كِلَابِ الْمَاءِ.

وَقالَ الشَّعْبِيُّ: لَوْ أَنَّ أَهْلِي أَكَلُوا الضَّفَادِعَ لأَطْعَمْتُهُمْ.

⦗ص: 53⦘

وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ بِالسُّلَحْفَاةِ

(10)

بَأسًا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مِنْ

صَيْدِ الْبَحْرِ نَصْرَانِيٍّ

(11)

أَوْ يَهُودِيٍّ أَوْ مَجُوسِيٍّ

(12)

.

وَقالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فِي الْمُرِي: ذَبَحَ الْخَمْرَ النِّينَانُ وَالشَّمْسُ.

(13)

(1)

في (ب، ص) بكسر الطاء وضمها معًا، وبهامشهما: كذا في اليونينية الطاء مضمومة ومكسورة. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والجِرِّيتُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

بهامش اليونينية: قال البخاري في تاريخه الكبير: شُريحٌ له صحبة، يُعَدُّ في أهل الحجاز، حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى عن ابن جُريج قال: أخبَرَنِي عَمرو بن دينار وأبو الزبير، سمعا شُريحًا رجلًا أدرك النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ شيءٍ في البحر مذبوح.

وكذلك ذكره الحافظ أبو عُمر النَّمَري في كتابه، قال الإمام القاضي عياض رضي الله عنه في مشارقه: في الصيد: «وقال شُريح صاحب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» كذا للكافة، قال الفربري: وكذا في أصل البخاري. وعند الأصيلي: «وقال أبو شُريح» . والصواب كما للكافة، وهو شُريح بن هانئ أبو هانئ، وفي الصحابة أيضًا: أبو شُريح الخُزاعي، أخرج عنه مسلم.

وقال الحافظ أبو علي الغَسَّاني: «وقال شُريحٌ صاحبُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: كلُّ شيءٍ في البحرِ مذبوحٌ» هكذا قالَ النَّسفيُّ والفربريُّ، من رواية أبي زيد وأبي أحمد، ولم يكن في نسخة أبي علي هذا الحديث، سقط عنده [زاد في (ن): عنه]، وفي أصل أبي محمد:«وقال أبو شُريح» . وهو وهم. وكتب في حاشية الكتاب:

«قال محمد بن يوسف الفربري: كذا في أصل محمد بن إسماعيل: «وقال شريح صاحب النبي صلى الله عليه وسلم» . كالمعتذر منه، قال الحافظ أبو علي: وما في أصل كتاب البخاري هو الصواب، والحديث محفوظ لشريحٍ، لا لأبي شريحٍ، حدَّثنا أبو عُمر: حدَّثنا خلف بن قاسم الحافظ: حدَّثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطُّوسي: حدَّثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدَّلال: حدَّثنا البخاري: حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُريج، قال: أخبَرَنِي عمرو بن دينار وأبو الزبير أنهما سمعا شُريحًا رجلًا أدرك النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقالَ: كلُّ شيءٍ في البحر مذبوح. قال البخاري: شُريحٌ هذا له صحبة، يُعَدُّ في أهل الحجاز. جعله في باب شريح، هذا آخر كلامه.

قال علي بن محمد اليونيني عفا الله عنه: وفي أصل السماع: «أبو شُريح» . على الوهم، فيُعلم ذلك، كما عند الحافظ أبي محمد الأصيلي رحمه الله تعالى، ونبَّهنا شيخنا الإمام الحافظ أبو محمد المنذري في حواشيه على كتاب ابن طاهر أنَّه شريح اسمٌ [في (ب، ص): اسمًا] لا كنية. ا هـ.

زاد في هامش (ب، ص): ومكتوب عقبه بخط الحافظ السخاوي ما نصه: قد تعقب شيخنا شيخُ الإسلام قول القاضي عياض رحمهما الله تعالى أنه شُريح بن هانئ، حيث قال: كذا قال، والصواب أنَّه غيره، وليس له في البخاري ذكر إلَّا في هذا الموضع، وشُريح بن هانئ لأبيه صحبة، وأما هو فله إدراك، ولم يثبت له سماع ولا لُقِيٌّ، وأما شريح المعلَّق عنه [فقد صرَّح البخاري] بصحبته، وكذا قال أبو حاتم والدارقطني وأبو نعيم، والله أعلم. انتهى كلام السخاوي. ا هـ.

وما بين معقوفين انحك من هامش اليونينية، فلم يستطع ناسخا (ب، ص) قراءته، فاستدركناه من الإرشاد، إذ نقل كلام شيخه السخاوي رحمهم الله جميعًا.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: {سَائِغٌ شَرَابُهُ} . و {سَائِغٌ} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(9)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي:«وإنْ صادَهُ نَصْرَانِيٌّ أو يَهُودِيٌّ أو مَجُوسِيٌّ» .

(13)

في (ن) بضمِّ الميم فقط، وفي (و) مع تشديد الراء:«المُرّي» وكذاك في (ق) لكن مع كسرها، وأشار في نسخة البقاعي إلى أنَّها هكذا في نسخة، وفي (ب، ص) بضم الميم وكسر الراء: «المُرِي» ، وهو موافق لمتن نسخة البقاعي.

وبهامش (ب): كذا هو مضبوط في اليونينية [أي: المُرِي]، وفي فتح الباري: و «المُرْي» بضمِّ الميم وسكون الراء بعدها تحتانية، وضبط في النهاية تبعًا للصحاح بتشديد الراء، نسبة إلى المرِّ، وهو الصنم المشهور، وجزم الشيخ محي الدين بالأول. انتهى. وعبارة النهاية: قال الجوهريُّ: (المُرَّيّ) بالضم وتشديد الراء الذي يُؤْتَدَمُ به، كأنَّه منسوبٌ إلى المَرَارة. والعامَّة تُخَفِّفُه. اهـ.

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: إذا طُرحتِ النِّينانُ في الخمر ذبحته وحركته فصار مرْيًا [في (ب): كذا في اليونينية]، وكذلك إذا تُرك في الشمس [في (ب، ص): للشمس]. اهـ.

ص: 51

5493 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنِي عَمْرٌو:

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ، وَأُمِّرَ

(1)

أَبُو عُبَيْدَةَ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ

(2)

، يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيْنا» ، وفي رواية ابن عساكر:«وأَمِيرُنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لم نَرَ مثلَهُ» .

ص: 53

5494 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا

(2)

سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قالَ:

⦗ص: 54⦘

سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مِئَةِ رَاكِبٍ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ، وَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا

(3)

نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا بِوَدَكِهِ، حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا. قالَ: فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَصَبَهُ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ، وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْجُوعُ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ

(4)

ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 53

(13)

‌ بابُ أَكْلِ

(1)

الْجَرَادِ

(1)

لفظة: «أكل» ليست في رواية ابن عساكر.

ص: 54

5495 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ -أَوْ: سِتًّا- كُنَّا نَأكُلُ مَعَهُ الْجَرَادَ

(1)

.

قالَ سُفْيَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ

(2)

وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: سَبْعَ غَزَوَاتٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «نأكل الجراد معه» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال أبُو عَوَانَةَ» .

ص: 54

(14)

‌ بابُ آنِيَةِ الْمَجُوسِ وَالْمَيْتَةِ

ص: 54

5496 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قالَ: حدَّثني رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَنَأكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَبِأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكَ

(1)

بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ: فَلَا تَأكُلُوا فِي

⦗ص: 55⦘

آنِيَتِهِمْ إِلَّا أَنْ لَا تَجِدُوا بُدًّا، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا

(2)

وَكُلُوا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ

(3)

بِأَرْضِ صَيْدٍ فَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ فَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْهُ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أنَّكُمْ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فاغسلوا»

(3)

في رواية ابن عساكر: «أنَّكَ» .

(4)

في رواية ابن عساكر: «فَكُلْ» .

ص: 54

5497 -

ثلاثي - حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ

(1)

: لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ، أَوْقَدُوا النِّيرَانَ، قالَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى مَا

(3)

أَوْقَدْتُمْ هَذِهِ النِّيرَانَ؟» قَالُوا:

(4)

لُحُومِ الْحُمُرِ

(5)

الإِنْسِيَّةِ

(6)

. قالَ: «أَهْرِيقُوا

(7)

مَا فِيهَا، وَاكْسِرُوا

(8)

قُدُورَهَا». فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقالَ: نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا

(9)

؟ «أَوْ ذَاكَ» .

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَامَ» .

(4)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(5)

لفظة: «الحمر» ليست في رواية أبي ذر.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الأَنَسِيَّةِ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «هَرِيقُوا» .

(8)

في رواية ابن عساكر: «و كسِّروا» .

(9)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» . كتبت بالحمرة.

ص: 55

(15)

‌ بابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ، وَمَنْ تَرَكَ مُتَعَمِّدًا

-قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ نَسِيَ فَلَا بَأسَ- وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَأكُلُوا

(1)

مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}

(2)

[الأنعام: 121]: وَالنَّاسِي لَا يُسَمَّى فَاسِقًا، وَقَوْلُهُ: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ

(3)

} [الأنعام: 121].

(1)

الإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

قوله: «{وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

قوله: «{لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 55

5498 -

حدثني

(1)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ:

عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَأَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ، فَأَصَبْنَا إِبِلًا وَغَنَمًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، فَعَجِلُوا

(2)

فَنَصَبُوا الْقُدُورَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

فَأَمَرَ بِالْقُدُورِ فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَسَمَ فَعَدَلَ عَشْرًا

(4)

مِنَ الْغَنَمِ بِبَعِيرٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ خَيْلٌ يَسِيرَةٌ، فَطَلَبُوهُ فَأَعْيَاهُمْ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا نَدَّ عَلَيْكُمْ

(5)

فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا». قالَ: وَقالَ جَدِّي: إِنَّا لَنَرْجُو -أَوْ: نَخَافُ- أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ؟ فَقالَ: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُخْبِرُكُمْ

(6)

عَنْهُ: أَمَّا السِّنُّ عَظْمٌ

(7)

، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

أهمل ضبط الجيم في (ن، و، ص)، وبهامش (ص): لم يضبط الجيم في اليونينية، وهي مكسورة في الفرع. اهـ. وبالكسر ضبطت في (ب).

(3)

في رواية أبي ذر: «فَدُفِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَيْهِمْ» .

(4)

بهامش اليونينية: «عَشَرَةً» ، وعكس في (ب، ص).

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِنْها» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وسَأُحَدِّثُكُمْ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَعَظْمٌ» .

ص: 56

(16)

‌ بابُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَالأَصْنَامِ

ص: 56

5499 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ -يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ-: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ: أخبَرَنِي سَالِمٌ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَح

(1)

،

⦗ص: 57⦘

وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُفْرَةً

(2)

فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا

(3)

ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ.

(1)

بالصرف والمنع منه: «بَلْدَحَ» و «بَلْدَحٍ» ، ورواية أبي ذر بالمنع من الصرف.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُدِّمَ إِلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُفْرةٌ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «إلَّا ما» .

ص: 56

(17)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ» :

ص: 57

5500 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ:

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ قالَ: ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُضْحِيَّةً

(1)

ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا أُنَاسٌ

(2)

قَدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَآهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدْ ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ حَتَّى

(3)

صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أَضْحاةً» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ناسٌ» .

(3)

أشار في (ب، ص) إلى أنَّ فوق لفظة: «حتى» رقم «2» في اليونينية.

ص: 57

(18)

‌ بابُ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ مِنَ الْقَصَبِ وَالْمَرْوَةِ وَالْحَدِيدِ

ص: 57

5501 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(2)

: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

سَمِعَ ابْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، يُخْبِرُ ابْنَ عُمَرَ: أَنَّ أَبَاهُ أخبَرَهُ: أَنَّ جَارِيَةً لَهُمْ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا

(3)

بِسَلْعٍ، فَأَبْصَرَتْ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا مَوْتًا

(4)

، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا

(5)

، فَقالَ لأَهْلِهِ:

⦗ص: 58⦘

لَا تَأكُلُوا حَتَّى

آتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْأَلَهُ -أَوْ: حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَنْ يَسْأَلُهُ - فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -أَوْ: بَعَثَ إِلَيْهِ- فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَكْلِهَا

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «المُقَدَّمِيُّ» .

(3)

قوله: «غنمًا» ليس في رواية ابن عساكر.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَوْتَها» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَذَكَّتْها» .

(6)

في رواية ابن عساكر: «فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا» .

ص: 57

5502 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: أخبَرَ عَبْدَ اللَّهِ: أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

تَرْعَى غَنَمًا لَهُ

(2)

بِالْجُبَيْلِ الَّذِي بِالسُّوقِ، وَهوَ بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ

(3)

، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا

(4)

، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «له» ليست في (ن).

(3)

في رواية أبي ذر: «بِشَاةٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

ص: 58

5503 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدَانُ

(2)

: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعٍ

(3)

:

عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ لَنَا مُدًى، فَقالَ: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ

(4)

، لَيْسَ الظُّفُرَ وَالسِّنَّ؛ أَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ، وَأَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ». وَنَدَّ بَعِيرٌ فَحَبَسَهُ، فَقالَ: «إِنَّ لِهَذِهِ الإِبِلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا

(5)

هَكَذَا».

(1)

هذا الحديث مقدَّم على الحديث الذي قبله في رواية أبي ذر.

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «عَبَايَةَ بْنِ رِفاعَةَ بْنِ رَافِعٍ» ، وفي رواية أبي ذر:«عَبَايَةَ بْنِ رِفاعَةَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَكُلُوا» .

(5)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بِهِ» .

ص: 58

(19)

‌ بابُ ذَبِيحَةِ الْمَرْأَةِ وَالأَمَةِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «الأَمة والمرأة» .

ص: 59

5504 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ

(1)

بْنِ مَالِكٍ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا.

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثنا نَافِعٌ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُخْبِرُ عَبْدَ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبٍ، بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنِ ابْنِ كَعْبِ» .

ص: 59

5505 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ -أَوْ: سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ- أخبَرَهُ: أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ

(1)

مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْهَا فَذَبَحَتْهَا

(2)

بِحَجَرٍ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«كُلُوهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِشَاةٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَذَكَّتْهَا» .

ص: 59

(20)

‌ بابٌ: لَا يُذَكَّى بِالسِّنِّ وَالْعَظْمِ وَالظُّفُرِ

ص: 59

5506 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ:

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلْ -يَعْني- مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، إِلَّا السِّنَّ وَالظُّفُرَ» .

(1)

(1)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الثامن والعشرين، وهو آخر المجلدة الرابعة من أصل أصله. وفي (و): من أصل السماع المنقول منه أصل هذه النسخة. اهـ.

ص: 59

(21)

‌ بابُ ذَبِيحَةِ الأَعْرَابِ وَنَحْوِهِمْ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ونَحْرِهِمْ» بدل: «ونحوهم» .

ص: 60

5507 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قَوْمًا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْمًا يَأتُونَا

(2)

بِاللَّحْمِ، لَا نَدْرِي: أَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا؟ فَقالَ: «سَمُّوا عَلَيْهِ أَنْتُمْ وَكُلُوهُ» . قالَتْ: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْكُفْرِ.

تَابَعَهُ عَلِيٌّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.

وَتَابَعَهُ أَبُو خَالِدٍ وَالطُّفَاوِيُّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يَأتُونَنَا» .

ص: 60

(22)

‌ بابُ ذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَشُحُومِهَا، مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهِمْ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى:

{الْيَوْمَ

(1)

أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ

(2)

} [المائدة: 5]

وَقالَ الزُّهْرِيُّ: لَا بَأسَ بِذَبِيحَةِ نَصَارِى

(3)

الْعَرَبِ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ يُسَمِّي لِغَيْرِ اللهِ فَلَا تَأكُلْ، وَإِنْ لَمْ تَسْمَعْهُ فَقَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ

(4)

، وَعَلِمَ كُفْرَهُمْ.

وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوَهُ

(5)

.

وَقالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ: لَا بَأسَ بِذَبِيحَةِ الأَقْلَفِ.

(1)

لفظة: «{الْيَوْمَ}» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

قوله: ({وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ}) ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (ب، ص): «نَصَارِيِّ» ، وبهامش (ص): كذا هو مضبوط في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَكَ» .

(5)

في (ص، ق): «نحوُه» .

ص: 60

5508 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ:

⦗ص: 61⦘

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَى إِنْسَانٌ بِجِرَابٍ فِيهِ شَحْمٌ، فَنَزَوْتُ

(1)

لآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ.

وَقالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ: طَعَامُهُمْ ذَبَائِحُهُمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَدَرْتُ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «قالَ» ، بدون الواو.

(3)

كلام ابن عباس ثابت هنا في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهو في رواية أبي ذر والمُستملي مقدَّم على الحديث السابق.

ص: 60

(23)

‌ بابٌ

(1)

مَا نَدَّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَهوَ بِمَنْزِلَةِ الْوَحْشِ

وَأَجَازَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أَعْجَزَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا فِي يَدَيْكَ فَهوَ

(2)

كَالصَّيْدِ، وَفِي بَعِيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ: مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ عَلَيْهِ فَذَكِّهِ

(3)

.

وَرَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَابْنُ عُمَرَ وَعَائشَةُ.

(1)

في (ب، ص): «بابُ» .

(2)

لفظة: «فهو» ليست في رواية ابن عساكر.

(3)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «وَفِي بَعِيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ فَذَكِّهِ مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ. [زاد ابن عساكر: عَلَيْهِ]» .

ص: 61

5509 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ

(2)

بْنِ خَدِيجٍ:

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَاقُوا الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَتْ مَعَنَا مُدًى. فَقالَ: «اعْجَلْ

(3)

-أَوْ: أَرِنْ

(4)

- مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ؛ وَسَأُحَدِّثُكَ:

⦗ص: 62⦘

أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ

(5)

». وَأَصَبْنَا نَهْبَ

(6)

إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ

(7)

، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لِهَذِهِ الإِبِلِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شَيْءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

قوله: «بن رافع» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.

(3)

ضبطها في (ب، ص): «أَعْجَلْ» ، بهمزة قطع وفتح الجيم، وبهامشهما: فتحة الجيم في اليونينية حادثة. اهـ. زاد في (ب): وهمزة القطع من «أعجل» أصلية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «أَرْنِ» بسكون الراء وكسر النون.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحَبَشِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نُهْبَةَ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 61

(24)

‌ بابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ

وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: لَا ذَبْحَ وَلَا مَنْحَرَ إِلَّا فِي الْمَذْبَحِ وَالْمَنْحَرِ. قُلْتُ: أَيَجْزِي مَا يُذْبَحُ أَنْ أَنْحَرَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، ذَكَرَ اللَّهُ ذَبْحَ الْبَقَرَةِ، فَإِنْ ذَبَحْتَ شَيْئًا يُنْحَرُ جَازَ، وَالنَّحْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَالذَّبْحُ قَطْعُ الأَوْدَاجِ. قُلْتُ: فَيُخَلِّفُ الأَوْدَاجَ حَتَّى يَقْطَعَ النِّخَاعَ؟ قالَ: لَا إِخَالُ

(1)

.

وَأخبَرَنِي

(2)

نَافِعٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَهَى عَنِ النَّخِعِ

(3)

، يَقُولُ: يَقْطَعُ مَا دُونَ الْعَظْمِ، ثُمَّ يَدَعُ حَتَّى تَمُوتَ.

وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى

(4)

: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأمُرُكُمْ

(5)

أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} [البقرة: 67].

وَقالَ: {فَذَبَحُوهَا

(6)

وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71].

وَقالَ سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الذَّكَاةُ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ.

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَسٌ: إِذَا قَطَعَ الرَّأسَ فَلَا بَأسَ.

(1)

بهامش اليونينية: في نسخة «لَا أَخَافُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فأخبَرَنِي» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «النَّخْعِ» ، وبسكون الخاء فقط في (ب، ص).

(4)

قوله: «وقول الله تعالى» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر.

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(6)

في رواية أبي ذر: «{. . . أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} إلى: {فَذَبَحُوهَا. . .}» .

ص: 62

5510 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ

(1)

عُرْوَةَ، قالَ: أخبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ امْرَأَتِي:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «حَدَّثنا هِشَامُ بنُ» .

ص: 63

5511 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: سَمِعَ عَبْدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ:

عَنْ أَسْمَاءَ قالَتْ: ذَبَحْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا، وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، فَأَكَلْنَاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . وهذا الحديث مؤخَّر عن الذي يليه في رواية ابن عساكر.

ص: 63

5512 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ:

أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قالَتْ:

نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ.

تَابَعَهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ: فِي النَّحْرِ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «النَّبيِّ» .

ص: 63

(25)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُثْلَةِ وَالْمَصْبُورَةِ وَالْمُجَثَّمَةِ

ص: 63

5513 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، قالَ:

دَخَلْتُ مَعَ أَنَسٍ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ، فَرَأَى غِلْمَانًا -أَوْ: فِتْيَانًا

(1)

- نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، فَقالَ أَنَسٌ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُصْبَرَ

(2)

الْبَهَائِمُ.

(1)

في رواية ابن عساكر: (فَرَأَى فِتْيَانًا أَوْ: غِلْمَانًا).

(2)

في (ن) بالياء.

ص: 63

5514 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ: أخبَرَنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 64⦘

أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي يَحْيَى رَابِطٌ دَجَاجَةً يَرْمِيهَا، فَمَشَى إِلَيْهَا ابْنُ عُمَرَ حَتَّى حَلَّهَا

(2)

، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ مَعَهُ فَقالَ: ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ

(3)

عَنْ أَنْ يَصْبِرَ

(4)

هَذَا الطَّيْرَ لِلْقَتْلِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى

(5)

أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حَتَّى حَمَلَهَا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غِلْمانَكُم» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَصْبِرُوا» ، وضُبطت في (و) بضمِّ الموحَّدة، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(5)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَنْهَى» .

ص: 63

5515 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَمَرُّوا بِفِتْيَةٍ -أَوْ: بِنَفَرٍ- نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، فَلَمَّا رَأَوُا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهَا،

(1)

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا.

تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ، عَنْ شُعْبَةَ: حدَّثنا الْمِنْهَالُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ.

وَقالَ عَدِيٌّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 64

5516 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى عَنِ النُّهْبَةِ

(2)

وَالْمُثْلَةِ.

(1)

هذا الحديث مقدَّم على قوله: «وقال عدي» في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «النُّهْبَى» .

ص: 64

(26)

‌ بابُ الدَّجَاجِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «بَابُ لَحْمِ الدَّجَاجِ» .

ص: 64

5517 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ:

⦗ص: 65⦘

عَنْ أَبِي مُوسَى -يَعْنِي: الأَشْعَرِيَّ

(1)

رضي الله عنه قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ دَجَاجًا.

(1)

قوله: «يعني الأشعري» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 64

5518 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ زَهْدَمٍ، قالَ:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذَا الْحَيِّ

(1)

مِنْ جَرْمٍ إِخَاءٌ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ أَحْمَرُ، فَلَمْ يَدْنُ مِنْ طَعَامِهِ، قالَ: ادْنُ؛ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ مِنْهُ. قالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ أَكَلَ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا

(2)

آكُلَهُ. فَقالَ: ادْنُ

(3)

أُخْبِرْكَ

(4)

-أَوْ: أُحَدِّثْكَ-: إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ

(5)

صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهوَ غَضْبَانُ، وَهوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، قالَ:«مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» . ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهبٍ

(6)

مِنْ إِبِلٍ، فَقالَ:«أَيْنَ الأَشْعَرِيُّونَ؟ أَيْنَ الأَشْعَرِيُّونَ؟» . قالَ: فَأَعْطَانَا خَمْسَ ذَوْدٍ غُرّ

(7)

الذُّرَى، فَلَبِثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: نَسِيَ

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا. فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا اسْتَحْمَلْنَاكَ، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، فَظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ. فَقالَ:«إِنَّ اللَّهَ هُوَ حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا» .

(1)

في نسخة: «وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْحَيِّ» (ن)، والذي في (ب، ص) أنَّ الذي في النسخة المشار إليها: «وَكَانَ بَيْنَنَا وَهَذَا الْحَيِّ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ هَذَا الْحَيَّ» ، كتبت بالحمرة.

(2)

في (ب، ص): «ألَّا» ، وعزوا المثبت في المتن لرواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إذن» .

(4)

ضبطت في (ب، ص): (أُخَبِّرْكَ)، وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية، وفي الفرع بالتخفيف من الإخبار. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «رَسولَ اللهِ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية ابن عساكر.

(6)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهاء وإسكانها.

(7)

ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وكسرها مع التثقيل.

ص: 65

(27)

‌ بابُ لُحُومِ الْخَيْلِ

ص: 66

5519 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ:

عَنْ أَسْمَاءَ قالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلْنَاهُ.

ص: 66

5520 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ

(1)

، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهم قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.

(1)

قوله: (بن زيد) ليس في رواية أبي ذر.

ص: 66

(28)

‌ بابُ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ

(1)

فَيهِ: عَنْ سَلَمَةَ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الأَنَسِيَّةِ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر:«الأَنَسِيَّةِ» فقط.

(2)

في رواية ابن عساكر: «فيه سلمةُ» .

ص: 66

5521 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ.

ص: 66

5522 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نَافِعٌ

(1)

:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.

تَابَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ.

وَقالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عنْ نافِعٍ» .

ص: 66

5523 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا:

⦗ص: 67⦘

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنهم قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ، وَلُحُومِ

(1)

حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «وعنْ لُحُومِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الأَنَسِيَّةِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 66

5524 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.

ص: 67

5525 -

5526 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ

(1)

، قالَ: حدَّثني عَدِيٌّ:

عَنِ الْبَرَاءِ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهم قالَا: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 67

5527 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ أخبَرَهُ:

أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لُحُومَ الْحُمُرِ

(1)

الأَهْلِيَّةِ.

تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(2)

.

وَقالَ مَالِكٌ، وَمَعْمَرٌ، وَالْمَاجِشُونُ

(3)

، وَيُونُسُ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حُمُرِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن الزُّهْرِيِّ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 67

5528 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جَاءٍ فَقالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ. ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ فَقالَ: أُكِلَتِ الْحُمُرُ. ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ فَقالَ: أُفْنِيَتِ الْحُمُرُ. فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا رِجْسٌ» . فَأُكْفِئَتِ

(2)

الْقُدُورُ، وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكُفِيتْ» .

ص: 68

5529 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو:

قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ حُمُرِ الأَهْلِيَّةِ؟ فَقالَ: قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ، وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ

(1)

الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145].

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ذلِكَ» .

ص: 68

(29)

‌ بابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ

ص: 68

5530 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ:

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ.

تَابَعَهُ يُونُسُ، وَمَعْمَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَالْمَاجِشُونُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

ص: 68

(30)

‌ بابُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ

ص: 68

5531 -

حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ أخبَرَهُ:

⦗ص: 69⦘

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ

(1)

رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقالَ: «هَل لا

(2)

اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا». قَالُوا: إِنَّهَا مَيِّتَةٌ. قالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ

(3)

أَكْلُهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «أنَّ ابن عباس» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية ابن عساكر.

(2)

في (و، ب، ص): «هلَّا» ، وأشار في نسخة البقاعي إلى أنَّها في نسخة.

(3)

في رواية أبي ذر: «حُرِّمَ» .

ص: 68

5532 -

حدَّثنا خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَنْزٍ مَيْتَةٍ

(1)

، فَقالَ:«مَا عَلَى أَهْلِهَا لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا؟!» .

(1)

في (ب، ص): «مَيِّتَةٍ» ، وأهمل ضبطها في (و).

ص: 69

(31)

‌ بابُ الْمِسْكِ

ص: 69

5533 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ

(1)

: حدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي اللهِ

(2)

إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا عَبْدُ الوَاحِدِ» ، قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي سَبِيلِ اللهِ» .

ص: 69

5534 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ جَلِيسِ

(1)

الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ

⦗ص: 70⦘

رِيحًا طَيِّبَةً. وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ

(2)

رِيحًا خَبِيثَةً».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الْجَلِيسِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 69

(32)

‌ بابُ الأَرْنَبِ

ص: 70

5535 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا وَنَحْنُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغبُوا

(1)

، فَأَخَذْتُهَا فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بِوَرِكَيْهَا -أَوْ قالَ: بِفَخِذَيْهَا- إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَهَا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الغين وكسرها، وصحَّح عليها، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَتَعِبُوا» .

ص: 70

(33)

‌ بابُ الضَّبِّ

ص: 70

5536 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الضَّبُّ لَسْتُ آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ» .

ص: 70

5537 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:

عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ مَيْمُونَةَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فَقالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأكُلَ. فَقَالُوا: هُوَ الضَّبُّ

(1)

يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَرَفَعَ يَدَهُ، فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: «لَا؛ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ

(2)

بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ». قالَ خَالِدٌ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ.

(1)

في (و، ب، ص): «هو ضبٌّ» ، والمثبت موافق لما في البقاعي.

(2)

في (ن): «لم تكن» .

ص: 70

(34)

‌ بابٌ: إِذَا وَقَعَتِ الْفَارَةُ فِي السَّمْنِ الْجَامِدِ أَوِ الذَّائِبِ

ص: 71

5538 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُهُ:

عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ فَمَاتَتْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا فَقالَ:«أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوهُ» .

قَيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يُحَدِّثُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ! قالَ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ إِلَّا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مِرَارًا.

ص: 71

5539 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ:

عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الدَّابَّةِ تَمُوتُ فِي الزَّيْتِ وَالسَّمْنِ، وَهوَ جَامِدٌ أَوْ غَيْرُ جَامِدٍ، الْفَأْرَةِ أَوْ غَيْرِهَا، قالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِفَأْرَةٍ مَاتَتْ فِي سَمْنٍ، فَأَمَرَ بِمَا قَرُبَ مِنْهَا فَطُرِحَ، ثُمَّ أُكِلَ، عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.

ص: 71

5540 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنهم قالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَأرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ، فَقالَ:«أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوهُ» .

ص: 71

(35)

‌ بابُ الْوَسْمِ وَالْعَلَمِ

(1)

فِي الصُّورَةِ

(1)

في رواية أبي ذر: «باب العلم والوسم» .

ص: 71

5541 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ تُعْلَمَ الصُّورَةُ

(1)

، وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُضْرَبَ.

⦗ص: 72⦘

تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ: حدَّثنا الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ حَنْظَلَةَ وَقالَ: تُضْرَبُ الصُّورَةُ

(2)

.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الصُّوَرُ» .

(2)

هكذا في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية المُستملي:«الصُّوَرُ» .

ص: 71

5542 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَخٍ لِي يُحَنِّكُهُ، وَهوَ فِي مِرْبَدٍ لَهُ، فَرَأَيْتُهُ يَسِمُ شَاةً

(1)

، حَسِبْتُهُ قالَ: فِي آذَانِهَا.

(1)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «شاءً» .

ص: 72

(36)

‌ بابٌ: إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ

(1)

غَنِيمَةً، فَذَبَحَ

بَعْضُهُمْ غَنَمًا أَوْ إِبِلًا، بِغَيْرِ

أَمْرِ

أَصْحَابِهِمْ، لَمْ تُوْكَلْ؛ لِحَدِيثِ رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ طَاوُوسٌ وَعِكْرِمَةُ فِي ذَبِيحَةِ السَّارِقِ: اطْرَحُوهُ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «القَوْمُ» .

ص: 72

5543 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّنَا

(1)

نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، فَقالَ: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلُوا

(2)

، مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ وَلَا ظُفُرٌ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ

(3)

فَمُدَى الْحَبَشَةِ». وَتَقَدَّمَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ

(4)

، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ النَّاسِ، فَنَصَبُوا قُدُورًا فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، وَقَسَمَ بَيْنَهُمْ وَعَدَلَ بَعِيرًا بِعَشْرِ شِيَاهٍ، ثُمَّ نَدَّ بَعِيرٌ مِنْ أَوَائِلِ

(5)

الْقَوْمِ، وَلَمْ تَكُنْ

(6)

مَعَهُمْ خَيْلٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ

⦗ص: 73⦘

بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقالَ:«إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا فَعَلَ مِنْهَا هَذَا فَافْعَلُوا مِثْلَ هَذَا» .

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «إنَّا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكُلُوهُ» .

(3)

ضبطت في (ب، ص) بسكون الفاء، وبهامشهما: هكذا فاء الظفر هذه ساكنة في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «المَغَانِمِ» .

(5)

في (ب، ص): «أوابل» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية: «أوابل» بالباء الموحَّدة، وعليها تخريج وليس بالهامش شيء. اهـ، وزاد بهامش (ب): وفي بعض الأصول: «أوائل» بالهمزة، وفي بعضها:«إبِلِ» . اهـ.

(6)

في (ب، ص): بالياء «يكن» .

ص: 72

(37)

‌ بابٌ: إِذَا نَدَّ بَعِيرٌ لِقَوْمٍ، فَرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَأَرَادَ

(1)

إِصْلَاحَهُمْ

(2)

، فَهْوَ جَائِزٌ؛ لِخَبَرِ رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وأرَادَ» . (ب، ص)

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إصْلاحَهُ» .

ص: 73

5544 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ

(1)

: أخبَرَنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ

(2)

:

عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ

(3)

رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَنَدَّ بَعِيرٌ مِنَ الإِبِلِ، قالَ: فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ،

(4)

قالَ: ثُمَّ قالَ: «إِنَّ لَهَا أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا» . قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي الْمَغَازِي وَالأَسْفَارِ، فَنُرِيدُ أَنْ نَذْبَحَ فَلَا تَكُونُ

(5)

مُدًى، قالَ: «أَرِنْ

(6)

، مَا نَهَرَ -أَوْ: أَنْهَرَ- الدَّمَ

(7)

وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، غَيْرَ السِّنِّ وَالظُّفُرِ؛ فَإِنَّ السِّنَّ عَظْمٌ، وَالظُّفُرَ مُدَى الْحَبَشَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني محمدُ بنُ سَلَامٍ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «عن عَبايَةَ بن رَافِعٍ» .

(3)

قوله: «بن خديج» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في (و): بالياء: «يكون» .

(6)

في رواية أبي ذر: «أَرنِي» بكسر الراء وإسكانها معًا، وزاد في (ب، ص) نسبة ذلك إلى رواية ابن عساكر.

(7)

في رواية أبي ذر: «ما أَنْهَرَ الدَّمَ أَوْ: نَهَرَ الدَّمَ» .

ص: 73

(38)

‌ بابُ أَكْلِ الْمُضْطَرِّ

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى

(1)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ

(2)

وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 172 - 173].

وَقالَ: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ

(3)

} [المائدة: 3].

وَقَوْله: {فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ

(4)

. وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأكُلُوا

(5)

مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فُصِّلَ لَكُم مَّا حُرِّمَ

(6)

عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيَضِلُّونَ

(7)

بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ

(8)

} [الأنعام: 118، 119].

{قُل لاَّ أَجِدُ

(9)

فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا

(10)

عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ

غَفُورٌ رَّحِيمٌ

(11)

} [الأنعام: 145].

⦗ص: 75⦘

وَقالَ: {فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ

(12)

حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ

(13)

فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ

(14)

غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

(15)

[النحل: 114 - 115].

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: إذا أَكَلَ المُضْطَرُّ لِقَوْلِ اللهِ تعالى» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلَى {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}» بدل إتمام الآيات.

(3)

قوله: «{لِّإِثْمٍ}» ليس في رواية ابن عساكر، والذي في (ب، ص) أنَّ واو العطف في: «وقوله» بعدها هي التي ليست في روايته.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«الآيةَ» بدل إتمام الآيات.

(6)

على قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر.

(7)

هكذا ضبطت في (و)، وضبطت في (ص):«{لَّيُضِلُّونَ}» ، وأهمل ضبطها في (ن، ب)، وضمُّ الياءِ على قراءة عاصم وحمزة والكسائي، وفتحها على قراءة الباقين.

(8)

من قوله: «{وَمَا لَكُمْ}» إلى قوله: «{بِالْمُعْتَدِينَ}» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وقولِهِ جَلَّ وعَلَا: {قُل لاَّ أَجِدُ. . .}» .

(10)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «إلَى: {أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا}» بدل إتمام الآية.

(11)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «قال ابن عباس: مُهَرَاقً {أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ}» . ورسم «مهراقً» هكذا كما هي، وكتب فوقها «قًا» في الأصول.

(12)

في رواية ابن عساكر زيادة: «إلى قوله: {فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الآيات.

(13)

من قوله: «{وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ}» إلى قوله: «{فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» : ليس في رواية أبي ذر.

(14)

في رواية ابن عساكر: «فإنَّ ربك» ، وهي خلاف التلاوة.

(15)

من قوله: «وَقَالَ: {فَكُلُواْ. . .}» إلى آخر الآيتين مؤخر عند ابن عساكر إلى ما بعد قوله: «بابُ سُنَّةِ الأُضْحِيَّةِ» الآتي. (ن، و)، وعلَّم في (ب، ص) على علامة التأخير دون ذكر علامة التقديم، وكذا هو في السلطانية.

ص: 74

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الأضاحِيِّ

ص: 77

(1)

‌ بابُ سُنَّةِ الأُضْحِيَّةِ

(1)

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: هِيَ سُنَّةٌ وَمَعْرُوفٌ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «الأُضْحِيَّةُ سُنَّةٌ» ، وفي نسخة عنده قبلها:«باب» .

ص: 77

5545 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الإِيَامِيِّ

(2)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّيْ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ

(3)

، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ وَقَدْ ذَبَحَ، فَقالَ: إِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً. فَقالَ: «اذْبَحْهَا وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» .

قالَ مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْبَرَاءِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «اليامِيِّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ» .

ص: 77

5546 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ

(1)

لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «يَذْبَحُ» .

ص: 77

(2)

‌ بابُ قِسْمَةِ الإِمَامِ الأَضَاحِيَّ بَيْنَ النَّاسِ

ص: 78

5547 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بَعْجَةَ الْجُهَنِيِّ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَصَارَتْ لِعُقْبَةَ جَذَعَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَارَتْ

(1)

جَذَعَةٌ! قالَ: «ضَحِّ بِهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِي» .

ص: 78

(3)

‌ بابُ الأُضْحِيَّةِ لِلْمُسَافِرِ وَالنِّسَاءِ

ص: 78

5548 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا، وَحَاضَتْ بِسَرِفَ، قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ، وَهيَ تَبْكِي، فَقالَ:«مَا لَكِ، أَنَفِسْتِ؟» قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ» . فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى، أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ.

ص: 78

(4)

‌ بابُ مَا يُشْتَهَى مِنَ اللَّحْمِ يَوْمَ النَّحْرِ

ص: 78

5549 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ

صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ: «مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ» . فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ -وَذَكَرَ جِيرَانَهُ- وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ؟ فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَلَا أَدْرِي أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لَا، ثُمَّ انْكَفَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا، أَوْ قالَ: فَتَجَزَّعُوهَا.

ص: 78

(5)

‌ بابُ مَنْ قالَ: الأَضْحَى يَوْمَ

(1)

النَّحْرِ

(1)

في رواية أبي ذر: «يومُ» بالرفع.

ص: 79

5550 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الزَّمَانُ

(3)

قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ

(4)

خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ

(5)

مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحجَّةِ

(6)

، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قالَ: «أَلَيْسَ ذَا

(7)

الْحجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟» قُلْنَا: بَلَى. قالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ- عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ

(8)

، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ

(9)

الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى

(10)

لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ». وَكَانَ

(11)

مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ

(12)

قالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:

⦗ص: 80⦘

«أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ

(13)

؟»

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إنَّ الزَمانَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «كَهَيْئَةِ يَوْمِ» (ب)، وهو موافق لما في السلطانية، وضبط روايته في (ص):«كَهَيْئَتِهِ يَوْمِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ثَلاثَةٌ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية ابن عساكر، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.

(6)

ضُبطت في اليونينية بكسر الحاء وفتحها.

(7)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ذُو» .

(8)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «هَذا» . كتبت بالحمرة.

(9)

في متن (ب، ص): «لَيُبَلِّغِ» ، وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية، وفي الفرع بكسر اللام الأولى.

(10)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أرْعَى» .

(11)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَكانَ» .

(12)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ذَكَرَ» .

(13)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «مَرَّتَيْنِ» .

ص: 79

(6)

‌ بابُ الأَضْحَى وَالْمَنْحَرِ بِالْمُصَلَّى

ص: 80

5551 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، قالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَنْحَرُ فِي الْمَنْحَرِ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَعْنِي مَنْحَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 80

5552 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْبَحُ وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى.

ص: 80

(7)

بابٌ: فِي أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيُذْكَرُ سَمِينَيْنِ

وَقالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ قالَ: كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ.

ص: 80

5553 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ.

(1)

قوله: «بن أبي إياس» ليس في رواية أبي ذر، وعزا في (ن) عدم وجودها إلى رواية ابن عساكر.

ص: 80

5554 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ

ابْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ

(2)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

⦗ص: 81⦘

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ.

تَابَعَهُ وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ.

وَقالَ إِسْمَاعِيلُ

(3)

وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا أَيُّوبُ» .

(3)

قوله: «وقال إسماعيل. . .» مقدَّم على قوله: «تابعه وهيب. .» في رواية أبي ذر، ونبَّه ابن حجر إلى أنَّ الصواب رواية غيره.

ص: 80

5555 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا عَلَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «ضَحِّ أَنْتَ بِهِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «ضَحِّ بِهِ أنْتَ» ، ولفظة:«به» ليست في رواية ابن عساكر.

ص: 81

(8)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بُرْدَةَ: «ضَحِّ بِالْجَذَعِ مِنَ الْمَعزِ

(1)

، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ»

(1)

ضبطها في (ن) بتسكين العين وكسرها، وفي (و) بالفتح والكسر، وفي (ب) بالسكون، وفي (ص) بالفتح، وفي نسخة البقاعي بالكسر فقط.

ص: 81

5556 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ

(1)

رضي الله عنهما قالَ: ضَحَّى خَالٌ لِي، يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ، قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ» . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ الْمَعزِ، قالَ: «اذْبَحْهَا، وَلَنْ تَصْلُحَ

(2)

لِغَيْرِكَ». ثُمَّ قالَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ

⦗ص: 82⦘

ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ».

تَابَعَهُ عُبَيْدَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ.

وَتَابَعَهُ وَكِيعٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ.

وَقالَ عَاصِمٌ وَدَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي عَنَاقُ لَبَنٍ.

وَقالَ زُبَيْدٌ وَفِرَاسٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: عِنْدِي جَذَعَةٌ.

وَقالَ أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا مَنْصُورٌ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ.

وَقالَ ابْنُ عَوْنٍ: عَنَاقٌ جَذَعٌ، عَنَاقُ لَبَنٍ.

(1)

قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ولا تَصْلُحُ» .

ص: 81

5557 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ:

عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: ذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَبْدِلْهَا» . قالَ: لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَةٌ. قالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ. قالَ: «اجْعَلْهَا مَكَانَهَا وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» .

وَقالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ: عَنَاقٌ جَذَعَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 82

(9)

‌ بابُ مَنْ ذَبَحَ الأَضَاحِيَّ بِيَدِهِ

ص: 82

5558 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

⦗ص: 83⦘

عَنْ أَنَسٍ قالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ.

(1)

قوله: «بن أبي إياس» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 82

(10)

‌ بابُ مَنْ ذَبَحَ ضَحِيَّةَ غَيْرِهِ

وَأَعَانَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فِي بَدَنَتِهِ.

وَأَمَرَ

(1)

أَبُو مُوسَى بَنَاتِهِ أَنْ يُضَحِّينَ بِأَيْدِيهِنَّ.

(1)

قوله: «وأمر» إلى قوله: «بِأَيْدِيهِنَّ» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 83

5559 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقالَ:«مَا لَكِ أَنَفِسْتِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قالَ: «هَذَا

أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، اقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ». وَضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ.

ص: 83

(11)

‌ بابُ الذَّبْحِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

ص: 83

5560 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ

(2)

: أخبَرَنِي زُبَيْدٌ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ

(3)

مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَحَرَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». فَقالَ أَبُو بُرْدَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّيَ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ؟ فَقالَ:«اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ -أَوْ: تُوْفِيَ- عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بنُ مِنْهالٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «بِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 83

(12)

‌ بابٌ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ أَعَادَ

ص: 84

5561 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ» . فَقالَ رَجُلٌ: هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ -وَذَكَرَ

(1)

مِنْ جِيرَانِهِ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَذَرَهُ

(2)

- وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْنِ؟ فَرَخَّصَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

، فَلَا أَدْرِي بَلَغَتِ

(4)

الرُّخْصَةُ

(5)

أَمْ لَا؟ ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ -يَعْنِي: فَذَبَحَهُمَا- ثُمَّ انْكَفَأَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَذَبَحُوهَا.

(1)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «هَنَةً» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

قوله: «النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(4)

في رواية أبي ذر: «أَبَلَغَت» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 84

5562 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ:

سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ سُفْيَانَ الْبَجَلِيَّ، قالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، فَقالَ

(1)

: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 84

5563 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، فَلَا يَذْبَحْ حَتَّى يَنْصَرِفَ

(1)

». فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلْتُ. فَقالَ: «هُوَ

(2)

شَيْءٌ عَجَّلْتَهُ». قالَ: فَإِنَّ عِنْدِي جَذَعَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّتَيْنِ، أذْبَحُهَا

(3)

؟ قالَ: «نَعَمْ، ثُمَّ

⦗ص: 85⦘

لَا تَجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ». قالَ عَامِرٌ: هِيَ خَيْرُ نَسِيكَتِهِ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «نَنْصَرِفَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هذا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية كريمة: «آذبحها» .

(4)

في رواية أبي ذر: «نَسِيْكَتَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 84

(13)

‌ بابُ وَضْعِ الْقَدَمِ عَلَى صَفْحِ الذَّبِيحَةِ

ص: 85

5564 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَوَضَعَ

(1)

رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا، وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَيَضَعُ» .

ص: 85

(14)

‌ بابُ التَّكْبِيرِ عِنْدَ الذَّبْحِ

ص: 85

5565 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.

ص: 85

(15)

‌ بابٌ: إِذَا بَعَثَ بِهَدْيِهِ لِيُذْبَحَ لَمْ يَحْرُمْ عَلَيْهِ شَيْءٌ

ص: 85

5566 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ

عَنْ مَسْرُوقٍ:

أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ فَقالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ رَجُلًا يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَيَجْلِسُ فِي الْمِصْرِ، فَيُوصِي أَنْ تُقَلَّدَ بَدَنَتُهُ، فَلَا يَزَالُ مِنْ ذَلِك

(1)

الْيَوْمِ مُحْرِمًا حَتَّى يَحِلَّ النَّاسُ، قالَ: فَسَمِعْتُ تَصْفِيقَهَا

(2)

مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَقالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 86⦘

فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِمَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ

(3)

مِنْ أَهْلِهِ

(4)

، حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ.

(1)

بكسر الكاف وفتحها في متن اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر: «تَسْفِيقَها» . كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية: قال القاضي الإمام عياض: يقال: بالسين والصاد، وهو بالصاد أكثر وأعرف في الحديث وكتب اللغة. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِلرَّجُلِ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 85

(16)

‌ بابُ مَا يُؤْكَلُ مِنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ وَمَا يُتَزَوَّدُ مِنْهَا

ص: 86

5567 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو: أخبَرَنِي عَطَاءٌ:

سَمِعَ جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الأَضَاحِيِّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ. وَقالَ غَيْرَ مَرَّةٍ

(1)

: لُحُومَ الْهَدْيِ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَيْرُهُ مَرَّةً» . وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 86

5568 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ: أَنَّ ابْنَ خَبَّابٍ أخبَرَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ كَانَ غَائِبًا فَقَدِمَ، فَقُدِّمَ إِلَيْهِ لَحْمٌ، قالَ: وَهَذَا

(1)

مِنْ لَحْمِ ضَحَايَانَا، فَقالَ: أَخِّرُوهُ لَا أَذُوقُهُ، قالَ: ثُمَّ قُمْتُ فَخَرَجْتُ، حَتَّى آتِيَ أَخِي أبا قَتَادَةَ

(2)

، وَكَانَ أَخَاهُ لأُمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قالُوا: هذَا» . كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش اليونينية بالحمرة: قال الحافظ أبو علي: الصواب: «حتى آتي أخي قَتَادَةَ» وهو ابن النُّعْمَانِ الظَفَرِيُّ، وقد تقدَّم في باب عِدَّةِ من شَهِد بدرًا على الصواب:«قال: فانطلق لأخيه لأمه قتادة بن النعمان وكان بدريًا» وقال الحافظ أبو ذر: الصواب: قتادة بن النعمان. اهـ.

وبهامش اليونينية أيضًا: صوابه: «أخي قَتادَةَ» وهو ابن النُّعْمَانِ. قاله الحافظ أبو القاسم، وذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحنبلي في كتابه: أنَّ قتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد لأمه. اهـ.

زاد في هامش (ب، ص): وبخط السخاوي تحته ما نصُّه: واسم أمهما أُنيسة ابنة أبي خارجة عمرو بن قيس بن مالك من بني عدي بن النجار. اهـ.

ص: 86

5569 -

ثلاثي - حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلَا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَفِي

(1)

بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ». فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ الْمَاضِي؟ قالَ: «كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ

(2)

فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وبَقِيَ في» .

(2)

بهامش (ب): على الجيم في اليونينية شبه ضمَّة أيضًا غير الفتحة. اهـ.

ص: 87

5570 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: الضَّحِيَّةُ كُنَّا نُمَلِّحُ مِنْهُ

(1)

، فَنَقْدَمُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَقالَ:«لَا تَأكُلُوا إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» . وَلَيْسَتْ بِعَزِيمَةٍ؛ وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منها» .

ص: 87

5571 -

5572 - 5573 - حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنِي

(1)

يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ: أَنَّهُ شَهِدَ الْعِيدَ يَوْمَ الأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْعِيدَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأكُلُونَ نُسُكَكُمْ

(2)

.

قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُ

(3)

مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَكَانَ

(4)

ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،

⦗ص: 88⦘

فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ.

قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ

خَطَبَ النَّاسَ فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَاكُمْ أَنْ تَأكُلُوا لَحْمَ

(5)

نُسُكِكُمْ فَوْقَ ثَلَاثٍ.

وَعَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ

(6)

نَحْوَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مِنْ نُسُكِكُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «العِيدَ» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وكَانَ» .

(5)

في (ب، ص): «لُحُومَ» .

(6)

قوله: «عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ» ليس في (ن).

ص: 87

5574 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا مِنَ الأَضَاحِيِّ ثَلَاثًا» . وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَأكُلُ بِالزَّيْتِ حِينَ يَنْفِرُ

(2)

مِنْ مِنًى، مِنْ أَجْلِ لُحُومِ الْهَدْيِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، ورواية ابن عساكر:«حَتَّى يَنْفِرَ» ، وعزاها في (ن) إلى رواية الأصيلي بدل ابن عساكر، قال في الفتح: وهو تصحيف يقلب المعنى ويفسده.

ص: 88

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

ص: 89

5575 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عن ابن عمر» .

ص: 89

5576 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ اللَّبَنَ، فَقالَ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، و

(1)

لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ.

تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، وَابْنُ الْهَادِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَالزُّبَيْدِيُّ

(2)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1)

ضبَّب على الواو في رواية ابن عساكر.

(2)

في رواية أبي ذر: «والزُّبيدي وعثمان بن عُمر» .

ص: 89

5577 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ غَيْرِي، قالَ: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتُشْرَبَ الْخَمْرُ

(2)

، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ

(3)

امْرَأَةً قَيِّمُهُنَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «سمعتُ رسولَ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «وشُرْبُ الخَمْرِ» . قال ابن حجر: ورواية الجماعة أولى للمشاكلة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خمسون» ، وفي رواية ابن عساكر:«حتى يَقُومَ خمسينَ» ، وضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «خمسين» ، وعزا ذلك لليونينية.

ص: 90

5578 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولَانِ:

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَزْنِي

(1)

حِينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمِنٌ».

قالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأخبَرَني عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحَدِّثُهُ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ

(2)

يُلْحِقُ مَعَهُنَّ: «وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ فِيهَا، حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهوَ مُؤْمِنٌ» .

(1)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الزانِي» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهو ابن عبد الرحمن والد عبد الملك، أي: يزيد في حديث أبي هريرة، وفي (و):«أبو هريرة» مكان: «أبو بكر» .

ص: 90

(2)

‌ بابٌ: الْخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ

(1)

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «بابٌ: إنَّ الخَمْرَ مِنَ العِنَبِ» . كتبت «إنَّ» بالحمرة.

ص: 90

5579 -

حدَّثنا

(1)

الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ: حدَّثنا مَالِكٌ -هُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ-

⦗ص: 91⦘

عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَقَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا شَيْءٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 90

5580 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ وَمَا نَجِدُ -يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ

(1)

- خَمْرَ الأَعْنَابِ إِلَّا قَلِيلًا، وَعَامَّةُ خَمْرِنَا الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ.

(1)

قوله: «يعني بالمدينة» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.

ص: 91

5581 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ: حدَّثنا عَامِرٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقالَ: أَمَّا بَعْدُ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهيَ مِنْ خَمْسَةٍ: الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ.

ص: 91

(3)

‌ بابٌ: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهيَ مِنَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ

ص: 91

5582 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ وَأَبَا طَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، مِنْ فَضِيخِ زَهْوٍ وَتَمْرٍ، فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: قُمْ يَا أَنَسُ فَأَهْرِقْهَا. فَأَهْرَقْتُهَا

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَهَرِقْها فَهَرَقْتُها» .

ص: 91

5583 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: عَنْ أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قالَ: كُنْتُ قَائمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ -عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ- الْفَضِيخَ، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقالُوا: أَكْفِئْهَا. فَكَفَأْنا

(1)

، قُلْتُ لأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قالَ: رُطَبٌ وَبُسْرٌ، فَقالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ

⦗ص: 92⦘

أَنَسٌ. وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا

(2)

يَقُولُ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَكَفَأْتُهَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أنَسَ بنَ مالِكٍ» .

ص: 91

5584 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا يُوسُفُ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الْخَمْرَ حُرِّمَتْ، وَالْخَمْرُ يَوْمَئِذٍ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 92

(4)

‌ بابٌ: الْخَمْرُ مِنَ الْعَسَلِ، وَهوَ الْبِتْعُ

وَقالَ مَعْنٌ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الْفُقَّاعِ، فَقالَ: إِذَا لَمْ يُسْكِرْ فَلَا بَأسَ، وَقالَ ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ: سَأَلْنَا عَنْهُ فَقالُوا: لَا يُسْكِرُ. لَا بَأسَ بِهِ.

ص: 92

5585 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

عَنِ الْبِتْعِ، فَقالَ:«كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهوَ حَرَامٌ» .

ص: 92

5586 -

5587 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِتْعِ، وَهوَ نَبِيذُ

(1)

الْعَسَلِ، وَكَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهوَ حَرَامٌ» .

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(2)

: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَنْتَبِذُوا

⦗ص: 93⦘

فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ».

وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُلْحِقُ مَعَهَا

(3)

: الْحَنْتَمَ وَالنَّقِيرَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهو شَرابُ» .

(2)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (ن، ق): «معهما» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 92

(5)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْخَمْرَ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ مِنَ الشَّرَابِ

ص: 93

5588 -

حدَّثنا

(1)

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ:

خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ: الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ. وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا: الْجَدُّ، وَالْكَلَالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا. قالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، فَشَيْءٌ يُصْنَعُ بِالسِّنْدِ مِنَ الرُّزِّ

(2)

؟ قالَ: ذَاكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ قالَ: عَلَى عَهْدِ عُمَرَ.

وَقالَ حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ مَكَانَ الْعِنَبِ: الزَّبِيبَ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «من الأُرْز» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 93

5589 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ عُمَرَ قالَ: الْخَمْرُ يُصْنَعُ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ.

ص: 93

(6)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ

ص: 93

5590 -

وَقالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ:

⦗ص: 94⦘

حدَّثنا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ

(1)

الأَشْعَرِيُّ، قالَ:

حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ -أَوْ: أَبُو مَالِكٍ- الأَشْعَرِيُّ، وَاللهِ مَا كَذَبَنِي: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ

(2)

وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأتِيهِمْ -يَعْنِي الْفَقِيرَ

(3)

- لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا

(4)

: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة».

(1)

ضبط في (ن) بضمِّ الغين. والذي في كتب الرجال بفتح الغين.

(2)

وضع علامة التَّخفيف على الراء في اليونينيَّة، وبالهامش: قال الحافظ أبو ذرٍّ: يعني الزنا. اهـ. وفي متن (ب، ص) بتشديد الراء، وبهامشهما كالمثبت، وقال بعدها: كذا في اليونينية و (الحِرَّ) التي في الأصل مشددة الراء، شدة أصلية فليعلم ذلك. اهـ.

(3)

قوله: «يعني الفقير» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(4)

في رواية أبي ذر: «فَيَقُولُونَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 93

(7)

‌ بابُ الانْتِبَاذِ

(1)

فِي الأَوْعِيَةِ وَالتَّوْرِ

(1)

بهامش (ب): الباب منوَّن في اليونينية، والانتباذ مجرور. اهـ.

ص: 94

5591 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ

(2)

:

سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ فَدَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُرُسِهِ

(3)

، فَكَانَتِ

(4)

امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ، وَهيَ الْعَرُوسُ، قالَ

(5)

: أَتَدْرُونَ مَا سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «وكانَت» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالَتْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 94

(8)

بابُ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ

ص: 94

5592 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ:

⦗ص: 95⦘

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

عَنِ الظُّرُوفِ، فَقالَتِ الأَنْصَارُ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْهَا، قالَ:«فَلَا إِذًا» .

وَقالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا

(1)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ

(2)

، بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «عَنْ جابِرٍ» .

ص: 94

- حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ بِهَذَا. وَقالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأَوْعِيَةِ.

5593 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ

(2)

: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأَسْقِيَةِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» كتبت بالحمرة، وهذا الحديث مؤخَّر عن الحديث الآتي في روايته ورواية كريمة وابن عساكر، وتَصَرُّفُ المزي وابن حجر يؤيد ذلك، فحديث عبد الله بن محمد من مسند عبد الله بن عمرو لا جابر.

(2)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

ص: 95

5594 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ.

حَدَّثَنَا

(1)

عُثْمَانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ. بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 95

5595 -

حدثني عُثْمَانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ:

عَنْ إِبْرَاهِيمَ: قُلْتُ لِلأَسْوَدِ: هَلْ سَأَلْتَ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يُكْرَهُ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ؟ فَقالَ:

⦗ص: 96⦘

نَعَمْ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، عَمَّا

(1)

نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ؟ قالَتْ: نَهَانَا

(2)

فِي ذَلِكَ

(3)

أَهْلَ الْبَيْتِ أَنْ نَنْتَبِذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ. قُلْتُ: أَمَا ذَكَرَتِ

(4)

الْجَرَّ وَالْحَنْتَمَ؟ قالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ، أُحَدِّثُ

(5)

مَا لَمْ أَسْمَعْ؟!

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَمَّ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «نُهِينَا» .

(3)

قوله: «في ذلك» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(4)

ضبطت في (ص) بسكون الراء، وفي (و) بهما معًا.

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَفَأُحَدِّثُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«أَفَنُحَدِّثُ» .

ص: 95

5596 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ، قالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَرِّ الأَخْضَرِ، قُلْتُ: أَنَشْرَبُ فِي الأَبْيَضِ؟ قالَ: «لَا» .

ص: 96

(9)

‌ بابُ نَقِيعِ التَّمْرِ مَا لَمْ

(1)

يُسْكِرْ

(1)

في نسخة: «إذا لَمْ» .

ص: 96

5597 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قالَ:

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ

(1)

: أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِعُرُسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ يَوْمَئِذٍ

(2)

، وَهيَ الْعَرُوسُ، فَقَالَتْ: مَا تَدْرُونَ

(3)

مَا أَنْقَعْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «السَّاعدِيَّ» .

(2)

لفظة: «يومئذ» ليست في (و)، وأُلحقتْ في (ن) وصحِّح عليها.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هَلْ تَدْرُونَ» .

ص: 96

(10)

‌ بابُ الْبَاذَقِ، وَمَنْ نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنَ الأَشْرِبَةِ

وَرَأَى عُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ شُرْبَ الطِّلَاءِ عَلَى الثُّلُثِ.

⦗ص: 97⦘

وَشَرِبَ الْبَرَاءُ وَأَبُو جُحَيْفَةَ عَلَى النِّصْفِ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اشْرَبِ الْعَصِيرَ مَا دَامَ طَرِيًّا.

وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْتُ مِنْ عُبَيْدِ اللهِ رِيحَ شَرَابٍ، وَأَنَا سَائلٌ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ.

ص: 96

5598 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْبَاذَقِ، فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم الْبَاذَقَ

(1)

، فَمَا أَسْكَرَ فَهوَ حَرَامٌ. قَالَ: الشَّرَابُ الْحَلَالُ الطَّيِّبُ. قَالَ: لَيْسَ بَعْدَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ إِلَّا الْحَرَامُ الْخَبِيثُ.

(1)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: يعني: أنَّ الاسم حَدَث بعد الإسلامِ. اهـ.

ص: 97

5599 -

حدَّثنا

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ

(1)

: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ.

ص: 97

(11)

‌ بابُ مَنْ رَأَى أَنْ لَا يَخْلِطَ الْبُسْرَ وَالتَّمْرَ إِذَا كَانَ مُسْكِرًا،

وَأَنْ لَا يَجْعَلَ إِدَامَيْنِ فِي إِدَامٍ

ص: 97

5600 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ وَسُهَيْلَ بْنَ الْبَيْضَاءِ، خَلِيطَ بُسْرٍ وَتَمْرٍ، إِذْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَقَذَفْتُهَا، وَأَنَا سَاقِيهِمْ وَأَصْغَرُهُمْ، وَإِنَّا نَعُدُّهَا يَوْمَئِذٍ الْخَمْرَ.

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا قَتَادَةُ: سَمِعَ أَنَسًا.

ص: 97

5601 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي عَطَاءٌ:

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ، وَالرُّطَبِ.

ص: 98

5602 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى حِدَتِهِ» .

ص: 98

(12)

‌ بابُ شُرْبِ اللَّبَنِ،

وَقَوْلُِ اللهِ تعالَى

(1)

: {مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ

(2)

} [النحل: 66]

(1)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» .

(2)

قوله تعالى: «{لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}» ليس في رواية أبي ذر، وقوله:{سَآئِغًا} في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 98

5603 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَقَدَحِ خَمْرٍ

(1)

.

(1)

في رواية ابن عساكر: «وقَدَحٍ يَعْنِي خَمْرًا» .

ص: 98

5604 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعَ سُفْيَانَ: أخبَرَنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرًا مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ يُحَدِّثُ:

عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ

(1)

بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ فَشَرِبَ. فَكَانَ

(2)

سُفْيَانُ رُبَمَا

(3)

قَالَ: شَكَّ النَّاسُ فِي صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 99⦘

يَوْمَ عَرَفَةَ

(4)

، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ، فَإِذَا وُقِّفَ

(5)

عَلَيْهِ، قَالَ: هُوَ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وكان» .

(3)

في (ب، ص) بتشديد الباء.

(4)

قوله: «يوم عرفة» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية أبي ذر: «وُوْقِفَ» بزيادة واو ساكنة بعد الواو المضمومة.

ص: 98

5605 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَّا خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ

(1)

عَلَيْهِ عُودًا».

(1)

ضبطت في (ن) بكسر الراء وضمها معًا: «تعرض» .

ص: 99

5606 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَذْكُرُ، أُرَاهُ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ -رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ- مِنَ النَّقِيعِ

(1)

بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَلَّا خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُوْدًا» .

- وَحَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 99

5607 -

حدثني مَحْمُودٌ: أخبَرَنا النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ وَأَبُو بَكْرٍ

مَعَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَرَرْنَا بِرَاعٍ وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فَحَلَبْتُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ فِي قَدَحٍ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، وَأَتَانَا

(1)

سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا عَلَيْهِ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ سُرَاقَةُ أَنْ لَا يَدْعُوَ عَلَيْهِ وَأَنْ يَرْجِعَ، فَفَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَأَتَاهُ» .

ص: 99

5608 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وَتَرُوحُ بِآخَرَ» .

ص: 99

5609 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ:«إِنَّ لَهُ دَسَمًا» .

ص: 100

5610 -

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رُفِعْتُ

(1)

إِلَى السِّدْرَةِ، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ، فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ: فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ، فَأُتِيتُ

(2)

بِثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ: قَدَحٌ

(3)

فِيهِ لَبَنٌ، وَقَدَحٌ فِيهِ عَسَلٌ، وَقَدَحٌ فِيهِ خَمْرٌ، فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ، فَقِيلَ لِي: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ».

قَالَ هِشَامٌ وَسَعِيدٌ وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِي الأَنْهَارِ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا

(4)

: ثَلَاثَةَ أَقْدَاحٍ.

(1)

في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «دُفِعْتُ» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَأُتِيتُ» .

(3)

في (ب، ص) بالرفع والجر في هذا الموضع وبالجر فقط في الموضعين الآتيين، وفي نسخة البقاعي بالرفع والجرِّ معًا في المواضع الثلاثة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَمْ يَذْكُرْ» .

ص: 100

(13)

‌ بابُ اسْتِعْذَابِ الْمَاءِ

ص: 100

5611 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبّ

(1)

مَالِهِ إِلَيْهِ بَيْر حَاء

(2)

، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَ

(3)

الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}

⦗ص: 101⦘

وَإِنَّ أَحَبَّ

(4)

مَالِي إِلَيَّ بَيْر حَاء

(5)

، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَخٍ

(6)

، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ -أَوْ: رَايِحٌ، شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ- وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ». فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي عَمِّهِ.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى: «رَايِحٌ» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب مع التثقيل في الباء.

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الهمزة وتنوينها بالكسر معا، وفي رواية أبي ذر:«بَيْرَ حَا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «مُسْتَقْبِلَةَ» .

(4)

ضبطت في الأصول بالنصب، وضَبْطُ «بير» بالنصب والرفع يقتضي ضَبْطَ:«أحبّ» بالوجهين، انظر الإرشاد.

(5)

ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الهمزة وتنوينها بالكسر معا، وفي رواية أبي ذر:«بَيْر حَا» ، وضَبَطَ الباء في (ب، ص) بالفتح والكسر، وفي هامشهما: كذا في اليونينية، الباء مفتوحة ومكسورة هنا. اهـ.

(6)

هكذا ضُبطت في نسخة البقاعي وضبطت في نسخة القرشي بالسكون أيضًا، وأهمل ضبطها في الأصول، وبهامش (ب، ص): لم يضبط الخاء هنا في اليونينية، وضبطها في الفرع بكسرتين. ا ه

ص: 100

(14)

‌ بابُ شَوْبِ

(1)

اللَّبَنِ بِالْمَاءِ

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «شُرْبِ» .

ص: 101

5612 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:

أخبَرَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا، وَأَتَى دَارَهُ

فَحَلَبْتُ شَاةً، فَشُبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبِئْرِ، فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ فَشَرِبَ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، فَأَعْطَى الأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ، ثُمَّ قَالَ

(1)

: «الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» .

ص: 101

5613 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنَّةٍ، وَإِلَّا كَرَعْنَا» . قَالَ:

⦗ص: 102⦘

وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَائِتٌ، فَانْطَلِقْ

(2)

إِلَى الْعَرِيشِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمَا، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، قَالَ: فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ شَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.

(1)

لفظة: «الرجل» ليست في رواية ابن عساكر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 101

(15)

‌ بابُ شَرَابِ الْحَلْوَاءِ

(1)

وَالْعَسَلِ

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ؛ لأَنَّهُ رِجْسٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 5].

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي السَّكَرِ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا

(2)

حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحَلْوَى» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مِمَّا» .

ص: 102

5614 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أخبَرَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.

ص: 102

(16)

‌ بابُ الشُّرْبِ قَائِمًا

ص: 102

5615 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ، قَالَ:

أَتَى

(1)

عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ

(2)

، فَشَرِبَ قَائِمًا، فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أُتِيَ» .

(2)

ضبطت الحاء في (و) بالفتح، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والقرشي، ولم تضبط في بقية الأصول، وبهامش (ب، ص): لم يضبط الحاء في اليونينية، وضبطها في الفرع بالفتح هنا وفيما يأتي. اهـ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«بِمَاءٍ» .

ص: 102

5616 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ يُحَدِّثُ:

⦗ص: 103⦘

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ، فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا

(1)

، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قِيامًا» .

ص: 102

5617 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا مِنْ زَمْزَمَ.

ص: 103

(17)

‌ بابُ مَنْ شَرِبَ وَهوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ

ص: 103

5618 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: أخبَرَنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ، وَهوَ وَاقِفٌ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَشَرِبَهُ

(1)

.

زَادَ مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ: عَلَى بَعِيرِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَأَخَذَهُ وشَرِبَهُ» .

ص: 103

(18)

‌ بابُ: الأَيْمَنَ

فَالأَيْمَنَ

(1)

فِي الشُّرْبِ

(1)

بهامش (ب، ص): كذا ضبط (الأيمنَ) كليهما في اليونينية والفرع، مع عدم تنوين (باب). اهـ.

ص: 103

5619 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: «الأَيْمَنَ فالأَيْمَنَ

(1)

».

(1)

في (ب): «الأيمنَ الأيمنَ» ، وبهامشها: كذا في اليونينية، وفي أصول صحيحة:«الأيمنَ فالأيمنَ» . اهـ.

ص: 103

(19)

‌ بابٌ: هَلْ يَسْتَأذِنُ الرَّجُلُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ فِي الشُّرْبِ لِيُعْطِيَ الأَكْبَرَ؟

ص: 104

5620 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ:«أَتَأذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟» فَقَالَ الْغُلَامُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ.

ص: 104

(20)

‌ بابُ الْكَرْعِ فِي الْحَوْضِ

ص: 104

5621 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبُهُ، فَرَدَّ الرَّجُلُ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. وَهيَ سَاعَةٌ حَارَّةٌ، وَهوَ يُحَوِّلُ فِي حَائِطٍ لَهُ -يَعْنِي الْمَاءَ- فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِي شَنَّةٍ، وَإِلَّا كَرَعْنَا» . وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ

(1)

فِي شَنَّةٍ. فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ، فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ مَاءً، ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَعَادَ، فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بائِتٌ» .

ص: 104

(21)

‌ بابُ خِدْمَةِ الصِّغَارِ الْكِبَارَ

ص: 104

5622 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ -عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ- الْفَضِيخَ، فَقِيلَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ. فَقَالَ: إكْفِئْهَا

(1)

، فَكَفَأْنَا

(2)

، قُلْتُ لأَنَسٍ: مَا شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَبٌ وَبُسْرٌ.

⦗ص: 105⦘

فَقَالَ أَبُو بَكْرِ ابْنُ أَنَسٍ: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَنَسٌ. وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي: أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ.

(1)

ضُبطت في (ن، ب): بهمزة قطع مع الياء والهمزة معًا بعد فاء مكسورة، وضُبطت في (و) بهمزة وصل مع الياء والهمزة معًا بعد فاء مكسورة، وفي (ص) بضبطين معًا:«اكفَأها» و «أَكفِئها» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكَفَأْناها» .

ص: 104

(22)

‌ بابُ تَغْطِيَةِ الإِنَاءِ

ص: 105

5623 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أخبَرَنِي عَطَاءٌ:

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ جِنْحُ

(2)

اللَّيْلِ -أَوْ: أَمْسَيْتُمْ- فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ

(3)

، فَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ

(4)

لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا

(5)

شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

بكسر الجيم في (ن، ص)، وبضمها في (ب)، وأهمل ضبطها في (و).

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«فَخَلُّوهُمْ» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الشَّياطِينَ» ، وفي السلطانية بعدها:«لا تَفْتَحُ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عليه» .

ص: 105

5624 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَطْفِئُوا

(1)

الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا

(2)

الأَبْوَابَ،

⦗ص: 106⦘

وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ» وَأَحْسِبُهُ قَالَ:«وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ» .

(1)

في (ب، ص): «واطْفئُوا» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية بهمزة وصل في هذه بخلاف التي بعدها. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَأَغْلِقُوا» .

ص: 105

(23)

‌ بابُ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ

ص: 106

5625 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ. يَعْنِي أَنْ تُكْسَرَ أَفْوَاهُهَا فَيُشْرَبَ مِنْهَا.

ص: 106

5626 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ مَعْمَرٌ أَوْ غَيْرُهُ: هُوَ الشُّرْبُ مِنْ أَفْوَاهِهَا.

ص: 106

(24)

‌ بابُ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ

ص: 106

5627 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَيُّوبُ: قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ:

أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْيَاءَ قِصَارٍ حدَّثنا بِهَا أَبُو هُرَيْرَةَ؟ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ الْقِرْبَةِ -أَوِ: السِّقَاءِ

(1)

- وَأَنْ يَمْنَعَ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي دَارِهِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ فمِ السِّقاء أو القِرْبة» .

(2)

في رواية أبي ذر: «خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ» . ولفظة: «جِدَارِهِ» كتبت بالحمرة، وضبَّب على «دَارِهِ» في متن:(ب، ص).

ص: 106

5628 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: أخبَرَنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ.

ص: 106

5629 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ.

ص: 106

(25)

‌ بابُ التَّنَفُّسِ

(1)

فِي الإِنَاءِ

ص: 107

5630 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ، وَإِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ» .

ص: 107

(26)

‌ بابُ الشُّرْبِ بِنَفَسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ

ص: 107

5631 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حدَّثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: أخبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ:

كَانَ أَنَسٌ يَتَنَفَّسُ فِي الإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا.

ص: 107

(27)

‌ بابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ

ص: 107

5632 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:

كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ

(1)

بِقَدَحِ فِضَّةٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ: «هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا

وَهيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ».

(1)

ضبطت في (ب، ص) بكسر الدال وضمها، وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.

ص: 107

(28)

‌ بابُ آنِيَةِ الْفِضَّةِ

ص: 107

5633 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:

خَرَجْنَا مَعَ حُذَيْفَةَ ذَكَرَ

(1)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(2)

قَالَ: «لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ

(3)

فِي الآخِرَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وذَكَرَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (ب، ص): «وهي لكم» مضروب على «هي» ، وبهامشهما: كذا مَضْرُوب عليه في اليونينية.

ص: 107

5634 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ

(2)

الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «آنِيَةِ» .

ص: 108

5635 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَشْعَثِ

(1)

بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجنَازَةِ

(2)

، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ

(3)

. وَنَهَانَا عَنْ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ -أَوْ قَالَ: آنِيَةِ الْفِضَّةِ- وَعَنِ الْمَيَاثِرِ

(4)

وَالْقَسِّيِّ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالإِسْتَبْرَقِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أشْعَثَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الجيم وكسرها.

(3)

في رواية أبي ذر: «القَسَمِ» .

(4)

بهامش (ب، ص): الياء مهموزة في اليونينية. اهـ.

ص: 108

(29)

‌ بابُ الشُّرْبِ فِي الأَقْدَاحِ

ص: 108

5636 -

حدثني عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الْفَضْلِ:

عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ: أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَبُعِثَ

(1)

إِلَيْهِ بِقَدَحٍ

⦗ص: 109⦘

مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَبَعَثَتْ» .

ص: 108

(30)

بابُ الشُّرْبِ مِنْ

(1)

قَدَحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَآنِيَتِهِ

وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَا أَسْقِيكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «في» .

ص: 109

5637 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ

(1)

: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَدِمَتْ، فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ رَأسَهَا، فَلَمَّا كَلَّمَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ. فَقَالَ: «قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي» . فَقَالُوا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: لَا. قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَخْطُبَكِ. قَالَتْ: كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ:«اسْقِنَا يَا سَهْلُ» . فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ

(2)

فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ، فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ.

قَالَ: ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَوَهَبَهُ لَهُ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ هذا القَدَحَ» .

ص: 109

5638 -

حدَّثنا

(1)

الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ:

أخبَرَنا أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ

⦗ص: 110⦘

ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ

(2)

شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَتَرَكَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا تُغَيِّرْ» .

ص: 109

(31)

‌ بابُ شُرْبِ الْبَرَكَةِ وَالْمَاءِ الْمُبَارَكِ

ص: 110

5639 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حدَّثني سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما هَذَا الْحَدِيثَ

(1)

، قَالَ: قَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ غَيْر

(2)

فَضْلَةٍ، فَجُعِلَ فِي إِنَاءٍ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ قَالَ:«حَيَّ عَلَى أَهْلِ الْوَضُوءِ، الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ» . فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ وَشَرِبُوا، فَجَعَلْتُ لَا آلُو مَا جَعَلْتُ فِي بَطْنِي مِنْهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ بَرَكَةٌ. قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِئَةٍ.

تَابَعَهُ عَمْرٌو

(3)

، عَنْ جَابِرٍ.

وَقَالَ حُصَيْنٌ وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً.

وَتَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جَابِرٍ.

(4)

(1)

هكذا ضبطت في (ق)، وأهمل ضبطها في الأصول الأربعة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب معا.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ دِينَارٍ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت بدل أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد.

(4)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ. اهـ.

ص: 110

بسم الله الرحمن الرحيم

كتابُ الطِّبِّ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «كتابُ المَرْضَى» وهو الصواب والأولى؛ إذ كتاب الطب سيأتي بعد هذا، والبسملة عند أبي ذر متأخرة عن اسم الكتاب.

ص: 111

(1)

‌ مَا جَاءَ

(1)

فِي كَفَّارَةِ الْمَرَضِ،

وَقَوْلُِ اللهِ تَعَالَى: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]

(1)

في رواية أبي ذر: «باب مَا جَاءَ. . .» ، كتبت بالحمرة.

ص: 111

5640 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا» .

ص: 111

5641 -

5642 - حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ

(1)

وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «ولا حَزَنٍ» .

ص: 111

5643 -

حدَّثنا

(1)

مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ:

⦗ص: 112⦘

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفَيِّئُهَا

(2)

الرِّيحُ

(3)

مَرَّةً، وَتُعَدِّلُهَا

(4)

مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالأَرْزَةِ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً».

وَقَالَ زَكَرِيَّا: حدَّثني سَعْدٌ: حدَّثنا ابْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص): «تُفِيئُها» ، وبهامشهما: الفاء والياء ليستا مضبوطتين في اليونينية، وضبطها في الفرع:«تُفَيّئُها» .

(3)

لفظة: «الريح» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويي أيضًا.

(4)

ضبطت في (ب، ص): «وَتَعْدِلُهَا» .

ص: 111

5644 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ، وَالْفَاجِرُ كَالأَرْزَةِ، صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً، حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ» .

ص: 112

5645 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ

(1)

قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ، يَقُولُ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» .

(1)

زاد في (ب، ص): «أَنَّهُ» .

ص: 112

(2)

‌ بابُ شِدَّةِ الْمَرَضِ

ص: 112

5646 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ.

حَدَّثَنِي

(1)

بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

⦗ص: 113⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ

(2)

مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» . وكتبت الواو في متن (ب، ص) بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أحَدًا الْوَجَعُ عَلَيْهِ أَشَدُّ» .

ص: 112

5647 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَهوَ يُوعَكُ وَعْكًا

(1)

شَدِيدًا، وَقُلْتُ

(2)

: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا!؟ قُلْتُ: إِنَّ ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى إِلَّا حَاتَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ» .

(1)

بهامش (ب، ص): عين «وعكًا» هذه ليست مضبوطة في اليونينية، وسكونها من الفرع بخلاف الثانية، فإنَّ سكونها من اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَقُلْتُ» .

ص: 113

(3)

‌ بابٌ: أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ

(1)

(1)

في رواية المُستملي وحاشية أصل اليونيني: «ثُمَّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 113

5648 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم وَهوَ يُوْعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُوْعَكُ

(2)

وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» . قُلْتُ

(3)

: ذَلِكَ أَنَّ

(4)

لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «على النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لَتُوعَكُ» .

(3)

هكذا في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وبهامش (ن) بخط فخر الدين البرماوي:«لعلَّه: قلت» . قلنا: وهو المثبت في متن (و، ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر: «بِأَنَّ» .

ص: 113

(4)

‌ بابُ وُجُوبِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ

ص: 114

5649 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُوْدُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ» .

ص: 114

5650 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أخبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: نَهَانَا عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَلُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ

(1)

، وَالْمِيثَرَةِ

(2)

. وَأَمَرَنَا أَنْ نَتْبَعَ الْجَنَائِزَ، وَنَعُودَ الْمَرِيضَ، وَنُفْشِيَ السَّلَامَ.

(1)

في (ب، ص): «القَسِيِّ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية السين ليست مشددة، وشدَّدها في الفرع. اهـ.

(2)

في (ب، ص): «المئثرة» بالهمز نقلًا عن اليونينية.

ص: 114

(5)

‌ بابُ عِيَادَةِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ

ص: 114

5651 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ:

سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرَضًا، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَوَجَدَانِي أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ، فَأَفَقْتُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ، حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ.

ص: 114

(6)

‌ بابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنَ الرِّيحِ

ص: 114

5652 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ

(1)

أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حدَّثني عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ:

قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ،

⦗ص: 115⦘

أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ

(2)

: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ

(3)

، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ:«إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ» . فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ

(4)

، فَادْعُ اللَّهَ

(5)

أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ

(6)

. فَدَعَا لَهَا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي عَطَاءٌ: أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ، امْرَأَة طَوِيلَة سَوْدَاء

(7)

، عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش (ب، ص): في رواية الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «المرأةُ» . وعُلِّق بهامشهما: هذا المُخرَّج ليس عليه علامة في اليونينية في الأصل، فيحتمل أن يكون بعد:«فقالت» الأولى أو الثانية أو الثالثة؛ لأنَّ الثلاثة كلها في سطر واحد في اليونينية. اهـ، وزاد في (ب): وخرَّج لها في الفرع بعد: «فقالت» الأولى، ونبَّه على ذلك في الحاشية، وقال: فلعلها بعد قوله: «فقالت» . اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنْكَشِفَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أَنْكَشِفَ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لِي» .

(6)

في رواية أبي ذر: «أَنْكَشِفَ» .

(7)

ضُبطت لفظة «امْرَأَة طَوِيلَة» في اليونينية بالرفع والنصب منونًا معًا، ولفظة «سَوْدَاء» بالرفع والنصب معًا من غير تنوين، وفي (و، ب) بالرفع في فقط، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 114

(7)

‌ بابُ فَضْلِ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ

ص: 115

5653 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا

(1)

اللَّيْثُ، قَالَ: حدَّثني ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ

(2)

، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ». يُرِيدُ: عَيْنَيْهِ.

تَابَعَهُ أَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ، وَأَبُو ظِلَالٍ

(3)

، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ثُمَّ صَبَرَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ هِلَالٍ» . قال في الفتح: صوابه إمَّا بحذف «ابن» وإما «أبو ظلال بن أبي هلال» بزيادة «أبي» . اهـ.

ص: 115

(8)

‌ بابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ

وَعَادَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الأَنْصَارِ.

ص: 116

5654 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رضي الله عنهما، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ

(1)

: يَا أَبَةِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ

(2)

لَيْلَةً

بَوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ

(3)

وَهَلْ يَبْدُوَنْ

(4)

لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ» .

(1)

في (ص): «قلتُ» ، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

في (و): «أَبِيْتَنْ» ، وهي غير مضبوطة في (ن).

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَجَنَّةٍ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وقد أهمل ضبط الجيم في (ن)، وضبطها في (و) بالفتح، وفي (ص) بالكسر، وبهامشها: كذا ضبطها في اليونينية هنا، وفيما يأتي ضبطها بفتح الميم وكسر الجيم لا غير، وفي الإرشاد أنَّ فتح الميم وكسر الجيم رواية أبي ذر:«مَجِنَّة» ، وهو الذي في السلطانية.

(4)

في (ص): «تبدون» بالتاء، وبهامشهما: مضروب في اليونينية على إحدى نقطتي: «تبدون» وهما ثابتان فيما يأتي.

ص: 116

(9)

‌ بابُ عِيَادَةِ الصِّبْيَانِ

ص: 117

5655 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أخبَرَنِي عَاصِمٌ

(1)

: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ ابْنَةً

(2)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، وَهوَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَعْدٌ وَأُبَيٌّ: نَحْسِبُ أَنَّ ابْنَتِي

(3)

قَدْ حُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا السَّلَامَ، وَيَقُولُ:«إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ وَلْتَصْبِرْ» . فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ فِي حَجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ

(4)

وَضَعَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الرُّحَمَاءَ».

(1)

في (ص) زيادة: «قَالَ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِنْتًا» .

(3)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي نسخة:«ابني» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الرَّحْمَةُ» .

ص: 117

(10)

‌ بابُ عِيَادَةِ الأَعْرَابِ

ص: 117

5656 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَقَالَ

(1)

لَهُ: «لَا بَأسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . قَالَ: قُلْتَ: طَهُورٌ؟! كَلَّا، بَلْ هِيَ

(2)

حُمَّى تَفُورُ -أَوْ: تَثُورُ- عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَنَعَمْ إِذًا» .

(1)

في (و): «قال» ، وبهامش السلطانية: في كثير من النسخ: «قال» بدون فاء. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُوَ» .

ص: 117

(11)

‌ بابُ عِيَادَةِ الْمُشْرِكِ

ص: 117

5657 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ:

⦗ص: 118⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ غُلَامًا لِيَهُودَ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَالَ:«أَسْلِمْ» . فَأَسْلَمَ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ: لَمَّا حُضِرَ أَبُو طَالِبٍ جَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 117

(12)

‌ بابٌ: إِذَا عَادَ مَرِيضًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى بِهِمْ جَمَاعَةً

ص: 118

5658 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشَامٌ، قَالَ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ

عَلَيْهِ نَاسٌ يَعُودُونَهُ فِي مَرَضِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا، فَجَعَلُوا يُصَلُّونَ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمِ

(2)

اجْلِسُوا. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «إِنَّ الإِمَامَ لَيُؤْتَمُّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِنْ

(3)

صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ مَنْسُوخٌ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ مَا صَلَّى صَلَّى قَاعِدًا وَالنَّاسُ خَلْفَهُ قِيَامٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (و، ق): «وإذا» ، وأشار في هامش نسخة البقاعي إلى وجودها في نسخة.

ص: 118

(13)

‌ بابُ وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْمَرِيضِ

ص: 118

5659 -

حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا الْجُعَيْدُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ:

أَنَّ أَبَاهَا قَالَ: تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا

(1)

شَدِيدًا

(2)

، فَجَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي أَتْرُكُ مَالًا، وَإِنِّي لَمْ أَتْرُكْ إِلَّا ابْنَةً وَاحِدَةً، فَأُوصِي

(3)

بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فَقَالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَأُوصِي بِالنِّصْفِ وَأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قَالَ: «لَا» . قُلْتُ: فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا

(4)

⦗ص: 119⦘

الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ» . ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ

(5)

، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ» . فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي -فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ- حَتَّى السَّاعَةِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

هكذا في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«شَكْوى شَدِيدَةً» . وبهامش اليونينية: قال الإمام الحافظ أبو الفضل عياض: «واشتكى سعدٌ شَكْوَى» مقصور، والشكو [في (ص): والشكوى]: المرض، يُقال منه: شكا يشكوا، واشتكى شكايةً وشَكاوةً وشكوًا وشَكْوَى، قال أبو علي: والتنوين رديء جدًا، وقال ابن دريد: الشَكْوُ مصدر شكوته. اهـ.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَفَأُوصِي» . (و، ص)

(4)

لفظة: «لها» ليست في (ن).

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على جَبْهَتِي» .

ص: 118

5660 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ:

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ يُوعَكُ

(1)

، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ

(2)

وَعْكًا شَدِيدًا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» . فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَجَلْ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ

(3)

فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَعْكًا شَدِيدًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لَتُوعَكُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «مِنْ مَرَضٍ» .

ص: 119

(14)

‌ بابُ مَا يُقَالُ لِلْمَرِيضِ، وَمَا يُجِيبُ

ص: 119

5661 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ فَمَسِسْتُهُ، وَهوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؛ وَذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، إِلَّا حَاتَّتْ

(1)

عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحَاتَّ

(2)

وَرَقُ الشَّجَرِ».

(1)

ضبطت في (ص): «حاتَتْ» ، وبهامشها: لم يشدِّد التاء في اليونينية. اهـ.

(2)

ضبطت في (ص): «تُحاتُّ» ، وهو موافق لما في السلطانية.

ص: 119

5662 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ:«لَا بَأسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَقَالَ: كَلَّا، بَلْ

(2)

حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، كَيْمَا

(3)

تُزِيرَهُ

(4)

الْقُبُورَ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَنَعَمْ إِذًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى» .

(4)

في (و) بالرفع: «تزيرُهُ» ، وضبطت في نسخة البقاعي بالاثنين معًا.

ص: 120

(15)

‌ بابُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، وَرِدْفًا عَلَى الْحِمَارِ

ص: 120

5663 -

حدثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ

صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَى إِكَافٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ، وَفِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَوَقَفَ، وَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِمَّا

(2)

تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا

(3)

، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم

(5)

⦗ص: 121⦘

حَتَّى سَكَتُوا

(6)

، فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ:«أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟» . يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ، قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَلَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ مَا أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اجْتَمَعَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ

(7)

أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ، فَلَمَّا ردَّ

(8)

ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ الَّذِي فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا أُحْسِنُ ما» .

(3)

في رواية أبي ذر: «في مجَالِسِنا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .

(5)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «يُخَفِّضُهُمْ» . كتبت بالحمرة، وصحح عليها في (و) للإشارة إلى كونها مستدركة على المتن، وهي مثبتة في متن نسخة البقاعي مشارًا إلى أنها ثابتة في نسخةٍ.

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى سَكَنُوا» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَى» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بضم الراء وفتحها، وصحَّح عليها.

ص: 120

5664 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، لَيْسَ بِرَاكِبِ بَغْلٍ وَلَا بِرْذَوْنٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 121

(16)

‌ بابُ قولِ المَرِيضِ: إِنِّي وَجِعٌ

(1)

، أَوْ: وَا رَأسَاهُ

(2)

، أَوِ: اشْتَدَّ بِيَ الْوَجَعُ،

وَقَوْلِ أَيُّوبَ عليه السلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ ما رُخِّصَ للْمَرِيضِ أنْ يَقُولَ: إِنِّي وَجِعٌ» .

(2)

في (ص): «وَا رَأسَاهْ» .

ص: 121

5665 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ الْقِدْرِ، فَقَالَ:«أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَاْسِكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعَا الْحَلَّاقَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ أَمَرَنِي بِالْفِدَاءِ.

ص: 121

5666 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّا: أخبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ:

قَالَتْ عَائِشَةُ: وَارَأسَاهْ

(1)

، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ

(2)

لَكِ وَأَدْعُوَ

(3)

لَكِ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلِيَاهْ

(4)

، وَاللهِ إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ

(5)

لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَارَأسَاهْ، لَقَدْ هَمَمْتُ -أَوْ: أَرَدْتُ- أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ، أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ، أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَأبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ» ، أَوْ:«يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأبَى الْمُؤْمِنُونَ» .

(1)

في (و، ق): «وَا رَأسَاهُ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَأَسْتَغْفِرُ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَأَدْعُوْ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و، ق): «وَاثُكْليَاهُ» بفتح اللام وكسرها، وضمِّ الهاء.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ذلِكَ» .

ص: 122

5667 -

حدَّثنا

مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ

(1)

فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا. قَالَ: «أَجَلْ، كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ» . قَالَ: لَكَ أَجْرَانِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ

(2)

فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بيدي» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«فسمعته» . قال في الفتح: وهو تحريف.

(2)

في (ص): «من مَرضٍ» ، وضرب على لفظة:«من» وبهامشها: كذا مضروب عليه في اليونينية.

ص: 122

5668 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أخبَرَنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ:

⦗ص: 123⦘

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، زَمَنَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: بَلَغَ بِي مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ:«لَا» . قُلْتُ: بِالشَّطْرِ؟ قَالَ: «لَا» . قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ

(1)

كَثِيرٌ

(2)

، أَنْ تَدَعَ

(3)

وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ

(4)

عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَلَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا

(5)

، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ».

(1)

ضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «الثلث» هذه.

(2)

في رواية أبي ذر: «قلتَ: فَالشَّطْرُ؟ قَال: لَا، الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ» .

(3)

ضبَّب في (ب، ص) على قوله: «أَنْ تَدَعَ» ، وفي نسخة:«أَنْ تَذَرَ» (ب، ص)، وهو موافق لما في السلطانية، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«إنَّكَ أَنْ تَذَرَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «بِهَا» .

ص: 122

(17)

‌ بابُ قَوْلِ الْمَرِيضِ: قُومُوا عَنِّي

ص: 123

5669 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(2)

هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ -حَدَّثَنِي

(3)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فِيهِمْ

(4)

عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلُمَّ أَكْتُبْ

(5)

لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ». فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ

(6)

لَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا

(7)

أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قُومُوا» .

⦗ص: 124⦘

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنَا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» . وكتبت الواو في متن (ب، ص) بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُمْ» .

(5)

في (ن): بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(6)

في (ن): بالرفع، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(7)

كتبت الفاء بالحمرة في متن اليونينية.

ص: 123

(18)

‌ بابُ مَنْ ذَهَبَ بِالصَّبِيِّ الْمَرِيضِ لِيُدْعَى

(1)

لَهُ

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَدْعُوَ» .

ص: 124

5670 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا حَاتِمٌ -هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ- عَنِ الْجُعَيْدِ قَالَ:

سَمِعْتُ السَّائِبَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، وَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ

(1)

، مِثْلَ

(2)

زِرِّ الْحَجَلَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «خاتَمٍ بَيْنَ كَتِفَيْهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر بالجر. (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.

ص: 124

(19)

‌ بابُ تَمَنِّي

(1)

الْمَرِيضِ الْمَوْتَ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَابُ نَهْيِ تَمَنِّي» .

ص: 124

5671 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا

(1)

كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا» بدل: «إذا» .

ص: 124

5672 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ:

دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا

⦗ص: 125⦘

أَنْ نَدْعُوَ

(1)

بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ. ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى، وَهوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ

(2)

فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ.

(1)

في (و، ب، ص): «نَدْعُوا» ، وبهامش (ب، ص): كذا بألف بعد الواو في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «لَيُؤْجَرُ» .

ص: 124

5673 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» . قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا

(1)

، وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ

(2)

، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا

(3)

، وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ

(4)

أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ».

(1)

لفظة: «لا» ليست في (و، ق)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وقَرِّبُوا» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَا يَتَمَنَّ» .

ص: 125

5674 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:

سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُسْتَنِدٌ إِلَيَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ» .

ص: 125

(20)

‌ بابُ دُعَاءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ

وَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا:«اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا» . قَالَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

ص: 126

5675 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا -أَوْ: أُتِيَ بِهِ- قَالَ: «أَذْهِبِ الْبأسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ

(1)

الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا».

قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى: إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ

(2)

.

وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى وَحْدَهُ، وَقَالَ: إِذَا أَتَى مَرِيضًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أنت» بدون الواو.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إذا أَتَى المَرِيضَ» .

ص: 126

(21)

‌ بابُ وُضُوءِ الْعَائِدِ لِلْمَرِيضِ

ص: 126

5676 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ

(2)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضٌ، فَتَوَضَّأَ فَصَبَّ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ:«صُبُّوا عَلَيْهِ» . فَعَقَلْتُ، فَقُلْتُ: لَا يَرِثُنِي إِلَّا كَلَالَةٌ، فَكَيْفَ الْمِيرَاثُ؟

فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمدُ بنُ جَعْفَر» .

ص: 126

(22)

‌ بابُ مَنْ دَعَا بِرَفْعِ الْوَبَاءِ

(1)

وَالْحُمَّى

(1)

بهامش (ب، ص): ليس على «الوبا» مدٌّ في اليونينية. اهـ.

ص: 127

5677 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ وَيَا بِلَالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَتْ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ فَيَقُولُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ

(2)

لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مجنَّةٍ

(3)

وَهَلْ تَبْدُوَنْ

(4)

لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ

قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا

(5)

فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» .

(2)

في (و): «أَبِيْتَنْ» ، وهي غير مضبوطة في (ن).

(3)

ضُبطت في اليونينية بفتح الجيم والميم وكسرهما معًا. وفي (ب، ص): «مَجِنَّة» ، وبهامشها: هكذا في اليونينية الميم مفتوحة والجيم مكسورة.

(4)

في (و): «يبدون» بالتحتية، وأهمل نقطها في (ق).

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حُمَّى» .

ص: 127

‌كتابُ الطِّبِّ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر قبل الكتاب زيادة: «بسم الله الرحمن الرحيم» . كتبت بالحمرة.

ص: 129

(1)

‌ بابٌ

(1)

: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 129

5678 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حدَّثني عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(2)

: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 129

(2)

‌ بابٌ: هَلْ يُدَاوِي الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ أو الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ؟

ص: 129

5679 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ:

عَنْ رُبَيِّعٍَ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ

(2)

عَفْرَاءَ قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَسْقِي الْقَوْمَ وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى إِلَى الْمَدِينَةِ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

كذا في جميع الأصول، وبهامش (ص): كذا في اليونينية: «ابن» بلا ألف.

ص: 129

(3)

‌ بابٌ: الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ

(1)

(1)

الباب والترجمة ثابتان في رواية الحَمُّويي أيضًا.

ص: 129

5680 -

حدثني

(1)

الْحُسَيْنُ

(2)

: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ: حدَّثنا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ،

وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى

⦗ص: 130⦘

أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ». رَفَعَ الْحَدِيثَ.

وَرَوَاهُ الْقُمِّيُّ

(3)

، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِي الْعَسَلِ وَالْحَجْمِ

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش اليونينية: حسينٌ هذا، قال أبو نصر: هو عندي الحسين بن محمد بن زياد القبَّاني، وقال الحاكم: هو حسين بن يحيى بن جعفر البِيكندي، وذكر الوجهين ابن عساكر الحافظ الدِّمشقي. اهـ.

(3)

في (ب، ص): «القُمِيُّ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية الميم ليس عليها شدة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والحِجَامَةِ» .

ص: 129

5681 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ: حدَّثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى

(1)

أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وأنَا أَنْهَى» .

ص: 130

(4)

‌ بابُ الدَّوَاءِ بِالْعَسَلِ،

وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} [النحل: 69]

ص: 130

5682 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أخبَرَني

(1)

هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الْحَلْوَاءُ وَالْعَسَلُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 130

5683 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ -أَوْ: يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ» .

ص: 130

5684 -

حدَّثنا

(1)

عَيَّاشُ

(2)

بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ:

⦗ص: 131⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فَقَالَ:«اسْقِهِ عَسَلًا» . ثُمَّ أَتَى

(3)

الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا

(4)

». ثُمَّ أَتَاهُ

(5)

فَقَالَ:

(6)

فَعَلْتُ. فَقَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا» . فَسَقَاهُ فَبَرَأَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «أتاهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «ثمَّ أتاهُ الثالِثَة فقال: اسْقِهِ عَسَلًا» . كتبت بالحمرة.

(5)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح هنا في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«قَدْ» .

ص: 130

(5)

‌ بابُ الدَّوَاءِ بِأَلْبَانِ الإِبِلِ

ص: 131

5685 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ

(1)

: حدَّثنا ثَابِتٌ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَاسًا كَانَ بِهِمْ سَقَمٌ، قَالُوا

(2)

: يَا رَسُولَ اللهِ آوِنَا وَأَطْعِمْنَا. فَلَمَّا صَحُّوا، قَالُوا: إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ. فَأَنْزَلَهُمُ الْحَرَّةَ فِي ذَوْدٍ لَهُ، فَقَالَ: «اشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا

(3)

». فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ

(4)

أَعْيُنَهُمْ، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدمُ

(5)

الأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ سَلَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لأَنَسٍ: حدِّثني بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «أبُو نُوحٍ البَصْرِيُّ» .

(2)

في (و): «فقالوا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

في (و، ب، ص): «اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وسَمَلَ» .

(5)

بكسر الدار وضمها معا، هكذا ضبطت في نسخة البقاعي، وأهمل ضبط الدَّال في (ن، ب، ص)، وضبطها بالكسر في (و)، وبهامش (ب، ص): لم يضبط الدال في اليونينية، وضبطها في الفرع بالكسر والضم. اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِهذا» .

ص: 131

(6)

‌ بابُ الدَّوَاءِ بِأَبْوَالِ الإِبِلِ

ص: 132

5686 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ -يَعْنِي الإِبِلَ- فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَلَحَتْ

(1)

أَبْدَانُهُمْ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإِبِلَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ

فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ. قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ

(2)

الْحُدُودُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صَحَّتْ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 132

(7)

‌ بابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ

ص: 132

5687 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:

خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبَةِ السَّوْدَاءِ

(1)

، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا

(2)

فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ

(3)

مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا مِنَ السَّامِ». قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «السُّوَيْدَاءِ» .

(2)

بهامش (ب، ص): ضمُّ الطاء من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّ فِي هَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً» .

ص: 132

5688 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 133⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أخبَرَهُما: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ» . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ: الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ

(1)

.

(1)

بهامش (ب، ص): ضمُّ الشين من الفرع. اهـ.

ص: 132

(8)

‌ بابُ التَّلْبِينَةِ لِلْمَرِيضِ

ص: 133

5689 -

حدَّثنا

(1)

حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تَأمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الحَزَنِ» .

ص: 133

5690 -

حدَّثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَأمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ وَتَقُولُ: هُوَ الْبَغِيضُ النَّافِعُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا هِشَامٌ» .

ص: 133

(9)

‌ بابُ السَّعُوطِ

ص: 133

5691 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما،

(1)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 133

(10)

‌ بابُ السَّعُوطِ

(1)

بِالْقُسْطِ الْهِنْدِيِّ الْبَحْرِيِّ

(2)

وَهوَ الْكُسْتُ، مِثْلُ الْكَافُورِ وَالْقَافُورِ، مِثْلُ {كُشِطَتْ}

(3)

[التكوير: 11]: نُزِعَتْ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ:{قُشِطَتْ} .

(1)

في (و، ص): «السُّعوط» بضمِّ السين.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَالْبَحْرِيِّ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَقُشِطَتْ» .

ص: 134

5692 -

5693 - حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ:

عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ

(1)

قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ» .

وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لِي لَمْ يَأكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ.

(1)

بهامش (ب، ص): ضبط من الفرع. اهـ.

ص: 134

(11)

‌ بابٌ: أَيَّ

(1)

سَاعَةٍ يَحْتَجِمُ؟

وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أَيَّةَ» .

ص: 134

5694 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ:

حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ صَائِمٌ.

ص: 134

(12)

‌ بابُ الْحَجْمِ فِي السَّفَرِ وَالإِحْرَامِ

قَالَهُ ابْنُ بُحَيْنَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 135

5695 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ وَعَطَاءٍ

(1)

:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُحْرِمٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن عطاء وطاووس» .

ص: 135

(13)

‌ بابُ الْحِجَامَةِ مِنَ الدَّاءِ

ص: 135

5696 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ، وَقَالَ:«إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ، وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ» . وَقَالَ: «لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ» .

ص: 135

5697 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، قَالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أخبَرَنِي عَمْرٌو وَغَيْرُهُ: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ: أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ:

أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما عادَ الْمُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ فِيهِ شِفَاءً» .

ص: 135

(14)

‌ بابُ الْحِجَامَةِ عَلَى الرَّأسِ

ص: 135

5698 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ

(1)

بُحَيْنَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بِلَحْيِ

(2)

جَمَلٍ مِنْ

⦗ص: 136⦘

طَرِيقِ مَكَّةَ، وَهوَ مُحْرِمٌ، فِي وَسَطِ رَأسِهِ.

(1)

كتبت في (و، ب، ص): «بن» بدون ألف، وبهامش (ص): كذا في اليونينية: «بن» بلا ألف.

(2)

في رواية أبي ذر: «بِلَحْيَيْ» بلفظ التثنية.

ص: 135

5699 -

وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أخبَرَنا

(1)

هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: حدَّثنا عِكْرِمَةُ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ فِي رَأسِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 136

(15)

‌ بابُ الحَجْمِ

(1)

مِنَ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ

(1)

في رواية أبي ذر: «الحِجَامَةِ» .

ص: 136

5700 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي رَأسِهِ وَهوَ مُحْرِمٌ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ

(1)

جَمَلٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لَحْيَيْ» بلفظ التثنية.

ص: 136

5701 -

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ وَهوَ مُحْرِمٌ فِي رَأسِهِ، مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ.

ص: 136

5702 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ: حدَّثنا ابْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: حدَّثني عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ» .

ص: 136

(16)

‌ بابُ الْحَلْقِ مِنَ الأَذَى

ص: 136

5703 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ كَعْبٍ -هُوَ ابْنُ عُجْرَةَ- قَالَ: أَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَنَا أُوقِدُ تَحْتَ بُرْمَةٍ،

⦗ص: 137⦘

وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَنْ

(1)

رَأسِي، فَقَالَ:«أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: «فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةً، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً» . قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي بِأَيَّتِهِنَّ بَدَأَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَلَى» .

ص: 136

(17)

‌ بابُ مَنِ اكْتَوَى أَوْ كَوَى غَيْرَهُ، وَفَضْلِ مَنْ لَمْ يَكْتَوِ

ص: 137

5704 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ

(1)

الْغَسِيلِ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ جَابِرًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ» .

(1)

كذا في جميع الأصول: (بن) بلا ألف.

ص: 137

5705 -

حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ:

حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ

(1)

، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ:

(2)

هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ. قَيلَ: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ. فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ». ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ، وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ، وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ، فَنَحْنُ هُمْ، أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلَامِ، فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى

⦗ص: 138⦘

رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ». فَقَالَ عُكَاشَةُ

(3)

بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ: «سَبَقَكَ

(4)

عُكَّاشَةُ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حتى وَقَعَ في سَوادٍ عَظِيمٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بَلْ» .

(3)

بهامش (ب، ص): الكاف هنا مخفَّفة في اليونينية، وفيما يأتي مشدَّدة. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «بها» .

ص: 137

(18)

‌ بابُ الإِثْمِدِ وَالْكُحْلِ مِنَ الرَّمَدِ

فَيهِ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ.

ص: 138

5706 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَاشْتَكَتْ عَيْنَهَا، فَذَكَرُوهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرُوا لَهُ الْكُحْلَ، وَأَنَّهُ يُخَافُ عَلَى عَيْنِهَا، فَقَالَ: «لَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا، فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا -أَوْ: فِي أَحْلَاسِهَا فِي شَرِّ بَيْتِهَا- فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بَعْرَةً، فَلَا

(1)

، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَهَلَّا» . قلنا: وقوله: «مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بَعْرَةً» : في غير هذا الموضع: «فإذا مَرَّ كَلْبٌ تمسحت به، ثم رمت بعرة» وهو المعروف.

ص: 138

(19)

‌ بابُ الْجُذَامِ

ص: 138

5707 -

وَقَالَ عَفَّانُ: حدَّثنا سَلِيمُ

(1)

بْنُ حَيَّانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مِينَا

(2)

، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ،

⦗ص: 139⦘

وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (و، ب، ص) بالمد: «ميناء» .

ص: 138

(20)

‌ بابٌ: الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

ص: 139

5708 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا غُنْدَرُ

(2)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ:

سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

يَقُولُ: «الْكَمَأةُ

(3)

مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

(4)

».

قَالَ شُعْبَةُ: وَأخبَرَني الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ:

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ شُعْبَةُ: لَمَّا حدَّثني بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(3)

في (ب، ص): «الكَمْأةُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «من العين» .

ص: 139

(21)

‌ بابُ اللَّدُودِ

ص: 139

5709 -

5710 - 5711 - 5712 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حدَّثني مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَبَّلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مَيِّتٌ.

قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: أَنْ لَا تَلُدُّونِي، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَة

(1)

الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ

⦗ص: 140⦘

قَالَ: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي» . قُلْنَا: كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ. فَقَالَ: «لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلَّا الْعَبَّاسَ

(2)

فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب معاً، والنصب رواية أبي ذر. (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر: «إلَّا العَبَّاسُ» .

ص: 139

5713 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ

(1)

:

عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ

(2)

مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: «عَلَى مَا

(3)

تَدْغَرْنَ

(4)

أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ

(5)

، عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ: يُسْعَطُ

(6)

مِنَ الْعُذْرَةِ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ». فَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا اثْنَيْنِ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا خَمْسَةً. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، أَعْلَقْتُ

(7)

عَنْهُ، حَفِظْتُهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ، وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلَامَ يُحَنَّكُ بِالإِصْبَعِ، وَأَدْخَلَ سُفْيَانُ فِي حَنَكِهِ، إِنَّمَا يَعْنِي رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَعْلِقُوا

(8)

عَنْهُ شَيْئًا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَنْهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «عَلَامَ» .

(4)

بهامش (ب، ص): ضبط: «تدغرنَ» من الفرع، وكذا الآتي. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الإعلاق» .

(6)

في رواية أبي ذر: «ويُسْعَطُ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «إنَّما قال: أعْلَقْتُ» .

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 140

(22)

بابٌ

ص: 140

5714 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ:

⦗ص: 141⦘

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، اسْتَأذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ

(1)

، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الأَرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسٍ وَآخَرَ. فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهَا، وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ:«هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ؛ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ» . قَالَتْ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ، حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ

(2)

. قَالَتْ: وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَصَلَّى لَهُمْ وَخَطَبَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَعَلْتُمْ» .

ص: 140

(23)

‌ بابُ الْعُذْرَةِ

ص: 141

5715 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ

الأَسَدِيَّةَ

(1)

-أَسَدَ خُزَيْمَةَ- وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -وَهيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ- أخبَرَتْهُ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا قَدْ

(2)

أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى مَا

(3)

تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ، عَلَيْكُمْ

(4)

بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ».

⦗ص: 142⦘

يُرِيدُ الْكُسْتَ، وَهوَ الْعُودُ الْهِنْدِيُّ.

وَقَالَ يُونُسُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عَلَيْهِ.

(1)

بهامش (ب، ص): لم يضبط السين فيهما في اليونينية، وضبطها في الفرع بفتح السين. اهـ.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَقَدْ» ، وعزاها في (ن، ق) إلى رواية أبي ذر بدله.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «عَلَامَ» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَيْكُنَّ» ، وقيَّدها في (و، ب، ص) برواية أبي ذر عنه.

ص: 141

(24)

‌ بابُ دَوَاءِ الْمَبْطُونِ

ص: 142

5716 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ

(1)

، فَقَالَ:«اسْقِهِ عَسَلًا» . فَسَقَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقَالَ:«صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ» .

تَابَعَهُ النَّضْرُ، عَنْ شُعْبَةَ.

(1)

ضبطها في (ص) بالنصب، وبالوجهين في (ب).

ص: 142

(25)

‌ بابٌ: لَا صَفَرَ

وَهوَ دَاءٌ يَأخُذُ الْبَطْنَ.

ص: 142

5717 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ» . فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ إِبِلِي، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأتِي الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ:«فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟!»

رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ.

ص: 142

(26)

‌ بابُ ذَاتِ الْجَنْبِ

ص: 143

5718 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ

(2)

، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللَّاتِي

(3)

بَايَعْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، أخبَرَتْهُ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنٍ لَهَا قَدْ عَلَّقَتْ

(4)

عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ، فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ، عَلَى مَا

(5)

تَدْغَرُوْنَ أَوْلَادَكُمْ

(6)

بِهَذِهِ الأَعْلَاقِ، عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ؛ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ».

يُرِيدُ الْكُسْتَ، يَعْنِي الْقُسْطَ، قَالَ: وَهيَ لُغَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

بهامش اليونينية دون رقْم: «الَّتِي» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «أَعْلَقَتْ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «عَلَامَ» .

(6)

في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ» .

ص: 143

5719 -

5720 - 5721 - حدَّثنا عَارِمٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَيُّوبَ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ، مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ، وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ، وَكَانَ

(1)

هَذَا فِي الْكِتَابِ

(2)

:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَأَنَسَ بْنَ النَّضْرِ كَوَيَاهُ، وَكَوَاهُ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِهِ.

وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

⦗ص: 144⦘

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الْحُمَةِ وَالأُذُنِ.

قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيٌّ، وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ

وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَكَانَ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وكانَ هذا قَرَأَ الكِتَابَ» .

ص: 143

(27)

‌ بابُ حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ

ص: 144

5722 -

حدثني

(1)

سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأسِ رَسُولِ اللهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَةُ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي الْمِجَنِّ، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً، عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَقَأَ الدَّمُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

ص: 144

(28)

‌ بابٌ: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ

ص: 144

5723 -

حدثني

(1)

يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ

(2)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ» . قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ: اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 144

5724 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ:

أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ

(1)

أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ قَدْ حُمَّتْ تَدْعُوْ لَهَا، أَخَذَتِ الْمَاءَ،

⦗ص: 145⦘

فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا. قَالَتْ: وَكَانَ

(2)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُنَا أَنْ نَبْرُدَهَا

(3)

بِالْمَاءِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقالَتْ: كَانَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 144

5725 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْردُوهَا

(2)

بِالْمَاءِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: بهمزة القطع وكسر الراء، وهمزة الوصل وضمِّ الراء.

ص: 145

5726 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ:

عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْحُمَّى مِنْ فَوْحِ

(2)

جَهَنَّمَ، فَابْردُوهَا

(3)

بِالْمَاءِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ فَيْحِ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: بهمزة القطع وكسر الراء، وهمزة الوصل وضمِّ الراء.

ص: 145

(29)

‌ بابُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَرْضٍ لَا تُلَائِمُهُ

ص: 145

5727 -

حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ

(1)

:

أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ نَاسًا -أَوْ: رِجَالًا- مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلَامِ، وَقَالُوا

(2)

: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ. وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِذَوْدٍ وَبِرَاعٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حَتَّى كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ، كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، وَأَمَرَ بِهِمْ

⦗ص: 146⦘

فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ،

(3)

وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ، حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عنْ قَتَادَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقالُوا» .

(3)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 145

(30)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ

فِي الطَّاعُونِ

ص: 146

5728 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أخبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا» . فَقُلْتُ: أنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا وَلَا يُنْكِرُهُ

(2)

؟

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «أنَّهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قَالَ: نَعَمْ» .

ص: 146

5729 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ

(1)

بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ

(2)

، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ

(3)

قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّامِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ. فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْنا

(4)

لأَمْرٍ، وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا

(5)

لِي الأَنْصَارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ،

⦗ص: 147⦘

وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ

(6)

عَلَى ظَهْرٍ. فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ.

(7)

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ! نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ

(8)

وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» . قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (ب، ص): «الشأم» ، في الحديث كله.

(3)

بهامش (ب، ص): كان على «الوباء» مدَّة في اليونينية، ثمَّ كُشطت في هذه وما بعدها.

(4)

هكذا في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد، وفي باقي النسخ:«خَرَجتَ» .

(5)

في (و، ق): «ادعُ» ، وفي (ب، ص): «ادعو» وبهامشهما: هكذا في اليونينية: «ادعو» هذه بالواو. اهـ. زاد في (ب): وبدون ألف بعدها. اهـ.

(6)

في (ب، ص): «مُصبح» بإسكان الصاد وفتحها مع تخفيف الباء المكسورة وتثقيلها، نقلًا عن اليونينية.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر: «هَبَطْتَ» .

ص: 146

5730 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ

(1)

، فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ

(2)

بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ».

(1)

في (ب، ص): «الشأم» ، في الحديث كله.

(2)

هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ن، و)، وضبط في (ب، ص) روايتهما: «إذا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ» .

ص: 147

5731 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ الْمَسِيحُ، وَلَا الطَّاعُونُ» .

ص: 147

5732 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا عَاصِمٌ: حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، قَالَتْ:

قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: يَحْيَى بِمَا

(1)

مَاتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الطَّاعُونِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِمَ» .

ص: 148

5733 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ» .

ص: 148

(31)

‌ بابُ أَجْرِ الصَّابِرِ في الطَّاعُونِ

ص: 148

5734 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْنا

(1)

: أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: «كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ

(2)

، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ».

تَابَعَهُ النَّضْرُ، عَنْ دَاوُدَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخْبَرَتْهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شاءَ» .

ص: 148

(32)

‌ بابُ الرُّقَى بِالْقُرْآنِ وَالْمُعَوِّذَاتِ

ص: 148

5735 -

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفِثُ

(1)

عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ

⦗ص: 149⦘

بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ

(2)

بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ

(3)

لِبَرَكَتِهَا. فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كَيْفَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.

(1)

في (ب، ص): لم يضبط الفاء هنا في اليونينية، وضبطها فيما يأتي بالكسر. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَنْهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بيَدِهِ نَفْسِهِ» . وبهتمش (ب، ص): كذا في اليونينية: «نفسِهِ» بالجر لا غير. اهـ.

ص: 148

(33)

‌ بابُ الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 149

5736 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا

(2)

هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ

(3)

أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا. فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ

(4)

، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ

(5)

، فَبَرَأَ، فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لَا نَأخُذُهُ

(6)

حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ

(7)

صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلُوهُ

(8)

فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَبَيْنَا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «هَلْ مَعَكُمْ دَوَاءٌ» . (لا إلى بالحمرة).

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بالقُرْآنِ» .

(5)

بضم الفاء في رواية أبي ذر.

(6)

في (ن): «لَا تَأخُذُوهُ» ، وأشار إليها بهامش نسخة البقاعي.

(7)

في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَسَأَلُوا» .

ص: 149

(34)

‌ بابُ الشَّرْطِ

(1)

فِي الرُّقْيَةِ بِقَطيعٍ مِنَ الْغَنَمِ

(1)

في رواية أبي ذر: «الشُّرُوطِ» .

ص: 150

5737 -

حدثني

(1)

سِيدَانُ

(2)

بْنُ مُضَارِبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ: حَدَّثَنَا

أَبُو مَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ -هُوَ صَدُوقٌ- يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ

(3)

: حدَّثني

(4)

عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ

(5)

صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِمَاءٍ، فِيهِمْ لَدِيغٌ -أَوْ: سَلِيمٌ- فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا -أَوْ: سَلِيمًا- فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ، فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا؟! حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش:«سيدان» بكسر السين المهملة، بعدها ياء معجمة باثنين تحتها ودال مهملة ونون في آخر الاسم، قاله الحافظ أبو علي. اهـ.

(3)

في رواية كريمة وأبي ذر: «أَبُو مَعْشَرٍ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ» ، زاد في روايتهما في (ص):«البصري» .

(4)

في (ب، ص): «قالَ: حدَّثني» .

(5)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيِّ» .

ص: 150

(35)

‌ بابُ رُقْيَةِ الْعَيْنِ

ص: 150

5738 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ

(1)

: حدَّثني مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم -أَوْ: أَمَرَ- أَنْ يُسْتَرْقَى

(3)

مِنَ الْعَيْنِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «نَسْتَرْقِيَ» .

ص: 150

5739 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ: أخبَرَنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

أَبِي سَلَمَةَ:

⦗ص: 151⦘

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فَقَالَ:«اسْتَرْقُوا لَهَا؛ فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ» .

وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ

(3)

بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(3)

قوله: «تابعه عبد الله. . .» مُقدَّم على قوله: «وقال عقيل» في رواية أبي ذر.

ص: 150

(36)

‌ بابٌ: الْعَيْنُ حَقٌّ

ص: 151

5740 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حَدَّثَنَا

(2)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْعَيْنُ حَقٌّ» . وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 151

(37)

‌ بابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ

ص: 151

5741 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرُّقْيَةِ مِنَ الْحُمَةِ، فَقَالَتْ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الرُّقْيَةَ

(1)

مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ.

(1)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الرُّقْيَةِ» .

ص: 151

(38)

‌ بابُ رُقْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 151

5742 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:

دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ. فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ:«اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الْبَأسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» .

ص: 151

5743 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى

وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبأسَ، اشْفِهِ

(2)

وَأَنْتَ

(3)

الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا».

قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثْتُ بِهِ مَنْصُورًا فَحَدَّثَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَاشْفِهِ» .

(3)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

ص: 152

5744 -

حدثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(1)

: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْقِي يَقُولُ: «امْسَحِ

(2)

الْبأسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 152

5745 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حدَّثني عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: «بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ

(1)

بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا

(2)

بِإِذْنِ رَبِّنَا

(3)

».

(1)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «وَرِيقَةُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَشْفِي سَقِيمَنَا» .

(3)

قوله: «بإذن ربنا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 152

5746 -

حدثني صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ

(1)

: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ: «تُرْبَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا صدقةُ» .

ص: 152

(39)

‌ بابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ

ص: 153

5747 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلُمُ

(1)

مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ». وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَإِنْ

(2)

كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا.

(1)

في (ب، ص) بضمِّ اللام وسكونها، نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (و).

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَإِنْ» .

ص: 153

5748 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِـ:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ. قَالَ يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» .

ص: 153

5749 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ

(1)

نَزَلُوا بِكُمْ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ

مِنْكُمْ شَيْءٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللهِ إِنِّي لَرَاقٍ،

⦗ص: 154⦘

وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا. فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفِلُ

(2)

وَيَقْرَأُ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

(3)

حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي مَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اقْسِمُوا. فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأتِيَ

(4)

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأمُرُنَا. فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أَصَبْتُمُ، اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ

(5)

بِسَهْمٍ».

(1)

لفظة: «قد» ليست في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

في رواية أبي ذر بضم الفاء.

(3)

قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَأتُوا» .

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَعَهُمْ» .

ص: 153

(40)

‌ بابُ مَسْحِ الرَّاقِي الْوَجَعَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى

ص: 154

5750 -

حدثني

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ: «أَذْهِبِ الْبأسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي

(2)

، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا». فَذَكَرْتُهُ لِمَنْصُورٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنَحْوِهِ.

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الشَّافِ» .

(3)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: آخر الجزء التاسع والعشرين. اهـ

ص: 154

(41)

‌ بابٌ: فِي الْمَرْأَةِ

(1)

تَرْقِي الرَّجُلَ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: المَرْأةُ» .

ص: 154

5751 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

⦗ص: 155⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنَا أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ

(1)

بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا. فَسَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ: كَيْفَ كَانَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ.

(1)

هكذا في (ن، ق) وهو موافق لنسخة البقاعي، وفي (و، ب، ص): «فَأَمْسَحُ» .

ص: 154

(42)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَرْقِ

ص: 155

5752 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ

(2)

الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ

(3)

أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ

(4)

، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ». فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«هُمُ الَّذِينَ لَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . فَقَامَ عُكاشَةُ

(5)

بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ

أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكاشَةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ومَعَهُ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء معًا.

(4)

في رواية أبي ذر ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت: «في قَوْمِهِ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بتخفيف الكاف المفتوحة وتثقيلها، وأيضا في الموضع التالي.

ص: 155

(43)

‌ بابُ الطِّيَرَةِ

ص: 156

5753 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالدَّابَّةِ» .

ص: 156

5754 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَألُ» . قَالُوا: وَمَا الْفَألُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ» .

ص: 156

(44)

‌ بابُ الْفَألِ

ص: 156

5755 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَألُ» . قَالَ

(2)

: وَمَا الْفَألُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَالُوا» .

ص: 156

5756 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ

(1)

:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَألُ الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا قَتَادَةُ» .

ص: 156

(45)

‌ بابٌ: لَا هَامَةَ

ص: 157

5757 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ: حَدَّثَنَا

(1)

النَّضْرُ: أخبَرَنا إِسْرَائِيلُ: أخبَرَنا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 157

(46)

‌ بابُ الْكهَانَةِ

(1)

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الكاف وكسرها.

ص: 157

5758 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قَالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهيَ حَامِلٌ، فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى: أَنَّ دِيَةَ مَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ، فَقَالَ وَلِيُّ الْمَرْأَةِ الَّتِي غَرِمَتْ

(1)

: كَيْفَ أَغْرَمُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَل، وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلّ فَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَل

(2)

. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «غُرِّمَتْ» .

(2)

أهمل ضبط اللام في كل من (أكل، استهل، بطل) في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص)(أكلَ، استهلَّ، بطلْ)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطها في نسخة القرشي:«أكلَ، استهلَّ، بطلَ» ، وفي رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«يُطَلُّ» ، وضبط روايتهم في (ب، ص) بوجهين: «يُطَلُّ» و «يُطَلْ» .

ص: 157

5759 -

5760 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

⦗ص: 158⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ

(1)

، فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ.

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي الْجَنِينِ يُقْتَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ

عَلَيْهِ: كَيْفَ أَغْرَمُ مَا لَا

(2)

أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلَّ؟ وَمِثْلُ ذَلِكَ بَطَل

(3)

. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ» .

(1)

قوله: «بحجر» ليس في رواية ابن عساكر ولا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مَنْ لَا» .

(3)

بإسكان اللام وفتحها في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وفي رواية ابن عساكر:«يُطَلُّ» ، وضبط روايته في (ب):«يُطَلْ» ، وضبطها في (ص) بوجهين:«يُطَلُّ» و «يُطَلْ» ، أهمل ضبطها في (و).

(4)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 157

5761 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 158

5762 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ

(1)

:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ

(2)

عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ: «لَيْسَ

(3)

بِشَيْءٍ». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا

(4)

أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 159⦘

«تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطِفُهَا

(5)

مِنَ الْجِنِّيِّ

(6)

، فَيَقُرُّهَا

(7)

فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ».

قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ

(8)

مُرْسَلٌ: «الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ» . ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ

(9)

أَسْنَدَهُ بَعْدَهُ

(10)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ الزُّبَيْرِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَأَلَ ناسٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «يُحَدِّثُونَنا» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَخْطَفُهَا» .

(6)

هكذا في رواية أبي ذر والحَمُّويي أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«يَخْطفُهَا الْجِنِّيُّ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في (و): «فَيُقِرُّها» ، وهو موافق لما في الإرشاد.

(8)

في (ب، ص) أنَّ في نسخة: «عبدُ الرحمنِ» كتبت بالحمرة، وقد أُلحقت في هامش (ن) بخط مغاير، وليس لها ذكر في الشروح.

(9)

لفظة: «أنه» ليست في رواية ابن عساكر.

(10)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بَعْدُ» .

ص: 158

(47)

‌ بابُ السِّحْرِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ

يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ

(1)

وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 102]، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]، وَقَوْلِهِ:

{أَفَتَأتُونَ

(2)

السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} [الانبياء: 3]، وَقَوْلِهِ:{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: 66]، وَقَوْلِهِ:{وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: 4]

وَالنَّفَّاثَاتُ: السَّوَاحِرُ.

{تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 89]: تُعَمَّوْنَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» كتبت بالحمرة، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«إلى قولِهِ: {مِنْ خَلَاقٍ}» . بدلًا من إتمام الآية.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

ص: 159

5763 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 160⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ

(2)

يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ -أَوْ: ذَاتَ لَيْلَةٍ- وَهوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ

(3)

، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ

(4)

نَخْلَةٍ

(5)

ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ». فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، أَوْ: كَأَنَّ

(6)

رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا أَسْتَخْرِجُهُ

(7)

؟ قَالَ: «قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَثُورَ

(8)

عَلَى النَّاسِ فِيهِ

(9)

شَرًّا»، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.

تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ

(10)

.

وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ:«فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ» .

⦗ص: 161⦘

يُقَالُ

(11)

: الْمُشَاطَةُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالْمُشَاقَةُ: مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّه كان» . كتبت بالحمرة.

(3)

أهمل ضبطها في (ن، و).

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَجُبِّ طَلْعٍ» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«وجُفِّ طَلْعَةٍ» ، وفي (ن، و) أنَّ رواية [ق]: «وحبِّ» بالحاء المهملة.

(5)

في رواية أبي ذر: «في نَخْلَة» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وكأنَّ» .

(7)

في (و، ق): «اسْتَخْرَجْتَهُ» ، وأشار إليها في هامش نسخة البقاعي، وفي هامش (ب، ص) أنَّه هكذا في نسخ صحيحة.

(8)

في (و، ق): «أُثَوِّرَ» ، وهو موافق لما في الإرشاد.

(9)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهُ» .

(10)

في رواية ابن عساكر زيادة: «ومُشْطٍ ومُشَاقَةٍ» .

(11)

في رواية أبي ذر: «وَيُقَالُ» .

ص: 159

(48)

‌ بابٌ: الشِّرْكُ وَالسِّحْرُ مِنَ الْمُوبِقَاتِ

ص: 161

5764 -

حدثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْتَنِبُوا الْمُوبِقَاتِ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «الشِّرْكَ باللهِ والسِّحْرَ» . (ن، ص، ب)، وبالضبطين في متن (و) دون عزو. كتبت بالحمرة.

ص: 161

(49)

‌ بابٌ: هَلْ يَسْتَخْرِجُ السِّحْرَ

(1)

؟

وَقَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ

(2)

، أَوْ: يُؤَخَّذُ عَنِ امْرَأَتِهِ، أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ يُنْشَرُ

(3)

؟ قَالَ: لَا بَأسَ بِهِ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهِ الإِصْلَاحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ

(4)

فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «هَلْ يُسْتَخْرَجُ السِّحْرُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «طَبٌّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في (ب، ص): «يُنَشَّرُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الناسَ» ، وقد أثبتها في (ب، ص) في المتن مضروبًا عليها، وبهامشهما: كذا مضروبٌ عليه في اليونينية. اهـ.

ص: 161

5765 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَوَّلَ

(1)

مَنْ حدَّثنا بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ: حدَّثني آلُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، فَسَأَلْتُ هِشَامًا عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى

(2)

أَنَّهُ يَأتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأتِيهِنَّ -قَالَ سُفْيَانُ: وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا- فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ

⦗ص: 162⦘

أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأسِي لِلآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ -رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا- قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ

(3)

، فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ». قَالَتْ: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(4)

الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: «هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا

(5)

، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ». قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلَا؟ -أَيْ تَنَشَّرْتَ- فَقَالَ: «أَمَا وَاللهِ

(6)

فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «يُرَى» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَاعُوفَةٍ» . كتبت بالحمرة.

(4)

قوله: «النبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَأَيْتُها» .

(6)

ضرب على الواو بالحمرة في متن (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أمَّا اللهُ» .

ص: 161

(50)

‌ بابُ السِّحْرِ

ص: 162

5766 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُحِرَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ

(2)

الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ

(3)

، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهوَ عِنْدِي، دَعَا اللَّهَ وَدَعَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا

اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟» قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: فِيمَاذَا؟ قَالَ:

⦗ص: 163⦘

فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ

(4)

طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ

(5)

». قَالَ: فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئرِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ:«وَاللهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَأَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: «لَا؛ أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللَّهُ وَشَفَانِي، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا» . وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَعَلَ» .

(3)

هكذا في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (و، ب، ص): «وما فعله» .

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «وَجُبِّ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بِئْرِ أَرْوَانَ» .

(6)

من قوله: «حتى إذا كان ذَاتَ يَوْمٍ وَهوَ عِنْدِي» إلى آخر الحديث ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 162

(51)

‌ بابٌ: مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا

(1)

(1)

في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «سِحْرٌ» ، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«السِحْرُ» .

ص: 163

5767 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» أَوْ: «إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ» .

ص: 163

(52)

‌ بابُ الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ

ص: 163

5768 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا مَرْوَانُ: أخبَرَنا هَاشِمٌ: أخبَرَنا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ:

عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

(1)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً

(2)

، لَمْ يَضُرَّهُ سمٌّ

(3)

وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ».

⦗ص: 164⦘

وَقَالَ غَيْرُهُ: «سَبْعَ تَمَرَاتٍ» .

(1)

كتبت: «رضي الله عنه» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضَم السين وفتحها.

ص: 163

5769 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ

(2)

: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ

(3)

:

سَمِعْتُ سَعْدًا رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ

(4)

تَمَرَاتٍ عَجْوَةً

(5)

، لَمْ يَضُرَّهُ

(6)

ذَلِكَ الْيَوْمَ سمٌّ

(7)

وَلَا سِحْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

قوله: «بن سعد» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِسَبْعِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ» .

(6)

في (ب، ص): «لم يضرّه» بفتح الراء المثقلة وضمها معا.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضم السين وفتحها.

ص: 164

(53)

‌ بابٌ: لَا هَامَةَ

ص: 164

5770 -

5771 - حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ» . فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ الإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟»

وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» . وَأَنْكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَدِيثَ الأَوَّلِ

(2)

، قُلْنَا

(3)

: أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ: «لَا عَدْوَى» ؟! فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَمَا رَأَيْتُهُ

(4)

⦗ص: 165⦘

نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَقُلْنَا» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَأَيْنَاهُ» .

ص: 164

(54)

‌ بابٌ: لَا عَدْوَى

ص: 165

5772 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَحَمْزَةُ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما

(2)

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، إِنَّمَا الشُّؤْمُ

فِي الثَلَاثِ

(3)

: فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «رضي الله عنهما» ثابت في رواية كريمة أيضًا.

(3)

بهامش اليونينية دون رقم: «في ثلاثٍ» ، وعكس في (ب، ص) فجعل المعرَّف في الهامش والمنكَّر في المتن.

ص: 165

5773 -

5774 - 5775 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

(1)

: «لَا عَدْوَى» .

قَالَ أَبُو سَلَمَةَ

(2)

بْنُ

⦗ص: 166⦘

عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ

(3)

عَلَى الْمُصِحِّ».

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ

(4)

: أخبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا عَدْوَى» . فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ، فَيَأتِيهِ

(5)

الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟» .

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ» .

(2)

قوله: «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا عَدْوَى. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ» ثابت في رواية ابن عساكر. وهو مهمَّش في (ب، ص) مكتوب بالحمرة، مرقوم عليه برقم أبي ذر، وبهامش (ن): من قوله: «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ» إلى قوله: «أَبُو سَلَمَةَ» في الأصل، ومخرج في الحاشية مكتوب بالحمرة، وما عليه من الرموز بالأسود على العادة، وقوله بعد «أَبُو سَلَمَةَ»:«بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ» بالسواد هكذا، ويلي ذلك بالسواد:«أصلٌ» ، وقدَّمتُ في هذه النسخة الأصل، فيعلم ذلك. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر:«لا يُورَدُ [في (ب، ص) بكسر الراء] المُمْرِضُ» .

(4)

في (ب، ص) زيادة: «قال» ثانية، مكتوبة بالحمرة، ملحقة بالهامش، مصحَّح عليها.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَأتِيها» .

ص: 165

5776 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ جَعْفَرٍ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَألُ» . قَالُوا: وَمَا الْفَألُ؟ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «محمدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

ص: 166

(55)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ فِي سمِّ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

رَوَاهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم السين وفتحها.

ص: 166

5777 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ

(1)

. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ» . فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ

(2)

عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَبُوكُمْ؟» قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ

⦗ص: 167⦘

فُلَانٌ». فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَررْتَ. فَقَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟» فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«اخْسَؤُوا فِيهَا، وَاللهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا» . ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «فَهَلْ

(3)

أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟» قَالُوا

(4)

: نَعَمْ. فَقَالَ: «هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟» فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟» فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا

(5)

نَسْتَرِيحُ

(6)

مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.

(1)

بهامش اليونينية: السَّمُّ فيه ثلاث لغات، الفتح والضمُّ والكسر، والفتح أفصح، قاله عياض. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «صادِقُونِي» ، في هذه المواضع الثلاث.

(3)

في رواية أبي ذر: «هلْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقالوا» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كاذِبًا» .

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أنْ نَسْتَرِيحَ» .

ص: 166

(56)

‌ بابُ شُرْبِ السَّمِّ وَالدَّوَاءِ بِهِ وَبِما

(1)

يُخَافُ مِنْهُ والخَبِيثِ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وما» .

(2)

قوله: «والخَبِيثِ» ليس في رواية كريمة، وهو ثابتٌ في رواية أبي ذر.

ص: 167

5779 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَحْمَدُ

(1)

بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بَكْرٍ: أخبَرَنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: أخبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ

(2)

، لَمْ يَضُرَّهُ

(3)

ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلَا سِحْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني محمدُ بنُ سَلَامٍ: حدثنا أحْمَدُ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَمَرَاتٍ عَجْوَةً» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَضُرُّهُ» .

ص: 168

(57)

‌ بابُ أَلْبَانِ الأُتُنِ

ص: 168

5780 -

5781 - حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ:

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ

(1)

. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ.

وَزَادَ اللَّيْثُ

(2)

: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:

وَسَأَلْتُهُ هَلْ نَتَوَضَّأُ أَوْ نَشْرَبُ

(3)

أَلْبَان الأُتُنِ، أَوْ مَرَارَة السَّبُعِ، أَوْ أَبْوَال

(4)

الإِبِلِ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا، فَلَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأسًا، فَأَمَّا أَلْبَانُ الأُتُنِ: فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُحُومِهَا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا عَنْ أَلْبَانِهَا أَمْرٌ وَلَا نَهْيٌ.

وَأَمَّا مَرَارَةُ السَّبُعِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أخبَرَني

(5)

أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ:

أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «من السِّبَاعِ» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

ضُبط قوله «نتَوَضَّأُ أَوْ نشْرَبُ» في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُتَوَضَّأُ أَوْ يُشْرَبُ» .

(4)

ضُبطت الألفاظ: «أَلْبَان» ، «مَرَارَة» ، «أَبْوَال» في اليونينية بالفتح والضَّم.

(5)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» وصحح عليها.

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «من السِّبَاعِ» .

ص: 168

(58)

‌ بابٌ: إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي الإِنَاءِ

ص: 169

5782 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لْيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ

(1)

جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً».

(1)

في رواية أبي ذر: «إحْدَى» .

ص: 169

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ اللِّبَاسِ

ص: 171

(1)

‌ بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى

(1)

: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}

[الأعراف: 32]

وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيْلَةٍ» .

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئتَ، وَالْبَسْ

(2)

مَا شِئتَ

مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «كتابُ اللِّبَاسِ وَقوْلِ اللهِ تعالى» .

(2)

في رواية ابن عساكر بدلها: «واشْرَبْ» .

(3)

من قوله: «وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. . .» إلى قوله: «. . . سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 171

5783 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يُخْبِرُونَهُ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ» .

ص: 171

(2)

‌ بابُ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنْ غَيْرِ خُيَلَاءَ

ص: 171

5784 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

⦗ص: 172⦘

قالَ

(1)

أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ

(2)

إِزَارِي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «شِقِّ» .

ص: 171

5785 -

حدثني مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ:

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلًا، حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، وَثَابَ النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، وَقالَ:«إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا» .

ص: 172

(3)

‌ بابُ التَّشْمِيرِ فِي الثِّيَابِ

ص: 172

5786 -

حدثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا ابْنُ شُمَيْلٍ: أخبَرَنا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: أخبَرَنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ:

عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ: فَرَأَيْتُ

(1)

بِلَالًا جَاءَ بِعَنَزَةٍ فَرَكَزَهَا، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ فِي حُلَّةٍ مُشَمِّرًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى الْعَنَزَةِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَأَيْتُ» .

ص: 172

(4)

‌ بابٌ: مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَهوَ فِي النَّارِ

ص: 172

5787 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ

(1)

:

⦗ص: 173⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي

(2)

النَّارِ».

(1)

ضبطها في (ب، ص): «المَقْبُرِيُِّ» بالجر والرفع معًا نقلًا عن اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر: «في» .

ص: 172

(5)

‌ بابُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ

ص: 173

5788 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

ص: 173

5789 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ

(1)

-أَوْ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ- صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهوَ يَتَجَلْجَلُ

(2)

إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «صلى الله عليه وسلم» كتبت بالحمرة، وأثبتت في متن (و، ق).

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (ب، ص): «يَتَجَلَّلُ» . في هذا الموضع والآتي، وبهامشهما في هذا الموضع:«يَتَجَلْجَل» كذا في اليونينية.

ص: 173

5790 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثني اللَّيْثُ

(1)

: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ، خُسِفَ

(2)

بِهِ، فَهوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

تَابَعَهُ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

⦗ص: 174⦘

وَلَمْ يَرْفَعْهُ شُعَيْبٌ، عن أبي هُرَيْرَةَ

(3)

.

5790 م# حدثني

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: أخبَرَنا

(4)

أَبِي:

عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ، قالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَقالَ

(5)

: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إذْ خُسِفَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَنِ الزُّهْرِيِّ» بدل: «عن أبي هُرَيْرَةَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 173

5791 -

حدَّثنا

(1)

مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا شَبَابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: لَقِيتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ عَلَى فَرَسٍ، وَهوَ يَأتِي مَكَانَهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي فَقالَ

(2)

:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ

(3)

رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيْلَةً

(4)

لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فَقُلْتُ لِمُحَارِبٍ: أَذَكَرَ إِزَارَهُ؟ قالَ: مَا خَصَّ إِزَارًا وَلَا قَمِيصًا.

تَابَعَهُ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَزَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ

(5)

مِثْلَهُ.

وَتَابَعَهُ

(6)

مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،

⦗ص: 175⦘

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ

(7)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» . (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ» . (لا إلى بالحمرة).

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ مَخيلَةٍ» .

(5)

قوله: «عن ابن عمر» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(6)

في رواية أبي ذر: «تابعه» بدون واو. (لا إلى بالحمرة).

(7)

في رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «خُيَلاءَ» .

ص: 174

(6)

‌ بابُ الإِزَارِ الْمُهَدَّبِ

وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَحَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّهُمْ لَبِسُوا ثِيَابًا مُهَدَّبَةً.

ص: 175

5792 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَالِسَةٌ، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ تَحْتَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإِنَّهُ وَاللهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ

(1)

الْهُدْبَةِ، وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ جِلْبَابِهَا، فَسَمِعَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَوْلَهَا، وَهوَ بِالْبَابِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، قالَتْ: فَقالَ خَالِدٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَنْهَى هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَلَا وَاللهِ مَا يَزِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّبَسُّمِ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ، لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ وَتَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ» . فَصَارَ سُنَّةً بَعْدُ

(2)

.

(1)

لفظة: «هذه» ليست في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بَعْدَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 175

(7)

‌ بابُ الأَرْدِيَةِ

وَقالَ أَنَسٌ: جَبَذَ أَعْرَابِيٌّ رِدَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 175

5793 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ:

⦗ص: 176⦘

أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه

(1)

قالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرِدَائِهِ

(2)

ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاء الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأذَنَ فَأَذِنُوا لَهُمْ

(3)

.

(1)

في رواية كريمة: «رضي الله عنهم» (ب، ص). قارن بما في السلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «فارْتَدَى بِهِ» .

(3)

في رواية كريمة ورواية أبي ذر عن المُستملي: «فَأَذِنَ لَهُمْ» .

ص: 175

(8)

‌ بابُ لُبْسِ الْقَمِيصِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ يُوسُفَ

(1)

: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي

هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأتِ

(2)

بَصِيرًا} [يوسف: 93]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ لُبْسِ الْقَمِيصِ. وقال يُوسُفُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه، وقوله:{يَأتِ بَصِيرًا} ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

ص: 176

5794 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَلْبَسِ

(1)

الْمُحْرِمُ الْقَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ

(2)

مَا هُوَ أَسْفَلُ

(3)

مِنَ الْكَعْبَيْنِ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَلْبَسُ» بضمِّ السين، والضم فقط رواية أبي ذر:«لا يَلْبَسُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَلْبَسُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ما أسفلَ» .

ص: 176

5795 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو:

⦗ص: 177⦘

سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، وَوُضِعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ

(2)

، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

(3)

.

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَبْدُ الله بنُ عُثْمانَ» بدل «عبدِ اللهِ بنِ محمَّد» . قال في الفتح: قوله: «حدَّثنا عبد الله بن عثمان» هو المروزي الملقب عبدان،. . . وليس في شيوخ البخاري من اسمه عبد الله بن عثمان إلَّا عبدان

ووقع في رواية أبي زيد المروزي: «عبد الله بن محمد» فإنْ كان ضبطه فلعله اختلاف على البخاري، وفي شيوخه: عبد الله بن محمد الجعفي وهو أشهرهم، وابنُ أبي شيبة وأكثر ما يجيء أبوه عنده غير مسمى، وابنُ أبي الأسود كذلك، وعبدُ الله بن محمد بن أسماء وليست له رواية عنده عن ابن عيينة، وعبدُ الله بن محمد النفيلي كذلك. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «رُكْبَتِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَاللهُ أَعْلَمُ» .

ص: 176

5796 -

حدَّثنا صَدَقَةُ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: أخبَرَنِي نَافِعٌ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: لَمَّا تُوُفِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ. فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقالَ: «إِذَا فَرَغْتَ

(1)

فَآذِنَّا». فَلَمَّا فَرَغَ آذَنَهُ

(2)

، فَجَاءَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَجَذَبَهُ عُمَرُ فَقالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقالَ:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فَنَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا

(3)

} [التوبة: 84]؟! فَتَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «مِنْهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}» .

ص: 177

(9)

‌ بابُ جَيْبِ الْقَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيْرِهِ

ص: 177

5797 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ

(2)

، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيْهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا

(3)

وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ، حَتَّى تَغْشَى

(4)

أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ

⦗ص: 178⦘

بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ بِمَكَانِهَا.

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ

(5)

هَكَذَا فِي جَيْبِهِ

(6)

، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَوَسَّعُ

(7)

.

تَابَعَهُ ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ: فِي الْجُبَّتَيْنِ.

وَقالَ حَنْظَلَةُ: سَمِعْتُ طاوُوسًا: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جُبَّتَانِ

(8)

.

وَقالَ جَعْفَرٌ

(9)

، عَنِ الأَعْرَجِ: جُنَّتَانِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» (ن، ق)، وعكسوا في باقي الأصول فجعلوا المثبت في المتن هو رواية أبي ذر.

(2)

بهامش اليونينية: حاشية: بن مسلم بن يَنَّاقِ. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«قد اضْطَرَّتْ أَيْدِيَهُمَا إلى ثَدْيَيْهِما» . كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية بالحمرة: بفتح الطاء من (اضْطَرَّتْ)، والياء الثانية من (أيديَهما) عند أبي ذر. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «تُغَشِّيَ» . كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية بالحمرة: بضم التاء ثالث الحروف وفتح الغين وتشديد الشين وكسرها وفتح الياء، كذلك عند أبي ذر رأيته مضبوطًا. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «بِإِصْبَعَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «جُبَّتِهِ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «وَلَا تَوَسَّعُ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «جُنَّتَانِ» . كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية: بالنون عند أبي ذر، قال عياض: قد روي هاهنا بالباء والنون، والنون أصوب. اهـ.

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ حَيَّانَ» . قال ابن حجر: «وهو خطأ، والصواب: ابن ربيعة» . ا هـ وقوله: «وقال جعفر. . .» مقدَّم على قوله: «وقال حنظلة. . .» في رواية أبي ذر.

ص: 177

(10)

‌ بابُ مَنْ لَبِسَ جُبَّةً ضَيِّقَةَ الْكُمَّيْنِ فِي السَّفَرِ

ص: 178

5798 -

حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

أَبُو الضُّحَى، قالَ: حدَّثني مَسْرُوقٌ، قالَ:

حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَتَلَقَّيْتُهُ

(2)

بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ

وَغَسَلَ وَجْهَهُ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ

⦗ص: 179⦘

كُمَّيْهِ، فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ

(3)

، فَغَسَلَهُمَا وَمَسَحَ بِرَأسِهِ وَعَلَى خُفَّيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَقِيتُهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ تَحْتِ بَدَنِهِ» .

ص: 178

(11)

‌ بابُ جُبَّةِ الصُّوفِ

(1)

فِي الْغَزْوِ

ص: 179

5799 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ:

عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقالَ:«أَمَعَكَ مَاءٌ؟» قَلْتُ: نَعَمْ. فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ، فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ

(1)

الإِدَاوَةَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقالَ:«دَعْهُمَا؛ فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ» . فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 179

(12)

‌ بابُ الْقَبَاءِ وَفَرُّوجِ حَرِيرٍ

وَهوَ الْقَبَاءُ، وَيُقالُ: هُوَ الَّذِي لَهُ شَقٌّ مِنْ خَلْفِهِ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الَّذِي شُقَّ مِنْ خَلْفِه» .

ص: 179

5800 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حَدَّثَنَا

(2)

اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ

(3)

قالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةً وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ شَيْئًا، فَقالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَقالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي.

⦗ص: 180⦘

قالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا، فَقالَ:«خَبَأْتُ هَذَا لَكَ» . قالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(3)

لفظة: «أنَّه» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)

ص: 179

5801 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه

(2)

أَنَّهُ قالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حَرِيرٍ فَلَبِسَهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا، كَالْكَارِهِ لَهُ، ثُمَّ قالَ:«لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ» .

تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ اللَّيْثِ.

وَقالَ غَيْرُهُ: فَرُّوجُ حَرِيرٍ

(3)

.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة).

(2)

قوله: «رضي الله عنه» ثابت في رواية كريمة أيضًا.

(3)

في رواية أبي ذر: «فروجٌ حريرٌ» . وبهامشهما: الكسرتان اللتان تحت «حرير» كشطتا من اليونينية.

ص: 180

(13)

‌ بابُ الْبَرَانِسِ

ص: 180

5802 -

وَقالَ لِي مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ: رَأَيْتُ عَلَى أَنَسٍ بُرْنُسًا أَصْفَرَ مِنْ خَزٍّ.

ص: 180

5803 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا

⦗ص: 181⦘

مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ

(1)

زَعْفَرَانٌ

(2)

وَلَا الْوَرْسُ».

(1)

لفظة: «شيئًا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا، وفي نسخة:«ما مَسَّهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «الزَّعْفَرانُ» .

ص: 180

(14)

‌ بابُ السَّرَاوِيلِ

ص: 181

5804 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ» .

ص: 181

5805 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ

نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ قالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قالَ: «لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَالسَّرَاوِيلَ

(1)

، وَالْعَمَائِمَ وَالْبَرَانِسَ، وَالْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ

(2)

أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْقُمُصَ والسَّرَاوِيلَاتِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 181

(15)

‌ بابُ الْعَمَائِمِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: في العَمَائِمِ» .

ص: 181

5806 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قالَ: أخبَرَنِي سَالِمٌ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ

⦗ص: 182⦘

يَجِدْهُمَا فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ».

ص: 181

(16)

‌ بابُ التَّقَنُّعِ

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ.

وَقالَ أَنَسٌ: عَصَبَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ.

(1)

بهامش اليونينية: «عصبه» . (ب، ص). ورمز له في (ص) برقم أبي ذر.

ص: 182

5807 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: هَاجَرَ

(2)

إِلَى الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» . فَقالَ

(3)

أَبُو بَكْرٍ: أَوَتَرْجُوهُ بِأَبِي أَنْتَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيَصْحَبَهُ

(4)

، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ

(5)

، فَقالَ قَائِلٌ لأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأتِينَا فِيهَا. قالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًا لَهُ بِأَبِي وَأُمِّي

(6)

، وَاللهِ إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لأَمْرٍ

(7)

. فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقالَ حِينَ دَخَلَ لأَبِي بَكْرٍ:«أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ» . قالَ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» . قالَ: فَالصُّحْبَةُ

(8)

بِأَبِي أَنْتَ

(9)

⦗ص: 183⦘

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«بِالثَّمَنِ» . قالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ

(10)

الْجَهَازِ، وَضَعْنَا

(11)

لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَأَوْكَتْ

(12)

بِهِ الْجِرَابَ، وَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقِ

(13)

. ثُمَّ لَحِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقالُ لَهُ ثَوْرٌ، فَمَكُثَ

(14)

فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ

(15)

، وَهوَ غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ، فَيَرْحَلُ مِنْ عِنْدِهِمَا سَحَرًا، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ

يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا

(16)

عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِهَا

(17)

حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا

(18)

عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «ناسٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «قالَ» .

(4)

هكذا في (ن، ق) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (و، ب، ص): «لِصُحْبَتِهِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فِي بَيْتِنَا نَحْرَ الظَّهِيرَةِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فِدًا لَكَ أَبِي وأُمِّي» .

(7)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في هذه الساعةِ لَأَمْرٌ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «فالصُّحْبَةَ» بالنصب.

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَأُمِّي» .

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَحَبَّ» .

(11)

في رواية أبي ذر: «وصَنَعْنا» .

(12)

في رواية أبي ذر: «فَأَوْكَأَتْ» .

(13)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «النِّطَاقَيْنِ» .

(14)

في (ب، ص): «فمكث» بضم الكاف وفتحها معًا.

(15)

في (ب): «أبي بكرِ» ، وبهامشها: بكسرةٍ واحدةٍ تحت الراء في اليونينية. اهـ.

(16)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَيُرِيحُهُ» بتذكير الضمير.

(17)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في رِسْلِهِما» .

(18)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِهِما» .

ص: 182

(17)

‌ بابُ الْمِغْفَرِ

ص: 183

5808 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:

⦗ص: 184⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ

(1)

عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأسِهِ الْمِغْفَرُ.

(2)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَكَّةَ» .

(2)

بهامش اليونينية بالحمرة: قال الحافظ أبو ذر: لم يرو حديث المِغْفَر عن الزهري إلَّا مالك وحده، وقد رواه عنه صالح بن أبي الأخضر، وليس صالح بذاك، وزاد فيه: وعليه عمامةٌ سوداءُ. اهـ.

ص: 183

(18)

‌ بابُ الْبُرُودِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ

وَقالَ خَبَّابٌ: شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بُرْدَتَهُ» .

ص: 184

5809 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالعَطاءِ» .

ص: 184

5810 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ -قالَ سَهْلٌ: هَلْ تَدْرِي

(1)

مَا الْبُرْدَةُ؟ قالَ: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا- قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا. فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا لإِزَارُهُ

(2)

، فَجَسَّهَا

(3)

رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اكْسُنِيهَا. قالَ:«نَعَمْ» . فَجَلَسَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ

⦗ص: 185⦘

بِهَا إِلَيْهِ، فَقالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا. فَقالَ: الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا سَأَلْتُهَا إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «تَدْرُونَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وإنَّها إزارُهُ» .

(3)

في نسخة: «فَحَسَّنَها» .

ص: 184

5811 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ

(1)

قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَدْخُلُ

(2)

الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هِيَ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ». فَقَامَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ، يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، قالَ

(3)

: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» . ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقالَ: النَّبِيُّ

(4)

صلى الله عليه وسلم: «سَبَقَكَ

(5)

عُكَاشَةُ».

(1)

زاد في (ب، ص): «رضي الله عنه» .

(2)

في (ب، ص): «يدخل» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(4)

في (ب، ص): «رَسُولُ اللَّهِ» ، وأشار للمثبت في الهامش.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 185

5812 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّ الثِّيَابِ كَانَ

(1)

أَحَبَّ إِلَى

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

؟ قالَ: الْحِبَرَةُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «أنْ يَلْبَسَها» .

ص: 185

5813 -

حدثني

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعَاذٌ

(2)

: حدَّثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَهَا الْحِبَرَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

ص: 185

5814 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّي سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِبُرْدِ حِبَرَةٍ» .

ص: 186

(19)

‌ بابُ الأَكْسِيَةِ وَالْخَمَائِصِ

ص: 186

5815 -

5816 - حدثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقالَ وَهوَ كَذَلِكَ:«لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» . يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 186

5817 -

حدَّثنا

(1)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَمِيصَةٍ لَهُ لَهَا أَعْلَامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قالَ:«اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي، وَائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمِ» بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ.

(1)

هذا الحديث مؤخَّرٌ عن حديث مسدَّد الآتي في رواية أبي ذر.

ص: 186

5818 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قالَ:

⦗ص: 187⦘

أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً وَإِزَارًا غَلِيظًا، فَقالَتْ: قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم فِي هَذَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» .

ص: 186

(20)

‌ بابُ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ

ص: 187

5819 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ، وَعَنْ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ.

ص: 187

5820 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ، نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ.

وَالْمُلَامَسَةُ: لَمْسُ الرَّجُلِ ثَوْبَ الآخَرِ بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَوْ بِالنَّهَارِ وَلَا يُقَلِّبُهُ إِلَّا بِذَلِكَ. وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَنْبِذَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ بِثَوْبِهِ وَيَنْبِذَ الآخَرُ ثَوْبَهُ، وَيَكُونَ

ذَلِكَ بَيْعَهُمَا عَنْ غَيْرِ نَظَرٍ وَلَا تَرَاضٍ. وَاللِّبْسَتَيْنِ

(1)

: اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالصَّمَّاءُ: أَنْ يَجْعَلَ ثَوْبَهُ عَلَى أَحَدِ عَاتِقَيْهِ، فَيَبْدُو أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ. وَاللِّبْسَةُ الأُخْرَى: احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهوَ جَالِسٌ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «واللِّبْسَتَانِ» بالرفع.

ص: 187

(21)

‌ بابُ الاِحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ

ص: 188

5821 -

حدَّثنا

(1)

إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 188

5822 -

حدثني مُحَمَّدٌ، قالَ: أخبَرَنِي مَخْلَدٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ.

ص: 188

(22)

‌ بابُ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ

ص: 188

5823 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ فُلَانٍ، هُوَ عَمْرُو

(1)

بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ:

عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقالَ: «مَنْ تَرَوْنَ

(2)

نَكْسُوْ

(3)

هَذِهِ؟» فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قالَ

(4)

: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» . فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ

(5)

، فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا، وَقالَ

(6)

: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» . وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ -أَوْ: أَصْفَرُ-

⦗ص: 189⦘

فَقالَ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ» . وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ

(7)

.

(1)

قوله: «هو عمرو» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أَنْ نَكْسُوَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُحْتَمَلُ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(7)

قوله: «حسن» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 188

5824 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، قالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ، فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ، وَهوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 189

(23)

‌ بابُ ثِيَابِ

(1)

الْخُضْرِ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الثِّيابِ» .

ص: 189

5825 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: أخبَرَنا

(2)

أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ الْقُرَظِيُّ، قالَتْ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَخْضَرُ، فَشَكَتْ إِلَيْهَا وَأَرَتْهَا خُضْرَةً بِجِلْدِهَا، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنِّسَاءُ يَنْصُرُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، قالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا يَلْقَى الْمُؤْمِنَاتُ، لَجِلْدُهَا أَشَدُّ خُضْرَةً مِنْ ثَوْبِهَا. قالَ: وَسَمِعَ أَنَّهَا قَدْ أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا، قالَتْ: وَاللهِ مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، إِلَّا أَنَّ مَا مَعَهُ لَيْسَ بِأَغْنَى عَنِّي مِنْ هَذِهِ. وَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهَا، فَقالَ: كَذَبَتْ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ

إِنِّي لأَنْفُضُهَا نَفْضَ الأَدِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَاشِزٌ، تُرِيدُ رِفَاعَةَ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ

(3)

لَمْ تَحِلِّي لَهُ -أَوْ: لَمْ تَصْلُحِي لَهُ

(4)

- حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ». قالَ: وَأَبْصَرَ مَعَهُ ابْنَيْنِ

(5)

، فَقالَ:«بَنُوكَ هَؤُلَاءِ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «هَذَا الَّذِي تَزْعُمِينَ مَا تَزْعُمِينَ،

⦗ص: 190⦘

فَوَاللهِ لَهُمْ أَشْبَهُ بِهِ مِنَ الْغُرَابِ بِالْغُرَابِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

أهمل ضبط الكاف في (ب، ص) وبهامشهما: كانت فتحة على الكاف في اليونينية فكشط بعضها، وفي الفرع الكاف مكسورة.

(4)

في رواية أبي ذر: «لاتَحِلِّينَ له، أو: لا تَصْلُحِينَ له» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

ص: 189

(24)

‌ بابُ الثِّيَابِ الْبِيضِ

ص: 190

5826 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَعْدٍ قالَ: رَأَيْتُ بِشِمَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَمِينِهِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يَوْمَ أُحُدٍ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 190

5827 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ

(1)

حَدَّثَهُ:

أَنَّ أَبَا ذَرٍّ

(2)

حَدَّثَهُ، قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَهوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقالَ:«مَا مِنْ عَبْدٍ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قَلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» . قَلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» . قَلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ» . وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قالَ

(3)

: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ، أَوْ قَبْلَهُ إِذَا تَابَ وَنَدِمَ، وَقالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، غُفِرَ لَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «الدُّؤَلِيَّ» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «رضي الله عنه» ، وهي مهمَّشة في (ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «يَقُولُ» .

ص: 190

(25)

‌ بابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَافْتِرَاشِهِ

(1)

لِلرِّجَالِ، وَقَدْرِ مَا يَجُوزُ مِنْهُ

(1)

قوله: «وافتراشه» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 190

5828 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتَادَةُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ:

أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ، وَنَحْنُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ بِأَذْرَبِيجَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ

⦗ص: 191⦘

الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الإِبْهَامَ، قالَ: فِيمَا عَلِمْنَا أَنَّهُ يَعْنِي الأَعْلَامَ.

ص: 190

5829 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قالَ:

كَتَبَ إِلَيْنَا

(1)

عُمَرُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، وَصَفَّ

(2)

لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِصْبَعَيْهِ، وَرَفَعَ زُهَيْرٌ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَتَبَ إليه» .

(2)

في رواية [ق] ورواية أبي ذر: «وَوَصَفَ» .

ص: 191

5830 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قالَ:

كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يُلْبَسُ الْحَرِيرَ

(1)

فِي الدُّنْيَا إِلَّا لَمْ يُلْبَسْ فِي الآخِرَةِ مِنْهُ

(2)

».

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا أَبُو عُثْمَانَ، وَأَشَارَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ: الْمُسَبِّحَةِ وَالْوُسْطَى.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا يَلْبَسُ الحَرِيرَ» . بهامش (ب، ص): كانت الياء في (يلبس) في اليونينية مفتوحةً، ثم أُصلحتْ بالضمة بخط الشرف اليونيني، وكذا الثانية، و (الحرير) منصوب، فيحتمل -والله أعلم- أنَّه أراد إصلاح فتحة الحرير فلم يتفق له، كما وقع له في محل آخر، ويحتمل أنه أبقاها مراعاة لرواية الكُشْمِيْهَنِيِّ، وخرَّجه بعضهم على مذهب الكوفيين في تجويز إنابة المجرور مع وجود المفعول، كقراءة أبي جعفر:{ليُجزى قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ} . ا هـ شيخنا. اهـ. مراده السخاوي كما صرَّح به في مواضع أخرى.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لم يَلْبَسْ مِنْهُ شَيْئًا في الآخرةِ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي هنا:«وأشار أبو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ الْمُسَبِّحَةِ والوُسْطَى» ، بدل تأخيرها إلى الفقرة الآتية.

ص: 191

5831 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قالَ:

كَانَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ

مِنْ فِضَّةٍ، فَرَمَاهُ بِهِ وَقالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ

(1)

إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالْحَرِيرُ وَالدِّيبَاجُ، هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ فِي الآخِرَةِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 191

5832 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -قالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: أَعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ: شَدِيدًا

(1)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ

(2)

: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا فَلَنْ يَلْبَسَهُ فِي الآخِرَةِ» .

(1)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر رحمه الله: يعني أنَّ رفعه شديدٌ. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» .

ص: 192

5833 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ يَقُولُ: قالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ

(1)

فِي الآخِرَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَنْ يَلْبَسَهُ» .

ص: 192

5834 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذُبْيَانَ

(1)

خَلِيفَةَ بْنِ كَعْبٍ قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ:

سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ» .

وَقالَ لَنَا

(2)

أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ: قالَتْ مُعَاذَةُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ

(3)

: سَمِعَ عُمَرَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ذِبْيَانَ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(2)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «نَحْوَهُ» .

ص: 192

5835 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ

(2)

: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ قالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْحَرِيرِ فَقالَتْ: ائْتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلْهُ. قالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: سَلِ ابْنَ عُمَرَ، قالَ

(3)

: فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقالَ: أخبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ -يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 193⦘

قالَ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ» . فَقُلْتُ: صَدَقَ، وَمَا كَذَبَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ

(4)

، عَنْ يَحْيَى، حدَّثني عِمْرَانُ، وَقَصَّ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «بن عمر» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

بهامش (ب، ص): لفظة «قال» هذه بين الأسطر في اليونينية غير مصحَّح عليها. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا حَرْبٌ» .

ص: 192

(26)

‌ بابُ مَسِّ الْحَرِيرِ

(1)

مِنْ غَيْرِ لُبْسٍ

وَيُرْوَى فِيهِ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 193

5836 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَوْبُ حَرِيرٍ، فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ

(1)

وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قالَ: «مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «نَلْمسَهُ» بفتح الميم وكسرها. وبهامش اليونينية: عند أبي ذر بفتح الميم وكسرها ولم يتعرض للضمِّ، ولم يذكر ابن سيده في محكمه غير الضمِّ. اهـ.

ص: 193

(27)

‌ بابُ افْتِرَاشِ الْحَرِيرِ

وَقالَ عَبِيدَةُ: هُوَ كَلُبْسِهِ.

ص: 193

5837 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ

وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْه.

ص: 193

(28)

‌ بابُ لُبْسِ الْقَسِّيِّ

وَقالَ عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قالَ: قُلْتُ

(1)

لِعَلِيٍّ: مَا الْقَسِّيَّةُ؟ قالَ: ثِيَابٌ أَتَتْنَا مِنَ الشَّامِ، أَوْ مِنْ مِصْرَ، مُضَلَّعَةٌ فِيهَا حَرِيرٌ، فِيهَا أَمْثَالُ الأُتْرُنْجِ

(2)

، وَالْمِيثَرَةُ

(3)

: كَانَتِ النِّسَاءُ تَصْنَعُهُ لِبُعُولَتِهِنَّ، مِثْلَ الْقَطَائِفِ يُصَفِّرْنَهَا

(4)

.

وَقالَ جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ فِي حَدِيثِهِ: الْقَسِّيَّةُ: ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ، يُجَاءُ بِهَا مِنْ مِصْرَ فِيهَا الْحَرِيرُ، وَالْمِيثَرَةُ: جُلُودُ السِّبَاعِ.

قالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ: عَاصِمٌ أَكْثَرُ وَأَصَحُّ فِي الْمِيثَرَةِ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «قُلْنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَفِيْها أَمْثَالُ الأُتْرُجِّ» .

(3)

بهامش (ب، ص): «الميثرة» مهموزة في اليونينية في المواضع الثلاث. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَصُفُّونَها» . كتبت بالحمرة.

(5)

قول أبي عبد الله ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)

ص: 194

5838 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ عَنْ

(1)

أَبِي الشَّعْثَاءِ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ ابْنِ عَازِبٍ

(2)

قالَ: نَهَانَا

(3)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ وَالْقَسِّيِّ

(4)

.

(1)

هكذا في (ن، و)، وضبَّب عليها في (ن) بخط مغاير، وكتب بهامشها: صوابه: «ابن» . وهو الثابت في (ب ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «عَنِ البَرَاءِ بنِ عازِبٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «نَهَى» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وعَنِ القَسِّيِّ» .

ص: 194

(29)

‌ بابُ مَا يُرَخَّصُ لِلرِّجَالِ مِنَ الْحَرِيرِ لِلْحِكَّةِ

ص: 195

5839 -

حدثني مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا وَكِيعٌ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ؛ لِحِكَّةٍ بِهِمَا.

ص: 195

(30)

‌ بابُ الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ

ص: 195

5840 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:

عَنْ عَلِيٍّ

(2)

رضي الله عنه قالَ: كَسَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُلَّةَ سِيَرَاءَ

(3)

، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَّقْتُهَا

(4)

بَيْنَ نِسَائِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي طالِبٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حُلَّةً سِيَرَاءَ» ، قارن بما في الإرشاد.

(4)

هكذا ضبطت في (ب، ص)، وأهمل ضبط القافين في (ن، و).

ص: 195

5841 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه رَأَى حُلَّةَ سِيَرَاءَ

(1)

تُبَاعُ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ ابْتَعْتَهَا تَلْبَسُهَا

(2)

لِلْوَفْدِ إِذَا أَتَوْكَ وَالْجُمُعَةِ؟ قالَ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» . وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ حُلَّةَ سِيَرَاءَ حَرِيرٍ

(3)

كَسَاهَا إِيَّاهُ، فَقالَ: عُمَرُ: كَسَوْتَنِيهَا، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهَا مَا قُلْتَ؟! فَقالَ: «إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا أَوْ تَكْسُوَهَا

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حُلَّةً سِيَرَاءَ» ، قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَبِسْتَها» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حُلَّةً سِيَرَاءَ حَرِيرًا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أو لِتَكسُوَها» .

ص: 195

5842 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ:

أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ

(1)

بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ.

(2)

(1)

في (ب، ص) زيادة: «عليها السلام» .

(2)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس السابع عشر بقراءة الشيخ فتح الدين أبي الفتح ابن سيد الناس اليعمري بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزِّية، وذلك في يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي. اهـ.

ص: 196

(31)

بابُ مَا كَانَ

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَجَوَّزُ

(1)

مِنَ اللِّبَاسِ وَالْبُسْطِ

(1)

في رواية أبي ذر: «يَتَحَرَّى» ، وعزاها في (ب، ص) إلى روايته الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في الإرشاد، وعزاها في (و) إلى رواية الحمويي.

وبهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية [أي: يتجوَّز] قال القسطلاني: وقال في الفتح -وتبعه العيني-: بالجيم والزاي المفتوحة المشددة، قال العيني: وما أظنه صحيحًا إلَّا بالحاء المهملة والراء. اهـ.

ص: 196

5843 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَبِثْتُ سَنَةً وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَهَابُهُ، فَنَزَلَ يَوْمًا مَنْزِلًا فَدَخَلَ الأَرَاكَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُهُ فَقالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. ثُمَّ قالَ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا نَعُدُّ النِّسَاءَ شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ وَذَكَرَهُنَّ اللَّهُ، رَأَيْنَا لَهُنَّ بِذَلِكَ

(1)

عَلَيْنَا حَقًّا، مِنْ غَيْرِ أَنْ نُدْخِلَهُنَّ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِنَا، وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتِي كَلَامٌ، فَأَغْلَظَتْ لِي، فَقُلْتُ لَهَا: وَإِنَّكِ لَهُنَاكِ؟ قالَتْ: تَقُولُ هَذَا لِي وَابْنَتُكَ تُؤْذِي النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم. فَأَتَيْتُ حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي أُحَذِّرُكِ أَنْ تَعْصِي

(3)

اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهَا فِي أَذَاهُ، فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ لَهَا، فَقالَتْ: أَعْجَبُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، قَدْ دَخَلْتَ فِي أُمُورِنَا، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ! فَرَدَّدَتْ

(4)

، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 197⦘

وَشَهِدْتُهُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ أَتَانِي بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَنْ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ اسْتَقَامَ لَهُ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَلِكُ غَسَّانَ بِالشَّامِ، كُنَّا نَخَافُ أَنْ يَأتِيَنَا، فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِالأَنْصَارِيِّ

(5)

وَهوَ يَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، قَلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ، أَجَاءَ الْغَسَّانِيُّ؟ قالَ: أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ، طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبُكَاءُ مِنْ حُجَرِهَا

(7)

كُلِّهَا، وَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ صَعِدَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، وَعَلَى بَابِ الْمَشْرُبَةِ وَصِيفٌ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: اسْتَأذِنْ لِي

(8)

، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَتَحْتَ رَأسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَإِذَا أُهُبٌ

(9)

مُعَلَّقَةٌ وَقَرَظٌ، فَذَكَرْتُ الَّذِي قُلْتُ لِحَفْصَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَالَّذِي رَدَّتْ عَلَيَّ أُمُّ سَلَمَةَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَبِثَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ نَزَلَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِذاكَ» ، وضبَّب في (ب، ص) على لفظة: «علينا» التي بعدها.

(2)

في رواية أبي ذر: «رَسولَ اللهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُغْضِبِي» ، وفي (ب، ص): «تعصِيَ» وبهامشهما: كذا الياء من «تعصيَ» مفتوحة في اليونينية والفرع، ولا وجه له، والله أعلم. اهـ. شيخنا، ومراده السخاوي والله أعلم كما صرح به في غير موضع.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرَدَّتْ» .

(5)

هكذا في رواية في أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَمَا شَعَرْتُ بالأَنْصارِيِّ إلَّا» .

(6)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ حُجَرِهِنَّ» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «فَأَذِنَ لي» ، وضبط روايته في (و) بدون لفظ:«لي» .

(9)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَهَبٌ» ، وفي رواية أبي ذر:«أَهَبٌ» فقط، وكتب بهامش اليونينية: بفتح الهمزة والهاء وبضمهما، وعند أبي ذر بالفتح.

ص: 196

5844 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَتْنِي هِنْدُ

(2)

بِنْتُ الْحَارِثِ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ، وَهوَ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ

(3)

مِنَ الْفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ، مَنْ

يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ، كَمْ مِنْ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا

⦗ص: 198⦘

عَارِيَةٍ

(4)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَتْ هِنْدٌ

(5)

لَهَا أَزْرَارٌ فِي كُمَّيْهَا بَيْنَ أَصَابِعِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «هِنْدٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «اللَّيْلَ» .

(4)

أهمل ضبطها في (ن)، وضبطها في (و):«عاريةٌ» .

(5)

في (و، ق): «هندُ» بدون تنوين.

ص: 197

(32)

‌ بابُ مَا يُدْعَى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا

ص: 198

5845 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قالَ: حدَّثني أَبِي

(1)

:

حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ، قالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، قالَ

(2)

: «مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا

(3)

هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟» فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ، قالَ

(4)

: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» . فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَلْبَسَهَا

(5)

بِيَدِهِ، وَقالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي

(6)

» مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: «يَا

(7)

أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا». وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ

(8)

: الْحَسَنُ.

قالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي: أَنَّهَا رَأَتْهُ عَلَى أُمِّ خَالِدٍ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «نكسو» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فَأَلْبَسَنِيها» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وأَخْلِفِي» بالفاء. وبهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: يقال: خلف الله وأخلفه، وهو الأشهر، قاله اليحصبي. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر: «وَيَا» .

(8)

في (ن): «الحبشة» .

ص: 198

(33)

‌ بابُ التَّزَعْفُرِ

(1)

لِلرِّجَالِ

ص: 198

5846 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ.

ص: 198

(34)

‌ بابُ الثَّوْبِ الْمُزَعْفَرِ

ص: 199

5847 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِوَرْسٍ أَوْ بِزَعْفَرَانٍ.

ص: 199

(35)

‌ باب الثَّوْبِ الأَحْمَرِ

ص: 199

5848 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

سَمِعَ الْبَرَاءَ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ.

ص: 199

(36)

‌ بابُ الْمِيثَرَةِ

(1)

الْحَمْرَاءِ

(1)

في (ب): «المِئْثَرةِ» ، وفي (ص) بالوجهين، وبهامشهما: هي مهموزة في اليونينية.

ص: 199

5849 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: عِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَهَانَا

(1)

عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَمَيَاثِرِ

(2)

الْحُمْرِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عنْ سَبْعٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «والمَيَاثِرِ» .

ص: 199

(37)

‌ بابُ النِّعَالِ السِّبْتِيَّةِ وَغَيْرِهَا

(1)

(1)

قوله: «وغيرها» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 200

5850 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي سَلَمَةَ

(2)

قالَ:

سَأَلْتُ أَنَسًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بْنُ زَيْدٍ» .

(2)

هكذا في (ن، و): «أبي سلمة» وهو وهم، وضبَّب عليها في (ن)، وقد صحَّحها في (ن) بين الأسطر إلى (مسلمة) لكنه لم يغير فتحة السين، وفي (ب):«بن أبي مسلمة» ، وفي (ص) ونسختي البقاعي والقرشي:«أبي مسلمة» ، وهو الصواب.

ص: 200

5851 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ:

أَنَّهُ قالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قالَ: مَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ، أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهِلَّ

(1)

أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمَ

(2)

التَّرْوِيَةِ. فَقالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا الأَرْكَانُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ

فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا. وَأَمَّا الإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَلَمْ تُهْلِلْ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَوْمُ» .

ص: 200

5852 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما قالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ. وَقالَ: «مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عن ابن عمر» .

ص: 200

5853 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِزَارٌ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ» .

ص: 201

(38)

‌ بابٌ: يَبْدَأُ

(1)

بِالنَّعْلِ الْيُمْنَى

(1)

في رواية أبي ذر: «يُبْدَأُ» . (و، ب، ص)

ص: 201

5854 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ

(1)

: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ

(2)

وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ.

(1)

لفظة: «قالت» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «طَهُورِهِ» .

ص: 201

(39)

بابٌ: يَنْزِعُ نَعْلَ

(1)

الْيُسْرَى

(1)

في رواية أبي ذر: «نَعْلَهُ» ، وهذا الباب في روايته مؤخَّر عن باب:«لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ» .

ص: 201

5855 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ

(1)

، وَإِذَا نَزَعَ

(2)

فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، لِتَكُنِ

(3)

الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِاليُمْنَى» .

(2)

في رواية أبي ذر: «انْتَزَعَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بالتاء والياء معًا.

ص: 201

(40)

‌ بابٌ: لَا يَمْشِي فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وَاحِدَةٍ» .

ص: 201

5856 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

⦗ص: 202⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُحْفِهِمَا

(1)

أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «جَمِيعًا» .

ص: 201

(41)

‌ بابٌ: قِبَالَانِ

(1)

فِي نَعْلٍ، وَمَنْ رَأَى قِبَالًا وَاحِدًا وَاسِعًا

(1)

بهامش (ب، ص): كسر القاف في هذه وما بعدها من الفرع. اهـ.

ص: 202

5857 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه: أَنَّ نَعْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَهَا قِبَالَانِ

(1)

.

ص: 202

5858 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ:

قالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِنَعْلَيْنِ

(2)

لَهُمَا قِبَالَانِ. فَقالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: هَذِهِ نَعْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَعْلَيْنِ» .

ص: 202

(42)

‌ بابُ الْقُبَّةِ الْحَمْرَاءِ مِنْ أَدَمٍ

ص: 202

5859 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قالَ: حدَّثني عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ وَضُوءَ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ يَبْتَدِرُونَ الْوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ.

ص: 202

5860 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (ح)

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَنْصَارِ، وَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ.

ص: 203

(43)

‌ بابُ الْجُلُوسِ عَلَى الْحَصِيرِ وَنَحْوِهِ

ص: 203

5861 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِرُ

(2)

حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي

(3)

، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ فَقالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ

(4)

وَإِنْ قَلَّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحْتَجِزُ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما دَاوَمَ» .

ص: 203

(44)

‌ بابُ الْمُزَرَّرِ بِالذَّهَبِ

ص: 203

5862 -

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّ أَبَاهُ مَخْرَمَةَ قالَ لَهُ

(1)

: يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَتْ عَلَيْهِ أَقْبِيَةٌ فَهوَ يَقْسِمُهَا، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ. فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنْزِلِهِ، فَقالَ لِي: يَا بُنَيَّ ادْعُ لِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَدْعُو لَكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقالَ:

⦗ص: 204⦘

يا بُنَيَّ، إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ. فَدَعَوْتُهُ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ، فَقالَ:«يَا مَخْرَمَةُ، هَذَا خَبَأنَاهُ لَكَ» . فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.

(1)

لفظة: «له» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 203

(45)

‌ بابُ خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ

ص: 204

5863 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، قالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قالَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: نَهَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ سَبْعٍ: نَهَى

(1)

عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ -أَوْ

(2)

: حَلْقَةِ الذَّهَبِ- وَعَنِ الْحَرِيرِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالْمِيثَرَةِ

(3)

الْحَمْرَاءِ، وَالْقَسِّيِّ، وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ. وَأَمَرَنَا بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «نَهَانَا» .

(2)

زاد في (ب، ص): «قَالَ» .

(3)

في (ب، ص): «والمِئْثَرة» ، وبهامش (ب): كذا هي مهموزة في اليونينية. اهـ.

ص: 204

5864 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ

(2)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ.

وَقالَ عَمْرٌو: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعَ النَّضْرَ: سَمِعَ بَشِيرًا: مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ» بدلَ: «غندر» .

ص: 204

5865 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني نَافِعٌ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَجَعَلَ فَصَّهُ

مِمَّا يَلِي كَفَّهُ، فَاتَّخَذَهُ النَّاسُ، فَرَمَى بِهِ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، أَوْ: فِضَّةٍ.

ص: 204

(46)

‌ بابُ خَاتَمِ الْفِضَّةِ

ص: 205

5866 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ -أَوْ: فِضَّةٍ- وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ

(1)

، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ مِثْلَهُ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدِ اتَّخَذُوهَا رَمَى بِهِ وَقالَ:«لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» . ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الْفِضَّةِ. قالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَبِسَ الْخَاتَمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ

(2)

، حَتَّى وَقَعَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ

(3)

.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«مِمَّا يَلِي باطِنَ كّفِّهِ» ، قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر: «أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعُثْمانُ» .

(3)

هكذا ضبطت في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها بالصرف ومنعه في (ق) ونسخة البقاعي.

ص: 205

(47)

بابٌ

(1)

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر ولا كريمة.

ص: 205

5867 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَبَذَهُ فَقالَ:«لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» . فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.

ص: 205

5868 -

حدثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

حَدَّثَنِي

(2)

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اصْطَنَعُوا الْخَوَاتِيمَ مِنْ وَرِقٍ وَلَبِسُوهَا

(3)

، فَطَرَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمَهُ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.

⦗ص: 206⦘

تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَزِيَادٌ، وَشُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ ابْنُ مُسَافِرٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَرَى: خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَلَبِسُوها» .

(4)

قوله: «وقال ابن مسافر» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر.

ص: 205

(48)

‌ بابُ فَصِّ الْخَاتَمِ

ص: 206

5869 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ، قالَ:

سُئِلَ أَنَسٌ: هَلِ اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا؟ قالَ: أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ، قالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ

(1)

تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا

(2)

انْتَظَرْتُمُوهَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَنْ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مُنْذُ» .

ص: 206

5870 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا يُحَدِّثُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ.

وَقالَ

(1)

يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثني حُمَيْدٌ: سَمِعَ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قول يحيى بن أيوب مقدَّم على حديث إسحاق في رواية أبي ذر.

ص: 206

(49)

‌ بابُ خَاتَمِ الْحَدِيدِ

ص: 206

5871 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلًا يَقُولُ: جَاءتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: جِئْتُ أَهَبُ

(1)

نَفْسِي. فَقَامَتْ طَوِيلًا، فَنَظَرَ وَصَوَّبَ، فَلَمَّا طَالَ مقَامُهَا

(2)

، فَقالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ

(3)

لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. قالَ: «عِنْدَكَ شَيْءٌ تُصْدِقُهَا؟» قالَ: لَا. قالَ: «انْظُرْ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: وَاللهِ إِنْ

(4)

وَجَدْتُ شَيْئًا. قالَ: «اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ» . فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ

قالَ: لَا وَاللهِ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. وَعَلَيْهِ إِزَارٌ مَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَقالَ: أُصْدِقُهَا إِزَارِي. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِزَارُكَ إِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسْتَهُ لَمَ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ» . فَتَنَحَّى الرَّجُلُ فَجَلَسَ،

⦗ص: 207⦘

فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَقالَ:«مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قالَ: سُورَةُ كَذَا وَكَذَا، لِسُوَرٍ عَدَّدَهَا

(5)

، قالَ:«قَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الميم وضمها.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَكُنْ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَدَّهَا» .

ص: 206

(50)

‌ بابُ نَقْشِ الْخَاتَمِ

ص: 207

5872 -

حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى رَهْطٍ

(1)

-أَوْ: أُنَاسٍ- مِنَ الأَعَاجِمِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ

(2)

كِتَابًا إِلَّا عَلَيْهِ خَاتَمٌ، فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَكَأَنِّي بِوَبِيصِ -أَوْ: بِبَصِيصِ- الْخَاتَمِ فِي إِصْبَعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ: فِي كَفِّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الرَّهْطِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَقْرَؤُونَ» .

ص: 207

5873 -

حدثني مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، وَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ بَعْدُ فِي بِئْرِ أَرِيس

(1)

، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بالصرف وهو المثبت والمنع منه: «أَرِيسَ» و «أَرِيسٍ» .

ص: 207

(51)

‌ بابُ الْخَاتَمِ فِي الْخِنْصَرِ

(1)

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْخِنْصِرِ» ، وهو هكذا ترتيب الأبواب في (ن) ونسختي البقاعي والقرشي، وجاء في (ب، ص) هذا الباب مؤخرًا إلى ما بعد الباب الآتي، مع التنبيه عليه بالتقديم والتأخير على وفق ما أثبتنا، ووقع وهم في (و) إذ أثبتت ما أثبتنا مع ذكر التقديم والتأخير.

ص: 207

5874 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ:

⦗ص: 208⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: صَنَعَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا، قالَ: «إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا، وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشْ

(2)

عَلَيْهِ أَحَدٌ». قالَ: فَإِنِّي لأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ.

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «اصْطَنَعَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَا يَنْقُشَنَّ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «خِنْصِرِهِ» .

ص: 207

(52)

‌ بابُ

(1)

اتِّخَاذِ الْخَاتَمِ لِيُخْتَمَ بِهِ الشَّيْءُ، أَوْ لِيُكْتَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ

وَغَيْرِهِمْ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 208

5875 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ قِيلَ لَهُ: إِنَّهُمْ لَنْ يَقْرَؤُوا كِتَابَكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقْشُهُ

(1)

: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ونَقَشَهُ» .

ص: 208

(53)

‌ بابُ

(1)

مَنْ جَعَلَ فَصَّ الْخَاتَمِ فِي بَطْنِ كَفِّهِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 208

5876 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، ويَجْعَلُ

(1)

فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ، فَاصْطَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ

(2)

مِنْ ذَهَبٍ، فَرَقِيَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقالَ:«إِنِّي كُنْتُ اصْطَنَعْتُهُ، وَإِنِّي لَا أَلْبَسُهُ» . فَنَبَذَهُ، فَنَبَذَ النَّاسُ. قالَ جُوَيْرِيَةُ: وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا قالَ: فِي يَدِهِ الْيُمْنَى

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَجَعَلَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الخَوَاتِيمَ» .

(3)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: لم يخرَّج في الصحيح أين موضع الخاتم من اليدين سوى هذا الذي قال جويرية في خاتم الذهب. اهـ.

ص: 208

(54)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا يُنْقَشْ

(1)

عَلَى نَقْشِ خَاتَمِهِ

(1)

هكذا ضبطها في (ق)، وفي (ع):«لا يُنْقَشُ» بالرفع، وأهمل ضبط الكلمة كلها في (ن)، وأهمل ضبط الشين في باقي الأصول، أما في (و) فضبط الياء بفتحة وضمَّة دون ضبط الشين، وفي (ب، ص) بفتح الياء دون ضبط الشين، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية (يَنقش) بالبناء للفاعل والشين غير مضبوطة. اهـ.

ص: 209

5877 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ

ابْنِ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَقالَ:«إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، وَنَقَشْتُ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا يَنْقُشَنَّ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ» .

ص: 209

(55)

‌ بابٌ: هَلْ يُجْعَلُ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ؟

ص: 209

5878 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه لَمَّا اسْتُخْلِفَ كَتَبَ

(2)

لَهُ، وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللهِ سَطْرٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وعَكَسَ في (ص).

(2)

بهامش (ص): لفظ «كتب» ليس مضبوطًا في اليونينية. اهـ.

ص: 209

5879 -

وَزَادَنِي

(1)

أَحْمَدُ: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي يَدِهِ، وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَفِي يَدِ عُمَرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ، جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ، قالَ: فَأَخْرَجَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِهِ فَسَقَطَ، قالَ: فَاخْتَلَفْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مَعَ عُثْمَانَ، فَنَنْزَحُ الْبِئْرَ فَلَمْ نَجِدْهُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: وَزادَنِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَنَزَحَ البئر فَلَمْ يَجِدْهُ» ، ولفظة:«البئر» ليست في (ن).

ص: 209

(56)

‌ بابُ الْخَاتَمِ لِلنِّسَاءِ

وَكَانَ عَلَى عَائِشَةَ خَوَاتِيمُ ذَهَبٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «الذَّهَبِ» .

ص: 210

5880 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَنا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى

(1)

قَبْلَ الْخُطْبَةِ.

وَزَادَ

(2)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: فَأَتَى النِّسَاءَ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ.

(1)

لفظة: «فصلى» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَزَادَ» .

ص: 210

(57)

‌ بابُ الْقَلَائِدِ وَالسِّخَابِ لِلنِّسَاءِ

يَعْنِي قِلَادَةً مِنْ طِيبٍ وَسُكٍّ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَمِسْكٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 210

5881 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تَصَدَّقُ بِخُرْصِهَا وَسِخَابِهَا.

ص: 210

(58)

‌ بابُ اسْتِعَارَةِ الْقَلَائِدِ

ص: 210

5882 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَبْدَةُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: هَلَكَتْ قِلَادَةٌ لأَسْمَاءَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَلَبِهَا رِجَالًا، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَيْسُوا عَلَى وُضُوءٍ، وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَصَلَّوْا وَهُمْ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا

⦗ص: 211⦘

ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ.

زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ

(2)

: اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

قوله: «عن أبيه عن عائشة» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 210

(59)

‌ بابُ الْقُرْطِ لِلنِّساءِ

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يُهْوِينَ

(2)

إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ.

(1)

قوله: «لِلنِّساءِ» ليس في متن (ب، ص)، وعزاه في هامشهما إلى رواية أبي ذر.

(2)

هكذا ضبطت (ن، ع)، وضبطت في (و، ب، ص): «يَهوين» ، وبالضبطين في (ق).

ص: 211

5883 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي عَدِيٌّ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى

يَوْمَ الْعِيدِ

(1)

رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي قُرْطَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَوْمَ عِيدٍ» .

ص: 211

(60)

‌ بابُ السِّخَابِ لِلصِّبْيَانِ

ص: 211

5884 -

حدثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ فَانْصَرَفْتُ، فَقالَ: «أَيْنَ لُكَعُ؟

(2)

» ثَلَاثًا «ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ» . فَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَمْشِي وَفِي عُنُقِهِ السِّخَابُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ هَكَذَا، فَقالَ الْحَسَنُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزَمَهُ فَقالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ

(3)

، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ

⦗ص: 212⦘

مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، بَعْدَمَا قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قالَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَيْ لُكَعُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأَحْبِبْهُ» .

ص: 211

(61)

‌ بابٌ: الْمُتَشَبِّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ

(1)

ص: 212

5885 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.

تَابَعَهُ عَمْرٌو: أخبَرَنا شُعْبَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 212

(62)

‌ بابُ إِخْرَاجِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الْبُيُوتِ

ص: 212

5886 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقالَ:«أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ» . قالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا

(1)

، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فُلانَةَ» .

ص: 212

5887 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ أخبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَهَا وَفِي الْبَيْتِ مُخَنَّثٌ، فَقالَ لِعَبْدِ اللهِ أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ فُتِحَ لَكُمْ غَدًا الطَّائِفُ

(2)

، فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ

⦗ص: 213⦘

بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلنَّ

(3)

هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ

(4)

».

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ، يَعْنِي أَرْبَعَ عُكَنِ بَطْنِهَا، فَهيَ تُقْبِلُ بِهِنَّ، وَقَوْلُهُ: وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، يَعْنِي أَطْرَافَ هَذِهِ الْعُكَنِ الأَرْبَعِ؛ لأَنَّهَا مُحِيطَةٌ بِالْجَنْبَيْنِ حَتَّى لَحِقَتْ، وَإِنَّمَا قالَ: بِثَمَانٍ، وَلَمْ يَقُلْ: بِثَمَانِيَةٍ، وَوَاحِدُ الأَطْرَافِ، وَهوَ ذَكَرٌ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ بثَمَانِيَةِ

(5)

أَطْرَافٍ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنْ فَتَحَ اللهُ لَكُمْ غَدًا الطَّائِفَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بفتح اللَّام وضَمِّها.

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَلَيْكُمْ» .

(5)

في (و، ب، ص): «ثمانية» .

(6)

قوله: «قال أبو عبد الله. .» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)

ص: 212

(63)

‌ بابُ قَصِّ الشَّارِبِ

وَكَانَ عُمَرُ

(1)

يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى يُنْظَرَ

إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدِ، وَيَأخُذُ هَذَيْنِ، يَعْنِي بَيْنَ الشَّارِبِ وَاللِّحْيَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وكانَ ابنُ عُمَرَ» ، قال في الفتح: وهو المعتمد.

ص: 213

5888 -

حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ نَافِعٍ: قالَ أَصْحَابُنَا: عَنِ الْمَكِّيِّ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مِنَ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ» .

ص: 213

5889 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: الزُّهْرِيُّ حدَّثنا:

(1)

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

(2)

رِوَايَةً: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ: خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ-: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

قوله: «رضي الله عنه» ليس في (ب، ص).

ص: 213

(64)

‌ بابُ تَقْلِيمِ الأَظْفَارِ

ص: 213

5890 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

⦗ص: 214⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مِنَ الْفِطْرَةِ: حَلْقُ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» .

ص: 213

5891 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الآبَاطِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الْإِبْطِ» .

ص: 214

5892 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا

(2)

الشَّوَارِبَ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ.

(1)

في (و، ب، ص): «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص): «وَأَحِفُّوا» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية والفرع ضبط: «أحفوا» والمعروف: «أحْفوا» بوزن «أعْطُوا» من الإحفاء. اهـ.

ص: 214

(65)

‌ بابُ إِعْفَاءِ اللِّحَى

(1)

(1)

رسمت في (ب، ص): «اللِّحا» ، وفي رواية أبي ذر زيادة:«{عَفَواْ} [الأعراف: 95]: كَثُرُوا وَكَثُرَتْ أَمْوالُهُمْ» .

ص: 214

5893 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «انْهَكُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 214

(66)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ فِي الشَّيْبِ

ص: 214

5894 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قالَ:

سَأَلْتُ أَنَسًا: أَخَضَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبَ إِلَّا قَلِيلًا.

ص: 214

5895 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قالَ:

سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ مَا يَخْضِبُ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ فِي لِحْيَتِهِ.

ص: 215

5896 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قالَ:

أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ

(1)

بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ -وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ- مِنْ قُصَّةٍ

(2)

، فِيهِ

(3)

شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ، فَاطَّلَعْتُ فِي الحَجْلِ

(4)

، فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «زَوْجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .

(2)

بهامش اليونينية: حاشية: بالفاء عند أبي زيد. اهـ. (ب، ص)، أي:«مِنْ فِضَّةٍ» وعلى هذه الرواية يكون بيانًا لجنس القدح، وعلى رواية:«من قُصَّةٍ» فهو بيان للشعر. انظر: الإرشاد 8/ 465.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيها» .

(4)

في (ب، ص): «الحُجُلِ» ، وضبَّب عليها في (ص)، وفي رواية أبي ذر:«في الجُلْجُلِ» . كتبت بالحمرة، وصحَّح عليها.

ص: 215

5897 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا سَلَّامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ قالَ:

دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ

فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا

(1)

مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَعَراتٍ» .

ص: 215

5898 -

وَقالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا نُصَيْرُ

(1)

بْنُ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَرَتْهُ شَعَرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحْمَرَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 215

(67)

‌ بابُ الْخِضَابِ

ص: 215

5899 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ» .

ص: 215

(68)

‌ بابُ الْجَعْدِ

ص: 216

5900 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطِطِ

(1)

، وَلَا بِالسَّبِطِ

(2)

، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْقَطَطِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِالسَّبْطِ» .

ص: 216

5901 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قالَ بَعْضُ أَصْحَابِي، عَنْ مَالِكٍ: إِنَّ جُمَّتَهُ لَتَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ- قالَ أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ.

تَابَعَهُ شُعْبَةُ

(1)

: شَعَرُهُ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال شُعْبَةُ» .

ص: 216

5902 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُرَانِي

(1)

اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا، فَهيَ تَقْطُرُ مَاءً، مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ -أَوْ: عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ- يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطِطٍ

(2)

، أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أَرَانِي» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطْطٍ» .

ص: 216

5903 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

حَدَّثَنَا أَنَسٌ

(1)

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن أَنَسٍ» .

ص: 217

5904 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْكِبَيْهِ.

ص: 217

5905 -

حدثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ قالَ:

سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ شَعَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجِلًا

لَيْسَ بِالسَّبِطِ وَلَا الْجَعْدِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ.

ص: 217

5906 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ شَعَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجِلًا، لَا جَعْدَ وَلَا سَبِطَ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «لا جَعْدًا ولا سَبِطًا» .

ص: 217

5907 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ

(1)

وَالْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ

(2)

، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ بَسِطَ

(3)

الْكَفَّيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ضَخْمَ الرَّأسِ» .

(2)

قوله: «حسن الوجه» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (و): «بسْط» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«سَبِطَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 217

5908 -

5909 - حدثني عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.

⦗ص: 218⦘

5910 -

وَقالَ هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَثْنَ

(1)

الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ.

5911 -

5912 - وَقالَ أَبُو هِلَالٍ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ، أَوْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ شَبَهًا لَهُ.

(1)

بهامش (ب، ص): سكون الثاء من الفرع. اهـ.

ص: 217

5913 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قالَ:

كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقالَ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قالَ ذَاكَ، وَلَكِنَّهُ قالَ: «أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذِ

(1)

انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي».

(1)

في رواية أبي ذر: «إذا» .

ص: 218

(69)

‌ بابُ التَّلْبِيدِ

ص: 218

5914 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: مَنْ ضَفَّرَ فَلْيَحْلِقْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالتَّلْبِيدِ

(1)

، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُلَبِّدًا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 218

5915 -

حدثني حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَا: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ مُلَبِّدًا، يَقُولُ:«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ» . لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ.

ص: 218

5916 -

حدثني

(1)

إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قالَ:«إِنِّي لَبَّدْتُ رَأسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 219

(70)

‌ بابُ الْفَرْقِ

ص: 219

5917 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ:

حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُؤُوسَهُمْ، فَسَدَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ.

ص: 219

5918 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، قالَا: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُحْرِمٌ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فِي مَفْرِقِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

بهامش (ب، ص): كسر الراء من الفرع. اهـ.

ص: 219

(71)

‌ بابُ الذَّوَائِبِ

ص: 219

5919 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ.

(خ)

(1)

حَدَّثَنَا

(2)

قُتَيْبَةُ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

⦗ص: 220⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ خَالَتِي، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، قالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابَتِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ.

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ: بِهَذَا، وَقالَ: بِذُؤَابَتِي أَوْ بِرَأسِي.

(1)

بهامش (ب، ص): كذا الحاء منقوطة في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَحَدَّثَنَا» ، والواو مثبتة في متن (ب، ص) بالحمرة.

ص: 219

(72)

‌ بابُ الْقَزَعِ

ص: 220

5920 -

حدثني مُحَمَّدٌ، قالَ: أخبَرَنِي مَخْلَدٌ، قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ

(1)

: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ حَفْصٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ الْقَزَعِ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قُلْتُ: وَمَا الْقَزَعُ؟ فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللهِ قالَ: إِذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وَتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً

(2)

وَهَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَأَشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللهِ إِلَى نَاصِيَتِهِ وَجَانِبَيْ رَأسِهِ. قَيلَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: فَالْجَارِيَةُ وَالْغُلَامُ؟ قالَ: لَا أَدْرِي، هَكَذَا قالَ: الصَّبِيُّ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَعَاوَدْتُهُ، فَقالَ: أَمَّا الْقُصَّةُ وَالْقَفَا لِلْغُلَامِ فَلَا بَأسَ بِهِمَا، وَلَكِنَّ الْقَزَعَ أَنْ يُتْرَكَ بِنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ، وَلَيْسَ فِي رَأسِهِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ شَقُّ

(3)

رَأسِهِ هَذَا أَوْ هَذَا

(4)

.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «إذا حُلِقَ الصَّبِيُّ تُرِكَ هاهُنا شَعَرٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «شِقُّ» .

(4)

هكذا في (ن، ق)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (و):«هكذا وهكذا» ، وفي (ب، ص): «هذا وهذا» .

ص: 220

5921 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ:

⦗ص: 221⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْقَزَعِ.

ص: 220

(73)

‌ بابُ تَطْيِيْبِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا بِيَدَيْهَا

ص: 221

5922 -

حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: طَيَّبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي

(2)

لِحُرْمِهِ، وَطَيَّبْتُهُ

بِمِنًى قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِيَدَيَّ» بالتثنية.

ص: 221

(74)

‌ بابُ الطِّيبِ فِي الرَّأسِ وَاللِّحْيَةِ

ص: 221

5923 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ

(1)

، حَتَّى أَجِدُ

(2)

وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأسِهِ وَلِحْيَتِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ما نَجِدُ» .

(2)

في (ص): «أَجِدَ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 221

(75)

‌ بابُ الامْتِشَاطِ

ص: 221

5924 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحُكُّ رَأسَهُ بِالْمِدْرَى

(1)

، فَقالَ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ

(2)

، لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ؛ إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ

⦗ص: 222⦘

قِبَلِ الأَبْصَارِ».

(1)

بهامش (ص): ضبطه ما عدا الراء من الفرع.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَنْتَظِرُ» من الانتظار، والمثبت أولى كما قال ابن حجر في الفتح.

ص: 221

(76)

‌ بابُ تَرْجِيلِ الْحَائِضِ زَوْجَهَا

ص: 222

5925 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِضٌ.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: مِثْلَهُ.

ص: 222

(77)

‌ بابُ التَّرْجِيلِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَالتَّيَمُّنِ» .

ص: 222

5926 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ مَا

(1)

اسْتَطَاعَ فِي تَرَجُّلِهِ وَوُضُوئِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بِمَا» . قارن بما في الإرشاد.

ص: 222

(78)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ فِي الْمِسْكِ

ص: 222

5927 -

حدثني عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ

(1)

فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وخُلُوفُ» .

ص: 222

(79)

‌ بابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الطِّيبِ

ص: 222

5928 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ

(1)

بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 223⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْرَامِهِ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 222

(80)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ الطِّيبَ

ص: 223

5929 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَرُدُّ الطِّيبَ.

ص: 223

(81)

‌ بابُ الذَّرِيرَةِ

ص: 223

5930 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ -أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ: سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ

(1)

:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، لِلْحِلِّ وَالإِحْرَامِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُقْسِمَانِ» ، قارن بما في الإرشاد.

ص: 223

(82)

‌ بابُ الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ

ص: 223

5931 -

حدَّثنا عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا

جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ

(1)

: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ تَعَالَى» . مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7]؟!

(1)

في رواية أبي ذر: «قال عَبْدُ اللهِ» .

ص: 223

(83)

‌ بابُ الوَصْلِ في الشَّعَرِ

ص: 224

5932 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَامَ حَجَّ، وَهوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهوَ يَقُولُ -وَتَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ-: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ، وَيَقُولُ:«إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ» .

ص: 224

5933 -

وَقالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ» .

ص: 224

5934 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ يُحَدِّثُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ، وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ» .

تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ.

ص: 224

5935 -

حدثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(2)

: حَدَّثَتْنِي أُمِّي:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: إِنِّي

⦗ص: 225⦘

أَنْكَحْتُ ابْنَتِي، ثُمَّ أَصَابَهَا شَكْوَى، فَتَمَرَّقَ

(3)

رَأسُهَا، وَزَوْجُهَا يَسْتَحِثُّنِي بِهَا، أَفَأَصِلُ رَأسَهَا

(4)

؟ فَسَبَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَمَزَّقَ» بالزاي.

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَعَرَها» .

ص: 224

5936 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قالَتْ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.

ص: 225

5937 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ» . قالَ نَافِعٌ: الْوَشْمُ فِي اللِّثَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 225

5938 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قالَ:

قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، آخِرَ قَدْمَةٍ قَدِمَهَا، فَخَطَبَنَا فَأَخْرَجَ كُبَّةً مِنْ شَعَرٍ، قالَ: مَا كُنْتُ أَرَى

(1)

أَحَدًا

يَفْعَلُ هَذَا غَيْرَ الْيَهُودِ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُ الزُّورَ. يَعْنِي الْوَاصِلَةَ فِي الشَّعَرِ

(2)

.

(1)

بهامش (ب، ص): فتح الهمزة من الفرع. وفي (و، ق): «أُرَى» .

(2)

حديث آدم ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)

ص: 225

(84)

‌ بابُ الْمُتَنَمِّصَاتِ

ص: 225

5939 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ:

لَعَنَ عَبْدُ اللهِ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، فَقالَتْ أُمُّ يَعْقُوبَ: مَا هَذَا؟ قالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَمَا لِيَ لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ، وَفِي

(1)

كِتَابِ اللَّهِ؟

⦗ص: 226⦘

قالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُهُ. قالَ: وَاللهِ لَئِنْ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 225

(85)

‌ بابُ الْمَوْصُولَةِ

ص: 226

5940 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 226

5941 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا هِشَامٌ: أَنَّهُ سَمِعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ تَقُولُ:

سَمِعْتُ أَسْمَاءَ قالَتْ: سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَتِي أَصَابَتْهَا

(1)

الْحَصْبَةُ، فَامَّرَقَ

(2)

شَعَرُهَا، وَإِنِّي زَوَّجْتُهَا، أَفَأَصِلُ فِيهِ؟ فَقالَ:«لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أصابها» .

(2)

في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فامَّزَقَ» .

ص: 226

5942 -

حدثني

(1)

يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ

(2)

: حدَّثنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

⦗ص: 227⦘

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ

(3)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -أَوْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْوَاشِمَةُ وَالْمُوْتَشِمَةُ، وَالْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ

(4)

». يَعْنِي: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قال الحافظ أبو ذر الهروي: في كتاب أبي إسحاق: «الفضل بن زهير» ، وقال أبو إسحاق: رأيت في أصل عتيق سُمِعَ من الإمام محمد بن إسماعيل: (حدَّثني يوسفُ بنُ مُوسَى عن الْفَضْلِ بنِ دُكَيْنٍ)، وكان في أصل محمد بن إسماعيل شيءٌ، فشكَّ محمدُ بن يوسف -يعني الفربري- في «دُكين» و «زهير» ، ثمَّ قال:«زهير» . قال الكلاباذيُّ: هو الفضل بن دُكين بن حمَّاد بن زهير المُلَائي، واسم دُكين: عمرو. اهـ.

(3)

لفظة: «قال» ليست في (و، ب، ص، ق)، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(4)

في رواية أبي ذر: «لَعَنَ اللهُ الواشِمَةَ وَالْمُوْتَشِمَةَ، وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ» .

ص: 226

5943 -

حدثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ

(2)

، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «والمُتَوَشِّماتِ» .

ص: 227

(86)

‌ بابُ الْوَاشِمَةِ

ص: 227

5944 -

حدثني يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعَيْنُ حَقٌّ» . وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ.

حدثني

(1)

ابْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ حَدِيثَ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَقالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 227

5945 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ:

رَأَيْتُ أَبِي، فَقالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَآكِلِ الرِّبَا وَمُوكِلِهِ

(1)

،

⦗ص: 228⦘

وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ.

(1)

في (ب، ص): ضبط: «آكل» و «موكله» بالجرِّ من الفرع، وفي (و):«وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَه وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ» بالنصب في الأربعة، وعليها شرح القسطلاني. اهـ.

ص: 227

(87)

‌ بابُ الْمُسْتَوْشِمَةِ

ص: 228

5946 -

حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ:

حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: أُتِيَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ تَشِمُ، فَقَامَ فَقالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، مَنْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْوَشْمِ؟ فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا سَمِعْتُ. قالَ: مَا سَمِعْتَ؟ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تَشِمْنَ وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ

(1)

».

(1)

في (ب، ص): «تَشِمْنَّ ولا تَستوشِمَنَّ» نقلا عن اليونينية، وبهامشهما: الجزمة بخط اليونيني، وتشديد النون فيهما بخط الأصل، وضبطها في الفرع هكذا:«تَشِمنَّ ولا تَستوشِمنَّ» بإسكان الميم وفتحها معا في الكلمتين، وقال القسطلاني:«تَشِمَنَّ» بفتح التاء وكسر المعجمة وفتح الميم وتشديد النون، خطابًا لجمع المؤنث بالنهي عن فعل الوشم. اهـ. وهو عجيب، والصواب ما ضبطه في فتح الباري بقوله:«لا تَشِمْنَ» بفتح أوله وكسر المعجمة وسكون الميم ثم نون خطاب جمع المؤنث بالنهي، وكذا:«ولا تَسْتَوشِمْنَ» أي: لا تطلبن ذلك. اهـ.

ص: 228

5947 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أخبَرَنِي نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ.

ص: 228

5948 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ

(1)

، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ

(2)

، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟!

(1)

في رواية أبي ذر: «والمُتَوَشِّماتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بالْحُسْنِ» .

ص: 228

(88)

‌ بابُ التَّصَاوِيرِ

ص: 229

5949 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنهم قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تَصَاوِيرُ» .

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 229

(89)

‌ بابُ عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 229

5950 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، قالَ: كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَرَأَى فِي صُفَّتِهِ تَمَاثِيلَ، فَقالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ» .

ص: 229

5951 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» .

ص: 229

(90)

‌ بابُ نَقْضِ الصُّوَرِ

ص: 229

5952 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ

(1)

فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ

(2)

إِلَّا نَقَضَهُ.

(1)

في (ب، ص): «يتركْ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية الكاف ساكنة. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَصاوِيرُ» .

ص: 229

5953 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا عُمَارَةُ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، قالَ:

دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَعْلَاهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً» . ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ

مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَهُ

(1)

، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 230

(91)

‌ بابُ مَا وُطِئَ مِنَ التَّصَاوِيرِ

ص: 230

5954 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ -وَمَا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مِنْهُ- قالَ: سَمِعْتُ أَبِي قالَ:

سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ

(1)

عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَتَكَهُ وَقالَ:«أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» . قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ.

(1)

زاد في (و، ب، ص): «لي» ، والمثبت موافق لما في (ن) ونسخة البقاعي.

ص: 230

5955 -

5956 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.

وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

ص: 230

(92)

‌ بابُ مَنْ كَرِهَ الْقُعُودَ عَلَى الصُّورَ

ة

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «عَلَى الصُّوَرِ» .

ص: 230

5957 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ:

⦗ص: 231⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نمْرقَةً

(1)

فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَقُلْتُ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ مِمَّا أَذْنَبْتُ

(2)

. قالَ: «مَا هَذِهِ النّمْرقَةُ؟

(3)

» قَلْتُ: لِتَجْلِسَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا. قالَ: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ

(4)

».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم النون والراء وكسرهما.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَمَا أَذْنَبْتُ؟» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضم النون المثقلة والراء وكسرهما.

(4)

في رواية أبي ذر: «الصُّوَرُ» .

ص: 230

5958 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ:

عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ الصُّورَةُ

(1)

». قالَ بُسْرٌ: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ

(2)

، قُلْتُ

(3)

لِعُبَيْدِ اللهِ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الأَوَّلِ

(4)

؟! فَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قالَ: «إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ» .

وَقالَ ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو -هُوَ ابْنُ الْحَارِثِ-: حَدَّثَهُ بُكَيْرٌ: حَدَّثَهُ بُسْرٌ، حَدَّثَهُ زَيْدٌ: حَدَّثَهُ أَبُو طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُوَرٌ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«صُورَةٌ»

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُوَرٌ» .

(3)

في (و، ب، ص): «فقلتُ» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَوْمَ أَوَّلَ» .

ص: 231

(93)

‌ بابُ كَرَاهِيَةِ الصَّلَاةِ فِي التَّصَاوِيرِ

ص: 231

5959 -

حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ، سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمِيطِي عَنِّي

(1)

؛ فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 231

(94)

‌ بابٌ: لَا تَدْخُلُ الْمَلَائكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ

ص: 232

5960 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ:

حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ

(1)

: حدَّثني عُمَرُ -هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ- عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: وَعَدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ، فَرَاثَ عَلَيْهِ، حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ، فَشَكَا إِلَيْهِ مَا وَجَدَ، فَقالَ لَهُ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 232

(95)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَدْخُلْ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ

ص: 232

5961 -

حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نمْرقَةً

(1)

فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، قالَتْ

(2)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ قالَ: «مَا بَالُ هَذِهِ النّمْرقَةِ

(3)

؟» فَقالَتْ: اشْتَرَيْتُهَا لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» . وَقالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم النون والراء وكسرهما.

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقالت» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضم النون المثقلة والراء وكسرهما.

ص: 232

(96)

‌ بابُ مَنْ لَعَنَ الْمُصَوِّرَ

ص: 232

5962 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى

(1)

: حدَّثني

(2)

غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ: عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ اشْتَرَى غُلَامًا حَجَّامًا، فَقالَ

(3)

: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُصَوِّرَ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «محمدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(3)

قوله: «أنَّه اشترى غلامًا حجَّامًا فقال» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي، قارن بما في الإرشاد.

ص: 232

(97)

‌ بابٌ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ

فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ

ص: 233

5963 -

حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ

(1)

: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُحَدِّثُ

(2)

قَتَادَةَ، قالَ:

كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمْ يَسْأَلُونَهُ، وَلَا يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سُئِلَ فَقالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قَالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يُحَدِّثُهُ» ، وفي (ب، ص): الضمير في «يُحَدِّثُهُ» للحديث. اهـ.

ص: 233

(98)

‌ بابُ الاِرْتِدَافِ عَلَى الدَّابَّةِ

ص: 233

5964 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ.

ص: 233

(99)

‌ بابُ الثَّلَاثَةِ عَلَى الدَّابَّةِ

ص: 233

5965 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، اسْتَقْبَلَهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالآخَرَ خَلْفَهُ.

ص: 233

(100)

‌ بابُ حَمْلِ صَاحِبِ الدَّابَّةِ غَيْرَهُ

بَيْنَ يَدَيْهِ

وَقالَ بَعْضُهُمْ: صَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِ الدَّابَّةِ، إِلَّا أَنْ يَأذَنَ لَهُ

(1)

.

(1)

قوله: «وقال بعضهم. . .» إلخ ثابت في رواية المُستملي.

ص: 233

5966 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ: ذُكِرَ الأَشَرُّ الثَّلَاثَةِ

(1)

عِنْدَ عِكْرِمَةَ فَقالَ:

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَمَلَ قُثَمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْفَضْلَ خَلْفَهُ -أَوْ: قُثَمَ خَلْفَهُ، وَالْفَضْلَ بَيْنَ يَدَيْهِ- فَأَيُّهُمْ شَرٌّ، أَوْ أَيُّهُمْ خَيْرٌ

(2)

؟

(1)

هكذا في رواية الحَمُّويي أيضًا، وضبطت في متن (ب، ص): «الأشرُّ الثلاثةُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ذُكِرَ أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ» ، وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي:«ذُكِرَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فأَيُّهُمْ أَشَرُّ أو أَيُّهم أَخْيَرُ» .

ص: 234

(101)

بابٌ

(1)

ص: 234

5967 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقالَ: «يَا مُعَاذُ

(1)

». قَلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ

(2)

وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ:«يَا مُعَاذُ» . قَلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ

(3)

وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ:«يَا مُعَاذُ» . قَلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ

(4)

وَسَعْدَيْكَ، قالَ:«هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ؟» . قَلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قالَ:«حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ

(5)

». قَلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ

(6)

وَسَعْدَيْكَ، فَقالَ:«هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟» قَلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بنَ جَبَلٍ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا رَسولُ اللهِ» ، في المواضع الثلاث.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا رَسولُ اللهِ» ، في المواضع الثلاث.

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا رَسولُ اللهِ» ، في المواضع الثلاث.

(5)

قوله: «بن جبل» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يا رَسولُ اللهِ» ، في المواضع الثلاث.

ص: 234

(102)

‌ بابُ إِرْدَافِ الْمَرْأَةِ خَلْفَ الرَّجُلِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «خَلْفَ ذِي مَحْرَمٍ» .

ص: 235

5968 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ

(1)

: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، قالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَيْبَرَ، وَإِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ وَهوَ يَسِيرُ، وَبَعْضُ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ عَثَرَتِ

(2)

النَّاقَةُ، فَقُلْتُ: الْمَرْأَةَ. فَنَزَلْتُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّهَا أُمُّكُمْ» . فَشَدَدْتُ الرَّحْلَ وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَنَا -أَوْ: رَأَى

(3)

- الْمَدِينَةَ قالَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «الصَّبَّاحِ» .

(2)

بهامش (ب، ص) فتح الثاء من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَرَأَى» .

ص: 235

(103)

‌ بابُ الاِسْتِلْقَاءِ وَوَضْعِ الرِّجْلِ عَلَى الأُخْرَى

ص: 235

5969 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ: عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:

عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضْطَجِعُ

(1)

فِي الْمَسْجِدِ، رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُضْطَجِعًا» .

ص: 235

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الأَدَبِ

ص: 237

(1)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ

(1)

} [العنكبوت: 8]

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{حُسْنًا}» .

ص: 237

5970 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ قالَ: الْوَلِيدُ بْنُ عَيْزَارٍ

(1)

أخبَرَنِي، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ:

أخبَرَنا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، وَأَوْمَأ بِيَدِهِ إلى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» . قالَ: ثُمَّ أَيّ

(2)

؟ قالَ: «ثُمَّ

(3)

بِرُّ الْوَالِدَيْنِ» قالَ: ثُمَّ أَيّ؟ قالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . قالَ: حدَّثني بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

(4)

(1)

في رواية الأصيلي: «العَيْزارِ» .

(2)

هكذا في اليونينية لفظة: «أيّ» من غير تنوين في الموضعين، وضبطت في (ق):«أيٌّ» ، وفي نسخة البقاعي:«أيُّ» .

(3)

لفظة: «ثمَّ» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع فصحَّ صحته والحمد لله. اهـ.

ص: 237

(2)

‌ بابٌ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ

ص: 237

5971 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ

(2)

، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ

(4)

⦗ص: 238⦘

بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: «أُمُّكَ» . قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «أُمُّكَ

(5)

». قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «أُمُّكَ

(6)

». قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» .

وَقالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ

(7)

وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ مِثْلَهُ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وابنُ شُبْرُمَةَ» بواو العطف، قال في الفتح: والصواب حذفها؛ فإن رواية ابن شُبْرمة قد علَّقها المصنف عقب رواية عمارة، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: «ابنُ» مرفوع. اهـ. وبهامش (ب): «شَبْرمَة» وبهامشها: كذا في اليونينية الشين مفتوحة. اهـ.

(3)

في رواية الأصيلي: «إلى النَّبيِّ» ، قارن بما في الإرشاد.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «النَّاسِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال: ثمَّ أمُّك» .

(6)

في رواية أبي ذر: «قال: ثمَّ أمُّك» .

(7)

في (ب، ص): «شَبْرَمة» وبهامشهما: كذا في اليونينية، وضبطه في الفتح بضمِّ الشين والراء.

ص: 237

(3)

‌ بابٌ:

لَا يُجَاهدُ

(1)

إِلَّا بِإِذْنِ الأَبَوَيْنِ

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الهاء وكسرها، والفتح رواية الأصيلي، والكسر رواية أبي ذر.

ص: 238

5972 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، قالَا: حدَّثنا حَبِيبٌ (ح)

قالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أُجَاهِدُ؟ قالَ: «لَكَ أَبَوَانِ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ» .

ص: 238

(4)

‌ بابٌ: لَا يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ

ص: 238

5973 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» . قَيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ

(2)

أَبَ

(3)

الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(2)

لفظة: «الرَّجل» ليست في رواية الأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(3)

رسمها في رواية أبي ذر والأصيلي: «أبا» ، وهو المثبت في (و)، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «فيسبُّ أمَّه» .

ص: 238

(5)

‌ بابُ إِجَابَةِ دُعَاءِ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ

ص: 239

5974 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ

(1)

: أخبَرَنِي

(2)

نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَاشَوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَمَالُوا إِلَى غَارٍ فِي الْجَبَلِ

(3)

، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ

(4)

غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَطْبَقَتْ

(5)

عَلَيْهِمْ، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا لِلَّهِ صَالِحَةً؛ فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يَفْرُجُهَا. فَقالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ وَلَدِي، وَإِنَّهُ نَأَى

(6)

بِيَ الشَّجَرُ

(7)

، فَمَا أَتَيْتُ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئتُ بِالْحِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِمَا، أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِالصِّبْيَةِ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لَهُمْ فُرْجَةً

(8)

حَتَّى يَرَوْنَ مِنْهَا السَّمَاءَ

(9)

. وَقالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ

(10)

عَمٍّ أُحِبُّهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ

(11)

النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينَارٍ فَلَقِيتُهَا بِهَا،

⦗ص: 240⦘

فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ.

(12)

فَقُمْتُ عَنْهَا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ

(13)

فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا.

(14)

فَفَرَجَ لَهُمْ فُرْجَةً

(15)

. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ

(16)

، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَقَّهُ، فَتَرَكَهُ وَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا

(17)

، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي، وَأَعْطِنِي حَقِّي. فَقُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ

(18)

الْبَقَرِ وَرَاعِيْهَا. فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ

وَلَا تَهْزَأْ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَهْزَأُ بِكَ، فَخُذْ ذَلِكَ

(19)

الْبَقَرَ وَرَاعِيَهَا، فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ مَا بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عَنْهُمْ

(20)

».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية الأصيلي: «فأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «باب» بدل: «فم» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فتطابقت» .

(6)

في (ب، ص): «نَاءَ» .

(7)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «السَّحَرُ يومًا» .

(8)

قوله: «فُرْجَةً» ليست في رواية الأصيلي.

(9)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فُرْجةً يَرَوْنَ منها السَّماءَ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فُرْجةً حتى رأوا منها السَّماءَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة:«وقصَّ الحديثَ بطولِهِ» بدل إتمام الحديث.

(10)

في رواية أبي ذر: «بنتُ» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الرَّجُلُ» .

(12)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، قارن بما في الإرشاد.

(13)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(14)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(15)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(16)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُرْزٍ» .

(17)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(18)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تِلْكَ» .

(19)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تِلْكَ» .

(20)

من قوله: «وقال الثاني» إلى آخر الحديث ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 239

(6)

‌ بابٌ: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْكَبَائِرِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قالَهُ ابنُ عَمْرٍو عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ، وفي رواية الأصيلي:«قالَهُ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» . (6675) قارن بما في الإرشاد.

ص: 240

5975 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ وَرَّادٍ:

عَنِ الْمُغِيرَةِ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَمَنْعَ

(2)

وَهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقالَ

(3)

، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ».

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «بنِ شُعْبَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «ومَنْعًا» ، وعزاها في (ن) إلى رواية أبي ذر فقط.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قِيلًا وقالًا» .

ص: 240

5976 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيهِ

(2)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قَلْنَا

(3)

: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ -وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقالَ: - أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ

(4)

». فَمَا زَالَ يَقُولُهَا، حَتَّى قُلْتُ:

(5)

لَا يَسْكُتُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

زاد في (ب، ص) بين الأسطر: «رضي الله عنه» مصحَّح عليها.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْنا» .

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» . مرةً ثالثة، وضرب عليها في متن (ب، ص) مُنبهًا إلى عدم وجودها في رواية [صع]، وبهامش (ب): كذا هذا الضرب في اليونينية.

(5)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 241

5977 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقالَ:«الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» . فَقالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قالَ: «قَوْلُ الزُّورِ» . أَوْ قالَ: «شَهَادَةُ الزُّورِ» . قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ

(1)

ظَنِّي أَنَّهُ قالَ: «شَهَادَةُ الزُّورِ» .

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وأكْبَرُ» ، وضبط في (ب، ص) رواية أبي ذر: «أكبر» دون واو.

ص: 241

(7)

‌ بابُ صِلَةِ الْوَالِدِ الْمُشْرِكِ

ص: 241

5978 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أخبَرَنِي أَبِي:

أخبَرَتْنِي أَسْمَاءُ ابْنَةُ

(1)

أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً

(2)

فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 242⦘

فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: آصِلُهَا؟ قالَ: «نَعَمْ» . قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة: 8].

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِنْتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وهِيَ راغِبَةٌ» .

ص: 241

(8)

‌ بابُ صِلَةِ الْمَرْأَةِ أُمَّهَا وَلَهَا زَوْجٌ

ص: 242

5979 -

وَقالَ

(1)

اللَّيْثُ: حدَّثني هِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ أَسْمَاءَ قالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ إِذْ عَاهَدُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مَعَ أَبِيهَا

(2)

، فَاسْتَفْتَيْتُ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ

(4)

: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهيَ رَاغِبَةٌ

(5)

؟ قالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» .

(1)

هذا الحديث مؤخَّر عن حديث يحيى في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية الأصيلي: «مَعَ ابْنِها» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاسْتَفْتَت» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقالَتْ» .

(5)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أَفَأَصِلُها» .

ص: 242

5980 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أخبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقالَ -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

-: يَأمُرُنَا بِالصَّلَاةِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالْعَفَافِ، وَالصِّلَةِ.

ص: 242

(9)

‌ بابُ صِلَةِ الأَخِ الْمُشْرِكِ

ص: 242

5981 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ حُلَّةً سِيَرَاءَ

(1)

تُبَاعُ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ وَالْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِذَا جَاءَكَ الْوُفُودُ. قالَ

(2)

: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ» . فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ فَقالَ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟! قالَ:

⦗ص: 243⦘

«إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوْهَا» . فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ

(3)

إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ.

(1)

في (ب، ص): «حلَّةَ سيراءَ» ، مع عزو المثبت في المتن إلى رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «

جَاءَك الوَفْدُ. فَقالَ».

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِتَبِيعَهَا أو تَكْسُوَها. فأرسل عمرُ بها» .

ص: 242

(10)

‌ بابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ

ص: 243

5982 -

5983 - حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ عُثْمَانَ، قالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ:

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبَرَنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ.

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا بَهْزٌ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ابْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ وَأَبُوهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ:

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أخبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. فَقالَ الْقَوْمُ: مَا لَهُ مَا لَهُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرَبٌ

(2)

مَّا لَهُ». فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ

(3)

لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا». قالَ: كَأَنَّهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني عبدُ الرَّحْمن بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا بَهْزُ بنُ أَسَدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي عن المُستملي: «أَرِبَ» . وبهامش اليونينية: قال عياض: إنَّ أبا ذر رواه: «أَرَبَ» بفتح الجميع، وهنا كما قد تراه عنه فيعلم. اهـ.

(3)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 243

(11)

‌ بابُ إِثْمِ الْقَاطِعِ

ص: 243

5984 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قالَ:

إِنَّ

(1)

جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ» .

ص: 243

(12)

‌ بابُ مَنْ بُسِطَ لَهُ فِي الرِّزْقِ بِصِلَةِ

(1)

الرَّحِمِ

(1)

في رواية أبي ذر: «لِصِلَةِ» .

ص: 244

5985 -

حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ

(1)

لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

(1)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)

ص: 244

5986 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ

(1)

، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

(1)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الهمزة والمثلثة في هذه والتي بعدها في اليونينية. اهـ.

ص: 244

(13)

‌ بابٌ: مَنْ وَصَلَ وَصَلَهُ اللَّهُ

ص: 244

5987 -

حدَّثني

(1)

بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا

فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ. قالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ

(2)

، قالَ: فَهوَ لَكِ». قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بلى وَرَبِّ» .

ص: 244

5988 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ

(1)

مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«الرَّحمُ شُجْنَةٌ» ، بحذف «إنَّ» وبضمِّ الشين. وبهامش اليونينية: ذكر ابن سِيْده في «المحكم» أنَّ ضمَّ الشين لغة عن ابن الأعرابي، وقدَّم كسر الشِّين، وذكر القاضي عياض الكسرَ والضمَّ، قال: وحكى الفتح، وساوى بين الضمِّ والكسرِ، وقدَّم الضمَّ في الذكر. اهـ. كتبت إلى قوله:«الكسرَ والضمَّ» بالحمرة.

ص: 245

5989 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قالَ: أخبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الرَّحِمُ شِجْنَةٌ

(2)

، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ».

(1)

قوله: «زوجِ النَّبي صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «شُجْنَةٌ» بضمِّ الشِّين.

ص: 245

(14)

‌ بابٌ: يَبُلُّ الرَّحِمَ

(1)

بِبَلَالِهَا

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «تُبَلُّ الرَّحِمُ» .

(2)

بهامش (ب، ص): ليست الباء الثانية في الترجمة ولفظ الحديث مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالفتح، وقال في الفتح: قال النووي: ضبطنا قوله: «ببلالها» بفتح الموحدة وبكسرها، وهما وجهان مشهوران. وقال عياض: رويناه بالكسر، ورأيته للخطابي بالفتح. وقال ابن التين: هو بالفتح للأكثر، ولبعضهم بالكسر. قلت: بالكسر أوجه؛ فإنَّه من البلال جمع «بلل» مثل جمل وجمال، ومن قاله بالفتح بناه على الكسر، مثل قطام وحذام. والبلال بمعنى البلل وهو النداوة. اهـ.

ص: 245

5990 -

حدَّثنا

(1)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: «إِنَّ آلَ أَبِي

(2)

-قالَ عَمْرٌو: فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ- لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ».

⦗ص: 246⦘

زَادَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ

(3)

لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا

(4)

». يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «فُلانٍ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «ببلاها» ، وجعل روايته في (ن، و): «ببَلالها» بفتح الباء، وضبط المتن في (ن) بكسر الباء. وبهامش اليونينية مكتوب بالحمرة: حاشية: قال أبو عبد الله: [زاد في (ب، ص): ببلاها] كذا وقع، وببلالها أجودُ وأصحُّ، وببلاها [في (ن) وهمًا: وببلالها] لا أعرف له وجهًا. اهـ. وقوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

قوله: «يعني أصلها بصلتها» ليس في رواية [ق] ولا في رواية أبي ذر.

ص: 245

(15)

‌ بابٌ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئ

ص: 246

5991 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو وَفِطْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -قالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَرْفَعْهُ الأَعْمَشُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرَفَعَهُ حَسَنٌ وَفِطْرٌ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ

(1)

رَحِمُهُ وَصَلَهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «قُطِعَتْ» وصحح عليها.

ص: 246

(16)

‌ بابُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فِي الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمَ

ص: 246

5992 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مِنْ صِلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ، هَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ

(1)

؟ قالَ حَكِيمٌ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ

(2)

مِنْ خَيْرٍ».

⦗ص: 247⦘

وَيُقَالُ أيضًا: عَنْ أَبِي الْيَمَانِ: أَتَحَنَّتُ.

وقال مَعْمَرٌ

(3)

وَصَالِحٌ وَابْنُ

الْمُسَافِرِ: أَتَحَنَّثُ

(4)

.

وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: التَّحَنُّثُ: التَّبَرُّرُ.

وَتَابَعَهُمْ

(5)

هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «هل كان لي فيها أَجْرٌ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

قوله: «وقال معمر

» مقدم على قوله: «ويقال أيضًا

» في رواية أبي ذر.

(4)

كتب فوقها في (ب، ص) رقم «3» للإشارة أنها مثلثة.

(5)

في رواية أبي ذر: «تابَعَهُ» .

ص: 246

(17)

‌ بابُ مَنْ تَرَكَ صَبِيَّةَ غَيْرِهِ حَتَّى تَلْعَبَ بِهِ، أَوْ قَبَّلَهَا أَوْ مَازَحَهَا

ص: 247

5993 -

حدَّثنا

(1)

حِبَّانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«سَنَهْ سَنَهْ» . قالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهيَ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنَةٌ، قالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«دَعْهَا» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي

(2)

، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي». قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ

(3)

، يَعْنِي مِنْ بَقَائِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «واخْلُفِي» في المواضع الثلاثة.

(3)

بهامش (ب، ص): لم يضبط «ذكر» في اليونينية وضبطها بفتح الذال والكاف في الفرع. اهـ. وفي رواية أبي ذر: «قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَ دَهْرًا حَتَّى ذَكَرَ» قال في الفتح: فيه اكتفاء، والتقدير: ذكر الراوي زمنًا طويلًا. اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حتَّى دَكِنَ» قال في الفتح: قد جزم جماعةٌ بأنَّ رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ تصحيف. اهـ. وقوله: «يعني من بقايها» ليس في نسخة. (لا إلى بالحمرة)

ص: 247

(18)

‌ بابُ رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ

وَقالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ

(1)

.

(1)

قوله: «وقال ثابت

» إلى آخره ليس في رواية المُستملي.

ص: 248

5994 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ:

عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قالَ: كُنْتُ شَاهِدًا لاِبْنِ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ

(1)

مِنَ الدُّنْيَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَيْحانَتِي» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«رَيْحانِي» .

ص: 248

5995 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ قالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا

(1)

ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقالَ: «مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا

(2)

، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «ومَعَها» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «من بُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ» ، والذي في (ب، ص) أنَّ روايته: «من بُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ» .

ص: 248

5996 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ:

حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ قالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ

(1)

، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَضَعَها» .

ص: 248

5997 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا

(1)

، فَقالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» .

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر عن أبي الوقت و [صع]: «جالِسٌ» .

ص: 249

5998 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: تُقَبِّلُونَ

(1)

الصِّبْيَانَ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟!» .

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَتُقَبِّلُونَ» .

ص: 249

5999 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ

(1)

، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي

(2)

، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَتَرَوْنَ

(3)

هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قُلْنَا: لَا وَهيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ. فَقالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا» .

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قُدِمَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدْ تَحَلَّبَ ثَدْيُهَا بِسِقْيٍ» .

(3)

ضبطت في (ب، ص) بضم التاء وفتحها.

ص: 249

(19)

‌ بابٌ

(1)

: جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ

(2)

جُزْءٍ

(1)

لفظة: «باب» ثابتة في رواية الحَمُّويي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «فِي مِئَةِ» .

ص: 249

6000 -

حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ

(1)

: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ

(2)

جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ

⦗ص: 250⦘

عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا؛ خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا أبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بنُ نَافِعٍ البَهْرَانِيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فِي مِئَةِ» .

ص: 249

(20)

‌ بابُ قَتْلِ الْوَلَدِ خَشْيَةَ أَنْ يَأكُلَ مَعَهُ

(1)

(1)

هكذا في رواية الحَمُّويي، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«بَابٌ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟» .

ص: 250

6001 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قالَ:«أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ» . ثُمَّ قالَ: أَيُّ

(1)

؟ قالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأكُلَ

(2)

مَعَكَ». قالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» . وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ

(3)

} [الفرقان: 68].

(1)

في رواية أبي ذر: «قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْ يَطْعَمَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» .

ص: 250

(21)

‌ بابُ

(1)

وَضْعِ الصَّبِيِّ فِي الْحَجْرِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 250

6002 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ صَبِيًّا فِي حَجْرِهِ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 250

(22)

‌ بابُ وَضْعِ الصَّبِيِّ عَلَى الْفَخِذِ

ص: 250

6003 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَارِمٌ: حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ يُحَدِّثُهُ أَبُو عُثْمَانَ:

⦗ص: 251⦘

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى

(2)

، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا» .

وَعَنْ عَلِيٍّ قالَ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قالَ التَّيْمِيُّ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهُ شَيْءٌ، قُلْتُ: حَدَّثْتُ بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي عُثْمَانَ، فَنَظَرْتُ فَوَجَدْتُهُ عِنْدِي مَكْتُوبًا فِيمَا سَمِعْتُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الآخَرِ» .

(3)

في هامش نسخة البقاعي زيادة: «قيل لأبي عبد الله: مَن يقولُ: عن علي؟ قال: حدَّثنا عبد الله بن محمد عنه» . هو أصل في نسخة البرزالي. اهـ.

ص: 250

(23)

‌ بابٌ: حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ

الإِيمَانِ

ص: 251

6004 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ سِنِينَ؛ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كَانَ

(2)

لَيَذْبَحُ الشَّاةَ ثُمَّ يُهْدِي فِي خُلَّتِهَا

(3)

مِنْهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 251

(24)

‌ بابُ فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيمًا

ص: 251

6005 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ:

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» . وَقالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ

(1)

وَالْوُسْطَى.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «السَّبَّاحَةِ» .

ص: 251

(25)

‌ بابُ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ

ص: 252

6006 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ:

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، أَوْ:«كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ» .

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

ص: 252

(26)

‌ بابُ السَّاعِي عَلَى الْمِسْكِينِ

ص: 252

6007 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . وَأَحْسِبُهُ قالَ -يَشُكُّ الْقَعْنَبِيُّ-: «كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 252

(27)

‌ بابُ رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ

ص: 252

6008 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا

(1)

، وَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا

(2)

، فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ رَفِيقًا

(3)

رَحِيمًا، فَقالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي

⦗ص: 253⦘

أُصَلِّي، وَإِذَا

(4)

حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ ليَؤُمَّكُمْ

(5)

أَكْبَرُكُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «إلَى أَهْلِنَا» . وضبط روايته في (و): «إلَى أَهْلِينَا» ، وهو موافق لما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر: «في أَهْلِينَا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَقِيقًا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَإِذَا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «ولْيَؤُمَّكُمْ» .

ص: 252

6009 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ

(1)

عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيْهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ». قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ

وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ فَقالَ: «فِي كُلِّ

(2)

ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «واشْتَدَّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فقال: نَعَمْ في كُلِّ» .

ص: 253

6010 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةٍ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقالَ أَعْرَابِيٌّ وَهوَ فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِلأَعْرَابِيِّ:«لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا» . يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ.

ص: 253

6011 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:

سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» .

ص: 253

6012 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

⦗ص: 254⦘

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ غَرَسَ غَرْسًا، فَأَكَلَ

(2)

مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ دَابَّةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً

(3)

».

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَأكُلُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إلَّا كان لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» .

ص: 253

6013 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ»

(1)

.

(1)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الموفي ثلاثين. اهـ.

ص: 254

(28)

‌ بابُ

(1)

الْوَصَاةِ بِالْجَارِ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}

(2)

إِلَى قَوْلِهِ: {مُخْتَالاً فَخُورًا} [النساء: 36].

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «كتاب» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل تمام الترجمة.

ص: 254

6014 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ

(1)

، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».

ص: 254

6015 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» .

ص: 254

(29)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ لَا يَأمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ

(1)

{يُوبِقْهُنَّ} [الشورى: 34]: يُهْلِكْهُنَّ. {مَوْبِقًا} [الكهف: 52]: مَهْلكًا

(2)

.

(1)

قال مصححوا السلطانية: مقتضى القواعد الصرفية أنَّ: «البائقة» بالهمز، وكذا جمعها. اهـ.

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح اللام وكسرها.

ص: 255

6016 -

حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ» . قيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(1)

؟ قالَ: «الَّذِي لَا يَأمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» .

تَابَعَهُ شَبَابَةُ وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى.

وَقالَ حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يا رسولَ اللهِ ومَنْ؟» . كتبت بالحمرة.

ص: 255

(30)

‌ بابٌ: لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا

ص: 255

6017 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثنا سَعِيدٌ -هُوَ الْمَقْبُرِيُّ

(1)

- عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

يَقُولُ: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ» .

ص: 255

(31)

‌ بابٌ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ

ص: 255

6018 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 255

6019 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

: حدَّثني سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ:

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ، قالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ» . قالَ

(2)

: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةَ

(3)

أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ

(4)

، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ثَلَاثَةُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 256

(32)

‌ بابُ حَقِّ الْجِوَارِ فِي قُرْبِ الأَبْوَابِ

ص: 256

6020 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ، قالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ:

عَنْ عَائشَةَ قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قالَ:«إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا» .

ص: 256

(33)

‌ بابٌ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ

ص: 257

6021 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» .

ص: 257

6022 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» . قالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: «فَيَعْمَلُ

(2)

بِيَدَيْهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ». قالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ -أَوْ: لَمْ يَفْعَلْ؟ - قالَ: «فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» . قالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قالَ: «فَيَأمُرُ

(3)

بِالْخَيْرِ» أَوْ قالَ: «بِالْمَعْرُوفِ» . قالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قالَ: «فَيُمْسِكُ

(4)

عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ».

(1)

قوله: «الأشعري» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش: مرفوع في المواضغ الثلاثة، قاله ابنُ مالك. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَلْيَأمُرْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَلْيُمْسِكْ» .

ص: 257

(34)

‌ بابُ طِيبِ الْكَلَامِ

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» .

ص: 257

6023 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: أخبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ خَيْثَمَةَ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ

(1)

، قالَ شُعْبَةُ: أَمَّا مَرَّتَيْنِ فَلَا أَشُكُّ، ثُمَّ قالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ

(2)

فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

(1)

قوله: «ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ» ليس في (ص) وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وهو ملحق في (ص) بخط مغاير متأخِّر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 257

(35)

‌ بابُ

الرِّفْقِ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ

ص: 258

6024 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

قالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ

(2)

السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قالَتْ: فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ؛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَمْ

(4)

تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ

(5)

».

(1)

قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقلت: عليكم» ، وضبط روايته في (ب، ص): «فقلتُ: عليكم» .

(3)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أَوَلَمْ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «عليكم» .

ص: 258

6025 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ

(1)

:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لا تُزْرِمُوهُ» . ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّ

(3)

عَلَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ثابِتٌ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «قال: حدَّثنا ثابِتٌ» .

(2)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (ب، ص): «فَصُبَّ» بضمِّ الصَّاد.

ص: 258

(36)

‌ بابُ تَعَاوُنِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا

ص: 258

6026 -

6027 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(1)

بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قالَ: أخبَرَنِي جَدِّي أَبُو بُرْدَةَ:

⦗ص: 259⦘

عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» . ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا، إِذْ

(2)

جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ

(3)

، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقالَ: «اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا

(4)

، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ».

(1)

قوله: «أبي بُردة» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «إذا» . وكتب فوقها في (ن): «كذا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أو طالِبٌ حاجةً» .

(4)

بهامش (ب، ص): اللام ليست مضبوطة في اليونينية، وفي الفرع ساكنة، ولام:«فلتؤجروا» هنا في اليونينية ساكنة، وفي الآتية مكسورة. اهـ.

ص: 258

(37)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا

وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا}

(1)

[النساء: 85].

{كِفْلٌ} : نَصِيبٌ.

قالَ أَبُو مُوسَى

(2)

: {كِفْلَيْنِ} [الحديد: 28]: أَجْرَيْنِ، بِالْحَبَشِيَّةِ.

(1)

قوله: {وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} إلى آخر الآية ليس في رواية أبي ذر.

(2)

قول أبي موسى مُقدَّم على قوله: «{كِفْلٌ}: نَصيبٌ» في رواية أبي ذر.

ص: 259

6028 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ

(2)

قالَ: «اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا

(3)

، وَلْيَقْضِ

(4)

اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو صاحبُ حاجةٍ» .

(3)

في (ب، ص): «فَلِتُؤْجَرُوا» بكسر اللام نقلًا عن اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ويَقْضِي» .

ص: 259

(38)

بابٌ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا ولا مُتَفَحِّشًا

ص: 260

6029 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.

حَدَّثَنَا

(1)

قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَقالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ

(2)

أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ» .

ص: 260

6030 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ يَهُودَ

أَتَوُا النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قالَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ؛ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعنْفَ

(3)

وَالْفُحْشَ». قالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قالَ: «أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «رَسولَ اللهِ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بتثليث العين، وبالهامش كتب: يُقال: «العنف» بضمِّ العين وفتحها وكسرها، والضمُّ أكثر، قاله عياض. اهـ.

ص: 260

6031 -

حدَّثنا أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا أَبُو يَحْيَى -هُوَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ

(1)

- عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا

(2)

، وَلَا لَعَّانًا،

⦗ص: 261⦘

كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ

(3)

: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ؟!» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أبو يحيى بن سليمان، هو فليح» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ولا فَاحِشًا» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْمَعْتِبَةِ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وبالهامش:«الْمَعْتبَةِ» بفتح الميم والتاء، وقد تكسر التاء، قاله عياض. اهـ.

ص: 260

6032 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عِيسَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ،

(1)

وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ». فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِي

(2)

فَحَّاشًا

(3)

، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَاحِشًا» .

ص: 261

(39)

‌ بابُ حُسْنِ الْخُلُقِ

(1)

وَالسَّخَاءِ، وَمَا يُكْرَهُ مِنَ الْبُخْلِ

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ.

وَقالَ

(2)

أَبُو ذَرٍّ لَمَّا بَلَغَهُ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ لأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، فَرَجَعَ فَقالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلَاقِ.

(1)

في (ب): «الخُلْق» ، وفي (ص): بضم الخاء وفتحها، وبهامشهما: كذا ضبطه في اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وكَانَ» ، قال في الفتح: وهي أولى.

ص: 261

6033 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ- عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ، وَهوَ يَقُولُ: «لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا

(1)

». وَهوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ

⦗ص: 262⦘

مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقالَ:«لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا» ، أَوْ:«إِنَّهُ لَبَحْرٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» . كتبت بالحمرة.

ص: 261

6034 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:

سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقالَ: لَا.

ص: 262

6035 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قالَ:

كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُحَدِّثُنَا إِذْ قالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ

كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ

(1)

أَخْلَاقًا».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَحْسَنُكُمْ» .

ص: 262

6036 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِبُرْدَةٍ، فَقالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ فَقالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَمْلَةٌ

(1)

. فَقالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْسُوكَ هَذِهِ. فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ، فَاكْسُنِيهَا. فَقالَ:«نَعَمْ» . فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَامَهُ أَصْحَابُهُ، قَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ

(2)

، فَقالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «هي الشَّمْلَةُ» .

(2)

في (و، ق): «فَيَمْنَعُهُ» .

ص: 262

6037 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي

(1)

حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 263⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ

(2)

، وَيُلْقَى

(3)

الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ». قالُوا

(4)

: وَمَا الْهَرْجُ؟ قالَ: «الْقَتْلُ، الْقَتْلُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «العِلْمُ» .

(3)

بهامش (ب، ص): القاف ليست منقوطة في اليونينية، واللام ليست مضبوطة. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال» .

ص: 262

6038 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعَ سَلَّامَ بْنَ مِسْكِينٍ، قالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ:

حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه قالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قالَ لِي: أُفِّ

(1)

، وَلَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلَا: أَلَّا صَنَعْتَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أُفَّ» . قارن بما في السلطانية.

ص: 263

(40)

‌ بابٌ: كَيْفَ يَكُونُ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ؟

ص: 263

6039 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ قالَتْ: كَانَ فِي مهْنَةِ

(1)

أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الميم وفتحها.

ص: 263

(41)

‌ بابُ الْمِقَةِ مِنَ اللَّهِ

(1)

(1)

بهامش اليونينية: حاشية: المِقَةُ: المَحَبَّةُ. اهـ، كتبت بالحمرة. وفي (ب، ص): «بابُ الْمِقَةِ من الله تَعَالَى» .

ص: 263

6040 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا

(1)

نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ

(2)

، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ

(3)

الأَرْضِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «العَبْدَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَأَحْبِبْهُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 263

(42)

‌ بابُ الْحُبِّ فِي اللَّهِ

ص: 264

(43)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ

(1)

عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة لفظة: «الآيَةَ» بدل إتمامها. كتبت بالحمرة.

ص: 264

6042 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمعَةَ

(1)

قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَضْحَكَ الرَّجُلُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنَ الأَنْفُسِ، وَقالَ: «بِمَ

(2)

يَضْرِبُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْفَحْلِ

(3)

، ثُمَّ لَعَلَّهُ يُعَانِقُهَا».

وَقالَ الثَّوْرِيُّ وَوُهَيْبٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ:«جَلْدَ الْعَبْدِ» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الميم وإسكانها.

(2)

في رواية أبي ذر والكشمهني: «لِمَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «أوِ العَبْدِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 264

6043 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أخبَرَنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «فَإِنَّ هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ، أَفَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «بَلَدٌ حَرَامٌ

(2)

، أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «شَهْرٌ حَرَامٌ» . قالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «قال» . كتبت بالحمرة.

ص: 264

(44)

‌ بابُ مَا يُنْهَى منَ السِّبَابِ وَاللَّعْنِ

ص: 265

6044 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قالَ: سَمِعْتُ

(1)

أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» .

تَابَعَهُ غُنْدَرٌ

(2)

، عَنْ شُعْبَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سألتُ» ، وهي المثبتة في متن (ب، ص)، وبهامشهما: رواية «سمعتُ» معزوةً إلى حاشية الأصل.

(2)

في رواية أبي ذر: «تابعه مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر» .

ص: 265

6045 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ

(1)

حَدَّثَهُ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ، وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «الدُّؤَلِيَّ» .

ص: 265

6046 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ

(1)

جَبِينُهُ؟!».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَرِبَتْ» .

ص: 265

6047 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ- حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلَامِ فَهوَ كَمَا قالَ، وَلَيْسَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا

⦗ص: 266⦘

بِكُفْرٍ فَهوَ كَقَتْلِهِ».

ص: 265

6048 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ:

قالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ -رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم قالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ أَحَدُهُمَا، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قالَها لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ» . فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَقالَ: أَتُرَى بِي بَأسٌ

(1)

؟ أَمَجْنُونٌ أَنَا؟ اذْهَبْ.

(1)

في رواية الأصيلي: «أتَرَى بأسًا» .

ص: 266

6049 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ، قالَ: قالَ أَنَسٌ:

حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَ النَّاسَ بِلَيْلَةِ

(1)

الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ، وَإِنَّهَا رُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَيْلَةَ» .

ص: 266

6050 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ

(1)

:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا، وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِي:«أَسَابَبْتَ فُلَانًا؟» قلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ؟» قلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» . قلْتُ: عَلَى حِينِ

(3)

سَاعَتِي هَذِهِ مِنْ كِبَرِ

⦗ص: 267⦘

السِّنِّ؟ قالَ: «نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ

(4)

، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «هُو ابنُ سُوَيْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «للنَّبيِّ» ، وقيَّدها في (ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(3)

لفظة: «حين» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَدَيْهِ» .

ص: 266

(45)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنْ ذِكْرِ النَّاسِ، نَحْوَ قَوْلِهِمُ: الطَّوِيلُ وَالْقَصِيرُ

-وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ» -

وَمَا لَا يُرَادُ بِهِ شَيْنُ الرَّجُلِ

ص: 267

6051 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَوَضَعَ يَدَهُ

(1)

عَلَيْهَا، وَفِي الْقَوْمِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَخَرَجَ

(2)

سَرَعَانُ النَّاسِ، فَقَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ. وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُ: ذَا الْيَدَيْنِ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ؟ قالَ: فَقالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تَقْصُرْ» . قالُوا: بَلْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «صَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ» . فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ وَضَعَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَكَبَّرَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَدَيْهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ويَخْرُجُ» .

ص: 267

(46)

‌ بابُ الْغِيبَةِ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا

(1)

أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأكُلَ

(2)

لَحْمَ

أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة لفظة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلفٍ عنه.

ص: 268

6052 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، قالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقالَ:«إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» . ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ

(1)

عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «أن يُخَفَّفَ» .

ص: 268

(47)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ» :

ص: 268

6053 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ

(1)

بَنُو النَّجَّارِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 268

(48)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنِ اغْتِيَابِ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالرِّيَبِ

ص: 268

6054 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ قالَتْ: اسْتَأذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ائْذَنُوا لَهُ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» ، أَوِ:«ابْنُ الْعَشِيرَةِ» . فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ! قالَ:«أَيْ عَائِشَةُ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ-أَوْ: وَدَعَهُ النَّاسُ- اتِّقَاءَ فُحْشِهِ» .

ص: 268

(49)

‌ بابٌ

(1)

: النَّمِيمَةُ مِنَ الْكَبَائِرِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 269

6055 -

حدَّثنا

(1)

ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقالَ: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرَةٍ

(2)

، وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ؛ كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بِكِسْرَتَيْنِ -أَوْ: ثِنْتَيْنِ- فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، وَكِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، فَقالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في كَبِيرٍ» .

(3)

ضبطت الباء في (ب، ص) بالكسر نقلًا عن اليونينية.

ص: 269

(50)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النَّمِيمَةِ،

وَقَوْلِهِ: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} [القلم: 11]

{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} [الهمزة: 1]: يَهْمِزُ وَيَلْمِزُ: يَعِيبُ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ويَغْتابُ» ، قال في الفتح:«ويغتاب» أظنه تصحيفًا. اهـ. وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَهْمِزُ ويَلْمِزُ ويَعِيبُ واحِدٌ» .

ص: 269

6056 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قالَ:

كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقالَ

(1)

حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «له» .

ص: 269

(51)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}

[الحج: 30]

ص: 269

6057 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ

فَلَيْسَ لِلَّهِ

⦗ص: 270⦘

حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». قالَ أَحْمَدُ: أَفْهَمَنِي رَجُلٌ إِسْنَادَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عن أبيه» . كتبت بالحمرة.

ص: 269

(52)

‌ بابُ مَا قِيلَ فِي ذِي الْوَجْهَيْنِ

ص: 270

6058 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَجِدُ مِنْ شَرِّ

(1)

النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «منْ أَشَرِّ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مِنْ شِرَارِ» .

ص: 270

(53)

‌ بابُ مَنْ أَخْبَرَ صَاحِبَهُ بِمَا يُقَالُ فِيهِ

ص: 270

6059 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ مَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِهَذَا وَجْهَ اللَّهِ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَمَعَّرَ

(1)

وَجْهُهُ، وَقالَ

(2)

: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى؛ لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَمَغَّرَ» ، بالغين المعجمة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 270

(54)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَادُحِ

ص: 270

6060 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: حدَّثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ

(2)

:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَةِ، فَقالَ:«أَهْلَكْتُمْ -أَوْ: قَطَعْتُمْ- ظَهْرَ الرَّجُلِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي مُوسَى» .

ص: 270

6061 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 271⦘

«وَيْحَكَ؛ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ -يَقُولُهُ مِرَارًا- إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ، وَحَسِيبُهُ اللَّهُ، وَلَا يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا

(1)

».

قالَ وُهَيْبٌ عَنْ خَالِدٍ: «وَيْلَكَ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولا يُزَكَّى علَى اللهِ أَحَدٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال: وَيْلَكَ» .

ص: 270

(55)

‌ بابُ مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ

وَقالَ سَعْدٌ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ.

ص: 271

6062 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ذَكَرَ فِي الإِزَارِ مَا ذَكَرَ، قالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ إِزَارِي يَسْقُطُ مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ؟ قالَ:«إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ» .

ص: 271

(56)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ

(1)

بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

(2)

وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، وَقَوْلِهِ:{إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} [يونس: 23] {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ

(3)

لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ}

(4)

[الحج: 60]، وَتَرْكِ إِثَارَةِ الشَّرِّ عَلَى

(5)

مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة لفظة: «الآيةَ» بدل إتمامها. كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «وَمَنْ بُغِيَ علَيهِ» . كتبت بالحمرة. قال في الفتح: هو سبق قلم إمَّا من المصنف وإمَّا ممَّن بعده. اهـ. وبهامش اليونينية بالحمرة: قال الحافظ أبو ذر: التلاوة: {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} قلتُ: كما في أصلي تراه، وهو الصواب. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة لفظة: «الآيةَ» . كتبت بالحمرة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 271

6063 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 272⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَكَثَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَذَا وَكَذَا، يُخَيَّلُ

إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأتِي، قالَتْ عَائِشَةُ: فَقالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِي أَمْرٍ اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيَّ وَالآخَرُ عِنْدَ رَأسِي، فَقالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأسِي: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ -يَعْنِي: مَسْحُورًا- قالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ. قالَ: وَفِيمَ؟ قالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ

(2)

فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ». فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، كَأَنَّ رُؤُسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ» . فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأُخْرِجَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلَّا. يَعْنِي

(3)

: تَنَشَّرْتَ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَمَّا أَنَا فَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا» . قالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، حَلِيفٌ لِيَهُودَ

(4)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مَكُثَ» .

(2)

بهامش اليونينية: حجر يكون في قعر البئر، يقعد عليه المايح ليملأ دلو الماتح. قاله الحافظ أبو ذر. اهـ. كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «تعني» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِلْيَهُودِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 271

(57)

‌ بابُ مَا يُنْهَى عَنِ التَّحَاسُدِ

(1)

وَالتَّدَابُرِ،

وَقَوْلِهِ

(2)

تَعَالَى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ التَّحاسُد» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 272

6064 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا

(2)

، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ

⦗ص: 273⦘

إِخْوَانًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ولا تجسسوا ولا تحسسوا» . وبهامش اليونينية: بالجيم الطالب لغيره، وبالحاء الطالب لنفسه، قاله الحافظ أبو ذر. اهـ.

ص: 272

6065 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ، أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ:

حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» .

ص: 273

(58)

‌ بابٌ

(1)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ

إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12]

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا بالحمرة).

ص: 273

6066 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا

(1)

، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا».

(1)

في رواية أبي: «ولا تَجَسَّسُوا ولا تَحَسَّسُوا» . كتبت بالحمرة.

ص: 273

(59)

‌ بابُ مَا يَكُونُ

(1)

مِنَ الظَّنِّ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما يَجُوزُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 273

6067 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَظُنُّ فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا» . قالَ اللَّيْثُ: كَانَا رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ.

6068 -

حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ بِهَذَا. وَقالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَقالَ:

⦗ص: 274⦘

«يَا عَائِشَةُ، مَا أَظُنُّ فُلَانًا وَفُلَانًا يَعْرِفَانِ دِينَنَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ» .

ص: 273

(60)

‌ بابُ سَتْرِ الْمُؤْمِنِ

عَلَى نَفْسِهِ

ص: 274

6069 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ

(1)

أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ

(2)

، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا. وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ».

(1)

ضبَّب على لفظة: «المجانة» في اليونينية، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«مِنَ المُجَاهَرَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عليه» .

ص: 274

6070 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ:

أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قالَ: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، فَأَنَا

(1)

أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وَأَنَا» .

ص: 274

(61)

‌ بابُ الْكِبْرِ

وَقالَ

(1)

مُجَاهِدٌ: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} [الحج: 9]: مُسْتَكْبِرٌ فِي نَفْسِهِ. عِطْفُهُ: رَقَبَتُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

ص: 274

6071 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ:

عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟

⦗ص: 275⦘

كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ

(1)

لَوْ أَقْسَمَ

(2)

عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مُتَضَعِّفٍ» . كتبت بالحمرة. وبهامش (ب، ص): كسر العين منها ومن «متضعِّف» من الفرع.

(2)

في رواية أبي ذر: «لَوْ يُقْسِمُ» .

ص: 274

6072 -

وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قالَ: كَانَتِ

(1)

الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَأخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: أنْ كانت» ، والهمزة لم تُضبط في (ن، و)، وضبطت بالفتح في (ب، ص)، وبهامشهما: هكذا الهمزة في اليونينية مفتوحة، والقياس كسرها، ولعلَّه سبق قلم. اهـ.

ص: 275

(62)

‌ بابُ الْهِجْرَةِ،

وَقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم:

«لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ

(2)

»

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ثَلاثِ لَيالٍ» .

ص: 275

6073 -

6074 - 6075 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني عَوْفُ بْنُ مَالِكِ

(1)

بْنِ الطُّفَيْلِ، هوَ ابْنُ الْحَارِثِ

(2)

، وَهوَ ابْنُ أَخِي عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمِّهَا:

أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ، أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا. فَقالَتْ: أَهُوَ قالَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ، أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا، حِينَ

(3)

طَالَتِ الْهِجْرَةُ، فَقالَتْ: لَا وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ

⦗ص: 276⦘

فِيهِ أَبَدًا

(4)

، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ لَمَّا

(5)

أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ؛ فَإِنَّهَا

(6)

لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذُرَ

(7)

قَطِيعَتِي. فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقالَا: السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

أَنَدْخُلُ؟ قالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا؟ قالَتْ: نَعَم، ادْخُلُوا كُلُّكُمْ. وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ وَطَفِقَ

(8)

يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ

(9)

الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمته وَقَبِلت مِنْهُ

(10)

، وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ:«لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ» . فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا

(11)

وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ. فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ

(12)

دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.

(1)

في (ب، ص): «مالكٍ» ، وبهامش (ص): كذا في اليونينية منوَّن. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنِ الطُّفَيْلِ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «حَتَّى» . قال في الفتح: والأوَّل الصواب.

(4)

هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«أحَدًا» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإِنَّهُ» . كتبت بالحمرة.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَنْذِرَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وصحَّح عليها، وبضمِّ الذال هي رواية أبي ذر.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فَطَفِقَ» .

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فَطَفِقَ» .

(10)

بالضبطين معًا: «مَا كَلَّمْتِهِ وَقَبِلْتِ مِنْهُ» و: «مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ» .

(11)

في رواية أبي ذر زيادة: «نَذْرَها» .

(12)

في (و، ب): «حتَّى تبُلُّ» .

ص: 275

6076 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا،

⦗ص: 277⦘

وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ».

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 276

6077 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ

(1)

فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَلْتَقِيانِ» .

ص: 277

(63)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْهِجْرَانِ لِمَنْ عَصَى

وَقالَ كَعْبٌ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا، وَذَكَرَ خَمْسِينَ لَيْلَةً.

ص: 277

6078 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْرِفُ غَضَبَكِ وَرِضَاكِ» . قالَتْ: قُلْتُ

(1)

: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى

(2)

وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لَا

(3)

وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ». قالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ

(4)

إِلَّا اسْمَكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقُلْتُ» (ن)، وقيَّدها في باقي الأصول بروايته عن الحَمُّويي والمُستملي.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 277

(64)

‌ بابٌ: هَلْ يَزُورُ صَاحِبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ

(1)

بُكْرَةً وَعَشِيًّا؟

(1)

لفظة: «أو» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 277

6079 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ

(2)

: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ.

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

⦗ص: 278⦘

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

قالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا

(4)

يَوْمٌ إِلَّا يَأتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً

(5)

، فَبَيْنَمَا

(6)

نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قالَ قَائِلٌ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأتِينَا فِيهَا، قالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قالَ: «إِنِّي قَدْ

أُذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ

(7)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُوسَى» .

(3)

قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي حاشية الأصل:«عَلَيْنا» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَعَشِيًّا» .

(6)

في رواية أبي ذر: «فَبَيْنَا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «إِنِّي أُذِنَ لِي في الخُرُوجِ» .

ص: 277

(65)

‌ بابُ الزِّيَارَةِ وَمَنْ زَارَ قَوْمًا فَطَعِمَ عِنْدَهُمْ

وَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ عِنْدَهُ.

ص: 278

6080 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَارَ أَهْلَ بَيْتٍ فِي

(2)

الأَنْصَارِ، فَطَعِمَ عِنْدَهُمْ طَعَامًا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ

(3)

، أَمَرَ بِمَكَانٍ مِنَ الْبَيْتِ فَنُضِحَ لَهُ عَلَى بِسَاطٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مِنَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَرَادَ الخُرُوجَ» .

ص: 278

(66)

‌ بابُ مَنْ تَجَمَّلَ لِلْوُفُودِ

ص: 278

6081 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قالَ: حدَّثني أَبِي، قالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قالَ:

قالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا الإِسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ، وَخَشُنَ

(2)

مِنْهُ. قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَى عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ حُلَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرِ هَذِهِ، فَالْبَسْهَا لِوَفْدِ النَّاسِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ. فَقالَ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ

⦗ص: 279⦘

مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ

(3)

». فَمَضَى فِي ذَلِكَ

(4)

مَا مَضَى، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيْهِ بِحُلَّةٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ، وَقَدْ قُلْتَ فِي مِثْلِهَا مَا قُلْتَ! قالَ: «إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا

(5)

مَالًا». فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ لِهَذَا الْحَدِيثِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَحَسُنَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «مِنْ ذلكَ» .

(5)

لفظة: «بها» ثابتة في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

ص: 278

(67)

‌ بابُ الإِخَاءِ وَالْحِلْفِ

وَقالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.

وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: لَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ.

ص: 279

6082 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ

(1)

، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ،

(2)

فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 279

6083 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: حدَّثنا عَاصِمٌ، قالَ:

قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا حِلْفَ فِي الإِسْلَامِ» ؟ فَقالَ: قَدْ حَالَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِي.

ص: 279

(68)

‌ بابُ التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ

وَقالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكْتُ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى.

ص: 279

6084 -

حدَّثنا

(1)

حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَبَتَّ طَلَاقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ، فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ

(2)

، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ الْهُدْبَةِ. لِهُدْبَةٍ أَخَذَتْهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، قالَ: وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ بِبَابِ الْحُجْرَةِ لِيُؤْذَنَ لَهُ، فَطَفِقَ خَالِدٌ يُنَادِي أَبَا بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّبَسُّمِ، ثُمَّ قالَ:«لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا؛ حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 280

6085 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حَدَّثَنَا

(1)

إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً

(2)

أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقالَ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي

(3)

. فَقالَ: «عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، لَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ تَبَادَرْنَ

(4)

الْحِجَابَ». فَقالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ فَقالَ: يا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أَتَهَبْنَنِي وَلَمْ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقُلْنَ: إِنَّكَ

(5)

أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيهٍ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا

⦗ص: 281⦘

إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عَالِيَةٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بأبي وأمي أنت» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَادَرْنَ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «أَنْتَ» .

ص: 280

6086 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

(1)

قالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالطَّائِفِ قالَ: «إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ

(2)

». فَقالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: لَا نَبْرَحُ أَوْ نَفْتَحَهَا. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» . قالَ: فَغَدَوْا فَقَاتَلُوهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا، وَكَثُرَ فِيهِمُ الْجِرَاحَاتُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَسَكَتُوا

(4)

، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ كُلَّهُ بِالْخَبَرِ

(5)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهكذا في رواية ابن عساكر أيضًا (ن)، وعزاها في (ب، ص) إلى روايةٍ للأصيلي، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ، ورواية الأصيلي وحاشية رواية ابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«ابن عُمَر» . زاد في (ب، ص) نسبتها إلى نسخة [د]. وكون الحديث من مسند ابن عمر قال عنه في الفتح: هذا هو الصواب. وبهامش (ق): قال المزيُّ: في عامة نسخ البخاريِّ: «عبد الله بن عمر» .... قال الدمياطيُّ: وابن العاصي هو أشبه؛ لأنَّ أبي العباس الشاعر السائب بن فروخ روى عن عبد الله بن عمرو عدَّة أحاديث. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مَعًا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(4)

في (و، ب، ص): «قال: فسكتوا» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بالخَبَرِ كُلِّهِ» .

ص: 281

6087 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ: أخبَرَنا

(1)

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَلَكْتُ؛ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. قالَ: «أَعْتِقْ رَقَبَةً» . قالَ: لَيْسَ لِي. قالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» .

قالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قالَ: «فَأَطْعِمْ

⦗ص: 282⦘

سِتِّينَ مِسْكِينًا». قالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ -قالَ إِبْرَاهِيمُ: الْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ- فَقالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟ تَصَدَّقْ بِهَا

(2)

». قالَ

(3)

: عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي، وَاللَّهِ

(4)

مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قالَ:«فَأَنْتُمْ إِذًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بهذا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَوَاللهِ» .

(5)

قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 281

6088 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ

(1)

: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، قالَ أَنَسٌ: فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا

(3)

حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.

(1)

قوله: «الأويسي» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فيها» .

ص: 282

6089 -

6090 - حدَّثنا

(1)

ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ جَرِيرٍ قالَ: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي. وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقالَ:«اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 282

6091 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي

(2)

مِنَ الْحَقِّ، هَلْ

(3)

عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قالَ: «نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ» . فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقالَتْ: أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَبِمَ شَبَهُ الْوَلَدِ

(4)

؟».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص): «لَا يَسْتَحِي» ، وبهامشهما: كذا صورتها في اليونينية. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَهَلْ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُشْبِهُ الوَلَدُ» .

ص: 283

6092 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنا عَمْرٌو: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا

(1)

حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ضَحِكًا» .

ص: 283

6093 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.

وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهوَ يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ، فَقالَ: قَحَطَ

(1)

الْمَطَرُ، فَاسْتَسْقِ رَبَّكَ. فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَمَا نَرَى

(2)

مِنْ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، فَمَا زَالَتْ إِلَى الْجُمُعَةِ

⦗ص: 284⦘

الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقالَ: غَرِقْنَا، فَادْعُ رَبَّكَ يَحْبِسْهَا عَنَّا، فَضَحِكَ

(3)

ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا، يُمْطَرُ مَا حَوَالَيْنَا وَلَا

(4)

يُمْطِرُ

(5)

مِنْهَا شَيْءٌ

يُرِيهِمُ اللَّهُ كَرَامَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِجَابَةَ دَعْوَتِهِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَحِطَ» ، وفي رواية أبي ذر:«قَحِطَ» بفتح القاف وكسر الحاء. وبهامش اليونينية: قحَط وقحِط والفتح أعلى، من «المحكم». قال الإمام عياض في «إكماله»: قوله: «قَحَطَ المطرُ» في البارع: قحَط المطرُ بفتح الحاء والقاف، وقَحِط الناس بفتح القاف وكسر الحاء. وفي «الأفعال»: معًا في المطر، وحُكي: قُحِط بضم القاف، هذا آخر الكلام. اهـ.

(2)

بهامش (ص): ليست منقوطة في اليونينية. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(5)

لم تُضبط الطَّاء في (ن، و)، وضُبطت في (ب، ص) بالكسر، وضبطت في نسختي البقاعيِّ والقُرشيِّ بالفتح.

ص: 283

(69)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ

مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] وَمَا يُنْهَى عَنِ الْكَذِبِ

ص: 284

6094 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ

(1)

عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى يَكُونَ» .

ص: 284

6095 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ

(1)

: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ

(2)

بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سَلَامٍ» .

(2)

في (ب، ص): «مالكٍ» ، وبهامشهما: كذا هو منوَّن في اليونينية. اهـ.

ص: 284

6096 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جَرِيرٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدبٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ

(1)

رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، قالَا: الَّذِي رَأَيْتَهُ

⦗ص: 285⦘

يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ، يَكْذِبُ بِالْكِذْبَةِ

(2)

تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «اللَّيْلةَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِالْكَذْبَةِ» .

ص: 284

(70)

‌ بابٌ: فِي الْهَدْيِ

(1)

الصَّالِحِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ الْهَدْيِ» . (لا إلى بالحمرة)

ص: 285

6097 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمُ

(2)

الأَعْمَشُ: سَمِعْتُ شَقِيقًا، قالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ

(3)

دَلًا وَسَمْتًا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ، مِنْ حِين

(4)

يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ، لَا نَدْرِي مَا

(5)

يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ إِذَا خَلَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَحَدَّثَكُم» .

(3)

لفظة: «الناس» صحَّح عليها في اليونينيَّة وقد كتبت بالحمرة، وهي ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(4)

ضُبطت في اليونينية بالفتح والكسر معا، والفتح رواية أبي ذر. (ب، ص).

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ماذَا» .

ص: 285

6098 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ: سَمِعْتُ طَارِقًا، قالَ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

ص: 285

(71)

‌ بابُ الصَّبْرِ علَى

(1)

الأَذَى،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]

(1)

في رواية أبي ذر: «في» .

ص: 285

6099 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني الأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ -أَوْ: لَيْسَ شَيْءٌ- أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ

⦗ص: 286⦘

مِنَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ».

ص: 285

6100 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ

بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، قُلْتُ: أَمَّا أَنَا لأَقُولَنَّ

(1)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهوَ فِي أَصْحَابِهِ فَسَارَرْتُهُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قالَ: «قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا

(2)

فَصَبَرَ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَمَ أنا لأَقُولَنَّ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«أمَا لأَقُولَنَّ» .

(2)

في (و، ب، ص): «ذَلِكَ» ، والمثبت موافق لما في نسختي القرشي والبقاعيِّ.

ص: 286

(72)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يُوَاجِهِ النَّاسَ بِالْعِتَابِ

ص: 286

6101 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

قالَتْ عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قالَ:«مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» .

ص: 286

6102 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، هُوَ ابْنُ أَبِي عُتْبَةَ

(1)

مَوْلَى أَنَسٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 286

(73)

‌ بابٌ: مَنْ كَفَّرَ

(1)

أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأوِيلٍ فَهوَ كَمَا قالَ

(1)

في رواية أبي ذر: «أَكْفَرَ» .

ص: 286

6103 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قالَا: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

⦗ص: 287⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا قالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ

(1)

، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا».

وَقالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ: سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «لِأَخِيهِ: كافِرٌ» بإسقاط حرف النداء وبالتنوين.

ص: 286

6104 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ قالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ

(1)

، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «لِأَخِيهِ: كافِرٌ» بإسقاط حرف النداء وبالتنوين.

ص: 287

6105 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهوَ كَمَا قالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهوَ كَقَتْلِهِ» .

ص: 287

(74)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ مَنْ قالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا أَوْ جَاهِلًا

وَقالَ عُمَرُ لِحَاطِبِ بنِ أبي بَلْتَعَةَ

(1)

: إِنَّهُ مُنَافِقٌ

(2)

، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى

(3)

أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».

(1)

قوله: «بنِ أبي بَلْتَعَةَ» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وهو مُهمَّش في (ب)، وهو موافق لما في السلطانية.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّهُ نافَقَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى» .

ص: 287

6106 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ

(1)

: أخبَرَنا يَزِيدُ: أخبَرَنا سَلِيمٌ

(2)

: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:

⦗ص: 288⦘

حَدَّثَنَا جَابِرُ

(3)

بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَأتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمُ الصَّلَاةَ

(4)

، فَقَرَأَ بِهِمُ

الْبَقَرَةَ، قالَ: فَتَجَوَّزَ رَجُلٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَقالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، وَنَسْقِي بِنَوَاضِحِنَا، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى بِنَا الْبَارِحَةَ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، فَتَجَوَّزْتُ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟» ثَلَاثًا «اقْرَأْ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَنَحْوَهَا» .

(1)

وضع علامة التَّخفيف على باء «عَبَادة» في اليونينيَّة، وكتب بالهامش:«محمد بن عَبَادة» هذا بفتح العين، كذلك ذكره الحُفَّاظ الدَّار قطني وابن ماكولا وأبو علي الغسَّانيُّ والحافظُ عبد الغني، وروى عنه البخاري هنا وفي كتاب الاعتصام. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش (ن) حاشية بخط مغاير: هو سَلِيم بن حيَّان، بفتح السين وكسر اللام. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِمْ صَلاةً» .

ص: 287

6107 -

حدَّثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا أَبُو الْمُغِيرَةِ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ، فَقالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ» .

ص: 288

6108 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثٌ

(1)

، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ وَهوَ يَحْلِفُ بأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «اللَيْثُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوْ لِيَصْمُتْ» .

ص: 288

(75)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغَضَبِ وَالشِّدَّةِ لأَمْرِ اللَّهِ،

وَقالَ اللَّهُ:

{جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73]

ص: 288

6109 -

حدَّثنا يَسَرَةُ

(1)

بْنُ صَفْوَانَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ،

⦗ص: 289⦘

ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَشَدِّ

(2)

النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «إنَّ مِنْ أَشَدِّ» .

ص: 288

6110 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: حدَّثنا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ؛ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، قالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، قالَ: فَقالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ» .

ص: 289

6111 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، رَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَحَكَّهَا بِيَدِهِ، فَتَغَيَّظَ، ثُمَّ قالَ:«إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ حِيَالَ وَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ» .

ص: 289

6112 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنا رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللُّقَطَةِ، فَقالَ:«عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا، ثُمَّ اسْتَنْفِقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قالَ:«خُذْهَا؛ فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَالَّةُ الإِبِلِ؟ قالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ-أَوِ: احْمَرَّ وَجْهُهُ- ثُمَّ قالَ:

⦗ص: 290⦘

«مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 289

6113 -

وَقالَ الْمَكِّيُّ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ.

حَدَّثَنِي

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قالَ: حدَّثني سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قالَ: احْتَجَرَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حجيْرَةً

(3)

مُخَصَّفَةً

(4)

، أَوْ حَصِيرًا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيهَا، فَتَتَبَّعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَجَاؤُوا يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، ثُمَّ جَاؤُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا، وَأَبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَحَصَبُوا الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مُغْضَبًا، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا زَالَ بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «احْتَجَزَ» بالزاي.

(3)

ضُبطت في اليونينية بفتخ الحاء وضمها، وكسر الجيم وفتحها، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«حُجَيزةً» بضم الحاء وبالزاي (ن)، وضبطها في (و، ب، ص): «حَجيزةً» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر عنه، وهو موافق لما في السلطانية.

(4)

في حاشية الأصل: «بِخَصَفَةٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 290

(76)

‌ بابُ الْحَذَرِ مِنَ الْغَضَبِ،

لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ

(1)

الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37] و

(2)

{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخُلْفٍ عنه.

(2)

الواو ليست في (و، ب، ص، ق)، وفي رواية أبي ذر:«وَقَوْلِهِ» ، وضبط روايته في (ص) كالمثبت في المتن.

ص: 290

6114 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 291⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» .

ص: 290

6115 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً، لَوْ قالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ ما يَجِدُ، لَوْ قالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» . فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.

ص: 291

6116 -

حدَّثني يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرٍ -هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ- عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي، قالَ:«لَا تَغْضَبْ» . فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ:«لَا تَغْضَبْ» .

ص: 291

(77)

‌ بابُ الْحَيَاءِ

ص: 291

6117 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ، قالَ:

سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْحَيَاءُ لَا يَأتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» . فَقالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً

(1)

فَقالَ لَهُ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ؟!

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «السَّكِينَةَ» .

ص: 291

6118 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ، وَهوَ يُعَاتِبُ

(1)

فِي الْحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي

(2)

، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ

⦗ص: 292⦘

الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ».

(1)

ضُبطت في (ب، ص) بفتح التاء، وبهامشهما: كذا في اليونينية والفرع بفتح التاء. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تَسْتَحْيِي» .

ص: 291

6119 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَوْلَى أَنَسٍ -قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ-:

سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا.

ص: 292

(78)

‌ بابٌ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ

ص: 292

6120 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مَنْصُورٌ

(1)

، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ:

حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي

(2)

فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

(1)

بهامش (ب): في اليونينية راء «منصور» تحتها كسرتان وفوقها ضمتان. اهـ.

(2)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية. اهـ.

ص: 292

(79)

بابُ مَا لَا يُسْتَحْيَى

(1)

مِنَ الْحَقِّ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ

(1)

رسمت في (و، ص): «يُسْتَحْيَا» ، وبالرسمين معًا في (ع).

ص: 292

6121 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيي

(2)

مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ:«نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

في (ب، ص): «يَسْتَحِي» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية. اهـ.

ص: 292

6122 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، قالَ:

⦗ص: 293⦘

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ» . فَقالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقالَ:«هِيَ النَّخْلَةُ» .

وَعَنْ شُعْبَةَ: حدَّثنا خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ فَقالَ: لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

ص: 292

6123 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مَرْحُومٌ: سَمِعْتُ ثَابِتًا:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، فَقالَتْ: هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِيَّ؟ فَقالَتِ ابْنَتُهُ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا! فَقالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ؛ عَرَضَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

نَفْسَهَا.

ص: 293

(80)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا» .

وَكَانَ يُحِبُّ التَّخْفِيفَ واليُسْرَ عَلَى النَّاسِ.

ص: 293

6124 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ:

(2)

حدَّثنا النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ جَدِّهِ قالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قالَ لَهُمَا: «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا» . قالَ أَبُو مُوسَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ يُصْنَعُ فِيهَا

(3)

شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ، يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ، وَشَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ، يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» .

(1)

هذا الحديث مُؤخَّر عن حديث آدم الآتي في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «بها» .

ص: 293

6125 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قالَ:

⦗ص: 294⦘

سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا» .

ص: 293

6126 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ

(1)

بِهَا لِلَّهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 294

6127 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ:

عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ قالَ: كُنَّا عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ

(1)

بِالأَهْوَازِ، قَدْ نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ، فَجَاءَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ عَلَى فَرَسٍ، فَصَلَّى وَخَلَّى فَرَسَهُ، فَانْطَلَقَتِ الْفَرَسُ، فَتَرَكَ صَلَاتَهُ وَتَبِعَهَا

(2)

حَتَّى أَدْرَكَهَا، فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَضَى صَلَاتَهُ، وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأيٌ، فَأَقْبَلَ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، تَرَكَ صَلَاتَهُ مِنْ أَجْلِ فَرَسٍ. فَأَقْبَلَ

(3)

فَقالَ: مَا عَنَّفَنِي أَحَدٌ مُنْذُ فَارَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ: إِنَّ مَنْزِلِي مُتَرَاخٍ، فَلَوْ صَلَّيْتُ وَتَرَكْتُ

(4)

، لَمْ آتِ أَهْلِي إِلَى اللَّيْلِ. وَذَكَرَ أَنَّهُ صَحِبَ

(5)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى

(6)

مِنْ تَيْسِيرِهِ.

(1)

في (و): «نهْر» بسكون الهاء، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَخَلَّى صلاتَهُ واتَّبَعَها» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

ضبَّب عليها في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«وَتَركْتُهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «قَدْ صَحِبَ» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ورَأَى» .

ص: 294

6128 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح) -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ-: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

⦗ص: 295⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيَقَعُوا بِهِ، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا

(1)

عَلَى بَوْلِهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ -أَوْ: سَجْلًا مِنْ مَاءٍ- فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وهَرِيقُوا» .

ص: 294

(81)

‌ بابُ الاِنْبِسَاطِ إِلَى

(1)

النَّاسِ

وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: خَالِطِ النَّاسَ وَدِينَكَ لَا

(2)

تَكْلِمَنَّهُ

وَالدُّعَابَةِ مَعَ الأَهْلِ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَعَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فلا» .

ص: 295

6129 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى يَقُولَ

لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» .

ص: 295

6130 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ

(2)

مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تَقَمَّعْنَ» .

ص: 295

(82)

‌ بابُ الْمُدَارَاةِ مَعَ النَّاسِ

وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَتَقْلِيهِمْ» .

ص: 296

6131 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: حَدَّثَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ

(1)

:

أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقالَ: «ائْذَنُوا لَه، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ» ، أَوْ:«بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» . فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ

(2)

لَهُ الْكَلَامَ

(3)

، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ ما قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ؟! فَقالَ:«أَيْ عَائِشَةُ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ -أَوْ: وَدَعَهُ- النَّاسُ؛ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَانَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فِي الْكَلَامِ» .

ص: 296

6132 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: أخبَرَنا ابْنُ عُلَيَّةَ: أخبَرَنا أَيُّوبُ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَعَزَلَ مِنْهَا وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ، فَلَمَّا جَاءَ قالَ: «خَبَأْتُ

(1)

هَذَا لَكَ». قالَ أَيُّوبُ بِثَوْبِهِ أَنَّهُ

(2)

يُرِيهِ إِيَّاهُ، وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شَيْءٌ.

رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ.

وَقالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدْ خَبَأْتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وأَنَّهُ» . وبهامش (ب، ص): فتح همزة «أنَّه» من الفرع. اهـ.

ص: 296

(83)

‌ بابٌ: لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ

وَقالَ مُعَاوِيَةُ: لَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَا حِلْمَ إِلَّا بِتَجْرِبَةٍ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لَا حِلْمَ إِلَّا لِذِي تَجْرِبَةٍ» .

ص: 297

6133 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ» .

ص: 297

(84)

‌ بابُ حَقِّ الضَّيْفِ

ص: 297

6134 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟

(1)

» قلْتُ: بَلَى، قالَ:«فَلَا تَفْعَلْ، قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ عَسَى أَنْ يَطُولَ بِكَ عُمُرٌ، وَإِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَذَلِكَ الدَّهْرُ كُلُّهُ» . قالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قالَ:«فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» . قالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ

عَلَيَّ، قُلْتُ: أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قالَ:«فَصُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ» . قلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ؟ قالَ: «نِصْفُ الدَّهْرِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 297

6135 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

⦗ص: 298⦘

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهوَ صَدَقَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ» .

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ مِثْلَهُ، وَزَادَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» .

ص: 297

6136 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 298

6137 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا

(1)

، فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَنَا، فَمَا تَرَى؟ فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إلَى قَوْمٍ» .

ص: 298

6138 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» .

ص: 298

(86)

‌ بابُ صُنْعِ الطَّعَامِ وَالتَّكَلُّفِ لِلضَّيْفِ

ص: 299

6139 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً

(2)

، فَقالَ لَهَا: مَا شَأنُكِ؟ قالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقالَ: كُلْ؛ فَإِنِّي صَائِمٌ. قالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأكُلَ. فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، فَقالَ: نَمْ. فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقالَ: نَمْ. فَلَمَّا كَانَ آخِرُ

(3)

اللَّيْلِ، قالَ سَلْمَانُ: قُمِ الآنَ. قالَ: فَصَلَّيَا، فَقالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ

(4)

عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«صَدَقَ سَلْمَانُ» .

أَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ، يُقَالُ: وَهْبُ الْخَيْرِ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مُبْتَذِلَةً» .

(3)

في رواية أبي ذر: «مِنْ آخِرِ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَإنَّ لِنَفْسِكَ» .

(5)

قوله: «أبو جحيفة

» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)

ص: 299

(87)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْغَضَبِ وَالْجَزَعِ عِنْدَ الضَّيْفِ

ص: 299

6140 -

حدَّثنا

(1)

عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا، فَقالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: دُونَكَ أَضْيَافَكَ؛ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ. فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ، فَقالَ: اطْعَمُوا. فَقَالُوا: أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا؟ قالَ: اطْعَمُوا. قَالُوا: مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا. قالَ

(2)

: اقْبَلُوا عَنَّا

(3)

قِرَاكُمْ؛ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ. فَأَبَوْا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ، فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ، فَقالَ

(4)

: مَا صَنَعْتُمْ، فَأَخْبَرُوهُ، فَقالَ: يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ. فَسَكَتُّ، ثُمَّ قالَ:

⦗ص: 300⦘

يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ. فَسَكَتُّ، فَقالَ: يا غُنْثَرُ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ

(5)

. فَخَرَجْتُ، فَقُلْتُ: سَلْ أَضْيَافَكَ. فَقَالُوا

(6)

: صَدَقَ، أَتَانَا بِهِ. قالَ: فَإِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ. فَقالَ الآخَرُونَ: وَاللَّهِ لَا نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ. قالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ، وَيْلَكُمْ، مَا أَنْتُمْ؟ لِمَ لا

(7)

تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ؟ هَاتِ طَعَامَكَ، فَجَاءَهُ

(8)

، فَوَضَعَ يَدَهُ فَقالَ: بِسمِ اللَّهِ، الأُولَى لِلشَّيْطَانِ. فَأَكَلَ وَأَكَلُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنِّي» .

(4)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَجَبْتَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «قالوا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «لِمَ؟ أَلَا» .

(8)

في رواية أبي ذر: «فجاءَ بِهِ» .

ص: 299

(88)

‌ بابُ قَوْلِ الضَّيْفِ لِصَاحِبِهِ: لَا آكُلُ حَتَّى تَأكُلَ.

فِيهِ حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 300

6141 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِضَيْفٍ لَهُ -أَوْ: بِأَضْيَافٍ

(1)

لَهُ- فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ، قالَتْ

(2)

أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ -أَوْ

(3)

: أَضْيَافِكَ- اللَّيْلَةَ. قالَ

(4)

: مَا عَشَّيْتِهِمْ؟

(5)

فَقالَتْ: عَرَضْنَا عَلَيْهِ -أَوْ: عَلَيْهِمْ- فَأَبَوْا -أَوْ: فَأَبَى- فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، فَسَبَّ وَجَدَّعَ

(6)

، وَحَلَفَ لَا يَطْعَمُهُ، فَاخْتَبَأْتُ أَنَا، فَقالَ: يا غُنْثَرُ. فَحَلَفَتِ الْمَرْأَةُ لَا تَطْعَمُهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَحَلَفَ الضَّيْفُ -أَوِ: الأَضْيَافُ- أَنْ لَا يَطْعَمَهُ -أَوْ: يَطْعَمُوهُ- حَتَّى يَطْعَمَهُ

(7)

، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: كَأَنَّ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَا

(8)

مِنْ

⦗ص: 301⦘

أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، فَقالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ فَقالَتْ:

(9)

وَقُرَّةِ عَيْنِي، إِنَّهَا الآنَ لأَكْثَرُ قَبْلَ أَنْ نَأكُلَ. فَأَكَلُوا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا.

(1)

في رواية [صع]: «أو أضْيافٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أَوْ عَنْ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وجَزِعَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «حَتَّى تَطْعَمُوهُ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «رَبَتْ» .

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 300

(89)

‌ بابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ، وَيَبْدَأُ

الأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ وَالسُّؤَالِ

ص: 301

6142 -

6143 - حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ زَيْدٍ

(1)

- عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى الأَنْصَارِ:

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ

(2)

: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَحُوَيِّصَةُ

(3)

وَمُحَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقالَ

(4)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَبِّرِ، الْكُبْرَ» . -قالَ يَحْيَى

(5)

: لِيَلِيَ

(6)

الْكَلَامَ الأَكْبَرُ- فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَتَسْتَحِقُّونَ قَتِيلَكُمْ -أَوْ قالَ: صَاحِبَكُمْ- بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ؟» قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْرٌ لَمْ نَرَهُ. قالَ:«فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ فِي أَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْهُمْ؟» قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْمٌ كُفَّارٌ. فَوَدَاهُمْ

(7)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قِبَلِهِ

(8)

. قالَ سَهْلٌ: فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ تِلْكَ الإِبِلِ، فَدَخَلَتْ مرْبَدًا لَهُمْ فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا.

⦗ص: 302⦘

قالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرٍ، عَنْ سَهْلٍ: قالَ يَحْيَى: حَسِبْتُ أَنَّهُ قالَ: مَعَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرٍ، عَنْ سَهْلٍ وَحْدَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حمَّاد بن زيد» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «أَوْ حَدَّثَا» .

(3)

في (ن، ب، ص): «وَحُوَيصَةُ» ، من غير ضبط الياء، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية، وشدَّد الياء في الفرع.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَعْنِي» . كتبت بالحمرة.

(6)

هكذا ضبطت الياء في كل الأصول عدا (ن) ففيها الياء مهملة، والظاهر سكون الياء الأخيرة:«لِيَلِيْ» ، ويحمل ما في الأصول على لغة من لم يحذف حرف العلة في المجزوم، وبهامش (ق): لعلَّ صوابه: «لِيَلِ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «فَفَداهُمْ» .

(8)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «من قَتْلِهِ» .

ص: 301

6144 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي

(1)

نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ

(2)

مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، ولا تَحُتُّ ورقُها». فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ

(3)

، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«هِيَ النَّخْلَةُ» . فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ

(4)

وَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ

(5)

، قالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا؟ لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلَا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا، فَكَرِهْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أَخْبِرُوني شَجَرَةً» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أنَّها النَّخْلَةُ» .

(4)

في (ب، ص) بسكون الهاء.

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّها النَّخْلَةُ» .

ص: 302

(90)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَالْحُدَاءِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْهُ،

وَقَوْلِهِ: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ

(1)

أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ

(2)

. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء: 224 - 227]

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي كُلِّ لَغْوٍ يَخُوضُونَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ}» قال في عمدة القاري: وهي زيادة لا يُحتاج إليها.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى آخرِ السُّورَةِ» . بدل إتمامها.

ص: 302

6145 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 303⦘

أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أخبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أخبَرَهُ:

أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً» .

ص: 302

6146 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ:

حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ:

سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ، فَعَثَرَ، فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ، فَقالَ:

«

هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ

وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ».

ص: 303

6147 -

حدَّثنا ابْنُ بَشَّارٍ

(1)

: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: حدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا

(2)

اللَّهَ بَاطِلُ

(3)

...................... ..

وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ» .

(2)

في (ب، ص): «خلى» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية لفظ: «خلى» . اهـ.

(3)

في (و، ب): «باطلٌ» ، منوَّن.

ص: 303

6148 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرِ بْنِ الأَكْوَعِ: أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ

(1)

؟ قالَ: وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا، فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِدَاءٌ لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا

وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا

وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا

فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟» قالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، فَقالَ:«يَرْحَمُهُ اللَّهُ» .

⦗ص: 304⦘

فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ

(2)

أَمْتَعْتَنَا بِهِ، قالَ: فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ، حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ

(3)

، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ الْيَوْمَ

(4)

الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذِهِ النِّيرَانُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟» قالُوا: عَلَى لَحْمٍ. قالَ: «عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟» قالُوا: عَلَى لَحْمِ حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ

(5)

. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَهْرِقُوهَا

(6)

وَاكْسِرُوهَا». فَقالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قالَ: «أَوْ ذَاكَ» . فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ، كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ فِيهِ قِصَرٌ، فَتَنَاوَلَ بِهِ يَهُودِيًّا لِيَضْرِبَهُ، وَيَرْجِعُ

(7)

ذُبَابُ سَيْفِهِ، فَأَصَابَ رُكْبَةَ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا قَفَلُوا قالَ سَلَمَةُ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاحِبًا، فَقالَ لِي:«مَا لَكَ؟» فَقُلْتُ: فِدًى

(8)

لَكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ. قالَ:«مَنْ قَالَهُ؟» قُلْتُ: قالَهُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ وَأُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ

(9)

الأَنْصَارِيُّ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَذَبَ مَنْ قالَهُ، إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ -وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ- إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ نَشَأَ

(10)

بِهَا مِثْلَهُ

(11)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ هُنَيَّاتِكَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لَوْلَا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأَصَبْنَا مَخْمَصَةً شَدِيدَةً» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَسَاءَ الْيَوْمِ» .

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ» ، وفي رواية أبي ذر:«حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «حُمُرِ الأَنَسِيَّةِ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «هَرِيقُوها» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَرَجَعَ» .

(8)

رسمت في (ن، و): «فدًا» .

(9)

في رواية أبي ذر: «وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ» .

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَشَى» .

(11)

بهامش (ب، ص): فتح لام «مثلَهُ» من الفرع. اهـ.

ص: 303

6149 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

⦗ص: 305⦘

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَقالَ: «وَيْحَكَ

يَا أَنْجَشَةُ

(1)

؛ رُوَيْدَكَ سَوْقًا

(2)

بِالْقَوَارِيرِ». قالَ أَبُو قِلَابَةَ: فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَلِمَةٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا

(3)

بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ، قَوْلُهُ:«سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ» .

(1)

بهامش (ب، ص): فتح الجيم من الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «سَوْقَكَ» .

(3)

لفظة: «بها» ثابتة في رواية أبي ذر (ب، ص)، وهي مهمَّشة فيهما.

ص: 304

(91)

‌ بابُ هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ

ص: 305

6150 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدَةُ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اسْتَأذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَكَيْفَ بِنَسَبِي؟» فَقالَ حَسَّانُ: لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.

وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقالَتْ: لَا تَسُبّهُ

(1)

؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

ضُبطت في اليونينية بفتح الباء المثقلة وضمها.

ص: 305

6151 -

حدَّثنا أَصْبَغُ، قالَ: أخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ أخبَرَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي قَصَصِهِ، يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ» . يَعْنِي بِذَاكَ ابْنَ رَوَاحَةَ قالَ:

فِينَا

(1)

رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ

إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ

أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا

بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قالَ وَاقِعُ

يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ

إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ

(2)

الْمَضَاجِعُ

⦗ص: 306⦘

تَابَعَهُ عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَفِينَا» ، وبذلك يستقيم الوزن.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالمُشْرِكِينَ» .

ص: 305

6152 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَيَقُولُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ

(1)

، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» ؟ قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «نَشَدْتُكَ اللهَ» .

ص: 306

6153 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِحَسَّانَ: «اهْجُهُمْ -أَوْ قالَ: هَاجِهِمْ- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ» .

ص: 306

(92)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْغَالِب عَلَى الإِنْسَانِ الشِّعْر

(1)

، حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ

(1)

ضُبط لفظا «الغالب» «الشعر» في اليونينية بالفتح والضم معًا، وفي (ب، ص) بالفتح في الأول والضم في الثاني.

ص: 306

6154 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» .

ص: 306

6155 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا يَرِيهِ

(1)

خَيْرٌ

(2)

⦗ص: 307⦘

مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا».

(1)

بهامش (ب، ص): ضبط «يَرِيه» من الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ» .

ص: 306

(93)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «تَرِبَتْ يَمِينُكَ» . و: «عَقْرَى حَلْقَى» :

ص: 307

6156 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ اسْتَأذَنَ عَلَيَّ بَعْدَمَا نَزَلَ

(1)

الْحِجَابُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ؟ قالَ:«ائْذَنِي لَهُ؛ فَإِنَّهُ عَمُّكِ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ» . قالَ عُرْوَةُ: فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: حَرِّمُوا مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بَعْدَما أُنْزِلَ» .

ص: 307

6157 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْفِرَ، فَرَأَى صَفِيَّةَ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا كَئِيبَةً حَزِينَةً، لأَنَّهَا حَاضَتْ، فَقالَ: «عَقْرَى حَلْقَى -لُغَةُ

(1)

قُرَيْشٍ

(2)

- إِنَّكِ حَابِسَتُنَا

(3)

». ثُمَّ قالَ: «أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» يَعْنِي الطَّوَافَ، قالَتْ: نَعَمْ، قالَ:«فَانْفِرِي إِذًا» .

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «لَفْظَةٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لِقُرَيْشٍ» .

(3)

في (و، ب، ص): «لحابستنا» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعيِّ.

ص: 307

(94)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي زَعَمُوا

ص: 307

6158 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ

(1)

، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا مُرَّةَ

⦗ص: 308⦘

مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أخبَرَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقالَ:«مَنْ هَذِهِ؟» فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقالَ:«مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئ» . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غَسْلِهِ

(2)

قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ

(3)

رَكَعَاتٍ، مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُه، فُلَانُ بْنُ

(4)

هُبَيْرَةَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئ» . قالَتْ أُمُّ هَانِئ: وَذَاكَ

(5)

ضُحًى.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضم الغين وفتحها، والضم رواية أبي ذر. (ب، ص).

(3)

بهامش (ب، ص): فتح ياء: «ثماني» من الفرع. اهـ.

(4)

أهمل ضبط نون «فلان» في (ن، و)، وضبط نون «بن» بالرفع، وأهمل ضبط الجميع في (ب، ص)، وبهامشهما: نون «فلان» و «بن» لم يضبطهما في اليونينية ولا الفرع. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وذلِكَ» .

ص: 307

(95)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: وَيْلَكَ

ص: 308

6159 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقالَ:«ارْكَبْهَا» . قالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْهَا» . قالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْهَا وَيْلَكَ» .

ص: 308

6160 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ

الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقالَ لَهُ:«ارْكَبْهَا» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قالَ: «ارْكَبْهَا وَيْلَكَ» . فَي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 308

6161 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

. وَأَيُّوبَ

(2)

، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ:

⦗ص: 309⦘

أَنْجَشَةُ

(3)

، يَحْدُو، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ

(4)

يَا أَنْجَشَةُ؛ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ».

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

بهامش (ب، ص): فتح الجيم في هذه والتي بعدها من الفرع. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «وَيْلَكَ» ، وعزاها في (ن) إلى رواية الحمويي فقط.

ص: 308

6162 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «وَيْلَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ -ثَلَاثًا- مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ» .

ص: 309

6163 -

حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالضَّحَّاكِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا

(1)

، فَقالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. قالَ: «وَيْلَكَ، مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟» فَقالَ عُمَرُ: ايْذَنْ لِي فَلِأَضْرِبْ

(2)

عُنُقَهُ، قالَ: «لَا، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ

(3)

إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ

(4)

إِلَى نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ

(5)

الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ

(6)

مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ».

قالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَاتَلَهُمْ،

⦗ص: 310⦘

فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فلِأَضْرِبَ» . وبهامش (ب، ص): كسر اللام من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «وَيُنْظَرُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وَيُنْظَرُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قَدْ سَبَقَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على خَيْرِ فِرْقَةٍ» .

ص: 309

6164 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قالَ: «وَيْحَكَ

(1)

». قالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قالَ:«أَعْتِقْ رَقَبَةً» . قالَ: مَا أَجِدُ

(2)

. قالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» . قالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قالَ: «فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» . قالَ: مَا أَجِدُ. فَأُتِيَ بِعَرَقٍ،

(3)

فَقالَ: «خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ» . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَلَى غَيْرِ أَهْلِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا بَيْنَ طُنُبَيِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ

(4)

مِنِّي. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، قالَ:«خُذْهُ»

(5)

.

تَابَعَهُ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:«وَيْلَكَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (و، ب، ص): «مَا أَجِدُهَا» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَفْقَرُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَقالَ: خُذْهُ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«ثُمَّ قالَ: أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ» .

ص: 310

6165 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ: حدَّثنا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، قالَ: حدَّثني ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أخبِرْنِي عَنِ الْهِجْرَةِ؟ فَقالَ:«وَيْحَكَ، إِنَّ شَأنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ:«فَهَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ

(1)

مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَمْ يَتِرْكَ» .

ص: 310

6166 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَبِي:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«وَيْلَكُمْ -أَوْ: وَيْحَكُمْ، قالَ شُعْبَةُ: شَكَّ هُوَ- لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

وَقالَ النَّضْرُ، عَنْ شُعْبَةَ:«وَيْحَكُمْ» .

وَقالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ:«وَيْلَكُمْ أَوْ: وَيْحَكُمْ» .

ص: 311

6167 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةً

(1)

؟ قالَ: «وَيْلَكَ، وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قالَ:«إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» . فَقُلْنَا

(2)

: وَنَحْنُ كَذَلِكَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا، فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي، فَقالَ: «إِنْ أُخِّرَ هَذَا، فَلَنْ يُدْرِكَهُ

(3)

الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».

وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ب، ص) بالرفع والنصب معًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقالُوا» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَلَمْ يُدْرِكْهُ» .

ص: 311

(96)

‌ بابُ عَلَامَةِ حُبِّ اللَّه

(1)

عز وجل

؛ لِقَوْلِهِ: {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عمران: 31]

ص: 311

6168 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» .

ص: 311

6169 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قالَ:

⦗ص: 312⦘

قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» .

تَابَعَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 311

6170 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ

(1)

، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ

وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قالَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» .

تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ» .

ص: 312

6171 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَتَّى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ

(1)

وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقالَ

(2)

: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَلَا صِيَامٍ» .

(2)

في (و، ب، ص): «قال» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 312

(97)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: اخْسَأْ

ص: 312

6172 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاِبْنِ صَائِدٍ

(1)

: «قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا

(2)

،

⦗ص: 313⦘

فَمَا هُوَ؟» قالَ: الدُّخُّ

(3)

. قالَ: «اخْسَأْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لاِبْنِ صَيَّادٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «خَبْأً» .

(3)

في (ب، ص): ضمُّ الخاء من الفرع. اهـ.

ص: 312

6173 -

6174 - 6175 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أخبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدَهُ

(1)

يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ:«أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. ثُمَّ قالَ ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ» . ثُمَّ قالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ: «مَاذَا تَرَى؟» قالَ: يَأتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خُلِّطَ

(2)

عَلَيْكَ الأَمْرُ». قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا

(3)

». قالَ: هُوَ الدُّخُّ. قالَ: «اخْسَأْ؛ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» . قالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ يَكُنْ هُوَ

(4)

لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ

(5)

فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ».

قالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ

(6)

، يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ -أَوْ: زَمْزَمَةٌ- فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقالَتْ لاِبْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافِ -وَهوَ اسْمُهُ- هَذَا مُحَمَّدٌ. فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ» .

⦗ص: 314⦘

قالَ سَالِمٌ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هوَ

أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقالَ: «إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ

(7)

قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي

(8)

سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ».

(9)

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَجَدُوْهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «خَبْأً» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنْ يَكُنْهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنْ لَمْ يَكُنْهُ» .

(6)

قوله: «الأنصاريُّ» ليست في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر: «أَنْذَرَهُ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَكِنْ» ، والذي في (ب، ص) أن رواية أبي ذر: «لكني» بلا واو.

(9)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: خَسَأْتُ الكَلْبَ: بَعَّدْتُهُ. {خَاسِئِينَ}: مُبْعَدِينَ» .

ص: 313

(98)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: مَرْحَبًا

(1)

وَقالَتْ عَائِشَةُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ عليها السلام: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» .

وَقالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئ

(3)

».

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مَرْحَبًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «جئتُ النَّبيَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَرْحَبًا يا أُمَّ هانِئ» .

ص: 314

6176 -

حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ، الَّذِينَ جَاؤُوا غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ

(1)

مُضَرُ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَانَا. فَقالَ: «أَرْبَعٌ وَأَرْبَعٌ: أَقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصَوْمُ

(2)

رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ.

⦗ص: 315⦘

وَلَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وصُومُوا» .

ص: 314

(99)

‌ بابٌ

(1)

: مَا يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ

(1)

في (ب، ص): «بابُ» .

ص: 315

6177 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْغَادِرُ

(1)

يُرْفَعُ

(2)

لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «إنَّ الغَادِرَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُنْصَبُ» .

ص: 315

6178 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» .

ص: 315

(100)

‌ بابٌ: لَا يَقُلْ: خَبُثَتْ نَفْسِي

ص: 315

6179 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي» .

ص: 315

6180 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ:

عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي» .

⦗ص: 316⦘

تَابَعَهُ عُقَيْلٌ

(1)

.

(1)

قوله: «تابعه عقيل» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 315

(101)

‌ بابٌ: لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ

ص: 316

6181 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قالَ:

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ» .

ص: 316

6182 -

حدَّثنا

(1)

عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حَدَّثَنَا

(2)

مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، وَلَا تَقُولُوا:

خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 316

(102)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ» .

وَقَدْ قالَ: «إِنَّمَا الْمُفْلِسُ الَّذِي يُفْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

كَقَوْلِهِ: «إِنَّمَا الصُّرَعَةُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» .

كَقَوْلِهِ: «لَا مُلْكَ إِلَّا لِلَّهِ

(1)

». فَوَصَفَهُ بِانْتِهَاءِ الْمُلْكِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُلُوكَ أيضًا فَقالَ:«{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} [النمل: 34]» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا مَلِكَ إلَّا اللهُ تعالى» . قال في الفتح: هو اللَّائق للسياق.

ص: 316

6183 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَيَقُولُونَ: الْكَرْمُ، إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ» .

ص: 316

(103)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: فَدَاكَ

(1)

أَبِي وَأُمِّي

فِيهِ الزُّبَيْرُ

(2)

.

(1)

لم تضبط الفاء في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): لم يضبط الفاء في اليونينية في هذه الترجمة والتي بعدها، ولا التي في متن الحديث، وضبطها في الفرع في هذه ومتن الحديث بفتح الفاء. اهـ

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .

ص: 317

6184 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حدَّثني سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفَدِّي

(1)

أَحَدًا غَيْرَ سَعْدٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:«ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . أَظُنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَفْدِي» .

ص: 317

(104)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ

وَقالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا.

ص: 317

6185 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَفِيَّةُ، مُرْدِفَهَا

(1)

عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا كَانُوا

(2)

بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَثَرَتِ

(3)

النَّاقَةُ، فَصُرِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ، وَأَنَّ أَبَا طَلْحَةَ -قالَ: أَحْسِبُ- اقْتَحَمَ عَنْ بَعِيرِهِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، هَلْ أَصَابَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قالَ:«لَا، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْمَرْأَةِ» . فَأَلْقَى

(4)

أَبُو طَلْحَةَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَصَدَ قَصْدَهَا

(5)

، فَأَلْقَى ثَوْبَهُ عَلَيْهَا، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَشَدَّ لَهُمَا عَلَى رَاحِلَتِهِمَا فَرَكِبَا، فَسَارُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ -أَوْ قالَ: أَشْرَفُوا عَلَى الْمَدِينَةِ-

⦗ص: 318⦘

قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» . فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «مُرْدِفُها» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانَ» .

(3)

بهامش (ب، ص): الثاء مضمومة في اليونينية.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَأَلْوَى» .

(5)

بهامش (ب، ص): صادُ «قصدها» مفتوحة في اليونينية.

ص: 317

(105)

‌ بابٌ: أَحَبُّ

(1)

الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عز وجل

(1)

في (ب، ص): «بابُ أحبِّ» .

ص: 318

6186 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقُلْنَا: لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا كَرَامَةَ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ» .

ص: 318

(106)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا

(1)

بِكُنْيَتِي».

قالَهُ

(2)

أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولا تُكْنُوْا» ، وضبط روايتهم في (و، ب، ص): «ولا تَكَنَّوْا» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال أنَسٌ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«فِيهِ أنَسٌ» .

ص: 318

6187 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ: حدَّثنا حُصَيْنٌ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ جَابِرٍ

رضي الله عنه قالَ: وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ، فَقَالُوا: لَا نَكْنِيهِ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(1)

بِكُنْيَتِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «ولا تَكنَّوْا» .

ص: 318

6188 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(1)

بِكُنْيَتِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «ولا تَكنَّوْا» .

ص: 318

6189 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:

(1)

وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ

(2)

الْقَاسِمَ، فَقَالُوا: لَا نَكْنِيكَ

⦗ص: 319⦘

بِأَبِي الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ

(3)

ذَلِكَ

(4)

، فَقالَ:«أَسْمِ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ» .

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَأَسْماهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَذَكَرُوا» .

(4)

زاد في رواية أبي ذر: «لَهُ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهي عندهما ثابتة في المتن.

ص: 318

(107)

‌ بابُ اسْمِ الْحَزْنِ

ص: 319

6190 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قالَ: حَزْنٌ، قالَ:«أَنْتَ سَهْلٌ» . قالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ

(1)

.

6190 م# حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَحْمُودٌ، قالَا: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بَعْدَهُ» .

ص: 319

(108)

‌ بابُ تَحْوِيلِ الاِسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ

ص: 319

6191 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ قالَ: أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلِدَ

(1)

، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ، فَلَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ، فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«أَيْنَ الصَّبِيُّ؟» فَقالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ

(2)

يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «مَا اسْمُهُ؟» قالَ: فُلَانٌ. قالَ: «وَلَكِنْ

(3)

أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ». فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ حِينَ وُلِدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَقْلَبْناهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «لكن» بدون واو.

ص: 319

6192 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ.

ص: 320

6193 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا

(1)

هِشَامٌ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، قالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَحَدَّثَنِي:

أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَا اسْمُكَ؟» قالَ: اسْمِي حَزْنٌ، قالَ:«بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ» . قالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 320

(109)

‌ بابُ مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ

وَقالَ أَنَسٌ: قَبَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِي ابْنَهُ

(1)

.

(1)

قوله: «وقال أنس

» إلى آخره ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 320

6194 -

حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ:

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ:

قُلْتُ لاِبْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.

(1)

بهامش (ب، ص): كذا «بن» في اليونينية من غير ألف. اهـ.

ص: 320

6195 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قالَ:

سَمِعْتُ الْبَرَاءَ قالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» .

ص: 320

6196 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ:

⦗ص: 321⦘

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ

(1)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(3)

بِكُنْيَتِي

(4)

، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ».

وَرَوَاهُ أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «بن عبد الله الأنصاري» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «تَكَنَّوْا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بكُنْوَتِي» ، وكتب فوقها (كذا).

ص: 320

6197 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا

(1)

بِكُنْيَتِي

(2)

، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ صُورَتِي

(3)

، وَمَنْ

(4)

كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «تَكَنَّوْا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِكُنْوَتِي» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في صُورَتِي» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَمَنْ» .

ص: 321

6198 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ. وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.

ص: 321

6199 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا زَائِدَةُ: حدَّثنا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ:

سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 321

(110)

‌ بابُ تَسْمِيَةِ الْوَلِيدِ

ص: 322

6200 -

أخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ

(1)

: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: لَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» .

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ» ، وقوله:«الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ» ليس في روايته.

(2)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصله فصحَّ.

ص: 322

(111)

‌ بابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفًا

وَقالَ أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قالَ لِي النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هِرٍ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «عنِ النَّبيِّ» .

(2)

وضع علامة التَّخفيف على الراء في اليونينيَّة.

ص: 322

6201 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَ

(1)

، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ». قلْتُ

(2)

: وَعَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قالَتْ: وَهوَ يَرَى مَا لَا نَرَى

(3)

.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عَائِشُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قالَتْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ما لا أَرَى» .

ص: 322

6202 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ

إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي الثَّقَلِ، وَأَنْجَشَةُ غُلَامُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسُوقُ بِهِنَّ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَنْجَشَ

(1)

، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَنْجَشُ» .

ص: 322

(112)

بابُ

(1)

الْكُنْيَةِ لِلصَّبِيِّ قَبْلَ

(2)

أَنْ يُولَدَ لِلرَّجُلِ

(3)

(1)

قوله: «باب» ثابت في رواية أبي ذر. (ب، ص)، وبهامشهما: هذا الباب مكتوب بالحمرة في اليونينية، وباقي أبوابها مكتوب بالسواد إلَّا ما نبِّه عليه. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَقَبْلَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ يَلِدَ الرَّجُلُ» .

ص: 323

6203 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلْقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ -قالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ

(1)

- وَكَانَ إِذَا جَاءَ قالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهوَ فِي بَيْتِنَا، فَيَأمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَطِيمًا» .

ص: 323

(113)

‌ بابُ التَّكَنِّي بِأَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى

ص: 323

6204 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، قالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ رضي الله عنه إِلَيْهِ لأَبُو تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى

(1)

بِهَا، وَمَا سَمَّاهُ أَبُو تُرَابٍ

(2)

إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ غَاضَبَ يَوْمًا فَاطِمَةَ فَخَرَجَ، فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ

(3)

، فَجَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُهُ

(4)

، فَقالَ: هُوَ ذَا مُضْطَجِعٌ فِي الْجِدَارِ. فَجَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَامْتَلأَ ظَهْرُهُ تُرَابًا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ:«اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ نَدْعُوَها» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«أنْ يُدْعاها» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلَى الجِدَارِ في المَسْجِدِ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«في جِدارِ المَسْجِدِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَبْتَغِيهِ» .

ص: 323

(114)

‌ بابُ أَبْغَضِ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ

ص: 324

6205 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «أَخْنَى

(2)

الأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ

(3)

الأَمْلَاكِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(2)

رسمت في جميع الأصول: «أخنا» بألف ممدودة، في رواية أبي ذر والمُستملي:«أَخْنَعُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «بِمَلِكِ» .

ص: 324

6206 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قالَ: «أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ -وَقالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَخْنَعُ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ- رَجُلٌ تَسَمَّى بِمَلِكِ الأَمْلَاكِ» . قالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ غَيْرُهُ: تَفْسِيرُهُ

(1)

شَاهَانْ شَاهْ

(2)

.

(1)

لفظة: «تفسيره» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

بهامش (ب، ص): سكون النون من الفرع. اهـ.

ص: 324

(115)

‌ بابُ كُنْيَةِ الْمُشْرِكِ

وَقالَ مِسْوَرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ» .

ص: 324

6207 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وحَدَّثَنَا

(1)

إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ

(2)

، وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي حَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى

مَرَّا بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا

⦗ص: 325⦘

فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ لَا أَحْسَنَ مِمَّا

(4)

تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا. فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا بِهِ

(5)

فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْفِضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا

(6)

، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قالَ أَبُو حُبَابٍ؟ -يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ- قالَ كَذَا وَكَذَا» . فَقالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ

(7)

، بِأَبِي أَنْتَ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ؛ فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ

(8)

عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ

(9)

، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ

(10)

بِذَلِكَ، فَذَلِكَ الَّذِي

(11)

فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} الآيَةَ [آل عمران: 186]. وَقالَ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البقرة: 109] فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهَا مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ، مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ

⦗ص: 326⦘

الْكُفَّارِ

(12)

وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ. فَبَايَعُوا

(13)

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ، فَأَسْلَمُوا

(14)

.

(1)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «وفي المَجْلِسِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا أُحْسِنُ ما» .

(5)

لفظة: «بهِ» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهي مهمشة في (ب، ص).

(6)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «سَكَنُوا» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَا رَسولَ اللهِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْبُحَيْرَةِ» .

(9)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِعِصَابَةٍ» .

(10)

بهامش (ب، ص): الراء ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها بالكسر من الفرع. اهـ.

(11)

لفظة: «الذي» ليست في (و، ب، ص)، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(12)

في (ب، ص): «من صناديد قريش» ، وضبَّب فيهما على لفظة:«قريش» ، وصححها في الهامش إلى:«الكفار» .

(13)

ضبطت في (ص) بكسر الياء، وأهمل ضبطها في (ب).

(14)

في رواية أبي ذر: «وَأَسْلِمُوا» ، وهذا يتناسب مع ضبط (ص) للفظة:«فبايِعوا» .

ص: 324

6208 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ:

عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ

وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قالَ: «نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» .

ص: 326

(116)

‌ بابٌ: الْمَعَارِيضُ

مَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ

وَقالَ إِسْحَاقُ: سَمِعْتُ أَنَسًا: مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَقالَ: كَيْفَ الْغُلَامُ؟ قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَدَأَ نَفَسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ

(1)

قَدِ اسْتَرَاحَ. وَظَنَّ أَنَّهَا صَادِقَةٌ.

(1)

لفظة: «يكون» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 326

6209 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَحَدَا الْحَادِي، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ، وَيْحَكَ بِالْقَوَارِيرِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «وَيْحَكَ القَوَارِيرَ» .

ص: 326

6210 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَيُّوبُ

(1)

عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ» . قالَ أَبُو قِلَابَةَ: يَعْنِي النِّسَاءَ.

(1)

هكذا في (ن) ونسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (و)، وفي (ب):«وأيوبَ» ، وفي (ص) بالضم والفتح معًا.

ص: 327

6211 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَادٍ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ؛ لَا تَكْسِرِ الْقَوَارِيرَ» . قالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ.

ص: 327

6212 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ، فَقالَ:«مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا» .

ص: 327

(117)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلشَّيْءِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَهوَ يَنْوِي أَنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ

(1)

ص: 327

6213 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ ابْنُ شِهَابٍ: أخبَرَني يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يَقُولُ:

قالَتْ عَائِشَةُ: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ، فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَيْسُوا بِشَيْءٍ» . قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟ فَقالَ

⦗ص: 328⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا

(2)

أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ كَذْبَةٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (و، ب، ص): «فِيهَا» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 327

(118)

‌ بابُ رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ،

وَقَوْلُهُ

(1)

تَعَالَى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ} [الغاشية: 17 - 18].

وَقالَ أَيُّوبُ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ إِلَى السَّمَاءِ

(2)

.

(1)

هكذا ضبطت في (و)، وأهمل ضبطها في باقي الأصول.

(2)

قوله: «وقال أيوب

» إلى آخره ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 328

6214 -

حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ

(1)

: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ:

أخبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ

فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ» .

ص: 328

6215 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ

(1)

، أَوْ بَعْضُهُ

(2)

، قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَرَأَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

(3)

وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آل عمران: 190].

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الأَخِيرُ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

ص: 328

(119)

‌ بابُ نَكْتِ الْعُودِ

(1)

فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ مَنْ نَكَتَ العُودَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 329

6216 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبُو عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ

(1)

وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «افْتَحْ

(2)

وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ». فَذَهَبْتُ فَإِذَا

(3)

أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقالَ:«افْتَحْ له وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَإِذَا عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقالَ: «افْتَحْ

(4)

وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ» أَوْ:«تَكُونُ» . فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ

(5)

، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَأَخْبَرْتُهُ

(6)

بِالَّذِي قالَ، قالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الْماءِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «هُوَ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «فَقُمْتُ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وَأَخْبَرْتُهُ» .

ص: 329

(120)

‌ بابُ الرَّجُلِ يَنْكُتُ الشَّيْءَ بِيَدِهِ فِي الأَرْضِ

ص: 329

6217 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ الأَرْضَ

(2)

بِعُودٍ، فَقالَ:«لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ» . فَقَالُوا: أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} الآيَةَ [الليل: 5]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «في الأَرْضِ» .

ص: 329

(121)

‌ بابُ التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ

(1)

عِنْدَ التَّعَجُّبِ

(1)

قوله: «التسبيح» مُضَبَّبٌ عليه في رواية كريمة.

ص: 330

6218 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ

(1)

؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَر -يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ- حَتَّى يُصَلِّينَ؟ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا، عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ».

وَقالَ ابْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ قالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قالَ: «لَا» . قلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ!

(1)

في رواية أبي ذر: «منَ الْفتْنَةِ» .

ص: 330

6219 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ:

أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ

زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَتْهُ: أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ، وَهوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ، فِي الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ، الَّذِي عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَفَذَا، فَقالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَلَى رِسْلِكُمَا؛ إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» . فقالَا

(1)

: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا

(2)

، قالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ

(3)

مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا

(4)

».

(5)

(1)

في (ب، ص): «قالا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «ما قَالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يَبْلُغُ مِنَ الْإِنْسانِ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الحادي والثلاثين. اهـ

ص: 330

(122)

‌ بابُ النَّهْيِ عَنِ الْخَذْفِ

ص: 331

6220 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ الأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ، وَقالَ: «إِنَّهُ لَا يَقْتُلُ الصَّيْدَ، وَلَا يَنْكَأُ

(1)

الْعَدُوَّ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولا يَنْكِي» . وبهامش اليونينية: قال القاضي عياض في مشارقه: قوله: «لا ينكأ العدوَّ» كذا الرواية، بفتح الكاف مهموزُ الآخر، وهي لغة والأشهر:«ينكي» في هذا، ومعناه المبالغة في أذاه. اهـ

ص: 331

(123)

‌ بابُ الْحَمْدِ لِلْعَاطِسِ

ص: 331

6221 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ

(1)

، فَقِيلَ لَهُ، فَقالَ: «هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «فَسَمَّتَ أَحَدَهُمَا ولَمْ يُسَمِّتِ الآخَرَ» ، وبهامش اليونينية: بالسين المهملة في كل موضع عند الحَمُّويي، قاله أبو ذر. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمْ يَحْمَدْهُ» .

ص: 331

(124)

‌ بابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «فيه أبو هريرة» ، وحديث أبي هريرة أخرجه في الباب التالي، وانظر الفتح: 10/ 739 فيحاء.

ص: 331

6222 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ

(1)

بْنِ سُلَيْمٍ، قالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ،

⦗ص: 332⦘

وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ

(2)

، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ

(3)

، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ -أَوْ قالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ- وَعَنْ لُبْسِ

(4)

الْحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالسُّنْدُسِ

(5)

، وَالْمَيَاثِرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عن أشْعَثَ» .

(2)

في (ب، ص): «الجِنازة» ، وبهامشهما: كسر جيم «الجنازة» من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «القَسَمِ» .

(4)

لفظة: «لُبْسِ» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

قوله: «والسندس» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 331

(125)

‌ بابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْعُطَاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ التَّثَاوُبِ

ص: 332

(126)

‌ بابٌ: إِذَا عَطَسَ كَيْفَ يُشَمَّتُ؟

ص: 332

6224 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ

أَبِي سَلَمَةَ: أخبَرَنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ -أَوْ: صَاحِبُهُ-: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 332

(127)

‌ بابٌ

(1)

: لَا يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ إِذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 333

6225 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَمَّتَّ

(1)

هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي

(2)

؟ قالَ: «إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ» .

(1)

لم يضبط الميم في كل الأصول، وبهامش (ب، ص): ميم «شمت» ليست مشدَّدة في اليونينية.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 333

(128)

‌ بابٌ: إِذَا تَثَاوبَ

(1)

فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إذا تَثاءَبَ» .

ص: 333

6226 -

حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ

(1)

مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَلْيَرُدُّهُ» .

ص: 333

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الاسْتِئْذَانِ

ص: 335

(1)

بابُ بَدْو

(1)

السَّلَامِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بَدْءِ» .

ص: 335

6227 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ

(1)

قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ

(2)

مِنَ الْمَلَائِكَةِ، جُلُوسٍ، فَاسْتَمِعْ

(3)

مَا يُحَيُّونَكَ؛ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ

(4)

وَرَحْمَةُ

(5)

اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ

(6)

الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ

(7)

حَتَّى الآنَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة لفظ الجلالة.

(2)

كتبت: «النَّفر» في (ب، ص) بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«على أُولئِكَ: نَفَرٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فاسْمَعْ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «علَيْكَ السلامُ» .

(5)

رسمت التاء في رواية أبي ذر بالمبسوطة، في هذا الموضع والآتي.

(6)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «يَعْنِي» .

(7)

لفظة: «بعد» ليست في (ن)، وضرب عليها في نسخة القرشي بالحمرة.

ص: 335

(2)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا

غَيْرَ بُيُوتِكُمْ

(1)

حَتَّى تَسْتَأنِسُوا

(2)

وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا

(3)

ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤذَنَ

(4)

لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. لَّيْسَ

عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [النور: 27 - 29]

وَقالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نِسَاءَ الْعَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُؤُوسَهُنَّ؟ قالَ: اصْرِفْ بَصَرَكَ، قَوْلُ اللَّهِ

(5)

عز وجل

(6)

: {قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30].

وَقالَ قَتَادَةُ: عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُمْ، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31].

{خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19]: مِنَ النَّظَرِ

(7)

إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ

(8)

.

وَقالَ الزُّهْرِيُّ فِي النَّظَرِ إِلَى الَّتِي لَمْ يَحِضْنَ

(9)

مِنَ النِّسَاءِ

(10)

: لَا يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُنَّ، مِمَّنْ يُشْتَهَى النَّظَرُ إِلَيْهِ

(11)

، وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً.

وَكَرِهَ عَطَاءٌ النَّظَرَ إِلَى الْجَوَارِي يُبَعْنَ

(12)

بِمَكَّةَ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَشْتَرِيَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِهِ: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} إلى قوله: {وَمَا تَكْتُمُونَ}» بدل إتمام الآيات.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخُلفٍ عنه.

(3)

من قوله: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ} إلى قوله: {فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} ليس في رواية الأصيلي. (ب، ص)

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخُلفٍ عنه.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يقولُ اللهُ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «تعالى» .

(7)

في رواية أبي ذر: «النظرُ» ، ولفظة «مِن» ليست عنده.

(8)

بهامش اليونينية دون رقْم: «نَهَى اللهُ عنهُ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في (و، ب، ص): «تَحِضْ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى ما لا يَحِلُّ مِنَ النِّساءِ» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَيْهِنَّ» .

(12)

في رواية أبي ذر: «الَّتِي يُبَعْنَ» .

ص: 336

6228 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ:

أخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ رَاحِلَتِهِ، وَكَانَ الْفَضْلُ رَجُلًا وَضِيئًا، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الْفَضْلِ، فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قالَ:«نَعَمْ» .

ص: 337

6229 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا أَبُو عَامِرٍ: حدَّثنا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ

(2)

». فَقالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقالَ: «إِذْ

(3)

أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ». قالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الطُّرُقاتِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإِذَا» .

ص: 337

(3)

‌ بابٌ: السَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى:

{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا

(1)

} [النساء: 86]

(1)

قوله: «{أَوْ رُدُّوهَا}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 337

6230 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ

⦗ص: 338⦘

عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ

(1)

، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقالَ:

«إِنَّ اللَّهَ هوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ -فَإِنَّهُ إِذَا قالَ ذَلِكَ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ

(2)

بَعْدُ مِنَ الْكَلَامِ مَا شَاءَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «وفُلانٍ» .

(2)

في (ب): «يَتَخَيَّرْ» ، وبهامشها: كذا مجزومٌ في اليونينية، وفي الفرع مرفوع. اهـ. وضُبطت في (ص) بالضبطين.

ص: 337

(4)

‌ بابُ تَسْلِيمِ الْقَلِيلِ عَلَى الْكَثِيرِ

ص: 338

6231 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ

(1)

: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» .

(1)

قوله: «أبو الحسن» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 338

(5)

‌ بابُ تسْلِيمِ الرَّاكِبِ

(1)

عَلَى الْمَاشِي

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابٌ: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ» .

ص: 338

6232 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ

(1)

: أخبَرَنا مَخْلَدٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنِي زِيَادٌ: أَنَّهُ سَمِعَ ثَابِتًا مَوْلَى ابْنِ زَيْدٍ

(2)

:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ سَلامٍ» بتخفيف اللام من «سلام» ووضع علامة التَّخفيف عليها.

(2)

بهامش اليونينية دون رقْم: «عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زيد» . كتبت بالحمرة.

ص: 338

(6)

‌ بابُ تسْلِيمِ

(1)

الْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: يُسَلِّمُ» .

ص: 339

6233 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: أخبَرَنِي زِيَادٌ: أَنَّ ثَابِتًا أخبَرَهُ، وَهوَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 339

(7)

‌ بابُ تسْلِيمِ الصَّغِيرِ

(1)

عَلَى الْكَبِيرِ

(1)

لفظ: «باب» ليس في (و)، ولا في نسخة البقاعي، وبهامش (ب، ص): هذا الباب بالحمرة في اليونينية، وعليه ضمة واحدة، وفي الفرع ضمتان، وهو الموافق لرواية أبي ذر. اهـ. وفي رواية أبي ذر:«بابٌ: يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ» .

ص: 339

6234 -

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ

(1)

، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ طَهْمانَ» .

ص: 339

(8)

‌ بابُ

(1)

إِفْشَاءِ السَّلَامِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 339

6235 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(1)

رضي الله عنهما قالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصْرِ الضَّعِيفِ، وَعَوْنِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ. وَنَهَى

(3)

عَنِ الشُّرْبِ فِي الْفِضَّةِ، وَنَهَانَا

(4)

عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ رُكُوبِ الْمَيَاثِرِ، وَعَنْ

⦗ص: 340⦘

لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْقَسِّيِّ

(5)

وَالإِسْتَبْرَقِ.

(1)

قوله: «بن عازب» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «ونَهَى» .

(5)

في (ب، ص): «والقَسِيِّ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية السين ليست مشدَّدة. اهـ.

ص: 339

(9)

‌ بابُ السَّلَامِ لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمَعْرِفَةِ

ص: 340

6236 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ

وَعَلَى

(1)

مَنْ لَمْ تَعْرِفْ».

(1)

لفظة: «على» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 340

6237 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» . وَذَكَرَ سُفْيَانُ: أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

ص: 340

(10)

‌ بابُ آيَةِ

(1)

الْحِجَابِ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَامَةِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 340

6238 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَخَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا حَيَاتَهُ، وَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ، وَقَدْ كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عَنْهُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِزَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

جَحْشٍ، أَصْبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِهَا عَرُوسًا، فَدَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا، وَبَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَطَالُوا الْمُكْثَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ كَيْ يَخْرُجُوا،

⦗ص: 341⦘

فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَشَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَتَفَرَّقُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم وَرَجَعْتُ مَعَهُ، حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَظَنَّ أَنْ قَدْ خَرَجُوا، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ، فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا، فَأُنْزِلَ آيَةُ

(4)

الْحِجَابِ، فَضَرَبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْرًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» .

(4)

لفظة: «آية» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية غيره:«فأُنزلَ الحجابُ» .

ص: 340

6239 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: قالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو مِجْلَزٍ

(1)

:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ، دَخَلَ الْقَوْمُ فَطَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى

(2)

قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مِنَ الْقَوْمِ وَقَعَدَ بَقِيَّةُ الْقَوْمِ، وَأَنَّ

(3)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَدْخُلَ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا فَانْطَلَقُوا، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآيَةَ

(4)

[الأحزاب: 53].

(1)

بهامش اليونينية: حاشية: لاحق بن حميد. اهـ. كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية الأصيلي زيادة: «ذَلِكَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها، وكتب بهامش (ب، ص): كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبو عبد الله: فِيه منَ الفِقْهِ أنَّه لم يَسْتَأذِنْهُمْ حينَ قامَ وخَرجَ، وفيهِ أنَّه تَهيَّأ لِلْقيامِ وهوَ يُريدُ أنْ يَقومُوا» . كتبت بالحمرة.

ص: 341

6240 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَعْقُوبُ

(2)

: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي

⦗ص: 342⦘

عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

قالَتْ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: احْجُبْ نِسَاءَكَ. قالَتْ: فَلَمْ يَفْعَلْ، وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم يَخْرُجْنَ لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، خَرَجَتْ

(4)

سَوْدَةُ بِنْتُ زَمعَةَ

(5)

، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهوَ فِي الْمَجْلِسِ، فَقالَ: عَرَفْتُكِ

(6)

يَا سَوْدَةُ. حِرْصًا عَلَى أَنْ يُنْزَلَ الْحِجَابُ، قالَتْ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل آيَةَ

(7)

الْحِجَابِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ إبْراهِيمَ» .

(3)

قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «فَخَرَجَتْ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بإسكان الميم وفتحها، وفي رواية أبي ذر بفتح الميم (ص)، وهو موافق لما في السلطانية.

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَرَفْناكِ» .

(7)

لفظة: «آيةَ» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 341

(11)

‌ بابٌ: الاِسْتِئذَانُ

(1)

مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ

(1)

في (ب، ص) بالقطع والإضافة معًا، وبهامش (ص): كان في اليونينية «بابُ» مضافًا إلى «الاستئذانِ» ، ثمَّ زيدت ضمَّة أخرى على الباء، وضمَّة على نون الاستئذان كما ترى من غير علامة. اهـ.

ص: 342

6241 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ الزُّهْرِيُّ: حَفِظْتُهُ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ

(2)

رَأسَهُ، فَقالَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُ

(3)

، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ؛ إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في حُجْرَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بها» .

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا. (ب، ص)

ص: 342

6242 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْر:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ -أَوْ: بِمَشَاقِصَ- فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعُنَهُ.

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 343

(12)

‌ بابُ زِنَا الْجَوَارِحِ دُونَ الْفَرْجِ

ص: 343

6243 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ

(1)

: لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشْبَهَ

(2)

بِاللَّمَمِ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

حَدَّثَنِي

(3)

مَحْمُودٌ: أخبَرَنا

(4)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ:

مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ

(5)

بِاللَّمَمِ مِمَّا قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ

(6)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ

(7)

النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ

(8)

، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى

(9)

وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ

(10)

».

(1)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في (ب، و): «أشبهُ» ، وأهمل ضبطها في (ن).

(3)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(4)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(5)

في (ب): «أشبهُ» ، وأهمل ضبطها في (ن).

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ قَوْلِ أبي هريرة» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «العَيْنَيْنِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النُّطْقُ» .

(9)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَتَمَنَّى» .

(10)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوْ يُكَذِّبُهُ» .

ص: 343

(13)

‌ بابُ التَّسْلِيمِ وَالاِسْتِئْذَانِ ثَلَاثًا

ص: 343

6244 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا

(1)

عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

⦗ص: 344⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 343

6245 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ فَقالَ: اسْتَأذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، فَقالَ

(1)

: مَا مَنَعَكَ؟ قُلْتُ: اسْتَأذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ، وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا اسْتَأذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ» . فَقالَ: وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ

(2)

، أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

(3)

:

وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَكُنْتُ

(4)

أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ ذَلِكَ.

وَقالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أخبَرَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثني يَزِيدُ

(5)

، عَنْ بُسْرٍ

(6)

: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ

(7)

بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بَيِّنَةً» .

(3)

قوله: «بن كعب» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «وكُنْتُ» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ خُصَيْفَةَ» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سَعِيدٍ» .

(7)

في (ن): «أبا ثورٍ» . وضرب على لفظة (ثور) بخط متأخر، وكتب بهامشها: الصواب أبا سعيد.

ص: 344

(14)

‌ بابٌ: إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ يَسْتَأذِنُ؟

قالَ

(1)

سَعِيدٌ

(2)

، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«هوَ إِذْنُهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شُعْبَةُ» . قال في الفتح: والأول هو المحفوظ.

ص: 344

6246 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ -وَحَدَّثَنَا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ-: أخبَرَنا مُجَاهِدٌ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقالَ:«أَبَا هِرٍّ، الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ إِلَيَّ» . قالَ: فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأذَنُوا، فَأُذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

ص: 345

(15)

‌ بابُ

(1)

التَّسْلِيمِ عَلَى الصِّبْيَانِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 345

6247 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقالَ: كَانَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال: وكانَ» .

ص: 345

(16)

‌ بابُ تَسْلِيمِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ، وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ

ص: 345

6248 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلٍ قالَ: كُنَّا نَفْرَحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

(1)

، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قالَ: كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ، تُرْسِلُ إِلَى بُضَاعَةَ -قالَ ابْنُ مَسْلَمَةَ: نَخْلٍ

(2)

بِالْمَدِينَةِ- فَتَأخُذُ مِنْ أُصُولِ السِّلْقِ، فَتَطْرَحُهُ فِي قِدْرٍ

(3)

، وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ انْصَرَفْنَا، ونُسَلِّمُ

(4)

عَلَيْهَا فَتُقَدِّمُهُ إِلَيْنَا، فَنَفْرَحُ مِنْ أَجْلِهِ، وَمَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِيَوْمِ الجُمُعَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «نَخْلٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في القِدْرِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «نُسَلِّم» بدون الواو.

ص: 345

6249 -

حدَّثنا ابْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» . قالَتْ: قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ

(1)

اللَّهِ، تَرَى مَا لَا نَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

تَابَعَهُ شُعَيْبٌ.

وَقالَ يُونُسُ وَالنُّعْمَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَبَرَكَاتُهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ورحمتُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 346

(17)

‌ بابٌ

(1)

: إِذَا قالَ: مَنْ ذَا؟ فَقالَ: أَنَا

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا بالحمرة)

ص: 346

6250 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

(2)

:

سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه

(3)

يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَدَقَقْتُ

(4)

الْبَابَ، فَقالَ:«مَنْ ذَا؟» فَقُلْتُ: أَنَا. فَقالَ: «أَنَا أَنَا» . كَأَنَّهُ كَرِهَهَا.

(1)

في (ب، ص): «حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ» وهو وهم محضٌ.

(2)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «جابرَ بنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَدَفَعْتُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 346

(18)

‌ بابُ مَنْ رَدَّ فَقالَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ

وَقالَتْ عَائِشَةُ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

وَقالَ النَّبِيُّ

صلى الله عليه وسلم: «رَدَّ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ: السَّلَامُ

(1)

عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ».

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 346

6251 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

⦗ص: 347⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» . فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقالَ:«وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» . فَقالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا» .

وَقالَ أَبُو أُسَامَةَ فِي الأَخِيرِ: «حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا» .

ص: 346

6252 -

حدَّثنا ابْنُ بَشَّارٍ، قالَ: حدَّثني يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا» .

ص: 347

(19)

‌ بابٌ: إِذَا قالَ: فُلَانٌ يُقْرِئُكَ

(1)

السَّلَامَ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَقْرَأُ عَلَيْكَ» .

ص: 347

6253 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا

(1)

: سَمِعْتُ عَامِرًا، يَقُولُ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهَا: «إِنَّ جِبْرِيلَ يُقْرِئُكِ

(2)

السَّلَامَ». قالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية كريمة وأبي ذر: «يَقْرَأُ عَلَيْكِ» .

ص: 347

(20)

‌ بابُ التَّسْلِيمِ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ

ص: 348

6254 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قالَ:

أخبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ حِمَارًا، عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَهوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ

(1)

إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قالَ ابْنُ رَوَاحَةَ

(2)

: اغْشَنَا

فِي مَجَالِسِنَا؛ فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُخْفِضُهُمْ

(3)

، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقالَ: «أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا

(4)

قالَ أَبُو حُبَابٍ؟ -يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ أُبَيٍّ- قالَ كَذَا وَكَذَا». قالَ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاصْفَحْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ

(5)

عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ، فَيُعْصِبُونَهُ

(6)

بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ

(7)

فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

الواو ليست في وراية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي.

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قال عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ» .

(3)

أهمل الضبط في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية، وضبطه في الفرع بالتشديد. اهـ. زاد في (ب): وكذا هو بالتشديد في اليونينية في سورة آل عمران. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «إلَى ما» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «البُحَيْرَةِ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «فَيُعْصِبُوهُ» . وبهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية بسكون العين، ومقتضاه أنَّه مخفَّف. اهـ. زاد في (ب): وضبطه في الفرع بالتشديد كالذي في الهامش. اهـ. قلنا: ضبط رواية أبي ذر في (ب): «فَيُعَصِّبُوهُ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 348

(21)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ ذَنْبًا،

وَلَمْ يَرُدَّ سَلَامَهُ، حَتَّى تَتَبَيَّنَ تَوْبَتُهُ، وَإِلَى مَتَى تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ الْعَاصِي؟

وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لَا تُسَلِّمُوا عَلَى شَرَبَةِ الْخَمْرِ.

ص: 349

6255 -

حدَّثنا ابْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ: وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلَامِنَا، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ أَمْ لَا؟ حَتَّى كَمَلَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً، وَآذَنَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى الْفَجْرَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ كَعْبٍ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأَذِنَ» .

ص: 349

(22)

‌ بابٌ: كَيْفَ يُرَدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ السَّلَامُ؟

(1)

ص: 349

6256 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ» .

ص: 349

6257 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ الْيَهُودُ، فَإِنَّمَا يَقُولُ

⦗ص: 350⦘

أَحَدُهُمُ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْ: وَعَلَيْكَ».

ص: 349

6258 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» .

ص: 350

(23)

‌ بابُ مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ مَنْ يُحْذَرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِيَسْتَبِينَ أَمْرُهُ

ص: 350

6259 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ: حدَّثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قالَ: حدَّثني حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ

السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقالَ:«انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ؛ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ» . قالَ: فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهَا حَيْثُ قالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: قُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا فَمَا وَجَدْنَا شَيْئًا، قالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى كِتَابًا. قالَ: قُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُ مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لأُجَرِّدَنَّكِ. قالَ: فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ مِنِّي أَهْوَتْ بِيَدِهَا إِلَى حُجْزَتِهَا، وَهيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ، فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ، قالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَا حَمَلَكَ يَا حَاطِبُ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟» قالَ: مَا بِي إِلَّا أَنْ أَكُونَ

(1)

مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَا غَيَّرْتُ وَلَا بَدَّلْتُ، أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ هُنَاكَ إِلَّا وَلَهُ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. قالَ:«صَدَقَ، فَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَّا خَيْرًا» . قالَ: فَقالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِي فَأَضْرِبَ

(2)

عُنُقَهُ. قالَ: فَقالَ: «يَا عُمَرُ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ؛

⦗ص: 351⦘

فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ». قالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا بِي أنْ لا أكُونَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَضْرِبْ» .

ص: 350

(24)

‌ بابٌ: كَيْفَ يُكْتَبُ الْكِتَابُ

(1)

إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ؟

(1)

لفظة: «الكتاب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 351

6260 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أخبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّامِ، فَأَتَوْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُرِئَ، فَإِذَا فِيهِ:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ» .

ص: 351

(25)

‌ بابٌ: بِمَنْ يُبْدَأُ

(1)

فِي الْكِتَابِ؟

(1)

في (و): «يَبْدأ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 351

6261 -

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ، وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ.

وَقالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ

(1)

: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نَجَرَ

(2)

خَشَبَةً، فَجَعَلَ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ صَحِيفَة: مِنْ

فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نَقَرَ» .

ص: 351

(26)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»

ص: 351

6262 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ:

⦗ص: 352⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَجَاءَ، فَقالَ:«قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» . أَوْ قالَ: «خَيْرِكُمْ» . فَقَعَدَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «إنَّ

(1)

هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ». قالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، فَقالَ:«لَقَدْ حَكَمْتَ بِمَا حَكَمَ بِهِ الْمَلِكُ» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَفْهَمَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، مِنْ قَوْلِ أَبِي سَعِيدٍ: إِلَى «حُكْمِكَ» .

(1)

لفظة: «إنَّ» ليست في (و، ب، ص)، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 351

(27)

‌ بابُ الْمُصَافَحَةِ

وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّدَ، وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ

(1)

.

وَقالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي.

(1)

قول ابن مسعود ليس في رواية أبي ذر.

ص: 352

6263 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ:

قُلْتُ لأَنَسٍ: أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ.

ص: 352

6264 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي حَيْوَةُ، قالَ: حدَّثني أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ:

سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

ص: 352

(28)

‌ بابُ الأَخْذِ بِالْيَدَيْنِ

(1)

وَصَافَحَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ابْنَ الْمُبَارَكِ بِيَدَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بالْيَدِ» .

ص: 352

6265 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَيْفٌ، قالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ أَبُو مَعْمَرٍ، قالَ:

⦗ص: 353⦘

سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ

(2)

، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ». وَهوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلَامُ -يَعْنِي- عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «والصَّلواتُ الطَّيباتُ» .

ص: 352

(29)

‌ بابُ الْمُعَانَقَةِ وَقَوْلِ

(1)

الرَّجُلِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟

(1)

هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«بابُ قولِ الرَّجُلِ» دون لفظ: «المعانقة» .

ص: 353

6266 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ: حدَّثني أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ عَلِيًّا -يَعْنِي: ابْنَ أَبِي طَالِبٍ- خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

حَدَّثَنَا

(2)

أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِي فِيهِ، فَقالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ فَقالَ: أَلَا تَرَاهُ؟! أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ الثَّلَاثِ

(3)

عَبْدُ الْعَصَا، وَاللَّهِ إِنِّي لأُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، وَإِنِّي لأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَسْأَلُهُ

(4)

: فِيمَنْ يَكُونُ الأَمْرُ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا. قالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئْنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 354⦘

فَيَمْنَعُنَا

(5)

لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا.

(1)

من قوله: «قال: أخبَرَنِي عبد الله» إلى قوله: «مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر. (لا إلى بالحمرة)

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» ، والواو كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «بَعْدَ ثَلاثٍ» .

(4)

ضُبطت في (ص، ق): «فَنَسْأَلَهُ» ، وأهمل ضبطها في (و).

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فَمَنَعنَا» ، ورواية أبي ذر عن المُستملي:«فَمَنَعنَاهَا» . وفي (ب، ص) أنَّ «فَمَنَعنَا» رواية أبي ذر، و «فَمَنَعنَاهَا» هي رواية أبي ذر عن الحمويي والمستملي. اهـ.

ص: 353

(30)

‌ بابُ مَنْ أَجَابَ بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ

ص: 354

6267 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ:

عَنْ مُعَاذٍ قالَ: أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ قالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا:«هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» قُلْتُ: لا. قالَ: «حَقُّ اللهِ علَى الْعِبادِ

(1)

أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا». ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقالَ:«يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قالَ:«هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مُعَاذٍ بِهَذَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وقوله:«قُلْتُ: لا، قالَ: حَقُّ اللهِ علَى الْعِبادِ» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا. (ن).

ص: 354

6268 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ:

حَدَّثَنَا وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ قال: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً، اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ

(1)

فَقالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا، يَأتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ -أَوْ: ثَلَاثٌ- عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا أَرْصُدُهُ

(2)

لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا». وَأَرَانَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ:«يَا أَبَا ذَرٍّ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قالَ هَكَذَا وَهَكَذَا

(3)

». ثُمَّ قالَ لِي: «مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ يَا أَبَا ذَرٍّ حَتَّى أَرْجِعَ» . فَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَخَشِيتُ

(4)

أَنْ يَكُونَ عُرِضَ

(5)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ،

⦗ص: 355⦘

ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَبْرَحْ» . فَمَكُثْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْتُ صَوْتًا خَشِيتُ

(6)

أَنْ يَكُونَ عُرِضَ

(7)

لَكَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَكَ فَقُمْتُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ذَاكَ جِبْرِيلُ، أَتَانِي فَأخبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ:

«وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ» . قُلْتُ لِزَيْدٍ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقالَ: أَشْهَدُ لَحَدَّثَنِيهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ.

قالَ الأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ نَحْوَهُ.

وَقالَ أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ:«يَمْكُثُ عِنْدِي فَوْقَ ثَلَاثٍ» .

(1)

في رواية الأصيلي: «اسْتَقْبَلْنا أُحُدًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «دينارًا إِلَّا أُرْصِدُهُ» ، وضبط روايته في (ب، ص): «دِينَارٌ إِلَّا دينارًا أُرْصِدُهُ» ، وفي رواية الأصيلي:«دِينَارٌ لَا أُرْصِدُهُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فَتَخَوَّفْتُ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «حَسِبْتُ» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية المُستملي، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 354

(31)

‌ بابٌ: لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ

ص: 355

6269 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» .

ص: 355

(32)

بابٌ: {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجْلِسِ

(1)

فَافْسَحُوا

يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشِزُوا فَانْشِزُوا} الآيَةَ

(2)

[المجادلة: 11].

(1)

بالإفراد على قراءة الجمهور غير عاصم.

(2)

من قوله: «{يَفْسَحِ اللَّهُ}» إلى قوله: «الآية» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 355

6270 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يُجْلِسَ

(1)

مَكَانَهُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 355

(33)

‌ بابُ مَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ أَوْ بَيْتِهِ وَلَمْ يَسْتَأذِنْ أَصْحَابَهُ،

أَوْ تَهَيَّأَ لِلْقِيَامِ لِيَقُومَ النَّاسُ

ص: 356

6271 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

جَحْشٍ دَعَا النَّاسَ

(2)

، طَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، قالَ: فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مَعَهُ مِنَ النَّاسِ وَبَقِيَ ثَلَاثَةٌ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ لِيَدْخُلَ فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ أَنَّهُمْ

(3)

قَامُوا فَانْطَلَقُوا، قالَ: فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَرْخَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ

(4)

لَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53].

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

هكذا في (ب، ص) بفتح الهمزة، وبهامشهما: كذا في اليونينية، وفي الفرع الهمزة مكسورة؛ وهو الموافق لما سبق في آية الحجاب. ا هـ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 356

(34)

‌ بابُ الاِحْتِبَاءِ بِالْيَدِ، وَهوَ

(1)

الْقُرْفُصَاءُ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهِيَ» .

ص: 356

6272 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ: أخبَرَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ هَكَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 356

(35)

‌ بابُ مَنِ اتَّكَأَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ

(1)

قالَ خَبَّابٌ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً

(2)

، قُلْتُ: أَلَا تَدْعُو اللَّهَ؟ فَقَعَدَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِبُرْدَةٍ» ، وضبطها في (ب، ص): «ببردِهِ» .

ص: 356

6273 -

6274 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ

بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟». قالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» .

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرٌ مِثْلَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقالَ:«أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ» . فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.

ص: 357

(36)

بابُ مَنْ أَسْرَعَ فِي مِشْيتِهِ

(1)

لِحَاجَةٍ أَوْ قَصْدٍ

(1)

في (و، ب، ص): «مَشيه» ، والمثبت موافق لما في نسختي البقاعيِّ والقرشيِّ.

ص: 357

6275 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ قالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَأَسْرَعَ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ.

ص: 357

(37)

‌ بابُ السَّرِيرِ

ص: 357

6276 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَسطَ

(1)

السَّرِيرِ، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ،

(2)

تَكُونُ لِيَ الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَقُومَ فَأَسْتَقْبِلَهُ، فَأَنْسَلُّ انْسِلَالًا.

(1)

بفتح السين وإسكانها، وفي (و) بفتح السين فقط، وفي (ن، ب، ص) مهملة الضبط، وضبطها بالضبطين في نسخة البقاعيِّ، وبهامش (ب، ص): ليست السين مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 357

(38)

‌ بابُ مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسَادَةٌ

ص: 357

6277 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدٌ -وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا خَالِدٌ- عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قالَ:

أخبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ، قالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثَنَا: أَنَّ

⦗ص: 358⦘

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقالَ لِي:«أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «خَمْسًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «سَبْعًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «تِسْعًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «إِحْدَى عَشْرَةَ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ، شَطْرَ الدَّهْرِ: صِيَامُ يَوْمٍ، وَإِفْطَارُ يَوْمٍ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «صِيامَ يَوْمٍ وإفْطارَ يَوْمٍ» .

ص: 357

6278 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا يَزِيدُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ.

حَدَّثَنَا

(2)

أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

(3)

، قالَ:

ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّامِ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا،

(4)

فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي

(5)

لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ؟ -يَعْنِي حُذَيْفَةَ- أَلَيْسَ فِيكُمْ -أَوْ: كَانَ فِيكُمُ- الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْطَانِ؟ -يَعْنِي عَمَّارًا- أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ

(6)

؟ -يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ- كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1]. قالَ

(7)

: {وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]. فَقالَ: مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي

(8)

، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

(3)

من قوله: «عن علقمة» إلى قوله: «عن إبراهيم» رمز عليه بعلامة (من

إلى)، وهو مهمَّش في (ب، ص)، وبهامش اليونينية: قال أبو ذر: زايد هذا. يعني الذي أعلمت عليه: «من

إلى». ا هـ

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في (و، ب، ص) زيادة: «كَانَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والوِسادةِ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر: «يُشَكِّكُونَنِي» .

ص: 358

(39)

‌ بابُ

(1)

الْقَائِلَةِ بَعْدَ الْجُمُعَة

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 359

6279 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حَدَّثَنَا

(1)

سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي

حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: كُنَّا نَقِيلُ وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 359

(40)

‌ بابُ الْقَائِلَةِ فِي الْمَسْجِدِ

ص: 359

6280 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ

(1)

إِذَا دُعِيَ بِهَا، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ عليها السلام فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقالَ:«أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟» فَقالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ:«انْظُرْ أَيْنَ هوَ» . فَجَاءَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ هوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَهوَ يَقُولُ: «قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ

(2)

أَبَا تُرَابٍ».

(1)

لفظة: «به» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 359

(41)

‌ بابُ مَنْ زَارَ قَوْمًا فَقالَ عِنْدَهُمْ

ص: 359

6281 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسٍ

(1)

: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ، قالَ: فَإِذَا نَامَ

(2)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ، فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ، قالَ: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ، أَوْصَى

(3)

أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ،

⦗ص: 360⦘

قالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ.

(1)

قوله: «عن أنس» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«فإِذَا قَامَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلَيَّ» .

ص: 359

6282 -

6283 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ، يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ، قالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(1)

؟ فَقالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا

(2)

عَلَى الأَسِرَّةِ» أَوْ قالَ: «مِثْل

(3)

الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» شَكَّ إِسْحَاقُ. قُلْتُ

(4)

: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا، ثُمَّ وَضَعَ رَأسَهُ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ، غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ» أَوْ: «مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» . فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قالَ:«أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» . فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ زَمَانَ

(5)

مُعَاوِيَةَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ، فَهَلَكَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يا رسول الله ما يُضْحكك؟» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مُلُوكٌ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بالنصب والرفع، وقد أهمل الضبط في (ن، و).

(4)

في رواية أبي ذر: «يَشُكُّ إسْحاقُ، فَقُلْتُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فِي زَمَانِ» .

ص: 360

(42)

‌ بابُ

(1)

الْجُلُوسِ كَيْفَ مَا تَيَسَّرَ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 360

6284 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ

يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ: اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ،

⦗ص: 361⦘

وَالاِحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِ الإِنْسَانِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَالْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ.

تَابَعَهُ مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

ص: 360

(43)

‌ بابُ مَنْ نَاجَى بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، وَمَنْ لَمْ يُخْبِرْ بِسِرِّ صَاحِبِهِ،

فَإِذَا مَاتَ أَخْبَرَ بِهِ

ص: 361

6285 -

6286 - حدَّثنا مُوسَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ: حدَّثنا فِرَاسٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ

(1)

مِنَّا

(2)

وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام تَمْشِي، ولَا

(3)

وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قالَ

(4)

: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» . ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ -أَوْ: عَنْ شِمَالِهِ- ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، إِذَا هِيَ

(5)

تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ. فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُهَا: عَمَّا

(6)

سَارَّكِ؟ قالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ. فَلَمَّا تُوُفِي قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي

(7)

. قالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأخبَرَتْنِي، قالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أخبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً: «وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ

⦗ص: 362⦘

وَاصْبِرِي؛ فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ». قالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ

(8)

؟» أَوْ: «سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في (ب، ص): «منها» ، مُضبَّب عليها، وبهامشهما:«منَّا» مصحَّح عليها.

(3)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهي مهمَّشة في (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فإِذا هِيَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَمَّ» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَخْبَرْتِينِي» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُؤْمِناتِ» .

ص: 361

(44)

‌ بابُ الاِسْتِلْقَاءِ

ص: 362

6287 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ:

عَنْ عَمِّهِ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَلْقِيًا، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.

ص: 362

(45)

‌ بابٌ

(1)

: لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ،

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى}

إِلَى قَوْلِهِ: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

(2)

}

(3)

[المجادلة: 9 - 10]، وَقَوْلُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً

(4)

ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المجادلة: 12 - 13].

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخُلفٍ عنه.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقالَ عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا} إِلَى قَوْلِهِ: {الْمُؤْمِنُونَ}» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قولِهِ: {بِمَا تَعْمَلُونَ}» بدل إتمام الترجمة.

ص: 362

6288 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ -وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حَدَّثَنِي

مَالِكٌ- عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةٌ

(1)

، فَلَا يَتَنَاجَى

(2)

اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «ثَلاثَةً» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَا يَتَنَاجَ» .

ص: 362

(46)

‌ بابُ حِفْظِ السِّرِّ

ص: 363

6289 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سِرًّا، فَمَا أخبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ.

ص: 363

(47)

‌ بابٌ

(1)

: إِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةٍ فَلَا بَأسَ بِالْمُسَارَّةِ وَالْمُنَاجَاةِ

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.

ص: 363

6290 -

حدَّثنا

(1)

عُثْمَانُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى

(2)

رَجُلَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ، أَجْلَ

(3)

أَنْ يُحْزِنَهُ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فلا يَتَناجَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَحْزُنَهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 363

6291 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قِسْمَةً، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا

(1)

وَجْهُ اللَّهِ، قُلْتُ:

(2)

وَاللَّهِ لآتِيَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهوَ فِي مَلأٍ فَسَارَرْتُهُ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، ثُمَّ قالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى؛

(3)

أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «أما» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(3)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 363

(48)

‌ بابُ

(1)

طُولِ النَّجْوَى

{وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإسراء: 47]

(2)

: مَصْدَرٌ مِنْ نَاجَيْتُ، فَوَصَفَهُمْ بِهَا، وَالْمَعْنَى يَتَنَاجَوْنَ

(3)

.

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «وقَولُهُ: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى}» . كتبت بالحمرة.

(3)

من قوله: «مصدر» إلى قوله: «يتناجون» ثابت في رواية المُستملي أيضًا.

ص: 363

6292 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

⦗ص: 364⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 363

(49)

‌ بابٌ: لَا تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ النَّوْمِ

ص: 364

6293 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ» .

ص: 364

6294 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأنِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:«إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ» .

ص: 364

6295 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ كَثِيرٍ

(1)

، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ؛ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتِ

(2)

الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ شِنْظِيرٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 364

(50)

‌ بابُ إِغْلَاقِ

(1)

الأَبْوَابِ بِاللَّيْلِ

(1)

في رواية أبي ذر: «غَلْقِ» .

ص: 364

6296 -

حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءٍ

(1)

:

عَنْ جَابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم:

«أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا

(3)

⦗ص: 365⦘

الأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ» قالَ هَمَّامٌ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: «وَلَوْ بِعُودٍ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنا عَطَاءٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأَغْلِقُوا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يَعْرُضُهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 364

(51)

‌ بابُ الْخِتَانِ بَعْدَ الْكِبَرِ وَنَتْفِ الإِبْطِ

ص: 365

6297 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاِسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ» .

ص: 365

6298 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبُ

(1)

بْنُ أَبِي حَمْزَةَ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ» . مُخَفَّفَةً.

حَدَّثَنَا

(2)

قُتَيْبَةُ: حدَّثنا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ وَقالَ: بِالْقَدُّومِ

(3)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قالَ أبُو عَبْدِ الله: حَدَّثَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «وهوَ مَوْضِعٌ، مُشَدَّدٌ» .

ص: 365

6299 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: أخبَرَنا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ، قالَ: وَكَانُوا لَا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ.

⦗ص: 366⦘

6300 -

وَقالَ ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا خَتِينٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» ، وهذا الحديث مؤخَّر في روايته عن حديث ابن إدريس الآتي.

ص: 365

(52)

‌ بابٌ: كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّه،

وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ.

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ

(1)

لِيَضِلَّ

(2)

عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [لقمان: 6]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(2)

هكذا في (و، ع) بفتح المثناة التحتية على قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وفي (ب، ص): «{لِيُضِلَّ}» على قراءة الباقين.

ص: 366

6301 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقالَ فِي حَلِفِهِ

(1)

: بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ».

(1)

في (ب، ص) بكسر الحاء وسكون اللام نقلًا عن اليونينية، والظَّاهر أنها علامة الإهمال صحفها الناسخان.

ص: 366

(53)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ

(1)

الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «رُعَاةُ» .

ص: 366

6302 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا إِسْحَاقُ -هوَ ابْنُ سَعِيدٍ- عَنْ سَعِيدٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَنَيْتُ بِيَدِي بَيْتًا يُكِنُّنِي مِنَ الْمَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنَ الشَّمْسِ،

(1)

مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 366

6303 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو: قالَ ابْنُ عُمَرَ: وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

قالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَهْلِهِ، قالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَنَى

(1)

. قالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ قالَ قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ.

(2)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بَيْتًا» .

(2)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الثامن عشر بقراءة علاء الدين علي بن المارديني بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزية، وذلك في يوم السبت الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب البكري. اهـ.

ص: 367

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الدَّعَوَاتِ

قَوْلُهُ تَعالَى

(1)

: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

(2)

إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]

وَلِكُلِّ نَبِيٍّ

(3)

دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ

(1)

في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِ اللهِ تَعالَى» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الْآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر: «(1) بَابٌ: لِكُلِّ نَبِيٍّ

».

ص: 369

6304 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ

(1)

يَدْعُو بِهَا، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «مُسْتَجابَةٌ» .

ص: 369

6305 -

وَقالَ

(1)

لِي خَلِيفَةُ

(2)

: قالَ

(3)

مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ نَبِيٍّ سَأَلَ سُؤْلًا -أَوْ قالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا- فَاسْتُجِيبَ

(4)

، فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

قوله: «وقال لي خليفة» ليست في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وَقالَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش دون رقْم:«فاسْتُجِيبَتْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 369

(2)

‌ بابُ

(1)

أَفْضَلِ الاِسْتِغْفَارِ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا

(2)

يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12] {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ

(3)

ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الآيتين.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمام الآية.

ص: 370

6306 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ الْعَدَوِيِّ

(1)

، قالَ:

حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ

(2)

بِذَنْبِي اغْفِرْ لِي

(3)

؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ». قالَ: «وَمَنْ قالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «قالَ: حدَّثني بُشَيْرُ بنُ كعبٍ الْعَدَوِيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَكَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَاغْفِرْ لِي» .

ص: 370

(3)

بابُ اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ

ص: 370

6307 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ

(1)

فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إلَيْهِ» .

ص: 370

(4)

‌ بابُ

(1)

التَّوْبَةِ

قالَ قَتَادَةُ: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}

(2)

[التحريم: 8]: الصَّادِقَةُ النَّاصِحَةُ.

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَقالَ قَتَادَةُ: {تَوْبَةً نَّصُوحًا}» .

ص: 371

6308 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ

الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ

(1)

حَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ، قالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ، فَقالَ بِهِ هَكَذَا. قالَ أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ، ثُمَّ قالَ: «لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ

(2)

مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ

(3)

، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى

(4)

اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ -أَوْ: مَا شَاءَ اللَّهُ- قالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي. فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ».

تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ.

وَقالَ أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا عُمَارَةُ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ.

وَقالَ شُعْبَةُ وَأَبُو مُسْلِمٍ

(5)

، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

⦗ص: 372⦘

التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد.

وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مَسْعُودٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «العَبْدِ» .

(3)

بهامش اليونينية: حاشية: «مَهْلَكَةٌ» بفتح الميم واللَّام، أي: تُهلِكُ سالكها بغير زاد ولا ماء ولا راحلة، ولهذا سميت:«مَفازة» من قولهم: فوَّز الرجلُ إذا هلك، قال ثعلب: يُقال: مَهلَكة، ومُهلِكة، بفتح الميم واللَّام، وضمِّ الميم وكسر اللام، و «الكلام مهلِكة» بالكسر، قاله عياض. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «إذا» .

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «اسمُهُ عُبَيْدُ اللهِ، كُوفِيٌّ، قَائِدُ الأَعْمَشِ» .

ص: 371

6309 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وَحَدَّثَنَا

(2)

هُدْبَةُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ، سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ» .

ص: 372

(5)

‌ بابُ الضَّجْعِ عَلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ

ص: 372

6310 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، حَتَّى يَجِيءَ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 372

(6)

‌ بابٌ: إِذَا بَاتَ طَاهِرًا

(1)

ص: 372

6311 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ

(1)

: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قالَ:

حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ

(2)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ

⦗ص: 373⦘

وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي

(3)

إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجَا

(4)

مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَاجْعَلْهُنَّ

(5)

آخِرَ مَا تَقُولُ». فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قالَ: «لَا؛ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «لِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَجْهِي» .

(4)

رسمت في (ن، و): «منجى» بألف مقصورة، وفي (ص):«منجأ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَاجْعَلْهُنَّ» .

ص: 372

(7)

‌ بابُ مَا يَقُولُ إِذَا نَامَ

ص: 373

6312 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ:

عَنْ حُذَيْفَةَ

(1)

قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قالَ: «بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا

(2)

». وَإِذَا قَامَ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ اليَمَانِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أحيا وأموت» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «{نُنْشِرُهَا} [البقرة: 259]: نُخْرِجُها» بالراء المهملة على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب.

ص: 373

6313 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قالَا: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعَ

(1)

الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا.

وَحَدَّثَنَا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ:

⦗ص: 374⦘

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

(2)

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْصَى رَجُلًا فَقالَ: «إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجَا

(3)

مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «سَمِعْتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «عن أبي إسْحاقَ قال: سَمِعْتُ البرَاءَ بنَ عازِبٍ» .

(3)

رسمت في (ن، و): «لا ملجا ولا منجى» ، وفي (ب):«لا ملجأ ولا منجا» ، وفي رواية أبي ذر:«لا منجا ولاملجا» .

ص: 373

(8)

بابُ وَضْعِ الْيَدِ اليُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الأَيْمَنِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ وَضْعِ الْيَدِ تَحْتَ الْخَدِّ اليُمْنَى» . وبهامش اليونينية: حاشية: قال ابن سيده في المحكم: قال اللِّحياني: وهو مذكر لا غير. اهـ، زاد في (ن): يريد لغةً. اهـ.

ص: 374

6314 -

حدَّثني

(1)

مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ:

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» . وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 374

(9)

‌ بابُ النَّوْمِ عَلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ

ص: 374

6315 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ: حدَّثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قالَ: حدَّثني أَبِي:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قالَ: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى

(1)

مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ

(2)

الَّذِي أَرْسَلْتَ». وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قالَهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ

⦗ص: 375⦘

لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ».

{اسْتَرْهَبُوهُمْ} [الأعراف: 116]: مِنَ الرَّهْبَةِ. مَلَكُوتٌ: مُلْكٌ، مَثَلُ رَهَبُوتٍ

(3)

خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، يَقُولُ

(4)

: تَرْهَبُ

(5)

خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْحَمَ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «منجا» بالألف الممدودة. كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وبِنَبِيِّكَ» .

(3)

في (و، ب، ص) بتنوين الرفع.

(4)

هكذا في (و)، وأهمل نقط الياء في (ن، ب، ص)، وبهامش (ب، ص): ليست التاء منقوطة في اليونيتية، وفي الفرع بالفوقية، وفي سورة الأنعام في اليونينية بالتحتية. اهـ.

(5)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية التاء من «تَرهب» و «تَرحم» مفتوحة بخط الأصل، وفي سورة الأنعام التاء فيهما مضمومة بضمَّة حادثة بخط الحافظ اليونيني. اهـ.

(6)

من قوله: «{اسْتَرْهَبُوهُمْ}» إلى قوله: «أن ترحم» ليس في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة

ص: 374

(10)

‌ بابُ الدُّعَاءِ إِذَا انْتَبَهَ بِاللَّيْلِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «من الليل» .

ص: 375

6316 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى حَاجَتَهُ، غَسَلَ

(1)

وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ

(2)

لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ، فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَتَّقِيهِ

(3)

فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَآذَنَهُ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأ، وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي

(4)

نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي

⦗ص: 376⦘

نُورًا». قالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ، فَلَقِيتُ رَجُلًا

(5)

مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ: عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي، وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَغَسَلَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَضُوْءًا بينَ وَضُوءَيْنِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَرْقُبُهُ» . وكرَّرها مكتوبة بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وعَنْ شِمَالِي» .

(5)

بهامش اليونينية: قيل هو علي بن عبد الله بن العباس [زاد في (ب، ص): رضي الله عنهم]، قاله أبو ذرٍ [زاد في (ب، ص): الحافظ]. اهـ.

ص: 375

6317 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ

(2)

، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» أَوْ: «لَا إِلَهَ غَيْرُكَ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إلهَ غَيْرُكَ» .

ص: 376

(11)

‌ بابُ التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ الْمَنَامِ

ص: 376

6318 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ فَاطِمَةَ عليهما السلام شَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ

⦗ص: 377⦘

خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أخبَرَتْهُ، قالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ أَقُومُ، فَقالَ:«مَكَانَكِ» . فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ

(1)

عَلَى صَدْرِي، فَقالَ:«أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا -أَوْ: أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا- فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» .

وَعَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قالَ: التَّسْبِيحُ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 376

(12)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ عِنْدَ الْمَنَامِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «النَوْمِ» .

ص: 377

6319 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ

(1)

، وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَدِهِ» .

ص: 377

(13)

بابٌ

(1)

(1)

لفظة: «باب» ليست في نسخة.

ص: 377

6320 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ

الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ

(1)

الصَّالِحِينَ».

تَابَعَهُ أَبُو ضَمْرَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.

⦗ص: 378⦘

وَقالَ يَحْيَى وَبِشْرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ مَالِكٌ وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «عِبادَكَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 377

(14)

‌ بابُ الدُّعَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ

ص: 378

6321 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَنَزَّلُ

(1)

رَبُّنَا تبارك وتعالى

(2)

كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ

(3)

: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب

(4)

لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْزِلُ» . قارن بما في السلطانية.

(2)

قوله: «تبارك وتعالى» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَقُولُ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب معًا.

ص: 378

(15)

‌ بابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْخَلَاءِ

ص: 378

6322 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ

(1)

وَالْخَبَائِثِ».

(1)

بسكون الباء في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية.

ص: 378

(16)

‌ بابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ

ص: 378

6323 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا حُسَيْنٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ:

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي

⦗ص: 379⦘

فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. إِذَا قالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ -أَوْ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ- وَإِذَا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ»، مِثْلَهُ.

ص: 378

6324 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ:

عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قالَ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا» . وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» .

ص: 379

6325 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» . فَإِذَا اسْتَيْقَظَ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ

مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

ص: 379

(17)

‌ بابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ

ص: 379

6326 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا

(1)

اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرٍو:

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قالَ:«قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» .

وَقالَ عَمْرٌو

(2)

، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ: إِنَّهُ

(3)

سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو: قالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عَمْرُو بنُ الحارِثِ» .

(3)

لفظة: «إنَّه» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 379

6327 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 380⦘

عَنْ عَائِشَةَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] أُنْزِلَتْ فِي الدُّعَاءِ.

ص: 379

6328 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ. فَقالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ:«إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ» إِلَى قَوْلِهِ: «الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قالَهَا أَصَابَ

(1)

كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ صَالِحٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 380

(18)

‌ بابُ الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ

ص: 380

6329 -

حدَّثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا يَزِيدُ: أخبَرَنا وَرْقَاءُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، قالَ:«كَيْفَ ذَاكَ؟» قالَ

(1)

: صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ. قالَ: «أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَأتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ

(2)

، إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ؟ تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا».

تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُمَيٍّ.

وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ.

وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.

وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَالُوا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

ص: 380

6330 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قالَ:

كَتَبَ الْمُغِيرَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ

(1)

إِذَا سَلَّمَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» .

وَقالَ شُعْبَةُ

عَنْ مَنْصُورٍ قالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في دُبُرِ صَلَاتِهِ» .

ص: 381

(19)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}

[التوبة: 103] وَمَنْ خَصَّ أَخَاهُ بِالدُّعَاء دُونَ نَفْسِهِ

وَقالَ أَبُو مُوسَى: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ» .

ص: 381

6331 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ:

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، قالَ

(1)

رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيَا عَامِرُ

(2)

، لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ

(3)

، فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذَكِّرُ:

تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَذَكَرَ شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟» . قالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قالَ:«يَرْحَمُهُ اللَّهُ» . وَقالَ

(4)

رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ. فَلَمَّا صَافَّ الْقَوْمَ

(5)

قَاتَلُوهُمْ، فَأُصِيبَ عَامِرٌ بِقَائِمَةِ سَيْفِ نَفْسِهِ فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا هَذِهِ النَّارُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟» قالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ

(6)

.

⦗ص: 382⦘

فَقالَ: «أَهْرِيقُوا

(7)

مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا

(8)

». قالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(9)

، أَلَا نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قالَ:«أَوْ ذَاكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «أيْ عامِرُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مِنْ هُنَيَّاتِكَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «أَنَسِيَّةٍ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «هَرِيقُوا» .

(8)

في رواية أبي ذر: «واكْسِرُوها» .

(9)

في رواية أبي ذر: «يا نَبِيَّ اللهِ» .

ص: 381

6332 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو

(1)

:

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ

(2)

قالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ

(3)

فُلَانٍ». فَأَتَاهُ أَبِي فَقالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ مُرَّةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِصَدَقَتِهِ» .

(3)

لفظة: «آل» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 382

6333 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ جَرِيرًا قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» وَهوَ نُصُبٌ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ

(1)

، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ. فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقالَ:«اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» . قالَ: فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ

(2)

مِنْ أَحْمَسَ مِنْ قَوْمِي -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: فَانْطَلَقْتُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قَوْمِي- فَأَتَيْتُهَا فَأَحْرَقْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا مِثْلَ الْجَمَلِ الأَجْرَبِ. فَدَعَا لأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَعْبَةَ اليَمَانِيَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «فارِسًا» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(3)

في رواية أبي ذر: «لأَحْمَسَ خَيْلِهَا» ، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

ص: 382

6334 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا قالَ: قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

: أَنَسُ خَادِمُكَ. قالَ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» .

ص: 383

6335 -

حدَّثنا

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَقالَ: «رحمه الله؛ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، أَسْقَطْتُهَا فِي سُورَةِ كَذَا وَكَذَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 383

6336 -

حدَّثنا

حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَسْمًا، فَقالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، وَقالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى؛ لَقَدْ

(1)

أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».

(1)

لفظة: «لقد» ليست في رواية أبي ذر (ن)، وأشار في (ب، ص) إلى عدم وجودها في نسخة.

ص: 383

(20)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ السَّجْعِ فِي الدُّعَاءِ

ص: 383

6337 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ: حدَّثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ أَبُو حَبِيبٍ: حدَّثنا هَارُونُ الْمُقْرِيُ: حدَّثنا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: حَدِّثِ النَّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ أَبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فَإِنَّ أَكْثَرْتَ فَثَلَاثَ مِرَارٍ

(1)

، وَلَا

(2)

تُمِلَّ النَّاسَ هَذَا الْقُرْآنَ، وَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَأتِي الْقَوْمَ وَهُمْ فِي حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِمْ، فَتَقُصُّ

(3)

عَلَيْهِمْ، فَتَقْطَعُ

(4)

عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ

(5)

، وَلَكِنْ أَنْصِتْ، فَإِذَا أَمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ، فَانْظُرِ

(6)

السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ

⦗ص: 384⦘

لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ

(7)

. يَعْنِي: لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الاِجْتِنَابَ

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «مَرَّاتٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَلَا» ، وخرَّج لهذه الرواية في (ب، ص) عند (وَلَا أُلْفِيَنَّكَ).

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «وانْظُرْ» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إِلَّا ذَلِكَ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص)، وهو أليق بالسياق.

(8)

قوله: «يعني لا يفعلون إلَّا ذلك الاجتنابَ» ليس في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة.

ص: 383

(21)

‌ بابٌ: لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ

ص: 384

6338 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: أخبَرَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي؛ فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ» .

ص: 384

6339 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي

(1)

، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «إنْ شِئْتَ» .

ص: 384

(22)

‌ بابٌ: يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَعْجَلْ

ص: 384

6340 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» .

ص: 384

(23)

‌ بابُ

(1)

رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ

وَقالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ

(2)

: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» .

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وقال» .

ص: 384

6341 -

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقالَ الأُوَيْسِيُّ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَشَرِيكٍ:

سَمِعَا أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.

ص: 385

(24)

‌ بابُ الدُّعَاءِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةِ

ص: 385

6342 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَا

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا. فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَمُطِرْنَا، حَتَّى مَا كَادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إِلَى مَنْزِلِهِ

(1)

، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا فَقَدْ غَرِقْنَا. فَقالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» . فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَلَا يُمْطرُ

(2)

أَهْل

(3)

الْمَدِينَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى المَنْزِلِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الطاء وفتحها، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

ضُبطت لفظة «أهل» في اليونينية بالرفع والنصب، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر:«ولا يُمْطَرُ أهْلُ» .

ص: 385

(25)

‌ بابُ الدُّعَاءِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ

ص: 385

6343 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم إِلَى هَذَا الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَدَعَا وَاسْتَسْقَى، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .

ص: 385

(26)

بابُ دَعْوَةِ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ بِطُولِ الْعُمُرِ وَبِكَثْرَةِ مَالِهِ

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «دُعاءِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 385

6344 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا حَرَمِيٌّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أَنَسٌ

(1)

، ادْعُ اللَّهَ لَهُ. قالَ: «اللَّهُمَّ

⦗ص: 386⦘

أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ».

(1)

لفظة: «أنس» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 385

(27)

‌ بابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ

ص: 386

6345 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ

(1)

: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

(2)

، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبُّ

(3)

الْعَرْشِ الْعَظِيمِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يقولُ» .

(2)

هكذا في (ن) ونسخة البقاعي، وقوله:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» ليس في (و، ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «وَرَبُّ» .

ص: 386

6346 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» .

وَقالَ وَهْبٌ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: مِثْلَهُ.

(1)

في رواية المُستملي: «وُهَيْبٌ» . وبهامش اليونينية: هو وهب بن جرير بن حازم، قاله أبو ذر. اهـ، والذي في (ب، ص): قال الحافظ أبو ذر: الصواب: وهبٌ، وهو وهب بن جرير بن حازم. اهـ.

ص: 386

(28)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ

ص: 386

6347 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ.

قالَ سُفْيَانُ: الْحَدِيثُ ثَلَاثٌ، زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً، لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ.

ص: 386

(29)

بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» :

ص: 387

6348 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهوَ صَحِيحٌ: «لَنْ يُقْبَضَ

(2)

نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ

ثُمَّ يُخَيَّرُ». فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ، ثُمَّ قالَ:«اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» . قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهوَ صَحِيحٌ، قالَتْ: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ

(3)

كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا: «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لم يُقْبَضْ» .

(3)

في (ن): «آخرُ» .

ص: 387

(30)

‌ بابُ الدُّعَاءِ بِالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ

ص: 387

6349 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قالَ:

أَتَيْتُ خَبَّابًا وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا قالَ

(1)

: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقال» .

ص: 387

6350 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

(2)

: حدَّثني قَيْسٌ، قالَ:

أَتَيْتُ خَبَّابًا وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(3)

بهامش اليونينية: «رسولَ اللهِ» . (ب، ص)

ص: 387

6351 -

حدَّثنا

(1)

ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ

(2)

عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ

(3)

الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

هكذا في (ن)، وفي باقي النسخ:«بن» بدون ألف.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَحَدُكُم» .

ص: 388

(31)

‌ بابُ الدُّعَاءِ لِلصِّبْيَانِ بِالْبَرَكَةِ، وَمَسْحِ رُؤوسِهِمْ

وَقالَ أَبُو مُوسَى: وُلِدَ لِي غُلَامٌ

(1)

، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وُلِدَ لي مَوْلودٌ» .

ص: 388

6352 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَاتِمٌ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قالَ:

سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، مِثْل

(1)

زِرِّ الْحَجَلَةِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر اللام وفتحها.

ص: 388

6353 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ:

عَنْ أَبِي عَقِيلٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ مِنَ السُّوقِ -أَوْ: إِلَى السُّوقِ- فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عُمَرَ، فَيَقُولَانِ: أَشْرِكْنَا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ

(1)

. فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ، فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «فَيشْركُهُمْ» بفتح الياء وضمها مع بكسر الراء وضمها، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 388

6354 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

⦗ص: 389⦘

أخبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ وَهوَ غُلَامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 388

6355 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ.

ص: 389

6356 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ:

أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ:

أخبَرَنِي عَبْدُ اللَّهُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَسَحَ عَنْهُ: أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ.

ص: 389

(32)

‌ بابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم

ص: 389

6357 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الْحَكَمُ

(1)

: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قالَ:

لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: «فَقُولُوا

(2)

: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ: قُولُوا» .

ص: 389

6358 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

⦗ص: 390⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي؟ قالَ:«قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ» .

ص: 389

(33)

‌ بابٌ: هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى

(1)

:

{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ

(2)

سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة: 103]

(1)

في رواية أبي ذر: «وقولُهُ تعالى» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{صَلَوَاتِكَ}» ، وهي قراءة الجمهور غير حفص وحمزة والكسائي وخلف.

ص: 390

6359 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ:

عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قالَ: كَانَ إِذَا أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَتِهِ قالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ» . فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ

(1)

، فَقالَ:«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بِصَدَقَةٍ» .

ص: 390

6360 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، قالَ:

أخبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ:«قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» .

ص: 390

(34)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آذَيْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً» .

ص: 390

6361 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

:

⦗ص: 391⦘

أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

ص: 390

(35)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْفِتَنِ

ص: 391

6362 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْفَوْهُ الْمَسْأَلَةَ، فَغَضِبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقالَ: «لَا تَسْأَلُونِي

(2)

الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ

لَكُمْ». فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ

(3)

رَأسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ قالَ: «حُذَافَةُ» . ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ» . وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ عِنْدَ هذا الْحَدِيثِ هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

(1)

في رواية الأصيلي، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«سُئِلَ رسولُ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لا تَسْأَلُونَنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «لافًّا» .

ص: 391

(36)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ

ص: 391

6363 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ

(2)

:

⦗ص: 392⦘

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: «الْتَمِسْ لَنَا

(4)

غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي». فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» . فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي

(5)

وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ كِسَاءٍ ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى بَدَا

(6)

لَهُ أُحُدٌ، قالَ: «هَذَا جُبَيْلٌ

(7)

يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ». فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا، مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو عليٍّ: «حَنْطَب» بفتح الحاء وبعدها نون، ثمَّ طاء مهملة، على وزن فَيْعَل، من «التقييد» له. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الْتَمِسْ لِي» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «حتَّى إذَا بَدَا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «جَبَلٌ» .

ص: 391

(37)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

ص: 392

6364 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قالَ:

سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ، قالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهَا، قالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ البُخْلِ» . كتبت بالحمرة. قال في الفتح: وهي غلط.

ص: 392

6365 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُصْعَبٍ:

⦗ص: 393⦘

كَانَ سَعْدٌ يَأمُرُ

(1)

بِخَمْسٍ، وَيَذْكُرُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأمُرُ بِهِنَّ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ

(2)

أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا -يَعْنِي: فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يأمُرُنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 392

6366 -

حدَّثنا

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقالَتَا

(2)

: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. فَكَذَّبْتُهُمَا، وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ

أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا، وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ، وَذَكَرْتُ لَهُ، فَقالَ:«صَدَقَتَا؛ إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا» . فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا تَعَوَّذَ

(3)

مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في (و، ب، ص) زيادة: «لي» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا يَتَعَوَّذُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 393

(38)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ

ص: 393

6367 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ

(1)

، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ» . قارن بما في الإرشاد.

ص: 393

(39)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْمَأثَمِ وَالْمَغْرَمِ

ص: 393

6368 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 394⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ

(1)

خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».

(1)

زاد في (و، ب، ص): «عَنِّي» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 393

(40)

‌ بابُ الاِسْتِعَاذَةِ مِنَ الْجُبْنِ وَالْكَسَلِ

(1)

(1)

في رواية كريمة ورواية أبي ذر عن المُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{كُسَالَى} وكَسَالَى واحِدٌ» .

ص: 394

6369 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، قالَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا

(1)

قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ مالِكٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 394

(41)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْبُخْلِ

البُخْلُ

(1)

وَالْبَخَلُ وَاحِدٌ، مِثْلُ الْحُزْنِ وَالْحَزَنِ.

(1)

لفظة: «البُخْلُ» ليست في متن (ن، و، ب، ص)، مهمَّشة فيها، مرقوم عليها برمز أبي ذر عن المُستملي، مصحَّح عليها في (ب، ص)، وثابتة في متن نسختي البقاعيِّ والقرشيِّ، وهو أولى بالسياق، وقوله:«البُخْلُ والبَخَلُ وَاحِدٌ، مِثْلُ الْحُزْنِ وَالْحَزَنِ» ثابت في رواية المستملي أيضًا.

ص: 394

6370 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثني غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ:

⦗ص: 395⦘

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

(2)

، كَانَ يَأمُرُ بِهَؤُلَاءِ الْخَمْسِ، وَيُحَدِّثُهُنَّ

(3)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ

(4)

إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويُخْبِرُ بِهِنَّ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «مِنْ أنْ أُرَدَّ» .

ص: 394

(42)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ

{أَرَاذِلُنَا}

(1)

[هود: 27]: أَسْقَاطُنَا

(2)

.

(1)

لفظة: «{أَرَاذِلُنَا}» ثابتة في رواية المُستملي أيضًا. (ب، ص)، وفي هامشهما: كذا علامة المُستملي في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سُقَّاطُنَا» .

ص: 395

6371 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ

(1)

مِنَ الْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ،

وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ».

(1)

لفظ (بك) ثابت في كل الأصول، وبهامش (ب، ص): لفظ (بك) هنا ساقط من اليونينية، ثابت في الفرع. اهـ. زاد في (ب): وفي أصول كثيرة. اهـ.

ص: 395

(43)

بابُ الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ

(1)

وَالْوَجَعِ

(1)

بهامش (ب، ص): كان على (الوباء) مدة في اليونينية فكشطتُ. اهـ.

ص: 395

6372 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا وَصَاعِنَا» .

ص: 395

6373 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ:

⦗ص: 396⦘

أَنَّ أَبَاهُ قالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، مِنْ شَكْوَى أَشْفَيْتُ مِنْهُ

(1)

عَلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ بِي مَا تَرَى مِنَ الْوَجَعِ، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ

(2)

لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قالَ:«لا» . قُلْتُ: فَبِشَطْرِهِ؟ قالَ: «الثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ

(3)

عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا أُجِرْتَ

(4)

، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ». قُلْتُ: أَأُخَلَّفُ

(5)

بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا ازْدَدْتَ

(6)

دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدّهُمْ

(7)

عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ». قالَ سَعْدٌ: رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ

(8)

صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْهَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «تَدَعَهُمْ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في (و، ق): «أُخلَّف» ، وفي (ب، ص): «آأُخلَّف» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب.

(8)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيُّ» (و)، وأشار إليها في (ن) دون عزو، وعكس في (ب، ص) فأثبت في المتن (النَّبيُّ) وأشار في الهامش إلى أنَّ رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .

ص: 395

(44)

‌ بابُ الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَفِتْنَةِ النَّارِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وعَذابِ النَّارِ» .

ص: 396

6374 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا الْحُسَيْنُ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُصْعَبٍ

(2)

:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: تَعَوَّذُوا بِكَلِمَاتٍ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بْنِ سَعْدٍ» .

ص: 396

6375 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأثَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ

(1)

، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا

(2)

يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ،

(3)

وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «وفِتْنَةِ القَبْرِ» .

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

ص: 397

(45)

‌ بابُ الاِسْتِعَاذَةِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى

ص: 397

(46)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ

ص: 397

6377 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ

(1)

:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْمَأثَمِ وَالْمَغْرَمِ» .

ص: 397

(47)

‌ بابُ الدُّعَاءِ بِكَثْرَةِ الْمَالِ مَعَ الْبَرَكَةِ

(1)

(1)

قوله: «بابُ الدُّعَاءِ بِكَثْرَةِ الْمَالِ مَعَ الْبَرَكَةِ» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. قال في الفتح: والصواب إثباته.

ص: 398

6378 -

6379 - حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ

(1)

، ادْعُ اللَّهَ لَهُ. قالَ:«اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» .

وَعَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، مِثْلَهُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «خَادمُك أنسٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِمِثْلِهِ» ، وفي روايته بعد هذا زيادة:«بابُ الدُّعاءِ بِكَثْرَةِ الوَلَدِ مَعَ الْبَرَكَة» .

ص: 398

6380 -

6381 - حدَّثنا أَبُو زَيْدٍ: سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قالَ: قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: أَنَسُ

(1)

خَادِمُكَ، قالَ:«اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» .

(1)

في (ب، ص): «أنسٌ» بالتنوين.

ص: 398

(48)

‌ بابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الاِسْتِخَارَةِ

ص: 398

6382 -

حدَّثنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُصْعَبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ:

(1)

«إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ

(2)

لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ

⦗ص: 399⦘

حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي

(3)

بِهِ»، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَعْلَمُ هذَا الأَمْرَ خَيْرًا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَرَضِّنِي» .

ص: 398

(49)

‌ بابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ

(1)

ص: 399

6383 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى

قالَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ

(2)

، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» . وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِهِ» .

ص: 399

(50)

‌ بابُ الدُّعَاءِ إِذَا عَلَا عَقَبَةً

ص: 399

6384 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا» . ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقالَ:«يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» . أَوْ قالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .

ص: 399

(51)

‌ بابُ الدُّعَاءِ إِذَا هَبَطَ وَادِيًا

فِيهِ حَدِيثُ جَابِرٍ

(1)

.

(1)

لفظة: «باب» مع الترجمة والحديث المعلق ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 399

(52)

‌ بابُ الدُّعَاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَوْ رَجَعَ

(1)

(1)

الباب والترجمة ثابتان في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي، وزاد في روايتهما:«فيه يَحْيَى بنُ أبي إسْحاقَ عنْ أنَسٍ» انظر الحديث: (3086). كتبت بالحمرة.

ص: 400

6385 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عن ابن عمر» .

ص: 400

(53)

‌ بابُ الدُّعَاءِ لِلْمُتَزَوِّجِ

ص: 400

6386 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فَقالَ:«مَهْيَمْ؟» أَوْ: «مَهْ؟» قالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» .

ص: 400

6387 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ -أَوْ: تِسْعَ- بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «بِكْرًا

(1)

أَمْ ثَيِّبًا؟» قُلْتُ: ثَيِّبًا. قالَ: «هَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟» أَوْ: «تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ؟» قُلْتُ: هَلَكَ أَبِي فَتَرَكَ

(2)

سَبْعَ -أَوْ: تِسْعَ- بَنَاتٍ،

⦗ص: 401⦘

فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ. قالَ:«فَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ» .

لَمْ يَقُلِ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو:«بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أبِكْرًا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وتَرَكَ» .

ص: 400

(54)

‌ بابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ

ص: 401

6388 -

حدَّثنا

(1)

عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ

إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأتِيَ أَهْلَهُ قالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ

(2)

شَيْطَانٌ أَبَدًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لم يضرُّه» . (ب، ص).

ص: 401

(55)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [البقرة: 201]» :

ص: 401

6389 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ {رَبَّنَا

(1)

آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]».

(1)

لفظة: «ربنا» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 401

(56)

‌ بابُ

(1)

التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر. (لا بالحمرة).

ص: 401

6390 -

حدَّثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ:

⦗ص: 402⦘

عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه

(2)

قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ

(3)

: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ

(4)

نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «هُوَ ابْنُ حُمَيْدٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

كتب: «رضي الله عنه» في (ن، ب، ص) بالحمرة بين الأسطر.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَمَا يُعَلَّمُ الْكِتابُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «مِنْ أنْ» .

ص: 401

(57)

‌ بابُ تَكْرِيرِ الدُّعَاءِ

ص: 402

6391 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْذِرٍ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طُبَّ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ

(2)

قَدْ

(3)

صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ، وانَّهُ

(4)

دَعَا رَبَّهُ، ثُمَّ قالَ: «أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ

(5)

أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ». فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا

(6)

ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قالَ: مَطْبُوبٌ، قالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قالَ: فِيمَاذَا؟

(7)

قالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ. قالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قالَ: فِي ذَرْوَانَ». وَذَرْوَانُ بِئْرٌ فِي بَنِي زُرَيْقٍ، قالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقالَ:«وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ» . قالَتْ: فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأخبَرَهَا عَنِ الْبِئْرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلَّا أَخْرَجْتَهُ؟ قالَ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا» .

⦗ص: 403⦘

زَادَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَاللَّيْثُ

(8)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: سُحِرَ النَّبِيُّ

(9)

صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا وَدَعَا، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (و): «إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أنَّه قَدْ» ، وأشار بهامش نسخة البقاعي إلى أنَّها نسخة. اهـ.

(4)

أهمل ضبط الهمزة في الأصول، وبهامش (ب، ص): لم يضبط همزة: «انه» في اليونينية ولا في الفرع. اهـ.

(5)

لفظة: «قد» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

في رواية أبي ذر: «وَمَا» . كتبت بالحمرة.

(7)

هكذا رسمت في كلِّ الأصول.

(8)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «بنُ سَعْدِ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر: «رَسولُ الله» . كتبت بالحمرة.

ص: 402

(58)

‌ بابُ

(1)

الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ

وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» .

وَقالَ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ» .

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا» حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل

(2)

: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].

(1)

لفظة: «باب» ثابتة في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «تعالى» . كتبت بالحمرة.

ص: 403

6392 -

حدَّثنا

(1)

ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ

أَبِي خَالِدٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 403

6393 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ

(1)

، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَنَتَ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا

(2)

⦗ص: 404⦘

سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي عَبْدِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «عَلَيْهِم» . كتبت بالحمرة.

ص: 403

6394 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَأُصِيبُوا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَيَقُولُ: «إِنَّ عُصَيَّةَ عَصَوُا

(1)

اللَّهَ وَرَسُولَهُ».

(1)

في رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَصَتِ» .

ص: 404

6395 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ

(1)

الْيَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ

(2)

: السَّامُ عَلَيْكَ. فَفَطِنَتْ عَائِشَةُ إِلَى قَوْلِهِمْ، فَقالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» . فَقالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا يَقُولُونَ؟ قالَ: «أَوَلَمْ تَسْمَعِي أَرُدُّ

(3)

ذَلِكِ

(4)

عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ

(5)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانت» .

(2)

في رواية أبي ذر: «تَقُولُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنِّي أَرُدُّ» .

(4)

هكذا في رواية كريمة أيضًا، وفي (و):«ذلكَ» ، وفي (ع) بهما معًا.

(5)

في رواية أبي ذر: «عليكم» بدون الواو. (لا بالحمرة).

ص: 404

6396 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: حدَّثنا عَبِيدَةُ:

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قالَ

(1)

: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقالَ: «مَلأَ اللَّهُ

⦗ص: 405⦘

قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ

(2)

نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ

(3)

الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ». وَهيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ.

(1)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة أيضًا. (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «بيوتَهم وقبورَهم» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عنِ الصلاةِ» .

ص: 404

(59)

‌ بابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ

ص: 405

6397 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، فَقالَ:«اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ» .

ص: 405

(60)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ»

ص: 405

6398 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكَ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى:

عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي

وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: وَحَدَّثَنَا

(2)

أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِنَحْوِهِ» .

ص: 405

6399 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي بُرْدَةَ:

أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي وَخَطَايَ

(3)

وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «الأشعري» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

بهامش (ب): فتح ياء: «خطايَ» من الفرع، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«وخَطَايايَ» .

ص: 406

(61)

‌ بابُ الدُّعَاءِ فِي السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ

ص: 406

6400 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا

(1)

أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «فِي الْجُمُعَةِ

(2)

سَاعَةٌ، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ

(3)

خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ». وَقالَ بِيَدِهِ، قُلْنَا: يُقَلِّلُهَا، يُزَهِّدُهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «في يَوْمِ الجُمُعَةِ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يسألُ اللهَ» .

ص: 406

ص: 406

6401 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. قالَ: «وَعَلَيْكُمْ» . فَقالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ -أَوِ: الْفُحْشَ

(2)

-». قالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قالَ:

⦗ص: 407⦘

«أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «والْفُحْشَ» .

ص: 406

(63)

‌ بابُ التَّأمِينِ

ص: 407

6402 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ قالَ: الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَاهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ، فَمَنْ وَافَقَ تَأمِينُهُ تَأمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .

ص: 407

(64)

‌ بابُ فَضْلِ التَّهْلِيلِ

ص: 407

6403 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عِدْلَ

(1)

عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ

(2)

لَهُ مِئَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ

(3)

إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ».

(1)

ضبطت في (ب، ص) بفتح العين، وبهامشهما: فتح العين من الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وكُتِبَتْ» .

(3)

في (و) زيادة لفظ: «بِهِ» ، وبهامش (ب): في بعض النسخ زيادة: «به» بعد قوله: «ممَّا جاء» . وهو موافق لما في السلطانية.

ص: 407

6404 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قالَ: مَنْ قالَ عَشْرًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.

⦗ص: 408⦘

قالَ عُمَرُ

(1)

بْنُ أَبِي زَائِدَةَ

(2)

: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَبِيعِ

(3)

بْنِ خُثَيْمٍ: مِثْلَهُ. فَقُلْتُ لِلرَّبِيعِ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقالَ: مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقالَ: مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقالَ: مِنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: حدَّثني عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ

(4)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(5)

.

وَقالَ مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ.

وَقالَ آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ

(6)

، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلَهُ.

وَقالَ الأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

قوله: «قال عُمر .. » مؤخَّر عن قوله: «وقال موسى

» الآتي في رواية أبي ذر.

(2)

قوله: «بن أبي زائدة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «الرَّبِيعِ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «قالَ أبُو عبدِ اللهِ: والصَّحيحُ قولُ عَمْرٍو» . وبهامش اليونينية: قال أبو ذر الهروي: صوابه: عُمر، وهو ابن أبي زائدة. قال اليونيني: قلت: وعلى الصواب ذكره أبو عبد الله البخاري في الأصل كما تراه، لا عَمرو. اهـ، قارن بما في الإرشاد.

(5)

قوله: «عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يِسَافٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إسْماعِيلَ» .

ص: 407

(65)

‌ بابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ

ص: 408

6405 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

⦗ص: 409⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» .

ص: 408

6406 -

حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» .

ص: 409

(66)

‌ بابُ فَضْلِ ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل

ص: 409

6407 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ

(2)

مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «رَبَّهُ» .

ص: 409

6408 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ. قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

(2)

، قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ

(3)

: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ

(4)

يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ. قالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟

⦗ص: 410⦘

قالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ. قالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ

(5)

لَوْ رَأَوْنِي؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا

(6)

وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا. قالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي

(7)

؟ قالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قالَ: يَقُولُ

(8)

: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً. قالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قالَ: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ. قالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ

(9)

مَا رَأَوْهَا. قالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً. قالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ

(10)

جَلِيسُهُمْ».

رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.

وَرَوَاهُ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِمْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «قالَ: تَقُولُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «كيف» بدون الواو.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وتَحْمِيدًا» .

(7)

في رواية أبي ذر: «قال: فَيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونَنِي» .

(8)

في رواية أبي ذر: «قال: فَيَقُولُ» .

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَا رَبِّ» .

(10)

لفظة: «بهم» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 409

(67)

‌ بابُ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

ص: 410

6409 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَقَبَةٍ -أَوْ قالَ: فِي

(1)

ثَنِيَّةٍ- قالَ: فَلَمَّا عَلَا عَلَيْهَا رَجُلٌ نَادَى فَرَفَعَ صَوْتَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ،

⦗ص: 411⦘

قالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا» . ثُمَّ قالَ: «يَا أَبَا مُوسَى -أَوْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ- أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى. قالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .

(1)

لفظة: «في» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 410

(68)

‌ بابٌ: لِلَّهِ مِئَةُ اسْمٍ غَيْرَ وَاحِدٍ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «وَاحِدَةٍ» .

ص: 411

6410 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً، قالَ: «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إِلَّا وَاحِدًا

(1)

، لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهوَ وِتْرٌ

(2)

يُحِبُّ الْوِتْرَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «إلَّا وَاحِدَةً» .

(2)

بفتح الواو في (ب، ص).

ص: 411

(69)

‌ بابُ الْمَوْعِظَةِ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ

ص: 411

6411 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني شَقِيقٌ، قالَ:

كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ

(1)

، فَقُلْنَا: أَلَا تَجْلِسُ؟ قالَ: لَا، وَلَكِنْ أَدْخُلُ فَأُخْرِجُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ، وَإِلَّا جِئْتُ أَنَا فَجَلَسْتُ. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَهوَ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَامَ

عَلَيْنَا فَقالَ: أَمَا إِنِّي أَخْبَرُ

(2)

بِمَكَانِكُمْ، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ؛ كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.

(1)

بهامش اليونينية: يزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ هذا عبسيٌّ كوفيٌّ، قاله أبو ذر، وقال الحافظ [في (ب، ص): وقال شيخنا الإمام الحافظ] أبو محمد [زاد في (ب، ص): عبد العظيم] المنذريُّ في حواشيه على كتاب ابن طاهر: يزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ تابعيٌّ نخعيٌّ من أصحاب ابن مسعود، قتل غازيًا بفارس رحمه الله تعالى. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 411

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

بابُ مَا جَاءَ فِي الرِّقَاقِ، وَأَنْ لَا عَيْشَ

(1)

إِلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ

(2)

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «باب: لا عيش

» كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «كتاب الرقاق، الصَّحةُ والفَرَاغُ وَلَا عَيْشَ إلَّا عَيْشُ الآخِرَةِ» ، وقوله:«الصَّحة والفراغ» ثابت في روايته عن الحَمُّويي أيضًا. كتبت بالحمرة.

ص: 412

6412 -

حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ -هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ- عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» .

قالَ عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ: حدَّثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ

(1)

، عَنْ أَبِيه: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «هُوَ ابنُ أبي هِنْدٍ» .

ص: 412

6413 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ

(2)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(3)

قالَ:

«اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ

فَأَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم» . كتبت بالحمرة.

ص: 412

6414 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ: حدَّثنا الْفُضَيْلُ

(2)

بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ:

⦗ص: 413⦘

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ:

(3)

كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَنْدَقِ

(4)

، وَهوَ يَحْفِرُ وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ، وَيَمُرُّ بِنَا

(5)

، فَقالَ:

«اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ».

تَابَعَهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في متن (ب، ص): «الفضل» ، وعزوا المثبت في المتن إلى رواية كريمة وأبي ذر. وقوله:«الفضل» وهمٌ، إذ ليس في رجال البخاري من هذا اسمه.

(3)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بِالْخَنْدَقِ» .

(5)

هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«وبَصُرَ بِنَا» .

(6)

قوله: «تابعه سهل .. » ليس في رواية أبي ذر.

ص: 412

(2)

‌ بابُ مَثَلِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَنَّمَا

(1)

الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ

(2)

وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20]

(1)

في (ب، ص) بكسر الهمزة نقلًا عن اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {مَتَاعُ الْغُرُورِ}» بدل إتمامها.

ص: 413

6415 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» .

ص: 413

(3)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ

(1)

»

(1)

قوله: «أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» ليس في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة.

ص: 413

6416 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْمُنْذِرِ الطُّفَاوِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ

(1)

⦗ص: 414⦘

الأَعْمَشِ، قالَ: حدَّثني مُجَاهِدٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(2)

رضي الله عنهما قالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي فَقالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.

(1)

لفظة: «سليمان» ليست في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «عن ابن عمر» . لا إلى بالحمرة.

ص: 413

(4)

‌ بابٌ: فِي الأَمَلِ وَطُولِهِ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}

(2)

[آل عمران: 185].

{ذَرْهُمْ يَأكُلُوا

(3)

وَيَتَمَتَّعُواْ

(4)

وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 3].

وَقالَ عَلِيٌّ

(5)

: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا

(6)

بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ

(7)

.

{بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة: 96]: بِمُبَاعِدِهِ

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِهِ تَعالَى» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «{وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}» ليس في رواية أبي ذر. لا إلى بالحمرة.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش وأبي عمرو بخلف عنه.

(4)

في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِهِ [زاد في (ب، ص): تعالى]: {ذَرْهُمْ يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُواْ} الآيَةَ» بدل إتمامها. كتبت بالحمرة. لا إلى بالحمرة.، والذي في (و، ب) أنَّ فيها زيادة لفظة: (الآية) بدل إتمامها.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي طَالِبٍ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «مِنْهَا» .

(7)

في (ب، ص): «وَلَا حِسَابَ

ولا عملَ».

(8)

قوله: «{بِمُزَحْزِحِهِ} بِمُباعِدِهِ» ثابت في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهي عندهم بعد قوله تعالى:{مَتَاعُ الْغُرُورِ} . كتب بالحمرة.

ص: 414

6417 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا يَحْيَى

(1)

، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطُطًا

(2)

صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقالَ

(3)

: «هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ -أَوْ: قَدْ أَحَاطَ بِهِ- وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطُطُ

(4)

الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ

(5)

هَذَا

(6)

نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعِيدٍ» .

(2)

في نسخة من رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «خِطَطًا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت «الخِطَطُ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«الخُطُوطُ» .

(5)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فإن أخْطَأ» في الموضعين. وبهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: بإسقاط الهاء من «أخطأه» في الموضعين عند السَّمعاني عن أبي الوقت. اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هذِهِ» .

ص: 415

6418 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُطُوطًا، فَقالَ:«هَذَا الأَمَلُ وَهَذَا أَجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَطُّ الأَقْرَبُ» .

ص: 415

(5)

‌ بابٌ: مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ

؛ لِقَوْلِهِ:

{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37]

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَعْنِي الشَيْبَ» .

ص: 415

6419 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ

(2)

: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ

(3)

:

⦗ص: 416⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ

(4)

: «أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» .

تَابَعَهُ أَبُو حَازِمٍ وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش اليونينية: «مُطَهَّر» بضم الميم وفتح الطاء المهملة والهاء. قاله عياض. اهـ.

(3)

قوله: «المَقْبريِّ» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر: «قال» .

ص: 415

6420 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا

(1)

يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

يَقُولُ: «لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الأَمَلِ» .

قالَ اللَّيْثُ

(2)

: حدَّثني يُونُسُ.

وَابْنُ وَهْبٍ: عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ: أخبَرَنِي سَعِيدٌ وَأَبُو سَلَمَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لَيْثٌ» .

ص: 416

6421 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ

(1)

رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ الْمَالِ وَطُولُِ

(2)

الْعُمُرِ».

رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

(3)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ مالِكٍ» .

(2)

بالرفع والجر معًا في متن اليونينية.

(3)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الثاني والثلاثين. اهـ.

ص: 416

(6)

‌ بابُ الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ

فَيهِ سَعْدٌ

(1)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 416

6422 -

6423 - حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ

(1)

: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ:

أخبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَزَعَمَ مَحْمُودٌ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقالَ

(2)

: وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ. قالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، قالَ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِهِ

(3)

وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «وقال» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بها» .

ص: 417

6424 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ» .

ص: 417

(7)

‌ بابُ مَا يُحْذَرُ

(1)

مِنْ زَهرَةِ

(2)

الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا

(1)

في رواية أبي ذر: «يُحَذَّرُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: «زَهَرَةِ» ، و «زَهْرَةِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 417

6425 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ -وَهوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، كَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ

(1)

يَأتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ،

⦗ص: 418⦘

فَوَافَتْهُ

(2)

صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ

(3)

حِينَ رَآهُمْ وَقالَ: «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ» . قالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إلَى البَحْرَيْنِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوَافَتْ» ، وفي روايته عن الحَمُّويي:«فَوافَقَتْ» . كتبتا بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» . كتبت بالحمرة.

ص: 417

6426 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم خَرَجَ

يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ

(3)

، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ

(4)

خَزَائِنِ الأَرْضِ -أَوْ: مَفَاتِيحَ

(5)

الأَرْضِ- وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي

(6)

أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَرَطٌ لَكُمْ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «مَفَاتِحَ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكِنْ» .

ص: 418

6427 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(1)

قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ» . قيلَ: وَمَا بَرَكَاتُ الأَرْضِ؟ قالَ: «زَهْرَةُ الدُّنْيَا» . فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَأتِي

⦗ص: 419⦘

الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَصَمَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى ظَنَنَّا

(2)

أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِينِهِ، فَقالَ:«أَيْنَ السَّائِلُ؟» قالَ: أَنَا. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَقَدْ حَمِدْنَاهُ حِينَ طَلَعَ ذَلِكَ

(3)

. قالَ: «لَا يَأتِي الْخَيْرُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرَةِ

(4)

، أَكَلَتْ

(5)

حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا

(6)

، اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَاجْتَرَّتْ وَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ. وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ

(7)

، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ

(8)

بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كالَّذِي

(9)

يَأكُلُ وَلَا يَشْبَعُ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْرِيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ظَنَنْتُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اطَّلَعَ لِذلِكَ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الخَضِرِ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«الخُضْرَةِ» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَأكُلُ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَاصِرَتُهَا» . كتبت بالحمرة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «وإنْ أخَذَهُ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في متن (ب، ص): (كانَ الَّذِي)، وبهامشهما: كذا في اليونينية، والذي في المتون الصحيحة:«كَالَّذِي» . اهـ.

ص: 418

6428 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ

(1)

: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ

(2)

، قالَ: حدَّثني زَهْدَمُ بْنُ مُضَرِّبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ

(3)

-قالَ عِمْرَانُ: فَمَا أَدْرِي: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا؟ - ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ

(4)

وَلَا يَفُونَ

(5)

،

⦗ص: 420⦘

وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا محمدُ بنُ جَعْفَرٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

قوله: «ثم الذين يَلُونَهُمْ» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة:«مَرَّتَيْنِ» . كتبت بالحمرة. قارن بما في الإرشاد.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَيَنْذِرُونَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وبالهامش: حاشية: بضمِّ الذال وكسرها، قاله عياض. (ب، ص)

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَلَا يُوفُونَ» .

ص: 419

6429 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ

(1)

يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ

(2)

تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ثم الَّذِي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قومٌ مِن بعدهم» .

(3)

في رواية أبي ذر: «شَهَادَاتِهِمْ» .

ص: 420

6430 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا وَكِيعٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قالَ:

سَمِعْتُ خَبَّابًا -وَقَدِ اكْتَوَى يَوْمَئِذٍ سَبْعًا فِي بَطْنِهِ-، وَقالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِالْمَوْتِ

(2)

، إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَضَوْا، وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ، وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 420

6431 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قالَ: حدَّثني قَيْسٌ،

قالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا وَهوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ شَيْئًا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا في التُّرابِ» .

ص: 420

6432 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه قالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَصَّهُ» .

ص: 420

(8)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ

(1)

فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 5 - 6] جَمْعُهُ سُعُرٌ.

قالَ

(2)

مُجَاهِدٌ: {الْغَرُورُ} : الشَّيْطَانُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ إلى قوله: {السَّعِيرِ}» بدل إتمامها.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقالَ» ، وقول مجاهدٍ ثابت عنده أيضًا.

ص: 421

6433 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ

(1)

، أخبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ ابْنَ أَبَانَ أخبَرَهُ، قالَ:

أَتَيْتُ عُثْمَانَ

(2)

بِطَهُورٍ وَهوَ جَالِسٌ عَلَى الْمَقَاعِدِ، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ

(3)

وَهوَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قالَ:«مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَذَا الْوُضُوءِ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» . قالَ: وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْتَرُّوا» .

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أنَّ حُمْرَانَ بنَ أبانَ أَخْبَرَهُ، قالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يَتَوَضَّأُ» .

ص: 421

(9)

‌ بابُ ذَهَابِ الصَّالِحِينَ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «ويقال: الذِّهابُ: المَطَرُ» . وبهامش اليونينية: والذِّهْبَةُ: المَطَرة الضعيفة، وقيل: الجَوْدُ، والجمع: ذِهَابٌ. قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضةً:

حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ وكَفَتْ

فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البراعيمُ

البراعيم: رِمالٌ فيها داراتٌ تُنْبِت البَقل. من المحكم. اهـ.

ص: 421

6434 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

⦗ص: 422⦘

عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ -أَوِ: التَّمْرِ- لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقَالُ: حُفَالَةٌ وَحُثَالَةٌ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

قول أبي عبد الله -هو البخاري- ليس في رواية أبي ذر.

ص: 421

(10)

‌ بابُ مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]

(1)

في رواية أبي ذر: «وقولِهِ تعالى» .

ص: 422

6435 -

حدَّثني يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

ص: 422

6436 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» .

ص: 422

6437 -

حدَّثني مُحَمَّدٌ

(1)

: أخبَرَنا مَخْلَدٌ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ مِثْلَ

(3)

⦗ص: 423⦘

وَادٍ مَالًا لأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ». قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

فَلَا أَدْرِي مِنَ الْقُرْآنِ هوَ أَمْ لَا؟ قالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.

(1)

في (ب، ص): «محمدٌ بنُ المثنى» ، وبهامشهما: كذا لفظ (بن المثنى) في اليونينية، بين (محمد) و (أخبرنا) بهذا الوضع، وتنوين محمد. اهـ. قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر: «نَبِيَّ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِلْءَ» .

ص: 422

6438 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ

(1)

فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْأً

(2)

مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «على مِنْبَرِ مَكَّةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مَلْآنَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 423

6439 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ

(2)

أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ

(3)

فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَأَحَبَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَلَا يَمْلَأُ» .

ص: 423

6440 -

وَقالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ قالَ: كُنَّا نَرَى

(1)

هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ، حَتَّى نَزَلَتْ:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1].

(1)

في رواية أبي ذر: «نرَى» بضم النون وفتحها. كتبت بالحمرة.

ص: 423

(11)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ»

وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى

(1)

: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آل عمران: 14].

قالَ

(2)

عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَهُ

(3)

لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِهِ تَعالَى» ، وضبطت في (ص) بالرفع والجر. كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

(3)

في رواية أبي ذر: «زَيَّنْتَ» .

ص: 424

6441 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قالَ:«هَذَا الْمَالُ -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: قالَ لِي: يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ- خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» .

ص: 424

(12)

‌ بابُ

(1)

مَا قَدَّمَ مِنْ مَالِهِ فَهوَ لَهُ

(1)

في (و، ب): «بابٌ» .

ص: 424

6442 -

حدَّثني

(1)

عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنِي

(2)

أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ:

⦗ص: 425⦘

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ. قالَ:«فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» ، وعكس في (ن).

ص: 424

(13)

‌ بابٌ: الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْمُقِلُّونَ

(1)

، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

(2)

نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ

فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: 15 - 16]

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُمُ الْأقَلُّونَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَتَانِ» بدل إتمامهما. قارن بما في السلطانية. كتبت بالحمرة.

ص: 425

6443 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي وَحْدَهُ، وَلَيْسَ

(2)

مَعَهُ إِنْسَانٌ، قالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، قالَ: فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقالَ:«مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ

(3)

: أَبُو ذَرٍّ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ

(4)

». قالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقالَ:«إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا» . قالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقالَ لِي:«اجْلِسْ هَاهُنَا» . قالَ: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ، فَقالَ لِي:«اجْلِسْ هَاهُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ» . قالَ: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ اللَّبْثَ

(5)

، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهوَ مُقْبِلٌ وَهوَ يَقُولُ:«وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى» . قالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، مَنْ تُكَلِّمُ

(6)

فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا

⦗ص: 426⦘

يَرْجِعُ

(7)

إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قالَ: «ذَلِكَ

(8)

جِبْرِيلُ

(9)

، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، قالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قُلْتُ

(10)

: يَا جِبْرِيلُ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: قُلْتُ

(11)

: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى

(12)

؟ قالَ: نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ

(13)

».

قالَ النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنَا

(14)

حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ

(15)

بِهَذَا.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، مُرْسَلٌ لَا يَصِحُّ، إِنَّمَا أَرَدْنَا لِلْمَعْرِفَةِ، وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ.

قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ قالَ: مُرْسَلٌ أيضًا لَا يَصِحُّ، وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ، وَقالَ: اضْرِبُوا عَلَى حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا: إِذَا مَاتَ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ

(16)

.

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «لَيْسَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تَعالَ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «اللُّبْثَ» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَكَلَّمَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش: حاشية: بفتح التاء وضمها، فبالضمُّ أي: مَن تُكَلِّمُ أنت، وبالفتح أي: مَن تَكَلَّمَ معك، فيعلم ذلك. اهـ. زاد في (ب، ص): وقد رُوي بهما. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَرُدُّ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «ذاكَ» .

(9)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «عليه السلام» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .

(11)

لفظة: «قلت» ليست في رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أنَّ لفظة: «قال» هي التي ليست في روايته.

(12)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «قُلْتُ: وإنْ سَرَقَ وإنْ زَنَى؟ قال: نَعَمْ. قُلْتُ: وإنْ سَرَقَ وإنْ زَنَى؟» .

(13)

قوله: «وإن شرب الخمر» ثابت في رواية المُستملي أيضًا.

(14)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» بدون الواو.

(15)

في رواية أبي ذر: «عنْ زَيْدِ بنِ وَهْبٍ» . كتبت بالحمرة.

(16)

من قوله: «قال أبو عبد الله» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر.

ص: 425

(14)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ

(1)

ذَهَبًا»

(1)

في رواية أبي ذر: «أنَّ لِي أُحُدًا» .

ص: 426

6444 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قالَ:

⦗ص: 427⦘

قالَ أَبُو ذَرٍّ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ

(1)

فَقالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ»

(2)

. قُلْتُ

(3)

: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا، تَمْضِي

(4)

عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْئًا

(5)

أَرْصُدُهُ

(6)

لِدَيْنٍ

(7)

، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» -عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ- ثُمَّ مَشَى فَقالَ

(8)

: «إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا -عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ

- وَقَلِيلٌ مَا هُمْ». ثُمَّ قالَ لِي: «مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» . ثُمَّ انْطَلَقَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ حَتَّى تَوَارَى، فَسَمِعْتُ صَوْتًا قَدِ ارْتَفَعَ، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُرِضَ

(9)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ لِي

(10)

: «لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ» . فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَتَانِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتًا تَخَوَّفْتُ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقالَ:«وَهَلْ سَمِعْتَهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي، فَقالَ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قالَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .

(4)

كتبت التاء بالحمرة في (ب، ص).

(5)

في رواية أبي ذر: «إلَّا شَيْءٌ» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُرْصِدُهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(7)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لِدَيْنِي» .

(8)

في رواية أبي ذر: «ثُمَّ قالَ» .

(9)

ضبطها في (ب، ص): «عَرَضَ» . كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«أنْ يَكُونَ أحَدٌ عَرَضَ» .

(10)

لفظة: «قوله» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. وبهامش (ب، ص): كذا علامة الكُشْمِيْهَنِيِّ في اليونينية على لفظ: «قوله» ، والظاهر أن تكون على لفظة:«لي» .

ص: 426

6445 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ يُونُسَ -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

⦗ص: 428⦘

قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَسَرَّنِي أَنْ لَا تَمُرَّ عَلَيَّ

(2)

ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ

(3)

لِدَيْنٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «بِي» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «إلَّا شَيءٌ أُرْصِدُهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 427

(15)

‌ بابٌ: الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ،

وَقَوْلُ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ

(3)

} [المؤمنون: 55 - 63].

قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَعْمَلُوهَا، لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا.

(1)

في (و): «وقولِ» بالجرِّ، وفي نسخة البقاعي:«وقولُِ» بهما.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقالَ اللهُ تعالَى» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «{وَبَنِينَ} إلى: {عَامِلُونَ}» . كتبت بالحمرة.

ص: 428

6446 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ

(1)

الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «ولكِنْ» .

ص: 428

(16)

‌ بابُ

(1)

فَضْلِ الْفَقْرِ

(1)

لفظة: «باب» صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي ليست في رواية أبي ذر.

ص: 428

6447 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ:«مَا رَأيُكَ فِي هَذَا؟» فَقالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ

(1)

إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ،

⦗ص: 429⦘

وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ. قالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ

(3)

، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا رَأيُكَ فِي هَذَا؟» فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرَى

(4)

إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ

(5)

هَذَا».

(1)

ضبطت في اليونينية بوجهين، المثبت و «حَرَى» ، وضبطت في (ب، ص): «حرًى» بالتنوين، في هذا الموضع والآتي.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «آخَرُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «حَرِيٌّ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ مِثْلِ» .

ص: 428

6448 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قالَ:

عُدْنَا خَبَّابًا فَقالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ

(1)

، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا

(2)

، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ نَمِرَةً، فَإِذَا غَطَّيْنَا رَأسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأسُهُ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُغَطِّيَ رَأسَهُ وَنَجْعَلَ عَلَى

رِجْلَيْهِ مِنَ

(3)

الإِذْخِرِ، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهوَ يَهْدبُهَا

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «شَيْئًا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(3)

في رواية أبي ذر: «شَيْئًا مِنَ» .

(4)

بكسر الدال وضمها، وكتب بهامش (ب): ضمُّ دال «يهدُبها» من الفرع، وكسرها من اليونينية. اهـ.

ص: 429

6449 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ

(1)

: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» .

تَابَعَهُ أَيُّوبُ وَعَوْفٌ.

⦗ص: 430⦘

وَقالَ صَخْرٌ وَحَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

زاد بين الأسطر دون رقم: «رضي الله عنهما» . (ن، ص).

ص: 429

6450 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: لَمْ يَأكُلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ.

ص: 430

6451 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَا فِي رَفِّي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ، فَفَنِيَ.

ص: 430

(17)

بابٌ: كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، وَتَخَلِّيهِمْ مِنَ الدُّنْيَا؟

ص: 430

6452 -

حدَّثني

(1)

أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: حدَّثنا مُجَاهِدٌ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: آللَّهِ

(2)

الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هوَ، إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي

(3)

، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي

(4)

، فَمَرَّ فَلَمْ

(5)

يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قالَ: «أَبَا هِرٍّ

(6)

». قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «الْحَقْ» . وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ

(7)

، فَدَخَلَ، فَاسْتَأذَنَ،

⦗ص: 431⦘

فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ، فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقالَ:«مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟» قَالُوا: أَهْدَاهُ

(8)

لَكَ فُلَانٌ -أَوْ: فُلَانَةُ- قالَ: «أَبَا هِرٍّ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(9)

. قالَ: «الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي» . قالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلَامِ، لَا يَأوُونَ إِلَى

(10)

أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟! كُنْتُ أَحَقَّ أَنَا

(11)

أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ

(12)

أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُم

فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ، قالَ:«يَا أَبَا هِرٍّ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «خُذْ فَأَعْطِهِمْ» . قالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ

(13)

الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ

(14)

، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ، فَقالَ: «أَبَا هِرٍّ

(15)

». قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ» . قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» . فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقالَ:«اشْرَبْ» . فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا. قالَ:«فَأَرِنِي» . فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش اليونينية: الهمزة بمنزلة واو القسم، قاله الحافظ أبو ذر. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَسْتَتْبِعَنِي» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيَسْتَتْبِعَنِي» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَلمْ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «يا أبا هِرٍّ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «فاتَّبَعْتُهُ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَهْدَتْهُ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «لَبَّيْكَ رسولَ اللهِ» .

(10)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «على» .

(11)

لفظة: «أنا» ليست في رواية أبي ذر.

(12)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإِذَا جاؤُوْا» .

(13)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثُمَّ أُعْطِيهِ» . كتبت بالحمرة.

(14)

قوله: «حتى يَرْوَى ثم يَرُدُّ عليَّ القَدَحَ» ليس في رواية أبي ذر.

(15)

قوله: «أبا هر» ثابت في رواية المُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي:«يا أبَا هِرٍّ» ، وعزاها في (ن) إلى رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 430

6453 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ، قالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ:

⦗ص: 432⦘

إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَأَيْتُنَا نَغْزُو وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ

(1)

، وَهَذَا السَّمُرُ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ، خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ سَعْيِي.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 431

6454 -

حدَّثني

(1)

عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 432

6455 -

حدَّثني إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا إِسْحَاقُ-هُوَ الأَزْرَقُ- عَنْ مِسْعَرِ بْنِ

(1)

كِدَامٍ، عَنْ هِلَالٍ

(2)

، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ

(3)

.

(1)

في (ن): «عن» ، وصححت في الهامش بخط مغاير للأصل.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الْوَزَّانِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «تَمْراً» .

ص: 432

6456 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ رَجَاءٍ

(2)

: حدَّثنا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَدَمٍ، وَحَشْوُهُ

(3)

مِنْ لِيفٍ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أَحْمَدُ بنُ أبي رَجاءٍ» ، وهو الصواب.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «وحشوُهُ ليفٌ» .

ص: 432

6457 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا قَتَادَةُ، قَالَ:

كُنَّا نَأتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، وَقَالَ: كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قَطُّ.

ص: 432

6458 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ يَأتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، إِنَّمَا

(2)

هُوَ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللُّحَيْمِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وإنَّمَا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «باللَّحْمِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 433

6459 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ. فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ

(1)

؟ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبْيَاتِهِمْ

(2)

فَيَسْقِينَا

(3)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (ب، ص): «فيسقيناه» . أهمل ضبط الياء الأولى في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): فتح الياء من الفرع. اهـ. وهذا الحديث ليس في رواية أبي ذر.

وبهامش اليونينية: «وأعاشه اللهُ» قال ابن أبي دُوَادٍ وسأله أبوه: ما الذي عاشك؟ فأجابه:

أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ

آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسُلُ

من المحكم. ا ه

ص: 433

6460 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قالَ النَّبيُّ» . كتبت بالحمرة.

ص: 433

(18)

‌ بابُ الْقَصْدِ وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

ص: 434

6461 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا

(1)

أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قَالَ:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتِ: الدَّائِمُ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيَّ

(2)

حِينٍ

(3)

كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبرني» .

(2)

أهمل ضبطها في (ن، و)، والمثبت من (ص) ونسخة البقاعي، وفي (ب، ق) بالرفع: «فأيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في أيِّ حِينٍ» .

ص: 434

6462 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.

ص: 434

6463 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ» . قالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ

(1)

مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 434

6464 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ

(1)

لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ

(2)

وَإِنْ قَلَّ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «إلى الله أدومُها» .

ص: 434

6465 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» . وَقَالَ: «اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ

(2)

مَا تُطِيقُونَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «مِنَ الْعَمَلِ» .

ص: 435

6466 -

حدَّثني عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:

سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ قُلْتُ

(1)

: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَيْفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطِيعُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .

ص: 435

6467 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا

فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا الْجَنَّةَ عَمَلُهُ». قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ» .

قَالَ: أَظُنُّهُ: عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ.

وَقَالَ عَفَّانُ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا» .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: سَدَادًا {سَدِيدًا} [النساء: 9]: صِدْقًا

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال مُجاهِدٌ: {قَوْلاً سَدِيدًا} [النساء: 9] وَسَدَادَاً: صِدْقاً» ، وعزاها في (ن) إلى رواية المُستملي بدل الحَمُّويي، وهي عندهم متقدمة إلى ما قبل قوله: «وَقَالَ عَفَّانُ

».

ص: 435

6468 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى لَنَا يَوْمًا الصَّلَاةَ، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «قَدْ أُرِيتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قُبُلِ هَذَا الْجِدَارِ

(2)

، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ،

(3)

فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحائِط» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 436

(19)

‌ بابُ الرَّجَاءِ مَعَ الْخَوْفِ

وَقَالَ سُفْيَانُ: مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [المائدة: 68].

ص: 436

6469 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأمَنْ مِنَ النَّارِ» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 436

(20)

‌ بابُ الصَّبْرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّه

{إِنَّمَا

(1)

يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]

وَقَالَ عُمَرُ: وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبْرِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقولِهِ عز وجل: {إِنَّمَا

}».

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الصَّبْرَ» .

ص: 436

6470 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أُنَاسًا

(1)

مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَسْأَلْهُ

(2)

أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْطَاهُ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ نَفِدَ كُلُّ شَيْءٍ أَنْفَقَ بِيَدَيْهِ: «مَا يَكُنْ

(3)

عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ لَا أَدَّخِرْهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ

(4)

يُعِفُّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثيُّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيّ أَخْبَرَهُ: أنَّ ناساً» . وكتبت لفظة: «الليثي» بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَسْأَلْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «بِيَدِهِ: ما يَكُونُ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَسْتَعْفِفْ» .

ص: 437

6471 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا مِسْعَرٌ: حدَّثنا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ -أَوْ: تَنْتَفِخَ- قَدَمَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ:«أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!» .

ص: 437

(21)

‌ بابٌ: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

[الطلاق: 3]

قَالَ

(1)

الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: مِنْ

كُلِّ مَا ضَاقَ عَلَى النَّاسِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 437

6472 -

حدَّثني إِسْحَاقُ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» .

ص: 437

(22)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ قِيلَ وَقَالَ

ص: 438

6473 -

حدَّثنا عَلِيُّ

(1)

بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ مُغِيرَةُ وَفُلَانٌ وَرَجُلٌ ثَالِثٌ أيضًا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ:

أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

(2)

، قَالَ: وَكَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ

(3)

، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ، وَعُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ.

وَعَنْ هُشَيْمٍ: أخبَرَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَرَّادًا يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقَالَ عَلِيُّ» .

(2)

قوله: «ثلاث مرات» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «عن قِيلٍ وقَالٍ» .

ص: 438

(23)

‌ بابُ حِفْظِ اللِّسَانِ،

«وَمَنْ كَانَ

(1)

يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمتْ

(2)

»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى

(3)

: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]:

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ

».

(2)

بكسر وضم الميم، وضُبطت بالكسر في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية.

(3)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ تَعالَى» .

ص: 438

6474 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: سَمِعَ أَبَا حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 438

6475 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 439

6476 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا لَيْثٌ: حدَّثنا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ:

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، جَائِزَتُهُ» . قِيلَ: مَا جَائِزَتُهُ؟ قَالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ» .

ص: 439

6477 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حَدَّثَنِي

(2)

ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ

(3)

التَّيْمِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

يَقُولُ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ

(4)

بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ

(5)

فِيهَا

(6)

، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ

(7)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُبَيْدِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَتَكَلَّمُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما يَتَّقِي» . كتبت بالحمرة.

(6)

لفظة: «فيها» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 439

6478 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ: سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -يَعْنِي ابْنَ

⦗ص: 440⦘

دِينَارٍ

(2)

- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُ اللَّهُ

(3)

بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» (و، ق) وهذا الحديث مقدَّمٌ على الحديث الذي قبله في روايته، ورمز للتقديم في (ن) دون التأخير.

(2)

في رواية أبي ذر: «عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَرْفَعُهُ اللهُ» .

ص: 439

(24)

‌ بابُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

ص: 440

6479 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدَّثني خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . ر

ص: 440

(25)

‌ بابُ الْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ

ص: 440

6480 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ:

عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَقَالَ لأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَخُذُونِي فَذَرُّونِي

(1)

فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ. فَفَعَلُوا بِهِ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَا حَمَلَنِي إِلَّا مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «فَذُرُّونِي» . (ب، ص)

ص: 440

6481 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(1)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ رَجُلًا: «فِيمَنْ كَانَ سَلَفَ -أَوْ: قَبْلَكُمْ- آتَاهُ اللَّهُ

⦗ص: 441⦘

مَالًا وَوَلَدًا -يَعْنِي أَعْطَاهُ

(2)

- قَالَ: فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ

(3)

؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا -فَسَّرَهَا قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ- وَإِنْ يَقْدَمْ عَلَى اللَّهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي -أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي- ثُمَّ

(4)

إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَأذْرُونِي

(5)

فِيهَا، فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ -وَرَبِّي

(6)

- فَفَعَلُوا، فَقَالَ اللَّهُ: كُنْ. فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَبْدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ. أَوْ: فَرَقٌ مِنْكَ. فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رحمه الله

(7)

». فَحَدَّثْتُ أَبَا عُثْمَانَ فَقَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ: «فَأذْرُونِي

(8)

فِي الْبَحْرِ». أَوْ كَمَا حَدَّثَ.

وَقَالَ مُعَاذٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ

(9)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْرِيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مالاً» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَكُمْ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى» .

(5)

في (و، ب، ص): «فأذروني» بهمزة قطع، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعيِّ.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(8)

في رواية أبي ذر: «فاذروني» بهمزة وصل. وبهامش اليونينية: ذرت الريحُ الترابَ وغيرَه، ذروًا، وأذرَتْه، وذرَّتْهُ، أطارتْهُ وأذهبَتْه، من المحكم. عياض: يقالُ: ذَرَيتُ الشَّيءَ وذروتُه ذريًا وذروًا، وأذريته أيضًا رباعي، وذرَّيتُ بالتشديد، إذا بدَّدتَه وفرَّقتَه، وقيل: إذا طرحته مقابل الريح كذلك. من المشارق. اهـ.

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْرِيَّ» .

ص: 440

(26)

‌ بابُ الاِنْتِهَاءِ عَنِ الْمَعَاصِي

ص: 441

6482 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا

⦗ص: 442⦘

فَقَالَ: رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ

(2)

، وَإِنِّي

أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ

(3)

، فَأَطَاعَتْهُ

(4)

طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا

(5)

عَلَى مَهَلِهِمْ

(6)

فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِعَيْنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فالنَّجاءَ فالنَّجاءَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فأطَاعَهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فَادَّلَجوا» . كتبت بالحمرة.

(6)

ضبطها في (ب، ص) بسكون الهاء معزوًا إلى اليونينية. قال في الفتح: بسكون الهاء معناه: الإمهال وليس مرادًا هنا. اهـ.

ص: 441

6483 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ

(1)

يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخِذٌ

(2)

بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وهُمْ يَقْتَحمُونَ

(3)

فِيهَا».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَجَعَلَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

هكذا في (ن، ق) ونسخة البقاعي، وموافق لما ضبطه ابن حجر من رواية البخاري، وفي (و، ب، ص): «آخُذُ» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية ذال «آخذ» عليه ضمَّة واحدةٌ، وهو يدلُّ على أنَّه مضارع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 442

6484 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» .

ص: 442

6485 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» .

ص: 443

6486 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولُ اللهِ» .

ص: 443

(28)

‌ بابٌ

(1)

: حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ

(1)

لفظة: «باب» ثابتة في رواية المُستملي.

ص: 443

6487 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ» .

ص: 443

6488 -

حدَّثني

(1)

مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 443

6489 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ

(2)

:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ

................. ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: اسم الشاعر لَبيد بن ربيعة. اهـ.

ص: 444

(30)

‌ بابٌ: لِيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ، وَلَا يَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ

ص: 444

6490 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ

فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ».

ص: 444

(31)

‌ بابُ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَوْ بِسَيِّئَةٍ

ص: 444

6491 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا جَعْدٌ

(1)

أَبُو عُثْمَانَ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ

(2)

قَالَ: قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا

(3)

كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ

(4)

هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ دِينَارٍ» .

(2)

بهامش (ن) دون رقْم زيادة: «عز وجل» ، وهي مثبتة في متن (و، ب)، وبين الأسطر في (ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «فَإِنْ هَمَّ بِهَا وعَمِلَهَا» .

(4)

لفظة: «هو» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

ص: 444

(32)

‌ بابُ مَا يُتَّقَى مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ

ص: 445

6492 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا مَهْدِيٌّ، عَنْ غَيْلَانَ: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا نَعُدُّ

(1)

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم الْمُوبِقَاتِ

(3)

.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَعْنِي بِذَلِكَ

(4)

الْمُهْلِكَاتِ.

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي. (ص)، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«نَعُدُّهَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «رَسولِ اللهِ» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ المُوبِقَاتِ» .

(4)

لفظة: «بذلك» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 445

(33)

‌ بابٌ: الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ، وَمَا يُخَافُ مِنْهَا

ص: 445

6493 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ

(1)

: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ، فَقَالَ:«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» . فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ -فِيمَا يَرَى النَّاسُ- عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ -فِيمَا يَرَى النَّاسُ- عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الْأَلْهانِيُّ الحِمْصِيُّ» .

ص: 445

(34)

‌ بابٌ: الْعُزْلَةُ رَاحَةٌ مِنْ خُلَّاطِ السُّوءِ

(1)

(1)

في (ب، ص): «السَّوء» بفتح السين، وهو موافق لما في الإرشاد، وضبطت في (ق) بهما.

ص: 445

6494 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حدَّثني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ -وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ- أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي

⦗ص: 446⦘

شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ».

تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَالنُّعْمَانُ

(1)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ

أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ يُونُسُ وَابْنُ مُسَافِرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «النُّعمان» مُقدَّم على قوله: «الزُّبيدي» في رواية أبي ذر.

ص: 445

6495 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(1)

أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَيْرُ مَالِ الرَّجُلِ

(2)

الْمُسْلِمِ الْغَنَمُ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «الخُدْرِيِّ» .

(2)

لفظة: «الرجل» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 446

(35)

‌ بابُ رَفْعِ الأَمَانَةِ

ص: 446

6496 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» . قالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» .

ص: 446

6497 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا

(1)

سُفْيَانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:

⦗ص: 447⦘

حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا:«أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ» . وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ

(2)

يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ! وَمَا أَظْرَفَهُ! وَمَا أَجْلَدَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ». وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا

(3)

أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ، لَئنْ

(4)

كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ

(5)

الإِسْلَامُ

(6)

وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا

(7)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أحَدُهُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَلَا» .

(4)

في (ن): «لإن» .

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيَّ» .

(6)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «بالْإِسْلَامِ» .

(7)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قَالَ الْفِرَبْرِيُّ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ أبَا أَحْمَدَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو وَغَيْرُهُمَا: جَذْرُ قُلُوبِ الرِّجَالِ: الْجَذْرُ الأَصْلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْوَكْتُ: أَثَرُ الشَّيْءِ الْيَسِيرُ مِنْهُ» .

وبهامش اليونينية: حاشية: حكى أبو عبيد عن أبي عمرو: «الجِذر» بالكسر، وحكى عن الأصمعي:«الجَذر» بالفتح، قاله أبو ذر. اهـ.

ص: 446

6498 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ الْمِئَة

(1)

لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».

(1)

قوله: «المئة» ضُبط في اليونينية بضبطين: بالجر صفة للإبل: «كَالإِبِلِ الْمِئَةِ، لَا تَكَادُ

»، وبالرفع على الابتداء: «كَالإِبِلِ، الْمِئَةُ لَا تَكَادُ

».

ص: 447

(36)

‌ بابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

ص: 448

6499 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ -وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ- قَالَ:

سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ،

وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ».

ص: 448

(37)

‌ بابُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ

ص: 448

6500 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا

(1)

أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقَالَ:«يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(2)

وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» . قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بَيْنَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لَبَّيْكَ رسولَ اللهِ» .

ص: 448

(38)

‌ بابُ التَّوَاضُعِ

ص: 448

6501 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

⦗ص: 449⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةٌ -قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا الْفَزَارِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا

(1)

مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أنْ لَا يُرْفَعَ شَيْءٌ» .

ص: 448

6502 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ

(2)

: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حدَّثني شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ

(3)

، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي

(4)

بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ

(5)

عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ

(6)

سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ

(7)

اسْتَعَاذَ ني

(8)

لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءتَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ كَرامَةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِحَرْبٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَبْدٌ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وما زالَ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «حَتَّى حَبَبْتُهُ فَكُنْتُ» .

(7)

في (ب، ص): «ولإن» .

(8)

رسم الكلمة في (ن، و) يحتمل: «استعاذني» و «استعاذ بي» ، والذي في (ب، ص) الأوَّل منهما، وضبطت في نسخة البقاعيِّ بالوجهين، وكتب فوقها: معًا.

ص: 449

(39)

بابُ قَوْلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»

{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ

(1)

أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النحل: 77].

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» ، بدل إتمامها.

ص: 450

6503 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ هَكَذَا

(1)

». وَيُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ فَيَمُدُّ بِهِمَا

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَهاتَيْنِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَيَمُدُّهُما» ، قارن بما في السلطانية.

ص: 450

6504 -

حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ

هُوَ الْجُعْفِيُّ

(1)

: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَبِي التَّيَّاحِ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بُعِثْتُ

(2)

وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ».

(1)

قوله: «هو الجعفي» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «أنَا» .

ص: 450

6505 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا

(2)

أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» . يَعْنِي إِصْبَعَيْنِ.

تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 450

(40)

بابٌ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: ‌

«بابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِها» .

ص: 450

6506 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ

⦗ص: 451⦘

مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ

(1)

حِينَ: {لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا

(2)

لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهوَ يَلِيطُ

(3)

حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ

(4)

أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَذَاكَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

صحح عليها في (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية بفتح ياء «يليط» مصحَّحًا عليه كما ترى. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «أحَدُكُمْ» .

ص: 450

(41)

‌ بابٌ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ

ص: 451

6507 -

حدَّثنا حَجَّاجٌ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» . قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ

(1)

إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ

(2)

لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاهُ».

اخْتَصَرَهُ أَبُو دَاوُدَ وَعَمْرٌو عَنْ شُعْبَةَ.

وَقَالَ سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «ليس ذلِكِ، ولَكِنِ المُؤْمِنُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَكَرِهَ» .

ص: 451

6508 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» .

ص: 452

6509 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ:

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهوَ صَحِيحٌ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرَ

(3)

». فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ

إِلَى السَّقْفِ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» . قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارنَا

(4)

، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ. قَالَتْ: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَوْلُهُ:«اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في (و): «يُخَيَّرُ» بالرفع، وفي (ق) ونسخة البقاعي بالرفع والنَّصب.

(4)

ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب معًا.

ص: 452

(42)

‌ بابُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ

ص: 452

6510 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:

أخبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أَوْ: عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، يَشُكُّ

(2)

عُمَرُ- فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا

(3)

وَجْهَهُ، وَيَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

⦗ص: 453⦘

إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ». ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» . حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «شكَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْسَحُ بِها» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: العُلْبَةُ مِنَ الخَشَبِ، والرَّكْوَةُ مِنَ الأَدَمَ» .

ص: 452

6511 -

حدَّثني

(1)

صَدَقَةُ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأَعْرَابِ جُفَاةً

(2)

، يَأتُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَيَسْأَلُونَهُ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: «إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ» . قالَ هِشَامٌ: يَعْنِي مَوْتَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حُفاةٌ» .

ص: 453

6512 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ:«مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» . قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ:«الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» .

ص: 453

6513 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ: حدَّثني ابْنُ كَعْبٍ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ» .

ص: 453

6514 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ:

سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: «يَتْبَعُ

(1)

الْمَيِّتَ

(2)

ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «يَتَّبِعُ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ في نسخة: «المُؤْمِنَ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«المَرْءَ» .

ص: 454

6515 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ

(1)

، غُدْوَةً وَعَشِيًّا

(2)

، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الْجَنَّةُ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عُرِضَ علَى مَقْعَدِهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وعَشِيَّةً» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إليهِ» .

ص: 454

6516 -

حدَّثنا

(1)

عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا

الأَمْوَاتَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

ص: 454

(43)

‌ بابُ نَفْخِ الصُّورِ

قَالَ مُجَاهِدٌ: الصُّورُ: كَهَيْئَةِ الْبُوقِ. {زَجْرَةٌ} [الصافات: 19]: صَيْحَةٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النَّاقُورُ: الصُّورُ. {الرَّاجِفَةُ} [النازعات: 6]: النَّفْخَةُ الأُولَى، و {الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7]: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ.

ص: 454

6517 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي

⦗ص: 455⦘

سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ الرَّحْمنِ الأَعْرَجِ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، قَالَ: فَغَضِبَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ وَجْهَ الْيَهُودِيِّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ

(3)

مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ مُوسَى فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي

(4)

، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في أولِ» ، و «في» مثبتة في متن (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قَبْلُ» .

ص: 454

6518 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ

(1)

: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَصْعَقُ النَّاسُ حِينَ يَصْعَقُونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ قَامَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ» .

رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

لفظة: «قال» ليست في متن (ب، ص).

ص: 455

(44)

‌ بابٌ: يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ

(1)

رَوَاهُ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَوْمَ القِيامَةِ» .

(2)

قوله: «عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم» ثابت في رواية المُستملي أيضًا.

ص: 455

6519 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 456⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟!» .

ص: 455

6520 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ، نُزُلًا لأَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَأَتَى

(1)

رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:«بَلَى» . قَالَ: تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا ثُمَّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالَامٌ وَنُونٌ، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ، يَأكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا

سَبْعُونَ أَلْفًا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأَتاهُ» .

ص: 456

6521 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ» . قالَ سَهْلٌ أَوْ غَيْرُهُ: «لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحَدٍ» .

(1)

(1)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بأصل السَّماع. اهـ.

ص: 456

(45)

‌ بابٌ: كَيْفَ الْحَشْرُ؟

ص: 456

6522 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ: رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ. وَيَحْشُرُ

(1)

⦗ص: 457⦘

بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا».

(1)

في رواية أبي ذر: «وتَحْشُرُ» .

ص: 456

6523 -

حدَّثنا

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيْفَ

(2)

يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا

(3)

عَلَى أَنَّ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!» قالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

لفظة: «كيف» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 457

6524 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلًا» . قالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِمَّا نَعُدُّ

(1)

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية ابن عساكر: «يُعَدُّ» .

ص: 457

6525 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» .

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 457

6526 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ

(2)

، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

⦗ص: 458⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ

(3)

حُفَاةً عُرَاةً

(4)

{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} الآيَةَ

(5)

[الأنبياء: 104] وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي

(6)

. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ:{وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {الْحَكِيمُ} [المائدة: 117 - 118]. قَالَ: فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ

(7)

يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «يَعْنِي ابنَ النُّعْمانِ» .

(3)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «تُحْشَرُونَ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «غُرْلاً» .

(5)

لفظة: «الآية» ليست في رواية ابن عساكر.

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أصْحابِي» .

(7)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَنْ» .

ص: 457

6527 -

حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: حدَّثني الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ! فَقَالَ: «الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ

(1)

أَنْ يَهُمَّهُمْ

(2)

ذَاكِ».

(1)

لفظة: «من» ليست في (ن).

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُهِمَّهُمْ» .

ص: 458

6528 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ

(1)

، فَقَالَ:«أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «تَرْضَوْنَ

(2)

أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ

⦗ص: 459⦘

أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: نَعَمْ

(3)

، قَالَ:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ» .

(1)

قوله: «في قُبة» ليس في رواية ابن عساكر.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «أَتَرْضَوْنَ» .

(3)

قوله: «قَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ» ليس في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر.

ص: 458

6529 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ، فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ

(2)

، فَيُقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ كَمْ أُخْرِجُ؟ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ:«إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عنِ الَّنبيِّ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 459

(46)

‌ بابُ قَوْلِهُ عز وجل: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}

(1)

[الحج: 1]

{أَزِفَتْ الْآزِفَةُ} [النجم: 57]: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: 1].

ص: 459

6530 -

حدَّثني

(1)

يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

: «يَقُولُ اللَّهُ: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِئةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُم بِسَكْرَى

(3)

وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]». فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ

اللَّهِ،

⦗ص: 460⦘

أَيُّنَا ذلكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: «أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ مِنْ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ أَلْفٌ

(4)

وَمِنْكُمْ رَجُلٌ»، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ

(5)

، إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ». قالَ: فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ

(6)

، إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوِ الرَّقْمَةِ

(7)

فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ».

(1)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

هكذا: «{سَكْرَى

بِسَكْرَى}» على قراءة حمزة والكسائي وخلف، وفي رواية أبي ذر:«{سُكَارَى}» في الموضعين على قراءة الجمهور. قارن بما في الإرشاد.

(4)

في رواية أبي ذر: «ألْفًا» .

(5)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بِيَدِهِ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «بِيَدِهِ» .

(7)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أو كَالرَّقْمَةِ» .

ص: 459

(47)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ

(1)

أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ.

لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4 - 6].

وَقَالَ

(2)

ابْنُ عَبَّاسٍ:

{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} [البقرة: 166]: قَالَ: الْوُصُلَاتُ فِي الدُّنْيَا.

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» ، بدون واو. (و، ب، ص).

ص: 460

6531 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: «يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ» .

ص: 460

6532 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ

⦗ص: 461⦘

عَرَقُهُمْ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ

(2)

حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 460

(48)

‌ بابُ الْقِصَاصِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَهيَ الْحَاقَّةُ؛ لأَنَّ فِيها الثَّوَابَ وَحَوَاقَّ الأُمُورِ. الْحَقَّةُ وَالْحَاقَّةُ وَاحِدٌ، وَالْقَارِعَةُ وَالْغَاشِيَةُ وَالصَّاخَّةُ، وَالتَّغَابُنُ: غَبْنُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ.

ص: 461

6533 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني شَقِيقٌ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وحاشية رواية ابن عساكر:«في الدِّماءِ» .

ص: 461

6534 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ

(1)

فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أَخِيهِ» .

ص: 461

6535 -

حدَّثني

(1)

الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43] قَالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ

(2)

رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ

(3)

لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ

(4)

كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لأَحَدُهُمْ

⦗ص: 462⦘

أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا».

(1)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ب، ص): الياء من «الخدري» في اليونينية مجرورة [في (ب): مكسورة].

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيُقْتَصُّ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 461

(49)

‌ بابٌ: مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ

ص: 462

6536 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» . قالَتْ: قُلْتُ: أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8]؟ قَالَ: «ذَلِكِ الْعَرْضُ» .

حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى

(1)

، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.

وَتابَعَهُ

(2)

ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَيُّوبُ، وَصَالِحُ بْنُ رُسْتُمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«تابعه» بدون الواو. (و، ب، ص).

ص: 462

6537 -

حدَّثني إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: حدَّثني الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ:

حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا هَلَكَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7 - 8]؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا ذَلِكِ

(1)

الْعَرْضُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُذِّبَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «ذَاكِ» .

ص: 462

6538 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ:

⦗ص: 463⦘

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

-وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ-: «يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ كُنْتَ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ» .

ص: 462

6539 -

6540 - حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي

(1)

الأَعْمَشُ، قَالَ: حدَّثني خَيْثَمَةُ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ

(2)

اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ

(3)

تَرْجُمَانٌ

(4)

، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ

(5)

».

قَالَ الأَعْمَشُ: حدَّثني عَمْرٌو، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ

(6)

قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ» . ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ:«اتَّقُوا النَّارَ» . ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثَلَاثًا، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «سَيُكَلِّمُهُ» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر: «لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُرْجُمَانٌ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

قوله: «بن حاتم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 463

(50)

‌ بابٌ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ

ص: 463

6541 -

حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا حُصَيْنٌ. وَحَدَّثَنِي

(1)

أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ

(2)

:

⦗ص: 464⦘

حدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ:

حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ

(3)

النَّبِيُّ

(4)

يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ

(5)

مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعَشَرَةُ

(6)

، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ

(7)

وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلَاءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ

وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ». فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ

(8)

بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» . ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ

(9)

قالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: وحدَّثني» .

(2)

بهامش اليونينية: أَسِيدُ بنُ زَيْدٍ: أبُو مُحَمَّدٍ مولى علي بن صالح -بفتح الهمزة وكسر السين- ويعرف: بالجمَّال -بالجيم- وهو من أفراد البخاري رضي الله عنهما. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فأَجِدُ النَّبيَّ» .

(5)

هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «العَشِيرةُ» .

(7)

لفظة: «يمر» ليست في رواية أبي ذر، وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: «يَمُرُّ» هو في نسخة.

(8)

بهامش اليونينية: عُكاشَةُ: مخفف، ومُثقَّل، وهو الأكثر. اهـ.

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وكتب بالهامش: قال الحافظ أحمد بن ثابت: قيل: إنَّ هذا الرجل الآخر كان سعدَ بن عبادة رضي الله عنه. اهـ.

ص: 463

6542 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَدْخُلُ

(1)

مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ». وَقَالَ

(2)

أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ

(3)

يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ

(4)

: «اللَّهُمَّ

⦗ص: 465⦘

اجْعَلْهُ مِنْهُمْ». ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ:«سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الجَنَّةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 464

6543 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا -أَوْ: سَبْعُ مِئَةِ أَلْفٍ، شَكَّ فِي أَحَدِهِمَا- مُتَمَاسِكِينَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ

(1)

بِبَعْضٍ، حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ، وَوُجُوهُهُمْ

(2)

عَلَى ضَوْءِ

(3)

الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُورَةِ» .

ص: 465

6544 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ: حدَّثنا نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَ

(1)

أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ

(2)

: يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، خُلُودٌ».

(1)

في (ن، ق): «إذا أُدْخِلَ» ، وفي رواية أبي ذر:«يَدْخُلُ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 465

6545 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: خُلُودٌ

(1)

لَا مَوْتَ، وَلأَهْلِ النَّارِ: يَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لَا مَوْتَ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ» .

ص: 465

(51)

‌ بابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ طَعَامٍ يَأكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ

(1)

».

عَدْنٌ: خُلْدٌ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ: أَقَمْتُ، وَمِنْهُ الْمَعْدِنُ. فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ

(2)

: فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «الْحُوتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر: 55]» . وصوَّب في الفتح المثبتَ في المتن.

ص: 465

6546 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ:

عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» .

ص: 466

6547 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: أخبَرَنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينَ

(1)

، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ».

(1)

ضبط في (ن): «عامةَ

المساكينُ»، وضبطت في نسخة البقاعي بالوجهين.

ص: 466

6548 -

حدَّثنا مُعَاذُ

ابْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، يَا

(1)

أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَيَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حَزَنًا إلى حَزَنِهِمْ» بفتح الحاء والزاي فيهما.

ص: 466

6549 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

(1)

، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ

(2)

يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. يَقُولُونَ

(3)

: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى

⦗ص: 467⦘

وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا».

(1)

قوله: «بن أنس» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «تبارك وتعالى» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَقُولُونَ» .

ص: 466

6550 -

حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَهوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى تَرَى

(1)

مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: «وَيْحَكِ، أَوَهَبِلْتِ؟

(2)

أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إِنَّها جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ لَفِي

(3)

جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَرَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي» .

ص: 467

6551 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا الْفُضَيْلُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ الْكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ» .

ص: 467

6552 -

6553 - وَقَالَ

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا» .

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي

(2)

أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ السَّرِيعَ

(3)

⦗ص: 468⦘

مِئَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «قَالَ: وقالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «الجَوَادُ أوِ المُضَمَّرُ السريعُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 467

6554 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ

(1)

-أَوْ: سَبْعُ مِئةِ أَلْفٍ، لَا يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ أَيَّهُمَا

(2)

قَالَ- مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ

(3)

الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «أَلْفًا» .

(2)

في (ب): «أيُّهُما» ، وبالضبطين في (ص)، وكتب:«أيَّهُما» بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ضَوْءِ» .

ص: 468

6555 -

6556 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرَفَ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ فِي السَّمَاءِ» . قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ

(1)

النُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ

(2)

وَيَزِيدُ فِيهِ: «كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الْغَارِبَ

(3)

فِي الأُفُقِ الشَّرْقِيِّ وَالْغَرْبِيِّ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يُحَدِّثُهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الغَابِرَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «الغربيِّ والشرقيِّ» . كتبت بالحمرة.

ص: 468

6557 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

(1)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ:

⦗ص: 469⦘

أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي».

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 468

6558 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ

(1)

كَأَنَّهُمُ الثَّعَارِيرُ». قُلْتُ: مَا

(2)

الثَّعَارِيرُ؟ قَالَ: الضَّغَابِيسُ. وَكَانَ قَدْ سَقَطَ فَمُهُ، فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أَبَا مُحَمَّدٍ

(3)

، سَمِعْتَ

(4)

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ

(5)

بِالشَّفَاعَةِ مِنَ النَّارِ»؟ قالَ: نَعَمْ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومَا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَا أبَا مُحَمَّدٍ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

ضبطت في (ن) بضبطين: «يَخْرُجُ» و «يُخْرَجُ» معًا.

ص: 469

6559 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا مَسَّهُمْ مِنْهَا سَفْعٌ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيِّينَ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «عن أنس» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا. (و، ب، ص)، لكن في متن (و):«الجهنميُّون» ، وذكر رواية أبي ذر في الهامش، وبهامش (ب، ص): كان في أصل اليونينية: «الجهنميون» ثمَّ صُلِّحت، وجعل عليها علامة أبي ذر في الأصل والهامش. اهـ.

ص: 469

6560 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يَقُولُ اللَّهُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيَخْرُجُونَ

⦗ص: 470⦘

قَدِ امْتُحِشُوا وَعَادُوا حُمَمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَينْبِتُونَ

(2)

كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»، أَوْ قَالَ:«حَمِيَّةِ السَّيْلِ» ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا تَنْبُتُ

(3)

صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً».

(1)

في رواية أبي ذر: «رَسولَ اللهِ» .

(2)

ضبط الباء فقط في (ن، و)، وباقي الضبط من (ب، ص)، وبهامش (ص): كذا ضبطها في اليونينية. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«تَخْرُجُ» .

ص: 469

6561 -

حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ:

سَمِعْتُ النُّعْمَانَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ» .

ص: 470

6562 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ عَلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ وَالْقُمْقُمُ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بالْقُمْقُمِ» ، وصوَّب القاضي عياض كونه بالواو لا بالموحدة.

ص: 470

6563 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا

شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ خَيْثَمَةَ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» .

ص: 470

6564 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

-وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ- فَقَالَ: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ

(2)

فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي

⦗ص: 471⦘

مِنْهُ

(3)

أُمُّ دِمَاغِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَقولُ» ، وخرَّج لها في (ن) عند لفظة:«فقال» الآتية على البدلية.

(2)

في رواية أبي ذر بالرفع والنصب معًا، وهكذا ضُبطت في متن (ن) دون عزوٍ.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْها» .

ص: 470

6565 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَجْمَعُ اللَّهُ

(1)

النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ

(2)

فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، وَيَقُولُ

(3)

: ائْتُوا

(4)

نُوحًا؛ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ. فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ؛ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا. فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ- ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ

(5)

. فَيأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ

(6)

-فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ- ائْتُوا عِيسَى. فَيَأتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم؛ فَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأتُونِي، فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ

(7)

، ثُمَّ يُقَالُ

(8)

: ارْفَعْ رَأسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأسِي، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِي، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَقَعُ سَاجِدًا مِثْلَهُ، فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، حَتَّى مَا بَقِيَ

(9)

فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ». وَكَانَ

(10)

قَتَادَةُ

⦗ص: 472⦘

يَقُولُ عِنْدَ هَذَا: أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «جَمَعَ اللهُ» . ومال في الفتح إلى أنَّ المثبت في المتن هو المعتمد.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَلَائِكَتَهُ» .

(3)

لفظة: «ويقول» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

ضُبطت في اليونينية بألف وصل بعدها ياء وهمزة معًا: «ائْتُوا» وهو المثبت، و «ايتُوا» ، في هذا الموضع والمواضع التي جاءت بعده.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كَلَّمَ اللهُ» .

(6)

قوله: «فيقول: لست هناكم» ليس في رواية أبي ذر.

(7)

لفظ الجلالة ليس في رواية أبي ذر.

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِي» .

(9)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما يَبْقَى» .

(10)

في رواية أبي ذر: «فَكَانَ» .

ص: 471

6566 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

حَدَّثَنَا

(1)

عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في (ب، ص) زيادة بين الأسطر: «رضي الله عنهما» .

ص: 472

6567 -

6568 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ غَرْبُ سَهْمٍ

(2)

، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ

(3)

حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ، وَإِلَّا سَوْفَ تَرَى

مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ لَهَا: «هَبِلْتِ

(4)

؟، أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي

(5)

الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى». وَقَالَ: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ، أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ

(6)

مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الْخِمَارَ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».

(1)

في رواية أبي ذر: «النبيَّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَهْمٌ غَرْبٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَوْضِعَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«هبِلْتِ» بضم الهاء وفتحها معًا، قارن بما في الإرشاد.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَفِي» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدَمِهِ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي و [ق]:«قدِّهِ» بكسر القاف وفتحها معًا.

ص: 472

6569 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

⦗ص: 473⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

(1)

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ؛ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ

(2)

إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ؛ لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أحَدٌ النَّارَ» .

ص: 472

6570 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي

(2)

عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ

(3)

مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ».

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في (و) بالرفع: «لَا يَسْأَلُنِي» ، وفي (ق) بالرفع والنصب معًا.

(3)

في رواية أبي ذر: «أوَّلَ» بالنصب.

ص: 473

6571 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا

(1)

، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَأتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَأتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا -أَوْ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا-. فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي

(2)

-أَوْ: تَضْحَكُ مِنِّي- وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟!» فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: ذَلِكَ

(3)

أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً.

(1)

ضبَّب عليها في (ب، ص)، وهو موافق لما في الإرشاد، وفي رواية أبي ذر:«حَبْوًا» وصحح عليها.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ» .

ص: 473

6572 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ:

عَنِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؟

ص: 474

(52)

‌ بابٌ: الصِّرَاطُ جَسْرُ جَهَنَّمَ

ص: 474

6573 -

6574 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَعِيدٌ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ

عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُونَ

(1)

فِي الشَّمْسِ، لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ

(2)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ

(3)

، فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ

(4)

، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ

(5)

، وَيَتْبَعُ

(6)

مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ

(7)

، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ

(8)

، وَيُضْرَبُ جَسْرُ

(9)

جَهَنَّمَ»، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟» قَالُوا: بَلَى

(10)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ

⦗ص: 475⦘

أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ

(11)

قَدْرَ

(12)

عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ

(13)

، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ

(14)

مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا

(15)

، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ. فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ، فَيَقُولُ: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ. فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ

(16)

مَا أَغْدَرَكَ! فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ

(17)

ذَلِكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ. فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ

(18)

أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ

(19)

: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَوَلَيْسَ

(20)

قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ

يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكُ

(21)

، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ

(22)

:

⦗ص: 476⦘

تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا. فَيَتَمَنَّى، حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِيُّ. فَيَقُولُ لَهُ

(23)

: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا.

قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ

(24)

جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:«هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ» . قالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ» . قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: «مِثْلُهُ مَعَهُ» .

(1)

بهامش (ب، ص): الراء ليست مشدَّدة في «تضارون» هذه في اليونينية. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَلْيَتْبَعْهُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

ضبطت في (ب، ص) بوجهين: «وَيَتَّبِعُ» ، «وَيَتْبَعُ» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في (ب، ص): «فَيَتبعُونه» من غير ضبطٍ للتاء والباء، وبهامشهما: كذا في اليونينية، وضبطها في فرعٍ بالتخفيف، والقسطلاني بالتشديد. اهـ.

(9)

في (ص): «جسر» بفتح الجيم وكسرها معاً مصحَّح عليه.

(10)

في رواية أبي ذر: «نَعَمْ» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية كريمة.

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غير أنَّهُ لَا يَعْرِفُ» .

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ يُخْرِجَهُ» .

(14)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِنْهُمْ» .

(15)

في رواية أبي ذر: «ذَكَاهَا» .

(16)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَا ابْنَ آدَمَ» .

(17)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنْ أُعْطِكَ» .

(18)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَمِيثَاقٍ» .

(19)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ثُمَّ قَالَ» .

(20)

في رواية أبي ذر: «أَوَ لَسْتَ» .

(21)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (ب، ص): «يضحكَ» .

(22)

في رواية أبي ذر زيادة: «له» .

(23)

لفظة: «له» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(24)

لفظة: «الخدريُّ» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 474

(53)

‌ بابٌ: فِي الْحَوْضِ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ» .

ص: 476

6575 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 476

6576 -

وَحَدَّثَنِي

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ

(2)

رِجَالٌ

⦗ص: 477⦘

مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».

تَابَعَهُ عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ.

وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» بدون الواو.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «مَعِي» .

ص: 476

6577 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نَافِعٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَمَامَكُمْ حَوْضٌ

(1)

كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ

(2)

وَأَذْرُحَ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَوْضِي» .

(2)

بهامش اليونينية: «جَرْبَى» مقصور، قاله الحافظان أبو عبيد البكري وأبو الفضل عياض رضي الله عنهما، قال القاضي عياض: و (جربى) جاءت في البخاري ممدودة، هذا آخر كلامه. قال اليونيني: وكذلك رأيتُ أنا في أصل مصحَّحٍ مقروءٍ من رواية الحافظ أبي ذر، ومن رواية الأصيلي. اهـ.

ص: 477

6578 -

حدَّثني

(1)

عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه

(2)

قَالَ: الْكَوْثَرُ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ أُنَاسًا

(3)

يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ! فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ص): «عَنْهُ» كذا في اليونينية، بإفراد الضمير. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ ناسًا» .

ص: 477

6579 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو

(1)

: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ،

⦗ص: 478⦘

وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ

(2)

مِنْهَا

(3)

فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «مَنْ يَشْرَبُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «منْهُ» .

ص: 477

6580 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ:

حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ: «إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» .

ص: 478

6581 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَحَدَّثَنَا

(1)

هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا

(2)

أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ -أَوْ: طِيبُهُ

(3)

- مِسْكٌ أَذْفَرُ». شَكَّ هُدْبَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» بدون الواو.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(3)

في رواية أبي ذر: «طيبُه أو طينه» .

ص: 478

6582 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الْحَوْضَ، حَتَّى

(1)

عَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي

(2)

؟ فَيَقُولُ

(3)

: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«أُصَيْحابي» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيُقَالُ» . (ب، ص).

ص: 478

6583 -

6584 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي

(1)

فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ

(2)

، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَا أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي

(3)

، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ».

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

(4)

لَسَمِعْتُهُ وَهوَ يَزِيدُ فِيهَا: «فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» .

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سُحْقًا: بُعْدًا، يُقَالُ: سَحِيقٌ: بَعِيدٌ، سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ: أَبْعَدَهُ

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «يَشْرَبُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «ويَعْرِفُونَنِي» . كتبت بالحمرة.

(4)

لفظة: «الخدري» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

قوله: «سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ» ليس في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ. قارن بما في الإرشاد.

ص: 479

6585 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ

(1)

: حدَّثنا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُحَلَّوْنَ

(2)

عَنِ الحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي؟ فَيَقُولُ

(3)

: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى».

(1)

بهامش اليونينية: «الحَبَطي» بالحاء المهملة، قاله أبو علي الغساني. اهـ.

(2)

ضُبطت في (ب، ص): «فَيُحَلَّؤُونَ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«فَيُجْلَوْنَ» بالجيم.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيُقَال» .

ص: 479

6586 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ

(1)

: أخبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

⦗ص: 480⦘

عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّوْنَ

(2)

عَنْهُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ

(3)

لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى».

وَقَالَ شُعَيْبٌ

(4)

: عَنِ الزُّهْرِيِّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَيُجْلَوْنَ» .

وَقَالَ عُقَيْلٌ: «فَيُحَلَّوْنَ»

(5)

.

وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي

(6)

رَافِعٍ

(7)

، عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(2)

ضبطت في (ب، ص): «فَيُحَلَّؤُونَ» ، وفي رواية أبي ذر:«فَيُجْلَوْنَ» بالجيم.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّهُ» .

(4)

قوله: «وقال شعيب .. » إلى آخره مُقدَّمٌ على حديث أحمد بن صالح في رواية أبي ذر.

(5)

ضبطت في (ب، ص): «فَيُحَلَّؤُونَ» .

(6)

ضبَّب عليها في اليونينيَّة.

(7)

هكذا ضبَّب على: «أبي» في اليونينية، وكأنَّه مُشْكِل، ولا إشكال فيه، فقد تكرر ذكره في البخاري، انظر الأحاديث:(3007، 4274، 4890).

ص: 479

6587 -

حدَّثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(1)

: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: حدَّثنا أَبِي، قَالَ: حدَّثني هِلَالٌ

(2)

، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا

(3)

زُمْرَةٌ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ واللَّهِ

(4)

. قُلْتُ: وَمَا شَأنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ

⦗ص: 481⦘

ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ

(5)

. قُلْتُ

(6)

: مَا شَأنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى، فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ

(7)

إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ

(8)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الحِزَامِيُّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا هِلَالُ بنُ عَلِيٍّ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «نائِمٌ إذا» . وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قائِمٌ فإذا» . كتبتا بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية أبي ذر: «فِيهِمْ» .

(8)

بهامش اليونينية نقلًا عن عياض: «الهمل» : الإبل بغير راع. اهـ.

ص: 480

6588 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ

(2)

: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبٍ

(3)

، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 481

6589 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكَ قَالَ:

سَمِعْتُ جُنْدَبًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» .

ص: 481

6590 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

عَنْ عُقْبَةَ

(1)

رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ

(2)

عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «إِنِّي

(3)

فَرَطٌ لَكُمْ

(4)

، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ -أَوْ: مَفَاتِيحَ الأَرْضِ- وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا».

(1)

بهامش اليونينية: هو عقبة بن عامر بن عَبْس الجُهَنيُّ أبو الأسود رضي الله تعالى عنه. اهـ.

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَرَطُكُمْ» .

ص: 481

6591 -

6592 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ:

⦗ص: 482⦘

أَنَّهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الْحَوْضَ فَقَالَ: «كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَصَنْعَاءَ» .

وَزَادَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ:

عَنْ حَارِثَةَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَوْلهُ

(1)

: «حَوْضُهُ

(2)

مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ». فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ قَالَ: الأَوَانِي؟ قالَ: لَا. قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ: «تُرَى فِيهِ الآنِيَةُ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ» .

(1)

أهمل ضبطها في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): كذا بالضبطين في اليونينية، وفي رواية أبي ذر:«قال» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 481

6593 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرُ

(1)

مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: هَلْ شَعَرْتَ

(2)

مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟! وَاللَّهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ». فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا، أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا.

أَعْقَابِهمْ يَنْكِصُونَ: يَرْجِعُونَ

(3)

عَلَى الْعَقِبِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أَنْظُرَ» بالنصب.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «{أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ} [المؤمنون: 66]: تَرْجِعُونَ» .

ص: 482