المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(1) بابٌ (1) : فِي الْقَدَرِ - صحيح البخاري - ن عطاءات العلم - جـ ٦

[البخاري]

فهرس الكتاب

(1)

بابٌ

(1)

: فِي الْقَدَرِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: كِتابُ القَدَرِ» ، كتبت البسملة بالحمرة. ولفظة:«باب» ثابتة في رواية المُستملي أيضًا.

ص: 5

6594 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أنْبَانِي سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ

(1)

فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ

(2)

عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا

(3)

فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ

(4)

: بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ -أَوِ: الرَّجُلَ- يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

(5)

فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ

(6)

، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا».

قالَ

(7)

آدَمُ: «إِلَّا ذِرَاعٌ

(8)

».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّ خَلْقَ أحَدِكُمْ يُجْمَعُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثمَّ يُبْعَثُ إِلَيهِ مَلَكٌ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِأَرْبَعَةٍ» . كتبت بالحمرة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «أوْ باعٍ» بدل: «أو ذراعين» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلَّا باعٌ» . كتبت بالحمرة.

ص: 5

6595 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَكَّلَ اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ:

⦗ص: 6⦘

أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا قالَ: أَيْ رَبِّ

(2)

ذَكَرٌ

(3)

أَمْ أُنْثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ، عَنْ أَنَسٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يا رَبِّ» . كتبت بالحمرة، وصحح عليها.

(3)

في رواية أبي ذر: «أَذَكَرٌ» .

ص: 5

(2)

‌ بابٌ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ

{وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23]

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ» .

قالَ

(1)

ابْنُ عَبَّاسٍ {لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61]: سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وقالَ» .

ص: 6

6596 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ الرِّشْكُ، قالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ يُحَدِّثُ:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قالَ:«نَعَمْ» ، قالَ: فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟! قالَ: «كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ، أَوْ: «لِمَا يُسِّرَ لَهُ

(1)

».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يُيَسَّرُ له» . كتبت بالحمرة.

ص: 6

6597 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما

قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقالَ:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» .

ص: 6

6598 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: وَأخبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ:

⦗ص: 7⦘

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقالَ:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» .

ص: 6

6599 -

6600 - حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ

(2)

: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟» .

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهوَ صَغِيرٌ؟ قالَ:«اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا إِسْحَاقُ بنُ إبْراهِيمَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 7

6601 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، وَلْتَنْكِحْ؛ فَإِنَّ لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا» .

ص: 7

6602 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ، قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ، وَعِنْدَهُ سَعْدٌ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذٌ: أَنَّ ابْنَهَا يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا: «لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى،

(1)

كُلٌّ بِأَجَلٍ

(2)

، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 7

6603 -

حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي

⦗ص: 8⦘

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيُّ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَمَا

(1)

هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَاءَ رَجُلٌ مِنِ الأَنْصَارِ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُصِيبُ سَبْيًا وَنُحِبُّ الْمَالَ، كَيْفَ تَرَى فِي الْعَزْلِ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَ إِنَّكُمْ تَفْعَلُونَ

(2)

ذَلِكَ، لَا عَلَيْكُمْ أَلَّا تَفْعَلُوا

(3)

؛ فَإِنَّهُ لَيْسَتْ نَسَمَةٌ كَتَبَ اللَّهُ أَنْ تَخْرُجَ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَيْنَا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «لَتَفْعَلُونَ» . كتبت بالحمرة، وصحَّح عليها في أوَّلِها.

(3)

في رواية أبي ذر: «أَنْ لَا تَفْعَلُوا» . كتبت بالحمرة. وهو المثبت في متن (و)، قارن بما في الإرشاد.

ص: 7

6604 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِنْ كُنْتُ لأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ

(1)

، فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ

(2)

الرَّجُلَ

(3)

إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«نَسِيتُهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَأعْرِفُهُ ما يعرِفُه» وصحح عليها، وضبط روايته في (ب، ص): «فأعرِفُهُ ما يعرِفُ» . وكتب لفظة: «فأعرِفُهُ» بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطها في (ب، ص) بالرفع والنصب مصحَّحًا عليها، وبهامشهما: كذا في اليونينية.

ص: 8

6605 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، وَقالَ

(1)

: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ

مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ». فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَلَا نَتَّكِلُ

⦗ص: 9⦘

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «لَا، اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» ، ثُمَّ قَرَأَ:{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} الآيَةَ [الليل: 5].

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

ص: 8

(5)

‌ بابٌ: الْعَمَلُ بِالْخَوَاتِيمِ

ص: 9

6606 -

حدَّثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلَامَ:«هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ

(1)

قَاتَلَ الرَّجُلُ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، وَكَثُرَتْ

(2)

بِهِ الْجِرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الَّذِي

(3)

تَحَدَّثْتَ

(4)

أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، فَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ

(5)

يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا فَانْتَحَرَ بِهَا، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، قَدِ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» .

(1)

هكذا ضبطت في (ن)، وأهمل ضبطها في باقي النسخ، وبهامش (ب، ص): لم يضبط اللَّام في اليونينية. اهـ. قال في «الإرشاد» : نعم ضبطها في المغازي بالرفع مُصحَّحًا عليها، وهو على الفاعلية، ويجوز النصب على المفعولية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَكَثُرَتْ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «تُحَدِّثُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 9

6607 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

⦗ص: 10⦘

عَنْ سَهْلٍ

(1)

: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الرَّجُلِ

(2)

مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا». فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، وَهوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَجَعَلَ ذُبَابَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعًا، فَقالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قالَ: قُلْتَ لِفُلَانٍ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ» . وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سَعْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «إلى رَجُلٍ» .

ص: 9

(6)

‌ بابُ إِلْقَاءِ النَّذْرِ الْعَبْدَ

(1)

إِلَى الْقَدَرِ

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إلْقاءِ العَبْدِ النَّذْرُ» .

ص: 10

6608 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ

صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّذْرِ، قالَ

(1)

: «إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَإِنَّمَا

(2)

يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وَقالَ» .

(2)

الواو ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 10

6609 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَأتِي

(1)

ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَدَّرْتُهُ، وَلَكِنْ يُلْقِيهِ الْقَدَرُ وَقَدْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، أَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ».

(1)

في (ب، ص): «يأت» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية «يأت» بدون ياء. اهـ.

ص: 10

(7)

‌ بابُ

(1)

لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

(1)

بهامش «ب، ص» : كذا في اليونينية بغير تنوين. اهـ.

ص: 11

6610 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا، وَلَا نَعْلُو شَرَفًا، وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ، قالَ: فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا» . ثُمَّ قالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 11

(8)

‌ بابٌ: الْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ

عَاصِمٌ: مَانِعٌ.

قالَ مُجَاهِدٌ: {سُدًّا

(1)

} [يس: 9]: عَنِ الْحَقِّ، يَتَرَدَّدُونَ فِي الضَّلَالَةِ.

{دَسَّاهَا} [الشمس: 10]: أَغْوَاهَا.

(1)

هكذا على قراءة الجمهور: نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب.

ص: 11

6611 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلَّا لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ» .

ص: 11

(9)

‌ بابٌ: {وَحَرَامٌ

(1)

عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}

[الأنبياء: 95]

{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ

(2)

مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ} [هود: 36]، {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27].

وَقالَ مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ

(3)

، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{وَحِرْمٌ}

(4)

[الأنبياء: 95] بِالْحَبَشِيَّةِ: وَجَبَ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر وابن عساكر: «{وَحِرْمٌ} [الأنبياء: 95]» ، وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(3)

بهامش اليونينية: صوابه: منصور بن المعتمر، وفي حاشية أصل أبي ذر: صوابه: منصور بن النعمان، لأنَّ في أصله منصور بن المعتمر، وفي أصل الأصيلي: منصور بن النعمان، وفي أصل ابن عساكر: منصور بن النعمان، فيحقق ذلك. ا هـ

وفي الفتح: «مَنْصُورُ بنُ النُّعْمانِ» : قال ابن حجر: هو اليشكري، وما له في البخاري سوى هذا الموضع، وقد زعم بعض المتأخرين أن الصواب: منصور بن المعتمر، والعلم عند الله. اهـ. ونقله بهامش (ب، ص).

(4)

على قراءة شعبة وحمزة والكسائي.

ص: 12

6612 -

حدَّثني

(1)

مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ

(2)

، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ

(3)

».

وَقالَ شَبَابَةُ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النُّطْقُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَوْ يُكَذِّبُهُ» .

ص: 12

(1)

في (و): «بابٌ» ، وهو موافق لما في نسختي البقاعي والقرشي.

ص: 12

6613 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:

⦗ص: 13⦘

{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قالَ:{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} [الإسراء: 60] قالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.

ص: 12

(11)

‌ بابٌ: تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عِنْدَ اللَّهِ

ص: 13

6614 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُوسٍ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ. قالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَ

(1)

اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى». ثَلَاثًا.

قالَ

(2)

سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدَّرَهُ» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «وقال» .

ص: 13

(12)

‌ بابٌ: لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ

ص: 13

6615 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ: عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قالَ:

كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ مَا

(1)

سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ. فَأَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» .

⦗ص: 14⦘

وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي عَبْدَةُ: أَنَّ وَرَّادًا أخبَرَهُ بِهَذَا، ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَأمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بمَا» .

ص: 13

(13)

‌ بابُ مَنْ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1 - 2]

ص: 14

6616 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ» .

ص: 14

ص: 14

6617 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كَثِيرًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْلِفُ: «لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ» .

ص: 14

6618 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ وَبِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قالَا: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاِبْنِ صَيَّادٍ: «خَبَأْتُ لَكَ خَبِيْئًا

(1)

». قالَ: الدُّخُّ

(2)

. قالَ: «اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» . قالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. قالَ: «دَعْهُ؛ إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَا تُطِيقُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ

(3)

فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «خَبْأً» .

(2)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الخاء في اليونينية، وضبطها بضمَّة من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إنْ يَكُنْهُ

وإنْ لم يَكُنْهُ».

ص: 14

(15)

‌ بابٌ: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا}

[التوبة: 51]: قَضَى.

قالَ مُجَاهِدٌ: {بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162]: بِمُضِلِّينَ إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللَّهُ أَنَّهُ يَصْلَى الْجَحِيمَ.

{قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 3]:

قَدَّرَ الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ، وَهَدَى الأَنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا.

ص: 15

6619 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أخبَرَنا النَّضْرُ: حدَّثنا دَاوُدُ

(2)

بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أخبَرَتْهُ: أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَقالَ: «كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلْدَةٍ

(3)

يَكُونُ فِيهِ

(4)

، وَيَمْكُثُ فِيهِ

(5)

لَا يَخْرُجُ

(6)

مِنَ البَلْدَةِ

(7)

صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (ب، ص): «دُؤَاد» نقلًا عن اليونينية.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و):«مَا مِنْ عَبْدٍ فِي بَلْدَةٍ يَكُونُ فِيهِ» ، وكتب فوق «بلدة»: كذا.

(5)

صحَّح في اليونينيَّة فوق الكلمتين: «ويمكث فيه» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فلا يَخْرُجُ

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 15

6620 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: أخبَرَنا جَرِيرٌ -هُوَ ابْنُ حَازِمٍ- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَهوَ يَقُولُ:

«وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا

وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا».

ص: 15

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الْأَيْمانِ والنُّذُورِ

ص: 17

(1)

قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ

(1)

وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 89]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ إلى قَوْلِهِ: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}» بدل إتمام الترجمة.

ص: 17

6621 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه لَمْ يَكُنْ يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ قَطُّ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الْيَمِينِ، وَقالَ: لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتُ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي.

ص: 17

6622 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: حدَّثنا الْحَسَنُ:

حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ

(1)

غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا،

وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنَّكَ إن أُوتِيتَها عَنْ» .

ص: 17

6623 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

⦗ص: 18⦘

عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَسْتَحْمِلُهُ، فَقالَ:«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» . قالَ: ثُمَّ لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ أُتِيَ بِثَلَاثِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَحَمَلَنَا عَلَيْهَا، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا -أَوْ قالَ بَعْضُنَا-: وَاللَّهِ لَا يُبَارَكُ لَنَا؛ أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، فَارْجِعُوا بِنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنُذَكِّرُهُ

(1)

، فَأَتَيْنَاهُ فَقالَ:«مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، بَلِ اللَّهُ حَمَلَكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ» . أَوْ: «أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 17

6624 -

6625 - حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ:

هَذَا مَا حَدَّثَنَا

(2)

أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

فَقالَ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ، لأَنْ يَلجَّ

(4)

أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «به» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقالَ» .

(4)

بفتح وكسر اللام معا، وقد أهمل ضبط اللَّام في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بالكسر والفتح، وبهامشهما: كسر اللام من الفتح وقال: ويجوز فتحها، وليست مضبوطة في اليونينية، واقتصر القسطلاني على فتح اللام. اهـ.

ص: 18

6626 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ -يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ

(2)

-: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَلَجَّ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينٍ فَهوَ أَعْظَمُ إِثْمًا،

⦗ص: 19⦘

لِيَبَرَّ». يَعْنِي: الْكَفَّارَةَ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قوله: «يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ» في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَهوَ أَعْظَمُ إِثْمًا لَيْسَ تُغْنِي الكَفَّارَةُ» .

ص: 18

(2)

بابٌ

(1)

: قَوْلُ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَايْمُ اللَّهِ»

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 19

6627 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ

(1)

إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمْرَتِهِ

(2)

، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «إِنْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ

(3)

فِي إِمْرَتِهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «حدَّثنا» ، وفي (ب، ص): «حدَّثنا عن» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية. اه زاد في (ب): «حدَّثنا عن» ، وفي أصول كثيرة:«عن إسماعيل» فقط. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في إمارته» .

(3)

ضبطت في (و) بضمِّ العين، وبفتح العين وضَمِّها معًا في (ب) في هذا الموضع والآتي.

ص: 19

(3)

‌ بابٌ: كَيْفَ كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم؟

وَقالَ سَعْدٌ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» .

وَقالَ أَبُو قَتَادَةَ: قالَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَاهَا اللَّهِ إِذًا.

يُقَالُ: وَاللَّهِ وَبِاللَّهِ وَتَاللَّهِ.

ص: 19

6628 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

«لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ» .

ص: 19

6629 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ

⦗ص: 20⦘

كِسْرَى

(1)

فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

(1)

أهمل ضبط الكاف في (ن، و)، وضبطها في (ص) بفتحها، وفي (ب) بكسرها. وبهامش السلطانية: وكلاهما صحيح كما في كتب اللغة. اهـ.

ص: 19

6630 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

ص: 20

6631 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:«يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 20

6632 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَنِي حَيْوَةُ، قالَ: حدَّثني أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ، قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» . فَقالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الآنَ يَا عُمَرُ» .

ص: 20

6633 -

6634 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ أَحَدُهُمَا: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. وَقالَ الآخَرُ، وَهوَ أَفْقَهُهُمَا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاقْضِ

⦗ص: 21⦘

بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي

(1)

أَنْ أَتَكَلَّمَ. قالَ: «تَكَلَّمْ» . قالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا -قالَ مَالِكٌ: وَالْعَسِيفُ: الأَجِيرُ- زَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأخبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِئَةِ شَاةٍ وَجَارِيَةٍ لِي

(2)

، ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ، فَأخبَرُونِي أَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَإِنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا

(3)

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ فَرَدٌّ عَلَيْكَ». وَجلدَ ابْنهُ

(4)

مِئَةً وَغَرَّبَهُ عَامًا، وَأُمِرَ أُنَيْسٌ الأَسْلَمِيُّ

(5)

أَنْ يَأتِيَ امْرَأَةَ الآخَرِ، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ رَجَمَهَا

(6)

، فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.

(7)

(1)

لفظة: «لي» ثابتة في (ن) ونسختي البقاعي والقرشي، وليست في (ب، ص)، وبهامشهما: في أصول كثيرة زيادة لفظة: «لي» بعد: «وَائْذَنْ» ، وليست في اليونينية. اهـ.

(2)

لفظة: «لي» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(3)

لفظة: «أَمَا» ثابتة في رواية الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: «جُلِدَ ابْنُهُ» ، و «جَلَدَ ابْنَهُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وأَمَرَ أُنَيْسًا الأَسْلَمِيَّ» .

(6)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَارْجُمْها» .

(7)

بهامش (ن، و): آخر الجزء الثالث والثلاثين. اهـ.

ص: 20

6635 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا وَهْبٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَرَأَيْتُمْ أَنْ

(2)

كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ خَيْرًا مِنْ تَمِيمٍ وَعَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَغَطَفَانَ وأَسَدٍ، خَابُوا وَخَسِرُوا؟» قالُوا: نَعَمْ

(3)

. فَقالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

أهمل ضبط الهمزة في كل الأصول عدا (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية كرسي الهمزة على الألف، والذي في غيرها بكسر الهمزة. اهـ.

(3)

قوله: «نعم» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 21

6636 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ:

⦗ص: 22⦘

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَامِلًا، فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقالَ لَهُ:«أَفَلَا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ: أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لَا؟!» ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ: هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟! فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ

(1)

، فَقَدْ بَلَّغْتُ». فَقالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ. قالَ أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَدْ سَمِعَ ذَلِكَ مَعِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلُوهُ.

(1)

في (و): «تَيْعر» بفتح العين وكسرها، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

ص: 21

6637 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ -هُوَ ابْنُ يُوسُفَ- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 22

6638 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ

(1)

فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ يَقُولُ: «هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» . قُلْتُ: مَا شَأنِي، أَيُرَى فِيَّ شَيْءٌ

(2)

، مَا شَأنِي؟ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَهوَ يَقُولُ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ، وَتَغَشَّانِي مَا شَاءَ اللَّهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

⦗ص: 23⦘

قالَ: «الأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا مَنْ قالَ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا» .

(1)

في (ب، ص): «وهو يَقُولُ [يُؤخَّر] فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ [يُقَدَّم]» ، وكتبت علامات التقديم والتأخير بالحمرة، نقلًا عن اليونينية، وفي الإرشاد:«وهو يقول في ظل الكعبة» : كذا في اليونينية، وفي نسخة:«وهو في ظل الكعبة يقول» . اهـ.

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَيَرَى فِيَّ شَيْئًا» .

ص: 22

6639 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ سُلَيْمَانُ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلُّهُنَّ تَأتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ

(1)

. فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ

(2)

مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَجَاهَدُوا فِي

سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قُلْ: إنْ شَاءَ اللهُ» .

(2)

في (و): «تحمل» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 23

6640 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَرَقَةٌ مِنْ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ وَيَعْجَبُونَ مِنْ حُسْنِهَا وَلِينِهَا، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا؟» قالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا

(1)

».

لَمْ يَقُلْ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ هذا» . قارن بما في الإرشاد.

ص: 23

6641 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: إِنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ أَخْبَاءٍ -أَوْ: خِبَاءٍ- أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ -أَوْ: خِبَائِكَ، شَكَّ يَحْيَى- ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُ أَخْبَاءٍ -أَوْ: خِبَاءٍ- أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ

(1)

أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ أَخْبَائِكَ

(2)

⦗ص: 24⦘

-أَوْ: خِبَائِكَ- قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَأيضًا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» . قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ؟ قالَ: «لَا، إِلَّا

(3)

بِالْمَعْرُوفِ».

(1)

لفظة: «من» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في (ب، ص): «أحيائك» بالحاء المهملة والتحتية.

(3)

لفظة: «إلَّا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 23

6642 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ: حدَّثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، قالَ:

حدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضِيفٌ

(2)

ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ يَمَانٍ

(3)

، إِذْ قالَ لأَصْحَابِهِ:«أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قالُوا: بَلَى. قالَ: «أَفَلَمْ تَرْضَوْا

(4)

أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قالُوا: بَلَى. قالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ

(5)

، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية لم يضبطها بتشديد ولا بتخفيف. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «يَمَانِيَّ» ، والذي في (و، ب، ص): «يمانيٍّ» ، ونقل في (ب، ص) عن اليونينية: «يمانيُّ» .

(4)

في (ن، ب): «أفلم ترضَون» ، وفي رواية أبي ذر:«أفَلَا تَرْضَوْنَ» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في يَدِهِ» .

ص: 24

6643 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» .

ص: 24

6644 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

حدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ

(2)

، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في (و، ب، ص): «فوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 25

6645 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا أَوْلَادٌ لَهَا

(1)

فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ» . قالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أوْلادُهَا» .

ص: 25

(4)

‌ بابٌ: لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ

ص: 25

6646 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهوَ يَسِيرُ فِي رَكْبٍ، يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقالَ:«أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» .

ص: 25

6647 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: قالَ سَالِمٌ: قالَ ابْنُ عُمَرَ:

سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» . قالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا.

⦗ص: 26⦘

قالَ مُجَاهِدٌ: {أَوْ أَثَرَةٍ

(1)

مِّنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4]: يَأثُرُ عِلْمًا.

تَابَعَهُ عُقَيْلٌ وَالزُّبَيْدِيُّ وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ.

(1)

هكذا قرأ علي وابن عباس رضي الله عنهم بخلاف عنهما وعكرمة وقتادة وجماعة، وهي واحدة جمعُها «أُثَر» كقترة وقُتَر، وبهامش اليونينية دون رقْم:«{أَثَارَةٍ}» ، وبهامشها أيضًا: قُرئ بضمِّ الهمزة وسكون الثاء، وبفتحهما. اهـ.

ص: 25

6648 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ

(1)

: قالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

ص: 26

6649 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَالْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ:

عَنْ زَهْدَمٍ

(1)

قالَ: كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ وَبَيْنَ الأَشْعَرِيِّينَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ، فَكَانَ

(2)

عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ

(3)

، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ

(4)

تَيْمِ اللَّهِ، أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِي، فَدَعَاهُ إِلَى الطَّعَامِ، فَقالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ. فَقالَ: قُمْ فَلأُحَدِّثَنَّكَ عَنْ ذَاكَ

(5)

، إِنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(6)

صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، فَقالَ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ

(7)

». فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ

⦗ص: 27⦘

عَنَّا فَقالَ: «أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرِيُّونَ؟» فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا: مَا صَنَعْنَا؟ حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَحْمِلُنَا

(8)

وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا. فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ

(9)

: إِنَّا أَتَيْنَاكَ لِتَحْمِلَنَا فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا وَمَا عِنْدَكَ مَا تَحْمِلُنَا، فَقالَ:«إِنِّي لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ الحارِثِ» .

(2)

في (و، ب، ص): «فَكُنَّا» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «بني» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

(5)

في رواية أبي ذر: «ذلك» .

(6)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيْهِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن لا يَحْمِلَنَا» .

(9)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 26

(5)

‌ بابٌ: لَا يُحْلَفُ

(1)

بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 27

6650 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ

مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ حَلَفَ فَقالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللاَّتِ

(2)

وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وَاللَّاتِ» .

ص: 27

(6)

‌ بابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى الشَّيْءِ وَإِنْ لَمْ يُحَلَّفْ

ص: 27

6651 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يَلْبَسُهُ، فَيَجْعَلُ

(1)

⦗ص: 28⦘

فَصَّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ، فَصَنَعَ النَّاسُ

(2)

، ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَهُ، فَقالَ: «إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ

(3)

، وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ». فَرَمَى بِهِ ثُمَّ قالَ:«وَاللَّهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا» . فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَجَعَلَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «خَوَاتِيمَ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْخَاتِمَ» .

ص: 27

(7)

‌ بابُ مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى مِلَّةِ

(1)

الإِسْلَامِ

وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى الْكُفْرِ.

(1)

لفظة: «مِلَّةِ» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 28

6652 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلَامِ فَهوَ كَمَا قالَ» ، قالَ:«وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهوَ كَقَتْلِهِ» .

ص: 28

(8)

‌ بابٌ: لَا يَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَهَلْ يَقُولُ: أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ؟

ص: 28

6653 -

وَقالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ مَلَكًا فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقالَ: تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ

(2)

، فَلَا بَلَاغَ لِي إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ». فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي طَلْحَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْجِبَالُ» . قال في الفتح: وهو تصحيف.

ص: 28

(9)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}

[الأنعام: 109]

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِي

(1)

بِالَّذِي أَخْطَأْتُ فِي الرُّؤْيَا، قالَ:«لَا تُقْسِمْ» .

(1)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية النون غير مشددة. اهـ.

ص: 29

6654 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ

(1)

:

عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ.

(1)

قوله: «بن مقرن» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 29

6655 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنَا

(1)

عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ:

عَنْ أُسَامَةَ: أَنَّ ابْنَةً

(2)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ -وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ

(3)

وَسَعْدٌ وَأُبَيٌّ

(4)

-

أَنَّ ابْنِي قَدِ

(5)

احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا، فَأَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَتَحْتَسِبْ

(6)

». فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَعَدَ رُفِعَ إِلَيْهِ

(7)

، فَأَقْعَدَهُ فِي حَجْرِهِ، وَنَفْسُ الصَّبِيِّ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ

⦗ص: 30⦘

عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «هَذَا

(8)

رَحْمَةٌ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِنْتًا» .

(3)

قوله: «بن زيد» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

بهامش اليونينية: في نسخة أبي ذر: «وَأَبي أَوْ أُبَيٌّ» على الشك، وصوابه والله أعلم:«أُبَيٌّ» من غير شك، فإنَّه قد تقدم في كتاب القدر، في بابٌ:{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا} [الأحزاب: 38]: «وسعدٌ وأُبيُّ بنُ كعبٍ» من غير شك. اهـ.

(5)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر: «هَذِهِ» .

ص: 29

6656 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ

(1)

تَمَسُّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 30

6657 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثَنِي

(1)

غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ:

سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قالَ

(2)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ

(3)

، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، وَأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة.

(3)

لم يضبط العين في (ب، ص) ونقلا ذلك عن اليونينية.

ص: 30

(10)

‌ بابٌ: إِذَا قالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ، أَوْ: شَهِدْتُ بِاللَّهِ

ص: 30

6658 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قالَ: «قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ، تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» . قالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَنْهَوْنَا

(1)

-وَنَحْنُ غِلْمَانٌ- أَنْ نَحْلِفَ بِالشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَنْهَوْنَنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 30

(11)

‌ بابُ عَهْدِ اللَّهِ عز وجل

(1)

(1)

هكذا في رواية كريمة أيضًا.

ص: 31

6659 -

6660 - حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ؛ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ -أَوْ قالَ: أَخِيهِ- لَقِيَ اللَّهَ وَهوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهُ: {ء إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ} [آل عمران: 77].

قالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: فَمَرَّ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقالَ: مَا يُحَدِّثُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالُوا لَهُ، فَقالَ الأَشْعَثُ: نَزَلَتْ فِيَّ وَفِي صَاحِبٍ لِي فِي بِئْرٍ كَانَتْ بَيْنَنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 31

(12)

‌ بابُ الْحَلِفِ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ

(1)

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ» .

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«يَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا» .

وَقالَ

(2)

أَبُو سَعِيدٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ: لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ» .

وَقالَ أَيُّوبُ: «وَعِزَّتِكَ لَا غِنَى

(3)

بِي عَنْ بَرَكَتِكَ».

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «وكَلَامِهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا غَنَاءَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 31

6661 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شَيْبَانُ:

حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ

(2)

وَعِزَّتِكَ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ».

⦗ص: 32⦘

رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطِ قَطِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 31

(13)

‌ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: لَعَمْرُ اللَّهِ

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَعَمْرُكَ} [الحجر: 72]: لَعَيْشُكَ.

ص: 32

6662 -

حدَّثنا الأُوَيْسِيُّ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(ح) وَحدَّثنا حَجَّاجٌ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ، قالَ

(2)

: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأهَا اللَّهُ، وَكُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ

(3)

، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَقالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ.

(1)

في رواية كريمة زيادة: «بنُ مِنْهالٍ» .

(2)

لفظة: «قال» والتي بعدها ثابتة في رواية كريمة أيضًا.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وفِيه» . كتبت بالحمرة.

ص: 32

(14)

‌ بابٌ: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ

(1)

وَلَكِن

يُؤَاخِذُكُمُ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 225]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها، كتبت بالحمرة. وقوله:«{يُؤَاخِذُكُمُ}» في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر وورش.

ص: 32

6663 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قالَ: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ

(2)

} [البقرة: 225] قالَ: قالَتْ: أُنْزِلَتْ فِي قَوْلِهِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فِيَ أَيْمَانِكُمْ}» .

ص: 32

(15)

‌ بابٌ: إِذَا حَنِثَ نَاسِيًا فِي الأَيْمَانِ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَيْسَ

(1)

عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأتُمْ

(2)

بِهِ} [الأحزاب: 5]، وَقالَ: {لَا تُؤَاخِذْنِي

(3)

بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 73]

(1)

في رواية أبي ذر: «{لَيْسَ}» بدون الواو.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السُّوسي وأبي جعفر.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السُّوسي وأبي جعفر.

ص: 33

6664 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا مِسْعَرٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ -أَوْ: حَدَّثَتْ- بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ» .

ص: 33

6665 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ

(1)

-أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: حدَّثني عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتُ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا، لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«افْعَلْ وَلَا حَرَجَ» . لَهُنَّ كُلِّهِنَّ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قالَ: «افْعَلْ

(2)

وَلَا حَرَجَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «افْعَلْ» .

ص: 33

6666 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ

(1)

: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قالَ: «لَا حَرَجَ» . قالَ آخَرُ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ قالَ: «لَا حَرَجَ» . قالَ آخَرُ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قالَ: «لَا حَرَجَ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَيَّاشٍ» .

ص: 33

6667 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ:

⦗ص: 34⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي

(2)

، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقالَ لَهُ:«ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» . فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقالَ:«وَعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» . قالَ فِي الثَّالِثَةِ

(3)

: فَأَعْلِمْنِي. قالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَصَلَّى» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الثَّانِيَةِ أو الثالِثَةِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 33

6668 -

حدَّثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ

(1)

، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ هَزِيمَةً تُعْرَفُ فِيهِمْ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَيكُمْ

(2)

، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ، فَقالَ: أَبِي

(3)

أَبِي. قالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا انْحَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ عُرْوَةُ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهَا بَقِيَّةٌ

(4)

حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.

(1)

بهامش (ب، ص): هاء «مسهر» في اليونينية مفتوحة، والميم ليست مضبوطة. اهـ.

(2)

رسمت في (ن، ب، ص) دون نقط للياء، ورسمت في رواية أبي ذر:«أُخْرَاكم» . وكتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بَقِيَّةُ خَيْرٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 34

6669 -

حدَّثني

(1)

يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قالَ: حدَّثني عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهوَ صَائِمٌ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 34

6670 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الأَعْرَجِ:

⦗ص: 35⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ

(1)

بُحَيْنَةَ قالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُوْلَيَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ، فَمَضَى فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ انْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، فَكَبَّرَ وَسَجَدَ

(2)

قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَسَلَّمَ.

(1)

في غير (ن): «بن» ، وبهامش (ص): كذا في اليونينية: «بْنِ بُحَيْنَةَ» من غير زيادة ألف.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَسَجَدَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 34

6671 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ الصَّمَدِ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَزَادَ أَوْ نَقَصَ مِنْهَا -قالَ مَنْصُورٌ: لَا أَدْرِي إِبْرَاهِيمُ وَهِمَ أَمْ عَلْقَمَةُ- قالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قالَ:«وَمَا ذَاكَ؟» قالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ: فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قالَ: «هَاتَانِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ لَا يَدْرِي زَادَ فِي صَلَاتِهِ أَمْ نَقَصَ، فَيَتَحَرَّى

(2)

الصَّوَابَ، فَيُتِمُّ

(3)

مَا بَقِيَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَيَتَحَرَّ» . كتبت بالحمرة، وصحح عليها.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَيُتِمَّ» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«ثُمَّ يُتِمُّ» .

ص: 35

6672 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ

قالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فَقالَ:

حدَّثنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

: {لَا تُؤَاخِذْنِي

(2)

بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 73]. قالَ

(3)

: «كَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «قال» كتبت بالحمرة، وفي رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«يَقُولُ» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش وأبي جعفر.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 35

6673 -

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ

(1)

: حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ:

قالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: وَكَانَ عِنْدَهُمْ ضَيْفٌ لَهُمْ، فَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يَذْبَحُوا قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ

(2)

لِيَأكُلَ ضَيْفُهُمْ، فَذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الذَّبْحَ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي عَنَاقٌ جَذَعٌ، عَنَاقُ لَبَنٍ، هِيَ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ.

فَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَقِفُ فِي هَذَا الْمَكَانِ عَنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ، وَيُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَيَقِفُ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَيَقُولُ

(3)

: لَا أَدْرِي أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ غَيْرَهُ أَمْ لَا.

رَوَاهُ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «كُتِبَ إلَيَّ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ» ، وقوله:«قال أبو عبد الله» ليس في روايته.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ يَرْجِعَهُمْ» . كتبت بالحمرة. قال في الإرشاد: أي: قبل أن يرجع إليهم. اهـ، وضبطت في (ب، ص): «أنْ يُرْجِعَهُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَيَقُولُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 36

6674 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ جُنْدَبًا قالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى يَوْمَ عِيدٍ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ قالَ: «مَنْ ذَبَحَ فَلْيُبَدِّلْ مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ فَلْيَذْبَحْ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بسم الله» .

ص: 36

(16)

‌ بابُ الْيَمِينِ الْغَمُوسِ

{وَلَا تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا

(1)

وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 94] دَخَلًا: مَكْرًا وَخِيَانَةً.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها. كتبت بالحمرة.

ص: 36

6675 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنَا

(1)

النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ: حدَّثنا فِرَاسٌ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ،

⦗ص: 37⦘

وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 36

(17)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ

(1)

ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]، وَقَوْلِهِ

(2)

جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَلَا تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(3)

} [البقرة: 224]،

وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَلَا تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [النحل: 95]، {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ

(4)

وَلَا تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} [النحل: 91]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ» .

(3)

من قوله: «{أَن تَبَرُّواْ}» إلى آخر الآية ليس في رواية أبي ذر.

(4)

من قَوْلِهِ: {إِنَّمَا عِندَ اللّهِ} إلى قوله: {إِذَا عَاهَدتُّمْ} ليس في رواية أبي ذر، وعنده بدلها:«إلى قوله» . قال في الفتح: وقع فيه تقديم وتأخير والصواب قوله: «{وَلَا تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} إلى قوله: {وَلَا تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً}» .

ص: 37

6676 -

6677 - حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ؛ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» . فَأَنْزَلَ اللَّهُ

تَصْدِيقَ ذَلِكَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ

(1)

الآيَةِ. فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقالَ: مَا حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالُوا

(2)

: كَذَا وَكَذَا، قالَ: فِيَّ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ

(3)

لِي بِئِرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«بَيِّنَتُكَ أَوْ يَمِينُهُ» . قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفُ

(4)

عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ،

⦗ص: 38⦘

فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ وَهوَ فِيهَا فَاجِرٌ؛ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» .

(1)

قوله: «إلى آخر» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «قَالُوا» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كَانَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «يَحْلِفَ» .

ص: 37

(18)

‌ بابُ الْيَمِينِ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَفِي الْمَعْصِيَةِ، وَفِي

(1)

الْغَضَبِ

(1)

لفظة: «في» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 38

6678 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ، فَقالَ:«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ» . وَوَافَقْتُهُ وَهوَ غَضْبَانُ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قالَ:«انْطَلِقْ إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ -أَوْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 38

6679 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(خ): وحدَّثنا الْحَجَّاجُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

:

عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، كُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا فِي بَرَاءَتِي. فَقالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا

(2)

، بَعْدَ الَّذِي قالَ لِعَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأتَلِ

(3)

أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا

(4)

⦗ص: 39⦘

أُوْلِي الْقُرْبَى} الآيَةَ [النور: 22]. قالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا عَنْهُ أَبَدًا.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «بْنِ عُتْبَةَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

لفظة: «أبدًا» ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 38

6680 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ زَهْدَمٍ قالَ:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهوَ غَضْبَانُ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ قالَ:«وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا» .

ص: 39

(19)

‌ بابٌ: إِذَا قالَ: وَاللَّهِ لَا أَتَكَلَّمُ الْيَوْمَ، فَصَلَّى، أَوْ قَرَأَ،

أَوْ سَبَّحَ،

أَوْ كَبَّرَ، أَوْ حَمِدَ، أَوْ هَلَّلَ، فَهوَ عَلَى نِيَّتِهِ

وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الْكَلَامِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ

إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ».

قالَ أَبُو سُفْيَانَ: كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ: «{تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64]» .

وَقالَ مُجَاهِدٌ: {كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26]: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

ص: 39

6681 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِيْهِ قالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

⦗ص: 40⦘

كَلِمَةً أُحَآجُّ

(1)

لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ».

(1)

هكذا بمدة على الألف في (ن)، وفي غيرها:«أُحاج» .

ص: 39

6682 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: حدَّثنا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» .

ص: 40

6683 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى: «مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أُدْخِلَ النَّارَ» . وَقُلْتُ أُخْرَى: مَنْ مَاتَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ.

ص: 40

(20)

‌ بابُ مَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى أَهْلِهِ شَهْرًا، وَكَانَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ

ص: 40

6684 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسَائِهِ، وَكَانَتِ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ، فَأَقَامَ فِي مَشْرُبَةٍ تِسْعًا

وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلَيْتَ شَهْرًا! فَقالَ:«إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ» .

ص: 40

(21)

‌ بابٌ: إنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَشْرَبَ نَبِيذًا، فَشَرِبَ طِلَاءً

(1)

أَوْ سَكَرًا

أَوْ عَصِيرًا

لَمْ يَحْنَثْ فِي قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ، وَلَيْسَتْ

(2)

هَذِهِ بِأَنْبِذَةٍ عِنْدَهُ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الطِّلَاءَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولَيْسَ» .

ص: 40

6685 -

حدَّثني

(1)

عَلِيٌّ: سَمِعَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي حَازِمٍ: أخبَرَنِي أَبِي:

⦗ص: 41⦘

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَسَ

(2)

، فَدَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِعُرْسِهِ، فَكَانَتِ الْعَرُوسُ خَادِمَهُمْ، فَقالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: هَلْ تَدْرُونَ مَا

(3)

سَقَتْهُ؟ قالَ: أَنْقَعَتْ لَهُ تَمْرًا فِي تَوْرٍ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى أَصْبَحَ عَلَيْهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَرَّسَ» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَاذَا» .

ص: 40

6686 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:

عَنْ سَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: مَاتَتْ لَنَا شَاةٌ فَدَبَغْنَا مَسْكَهَا، ثُمَّ مَا زِلْنَا نَنْبُذُ

(1)

فِيهِ حَتَّى صَارَتْ

(2)

شَنًّا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «نَنْبِذُ» ، وهكذا أيضًا ضبطت في (ن)، وضبطت في (ب، ص) بضمِّ الباء، وبهامشهما: كذا في اليونينية الباء مضمومة، والذي في المصباح والقاموس من باب ضرب. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «صَارَ» .

ص: 41

(22)

‌ بابٌ: إِذَا حَلَفَ أَنْ لَا يَأتَدِمَ، فَأَكَلَ تَمْرًا بِخُبْزٍ، وَمَا يَكُونُ مِنَ الأُدْمِ

(1)

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْهُ الْأُدْمُ» .

ص: 41

6687 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَا شَبِعَ

آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.

وَقالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قالَ لِعَائِشَةَ: بِهَذَا.

ص: 41

6688 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قالَ: قالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» . فَانْطَلَقُوا

(1)

وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأخبَرْتُهُ، فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ. فَقالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ حَتَّى دَخَلَا، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ» . فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، قالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قالَ:«ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ:«ائذَنْ لِعَشَرَةٍ» . فَأَذِنَ لَهُمْ فَأكَلوا حَتَّى شَبِعُوا ثم خَرَجُوا، ثُمَّ قالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ

(3)

، فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قالَ: فَانْطَلَقُوا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وَالنَّاسُ» .

(3)

قوله: «فَأكَلوا حَتَّى شَبِعُوا ثم خَرَجُوا ثُمَّ قالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا.

ص: 42

(23)

‌ بابُ النِّيَّةِ فِي الأَيْمَانِ

ص: 42

6689 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: أخبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ:

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ،

⦗ص: 43⦘

وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى

(1)

اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وَإلَى رَسُولِهِ» .

ص: 42

(24)

‌ بابٌ: إِذَا أَهْدَى مَالَهُ عَلَى وَجْهِ النَّذْرِ وَالتَّوْبَةِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والقُرْبَةِ» .

ص: 43

6690 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائِدَ

كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قالَ:

سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ فِي حَدِيثِهِ: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} [التوبة: 118] فَقالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنِّي

(2)

أَنْخَلِعُ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهوَ خَيْرٌ لَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ» ، وهو الصواب، وقد سبقت برقم (4676).

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 43

(25)

بابٌ: إِذَا حَرَّمَ طَعَامَه

(1)

، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ

(2)

} [التحريم: 1 - 2]،

وَقَوْلُهُ: {لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87]

(1)

في رواية أبي ذر: «طَعَامًا» .

(2)

من قوله: «{وَاللَّهُ غَفُورٌ}» إلى قوله: «{تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 43

6691 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا الْحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ: أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ:

⦗ص: 44⦘

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ: أَنَّ أَيَّتَنَا

(1)

دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقالَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ:«لَا، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ» . فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1]{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} [التحريم: 4] لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} [التحريم: 3] لِقَوْلِهِ: «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا» .

وَقالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ:«وَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ، فَلَا تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أنْ أيَّتُنَا» .

ص: 43

(26)

‌ بابُ الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ،

وَقَوْلِهِ: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [الإنسان: 7]

ص: 44

6692 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ:

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: أَوَلَمْ يُنْهَوْا عَنِ النَّذْرِ؟ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنَ الْبَخِيلِ» .

ص: 44

6693 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّذْرِ وَقالَ: «إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» .

ص: 44

6694 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَأتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ، وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ

(1)

، فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، فَيُؤْتِي

(2)

عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ

⦗ص: 45⦘

يُؤْتِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قَدْ قَدَّرْتُهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَيُؤْتِينِي» ، وفي رواية الحَمُّويي والمُستملي:«يُؤْتِينِي» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يُؤْتِنِي» .

ص: 44

(27)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ لَا يَفِي بِالنَّذْرِ

ص: 45

6695 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى

(1)

، عَنْ شُعْبَةَ، قالَ: حدَّثني أَبُو جَمْرَةَ

(2)

: حدَّثنا زَهْدَمُ بْنُ مُضَرِّبٍ، قالَ:

سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ

يَلُونَهُمْ -قالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

(3)

بَعْدَ قَرْنِهِ- ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَنْذُرُونَ

(4)

وَلَا يَفُونَ

(5)

، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ سَعِيدٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «اثْنَيْنِ أوْ ثَلاثَةً» . كتبت بالحمرة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَنْذِرُونَ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَلَا يُوفُونَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 45

(28)

‌ بابُ النَّذْرِ فِي الطَّاعَةِ

{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ

(1)

} [البقرة: 270]

ص: 45

6696 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ

(1)

: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ

(2)

فَلَا يَعْصِهِ».

(1)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أنْ يَعْصِيَ اللهَ» .

ص: 45

(29)

‌ بابٌ: إِذَا نَذَرَ أَوْ حَلَفَ أَنْ لَا يُكَلِّمَ إِنْسَانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَسْلَمَ

ص: 46

6697 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قالَ:«أَوْفِ بِنَذْرِكَ» .

ص: 46

(30)

‌ بابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ

وَأَمَرَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَةً جَعَلَتْ أُمُّهَا عَلَى نَفْسِهَا صَلَاةً بِقُبَاءٍ، فَقالَ: صَلِّي عَنْهَا.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ.

ص: 46

6698 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أخبَرَهُ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيَّ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَأَفْتَاهُ أَنْ يَقْضِيَهُ عَنْهَا، فَكَانَتْ سُنَّةً بَعْدُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُتْبَةَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 46

6699 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ لَهُ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ

(1)

أَنْ تَحُجَّ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟» قالَ: نَعَمْ، قالَ:«فَاقْضِ اللَّهَ؛ فَهوَ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قَدْ نَذَرَتْ» .

ص: 46

(31)

‌ بابُ النَّذْرِ فِيمَا لَا يَمْلِكُ وَفِي مَعْصِيَةٍ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «وَمَعْصِيَةٍ» . قارن بما في الإرشاد.

ص: 46

6700 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْقَاسِمِ:

⦗ص: 47⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ» .

ص: 46

6701 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ

(1)

:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ» . وَرَآهُ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ.

وَقالَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ: حدَّثني ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثَنِي ثَابِتٌ» . كتبت بالحمرة.

ص: 47

6702 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِزِمَامٍ أَوْ غَيْرِهِ فَقَطَعَهُ.

ص: 47

6703 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ:

أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أخبَرَهُمْ، قالَ: أخبَرَنِي سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ: أَنَّ طَاوُوسًا أَخْبَرَهُ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ وَهوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَقُودَهُ

(1)

بِيَدِهِ.

(1)

هكذا في رواية كريمة أيضًا، وفي رواية أخرى في متن اليونينية:«يقودَ» .

ص: 47

6704 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ، وَلَا يَسْتَظِلَّ، وَلَا يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مُرْهُ

(1)

فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ».

⦗ص: 48⦘

قالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 47

(32)

‌ باب مَنْ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ أَيَّامًا، فَوَافَقَ النَّحْرَ أَوِ الْفِطْرَ

ص: 48

6705 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنَا

(1)

حَكِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الأَسْلَمِيُّ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لَا يَأتِيَ عَلَيْهِ يَوْمٌ إِلَّا صَامَ، فَوَافَقَ يَوْمَ أَضْحَى

(2)

أَوْ فِطْرٍ، فَقالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ

(3)

حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] لَمْ يَكُنْ يَصُومُ يَوْمَ الأَضْحَى وَالْفِطْرِ، وَلَا يَرَى صِيَامَهُمَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في (ب، ص): «أضحًى» بالتنوين.

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطت في (ب، ص): بكسر الهمزة، وبالضمِّ قرأ عاصم، وبالكسر قرأ الجمهور.

ص: 48

6706 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ: نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثَلَاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ مَا عِشْتُ، فَوَافَقْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقالَ: أَمَرَ اللَّهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ النَّحْرِ. فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقالَ مِثْلَهُ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ.

ص: 48

(33)

‌ بابٌ: هَلْ يَدْخُلُ فِي الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ الأَرْضُ وَالْغَنَمُ وَالزُّرُوعُ

(1)

وَالأَمْتِعَةُ؟

وَقالَ ابْنُ عُمَرَ: قالَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ؟ قالَ: «إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» .

وَقالَ أَبُو طَلْحَةَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَحَبُّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرحَاء

(2)

لِحَائِطٍ لَهُ، مُسْتَقْبِلَةَ

(3)

الْمَسْجِدِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «والزَّرْعُ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الياء مع تنوين الكسر، وفي رواية أبي ذر:«بَيْرحا» . ضبطت الراء بالفتح والضم، وكتبت بالحمرة، وذكر في (ب، ص) رواية ثانية له: «بيرحاءَ» ممنوعًا من الصرف.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُسْتَقْبِلَةِ» .

ص: 48

6707 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، إِلَّا الأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ -يُقَالُ لَهُ: رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ- لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُلَامًا، يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ، فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى وَادِي الْقُرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ، فَقالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَلَّا؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا» . فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ -أَوْ: شِرَاكَيْنِ- إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ» أَوْ: «شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ» .

ص: 49

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

‌ بابُ

(1)

كَفَّاراتِ الأَيْمانِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} [المائدة: 89]، وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَزَلَتْ:{فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196]

وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ: مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ (أَوْ، أَوْ

(2)

) فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ.

وَقَدْ خَيَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَعْبًا فِي الْفِدْيَةِ:

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«كتابُ كَفَّارَاتِ الْأَيْمَانِ» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«كِتَابُ الكَفَّارَاتِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 50

6708 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى:

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قالَ: أَتَيْتُهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ادْنُ» . فَدَنَوْتُ، فَقالَ: «أَيُؤْذِيكَ

(1)

هَوَامُّكَ؟» قُلْتُ

(2)

: نَعَمْ، قالَ:«فِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُكٍ» .

وَأخبَرَنِي ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ قالَ: صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ، وَالْمَسَاكِينُ سِتَّةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أتُؤذِيكَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 50

(2)

‌ بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ

وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: 2]، مَتَى تَجِبُ الْكَفَّارَةُ عَلَى الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ؟

(1)

ص: 50

6709 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ فِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 51⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَلَكْتُ. قالَ: «مَا شَأنُكَ

(1)

؟» قالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قالَ: «تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ

(2)

رَقَبَةً؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قالَ: لَا. قالَ: «اجْلِسْ» . فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ -وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ الضَّخْمُ- قالَ: «خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» . قالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا

(3)

؟! فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قالَ:«أَطْعِمْهُ عِيَالَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وَمَا شَأنُكَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ تُعْتِقَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنِّي» . كتبت بالحمرة.

ص: 50

(3)

‌ بابُ مَنْ أَعَانَ الْمُعْسِرَ فِي الْكَفَّارَةِ

ص: 51

6710 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَلَكْتُ، فَقالَ:«وَمَا ذَاكَ؟» قالَ: وَقَعْتُ بِأَهْلِي فِي رَمَضَانَ.

قالَ: «تَجِدُ رَقَبَةً؟» . قالَ: لَا. قالَ: «هَلْ

(2)

تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قالَ: لَا. قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِعَرَقٍ -وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ- فِيهِ تَمْرٌ، فَقالَ:«اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» . قالَ

(3)

: عَلَى

(4)

أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا. ثُمَّ قالَ:«اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَهَلْ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقالَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «أعَلَى» .

ص: 51

(4)

‌ بابٌ: يُعْطِي فِي الْكَفَّارَةِ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ، قَرِيبًا كَانَ أَوْ بَعِيدًا

ص: 52

6711 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: هَلَكْتُ. قالَ: «وَمَا شَأنُكَ؟» قالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قالَ

(1)

: «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قالَ: لَا

(2)

. قالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقالَ:«خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» . فَقالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَفْقَرُ مِنَّا. ثُمَّ قالَ: «خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فقالَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «قالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 52

(5)

‌ بابُ صَاعِ الْمَدِينَةِ وَمُدِّ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم وَبَرَكَتِهِ،

وَمَا تَوَارَثَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذَلِكَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ

ص: 52

6712 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ: حدَّثنا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قالَ: كَانَ الصَّاعُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُدًّا وَثُلُثًا بِمُدِّكُمُ الْيَوْمَ، فَزِيدَ فِيهِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

ص: 52

6713 -

حدَّثنا مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ: حدَّثنا أَبُو قُتَيْبَةَ -وَهوَ سَلْمٌ-: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، قالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي زَكَاةَ رَمَضَانَ بِمُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمُدِّ الأَوَّلِ، وَفِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ بِمُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ أَبُو قُتَيْبَةَ: قالَ لَنَا مَالِكٌ: مُدُّنَا أَعْظَمُ مِنْ مُدِّكُمْ، وَلَا نَرَى الْفَضْلَ إِلَّا فِي مُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ لِي مَالِكٌ: لَوْ جَاءَكُمْ أَمِيرٌ فَضَرَبَ مُدًّا أَصْغَرَ مِنْ مُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُعْطُونَ؟ قُلْتُ: كُنَّا نُعْطِي بِمُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: أَفَلَا تَرَى أَنَّ الأَمْرَ إِنَّمَا يَعُودُ إِلَى مُدِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 52

6714 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ وَصَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ» .

ص: 53

(6)

بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [المائدة: 89] وَأَيُّ الرِّقَابِ أَزْكَى؟

ص: 53

6715 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ:

حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ» .

ص: 53

(7)

‌ بابُ عِتْقِ الْمُدَبَّرِ وَأُمِّ الْوَلَدِ وَالْمُكَاتَبِ فِي الْكَفَّارَةِ، وَعِتْقِ وَلَدِ الزِّنَا

وَقالَ طَاوُوسٌ: يُجْزِئ الْمُدَبَّرُ وَأُمُّ الْوَلَدِ.

ص: 53

6716 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: أخبَرَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو:

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ دَبَّرَ مَمْلُوكًا لَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ بِثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ. فَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عَبْدًا قِبْطِيًّا، مَاتَ عَامَ أَوَّلَ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بابٌ: إذَا أَعْتَقَ عَبْدًا بَيْنَهُ وبَيْنَ آخَرَ» من غير ذكر آية ولا حديث. كتبت بالحمرة.

ص: 53

(8)

‌ بابٌ: إِذَا أَعْتَقَ فِي الْكَفَّارَةِ، لِمَنْ يَكُونُ وَلَاؤُهُ؟

ص: 53

6717 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهَا الْوَلَاءَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «اشْتَرِيهَا؛ إِنَّمَا

(1)

الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «فَإِنَّمَا» .

ص: 53

(9)

‌ بابُ الاِسْتِثْنَاءِ فِي الأَيْمَانِ

ص: 54

6718 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَسْتَحْمِلُهُ، فَقالَ: «وَاللَّهِ

(2)

لَا أَحْمِلُكُمْ، مَا عِنْدِي

(3)

مَا أَحْمِلُكُمْ». ثُمَّ لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، فَأُتِيَ بِإِبِلٍ

(4)

، فَأَمَرَ لَنَا بِثَلَاثَةِ

(5)

ذَوْدٍ، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَا يُبَارِكُ اللَّهُ لَنَا، أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا

(6)

فَحَمَلَنَا. فَقالَ أَبُو مُوسَى: فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ

(7)

، فَقالَ: «مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، بَلِ اللَّهُ حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ

(8)

».

6719 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، وَقالَ: «إِلَّا كَفَّرْتُ يَمِينِي

(9)

، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ» أَوْ:«أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «النبيَّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقالَ: لَا وَاللهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَمَا عِنْدِي» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي ورواية الأصيلي: «بِشَايِلٍ» . والشايل: الناقة التي تشول -تحرِّك- بذنبها للقاحٍ، وليس لها لبن.

(5)

في رواية أبي ذر: «بِثَلَاثِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَحَلَفَ لَا يَحْمِلُنَا» ، والذي في (ب، ص) أن روايتهم: «فَحَلَفَ أنْ لَا يَحْمِلُنَا» .

(7)

لفظة: «له» ليست في رواية أبي ذر.

(8)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «وَكَفَّرْتُ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ يَمِينِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 54

6720 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ:

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: «قالَ سُلَيْمَانُ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً، كُلٌّ تَلِدُ غُلَامًا يُقَاتِلُ

⦗ص: 55⦘

فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقالَ لَهُ صَاحِبُهُ -قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي الْمَلَكَ- قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَنَسِيَ، فَطَافَ

بِهِنَّ فَلَمْ تَأتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ بِوَلَدٍ إِلَّا وَاحِدَةٌ بِشِقِّ غُلَامٍ». فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ قالَ: «لَوْ قالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكًا

(1)

فِي حَاجَتِهِ». وَقالَ مَرَّةً: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوِ اسْتَثْنَى» . وَحدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .

ص: 54

(10)

‌ بابُ الْكَفَّارَةِ قَبْلَ الْحِنْثِ وَبَعْدَهُ

ص: 55

6721 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ قالَ:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ

(1)

هَذَا الْحَيِّ

(2)

مِنْ جَرْمٍ إِخَاءٌ وَمَعْرُوفٌ، قالَ: فَقُدِّمَ طَعَامٌ

(3)

، قالَ: وَقُدِّمَ فِي طَعَامِهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، قالَ: وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مَوْلًى، قالَ: فَلَمْ يَدْنُ، فَقالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: ادْنُ، فَإِنِّي قَدْ

(4)

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ مِنْهُ. قالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأكُلُ شَيْئًا قَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا. فَقالَ: ادْنُ أُخْبِرْكَ عَنْ ذَلِكَ، أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَسْتَحْمِلُهُ، وَهوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ -قالَ أَيُّوبُ: أَحْسِبُهُ قالَ: وَهوَ غَضْبَانُ- قالَ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ

(5)

». قالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ، فَقِيلَ: «أَيْنَ هَؤُلَاءِ الأَشْعَرِيُّونَ

(6)

؟» فأَتَيْنَا، فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، قالَ: فَانْدَفَعْنَا، فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ، فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَحَمَلَنَا، نَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ، وَاللَّهِ لَئْنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا، ارْجِعُوا بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلْنُذَكِّرْهُ يَمِينَهُ. فَرَجَعْنَا

⦗ص: 56⦘

فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، فَظَنَنَّا -أَوْ: فَعَرَفْنَا- أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ. قالَ: «انْطَلِقُوا؛ فَإِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللَّهُ، إِنِّي وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا» .

تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ عَاصِمٍ الْكُلَيْبِيِّ

(7)

.

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ والْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ بِهَذَا.

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ زَهْدَمٍ بِهَذَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «هذَا الْحَيَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «طَعَامُهُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

لفظة: «قد» ليست في (ن).

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «أَيْنَ هَؤُلَاءِ الأَشْعَرِيُّونَ؟» بالتكرار. كتبت بالحمرة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 55

6722 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ: أخبَرَنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ:

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي

هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ».

تَابَعَهُ أَشْهَلُ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ.

وَتَابَعَهُ يُونُسُ، وَسِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَحُمَيْدٌ، وَقَتَادَةُ

(3)

، وَمَنْصُورٌ، وَهِشَامٌ، وَالرَّبِيعُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ حَاتِم» . كتبت بالحمرة.

(3)

بهامش اليونينية: عند أبي ذر: «عن قتادة» ، والصواب ما في الأصل. اهـ.

ص: 56

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتَابُ الفَرَايِضِ

(1)

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ

(1)

لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} [النساء: 11 - 12].

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}» بدل إتمام الآيات. كتبت بالحمرة.

ص: 57

6723 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

سَمِعَ

(1)

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَأَتَانِي

(2)

وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَبَّ عَلَيَّ وَضُوءَهُ فَأَفَقْتُ،

⦗ص: 58⦘

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمَوَارِيثِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة: «قَالَ: سَمِعْتُ» (ن)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى روايته عن الحَمُّويي والمُستملي فقط.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأتَيَانِي» .

(3)

في رواية أبي ذر: «المِيرَاثِ» . كتبت بالحمرة

ص: 57

(2)

‌ بابُ تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ

وَقالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: تَعَلَّمُوا قَبْلَ الظَّانِّينَ.

يَعْنِي: الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِالظَّنِّ.

ص: 58

6724 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا

وَلَا تَحَسَّسُوا

(1)

، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا».

(1)

هكذا ضبطها في (ن) بوجهين، ومراده:«ولَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا» و: «ولَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا» ، وضبطت في (و) بالوجه الثاني فقط، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ب، ص) بالوجه الأوَّل فقط.

ص: 58

(3)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»

ص: 58

6725 -

6726 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ عليهما السلام، أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَيْهِمَا مِنْ فَدَك

(1)

، وَسَهْمَهُمَا

(2)

مِنْ خَيْبَرَ. فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ

⦗ص: 59⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ» . قالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، لَا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ. قالَ: فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ، فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى مَاتَتْ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بالصَّرف والمنع منه: «فَدَكَ» «فَدَكٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَسَهْمَهُ» .

ص: 58

6727 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ: أخبَرَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» .

ص: 59

6728 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ:

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي مِنْ حَدِيثِهِ ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ، فَأَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَى

(1)

فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ؟ قالَ: نَعَمْ. فَأَذِنَ لَهُمْ، ثُمَّ قالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ قالَ: نَعَمْ. قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا. قالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ

(2)

السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» -يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ-؟ فَقَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ؟ قَالَا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ. قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ

(3)

صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ عز وجل:{مَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدِيرٌ} [الحشر: 6]، فَكَانَتْ خَالِصَةً

(4)

⦗ص: 60⦘

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ

(5)

مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهُ

(6)

وَبَثَّهَا

(7)

حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ هَذَا الْمَالِ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، ثُمَّ يَأخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَفَعَلَ بِذَاكَ

(8)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ

لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ. فَتَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهَا فَعَمِلَ

(9)

بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ وَلِيِّ رَسُولِ اللَّهِ

(10)

صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا مَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَأَتَانِي هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي

(11)

بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.

(1)

رسمت في رواية أبي ذر: «يَرْفَأ» بالممدودة، (ن، ب)، والذي في (ص) أنَّ روايته:«يرفأ» بالهمز، قال في الفتح: روايتنا من طريق أبي ذر: «يَرْفَأُ» بالهمز.

(2)

في رواية أبي ذر: «تقوم بإذنه» .

(3)

في رواية أبي ذر: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّ لِرَسُولِهِ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «خَاصَّةً» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَوَاللهِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أعْطَاكُمُوهَا» .

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(8)

في رواية أبي ذر: «فَعَمِلَ بِذلِكَ» . كتبت «بِذلِكَ» بالحمرة.

(9)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(10)

في رواية أبي ذر: «أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوَالَّذِي» .

ص: 59

6729 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، قالَ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَقْتَسِمُ

(1)

وَرَثَتِي دِينَارًا

(2)

، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤُونَةِ عَامِلِي فَهوَ صَدَقَةٌ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا يَقْسِمُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 60

6730 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَيْسَ قَالَ

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» ؟!

(1)

في رواية أبي ذر: «أَلَيْسَ قَدْ قَالَ» .

ص: 61

(4)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ»

ص: 61

6731 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ وَلَمْ يَتْرُكْ وَفَاءً فَعَلَيْنَا قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ» .

ص: 61

(5)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْوَلَدِ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: إِذَا تَرَكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ بِنْتًا فَلَهَا النِّصْفُ، وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَلَهُنَّ الثُّلُثَانِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ بُدِئَ بِمَنْ شَرِكَهُمْ، فَيُؤْتَى

(1)

فَرِيضَتَهُ، فَمَا بَقِيَ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَيُعْطَى» .

ص: 61

6732 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهوَ لأَوْلَى

(1)

رَجُلٍ ذَكَرٍ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَمَا بَقِيَ فَلِأَوْلَى» .

ص: 61

(6)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْبَنَاتِ

ص: 62

6733 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، قالَ: أخبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: مَرِضْتُ بِمَكَّةَ مَرَضًا، فَأَشْفَيْتُ

مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَتِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قالَ:«لَا» . قالَ

(1)

: فَالشَّطْرِ

(2)

؟ قالَ: «لَا» . قُلْتُ: الثُّلُثُ

(3)

؟ قالَ: «الثُّلُثُ كَبِيرٌ؛ إِنَّكَ إِنْ

(4)

تَرَكْتَ وَلَدَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَأُخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي؟ فَقَالَ

(5)

: «لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّ

(6)

أَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، لَكِنِ الْبَائِسُ

(7)

سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ». يَرْثِي لَهُ

⦗ص: 63⦘

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «قلتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فالشَّطْرُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

بهامش (ب، ص): الثَّاء ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالضمِّ. اهـ.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

بهامش (ب): في اليونينية بعد قوله: «فقال» : «إنك» مضروب عليها هكذا. اهـ.

(6)

في رواية أبي ذر: «ولَعَلَّكَ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر: «وَلكِنْ الْبَائِسُ» ، ولم يضبط الكلمتين في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): تخفيف النون وضمُّ سين: «البائسُ» من الفرع. اهـ.

ص: 62

6734 -

حدَّثني مَحْمُودٌ

(1)

: حدَّثنا أَبُو النَّضْرِ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قالَ

(2)

: أَتَانَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ مُعَلِّمًا وَأَمِيرًا، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ ابْنَتَهُ وَأُخْتَهُ، فَأَعْطَى الاِبْنَةَ النِّصْفَ وَالأُخْتَ النِّصْفَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثنا مَحْمودُ بنُ غَيْلَانَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة أيضًا.

ص: 63

(7)

‌ بابُ مِيرَاثِ ابْنِ الاِبْنِ إِذَا لَمْ يَكُنِ

(1)

ابْنٌ

وَقَالَ

(2)

زَيْدٌ: وَلَدُ الأَبْنَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ دُونَهُمْ وَلَدٌ

(3)

، ذَكَرُهُمْ كَذَكَرِهِمْ، وَأُنْثَاهُمْ كَأُنْثَاهُمْ، يَرِثُونَ كَمَا يَرِثُونَ، وَيَحْجُبُونَ كَمَا يَحْجُبُونَ، وَلَا يَرِثُ وَلَدُ الاِبْنِ مَعَ الاِبْنِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ذَكَرٌ» .

ص: 63

6735 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهوَ لأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ» .

ص: 63

(8)

‌ بابُ مِيرَاثِ ابْنَةِ ابْنٍ

(1)

مَعَ ابْنَةٍ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «ابْنَةِ الابْنِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَعَ بِنْتٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 63

6736 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا أَبُو قَيْسٍ: سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ، قَالَ

(1)

:

⦗ص: 64⦘

سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنِ ابْنَةٍ

(2)

وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ، فَقَالَ: لِلاِبْنَةِ

(3)

النِّصْفُ، وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لِلاِبْنَةِ النِّصْفُ، وَلاِبْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلأُخْتِ، فَأَتَيْنَا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يَقُولُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عَنْ بِنْتٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «لِلْبِنْتِ» .

ص: 63

(9)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْجَدِّ مَعَ الأَبِ وَالإِخْوَةِ

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ: الْجَدُّ أَبٌ.

وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يَا بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 26]، {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ} [يوسف: 38].

وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ أَحَدًا خَالَفَ أَبَا بَكْرٍ فِي زَمَانِهِ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَافِرُونَ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

يَرِثُنِي ابْنُ ابْنِي دُونَ إِخْوَتِي وَلَا أَرِثُ أَنَا ابْنَ ابْنِي؟!

وَيُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَزَيْدٍ أَقَاوِيلُ مُخْتَلِفَةٌ.

ص: 64

6737 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَلأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ» .

ص: 64

6738 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ

⦗ص: 65⦘

خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ، وَلَكِنْ خُلَّةُ

(1)

الإِسْلَامِ أَفْضَلُ» -أَوْ قالَ: «خَيْرٌ» - فَإِنَّهُ أَنْزَلَهُ أَبًا. أَوْ قالَ: قَضَاهُ أَبًا.

(1)

بهامش (ب، ص): سكون النون ورفع «خلة» من الفرع. اهـ.

ص: 64

(10)

‌ بابُ مِيرَاثِ الزَّوْجِ مَعَ الْوَلَدِ وَغَيْرِهِ

ص: 65

6739 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ، فَنَسَخَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ، فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَجَعَلَ لِلأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسَ، وَجَعَلَ لِلْمَرْأَةِ الثُّمُنَ وَالرُّبُعَ، وَلِلزَّوْجِ الشَّطْرَ وَالرُّبُعَ.

ص: 65

(11)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْمَرْأَةِ وَالزَّوْجِ مَعَ الْوَلَدِ وَغَيْرِهِ

ص: 65

6740 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لحْيَانَ

(1)

سَقَطَ مَيِّتًا بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا

(2)

بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا.

(1)

بكسر اللام وفتحها، وقد أهمل ضبط اللام في (ن، و)، وبهامش (ب، ص): لم يضبط اللام في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَضَى لَهَا» .

ص: 65

(12)

‌ بابٌ: مِيرَاثُ

(1)

الأَخَوَاتِ مَعَ الْبَنَاتِ عَصَبَةٌ

(2)

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ: ميراثِ»، صحَّح عليها.

(2)

ضبَّب في (ن) على التنوين، وفي (ب، ص) على الكلمة كلها.

ص: 65

6741 -

حدَّثنا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قالَ: قَضَى فِينَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: النِّصْفُ لِلاِبْنَةِ، وَالنِّصْفُ لِلأُخْتِ. ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: قَضَى فِينَا، وَلَمْ يَذْكُرْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 65

6742 -

حدَّثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، قالَ:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

: لِلاِبْنَةِ النِّصْفُ، وَلاِبْنَةِ الاِبْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَلِلأُخْتِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «أو قالَ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» .

ص: 66

(13)

‌ بابُ مِيرَاثِ الأَخَوَاتِ وَالإِخْوَةِ

ص: 66

6743 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:

سَمِعْتُ جَابِرًا رضي الله عنه قالَ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضٌ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ نَضَحَ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا لِي أَخَوَاتٌ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ.

ص: 66

(14)

‌ بابٌ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ

(1)

إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النساء: 176]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

ص: 66

6744 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قالَ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ

(1)

النِّسَاءِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176].

(1)

في (ب): «سورة» بكسر التاء وضمِّها، وبهامشها: في اليونينية: «سورة» مضمومة التاء ومكسورتها هكذا. اهـ.

ص: 66

(15)

‌ بابُ ابْنَيْ عَمٍّ: أَحَدُهُمَا أَخٌ لِلأُمِّ، وَالآخَرُ زَوْجٌ

وَقَالَ عَلِيٌّ: لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وَلِلأَخِ مِنَ الأُمِّ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ.

ص: 67

6745 -

حدَّثنا مَحْمُودٌ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ مَاتَ

وَتَرَكَ مَالًا فَمَالُهُ لِمَوَالِي الْعَصَبَةِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا أَوْ ضَيَاعًا فَأَنَا وَلِيُّهُ، فَلِأُدْعَى لَهُ»

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «الْكَلُّ الْعِيَالُ» .

ص: 67

6746 -

حدَّثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيه:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا تَرَكَتِ الْفَرَائِضُ فَلأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ» .

ص: 67

(16)

‌ بابُ ذَوِي الأَرْحَامِ

ص: 67

6747 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَكُمْ إِدْرِيسُ: حدَّثنا طَلْحَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} [النساء: 33] {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ

(2)

أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 33]، قالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الأَنْصَارِيُّ الْمُهَاجِرِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ؛ لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{جَعَلْنَا مَوَالِيَ}

(3)

[النساء: 33] قالَ: نَسَخَتْهَا: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 33].

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

قرأ بإثبات الألف غير الكوفيين.

(3)

في رواية أبي ذر: «{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}» .

ص: 67

(17)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْمُلَاعِنَةِ

ص: 68

6748 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ فِي زَمَنِ

(2)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فِي زَمَانِ» .

ص: 68

(18)

‌ بابٌ: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً

ص: 68

6749 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمعَةَ

(1)

مِنِّي، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ

(2)

الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: ابْنُ أَخِي عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ.

فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي، قَدْ كَانَ

(3)

عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ

(4)

. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ؛ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» . ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ» ؛ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.

(1)

في (ن) بضم الميم وإسكانها معًا، وفي (و) بفتح الميم، وفي (ب، ص) بسكونها.

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عامَ» .

(3)

في (ن): «كَانَ قَدْ» .

(4)

من قوله: «فقال سعد» إلى قوله: «على فراشه» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 68

6750 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ» .

ص: 68

(19)

‌ بابٌ: الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَمِيرَاثُ

(1)

اللَّقِيطِ

وَقَالَ عُمَرُ: اللَّقِيطُ حُرٌّ.

(1)

بهامش (ب، ص): الثاء ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

ص: 69

6751 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرِيهَا؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ» . وَأُهْدِيَ لَهَا شَاةٌ

(1)

فَقَالَ: «هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ» .

قَالَ الْحَكَمُ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا.

وَقَوْلُ الْحَكَمِ مُرْسَلٌ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا.

(1)

لفظة: «شاة» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 69

6752 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .

ص: 69

(20)

‌ بابُ مِيرَاثِ السَّائِبَةِ

ص: 69

6753 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: إِنَّ أَهْلَ الإِسْلَامِ لا يُسَيِّبُونَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ

(2)

كَانُوا يُسَيِّبُونَ.

(1)

في (ب، ص): «هذيل» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية، والذي في غيرها:«هزيل» ، وهو الصواب. اهـ.

(2)

في (ن): «وَإِنَّ الْجَاهِلِيَّةَ» .

ص: 69

6754 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها اشْتَرَتْ بَرِيرَةَ لِتُعْتِقَهَا، وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ لأُعْتِقَهَا، وَإِنَّ أَهْلَهَا يَشْتَرِطُونَ وَلَاءَهَا، فَقَالَ:«أَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .

⦗ص: 70⦘

أَوْ قالَ: «أَعْطَى الثَّمَنَ» . قالَ: فَاشْتَرَتْهَا فَأَعْتَقَتْهَا، قالَ: وَخُيِّرَتْ

(1)

فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَقَالَتْ: لَوْ أُعْطِيتُ كَذَا وَكَذَا مَا كُنْتُ مَعَهُ.

قَالَ الأَسْوَدُ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا.

قَوْلُ الأَسْوَدِ مُنْقَطِعٌ.

وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُهُ عَبْدًا، أَصَحُّ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «نَفْسَهَا» .

ص: 69

(21)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ تَبَرَّأَ مِنْ مَوَالِيهِ

ص: 70

6755 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قالَ:

قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: ما عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ غَيْرَ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قالَ: فَأَخْرَجَهَا، فَإِذَا فِيهَا أَشْيَاءَ

(1)

مِنَ الْجِرَاحَاتِ وَأَسْنَانِ الإِبِلِ، قَالَ

(2)

: وَفِيهَا: «الْمَدِينَةُ حَرَامٌ

(3)

مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ

(4)

، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ

(5)

، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ».

(1)

في (ب، ص): «أشياءُ» بالرفع.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَقَالَ» .

(3)

في (و، ب، ص): «حَرَمٌ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(4)

في رواية أبي ذر: «مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلَى كَذَا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا ولَا عَدْلًا» .

ص: 70

6756 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ.

ص: 71

(22)

‌ بابٌ: إِذَا أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ

(1)

وَكَانَ الْحَسَنُ لَا يَرَى لَهُ وِلَايَةً

(2)

.

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .

وَيُذْكَرُ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَفَعَهُ

(3)

قالَ: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ» .

وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الرَّجُلُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا يَرَى لَهُ وَلَاءَهُ» ، كتبت بالحمرة، وجعلها في (ب، ص) من رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وضبط رواية أبي ذر:«وَلَايَةً» بفتح الواو، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.

(3)

في رواية أبي ذر: «رَفْعُهُ» .

ص: 71

6757 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ

(1)

أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا، فَقَالَ أَهْلُهَا: نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلَاءَهَا لَنَا. فَذَكَرَتْ

(2)

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «لَا يَمْنَعْكِ

(3)

ذَلِكِ؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».

(1)

قوله: «أم المُؤْمِنينَ» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «ذلِكَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَمْنَعَنَّكِ» . كتبت بالحمرة، وضبط المتن في (ب، ص) بالجزم والرفع: «لَا يَمْنَعْكِ» ، «لَا يَمْنَعُكِ» .

ص: 71

6758 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَت: اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا. فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 72⦘

فَقَالَ: «أَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ» . قالَتْ: فَأَعْتَقْتُهَا. قَالَتْ: فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَيَّرَهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَقَالَتْ: لَوْ أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا مَا بِتُّ عِنْدَهُ. فَاخْتَارَتْ

(2)

نَفْسَهَا

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «لِرَسولِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَاخْتارَتْ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَالَ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا» .

ص: 71

(23)

‌ بابُ مَا يَرِثُ النِّسَاءُ مِنَ الْوَلَاءِ

ص: 72

6759 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَقَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُمْ يَشْتَرِطُونَ الْوَلَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرِيهَا؛ فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ» .

ص: 72

6760 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الْوَرِقَ، وَوَلِيَ النِّعْمَةَ» .

ص: 72

(24)

بابٌ: مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَابْنُ الأُخْتِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «منهم» . كتبت بالحمرة.

ص: 72

6761 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ وَقَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» أَوْ كَمَا قَالَ.

ص: 72

6762 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ» أَوْ: «مِنْ أَنْفُسِهِمْ» .

ص: 72

(25)

‌ بابُ مِيرَاثِ الأَسِيرِ

قَالَ

(1)

:

وَكَانَ شُرَيْحٌ يُوَرِّثُ الأَسِيرَ فِي أَيْدِي الْعَدُوِّ، وَهوَ يَقُولُ

(2)

: هُوَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ.

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَجِزْ وَصِيَّةَ الأَسِيرِ وَعَتَاقَهُ

(3)

، وَمَا صَنَعَ فِي مَالِهِ، مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ دِينِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ مَالُهُ يَصْنَعُ فِيهِ مَا يَشَاءُ

(4)

.

(1)

لفظة: «قال» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في (ب، ص): «وَيَقُولُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَعَتَاقَتَهُ» . وبهامش (ب، ص): فتح عين «عتاقة» من الفرع. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا شَاءَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 73

6763 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيْنَا» .

ص: 73

(26)

‌ بابٌ: لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ،

وَإِذَا أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ الْمِيرَاثُ فَلَا مِيرَاثَ لَهُ

ص: 73

6764 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ

(1)

بْنِ عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «عَمْرٍو» .

ص: 73

(27)

‌ بابُ مِيرَاثِ الْعَبْدِ النَّصْرَانِيِّ، وَمُكَاتَبِ

(1)

النَّصْرَانِيِّ،

وَإِثْمِ مَنِ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «والْمُكاتَبِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بَابُ إثْمِ مَنِ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ» .

ص: 73

(28)

‌ بابُ مَنِ ادَّعَى أَخًا أَوِ ابْنَ أَخٍ

(1)

(1)

الباب والترجمة ثابتان في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وهذا الباب مُقدَّم على باب:«ميراث العبد النصراني» في رواية أبي ذر.

وبهامش اليونينية بخط الحافظ اليونيني: هذا الباب الذي عليه (سه) في نسخة أبي ذر قبل باب ميراث العبد النَّصراني، ويليه -أعني باب ميراث العبد النَّصراني-: باب إثم من انتفى من ولده، ورقم على باب من ادعى أخًا أو ابن أخ:«سه» هكذا كأنه عند المُستملي وأبي الهيثم فيُعلم ذلك. اهـ.

ص: 74

6765 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قالَت: اخْتَصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فِي غُلَامٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ أَخِي عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ، انْظُرْ إِلَى شَبَهِهِ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: هَذَا أَخِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَبَهِهِ فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقَالَ: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ

(1)

؛ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ بِنْتَ زَمْعَةَ». قالَتْ: فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ زَمْعَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَعْدُ» بدل: «قطُّ» .

ص: 74

(29)

‌ بابُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ

ص: 74

6766 -

6767 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا خَالِدٌ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ-: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ» . فَذَكَرْتُهُ لأَبِي بَكْرَةَ فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 74

6768 -

حدَّثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ: حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ

⦗ص: 75⦘

فَهوَ كُفْرٌ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقَدْ كَفَرَ» . كتبت بالحمرة

ص: 74

(30)

‌ بابٌ: إِذَا ادَّعَتِ الْمَرْأَةُ ابْنًا

ص: 75

6769 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، قالَ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ.

وَقَالَتِ

(2)

الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ. فَتَحَاكَمَتَا

(3)

إِلَى دَاوُدَ

(4)

فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ

(5)

فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا. فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى». قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةُ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «الْأَعْرَجِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقَالَت» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَتَحَاكَمَا» . كتبت بالحمرة.

(4)

كتب في اليونينية بين الأسطر: «عليه السلام» . كتبت بالحمرة.

(5)

كتب في اليونينية بين الأسطر: «عليهما السلام» . كتبت بالحمرة.

ص: 75

(31)

‌ بابُ الْقَائِفِ

ص: 75

6770 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا، تَبْرُقُ

(1)

أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ

(2)

».

(1)

بهامش (ب، ص): ضمُّ الراء من الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَمِنْ بَعْضٍ» .

ص: 75

6771 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَهوَ مَسْرُورٌ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ فَرَأَى أُسَامَةَ

(1)

وَزَيْدًا، وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غَطَّيَا رُؤُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ».

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «أيْ عَائِشَةُ، أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ» .

(2)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس التاسع عشر بقراءة علاء الدين علي ابن المارديني بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزِّية وذلك في يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي عفا الله عنهم. اهـ.

ص: 76

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ الحُدود

(1)

ومَا يُحْذَرُ مِنَ الْحُدُودِ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «كتاب الحدود، بسم الله الرحمن الرحيم» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بَابُ مَا يُحْذَرُ من الحُدُودِ» ، ولم يذكر فيه حديثًا.

ص: 77

(1)

‌ بابٌ: لا يُشْرَبُ الخَمْرُ

(1)

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُنْزَعُ مِنْهُ نُورُ الإِيمَانِ فِي الزِّنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «باب الزِّنَا وَشُرْبِ الخَمْرِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 77

6772 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ

(2)

حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهوَ مُؤْمِنٌ».

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، إِلَّا النُّهْبَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «السَّارِقُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 77

(2)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي ضَرْبِ شَارِبِ الْخَمْرِ

ص: 77

6773 -

حدَّثنا

(1)

حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

⦗ص: 78⦘

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (ح) حدَّثنا آدَمُ

(2)

: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ أبي إيَاسٍ» ، كتبت بالحمرة، وهذا الإسنادُ مُقدَّمٌ على الإسناد الأوَّلِ في روايته.

ص: 77

(3)

‌ بابُ مَنْ أَمَرَ بِضَرْبِ الْحَدِّ فِي الْبَيْتِ

ص: 78

6774 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قالَ: جِيءَ بِالنُّعَيْمَانِ -أَوْ: بِابْنِ النُّعَيْمَانِ- شَارِبًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ

(1)

أَنْ يَضْرِبُوهُ، قالَ: فَضَرَبُوهُ، فَكُنْتُ أَنَا فِيمَنْ ضَرَبَهُ بِالنِّعَالِ.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «بِالْبَيْتِ» (ن)، وعكس في (ب، ص).

ص: 78

(4)

‌ بابُ الضَّرْبِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ

ص: 78

6775 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِنُعَيْمَانَ -أَوْ: بِابْنِ نُعَيْمَانَ

(1)

- وَهوَ سَكْرَانُ، فَشَقَّ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ مَنْ فِي الْبَيْتِ أَنْ يَضْرِبُوهُ، فَضَرَبُوهُ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَكُنْتُ

(2)

فِيمَنْ ضَرَبَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بالنُّعَيْمَانِ أو: بِابْنِ النُّعَيْمَانِ» ، وبهامش اليونينية: جاء في نسخة الأصيلي مُكبرًا في الأصل، وفي حاشيته: في نسخة مُصغرًا. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَكُنْتُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 78

6776 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: جَلَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ.

ص: 78

6777 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قالَ:«اضْرِبُوهُ» . قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ. قالَ: «لَا تَقُولُوا هَكَذَا؛ لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ» .

ص: 79

6778 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثَنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو حَصِينٍ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ سَعِيدٍ النَّخَعِيَّ، قالَ:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قالَ: مَا كُنْتُ لأُقِيمَ حَدًّا عَلَى أَحَدٍ فَيَمُوتَ فَأَجِدَ

(1)

فِي نَفْسِي، إِلَّا صَاحِبَ

(2)

الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ

(3)

؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسُنَّهُ

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَسُنُّهُ» .

ص: 79

6779 -

حدَّثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْجُعَيْدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ:

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قالَ: كُنَّا نُؤْتَى بِالشَّارِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، فَنَقُومُ إِلَيْهِ بِأَيْدِينَا وَنِعَالِنَا وَأَرْدِيَتِنَا، حَتَّى كَانَ آخِرُ

(1)

إِمْرَةِ عُمَرَ، فَجَلَدَ أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذَا عَتَوْا وَفَسَقُوا جَلَدَ ثَمَانِينَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «آخِرَ» ، وضبطها بالضبطين في متن (ب، ص).

ص: 79

(5)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ شَارِبِ الْخَمْرِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنَ الْمِلَّةِ

ص: 79

6780 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثَنِي اللَّيْثُ، قالَ: حدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ رَجُلًا

عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ

(1)

رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، ما أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 80⦘

«لَا تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ

(2)

يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا عَلِمْتُ إلَّا أنَّهُ» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر:«مَا عَلِمْتُ إنَّهُ» .

ص: 79

6781 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: حدَّثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ: حدَّثنا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ بِضَرْبِهِ

(1)

، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِيَدِهِ، وَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِنَعْلِهِ، وَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ: مَا لَهُ أَخْزَاهُ اللَّهُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَقَامَ لِيَضْرِبَهُ» . كتبت بالحمرة. قال في الفتح: وهو تصحيف.

ص: 80

(6)

‌ بابُ السَّارِقِ حِينَ يَسْرِقُ

ص: 80

6782 -

حدَّثني

(1)

عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ

(2)

حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمِنٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «السَّارِقُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 80

(7)

‌ بابُ لَعْنِ السَّارِقِ إِذَا لَمْ يُسَمَّ

ص: 80

6783 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثَنِي أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» . قالَ الأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ

(1)

أَنَّهُ بَيْضُ

(2)

الْحَدِيدِ، وَالْحَبْلُ كَانُوا يَرَوْنَ

(3)

أَنَّهُ مِنْهَا مَا يَسْوَى

(4)

دَرَاهِمَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُرَوْنَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَيْضَةُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «يُرَوْنَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «مَا يُسَاوِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 80

(8)

‌ بابٌ: الْحُدُودُ كَفَّارَةٌ

ص: 81

6784 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا

(1)

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ

(2)

قالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ: «بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا -وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ كُلَّهَا- فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهوَ كَفَّارَتُهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ

(3)

، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «رضي الله عنه» . كتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 81

(9)

‌ بابٌ: ظَهْرُ الْمُؤْمِنِ حِمًى إِلَّا فِي حَدٍّ أَوْ حَقٍّ

ص: 81

6785 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبِي:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟» قالُوا:

أَلَا شَهْرُنَا هَذَا. قالَ: «أَلَا أَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟» قالُوا: أَلَا بَلَدُنَا هَذَا. قالَ: «أَلَا أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟» قالُوا: أَلَا يَوْمُنَا هَذَا. قالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَدْ حَرَّمَ

(2)

دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلَا، نَعَمْ. قالَ:«وَيْحَكُمْ -أَوْ: وَيْلَكُمْ-لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ» ، ولفظة:«قد» سقطت في (ن).

ص: 81

(10)

‌ بابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالاِنْتِقَامِ لِحُرُمَاتِ اللَّهِ

ص: 81

6786 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا خُيِّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَأثَمْ

(1)

،

⦗ص: 82⦘

فَإِذَا كَانَ الإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ قَطُّ، حَتَّى تُنْتَهَكَ

(2)

حُرُمَاتُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمُ

(3)

لِلَّهِ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمٌ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في (ب، ص): «تُنْتَهَك» ففتح الكاف وضمها. وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية. اه

(3)

في رواية أبي ذر: «فَيَنْتَقِمَ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 81

(11)

‌ بابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ

ص: 82

6787 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أُسَامَةَ كَلَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَةٍ، فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا يُقِيمُونَ الْحَدَّ عَلَى الْوَضِيعِ وَيَتْرُكُونَ الشَّرِيفَ

(1)

، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ فَاطِمَةُ

(2)

فَعَلَتْ ذَلِكَ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَيَتْرُكُونَ عَلَى الشَّرِيفِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَوْ أنَّ فَاطِمَةَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 82

(12)

‌ بابُ كَرَاهِيَةِ الشَّفَاعَةِ فِي الْحَدِّ إِذَا رُفِعَ إِلَى السُّلْطَانِ

ص: 82

6788 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّتْهُمُ الْمَرْأَةُ الْمَخْزُومِيَّةُ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ

(1)

، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!» ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ، قالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ

(2)

، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زَيْدٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 82

(13)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا}

[المائدة: 38]، وَفِي كَمْ يُقْطَعُ؟

وَقَطَعَ عَلِيٌّ مِنَ الْكَفِّ.

وَقَالَ قَتَادَةُ فِي امْرَأَةٍ سَرَقَتْ فَقُطِعَتْ شِمَالُهَا: لَيْسَ إِلَّا ذَلِكَ.

ص: 83

6789 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تُقْطَعُ الْيَدُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا» .

تَابَعَهُ

(1)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَتَابَعَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 83

6790 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ،

عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي رُبُعِ دِينَارٍ» .

ص: 83

6791 -

حدَّثنا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ يَحْيَى

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تُقْطَعُ

(2)

فِي رُبُعِ دِينَارٍ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي كَثِيرٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «اليَدُ» ، كتبت بالحمرة. والذي في متن (ب، ص): «يُقْطَعُ» ، وجعل رواية أبي ذر:«تُقْطَعُ» .

ص: 83

6792 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ يَدَ السَّارِقِ لَمْ تُقْطَعْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا فِي ثَمَنِ مِجَنٍّ

(2)

، حَجَفَةٍ، أَوْ تُرْسٍ.

⦗ص: 84⦘

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ: حدَّثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُرْوَةَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 83

6793 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ تَكُنْ

(1)

تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي أَدْنَى مِنْ حَجَفَةٍ أَوْ تُرْسٍ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذُو ثَمَنٍ.

رَوَاهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، مُرْسَلًا.

(1)

أهمل نقط التاء في (ب، ص) وبهامشهما: كذا ليست منقوطة في اليونينية، وفي بعض الفروع ضبطها بالتحتية والفوقية معًا.

ص: 84

6794 -

حدَّثني

(1)

يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، قالَ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أخبَرَنا عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمْ تُقْطَعْ يَدُ سَارِقٍ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَدْنَى مِنْ ثَمَنِ الْمِجَنِّ، تُرْسٍ أَوْ حَجَفَةٍ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذَا ثَمَنٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» ، كتبت بالحمرة، وهذا الحديث مقدَّم عنده على قوله: «رواه وكيع

».

ص: 84

6795 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ.

ص: 84

6796 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قَطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ.

ص: 84

6797 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَنِي نَافِعٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قَطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ.

ص: 84

6798 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قَطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَ سَارِقٍ، فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ.

تابعه مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: حدَّثَنِي نَافِعٌ: «قِيمَتُهُ»

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ: قِيمَتُهُ» مقدَّم في رواية أبي ذر على حديث موسى بن إسماعيل السابق. كتبت بالحمرة.

ص: 85

6799 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» .

ص: 85

(14)

‌ بابُ تَوْبَةِ السَّارِقِ

ص: 85

6800 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

قالَ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ يَدَ امْرَأَةٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَتْ تَأتِي بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَابَتْ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 85

6801 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ:

⦗ص: 86⦘

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ، فَقَالَ: «أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا

(1)

، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي

(2)

فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَطَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ».

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِذَا تَابَ السَّارِقُ بَعْدَمَا قُطِعَ يَدُهُ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ، وَكُلُّ مَحْدُودٍ كَذَلِكَ إِذَا تَابَ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «ولا تَزْنُوا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ولا تَعْصُوا» .

(3)

قوله: «قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ .. » ثابت في رواية الكشميهني أيضًا، وفي رواية أبي ذر عنه:«قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِذَا تَابَ السَّارِقُ وَقُطِعَتْ يدُه قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ، وكَذلِكَ كُلُّ الْحُدُودِ إذا تَابَ أصْحَابُهَا قُبِلَتْ شَهَادَتُهُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 85

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ المُحارِبِينَ مِنْ أَهْلِ الكُفْرِ والرِّدَّةِ

(15)

قَوْلُ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ

(2)

وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ} [المائدة: 33].

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها. كتبت بالحمرة.

ص: 87

6802 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قالَ: حدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ، فَأَسْلَمُوا فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَفَعَلُوا، فَصَحُّوا، فَارْتَدُّوا وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا

(1)

، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الْإِبِلَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 87

(16)

بابٌ: لَمْ يَحْسِمِ النَّبِيُّ

صلى الله عليه وسلم الْمُحَارِبِينَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ حَتَّى هَلَكُوا

ص: 87

6803 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي

(1)

الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ الْعُرَنِيِّينَ وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبرني» . كتبت بالحمرة.

ص: 87

(17)

‌ بابٌ: لَمْ يُسْقَ الْمُرْتَدُّونَ الْمُحَارِبُونَ حَتَّى مَاتُوا

ص: 88

6804 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَانُوا فِي الصُّفَّةِ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْغِنَا رِسْلًا. فَقَالَ

(2)

: «مَا أَجِدُ لَكُمْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِإِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ

(3)

». فَأَتَوْهَا، فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا وَقَتَلُوا

(4)

الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الصَّرِيخُ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ، فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ، فَكَحَلَهُمْ، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَمَا حَسَمَهُمْ، ثُمَّ أُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ، يَسْتَسْقُونَ فَمَا سُقُوا حَتَّى مَاتُوا. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

(1)

بهامش (و): في نسخة: «فقالوا» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بصيغة الإفراد، وفي بعض الأصول الصحيحة:«فقالوا» . اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «قَالَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

زاد في متن (ب، ص): «صلى الله عليه وسلم» ، وأشار إلى أنها ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقَتَلُوا» . كتبت بالحمرة.

ص: 88

(18)

بابُ سَمْرِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم أَعْيُنَ الْمُحَارِبِينَ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: سَمْرُ النَّبِيِّ» ، وضبط روايته في (و):«بابٌ: سَمَرَ النَّبِيُّ» ، وهو موافق لما في الإرشاد، وضبط المتن في نسختي البقاعي والقرشي بالوجهين دون تفصيل.

ص: 88

6805 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ -أَوْ قالَ: عُرَيْنَةَ

(1)

، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قالَ: مِنْ عُكْلٍ- قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلِقَاحٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَشَرِبُوا حَتَّى إِذَا بَرِئُوا قَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ، فَبَلَغَ

(2)

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غُدْوَةً،

⦗ص: 89⦘

فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي إِثْرِهِمْ، فَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ حَتَّى جِيءَ بِهِمْ

(3)

، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ

(4)

، فَأُلْقُوا بِالْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ،

وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ عُرَيْنَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «ذلِكَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُتِيَ بِهِمْ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «فَقُطِعَ أيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ وسُمِّرَ أعْيُنُهُمْ» . وقوله: «وسُمِّرَ أعْيُنُهُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 88

(19)

‌ بابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْفَوَاحِشَ

ص: 89

6806 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ

(1)

: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:

إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلَاءٍ

(2)

فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسْجِدِ

(3)

، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا قَالَ

(4)

: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا

(5)

حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ

يَمِينُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «سلَّامٍ» بتشديد اللَّام. كتبت بالحمرة.

(2)

في نسخةٍ: «خَالِيًا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «في المَسَاجِدِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ فأخْفَى» . كتبت بالحمرة.

ص: 89

6807 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حدَّثنا عُمَرُ

(1)

بْنُ عَلِيٍّ -وَحدَّثَنِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ-: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ

⦗ص: 90⦘

لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ

(2)

».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الجَنَّةَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 89

(20)

‌ بابُ إِثْمِ الزُّنَاةِ

قَوْلُ اللَّهِ

(1)

تَعَالَى: {وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68] {وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً

(2)

} [الإسراء: 32].

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «{وَسَاء سَبِيلاً}» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 90

6808 -

أخبرنا

(1)

دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

أخبَرَنا أَنَسٌ قالَ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَا يُحَدِّثُكُمُوهُ أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ» ، وَإِمَّا قالَ: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِلْخَمْسِينَ

(2)

امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لِخَمْسِينَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 90

6809 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: أخبَرَنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا الْفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ

(1)

حِينَ يَشْرَبُ وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَقْتُلُ

(2)

وَهوَ مُؤْمِنٌ». قالَ عِكْرِمَةُ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ يُنْزَعُ الإِيمَانُ مِنْهُ؟ قالَ: هَكَذَا -وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- ثُمَّ أَخْرَجَهَا، فَإِنْ تَابَ عَادَ إِلَيْهِ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 90

6810 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ:

⦗ص: 91⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ» .

ص: 90

6811 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قالَ:«أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ

(1)

أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ

(2)

جَارِكَ».

قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ: حدَّثَنِي وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ

(3)

: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِثْلَهُ.

قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ حدَّثنا عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ وَوَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قالَ: دَعْهُ دَعْهُ

(4)

.

(1)

لفظة: «من» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وبهامش اليونينية دون رقم:«أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ» ، كتبت بالحمرة، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر، وهو موافق لما في الإرشاد.

(2)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «قال» ليست في (و، ب، ص).

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 91

(21)

‌ بابُ رَجْمِ الْمُحْصَنِ

وَقَالَ الْحَسَنُ

(1)

: مَنْ زَنَى بِأُخْتِهِ حَدُّهُ حَدُّ الزَّانِي

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «وَقَالَ مَنْصُورٌ» ، كتبت بالحمرة. وزيَّف في الفتح هذه الرواية.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَدُّ الزِّنَا» . كتبت بالحمرة.

ص: 91

6812 -

حدَّثنا آدَمُ:

حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ:

⦗ص: 92⦘

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، حِينَ رَجَمَ الْمَرْأَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: رَجَمْتُهَا

(1)

بِسُنَّةِ

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (و، ص): «قَدْ رَجَمْتُهَا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «لِسُنَّةِ» .

ص: 91

6813 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ:

سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: هَلْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: قَبْلَ سُورَةِ النُّورِ أَمْ بَعْدُ

(2)

؟ قالَ: لَا أَدْرِي.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أمْ بَعْدَهَا» . كتبت بالحمرة.

ص: 92

6814 -

حدَّثنا

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثَنِي

(2)

أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثَهُ أَنَّهُ

(3)

قَدْ زَنَى، فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَ، وَكَانَ قَدْ أُحْصِنَ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «أَحْصَنَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 92

(22)

‌ بابٌ: لَا يُرْجَمُ الْمَجْنُونُ وَالْمَجْنُونَةُ

وَقَالَ عَلِيٌّ لِعُمَرَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ؟!

ص: 92

6815 -

6816 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

⦗ص: 93⦘

وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى رَدَّدَ

(1)

عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ

(2)

، دَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«أَبِكَ جُنُونٌ؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَهَلْ أَحْصَنْتَ؟» قالَ: نَعَمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ» .

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأخبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ هَرَبَ، فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَدَّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أرْبَعَ مَرَّاتٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 92

(23)

‌ بابٌ: لِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ

ص: 93

6817 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتِ: اخْتَصَمَ سَعْدٌ وَابْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ؛ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ

(1)

، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ».

زَادَ لَنَا

(2)

قُتَيْبَةُ عَنِ اللَّيْثِ: «وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 93

6818 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» .

ص: 93

(24)

‌ بابُ الرَّجْمِ فِي الْبَلَاطِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالْبَلَاطِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 94

6819 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ

(1)

: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ: حدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ أَحْدَثَا جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُمْ:«مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ؟» قالُوا: إِنَّ

أَحْبَارَنَا أَحْدَثُوا تَحْمِيمَ الْوَجْهِ وَالتَّجْبِيْهَ

(2)

، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ادْعُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالتَّوْرَاةِ. فَأُتِيَ بِهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَإِذَا آيَةُ الرَّجْمِ تَحْتَ يَدِهِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرُجِمَا عِنْدَ الْبَلَاطِ، فَرَأَيْتُ الْيَهُودِيَّ أَجْنَأَ

(3)

عَلَيْهَا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ كَرامَةَ» .

(2)

كتبت هاءٌ مرتفعة فوق الهاء التي في آخر الكلمة، وبهامش (ب، ص): سكون الياء التحتية من الفرع. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «أحْنَى» . كتبت بالحمرة.

ص: 94

(25)

‌ بابُ الرَّجْمِ بِالْمُصَلَّى

ص: 94

6820 -

حدَّثني

(1)

مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَبِكَ جُنُونٌ؟» قالَ: لَا. قالَ: «آحْصَنْتَ؟

(2)

» قالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ فَرَّ، فَأُدْرِكَ فَرُجِمَ حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، وَصَلَّى عَلَيْهِ.

⦗ص: 95⦘

لَمْ يَقُلْ يُونُسُ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: فَصَلَّى عَلَيْهِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «سُئِلَ أبُو عَبْدِ اللهِ: فَصَلَّى عَلَيْهِ يَصِحُّ؟ قال: رَواهُ مَعْمَرٌ. قِيلَ لَهُ: رَواه غيرُ مَعْمَرٍ؟ قال: لَا» . كتبت بالحمرة. وبهامش (ن، و): آخر الجزء الرابع والثلاثين، وهو آخر المجلدة الخامسة من أصل المقدسي. اهـ. والذي في (و): وهو آخر المجلدة الخامسة من أصل أصله. اه

ص: 94

(26)

‌ بابٌ

(1)

: مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا دُونَ الْحَدِّ، فَأَخْبَرَ الإِمَامَ، فَلَا عُقُوبَةَ عَلَيْهِ

بَعْدَ التَّوْبَةِ إِذَا جَاءَ مُسْتَفْتِيًا

(2)

قَالَ عَطَاءٌ: لَمْ يُعَاقِبْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَلَمْ يُعَاقِبِ الَّذِي جَامَعَ فِي رَمَضَانَ.

وَلَمْ يُعَاقِبْ عُمَرُ صَاحِبَ الظَّبْيِ.

وَفِيهِ: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

في (ب، ص): «بابُ» .

(2)

هكذا في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مُسْتَعْتِبًا» ، كتبت بالحمرة، وفي نسخة:«مُسْتَقِيلًا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «عن أبي مَسْعُودٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مِثْلَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 95

6821 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ، فَاسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً؟» قالَ: لَا. قالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ؟» قالَ: لَا. قالَ: «فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» .

ص: 95

6822 -

وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، قالَ

(1)

: احْتَرَقْتُ. قالَ: «مِمَّ ذَاكَ؟»

⦗ص: 96⦘

قالَ: وَقَعْتُ بِامْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قَالَ لَهُ: «تَصَدَّقْ» . قالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. فَجَلَسَ، وَأَتَاهُ إِنْسَانٌ يَسُوقُ حِمَارًا وَمَعَهُ طَعَامٌ -قَالَ

(2)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا أَدْرِي مَا هُوَ- إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟» فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا. قالَ: «خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» . قالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنِّي؟ مَا لأَهْلِي طَعَامٌ. قالَ: «فَكُلُوهُ» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الْحَدِيثُ الأَوَّلُ أَبْيَنُ، قَوْلُهُ:«أَطْعِمْ أَهْلَكَ»

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَقال» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَقالَ» .

(3)

قوله: «قال أبو عبد الله

» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر، قارن بما في الإرشاد.

ص: 95

(27)

‌ بابٌ: إِذَا أَقَرَّ بِالْحَدِّ وَلَمْ يُبَيِّنْ، هَلْ لِلإِمَامِ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ؟

ص: 96

6823 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ:

حدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ. قالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ. قالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ، قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ. قالَ:«أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ» ، أَوْ قالَ:«حَدَّكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 96

(28)

‌ بابٌ: هَلْ يَقُولُ الإِمَامُ لِلْمُقِرِّ: لَعَلَّكَ لَمَسْتَ أَوْ غَمَزْتَ؟

ص: 96

6824 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ: حدَّثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ؟» قالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «أَنِكْتَهَا؟» لَا يَكْنِي، قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 96

(29)

‌ بابُ سُؤَالِ الإِمَامِ الْمُقِرَّ: هَلْ أَحْصَنْتَ؟

ص: 97

6825 -

6826 - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قالَ: حدَّثَنِي اللَّيْثُ: حدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. يُرِيدُ نَفْسَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ الَّذِي أَعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَجَاءَ لِشِقِّ وَجْهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي أَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، دَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«أَبِكَ جُنُونٌ؟» قالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «أحْصَنْتَ؟» قالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «اذْهَبُوا

(1)

فَارْجُمُوهُ».

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أخبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرًا قالَ: فَكُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ جَمَزَ

(2)

، حَتَّى أَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 97

(30)

‌ بابُ الاِعْتِرَافِ بِالزِّنَا

ص: 97

6827 -

6828 - حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ فِي الزُّهْرِيِّ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ قَالَا: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ

(1)

إِلَّا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ، وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ، فَقَالَ: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائذَنْ لِي؟ قالَ: «قُلْ» . قالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِئَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، ثُمَّ

سَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ

(2)

، فَأَخْبَرُونِي: أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِئَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَعَلَى امْرَأَتِهِ

(3)

الرَّجْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا

(4)

بِكِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ،

⦗ص: 98⦘

الْمِئَةُ شَاةٍ وَالْخَادِمُ رَدٌّ

(5)

، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا». فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: لَمْ يَقُلْ: فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ؟ فَقَالَ: أَشُكُّ

(6)

فِيهَا مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَرُبَّمَا قُلْتُهَا، وَرُبَّمَا سَكَتُّ.

(1)

في رواية كريمة زيادة لفظ الجلالة، كتبت في الأصول بين الأسطر دون علامة تصحيح.

(2)

في (ن): «سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «بَيْنَكُمْ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْكَ» .

(6)

في رواية المُستملي: «فَقالَ: الشَّكُّ» .

ص: 97

6829 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ:

قَالَ عُمَرُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ، حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، أَلَا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى وَقَدْ أَحْصَنَ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَمْلُ

(1)

أَوْ الاِعْتِرَافُ -قَالَ سُفْيَانُ: كَذَا حَفِظْتُ- أَلَا وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «الْحَبَلُ» .

ص: 98

(31)

‌ بابُ رَجْمِ الْحُبْلَى مِنَ الزِّنَا

(1)

إِذَا أَحْصَنَتْ

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «فِي الزِّنَا» .

(2)

بهامش (ب، ص): لم يضبطها في اليونينية. اهـ.

ص: 98

6830 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ

(1)

رِجَالًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ

⦗ص: 99⦘

يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ؟ فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ

(2)

أُمُورَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ

(3)

حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا

(4)

عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لَا يَعُوهَا، وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ

(5)

بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ

(6)

-إِنْ شَاءَ اللَّهُ- لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ

(7)

.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ

(8)

ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ

(9)

الْجُمُعَةِ عَجَّلْنَا

(10)

الرَّوَاحَ

(11)

حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى أَجِدَ

(12)

سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا، قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ. فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا عَسيْتَ

(13)

أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ؟ فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً

⦗ص: 100⦘

قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا

(14)

أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ

(15)

الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الاِعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ -أَوْ: إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ- أَلَا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ

(16)

مَرْيَمَ، وَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ

(17)

مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ، أَلَا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ مِنْكُمْ

(18)

مَنْ تُقْطَعُ

(19)

الأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ

(20)

مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُبَايَعُ

(21)

هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً

(22)

أَنْ يُقْتَلَا، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا

(23)

حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا

(24)

أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا،

⦗ص: 101⦘

وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأَنْصَارِ. فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ، لَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا مَا تَمَالَأَ

(25)

عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الأَنْصَار. فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمُ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ

(26)

. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي

سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: يُوعَكُ. فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلَامِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ

(27)

الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا، وَأَنْ يَحْضُنُونَا

(28)

مِنَ الأَمْرِ. فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَكُنْتُ

(29)

زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ

(30)

أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ أُدَارِي

(31)

مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ

(32)

، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ. فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ

(33)

، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي، إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا

(34)

حَتَّى سَكَتَ، فَقَالَ: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الأَمْرُ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ

(35)

أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَهوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي،

⦗ص: 102⦘

لَا يُقَرِّبُنِي

(36)

ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُسَوِّلَ إِلَيَّ

(37)

نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لَا أَجِدُهُ الآنَ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ

(38)

الأَنْصَارِ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ، حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الاِخْتِلَافِ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأَنْصَارُ. وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ.

قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرَنَا

(39)

مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ

(40)

عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ

(41)

، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا.

(1)

في متن (ب، ص): «أقرِي» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية ضبطُها، وهو من الإقراء والتعليم، وفي الاعتصام مضبوطًا هكذا:«أُقْرِئُ» . اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَعْضِبُوهُمْ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«قِرْمِكَ» . (ب، ص)، وبهامشهما: كذا في اليونينية «قِرْمِكَ» يحتمل أن تكون ميمًا أو نونًا، لكن ليس هناك نقطة. اهـ. كذا في (ب، ص)، والذي في الفتح أنَّ رواية الكشميهني:«قَرْنِكَ» ، قال: وهو خطأ، والذي في القسطلاني عن حاشية فرع اليونيني كأصله، أنَّ روايته:«قومك» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «يَطِيرُ بِهَا» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أمَ وَاللهِ» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أقُومُ بِالْمَدِينَةِ» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عَقِبِ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وكتب بالهامش:«عَقِبَ» بالفتح عند الأصيلي.

(9)

ضبط لفظة: «يوم» بالرفع والنصب معًا في (ب، ص).

(10)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَجَّلْتُ» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ والأصيلي: «بِالرواحِ» .

(12)

في (و): «حتى أجدُ» وهو موافق لما في نسختي البقاعي والقرشي.

(13)

ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها.

(14)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيمَا» .

(15)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «آيَةُ» ، وبهامش (ب، ص): كذا «آية» بالضبطين في اليونينية، والذي في الفتح عن الطيبي: أنَّها بالرفع لا غير. اهـ.

(16)

في غير (ن): «بن» بدون ألف.

(17)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَدْ» .

(18)

في رواية أبي ذر: «وَلَيْسَ فِيكُمْ» .

(19)

أهمل ضبطها في الأصول، وبهامش (ب، ص): ضبطُ «تقطع» بالتخفيف من الفرع. اهـ.

(20)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ غَيْرِ» .

(21)

ضبطت في (ن) بضبطين: «يُبَايَعُ» و «يُتَابعُ» ، وفي باقي الأصول بالأول فقط، وبهامش (ب، ص): كان في اليونينية: «يتابع» فكشطت نقطتا التاء، وفي الهامش بغير خط الحافظ اليونيني:«يتابع» من غير رقم عليه، وهو الذي في اليونينية آخر الحديث. اهـ.

(22)

بهامش (ب): كذا في اليونينية «تَغِرَّةً» بفتحتين، هنا وآخر الحديث.

(23)

في متن (ب، ص): «خَبْرنا» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية الموحدة ساكنة. اهـ. وفي رواية أبي ذر والمُستملي: «مِنْ خَيْرِنَا» .

(24)

لفظة: «إلَّا» ليست في رواية أبي ذر.

(25)

ضبطت في متن (ب، ص): «تمالى» ، وعزوا المثبت إلى رواية أبي ذر:«ما تَمَالَأَ» .

(26)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(27)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَعَاشِرَ» .

(28)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والمُستملي زيادة:«أي يُخْرِجُونَا، قاله أبو عُبَيْدٍ» ، وفي (ن): «أن يُخْرِجُونَا

».

(29)

في رواية أبي ذر زيادة: «قَدْ» .

(30)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أرَدْتُ» .

(31)

بهامش اليونينية: في نسخة الأصيلي مهموز. اهـ. أي: أُدَارِئُ.

(32)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(33)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ أعْصِيَهُ» .

(34)

لفظة: «منها» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(35)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُوَ» .

(36)

بهامش (ب، ص): هذا الضبط من الفرع. اهـ.

(37)

في رواية أبي ذر: «لِي» .

(38)

لفظة: «من» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(39)

هكذا ضبطت الراء في (ن)، وأهمل ضبطها في (و)، وضبطها في (ب، ص) بسكون الراء نقلًا عن الإرشاد، وبهما معًا ضبطت في نسختي البقاعي والقرشي.

(40)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي: «تَابَعْنَاهُمْ» . قارن بما في الإرشاد.

(41)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:«فَسَادًا» .

ص: 98

(32)

‌ بابٌ: الْبِكْرَانِ يُجْلَدَانِ وَيُنْفَيَانِ

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأخُذْكُمْ بِهِمَا رَأفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ

(1)

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ. الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا

إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}

(2)

[النور: 2 - 3].

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {رَأفَةٌ} إِقَامَةُ الْحُدُودِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمام الآيتين. كتبت بالحمرة.

(2)

الآيات ما كان في اليونينية بالإبدال فعلى قراءة أبي عمرو والسُّوسي وورش.

(3)

في رواية أبي ذر: «فِي إقَامَةِ الحَدِّ» . كتبت بالحمرة.

ص: 103

6831 -

6832 - حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ: أخبَرَنا

(1)

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُ

(2)

فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصَنْ

(3)

: جَلْدَ

(4)

مِئَةٍ وَتَغْرِيبَ

(5)

عَامٍ.

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأخبَرَنِي عُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غَرَّبَ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تِلْكَ السُّنَّةَ

(6)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

هكذا ضبطت في (ن، و)، وفي (ب، ص): «يامرْ» . وبهامشهما: كذا الراء ساكنة في اليونينية، وفي غيرها بالضمِّ، وهو القياس. اهـ.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و):«يحصن» بالضبطين في الصاد: الفتح والكسر، وهو موافق لنسخة البقاعي.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 103

6833 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 104⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصَنْ

(1)

: بِنَفْيِ عَامٍ

(2)

، بِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و):«يحصن» بالضبطين في الصاد: الفتح والكسر، وهو موافق لنسخة البقاعي.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 103

(33)

‌ بابُ نَفْيِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْمُخَنَّثِينَ

ص: 104

6834 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ:«أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ» . وَأَخْرَجَ فُلَانًا، وَأَخْرَجَ

(1)

فُلَانًا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عُمَرُ» .

ص: 104

(34)

‌ بابُ مَنْ أَمَرَ غَيْرَ الإِمَامِ بِإِقَامَةِ الْحَدِّ غَائِبًا عَنْهُ

ص: 104

6835 -

6836 - حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ جَالِسٌ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ: صَدَقَ، اقْضِ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِكِتَابِ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ بِمِئَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ، فَزَعَمُوا أَنَّ مَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْغَنَمُ وَالْوَلِيدَةُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَمَّا أَنْتَ

(1)

يَا أُنَيْسُ، فَاغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا». فَغَدَا أُنَيْسٌ

(2)

فَرَجَمَهَا.

(1)

لفظة: «أنت» ثابتة في رواية كريمة أيضًا.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 104

(35)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ

(1)

الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ

(2)

وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ

(3)

فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

(4)

[النساء: 25]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(2)

في رواية الأصيلي زيادة: «إلى قوله: {وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمامها، زاد في روايته في (ب، ص): «مسافحات: زواني» .

(3)

بهامش اليونينية دون رقم زيادة: «أخِلَّاء» (ب، ص) وضبط آخرها في (ص) بالنصب، وضبطها في (ب) بتنوين الكسر. وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«{غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}: زَوَانِي، {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}: أخِلَّاءَ» .

(4)

في رواية الأصيلي زيادة: «{مُسَافِحَاتٍ}: زَوَانِي» . (ب، ص)، والآية في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو والسوسي وورش.

ص: 105

(35 م)

‌ بابٌ: إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ

(1)

(1)

الباب والترجمة ليسا في رواية الأصيلي.

ص: 105

6837 -

6838 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصَنْ. قالَ: «إِذَا زَنَتْ

(2)

فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ». قالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَا أَدْرِي بَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُتْبَةَ» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إنْ زَنَتْ» .

ص: 105

(36)

‌ بابٌ: لَا يُثَرَّبُ

(1)

عَلَى الأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَا تُنْفَى

(1)

في رواية أبي ذر: «لَا يُثَرِّبُ» بكسر الراء. كتبت بالحمرة.

ص: 106

6839 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا، فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُثَرِّبْ، ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ» .

تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 106

(37)

‌ بابُ أَحْكَامِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَإِحْصَانِهِمْ إِذَا زَنَوْا وَرُفِعُوا إِلَى الإِمَامِ

ص: 106

6840 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ:

سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنِ الرَّجْمِ فَقَالَ: رَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: أَقَبْلَ النُّورِ أَمْ بَعْدَهُ

(1)

؟ قالَ: لَا أَدْرِي.

تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَبِيدَةُ

(2)

بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ.

وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْمَائِدَةِ

(3)

، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أمْ بَعْدُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «المَائِدَةُ» بالرفع. كتبت بالحمرة.

ص: 106

6841 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قالَ: إِنَّ الْيَهُودَ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأنِ الرَّجْمِ؟» فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ؛ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ. فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ

⦗ص: 107⦘

فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، قَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي

(1)

عَلَى الْمَرْأَةِ، يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطت في (ب، ص) بضبطين، المثبت و «يحنَى» بفتح النون، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَجْنَأُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 106

(38)

‌ بابٌ: إِذَا رَمَى امْرَأَتَهُ أَوِ امْرَأَةَ غَيْرِهِ بِالزِّنَا، عِنْدَ الْحَاكِمِ وَالنَّاسِ،

هَلْ عَلَى الْحَاكِمِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهَا فَيَسْأَلَهَا عَمَّا رُمِيَتْ بِهِ؟

ص: 107

6842 -

6843 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّهُمَا أخبَرَاهُ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. وَقَالَ الآخَرُ -وَهْوَ أَفْقَهُهُمَا-: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ

وَائْدَنْ

(1)

لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ. قالَ: «تَكَلَّمْ» . قالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا -قَالَ مَالِكٌ: وَالْعَسِيفُ: الأَجِيرُ- فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِئَةِ شَاةٍ وَبِجَارِيَةٍ

(2)

لِي، ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَانَّمَا

(3)

الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ فَرَدٌّ عَلَيْكَ» . وَجَلَدَ ابْنَهُ مِئَةً وَغَرَّبَهُ عَامًا، وَأَمَرَ أُنَيْسًا الأَسْلَمِيَّ أَنْ يَأتِيَ امْرَأَةَ الآخَرِ: «فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا

(4)

». فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.

(1)

رسمت في رواية أبي ذر: «واذَن» . بإسقاط الياء التي بعد الهمزة كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَجَارِيَةٍ» . كتبت بالحمرة.

(3)

أهمل ضبط الهمزة في الأصول كلها، وبهامش (ب، ص): همزة «انما» الثانية ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «رَجَمَهَا» . كتبت بالحمرة.

ص: 107

(39)

‌ بابُ مَنْ أَدَّبَ أَهْلَهُ أَوْ غَيْرَهُ دُونَ السُّلْطَانِ

وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا صَلَّى فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ» . وَفَعَلَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

ص: 108

6844 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَبُو بَكْرِ رضي الله عنه وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأسَهُ عَلَى فَخِذِي، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. فَعَاتَبَنِي وَجَعَلَ يَطْعُنُ بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، وَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ

(1)

إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ التَّحَوُّلِ» .

ص: 108

6845 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي عَمْرٌو: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ، فَبِيَ الْمَوْتُ، لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَوْجَعَنِي. نَحْوَهُ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «لَكَزَ وَوَكَزَ وَاحِدٌ» .

ص: 108

(40)

‌ بابُ مَنْ رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ

ص: 108

6846 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ

(1)

:

عَنِ الْمُغِيرَةِ قالَ: قالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ

(2)

صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟! لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي» .

(1)

قوله: «كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «رَسولَ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 108

(41)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي التَّعْرِيضِ

ص: 109

6847 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ:«هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «مَا أَلْوَانُهَا؟» قالَ: حُمْرٌ. قالَ: «فِيهَا

(1)

مِنْ أَوْرَقَ؟

(2)

» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَأَنَّى كَانَ ذَلِكَ؟» قالَ: أُرَاهُ عِرْقٌ نَزَعَهُ. قالَ: «فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «قَالَ: هَلْ فِيهَا» .

(2)

لفظة «من» ثابتة في رواية أبي ذر والحمُّويي أيضًا.

ص: 109

(42)

‌ بابٌ: كَمِ التَّعْزِيرُ

وَالأَدَبُ؟

ص: 109

6848 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رضي الله عنه

(1)

قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ» .

(1)

قوله: «رضي الله عنه» ثابت في رواية كريمة.

ص: 109

6849 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ:

عَنْ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا عُقُوبَةَ فَوْقَ عَشْرِ ضَرَبَاتٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ» .

ص: 109

6850 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي عَمْرٌو: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ قالَ:

⦗ص: 110⦘

بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، فَحَدَّثَ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ فَقَالَ: حدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بُرْدَةَ الأَنْصَارِيَّ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تَجْلِدُوا

(1)

فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لَا يُجْلَدُ» .

ص: 109

6851 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنَا

(1)

أَبُو سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ، فَقَالَ لَهُ رِجَالٌ

(2)

مِنَ الْمُسْلِمِينَ: فَإِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُوَاصِلُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ مِثْلِي؟! إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ

(3)

». فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقَالَ:«لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ» . كَالْمُنَكِّلِ بِهِمْ

(4)

حِينَ أَبَوْا.

تَابَعَهُ شُعَيْبٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيُونُسُ

(5)

، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَجُلٌ» .

(3)

هكذا في رواية كريمة أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «لَهُمْ» .

(5)

بهامش (ب، ص): السين عليها فتحة في اليونينية.

ص: 110

6852 -

حدَّثني عَيَّاشُ

(1)

بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَرَوْا طَعَامًا

⦗ص: 111⦘

جِزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ فِي مَكَانِهِمْ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 110

6853 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى يُنْتَهَكَ

(1)

مِنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُنْتَهَكَ» .

ص: 111

(43)

‌ بابُ مَنْ أَظْهَرَ الْفَاحِشَةَ وَاللَّطْخَ

(1)

وَالتُّهَمَةَ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 111

6854 -

حدَّثنا عَلِيٌّ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: قَالَ

(2)

الزُّهْرِيُّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: شَهِدْتُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ

(3)

، فَرَّقَ بَيْنَهُمَا

فَقَالَ زَوْجُهَا: كَذَبْتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا. قالَ: فَحَفِظْتُ ذَاكَ مِنَ الزُّهْرِيِّ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا وَكَذَا فَهوَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا وَكَذَا، كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ، فَهوَ

(4)

. وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: جَاءَتْ بِهِ لِلَّذِي يُكْرَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَبْدِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «سَنَةً» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 111

6855 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قالَ:

ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا امْرَأَةً عَنْ غَيْرِ

(1)

بَيِّنَةٍ»؟ قالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ أَعْلَنَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ غَيْرِ» .

ص: 111

6856 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حَدَّثَنَا

(1)

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

⦗ص: 112⦘

بْنِ الْقَاسِمَ

(2)

:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ذُكِرَ التَّلَاعُنُ

(3)

عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَاءَهُ

(4)

رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يَشْكُو أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ أَهْلِهِ

(5)

، فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا إِلَّا لِقَوْلِي. فَذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا، قَلِيلَ اللَّحْمِ، سَبطَ الشَّعَرِ، وَكَانَ الَّذِي ادَّعَى عَلَيْهِ أَنَّهُ وَجَدَهُ عِنْدَ أَهْلِهِ آدَمَ خَدْلًا

(6)

، كَثِيرَ اللَّحْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ بَيِّنْ» . فَوَضَعَتْ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَهُ عِنْدَهَا، فَلَاعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمَا. فَقَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ

(7)

صلى الله عليه وسلم: «لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ رَجَمْتُ هَذِهِ» ؟ فَقالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الإِسْلَامِ السُّوءَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

رواية أبي ذر زيادة: «عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ» . وصوَّبها في الفتح.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «المُتَلَاعِنَانِ» .

(4)

في (و، ب، ص): «وأتاه» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «رَجُلًا» .

(6)

في رواية الأصيلي: «خَدِلًا» .

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَسولُ الله» .

ص: 111

(44)

‌ بابُ رَمْيِ الْمُحْصَنَاتِ

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأتُوا

(1)

بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ

(2)

ثمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 4 - 5]

{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ

(3)

لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

(4)

[النور: 23].

(1)

قوله: «{يَأتُوا}» في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو والسُّوسي وورش.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

قوله: «{الْمُؤْمِنَاتِ}» في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي عمرو والسُّوسي وورش.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَقَوْلِ اللهِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} ثُمَّ لَمْ يَأتُوا، الآيَةَ» . وبهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: كذا وقع: «ثُمَّ لَمْ» ، والتلاوة:{وَلَمْ يَكُن} . ا هـ كتبت بالحمرة.

ص: 112

6857 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنَا

(1)

سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» . قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، وَمَا هُنَّ؟ قالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «الغافلات المؤمنات» .

ص: 113

(45)

‌ بابُ قَذْفِ الْعَبِيدِ

ص: 113

6858 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ، جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ» .

ص: 113

(46)

‌ بابٌ: هَلْ يَأمُرُ الإِمَامُ رَجُلًا فَيَضْرِبُ الْحَدَّ غَائِبًا عَنْهُ

وَقَدْ

(1)

فَعَلَهُ عُمَرُ.

(1)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي، وهي ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 113

6859 -

6860 - حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَا: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَّا

(1)

قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ -وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ- فَقَالَ: صَدَقَ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَائْذَنْ

(2)

لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ» . فَقَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا فِي أَهْلِ هَذَا، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِئَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي

⦗ص: 114⦘

أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِئَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ، فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، الْمِئَةُ وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَيَا أُنَيْسُ اغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَسَلْهَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا» . فَاعْتَرَفَتْ، فَرَجَمَهَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

رسمت في رواية أبي ذر: «واذَن» . كتبت بالحمرة.

ص: 113

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ الدِّيَاتِ

ص: 115

(1)

في رواية أبي ذر: «وقولِ» ، وقوله:«{مُؤْمِنًا}» في اليونينية بالإبدال قراءة السُّوسي وأبي جعفر وورش.

ص: 115

6861 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيِلَ

(1)

، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ:«أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ» . قالَ: ثُمَّ أَيٌّ

(2)

؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ

(3)

أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ

(4)

جَارِكَ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

(5)

وَلَا يَزْنُونَ

(6)

وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ

(7)

} الآيَةَ [الفرقان: 68].

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «شُرَحْبِيِلٍ» ، وكتب بها مش (ب، ص): كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ. زاد في (ب): الصرف وعدمه. اهـ.

(2)

هكذا ضبطها في (ن)، وأهمل ضبط (أَي) التالية في الحديث، وضُبطت في نسخة البقاعي بذلك في الموضعين، وأهمل ضبط الجميع في باقي الأصول إلَّا الموضع الثاني في (ص) فقد ضبطها بالوقف عليها بالسكون:«ثمَّ أيّْ» ، وينظر الإرشاد.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «خشيةَ» .

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «حليلةَ» .

(5)

في رواية ابن عساكر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها.

(7)

في رواية الأصيلي زيادة: «{يَلْقَ أَثَامًا} .

ص: 115

6862 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ:

⦗ص: 116⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَزَالَ

(1)

الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ

(2)

، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لا يزالُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «من ذنبه» .

ص: 115

6863 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثَنا

(2)

إِسْحَاقُ

(3)

سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: إِنَّ مِنْ وَرَطَات

(4)

الأُمُورِ، الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر زيادة: «بن سعيد» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وضبطها في (ب، ص) بسكون الراء، وبالوجهين في (و)، وبهامش اليونينية: قال [شيخنا أبو عبد الله] ابن مالك: صواب: «ورطات» أن يكون محركًا مثل: تَمْرَة وتَمَرَات، ورُطْبَة ورُطَبات. اهـ. ما بين المعقوفين زيادة من (ب، ص)، وقد ضبطت راء «رطبة ورطبات» في (ص) بالفتح، وأهمل ضبطها في (ب).

ص: 116

6864 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ» .

ص: 116

6865 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثنا عَطَاءُ

(1)

بْنُ يَزِيدَ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ حدَّثَهُ:

أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ، حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ، حدَّثَهُ -وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ

(2)

لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ

(3)

يَدِي بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ

(4)

بِشَجَرَةٍ وَقالَ: أَسْلَمْتُ لِلَّهِ، آقْتُلُهُ بَعْدَ أَنْ قَالهَا؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تَقْتُلْهُ» . قالَ:

⦗ص: 117⦘

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ طَرَحَ إِحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قالَ ذَلِكَ بَعْدَمَا قَطَعَهَا، آقْتُلُهُ؟ قالَ:«لَا تَقْتُلْهُ، فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِي قالَ» .

6866 -

وَقالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ: «إِذَا كَانَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ

(5)

يُخْفِي إِيمَانَهُ مَعَ قَوْمٍ كُفَّارٍ، فَأَظْهَرَ إِيمَانَهُ فَقَتَلْتَهُ؟ فَكَذَلِكَ كُنْتَ أَنْتَ تُخْفِي إِيمَانَكَ بِمَكَّةَ قَبْلُ

(6)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «إِنِّي» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مني» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّنْ» بدل: «مُؤْمِنٌ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ قَبْلُ» ، وهي ثابتة في متن (ب، ص).

ص: 116

(2)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {وَمَنْ أَحْيَاهَا}

[المائدة: 32]

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ حَرَّمَ قَتْلَهَا إِلَّا بِحَقٍّ

(2)

حَيِيَ

(3)

النَّاسُ مِنْهُ جَمِيعًا.

(1)

قوله: «قولِ الله تعالى» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «{فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}» .

(3)

لفظة: «حَيِيَ» ثابتة في رواية الأصيلي أيضًا.

ص: 117

6867 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ

(1)

إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 117

6868 -

حدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: أخبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ:

سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ،

(2)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

(1)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: وقع: «واقد بن عبد الله» ، والصواب: واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 117

6869 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّار: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قالَ: سَمِعْتُ

⦗ص: 118⦘

أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ:

عَنْ جَرِيرٍ قالَ: قالَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

بهامش اليونينية: في نسخة زيادة: «لي» . كتبت بالحمرة.

ص: 117

6870 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» ، أَوْ قالَ:«الْيَمِينُ الْغَمُوسُ» . شَكَّ شُعْبَةُ.

وَقالَ مُعَاذٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ قالَ: «الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» ، أَوْ قالَ:«وَقَتْلُ النَّفْسِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» ، وفي رواية الأصيلي:«قالَ النَّبيُّ» .

ص: 118

6871 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثَنا

(1)

عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ:

سَمِعَ أَنَسًا

(2)

رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْكَبَائِرُ» -وَحدَّثَنا عَمْرٌو: حدَّثَنا

(3)

شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ

(4)

،

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ-: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ» أَوْ قالَ: «وَشَهَادَةُ الزُّورِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أنسَ بنَ مالكٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَحدَّثَني عَمْرٌو وهو ابن مرزوق: أخبَرَنا» . كتبت: «أخبَرَنا» بالحمرة.

(4)

بهامش اليونينية دون رقم: «هو عبيد الله» .

ص: 118

6872 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ

(1)

زُرَارَةَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: حدَّثَنا

(2)

حُصَيْنٌ: حدَّثنا أَبُو ظَبْيَانَ، قالَ:

سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ قالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، قالَ: وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، قالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قالَ: فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ

(3)

بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَقالَ لِي: «يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا

(4)

قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!» قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قالَ: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ

(5)

قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!»

(6)

فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «وطعنته» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بعد أن» .

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «بعدما» .

(6)

زاد في (و، ب، ص): «قالَ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 119

6873 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثَنا

(1)

يَزِيدُ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ

(2)

، وَلَا نَنْتَهِبَ

(3)

، وَلَا نَعْصِيَ

(4)

، بِالْجَنَّةِ

(5)

إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نَنْهَبَ» ، وضبطت روايتهما في (ص):«نَبْهَت» ، وهو موافق لما في السلطانية.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا نَقْضِيَ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فالجنة» .

ص: 119

6874 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

⦗ص: 120⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه

(1)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» .

رَوَاهُ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 119

6875 -

حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قالَ: ذَهَبْتُ لأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ

(1)

، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ، فَقالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ. قالَ: ارْجِعْ

(2)

؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا

(3)

فَالْقَاتِلُ

(4)

وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قالَ:«إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ» .

(1)

بهامش اليونينية: هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. اهـ. كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش (ص): الجيم مفتوحة في اليونينية. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بسيفِهما» .

(4)

في رواية أبي ذر: «القاتلُ» بإسقاط الفاء.

ص: 120

(3)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ

فِي الْقَتْلَى

(1)

الْحُرُّ بِالْحُرِّ

(2)

وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

(3)

[البقرة: 178]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(2)

في رواية الأصيلي: زيادة: «إلى قوله: {أَلِيمٌ}» بدل إتمامها، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«إلى قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ}» بدل إتمامها.

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «وإذا لم يسْألِ [بفتح الياء وضَمِّها مع فتح الهمزة وضمها] القاتل [بفتح اللام وضمها] حَتَّى أَقَرَّ، والإقرارُ في الحُدودِ» . بدل الباب والترجمة الآتية، قال في الفتح: وصنيع الأكثر أشبه. اهـ. وذكر في (ن) هذه الرواية دون عزو، وضبطها: «

والإقرارُ نزلَ في الحُدودِ»، وفي (ب، ص) أنَّ رواية الأصيلي: «وإذا لم يزلْ يسْألِ [بفتح الياء وضَمِّها مع فتح الهمزة وضمها]

».

ص: 120

(4)

‌ بابُ سُؤَالِ الْقَاتِلِ حَتَّى يُقِرَّ، وَالإِقْرَارِ فِي الْحُدُودِ

ص: 121

6876 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا؟ أَفُلَانٌ أَوْ فُلَانٌ

(1)

، حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ

(2)

، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَزَلْ

بِهِ حَتَّى أَقَرَّ

(3)

، فَرُضَّ رَأسُهُ بِالْحِجَارَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَفُلانٌ أمْ فُلانٌ؟» . كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر:«فلانٌ أو فلانٌ؟» .

(2)

في رواية أبي ذر: «سَمَّى اليَهُوديَّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «به» ، وهي ثابتة في متن (ب، ص).

ص: 121

(5)

‌ بابٌ: إِذَا قَتَلَ بِحَجَرٍ أَوْ بِعَصًا

ص: 121

6877 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ عَلَيْهَا أَوْضَاحٌ بِالْمَدِينَةِ، قالَ: فَرَمَاهَا يَهُودِيٌّ بِحَجَرٍ، قالَ: فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا رَمَقٌ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«فُلَانٌ قَتَلَكِ؟» فَرَفَعَتْ رَأسَهَا، فَأَعَادَ عَلَيْهَا، قالَ:«فُلَانٌ قَتَلَكِ؟» فَرَفَعَتْ رَأسَهَا، فَقالَ لَهَا فِي الثَّالِثَةِ:«فُلَانٌ قَتَلَكِ؟» فَخَفَضَتْ رَأسَهَا، فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلَهُ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ.

ص: 121

(6)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ

(1)

وَالأَنفَ بِالأَنفِ

وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحُ

(2)

قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

(3)

} [المائدة: 45]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآية» بدل إتمامها، وفي رواية ابن عساكر زيادة:«إلى آخره» بدل إتمامها.

(2)

على قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر.

(3)

من قوله: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} إلى آخر الآية ليس في رواية الأصيلي.

ص: 121

6878 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

⦗ص: 122⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْس

(1)

بِالنَّفْسِ

(2)

، وَالثَّيِّبُ

(3)

الزَّانِي، وَالْمَارِقُ

(4)

مِنَ الدِّينِ

(5)

التَّارِكُ

(6)

الْجَمَاعَةَ

(7)

».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضم السين وكسرها معًا.

(2)

في (ب، ص): بضم السين وكسرها، وبهامشهما: كذا في اليونينية النفس الثانية بالضبطين أيضًا.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَالثَّيِّبِ» ، وصحَّح عليها.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَالْمَارِقِ» ، وصحَّح عليها.

(5)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «والمُفارِق لِدينِه» . بكسر القاف من «المفارق» وضمها معًا.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «التَّارِكِ» ، وصحَّح عليها.

(7)

في رواية ابن عساكر وأبي ذر: «للجماعة» .

ص: 121

(7)

‌ بابُ مَنْ أَقَادَ بِالْحَجَرِ

ص: 122

6879 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا، فَقَتَلَهَا بِحَجَرٍ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِهَا رَمَقٌ، فَقالَ:«أَقَتَلَكِ فُلَانٌ؟» فَأَشَارَتْ بِرَأسِهَا أَنْ لَا، ثُمَّ قالَ الثَّانِيَةَ

(1)

، فَأَشَارَتْ بِرَأسِهَا أَنْ لَا، ثُمَّ سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأسِهَا أَنْ نَعَمْ

(2)

، فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَجَرَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «في الثانية» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أي نعم» .

ص: 122

(8)

‌ بابٌ: مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ

ص: 122

6880 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا -وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: حدَّثنا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى: حدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ: حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ، قَتَلَتْ خُزَاعَةُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ، بِقَتِيلٍ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ- فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ

(1)

رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّمَا

(2)

أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ، لَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا

⦗ص: 123⦘

إِلَّا مُنْشِدٌ

(3)

، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا

(4)

يُودَى

(5)

وَإِمَّا يُقَادُ

(6)

». فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم: «اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ» . ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَّا الإِذْخِرَ؛ فَإِنَّمَا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِلَّا الإِذْخِرَ» .

وَتَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ فِي الْفِيلِ.

قالَ

(7)

بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ: «الْقَتْلَ» .

وَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: «إِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وإنَّها» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولاتُلْتَقَطُ ساقِطَتُها إلَّا لِمُنْشِدٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «أنْ» . كتبت بالحمرة.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «وإما أنْ يُقادَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «وقالَ» . كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية: هو الإمام محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري رضي الله عنه.

ص: 122

6881 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ:

كَانَتْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قِصَاصٌ، وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقالَ اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ:{كَتُبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178]. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ، قالَ:{فَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ} [البقرة: 178]: أَنْ يَطْلُبَ

(1)

بِمَعْرُوفٍ وَيُؤَدِّيَ بِإِحْسَانٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «يُطْلَبَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 123

(9)

‌ بابٌ

(1)

: مَنْ طَلَبَ دَمَ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ

(1)

في (ب، ص): «بابُ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (و).

ص: 123

6882 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ،

⦗ص: 124⦘

وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ

(1)

امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «ومطلبٌ دمَ» وهو الذي في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ب، ص): «ومطلبُ دمِ» ، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

ص: 123

(10)

‌ بابُ الْعَفْوِ فِي الْخَطَأ بَعْدَ الْمَوْتِ

ص: 124

6883 -

حدَّثنا فَرْوَةُ

(1)

: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ: هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ

(2)

.

وَحدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا أَبُو مَرْوَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا

(3)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: صَرَخَ إِبْلِيسُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي النَّاسِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ عَلَى أُخْرَاهُمْ، حَتَّى قَتَلُوا الْيَمَانِ

(4)

، فَقالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي أَبِي. فَقَتَلُوهُ. فَقالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ: وَقَدْ كَانَ انْهَزَمَ مِنْهُمْ قَوْمٌ حَتَّى لَحِقُوا بِالطَّائِفِ.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «بنُ أبي المَغْراءِ» .

(2)

قوله: «عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ: هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية ابن عساكر.

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «الواسطي» ، وفي رواية ابن عساكر:«يعني الواسطي» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في (ن، ب، ص) على تقدير ياء النسبة، وفي (و):«اليمانَ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 124

(11)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطًأ

(1)

وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَديَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 92]

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «الآية» بدل إتمامها، وقرأ الآية في اليونينية بالإبدال السُّوسي وأبو جعفر.

ص: 124

(12)

‌ بابٌ: إِذَا أَقَرَّ بِالْقَتْلِ مَرَّةً قُتِلَ بِهِ

ص: 125

6884 -

حدَّثني إِسْحَاقُ: أخبَرَنا حَبَّانُ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ

(1)

:

حدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأسَ جَارِيَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ بِكِ هَذَا، أَفُلَانٌ، أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سُمِّيَ الْيَهُودِيُّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأسِهَا، فَجِيءَ بِالْيَهُودِيِّ فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرُضَّ رَأسُهُ بِالْحِجَارَةِ. وَقَدْ قالَ

هَمَّامٌ: بِحَجَرَيْنِ.

ص: 125

(13)

‌ بابُ قَتْلِ الرَّجُلِ بِالْمَرْأَةِ

ص: 125

6885 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتَلَ يَهُودِيًّا بِجَارِيَةٍ قَتَلَهَا عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا.

ص: 125

(14)

‌ بابُ الْقِصَاصِ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الْجِرَاحَاتِ

وَقالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: يُقْتَلُ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ.

وَيُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ: تُقَادُ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ، فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْجِرَاحِ.

وَبِهِ قالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَأَبُو الزِّنَادِ عَنْ أَصْحَابِهِ.

وَجَرَحَتْ أُخْتُ

(1)

الرُّبَيِّعِ

(2)

إِنْسَانًا، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْقِصَاصُ

(3)

».

(1)

هي هكذا في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).

(2)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: كذا وقع، والصواب الرُّبَيِّع، وإنما هي ابنة النَّضر بن أنس. اهـ.

(3)

أهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها بالضم في (ب، ص) وهو موافق لما في نسخة القرشي، وبالضم والفتح ضبطت في نسخة البقاعي، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: «القصاصُ» مرفوع، لكن الضمةُ مُصَلَّحة، وكانت فتحة، وقال في الفتح: إنَّه بالنصب. اهـ.

ص: 125

6886 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ

(1)

: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: لَدَدْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، فَقالَ:«لَا تَلُدُّونِي» . فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ

(2)

الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ

(3)

، فَلَمَّا أَفَاقَ قالَ: «لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا لُدَّ، غَيْرَ

(4)

الْعَبَّاسِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بن بحر» .

(2)

في رواية أبي ذر: «كراهيةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الدَّواءَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «غَيْرُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 126

(15)

‌ بابُ مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ أَوِ اقْتَصَّ دُونَ السُّلْطَانِ

ص: 126

6887 -

6888 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ، أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ الأَعْرَجَ حدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ

(1)

». وَبِإِسْنَادِهِ: «لَوِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِكَ أَحَدٌ وَلَمْ تَأذَنْ لَهُ، خَذَفْتَهُ

(2)

بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يومَ القيامة» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حذفته» بالحاء المهملة، كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية: قال بعض العلماء: في نسخة أبي ذر بالحاء المهملة، وفي نسخة: بالخاء المعجمة، وهو أصوب، وهي رواية الأكثرين، وللقابسي في كتاب الديات بالحاء المهملة. اه

ص: 126

6889 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى:

عَنْ حُمَيْدٍ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَدَّدَ

(1)

إِلَيْهِ مِشْقَصًا. فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟

⦗ص: 127⦘

قالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فشدد» ، وبهامش اليونينية: كذا للأصيلي وأبي ذر بالسين المهملة، وعند الحَمُّويي والباقين:«فشدَّد» بالشين المعجمة، وهو وهم. اهـ. زاد في (ب، ص): قاله عياض.

ص: 126

(16)

‌ بابٌ: إِذَا مَاتَ فِي الزِّحَامِ أَوْ قُتِلَ

ص: 127

6890 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا

(2)

أَبُو أُسَامَةَ: قالَ هِشَامٌ: أخبَرَنا عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائشَةَ قالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ

(3)

أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقالَ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي. قالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقالَ

(4)

حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ.

قالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ

(5)

حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.

(1)

في رواية الأصيلي: «حدَّثنا» ، وفي رواية أبي ذر:«أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في (و): «يومَ» بالنصب، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي، وبالضبطين معًا في (ب، ص).

(4)

في (و، ب، ص): «قالَ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بقيةُ خيرٍ» .

ص: 127

(17)

‌ بابٌ: إِذَا قَتَلَ نَفْسَهُ خَطَأً فَلَا دِيَةَ لَهُ

ص: 127

6891 -

ثلاثي - حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ

(1)

قالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَقالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ مِنْ هُنَيْهَاتِكَ

(2)

. فَحَدَا بِهِمْ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنِ السَّائِقُ؟» قَالُوا: عَامِرٌ. فَقالَ: «رحمه الله» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَّا أَمْتَعْتَنَا بِهِ؟ فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقالَ الْقَوْمُ: حَبِطَ عَمَلُهُ، قَتَلَ نَفْسَهُ. فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ

(3)

، فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ. فَقالَ: «كَذَبَ مَنْ قالَها؛

⦗ص: 128⦘

إِنَّ لَهُ لأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ

(4)

لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ

(5)

يَزِيدُهُ

(6)

عَلَيْهِ».

(1)

بهامش (ب): لام «سلمة» في اليونينية ساكنة. اهـ.

(2)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُنَيَّاتِكَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «يا رسولَ الله» .

(4)

بهامش (ب، ص): همزة «انه» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَتِيلٍ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «يَزيدُ» .

ص: 127

(18)

‌ بابٌ: إِذَا عَضَّ رَجُلًا فَوَقَعَتْ ثَنَايَاهُ

ص: 128

6892 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا قَتَادَةُ، قالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ فَمِهِ

(1)

، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ

(2)

، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «يَعَضُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ كَمَا يَعَضُّ الْفَحْلُ! لَا دِيَةَ لَكَ

(3)

».

(1)

في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ فِيهِ» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثناياه» .

(3)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «له» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية ابن عساكر في نسخة، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 128

6893 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: خَرَجْتُ فِي غَزْوَةٍ

(1)

، فَعَضَّ رَجُلٌ

(2)

فَانْتَزَعَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَبْطَلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «غَزاةٍ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 128

(19)

‌ بابٌ

(1)

: السِّنّ

(2)

بِالسِّنِّ

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بابُ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بتثليث النون المثقلة، وفي (ب، ص): «السِّنَّ» بالنصب فقط.

ص: 128

6894 -

ثلاثي - حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ ابْنَةَ النَّضْرِ لَطَمَتْ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ

⦗ص: 129⦘

بِالْقِصَاصِ.

ص: 128

(20)

‌ بابُ دِيَةِ الأَصَابِعِ

ص: 129

6895 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ» . يَعْنِي الْخِنْصَرَ وَالإِبْهَامَ.

حدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.

ص: 129

(21)

‌ بابٌ: إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ مِنْ رَجُلٍ، هَلْ يُعَاقِبُ

(1)

أَوْ يَقْتَصُّ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ

وَقالَ مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: فِي رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سَرَقَ، فَقَطَعَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ جَاءَا بِآخَرَ وَقالَا

(2)

: أَخْطَأْنَا، فَأَبْطَلَ شَهَادَتَهُمَا، وَأُخِذَا بِدِيَةِ الأَوَّلِ، وَقالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «يُعاقَبوا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقالا» .

ص: 129

6896 -

وَقالَ لِي ابْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ غُلَامًا قُتِلَ غِيلَةً، فَقالَ عُمَرُ: لَوِ اشْتَرَكَ فِيهَا

(1)

أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ.

وَقالَ مُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ أَرْبَعَةً قَتَلُوا صَبِيًّا، فَقالَ عُمَرُ مِثْلَهُ.

وَأَقَادَ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَعَلِيٌّ وَسُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ مِنْ لَطْمَةٍ.

وَأَقَادَ عُمَرُ مِنْ ضَرْبَةٍ بِالدِّرَّةِ. وَأَقَادَ عَلِيٌّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَسْوَاطٍ.

وَاقْتَصَّ شُرَيْحٌ مِنْ سَوْطٍ وَخُمُوشٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيه» .

ص: 129

6897 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ:

⦗ص: 130⦘

قالَتْ عَائِشَةُ: لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا: لَا تَلُدُّونِي. قالَ: فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ

(1)

الْمَرِيضِ

(2)

بِالدَّوَاءِ

(3)

، فَلَمَّا أَفَاقَ قالَ: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ

(4)

أَنْ تَلُدُّونِي». قالَ: قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ

(5)

لِلدَّوَاءِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلَّا الْعَبَّاسَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «كراهيةَ» ، كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنهكنَّ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كراهيةُ المريضِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 129

(22)

‌ بابُ الْقَسَامَةِ

وَقالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ» .

وَقالَ

ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: لَمْ يُقِدْ بِهَا مُعَاوِيَةُ.

وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ، وَكَانَ أَمَّرَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ، فِي قَتِيلٍ وُجِدَ عِنْدَ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ السَّمَّانِينَ: إِنْ وَجَدَ أَصْحَابُهُ بَيِّنَةً، وَإِلَّا فَلَا تَظْلِمِ النَّاسَ، فَإِنَّ هَذَا لَا يُقْضَى

(1)

فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 130

6898 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ:

زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، وَوَجَدُوا

(1)

أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، وَقَالُوا لِلَّذِي وُجِدَ فِيهِمْ: قَتَلْتُمْ

(2)

صَاحِبَنَا. قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا. فَانْطَلَقُوا إِلَى النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا. فَقالَ:«الْكُبْرَ الْكُبْرَ» . فَقالَ لَهُمْ: «تَأتُونَ

(4)

بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ؟».

⦗ص: 131⦘

قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ. قالَ: «فَيَحْلِفُونَ» . قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ مِئَةً

(5)

مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فوجدوا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «قد قتلتم» .

(3)

في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «تأتوني» .

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بمئةٍ» .

ص: 130

6899 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ: حدَّثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ: حدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مِنْ آلِ أَبِي قِلَابَةَ: حدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَبْرَزَ سَرِيرَهُ يَوْمًا لِلنَّاسِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا، فَقالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْقَسَامَةِ؟ قالَ: نَقُولُ: الْقَسَامَةُ الْقَوَدُ بِهَا حَقٌّ، وَقَدْ أَقَادَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ. قالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ؟ وَنَصَبَنِي لِلنَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عِنْدَكَ رُؤُوسُ الأَجْنَادِ وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ مُحْصَنٍ بِدِمَشْقَ أَنَّهُ قَدْ زَنَى، لَمْ

(1)

يَرَوْهُ، أَكُنْتَ تَرْجُمُهُ؟ قالَ: لَا. قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ خَمْسِينَ مِنْهُمْ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بِحِمْصَ أَنَّهُ سَرَقَ، أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ وَلَمْ يَرَوْهُ؟ قالَ: لَا. قُلْتُ: فَوَاللَّهِ مَا قَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا قَطُّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: رَجُلٌ

(2)

قَتَلَ بِجَرِيرَةِ نَفْسِهِ فَقُتِلَ، أَوْ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ رَجُلٌ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَارْتَدَّ عَنِ الإِسْلَامِ. فَقالَ الْقَوْمُ: أَوَلَيْسَ قَدْ حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَطَعَ فِي السَّرَقِ، وَسَمَرَ

(3)

الأَعْيُنَ، ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ أَنَسٍ، حدَّثَنِي أَنَسٌ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعُوهُ عَلَى الإِسْلَامِ، فَاسْتَوْخَمُوا الأَرْضَ فَسَقمَتْ أَجْسَامُهُمْ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «أَفَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ، فَتُصِيبُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا

(4)

». قَالُوا: بَلَى، فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا

(5)

، فَصَحُّوا، فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَطْرَدُوا

(6)

النَّعَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ

⦗ص: 132⦘

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُدْرِكُوا فَجِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ

(7)

أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ

وَسَمَرَ

(8)

أَعْيُنَهُمْ، ثُمَّ نَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا. قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَشَدُّ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ؟! ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا وَسَرَقُوا.

فَقالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، فَقُلْتُ: أَتَرُدُّ عَلَيَّ حَدِيثِي يَا عَنْبَسَةُ؟! قالَ: لَا، وَلَكِنْ جِئْتَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ، وَاللَّهِ لَا يَزَالُ هَذَا الْجُنْدُ بِخَيْرٍ مَا عَاشَ هَذَا الشَّيْخُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ فِي هَذَا سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَتَحَدَّثُوا عِنْدَهُ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقُتِلَ، فَخَرَجُوا بَعْدَهُ، فَإِذَا هُمْ بِصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّطُ فِي الدَّمِ

(9)

، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَاحِبُنَا كَانَ تَحَدَّثَ مَعَنَا، فَخَرَجَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَإِذَا نَحْنُ بِهِ يَتَشَحَّطُ فِي الدَّمِ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «بِمَنْ تَظُنُّونَ -أَوْ: تَرَوْنَ

(10)

- قَتَلَهُ؟» قَالُوا: نَرَى

(11)

أَنَّ الْيَهُودَ قَتَلَتْهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِ فَدَعَاهُمْ، فَقالَ:«آنْتُمْ قَتَلْتُمْ هَذَا؟» قَالُوا: لَا. قالَ: «أَتَرْضَوْنَ نَفَلَ

(12)

خَمْسِينَ مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلُوهُ؟» فَقَالُوا: مَا يُبَالُونَ أَنْ يَقْتُلُونَا أَجْمَعِينَ، ثُمَّ يَنْتَفِلُونَ

(13)

. قالَ: «أَفَتَسْتَحِقُّونَ الدِّيَةَ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ؟» قَالُوا: مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ. فَوَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خَلَعُوا خَلِيعًا

(14)

لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَطَرَقَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَطْحَاءِ، فَانْتَبَهَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَحَذَفَهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ، فَجَاءَتْ هُذَيْلٌ، فَأَخَذُوا الْيَمَانِيَ فَرَفَعُوهُ إِلَى عُمَرَ بِالْمَوْسِمِ، وَقَالُوا: قَتَلَ صَاحِبَنَا، فَقالَ: إِنَّهُمْ قَدْ خَلَعُوهُ. فَقالَ: يُقْسِمُ خَمْسُونَ مِنْ هُذَيْلٍ مَا خَلَعُوهُ، قالَ: فَأَقْسَمَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَقَدِمَ رَجُلٌ

⦗ص: 133⦘

مِنْهُمْ مِنَ الشَّامِ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقْسِمَ، فَافْتَدَى يَمِينَهُ مِنْهُمْ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدْخَلُوا مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ، فَدَفَعَهُ إِلَى أَخِي الْمَقْتُولِ، فَقُرِنَتْ يَدُهُ بِيَدِهِ، قَالُوا

(15)

: فَانْطَلَقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِنَخْلَةَ، أَخَذَتْهُمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي الْجَبَلِ، فَانْهَجَمَ

(16)

الْغَارُ عَلَى الْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا فَمَاتُوا جَمِيعًا، وَأَفْلَتَ الْقَرِينَانِ، وَاتَّبَعَهُمَا حَجَرٌ فَكَسَرَ رِجْلَ أَخِي الْمَقْتُولِ، فَعَاشَ حَوْلًا ثُمَّ مَاتَ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَقَادَ رَجُلًا بِالْقَسَامَةِ، ثُمَّ نَدِمَ بَعْدَمَا صَنَعَ، فَأَمَرَ بِالْخَمْسِينَ الَّذِينَ أَقْسَمُوا، فَمُحُوا مِنَ الدِّيوَانِ، وَسَيَّرَهُمْ إِلَى الشَّامِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولم» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وسَمَّر» ، وبهامش اليونينية: قال القاضي الإمام الحافظ عياض: و (سمَر) بالتخفيف: كحلها بالمسامير المحمَّاة، وضبطناه عليهم في البخاري بتشديد الميم، والأول أوجه. اه

(4)

في رواية أبي ذر: «أبوالها وألبانها» ، في الموضعين.

(5)

في رواية أبي ذر: «أبوالها وألبانها» ، في الموضعين.

(6)

في (و): (واطَّردوا)، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

(7)

في (و، ب، ص): «فقطِّعت» ، والمثبت موافق لما في البقاعي.

(8)

في رواية أبي ذر: «وسَمَّر» . كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية: ذكر النسائي بإسناده إلى أنس رضي الله عنه أنَّ العُكليين سملوا أعين الرِّعاء. اهـ. وبهامش (ب، ص): وهو في مسلم أيضًا بالإسناد إلى أنس قال: إنَّما سَمَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنَّهم سَمَلوا أعين الرِّعاء. اهـ.

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في دَمِهِ» . كتبت بالحمرة.

(10)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُرَوْنَ» ، وفي رواية أبي ذر:«أو مَنْ تُرَوْنَ» . كتبت بالحمرة.

(11)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «نُرَى» .

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

في رواية الأصيلي وأبي ذر: «يُنَفِّلون» . رواية أبي ذر كتبت بالحمرة. وفي رواية أخرى لأبي ذر كما في (ب، ص): «يَنْفِلون» .

(14)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حليفًا» .

(15)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

(16)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أخرى له:«فانْهَدَمَ» .

ص: 131

(23)

بابٌ

(1)

: مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ فَفَقَؤوا عَيْنَهُ، فَلَا دِيَةَ لَهُ

(1)

في (ن): «بابُ» .

ص: 133

6900 -

حدَّثنا أَبُو اليَمَانِ

(1)

: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ

(2)

فِي بَعْضِ

(3)

حُجَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ -أَوْ: بِمَشَاقِصَ

(4)

- وَجَعَلَ يَخْتِلُهُ لِيَطْعُنَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أبو النُّعْمانِ» بدل: «أبو اليمان» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِن جُحْرٍ» .

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «أو مَشاقِصَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 133

6901 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

⦗ص: 134⦘

أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ

(1)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى

(2)

يَحُكُّ بِهِ رَأسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنْ تَنْتَظِرَنِي

(3)

، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنَيْكَ

(4)

». قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ

(5)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ جُحْرٍ مِنْ بابِ» .

(2)

كذا ضبطت في اليونينية: «مدرًى» و «مدرى» . ثانيهما كُتب بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنَّكَ تَنْتَظِرُنِي» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في عَيْنِكَ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «النَظَرِ» .

ص: 133

6902 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ

(2)

بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ».

(1)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 134

(24)

‌ بابُ الْعَاقِلَةِ

ص: 134

6903 -

حدَّثنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا مُطَرِّفٌ، قالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، قالَ:

سَأَلْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مَا

(1)

لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ؟ وَقالَ مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ فَقالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّ

(2)

وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ، إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ، وَمَا فِي

(3)

الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قالَ: الْعَقْلُ، وَفكَاكُ

(4)

الأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ

⦗ص: 135⦘

مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر: «ممَّا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الحَبَّةَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

بكسر الفاء وفتحها، وقد أهمل ضبط الفاء في كل الأصول، وضبطها في نسختي البقاعي والقرشي بالفتح.

ص: 134

(25)

‌ بابُ جَنِينِ الْمَرْأَةِ

ص: 135

6904 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ.

وَحدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَطَرَحَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ.

ص: 135

6905 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: أَنَّهُ اسْتَشَارَهُمْ فِي إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ، فَقالَ الْمُغِيرَةُ: قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْغُرَّةِ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، فَشَهِدَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، أنَّهُ شَهِدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِهِ.

ص: 135

6906 -

6907 - 6908 - حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنْ عُمَرَ نَشَدَ النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي السّقْطِ

(1)

؟ وَقالَ

(2)

الْمُغِيرَةُ: أَنَا سَمِعْتُهُ قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ. قالَ: ائْتِ مَنْ يَشْهَدُ

(3)

مَعَكَ عَلَى هَذَا. فَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ هَذَا.

⦗ص: 136⦘

حدَّثَنِي

(4)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ: حدَّثنا زَائِدَةُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ اسْتَشَارَهُمْ فِي إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ، مِثْلَهُ.

(1)

بتثليث السين المشدَّدة في اليونينيِّة، وبفتحها رواية أبي ذر، والذي في (ب، ص) أنَّ روايته بالضم، وضبط المتن بالكسر.

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «آنت مَنْ يَشْهَدُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 135

(26)

‌ بابُ جَنِينِ الْمَرْأَةِ، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى الْوَالِدِ وَعَصَبَةِ الْوَالِدِ، لَا عَلَى الْوَلَدِ

ص: 136

6909 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ

(1)

بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لِحْيَانَ» .

ص: 136

6910 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ:

حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثَنا

(1)

يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ قَتَلَتْهَا

(2)

وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى دِيَةَ

(3)

الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبرني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقَتَلتْها» . كتبت بالحمرة. وضبط روايته في (ن): «فقتلها» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أنَّ ديةَ» .

ص: 136

(27)

‌ بابُ مَنِ اسْتَعَانَ عَبْدًا أَوْ صَبِيًّا

وَيُذْكَرُ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ

(1)

بَعَثَتْ إِلَى مُعَلِّمِ الْكُتَّابِ: ابْعَثْ إِلَيَّ غِلْمَانًا يَنْفُشُونَ صُوفًا، وَلَا تَبْعَثْ إِلَيَّ حُرًّا.

(1)

في رواية أبي ذر: «أُمَّ سَلَمَةَ» ، كتبت بالحمرة، وهو الصواب الموافق لمصادر التخريج.

ص: 137

6911 -

حدَّثني عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: أخبَرَنا

(1)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ

(2)

فَلْيَخْدُمْكَ. قالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَوَاللَّهِ مَا قالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا؟

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش (ب، ص): لم يضبط الياء في اليونينية. اهـ.

ص: 137

(28)

‌ بابٌ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ

ص: 137

6912 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثَنا

(1)

ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 137

(29)

‌ بابٌ: الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ

وَقالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانُوا لَا يُضَمِّنُونَ مِنَ النَّفْحَةِ، وَيُضَمِّنُونَ مِنْ رَدِّ الْعِنَانِ

(1)

.

⦗ص: 138⦘

وَقالَ حَمَّادٌ: لَا تُضْمَنُ النَّفْحَةُ إِلَّا أَنْ يَنْخسَ

(2)

إِنْسَانٌ الدَّابَّةَ.

وَقالَ شُرَيْحٌ: لَا تُضْمَنُ

(3)

مَا عَاقَبَتْ، أَنْ يَضْرِبَهَا فَتَضْرِبَ بِرِجْلِهَا.

وَقالَ الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ: إِذَا سَاقَ الْمُكَارِي

(4)

حِمَارًا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَتَخِرُّ، لَا شَيْءَ عَلَيْهِ.

وَقالَ الشَّعْبِيُّ: إِذَا سَاقَ دَابَّةً فَأَتْعَبَهَا، فَهوَ ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَتْ، وَإِنْ كَانَ خَلْفَهَا مُتَرَسِّلًا لَمْ يَضْمَنْ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر العين وفتحها، وضبطها في (ب، ص) بكسر العين فقط.

(2)

ضُبطت في اليونينية بتثليث الخاء، وكتب فوقها:(جميعا)، وبالهامش: بضمِّ الخاء وتُكسر وتفتح، والضمُّ أعلى اللغات. اهـ.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُضْمَنُ» .

(4)

في (ن): «المكاريُّ» .

ص: 137

6913 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْعَجْمَاءُ عَقْلُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ» .

ص: 138

(30)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ قَتَلَ ذِمِّيًّا بِغَيْرِ جُرْمٍ

ص: 138

6914 -

حدَّثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الْحَسَنُ

(1)

: حدَّثنا مُجَاهِدٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ

(2)

رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ

(3)

مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا».

(1)

بهامش اليونينية: هو الحسن بن عمرو الفُقَيمي التَّميمي، وهو أخو فُضيل بن عمرو، توفي في [أول] خلافة أبي جعفر، وقال خليفة: توفي سنة اثنتين وأربعين ومئة بالكوفة، قاله ابن طاهر رضي الله عنهما، وقال الحافظ أبو محمد عبد الغني المقدسي: قال يحيى بن معين: [هو] ثقة حجة، وقال يحيى بن سعيد [في (ن) وهمًا: بن زيد] القطان وقد سئل عنه وعن الحسن بن عبد الله فقال: هو أثبتهما. اهـ. ما بين معقوفين زيادة من (ب، ص).

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَرِحْ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَيُوجَدُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 138

(31)

‌ بابٌ: لَا يُقْتَلُ الْمُسْلِمُ بِالْكَافِرِ

ص: 139

6915 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مُطَرِّفٌ: أَنَّ عَامِرًا حدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ

(1)

.

وَحدَّثَنا

(2)

صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ: أخبَرَنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: حدَّثنا مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ قالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، قالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ

مَا

(3)

لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ؟ -وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ - فَقالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ، إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ، وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟

(4)

قالَ: الْعَقْلُ، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

(1)

من قوله: «حدثنا أحمد» إلى قوله: «قلت لعلي» ليس في رواية أبي ذر، وصوَّب رواية أبي ذر في الفتح.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

في (و، ب، ص): «مِمَّا» . والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(4)

من قوله: «وقال ابن عيينة» إلى قوله: «وما في الصحيفة؟» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 139

(32)

‌ بابٌ: إِذَا لَطَمَ الْمُسْلِمُ يَهُودِيًّا عِنْدَ الْغَضَبِ

رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 139

6916 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» .

6917 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ

(1)

: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ، فَقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الأَنْصَارِ

(3)

لَطَمَ فِي وَجْهِي

(4)

، قالَ

(5)

: «ادْعُوهُ» .

⦗ص: 140⦘

فَدَعَوْهُ، قَالَ: «لِمَ لَطَمْتَ

(6)

وَجْهَهُ؟» قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِالْيَهُودِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، قالَ: قُلْتُ: وَعَلَى

(7)

مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم

(8)

؟! قالَ: فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ، قالَ: «لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي، أَمْ جُزِيَ

(9)

بِصَعْقَةِ الطُّورِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال» . (ن، و)

(2)

في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «قد» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قال: ألطَمْتَ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر: «فقال: فقلت: أَعَلَى» . كتبت بالحمرة. وضبط روايته في (ب، ص): «قال: فقلت: أَعَلَى» ، وهو موافق لما في الإرشاد.

(8)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «جُوزِيَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 139

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ

(1)

اسْتِتَابةِ المُرْتَدِّينَ وَالمُعانِدِينَ وقِتَالِهِم

(1)

وَإِثْمِ

(2)

مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ، وَعُقُوبَتِهِ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ

قالَ اللَّهُ تَعَالَى

(3)

: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] {لَئْنْ

(4)

أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]

(1)

لفظة: «كتاب» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «(1) بابُ إثْمِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «عز وجل» . كتبت بالحمرة.

(4)

رسمت في متن (ب، ص): «لإِن» ، وفي رواية أبي ذر:«و {لَئْنْ}» . كتبت بالحمرة.

ص: 141

6918 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ

(2)

، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]».

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولِ الله» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بذلك» . كتبت بالحمرة.

ص: 141

6919 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: حدَّثنا الْجُرَيْرِيُّ -وَحدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثَنا

إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ-: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِيهِ

(1)

قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ

⦗ص: 142⦘

الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» ثَلَاثًا، أَوْ:«قَوْلُ الزُّورِ» . فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ.

(1)

في رواية كريمة زيادة: «رضي الله عنه» .

ص: 141

6920 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ

(2)

: أخبَرَنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ؟ قالَ:«الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» . قالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: «ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» . قالَ: ثُمَّ مَاذَا

(3)

؟ قالَ: «الْيَمِينُ الْغَمُوسُ» . قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قالَ: «الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُوْسَى» . كتبت بالحمرة.

(3)

قوله: «قال: «ثم عقوق الوالدين» قال: ثم ماذا؟» وقع مكرَّرًا في رواية كريمة وأبي ذر والحَمُّويي والمُستملي.

ص: 142

6921 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قالَ: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلَامِ

(1)

أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ».

(1)

بهامش اليونينية: قال بعض العلماء: يعني بالإساءة الردة. اهـ. كتبت بالحمرة.

ص: 142

(2)

‌ بابُ حُكْمِ الْمُرْتَدِّ وَالْمُرْتَدَّةِ

-وَقالَ ابْنُ عُمَرَ وَالزُّهْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ: تُقْتَلُ الْمُرْتَدَّةُ-

وَاسْتِتَابَتِهِمْ، وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا

⦗ص: 143⦘

لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}

(1)

[آل عمران: 86 - 90].

وَقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100]

وَقالَ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ

(2)

ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} [النساء: 137]

وَقالَ: {مَن يَرْتَدَّ

(3)

مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ

(4)

} [المائدة: 54]

{وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. لَا جَرَمَ} يَقُولُ: حَقًّا {أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ} {مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}

(5)

[النحل: 106 - 110].

{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا

خَالِدُونَ}

(6)

[البقرة: 217]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ حُكْمِ الْمُرْتَدِّ وَالْمُرْتَدَّةِ وَاسْتِتَابَتِهِمْ -وَقالَ ابْنُ عُمَرَ وَالزُّهْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ: تُقْتَلُ الْمُرْتَدَّةُ- وَقالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} إلى قوله: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَيِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ}» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى {سَبِيلاً}» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر: «{مَن يَرْتَدِدْ}» . على قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر كتبت بالحمرة. والمثبت قراءة الجمهور غيرهم.

(4)

قوله: «{أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}» ليس في رواية أبي ذر.

(5)

الآية بتمامها: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، وفي رواية أبي ذر:«وقال: {وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} إلى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} {لَا جَرَمَ} يَقُولُ: حَقًّا {أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ} إِلَى: {لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} إلى قوله: {وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}» . كتبت بالحمرة.

ص: 142

6922 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قالَ:

أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ

(1)

؛ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(2)

، وَلَقَتَلْتُهُمْ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» .

(1)

في (ب، ص): «أُحْرِقْهم» ، وضبطت في نسخة البقاعي بالوجهين، وأهمل ضبطها في (و).

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «لا تُعَذِّبُوا بعَذابِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 144

6923 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ: حدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي، وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِي

(1)

، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، فَكِلَاهُمَا سَأَلَ، فَقالَ:«يَا أَبَا مُوسَى» ، أَوْ:«يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ» . قالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا، وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتِ شَفَتِهِ قَلَصَتْ، فَقالَ:«لَنْ» أَوْ: «لَا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى -أَوْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ- إِلَى الْيَمَنِ» . ثُمَّ اتَّبَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ

(2)

، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، قالَ: انْزِلْ. وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ، قالَ: مَا هَذَا؟ قالَ: كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ. قالَ: اجْلِسْ. قالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ، قَضَاءُ

(3)

اللَّهِ وَرَسُولِهِ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ، ثُمَّ تَذَاكَرْنَا

(4)

قِيَامَ اللَّيْلِ، فَقالَ أَحَدُهُمَا: أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي.

(1)

ضبطت في (ب، ص) بفتح الياء وكسرها، ونقل ذلك في (ص) عن اليونينية.

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «ثم أَتْبَعَهُ مُعاذَ بْنَ جَبَلٍ» .

(3)

بهامش (ب، ص): لم يضبط «قضاء» في اليونينية.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 144

(3)

‌ بابُ قَتْلِ مَنْ أَبَى قَبُولَ الْفَرَائِضِ، وَمَا

(1)

نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّةِ

(1)

بهامش اليونينية: «مصدريةٌ» .

ص: 144

6924 -

6925 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي

⦗ص: 145⦘

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، عَصَمَ

(3)

مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ»؟! قالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «نبيُّ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فقد عصم» .

ص: 144

(4)

‌ بابٌ: إِذَا عَرَّضَ الذِّمِّيُّ وَغَيْرُهُ بِسَبِّ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم

وَلَمْ يُصَرِّحْ، نَحْوَ قَوْلِهِ: السَّامُ عَلَيْكَ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عليكم» .

ص: 145

6926 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(1)

، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: السَّامُ عَلَيْكَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ» . فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا

(2)

يَقُولُ؟ قالَ: السَّامُ عَلَيْكَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قالَ: «إِذَا

(3)

سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ».

(1)

قوله: «بن مالك» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «ماذا» .

(3)

في (و، ب، ص): «لَا، إذا» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 145

6927 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتِ: اسْتَأذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ

(1)

. فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. فَقالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» . قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قالَ: «قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عليكم» .

ص: 146

6928 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قالَا: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنَّمَا يَقُولُونَ:

(1)

سَامٌ عَلَيْكَ، فَقُلْ: عَلَيْكَ

(2)

».

(1)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «سَامٌ عليكم، فَقُلْ: عليكم» .

ص: 146

(5)

بابٌ

ص: 146

6929 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، قالَ: حدَّثَنِي شَقِيقٌ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، فَهوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ:«رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» .

ص: 146

(6)

‌ بابُ قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ،

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ} [التوبة: 115]

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ، وَقالَ: إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ،

⦗ص: 147⦘

فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

ص: 146

6930 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا خَيْثَمَةُ: حدَّثنا سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ:

قالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا فَوَاللَّهِ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، حُدَّاثُ

(1)

الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ

(2)

إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أحداثُ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَجُوزُ» .

ص: 147

6931 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَسَأَلَاهُ عَنِ الْحَرُورِيَّةِ: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: لَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ -وَلَمْ يَقُلْ: مِنْهَا- قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ -أَوْ: حَنَاجِرَهُمْ- يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَيَنْظُرُ

الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ، إِلَى نَصْلِهِ، إِلَى رِصَافِهِ

(1)

، فَيَتَمَارَى

(2)

فِي الْفُوقَةِ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شَيْءٌ؟».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش اليونينية دون رقم: «فَيُتَمارَى» . (ن)، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر، كتبت بالحمرة. وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 147

6932 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانُ: حدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثَنِي

(1)

عُمَرُ

(2)

: أَنَّ أَبَاهُ حدَّثَهُ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَذَكَرَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: هو عُمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عُمر بن الخطاب رضي الله عنهم، وكان في بعض نسخ الأصل:«عَمرو» بفتح العين، وهو وهم. والصواب والله أعلم:«عُمر» بضم العين، قاله بعض الحفاظ. اهـ.

ص: 148

(7)

‌ بابُ مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ، وأنْ لَا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْهُ

ص: 148

6933 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ، جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ: «وَيْلَكَ

(1)

، مَنْ يَعْدِلُ

(2)

إِذَا لَمْ أَعْدِلْ». قالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ

(3)

، قالَ: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ

(4)

، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَصْلِهِ

(5)

فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ

(6)

فِي رِصَافِهِ

(7)

فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ

(8)

-أَوْ قالَ: ثَدْيَيْهِ

(9)

- مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ -أَوْ قالَ: مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ- يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ

(10)

مِنَ النَّاسِ». قالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُمْ

(11)

، وَأَنَا مَعَهُ، جِيءَ بِالرَّجُلِ

⦗ص: 149⦘

عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ

(12)

: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58].

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «وَيْحَكَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ومَن يعْدِلُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى نَصْلِهِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

لفظة: «ينظر» ليست في رواية أبي ذر.

(7)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلى رِصَافِهِ» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «ثَدْيَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

(9)

قوله: «أو قال ثدييه» ليس في رواية أبي ذر.

(10)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «على خَيْرِ فِرْقَةٍ» .

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(12)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «فيهم» .

ص: 148

6934 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ: حدَّثنا يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، قالَ:

قُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ -وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ الْعِرَاقِ-: «يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ» .

ص: 149

(8)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى

تَقْتَتِلَ

(1)

فِئَتَانِ، دَعْوَتُهُمَا

(2)

وَاحِدَةٌ»

(1)

هكذا بالتاء في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ص) بالياء، وبالوجهين في (ب)، ونقل فيها إهمال النقط عن اليونينية، وهي مهملة في (و).

(2)

في رواية أبي ذر: «دَعْوَاهُمَا» .

ص: 149

6935 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ» .

ص: 149

(9)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِينَ

ص: 149

6936 -

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أخبَرَاهُ:

أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ

⦗ص: 150⦘

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُهَا

(2)

عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

كَذَلِكَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ، ثُمَّ لَبَبْتُهُ

(3)

بِرِدَائِهِ -أَوْ: بِرِدَائِي- فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ قالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ

(4)

لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُهَا

(5)

، فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ» . فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُهَا

(6)

. قالَ

(7)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ» . فَقَرَأْتُ، فَقالَ:«هَكَذَا أُنْزِلَتْ» . ثُمَّ قالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ» .

(1)

قوله: «قال أبو عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

رسمها في المتن «يقرأُها» ، وفي رواية أبي ذر:«يَقْرَؤُهَا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فلمَّا سلَّم ثمَّ لَبَّبْتُه» (ن، و)، وهو موافق لما في نسخة القرشي، والذي في (ب، ص) أنَّ روايته: «فلمَّا سلَّم لَبَّبْتُه» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

رسمت في رواية أبي ذر: «تَقْرَؤُهَا» . كتبت بالحمرة.

(6)

رسمها في المتن «يقرأُها» ، وفي رواية أبي ذر:«يَقْرَؤُهَا» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 149

6937 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أخبَرَنا وَكِيعٌ.

(ح): حدَّثَنا

(2)

يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 150

6938 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قالَ:

سَمِعْتُ

(1)

عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ رَجُلٌ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُنِ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَّا: ذَلِكَ

(2)

مُنَافِقٌ، لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تَقُولُوهُ

(3)

: يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». قالَ: بَلَى. قالَ: «فَإِنَّهُ لَا يُوَافَى عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

(4)

بِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَمِعَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ذَاكَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية الأصيلي: «إلَّا تَقُولُوه» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«لَا تَقُولُوه» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أَلَا تَقُولُونَهُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 151

6939 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ فُلَانٍ

(1)

، قالَ:

تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحِبَّانُ

(2)

بْنُ عَطِيَّةَ، فَقالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِحِبَّانَ: لَقَدْ عَلِمْتُ

(3)

⦗ص: 152⦘

الَّذِي

(4)

جَرَّأَ صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ -يَعْنِي عَلِيًّا- قالَ: مَا هُوَ لَا أَبَا لَكَ؟ قالَ: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ

(5)

، قالَ: مَا هُوَ؟ قالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالزُّبَيْرَ وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ

(6)

-قالَ أَبُو سَلَمَةَ: هَكَذَا قالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَاجٍ- فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَأْتُونِي بِهَا». فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَفْرَاسِنَا حَتَّى أَدْرَكْنَاهَا حَيْثُ قالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ

(7)

صلى الله عليه وسلم، تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، وَكَانَ

(8)

كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَقُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا بَعِيرَهَا، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا فَمَا وَجَدْنَا

شَيْئًا، فَقالَ صَاحِبَايَ

(9)

: مَا نَرَى مَعَهَا كِتَابًا. قالَ: فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْنَا

(10)

مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ حَلَفَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لأُجَرِّدَنَّكِ. فَأَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا، وَهيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ، فَأَخْرَجَتِ الصَّحِيفَةَ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟» قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،

⦗ص: 153⦘

مَا لِي

(11)

إِلَّا أَنْ أَكُونَ

(12)

مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

(13)

؟ وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يُدْفَعُ

(14)

بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَهُ هُنَالِكَ

(15)

مِنْ قَوْمِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. قالَ: «صَدَقَ، لَا تَقُولُوا

(16)

لَهُ إِلَّا خَيْرًا». قالَ: فَعَادَ عُمَرُ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي

(17)

فَلِأَضْرِبَ

(18)

عُنُقَهُ. قالَ: «أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمُ الْجَنَّةَ» . فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، فَقالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ

(19)

.

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: هو سعد بن عُبيدة. كتبت بالحمرة. وبهامش (ب، ص): هذا في الحاشية عند أبي ذر والأصيلي.

قلنا: كذا جاء مصرحًا به عند المصنف (3081، 3983)، وقد جاء على هامش نسخة الصاغاني هنا [كما في نسخة المتحف البريطاني 440 أ]: هو أبو حمزة سعد بن عُبيدة السُّلمي خَتَن أبي عبد الرحمن السُّلمي. اهـ.

(2)

بهامش اليونينية بخط اليونيني: «حِبان» بكسر الحاء وهم، قاله عياض، و «حبان» عند أبي ذر مفتوح الحاء، وكذلك رأيته في أصله. اهـ. كذا نقل في (ن) عن عياض، والذي في (ب، ص): «حِبان» بكسر الحاء، والفتح وهم، قاله عياض

» وهو الذي في المشارق.

وبهامش اليونينية: قال [الإمام] الحافظ أبو علي الغساني رضي الله عنه: و (حِبان بن عطية) بكسر الحاء وباء منقوطة بواحدة مذكور في حديث أبي عوانة عن حُصَيْن: «تنازع أبو عبد الرحمن السُّلمي وحبان بن عطية» ذكر هذا في حديث روضة خاخ وقصة حاطب، وهو في «الجامع» في «كتاب استتابة المرتدين» ، وفي بعض نسخ شيوخنا عن أبي ذر الهروي:(حَبان بن عطية) بفتح الحاء، وذلك وهم.

قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي: هكذا قيَّدناه عن أبي علي الغسَّاني كما تقدم بكسر الحاء وبالباء بواحدة في رواية أبي زيد وأبي أحمد وابن السَّكن ثلاثتهم، وكان في أصل شيخنا أبي عبد الله ابن منظور في رواية أبي ذر عن شيوخه باتفاق منهم:«حَيَّان بن عطية» بفتح الحاء وياءٌ باثنتين من أسفل، كذلك وقفنا عليه عند السماع منه وعند المقابلة بأصل كتابه، فقال أبو عليٍّ: هو تصحيف. وعوَّل في ذلك على ما ذكره أبو الوليد ابن الفرضي - وإنَّما هو سِداد من عَوَزٍ، ليس في التواريخ من هذا ما يثلج والله أعلم- وزاد في الاسترابة أن هشيمًا لم يُسمِّه في حديثه، إنَّما قال:«ابن عطية» ، فلعلَّ فيه خلافًا قديمًا لم يضبطه أو لم يقف على صحة روايته، فحذف الاسم. ا هـ

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا الَّذِي» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«مَنِ الَّذِي» .

(5)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا، وفي روايته عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«يَقُولُ» . كتبت بالحمرة.

(6)

بهامش اليونينية بالحمرة: عند أبي ذر: «حاج» بحاء مهملة وجيم، قال: كذا الرواية هنا، والصواب بخاءين معجمتين. اهـ. قال في «الفتح»:«وحاج» تصحيف.

(7)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «وقَدْ كَانَ» . كتبت بالحمرة.

(9)

كان في (ن، ب، ص): «صاحِبِي» فضرب عليه في (ن)، وضبَّب عليه في (ب، ص)، وأصلحه في الجميع إلى المثبت في المتن، وهو المثبت في متن (و).

(10)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلمتُمَا» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «ما بِي» . كتبت بالحمرة.

(12)

في (و): «ما لي أَلَّا أكون» ، وفي (ب، ص): «ما لي أن لا أكون» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(13)

في رواية أبي ذر: «وبرَسُولِه» . كتبت بالحمرة.

(14)

بهامش اليونينية دون رقْم: «يَدْفَعُ اللهُ» . كتبت بالحمرة.

(15)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُناكَ» .

(16)

في رواية أبي ذر: «ولا تَقُولُوا» . كتبت بالحمرة.

(17)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَدَعْنِي» . كتبت بالحمرة.

(18)

في (ب، ص): «فَلِأَضْرِب» بفتح الباء وإسكانها، وصحح عليها.

(19)

في رواية المُستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: خاخ أصَحُّ، ولكن كذا قال أبو عوانة: حاج، وحاج تصحيف، وهو مَوْضِعٌ، وهُشَيْمٌ يقول: خاخ» . اهـ.

ص: 151

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كتابُ الإِكْرَاهِ

قَوْلُ

(1)

اللهِ تَعَالَى: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106]

وَقالَ: {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28]: وَهيَ تَقِيَّةٌ.

وَقالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ} [النساء: 97] إِلَى قَوْلِهِ

(2)

: {وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}

(3)

[النساء: 75] فَعَذَرَ اللَّهُ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ لَا يَمْتَنِعُونَ مِنْ تَرْكِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَالْمُكْرَهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مُسْتَضْعَفًا، غَيْرَ مُمْتَنِعٍ مِنْ فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ.

وَقالَ الْحَسَنُ: التَّقِيَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَنْ يُكْرِهُهُ اللُّصُوصُ فَيُطَلِّقُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَبِهِ قالَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَالشَّعْبِيُّ وَالْحَسَنُ.

وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «{عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99]. وَقالَ: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا}» .

(3)

كذا وقع في اليونينية، وكذا هو في رواية كريمة والأصيلي والقابسي، وفيه تغيير إذ الآية الأخيرة متقدمة على التي سبقتها، والصواب ما وقع في رواية أبي ذر من زيادةٍ كما في الحاشية السابقة، نبَّه عليه في الفتح والإرشاد.

ص: 155

6940 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أخبَرَهُ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ،

⦗ص: 156⦘

وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ

وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».

ص: 155

(1)

‌ بابُ مَنِ اخْتَارَ الضَّرْبَ وَالْقَتْلَ وَالْهَوَانَ عَلَى الْكُفْرِ

ص: 156

6941 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِي: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» .

ص: 156

6942 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا عَبَّادٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ قَيْسًا: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنَّ عُمَرَ مُوثِقِي عَلَى الإِسْلَامِ، وَلَوِ انْقَضَّ أُحُدٌ مِمَّا فَعَلْتُمْ بِعُثْمَانَ، كَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَلَوِ انْفَضَّ

أن يَنْفَضَّ».

ص: 156

6943 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا قَيْسٌ:

عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ

(1)

فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا

(2)

؟! أَلَا تَدْعُو لَنَا؟! فَقالَ: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنشَارِ

(3)

، فَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُتَوَسِّدٌ بُرْدَهُ» .

(2)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِالْمِيشَارِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 156

(2)

‌ بابٌ: فِي بَيْعِ الْمُكْرَهِ وَنَحْوِهِ، فِي الْحَقِّ وَغَيْرِهِ

ص: 157

6944 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثَنا

(1)

اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا

(2)

رَسُولُ اللهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ» . فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ

(4)

: «يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا» . فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقالَ: «ذَلِكَ أُرِيدُ» . ثُمَّ قالَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. ثُمَّ قالَ الثَّالِثَةَ

(5)

، فَقالَ: «اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ

(6)

لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ

(7)

لِلَّهِ وَرَسُولِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إلَيْنَا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَنَادَى» .

(5)

في رواية أبي ذر: «في الثالِثَةِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّما الأرضُ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَّما الأرضُ» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وأثبتها في متن (و، ب، ص)، وعزا المثبت في المتن هنا إلى رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي.

ص: 157

(3)

‌ بابٌ: لَا يَجُوزُ نِكَاحُ الْمُكْرَهِ

{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء

(1)

إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ}» بدل إتمام الآية. كتبت بالحمرة.

ص: 157

6945 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ

ابْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيِّ:

عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِدَامٍ

(1)

الأَنْصَارِيَّةِ: أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ

⦗ص: 158⦘

النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ نِكَاحَهَا.

(1)

في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: «خِذَامٍ» بالذال المعجمة.

ص: 157

6946 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو هُوَ ذَكْوَانُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُسْتَأمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ؟ قالَ:«نَعَمْ» . قُلْتُ: فَإِنَّ الْبِكْرَ تُسْتَأمَرُ فَتَسْتَحِي

(1)

فَتَسْكُتُ؟ قالَ: «سُكَاتُهَا إِذْنُهَا» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فَتَسْتَحْيِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 158

(4)

‌ بابٌ: إِذَا أُكْرِهَ حَتَّى وَهَبَ عَبْدًا أَوْ بَاعَهُ لَمْ يَجُزْ

وَقالَ

(1)

بَعْضُ النَّاسِ: فَإِنْ نَذَرَ الْمُشْتَرِي فِيهِ نَذْرًا، فَهوَ جَائِزٌ بِزَعْمِهِ

(2)

، وَكَذَلِكَ إِنْ دَبَّرَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وبِهِ قالَ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِزُعْمِهِ» .

ص: 158

6947 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ دَبَّرَ مَمْلُوكًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟» فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ بِثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ. قالَ: وَسَمِعْتُ

(2)

جَابِرًا يَقُولُ: عَبْدًا قِبْطِيًّا، مَاتَ عَامَ أَوَّلَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيَّ» .

(2)

في (و، ب، ص): «فسمعتُ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 158

(5)

‌ بابٌ: مِنَ الإِكْرَاهِ

كَرْهٌ وَكُرْهٌ وَاحِدٌ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «كَرهًا وكُرهًا وَاحِدٌ» . كتبت بالحمرة، وضبطت روايته في (ب، ص): «كُرهًا وكَرهًا وَاحِدٌ» .

ص: 158

6948 -

حدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزٍ

(1)

، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

⦗ص: 159⦘

قالَ

(2)

الشَّيْبَانِيُّ: وَحدَّثَنِي عَطَاءٌ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ: وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} الآيَةَ [النساء: 19]، قالَ: كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ: إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاؤُوا زَوَّجَهَا

(3)

، وَإِنْ شَاؤُوا لَمْ يُزَوِّجْهَا

(4)

، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِذَلِكَ

(5)

.

(1)

بهامش (ب، ص): صرف: «فيروز» من الفرع، وسيأتي في اليونينية في باب التعبير أنَّه ضبطه بغير صرف. اه.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقالَ» .

(3)

هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).

(4)

هكذا ضُبطت في اليونينيَّة، وكتب فوقها:(كذا).

(5)

في رواية أبي ذر: «في ذَلِكَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 158

(6)

‌ بابٌ: إِذَا اسْتُكْرِهَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى الزِّنَا فَلَا حَدَّ عَلَيْهَا

فِي قَوْلِهِ

(1)

تَعَالَى: {وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33]

(1)

في رواية أبي ذر: «لقَوْلِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 159

6949 -

وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثَنِي نَافِعٌ: أَنَّ صَفِيَّةَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي عُبَيْدٍ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنَ الْخُمُسِ، فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى افْتَضَّهَا، فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ وَنَفَاهُ، وَلَمْ يَجْلِدِ الْوَلِيدَةَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا.

قالَ

(2)

الزُّهْرِيُّ فِي الأَمَةِ الْبِكْرِ يَفْتَرِعُهَا الْحُرُّ: يُقِيمُ ذَلِكَ الْحَكَمُ مِنَ الأَمَةِ الْعَذْرَاءِ بِقَدْرِ قِيمَتِهَا

(3)

وَيُجْلَدُ، وَلَيْسَ فِي الأَمَةِ الثَّيِّبِ فِي قَضَاءِ الأَئِمَّةِ غُرْمٌ، وَلَكِنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثَمَنِها» .

ص: 159

6950 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: حدَّثنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بِسَارَةَ

(1)

، دَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ -أَوْ: جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ- فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: أَنْ أَرْسِلْ إِلَيَّ بِهَا. فَأَرْسَلَ بِهَا، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقالَتِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ، فَلَا تُسَلِّطْ

⦗ص: 160⦘

عَلَيَّ الْكَافِرَ. فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 159

(7)

‌ بابُ يَمِينِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: أَنَّهُ

(1)

أَخُوهُ

إِذَا خَافَ عَلَيْهِ الْقَتْلَ أَوْ نَحْوَهُ،

وَكَذَلِكَ كُلُّ مُكْرَهٍ يَخَافُ، فَإِنَّهُ يَذُبُّ عَنْهُ الْمَظَالِمَ، وَيُقَاتِلُ دُونَهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، فَإِنْ قَاتَلَ دُونَ الْمَظْلُومِ فَلَا قَوَدَ عَلَيْهِ وَلَا قِصَاصَ

وَإِنْ قِيلَ لَهُ: لَتَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ، أَوْ: لَتَأكُلَنَّ الْمَيْتَةَ، أَوْ: لَتَبِيعَنَّ عَبْدَكَ، أَوْ: تُقِرُّ بِدَيْنٍ، أَوْ: تَهَبُ هِبَةً، وَتَحُلُّ عُقْدَةً، أَوْ لَنَقْتُلَنَّ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ فِي الإِسْلَامِ

(2)

، وَسِعَهُ ذَلِكَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» .

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَوْ قِيلَ لَهُ: لَتَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ، أَوْ: لَتَأكُلَنَّ الْمَيْتَةَ، أَوْ لَنَقْتُلَنَّ ابْنَكَ أَوْ أَبَاكَ أَوْ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ

(3)

، لَمْ يَسَعْهُ؛ لأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُضْطَرٍّ. ثُمَّ نَاقَضَ فَقالَ: إِنْ قِيلَ لَهُ: لَنَقْتُلَنَّ أَبَاكَ أَوِ ابْنَكَ، أَوْ لَتَبِيعَنَّ هَذَا الْعَبْدَ، أَوْ: تُقِرُّ

(4)

بِدَيْنٍ، أَوْ: تَهَبُ، يَلْزَمُهُ فِي الْقِيَاسِ، وَلَكِنَّا نَسْتَحْسِنُ وَنَقُولُ: الْبَيْعُ وَالْهِبَةُ وَكُلُّ عُقْدَةٍ فِي ذَلِكَ بَاطِلٌ. فَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ

(5)

وَغَيْرِهِ، بِغَيْرِ كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ. وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قالَ إِبْرَاهِيمُ لاِمْرَأَتِهِ

(6)

: هَذِهِ أُخْتِي» وَذَلِكَ فِي اللَّهِ.

وَقالَ النَّخَعِيُّ: إِذَا كَانَ الْمُسْتَحْلِفُ ظَالِمًا فَنِيَّةُ الْحَالِفِ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَنِيَّةُ الْمُسْتَحْلِفِ.

(1)

بكسر همزة «إنَّ» وفتحها معا، وكتب بهامش (ب، ص): ليست همزة «انه» مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ومَا أشْبَهَ ذلك» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُحَرَّمٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أو لَتُقِرَّنَّ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مُحَرَّمٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِسَارَةَ» .

ص: 160

6951 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرِ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ سَالِمًا أخبَرَهُ:

⦗ص: 161⦘

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ» .

ص: 160

6952 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» . فَقالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟! قالَ: «تَحْجُزُهُ

(1)

-أَوْ: تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَحْجُرُهُ» بالراء.

ص: 161

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

(1)

بابٌ: فِي

(2)

تَرْكِ الْحِيَلِ، وَأَنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فِي الأَيْمَانِ وَغَيْرِهَا

(3)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «كِتابُ الحِيَلِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

ضرب في اليونينية على لفظة: «في» بالحمرة، وضبَّب عليها في نسخة البقاعي، وهي ليست في (و).

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وغَيْرِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 162

6953 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قالَ:

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَخْطُبُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ هَاجَرَ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا

أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

(1)

قوله: «بن سعيد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 162

(2)

‌ بابٌ: فِي الصَّلَاةِ

ص: 162

6954 -

حدَّثني إِسْحَاقُ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا إسْحاقُ بنُ نَصْرٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 162

(3)

‌ بابٌ: فِي الزَّكَاةِ، وَأَنْ لَا يُفَرَّقَ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ

؛ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ

ص: 162

6955 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثَنا

(1)

ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ:

⦗ص: 163⦘

أَنَّ أَنَسًا حدَّثَهُ:

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني أَبِي: حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 162

6956 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَائِرَ الرَّأسِ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ:«الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا» . فَقالَ: أخبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قالَ: «شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا» . قالَ: أخبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرَائِعَ

(1)

الإِسْلَامِ. قالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» أَوْ: «دَخَلَ

(2)

الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ».

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: فِي عِشْرِينَ وَمِئَةِ بَعِيرٍ حِقَّتَانِ، فَإِنْ أَهْلَكَهَا مُتَعَمِّدًا، أَوْ وَهَبَهَا، أَوِ احْتَالَ فِيهَا فِرَارًا مِنَ الزَّكَاةِ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِشَرَائِعِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو: أُدْخِلَ» .

ص: 163

6957 -

6958 - حدَّثني إِسْحَاقُ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ

(1)

، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ، فَيَطْلُبُهُ

(2)

وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ. قالَ: وَاللَّهِ لَنْ يَزَالَ

(3)

يَطْلُبُهُ، حَتَّى يَبْسُطَ

⦗ص: 164⦘

يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا

(4)

فَاهُ». وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَخْبِطُ

(5)

وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا».

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ فِي رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَخَافَ أَنْ تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ، فَبَاعَهَا بِإِبِلٍ مِثْلِهَا أَوْ بِغَنَمٍ أَوْ بِبَقَرٍ أَوْ بِدَرَاهِمَ، فِرَارًا مِنَ الصَّدَقَةِ بِيَوْمٍ احْتِيَالًا، فَلَا بَأسَ

(6)

عَلَيْهِ. وَهوَ يَقُولُ: إِنْ زَكَّى إِبِلَهُ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ بِيَوْمٍ أَوْ بِسَنَةٍ

(7)

جَازَتْ

(8)

عَنْهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ويَطْلُبُهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا يَزَالُ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَيُلْقِمُهَا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فَتَخْبِطُ» .

(6)

ضبَّب عليه في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«فلا شَيْءَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «أو بِسِتَّةٍ» .

(8)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَجْزَأتْ» .

ص: 163

6959 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قالَ: اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اقْضِهِ عَنْهَا» .

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذَا بَلَغَتِ

الإِبِلُ عِشْرِينَ فَفِيهَا أَرْبَعُ شِيَاهٍ، فَإِنْ وَهَبَهَا قَبْلَ الْحَوْلِ أَوْ بَاعَهَا فِرَارًا وَاحْتِيَالًا

(1)

لإِسْقَاطِ

(2)

الزَّكَاةِ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ إِنْ أَتْلَفَهَا فَمَاتَ، فَلَا شَيْءَ فِي مَالِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أوِ احْتِيالًا» .

(2)

بهامش (ب، ص): همزة «اسقاط» مفتوحة في اليونينية. اهـ.

ص: 164

(4)

بابٌ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: ‌

«بابُ الْحِيلَةِ في النِّكاحِ» .

كتبت بالحمرة.

ص: 164

6960 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَنِي نَافِعٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الشِّغَارِ. قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قالَ: يَنْكِحُ

⦗ص: 165⦘

ابْنَةَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحُهُ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ، وَيَنْكِحُ أُخْتَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحُهُ أُخْتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ حَتَّى تَزَوَّجَ عَلَى الشِّغَارِ فَهوَ جَائزٌ، وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.

وَقالَ فِي الْمُتْعَةِ: النِّكَاحُ فَاسِدٌ، وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.

وَقالَ بَعْضُهُم: الْمُتْعَةُ وَالشِّغَارُ جَائزٌ، وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.

ص: 164

6961 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا:

أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِمُتْعَةِ النِّسَاءِ بَأسًا. فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ حَتَّى تَمَتَّعَ فَالنِّكَاحُ فَاسِدٌ.

وَقالَ بَعْضُهُم: النِّكَاحُ جَائِزٌ وَالشَّرْطُ بَاطِلٌ.

ص: 165

(5)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الاِحْتِيَالِ فِي الْبُيُوعِ،

وَلَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَأِ

ص: 165

6962 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنا

(1)

مَالِكٌ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلإِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 165

(6)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَاجُشِ

ص: 165

6963 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ:

⦗ص: 166⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ النَّجْشِ.

ص: 165

(7)

‌ بابُ مَا يُنْهَى مِنَ الْخِدَاعِ

(1)

فِي الْبُيُوعِ

(2)

وَقالَ أَيُّوبُ: يُخَادِعُونَ اللَّهَ كَمَا

(3)

يُخَادِعُونَ آدَمِيًّا، لَوْ أَتَوُا الأَمْرَ عَيَانًا

(4)

كَانَ أَهْوَنَ عَلَيَّ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عن الخِدَاعِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «في البَيْعِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «كَأَنَّمَا» . كتبت بالحمرة.

(4)

بكسر العين في (ب، ص).

ص: 166

6964 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنا

(1)

مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلًا ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يُخْدَعُ فِي الْبُيُوعِ، فَقالَ:«إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

ص: 166

(8)

‌ بابُ مَا يُنْهَى مِنَ الاِحْتِيَالِ لِلْوَلِيِّ فِي الْيَتِيمَةِ الْمَرْغُوبَةِ،

وَأَنْ لَا يُكَمِّلَ

(1)

صَدَاقَهَا

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَهَا» . كتبت بالحمرة.

ص: 166

6965 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: حدَّثَنا

(1)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: كَانَ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ:

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء

(2)

} [النساء: 3]. قالَتْ: هِيَ الْيَتِيمَةُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا، فَيَرْغَبُ فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا، فَيُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ نِسَائِهَا، فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِي إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، ثُمَّ اسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 167⦘

بَعْدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

(3)

فِي النِّسَاء} [النساء: 127]، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

قوله: «{مِنَ النِّسَاء}» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «{يَسْتَفْتُونَكَ}» .

ص: 166

(9)

‌ بابٌ: إِذَا غَصَبَ جَارِيَةً فَزَعَمَ أَنَّهَا مَاتَتْ،

فَقُضِيَ

(1)

بِقِيمَةِ الْجَارِيَةِ الْمَيِّتَةِ، ثُمَّ وَجَدَهَا صَاحِبُهَا، فَهيَ لَهُ، وَيَرُدُّ الْقِيمَةَ وَلَا تَكُونُ الْقِيمَةُ ثَمَنًا

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: الْجَارِيَةُ لِلْغَاصِبِ؛ لأَخْذِهِ الْقِيمَةَ. وَفِي هَذَا احْتِيَالٌ لِمَنِ اشْتَهَى جَارِيَةَ رَجُلٍ لَا يَبِيعُهَا، فَغَصَبَهَا، وَاعْتَلَّ بِأَنَّهَا مَاتَتْ، حَتَّى يَأخُذَ رَبُّهَا قِيمَتَهَا، فَيَطِيبُ لِلْغَاصِبِ جَارِيَةُ

(2)

غَيْرِهِ. قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمْوَالُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ» .

«وَلِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» :

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَيُطَيَّبُ لِلْغَاصِبِ جَارِيَةَ» .

ص: 167

6966 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ» .

ص: 167

(10)

بابٌ

ص: 167

6967 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أُمِّ سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ

(2)

، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَأَقْضِيَ

(3)

لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا

(4)

أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ

(5)

⦗ص: 168⦘

أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأخُذْ

(6)

؛ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «إِلَيَّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأقْضِيَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَلَى نَحْوٍ مِمَّا» .

(5)

لفظة: «حق» ليست في رواية أبي ذر.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَلَا يَأخُذْهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 167

(11)

‌ بابٌ: فِي النِّكَاحِ

ص: 168

6968 -

حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هِشَامٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأذَنَ، وَلَا الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأمَرَ» . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قالَ:«إِذَا سَكَتَتْ» .

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ

(1)

لَمْ تُسْتَأذَنِ الْبِكْرُ وَلَمْ تَزَوَّجْ، فَاحْتَالَ رَجُلٌ، فَأَقَامَ شَاهِدَيْ زُورٍ

(2)

: أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا بِرِضَاهَا، فَأَثْبَتَ الْقَاضِي نِكَاحَهَا

(3)

، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ بَاطِلَةٌ، فَلَا بَأسَ أَنْ يَطَأَهَا، وَهوَ تَزْوِيجٌ صَحِيحٌ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إِذَا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «شَاهِدَيْنِ زُورًا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «نِكَاحَهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 168

6969 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ:

أَنَّ امْرَأَةً مِنْ وَلَدِ جَعْفَرٍ تَخَوَّفَتْ أَنْ يُزَوِّجَهَا وَلِيُّهَا وَهيَ كَارِهَةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى شَيْخَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ جَارِيَةَ، قالَا: فَلَا تَخْشَيْنَ؛ فَإِنَّ خَنْسَاءَ بِنْتَ خِذَامٍ أَنْكَحَهَا أَبُوهَا وَهيَ كَارِهَةٌ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ

(2)

. قالَ سُفْيَانُ: وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ خَنْسَاءَ.

(1)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 168

6970 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ

⦗ص: 169⦘

حَتَّى تُسْتَأذَنَ». قَالُوا: كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قالَ: «أَنْ تَسْكُتَ» .

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ احْتَالَ إِنْسَانٌ بِشَاهِدَيْ زُورٍ عَلَى تَزْوِيجِ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ بِأَمْرِهَا، فَأَثْبَتَ الْقَاضِي نِكَاحَهَا إِيَّاهُ، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْهَا قَطُّ، فَإِنَّهُ يَسَعُهُ

هَذَا النِّكَاحُ، وَلَا بَأسَ بِالْمُقَامِ لَهُ مَعَهَا.

ص: 168

6971 -

حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْبِكْرُ تُسْتَأذَنُ» . قُلْتُ: إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي. قالَ: «إِذْنُهَا صُمَاتُهَا» .

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ هَوِيَ رَجُلٌ

(1)

جَارِيَةً يَتِيمَةً

(2)

أَوْ بِكْرًا، فَأَبَتْ، فَاحْتَالَ فَجَاءَ بِشَاهِدَيْ زُورٍ عَلَى أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا، فَأَدْرَكَتْ، فَرَضِيَتِ الْيَتِيمَةُ، فَقَبِلَ الْقَاضِي شَهَادَةَ

(3)

الزُّورِ، وَالزَّوْجُ يَعْلَمُ بِبُطْلَانِ

(4)

ذَلِكَ، حَلَّ لَهُ الْوَطْءُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنْسانٌ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاريةً ثَيِّبًا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِشَهادَةِ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «بُطْلانَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 169

(12)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنِ احْتِيَالِ الْمَرْأَةِ مَعَ الزَّوْجِ وَالضَّرَائِرِ،

وَمَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ

ص: 169

6972 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ الْعَسَلَ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَجَازَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ، فَدَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ

⦗ص: 170⦘

يَحْتَبِسُ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ، فَقالَ

(1)

لِي: أَهْدَتْ

(2)

امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ عَسَلٍ، فَسَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ شَرْبَةً، فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ

(3)

لَنَحْتَالَنَّ لَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَوْدَةَ، قُلْتُ

(4)

: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَقُولِي لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: لَا، فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ تُوجَدَ

(5)

مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِنَّهُ سَيَقُولُ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ، وَسَأَقُولُ ذَلِكِ، وَقُولِيهِ أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَوْدَةَ. قُلْتُ

(6)

: تَقُولُ سَوْدَةُ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أُبَادِرَهُ

(7)

بِالَّذِي قُلْتِ لِي وَإِنَّهُ لَعَلَى الْبَابِ؛ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ قالَ:«لَا» . قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ قالَ: «سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ» . قُلْتُ

(8)

: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيَّ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ فَقالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ قالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قالَ:«لَا حَاجَةَ لِي بِهِ» . قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! لَقَدْ حَرَمْنَاهُ، قالَتْ: قُلْتُ لَهَا: اسْكُتِي.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقِيلَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لها» ، وفي (ب، ص) خُرِّج لهذه الزيادة في هذا الموضع، وبعد قوله:«من قومها» . وبهامشهما: هذا المخرَّج له موضعا تخريج في اليونينية كما ترى. اهـ. زاد في (ب): وفي فرعين التخريج بعد: «أهدت» . اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «أَمَ واللهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «وقُلْتُ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بالياء والتاء معا، وصحَّح عليها.

(6)

في رواية أبي ذر: «قالَتْ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كِدْتُ أُبادِيَهُ» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية ابن عساكر عن أبي الوقت:«كِدْتُ أُنَادِيَهُ» .

(8)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «قالَتْ» .

ص: 169

(13)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الاِحْتِيَالِ فِي الْفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ

ص: 171

6973 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ بِسَرْغَ

(1)

، بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ

(2)

وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ

(3)

بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا

(4)

عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ

بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ». فَرَجَعَ عُمَرُ مِنْ سَرْغَ.

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عُمَرَ إِنَّمَا انْصَرَفَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «سَرْغَ» .

(2)

في (ب، ص): «الوبأ» ، وبهامشهما: كان على (الوبا) في اليونينية مدة ثمَّ كشطت.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُقْدِمُوا» ، وكتب فوقها «معًا» ، في رواية أبي ذر:«تُقْدِمُوا» فقط. كتبت بالحمرة.

ص: 171

6974 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: حدَّثَنا

(1)

شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثَنا

(2)

عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الْوَجَعَ فَقالَ: «رِجْزٌ -أَوْ: عَذَابٌ- عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الأُمَمِ، ثُمَّ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ، فَتذْهَبُ

(3)

الْمَرَّةَ وَتَأتِي

(4)

الأُخْرَى، فَمَنْ سَمِعَ

(5)

بِأَرْضٍ فَلَا يَقْدَمَنَّ

(6)

عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ بِأَرْضٍ وَقَعَ بِهَا فَلَا يَخْرُجْ فِرَارًا مِنْهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَني» . كتبت بالحمرة.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَيذْهَبُ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَيَأتِي» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِهِ» . كتبت بالحمرة.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُقْدِمَنَّ» .

ص: 171

(14)

‌ بابٌ: فِي الْهِبَةِ

(1)

وَالشُّفْعَةِ

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنْ وَهَبَ هِبَةً أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ أَكْثَرَ، حَتَّى مَكثَ عِنْدَهُ سِنِينَ، وَاحْتَالَ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعَ الْوَاهِبُ فِيهَا فَلَا زَكَاةَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا. فَخَالَفَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فِي الْهِبَةِ، وَأَسْقَطَ الزَّكَاةَ.

(1)

قوله: «في الهبة» صحَّح على كلا اللفظين في اليونينيَّة.

ص: 171

6975 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

⦗ص: 172⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ» .

ص: 171

6976 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: إِنَّمَا جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: الشُّفْعَةُ لِلْجِوَارِ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى مَا شَدَّدَهُ

(1)

فَأَبْطَلَهُ، وَقالَ: إِنِ اشْتَرَى دَارًا، فَخَافَ أَنْ يَأخُذَ الْجَارُ بِالشُّفْعَةِ، فَاشْتَرَى سَهْمًا مِنْ مِئَةِ سَهْمٍ، ثُمَّ اشْتَرَى الْبَاقِيَ، وَكَانَ

(2)

لِلْجَارِ الشُّفْعَةُ فِي السَّهْمِ الأَوَّلِ، وَلَا شُفْعَةَ لَهُ فِي بَاقِي الدَّارِ، وَلَهُ أَنْ يَحْتَالَ فِي ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَدَّدَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «كان» بدون الواو.

ص: 172

6977 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، قالَ:

جَاءَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ إِلَى سَعْدٍ، فَقالَ أَبُو رَافِعٍ لِلْمِسْوَرِ: أَلَا تَأمُرُ هَذَا أَنْ يَشْتَرِيَ مِنِّي بَيْتِي الَّذِي

(1)

فِي دَارِي

(2)

؟ فَقالَ: لَا أَزِيدُهُ عَلَى أَرْبَعِ مِئَةٍ -إِمَّا: مُقَطَّعَةٍ وَإِمَّا: مُنَجَّمَةٍ- قالَ: أُعْطِيتُ خَمْسَ مِئَةٍ نَقْدًا فَمَنَعْتُهُ، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ

(3)

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ» مَا بِعْتُكَهُ

(4)

، أَوْ قالَ: مَا أَعْطَيْتُكَهُ. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا

⦗ص: 173⦘

لَمْ يَقُلْ هَكَذَا، قالَ: لَكِنَّهُ قالَ

(5)

لِي هَكَذَا.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ

(6)

الشُّفْعَةَ فَلَهُ أَنْ يَحْتَالَ حَتَّى يُبْطِلَ الشُّفْعَةَ، فَيَهَبُ

(7)

الْبَائِعُ لِلْمُشْتَرِي الدَّارَ وَيَحُدُّهَا، وَيَدْفَعُهَا إِلَيْهِ، وَيُعَوِّضُهُ الْمُشْتَرِي أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَلَا يَكُونُ لِلشَّفِيعِ فِيهَا شُفْعَةٌ.

6978 -

حدَّثنا

مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ:

عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ سَعْدًا سَاوَمَهُ بَيْتًا بِأَرْبَعِ مِئَةِ مِثْقَالٍ، فَقالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ» لَمَا

(8)

أَعْطَيْتُكَ

(9)

.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ اشْتَرَى نَصِيبَ دَارٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُبْطِلَ الشُّفْعَةَ، وَهَبَ لاِبْنِهِ الصَّغِيرِ، وَلَا يَكُونُ عَلَيْهِ يَمِينٌ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَيْتَيَّ اللَّذَيْنِ» .

(2)

ضبَّب عليها في (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر:«في دارِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «ما بِعْتُكَ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «قالَهُ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنْ يَقْطَعَ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بالضم والفتح، وفي (و، ص) بالضمِّ فقط.

(8)

في رواية أبي ذر: «بِسَقَبِهِ ما» .

(9)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَعْطَيْتُكَهُ» .

ص: 172

(15)

‌ بابُ احْتِيَالِ الْعَامِلِ لِيُهْدَى لَهُ

ص: 173

6979 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ اللُّتَبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَهَلَّا

(1)

جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، حَتَّى تَأتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا». ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأتِيَهُ هَدِيَّتُهُ؟! وَاللَّهِ لَا يَأخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ

(2)

شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلأَعْرِفَنَّ

⦗ص: 174⦘

أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ

(3)

بَيَاضُ إِبْطِهِ

(4)

، يَقُولُ:«اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ» . بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي

(5)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فَهَلْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «حتى رِيْءَ» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إِبْطَيْهِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بَصُرَ عيني وسَمِعَ أُذُنِي» (ن، و). وبهامش اليونينية: قال الإمام القاضي عياض: وفي كتاب الحيل: «بَصْرَ عيني وسَمْعَ أُذني» بسكون الصاد والميم وفتح الراء والعين، كذا ضبطه أكثرهم، قال سيبويه: العرب تقول: «سَمْعُ أذني زيدًا ورأيُ عيني» تقول ذلك بضمِّ آخرهما، وأما الذي في كتاب الحيل فوجهه النصب على المصدر، لأنَّه لم يذكر المفعول بعده. هذا آخر كلامه. قال اليونيني: والذي رأيته في نسخة أبي ذر فبضم الصاد وفتح الراء وكسر الميم وفتح العين. اهـ. وبهامش (ن، و): آخر الجزء الخامس والثلاثين.

ص: 173

6980 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ:

عَنْ أَبِي رَافِعٍ قالَ: قالَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ

(2)

».

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِ اشْتَرَى دَارًا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَلَا بَأسَ أَنْ يَحْتَالَ حَتَّى يَشْتَرِيَ الدَّارَ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَيَنْقُدُهُ تِسْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَتِسْعَ مِئَةِ دِرْهَمٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَيَنْقُدُهُ دِينَارًا بِمَا بَقِيَ مِنَ الْعِشْرِينَ الأَلْفَ

(3)

، فَإِنْ طَلَبَ الشَّفِيعُ أَخْذَهَا بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَإِلَّا فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَى الدَّارِ. فَإِنِ اسْتُحِقَّتِ الدَّارُ رَجَعَ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِمَا دَفَعَ إِلَيْهِ، وَهوَ تِسْعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَتِسْعُ مِئَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ دِرْهَمًا وَدِينَارٌ؛ لأَنَّ الْبَيْعَ حِينَ اسْتُحِقَّ انْتَقَضَ الصَّرْفُ فِي الدِّينَار

(4)

، فَإِنْ وَجَدَ بِهَذِهِ الدَّارِ عَيْبًا، وَلَمْ تُسْتَحَقَّ، فَإِنَّهُ يَرُدُّهَا عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ

(5)

.

⦗ص: 175⦘

قالَ: فَأَجَازَ هَذَا الْخِدَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقالَ

(6)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَيْعُ المُسْلِمِ

(7)

لَا دَاءَ وَلَا خِبْثَةَ وَلَا غَائِلَةَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِسَقَبِهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «الْعِشْرِينَ ألْفَ» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في الدَّارِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «بِعِشْرِينَ أَلْفًا» .

(6)

الواو ليست في رواية أبي ذر، وبهامش (ب، ص) زيادة لفظة «قال» بدون رقْم عليها.

(7)

قوله: «بَيْعُ المُسْلِمِ» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا.

ص: 174

6981 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ:

أَنَّ أَبَا رَافِعٍ سَاوَمَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ بَيْتًا بِأَرْبَعِ مِئَةِ

مِثْقَالٍ، وَقالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ

(1)

» مَا أَعْطَيْتُكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بَسَقَبِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 175

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

بابُ التَّعْبِيرِ

(1)

وأَوَّلُ مَا بُدِئَ

(2)

بِهِ

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ

(1)

في رواية أبي ذر: «كتاب التعبير» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بابُ أوَّلِ ما بُدِئ» .

ص: 176

6982 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ -وَحدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنا

(1)

مَعْمَرٌ: قالَ الزُّهْرِيُّ-: فَأخبَرَنِي عُرْوَةُ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ

(2)

مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وَهوَ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ

(3)

لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَقُلْتُ

(4)

: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ

(5)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ

(6)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَغَطَّنِي

(7)

الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ

(8)

، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقالَ:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حَتَّى بَلَغَ: {مَا لَمْ يَعْلَمْ

(9)

} [العلق: 1 - 5]». فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقالَ:«زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» . فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقالَ:«يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي؟» وَأَخْبَرَهَا

(10)

الْخَبَرَ، وَقالَ: «قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي

(11)

». فَقالَتْ

⦗ص: 177⦘

لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ

(12)

اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَهوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو

(13)

أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ. فَقالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ. فَقالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَا رَأَى، فَقالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أَكُونُ

(14)

حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟» فَقالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ

(15)

، لَمْ يَأتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا

(16)

جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّي، وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

-فِيمَا بَلَغَنَا- حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا. فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى

(17)

لَهُ جِبْرِيلُ فَقالَ لَهُ

(18)

مِثْلَ ذَلِكَ.

قالَ

(19)

ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} [الأنعام: 96]: ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «جاءَتْهُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتُزَوِّدُ» . كتبت بالحمرة.

(4)

لفظة: «فقلتُ» ليست في رواية أبي ذر. لا بالحمرة

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدَ» .

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدَ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأَخَذَنِي فَغَطَّنِي» . كتبت بالحمرة.

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْجَهْدَ» .

(9)

في رواية أبي ذر: «{عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأَخْبَرَ» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ» .

(12)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يُحْزِنُكَ» . كتبت بالحمرة.

(13)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: صوابه: «أَخِي» . اهـ. وهو رواية الأصيلي.

(14)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(15)

لفظة: «نعم» ليست في (ن).

(16)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِمِثْلِ ما» . كتبت بالحمرة.

(17)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «بَدَا» . كتبت بالحمرة.

(18)

لفظة: «له» ليست في (ن)، وهي مستدركة في الهامش بخط متأخر.

(19)

في رواية أبي ذر: «وقالَ» ، وقول ابن عباس هذا ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 176

(2)

‌ بابُ رُؤْيَا الصَّالِحِينَ

(1)

، وَقَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ

(3)

مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27]

(1)

في نسخة: «رؤيا الصَالِحَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقَوْلِ اللهِ تَعَالَى» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «وقَوْلِ تَعَالَى» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية من غير ذكر الجلالة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {فَتْحًا قَرِيبًا}» بدل إتمام الآية. كتبت بالحمرة، إلا لفظة:{قَرِيبًا} بالسواد.

ص: 178

6983 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .

ص: 178

(3)

الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: ‌

«بَابٌ: الرُؤْيَا مِنَ اللهِ» .

ص: 178

6984 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا يَحْيَى -هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ

(1)

- قالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الرُّؤْيَا

(2)

مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثني يَحْيَى وَهُو ابنُ سَعِيدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «الصَادِقَةُ» ، كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«الصَّالِحَةُ» .

ص: 178

6985 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، حدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ

(1)

بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ

⦗ص: 179⦘

مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ

(2)

مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولْيَتَحَدَّثْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 178

(4)

‌ بابُ

(1)

الرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ

(1)

في (و، ب، ص): «بابٌ» بالتنوين، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 179

6986 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ -وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، لَقِيتُهُ بِالْيَمَامَةِ- عَنْ أَبِيهِ: حدَّثنا أَبُو سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْهُ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ» .

وَعَنْ أَبِيهِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

ص: 179

6987 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .

ص: 179

6988 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

قالَ: «رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .

رَوَاهُ

(1)

ثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَشُعَيْبٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «ورواه» ، وقوله: «ورواه ثابت

» مقدَّم على حديث يحيى بن قَزَعة عنده.

ص: 179

6989 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

⦗ص: 180⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 179

(5)

‌ بابُ الْمُبَشِّرَاتِ

ص: 180

6990 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ» . قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ» .

ص: 180

(6)

‌ بابُ رُؤْيَا يُوسُفَ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ

(1)

. قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأوِيلُ

(2)

الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [يوسف: 4 - 6]،

وَقَوْله تَعَالَى: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأوِيلُ، رُؤْيَايَ

(3)

مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا

(4)

وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأوِيلِ

(5)

الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 100 - 101]

فَاطِرٌ وَالْبَدِيعُ وَالْمُبْتَدِعُ

(6)

وَالْبَارِئ

(7)

وَالْخَالِقُ وَاحِدٌ. مِنَ الْبَدْوِ بَادِيَة

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قَوله: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ}» بدل إتمام الآيات.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}» بدل إتمام الآيتين.

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(6)

في رواية أبي ذر: «قال أبُو عَبْدِ اللهِ: فاطرٌ وَالْبَدِيعُ والمُبْدِعُ» .

(7)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «والبادي» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بتنوين الضم والكسر، وصحح عليها، وضبط المتن في (ب، ص): «من البدءِ بادئةٍ» ، وضبط رواية أبي ذر:«من البَدْوِ باديةٍ» .

ص: 180

(7)

رُؤْيَا

(1)

إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ

(2)

قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي

⦗ص: 181⦘

الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ

(3)

سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا

(4)

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 102 - 105].

قالَ مُجَاهِدٌ: {أَسْلَمَا} : سَلَّمَا مَا أُمِرَا بِهِ، {وَتَلَّهُ}: وَضَعَ وَجْهَهُ بِالأَرْضِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «باب رؤيا» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}» بدل إتمام الآيات.

(3)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(4)

في اليونينية بالإبدال: «الرويا» على قراءة السوسي.

ص: 180

(8)

‌ بابُ التَّوَاطُؤِ

(1)

عَلَى الرُّؤْيَا

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 181

6991 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه

(1)

: أَنَّ أُنَاسًا

(2)

أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّ أُنَاسًا

أُرُوا أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» .

(1)

بهامش (ب، ص): كذا ضمير «عنه» بالإفراد في اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ناسًا» .

ص: 181

(9)

‌ بابُ رُؤْيَا أَهْلِ السُّجُونِ وَالْفَسَادِ وَالشِّرْكِ،

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ

(1)

قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأسِي خُبْزًا تَأكُلُ

(2)

الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا

(3)

، بِتَأوِيلِهِ

(4)

إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. قَالَ لَا يَأتِيكُمَا

(5)

طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّاتُكُمَا

(6)

بِتَأوِيلِهِ

(7)

قَبْلَ أَن يَأتِيَكُمَا

(8)

ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ

(9)

بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ. وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَاِئي

(10)

، إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ. يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ آرْبَابٌ

(11)

مُّتَفَرِّقُونَ} -وَقالَ الْفُضَيْلُ

(12)

⦗ص: 182⦘

لِبَعْضِ الأَتْبَاعِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، {آرْبَابٌ

(13)

مُّتَفَرِّقُونَ} - {خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ. مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأكُلُ

(14)

الطَّيْرُ مِن رَأسِهِ

(15)

قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ. وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ. وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأكُلُهُنَّ

(16)

سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا

(17)

تَعْبُرُونَ. قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأوِيلِ

(18)

الأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّيكُمْ

(19)

بِتَأوِيلِهِ

(20)

فَأَرْسِلُونِ. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأكُلُهُنَّ

(21)

سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأبًا

(22)

فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأكُلُونَ

(23)

. ثُمَّ يَأتِي

(24)

مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأكُلْنَ

(25)

مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ. ثُمَّ يَأتِي

(26)

مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ. وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف: 36 - 50].

{وَادَّكَرَ} : افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرَ

(27)

، أُمَّةٌ: قَرْنٌ

(28)

، وَتُقْرَأُ: {أَمَهٍ

(29)

: نِسْيَانٍ.

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {يَعْصِرُونَ} الأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ. {تُحْصِنُونَ} : تَحْرُسُونَ.

(30)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلَى قَوْلِهِ: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ}» بدل إتمام الآيات.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(3)

في اليونينية: «نَبِّيْنَا» على قراءة أبي جعفر.

(4)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(5)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(6)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السوسي وأبي جعفر.

(7)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(8)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(9)

في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي وأبي جعفر.

(10)

ضبطت في (و، ب، ص): «{آبَاِئيَ}» على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر.

(11)

بالإبدال على قراءة ورش.

(12)

في رواية أبي ذر زيادة: «عِندَ قَوْلِهِ: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أأرْبابٌ}» ، و «أأرباب» بتحقيق الهمزتين على قراءة عاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان.

(13)

بالإبدال على قراءة ورش.

(14)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(15)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(16)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(17)

في اليونينية: «رُوياي

للرُّويَا» بالإبدال على قراءة السوسي.

(18)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(19)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(20)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(21)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(22)

ضبطت في اليونينية بالإبدال في (ن، و)، على قراءة السُّوسي وأبي جعفر وحمزة وقفًا، وبالهمزة الساكنة ضبطت في (ب)، وهو موافق لما في البقاعي، وهي قراءة الجمهور، وبالهمزة الساكنة والمفتوحة معًا ضبطت في (ص)، وبفتح الهمزة قرأ حفص.

(23)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(24)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(25)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(26)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسوسي وورش.

(27)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ ذَكَرْتُ» .

(28)

في رواية أبي ذر: «{أُمَّةٍ}: قَرْنٍ» .

(29)

هي قراءة ابن عباس وزيد بن علي وقتادة والضحاك وأبي رجاء وغيرهم. انظر: معجم القراءات 4/ 272.

(30)

قوله: «{تُحْصِنُونَ}: تَحْرُسُونَ» مقدم على قوله: «{وَادَّكَرَ} : افتعل

» في رواية أبي ذر.

ص: 181

6992 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ

الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ أَخْبَرَاهُ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ

⦗ص: 183⦘

أَتَانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ».

ص: 182

(10)

بابُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ

ص: 183

6993 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» .

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ

(1)

.

ص: 183

6994 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ: حدَّثنا ثَابِتٌ البُنَانِيُّ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي، وَرُؤْيَا

(1)

الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «رُؤْيَا» بدون الواو.

ص: 183

6995 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَزَايَا

(1)

بِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «لا يَتَرَاءَى» ، وضبطت روايته في (ب، ص): «يترايَ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية الياء عليها فتحة، والراء ليست منقوطة، وهو دليل على أن هذه الرواية:«يتزايَ» بالزاي، ولكن الذي في الفرع والقسطلاني أنها:«يتراءى» .

ص: 183

6996 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قالَ أَبُو سَلَمَةَ:

قالَ أَبُو قَتَادَةَ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآني

(1)

الْحَقَّ».

تَابَعَهُ يُونُسُ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ.

(1)

هكذا في (ن، و): «رآني» ، وبهامش (ن) بخط ابن المارديني: صوابه: «رأى» ، وهو المثبت في (ب، ص). قلنا: المثبت في المتن له محمل صحيح بمعنى: فقد رآني حقًّا.

ص: 184

6997 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآني

(1)

الْحَقَّ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي».

(1)

هكذا في (ن، و): «رآني» ، وفي (ب، ص): «رأى» .

ص: 184

(11)

‌ بابُ رُؤْيَا اللَّيْلِ

رَوَاهُ سَمُرَةُ.

ص: 184

6998 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ الْبَارِحَةَ إِذْ أُتِيْتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ حَتَّى وُضِعَتْ فِي يَدِي» . قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَنْتَقِلُونَهَا

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «تَنْتَثِلُونَها» ، وفي روايته عن المُستملي:«تَنْتَفِلُونَها» . قارن بما في الإرشاد. وبهامش (ب، ص): كذا في الأصل في اليونينية نقطة القاف حادثة، والذي في الهامش الفاء عديمة النقط. اهـ.

ص: 184

6999 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ:

⦗ص: 185⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ، كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ

اللِّمَمِ، قَدْ رَجَّلَهَا، تَقْطُرُ مَاءً، مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ -أَوْ: عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ- يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ إِذَا

(1)

أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ، أَعْوَرِ الْعَيْنِ

(2)

الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ. فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «وَإذَا» بدل «ثم إذا» .

(2)

في (ب، ص): «العين» بكسر النون وفتحها، وبهامشهما: كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ.

ص: 184

7000 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي أُرِيتُ

(1)

اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

وَتَابَعَهُ

(2)

سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَوْ أَبَا هُرَيْرَةَ

(3)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ شُعَيْبٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَكَانَ مَعْمَرٌ لَا يُسْنِدُهُ حَتَّى كَانَ بَعْدُ.

(1)

في رواية ابن عساكر: «رَأيْتُ» . قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية ابن عساكر: «تابعه» بدون الواو.

(3)

في رواية ابن عساكر: «وأبَا هُرَيْرَةَ» ، وقوله بعده:«عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في روايته.

ص: 185

(12)

‌ بابُ الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ

وَقالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا

(1)

اللَّيْلِ.

(1)

لفظة: «رؤيا» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويي أيضًا.

ص: 186

7001 -

7002 - حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ، وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهوَ يَضْحَكُ. قالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ» أَوْ: «مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» شَكَّ إِسْحَاقُ. قالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعَ رَأسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَاسٌ

(1)

مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ». كَمَا قالَ فِي الأُولَى، قالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قالَ: «أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِينَ» . فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ، فَهَلَكَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «أُناسٌ» .

ص: 186

(13)

‌ بابُ رُؤْيَا النِّسَاءِ

ص: 186

7003 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثَنِي اللَّيْثُ: حدَّثَنِي عُقَيْلٌ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:

أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ -امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخبَرَتْهُ: أَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ قُرْعَةً، قالَتْ:

فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي

⦗ص: 187⦘

تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ» . فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَّا هُوَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَاذَا يُفْعَلُ بِي» . فَقالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا

(2)

أَبَدًا.

7004 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا، وَقالَ:«مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ» . قالَتْ: وَأَحْزَنَنِي فَنِمْتُ

(3)

، فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «ذَلِك

(4)

عَمَلُهُ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «عَنْ عُقَيْلٍ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «أَحَدًا بَعْدَهُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بكسر الكاف وفتحها، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«ذَاكِ» .

ص: 186

(14)

‌ بابٌ: الْحُلُمُ

(1)

مِنَ الشَّيْطَانِ،

فَإِذَا

(2)

حَلَمَ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عز وجل

(1)

هكذا ضبطت اللام في (و، ب)، وأهمل ضبطها في رواية (ن، ص).

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وَإذَا» .

ص: 187

7005 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ الأَنْصَارِيَّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفُرْسَانِهِ- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمُ الْحُلُمَ

(1)

يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَلَنْ يَضُرَّهُ».

(1)

بهامش (ب، ص): كذا في هذا الموضع في اليونينية اللام مضمومة.

ص: 187

(15)

‌ بابُ اللَّبَنِ

ص: 187

7006 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ،

⦗ص: 188⦘

فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي

(1)

، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي» يَعْنِي عُمَرَ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الْعِلْمَ» .

(1)

لفظة: «من» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«في أظَافِيرِي» ، وقيَّد في (ب، ص) رواية أبي ذر بروايته عن الحمويي والمستملي.

ص: 187

(16)

‌ بابٌ: إِذَا جَرَى اللَّبَنُ فِي أَطْرَافِهِ أَوْ أَظَافِيرِهِ

(1)

(1)

في رواية ابن عساكر: «وأظافيره» .

ص: 188

7007 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِي

(1)

، فَأَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ». فَقالَ مَنْ حَوْلَهُ: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الْعِلْمَ» .

(1)

في رواية كريمة: «يَجرِي في أطْرَافِي» .

ص: 188

(17)

‌ بابُ الْقَمِيصِ

(1)

فِي الْمَنَامِ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْقُمُصِ» .

ص: 188

7008 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: حدَّثني أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ

(1)

وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ

(2)

، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ». قَالُوا: مَا أَوَّلْتَ

(3)

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الدِّينَ» .

(1)

لفظة: «عليَّ» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(2)

في رواية أبي ذر: «الثُّدِيَّ» (و، ب، ص)، وضبطت بالضبطين في (ن) دون عزوٍ.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما أوَّلْتَهُ» .

ص: 188

(18)

‌ بابُ جَرِّ الْقَمِيصِ فِي الْمَنَامِ

ص: 189

7009 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَن عُقَيْلٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ

(2)

، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجْتَرُّهُ

(3)

». قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الدِّينَ» .

(1)

في (ب، ص): «حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «الثُّدِيَّ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «يجُرُّهُ» .

ص: 189

(19)

‌ بابُ الْخُضَرِ فِي الْمَنَامِ، وَالرَّوْضَةِ الْخَضْرَاءِ

ص: 189

7010 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِي: حدَّثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ: حدَّثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قالَ:

قالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَابْنُ عُمَرَ، فَمَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ قَالُوا كَذَا وَكَذَا. فَقالَ

(1)

: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا مَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّمَا رَأَيْتُ كَأَنَّمَا عَمُودٌ وُضِعَ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فَنُصِبَ

(2)

فِيهَا، وَفِي رَأسِهَا عُرْوَةٌ، وَفِي أَسْفَلِهَا مِنْصَفٌ -وَالْمِنْصَفُ: الْوَصِيفُ- فَقِيلَ: ارْقَهْ. فَرَقِيتُ

(3)

حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَمُوتُ عَبْدُ اللَّهِ وَهوَ آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى» .

(1)

في (و، ب، ص): «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَنُصِبتُ» ، والذي في (ب، ص) أنَّ روايتهم: «قَبَضْتُ» . وهو موافق لما في الإرشاد.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَرَقِيتُهُ» .

ص: 189

(20)

‌ بابُ كَشْفِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَنَامِ

ص: 190

7011 -

حدَّثنا

(1)

عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ

(2)

، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ. فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَرَقةٍ مِنْ حَرِيرٍ» .

ص: 190

(21)

‌ بابُ ثِيَابِ

(1)

الْحَرِيرِ فِي الْمَنَامِ

(1)

لفظة: «ثياب» ليست في رواية ابن عساكر.

ص: 190

7012 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ

(1)

: أخبَرَنا

(2)

أَبُو مُعَاوِيَةَ: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: اكْشِفْ. فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ

(3)

أَنْتِ. فَقُلْتُ: إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ. ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقُلْتُ: اكْشِفْ. فَكَشَفَ، فَإِذَا هِيَ

(4)

أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ

(5)

هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «بنُ سَلَامٍ» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«هُوَ أبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بنُ الْعَلَاءِ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «أخبَرَني» .

(3)

هكذا في نسخة عن ابن عساكر، وفي روايته ورواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ:«هُوَ» .

(4)

هكذا في نسخة عن ابن عساكر (ب، ص)، وفي روايته:«هُوَ» .

(5)

في رواية ابن عساكر: «يَكُنْ» .

ص: 190

(22)

‌ بابُ الْمَفَاتِيحِ فِي الْيَدِ

ص: 190

7013 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثني عُقَيْلٌ،

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

⦗ص: 191⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي» . قالَ مُحَمَّدٌ

(1)

: وَبَلَغَنِي

(2)

أَنَّ جَوَامِعَ الْكَلِمِ: أَنَّ

(3)

اللَّهَ يَجْمَعُ الأُمُورَ الْكَثِيرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ، فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ وَالأَمْرَيْنِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «قالَ أبُو عَبْدِ اللهِ» . قال في الفتح: كذا لأبي ذر، ووقع في رواية كريمة:«قال محمد» ، فقال بعض الشراح: لا منافاة؛ لأنه اسمه، والقائل هو البخاري. والذي يظهر لي أنَّ الصَّواب ما عند كريمة؛ فإنَّ هذا الكلام ثبت عن الزهري، واسمه محمد بن مسلم، وقد ساقه البخاري هنا من طريقه فيبعدُ أنْ يأخذ كلامه فينسبه لنفسه. وكأنَّ بعضهم لمَّا رأى:«وقال محمد» ظنَّ أنَّه البخاري فأراد تعظيمه فكنَّاه فأخطأ؛ لأنَّ محمَّدًا هو الزُّهريُّ، وليست كنيته أبا عبد الله، بل هو أبو بكر. اهـ.

(2)

الواو ليست في (ن).

(3)

بهامش (ب، ص): فتح همزة «أن» من الفرع. اهـ.

ص: 190

(23)

‌ بابُ التَّعْلِيقِ بِالْعُرْوَةِ وَالْحَلْقَةِ

ص: 191

7014 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ - (ح): وَحدَّثَنِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُعَاذٌ: حدَّثنا ابْنُ عَوْنٍ- عَنْ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ، وَسطَ

(2)

الرَّوْضَةِ عَمُودٌ، فِي أَعْلَى الْعَمُودِ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ. قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي وَصِيفٌ فَرَفَعَ ثِيَابِي فَرَقِيتُ، فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا مُسْتَمْسِكٌ بِهَا، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ رَوْضَةُ الإِسْلَامِ، وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى، لَا تَزَالُ مُسْتَمْسِكًا بِالإِسْلَامِ

(3)

حَتَّى تَمُوتَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

أهمل ضبط السِّين في اليونينية، وبهامش (ب): كذا في اليونينية سين (وسط) ليست مضبوطة. اهـ. وفي رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَوَسَطَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُسْتَمْسِكًا بِهَا» .

ص: 191

(24)

‌ بابُ عَمُودِ

(1)

الْفُسْطَاطِ تَحْتَ وِسَادَتِهِ

(1)

في (و): «عمودُ» بالرفع، وبها وبالجر معًا في نسخة البقاعي.

ص: 192

(25)

‌ بابُ الإسْتَبْرَقِ

(1)

وَدُخُولِ الْجَنَّةِ فِي الْمَنَامِ

(1)

في كل الأصول: «الاستبرق» بهمزة وصل، وبهامشهما: كذا في اليونينية، جعل همزة «الاستبرق» همزة وصل. اهـ. زاد في (ب): وهي همزة قطع. اهـ.

ص: 192

7015 -

7016 - حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ فِي يَدِيْ سَرَقَةً مِنْ حَرِيرٍ، لَا أَهْوِي بِهَا إِلَى مَكَانٍ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ. فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ» أَوْ

(1)

: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» .

(1)

في (و، ب، ص): «أو قال» والمثبت موافق لما في البقاعي.

ص: 192

(26)

‌ بابُ الْقَيْدِ فِي الْمَنَامِ

ص: 192

7017 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ عَوْفًا: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ

(1)

، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ

(2)

».

قالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قالَ: وَكَانَ يُقَالُ: الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ

(3)

عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قالَ: وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ

(4)

فِي النَّوْمِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ الْقَيْدُ، وَيُقَالُ

(5)

: الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ.

⦗ص: 193⦘

وَرَوَى قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَأَبُو هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَأَدْرَجَهُ

(6)

بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ، وَحَدِيثُ عَوْفٍ أَبْيَنُ.

وَقالَ يُونُسُ: لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

فِي الْقَيْدِ.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَا تَكُونُ الأَغْلَالُ إِلَّا فِي الأَعْنَاقِ

(7)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ» .

(2)

في رواية كريمة وأبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَقُصُّهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «يَكْرَهُ الغُلَّ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «وقالَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وأدْرَجَ» .

(7)

قول أبي عبد الله ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 192

(27)

‌ بابُ الْعَيْنِ الْجَارِيَةِ فِي الْمَنَامِ

ص: 193

7018 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:

عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ -وَهيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَتْ: طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتِ

(1)

الأَنْصَارُ

(2)

سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ. قالَ:«وَمَا يُدْرِيكِ؟» قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ. قالَ: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاهُ

(3)

الْيَقِينُ، إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي -وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ- مَا يُفْعَلُ بِي

(4)

وَلَا بِكُمْ». قالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ،

(5)

قالَتْ: وَرَأَيْتُ

(6)

لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقالَ:«ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أقْرَعَت» .

(2)

في (و، ب، ص) زيادة: «على» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَا يُفعَلُ بِهِ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «وَأُرِيتُ» .

ص: 193

(28)

‌ بابُ نَزْعِ

(1)

الْمَاءِ مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى يَرْوَى النَّاسُ

رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

بهامش اليونينية: في نسخة: «نَزْحِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 193

7019 -

حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ: حدَّثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: حدَّثنا نَافِعٌ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما حدَّثَهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوْبًا -أَوْ: ذَنُوْبَيْنِ- وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، فَغَفَرَ اللَّهُ

(1)

لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ

(2)

، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «يَغْفِرُ اللهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَرِيَّهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 194

(29)

‌ بابُ نَزْعِ الذَّنُوبِ وَالذَّنُوبَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ

(1)

بِضَعْفٍ

(1)

قوله: «من البئر» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 194

7020 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مُوسَى

(1)

، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قالَ: «رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا -أَوْ: ذَنُوبَيْنِ- وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

(2)

، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ

(3)

يَفْرِي فَرْيَهُ

(4)

، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عُقْبَةَ» .

(2)

في (و، ب، ص): «قام ابن الخطاب» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِي النَّاسِ» . كتبت بالحمرة. وبهامش (ب، ص): ليس «الناس» مضبوطًا في اليونينية في جميع محالها.

(4)

في رواية أبي ذر: «مَنْ يَفْرِي فَرِيَّهُ» ، وقوله:«فَرِيَّهُ» كتب بالحمرة.

ص: 194

7021 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثَنِي اللَّيْثُ

(1)

: حدَّثَنِي عُقَيْلٌ

(2)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي سَعِيدٌ:

⦗ص: 195⦘

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، وَعَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا

مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا -أَوْ: ذَنُوبَيْنِ- وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «عنْ عُقَيْلٍ» .

ص: 194

(30)

‌ بابُ الاِسْتِرَاحَةِ فِي الْمَنَامِ

ص: 195

7022 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ أَنِّي عَلَى حَوْضٍ

(1)

أَسْقِي

النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرِيحَنِي، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ، حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ، وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَوْضِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 195

(31)

‌ بابُ الْقَصْرِ فِي الْمَنَامِ

ص: 195

7023 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثَنِي اللَّيْثُ: حدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

(1)

، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ

(2)

مُدْبِرًا» قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ قالَ: أَعَلَيْكَ

(3)

-بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ- أَغَارُ؟!

(1)

قوله: «بن الخطاب» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي زيادة: «مِنْها» . كتبت بالحمرة.

(3)

هكذا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي متن (و):«عليك» ، وذكر رواية:«أعليك» بالهامش.

ص: 195

7024 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِلَّا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ» . قالَ: وَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!

ص: 196

(32)

‌ بابُ الْوُضُوءِ فِي الْمَنَامِ

ص: 196

7025 -

حدَّثني يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» . فَبَكَى عُمَرُ، وَقالَ: عَلَيْكَ -بِأَبِي أَنْتَ

(1)

وَأُمِّي- يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُ؟!

(1)

لفظة: «أنت» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

ص: 196

(33)

‌ بابُ الطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ

ص: 196

7026 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، سَبْطُ

(1)

الشَّعَرِ، بَيْنَ رَجُلَيْنٍ، يَنْطِفُ

(2)

رَأسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ. فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا

(3)

الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ». وَابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.

(1)

في (ب، ص) بكسر الباء وسكونها معًا، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي، وأهمل ضبطها في (و).

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَنْطُفُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(3)

لفظة: «هذا» ليست في (و، ب).

ص: 196

(34)

‌ بابٌ: إِذَا أَعْطَى فَضْلَهُ غَيْرَهُ فِي النَّوْمِ

ص: 197

7027 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَجْرِي

(1)

، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلَهُ

(2)

عُمَرَ». قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الْعِلْمُ

(3)

».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

قوله: «فضله» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «العِلْمَ» .

ص: 197

(35)

‌ بابُ الأَمْنِ وَذَهَابِ الرَّوْعِ فِي الْمَنَامِ

ص: 197

7028 -

7029 - حدَّثني

(1)

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: حدَّثنا نَافِعٌ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ، وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ

(3)

، وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ كَانَ فِيكَ

(4)

خَيْرٌ

(5)

لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ لَيْلَةً

(6)

قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا. فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ

(7)

مِنْ حَدِيدٍ، يُقْبِلَا بِي

(8)

⦗ص: 198⦘

إِلَى جَهَنَّمَ، وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ: اللَّهُمَّ

(9)

أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقالَ: لَنْ تُرَاعَ

(10)

، نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ، لَوْ تُكْثِرُ

(11)

الصَّلَاةَ. فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ

(12)

كَطَيِّ الْبِئْرِ، لَهُ

(13)

قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ، بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ، رُؤُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ، عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ. فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ

(14)

». فَقالَ

(15)

نَافِعٌ: لَمْ يَزَلْ

(16)

بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبيِّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَدَثُ السِّنِّ» .

(4)

بهامش (ب، ص): فتح الكاف من الفرع. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «خَيْرًا» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ذَاتَ لَيْلَةٍ» . كتبت بالحمرة.

(7)

ضبطت في (ب، ص): «مِقْمَعَةٌ» و «مَقْمَعَةٌ» بالضبطين معًا، نقلًا عن اليونينية.

(8)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «يُقْبِلانِ بِي» . وعزاها في (ب، ص) إلى نسخة من رواية ابن عساكر بدل الأصيلي.

(9)

في رواية الأصيلي زيادة: «إنِّي» .

(10)

في رواية الأصيلي وأبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَمْ تُرَعْ» .

(11)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ» .

(12)

في رواية أبي ذر: «حَتَّى وَقَفُوا بِي وجَهَنَّمُ مَطْوِيَّةٌ» . كتبت بالحمرة.

(13)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَها» .

(14)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لَوْ كان يُصَلِّي مِنَ الَّليْلِ» . كتبت «لو» بالحمرة.

(15)

في رواية ابن عساكر: «قال» .

(16)

في رواية أبي ذر: «فَلَمْ يَزَلْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 197

(36)

‌ بابُ الأَخْذِ عَلَى الْيَمِينِ فِي النَّوْمِ

ص: 198

7030 -

7031 - حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ

(2)

صلى الله عليه وسلم، وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ،

⦗ص: 199⦘

وَكَانَ

(3)

مَنْ رَأَى مَنَامًا

قَصَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي مَنَامًا يُعَبِّرُهُ

(4)

لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ

(5)

؛ إِنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ. فَانْطَلَقَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذَا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ. فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ» . قالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ

(6)

عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنَ اللَّيْلِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «رسولِ اللهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فكانَ» .

(4)

في (و): «يَعْبُرُهُ» وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وبهامش اليونينية: عَبَر الرؤيا يَعْبُر عَبرًا وعَبارة [في (ب، ص): وعبارة-بفتع العين وكسرها-] وعبَّرها مخففٌّ ومشدَّد، والتخفيفُ أكثر وأعلى. اهـ. وفي (ب، ص): «ومُثَقَّل» بدل «ومُشدَّد» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر، ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«لَمْ تُرَعْ» .

(6)

في رواية أبي ذر: «فَكَانَ» .

ص: 198

(37)

‌ بابُ الْقَدَحِ فِي النَّوْمِ

ص: 199

7032 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» . قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الْعِلْمَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «لَيْثٌ» .

ص: 199

(38)

‌ بابٌ: إِذَا طَارَ الشَّيْءُ فِي الْمَنَامِ

ص: 199

7033 -

7034 - حدَّثني سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ،

⦗ص: 200⦘

عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ

(2)

بْنِ نَشِيطٍ، قالَ: قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي ذَكَرَ

(3)

. فَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ

(4)

أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ

(5)

مِنْ ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُمَا

(6)

وَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ». فَقالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الجَرْمِيُّ» .

(2)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«أبي عُبَيْدَةَ» . وصوَّب في الفتح ما في المتن.

(3)

في رواية أبي ذر: «ذُكِرَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أُرِيْتُ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «إِسْوارَانِ» .

(6)

هكذا ضُبطت في رواية أبي ذر أيضًا، وضبطها في (و، ب، ص): «فَفَظِعْتُهُما» بفتح الفاء الثانية، وهي رواية كريمة باتفاق.

ص: 199

(39)

‌ بابٌ: إِذَا رَأَى بَقَرًا تُنْحَرُ

ص: 200

7035 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ

(2)

، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ

(3)

مِنَ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي أتَانَا

(4)

اللَّهُ بِهِ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «الْهَجَرُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في (ب): «آتانا» بالمد، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ص) بالمد والهمز معًا.

ص: 200

(40)

‌ بابُ النَّفْخِ فِي الْمَنَامِ

ص: 201

7036 -

7037 - حدَّثني إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: حدَّثَنا

(1)

عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قالَ:

هَذَا مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ» . وَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُوتِيتُ خَزَائِنَ الأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ

(2)

مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا

(3)

، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ: أخبَرَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَوَضَعَ في يَدَيَّ سِوَارَيْنِ» .

(3)

لفظة: «فطارا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 201

(41)

‌ بابٌ: إِذَا رَأَى أَنَّهُ أَخْرَجَ الشَّيْءَ مِنْ كُورَةٍ، فأَسْكَنَهُ مَوْضِعًا آخَرَ

ص: 201

7038 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ كَأَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأسِ، خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ -وَهيَ الْجُحْفَةُ- فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَيْهَا» .

ص: 201

(42)

‌ بابُ الْمَرْأَةِ السَّوْدَاءِ

ص: 201

7039 -

حدَّثنا أَبو بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ

(1)

: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا مُوسَى: حدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَةِ: «رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأسِ،

⦗ص: 202⦘

خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةَ

(2)

، فَتَأَوَّلْتُهَا

(3)

أَنَّ وَبَاءَ

(4)

الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ». وَهيَ الْجُحْفَةُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ» ، وفي رواية ابن عساكر:«حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ أبِي بَكْرٍ أَبو بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «مَهْيَعَةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأوَّلْتُها» .

(4)

ضبطها في (ب، ص): «وبا» ، وبهامشهما: كذا «وبا» بغير همز هذه والتي بعدها. اهـ.

ص: 201

(43)

‌ بابُ الْمَرْأَةِ الثَّائِرَةِ الرَّأسِ

ص: 202

7040 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حدَّثَنِي

(2)

سُلَيْمَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأسِ، خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى مَهْيَعَةَ» . وَهيَ الْجُحْفَةُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ -وَهيَ الجُحْفَةُ- فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إلَيْهَا» .

ص: 202

(44)

‌ بابٌ: إِذَا هَزَّ سَيْفًا فِي الْمَنَامِ

ص: 202

7041 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «رَأَيْتُ فِي رُؤْيَا

(1)

أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ، وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «في رُؤْيَايَ» .

ص: 202

(45)

‌ بابُ مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ

ص: 202

7042 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ

(1)

لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ

⦗ص: 203⦘

شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ -أَوْ: يَفِرُّونَ مِنْهُ- صُبَّ فِي أُذُنِهِ

(2)

الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبِ، وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ

فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». قالَ سُفْيَانُ: وَصَلَهُ لَنَا أَيُّوبُ.

وَقالَ قُتَيْبَةُ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ: مَنْ كَذَبَ فِي رُوْيَاهُ.

وَقالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ

(3)

الرُّمَّانِيِّ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ: مَنْ صَوَّر

(4)

وَمَنْ تَحَلَّمَ

وَمَنِ اسْتَمَعَ ....

حَدَّثَنِا إِسْحَاقُ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: مَنِ اسْتَمَعَ

وَمَنْ تَحَلَّمَ

وَمَنْ صَوَّرَ

نَحْوَهُ.

تَابَعَهُ هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «بِحُلْمٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «أُذُنَيْهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ أَبِي هِشَامٍ» ، قال في الفتح:«وهو غلط» . وبهامش اليونينية: «الرُّمَّانِيّ» بالراء المهملة، هو أبو هاشم الرُّماني واسمه يحيى بن دينار، كان ينزل قصر الرُّمَّان بواسط، قاله الحافظ أبو عليٍّ الغسانيُّ. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «صُورَةً» .

ص: 202

7043 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مِنْ

(1)

أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ

(2)

مَا لَمْ تَرَ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «إنَّ مِنْ» .

(2)

في (ن): «عينه» بالإفراد.

(3)

في رواية ابن عساكر: «مَا لَمْ تَرَه» .

ص: 203

(46)

‌ بابٌ: إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، فَلَا يُخْبِرْ بِهَا وَلَا يَذْكُرْهَا

ص: 204

7044 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ:

لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا

(1)

فَتُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى

(2)

الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ

(3)

ثَلَاثًا، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «يَعْنِي الرُّؤْيَا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أرَى» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَلْيَتْفُلْ» .

ص: 204

7045 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ

(1)

، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا

(2)

ولْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُسَامَةَ بنِ الهَادِ اللَّيْثِيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَلَيْهِ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لا تَضُرُّهُ» .

ص: 204

(47)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ

ص: 204

7046 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ

⦗ص: 205⦘

فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ

(1)

السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ

(2)

رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ

(3)

رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ

(4)

رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ، ثُمَّ وُصِلَ. فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا

(5)

. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«اعْبُرْ

(6)

». قالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلَامُ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطِفُ

(7)

مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرَانُ، حَلَاوَتُهُ تَنْطِفُ

(8)

، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرَانِ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأخذُ

(9)

رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأخُذُهُ

(10)

رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَاتُ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَاتَ بَعْضًا» . قالَ: فَوَاللَّهِ

(11)

لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَاتُ. قالَ: «لَا تُقْسِمْ

(12)

».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَنْطُفُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «ثُمَّ أخَذَهُ» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «ثُمَّ أخَذَهُ» .

(4)

في رواية ابن عساكر: «ثُمَّ أخَذَهُ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية أبي ذر: «اعْبُرْهَا» . كتبت بالحمرة.

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَنْطُفُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تَنْطُفُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(9)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِ» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَأخُذُ بِهِ» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «يا رَسُولَ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(12)

في (ب، ص): «لا تُقْسِمُ» . وبهامشهما: كذا في اليونينية مرفوع، وفي الفرع مجزوم، وفي باب الإيمان: الضمة في اليونينية مصلحة جزمة. اهـ.

ص: 204

(48)

‌ بابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ

ص: 205

7047 -

حدَّثني

(1)

مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ

(2)

: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا عَوْفٌ: حدَّثنا أَبُو رَجَاءٍ:

⦗ص: 206⦘

حدَّثَنا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ

(3)

قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ

(4)

أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا؟» قالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي

(5)

، وَإِنَّهُمَا قالَا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي

(6)

بِالصَّخْرَةِ لِرَأسِهِ فَيَثْلَغُ رَأسَهُ، فَيَتَهَدْهَدُ

(7)

الْحَجَرُ هَاهُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأخُذُهُ، فَلَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى

(8)

، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قالَ: قالَا لِي: انْطَلِقْ

(9)

. قالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ -قالَ: وَرُبَّمَا قالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَيَشُقُّ- قالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى، قالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قالَ: قالَا لِي: انْطَلِقْ

(10)

. فَانْطَلَقنا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ -قالَ: فَأَحْسِبُ

(11)

أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ- فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا

(12)

، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا

(13)

: مَا هَؤُلَاءِ؟ قالَ: قالَا لِي: انْطَلِقِ

(14)

انْطَلِقْ. قالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ -حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ

يَقُولُ: أَحْمَرَ مِثْل

(15)

الدَّمِ- وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ

(16)

إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قالَ: قالَا لِي:

⦗ص: 207⦘

انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ، كَأَكْرَه

(17)

مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ

(18)

يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قالَ: قالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ

(19)

الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا

(20)

؟ مَا هَؤُلَاءِ؟ قالَ: قالَا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ. قالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ، لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلَا أَحْسَنَ

(21)

. قالَ: قالَا لِي: ارْقَ فِيهَا. قالَ: فَارْتَقَيْنَا فِيهَا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَن

(22)

مَا أَنْتَ رَاءٍ

(23)

، وَشَطْرٌ كَأَقْبَح

(24)

مَا أَنْتَ رَاءٍ

(25)

، قالَ: قالَا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ. قالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، قالَ: قالَا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قالَ: فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا

(26)

، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ، قالَ: قالَا لي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قالَا: أَمَّا الآنَ فَلَا، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ. قالَ: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ

(27)

⦗ص: 208⦘

رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ قالَ: قالَا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأخُذُ الْقُرَانَ فَيَرْفُضُهُ

(28)

وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ

(29)

، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ

(30)

يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ

الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ». قالَ: فَقالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلَادُ

(31)

الْمُشْرِكِينَ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا

(32)

وَشَطَرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا

(33)

، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أبو هاشم» . كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية: عند أبي ذر في الأصل: «أبو هاشم» ، قال: وصوابه: «أبو هشام» كما هنا في الأصل. اهـ.

(3)

كتب في (ن، ب، ص) بين الأسطر بالحمرة: «رضي الله عنه» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَعْنِي مِمَّا يُكْثِرُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «انْبَعَثَا بِي» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «يُهْوِي» . كتبت بالحمرة.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي:«فَيَتَدَهْدَهُ» كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية ابن عساكر -على رمز ابن عساكر ضبة-:«فَيَتَدَهْدَأُ» ، وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَيَتَدَادَأُ» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر: «مَرَّةَ الأُولَى» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر: «انْطَلِقْ انطلِقْ» . كتبت بالحمرة.

(10)

في رواية أبي ذر وحاشية رواية ابن عساكر: «انطلِقْ انطلِقْ» .

(11)

في رواية ابن عساكر: «وَأحْسِبُ» .

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش اليونينية: بلا همز قاله الجوهري. اهـ. وفي (ب، ص) أنَّها رواية أبي ذر أيضًا.

(13)

في رواية أبي ذر: «لَهُمْ» . كتبت بالحمرة.

(14)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(15)

ضُبطت في اليونينية بكسر الآخر وفتحه.

(16)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كَمَا رَجَعَ» . كتبت بالحمرة.

(17)

ضُبطت في اليونينية بكسر الآخر وفتحه.

(18)

في رواية أبي ذر وابن عساكر زيادة: «لَهُ» . كتبت بالحمرة.

(19)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَوْنِ» .

(20)

قوله: «ما هذا؟» ليس في رواية أبي ذر.

(21)

في رواية ابن عساكر: «أَحْسَنَ مِنْهَا وَلَا أَعْظَمَ» .

(22)

ضُبطت في اليونينية بكسر النون وفتحها، وصحَّح عليها.

(23)

في رواية أبي ذر: «رَائِي» . كتبت بالحمرة.

(24)

ضُبطت في اليونينية بكسر الحاء وفتحها، وصحَّح عليها.

(25)

في رواية أبي ذر: «رَائِي» . كتبت بالحمرة.

(26)

في (و، بقا): «صُعَدًا» .

(27)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر.

(28)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَيَرْفِضُهُ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(29)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الحِجَارَةَ» .

(30)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «عِنْدَهُ النَّارُ» . كتبت بالحمرة.

(31)

في رواية ابن عساكر: «أولاد» بدون الواو.

(32)

في رواية أبي ذر: «شَطْرًا مِنْهُمْ حَسَنٌ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنٌ» .

(33)

في رواية أبي ذر: «وشَطْرًا مِنْهُمْ قَبِيحٌ» ، وفي رواية ابن عساكر:«وشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحٌ» . وبهامش اليونينية: في نسخة أبي ذر قال: الصواب شطرٌ

وشطرٌ. اهـ.

ص: 205

‌كتابُ الْفِتَنِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

(1)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وفي رواية ابن عساكر:«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كتاب الفتن» .

ص: 209

(1)

مَا جَاءَ

(1)

فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] وَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرُ مِنَ الْفِتَنِ

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ ما جَاءَ» .

ص: 209

7048 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قالَ:

قالَتْ أَسْمَاءُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيَقُولُ

(1)

: لَا تَدْرِي، مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى». قالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فَيُقالَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 209

7049 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، لَيُرْفَعَنَّ

(1)

إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ، حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لأُنَاوِلَهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي، يَقُولُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «فَلَيُرْفَعَنَّ» .

ص: 209

7050 -

7051 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قالَ:

⦗ص: 210⦘

سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ

(1)

وَرَدَهُ شَرِبَ

(2)

مِنْهُ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ

(3)

أَبَدًا، لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي

(4)

، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ».

قالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا، فَقالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قالَ: «إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا

(5)

بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي».

(6)

(1)

في رواية أبي ذر: «فَمَنْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَشْرَبُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

لفظة: «بعده» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(4)

في رواية أبي ذر: «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي» . ولفظة: «وَيَعْرِفُونَنِي» كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَا أحْدَثُوا» .

(6)

بهامش (ن) بخط النويريِّ رحمه الله: بلغت مقابلة بالأصل المسموع فصحَّ صحَّته والحمد لله. اهـ.

ص: 209

(2)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا»

وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ» .

ص: 210

7052 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ

(1)

: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قالَ: قالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا

(2)

تُنْكِرُونَهَا».

قَالُوا: فَمَا تَأمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «القَطَّانُ» .

(2)

في رواية ابن عساكر: «أمورًا» بدون الواو، وضبط في (ب، ص): «أَثَرَةً» ، «أُثْرَةً» بالضبطين معًا.

ص: 210

7053 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ

(1)

، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ:

⦗ص: 211⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» .

(1)

في رواية ابن عساكر: «حدّثنا عَبْدُ الوارِثِ» .

ص: 210

7054 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ: حدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلَّا

(1)

مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 211

7055 -

7056 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قالَ:

دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهوَ مَرِيضٌ، فَقُلْنَا

(1)

: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ، سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ

(2)

. فَقالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأُثْرَةٍ

(3)

عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.

(1)

في (و، ب، ص): «قلنا» .

(2)

هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي أيضًا، وضبطها في (ب، ص): بفتح العين وإسكانها، وبهامشهما: كذا ما على العين في اليونينية. اهـ. قال في الإرشاد: بفتح العين، ورُوي بإسكانها. اهـ.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَثَرَةٍ» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 211

7057 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي؟ قالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً

(1)

، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أَثَرَةً» ، وكتب فوقها «معًا» .

ص: 211

(3)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ» .

ص: 211

7058 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ

(1)

:

⦗ص: 212⦘

أخبَرَنِي جَدِّي، قالَ:

كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، وَمَعَنَا مَرْوَانُ، قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ

(2)

غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ». فَقالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ

(3)

لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مَلَكُوا

(4)

بِالشَّامِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا

(5)

قالَ لَنَا:

عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ، قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ.

(1)

قوله: «بن عمرو بن سعيد» ليس في رواية ابن عساكر، وزاد في متن (ب، ص) بعدها: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَيْدِي» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «بَنِي فُلَانٍ وَفُلَانٍ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «مُلِّكوا» .

(5)

في رواية ابن عساكر: «غِلْمَانٌ أَحْدَاثٌ» .

ص: 211

(4)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ»

ص: 212

7059 -

حدَّثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ:

عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

جَحْشٍ رضي الله عنهن أَنَّهَا قالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» . وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِئَةً، قِيلَ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

ص: 212

7060 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ

(1)

-وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ- عَنْ عُرْوَةَ:

⦗ص: 213⦘

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقالَ:«هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟» قَالُوا: لَا. قالَ: «فَإِنِّي أَرَى

(2)

الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْقَطْرِ

(3)

».

(1)

في حاشية رواية ابن عساكر زيادة: «عَنْ عُرْوَةَ» ، وفي (و، ب، ص) أنَّ رواية ابن عساكر: «عَنْ عُرْوَةَ ح» .

(2)

في (و، ب، ص): «لأرى» .

(3)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي: «المَطَرِ» .

ص: 212

(5)

‌ بابُ ظُهُورِ الْفِتَنِ

ص: 213

7061 -

حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: أخبَرَنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ

(1)

، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ

(2)

، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَ

(3)

هُوَ؟ قالَ: «الْقَتْلُ الْقَتْلُ» .

وَقالَ شُعَيْبٌ وَيُونُسُ

(4)

وَاللَّيْثُ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الزَّمَنُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(3)

في رواية أبي ذر: «أيُّمَا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «يونس وشعيب» .

ص: 213

7062 -

7063 - حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى

(1)

، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قالَ:

كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقالَا: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ» . وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ.

(1)

بهامش اليونينية: في نسخة أبي ذر: «حدثنا مسدد: [حدثنا عبيد الله بن موسى]» قال في الحاشية: سقط ذكر (مسدد) في نسخة، وإسقاطه صوابٌ، وهو في نسخة عند الأصيلي. اهـ.

ص: 213

7064 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ، قالَ:

جَلَسَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو مُوسَى فَتَحَدَّثَا: فَقالَ أَبُو مُوسَى: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا

(1)

، يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ». وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ.

7065 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قالَ:

إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى رضي الله عنهما، فَقالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، وَالْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ

(2)

: الْقَتْلُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لَأيَّامًا» .

(2)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «الحَبَشِ» ، قال القاضي عياض: هذا وهم من بعض الرواة فإنَّها عربية صحيحة. اهـ.

ص: 214

7066 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ

(1)

: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -وَأَحْسِبُهُ رَفَعَهُ- قالَ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ

يَزُولُ

(2)

الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ». قالَ أَبُو مُوسَى: وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ.

7067 -

وَقالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ

(3)

قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: تَعْلَمُ الأَيَّامَ الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيَّامَ الْهَرْجِ؟ نَحْوَهُ. قالَ

(4)

ابْنُ مَسْعُودٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بْنُ بَشَّارٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي وابن عساكر زيادة: «فيها» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها.

(4)

في رواية أبي ذر: «وقال» .

ص: 214

(6)

‌ بابٌ: لَا يَأتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ

ص: 214

7068 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قالَ:

أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا

(1)

إِلَيْهِ مَا نَلْقَى

(2)

مِنَ الْحَجَّاجِ، فَقالَ: «اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأتِي

⦗ص: 215⦘

عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ

(3)

مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ»، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَشَكَوْا» ، وضبط في (ب، ص) روايتهما: «نشكوا» ، وبهامشهما: في اليونينية النون محتملة لأن تكون فاء، فتكون الرواية:«فشكوا» وهو الذي في الفرع. اهـ.

(2)

في رواية الأصيلي: «ما يَلْقَوْا» ، وفي رواية أبي ذر وابن عساكر:«ما يَلْقَوْنَ» .

(3)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «أشَرُّ» .

ص: 214

7069 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ، أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح)

وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ

(1)

، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ هِنْدَ

(2)

بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً

(3)

فَزِعًا، يَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ

(4)

، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ

(5)

؟ -يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ- رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ بِلَالٍ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بالمنع من الصرف وهو المثبت، وبالصرف:«هندٍ» .

(3)

لفظة: «ليلة» ليست في رواية ابن عساكر.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ماذا أُنْزلَ الَّليْلةَ مِنَ الْخَزَائِنِ» ، وفي رواية ابن عساكر:«ماذا أُنزِل من الخزائن» . وبنحوه في (ب، ص).

(5)

هكذا في رواية أبي ذر ايضًا. (ص).

ص: 215

(7)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»

ص: 215

7070 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

(1)

رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» .

(1)

في رواية ابن عساكر: «عن ابْنِ عُمَرَ» .

ص: 215

7071 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا»

(1)

.

(1)

هذا الحديث ليس في رواية ابن عساكر، وبهامش اليونينية: هو في نسخةٍ عند ابن عساكر، لا في أصله، يعني حديث محمد بن العلاء. اهـ.

ص: 215

7072 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى

(1)

أَخِيهِ بِالسِّلَاح؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ

(2)

فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ

(3)

فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْزَغُ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَيَقَعَ» .

ص: 216

7073 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: قُلْتُ لِعَمْرٍو: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ:

سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ بِسِهَامٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا» ؟ قالَ: نَعَمْ.

ص: 216

7074 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ بِأَسْهُمٍ قَدْ أَبْدَى نُصُولَهَا

(1)

، فَأُمِرَ أَنْ يَأخُذَ بِنُصُولِهَا، لَا يَخْدِشُ مُسْلِمًا.

(1)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قدْ بَدَا نُصُولُها» .

ص: 216

7075 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ بُرَيْدٍ،

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا -أَوْ قالَ: فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ- أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «بِشَيْءٍ» .

ص: 216

ص: 216

7076 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنِي

(1)

أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ، قالَ:

⦗ص: 217⦘

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 216

7077 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنِي وَاقِدٌ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ مُحَمَّدٍ» .

ص: 217

7078 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ

(1)

-وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ هُوَ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَقالَ: «أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقالَ:«أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ

(2)

: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ

(3)

؟» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا

(4)

، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قُلْنَا: نَعَمْ. قالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ

(5)

يُبْلِغُهُ

(6)

مَنْ

(7)

هُوَ أَوْعَى لَهُ». فَكَانَ كَذَلِكَ، قالَ:«لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

⦗ص: 218⦘

فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ

(8)

حُرِّقَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ، حِينَ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قالَ: أَشْرِفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكْرَةَ يَرَاكَ. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ

(9)

بِقَصَبَةٍ.

(1)

قوله: «عن أبي بكرة» ليس في رواية ابن عساكر.

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقالَ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «الحَرَامِ» .

(4)

لفظة: «هذا» ليست في رواية ابن عساكر.

(5)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية لام «مبلِّغ» مكسورة. اهـ. وهو الذي صوَّبه العيني، وصوَّب ابن حجر فتح اللام الثقلية، وهو الذي في (ن):«مبلَّغ» .

(6)

ضبطت في (ب، ص) بتشديد اللَّام المكسورة.

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِمَنْ» .

(8)

ضُبطت في اليونينية بالفتح والضم.

(9)

هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«ما بَهِشْتُ» .

ص: 217

7079 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَرْتَدُّوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

ص: 218

7080 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ:

عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» . ثُمَّ قالَ: «لَا تَرْجِعُوا

(1)

بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

(1)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا تَرْجِعُنَّ» ، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية ابن عساكر بدل الأصيلي، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 218

(9)

‌ بابٌ: تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ

ص: 218

7081 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قالَ إِبْرَاهِيمُ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ

(2)

، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ

(3)

لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ

⦗ص: 219⦘

وَجَدَ فِيهَا

(4)

مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ».

(1)

في رواية ابن عساكر: «عن ابن المُسَيَّبِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «فِتْنَةٌ» .

(3)

بهامش (ب): فاء «تشرف» في اليونينية ساكنة. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْها» .

ص: 218

7082 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ» .

ص: 219

(10)

‌ بابٌ: إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا

ص: 219

7083 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قالَ:

خَرَجْتُ بِسِلَاحِي لَيَالِيَ الْفِتْنَةِ، فَاسْتَقْبَلَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أُرِيدُ نُصْرَةَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَكِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ

(1)

». قِيلَ: فَهَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟! قالَ: «إِنَّهُ أَرَادَ

(2)

قَتْلَ صَاحِبِهِ».

قالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لأَيُّوبَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ يُحَدِّثَانِي بِهِ، فَقالَا: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ

(3)

الْحَسَنُ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. حدَّثنا سُلَيْمَانُ: حدَّثنا حَمَّادٌ بِهَذَا.

وَقالَ مُؤَمَّلٌ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَهِشَامٌ، وَمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ.

⦗ص: 220⦘

وَرَوَاهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.

وَقالَ غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ

(4)

، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَلَمْ يَرْفَعْهُ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكِلَاهُمَا في النار» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «قَدْ أَرَادَ» .

(3)

لفظة: «الحديث» ليست في رواية ابن عساكر.

(4)

قوله: «بن حراش» ليس في رواية أبي ذر وابن عساكر.

ص: 219

(11)

‌ بابٌ: كَيْفَ الأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ؟

ص: 220

7084 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا ابْنُ جَابِرٍ: حدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ:

أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ

وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ:«نَعَمْ» . قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ

(1)

». قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيٍ

(2)

، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» . قُلْتُ: فَمَا تَأمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» . قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ

(3)

لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» .

(1)

لم تضبط الخاء في (ن، ب، ص) في الموضعين، ونقل ذلك في (ب، ص) عن اليونينية. اهـ. وضبطت في (و) بالفتح، وهو موافق لما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «هَدْيِي» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بالتاء والياء معا.

ص: 220

(12)

‌ بابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُكَثِّرَ

(1)

سَوَادَ الْفِتَنِ وَالظُّلْمِ

(1)

لم تضبط لفظة: «يكثر» في اليونينية، وضبطت في (ب، ص) بالتشديد تبعًا للفرع.

ص: 221

7085 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ، قالَا: حدَّثنا أَبُو الأَسْوَدِ: -وَقالَ اللَّيْثُ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ- قالَ: قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَهَانِي أَشَدَّ النَّهْيِ ثُمَّ قالَ: أخبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَأتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى

(1)

، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 221

(13)

‌ بابٌ: إِذَا بَقِيَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ

ص: 221

7086 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا

(1)

سُفْيَانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:

حدَّثنا حُذَيْفَةُ، قالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ: حدَّثنا: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ» ، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى فِيهَا

(2)

أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ! وَمَا أَظْرَفَهُ! وَمَا أَجْلَدَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ». وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ، وَلَا أُبَالِي أَيُّكُمْ

(3)

بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الإِسْلَامُ

(4)

، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ

⦗ص: 222⦘

إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا».

(1)

في رواية ابن عساكر: «حدَّثنا» . (ب، ص)

(2)

لفظة: «فيها» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر، وعزا عدم وجودها في (ن) إلى رواية أبي ذر عن المُستملي بدل ابن عساكر.

(3)

في (ب، ص): «أيَّكم» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إِسْلَامُهُ» .

ص: 221

(14)

‌ بابُ التَّعَرُّبِ

(1)

فِي الْفِتْنَةِ

(1)

بهامش (ب، ص): التَّعَرُّب: بالعين المهملة والراء الثقيلة، أي: السكنى مع الإعراب. اهـ. نقلًا عن خط الحافظ السخاوي. وفي رواية أبي ذر: «التغرب» بالغين المعجمة.

ص: 222

7087 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ

فَقالَ: يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ،

تَعَرَّبْتَ؟ قالَ: لَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِي فِي الْبَدْوِ.

وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً، وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا

(2)

حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ، فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ.

(1)

هكذا في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و)، وضبطها في نسخة البقاعي:«ولكنْ رسولُ الله» ، وأشار في الفتح إلى الوجهين.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُناكَ» . بدل: «بها» .

ص: 222

7088 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ

(1)

مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ».

(1)

ضبطت في (ب، ص) بالرفع والنصب نقلًا عن اليونينية، وضبطت:«غنم» بالرفع فيها لا غير. قال في «الفتح» : فإن كان «غنم» بالرفع فالنصب -أي لخير- وإلَّا فالرفع، ثم قال: والأشهر في الرواية: «غنمٌ» بالرفع، وجوَّز بعضُهم رفعَ «خير» مع ذلك. اهـ. ثمَّ بيَّن وجهه.

ص: 222

(15)

‌ بابُ التَّعَوُّذِ مِنَ الْفِتَنِ

ص: 223

7089 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ

(1)

فَقالَ: «لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ» . فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ رَأسُهُ

(2)

فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَقالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ فَقالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ» . ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ

(3)

الْفِتَنِ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ

(4)

الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ». قالَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ

(5)

هَذَا الْحَدِيثُ

(6)

عِنْدَ هَذِهِ الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101].

7090 -

وَقالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ:

أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا، وَقالَ: كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي. وَقالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ

(7)

الْفِتَنِ، أَوْ قالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ

(8)

الْفِتَنِ.

7091 -

وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ وَمُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ:

أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا. وَقالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَلَى المِنْبَرِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَافٌّ رَأسَهُ» . وهو وهم منه يدلُّ عليه حديث عباس النَّرسي الآتي، كما نبَّه على ذلك في «الفتح» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ شَرِّ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة لفظة: «لي» ، وهي ثابتة في متن (ب، ص).

(5)

بضبطين: المثبت، و «يُذْكَرُ» . وضبطت في (ب، ص): «يَذْكُرُ» بضبط واحدٍ نقلًا عن اليونينية.

(6)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْحَدِيثَ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ» .

(7)

في رواية ابن عساكر: «مِنْ شَرِّ» .

(8)

في رواية أبي ذر: «مِنْ سَوْأَى» .

ص: 223

(16)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْفِتْنَةُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ» .

ص: 224

7092 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَامَ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فَقالَ:«الْفِتْنَةُ هَاهُنَا، الْفِتْنَةُ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» . أَوْ قالَ: «قَرْنُ الشَّمْسِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 224

7093 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ

(1)

يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» .

(1)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وضبط المتن فيهما:«مُسْتَقْبِلُ المَشْرِقَ» ، وبهامشهما: كذا بضمة واحدة على لام مستقبل في اليونينية. اهـ. ونصبُ «المشرق» يقتضي تنوين «مستقبلٌ» ، وهو المثبت بهامش نسخة القرشي.

ص: 224

7094 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا» . قَالُوا

(1)

: وَفِي نَجْدِنَا؟ قالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا؟ فَأَظُنُّهُ قالَ فِي الثَّالِثَةَ: «هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ

(2)

الشَّيْطَانِ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يا رَسولَ اللهِ» .

(2)

لفظة: «قَرْنُ» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، كتبت بالحمرة.

ص: 224

7095 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ

(1)

الْوَاسِطِيُّ: حدَّثنا خَلَفٌ

(2)

، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

⦗ص: 225⦘

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قالَ:

خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ

(3)

، فَرَجَوْنَا أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا حَسَنًا، قالَ: فَبَادَرَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حدِّثْنا عَنِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ، وَاللَّهُ يَقُولُ:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 39] فَقالَ: هَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ؟ إِنَّمَا كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ

(4)

عَلَى الْمُلْكِ.

(1)

في رواية ابن عساكر زيادة: «بنُ شاهِينَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «خالِدٌ» . وهو ابن عبد الله الطحان، وبهامش (ن) بخط مغاير:«وهو الصواب» .

(3)

في رواية ابن عساكر: «خرج علينا ابنُ عمر» ، ووقع في متن (ن):«عبد الله بن عمرٌو» ، وبهامشها بخط مغاير:«صوابه: بن عمر» .

(4)

في رواية أبي ذر وابن عساكر: «بِقِتالِكُمْ» .

ص: 224

(17)

‌ بابُ الْفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ

(1)

:

الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ

(2)

فَتِيَّةً

تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ

حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا

وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ

شَمْطَاءَ يُنْكَرُ لَوْنُهَا

(3)

وَتَغَيَّرَتْ

مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ» ، وهي مذكورة في متن (ب، ص). وبهامش اليونينية: هو امرؤ القيس بن عابس الكندي، كان في زمن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم. ا هـ قال في الإرشاد: المحفوظ أنَّ الأبيات المذكورة لعَمرو بن معدي كرب.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «تُنْكِرُ لونَها» .

ص: 225

7096 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا شَقِيقٌ:

سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ، إذ قالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ؟ قالَ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا

(1)

الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ

⦗ص: 226⦘

وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ». قالَ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. قالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ

(2)

مِنْهَا بَأسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قالَ عُمَرُ: أَيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قالَ: بَلْ

(3)

يُكْسَرُ. قالَ عُمَرُ: إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا. قُلْتُ: أَجَلْ. قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ؟ قالَ: نَعَمْ، كَمَا أَعْلَمُ

(4)

أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا

(5)

أَنْ نَسْأَلَهُ: مَنِ الْبَابُ؟ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقالَ: مَنِ الْبَابُ؟ قالَ: عُمَرُ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يُكَفِّرُهَا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليكم» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال: لَا بَلْ» .

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «كَمَا يَعْلَمُ» .

(5)

في (ب، ص): «فهبنا» بفتح الهاء وكسرها، وبهامشهما: كذا في اليونينية، الهاء عليها فتحة، وأصلحها في الفرع كسرة، وهو الصواب. اه.

ص: 225

7097 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ

شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ لِحَاجَتِهِ، وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَائِطَ جَلَسْتُ عَلَى بَابِهِ، وَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَأمُرْنِي، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَضَى حَاجَتَهُ، وَجَلَسَ عَلَى

(2)

قُفِّ الْبِئْرِ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأذِنُ عَلَيْهِ لِيَدْخُلَ، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأذِنَ لَكَ، فَوَقَفَ فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأذِنُ عَلَيْكَ. قالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَدَخَلَ، فَجَاءَ

(3)

عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأذِنَ لَكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَجَاءَ

(4)

⦗ص: 227⦘

عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ فَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَامْتَلأَ

(5)

الْقُفُّ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مَجْلِسٌ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأذِنَ لَكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، مَعَهَا بَلَاءٌ يُصِيبُهُ» . فَدَخَلَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ مَجْلِسًا، فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُمْ عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ثُمَّ دَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَخًا لِي، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَأتِيَ. قالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَتَأَوَّلْتُ

(6)

ذَلِكَ قُبُورَهُمُ، اجْتَمَعَتْ هَاهُنَا، وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَوْمًا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَلَسَ» بدل «فَجَاءَ» .

(4)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا، وهي مهمَّشة في متن (ن، و، ص)، وثابتة في متن (ب) ونسختي البقاعي والقرشي.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَامْتَلَأَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأوَّلْتُ» .

ص: 226

7098 -

حدَّثني بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قالَ:

قِيلَ لأُسَامَةَ: أَلَا تُكَلِّمُ هَذَا؟ قالَ: قَدْ كَلَّمْتُهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَفْتَحُهُ

(1)

، وَمَا أَنَا بِالَّذِي أَقُولُ لِرَجُلٍ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ أَمِيرًا عَلَى رَجُلَيْنِ: أَنْتَ خَيْرٌ

(2)

بَعْدَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُجَاءُ بِرَجُلٍ فَيُطْرَحُ فِي النَّارِ، فَيَطْحَنُ

(3)

فِيهَا كَطَحْنِ الْحِمَارِ

(4)

بِرَحَاهُ، فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ، أَلَسْتَ كُنْتَ تَأمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟! فَيَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَفْعَلُهُ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَفْعَلُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَنْ فَتَحَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ائْتِ خَيْرًا» .

(3)

بهامش (ب، ص): الياء ليست مضبوطة في اليونينية، وفي الفرع مفتوحة. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَمَا يَطْحَنُ الْحِمَارُ» .

ص: 227

(18)

بابٌ

ص: 227

7099 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حدَّثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ:

⦗ص: 228⦘

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ أَيَّامَ الْجَمَلِ، لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ فَارِسًا

(1)

مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قالَ: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» .

(1)

بهامش اليونينية حاشية بخط اليونيني: هكذا: «أنَّ فَارِسًا» مصروفًا في جميع النسخ، نسخ الحفاظ: أبي محمد الأصيلي وأبي ذر الهروي، وأبي القاسم الدمشقي في أصله على الصواب غيرُ مصروفٍ، وفي الأصل المسموع على أبي الوقت مصروف أيضًا، قال شيخنا الإمام العلَّامة حجة العرب أبو عبد الله بن مالك: الصوابُ عدم الصرف، والله أعلم. ا ه

ص: 227

7100 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: حدَّثنا أَبُو حَصِينٍ: حدَّثنا

أَبُو مَرْيَمَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ، قالَ: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ، فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الْحَسَنِ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى ابْتَلَاكُمْ؛ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ.

ص: 228

(18 م) بابٌ

(1)

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية أبي ذر، قال في «الفتح»: وهو الصواب؛ لأنَّ فيه الحديث الذي قبله وإن كان فيه زيادة في القصة.

ص: 228

7101 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ

(1)

، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: قَامَ عَمَّارٌ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ، وَذَكَرَ مَسِيرَهَا، وَقالَ: إِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّهَا مِمَّا ابْتُلِيتُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «عنِ ابنِ أبي غَنِيَّةَ» . (و، ب، ص)

ص: 228

7102 -

7103 - 7104 - حدَّثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنِي عَمْرٌو: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو مَسْعُودٍ عَلَى عَمَّارٍ، حَيْثُ

(1)

بَعَثَهُ عَلِيٌّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ،

⦗ص: 229⦘

فَقالَا: مَا رَأَيْنَاكَ أَتَيْتَ أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ مُنْذُ أَسْلَمْتَ! فَقالَ عَمَّارٌ: مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا عَنْ هَذَا الأَمْرِ. وَكَسَاهُمَا حُلَّةً حُلَّةً، ثُمَّ رَاحُوا إِلَى الْمَسْجِدِ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ» .

ص: 228

7105 -

7106 - 7107 - حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ وَأَبِي مُوسَى وَعَمَّارٍ، فَقالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ فِيهِ غَيْرَكَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنِ اسْتِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ. قالَ عَمَّارٌ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْكَ وَلَا مِنْ صَاحِبِكَ هَذَا شَيْئًا مُنْذُ صَحِبْتُمَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْيَبَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا فِي هَذَا الأَمْرِ. فَقالَ أَبُو مَسْعُودٍ، وَكَانَ مُوسِرًا: يَا غُلَامُ هَاتِ حُلَّتَيْنِ، فَأَعْطَى إِحْدَاهُمَا أَبَا مُوسَى وَالأُخْرَى عَمَّارًا، وَقالَ: رُوحَا فِيهِ الْجُمُعَةَ

(1)

.

(1)

في (و، ب، ص): «رُوحَا فِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ» ، وأشار إليها في نسخة البقاعي.

ص: 229

(19)

‌ بابٌ: إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا

ص: 229

7108 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أخبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ:

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا، أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ» .

ص: 229

(20)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا لَسَيِّدٌ

(1)

، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَيِّدٌ» .

ص: 229

7109 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ:

حدَّثنا إِسْرَائِيلُ

أَبُو

(1)

مُوسَى، وَلَقِيتُهُ بِالْكُوفَةِ جَاءَ

(2)

إِلَى ابْنِ شُبْرُمَةَ، فَقالَ: أَدْخِلْنِي عَلَى عِيسَى فَأَعِظَهُ. فَكَأَنَّ ابْنَ شُبْرُمَةَ خَافَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَفْعَلْ، قالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ، قالَ: لَمَّا سَارَ الْحَسَنُ

⦗ص: 230⦘

بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالْكَتَائِبِ، قالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَرَى كَتِيبَةً لَا تُوَلِّي حَتَّى تُدْبِرَ أُخْرَاهَا. قالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ لِذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقالَ: أَنَا. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ: نَلْقَاهُ فَنَقُولُ لَهُ الصُّلْحَ. قالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ قالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، جَاءَ الْحَسَنُ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَجَاءَ» .

ص: 229

7110 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: قالَ عَمْرٌو: أخبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَّ حَرْمَلَةَ مَوْلَى أُسَامَةَ أخبَرَهُ -قالَ عَمْرٌو: وَقَدْ رَأَيْتُ حَرْمَلَةَ- قالَ:

أَرْسَلَنِي أُسَامَةُ إِلَى عَلِيٍّ وَقالَ: إِنَّهُ سَيَسْأَلُكَ الآنَ فَيَقُولُ: مَا خَلَّفَ صَاحِبَكَ؟ فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ: لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الأَسَدِ لأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِيهِ، وَلَكِنَّ

(1)

هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ. فَلَمْ يُعْطِنِي

(2)

شَيْئًا، فَذَهَبْتُ إِلَى حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَابْنِ جَعْفَرٍ، فَأَوْقَرُوا لِي رَاحِلَتِي.

(1)

هكذا ضُبطت في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(2)

بهامش اليونينية: صوابه: يغني. اهـ. قارن بما في الإرشاد.

ص: 230

(21)

‌ بابٌ: إِذَا قالَ عِنْدَ قَوْمٍ شَيْئًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقالَ بِخِلَافِهِ

ص: 230

7111 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قالَ:

لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ، فَقالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ الْقِتَالُ، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ وَلَا بَايَعَ

(1)

فِي هَذَا الأَمْرِ، إِلَّا كَانَتِ الْفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولا تَابَعَ» .

ص: 230

7112 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قالَ:

⦗ص: 231⦘

لَمَّا كَانَ ابْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بِالشَّامِ، وَوَثَبَ

(1)

ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ، وَهوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ

(2)

عُلِّيَّةٍ

(3)

لَهُ مِنْ قَصَبٍ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ

(4)

فَقالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ، أَلَا تَرَى مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ

(5)

؟ فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ: إِنِّي احْتَسَبْتُ

(6)

عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ

(7)

سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ

وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ، إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا

(8)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «وثب» بدون واو العطف.

(2)

ضبطها في (ب، ص) بالتنوين نقلًا عن اليونينية.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عِلِّيَّةٍ» ، وكتب فوقها «معًا» ، وليس على اللام شدة في الأصول.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَسْتَطْعِمُهُ بِالْحَدِيثِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «الناسُ فِيهِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أحْتَسِبُ» .

(7)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إذْ أصْبَحْتُ» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «وإنَّ هؤُلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أظْهُرِكُمْ، وَاللهِ إنْ يُقاتِلُونَ إلَّا علَى الدنيا، وإنَّ ذاكَ الَّذي بِمَكَّة واللهِ إنْ يُقاتِلُ إلَّا علَى الدُّنْيا» .

ص: 230

7113 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قالَ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَانُوا يَوْمَئِذٍ يُسِرُّونَ وَالْيَوْمَ يَجْهَرُونَ.

ص: 231

7114 -

حدَّثنا خَلَّادٌ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: إِنَّمَا كَانَ النِّفَاقُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنَّمَا هُوَ الْكُفْرُ بَعْدَ الإِيمَانِ.

ص: 231

(22)

‌ بابٌ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُغْبَطَ أَهْلُ الْقُبُورِ

ص: 231

7115 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

⦗ص: 232⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ» .

ص: 231

(23)

‌ بابُ تَغْيِيرِ الزَّمَانِ حَتَّى يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «تُعْبَدَ الْأَوْثانُ» .

ص: 232

7116 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: قالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أخبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ

(1)

: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ

(2)

نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ». وَذُو الْخَلَصَةَ: طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إنَّ أبَا هُرَيْرَةَ قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ» .

(2)

ضبطت في (ص) بفتح اللام، وأهمل ضبطها في (و).

ص: 232

7117 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِعَصًا» ، وضبطها في (ب، ص) بوجهين: «بعصى» و «بعصًا» .

ص: 232

(24)

‌ بابُ خُرُوجِ النَّارِ

وَقالَ أَنَسٌ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ نَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ» .

ص: 232

7118 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ:

أخبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى» .

ص: 232

7119 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ: حدَّثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبِ

⦗ص: 233⦘

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأخُذْ مِنْهُ شَيْئًا» .

قالَ عُقْبَةُ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قالَ:«يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ» .

ص: 232

(25)

بابٌ

ص: 233

7120 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ: حدَّثنا مَعْبَدٌ:

سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، فَسَيَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَمْشِي

(1)

بِصَدَقَتِهِ

(2)

فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا».

قالَ

(3)

مُسَدَّدٌ: حَارِثَةُ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لأُمِّهِ

(4)

.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «وَقالَ» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قالَهُ أبُو عَبْدِ اللهِ» .

ص: 233

7121 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ

(1)

فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا

(2)

وَاحِدَةٌ. وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ -وَهوَ الْقَتْلُ- وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ، فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ

(3)

، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لَا أَرَبَ لِي بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ

⦗ص: 234⦘

فِي الْبُنْيَانِ. وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ

(4)

: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ. وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ -يَعْنِي آمَنُوا أَجْمَعُونَ- فَذَلِكَ حِينَ:{لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا

(5)

».

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَقْتَتِلَ» ، وبهامش (ب، ص): حرف المضارعة ليس منقوطًا في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «دَعْوَاهُمَا» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي زيادة: «عَلَيْهِ» .

(4)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بضمِّ اللَّام في هذا والتي في باب: لا تقوم الساعة حتى يُغْبَط

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَطْعَمَهَا» ، وفي (ب، ص) بالرفع فقط.

ص: 233

(26)

‌ بابُ ذِكْرِ الدَّجَّالِ

ص: 234

7122 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي قَيْسٌ، قالَ:

قالَ لِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدَّجَّالِ مَا سَأَلْتُهُ

(1)

، وَإِنَّهُ قالَ لِي:«مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟» قُلْتُ: لِأَنَّهُمْ

(2)

يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهَرَ مَاءٍ. قالَ: «هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أكْثَرَ ما سَألْتُهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «إنَّهُمْ» .

ص: 234

7123 -

حدَّثنا مُوسَى بنُ إِسْماعِيْلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا أَيْوبُ، عن نافِعٍ:

عن ابنِ عُمَرَ أُراهُ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

قال: «أعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كأنَّها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ» .

(1)

قوله: «أُراهُ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ثابت في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا. ورمز بلا إلى بالحمرة على الحديث كله. وهو مهمَّش في (ب، ص).

ص: 234

7124 -

7125 - حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَجِيءُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ»

(1)

.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، ورواية أبي ذر والمُستملي زيادة الحديث الآتي:

7125 -

حدَّثنا عبدُ العَزِيزِ بنُ عبدِ اللهِ: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ، عن أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:

عن أبِي بَكْرَةَ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«لا يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، ولَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أبْوابٍ، عَلَى كلِّ بابٍ مَلَكانِ» . [ر: 1879]، وانظر تحفة الأشراف:11654.

ص: 235

7126 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ: حدَّثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ

(1)

بَابٍ مَلَكَانِ».

قالَ: وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

عَنْ أَبِيهِ قالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، فَقالَ لِي أَبُو بَكْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِكُلِّ» .

(2)

من قوله: «قالَ: وَقالَ ابْنُ إِسْحَاقَ» إلى قوله: «بهذا» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 235

7127 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقالَ: «إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي

(1)

سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكِنْ» .

ص: 235

7128 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ:

⦗ص: 236⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ، يَنْطُفُ -أَوْ: يُهَرَاقُ- رَأسُهُ مَاءً، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ جَعْدُ الرَّأسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ. أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ

(1)

». رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 235

7129 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.

ص: 236

7130 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ:

عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي الدَّجَّالِ:«إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَمَاؤُهُ نَارٌ» . قالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

ص: 236

7131 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ

(1)

: كَافِرٌ».

فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مَكْتُوبًا» .

ص: 236

(27)

‌ بابٌ: لَا يَدْخُلُ الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ

ص: 236

7132 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قالَ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا

⦗ص: 237⦘

يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قالَ: «يَأتِي الدَّجَّالُ، وَهوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ، فَيَنْزِلُ

(2)

بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ، وَهوَ خَيْرُ النَّاسِ -أَوْ: مِنْ خِيَارِ النَّاسِ- فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ، هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ. فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ».

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «النَّبيُّ» . وضبَّب على «رسول الله» في (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَنْزِلُ» .

ص: 236

7133 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ» .

ص: 237

7134 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ مُوسَى: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُون: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«الْمَدِينَةُ يَأتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ» ، قالَ:«وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» .

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ن): بلغت سماعًا في المجلس الموفي عشرين بقراءة علاء الدين علي بن المارديني بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزية، وذلك في يوم الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الأول سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب البكري التيمي القرشي. اهـ.

ص: 237

(28)

‌ بابُ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ

ص: 237

7135 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(ح): وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابْنَةَ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ:

عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(2)

جَحْشٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

⦗ص: 238⦘

وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ». وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الإِبْهَامِ

(3)

وَالَّتِي تَلِيهَا، قالَتْ زَيْنَبُ ابنَةُ

(4)

جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ

(5)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْت» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْت» .

(3)

في (ن): «الإبهامَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «بِنْت» .

(5)

بهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية هنا. اهـ.

ص: 237

7136 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُفْتَحُ الرَّدْمُ رَدْمُ يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ مِثْلَ

(1)

هَذِهِ». وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «مِثْلُ» .

ص: 238

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتابُ الْأَحْكامِ

ص: 239

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 239

7137 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي

فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي».

ص: 239

7138 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ

(1)

وَهوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ

(2)

زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

(1)

هكذا في (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، والذي في (و، ب، ص): «أَهلِ بَيْتِهِ» .

(2)

في (ب، ص): «على أَهلِ بَيْتِ» .

ص: 239

(2)

‌ بابٌ: الأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابٌ: الأَمْرُ أَمْرُ قُرَيْشٍ» . قال في الفتح عمَّا في المتن: هو المعروف. اهـ.

ص: 239

7139 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ:

أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ، وَهوَ

(1)

عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ. فَغَضِبَ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا

⦗ص: 240⦘

مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ

(2)

أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُولَيِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ

(3)

عَلَى وَجْهِهِ؛ مَا أَقَامُوا الدِّينَ».

تَابَعَهُ نُعَيْمٌ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَهُمْ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتَحَدَّثُونَ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «في النَّارِ» .

ص: 239

7140 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:

قالَ ابْنُ عُمَرَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ هذا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ» .

ص: 240

(3)

‌ بابُ أَجْرِ مَنْ قَضَى بِالْحِكْمَةِ

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُولَيِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]

ص: 240

7141 -

حدَّثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ

(1)

آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا».

(1)

بهامش (ب، ص): كان في اليونينية «رجل» مجرورًا، ثمَّ أصلح بالرفع، وكذا «آخر» وأظنه إصلاح اليونيني. اهـ.

ص: 240

(4)

‌ بابُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلإِمَامِ مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَةً

ص: 240

7142 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى

(1)

، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ

(2)

، كَأَنَّ رَأسَهُ زَبِيبَةٌ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعِيدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «وإنِ اسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ عَبْدًا حَبَشِيًّا» .

ص: 240

7143 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنِ الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْوِيهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ

(1)

فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَكْرَهُهُ» .

ص: 241

7144 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: حدَّثني نَافِعٌ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ

(1)

، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «أوْ كَرِهَ» .

ص: 241

7145 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ، وَقالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِي؟! قَالُوا: بَلَى. قالَ: عَزَمْتُ

(1)

عَلَيْكُمْ لَمَا جَمَعْتُمْ حَطَبًا وَأَوْقَدْتُمْ نَارًا، ثُمَّ دَخَلْتُمْ فِيهَا. فَجَمَعُوا حَطَبًا، فَأَوْقَدُوا

(2)

، فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ، فَقَامَ

(3)

يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا تَبِعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِرَارًا مِنَ النَّارِ، أَفَنَدْخُلُهَا؟! فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَمَدَتِ النَّارُ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَذُكِرَ

(4)

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا؛ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» .

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدْ عَزَمْتُ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «نَارًا» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقَامُوا» .

(4)

بهامش (ب، ص): ليس «فذكر» مضبوطًا في اليونينية. اهـ. وزاد في (ب): وضبطه في الفرع بالبناء للمجهول. اهـ.

ص: 241

(5)

‌ بابٌ: مَنْ لَمْ يَسْأَلِ الإِمَارَةَ أَعَانَهُ اللَّهُ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَلَيْهَا» .

ص: 241

7146 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ:

⦗ص: 242⦘

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قالَ: قالَ

(1)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ

(2)

، لَا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ يَمِينَكَ

(3)

وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لِي» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقْم زيادة: «بنَ سَمُرَةُ» . (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «عَنْ يَمِينِكَ» .

ص: 241

(6)

‌ بابٌ: مَنْ سَأَلَ الإِمَارَةَ وُكِلَ إِلَيْهَا

ص: 242

7147 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قالَ:

حدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ

(1)

الإِمَارَةَ؛ فَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَا تَتَمَنَّيَنَّ» .

ص: 242

(7)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الإِمَارَةِ

ص: 242

7148 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ» .

وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ: حدَّثَنا

عَبْدُ الْحَمِيدِ

(1)

عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «بنُ جَعْفَرٍ» .

ص: 242

7149 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ قَوْمِي، فَقالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَقالَ الآخَرُ مِثْلَهُ، فَقالَ: «إِنَّا لَا نُوَلِّي

(1)

هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلَا مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 243

(8)

‌ بابُ

(1)

مَن اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يَنْصَحْ

(1)

في (ن): «بابٌ» .

ص: 243

7150 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ:

أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ

(1)

اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ

(2)

، إِلَّا

(3)

لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «يَسْتَرْعِيهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «بالنَّصِيحةِ» .

(3)

لفظة: «إلَّا» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي.

ص: 243

7151 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: أخبَرَنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِي قالَ: زَائِدَةُ ذَكَرَهُ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قالَ:

أَتَيْنَا مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ

(1)

عُبَيْدُ اللَّهِ، فَقالَ لَهُ مَعْقِلٌ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ:«مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وَهوَ غَاشٌّ لَهُمْ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيْنا» .

ص: 243

(9)

‌ بابٌ: مَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ

ص: 243

7152 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ طَرِيفٍ أَبِي تَمِيمَةَ، قالَ:

شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهوَ يُوصِيهِمْ، فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 244⦘

شَيْئًا؟ قالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . قالَ: «وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقِ

(1)

اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فَقَالُوا: أَوْصِنَا. فَقالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ

(2)

كَفِّهِ

(3)

مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ.

قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جُنْدَبٌ؟ قالَ: نَعَمْ جُنْدَبٌ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومَنْ يُشَاقُّ يَشُقُّ» ، وضبط روايتهما في (ب، ص): «ومن يشاقْ يشققِ» .

(2)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ» . وبهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: «مئلُ كفِّهِ» من غير رقم. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كَفٍّ» . كتبت بالحمرة.

(4)

قوله: «قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ

» إلى آخره ليس في رواية أبي ذر.

ص: 243

(10)

‌ بابُ الْقَضَاءِ وَالْفُتْيَا فِي الطَّرِيقِ

وَقَضَى يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فِي الطَّرِيقِ.

وَقَضَى الشَّعْبِيُّ عَلَى بَابِ دَارِهِ.

ص: 244

7153 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ:

حدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَارِجَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ عِنْدَ سُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ

(1)

، ثُمَّ قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

مَا أَعْدَدْتُ

(2)

لَهَا كَبِيرَ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ

⦗ص: 245⦘

وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي

(3)

أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدِ اسْتَكانَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما عَدَدْتُ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ولكِنْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 244

(11)

بابُ مَا ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَّابٌ

ص: 245

7154 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا

(1)

عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

(2)

يَقُولُ لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ: تَعْرِفِينَ فُلَانَةَ؟ قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهَا وَهيَ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ:«اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي» . فَقالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِي. قالَ: فَجَاوَزَهَا وَمَضَى، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقالَ: مَا قالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَتْ: مَا عَرَفْتُهُ. قالَ: إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه

(3)

. قالَ: فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ

(4)

».

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي: «حدَّثنا إسْحاقُ بنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قالَ: سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ» . كتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوَّلِ الصَّدْمَةِ» .

ص: 245

(12)

‌ بابٌ: الْحَاكِمُ يَحْكُمُ بِالْقَتْلِ عَلَى مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ دُونَ الإِمَامِ الَّذِي فَوْقَهُ

ص: 245

7155 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ قَيْسَ

(1)

بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنَ الأَمِيرِ.

ص: 245

7156 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ قُرَّةَ

(1)

، حدَّثني حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ: حدَّثنا أَبُو بُرْدَةَ:

⦗ص: 246⦘

عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَأَتْبَعَهُ بِمُعَاذٍ.

ص: 245

7157 -

حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ: حدَّثنا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ: حدَّثنا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَجُلًا أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ، فَأَتَى

(1)

مُعَاذُ

(2)

بْنُ جَبَلٍ وَهوَ عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقالَ: مَا لهَذَا؟ قالَ: أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ. قالَ: لَا أَجْلِسُ

(3)

حَتَّى أَقْتُلَهُ، قَضَاءَ

(4)

اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في (ب، ص): «فأتاْ» ، وبهامشها: كذا صورته في اليونينية. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَضَاءُ» .

ص: 246

(13)

‌ بابٌ: هَلْ يَقْضِي الْحَاكِمُ

(1)

أَوْ يُفْتِي وَهوَ غَضْبَانُ؟

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «القاضي» . كتبت بالحمرة.

ص: 246

7158 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ قالَ:

كَتَبَ أَبُو بَكْرَةَ إِلَى ابْنِهِ، وَكَانَ بِسِجِسْتَانَ، بِأَنْ لَا تَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَأَنْتَ غَضْبَانُ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهوَ غَضْبَانُ» .

ص: 246

7159 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ؛ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ؛ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا

(2)

. قالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ

يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قالَ: «يَا أَيُّها

(3)

النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «إلى النَّبيِّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أيُّهَا» بإسقاط أداة النداء.

ص: 246

7160 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ

(1)

: حدَّثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا يُونُسُ:

⦗ص: 247⦘

قالَ مُحَمَّدٌ

(2)

: أخبَرَنِي سَالِمٌ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَتَغَيَّظَ فِيهِ

(3)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قالَ:«لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لْيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا» .

(1)

ضبطت في رواية كريمة بكسر الكاف وفتحها معًا. (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثنا مُحَمَّدٌ هُو الزُّهْرِيُّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ» .

ص: 246

(14)

‌ بابُ

(1)

مَنْ رَأَى لِلْقَاضِي أَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ،

إِذَا لَمْ يَخَفِ الظُّنُونَ وَالتُّهَمَةَ - كَمَا قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِهِنْدٍ: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» - وَذَلِكَ إِذَا كَانَ أَمْرٌ مَشْهُورٌ

(2)

(1)

لفظة: «باب» ثابتة في رواية المُستملي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أمْرًا مَشْهُورًا» .

ص: 247

7161 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنِي

(1)

عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ

(2)

فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائكَ، وَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائكَ. ثُمَّ قالَتْ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ، فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ حَرَجٍ أَنْ أُطْعِمَ الَّذِي

(3)

لَهُ عِيَالَنَا؟ قالَ

(4)

: «لَا حَرَجَ عَلَيْكِ أَنْ تُطْعِمِيهِمْ مِنْ

(5)

مَعْرُوفٍ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قالَ: أخبَرَنِي» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «بن ربيعة» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «مِنَ الَّذِي» . كتبت بالحمرة.

(4)

في (و، ب، ص) زيادة: «لها» ، والمثبت من (ن) موافق لما في نسخة البقاعي.

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 247

(15)

‌ بابُ الشَّهَادَةِ عَلَى الْخَطِّ الْمَخْتُومِ

(1)

، وَمَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا يَضِيقُ عَلَيْهِمْ

(2)

، وَكِتَابِ الْحَاكِمِ إِلَى عُمَّالِهِ

(3)

وَالْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: كِتَابُ الْحَاكِمِ جَائِزٌ إِلَّا فِي الْحُدُودِ، ثُمَّ قالَ: إِنْ كَانَ الْقَتْلُ خَطَأً فَهوَ جَائِزٌ؛ لأَنَّ هَذَا مَالٌ بِزعْمِهِ، وَإِنَّمَا صَارَ مَالًا بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ

(4)

الْقَتْلُ، فَالْخَطَأُ وَالْعَمْدُ وَاحِدٌ.

وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ فِي الحُدُودِ

(5)

.

وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سِنٍّ كُسِرَتْ.

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ: كِتَابُ الْقَاضِي إِلَى الْقَاضِي جَائِزٌ إِذَا عَرَفَ الْكِتَابَ وَالْخَاتَمَ.

وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يُجِيزُ الْكِتَابَ الْمَخْتُومَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقَاضِي.

وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ.

وَقالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الثَّقَفِيُّ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَعْلَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ، وَإِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَسَنَ، وَثُمَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، وَبِلَالَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَعَامِرَ بْنَ عَبِيدَةَ

(6)

، وَعَبَّادَ بْنَ مَنْصُورٍ، يُجِيزُونَ كُتُبَ الْقُضَاةِ بِغَيْرِ مَحْضَرٍ مِنَ الشُّهُودِ

(7)

، فَإِنْ قالَ الَّذِي جِيءَ عَلَيْهِ بِالْكِتَابِ: إِنَّهُ زُورٌ، قِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَالْتَمِسِ الْمَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ.

وَأَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَلَى كِتَابِ الْقَاضِي الْبَيِّنَةَ ابْنُ

أَبِي لَيْلَى وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.

وَقالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحْرِزٍ: جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَاضِي الْبَصْرَةِ،

⦗ص: 249⦘

وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ الْبَيِّنَةَ: أَنَّ لِي عِنْدَ فُلَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَهوَ بِالْكُوفَةِ، وَجِئْتُ

(8)

بِهِ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَجَازَهُ.

وَكَرِهَ الْحَسَنُ وَأَبُو قِلَابَةَ: أَنْ يَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّةٍ حَتَّى يَعْلَمَ مَا فِيهَا؛ لأَنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ فِيهَا جَوْرًا.

وَقَدْ كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ: «إِمَّا أَنْ تَدُوا

(9)

صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ تُؤْذِنُوا

(10)

بِحَرْبٍ».

وَقالَ الزُّهْرِيُّ فِي شَهَادَةٍ

(11)

عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: إِنْ عَرَفْتَهَا فَاشْهَدْ، وَإِلَّا فَلَا تَشْهَدْ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المَحْكُومِ» .

(2)

في رواية الأصيلي: «عليهم فيه» ، وفي رواية أبي ذر:«عَلَيْهِ» .

(3)

في (و، ب، ص): «عامله» ، وأشار إليها في هامش نسخة البقاعي.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَثْبُتَ» .

(5)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الجَارُودِ» . قال في التغليق [5/ 288]: وكأَنَّهُ يُشِير بذلك إلى قصَّة قُدامةَ بنِ مَظْعُون وكانَ عاملَه على البحرينِ، فشَرِبَ الخمرَ فرَكِبَ فيه الجارودُ إلى عمرَ فشَهِدَ عليه هو وأبو هريرة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (ص): مصحح عليها تصحيحين، وكتب بهامشها: كذا مصحَّح عليه في اليونينية تصحيحين. اهـ.

(7)

في رواية أبي ذر: «من المَشْهُودِ» .

(8)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَجِئتُ» .

(9)

ضُبطت في اليونينية بالتاء والياء معًا.

(10)

ضُبطت في اليونينية بالتاء والياء معًا.

(11)

في رواية أبي ذر: «في الشَّهادَةِ» .

ص: 248

7162 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، قالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ، قَالُوا: إِنَّهُمْ لَا يَقْرَؤُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتِمًا

(2)

مِنْ فِضَّةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِهِ، وَنَقْشُهُ

(3)

: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضبطت في (ص) بفتح التاء وكسرها، وبفتحها فقط في (ب).

(3)

في رواية أبي ذر: «ونَقَشَهُ» .

ص: 249

(16)

‌ بابٌ: مَتَى يَسْتَوْجِبُ الرَّجُلُ الْقَضَاءَ؟

وَقالَ الْحَسَنُ: أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْحُكَّامِ أَنْ لَا يَتَّبِعُوا الْهَوَى، وَلَا يَخْشَوُا النَّاسَ، {وَلَا تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي

(1)

ثَمَنًا قَلِيلاً} [المائدة: 44]، ثُمَّ قَرَأَ:{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26]، وَقَرَأَ:{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ} اسْتُودِعُوا {مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلَا تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُواْ

⦗ص: 250⦘

بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}

(2)

[المائدة: 44]، وَقَرَأَ:{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ. فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 78 - 79] فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَلُمْ دَاوُدَ، وَلَوْلَا مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِ

(3)

هَذَيْنِ لَرَأَيْتُ

(4)

أَنَّ الْقُضَاةَ هَلَكُوا؛ فَإِنَّهُ أَثْنَى عَلَى هَذَا بِعِلْمِهِ، وَعَذَرَ هَذَا بِاجْتِهَادِهِ.

وَقالَ مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ: قالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ الْقَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً

(5)

، كَانَتْ

(6)

فِيهِ وَصْمَةٌ: أَنْ يَكُونَ فَهِمًا

(7)

، حَلِيمًا، عَفِيفًا، صَلِيبًا، عَالِمًا، سَؤُولًا عَنِ الْعِلْمِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَلَايَشْتَرُوا بِآيَاتِهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «وَقَرَأَ: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} إلى قوله: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}» ، كتبت بالحمرة، وفي روايته عن المُستملي زيادة:«مَا اسْتُحْفِظُوا: اسْتُودِعُوا مِنْ كِتابِ اللهِ» . وضبطت في (ب، ص): «بمَا اسْتُحْفِظُوا

».

(3)

لفظة: «أمر» ليست في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَرُؤِيتُ» ، وضبطها في (ب، ص) بتشديد الهمزة المكسورة نقلًا عن اليونينية.

(5)

في رواية كريمة وأبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «خُطَّةً» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «كانَ» .

(7)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «فَقِيهًا» ، قال في الفتح عن رواية المتن إنَّها الأولى.

ص: 249

(17)

‌ بابُ رِزْقِ الْحُكَّامِ وَالْعَامِلِينِ عَلَيْهَا

وَكَانَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي يَأخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ أَجْرًا.

وَقالَتْ عَائِشَةُ: يَأكُلُ الْوَصِيُّ بِقَدْرِ عُمَالَتِهِ.

وَأَكَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.

ص: 250

7163 -

7164 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ

عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ: أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّعْدِيِّ أَخْبَرَهُ:

أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ، فَقالَ لَهُ عُمَرُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالًا، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ كَرِهْتَهَا؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقالَ عُمَرُ: مَا تُرِيدُ

(1)

إِلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ

(2)

: إِنَّ لِي أَفْرَاسًا

⦗ص: 251⦘

وَأَعْبُدًا

(3)

، وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأَرِيدُ أَنْ تَكُونَ عُمَالَتِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قالَ عُمَرُ: لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي

(4)

، فَقالَ

(5)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَإِلَّا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ» .

وَعَنِ الزُّهْرِيِّ

(6)

: حدَّثني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قالَ:

سَمِعْتُ عُمَرَ

(7)

يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«خُذْهُ، فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «فَما تُرِيدُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَقُلْتُ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وأَعْتُدًا» .

(4)

بهامش (ب) زيادة: «حَتَّى أَعْطَانِي مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي» ، مُضبَّب عليها، وعليها علامة السقوط (لا إلى)، وبهامشها أيضًا: هذا في أصل اليونينية مُضبَّب عليه هكذا، وهو ساقط في أصول كثيرة. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَهُ» .

(6)

في (ب، ص) زيادة: «قال» .

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنَ الخَطَّابِ» .

ص: 250

(18)

‌ بابُ مَنْ قَضَى وَلَاعَنَ فِي الْمَسْجِدِ

وَلَاعَنَ عُمَرُ عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَضَى شُرَيْحٌ وَالشَّعْبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فِي الْمَسْجِدِ.

وَقَضَى مَرْوَانُ

(1)

عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِالْيَمِينِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ

(2)

.

وَكَانَ الْحَسَنُ وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى يَقْضِيَانِ فِي الرَّحَبَةِ

(3)

خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ.

(4)

(1)

قوله: «وقضى مروان

» مُقدَّم على قوله: «وقضى شُريح

» في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «على المِنْبَرِ» .

(3)

بهامش (ب، ص): لم يضبط حاء «الرحبة» في اليونينية. اهـ.

(4)

بهامش (ن، و): آخر الجزء السادس والثلاثين. اهـ.

ص: 251

7165 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ الزُّهْرِيُّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: شَهِدْتُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فُرِّقَ

(1)

بَيْنَهُمَا.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وفُرِّقَ» .

ص: 252

7166 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ:

عَنْ سَهْلٍ أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ

(1)

؟ فَتَلَاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 252

(19)

‌ بابُ مَنْ حَكَمَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حَدٍّ أَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ

مِنَ الْمَسْجِدِ فَيُقَامَ

وَقالَ عُمَرُ: أَخْرِجَاهُ مِنَ الْمَسْجِدِ

(1)

.

وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ نَحْوُهُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَضَرَبَهُ» .

(2)

في (و): «نحوَه» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 252

7167 -

7168 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي

(1)

اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ

فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَنَيْتُ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعًا قالَ:«أَبِكَ جُنُونٌ؟» قالَ: لَا. قالَ: «اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ» .

قالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأخبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ بِالْمُصَلَّى.

رَوَاهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّجْمِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 252

(20)

‌ بابُ مَوْعِظَةِ الإِمَامِ لِلْخُصُومِ

ص: 253

7169 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي نَحْوَ

(2)

مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ

(3)

أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأخُذْهُ؛ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «عَلَى نَحْوِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ حَقِّ» .

ص: 253

(21)

‌ بابُ الشَّهَادَةِ تَكُونُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي وِلَايَتِهِ الْقَضَاءَ

(1)

أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْخَصْمِ

وَقالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي، وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ، فَقالَ

(2)

: ائْتِ الأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ.

وَقالَ عِكْرِمَةُ: قالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا عَلَى حَدِّ

(3)

زِنًا أَوْ سَرِقَةٍ، وَأَنْتَ أَمِيرٌ؟ فَقالَ: شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قالَ: صَدَقْتَ.

قالَ عُمَرُ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ، لَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي.

وَأَقَرَّ مَاعِزٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالزِّنَا أَرْبَعًا فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْهَدَ مَنْ حَضَرَهُ.

وَقالَ حَمَّادٌ: إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عِنْدَ الْحَاكِمِ رُجِمَ.

وَقالَ الْحَكَمُ: أَرْبَعًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «في وِلَايَةِ الْقَضَاءِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قالَ» .

(3)

في (ب، ص): «حدٍّ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية منوَّنًا. اهـ.

ص: 253

7170 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ:

⦗ص: 254⦘

أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ: «مَنْ لَهُ بَيِّنَةٌ عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقُمْتُ لأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ

(2)

، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي، فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا لِي فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ

(3)

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا الْقَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ عِنْدِي. قالَ: فَأَرْضِهِ مِنْهُ

(4)

. فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا؛ لَا يُعْطِهِ أُصَيْبِغَ

(5)

مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعَ

(6)

أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. قالَ: فَأَمَرَ

(7)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ إِلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ خِرَافًا، فَكَانَ أَوَّلَ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ. قالَ

(8)

عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ اللَّيْثِ: فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَدَّاهُ إِلَيَّ.

وَقالَ أَهْلُ الْحِجَازِ: الْحَاكِمُ لَا يَقْضِي بِعِلْمِهِ، شَهِدَ بِذَلِكَ فِي وِلَايَتِهِ أَوْ قَبْلَهَا، وَلَوْ أَقَرَّ خَصْمٌ عِنْدَهُ لآخَرَ بِحَقٍّ فِي مَجْلِسِ

الْقَضَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَقْضِي عَلَيْهِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ حَتَّى يَدْعُوَ بِشَاهِدَيْنِ فَيُحْضِرَهُمَا إِقْرَارَهُ.

وَقالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ: مَا سَمِعَ أَوْ رَآهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ قَضَى بِهِ، وَمَا كَانَ فِي غَيْرِهِ لَمْ يَقْضِ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ.

وَقالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: بَلْ يَقْضِي بِهِ؛ لأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ، وَإِنَّمَا

(9)

يُرَادُ مِنَ الشَّهَادَةِ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ، فَعِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنَ الشَّهَادَةِ.

وَقالَ بَعْضُهُمْ: يَقْضِي بِعِلْمِهِ فِي الأَمْوَالِ، وَلَا يَقْضِي فِي غَيْرِهَا.

⦗ص: 255⦘

وَقالَ الْقَاسِمُ

(10)

: لَا يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يُمْضِيَ

(11)

قَضَاءً بِعِلْمِهِ دُونَ عِلْمِ غَيْرِهِ، مَعَ أَنَّ عِلْمَهُ أَكْثَرُ مِنْ شَهَادَةِ غَيْرِهِ، وَلَكِنَّ فِيهِ تَعَرُّضًا

(12)

لِتُهَمَةِ نَفْسِهِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِيقَاعًا لَهُمْ فِي الظُّنُونِ.

وَقَدْ كَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظَّنَّ فَقالَ: «إِنَّمَا هَذِهِ صَفِيَّةُ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قَتِيلِيْ» .

(3)

بهامش (ب، ص): ميم «أمره» مفتوحة في اليونينية، وهو سبق قلم، والله أعلم. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنِّي» .

(5)

في رواية أبي ذر: «أُضَيْبِعَ» ، ورسمها في (و، ب، ص): «أُضَيْبِعً» ، بعين بدون ألف منوَّنًا.

(6)

في رواية أبي ذر: «ويَدَعُ» .

(7)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَقَامَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية الأصيلي:«فَعِلمَ» . (ب، ص).

(8)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لي» ، وهي ثابتة في متن (ب، ص).

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنَّهُ» .

(10)

بهامش اليونينية: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قاله أبو ذر الحافظ. ا هـ

(11)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ يَقْضِيَ» .

(12)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولكِنْ فيه تَعَرُّضٌ» ، ووضع علامة التَّخفيف على «لكن» .

ص: 253

7171 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ

(2)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَلَمَّا رَجَعَتِ انْطَلَقَ مَعَهَا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَاهُمَا فَقالَ:«إِنَّمَا هيَ صَفِيَّةُ» . قالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ! قالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ» .

رَوَاهُ شُعَيْبٌ، وَابْنُ مُسَافِرٍ، وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ -يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ

(3)

- عَنْ صَفِيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الأُوَيْسِيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعْدٍ» .

(3)

قوله: «يعني ابن حسين» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 255

(22)

‌ بابُ أَمْرِ الْوَالِي إِذَا وَجَّهَ أَمِيرَيْنِ إِلَى مَوْضِعٍ: أَنْ يَتَطَاوَعَا وَلَا يَتَعَاصَيَا

ص: 255

7172 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا الْعَقَدِيُّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبِي قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبِي وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إَلَى الْيَمَنِ، فَقالَ:«يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا» . فَقالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا الْبِتْعُ؟ فَقالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» .

⦗ص: 256⦘

وَقالَ النَّضْرُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي بُرْدَةَ» .

ص: 255

(23)

‌ بابُ إِجَابَةِ الْحَاكِمِ الدَّعْوَةَ

وَقَدْ أَجَابَ عُثْمَانُ

(1)

عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ عَفَّانَ» .

ص: 256

7173 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«فُكُّوا الْعَانِيَ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ» .

ص: 256

(24)

‌ بابُ هَدَايَا الْعُمَّالِ

ص: 256

7174 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ:

أخبَرَنا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ قالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ

(1)

، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الأُتَبِيَّةِ، عَلَى صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى

الْمِنْبَرِ -قالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ، فَيَأتِي يَقُولُ

(2)

: هَذَا لَكَ

(3)

وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ

(4)

أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَأتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ: إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ

(5)

، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ:«أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» ثَلَاثًا.

⦗ص: 257⦘

قالَ سُفْيَانُ: قَصَّهُ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ، وَزَادَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، قالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنِي، وَسَلُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَإِنَّهُ سَمِعَهُ

(6)

مَعِي. وَلَمْ يَقُلِ الزُّهْرِيُّ: سَمِعَ أُذُنِي.

{خُوَارٌ} [الأعراف: 148]: صَوْتٌ، وَالْجُؤَارُ مِنْ {تَجْأَرُونَ}: كَصَوْتِ الْبَقَرَةِ

(7)

.

(1)

هكذا في رواية أبي ذر أيضًا (ب، ص)، وفي رواية الأصيلي:«الأَسْدِ» ، وبهامش (ب، ص): هكذا بسكون سين «أَسْدِ» التي في الأصل والتي في الهامش في اليونينية، إلَّا أنَّ التي في الأصل مصلحة عن فتحة، والظاهر أنَّها من اليونيني والله أعلم. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَيَقُولُ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«فَيَنْظُرَ» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بالجيم والخاء معًا، وكتب فوقها «معًا» ، وهي هكذا في رواية أبي ذر أيضًا بالجيم والخاء معًا. كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «سَمِعَ» . كتبت بالحمرة.

(7)

قوله: «{خُوَارٌ} : صَوْتٌ

» ثابت في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفيها:«كَصَوْتِ البَقَرِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 256

(25)

‌ بابُ اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِي وَاسْتِعْمَالِهِمْ

ص: 257

7175 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ:

أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ قالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ.

ص: 257

(26)

‌ بابُ الْعُرَفَاءِ لِلنَّاسِ

ص: 257

7176 -

7177 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حدَّثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:

أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ حِينَ أَذِنَ لَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي عِتْقِ سَبْيِ هَوَازِنَ: «إِنِّي لَا أَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ

(1)

مِمَّنْ لَمْ يَأذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ». فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيكُمْ» .

ص: 257

(27)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ ثَنَاءِ السُّلْطَانِ، وَإِذَا خَرَجَ قالَ غَيْرَ ذَلِكَ

ص: 257

7178 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ: قالَ أُنَاسٌ لاِبْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى سُلْطَانِنَا، فَنَقُولُ لَهُمْ خِلَافَ

(1)

مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِمْ،

⦗ص: 258⦘

قالَ: كُنَّا نَعُدُّهَا

(2)

نِفَاقًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بِخِلَافِ» .

(2)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«نَعُدُّ هذا» .

ص: 257

7179 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنْ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ» .

ص: 258

(28)

‌ بابُ الْقَضَاءِ عَلَى الْغَائِبِ

ص: 258

7180 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا

(1)

سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ هِنْدَ

(2)

قالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، فَأَحْتَاجُ أَنْ آخُذَ مِنْ مَالِهِ؟ قالَ:«خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«هِنْدًا» .

ص: 258

(29)

‌ بابُ مَنْ قُضِيَ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأخُذْهُ

؛ فَإِنَّ قَضَاءَ الْحَاكِمِ لَا يُحِلُّ حَرَامًا وَلَا يُحَرِّمُ حَلَالًا

ص: 258

7181 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

(1)

: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ ابنَةَ

(2)

أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ

(3)

بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هيَ قِطْعَةٌ

⦗ص: 259⦘

مِنَ النَّارِ، فَلْيَأخُذْهَا أَوْ لِيَتْرُكْهَا».

(1)

في (ب، ص) زيادة: «قالَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولَعَلَّ» . كتبت بالحمرة.

ص: 258

7182 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ

(1)

: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي، فَاقْبِضْهُ إِلَيْكَ. فَلَمَّا كَانَ عَامُ

(2)

الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدٌ فَقالَ: ابْنُ أَخِي، كَانَ قَدْ

(3)

عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقالَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَتَسَاوَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ أَخِي كَانَ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ. وَقالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ» . ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» . ثُمَّ قالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ: «احْتَجِبِي مِنْهُ» ؛ لَمَا

(4)

رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى.

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

ضبطها في (و): «عامَ» ، وفي (ب، ص) بهما معًا.

(3)

في (و، ب، ص): «قد كان» .

(4)

هكذا ضبطت في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن، و).

ص: 259

(30)

‌ بابُ الْحُكْمِ فِي الْبِئْرِ وَنَحْوِهَا

ص: 259

7183 -

7184 - حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحْلِفُ عَلَى يَمِينِ

(1)

صَبْرٍ، يَقْتَطِعُ

(2)

مَالًا وَهوَ فِيهَا فَاجِرٌ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَهوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ

(3)

} الآيَةَ [آل عمران: 77]. فَجَاءَ الأَشْعَثُ وَعَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُهُمْ، فَقالَ: فِيَّ نَزَلَتْ وَفِي رَجُلٍ خَاصَمْتُهُ فِي بِئْرٍ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟» قُلْتُ: لَا، قالَ: «فَلْيَحْلِفْ

(4)

». قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفُ

(5)

. فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ

⦗ص: 260⦘

يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ} الآيَةَ [آل عمران: 77].

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَحْلِفُ» . كتبت بالحمرة.

(5)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يَحْلِفَ» ، وصحَّح عليها.

ص: 259

(31)

‌ بابُ الْقَضَاءِ فِي كَثِيرِ الْمَالِ وَقَلِيلِهِ

(1)

وَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ: الْقَضَاءُ فِي قَلِيلِ الْمَالِ وَكَثِيرِهِ سَوَاءٌ.

ص: 260

7185 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ:

عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَلَبَةَ

(1)

خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ

(2)

فَقالَ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، أَقْضِي لَهُ بِذَلِكَ، وَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ

(3)

، فَلْيَأخُذْهَا أَوْ لِيَدَعْهَا».

(1)

بهامش (ب، ص): اللام من «جلبة» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَيْهِمْ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ نارٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 260

(32)

‌ بابُ بَيْعِ الإِمَامِ عَلَى النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَضِيَاعَهُمْ

وَقَدْ بَاعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

مِنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «مُدَبَّرًا» .

ص: 260

7186 -

حدَّثنا ابْنُ نُمَيْرٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرٍ

(1)

قالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ غُلَامًا

(2)

عَنْ دُبُرٍ

(3)

، لَمْ

⦗ص: 261⦘

يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرهُ، فَبَاعَهُ بِثَمَانِ مِئَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِثَمَنِهِ إِلَيْهِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَبْدِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «لَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عَنْ دَيْنٍ» ، قال في الفتح: وهو تصحيف.

ص: 260

(33)

‌ بابُ مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ بِطَعْنِ

(1)

مَنْ لَا يَعْلَمُ فِي الأُمَرَاءِ حَدِيثًا

(2)

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «لِطَعْنِ» .

(2)

قوله: «حديثًا» ليس في رواية أبي ذر والأصيلي ولا في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

ص: 261

7187 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ

(1)

: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطُعِنَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقالَ

(2)

: «إِنْ تَطْعنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلإِمْرَةِ

(3)

، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِلْإِمارَةِ» .

ص: 261

(34)

‌ بابُ الأَلَدِّ الْخَصِمِ

وَهوَ الدَّائِمُ الْخُصُومَةِ

(1)

.

{لُّدًّا} [مريم: 97]: عُوْجًا

(2)

.

(1)

في (ب، ص): «وَهوَ الدَّائِمُ فِي الْخُصُومَةِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «{أَلَدُّ} [البقرة: 204]: أَعْوَجُ» .

ص: 261

7188 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ:

يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ» .

ص: 261

(35)

‌ بابٌ: إِذَا قَضَى الْحَاكِمُ بِجَوْرٍ، أَوْ خِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَهوَ رَدٌّ

ص: 262

7189 -

حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدًا

(1)

- (ح): وَحدَّثَنِي نُعَيْمٌ: أخبَرَنا

(2)

عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَقَالُوا: صَبَأْنَا صَبَأْنَا. فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَأَمَرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ

لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ

(3)

». مَرَّتَيْنِ.

(1)

من قوله: «عن الزهري» إلى قوله: «خالدًا» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني أبُو عَبْدِ اللهِ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا» .

(3)

قوله: «بن الوليد» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 262

(36)

‌ بابُ الإِمَامِ يَأتِي قَوْمًا فَيُصْلِحُ

(1)

بَيْنَهُمْ

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِيُصْلِحَ» .

ص: 262

7190 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادٌ: حدَّثنا أَبُو حَازِمٍ الْمَدِينِيُّ

(1)

:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرٍو، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ أَتَاهُمْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ

(2)

وَأَقَامَ، وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَشَقَّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَتَقَدَّمَ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، قالَ: وَصَفَّحَ الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي

(3)

الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْرُغَ، فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لَا يُمْسكُ

(4)

عَلَيْهِ الْتَفَتَ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ

⦗ص: 263⦘

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(5)

أَنِ امْضِهْ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً يَحْمَدُ

(6)

اللَّهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ تَقَدَّمَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قالَ:«يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ؟» قالَ: لَمْ يَكُنْ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وَقالَ لِلْقَوْمِ: «إِذَا نَابَكُمْ

(7)

أَمْرٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «المَدَنِيُّ» ، وهو موافق لما في نسختي البقاعي والقرشي، وعزاها في (ب، ص) إلى رواية أبي ذر.

(2)

لفظة: «بلال» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

لفظة «في» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(4)

ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِيَدِهِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَحَمِدَ» .

(7)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَابَكُمْ» .

ص: 262

(37)

بابُ مَا يُسْتَحَبُّ

(1)

لِلْكَاتِبِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا عَاقِلًا

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بابٌ: يُسْتَحَبُّ» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية أبي ذر والأصيلي.

ص: 263

7191 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو ثَابِتٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ لِمَقْتَلِ

(1)

أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقالَ: إِنَّ الْقَتْلَ

(2)

اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا، فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قالَ زَيْدٌ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنَّكَ

(3)

رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 264⦘

فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ

(4)

. قالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ بِأَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا كَلَّفَنِي مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ.

قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟! قالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ يَحُثُّ

(5)

مُرَاجَعَتِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَيَا، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ، فَوَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ:{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إِلَى آخِرِهَا مَعَ خُزَيْمَةَ - أَوْ: أَبِي خُزَيْمَةَ- فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا، وَكَانَتِ

(6)

الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ.

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: اللِّخَافُ يَعْنِي الْخَزَفَ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «مَقْتَلَ» .

(2)

زاد في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي لفظة: «قد» .

(3)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر: «واجْمَعْهُ» .

(5)

هكذا في رواية الأصيلي أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«يُحِبُّ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكَانَت» .

ص: 263

(38)

‌ بابُ كِتَابِ الْحَاكِمِ إِلَى عُمَّالِهِ، وَالْقَاضِي إِلَى أُمَنَائِهِ

ص: 264

7192 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي لَيْلَى - (ح): حدَّثَنا

(1)

إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي لَيْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ-:

عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ -أَوْ: عَيْنٍ- فَأَتَى يَهُودَ فَقالَ: أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ. قَالُوا: مَا قَتَلْنَاهُ وَاللَّهِ. ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَذَكَرَ لَهُمْ، وَأَقْبَلَ

(2)

هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ، وَهوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ، وَهوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

لِمُحَيِّصَةَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ» . يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا بِحَرْبٍ» .

⦗ص: 265⦘

فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ بِهِ، فَكُتِبَ

(4)

: مَا قَتَلْنَاهُ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: «أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟» قَالُوا

(5)

: لَا. قالَ: «أَفَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ؟» قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ. فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عِنْدِهِ مِئَةَ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتِ الدَّارَ، قالَ سَهْلٌ: فَرَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «وَحَدَّثَنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فَأقْبَلَ» .

(3)

قوله: «النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَكَتَبُوا» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر: «فَقالُوا» .

ص: 264

(39)

‌ بابٌ: هَلْ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا وَحْدَهُ لِلنَّظَرِ

(1)

فِي الأُمُورِ؟

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْظُرُ» .

ص: 265

7193 -

7194 - حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قالَا: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ، فَقالَ: صَدَقَ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقالَ الأَعْرَابِيُّ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَقَالُوا لِي: عَلَى ابْنِكَ الرَّجْمُ

(1)

، فَفَدَيْتُ ابْنِي مِنْهُ

بِمِئَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَقَالُوا: إِنَّمَا عَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ

(2)

، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ -لِرَجُلٍ- فَاغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا». فَغَدَا عَلَيْهَا أُنَيْسٌ فَرَجَمَهَا.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «إنَّ عَلَى ابْنِكَ الرَّجْمَ» .

(2)

من قوله: «فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا .. » إلى قوله: «وَتَغْرِيبُ عَامٍ» مكرر في رواية أبي ذر، وبهامشها بعد أن كتبها بالحمرة في الهامش:«تكرر وكتب غلطًا» . اهـ.

ص: 265

(40)

‌ بابُ تَرْجَمَةِ الْحُكَّامِ

(1)

، وَهَلْ يَجُوزُ ترْجُمَانٌ

(2)

وَاحِدٌ؟

7195 -

وَقالَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ

⦗ص: 266⦘

كِتَابَ الْيَهُودِ

(3)

حَتَّى كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُتُبَهُ، وَأَقْرَأْتُهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ.

وَقالَ عُمَرُ، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانُ: مَاذَا تَقُولُ هَذِهِ؟ قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ: فَقُلْتُ: تُخْبِرُكَ بِصَاحِبِهِمَا الَّذِي صَنَعَ بِهِمَا

(4)

.

وَقالَ أَبُو جَمْرَةَ: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ.

وَقالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَا بُدَّ لِلْحَاكِمِ مِنْ مُتَرْجِمَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الحاكِمِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح التاء وضمِّها.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اليَهُودِيَّةِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «بِصاحِبِها الَّذِي صَنَعَ بِها» .

ص: 265

7196 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ قالَ لِتَرْجُمَانِهِ

(1)

: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقالَ لِلتّرْجُمَانِ

(2)

: قُلْ لَهُ: إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَسَيَمْلُكُ

(3)

مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ.

(1)

هكذا ضبطت التاء في (و، ص)، وضبطت في (ب) بالضمِّ:«لتُرجمانه» ، وأهمل ضبطها في (ن).

(2)

بفتح التاء المثقلة وضمها، وهكذا ضبطت التاء في (ب، ص)، وضبطت في (و) بالفتح، وأهمل ضبطها في (ن).

(3)

أهمل ضبط اللَّام في (ن، و) ونسختي البقاعي والقرشي، وضبطها في (ب) بالكسر، وفي (ص) بالضمِّ، ونقل في هامش (ب، ص) أنَّها في اليونينية بالضمِّ.

ص: 266

(41)

‌ بابُ مُحَاسَبَةِ الإِمَامِ عُمَّالَهُ

(1)

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «مَعَ عُمَّالِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 266

7197 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا عَبْدَةُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ ابْنَ الأُتَبِيَّةِ

(1)

عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ،

⦗ص: 267⦘

فَلَمَّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ

(2)

صلى الله عليه وسلم وَحَاسَبَهُ قالَ: هَذَا الَّذِي لَكُمْ، وَهَذِهِ

(3)

هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ

(4)

صلى الله عليه وسلم: «فَهَلَا

(5)

جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَبَيْتِ أُمِّكَ حَتَّى تَأتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟!» ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ، وَحَمِدَ

(6)

اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ رِجَالًا مِنْكُمْ عَلَى أُمُورٍ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأتِي أَحَدُكُمْ

(7)

فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَهَلَّا

(8)

جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَبَيْتِ أُمِّهِ حَتَّى تَأتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا؟! فَوَاللَّهِ لَا يَأخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا -قالَ هِشَامٌ: بِغَيْرِ حَقِّهِ- إِلَّا جَاءَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا فَلا أَعْرِفَنَّ

(9)

مَا جَاءَ اللَّهَ رَجُلٌ بِبَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٍ تَيْعَرُ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ:«أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ» ؟

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «اللُّتَبِيَّة» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «النَّبِيِّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وهذا» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» . كتبت بالحمرة.

(5)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية ليست اللام مشددة في هذه. اهـ. وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَلَّا» . كتبت بالحمرة. وضبطت في (ب، ص): «ألَا» .

(6)

في رواية أبي ذر: «فَحَمِدَ» . كتبت بالحمرة.

(7)

في رواية أبي ذر: «أحَدُهُمْ» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أَلَّا» .

(9)

هكذا في رواية أبي ذر والمُستملي أيضًا، كتبت بالحمرة، وضبط المتن في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية بوجهين: «فَلَا أَعْرِفَنَّ» ، «فَلَأَعْرِفَنَّ» .

ص: 266

(42)

‌ بابُ بِطَانَةِ الإِمَامِ وَأَهْلِ مَشُورَتِهِ

الْبِطَانَةُ: الدُّخَلَاءُ.

ص: 267

7198 -

حدَّثنا أَصْبَغُ: أخبَرَنا

(1)

ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ، وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ

⦗ص: 268⦘

خَلِيفَةٍ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى».

وَقالَ سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى: أخبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِهَذَا. وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ.

وَقالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ.

وَقالَ الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ: حَدَّثَنِي

(2)

الزُّهْرِيُّ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقالَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ.

وَقالَ عَبْدُ اللَّهِ

(3)

بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: حدَّثني صَفْوَانُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(3)

هكذا في اليونينية، وضُبِّبَ عليها في (ن) بخط ابن المارديني، وكتب بهامشها: صوابه: «عُبَيْدُ اللهِ» . اهـ. ونبَّه على هذا في هامش (ب، ص) والإرشاد.

ص: 267

(43)

‌ بابٌ: كَيْفَ يُبَايِعُ الإِمَامُ النَّاسَ

(1)

؟

(1)

في رواية أبي ذر: «الْإِمَامَ النَّاسُ» .

ص: 268

7199 -

7200 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قالَ: أخبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ: أخبَرَنِي أَبِي:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُومَ -أَوْ: نَقُولَ- بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ».

ص: 268

7201 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: حدَّثنا حُمَيْدٌ:

⦗ص: 269⦘

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ، فَقالَ:

«اللَّهُمَّ إِنَّ الْخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَهْ

فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»

فَأَجَابُوا

(1)

:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا

عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدًا

(1)

في رواية أبي ذر: «فأجَابُوهُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 268

7202 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ يَقُولُ لَنَا: «فِيمَا اسْتَطَعْتَ

(1)

».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيما اسْتَطَعْتُمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 269

7203 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قالَ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ حَيْثُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ قالَ: كَتَبَ: إِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِمِثْلِ ذَلِكَ.

ص: 269

7204 -

حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا هُشَيْمٌ: أخبَرَنا سَيَّارٌ، عَنِ

الشَّعْبِيِّ:

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ -فَلَقَّنَنِي: فِيمَا اسْتَطَعْتُ- وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

ص: 269

7205 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قالَ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قالَ: لَمَّا بَايَعَ النَّاسُ عَبْدَ الْمَلِكِ، كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِلَى عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أُقِرُّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّ بَنِيَّ قَدْ أَقَرُّوا بِذَلِكَ.

ص: 269

7206 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ

(1)

، قالَ:

قُلْتُ لِسَلَمَةَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ قالَ: عَلَى الْمَوْتِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ أبي عُبَيْدٍ» . كتبت بالحمرة.

ص: 270

7207 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِينَ وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، قالَ

(1)

لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ عَلَى هَذَا

(2)

الأَمْرِ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمُ اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنْكُمْ. فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمْرَهُمْ، فَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ يَتْبَعُ أُولَئِكَ الرَّهْطَ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ، وَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ تِلْكَ اللَّيَالِيَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ

(3)

الَّتِي أَصْبَحْنَا مِنْهَا فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ. قالَ الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ

(4)

مِنَ اللَّيْلِ، فَضَرَبَ الْبَابَ حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَقالَ: أَرَاكَ نَائِمًا، فَوَاللَّهِ مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ

(5)

بِكَبِيرِ

(6)

نَوْمٍ، انْطَلِقْ فَادْعُ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا. فَدَعَوْتُهُمَا لَهُ فَشَاوَرَهُمَا

(7)

، ثُمَّ دَعَانِي فَقالَ: ادْعُ لِي عَلِيًّا. فَدَعَوْتُهُ فَنَاجَاهُ حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَهوَ عَلَى طَمَعٍ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْشَى مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا، ثُمَّ قالَ: ادْعُ لِي عُثْمَانَ. فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى لِلنَّاسِ

(8)

الصُّبْحَ، وَاجْتَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ،

⦗ص: 271⦘

وَأَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ، وَكَانُوا وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا عَلِيُّ، إِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلَا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا. فَقالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

(9)

وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ. فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ: الْمُهَاجِرُونَ

(10)

وَالأَنْصَارُ وَأُمَرَاءُ الأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمُونَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(2)

في رواية كريمة وأبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عنْ هذا» ، قال في الفتح عن رواية المتن: وهي أوجه. اهـ.

(3)

في رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى إِذَا كَانَت تِلْكَ اللَّيْلَةَ» ، ولم يشر إلى نصب «الليلة» في (ب، ص).

(4)

بهامش (ب، ص): ليس «هجع» مضبوطًا في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هذِهِ الثَّلاثَ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «بِكَثِيرٍ» .

(7)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «فَسارَّهُما» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر: «صلى النَّاسُ» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وسُنَّةِ رسوِلِه» .

(10)

في رواية أبي ذر: «والمُهاجِرُونَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 270

(44)

‌ بابُ مَنْ بَايَعَ مَرَّتَيْنِ

ص: 271

7208 -

ثلاثي - حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:

عَنْ سَلَمَةَ، قالَ:

بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقالَ لِي:«يَا سَلَمَةُ أَلَا تُبَايِعُ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَايَعْتُ فِي الأَوَّلِ. قالَ: «وَفِي الثَّانِي

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «في الْأُولَى، قالَ: وفِي الثَّانِيَةِ» .

ص: 271

(45)

‌ بابُ بَيْعَةِ الأَعْرَابِ

ص: 271

7209 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ، فَأَصَابَهُ وَعْكٌ، فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى

(1)

، فَخَرَجَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيبُهَا

(2)

».

(1)

بهامش (ب، ص): قوله: «ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى» مخرَّج في اليونينية في الهامش، غير مصحح عليه، وهكذا فعل في الفرع. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وتَنْصَعُ طِيبَهَا» .

ص: 271

(46)

‌ بابُ بَيْعَةِ الصَّغِيرِ

ص: 272

7210 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا سَعِيدٌ- هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ-

(1)

: حدَّثني أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ:

عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ

(2)

حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ. فَقالَ رَسُوْلُ اللهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم: «هُوَ صَغِيرٌ» . فَمَسَحَ رَأسَهُ وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ.

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر: «بِنْتُ» .

(3)

في (و، ب، ص): «النَّبِيُّ» ، والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

ص: 272

(47)

‌ بابُ مَنْ بَايَعَ ثُمَّ اسْتَقالَ الْبَيْعَةَ

ص: 272

7211 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَأَتَى الأَعْرَابِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيبُهَا

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «وتَنْصَعُ طِيبَهَا» .

ص: 272

(48)

‌ بابُ مَنْ بَايَعَ رَجُلًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا

ص: 272

7212 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ

⦗ص: 273⦘

إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ

(1)

، إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ، وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ يُبَايِعُ

(2)

رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فَأَخَذَهَا، وَلَمْ يُعْطِ

(3)

بِهَا».

(1)

في رواية الأصيلي: «للدُّنْيَا» ، وفي رواية أبي ذر:«لِدُنْيَا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَايَعَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أُعْطِيَ

يُعطَ»، وبهامش اليونينية: حاشية بخط اليونيني: في نسختي الحافظين أبي ذر وأبي محمد الأصيلي من أول الأحاديث التي تكررت في حلف المشتري: «لقد أُعْطِيَ» بضم الهمزة وكسر الطاء، و [يُعْطَ بـ] ضم الياءِ مُضارَعةً، كذلك وجدته مضبوطًا [زاد في (ب، ص): حيث تكرر]. كتبه علي بن محمد. اهـ.

وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية: «وضمِّ الياءِ مُضارَعةً» ولعلَّه (وفتح الطَّاء في مضارعه) فإنَّ الياء في كلتا روايتي البناء للفاعل والمفعول مضمومةٌ، بخلاف الطَّاء فإنَّها في رواية البناء للمفعول التي هي رواية الحافظين المذكورين مفتوحة. والله أعلم. اهـ.

ص: 272

(49)

‌ بابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ

رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 273

7213 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -وَقالَ

اللَّيْثُ: حدَّثني يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ-: أخبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ:

أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: قالَ لَنَا

(1)

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ

(2)

: «تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ» . فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ.

(1)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «في المَجْلِسِ» .

ص: 273

7214 -

حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ:

⦗ص: 274⦘

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَايِعُ النِّسَاءَ بِالْكَلَامِ بِهَذِهِ الآيَةِ: {لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}

[الممتحنة: 12]. قالَتْ: وَمَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ إِلَّا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا.

ص: 273

7215 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ:

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قالَتْ: بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيَّ

(1)

: {أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12] وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا يَدَهَا، فَقالَتْ: فُلَانَةُ أَسْعَدَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا. فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ، فَمَا وَفَتِ امْرَأَةٌ إِلَّا أُمُّ سُلَيْمٍ، وَأُمُّ الْعَلَاءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، أَوِ: ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «علَيْنا» .

ص: 274

(50)

‌ بابُ مَنْ نَكَثَ بَيْعَةً

(1)

، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ

(2)

يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ

(3)

اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10]

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَيْعَتَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

هكذا على قراءة الجمهور غير حفص.

ص: 274

7216 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

سَمِعْتُ جَابِرًا قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: بَايِعْنِي عَلَى الإِسْلَامِ. فَبَايَعَهُ عَلَى الإِسْلَامِ، ثُمَّ جَاءَ الْغَدَ

(1)

مَحْمُومًا، فَقالَ: أَقِلْنِي. فَأَبَى، فَلَمَّا وَلَّى، قالَ: «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيِّبُهَا

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ الغَدِ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وتَنْصَعُ طِيبَهَا» .

ص: 274

(51)

‌ بابُ الاِسْتِخْلَافِ

ص: 275

7217 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: أخبَرَنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قالَ:

قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَا رَأسَاهْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ» . فَقالَتْ عَائِشَةُ: وَا ثُكْلِيَاهُ

(1)

، وَاللَّهِ إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ، لَظَلِلْتَ

(2)

آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ. فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنَا وَا رَأسَاهُ، لَقَدْ هَمَمْتُ -أَوْ: أَرَدْتُ- أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ؛ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ،

ثُمَّ قُلْتُ: يَأبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ» أَوْ: «يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأبَى الْمُؤْمِنُونَ» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وا ثُكْلاهْ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَظَلَلْتَ» .

ص: 275

7218 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قالَ: إِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ، وَإِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقالَ: رَاغِبٌ رَاهِبٌ، وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا، لَا لِيْ وَلَا عَلَيَّ، لَا أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَمَيِّتًا

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَلَا مَيِّتًا» .

ص: 275

7219 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الآخِرَةَ حِينَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَذَلِكَ الْغَدُ

(1)

مِنْ يَوْمٍ

(2)

تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَتَشَهَّدَ وَأَبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، قالَ: كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَدْبُرَنَا -يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ- فَإِنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ

(3)

⦗ص: 276⦘

جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نُورًا تَهْتَدُونَ بِهِ هَدَى اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَانِي اثْنَيْنِ، فَإِنَّهُ أَوْلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُمُورِكُمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ، وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ. قالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لأَبِي بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ: اصْعَدِ الْمِنْبَرَ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَعِدَ

(4)

الْمِنْبَرَ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَامَّةً.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «الْغَدَ» .

(2)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «يومٍ» مجرور منوَّن. اهـ.

(3)

لفظة: «قد» ليست في رواية أبي ذر وابن عساكر.

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَتَّى أصْعَدَهُ» .

ص: 275

7220 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ قالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قالَتْ

(1)

: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئتُ وَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْمَوْتَ، قالَ:«إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَقالَتْ» .

ص: 276

7221 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قالَ لِوَفْدِ بُزَاخَةَ: تَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الإِبِلِ، حَتَّى يُرِيَ اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ.

ص: 276

(51 م) بابٌ

(1)

(1)

لفظة: «باب» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.

ص: 276

7222 -

7223 - حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا» . فَقالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقالَ أَبِي: إِنَّهُ قالَ: «كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 276

(52)

‌ بابُ إِخْرَاجِ الْخُصُومِ وَأَهْلِ الرِّيَبِ مِنَ الْبُيُوتِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ

وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ نَاحَتْ.

ص: 277

7224 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ يُحْتَطَبُ

(1)

، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ

(2)

أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مَرْمَاتَيْنِ

(3)

حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ».

(4)

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَيُحْتَطَبَ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أحدُهُم» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الميم وفتحها معا، وفي (ب، ص) بكسر الميم فقط.

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي زيادة: «قالَ مُحمدُ بنُ يُوسفَ: قال يونُسُ: قال محمدُ بنُ سُلَيْمانَ: قال أبُو عَبْدِ اللهِ: مِرْماةٌ: ما بَيْنَ ظِلْفِ الشَّاةِ من اللَّحْمِ، مِثلُ مِنْسَأةٍ ومِيضَأةٍ، الميمُ مَخْفُوضَةٌ» .

ص: 277

(53)

‌ بابٌ: هَلْ لِلإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ الْمُجْرِمِينَ وَأَهْلَ الْمَعْصِيَةِ مِنَ الْكَلَامِ مَعَهُ

وَالزِّيَارَةِ وَنَحْوِهِ؟

ص: 277

7225 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ

(2)

كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قالَ:

سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قالَ: لَمَّا تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ -فَذَكَرَ حَدِيثَهُ- وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «عن عبد الله بنِ» .

ص: 277

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

(1)

بابُ مَا جَاءَ فِي التَّمَنِّي، وَمَنْ تَمَنَّى الشَّهَادَةَ

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي بعد البسملة: «كِتابُ التمَنِّي» .

ص: 278

7226 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ، مَا تَخَلَّفْتُ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ» .

ص: 278

7227 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَدِدْتُ أَنِّي

(1)

لأُقَاتِلُ

(2)

فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا

(3)

». فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُهُنَّ ثَلَاثًا: أَشْهَدُ بِاللَّهِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُقَاتِلُ» .

(3)

قوله: «ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 278

(2)

‌ بابُ تَمَنِّي الْخَيْرِ

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ لِي

أُحُدٌ ذَهَبًا»

ص: 278

7228 -

حدَّثنا

(1)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدِي أُحُدٌ ذَهَبًا، لأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأتِيَ

(2)

ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ -لَيْسَ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ

(3)

فِي دَيْنٍ عَلَيَّ- أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «عَلَيَّ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبالهامش: حاشية بخط اليونيني: في نسخة الحافظ أبي ذر: «أُرْصِدُهُ» بضم الهمزة وكسر الصاد، وكذلك شاهدتُه في أصلٍ مقروءٍ على الحافظ أبي محمد عبد الله الأصيلي. اهـ.

ص: 278

(3)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ»

ص: 279

7229 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ

(1)

قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَحَلَلْتُ مَعَ النَّاسِ حِينَ حَلُّوا» .

ص: 279

7230 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا يَزِيدُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَبَّيْنَا بِالْحَجِّ، وَقَدِمْنَا مَكَّةَ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً وَلْنَحِلَّ

(1)

، إِلَّا مَنْ كَانَ

(2)

مَعَهُ هَدْيٌ. قالَ: وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِنَّا هَدْيٌ غَيْرَ

(3)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَطَلْحَةَ، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَقالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ

(4)

إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ؟! قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَحَلَلْتُ» . قالَ: وَلَقِيَهُ سُرَاقَةُ وَهوَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَنَا هَذِهِ خَاصَّةً؟ قالَ: «لَا، بَلْ لأَبَدٍ

(5)

». قالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدِمَتْ مَكَّةَ وَهيَ

(6)

حَائِضٌ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَنْسُكَ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنَّهَا لَا تَطُوفُ وَلَا تُصَلِّي حَتَّى تَطْهُرَ، فَلَمَّا نَزَلُوا الْبَطْحَاءَ، قالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِحَجَّةٍ

(7)

؟!

⦗ص: 280⦘

قالَ: ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنْ يَنْطَلِقَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ عُمْرَةً فِي ذِي الْحَجَّةِ بَعْدَ أَيَّامِ الْحَجِّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَنَحِلَّ» .

(2)

لفظة: «كان» ثابتة في رواية أبي ذر والحَمُّويي أيضًا.

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الراء وفتحها، وكتب فوقها «معًا» ، وفي رواية أبي ذر:«غَيْرِ» ، هكذا في الإرشاد والسلطانية، ووقع في (ب، ص) أنَّ بهامش اليونينية دون رقْم: «غيرِهِ» ، وهو خطأ، ولم يُذكر في (ن، و) هذا الاختلاف.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أنَنْطَلِقُ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِلْأَبَدِ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدِمَتْ مَعَهَ وَهيَ» .

(7)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِحَجٍّ» .

ص: 279

(4)

بابُ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْتَ كَذَا وَكَذَا»

ص: 280

7231 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قالَ:

قالَتْ عَائِشَةُ: أَرِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ:«لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ» . إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، قالَ:«مَنْ هَذَا؟» قِيلَ: سَعْدٌ

(1)

يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ. فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ.

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقالَتْ عَائِشَةُ: قالَ بِلَالٌ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «ثم قال» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«قال» . قال في «الفتح» : وهو أولى. اهـ. والذي في (و، ب، ص): أنَّ هذه الرواية: «ثمَّ قال» بدل «قيل» ، وعزوها لرواية السَّمعاني عن أبي الوقت ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهو موافق لما في الإرشاد.

ص: 280

(5)

‌ بابُ تَمَنِّي الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ

ص: 280

7232 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ

(1)

اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ

(2)

كَمَا يَفْعَلُ».

⦗ص: 281⦘

حدَّثَنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ بِهَذَا

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنْ آنَاءِ» .

(2)

هكذا في (ن، و)، والذي في متن (ب، ص): «مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ» ، وأُثبتت لفظة:«هذا» مضروبًا عليها، وكتب بهامشهما: كذا مضروب على «هذا» في اليونينية. اه.

(3)

قوله: «حدَّثنا قتيبة: حدَّثنا جرير بهذا» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 280

7233 -

حدَّثنا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قالَ:

قالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا تَتَمَنَّوُا

(1)

الْمَوْتَ» لَتَمَنَّيْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قال: لا تَمَنَّوُا» .

ص: 281

7234 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عَبْدَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قالَ:

أَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا، فَقالَ: لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.

ص: 281

7235 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ -اسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ- مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَتَمَنَّى

(2)

أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ».

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ» ، فهو من مسند أبي هريرة، وليس مرسلًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَتَمَنَّيَنَّ» .

ص: 281

(7)

‌ بابٌ: قَوْلُ

(1)

الرَّجُلِ

(2)

: لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قولِ» ، وبهامش (ب، ص): هذا الباب في اليونينية مكتوب بالحمرة، وعليه علامة أبي ذر، فيكون رفع «قول» على رواية غيره ترجمةً. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «النَّبيِّ» .

ص: 282

7236 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الأَحْزَابِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ

(1)

، يَقُولُ:

«لَوْلَا أَنْتَ

(2)

مَا اهْتَدَيْنَا نَحْنُ

وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا

إِنَّ الأُلَى -وَرُبَّمَا قالَ: الْمَلَا- قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا

إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا أَبَيْنَا».

يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَإنَّ التُّرابَ لَمُوارٍ بَيَاضَ إبْطَيْهِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 282

(8)

‌ بابُ كَرَاهِيَةِ التَّمَنِّي لِقَاءَ

(1)

الْعَدُوِّ

وَرَوَاهُ

(2)

الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «تَمَنِّيَ لِقَاءِ» ، وفي رواية الأصيلي وابن عساكر:«التَّمَنِّي لِلِقاءِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 282

7237 -

حدَّثني

(1)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ

كَاتِبًا لَهُ، قالَ:

كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ» .

(1)

في رواية الأصيلي وأبي ذر وابن عساكر: «حدَّثنا» .

ص: 282

(9)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ،

وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} [هود: 80]

ص: 283

7238 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قالَ:

ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: أَهيَ

(1)

الَّتِي قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا امْرَأَةً مِنْ غَيْرِ

(2)

بَيِّنَةٍ»؟ قالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ أَعْلَنَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «هِيَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «عنْ غَيْرِ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«بِغَيْرِ» .

ص: 283

7239 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو:

حدَّثَنا عَطَاءٌ قالَ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْعِشَاءِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَقالَ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ. فَخَرَجَ وَرَأسُهُ يَقْطُرُ يَقُولُ:«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي -أَوْ: عَلَى النَّاسِ، وَقالَ سُفْيَانُ أَيْضًا: عَلَى أُمَّتِي- لأَمَرْتُهُمْ بِالصَّلَاةِ هَذِهِ السَّاعَةَ» .

قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الصَّلَاةَ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَقَدَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ. فَخَرَجَ وَهوَ يَمْسَحُ الْمَاءَ عَنْ شِقِّهِ يَقُولُ:«إِنَّهُ لَلْوَقْتُ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» .

وَقالَ عَمْرٌو: حدَّثنا عَطَاءٌ، لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَمَّا عَمْرٌو فَقالَ: رَأسُهُ يَقْطُرُ، وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَمْسَحُ الْمَاءَ عَنْ شِقِّهِ، وَقالَ عَمْرٌو:«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» . وَقالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «إِنَّهُ لَلْوَقْتُ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» .

وَقالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مَعْنٌ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 283

7240 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

⦗ص: 284⦘

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ» .

تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُغِيرَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

(1)

قوله: «تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُغِيرَةَ

» وقع هنا في اليونينية، وليس هذا محلها بل محلها بعد حديث أنس الآتي عقب هذا، نبَّه على هذا في «الفتح» .

ص: 283

7241 -

حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «لَوْ مُدَّ بِيَ

(1)

الشَّهْرُ، لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ؛ إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «لَوْ مَدَّنِي» .

ص: 284

7242 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -وَقالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ-: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوِصَالِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ. قالَ: «أَيُّكُمْ مِثْلِي؛ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ» . فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا، وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقالَ:«لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ» . كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ.

ص: 284

7243 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا أَشْعَثُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ

(1)

أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ؟ قالَ: «نَعَمْ» . قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ

(2)

لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ» . قُلْتُ: فَمَا شَأنُ بَابِهِ

⦗ص: 285⦘

مُرْتَفِعًا؟ قالَ: «فَعَلَ ذَاكِ قَوْمُكِ؛ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاؤُوا، وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاؤُوا، لَوْلَا

(3)

أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ

(4)

بِالْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ

(5)

فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ فِي الأَرْضِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَمَا بالُهُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «وَلَوْلَا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَدِيثُ عَهْدٍ» .

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «الجِدَارَ» .

ص: 284

7244 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ وَادِيًا -أَوْ: شِعْبًا- لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ» ، أَوْ:«شِعْبَ الأَنْصَارِ» .

ص: 285

7245 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا -أَوْ: شِعْبًا

(1)

- لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا».

تَابَعَهُ أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: فِي الشِّعْبِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَشِعْبًا» .

ص: 285

بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

بابُ مَا جَاءَ فِي إِجَازَةِ خَبَرِ الْوَاحِدِ الصَّدُوقِ فِي الأَذَانِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ

قَوْلُ اللَّهِ

(1)

تَعَالَى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ

(2)

لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].

وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] فَلَوِ اقْتَتَلَ رَجُلَانِ

(3)

دَخَلَ فِي مَعْنَى الآيَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وَكَيْفَ بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَرَاءَهُ

(4)

وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، فَإِنْ سَهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَقَوْلِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيَةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الرَّجُلانِ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أُمَرَاءَ» . (ن)، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 286

7246 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

حدَّثَنا مَالِكٌ

(1)

قالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا

(2)

- أَوْ: قَدِ اشْتَقْنَا- سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ،

قالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ -وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا، أَوْ: لَا أَحْفَظُهَا- وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «بنُ الحُوَيْرِثِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَهْلِينَا» .

ص: 286

7247 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ -أَوْ قالَ: يُنَادِي- لِيَرْجِعَ

(1)

قَائِمَكُمْ، وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ الْفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا -وَجَمَعَ يَحْيَى كَفَّيْهِ- حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا». وَمَدَّ يَحْيَى إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لِيُرَجِّعَ» . وبهامش اليونينية: قال الإمام ابن سِيْدَه في «المحكم» : وراجَع الشيءَ: رجَع إليه. عن ابن جنِّي. وراجعتُه أراجِعُهُ [في (ب، ص): ورَجَعْتُه أَرْجِعهُ] رجعًا ومَرْجَعًا ومَرْجِعًا. قال: وحكى أبو زيد عن الضَّبِّيِّين أنهم قرؤوا: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا)، وحكى سيبويه:«رجَّعته» انتهى كلام ابن سِيْدَه. وقال الإمام عياض في «المشارق» : وقوله: «وأن [في (ص): أو أن] يَرْجعه إلى أهله» بفتح الياء ثلاثي، أي: يَرُدُّه، وحكى ثعلبٌ فيه: أرجعتُ، رباعيٌ. اهـ.

ص: 287

7248 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» .

ص: 287

7249 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ.

ص: 287

7250 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ، فَقالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقالَ: «أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟» فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ، ثُمَّ رَفَعَ.

ص: 287

7251 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ

(1)

، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في صَلاةِ الفَجْرِ» .

ص: 288

7252 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ:

عَنِ الْبَرَاءِ قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]. فَوُجِّهَ

(1)

نَحْوَ الْكَعْبَةِ، وَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقالَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ

قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ.

(1)

بهامش (ب): فتح جيم «يوجَّه» من الفرع، لم يضبطها في اليونينية.

ص: 288

7253 -

حدَّثني

(1)

يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخٍ -وَهوَ تَمْرٌ- فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. فَقالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أَنَسُ، قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا. قالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى مِهْرَاسٍ لَنَا فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى انْكَسَرَتْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 288

7254 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ:

عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لأَهْلِ نَجْرَانَ: «لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» . فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ.

ص: 288

7255 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ» .

ص: 289

7256 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم قالَ: وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدْتُهُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا غِبْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدَ

(1)

أَتَانِي بِمَا يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وشَهِدَهُ» .

ص: 289

7257 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ

(1)

، عَنْ سَعْدِ بْنِ

(2)

عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ

(3)

نَارًا، وَقالَ

(4)

: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا. فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا:«لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . وَقالَ لِلآخَرِينَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ

(5)

، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فَأَوْقَدُوا» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فقال» . (ن)، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «في المَعْصِيَةِ» .

ص: 289

7258 -

7259 - 7260 - حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَزَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 290⦘

وَحدَّثَنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَامَ

رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ لِي بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَامَ خَصْمُهُ فَقالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْضِ لَهُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ

(1)

لِي. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ» . فَقالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا -وَالْعَسِيفُ: الأَجِيرُ- فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى امْرَأَتِهِ الرَّجْمَ، وَأَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. فَقالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، أَمَّا الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ فَرُدُّوهَا، وَأَمَّا ابْنُكَ فَعَلَيْهِ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ -لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ- فَاغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا» . فَغَدَا عَلَيْهَا أُنَيْسٌ فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.

(1)

هكذا رسمت في (ب، ص)، وفيهما أنَّها رسمت في رواية أبي ذر:«وأْذَنْ» ، وهو المثبت في متن (ن، و).

ص: 289

(2)

باب: بَعث النَّبِي

(1)

صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ

(1)

ضُبطت في اليونينية بالوجهين: «بابٌ: بَعَثَ النَّبيُّ

»، «بابُ بَعْثِ النَّبيِّ

». وكتب فوق «بعث النبي» معًا.

ص: 290

7261 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قالَ

(2)

: نَدَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ

(3)

، فَقالَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ

(4)

الزُّبَيْرُ».

قالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقالَ لَهُ أَيُّوبُ: يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْهُمْ عَنْ جَابِرٍ، فَإِنَّ الْقَوْمَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ عَنْ جَابِرٍ، فَقالَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ: سَمِعْتُ جَابِرًا -فَتَابَعَ

(5)

بَيْنَ

⦗ص: 291⦘

أَحَادِيثَ

(6)

سَمِعْتُ جِابِرًا- قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: يَوْمَ قُرَيْظَةَ. فَقالَ: كَذَا حَفِظْتُهُ

(7)

كَمَا أَنَّكَ جَالِسٌ: يَوْمَ الْخَنْدَقِ. قالَ سُفْيَانُ: هُوَ يَوْمٌ وَاحِدٌ. وَتَبَسَّمَ سُفْيَانُ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بن المَدِينِي» ، وفي رواية كريمة زيادة:«المَدِينِي» .

(2)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة، وهي مستدركة في (ب، ص) دون علامة تصحيح.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «ثَلاثًا» .

(4)

في (ب، ص): «وحواريِّ» .

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَتَتابَعَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بَيْنَ أَرْبَعةِ أحَادِيثَ» .

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «منْهُ» .

ص: 290

(3)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ

(1)

لَكُمْ}

[الأحزاب: 53] فَإِذَا أَذِنَ لَهُ وَاحِدٌ جَازَ

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 291

7262 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ الْبَابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ، فَقالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقالَ:«ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» .

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .

ص: 291

7263 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ:

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنهم قالَ: جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْوَدُ عَلَى رَأسِ الدَّرَجَةِ، فَقُلْتُ: قُلْ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَأَذِنَ لِي.

ص: 291

(4)

بابُ مَا كَانَ يَبْعَثُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

مِنَ الأُمَرَاءِ وَالرُّسُلِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ

وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ بِكِتَابِهِ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى: أَنْ

⦗ص: 292⦘

يَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ.

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْعَثُ» .

(2)

أثر ابن عباس ثابتٌ في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 291

7264 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثني اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قالَ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى مَزَّقَهُ. فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ.

ص: 292

7265 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ:

حدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ: «أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ -أَوْ: فِي النَّاسِ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ» .

ص: 292

(5)

بابُ وَصَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وُفُودَ الْعَرَبِ أَنْ يُبَلِّغُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ

قالَهُ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ.

ص: 292

7266 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أخبَرَنا شُعْبَةُ.

وَحدَّثَنِي إِسْحَاقُ: أخبَرَنا النَّضْرُ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قالَ:

كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ، فَقالَ

(1)

: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ الْوَفْدُ؟» قَالُوا: رَبِيعَةُ. قالَ: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ وَالْقَوْمِ

(2)

، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءنَا. فَسَأَلُوا عَنِ الأَشْرِبَةِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، وَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ، قالَ:«هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ -وَأَظُنُّ فِيهِ: صِيَامُ رَمَضَانَ- وَتُؤْتُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ» . وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ. وَرُبَّمَا قالَ:

⦗ص: 293⦘

«الْمُقَيَّرِ» . قالَ: «احْفَظُوهُنَّ وَأَبْلِغُوهُنَّ مَنْ وَرَاءكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر وفي حاشية نسخة الأصيلي زيادة: «لي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أوِ الْقَوْمِ» .

ص: 292

(6)

‌ بابُ خَبَرِ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ

ص: 293

7267 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قالَ: قالَ لِي الشَّعْبِيُّ:

أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! وَقَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ

(1)

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ هَذَا، قالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيهِمْ سَعْدٌ، فَذَهَبُوا يَأكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فَأَمْسَكُوا، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«كُلُوا، أَوِ اطْعَمُوا؛ فَإِنَّهُ حَلَالٌ - أَوْ قالَ: لَا بَأسَ بِهِ، شَكَّ فِيهِ- وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رَوَى» .

ص: 293

بسم الله الرحمن الرحيم

‌كِتابُ الاعْتِصَامِ بالْكِتابِ والسُّنَّةِ

ص: 295

7268 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ

(1)

: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قالَ: قالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. فَقالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ.

سَمِعَ سُفْيَانُ مِنْ مِسْعَرٍ

(2)

، وَمِسْعَرٌ قَيْسًا، وَقَيْسٌ طَارِقًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ الحُمَيْدِيُّ» ، وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «سَمِعَ سُفْيَانُ مِسْعَرًا» .

ص: 295

7269 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ الْغَدَ حِينَ بَايَعَ الْمُسْلِمُونَ أَبَا بَكْرٍ، وَاسْتَوَى عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، تَشَهَّدَ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ فَقالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، وَهَذَا الْكِتَابُ الَّذِي هَدَى اللَّهُ بِهِ رَسُولَكُمْ، فَخُذُوا بِهِ تَهْتَدُوا، وَإِنَّمَا هَدَى

(1)

اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لِمَا هَدَى» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«بِمَا هَدَى» .

ص: 295

7270 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: ضَمَّنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقالَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ» .

ص: 295

7271 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، قالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا: أَنَّ أَبَا الْمِنْهَالِ حَدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ قالَ: إِنَّ اللَّهَ يُغْنِيكُمْ -أَوْ: نَعَشَكُمْ

(1)

- بِالإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «أو نعشكم» ليس في رواية أبي ذر، وفي رواية أبي ذر والمُستملي وحاشية رواية ابن عساكر زيادة: قال أبو عبد الله: وَقَع هاهُنا «يُغْنيكم» ، وإنَّما هو «نَعَشَكُمْ» يُنْظَرُ في أصل كتاب الاعتصام. اهـ، وقوله:«يُنْظَرُ» ليس في حاشية رواية ابن عساكر.

ص: 296

7272 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ: وَأُقِرُّ بِذلكَ

(1)

بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وأُقِرُّ لَكَ» .

ص: 296

(1)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ»

ص: 296

7273 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

قالَ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي» . قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا، أَوْ: تَرْغَثُونَهَا، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.

ص: 296

7274 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا اللَّيْثُ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ أُوْمِنَ

(1)

- أَوْ: آمَنَ- عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ

(2)

وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُوتِيتُهُ» .

ص: 296

(2)

‌ بابُ الاِقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ

صلى الله عليه وسلم، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]: قالَ: أَئمَّةً نَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدِي بِنَا مَنْ بَعْدَنَا.

وَقالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلإِخْوَانِي: هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ

(1)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويَدْعُوا النَّاسَ إلى خَيْرٍ» .

ص: 297

7275 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ وَاصِل، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قالَ: جَلَسَ إِلَيَّ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا، فَقالَ: هَمَمْتُ

(1)

أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ. قالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَفْعَلْهُ صَاحِبَاكَ. قالَ: هُمَا الْمَرْآنِ يُقْتَدَى

(2)

بِهِمَا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لَقَدْ هَمَمْتُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «نَقْتَدِي» .

ص: 297

7276 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَأَلْتُ الأَعْمَشَ فَقالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ:

سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَقَرَؤُوا الْقُرْآنَ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ» .

ص: 297

7277 -

حدَّثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يَقُولُ: قالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ

(1)

مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ {إِنَّ

(2)

مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: 134].

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَأَحْسَنَ الهُدَى هُدَى» .

(2)

لفظ «ان» ليس مضبوطًا في اليونينية. اهـ.

ص: 297

7278 -

7279 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قالَا

(1)

: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ» .

(1)

في (و، ب، ص): «قال» .

ص: 298

7280 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلَّا مَنْ أَبَى» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأبَى؟! قالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ

وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».

ص: 298

7281 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ

(1)

: أخبَرَنا يَزِيدُ: حدَّثنا سَلِيمُانُ بْنُ حَيَّانَ

(2)

وَأَثْنَى عَلَيْهِ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مِينَا:

حدَّثَنا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهوَ نَائمٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا. فَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ. فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا. فَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَرْقٌ

(3)

بَيْنَ النَّاسِ.

تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ جَابِرٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

بهامش اليونينية بخطِّ الأصل: «مُحَمَّدُ بنُ عَبَادَةَ» بفتح العين هنا، وفي كتاب الأدب. اه. يعني الحديث (6106).

(2)

كذا في اليونينية: «سُلَيْمانُ» ، وبهامش (ن) بخط متأخر: الصواب: «سَليم» ، ونحوه في هامش (ب، ص).

(3)

في رواية أبي ذر: «فَرَّقَ» .

ص: 298

7282 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ: عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا، فَقَدْ سُبِقْتُمْ

(1)

سَبْقًا بَعِيدًا، فَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «سَبَقْتُمْ» . قال في الفتح: وهو المعتمد.

ص: 299

7283 -

حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَاءَ

(1)

، فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ

(2)

فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ، فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ

(3)

مَا جِئْتُ بِهِ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ».

(1)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية لم يضبط همزة: «النجاء» . اهـ.

(2)

بهامش (ب، ص): الهاء من «مهلهم» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «واتَّبَعَ» .

ص: 299

7284 -

7285 - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ

⦗ص: 300⦘

وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ»؟! فَقالَ: وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا

(1)

كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ. فَقالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.

قالَ ابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ، عَنِ اللَّيْثِ

(2)

: عَنَاقًا، وَهوَ أَصَحُّ.

(1)

في رواية أبي ذر: «لَوْ مَنَعُونِي كَذَا» ، وفي رواية كريمة وأبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«لَوْ مَنَعُونِي كذا وكذا» .

(2)

بهامش (ص) زيادة: «عن عقيل» مصحَّح عليها، وأشار إليها بهامش نسخة البقاعي، وهي ثابتة في متن نسخة القرشي.

ص: 299

7286 -

حدَّثني

(1)

إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقالَ عُيَيْنَةُ لاِبْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ فَتَسْتَأذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قالَ: سَأَسْتَأذِنُ لَكَ عَلَيْهِ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ قالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَمَا تَحْكُمُ

(2)

بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقالَ الْحُرُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ. فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر والكشيمهني: «ولا تَحْكُمُ» .

ص: 300

7287 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ:

عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ

(1)

أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّهَا قالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ حِينَ خَسَفَتِ

(2)

الشَّمْسُ، وَالنَّاسُ قِيَامٌ، وَهيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ

(3)

؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ فَقالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ قالَتْ بِرَأسِهَا أَنْ نَعَمْ

(4)

، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَرَهُ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي، حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ -أَوِ: الْمُسْلِمُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ فَأَجَبْنَا

(5)

وَآمَنَّا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا عَلِمْنَا أَنَّكَ مُوقِنٌ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ -أَوِ: الْمُرْتَابُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بِنْتِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «كَسَفَتِ» .

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما بالُ النَّاسِ» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «أيْ نَعَمْ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَأجَبْناهُ» .

ص: 301

7288 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ

(1)

عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا

أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

ص: 301

(3)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِيهِ،

وَقَوْله

(1)

تَعَالَى: {لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]

(1)

بهامش (ب، ص): كذا بالضبطين في اليونينية. اهـ. وأهمل ضبطها في (ن).

ص: 301

7289 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ: حدَّثنا سَعِيدٌ: حدَّثني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ:

⦗ص: 302⦘

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ» .

ص: 301

7290 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَفَّانُ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً

(1)

فِي الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا لَيَالِيَ حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقالَ: «مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ

(2)

، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا

(3)

الْمَكْتُوبَةَ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «حُجْزَةً» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «صُنْعِكُمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «الصَّلَاةَ» ، وهي مثبتة في متن (ب، ص).

ص: 302

7291 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ، وَقالَ:«سَلُونِي» . فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قالَ:«أَبُوكَ حُذَافَةُ» . ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ فَقالَ:«أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ» . فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَضَبِ قالَ: إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عز وجل.

ص: 302

7292 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، قالَ:

كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَيَّ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ

⦗ص: 303⦘

ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ». وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيل وَقال

(1)

، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ. وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ.

(1)

قوله: «قِيل وَقَال» بتنوين الجر والفتح معا في اللفظين، وقد ضبطا في نسخة البقاعي بتنوين الجرِّ، وأهمل ضبطها في كل الأصول، وبهامش (ب، ص): لام «قيل» ليست مضبوطة في اليونينية، وقد تقدَّم أنَّه يجوز بناؤهما على الفتح وجرهما وتنوينهما. اهـ.

ص: 302

7293 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقالَ: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ.

ص: 303

7294 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ-:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قالَ:«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا» . قالَ أَنَسٌ: فَأَكْثَرَ النَّاسُ

(1)

الْبُكَاءَ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ:«سَلُونِي» . فَقالَ أَنَسٌ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقالَ: أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «النَّارُ» . فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ، فَقالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ» . قالَ: ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: «سَلُونِي، سَلُونِي

(2)

». فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا. قالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي

(3)

نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي،

⦗ص: 304⦘

فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ».

(1)

في رواية أبي ذر: «الْأَنْصارُ» ، وقيَّدها في (و، ب، ص) بروايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(2)

هكذا بتكرارها في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(3)

بهامش اليونينية دون رقْم: «أوْلَى والذي» . قال في الفتح: قال المبرد: يُقال للرَّجلِ إذا أفلتَ من معضلة: أولى لك، أي: كدت تهلك، وقال غيره: هي بمعنى التهديد والوعيد. اهـ.

ص: 303

7295 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أخبَرَنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَنْ أَبِي؟ قالَ:«أَبُوكَ فُلَانٌ» . وَنَزَلَتْ

(1)

: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء} الآيَةَ [المائدة: 101].

(1)

بهامش (ب، ص): «ونزلت» ، ورمز لها في (ب) برقم أبي ذر، وبهامشهما: كذا في اليونينية: «ونزلت» بالواو في الأصل والهامش. اهـ. زاد في (ب): وفي بعض الأصول: «فنزلت» بالفاء، فلعلَّه أراد أن يكتبها بالفاء. اهـ.

ص: 304

7296 -

حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ: حدَّثنا شَبَابَةُ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ

(1)

حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «يَسْألُونَ» .

ص: 304

7297 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ

(1)

بِالْمَدِينَةِ، وَهوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ

(2)

، لَا يُسْمِعُكُمْ

(3)

مَا تَكْرَهُونَ. فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حدِّثنا عَنِ الرُّوحِ. فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ، ثُمَّ قالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في خِرَبٍ» .

(2)

في (ب، ص): «لا تَسْلُوه» ، وبهامشهما: كذا ضبط: «تَسْلُوه» في اليونينية. اهـ.

(3)

في هامش (ب، ص): عين «يسمعكم» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ. وضبطها في الإرشاد بوجهين: بالجزم على النهي، والرفع على الاستئناف.

ص: 304

(4)

‌ بابُ الاِقْتِدَاءِ بِأَفْعَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 305

7298 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: اتَّخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ» . فَنَبَذَهُ وَقالَ: «إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا» . فَنَبَذَ النَّاس خَوَاتِيمَهُمْ.

ص: 305

(5)

‌ بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ في العِلْمِ

(1)

، وَالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ وَالْبِدَعِ

؛ لِقَوْلِهِ

(2)

تَعَالَى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ} [النساء: 171]

(1)

قوله: «في العلم» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «لقول الله» . كتبت بالحمرة.

ص: 305

7299 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ

(1)

: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُوَاصِلُوا» . قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ. قالَ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي

(2)

». فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ. قالَ: فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَيْنِ -أَوْ: لَيْلَتَيْنِ- ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ» . كَالْمُنَكِّلِ

(3)

لَهُمْ.

(1)

لفظة: «قال» ثابتة في رواية كريمة أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر: «ويَسْقِينِ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «كالمُنْكِي» ، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«كالمُنْكِرِ» . كتبتا بالحمرة.

ص: 305

7300 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثني إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: حدَّثني أَبِي، قالَ:

⦗ص: 306⦘

خَطَبَنَا عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ آجُرٍّ، وَعَلَيْهِ سَيْفٌ فِيهِ صَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَقالَ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ يُقْرَأُ إِلَّا كِتَاب اللَّهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا أَسْنَانُ الإِبِلِ، وَإِذَا فِيهَا:«الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ عَيْرٍ إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» . وَإِذَا فِيهِ: «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» . وَإِذَا فِيهَا: «مَنْ وَالَى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» .

ص: 305

7301 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ قالَ:

قالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَرَخَّصَ

(1)

وَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ

(2)

ثُمَّ قالَ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً» .

(1)

في (و، ب، ص): «ترخَّص» ، وأشار إليها في هامش نسخة البقاعي، وفي رواية أبي ذر زيادة:«فيه» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «وأَثْنَى عليه» .

ص: 306

7302 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ: أخبَرَنا وَكِيعٌ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ

(1)

: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قالَ:

كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا

(2)

: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ

(3)

الْحَنْظَلِيِّ أَخِي

(4)

بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِغَيْرِهِ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلَافِي. فَقالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

⦗ص: 307⦘

فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ

(5)

} إِلَى قَوْلِهِ: {عَظِيمٌ} [الحجرات: 2 - 3]. قالَ

(6)

ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ -وَلَمْ يَذْكُرْ

ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ- إِذَا حَدَّثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِحَدِيثٍ، حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ، لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا وَكِيعٌ: أخبَرَنا نافع بنُ عمرَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «الْخَيِّرَانِ أن يَهْلِكَانِ» بإثبات نون الرفع.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «التَّمِيميِّ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أخُو» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر: «وقال» . كتبت بالحمرة.

ص: 306

7303 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ فِي مَرَضِهِ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ» . قالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ

(1)

. فَقالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ

(2)

». فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ

(3)

. فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ» . فقالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «للنَّاس» .

(2)

في رواية أبي ذر: «للنَّاس» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «للنَّاس» . كتبت بالحمرة.

ص: 307

7304 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ

(1)

: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ

(2)

إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، فَقالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَيَقْتُلُهُ، أَتَقْتُلُونَهُ بِهِ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَأَلَهُ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَ

(3)

، فَرَجَعَ عَاصِمٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَرِهَ الْمَسَائِلَ، فَقالَ

⦗ص: 308⦘

عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لآتِيَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَجَاءَ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ خَلْفَ عَاصِمٍ، فَقالَ لَهُ:«قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ قُرْآنًا» . فَدَعَا بِهِمَا

(4)

فَتَقَدَّمَا فَتَلَاعَنَا، ثُمَّ قالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَأمُرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفِرَاقِهَا، فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ

(5)

. وَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا مِثْلَ وَحَرَةٍ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ

(6)

، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَعْيَنَ ذَا أَلْيَتَيْنِ

(7)

، فَلَا أَحْسِبُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا». فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الأَمْرِ الْمَكْرُوهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «العَجْلانِيُّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَعابَها» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «فَدَعَاهُما» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وزاد في (ب، ص): «عليها» ، وضرب عليها نقلًا عن اليونينية.

(7)

بهامش (ب): فتح همزة «أَلْيَتَيْنِ» من الفرع.

ص: 307

7305 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا اللَّيْثُ: عَنْ عُقَيْلٍ

(1)

، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ النَّصْرِيُّ

(2)

-وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ ذَلِكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ-:

انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَى

(3)

، فَقالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأذِنُونَ؟ فَقالَ

(4)

: نَعَمْ. فَدَخَلُوا فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، فَقالَ

(5)

: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟ فَأَذِنَ لَهُمَا، قالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ

(6)

الظَّالِمِ. اسْتَبَّا، فَقالَ الرَّهْطُ، عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا

مِنَ الآخَرِ. فَقالَ: اتَّئِدُوا، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ

(7)

الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» . يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسَهُ؟ قالَ الرَّهْطُ: قَدْ قالَ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ

(8)

عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ ذَلِكَ؟

⦗ص: 309⦘

قالَا: نَعَمْ. قالَ عُمَرُ: فَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ

(9)

: {مَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} الآيَةَ [الحشر: 6]، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا

(10)

دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ

(11)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ

(12)

نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا

(13)

: نَعَمْ. ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ

(14)

هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قالَا: نَعَمْ. ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ -وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ- تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا

(15)

، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جِئتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَأَتَانِي هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ، تَعْمَلَانِ

(16)

فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبِمَا عَمِلْتُ فِيهَا مُنْذُ وَلِيتُهَا

(17)

، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فِيهَا، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ. فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ. فَأَقْبَلَ

(18)

عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، هَلْ دَفَعْتُهَا

⦗ص: 310⦘

إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ

(19)

؟ قالَا: نَعَمْ. قالَ: أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ؟! فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا

إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.

(1)

في (ب، ص): «حدَّثني عقيلٌ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

رسمت في رواية أبي ذر: «يرفأ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في (و، ب، ص): «قال» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال» . كتبت بالحمرة.

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(7)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنْشُدُكُمْ اللهَ» . كتبت بالحمرة.

(8)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(9)

في رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر: «قال اللهُ تَعالَى» .

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما اخْتَارَها» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكان» . كتبت بالحمرة.

(12)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(13)

في رواية أبي ذر: «قالوا» . كتبت بالحمرة.

(14)

في رواية أبي ذر: «أَنْشُدُكُمَا باللهِ» .

(15)

في (و): «وكذا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(16)

في رواية أبي ذر: «لَتَعْمَلَانِ» .

(17)

في (ب): «وُلِيتُهَا» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(18)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثُمَّ أَقْبَلَ» .

(19)

لفظة: «بِذَلِكَ» ثابتة أيضًا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ.

ص: 308

(6)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ أوَى مُحْدِثًا

رَوَاهُ عَلِيٌّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 310

7306 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا عَاصِمٌ، قالَ:

قُلْتُ لأَنَسٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قالَ: نَعَمْ: «مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، لَا يُقْطَعُ شَجَرُهَا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا

(1)

فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

قالَ عَاصِمٌ: فَأخبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ: أَنَّهُ قالَ: «أَوْ آوَى مُحْدِثًا» .

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 310

(7)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ

{وَلَا تَقْفُ} : لَا تَقُلْ

(1)

{مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]

(1)

قوله: «لا تقل» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 310

7307 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ: حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ

(2)

، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قالَ:

حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ

(3)

انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ

⦗ص: 311⦘

جُهَّالٌ، يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ». فَحَدَّثْتُ

(4)

عَائشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ، فَقالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي

(5)

عَنْهُ. فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَعَجِبَتْ فَقالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش اليونينية: يعني بغيره ابنَ لهيعة. قاله أبو ذر. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «أعْطاكُمُوهُ» .

(4)

في رواية أبي ذر وكريمة ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «به» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 310

7308 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا أَبُو حَمْزَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، قالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ: هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ.

(ح) وَحدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قالَ: قالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا

(2)

إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا الأَمْرِ. قالَ: وَقالَ أَبُو وَائِلٍ: شَهِدْتُ صِفِّينَ وَبِئْسَتْ صِفُّونَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «علَيْه» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بها» .

ص: 311

(8)

بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُسْأَلُ مِمَّا لَمْ يُنْزَلْ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، فَيَقُولُ:«لَا أَدْرِي» أَوْ لَمْ يُجِبْ حَتَّى يُنْزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ

(1)

، وَلَمْ يَقُلْ بِرَأيٍ

وَلَا بِقِيَاسٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى

(2)

: {بِمَا أَرَاكَ اللّهُ} [النساء: 105]

وَقالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّوحِ فَسَكَتَ، حَتَّى نَزَلَتْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: حَتَّى يُنزِلَ اللهُ عليه الوَحْيَ. (ب، ص)

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «لقول الله تعالى» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الآيةُ» .

ص: 311

7309 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، قالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ:

⦗ص: 312⦘

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرِضْتُ، فَجَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي

وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، فَأَتَانِي وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ- كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي؟ قالَ: فَمَا أَجَابَنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ.

ص: 311

(9)

بابُ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ مِنَ الرِّجَالِ

وَالنِّسَاءِ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، لَيْسَ بِرَأيٍ وَلَا تَمْثِيلٍ

ص: 312

7310 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الإصْبَهَانِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فَقالَ:«اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا» . فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ:«مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً، إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» . فَقالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اثْنَيْنِ

(2)

؟ قالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قالَ:«وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ» .

(1)

هكذا ضبطت الهمزة في (ب، ص) بالكسر فقط، وأهمل ضبطها في باقي الأصول، وضبطت الباء في (ص) بالكسر.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَوِ اثْنَيْنِ» .

ص: 312

(10)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقاتِلُونَ»

وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ

(1)

ص: 312

7311 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» .

ص: 312

7312 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي حُمَيْدٌ، قالَ:

سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» أَوْ: «حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» .

ص: 313

(11)

‌ بابُ قَوْلِ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً}

[الأنعام: 65]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: في قَوْلِ» .

ص: 313

7313 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قالَ عَمْرٌو:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} قالَ: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» ، {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قالَ:«أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قالَ: «هَاتَانِ أَهْوَنُ» ، أَوْ:«أَيْسَرُ» .

ص: 313

(12)

‌ بابُ مَنْ شَبَّهَ أَصْلًا مَعْلُومًا بِأَصْلٍ مُبَيَّنٍ، قَدْ بَيَّنَ اللهُ

(1)

حُكْمَهُمَا

(2)

؛ لِيَفْهَمَ السَّائِلُ

(3)

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدْ بَيَّنَ رسولُ اللهِ» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حُكْمَها» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لِيُفْهِمَ الْسَّائِلَ» .

ص: 313

7314 -

حدَّثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ:

حَدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ. فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَمَا أَلْوَانُهَا؟» قالَ: حُمْرٌ. قالَ: «هَلْ

(2)

فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟» قالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا. قالَ: «فَأَنَّى تَرَى

(3)

ذَلِكَ جَاءَهَا؟»

⦗ص: 314⦘

قالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِرْقٌ نَزَعَهَا

(4)

. قالَ: «وَلَعَلَّ هَذَا عِرْقٌ نَزَعَهُ» . وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الاِنْتِفَاءِ مِنْهُ.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أخبَرَني» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَهَل» .

(3)

ضُبطت في اليونينية بفتح التاء وضمِّها.

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «نَزَعَهُ» .

ص: 313

7315 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قالَ:«نَعَمْ، حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟» قالَتْ: نَعَمْ. فَقالَ: «فَاقْضُوا

(1)

الَّذِي لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اقْضُوا اللهَ» .

ص: 314

(13)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي اجْتِهَادِ الْقُضَاةِ

(1)

بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى،

لِقَوْلِهِ: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45] وَمَدَحَ النَّبِيُّ

(2)

صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الْحِكْمَةِ حِينَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا، لَا يَتَكَلَّفُ

(3)

مِنْ قِبَلِهِ

(4)

، وَمُشَاوَرَةِ الْخُلَفَاءِ وَسُؤَالِهِمْ أَهْلَ الْعِلْمِ

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «القَضاءِ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَمَدْحِ النَّبِيِّ» .

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولا يَتَكَلَّفُ» . ولفظة «من» بعدها مثبتة في متن (و، ب، ص) ونسختي البقاعي والقرشي، ومستدركة في هامش (ن) بخط متأخر. وبهامش (ب، ص): فتح ياء «يتكلف» من الفرع. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قِيلِهِ» .

ص: 314

7316 -

حدَّثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ

(1)

عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ

(2)

آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا».

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَسَلَّطَهُ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «أوْ آخَرُ» .

ص: 314

7317 -

7318 - حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ -هيَ

(1)

الَّتِي يُضْرَبُ بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا- فَقالَ: أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَقالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» . فَقالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي

(2)

بِالْمَخْرَجِ فِيمَا

(3)

قُلْتَ. فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَجِئْتُ بِهِ، فَشَهِدَ مَعِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ» .

تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ

(4)

.

(1)

لفظة: «هي» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في رواية الأصيلي: «تَجِيءَ» .

(3)

في رواية ابن عساكر ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِمَّا» .

(4)

قوله: «عن عروة عن المغيرة» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ بدله:«عَنِ الأَعْرَجِ عن أبي هُرَيْرَةَ» ، قال في الفتح: وهو غلط.

ص: 315

(14)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ

(1)

قَبْلَكُمْ»

(1)

لفظة: «كان» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 315

7319 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ

(1)

».

فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقالَ:«وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟!» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شِبْرًا شِبْرًا وذِرَاعًا ذِرَاعًا» . كتبت بالحمرة.

ص: 315

7320 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حدَّثنا أَبُو عُمَرَ

(1)

الصَّنْعَانِيُّ مِنَ الْيَمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،

⦗ص: 316⦘

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ

(2)

قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا

(3)

وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ

(4)

وَالنَّصَارَى؟ قالَ: «فَمَنْ؟!» .

(1)

بهامش اليونينية: هو حَفْصُ بنُ مَيْسَرَةَ. اهـ.

(2)

لفظة: «كان» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «شِبْرًا بِشِبْرٍ» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر: «اليهودُ» .

ص: 315

(15)

‌ بابُ إِثْمِ مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، أَوْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً

؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم} الآيَةَ

(1)

[النحل: 25]

(1)

في رواية أبي ذر: «{

يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ}»، ولفظة:«الآية» ليست في روايته. كتبت بالحمرة.

ص: 316

7321 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا -وَرُبَّمَا قالَ سُفْيَانُ: مِنْ دَمِهَا- لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا

(1)

».

ص: 316

(16)

‌ بابُ مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَحَضَّ عَلَى اتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ،

وَمَا أَجْمَعَ

(1)

عَلَيْهِ الْحَرَمَانِ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَمَا كَانَ بِهَا

(2)

مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «اجْتَمَعَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِهِما» . كتبت بالحمرة. قال في الفتح: والتثنية أولى.

ص: 316

7322 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيِّ

(1)

: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى

(2)

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِلْنِي

⦗ص: 317⦘

بَيْعَتِي. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِي خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيِّبُهَا

(3)

».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

لفظة: «إلى» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(3)

في رواية أبي ذر: «وتَنْصَعُ طِيبَها» . وضبط «يَنْصَعُ» في (ن) بالنصب والرفع، وهو وهم.

ص: 316

7323 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ:

حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ

(1)

حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَقالَ

(2)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمِنًى: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ قالَ

(3)

: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْنَا فُلَانًا. فَقالَ عُمَرُ: لأَقُومَنَّ الْعَشِيَّةَ، فَأُحَذِّرَ

(4)

هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ. قُلْتُ: لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ، يَغْلِبُونَ

(5)

عَلَى مَجْلِسِكَ، فَأَخَافُ أَنْ لَا يُنَزلُوهَا

(6)

عَلَى وَجْهِهَا

(7)

، فَيُطِيرُ بِهَا

(8)

كُلُّ مُطِيْرٍ، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ

وَدَارَ السُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ

(9)

بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَيَحْفَظُوا

(10)

مَقَالَتَكَ وَيُنَزِّلُوهَا

(11)

عَلَى وَجْهِهَا. فَقالَ: وَاللَّهِ لأَقُومَنَّ بِهِ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ

⦗ص: 318⦘

أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَقالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(12)

بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ

(13)

آيَةُ

(14)

الرَّجْمِ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «آخِرَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

(4)

في رواية أبي ذر: «فَأُحَذِّرُ» بالرفع، وفي روايته عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَلِأُحَذِّرَ» ، وضبط المتن في (ن):«فَأُحَذِّرُ» بالرفع.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويَغْلِبُونَ» . كتبت بالحمرة.

(6)

ضُبطت في اليونينية هكذا بالوجهين: «يُنَزِّلُوهَا» و «يُنْزِلُوهَا» .

(7)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وُجُوهِها» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية الأصيلي: «فَيَطِيرُ بها» ، وفي رواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«فَيُطَيِّرُها» .

(9)

في رواية أبي ذر: «فَتَخْلُصُ» وصحَّح عليها في (ن)، وعكس في (ب، ص) والسلطانية، فجعل رواية النصب هي رواية أبي ذر. اهـ.

(10)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ويَحْفَظُوا» .

(11)

في رواية أبي ذر: «ويُنْزِلُوها» . (ب، ص)

(12)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(13)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «أُنْزِلَ» ، وهو رواية أبي ذر. (ب، ص)

(14)

هكذا ضُبطت في (ن)، وضُبطت في (و) بالنصب، وبهما معًا في (ب، ص).

ص: 317

7324 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قالَ:

كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ، فَتَمَخَّطَ، فَقالَ: بَخْ بَخْ، أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيَّ

(1)

، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي

(2)

، وَيُرَى أَنِّي مَجْنُونٌ، وَمَا بِي مِنْ جُنُونٍ، مَا بِي إِلَّا الْجُوعُ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «عَلَيْهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عُنُقِهِ» . كتبت بالحمرة.

ص: 318

7325 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قالَ:

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ -مِنَ الصِّغَرِ- فَأَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرْ

(1)

أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً، ثُمَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَ

(2)

النِّسَاءُ يُشِرْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَتَاهُنَّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَلَمْ يَذْكُرْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَجَعَلْنَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 318

7326 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

⦗ص: 319⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأتِي قُبَاءً

(1)

مَاشِيًا وَرَاكِبًا

(2)

.

(1)

في (و): «قباءَ» ، ممنوعًا من الصرف، وفي نسخة البقاعي بهما معًا:«قباءً» و «قباءَ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَاكِبًا وماشِيًا» . كتبت بالحمرة.

ص: 318

7327 -

7328 - حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ادْفِنِّي مَعَ صَوَاحِبِي، وَلَا تَدْفِنِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْبَيْتِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُزَكَّى.

وَعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ: ائْذَنِي لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ. فَقالَتْ: إِي وَاللَّهِ. قالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا مِنَ الصَّحَابَةِ قالَتْ: لَا وَاللَّهِ، لَا أُوثِرُهُمْ بِأَحَدٍ أَبَدًا.

ص: 319

7329 -

حدَّثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ: قالَ ابْنُ شِهَابٍ:

أخبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَيَأتِي الْعَوَالِيَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.

وَزَادَ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ: وَبُعْدُ الْعَوَالِي أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةٌ.

ص: 319

7330 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: حدَّثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ الْجُعَيْدِ:

سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: كَانَ الصَّاعُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُدًّا وَثُلُثًا

(1)

بِمُدِّكُمُ الْيَوْمَ، وَقَدْ زِيدَ فِيهِ

(2)

.

(1)

في رواية [صع] والأصيلي وابن عساكر و [د]: «مُدٌّ وثُلُثٌ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «سَمِعَ القاسِمُ بنُ مالِكٍ الجُعَيْدَ» .

ص: 319

7331 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ،

عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ» . يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ.

ص: 320

7332 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا أَبُو ضَمْرَةَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ جَاؤُوا إِلَى

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ زَنَيَا، فَأَمَرَ بِهِمَا

(2)

فَرُجِمَا، قَرِيبًا مِنْ حَيْثُ تُوضَعُ الْجَنَائِزُ

(3)

عِنْدَ الْمَسْجِدِ.

(1)

لفظة: «إلى» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا. قارن بما في الإرشاد.

(2)

في رواية أبي ذر: «بِهِمْ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «مَوْضِعُ الجَنائزِ» .

ص: 320

7333 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقالَ:«هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا» .

تَابَعَهُ سَهْلٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أُحُدٍ.

ص: 320

7334 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ: حدَّثني أَبُو حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلٍ: أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ جِدَارِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ مَمَرُّ الشَّاةِ.

ص: 320

7335 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: حدَّثنا مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي» .

ص: 320

7336 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: سَابَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْخَيْلِ، فَأُرْسِلَتِ

(1)

الَّتِي ضُمِّرَتْ مِنْهَا، وَأَمَدُهَا إِلَى الْحَفْيَاءِ

(2)

إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، أَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَأَنَّ

(3)

عَبْدَ اللَّهِ كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ.

- حدَّثنا قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (ح)

(4)

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأَرْسَلَ» ، وضبطها في (و، ب، ص): «فَأُرْسِلَ» مبنيًا للمجهول نقلًا عن اليونينية.

(2)

في رواية أبي ذر: «وأمدُها الحفياءُ» .

(3)

بكسر الهمزة وفتحها معا، ولم تضبط الهمزة في (ب، ص) تبعًا لليونينية. قارن بما في الإرشاد.

(4)

قوله: «حدَّثنا قتيبة عن ليث عن نافع عن ابن عمر ح» ليس في رواية أبي ذر، قال في الفتح: تنبيه: أورد أبو ذر هذا الحديث من هذا الوجه مختصِرًا من المتن من قوله: وأمدها إلخ وساقه غيره، ووقع في رواية كريمة وغيرها عقبه:«حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر» . ثم قال: «حدَّثني إسحاق: أخبَرَنا عيسى وابن إدريس» فذكر حديث عمر في الأشربة، وقد أشكل أمره على بعض الشارحين، فظنَّ أنه ساق هذا السند للمتن الذي بعده، وهي رواية ابن عمر عن عمر في الأشربة، وهو غلط فاحش؛ فإنَّ حديث عمر في أفراد الشعبي عن ابن عمر عن عمر، وأما رواية الليث عن نافع فتتعلق بالمسابقة، فهي متابعة لرواية جويرية بن أسماء عن نافع. ا هـ

قلنا: ولأجل ذلك وتنبيهًا عليه أخرنا وضع الرقم إلى السند الذي يليه.

ص: 321

7337 -

وحدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عِيسَى وَابْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 321

7338 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ:

⦗ص: 322⦘

سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ خَطَبَنَا عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 321

7339 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ عَائِشَةَ قالَتْ: كَانَ

(1)

يُوضَعُ لِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا

(2)

الْمِرْكَنُ، فَنَشْرَعُ فِيهِ جَمِيعًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «قد كان» .

(2)

لفظة: «هذا» مستدركة في هامش (ن) بخط مغاير لخط الأصل.

ص: 322

7340 -

7341 - حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: حَالَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الأَنْصَارِ وَقُرَيْشٍ فِي

دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ. وَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي

(1)

سُلَيْمٍ.

(1)

لفظة: «بَنِي» مستدركة في (ن) بخط متأخر.

ص: 322

7342 -

حدَّثني

(1)

أَبُو كُرَيْبٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا بُرَيْدٌ:

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقالَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَأَسْقِيَكَ فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 323⦘

فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَسَقَانِي

(2)

سَوِيقًا، وَأَطْعَمَنِي تَمْرًا، وَصَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فأسْقَانِي» .

ص: 322

7343 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: حدَّثني عِكْرِمَةُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(1)

:

أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قالَ: حدَّثني النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، وَهوَ بِالْعَقِيقِ، أَنْ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً وَحَجَّةً

(2)

».

وَقالَ هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَلِيٌّ: «عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «قال: حدَّثني ابنُ عَبَّاسٍ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ» .

ص: 323

7344 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: وَقَّتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَرْنًا لأَهْلِ نَجْدٍ، وَالْجُحْفَةَ لأَهْلِ الشَّامِ، وَذَا الْحُلَيْفَةِ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ. قالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَبَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ» . وَذُكِرَ الْعِرَاقُ، فَقالَ: لَمْ يَكُنْ عِرَاقٌ يَوْمَئِذٍ.

ص: 323

7345 -

حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدَّثنا الْفُضَيْلُ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حدَّثني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أُرِيَ وَهوَ فِي مُعَرَّسِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقِيلَ

(1)

لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ

(2)

مُبَارَكَةٍ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وقِيلَ» .

(2)

في (ن): «فِي بَطْحَاءٍ» ، والمثبت من باقي النسخ.

ص: 323

(17)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}

[آل عمران: 128]

ص: 323

7346 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ:

⦗ص: 324⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، رَفَعَ

(1)

رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ

(2)

الْحَمْدُ» فِي الأَخِيرَةِ

(3)

، ثُمَّ قالَ:«اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا» . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].

(1)

في رواية أبي ذر: «ورَفَعَ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «الآخِرَةِ» .

ص: 323

7347 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح)

حَدَّثَنِي

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ

(2)

، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ عليها السلام

(3)

بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالَ لَهُمْ:«أَلَا تُصَلُّونَ؟!» فَقالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قالَ لَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعَهُ وَهوَ مُدْبِرٌ

(4)

، يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَهوَ يَقُولُ:{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} .

مَا أَتَاكَ لَيْلًا

(5)

فَهوَ طَارِقٌ، وَيُقَالُ: الطَّارِقُ: النَّجْمُ، وَالثَّاقِبُ: الْمُضِيءُ، يُقَالُ: أَثْقِبْ نَارَكَ لِلْمُوقِدِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في (ب): «عليهما السلام» ، وهي مهمشة فيها مصحَّح عليها.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَهُوَ مُنْصَرِفٌ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: يُقالُ: مَا أَتَاكَ لَيْلًا» .

ص: 324

7348 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم فَقالَ: «انْطَلِقُوا إِلَى

⦗ص: 325⦘

يَهُودَ». فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهُمْ فَقالَ:«يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا» . فَقَالُوا: بَلَّغْتَ

(2)

يَا أَبَا الْقَاسِمِ. قالَ: فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ أُرِيدُ

(3)

، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا». فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ أُرِيدُ» . ثُمَّ قالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقالَ: «اعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ

(4)

، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «النَّبيُّ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «قَدْ بَلَّغْتَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «قَالَ: فَقَالَ: ذَلِكَ أُرِيدُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «ولرسولِهِ» .

ص: 324

(19)

‌ بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}

(1)

[البقرة: 143]،

وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ

ص: 325

7349 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ

(1)

: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ

(2)

: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُجَاءُ

(3)

بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ». ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قالَ: «عَدْلًا» {تَكُونُواْ

(4)

شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]».

⦗ص: 326⦘

وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا

(5)

الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «قال الْأَعْمَشُ» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فيُقالُ» .

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فَيُجَاءُ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «إلى قوله: {لِّتَكُونُواْ}» . قال مصححو السلطانية: كذا في النسخ المعتمدة بيدنا، وانظر معنى زيادة:«إلى قوله» على هذه الرواية مع كون الآية تامة. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» .

ص: 325

(20)

‌ بابٌ: إِذَا اجْتَهَدَ الْعَامِلُ

(1)

أَوِ الْحَاكِمُ، فَأَخْطَأَ

خِلَافَ الرَّسُولِ

مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا

لَيْسَ عَلَيْهِ

(2)

أَمْرُنَا فَهوَ رَدٌّ»

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «العالِمُ» .

(2)

قوله: «عليه» ثابت في رواية أبي ذر أيضًا. (ب، ص)

ص: 326

7350 -

7351 - حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَخِيهِ

(1)

، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يُحَدِّثُ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَخَا بَنِي عَدِيٍّ الأَنْصَارِيَّ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى خَيْبَرَ، فَقَدِمَ بِتَمْرٍ جَنِيبٍ، فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَكُلُّ تَمْرِ خَيْبَرَ هَكَذَا؟» قالَ

(2)

: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَشْتَرِي الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ مِنَ الْجَمْعِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنْ

(3)

مِثْلًا بِمِثْلٍ، أَوْ بِيعُوا هَذَا وَاشْتَرُوا بِثَمَنِهِ مِنْ هَذَا،

⦗ص: 327⦘

وَكَذَلِكَ الْمِيزَانُ».

(1)

هكذا في اليونينية السند منقطع، سقط منه:«عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ» ، ورمز للسقط في متن (ن) بحرف السين فوق «عبد المجيد» ونبَّه بهامشها على سقوطها بخط مغاير، قال في (الفتح»: وذكر أبو علي الجياني أنَّ «سليمان» سقط من أصل الفربري فيما ذكر أبو زيد، قال: والصواب إثباته؛ لأنه لا يتصل السند إلَّا به، وقد ثبت كذلك في رواية إبراهيم بن معقل النسفي، قال: وكذا لم يكن في كتاب ابن السكن، ولا عند أبي أحمد الجرجاني. قلت [ابن حجر]: وهو ثابت عندنا في النسخة المعتمدة من رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة عن الفربري، وكذا في سائر النسخ التي اتصلت لنا عن الفربري، فكأنَّها سقطت من نسخة أبي زيد فظن سقوطَها من أصل شيخه، وقد جزم أبو نعيم في المستخرج بأنَّ البخاري أخرجه عن إسماعيل عن أخيه عن سليمان، وهو يرويه عن أبي أحمد الجرجاني عن الفربري. وأمَّا رواية ابن السكن فلم أقف عليها. اهـ.

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(3)

بهامش (ب، ص): سكون نون «لكن» من الفرع. اهـ.

ص: 326

(21)

‌ بابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ

ص: 327

7352 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا حَيْوَةُ

(1)

: حدَّثني يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» . قالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فَقالَ: هَكَذَا حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَقالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

ص: 327

(22)

بابُ الْحُجَّةِ عَلَى مَنْ قالَ: إِنَّ أَحْكَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ ظَاهِرَةً، وَمَا كَانَ يَغِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُمُورِ الإِسْلَامِ

ص: 327

7353 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: حدَّثني عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قالَ:

اسْتَأذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ، فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ، فَقالَ عُمَرُ: أَلَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ؟ ائْذَنُوا لَهُ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقالَ: إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا. قالَ: فَأْتِنِي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لأَفْعَلَنَّ بِكَ. فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالُوا: لَا يَشْهَدُ

(1)

إِلَّا أَصَاغِرُنَا

(2)

، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقالَ: قَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا. فَقالَ عُمَرُ: خَفِي عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟! أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أصْغَرُنا» .

ص: 327

7354 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثني الزُّهْرِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الأَعْرَجِ يَقُولُ:

أخبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قالَ: إِنَّكُمْ

(1)

تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، وَقالَ: «مَنْ يَبْسُطْ

(2)

رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ

يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَى

(3)

شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي». فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.

(1)

بكسر الهمزة وفتحها معا، وهكذا ضبطت في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، وأهمل ضبطها في (ن، و)، قلنا: الكسر أليق.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَنْ بَسَطَ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَلَمْ يَنْسَ» .

ص: 328

(23)

بابُ مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُجَّةً، لَا مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ

ص: 328

7355 -

حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قالَ:

رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ: أَنَّ ابْنَ الصَّايِدِ

(1)

الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟! قالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «ابنَ الْصيَّادِ» .

ص: 328

(24)

‌ بابُ الأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلَائِلِ

(1)

، وَكَيْفَ مَعْنَى الدِّلَالَةِ وَتَفْسِيرِهَا

(2)

؟

وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(3)

أَمْرَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ فَدَلَّهُمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَن

(4)

يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7].

⦗ص: 329⦘

وَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّبِّ، فَقالَ:«لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ» ، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الضَّبُّ، فَاسْتَدَلَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالدليل» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَتَفْسِيرُهَا» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية أبي ذر: «مَنْ» .

ص: 328

7356 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ

(1)

فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ الْمَرْجِ

(2)

وَالرَّوْضَةِ

(3)

كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا، فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ

(4)

بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، وَهيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا

(5)

، فَهيَ لَهُ سِتْرٌ. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً، فَهيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ». وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحُمُرِ، قالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ

(6)

: {فَمَن

(7)

يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8]».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «لها» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «مِنَ المَرْجِ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أوِ الرَّوْضَةِ» .

(4)

في رواية الأصيلي: «تُسْقَى» .

(5)

في رواية أبي ذر: «رِقَابِهَا وَظُهُورِهَا» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة فوق الألفاظ الثلاثة: «الآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ» ، وفي (و، ق): «مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الْفَاذَّةُ الْجَامِعَةُ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «مَنْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 329

7357 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ

(1)

، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 330⦘

حدَّثَنا مُحَمَّدٌ، هُوَ ابْنُ عُقْبَةَ

(2)

: حدَّثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ: حدَّثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ

(3)

شَيْبَةَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم عَنِ الْحَيْضِ: كَيْفَ تَغْتَسِلُ

(5)

مِنْهُ؟ قالَ: «تَأخُذِينَ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَتَوَضَّئِينَ

(6)

بِهَا». قالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ

(7)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّئِي» . قالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ

(8)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّئِينَ

(9)

بِهَا». قالَتْ عَائِشَةُ: فَعَرَفْتُ الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَذَبْتُهَا إِلَيَّ فَعَلَّمْتُهَا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وهي هكذا رسمت في (ن)، ورسمت في (و، ب، ص) بدون ألف.

(2)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

هكذا بألف في (ن)، وأهمل ضبط لفظة:«بن» في (ن، و)، وضبطها في (ب، ص) بالجر: «بنِ» . قال في الفتح: ووقع هنا: «منصور بن عبد الرحمن ابن شيبة» ، و «شيبة» إنَّما هو جد منصور لأمه، لأنَّ اسم أمه «صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي» ، وعلى هذا فيكتب «ابن شيبة» بالألف، ويعرب إعراب «منصور» لا إعراب «عبد الرحمن» وقد تفطن لذلك الكرماني هنا. اهـ. ونحوه بهامش (ب، ص).

(4)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «رسولَ اللهِ» ، وبهامش (ب، ص): لفظ الجلالة ليس في اليونينية. اه

(5)

في رواية أبي ذر: «يُغْتَسَلُ» . كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «تَأْخُذِي

فَتَوَضَّئِي». وصوَّب في الإرشاد ما في المتن.

(7)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(8)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَوَضَّئِي» .

ص: 329

7358 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا

(1)

، فَدَعَا بِهِنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، فَتَرَكَهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَالْمُتَقَذِّرِ لَهُ

(2)

، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ

(3)

عَلَى مَائِدَتِهِ، وَلَا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ

(4)

.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وضَبًّا» . كتبت بالحمرة.

(2)

هكذا في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«لَهُنَّ» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولَوْ كان حَرَامًا ما أُكِلَ» . كتبت بالحمرة.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 330

7359 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ

(1)

فِي بَيْتِهِ». وَإِنَّهُ أُتِيَ بِبَدْرٍ -قالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي طَبَقًا- فِيهِ خَضِرَاتٌ

(2)

مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقالَ:«قَرِّبُوهَا» . فَقَرَّبُوهَا إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قالَ:«كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي» .

وَقالَ

(3)

ابْنُ عُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ

(4)

.

وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّيْثُ وَأَبُو صَفْوَانَ، عَنْ يُونُسَ قِصَّةَ الْقِدْرِ، فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ فِي الْحَدِيثِ.

(1)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو ليَقْعُدْ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «خُضَرَاتٌ» . كتبت بالحمرة. وبهامش اليونينية: قال القاضي الإمام: قوله: «فِيهِ خَضِرَاتٌ» بفتح الخاء وكسر الضاد، جمع خَضِرة، أي: بُقُول خَضِرة، كما جاء في الحديث الآخر:«فيه بَقْلٌ» والعرب تقول للبقول: الخضراء، وضبطه أبو محمد الأصيلي بضمِّ الخاء وفتح الضاد. من المشارق. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «خُضَرَاتٌ» .

ص: 331

7360 -

حدَّثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي وَعَمِّي، قالَا: حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ: أخبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ:

أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ قالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» .

زَادَ

(1)

الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «لَنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 331

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

(25)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ»

(1)

البسملة ليست في رواية أبي ذر.

ص: 332

7361 -

وَقالَ أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ، وَذَكَرَ كَعْبَ الأَحْبَارِ فَقالَ: إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ

الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ

(1)

الْكِتَابِ، وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ

(2)

.

(1)

لفظة: «أهل» ليست في رواية أبي ذر.

(2)

بهامش اليونينية: قال القاضي الإمام: يعني أنه يخطئ فيما يقوله في بعض الأحيان، ولم يُرِد أنَّه كان كذابًا. قلت: ذكره الإمام

الحافظ أبو حاتم في كتاب الثقات من تأليفه رضي الله عنه. اهـ. وبعده بهامش (ن): القائل: «قلت» هو أبو الحسين اليونيني رحمه الله تعالى.

ص: 332

7362 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَؤُوْنَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلَامِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ» الآيَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

ص: 332

7363 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ

(1)

:

⦗ص: 333⦘

أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ

(2)

، تَقْرَؤُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ، وَقَالُوا: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا؟! أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ

(3)

؟! لَا وَاللَّهِ، مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عَبْدِ اللهِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُسَاءَلَتِهِمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 332

(26)

‌ بابُ كَرَاهِيَةِ الْخِلَافِ

(1)

(1)

في رواية أبي ذر: «الاخْتِلافِ» ، وهذا الباب عنده مؤخَّر إلى موضع باب قول الله تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} ، وقدَّم باب قول الله تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} إلى هذا الموضع، وبينهما باب نهي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن التحريم، وفي رواية الأصيلي:«بابٌ: كَرَاهِيَةُ الْخِلَافِ» . وبهامش اليونينية: هذا الباب عند أبي ذر بعد باب نهي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن التحريم، وقبل هذا الباب المذكور عنده: باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} . اهـ.

ص: 333

7364 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ:

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ

(2)

قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ

(3)

».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «البَجَلِيِّ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية المُستملي زيادة: «قال أبو عبد الله: سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمنِ سَلَّامًا» . كتبت بالحمرة.

ص: 333

7365 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: أخبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ:

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ» .

وَقالَ

(2)

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَارُونَ الأَعْوَرِ: حدَّثنا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

قوله: «بن عبد الله» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: وَقَالَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 333

7366 -

حدَّثنا

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم -قالَ: وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- قالَ: «هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ

(2)

». قالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالاِخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«قُومُوا عَنِّي» . قالَ

عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أبَدًا» .

ص: 334

(27)

بابُ

(1)

نَهْيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عنِ التَّحْرِيمِ إِلَّا مَا تُعْرَفُ إِبَاحَتُهُ

وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ نَحْوَ قَوْلِهِ حِينَ أَحَلُّوا: «أَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ» ، وَقالَ

(2)

جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ.

وَقالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.

(1)

بهامش (ن): هذا الباب عند أبي ذر مقدَّم على الباب الذي قبله. اهـ. وبمعناه في (ب، ص)، وضبطت لفظة:«باب» بوجهين بالضمِّ والتنوين في (ب، ص).

(2)

في رواية أبي ذر: «قال» بدون الواو.

ص: 334

7367 -

حدَّثنا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قالَ عَطَاءٌ: قالَ جَابِرٌ.

⦗ص: 335⦘

قالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ

(1)

، قالَ: أخبَرَنِي عَطَاءٌ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي أُنَاسٍ مَعَهُ قالَ: أَهْلَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ عُمْرَةٌ. قالَ عَطَاءٌ: قالَ جَابِرٌ: فَقَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحِلَّ، وَقالَ:«أَحِلُّوا وَأَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ» . قالَ عَطَاءٌ: قالَ جَابِرٌ: وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ، فَبَلَغَهُ أَنَّا نَقُولُ: لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ، أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ إِلَى نِسَائِنَا، فَنَأتِي عَرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَذْيَ

(2)

؟! قالَ: وَيَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَحَرَّكَهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ:«قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ، وَلَوْلَا هَدْيِي لَحَلَلْتُ كَمَا تَحِلُّونَ، فَحِلُّوا، فَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ» . فَحَلَلْنَا وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، عنِ ابنِ جُرَيْجٍ» .

(2)

ضبطت في (و): «المَذِيَ» بكسر الذال، وفي نسخة البقاعي بهما معًا، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«المَنِيَّ» .

ص: 334

7368 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ:

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ» . قالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ» ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً.

ص: 335

(28)

‌ بابُ

(1)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}

[الشورى: 38]، {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وَأَنَّ

(2)

الْمُشَاوَرَةَ قَبْلَ الْعَزْمِ وَالتَّبَيُّنِ، لِقَوْلِهِ:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} [آل عمران: 159]: فَإِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِبَشَرٍ التَّقَدُّمُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ

(3)

وَشَاوَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوجِ فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لامَتَهُ وَعَزَمَ قَالُوا: أَقِمْ. فَلَمْ يَمِلْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعَزْمِ وَقالَ: «لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لامَتَهُ فَيَضَعُهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ» .

⦗ص: 336⦘

وَشَاوَرَ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ فِيمَا رَمَى

(4)

أَهْلُ الإِفْكِ عَائِشَةَ فَسَمِعَ مِنْهُمَا، حَتَّى

نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَجَلَدَ الرَّامِينَ

(5)

وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى تَنَازُعِهِمْ، وَلَكِنْ حَكَمَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ.

وَكَانَتِ الأَئِمَّةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَشِيرُونَ الأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الأُمُورِ الْمُبَاحَةِ لِيَأخُذُوا بِأَسْهَلِهَا، فَإِذَا وَضَحَ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ، واقْتِدَاءً

(6)

بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ قِتَالَ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ، فَقالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ

(7)

وَقَدْ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا

(8)

»؟! فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ

(9)

، إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ، قالَ

(10)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» .

وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَشُورَةِ عُمَرَ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل.

(1)

لفظة: «باب» ليست في رواية الأصيلي.

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها معًا.

(3)

بهامش (ن): هذا الباب عند أبي ذر مقدَّم على باب كراهية الخلاف. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «بِهِ» .

(5)

بهامش اليونينية: قال الإمام أبو الحسن القابسي: لم يقع له إسنادٌ في جلد الرامين لها، وإنَّما ذكر ذلك بغير إسناد.

(6)

في (ب، ص): «اقتداءً» بدون الواو، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«اقْتَدَوْا» .

(7)

في رواية أبي ذر زيادة: «الناسَ» .

(8)

في رواية أبي ذر زيادة: «وَحِسَابُهُمْ علَى اللهِ» .

(9)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَشُورتِهِ» .

(10)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر:«وقال» .

ص: 335

7369 -

حدَّثنا الأُوَيْسِيُّ

(1)

: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ

(2)

، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها حِينَ قالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ

(3)

، قالَتْ: وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي

⦗ص: 337⦘

طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ

(4)

حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ، يَسْأَلُهُمَا، وَهوَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. فَقالَ:«هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟» قالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَمْرًا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ

(5)

عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأتِي الدَّاجِنُ فَتَأكُلُهُ. فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي

(6)

إِلَّا خَيْرًا». فَذَكَرَ بَرَاءَةَ عَائِشَةَ.

وَقالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «عَبْدُ العزيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعْدٍ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «ما قالوا» .

(4)

في نسخة زيادة: «رضي الله عنهما» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَتَنَامُ» .

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «في أهلي» .

ص: 336

7370 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْغَسَّانِيُّ

(2)

، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقالَ:«مَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أَهْلِي؟ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ» .

وَعَنْ عُرْوَةَ قالَ: لَمَّا أُخْبِرَتْ عَائِشَةُ بِالأَمْرِ قالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأذَنُ لِي أَنْ أَنْطَلِقَ

إِلَى أَهْلِي؟ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَرْسَلَ مَعَهَا الْغُلَامَ. وَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: سُبْحَانَكَ! {مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16].

(1)

في رواية أبي ذر: «وحدَّثني» .

(2)

بهامش اليونينية: في أصل أبي ذر: «العُشَانِيُّ» بالعين المهملة والشين المعجمة، وصحَّح عليه، وكتب: نسخة: «الغسَّاني» . اهـ. قال في «الفتح» : والذي بالعين المهملة والشين المعجمة تصحيف شنيع. اهـ.

ص: 337

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(1)

‌كِتَابُ التَّوْحِيْدِ

(2)

(1)

البسملة ثابتة في رواية أبي ذر أيضًا.

(2)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«كتابُ الرَّدِّ على الجَهْمِيَّةِ وغَيْرِهِمْ» . ومثله في الإرشاد، والذي في الفتح وعمدة القاري أنَّ رواية المُستملي:«كتابُ التَّوْحَيْدِ، الرَّدُ على الجَهْمِيَّةِ وغَيْرِهِمْ» .

ص: 339

(1)

بابُ مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تبارك وتعالى

(1)

(1)

بهامش اليونينية دون رقْم: «عز وجل» .

ص: 339

7371 -

7372 - حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: حدَّثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ

(1)

، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَن.

وَحدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ

(2)

: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ:

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ

(3)

: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُعَاذًا نَحْوَ الْيَمَنِ

(4)

قالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ

(5)

عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ

(6)

، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ

⦗ص: 340⦘

فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يَحْيَى بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ صَيْفِيٍّ» ، وبهامش اليونينية: يُقالُ: «يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِي» ويُقالُ: «يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ صَيْفِيٍّ» ، والأوَّل أكثرُ. اهـ.

(3)

في رواية أبي ذر: «قال» .

(4)

في رواية أبي ذر: «مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ الْيَمَنِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «قَدْ فَرَضَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ» (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي والإرشاد، وهو المثبت في متن (ب، ص).

ص: 339

7373 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ وَالأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ: سَمِعَا الأَسْوَدَ بْنَ هِلَالٍ:

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: قالَ النَّبِيُّ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» قالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟» قالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «أَلَّا يُعَذِّبَهُمْ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولُ الله» .

(2)

رسمت في (ب، ص): «أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ» .

ص: 340

7374 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ

(1)

، وَكَأَنَّ

(2)

الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا

فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا

(3)

لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».

زَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أخبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «فذكر ذلك له» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكأَنَّ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «فَإِنَّها» .

ص: 340

7375 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: حدَّثنا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ:

⦗ص: 341⦘

أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ فِي حَجْرِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ

(1)

فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«سَلُوهُ: لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟» فَسَأَلُوهُ فقالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «صَلَاتِهِمْ» .

ص: 340

(2)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ

أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [الإسراء: 110]

ص: 341

7376 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ: أخبَرَنا

(1)

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ:

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ سَلامِ: حدَّثنا» . أي بتخفيف اللام وتشديدها عنده. اهـ. وقد ضُبطت لفظة «سلام» بالتَّخفيفِ والتَّشديد معا، وكتب فوقها «معًا» ، ووضع علامة التَّخفيف فوق اللام أيضًا.

ص: 341

7377 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ

(1)

إِلَى ابْنِهَا فِي الْمَوْتِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(2)

: «ارْجِعْ

(3)

، فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فَأَعَادَتِ الرَّسُولَ أَنَّهَا أَقْسَمَتْ

(4)

لَتَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَدُفِعَ

(5)

الصَّبِيُّ إِلَيْهِ

⦗ص: 342⦘

وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فقالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

(6)

! قالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «تَدْعُوهُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «إليها» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قَدْ أَقْسَمَتْ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «وَرُفِعَ» . كتبت بالحمرة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَرُفِعَ» .

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «ما هذا؟» . كتبت بالحمرة.

ص: 341

(3)

‌ بابُ

(1)

قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

(2)

: (أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

(3)

)

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

هكذا في كل الأصول، وهي قراءة ابن مسعود كما في المحرر الوجيز 5/ 183، وفي رواية أبي ذر وكريمة ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت وحاشية الأصيلي ونسخة:«{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58]» .

ص: 342

7378 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

(1)

، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ:

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ

(2)

عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنْ سَعِيدٍ هو ابنُ جُبَيْرٍ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «أصبرُ» بالرفع.

ص: 342

(4)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}

[الجن: 26] وَ: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ

السَّاعَةِ} [لقمان: 34] وَ: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166]{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11]{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} [فصلت: 47]

قالَ يَحْيَى

(2)

: الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَالْبَاطِنُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى» .

(2)

بهامش اليونينية: حاشية: هو الفَرَّاء. اهـ.

ص: 342

7379 -

حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ،

⦗ص: 343⦘

وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ».

ص: 342

7380 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، وَهوَ يَقُولُ:{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ، وَهوَ يَقُولُ: لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ.

ص: 343

(5)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ

(2)

} [الحشر: 23]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ تعالى» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 343

7381 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدَّثنا زُهَيْرٌ: حدَّثنا مُغِيرَةُ: حدَّثنا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، قالَ:

قالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» .

ص: 343

(6)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {مَلِكِ النَّاسِ}

[الناس: 2]

فِيهِ ابْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ تعالى» .

ص: 343

7382 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ

(1)

:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ؟» .

⦗ص: 344⦘

وَقالَ شُعَيْبٌ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَابْنُ مُسَافِرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «هُوَ ابنُ المُسَيَّبِ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «مِثْلَهُ» .

ص: 343

(7)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

[الحشر: 24] {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ

(2)

} [الصافات: 180]{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} [المنافقون: 8] وَمَنْ حَلَفَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

(3)

وَقالَ أَنَسٌ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَقُولُ جَهَنَّمُ: قَطْ قَطْ

(4)

وَعِزَّتِكَ».

وَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: رَبِّ

(5)

اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا». قالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

قالَ: «قالَ اللَّهُ عز وجل

(6)

: لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ».

وَقالَ أَيُّوبُ: «وَعِزَّتِكَ، لَا غِنَى

(7)

بِي عَنْ بَرَكَتِكَ».

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «{عَمَّا يَصِفُونَ}» .

(3)

لفظة: «وَصِفَاتِهِ» ثابتة في رواية الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي بدلها:«وسُلْطانِهِ» ، قال في الفتح: والأُولى أولى. اهـ.

(4)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَطِ قَطِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «يا رَبِّ» . كتبت بالحمرة.

(6)

قوله: «عز وجل» ثابت في رواية كريمة أيضًا.

(7)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «لا غَنَاءَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 344

7383 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: حدَّثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ» .

ص: 344

7384 -

حدَّثنا ابْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا حَرَمِيٌّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 345⦘

قالَ: «يُلْقَى

(1)

فِي النَّارِ».

وَقالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْ مُعْتَمِرٍ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا يَزَالُ

(2)

يُلْقَى فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ تَقُولُ: قَدْ قَدْ

(3)

، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ. وَلَا تَزَالُ الْجَنَّةُ تَفْضُلُ

(4)

، حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «لا يَزَالُ يُلْقَى» . كتبت بالحمرة.

(2)

بهامش (ب، ص): ياء «يزال» ليست منقوطة في اليونينية. اهـ.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «قَدِ قَدِ» ، وكتب فوقها «معًا» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن المُستملي:«بِفَضْلٍ» .

ص: 344

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 345

7385 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو مِنَ اللَّيْلِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ

(1)

فِيهِنَّ

(2)

، لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، قَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا

(3)

أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ».

حدَّثَنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ بِهَذَا، وَقالَ:«أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وما» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

لفظة: «ما» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 345

(9)

‌ قَولُ اللهِ تعالى: {وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}

(1)

[النساء: 134]

وَقالَ الأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1].

ص: 346

7386 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فقالَ:«ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا» . ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ

وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فقالَ لِي:«يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» . أَوْ قالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ» ، بِهِ.

ص: 346

7387 -

7388 - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حدَّثَنِي

(1)

ابْنُ وَهْبٍ، أخبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ:

سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي. قالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي

(2)

مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً

(3)

، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 346

7389 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ:

أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها حَدَّثَتْهُ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام نَادَانِي قالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ» .

ص: 346

(10)

قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ}

(1)

[الأنعام: 65]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ}» ، ولم يرقم لهذه الرواية في (ب، ص): وبهامشهما: كذا في اليونينية ليس عليها علامة. اهـ.

ص: 347

7390 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، قالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ:

أخبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ

(2)

قالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُ

(3)

السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ ليَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ

(4)

، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ

(5)

بِعَيْنِهِ- خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ

(6)

كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «يُعَلِّمُهُم» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

ضُبطت في اليونينية بالتاء والياء معًا.

(6)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 347

(11)

‌ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ،

وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ

(2)

وَأَبْصَارَهُمْ} [الأنعام: 110]

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة: «بابُ مُقَلِّبِ القلوبِ، وقَوْلِ اللهِ تَعَالَى» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 347

7391 -

حدَّثني

(1)

سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْلِفُ: «لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 347

(12)

إِنَّ لِلَّهِ مِئَةَ اسْمٍ إِلَّا وَاحِدًا

(1)

قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {ذُو الْجَلَالِ} [الرحمن: 27]: الْعَظَمَةُ

(2)

. {الْبَرُّ} [الطور: 28]: اللَّطِيفُ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: إنَّ

»، وفي روايته ورواية الحَمُّويي والمُستملي:«واحدةً» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «العظيمُ» . كتبت بالحمرة. قال في الفتح: على الأول [أي رواية الجمهور] ففيه تفسير: «الجلال» بالعظمة، وعلى الثاني هو تفسير:«ذو الجلال» .

ص: 348

7392 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً إِلَّا وَاحِدًا

(1)

، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

{أحْصَيْنَاهُ} [يس: 12]:

حَفِظْنَاهُ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «واحدةً» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «{أحْصَيْنَاهُ}: حفظناه» ثابت في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي أيضًا.

ص: 348

(13)

‌ السُّؤَالُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالاِسْتِعَاذَةُ بِهَا

(1)

ص: 348

7393 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثَنِي

(1)

مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» .

تَابَعَهُ يَحْيَى وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَزَادَ زُهَيْرٌ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ

⦗ص: 349⦘

أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

تابَعَهُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ والدَّرَاوَرْدِيُّ وأُسامَةُ بنُ حَفْصٍ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

قوله: «تابعه محمد بن عبد الرحمن والدراوردي وأسامة بن حفص» ليس في رواية أبي ذر، وهو الصواب كما نبَّه ابنُ حجر، لأن متابعتهم ليست في هذ الحديث، إنما هي في حديث عائشة في اللَّحم الآتي (7398)، وستذكر بعده. انظر تغليق التعليق: 5/ 340.

ص: 348

7394 -

حدَّثنا مُسْلِمٌ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيٍّ:

عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قالَ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ» . وَإِذَا أَصْبَحَ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» .

ص: 349

7395 -

حدَّثنا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: «بِاسْمِكَ نَمُوتُ وَنَحْيَا» . فَإِذَا

(1)

اسْتَيْقَظَ قالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «وإذا» .

ص: 349

7396 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ

(1)

إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأتِيَ أَهْلَهُ فقالَ: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا؛ فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَضُرُّهُ

(2)

شَيْطَانٌ أَبَدًا».

(1)

في رواية أبي ذر: «أحَدَهُمْ» .

(2)

هكذا في (ن) بضمِّ الراءِ، والذي في (و، ب): «لم يضرَّه» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطت بالوجهين في (ص) ونسخة القرشي.

ص: 349

7397 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ: حدَّثنا فُضَيْلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُرْسِلُ كِلَابِي الْمُعَلَّمَةَ. قالَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَأَمْسَكْنَ فَكُلْ، وَإِذَا رَمَيْتَ بِالْمِعْرَاضِ فَخَزَقَ فَكُلْ» .

ص: 350

7398 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ

(1)

: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قالَتْ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هُنَا

(2)

أَقْوَامًا حَدِيثًا

(3)

عَهْدُهُمْ بِشِرْكٍ، يَأتُونَا

(4)

بِلُحْمَانٍ، لَا نَدْرِي يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ

عَلَيْهَا أَمْ لَا؟ قالَ: «اذْكُرُوا أَنْتُمُ اسْمَ اللَّهِ وَكُلُوا» .

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ.

(1)

زاد في (ب، ص): «قال» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إنَّ هاهُنا» .

(3)

في رواية أبي ذر: «حَدِيثٌ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «يَأتُونَنا» .

ص: 350

7399 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ.

ص: 350

7400 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ:

عَنْ جُنْدَبٍ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ صَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فقالَ:«مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ» .

ص: 350

7401 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ:

⦗ص: 351⦘

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ» .

ص: 350

(14)

‌ بابُ مَا يُذْكَرُ فِي الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ وَأَسَامِي اللَّهِ

وَقالَ خُبَيْبٌ: وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ. فَذَكَرَ الذَّاتَ بِاسْمِهِ تَعَالَى.

ص: 351

7402 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ

(1)

بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِي، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةً

(2)

، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ أَنَّ ابْنَةَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ

(3)

مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ قالَ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ

(4)

:

وَلَسْتُ أُبَالِي

(5)

حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا

عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ

يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ يَوْمَ أُصِيبُوا.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

هكذا ضبط الشين في (ب، ص)، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فاسْتَعَارَ» .

(4)

لفظة: «الأنصاري» ليست في رواية أبي ذر.

(5)

في رواية الأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ما أُبَالِي» .

ص: 351

(15)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}

[آل عمران: 28]، وَقَوْلُهُ

(1)

جَلَّ ذِكْرُهُ: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ

وقَوْلِ اللهِ».

ص: 351

7403 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ:

⦗ص: 352⦘

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا

(1)

مِنْ أَحَدٍ

(2)

أَغْيَرَ

(3)

مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ

(4)

إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ».

(1)

هكذا في رواية كريمة أيضًا.

(2)

في متن (ب، ص): «قالَ: مَنْ أحدٌ» ، وأثبت في هامشيهما ما في المتن نقلًا عن غالب الأصول. اهـ.

(3)

هكذا في (ن)، وفي (و):«أَغْيَرُ» ، وهو الذي بهامش (ب، ص) من دون رقْم.

(4)

في رواية أبي ذر: «أحَبُّ» ، وبهامش (ب) تعليقًا على هذه الرواية: هذا من الفرع. اهـ.

ص: 351

7404 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ -هُوَ

(1)

يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ، وَهوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ-: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ

غَضَبِي».

(1)

في رواية أبي ذر: «وَهوَ» .

ص: 352

7405 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ

(1)

تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ

(2)

بَاعًا، وَإِنْ

(3)

أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شِبْرًا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «مِنْهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ومَنْ» .

ص: 352

(16)

‌ قَوْلُ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}

[القصص: 88]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 352

7406 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا حَمَّادٌ

(1)

، عَنْ عَمْرٍو:

⦗ص: 353⦘

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» . فقالَ: {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» . قالَ

(2)

: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} [الأنعام: 65] فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا أَيْسَرُ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ زَيْدٍ» .

(2)

في رواية أبي ذر: «فقال» .

ص: 352

(17)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}

[طه: 39]: تُغَذَّى

(1)

، وَقَوْلُهُ

(2)

جَلَّ ذِكْرُهُ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14]

(1)

لفظة: «تُغَذَّى» ثابتة في رواية أبي ذر عن المُستملي أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر وكريمة: «بابُ قَوْلِ

وقولِه».

ص: 353

7407 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ- وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ

(1)

الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِئةٌ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عيْنِ» . كتبت بالحمرة. قارن بما في الإرشاد.

ص: 353

7408 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ: أخبَرَنا قَتَادَةُ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ قَوْمَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ

(1)

لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وإنَّ اللهَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 353

(18)

‌{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ

(1)

الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}

[الحشر: 24]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللهِ: {هُوَ الخالقُ}» ، وهذا مخالف للتلاوة.

ص: 353

7409 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ

(1)

: حدَّثنا عَفَّانُ: حدَّثنا وُهَيْبٌ: حدَّثنا مُوسَى -هُوَ

(2)

ابْنُ عُقْبَةَ- حَدَّثَنِي

⦗ص: 354⦘

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ: أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلَا يَحْمِلْنَ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْعَزْلِ، فقالَ: «مَا عَلَيْكُمْ أَلَّا

(3)

تَفْعَلُوا

(4)

، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وَقالَ مُجَاهِدٌ، عَنْ قَزَعَةَ: سَمِعْتُ

(5)

أَبَا سَعِيدٍ فقالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهَا» .

(1)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو علي: لعلَّه إسحاق بن منصور، أو إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه. اهـ.

(2)

لفظة: «هو» ليست في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر: «أن لا» . مكتوبًا بالحمرة.

(4)

رسمت في (ص) بلا ألف في آخرها نقلًا عن اليونينية.

(5)

في رواية أبي ذر: «قال: سَألْتُ» . كتبت بالحمرة.

ص: 353

(19)

‌ قَوْلُ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}

[ص: 75]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 354

7410 -

حدَّثني

(1)

مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَجْمَعُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ

(2)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا

حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَمَا تَرَى النَّاسَ؟! خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، شَفِّعْ

(3)

لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكَ -وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ- وَلَكِنِ ائْتُوا

(4)

نُوحًا؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ. فَيَأتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ

(5)

-وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ- وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ. فَيَأتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ

(6)

-وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَاهُ الَّتِي أَصَابَهَا- وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا.

⦗ص: 355⦘

فَيَأتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ

(7)

- وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ. فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

(8)

، عَبْدًا غَفَرَ اللهُ لَهُ

(9)

مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأتُونِي

(10)

فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ

(11)

لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ

(12)

يُسْمَعْ

(13)

، وَسَلْ تُعْطَهْ

(14)

، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا

(15)

، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ

(16)

، وَسَلْ تُعْطَهْ

(17)

، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبِّي ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ يُسْمَعْ

(18)

، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا

(19)

، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ». قالَ

(20)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ

⦗ص: 356⦘

مِنَ النَّارِ مَنْ قالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ

(21)

مِنَ الْخَيْرِ

(22)

ذَرَّةً».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُجْمَعُ المُؤْمِنونَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت:«اشْفَعْ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بألف وصل بعدها ياء وهمزة معًا، في هذا الموضع والمواضع التي جاءت بعده.

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُنَاكَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هُنَاكَ» .

(7)

في رواية أبي ذر: «أصابها» . كتبت بالحمرة.

(8)

قوله: «صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(9)

لفظ الجلالة ثابت أيضًا في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت أيضًا، وروايتهم هذه مهمشة في (ب، ص)، وفي متنهما:«غُفَرَ له» .

(10)

في رواية أبي ذر: «فَيَأتُونَنِي» . كتبت بالحمرة.

(11)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويُؤْذَنُ» . كتبت بالحمرة.

(12)

في رواية أبي ذر: «قل» بدون الواو.

(13)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُسْمَعْ» . كتبت بالحمرة.

(14)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «تُعْطَ» . كتبت بالحمرة.

(15)

في رواية أبي ذر زيادة: «رَبِّي» . كتبت بالحمرة.

(16)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُسْمَعْ» . كتبت بالحمرة.

(17)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «تُعْطَ» . كتبت بالحمرة.

(18)

في رواية أبي ذر: «وقُلْ تُسْمَعْ» . كتبت لفظة: «تسمع» بالحمرة.

(19)

في رواية أبي ذر زيادة: «رَبِّي» . كتبت بالحمرة.

(20)

في رواية أبي ذر: «فقال» . كتبت بالحمرة.

(21)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(22)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 354

7411 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثَنا

(1)

أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَج:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَدُ اللَّهِ مَلأَى لَا يَغِيضُهَا

(2)

نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». وَقالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ

(3)

السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ». وَقالَ

(4)

: «عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْمِيزَانُ، يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «أخبَرَنا» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «لا تَغِيضُها» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر: «خَلَقَ اللهُ» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي نسخة:«وكان» .

ص: 356

7412 -

7413 - حدَّثنا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدٍ

(1)

، قالَ: حدَّثني عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ

(2)

قالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبِضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَرْضَ

(3)

، وَتَكُونُ السَّمَوَاتُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ».

رَوَاهُ سَعِيدٌ عَنْ مَالِكٍ.

وَقالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: سَمِعْتُ سَالِمًا: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا.

وَقالَ أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ يَحْيَى» . كتبت بالحمرة.

(2)

لفظة: «أنَّه» ثابتة في رواية كريمة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «الْأَرَضَيِنَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 356

7414 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: سَمِعَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ: حدَّثني مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}

[الأنعام: 91].

قالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ.

ص: 357

7415 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ

(1)

: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ، قالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فقالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].

(1)

قوله: «بن غياث» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 357

(20)

قَوْلُ

(1)

النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ»

وقال عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو عن عَبْدِ المَلِكِ: لا شَخْصَ أغْيَرُ مِنَ اللهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 357

7416 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1)

: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ:

⦗ص: 358⦘

عَنِ الْمُغِيرَةِ قالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «تَعْجَبُونَ

(2)

مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟! وَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ

أَحَبُّ

(3)

إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ

(4)

، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ

(5)

إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «التَّبُوذَكِيُّ» . وحديثه مُقدَّم على قوله: «وقال عبيد الله

» في رواية أبي ذر.

(2)

في رواية أبي ذر: «أَتَعْجَبُونَ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أحَدٌ أَحَبُّ» . كتبت بالحمرة. وضبطت روايته في (ب) في الموضعين: «أحَدٌ أَحَبَّ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «المنذرين والمبشرين» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر: «أحَدٌ أَحَبُّ» . كتبت بالحمرة. وضبطت روايته في (ب) في الموضعين: «أحَدٌ أَحَبَّ» .

ص: 357

(21)

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً} وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا {قُلِ اللّهِ} [الأنعام: 19]

(1)

وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ شَيْئًا، وَهوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ.

وَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابٌ: ‌

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ}

فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا».

ص: 358

7417 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: «أَمَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟» قالَ: نَعَمْ سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. لِسُوَرٍ سَمَّاهَا.

ص: 358

(22)

‌ بابٌ

(1)

: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}

[هود: 7]

{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]

قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} : ارْتَفَعَ. {فَسَوَّاهُنَّ}

(2)

[البقرة: 29]: خَلَقَهُنَّ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {اسْتَوَى} : عَلَا {عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54].

⦗ص: 359⦘

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {الْمَجِيدُ} [البروج: 15]: الْكَرِيمُ. وَ {الْوَدُودُ} [البروج: 14]: الْحَبِيبُ.

يُقَالُ: حَمِيدٌ مَجِيدٌ، كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِيدٍ

(3)

.

(1)

في (و، ب، ص): «بابُ» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «{فَسَوَّى} [الأعلى: 2]» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ حَمِدَ» . كتبت بالحمرة.

ص: 358

7418 -

حدَّثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ

(1)

، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ:

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فقالَ:«اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» . قَالُوا: بَشَّرْتَنا فَأَعْطِنَا. فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فقالَ:«اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» . قَالُوا: قَبِلْنَا، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ

(2)

هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ؟ قالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ» . ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فقالَ: يَا عِمْرَانُ، أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ. فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «قال: أخبرنا أبو حمزة» .

(2)

لفظة: «أوَّلِ» ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

ص: 359

7419 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:

حدَّثَنا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لَا يَغِيضُهَا

(1)

نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ

(2)

مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْفَيْضُ -أَوِ: الْقَبْضُ- يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «لا تَغِيضُها» .

(2)

في رواية أبي ذر: «ما أَنْفَقَ اللهُ» .

ص: 359

7420 -

حدَّثنا أَحْمَدُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» .

⦗ص: 360⦘

قَالَتْ عَائِشَةُ

(1)

: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ. قالَ: فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ

(2)

عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ.

وَعَنْ ثَابِتٍ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ} [الأحزاب: 37] نَزَلَتْ فِي شَأنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.

(1)

قوله: «قَالَتْ عَائِشَةُ» ضبَّب عليه في اليونينية، وفي رواية أبي ذر:«قال أنَسٌ» . كتبت بالحمرة. قال في «الفتح» : لم أره في غير هذا الموضع موصولًا عن أنس. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «وكانت تَفْخَرُ» .

ص: 359

7421 -

ثلاثي - حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ، قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِي

(1)

فِي السَّمَاءِ.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 360

7422 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي» .

ص: 360

7423 -

حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قالَ: حدَّثني أَبِي: حدَّثني هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا

(1)

عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ

⦗ص: 361⦘

فِيهَا». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ

(2)

تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ».

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَإِنَّ حقًا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ومِنْها» . كتبت بالحمرة.

ص: 360

7424 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ -هُوَ التَّيْمِيُّ- عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قالَ:«يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟» قالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: «فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأذِنُ

(1)

فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا

(2)

، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ قَرَأَ:(ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا)[يس: 38]» فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «فَتَسْتَأذِنُ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «في السجود» . كتبت بالحمرة.

ص: 361

7425 -

حدَّثنا مُوسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، حدَّثنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ

(1)

-وَقَالَ اللَّيْثُ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ:

أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ- حَدَّثَهُ، قالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ:{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة: 128] حَتَّى خَاتِمَةِ {بَرَاءةٌ} .

حدَّثَنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ بِهَذَا، وَقَالَ: مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ.

(1)

قوله: «أن زيد بن ثابت» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 361

7426 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

⦗ص: 362⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

(1)

رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

(2)

رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ

(3)

رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا هُوَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلَّا هُوَ» . كتبت بالحمرة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 361

7427 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَصْعَقُونَ

(1)

يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ».

7428 -

وَقَالَ الْمَاجِشُونُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى

(2)

آخِذٌ بِالْعَرْشِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: النَّاسُ يَصْعَقُونَ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «بِموسى» .

ص: 362

(23)

قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وَقَوْلُهُ

(1)

جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]

وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ

(2)

، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ لأَخِيهِ: اعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {العَمَلُ الصَّالِحُ} [فاطر: 10] يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ. يُقَالُ: {ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: 3]: الْمَلَائِكَةُ تَعْرُجُ إِلَى اللَّهِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ

وقولِهِ».

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تَعْرُجُ إليه» . كتبت بالحمرة.

ص: 362

7429 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ -وَهوَ أَعْلَمُ بِكُمْ

(1)

- فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بِهِمْ» . كتبت بالحمرة.

ص: 363

7430 -

وَقَالَ

(1)

خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ: حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ

(2)

: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا

(3)

بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ

(4)

كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ».

وَرَوَاهُ وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ

(5)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «قال أبو عبد الله: قال» . كتبت بالحمرة في (ن، ب، ص) إلَّا أنَّه لم يرقم عليها برقم في (ب، ص) نقلًا عن اليونينية، فهي على ذلك رواية كريمة، وعزاها في (و) إلى رواية أبي ذر، لكن كتبها بالمداد الأسود.

(2)

لفظة «قال» ثابتة في رواية كريمة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَقْبَلُها» . كتبت بالحمرة.

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي: «لِصَاحِبِها» . كتبت بالحمرة.

(5)

في رواية أبي ذر: «طَيِّبٌ» .

ص: 363

7431 -

حدَّثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: حدَّثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

⦗ص: 364⦘

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ

وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

ص: 363

7432 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ -أَوْ: أَبِي نُعْمٍ، شَكَّ قَبِيصَةُ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

(1)

قالَ: بُعِثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ.

-وحدثني

(2)

إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ وَهوَ بِالْيَمَنِ

(3)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ، وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ، وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ- فَتَغَضَّبَتْ

(4)

قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ، فَقَالُوا: يُعْطِيهِ صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا! قالَ: «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ» . فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقُ الرَّأسِ، فقالَ: يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ. فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ؟! فَيَأمَنِّي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَلَا تَأمَنُونِي

(5)

؟!» فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ

(6)

-أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(7)

، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(8)

: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئْ هَذَا قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ

⦗ص: 365⦘

أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئْنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الخُدْرِيِّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» . كتبت بالحمرة.

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «في اليَمَنِ» . كتبت بالحمرة.

(4)

هكذا في رواية الأصيلي أيضًا. (ب، ص)، وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية [د] و [صع]:«فَتَغَيَّظَتْ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «فَيَأمَنُنِي

ولا تَأمَنُوننِي». كتبت بالحمرة.

(6)

في رواية أبي ذر زيادة: «النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم» ، وبهامش (ب، ص): كذا هذا التخريج في اليونينية عقب قوله: «قتله» ، وفي القسطلاني عقب قوله:«من القوم» . اهـ.

(7)

قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

(8)

قوله: «النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 364

7433 -

حدَّثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} [يس: 38]، قالَ:«مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «أُرَاهُ» .

ص: 365

(24)

‌ قَوْلُ

(1)

اللَّهِ تَعَالَى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ

(2)

نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}

[القيامة: 22 - 23]

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 365

7434 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: حدَّثنا خَالِدٌ وَهُشَيْمٌ

(1)

، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنْ جَرِيرٍ قالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تُضَامُونَ

(2)

فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ

(3)

قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أو هُشَيْمٌ» .

(2)

في (ب، ص): «تضامُّون» بتشديد الميم.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «عَنْ صَلَاةٍ» .

ص: 365

7435 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ: حدَّثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

(1)

قالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ

(2)

سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا».

ص: 365

7436 -

حدَّثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ: حدَّثنا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ:

حدَّثَنا جَرِيرٌ قالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فقالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ

(1)

فِي رُؤْيَتِهِ».

(1)

في (ب، ص): «تضامُّون» بتشديد الميم.

ص: 366

7437 -

7438 - حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ. فَيَتَّبِعُ

(1)

مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا -أَوْ: مُنَافِقُوهَا، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ- فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ

(2)

رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتْبَعُونَهُ

(3)

، وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا

(4)

، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: «فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا

(5)

قَدْرُ

(6)

عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ

⦗ص: 367⦘

الْمُوبَقُ

(7)

يَبقَى

(8)

بِعَمَلِهِ، أَوِ الْمُوثَقُ

(9)

بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ، أَوِ الْمُجَازَى -أَوْ: نَحْوُهُ- ثُمَّ يَتَجَلَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ

(10)

السُّجُودِ، تَأكُلُ النَّارُ

(11)

ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ؛ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ

(12)

مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا

(13)

. فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسيْتَ

(14)

إِنْ أُعْطِيتَ

(15)

ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟

فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي رَبَّهُ

(16)

مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ أَبَدًا؟! وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ. وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسيْتَ

(17)

إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ

(18)

غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ

(19)

⦗ص: 368⦘

وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ؟! فَيَقُولُ

(20)

: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَكُونَنَّ

(21)

أَشْقَى خَلْقِكَ. فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ، ويَقُولُ

(22)

: كَذَا وَكَذَا، حَتَّى

(23)

انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ، قَالَ اللَّهُ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ».

قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قالَ: «ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ

(24)

مَعَهُ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: «وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ» يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: «ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ

(25)

مَعَهُ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ: «ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ» .

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ.

(1)

ضبطت في (ب، ص) بضبطين: المثبت، و:«فَلْيَتْبَعْهُ، فَيَتْبَعُ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاءنا» ، وهو المثبت في متن (ب، ص)، قارن بما في الإرشاد والسلطانية.

(3)

في رواية كريمة: «فَيَتَّبِعُونَهُ» . (ب، ص).

(4)

في رواية أبي ذر عن المُستملي ورواية الأصيلي: «يَجِيءُ» .

(5)

لفظة: «ما» ثابتة في رواية كريمة ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ، وهي مهمشة في (و).

(6)

في رواية كريمة ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قدرَ» .

(7)

في رواية الأصيلي وأبي ذر عن المُستملي: «المومن» . (ن، و، ب، ع).

(8)

هكذا ضبط المتن في (ن، و، ع)، وضبطه في (ب، ص): «بَقِيَ» ، وفي رواية أبي ذر والمُستملي:«يتقي» . (ن، و، ع)، وضبط روايتهما في (ب، ص): «يَقِي» .

(9)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُوبَقُ» ، وزاد في (ن، و، ب) نسبتها إلى رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن المُستملي.

(10)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بآثار» .

(11)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(12)

في رواية أبي ذر زيادة: «منهم» . كتبت بالحمرة.

(13)

في رواية أبي ذر: «ذَكَاها» .

(14)

ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها معًا.

(15)

في رواية أبي ذر: «أَعْطَيْتُكَ» .

(16)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَيُعْطِي اللهَ» .

(17)

ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها معًا.

(18)

في (ن): «أن لا تَسْأَلَ» ، وضبَّب على «لا» .

(19)

بهامش (ب، ص): ليست «الحبرة» مضبوطة في اليونينية. اهـ.

(20)

ضبَّب عليها في اليونينيَّة.

(21)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا أكونُ» .

(22)

الواو ثابتة في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وهذه الرواية مهمَّشة في (ب، ص)، وفي متنهما:«يقول» بدون الواو.

(23)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(24)

هكذا بالرفع في كلِّ الأصول عدا (ب)، ففيها:«ومثلَهُ» .

(25)

في (و، ب): «ومثلَه» .

ص: 366

7439 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ

(1)

، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ

(2)

: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قالَ: «هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ

(3)

إِذَا كَانَتْ صَحْوًا

(4)

؟» قُلْنَا: لَا. قالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي

⦗ص: 369⦘

رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا

(5)

». ثُمَّ قالَ: «يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ. فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ

(6)

، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، وَغُبَّرَاتٌ

(7)

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ

(8)

، فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ بْنَ

(9)

اللَّهِ. فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ

لَمْ يَكُنْ

(10)

لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا. فَيُقَالُ: اشْرَبُوا. فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ

(11)

اللَّهِ. فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ

(12)

لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا. فَيُقَالُ: اشْرَبُوا. فَيَتَسَاقَطُونَ

(13)

، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ

(14)

وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ، وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ

(15)

كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا. قالَ: فَيَأتِيهِمُ الْجَبَّارُ

(16)

فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الأَنْبِيَاءُ، فَيَقُولُ

(17)

: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ

(18)

؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ. فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ

⦗ص: 370⦘

طَبَقًا وَاحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجَسْرُ؟ قالَ: «مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ

(19)

، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ

(20)

، لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ

(21)

، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ

(22)

، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأتُونَهُمْ

(23)

وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمَيْهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ

(24)

لَمْ تُصَدِّقُونِي

(25)

فَاقْرَؤُوا: {إِنَّ اللّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]. «فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي. فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ

(26)

، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ

(27)

كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، إِلَى

(28)

جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ

مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ

⦗ص: 371⦘

فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ. فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ سَعْدٍ» .

(2)

بهامش (ب): لفظة: «قال» في اليونينية بين الأسطر غير مصحَّح عليها. اهـ.

(3)

قوله: «والقمر» ليس في رواية أبي ذر.

(4)

في (ب، ص): «صحوً» ، وبهامشهما: كذا بلا ألف بعد الواو في اليونينية. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «في رُؤْيَتِها» .

(6)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «إلهِهِمْ» .

(7)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «وَغُبَّرَاتٍ» .

(8)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «السَّرَابُ» .

(9)

في (ب، ص) بدون ألف.

(10)

في (ن): «تكن» ، والذي في نسخة القرشي بالتاء والياء معًا.

(11)

في (ب، ص) بدون ألف.

(12)

في (ن): «تكن» ، والذي في نسخة القرشي بالتاء والياء معًا.

(13)

في رواية أبي ذر زيادة: «في جَهَنَّمَ» .

(14)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما يُجْلِسُكُمْ» .

(15)

في (و، ص): «لِيَلْحَقَ» .

(16)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «في صورةٍ غَيْرِ صُورتِهِ التِي رَأَوْهُ فيها أَوَّلَ مَرَّةٍ» ، وهي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت دون قوله:«في صورةٍ» ، وزاد في (و، ب، ص) نسبتها إلى رواية الأصيلي.

(17)

في رواية أبي ذر: «فيُقالُ» .

(18)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(19)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي (و، ع): «مزَلّة» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«الدَّحَضُ: الزَّلَقُ، {لِيُدْحِضُوا} [الكهف: 56]: لِيُزْلِقُوا زَلَقًا لا يَثْبُتُ فيه قَدَمٌ» ، ونسبت في (ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ فقط.

(20)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مُطَحْلَفَةٌ» .

(21)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «عَقِيفةٌ» .

(22)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فإذا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا وبَقِيَ إِخْوَانُهُمْ» .

(23)

قوله: «فيأتونهم» ليس في رواية أبي ذر.

(24)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإذا» .

(25)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «تُصَدِّقُوا» .

(26)

في رواية أبي ذر: «يُقالُ له: الحياةُ» .

(27)

وضع علامة التَّخفيف على فاء «حَافَتَيْهِ» في اليونينيَّة.

(28)

في رواية أبي ذر: «وإلى» .

ص: 368

7440 -

وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا قَتَادَةُ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ

(1)

، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا

(2)

مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَشْفَعْ

(3)

لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا. قالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. قالَ: وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ -أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا- وَلَكِنِ ائْتُوا

(4)

نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ. فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ. وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ -سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ- وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ. قالَ: فَيَأتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: إِنِّي

(5)

لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ

(6)

كَذَبَهُنَّ- وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى: عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا. قالَ: فَيَأتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ: قَتْلَهُ النَّفْسَ- وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ. قالَ: فَيأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَأتُونِي

(7)

،

⦗ص: 372⦘

فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ. قالَ: فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ

(8)

، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ -قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ- ثُمَّ أَعُودُ

(9)

فَأسْتأذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ. قالَ: فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ

(10)

. قالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ -قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ

(11)

يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ- ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي

فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ. قالَ: فَأَرْفَعُ رَأسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، قالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ -قَالَ قَتَادَةُ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ- حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ». أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ. قالَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ

(12)

الآيَةَ: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79]. قالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم

(13)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «يَهُمُّوا بِذَلِكَ وَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ» .

(2)

في (ص): بالضبطين معًا: «فيُرِيحُنَا» ، «فيُرِيحَنَا» ، وهو موافق لما في نسخة القرشي.

(3)

في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «اشْفَعْ» .

(4)

ضُبطت في اليونينية بألف وصل بعدها ياء وهمزة معًا، في هذا الموضع والمواضع التي جاءت بعده.

(5)

لفظة: «إني» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(6)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثلاث كَذَباتٍ» ، وضبطت في (ب) بكسر الذال، ولم تضبط في (ن، و).

(7)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَيَأتُونَنِي» .

(8)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «ثمَّ أشفع» .

(9)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «الثانيةَ» .

(10)

ضبطت في (ص) بسكون الميم: «يُعَلِّمْنِيهِ» ، وبهامشها: كذا في اليونينية ميم «يُعَلِّمْنِيهِ» هذه ساكنة، وأمَّا الأوليان فليستا مضبوطتين فيها، وضمتاهما من الفرع. اهـ. وفي رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة:«ثمَّ أشفع» .

(11)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «أيضًا» .

(12)

لفظة: «هذه» ثابتة في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(13)

من قوله: «فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا» إلى قوله: «نبيِّكم صلى الله عليه وسلم» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 371

7441 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثني عَمِّي: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قالَ:

⦗ص: 373⦘

حدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَقَالَ لَهُمُ: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ» .

ص: 372

7442 -

حدَّثني

(1)

ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُوسٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ، وَبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» .

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ

(2)

قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُوسٍ:«قَيَّامٌ» .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْقَيُّومُ} الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

وَقَرَأَ عُمَرُ: (الْقَيَّامُ) وَكِلَاهُمَا مَدْحٌ.

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال» ، وليس في روايته:«قال أبو عبد الله» .

ص: 373

7443 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ: حدَّثني الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ وَلَا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ» .

ص: 373

7444 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ

(1)

عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ».

(1)

في نسخة: «الْكِبرِياءِ» .

ص: 374

7445 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكُ

ابْنُ أَعْيَنَ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ

(1)

لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ} الآيَةَ [آل عمران: 77].

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

ص: 374

7446 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ

(1)

: لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى

(2)

وَهوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «سِلْعتِهِ» .

(2)

في (و): «لَقَدْ أُعْطِي بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطِي» ، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وفي (ب):«لَقَدْ أُعْطِي بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى» .

ص: 374

7447 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ:

⦗ص: 375⦘

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ

(1)

مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحَجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُسَمِّيهِ

(2)

بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ ذَا الْحَجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قالَ: «أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟» قُلْنَا: بَلَى. قالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قالَ:«أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى

(3)

. قالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ -قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ- عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبْلِغِِ

(4)

الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى

(5)

مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ» -فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ قالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قالَ: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» .

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «ثَلاثَةٌ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

من قوله: «قال: فأيُّ يوم هذا» إلى قوله: «قلنا: بلى» ثابت في رواية المُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

هكذا ضبطت في (ب، ص)، وضبطت في نسختي البقاعي والقرشي:«لِيُبَلِّغِِ» ، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(5)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «لَهُ» .

ص: 374

(25)

‌ بابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}

[الأعراف: 56]

ص: 375

7448 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ: حدَّثنا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ:

عَنْ أُسَامَةَ قالَ: كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي

(1)

، فَأَرْسَلَتْ

إِلَيْهِ أَنْ يَأتِيَهَا، فَأَرْسَلَ:«إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» . فَأَرْسَلَتْ

⦗ص: 376⦘

إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقُمْتُ مَعَهُ، وَمُعَاذُ

(2)

بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا، نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيَّ، وَنَفْسُهُ تُقَلْقَلُ

(3)

فِي صَدْرِهِ -حَسِبْتُهُ قالَ: كَأَنَّهَا شَنَّةٌ- فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَتَبْكِي؟ فقالَ: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «يُفْضِي» ، وعزاها في (و، ب، ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَمَعَهُ مُعَاذُ» .

(3)

بهامش (ب، ص): القاف الثانية ليست مضبوطة في اليونينية، وفتحتها من الفرع. اهـ.

ص: 375

7449 -

حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ: حدَّثنا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا، فقالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟! وَقَالَتِ النَّارُ: -يَعْنِي: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ- فقالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. قالَ: فَأَمَّا الْجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟! ثَلَاثًا، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ» .

ص: 376

7450 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَيُصِيبَنَّ أَقْوَامًا سَفْعٌ مِنَ النَّارِ، بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا عُقُوبَةً، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ» .

⦗ص: 377⦘

وَقَالَ هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةٌ: حدَّثنا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «أنَّ النَّبيَّ» .

(2)

قوله: «عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» ليس في رواية أبي ذر.

ص: 376

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ» .

ص: 377

7451 -

حدَّثنا مُوسَى: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ

(1)

عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا الْمَلِكُ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]» .

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الخلائق» ، وبهامش (ب): رواية «الخلائق» المعزوة إلى الكشميهني ليست من اليونينية. اهـ.

ص: 377

(27)

‌ مَا جَاءَ

(1)

فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْخَلَائِقِ

وَهوَ فِعْلُ الرَّبِّ تبارك وتعالى وَأَمْرُهُ، فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ، وَهوَ الْخَالِقُ، هُوَ الْمُكَوِّنُ

(2)

، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ، فَهوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ

مُكَوَّنٌ.

ص: 377

7452 -

حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: أخبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا؛ لأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ

(1)

، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ أَوْ بَعْضُهُ

(2)

قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَرَأَ:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} إِلَى قَوْلِهِ: {لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آل عمران: 190] ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَاسْتَنَّ، ثُمَّ صَلَّى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ أَذَّنَ

⦗ص: 378⦘

بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى لِلنَّاسِ الصُّبْحَ.

(1)

قوله: «بالليل» ثابت في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أو نِصْفُهُ» .

ص: 377

7453 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي» .

ص: 378

7454 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا الأَعْمَشُ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ

(1)

: حدَّثنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ

(2)

: «إِنَّ

(3)

خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ

(4)

، فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَكْتُبُ: رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ. ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى لا يَكُونُ

(5)

بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ. وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا».

(1)

هكذا في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«يقول» ، وكلا الروايتين مهمَّشتين في (ب، ص).

(2)

ضبطها في (ب، ص) بضبطين: «المَصْدُوق» ، و «المُصَدَّق» نقلًا عن اليونينية.

(3)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها معًا.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَبْعَثُ اللهُ المَلَكَ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «ما يَكُونُ» .

ص: 378

7455 -

حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَا جِبْرِيلُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟» . فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ [مريم: 64]. قالَ: هَذَا كَانَ

(1)

الْجَوَابَ

(2)

لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كان هذا» . قارن بما في الإرشاد.

(2)

ضبطت في (و) بالرفع: «الجوابُ» ، وفي نسخة البقاعي بهما معًا.

ص: 379

7456 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرْثٍ

(1)

بِالْمَدِينَةِ، وَهوَ مُتَّكِئٌ

(2)

عَلَى عَسِيبٍ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ

فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. فَسَأَلُوهُ، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْعَسِيبِ، وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فقالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85] فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ قُلْنَا لَكُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ.

(1)

بهامش (ب، ص): ضبط «حرث» هذه والتي بعدها من الفرع. اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «خِرَبٍ» .

(2)

بهامش اليونينية دون رقْم: «مُتَوَكِّيٌ» .

ص: 379

7458 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا،

⦗ص: 380⦘

فَهوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

ص: 379

(29)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ

(1)

} [النحل: 40]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{إِذَا أَرَدْنَاهُ}» . كتبت بالحمرة. وفي رواية كريمة زيادة: «{إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}» ، وهي ثابتة في متن (و)، وضبطت نون «فيكون» في (ص) بالرفع والنصب، والنصب قراءة ابن عامر والكسائي.

ص: 380

7459 -

حدَّثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ:

عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ» .

ص: 380

7460 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حدَّثنا ابْنُ جَابِرٍ: حدَّثني عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ:

أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، مَا يَضُرُّهُمْ

(1)

مَنْ كَذَّبَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ

(2)

، حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ». فقالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ. فقالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «لا يَضُرُّهُم» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَذَلَهُمْ» .

ص: 380

7461 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فقالَ: «لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ

(1)

أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ».

(1)

ضبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «لَيِنْ» .

ص: 380

7462 -

حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ حَرْثِ الْمَدِينَةِ

(1)

، وَهوَ يَتَوَكَّأُ

⦗ص: 381⦘

عَلَى عَسِيبٍ مَعَهُ، فَمَرَرْنَا عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. فقالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ أَنْ يَجِيءَ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ. فقالَ بَعْضُهُمْ: لَنَسْأَلَنَّهُ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فقالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ

مَا الرُّوحُ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فقالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]. قَالَ الأَعْمَشُ: هَكَذَا فِي قِرَاءَتِنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «حَرْثٍ بالمدينةِ» . (ب، ص)، وفي روايته عن المُستملي زيادة:«حَرْثٍ أو خِرَبٍ بالمدينةِ» .

ص: 380

(30)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي

(1)

لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]، {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27]، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ

(2)

يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]

(3)

(1)

في رواية أبي ذر: «بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي} إلى قَوْلِهِ: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}» ، و {جِئْنَا} في اليونينية بالإبدال على قراءة ورش والسوسي.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(3)

في رواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «سَخَّرَ: ذَلَّلَ» ، وفي (و، ب، ص): «سَخَّرَ ذَلك» .

ص: 381

7463 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ: أخبَرَنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ

(1)

، أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَلِماتِهِ» .

ص: 381

(31)

‌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

(1)

: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء}

[آل عمران: 26]، {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} [الكهف: 23] {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [القصص: 56]-قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ - {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]

ص: 382

7464 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

عَنْ أَنَسٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ» .

ص: 382

7465 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَحدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني أَخِي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام أَخْبَرَهُ:

أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فقالَ لَهُمْ:«أَلَا تُصَلُّونَ؟!» قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَيَقُولُ:«{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54]» .

ص: 382

7466 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ وَرَقُهُ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا

(1)

الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا، فَإِذَا سَكَنَت اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ مَنْ

(2)

يُكَفَّأُ

⦗ص: 383⦘

بِالْبَلَاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ، صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً

(3)

، حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «انْتَهَى» .

(2)

ضبَّب عليها في اليونينيَّة، وقد كشطت لفظة «من» في (ن) وبقيت الضَّبَّة، وهي مهمَّشة مع الضَّبَّة في (و)، وبهامش (ب): كذا في اليونينية زيادة: «من» مضبَّبًا عليه، وهي ساقطة في أصول كثيرة. اهـ.

(3)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «صَمَّاءُ مُعْتَدِلَةٌ» ، وفي (ب، ص) بضبطين أيضًا: «صَمَّاءُ مُعْتَدِلَةٌ» و «صَمَّاءً مُعْتَدِلَةً» بالتنوين، وفي (و) بضبطين أيضًا:«صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً» و «صَمَّاءِ مُعْتَدِلَةٍ» . اهـ.

ص: 382

7467 -

حدَّثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ

(1)

: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا

(2)

سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ. قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا

(3)

وَأَكْثَرُ أَجْرًا

(4)

! قالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ

(5)

؟ قَالُوا: لَا. فقالَ

(6)

: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «يقول» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فِيمَنْ» .

(3)

في رواية أبي ذر: «أَعْمالًا» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جَزَاءً» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنْ أُجُورِكُمْ شَيْئًا» .

(6)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 383

7468 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ الْمُسْنَدِيُّ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ، فقالَ: «أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي

(1)

فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَطَهُورٌ، وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَذَلِكَ إِلَى اللَّهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَلَا تَعْصُوا» .

ص: 383

7469 -

حدَّثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ: حدَّثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ عليه السلام كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَةً، فقالَ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي فَلْتَحْمِلْنَ

(1)

كُلُّ امْرَأَةٍ، وَلْتَلِدْنَ

(2)

فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَطَافَ عَلَى نِسَائِهِ، فَمَا وَلَدَتْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ، وَلَدَتْ شِقَّ

(3)

غُلَامٍ». قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ سُلَيْمَانُ اسْتَثْنَى لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ، فَوَلَدَتْ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

(1)

ضبطت في (ب، ص) بالتاء والياء نقلًا عن اليونينية.

(2)

ضبطت في (ب): «أَوْ لَتَلِدْنَ» ، وهي غير مضبوطة في (ن، و).

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «جاءت بِشِقِّ» .

ص: 384

7470 -

حدَّثنا مُحَمَّدٌ

(1)

: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ: حدَّثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، فقالَ:«لَا بَأسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . قالَ: قَالَ الأَعْرَابِيُّ: طَهُورٌ؟! بَلْ هِيَ

(2)

حُمَّى تَفُورُ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«فَنَعَمْ إِذًا» .

(1)

بهامش اليونينية دون رقم: «هو ابنُ سَلَامٍ» ، ووضع علامة التَّخفيف على لام «سلام» .

(2)

لفظة: «هي» ثابتة في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 384

7471 -

حدَّثنا ابْنُ سَلَامٍ: أخبَرَنا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ:

عَنْ أَبِيهِ حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ» . فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، وَتَوَضَّؤوا إِلَى أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَضَّتْ، فَقَامَ فَصَلَّى.

ص: 384

7472 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَالأَعْرَجِ.

وَحدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فقالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ. فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فقالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ.

⦗ص: 385⦘

فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ يَدَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِي مَنْ

(1)

صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ».

(1)

رسمت في (ب، ص): «فِيمَنْ» .

ص: 384

7473 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي عِيسَى: أخبَرَنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أخبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَدِينَةُ يَأتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلَائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلَا يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» .

ص: 385

7474 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حدَّثني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِئَ

(1)

دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

(1)

ضبطت في (ب، ص): «أَخْتَبِيَ» بلا همز نقلًا عن اليونينية.

ص: 385

7475 -

حدَّثنا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

(1)

صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَنْزِعَ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ حَوْلَهُ بِعَطَنٍ» .

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «النَّبيُّ» .

ص: 385

7476 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ

أَبِي بُرْدَةَ:

عَنْ أَبِي مُوسَى قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ -وَرُبَّمَا قالَ: جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ صَاحِبُ الْحَاجَةِ- قالَ: «اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ

(1)

».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ما يَشَاءُ» .

ص: 386

7477 -

حدَّثنا يَحْيَى: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ:

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَا مُكْرِهَ لَهُ» .

ص: 386

7478 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرٌو

(1)

:

(2)

حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ: حدَّثني ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى: أَهُوَ خَضِرٌ؟ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ، فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فقالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ شَأْنَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «بَيْنَا مُوسَى فِي مَلأِ بَنِي

(3)

إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فقالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ فقالَ مُوسَى: لَا. فَأُوحِيَ

(4)

إِلَى مُوسَى: بَلَى، عَبْدُنَا خَضِرٌ. فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ؛ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ. فَكَانَ مُوسَى يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، فقالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيِهِ

(5)

إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63]، قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي

(6)

فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فَوَجَدَا خَضِرًا، وَكَانَ مِنْ شَأنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

صحَّح هنا في اليونينيَّة.

(3)

في رواية أبي ذر: «مَلَأٍ مِنْ بَنِي» .

(4)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَأَوْحَى اللهُ» .

(5)

على قراءة الجمهور إلَّا حفصًا.

(6)

هكذا على قراءة ابن كثير ويعقوب وصلًا ووقفًا، وعلى قراءة نافع وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر وصلًا.

ص: 386

7479 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ -وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ: أخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«نَنْزِلُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ» . يُرِيدُ الْمُحَصَّبَ.

ص: 387

7480 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: حَاصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ فَلَمْ يَفْتَحْهَا، فقالَ: «إِنَّا قَافِلُونَ

(1)

إِنْ شَاءَ اللَّهُ». فقالَ الْمُسْلِمُونَ: نَقْفُلُ وَلَمْ نَفْتَحْ؟! قالَ: «فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» . فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ جِرَاحَاتٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا

إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، فَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 387

(32)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ

حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23] وَلَمْ يَقُلْ: مَاذَا خَلَقَ رَبُّكُمْ؟

وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]

وَقَالَ مَسْرُوقٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ شَيْئًا

(1)

، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَكَنَ

(2)

الصَّوْتُ، عَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ

(3)

وَنَادَوْا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ.

وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ» .

(1)

لفظة: «شيئًا» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وثَبَتَ» .

(3)

قوله: «مِنْ رَبِّكُمْ» صحَّح عليه في اليونينيَّة، وهو ثابت في رواية أبي ذر أيضًا، وقد كتب بهامش (ن) أيضًا مع إثباته في المتن، وفي (و، ب، ص) كتب بالهامش فقط، وبهامش اليونينية:«مِنْ رَبِّكُمْ» هكذا في أصل الحافظ أبي ذر، ومصحح عليه، وهو في أصل الكتاب، فيعلم ذلك. اهـ.

ص: 387

7481 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ:

⦗ص: 388⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا

(1)

لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ

(2)

-قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ غَيْرُهُ: صَفَوَانٍ

(3)

- يَنْفُذُهُمْ

(4)

ذَلِكَ فَإِذَا: {فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ

(5)

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]».

قَالَ عَلِيٌّ: وَحدَّثَنا سُفْيَانُ: حدَّثنا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِهَذَا.

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ: حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ.

قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِنْسَانًا رَوَى عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: أَنَّهُ قَرَأَ: {فُزِّعَ} . قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَرَأَ عَمْرٌو، فَلَا أَدْرِي سَمِعَهُ هَكَذَا أَمْ لَا؟ قَالَ سُفْيَانُ: وَهيَ قِرَاءَتُنَا.

(1)

في رواية أبي ذر: «خَضَعانًا» . وبهامش السلطانية: كذا هو في النسخ المعتمدة، بفتح الأول والثاني، ولم نجده بفتحهما في شيء من الشراح ولا كتب اللغة التي بيدنا، بل هو: إما مصدر بضمِّ الأوَّل -وقد يكسر- والثاني ساكن على كل حال كالغفران والوجدان، أو: جمع خاضع. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

قوله: «ينفذهم» ثابت في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي أيضًا.

(5)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَالُوا: الَّذِي قال الحقُّ» ، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي:«قَالُوا لِلَّذِي قال: الحَقُّ» ، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «الحقُّ» مرفوع، والذي فيها في تفسير سورة الحجر:«للذي قال الحقَّ» بالنصب، وهو المتعين. اهـ، وأهمل ضبطها في (ن، و) ونسخة البقاعي.

ص: 387

7482 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ

(1)

صلى الله عليه وسلم يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ». وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ: أَنْ يَجْهَرَ بِهِ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لِنَبِيٍّ» . كتبت بالحمرة.

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يُرِيدُ: يَجْهَرُ به» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«يُرِيدُ أن يَجْهَرَ بالقُرْآن» .

ص: 388

7483 -

حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: حدَّثنا أَبِي: حدَّثنا الأَعْمَشُ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ: يَا آدَمُ. فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيُنَادَى

(1)

بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 389

7484 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ

(1)

، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ

وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ

(2)

أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بنِ عُرْوَةَ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَمَرَهُ اللهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مِنَ الجَنَّةِ» .

ص: 389

(33)

‌ بابُ كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ الْمَلَائِكَةَ

وَقَالَ مَعْمَرٌ

(1)

: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} [النمل: 6] أَيْ: يُلْقَى عَلَيْكَ وَتَلَقَّاهُ

(2)

أَنْتَ، أَيْ: تَأخُذُهُ عَنْهُمْ، وَمِثْلُهُ:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37].

(1)

بهامش اليونينية: قال أبو ذر: هو ابن المثنى، أبو عُبيدة. اهـ.

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 389

7485 -

حدَّثني

(1)

إِسْحَاقُ

(2)

: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ

⦗ص: 390⦘

قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي زيادة: «هو ابن راهويه» . وجزم في الفتح أنَّه ابن منصور، وقال: تردَّد أبو علي الجِيَاني بينه وبين إسحاق بن راهويه، وإنَّما جزمتُ بأنَّه ابنُ منصور لأنَّ ابن راهويه لا يقول إلَّا «أخبرنا» ، وهنا قال:«حدَّثنا» . اهـ.

ص: 389

7486 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهوَ أَعْلَمُ

(1)

: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «بِهِمْ» .

ص: 390

7487 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي: أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قُلْتُ: إِنْ

(1)

سَرَقَ وَإِنْ زَنَى

(2)

؟ قالَ: «وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى

(3)

».

(1)

في (ب، ص): «وإنْ» ، وعليها علامة السقوط.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَزَنَى» .

(3)

هكذا في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي أيضًا، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«وَزَنَى» .

ص: 390

(34)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ}

[النساء: 166]

قَالَ مُجَاهِدٌ: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12]: بَيْنَ السَّمَاءِ

(1)

السَّابِعَةِ وَالأَرْضِ السَّابِعَةِ.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِنَ السَّماءِ» .

ص: 390

7488 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَصِ: حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا فُلَانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ،

⦗ص: 391⦘

وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي لَيْلَتِكَ

(1)

مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر: «مِنْ ليلتِك» . كتبت بالحمرة، وكتبت بهامش (و، ب، ص) دون رقم.

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «خَيْرًا» .

ص: 390

7489 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ وَزَلْزِلْ بِهِمْ

(1)

».

زَادَ

الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَزَلْزِلْهُمْ» .

ص: 391

7490 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قالَ: أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ، فَسَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} {لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} حَتَّى يَسْمَعَ

(1)

الْمُشْرِكُونَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110] أَسْمِعْهُمْ وَلَا تَجْهَرْ، حَتَّى يَأخُذُوا عَنْكَ الْقُرْآنَ

(2)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «فقال الله: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} حَتَّى يَسْمَعَ» ، وفي رواية الأصيلي:«فقال الله: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ حَتَّى يَسْمَعَ» .

(2)

بهامش اليونينية: قال الحافظ أبو ذر: فيه تقديم وتأخير، تقديره: أسمعهم حتى يأخذوا عنك القرآن، ولا تجهر. اهـ. (ن)، وهو ثابت بهامش نسخة البقاعي.

ص: 391

(35)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}

[الفتح: 15]

{لَقَوْلٌ

(1)

فَصْلٌ}: حَقٌّ {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق: 13 - 14]: بِاللَّعِبِ.

(1)

في رواية أبي ذر: «{إِنَّهُ لَقَوْلٌ}» .

ص: 391

7491 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللَّهُ تَعَالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ؛ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» .

ص: 392

7492 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي. وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ

(1)

فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

(1)

بهامش (ب، ص): ضمُّ خاء «خلوف» من الفرع. اهـ.

ص: 392

7493 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَى رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ

(1)

عَمَّا تَرَى؟! قالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أُغْنِكَ» .

ص: 392

7494 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَتَنَزَّلُ

(1)

رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ

(2)

يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَنْزِلُ» .

(2)

في رواية الأصيلي: «ومَنْ» .

ص: 392

7495 -

7496 - حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .

وَبِهَذَا الإِسْنَادِ: «قَالَ اللَّهُ:

أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ».

ص: 393

7497 -

حدَّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَقَالَ

(1)

: هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ

(2)

بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ

(3)

-أَوْ: إِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ

(4)

- فَأَقْرِئْهَا مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «تَأتِيكَ» .

(3)

في رواية الأصيلي زيادة: «أو شَرَابٌ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أَوْ إِنَاءٌ أَوْ شَرَابٌ» بالرفع. قال في الإرشاد: شكَّ هل قال فيه طعام أو قال: إناء فقط لم يذكر ما فيه.

ص: 393

7498 -

حدَّثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ

(1)

، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ

(2)

لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».

ص: 393

7499 -

حدَّثنا مَحْمُودٌ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَنِي سُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ: أَنَّ طَاوُوسًا أَخْبَرَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ

(1)

، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ،

⦗ص: 394⦘

وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «حَقٌّ» .

ص: 393

7500 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ النُّمَيْرِيُّ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ، قالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأهَا اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَلَكِنْ

(1)

وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِي بَرَاءَتِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّينِي اللَّهُ بِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ولكِنِّي» .

ص: 394

7501 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ

(1)

عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَلَمْ يَعْمَلْهَا

فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِئَةٍ

(2)

».

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَإِذَا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ» .

ص: 394

7502 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ

(1)

، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ

(2)

،

⦗ص: 395⦘

عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فقالَ: مَهْ؟ قَالَتْ

(3)

: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ. فقالَ

(4)

: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ. قالَ: فَذَلِكِ لَكِ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: {فَهَلْ عَسيْتُمْ

(5)

إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22].

(1)

قوله: «بن بلال» ليس في رواية أبي ذر.

(2)

أهمل ضبط الرَّاء في (ن)، وضبطها بالكسر في (و)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي، وضبطها في (ب، ص) بفتح الرَّاء نقلًا عن اليونينية.

(3)

في رواية الأصيلي: «فقالت» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «قال» .

(5)

ضُبطت في اليونينية بكسر السين وفتحها، وبالكسر قرأ نافع، وبالفتح قرأ الجمهور.

ص: 394

7503 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ:

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قالَ: مُطِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «قالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِي» .

ص: 395

7504 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ» .

ص: 395

7505 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ: حدَّثنا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ اللَّهُ: أَنَا

(1)

عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي».

(1)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «لَأَنَا» .

ص: 395

7506 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ: فَإِذَا

(1)

مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، وَاذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئْنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ

⦗ص: 396⦘

أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ

(2)

مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ. فَغَفَرَ لَهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «إذا» .

(2)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي: «لِيَجْمَعَ» .

ص: 395

7507 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمْرَةَ قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا- فقالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ -وَرُبَّمَا قالَ: أَصَبْتُ- فَاغْفِرْ لِي

(1)

. فقالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ

(2)

وَيَأخُذُ بِهِ؟! غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا -أَوْ: أَذْنَبَ ذَنْبًا- فقالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ -أَوْ: أَصَبْتُ- آخَرَ فَاغْفِرْهُ

(3)

. فقالَ: أَعَلِمَ

(4)

عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِهِ؟! غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا -وَرُبَّمَا قالَ: أَصَابَ ذَنْبًا- قالَ: قالَ: رَبِّ أَصَبْتُ -أَوْ

(5)

: أَذْنَبْتُ- آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي. فقالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي

(6)

أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِهِ؟! غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثَلَاثًا

(7)

، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ».

(1)

قوله: «لي» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا، وفي رواية أبي ذر:«فاغْفِرْهُ» .

(2)

في رواية الأصيلي: «عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ» .

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

في رواية الأصيلي: «فاغْفِرْ لي. فَقَالَ: عَلِمَ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «أو قال» .

(6)

قوله: «فقال: أعلم عبدي» إلى آخر الحديث ليس في رواية الأصيلي.

(7)

لفظة: «ثلاثًا» ليست في رواية أبي ذر.

ص: 396

7508 -

حدَّثنا

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ سَلَفَ -أَوْ: فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ

(1)

- قَالَ كَلِمَةً -يَعْنِي: أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا- فَلَمَّا حَضَرَتِ الْوَفَاةُ

(2)

، قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟

⦗ص: 397⦘

قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ -أَوْ: لَمْ يَبْتَئِزْ- عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ

(3)

يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا إِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُونِي -أَوْ قالَ: فَاسْحَكُونِي- فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَأَذْرُونِي فِيهَا». فقالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَذْرَوْهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ، فقالَ اللَّهُ عز وجل: كُنْ. فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ؟ قالَ: مَخَافَتُكَ -أَوْ: فَرَقٌ مِنْكَ

(4)

- قالَ: فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رَحِمَهُ عِنْدَهَا». وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: «فَمَا تَلَافَاهُ غَيْرُهَا» . فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عُثْمَانَ فقالَ: سَمِعْتُ هَذَا مِنْ سَلْمَانَ، غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ:«أَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ» . أَوْ كَمَا حَدَّثَ.

حدَّثَنا مُوسَى: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ وَقَالَ: «لَمْ يَبْتَئِرْ» .

وَقَالَ خَلِيفَةُ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ وَقَالَ: «لَمْ يَبْتَئِزْ» .

فَسَّرَهُ قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ.

(1)

في رواية الأصيلي: «قَبْلَهُم» .

(2)

في رواية أبي ذر: «حَضَرَه المَوْتُ» .

(3)

لفظة: «عليه» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي.

(4)

في رواية الأصيلي: «مَخَافَتَكَ أو فَرَقًا منك» .

ص: 396

(36)

‌ بابُ كَلَامِ الرَّبِّ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ

ص: 397

7509 -

حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُمَيْدٍ قالَ:

سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ

(1)

، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ. فَيَدْخُلُونَ، ثُمَّ أَقُولُ: أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ». فقالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «شَفَعْتُ» .

ص: 397

7510 -

حدَّثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حدَّثنا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قالَ:

⦗ص: 398⦘

اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ

(1)

إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ

(2)

لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ، فَوَافَقْنَاهُ

(3)

يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأذَنَّا، فَأَذِنَ لَنَا وَهوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ

(4)

مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ. فقالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، جَاؤُوكَ

(5)

يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ. فقالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ

فِي بَعْضٍ، فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا

(6)

إِلَى رَبِّكَ. فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ

(7)

فَإِنَّهُ

(8)

خَلِيلُ الرَّحْمَنِ. فَيَأتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى؛ فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ

(9)

. فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى؛ فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ. فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. فَيَأتُونِي

(10)

، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا. فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ

(11)

أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ

(12)

: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ

(13)

، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيُقَالُ

(14)

: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْها مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ.

⦗ص: 399⦘

فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيُقَالُ

(15)

: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ

(16)

. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ

(17)

: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيَقُولُ

(18)

: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى

(19)

مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ

(20)

مِنْ إِيمَانٍ، فأُخْرِجُهُ

(21)

مِنَ النَّارِ

(22)

. فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ». فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ، قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ، وَهوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ

(23)

، بِمَا حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

(24)

، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنا فِي الشَّفَاعَةِ. فقالَ: هِيهِ

(25)

. فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ، فقالَ: هِيهِ. فَقُلْنَا

(26)

: لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا. فقالَ: لَقَدْ

⦗ص: 400⦘

حدَّثَنِي، وَهوَ جَمِيعٌ، مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا. قُلْنَا

(27)

: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا. فَضَحِكَ وَقَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولًا، مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، حدَّثني كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ، قالَ: «ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ

(28)

، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «البُنَانِيِّ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَسَألَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فوافَقْنا» .

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «جاؤوا» .

(6)

لفظة: «لنا» ليست في رواية أبي ذر.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وبهامش اليونينية: لم يُذكر ها هنا نوح عليه السلام. اهـ.

(8)

لفظة: «فإنَّه» مستدركة في (ن) بخط متأخر.

(9)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «كَلَّمَ اللهَ» .

(10)

في رواية أبي ذر: «فَيأتونَنِي» .

(11)

في رواية أبي ذر: «فَيُلْهِمُني لِمَحَامِدَ» ، وزاد في (ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، وهو موافق لما في الإرشاد والسلطانية.

(12)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول» ، وعزاها في (ب) إلى رواية أبي ذر عنه.

(13)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «تُعْطَهْ» .

(14)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول» ، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(15)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول» ، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(16)

في رواية أبي ذر زيادة: «فَأَخْرِجْهُ» ، وضبطها روايته في (ب):«فَأَخْرِجُهُ» ، وأهمل ضبطها في (ن، و).

(17)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فيقول» ، وعزاها في (ص) إلى رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.

(18)

في رواية الأصيلي: «فيُقال» .

(19)

هكذا بالتكرار ثلاثًا في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(20)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(21)

بهامش (ب، ص): كذا ضبطه في اليونينية والفرع المكي، بصيغة المضارع، والذي في فرعٍ بصيغة الأمر، وهو الصواب، والله أعلم. اهـ. وضبطه في نسخة البقاعي بصيغة الأمر، وأهمل ضبطه في (و).

(22)

في رواية أبي ذر: «مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ» . كتبت بالحمرة، وبهامش اليونينية: هنا تكرر عند أبي ذرٍ: «مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ مِنَ النَّارِ» وكتب مقابله ثلاثة بالهندي هكذا (3)، وكذلك علَّم قبالة «أدنى» ثلاثًا (3) هكذا. اهـ.

(23)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي زيادة: «فَحَدَّثَنا» ، وبهامش (ب، ص): الثاء مضبوطة في الفرع بالفتح، وليست مضبوطة في اليونينية. اهـ. وفي روايةٍ أخرى للأصيلي ورواية الكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَحَدَّثناهُ» .

(24)

قوله: «بن مالك» ليس في (ن).

(25)

بهامش (ب، ص): الهاء الثانية من (هِيه) ليست مضبوطة في اليونينية. اه.

(26)

صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية الأصيلي زيادة:«له» .

(27)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُلْنا» .

(28)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي زيادة: «المَحَامِدِ» .

ص: 397

7511 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ

(1)

: حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ

عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: رَبِّ

(2)

الْجَنَّةُ مَلأَى. فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَكُلُّ

(3)

ذَلِكَ يُعِيدُ عَلَيْهِ: الْجَنَّةُ مَلأَى. فَيَقُولُ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ

(4)

».

(1)

بهامش اليونينية: حاشية: هو ابن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُّهلي، الإمام رضي الله عنه، قاله الحفاظ: أبو عبد الله وأبو نصر وأبو علي. اهـ.

(2)

في رواية الأصيلي: «أَيْ رَبِّ» .

(3)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «كُلُّ» .

(4)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَرَّاتٍ» .

ص: 400

7512 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ:

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ

(1)

إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ

⦗ص: 401⦘

بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ

(2)

، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ

(3)

أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ».

قَالَ الأَعْمَشُ: وَحدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ: مِثْلَهُ. وَزَادَ فِيهِ: «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» .

(1)

في رواية الأصيلي وكريمة: «مِنْ أحَدٍ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بفتح التاء وضمِّها.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ثُمَّ يَنْظُرُ» .

ص: 400

7513 -

حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ

(1)

فقالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمَ

(2)

الْقِيَامَةِ، جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ. فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ؛ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}» إِلَى قَوْلِهِ: «{يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]» .

(1)

في رواية الأصيلي زيادة: «إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «يومُ» .

ص: 401

7514 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ:

أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قالَ: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَعَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. وَيَقُولُ: عَمِلْتَ

(1)

كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ».

وَقَالَ آدَمُ: حدَّثنا شَيْبَانُ: حدَّثنا قَتَادَةُ: حدَّثنا صَفْوَانُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية الأصيلي: «أَعَمِلْتَ» .

ص: 401

7515 -

حدَّثنا

(1)

يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ: حدَّثَنا

(2)

عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثَنا

(3)

حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ

(4)

صلى الله عليه وسلم قالَ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فقالَ مُوسَى: أَنْتَ

(5)

آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟! قَالَ آدَمُ

(6)

: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ

(7)

، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟! فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

(1)

في رواية الأصيلي: «أخبَرَني» . (ب)، وذكر هذه الرواية في (ص) دون أن يُخرِّج لها.

(2)

في رواية أبي ذر: «حدَّثني» .

(3)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «أخبَرَني» .

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «رسولَ اللهِ» .

(5)

في رواية أبي ذر: «آنْتَ» . وبهامش (ب، ص): هذه الرواية في اليونينية في مقابلة: «أنت آدم» و «أنت موسى» في سطر واحد وليس على أحدهما علامة تخريج. اهـ. قلنا: لعله أراد الموضعين معًا.

(6)

لفظة: «آدم» ليست في رواية أبي ذر والأصيلي.

(7)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 402

7517 -

حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثني سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ

(1)

يَقُولُ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ:

⦗ص: 403⦘

«أَنَّهُ

(2)

جَاءَهُ

(3)

ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فقالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فقالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ. فقالَ آخِرُهُمْ

(4)

: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ

(5)

-يَعْنِي: عُرُوقَ حَلْقِهِ- ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَنْ هَذَا؟ فقالَ: جِبْرِيلُ. قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مَعِي مُحَمَّدٌ. قالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قالَ: نَعَمْ. قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا. فَيَسْتَبْشِرُ

(6)

بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ

(7)

، لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا

(8)

يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فقالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ

(9)

فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الاِبْنُ أَنْتَ. فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فقالَ: مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا. ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ، عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ

(10)

فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ

(11)

، قالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ

(12)

. ثُمَّ عَرَجَ

(13)

إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فقالَتِ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ

مَا قَالَتْ لَهُ الأُولَى: مَنْ هَذَا؟

⦗ص: 404⦘

قالَ: جِبْرِيلُ. قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. قَالُوا: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ. قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا. ثُمَّ عَرَجَ

(14)

بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتِ الأُولَى وَالثَّانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّادِسَةِ

(15)

، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ، فَأَوْعَيْتُ

(16)

مِنْهُمْ

(17)

إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ، فقالَ مُوسَى: رَبِّ، لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ

(18)

. ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ

(19)

، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى اللَّهُ

(20)

فِيمَا أَوْحَى

(21)

إِلَيْهِ

(22)

: خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قالَ: عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. قالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ. فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ: أَنْ نَعَمْ

(23)

إِنْ شِئْتَ. فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ، فقالَ وَهوَ مَكَانَهُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا؛ فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا. فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ، فقالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ

⦗ص: 405⦘

قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا

(24)

فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ. كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ

(25)

النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ، وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فقالَ: يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءٌ

(26)

، أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ

(27)

وَأَبْدَانُهُمْ، فَخَفِّفْ عَنَّا. فقالَ الْجَبَّارُ: يَا مُحَمَّدُ. قالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قالَ: إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُ

(28)

عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ. قالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَهيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ. فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فقالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ فقالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. قَالَ مُوسَى: قَدْ

وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُوسَى، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ

(29)

إِلَيْهِ. قالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ». قالَ: وَاسْتَيْقَظَ وَهوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ.

(1)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «أنَسَ بن مالكٍ» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الهمزة وفتحها معًا.

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَنَّهُ [بكسر الهمزة وفتحها] جَاءَ» ، وفي رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«إذْ جاءَ» .

(4)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «أحَدُهُمْ» . وبهامش (ب، ص): هذا من الفرع. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَحُشِيَ به صَدْرُهُ وَلَغَادِيدُهُ» .

(6)

في رواية الأصيلي: «يستبشر» .

(7)

في رواية الأصيلي زيادة: «الدُّنْيَا» .

(8)

في رواية الأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «ما» .

(9)

في رواية الأصيلي زيادة: «آدَمُ» .

(10)

في رواية الأصيلي: «بِيَدِه» .

(11)

قوله: «أَذْفَرُ» ثابت في رواية أبي ذر والأصيلي، وهو مهمَّش في (ب، ص).

(12)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حَبَاكَ به رَبُّكَ» .

(13)

في رواية أبي ذر والأصيلي زيادة: «بِهِ» .

(14)

في (ن): «عُرِج» .

(15)

في رواية أبي ذر: «السَّماءِ السَّادِسَةِ» .

(16)

لفظة: «فأوعيت» ليست في رواية أبي ذر والحَمُّويي، وزاد في (و، ص) نسبة ذلك إلى رواية الأصيلي والمُستملي، ولعلَّ هذا سبق نظر إلى ما في الحاشية الآتية. وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«فَوَعَيْتُ» .

(17)

لفظة: «منهم» ثابتة في رواية المُستملي والأصيلي أيضًا. (ن)، وهو موافق لما في نسخة البقاعي.

(18)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أنْ تَرْفَعَ عَلَيَّ أحَدًا» .

(19)

في رواية أبي ذر: «لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ» .

(20)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فَأَوْحَى إلَيْه» ، وضبط روايتهم في (ب، ص): «فَأَوْحَى إلَيْه اللهُ» .

(21)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يُوحِي» .

(22)

لفظة: «إليه» ليست في رواية أبي ذر.

(23)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَيْ نَعَمْ» .

(24)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «هذِهِ» .

(25)

في نسخة للأصيلي ورواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «يَتَلَفَّتُ» .

(26)

في (ب، ص): «ضعفاءُ» .

(27)

في رواية الأصيلي وأبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ زيادة: «وأبصارُهُمْ» .

(28)

في رواية أبي ذر: «فَرَضْتُهُ» .

(29)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَخْتَلِفُ» .

ص: 402

(38)

‌ بابُ كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ص: 405

7518 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ؟! فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ

⦗ص: 406⦘

عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا».

ص: 405

7519 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ: حدَّثنا فُلَيْحٌ: حدَّثنا هِلَالٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ

(1)

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: «أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأذَنَ

(2)

رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فقالَ لَهُ

(3)

: أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي

(4)

أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ. فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَتَبَادَرَ

(5)

الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ

(6)

شَيْءٌ». فقالَ الأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَجِدُ هَذَا إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا؛ فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر: «رسولَ اللهِ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «يَسْتَأذِنُ» .

(3)

لفظة: «له» ثابتة في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(4)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «ولكِنْ» .

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَادَرَ» .

(6)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «يَسَعُكَ» .

ص: 406

(39)

‌ بابُ ذِكْرِ اللَّهِ بِالأَمْرِ، وَذِكْرِ الْعِبَادِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ

وَالرِّسَالَةِ وَالإِبْلَاغِ

(1)

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ

(2)

فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ. فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 71 - 72].

غُمَّةٌ: هَمٌّ وَضِيقٌ.

⦗ص: 407⦘

قَالَ مُجَاهِدٌ: اقْضُوا إِلَيَّ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ، يُقَالُ: افْرُق: اقْضِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ

(3)

} [التوبة: 6]: إِنْسَانٌ يَأتِيهِ، فَيَسْتَمِعُ مَا يَقُولُ وَمَا أُنْزِلَ

(4)

عَلَيْهِ، فَهوَ آمِنٌ حَتَّى يَأتِيَهُ فَيَسْمَعَ

(5)

كَلَامَ اللَّهِ، وَحَتَّى يَبْلُغَ مَأمَنَهُ

حَيْثُ جَاءَهُ.

النَّبَأُ الْعَظِيمُ: الْقُرْآنُ.

{صَوَابًا} [النبأ: 38]: حَقًّا فِي الدُّنْيَا، وَعَمَلٌ

(6)

بِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «والبَلَاغِ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قوله: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}» بدل إتمام الآيتين.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّهِ}» ، ولم يرقم لهذه الزيادة في (و، ب، ص)، وبهامش (ب، ص): كذا هو مُخرَّج في اليونينية غير مصحَّح عليه، وهو ثابت في الفرع في الأصل. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر: «يَنْزِلُ» ، «يُنْزَلُ» بالضَّبْطَيْن معًا.

(5)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «حِينَ يَأتِيْهِ فَيَسْمَعُ» .

(6)

في رواية الأصيلي: «وعَمَلًا» .

ص: 406

(40)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَلَا تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً}

[البقرة: 22]؛ وَقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت: 9]، وَقَوْلِهِ:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68]، {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئْنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ

(1)

وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65 - 66].

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106]، {وَلَئِن

(2)

سَأَلْتَهُم

(3)

مَّنْ خَلَقَهُمْ} [الزخرف: 87]، وَ:{مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الزخرف: 9]{لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}

(4)

[الزخرف: 87] فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ.

وَمَا ذُكِرَ فِي خَلْقِ أَفْعَالِ

(5)

الْعِبَادِ وَأَكْسَابِهِمْ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2].

⦗ص: 408⦘

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَا تَنَزَّلُ

(6)

الْمَلَائِكَةُ إِلاَّ بِالحَقِّ} [الحجر: 8]: بِالرِّسَالَةِ وَالْعَذَابِ {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} [الأحزاب: 8]: الْمُبَلِّغِينَ الْمُؤَدِّينَ مِنَ الرُّسُلِ. {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

(7)

} [الحجر: 9] عِنْدَنَا. {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ} الْقُرْآنُ {وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] الْمُؤْمِنُ، يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ.

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى قَوْلِهِ: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}» بدل إتمام الآيتين.

(2)

في رواية أبي ذر: «وقال: لَئِنْ»

(3)

في رواية الأصيلي ونسخة لأبي ذر: «قَالَ تَسْأَلُهُمْ» . وفي رواية [د] و [ق]: «قال مَنْ سَأَلَهُمْ» ، وبهامش (ب، ص): أنَّ هذه الرواية من الفرع. اهـ.

(4)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «فَيَقُولُونَ: اللهَ» .

(5)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أعمالِ» .

(6)

هكذا ضبطت في (ب، ص) على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر، وأهمل ضبط ونقط النون في (ن، و).

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{لَحَافِظُونَ}» .

ص: 407

7520 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ

(1)

نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ». قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» .

(1)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي: «لَهُ» .

ص: 408

(41)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

(1)

وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» ، بدل إتمامها.

ص: 408

7521 -

حدَّثنا الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا سُفْيَانُ: حدَّثنا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ -أَوْ: قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ- كَثِيرَةٌ شَحْمُ

(1)

بُطُونِهِمْ، قَلِيلَةٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فقالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الآخَرُ: يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} الآيَةَ [فصلت: 22].

(1)

في رواية الأصيلي: «شُحومُ» .

ص: 408

(42)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأنٍ

(1)

} [الرحمن: 29] وَ {مَا يَأتِيهِمْ

(2)

مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]

وَأَنَّ

(3)

حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ: أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ» .

(1)

في اليونينية بالإبدال على قراءة أبي جعفر والسُّوسي وورش.

(2)

في اليونينية بالإبدال على قراءة السُّوسي وأبي جعفر.

(3)

بهامش (ب، ص): همزة «أن» ليست مضبوطة في اليونينية. اهـ. زاد في (ب): وضبطها في الفرع بفتحها. اهـ.

ص: 409

7522 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ، وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ، تَقْرَؤُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ؟!

ص: 409

7523 -

حدَّثنا أَبُو الْيَمَانِ: أخبَرَنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم أَحْدَثُ الأَخْبَارِ بِاللَّهِ، مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ: أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ بَدَّلُوا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَغَيَّرُوا، فَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ

(1)

، قَالُوا: هَذَا

(2)

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِذَلِكَ ثَمَنًا قَلِيلًا، أَوَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ؟! فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «الْكُتُبَ» .

(2)

في (و، ب، ص): «هُوَ» . والمثبت موافق لما في نسخة البقاعي.

(3)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «إلَيْكُمْ» .

ص: 409

(43)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ}

[القيامة: 16]، وَفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ

(1)

يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا مَعَ عَبْدِي حَيْثُ مَا ذَكَرَنِي (

(2)

وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ».

(1)

في رواية أبي ذر: «حِينَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أَنَا مَعَ عَبْدِي ما ذَكَرَني» ، وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي:«إذا ما ذَكَرَني» .

ص: 410

7524 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} [القيامة: 16]، قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ -فقالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أُحَرِّكُهُم

(1)

لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهُمَا. فقالَ سَعِيدٌ: أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا. فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16 - 17]، قالَ: جَمْعَهُ

(2)

فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] قالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ. قالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَقْرَأَهُ

(3)

.

(1)

في رواية أبي ذر: «فأنَا أُحَرِّكُهُمَا» .

(2)

في (ب، ص): «جمعُهُ» بالرفع.

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «جِبْرِيلُ» .

ص: 410

(44)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ

إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 13 - 14]

{يَتَخَافَتُونَ} [طه: 103]: يَتَسَارُّونَ.

ص: 410

7525 -

حدَّثني عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ: أخبَرَنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ

بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ

⦗ص: 411⦘

صلى الله عليه وسلم مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ، سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فقالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ

(1)

الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110].

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «فَتَسْمَعَ» ، وبهامش (ب، ص): في الفرع: «فيَتَسَمَّع» .

ص: 410

7526 -

حدَّثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] فِي الدُّعَاءِ.

ص: 411

7527 -

حدَّثنا إِسْحَاقُ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: أخبَرَنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أخبَرَنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» . وَزَادَ غَيْرُهُ: «يَجْهَرُ بِهِ» .

ص: 411

(45)

‌ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ

فَهوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

(1)

، وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا فَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ» فَبَيَّنَ اللَّهُ أَنَّ قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ

(2)

هُوَ فِعْلُهُ، وَقَالَ:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 22]، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]:

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «وآناءَ النهارِ» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَبَيَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن قِرَاءتَهُ الكِتابَ» ، وفي رواية الأصيلي:«فَبَيَّنَ أن قِيَامَهُ بِالْكِتَابِ» .

ص: 411

7528 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ

⦗ص: 412⦘

فَهوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ

(1)

، فَهوَ يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهوَ يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ

(2)

عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ».

(1)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «من آناءِ الليلِ وآناءِ النهارِ» .

(2)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

ص: 411

7529 -

حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حدَّثنا سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ:

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهوَ يَتْلُوهُ

(1)

آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ».

سَمِعْتُ سُفْيَانَ

(2)

مِرَارًا، لَمْ أَسْمَعْهُ يَذْكُرُ الْخَبَرَ، وَهوَ مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِهِ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي: «يَقُومُ به» ، وضبَّب في (ب، ص) على الهاء من قوله: «يتلوه» .

(2)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «مِنْ سُفْيَانَ» .

ص: 412

(46)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ

وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ

(1)

} [المائدة: 67]

وَقَالَ

(2)

الزُّهْرِيُّ: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ

(3)

صلى الله عليه وسلم

(4)

الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ.

وَقالَ

(5)

: {لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} [الجن: 28]، وَقالَ

(6)

: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي} [الأعراف: 62].

وَقالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَسَيَرَى

(7)

اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ

(8)

} [التوبة: 94].

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا

أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلِ: {اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ

⦗ص: 413⦘

وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.

وَقَالَ مَعْمَرٌ: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} هَذَا الْقُرْآنُ {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} : بَيَانٌ وَدِلَالَةٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ} [الممتحنة: 10]: هَذَا حُكْمُ اللَّهِ {لَا رَيْبَ

(9)

} [البقرة: 2]: لَا شَكَّ. {تِلْكَ آيَاتُ} [لقمان: 2]: يَعْنِي هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ، وَمِثْلُهُ:{حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: 22]: يَعْنِي بِكُمْ.

وَقَالَ أَنَسٌ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالَهُ

(10)

حَرَامًا إِلَى قَوْمِهِ

(11)

وَقَالَ: أَتُؤَمِّنُونِي

(12)

أُبَلِّغُ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ.

(1)

هكذا على قراءة نافع وابن عامر وشعبة وأبي جعفر ويعقوب.

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي: «قال» بدون الواو.

(3)

في رواية الأصيلي: «وعلى رسولِهِ» .

(4)

بهامش (ب): قوله: «صلى الله عليه وسلم» في اليونينية مكتوب بهامشها. اهـ.

(5)

في رواية أبي ذر: «وقال اللهُ تعالى» .

(6)

في رواية أبي ذر: «وقال تَعَالَى» .

(7)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «{فَسَيَرَى}» .

(8)

في رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي زيادة: «{وَالْمُؤْمِنُونَ}» .

(9)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «{فِيهِ}» .

(10)

في رواية أبي ذر وكريمة: «خالِي» .

(11)

في رواية أبي ذر: «إلى قَوْمٍ» .

(12)

بهامش (ب، ص): همزة «أَتُؤَمِّنُونِي» ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالسكون. اهـ.

ص: 412

7530 -

حدَّثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقّيُّ: حدَّثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَدِ اللَّهِ

(1)

الثَّقَفِي: حدَّثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ:

قَالَ الْمُغِيرَةُ: أخبَرَنا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ.

(1)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية «سَعِيدُ بْنُ عُبَدِ اللَّهِ» بالتكبير، والذي في نسخ معتمدة «عبيد الله» بالتصغير. اهـ. قال في «الفتح»: وهو للأكثر.

ص: 413

7531 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا.

وَقَالَ مُحَمَّدٌ: حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ،

⦗ص: 414⦘

فَلَا تُصَدِّقْهُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67].

ص: 413

7532 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قالَ:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ:«أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهوَ خَلَقَكَ» . قالَ: ثُمَّ أَيَّ

(1)

؟ قالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ

(2)

أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قالَ: ثُمَّ أَيَّ؟ قالَ: «أَنْ

(3)

تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ

(4)

} الآيَةَ [الفرقان: 68].

(1)

هكذا ضُبطت في الموضعين في (ب)، وأهمل ضبطها في (ن، و، ص)، وضبطها في نسخة البقاعي:«أيُّ» بالرفع، وفي نسخة القرشي:«أيٌّ» بتنوين الضمِّ. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «مَخَافةَ» .

(3)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ثُمَّ أَنْ» .

(4)

في رواية أبي ذر زيادة: «{يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}» .

ص: 414

(47)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}

[آل عمران: 93]، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا، وَأُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ، وَأُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِهِ» .

وَقَالَ أَبُو رَزِينٍ: {يَتْلُونَهُ

(1)

} [البقرة: 121]: يَتَّبِعُونَهُ وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، يُقَالُ:{يُتْلَى} [النساء: 127]: يُقْرَأُ.

حَسَنُ التِّلَاوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرْآنِ. {لَّا يَمَسُّهُ} [الواقعة: 79]: لَا يَجِدُ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ إِلَّا مَنْ آمَنَ بِالْقُرْآنِ، وَلَا يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلَّا الْمُوقِنُ

(2)

؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا

⦗ص: 415⦘

كَمَثَلِ الْحِمَارِ

يَحْمِلُ أَسْفَارًا

(3)

بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة: 5].

وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الإِسْلَامَ وَالإِيمَانَ

(4)

عَمَلًا، قالَ

(5)

أَبُو هُرَيْرَةَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ: «أَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلَامِ» . قالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ إِلَّا صَلَّيْتُ.

وَسُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ» .

(1)

في رواية أبي ذر زيادة: «{حَقَّ تِلَاوَتِهِ}» .

(2)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «المُؤْمِنُ» بدل: «الْمُوقِنُ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «الآيةَ» بدل إتمامها.

(4)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «والصَّلاةَ» .

(5)

في (ن): «وقال» .

ص: 414

7533 -

حدَّثنا عَبْدَانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ: أخبَرَنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنِي سَالِمٌ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ الأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمُ الْقُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

(1)

، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فقالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: هَؤُلَاءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا. قالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا. قالَ: فَهوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «غُرُوبِ الشَّمسِ» .

ص: 415

(48)

بابٌ: وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلَاةَ عَمَلًا

وَقَالَ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» .

ص: 415

7534 -

حدَّثني

(1)

سُلَيْمَانُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ -وَحدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ

(2)

: أخبَرَنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ- عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ب، ص): السين ليست مضبوطة في اليونينية، وضبطها في الفرع بالفتح. اهـ.

ص: 415

(49)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا

(1)

. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج: 19 - 21]

{هَلُوعًا} : ضَجُورًا.

(1)

في رواية كريمة: «ضَجُورًا» .

ص: 416

7535 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ:

حدَّثَنا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ قالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَالٌ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فقالَ: «إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى

(1)

وَالْخَيْرِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ». فقالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُمْرَ النَّعَمِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الغَنَاءِ» .

ص: 416

(50)

بابُ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ

ص: 416

7536 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: حدَّثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْهَرَوِيُّ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ:

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي

(2)

ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا

(3)

أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «إليَّ» .

(3)

في نسخة: «يَمْشِي» . كتبت بالحمرة.

ص: 416

7537 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّمِيْمِيِّ

(1)

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:

⦗ص: 417⦘

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، رُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا» . أَوْ: «بُوعًا» .

وَقَالَ مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ أَنَسًا

(2)

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل.

(1)

هكذا في (ن، و، ب، ص) بميمين، قال القسطلاني: وقع في اليونينية: «التميمي» ، ولعله سبق قلم. اهـ. وبهامش (ب، ص): وجدت بخط الحافظ السخاوي بهامش اليونينية ما نصُّه: صوابه: التيمي، واسمه سليمان، وهو والد معتمر المعلَّقِ عنه. كتبه محمد بن السخاوي.

(2)

ألحق بهامش (ن) وبخط متأخر زيادة: «عن أبي هريرة» وكتب فوقها سقط، وهي ثابتة في نسخة القرشي، وبهامش نسخة البقاعي: في نسخة السميساطية: «وَقَالَ مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن ربِّه» ثم قال: هكذا في الأصول كلها. اهـ.

ص: 416

7538 -

حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا شُعْبَةُ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قالَ:

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ، قالَ:«لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» .

ص: 417

7539 -

حدَّثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ.

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قالَ: «لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنَّهُ

(1)

خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى». وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَنَا» .

ص: 417

7540 -

حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ

(1)

: أخبَرَنا شَبَابَةُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ

(2)

الْمُزَنِيِّ قالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ -أَوْ: مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ- قالَ: فَرَجَّعَ فِيهَا. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْكُمْ لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ يَحْكِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 418⦘

فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ؟ قالَ: ءَا ءَا ءَا

(3)

، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

(1)

بهامش (ب، ص) نقلًا عن اليونينية: قلت: «سريج» بسين مهملة. اهـ.

(2)

في رواية أبي ذر: «المُغَفَّلِ» .

(3)

قال في «الفتح» : بمد الهمزة والسكون. اهـ.

ص: 417

(51)

‌ بابُ مَا يَجُوزُ مِنْ تَفْسِيرِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهَا

؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]

7541 -

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أخبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أَنَّ هِرَقْلَ دَعَا تَرْجُمَانَهُ

(1)

، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ، وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآيَةَ [آل عمران: 64]» .

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «تُرْجُمَانَهُ» .

ص: 418

7542 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: كَانَ أَهْلُ

الْكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ

(1)

، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلَامِ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا: {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ} الآيَةَ [البقرة: 136]» .

(1)

بهامش (ب، ص): كسر عين «العبرانية» من الفرع. اهـ.

ص: 418

7543 -

حدَّثنا مُسَدَّدٌ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم

(1)

بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا، فقالَ لِلْيَهُودِ:«مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا؟» قَالُوا: نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا. قالَ: «{قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]» . فَجَاؤُوا، فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ: يَا أَعْوَرُ اقْرَأْ

(2)

. فَقَرَأَ حَتَّى

⦗ص: 419⦘

انْتَهَى عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ

(3)

، قالَ:«ارْفَعْ يَدَكَ» . فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ، فقالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا

(4)

الرَّجْمَ، وَلَكِنَّا نُكَاتِمُهُ

(5)

بَيْنَنَا. فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ

(6)

عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ.

(1)

في رواية أبي ذر: «إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ» .

(2)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَرْضَوْنَ أعور: يا أَعْوَرُ اقْرَأْ» ، هكذا ظاهر التخريج في اليونينية، و «أعورُ» الأول مضمومٌ في (و، ب، ص)، وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية الراء من «أعور» التي بالهامش مضمومة، وفي الفرع مفتوحة. اهـ. والذي في الفتح أنَّ روايته:«يَرْضَوْنَ أعورَ: اقْرَأْ» وأعربه مجرورًا بالفتحة صفة لرجل، والذي في الإرشاد أن روايته:«يَرْضَوْنَ: أَعْوَرُ اقْرَأْ» بالرفع على المنادى مع حذف الأداة.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليها» .

(4)

في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «بَيْنَهُما» .

(5)

في رواية الأصيلي وفي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «نَتَكاتَمُهُ» ، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ:«نَتَكاتَمُها» .

(6)

في (ب، ص): «يُحانِئُ» ، وبهامشهما: كذا في اليونينية ليس تحت الحاء نقطة. اهـ. وبهامش اليونينية من دون رقم: «يَحْنَأُ» . (ب).

ص: 418

(52)

بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ

(1)

الْبَرَرَةِ»

وَ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» .

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «مَعَ سَفَرةِ الكِرَامِ» ، وفي نسخة للأصيلي ورواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ:«مع السَّفَرةِ الكرام» .

ص: 419

7544 -

حدَّثني

(1)

إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ: حدَّثني ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 419

7545 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

⦗ص: 420⦘

عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، وَكُلٌّ حدَّثني طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيْئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يُبَرِّئُنِي، وَلَكِنْ

(1)

وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ

(2)

فِي شَأنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ

(3)

} [النور: 11] الْعَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا.

(1)

في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ولكِنِّي» .

(2)

في رواية أبي ذر: «مُنْزِلٌ» .

(3)

في رواية أبي ذر زيادة: «{عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}» .

ص: 419

7546 -

حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ: حدَّثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ:

أُرَاهُ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ

(1)

: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ: {وَالتِّينِ

(2)

وَالزَّيْتُونِ} فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا -أَوْ: قِرَاءَةً- مِنْهُ.

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «يقولُ» ، وفي رواية أبي ذر وكريمة والأصيلي:«عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قال: سَمِعْتُ» ، زاد في رواية أبي ذر والأصيلي:«البَرَاءَ يقول» .

(2)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «بالتِّينِ» .

ص: 420

7547 -

حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: حدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارِيًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَمِعَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فقالَ اللَّهُ عز وجل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم:

{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110].

ص: 420

7548 -

حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ: حدَّثني مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قَالَ لَهُ: «إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ

⦗ص: 421⦘

أَوْ بَادِيَتِكَ، فَأَذَّنْتَ لِلصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى

(1)

صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «نِدَاءَ» .

ص: 420

7549 -

حدَّثنا قَبِيصَةُ: حدَّثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّهِ:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأسُهُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ.

ص: 421

(53)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ

(1)

} [المزمل: 20]

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ ونسخة للأصيلي: «{فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]» .

ص: 421

7550 -

حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حدَّثني عُرْوَةُ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ:

أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكِدْتُ

(1)

أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَبَبْتُهُ

(2)

بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ

(3)

: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: كَذَبْتَ؛ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا. فقالَ: «أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ» . فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ

(4)

». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ» . فَقَرَأْتُ الَّتِي

(5)

أَقْرَأَنِي، فقالَ: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ

(6)

، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».

(1)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(2)

بهامش (ب، ص): كذا في اليونينية بتخفيف الباء الأولى، وفي الفرع مشدَّدة. اهـ.

(3)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال» .

(4)

في رواية الأصيلي: «كَذَا أُنْزِلَتْ» .

(5)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(6)

في رواية الأصيلي: «كَذَا أُنْزِلَتْ» .

ص: 421

(54)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ

(1)

} [القمر: 17]

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ، يُقَالُ: مُيَسَّرٌ: مُهَيَّأٌ

(2)

.

وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17] قالَ: هَلْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فَيُعَانَ

(3)

عَلَيْهِ

(4)

.

(1)

في رواية أبي ذر ونسخة للأصيلي زيادة: «{فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}» .

(2)

في رواية أبي ذر والأصيلي ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت زيادة: «وقال مجاهدٌ: {يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ} بِلسانِكَ: هَوَّنَّا قِراءتَهُ عليك» . انظر تغليق التعليق: 5/ 378.

(3)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(4)

من قوله: «وقال مطر» إلى قوله: «فيعان عليه» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

ص: 422

7551 -

حدَّثنا أَبُو مَعْمَرٍ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَارِثِ: قَالَ يَزِيدُ: حدَّثني مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:

عَنْ عِمْرَانَ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيمَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قالَ: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ

لِمَا خُلِقَ لَهُ».

ص: 422

7552 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: حدَّثنا غُنْدَرُ: حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ: سَمِعَا سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ:

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ فِي جنَازَةٍ

(2)

، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، فقالَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ الْجَنَّةِ» . قَالُوا: أَلَا نَتَّكِلُ؟ قالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} الآيَةَ [الليل: 5 - 10]» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

ضُبطت في اليونينية بكسر الجيم وفتحها.

ص: 422

(55)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}

[البروج: 21 - 22]

{وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} [الطور: 1 - 2]: قَالَ قَتَادَةُ: مَكْتُوبٌ. {يَسْطُرُونَ} [القلم: 1]: يَخُطُّونَ. {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [الزخرف: 4]: جُمْلَةُ الْكِتَابِ وَأَصْلُهِ

(1)

. {مَا يَلْفِظُ} [ق: 18]: مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ عَلَيْهِ.

⦗ص: 423⦘

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُكْتَبُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. {يُحَرِّفُونَ} [النساء: 46]: يُزِيلُونَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ عز وجل، وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأوِيلِهِ. دِرَاسَتُهُمْ: تِلَاوَتُهُمْ. {وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]: حَافِظَةٌ. وَتَعِيهَا

(2)

: تَحْفَظُهَا. {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ {وَمَن بَلَغَ} [الأنعام: 19] هَذَا الْقُرْآنُ فَهوَ لَهُ نَذِيرٌ.

(1)

ضُبطت في اليونينية بضبطين: المثبت، و «جُمْلَةِ الْكِتَابِ وَأَصْلِهِ» ، وفي (ب، ص) بالجرِّ فقط.

(2)

ضُبطت في اليونينية بإسكان الياء وفتحها، وبكسر العين وفتح الياء المخففة قرأ العشرة في المتواتر، وقرأ بكسر العين وسكون الياء موسى بن عبد الله العنسي. وبهامش (ب، ص): كذا في اليونينية ياء «تعيها» ساكنة، وهي في التلاوة منصوبة، وكذا في الفرع. اهـ.

ص: 422

7553 -

وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لَمَّا قَضَى

(1)

اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ -أَوْ قالَ: سَبَقَتْ- رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ».

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «لما خَلَقَ» .

ص: 423

7554 -

حدَّثني

(1)

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا قَتَادَةُ: أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ:

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي. فَهوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

ص: 423

(56)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}

[الصافات: 96]{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]

وَيُقَالُ

(1)

لِلْمُصَوِّرِينَ: «أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» .

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

(2)

فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].

⦗ص: 424⦘

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: بَيَّنَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الأَمْرِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 54].

وَسَمَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الإِيمَانَ عَمَلًا، قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ» .

وَقَالَ: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].

وَقَالَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ، إِنْ عَمِلْنَا بِهَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ. فَأَمَرَهُمْ

بِالإِيمَانِ وَالشَّهَادَةِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَمَلًا.

(1)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «ويقولُ» .

(2)

في رواية أبي ذر زيادة: «إلى: {تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}» بدل إتمام الآية.

ص: 423

7555 -

حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حدَّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ: حدَّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَالْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ:

عَنْ زَهْدَمٍ قالَ: كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ وَبَيْنَ الأَشْعَرِيِّينَ وُدٌّ وَإِخَاءٌ، فَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الطَّعَامُ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، كَأَنَّهُ مِنَ الْمَوَالِي، فَدَعَاهُ إِلَيْهِ فقالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأكُلُ شَيْئًا

(1)

فَقَذِرْتُهُ، فَحَلَفْتُ: لَا آكُلُهُ

(2)

. فقالَ: هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكَ عَنْ ذَاكَ

(3)

، إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، قَالَ:«وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ» . فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا فقالَ: «أَيْنَ النَّفَرُ الأَشْعَرِيُّونَ؟» فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، ثُمَّ انْطَلَقْنَا، قُلْنَا: مَا صَنَعْنَا؟! حَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَحْمِلُنَا

(4)

، وَمَا عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمِينَهُ! وَاللَّهِ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا. فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ، فقالَ: «لَسْتُ أَنَا أَحْمِلُكُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، إِنِّي

(5)

وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَتَحَلَّلْتُهَا».

(1)

قوله: «شيئًا» ثابت في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ أيضًا.

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «أن لا آكُلَهُ» .

(3)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فَلَأُحَدِّثَنَّكَ عَنْ ذلِكَ» .

(4)

في رواية أبي ذر: «أَنْ لا يَحْمِلَنا» .

(5)

في رواية أبي ذر: «وإنِّي» .

ص: 424

7556 -

حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ: حدَّثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ:

قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، فقالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرٍ حُرُمٍ

(1)

، فَمُرْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ إِنْ عَمِلْنَا بِهِ

(2)

دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو إِلَيْهَا

(3)

مَنْ وَرَاْءنَا. قالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: آمُرُكُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالظُّرُوفِ الْمُزَفَّتَةِ

(4)

، وَالْحَنْتَمَةِ».

(1)

في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «أَشْهُرِ الحُرُمِ» .

(2)

في رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «بها» .

(3)

في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «إليه» .

(4)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «والمُزَفَّتةِ» ، وزاد في (ن) نسبتها إلى رواية الحمويي، وعزاها في (و) لرواية أبي ذر فقط.

ص: 425

7557 -

حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» .

ص: 425

7558 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» .

ص: 425

7559 -

حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ: حدَّثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ

⦗ص: 426⦘

ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ شَعِيرَةً».

ص: 425

(57)

‌ بابُ قِرَاءَةِ الْفَاجِرِ وَالْمُنَافِقِ، وَأَصْوَاتُهُمْ وَتِلَاوَتُهُمْ لَا تُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ

ص: 426

7560 -

حدَّثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: حدَّثنا هَمَّامٌ: حدَّثنا قَتَادَةُ، حدَّثنا أَنَسٌ:

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي

(1)

لَا يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا».

(1)

في رواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «ومثَلُ الَّذِي» .

ص: 426

7561 -

حدَّثنا عَلِيٌّ: حدَّثنا هِشَامٌ: أخبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح)

وَحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أخبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ

(1)

:

قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ، فقالَ:«إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا! قالَ: فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ

(2)

، يَخْطَفُهَا

(3)

الْجِنِّيُّ، فَيُقَرْقِرُهَا

(4)

فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ

(5)

، فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ كَذْبَةٍ».

(1)

بهامش (ن، ع): في نسخة: «عن ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَة» ولم يُدخل بينهما: «يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ» .

(2)

قوله: «من الحق» ليس في رواية أبي ذر.

(3)

في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَحْفَظُها» . وزاد في (ب، ص) نسبتها إلى رواية السَّمعاني عن أبي الوقت، قال في الفتح: والأول هو المعروف.

(4)

صحَّح عليها في اليونينيَّة.

(5)

في رواية أبي ذر والمُستملي: «الزُّجَاجةِ» .

ص: 426

7562 -

حدَّثنا أَبُو النُّعْمَانِ: حدَّثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ:

⦗ص: 427⦘

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَيَقْرَؤُونَ

(1)

الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ

(2)

لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ». قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ؟ قالَ: «سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ» ، أَوْ قالَ:«التَّسْبِيدُ» .

(1)

في رواية أبي ذر: «يقرؤون» بدون الواو.

(2)

لفظة: «ثُمَّ» ليست في (ن).

ص: 426

(58)

‌ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ

(1)

} [الأنبياء: 47]، وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْقُسْطَاسُ: الْعَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ.

وَيُقَالُ: الْقِسْطُ مَصْدَرُ الْمُقْسِطِ، وَهوَ الْعَادِلُ، وَأَمَّا الْقَاسِطُ فَهوَ الْجَائِرُ.

(1)

في رواية أبي ذر وكريمة زيادة: «{لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}» .

ص: 427

7563 -

حدَّثني

(1)

أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ

الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» .

(2)

(1)

في رواية أبي ذر: «حدَّثنا» .

(2)

بهامش (ن) بخط الأصل ما نصُّه: بلغت مقابلة بأصله المسموع على النسختين فصحَّ صحته، والحمد لله وحده. اهـ.

وبهامش (ب، ص): عدد ما فيه من الأحاديث سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا. اهـ.

بهامش (ن): بلغت سماعاً في المجلس الحادي والعشرين على الشيخين بقراءة الشيخ فتح الدين أبي الفتح بن سيد الناس اليعمري بالمدرسة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزية، وذلك في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكتبه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي عفا الله عنه.

ص: 427

[طباق السماع والمقابلة في اليونينية وأصولها]

شاهدتُ على الأصلِ المسموعِ وهو أصلُ المنقولِ منه والمُقَابَلُ بهِ، بخطِّ الشَّيخِ شرفِ الدِّينِ أبي الحُسين اليُوْنِيْنِيِّ

(1)

ما مثالُهُ:

[قيد مقابلة اليونينية بين يدي ابن مالك]

بلغتُ مُقابلةً وتصحيحاً وإسماعاً بين يدي شيخِنَا شيخِ الإسلامِ، حجَّةِ العربِ، مالكِ أرمَةِ الأدبِ؛ الإمامِ العلَّامةِ أبي عبدِ الله محمدِ بن عبدِ الله بن مالكٍ الطَّائِيِّ الجَّيَانِيِّ

(2)

-أمدَّ الله عمرهُ- في المجلسِ الحادِي والسَّبعين -وهو يُراعي قِراءتي ويُلاحظ نُطقي- فما اختارهُ ورجَّحَهُ وأمرَ بإصلاحهِ أصلحتُهُ وصححتُ عليه، وما ذكرَ أنه يجوزُ فيه الأمران أو ثلاثة، فأعلمتُ ذلكَ على ما أَمَرَ ورجَّحَ، وأنا أقابلُ بأصلِ الحافظِ أبي ذرٍّ

(3)

والحافظِ أبي مُحمدٍ الأَصِيْلِيِّ

(4)

، والحافظِ أبي القاسمِ الدِّمشقيِّ

(5)

، ما خَلا الجزءَ الثالثَ عشرَ والثالثَ والثلاثينَ فإنهما معدُومانِ، وبأصلٍ مسموعٍ على الشيخِ أبي الوقتِ

(6)

بقراءةِ الحافظِ أبي مَنصورٍ السَّمْعَانِيِّ

(7)

وغيرِه من الحفَّاظِ، وهو وقفٌ بخَانِقَاهِ السُّمِيْسَّاطيِّ، وعلامةُ ما وافق أبا ذرٍّ (هـ) والأَصِيلي (ص) والدمشقي (ش) وأبي الوقت (ظ) فيعلم ذلك، وقد ذكرتُ ذلك في أولِ الكتاب في

(1)

هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشيخ الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي، شيخ جماعته، شرف الدين، أبو الحسين، ابن الإمام البارع الشيخ الفقيه اليونيني البعلبكي الحنبلي. سمع حضوراً من البهاء عبد الرحمن، وسمع من ابن صباح، وابن اللتي، والإربلي، وجعفر الهمداني، ومكرم، وموسى بن محمد صاحب دمشق. وفي الرحلة من ابن رواج، وابن الجميزي، والحافظ المنذري عبد العظيم، وعدة. وعني بالحديث وضبطه، وبالفقه واللغة، وحصل الكتب النفيسة. وكان في وقته عديم النظير في بابه. يحفظ كثيراً من الأحاديث بلفظها، وكان فصيح العبارة لطيف الإشارة. قال الذهبي: استنسخ صحيح البخاري وحرَّزَهُ، حدثني أنه قابله في سنة واحدة وأسمعه إحدى عشرة مرة. كان شيخاً مهيباً منوراً حلو المجالسة، كثير الإفادة قوي المشاركة في العلوم، حسن البشر مليح التواضع، أكثرتُ عنه ببعلبك وبدمشق. ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة، وتوفي رحمه الله تعالى في ليلة الجمعة من شهر رمضان سنة إحدى وسبع مئة. معجم شيوخ الذهبي [2/ 40] أعيان العصر وأعوان النصر [2/ 475].

(2)

هو: محمد بنُ عبد الله بن مالك جمالُ الدين الطائيُّ الجَّيَانِيُّ الشافعيُّ النحويُّ، نزيل دمشق، الإمامُ العلامةُ الأوحدُ، ولد سنة ستمائة، سمع بدمشق، وكان كثير الاجتماع بابن خلكان وأثنى عليه غير واحد، وروى عنه القاضي بدر الدين بن جماعة، وأجاز لعلم الدين البرزالي. وصرف همته إلى اتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغايةَ، وأَربى على المتقدمين، وكان إليه المنتهى في اللغة، يشيعه ابن خلكان إلى بيته تعظيماً له. وكان في الصرف والنحو بحراً لا يُشق لُججه، وأما إطلاعه على أشعار العرب التي يَستشهد بها على النحو، فكان أمراً عجيباً، وكان الأئمة الأعلام يتحيرون في أمره، وأما الإطلاع على الحديث، فكان فيه غاية، وكان أكثرَ ما يستشهد بالقرآن، فإن كان ما فيه شاهد، عدلَ إلى الحديث، فإن لم يكن فيه شيء، عدل إلى أشعار العرب، هذا مع ما هو عليه من الدين والعبادة، وكثرة النوافل، وحسن السمت، وكمال العقل. وله "إعراب مشكل البخاري"، توفي سنة 672. ذيل مرآة الزمان [3/ 76] التاج المكلل من مآثر جواهر الطراز الآخر والأول رقم (165).

(3)

هو: عبدُ بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفيرٍ أبو ذرٍّ الهرويُّ، حدث بمكةَ بصحيح البخاري عن الأشياخ الثلاثة: محمد بن المكي الكشميهني، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموي، وأبي إسحاق المستملي، سمعه منه جماعة منهم ابنه أبو مكتوم عيسى وغيره. سافر الكثير وحدث ببغداد عن أبي الفضل الهروي وأبي منصور النضروي وبشر بن محمد المزني وطبقتهم، خرج أبو ذر إلى مكة فسكنها مدة ثم تزوج في العرب وأقام بالسروان وكان يحج في كل عام ويقيم بمكة أيام الموسم ثم يرجع الى أهله وكتب إلينا من مكة بالإجازة بجميع حديثه وكان ثقة ضابطاً ديناً فاضلاً، وكان يُذكر أن مولدَهُ سنة خمس أو ست وخمسين وثلاثمائة .. ومات سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (510) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم (438).

(4)

هو: عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله، أبو محمد الأندلسى، الأصيلي، ثم القرطبي، المالكي، تفقه بأبي بكر اللؤلؤي، وأخذ عن أبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر الأبهري، وأبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، وغيرهم، وعنه: أبو الحسن الدارقطني في "الرواة عن مالك"، وأكثر عنه فيه، وأبو محمد عبد الله بن أبي زيد، وأبو بكر الأبهّري، وهؤلاء من شيوخه، وتفقه به أبو عمران الفاسي وغيره، وسمع منه خلق كثير. وقرأ عليه الناس كتابَ البخاري، وقال ابن الحذاء: لم ألق مثله في علمه بالحديث ومعانيه وعلله ورجاله. قال أبو عبد الله الحميدي: من كبار أصحاب الحديث والفقه، رجل فدخل القيروان، ثمّ رحل إلى العراق، وأكثر الجمع والرواية، ورجع إلى الأندلس فساد في ذلك، وكان متقناً للفقه والحديث، مات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن رقم (231) الأعلام [4/ 63].

(5)

هو: ابن عساكر الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي، صاحب التصانيف والتاريخ الكبير: ولد في أول سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وسمع في سنة خمس وخمسمائة باعتناء أبيه وأخيه الإمام ضياء الدين هبة الله؛ فسمع أبا القاسم النسيب وقوام بن زيد وسبيع بن قيراط وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن بن الموازيني وطبقتهم بدمشق، ورحل في سنة عشرين فسمع أبا القاسم بن الحصين وأبا الحسن الدينوري وأبا العز بن كادش، وأبا غالب بن البناء وأبا عبد الله البارع وقاضي المرستان وطبقتهم ببغداد، وعبد الله بن محمد الغزال بمكة، وعمر بن إبراهيم الزيدي بالكوفة، وأبا عبد الله الفراوي وهبة الله ابن السيدي وعبد المنعم بن القشيري وطبقتهم بنيسابور، وسعيد بن أبي الرجاء والحسين عبد الملك الخلال وطبقتهما بأصبهان، ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد بمرو، وتميم بن أبي سعيد الجرجاني وطبقته بهراة؛ وعمل الأربعين البلدانية، وعدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة. عمل "تاريخ دمشق" في ثمانين مجلداً، وقال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان والثقة والمعرفة التامة وبه ختم هذا الشأن. تذكرة الحفاظ رقم (1094) معجم المؤلفين [7/ 69].

(6)

هو: عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق أبو الوقت السجزي الهروي الصوفي، حدث بصحيح البخاري عن عبد الرحمن بن محمد الداودي ومسند الدارمي عن أبي الحسن الداودي وبالمنتخب من مسند عبد بن حميد، وسمع من جماعة منهم أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري وعبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي المعروف بكلار، وأبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي ومحمد بن مسعود الفارسي وبيبي بنت عبد الصمد الهرثمية وأبي عامر الأزدي رواية عبد الجبار بن محمد الجراحي وأحمد بن أبي نصر الكوفاني الصوفي وغيرهم، وسماعه في الصحيح في سنة خمس وستين وهو في السنة السابعة من عمره، وسمع منه الأئمة والحفاظ ورحل من هراة إلى أصبهان فحدث بها وبالكرخ وهمذان ثم قدم بغداد، مولده سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (501) الوافي بالوفيات [18/ 7].

(7)

هو: أبو منصور السمعاني: قال عنه السمعاني في الأنساب: أبو منصور محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله السمعاني التَّميمي، كان إماماً فاضلاً ورعاً متقناً، أحكم العربية واللغة، وصنف فيها التصانيفَ المفيدةَ. توفي سنة خمسين وأربعمائة. الأنساب [1/ 8] الجواهر المضية في طبقات الحنفية رقم (220).

ص: 429

فرخَة ليعلم الرموز.

كتبهُ عليُّ بن محمدٍ الهاشمي اليُوْنِيْنِيُّ -عفا الله عنه-.

(1)

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن مُحمدٍ البَكْرِيُّ التَّيميُّ القرشيُّ، عُرِفَ بالنُّوَيري،

(2)

عفا الله عنه، ولَطَفَ بهِ، بمنِّهِ وكرمِهِ.

(1)

هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشيخ الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي، شيخ جماعته، شرف الدين، أبو الحسين، ابن الإمام البارع الشيخ الفقيه اليونيني البعلبكي الحنبلي. سمع حضوراً من البهاء عبد الرحمن، وسمع من ابن صباح، وابن اللتي، والإربلي، وجعفر الهمداني، ومكرم، وموسى بن محمد صاحب دمشق. وفي الرحلة من ابن رواج، وابن الجميزي، والحافظ المنذري عبد العظيم، وعدة. وعني بالحديث وضبطه، وبالفقه واللغة، وحصل الكتب النفيسة. يحفظ كثيراً من الأحاديث بلفظها، ويفهم معانيها، ويعرف كثيراً من اللغة، كان أصمعي بواديها. وكان فصيح العبارة لطيف الإشارة. له قبول كثير من الناس، ومن جملة ماله من السعادة، أنه أحرز في شهر رمضان الشهادة، وتوفي رحمه الله تعالى في ليلة الجمعة من شهر رمضان سنة إحدى وسبع مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 475] شذرات الذهب [8/ 8].

(2)

هو: أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم النويري شهاب الدين القُوصي المولد. سمع على الشريف موسى بن علي بن أبي طالب، وعلى يعقوب بن أحمد، وأحمد الحجَّار، وزينب بنت مُنجَّا، وقاضي القضاة ابن جماعة، وغيرهم. وكتب كثيراً، كتب البخاري مرَّات، كتبه ثماني مرات، وكان يكتب النسخة ويقابلها، وينقل الطباق عليها ويجلِّدها ويبيعها بسبع مئة درهم وبألف، وباعَ تاريخه مرة للقاضي جمال الكفاة بألفي درهم، وكان يكتب في النهار الطويل ثلاث كراريس، وحَصل له قربٌ من الدولة في وقت، وجمع تاريخاً كبيراً في ثلاثين مجلدة رأيته بخطِّه. كان قد تقدَّم عند السلطان الملك الناصر، وعُقِدت عليه الخناصر، ووكَّلهُ في بعض أموره وتوفي رحمه الله تعالى في حادي عشري شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 281] الدرر الكامنة رقم (506).

ص: 430

[طبقة سماع ابن مالك على اليونيني]

وشاهدتُ على أوَّلِ المُجلدةِ الأُولى من الأصلِ المسمُوعِ بخطِّ الشيخِ جمالِ الدين بن مالكٍ ما مثالُهُ:

سمعتُ ما تضمَّنهُ هذا المجَلَّدُ من «صحيح البخاري» رضي الله عنه بقراءةِ مُسنده الشيخِ الإمامِ الحافظِ المحقِّقِ المُتقنِ؛ شرف الدِّين أبو الحسين عليُّ بن محمدِ بن أحمد اليوناني رضي الله عنه، وعن سلفِهِ وكان السماعُ المذكورُ بحضرةِ جماعةٍ من الفُضلاءِ، ناظرين في نُسَخٍ مُعْتَمَدٍ عليها؛ فكلَّما مرَّ بهم لفظٌ ذو إشكالٍ بَيَّنْتُ أمْرَهُ، وَضُبِطَ على ما اقتضاه علمي بالعربيةِ، وما كان من ذلك مُفتقرٌ

(1)

إلى بسطِ عبارةٍ وإقامة دلالةٍ أَخَّرْتُ الكلامَ عليه ليكون في جزءٍ جامع يَنْتَفِعُ به غيرنا إن شاء الله تعالى، وكتبَ محمدُ بن عبد الله بن مالكٍ الجَّيَانِيُّ، والحمدُ لله وصلواتُهُ على محمدٍ وآله وأصحابهِ.

وشاهدتُ على أولِ المُجلدةِ الثانية بخطه أيضاً ما مثالُهُ:

سمعتُ ما تضمَّنَهُ هذا المجلدُ من «صحيحِ البخاريِّ» رضي الله عنه بقراءةِ مُسندةِ الشيخِ الإمامِ العالمِ الحافظ المُتقنِ؛ شرفِ الدِّين أبي المُفتينَ عليِّ بن محمدِ بن أحمدَ اليُوْنِيْنِيِّ رضي الله عنه وعن سلفه، وكان السماعُ بحضور جماعةٍ من الفُضلاء ناظرينَ في نُسَخٍ مُعتمدٍ عليها، فكلَّمَا مرَّ بهم لفظٌ ذو إشكال بيَّنتُ فيه الصوابُ، وضُبط ما اقتضاه علمي بالعربية، وما افتقرَ إلى بَسْطِ عبارةٍ وإقامةِ دلالةٍ أَخَّرْتُ أمرَهُ إلى جزءٍ أستوفي فيه الكلامَ مما يُحتاج إليه من نظيرٍ وشاهدٍ ليكون الانتفاعُ به عامَّاً، والبيانُ تامَّاً إن شاءَ الله، وكتب محمدُ بن عبدِ الله بن مالكٍ، حامداً لله ومُصلِّيَاً على محمد وآلهِ.

نقلهُ من خطِّهِ كما شاهَدَهُ أحمدُ البكري عفا الله عنه. /

(1)

كذا في (ن).

ص: 431

[طبقات السماع على أصل المقدسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

يقولُ أفقرُ خلقِ الله تعالى إلى رحمته أحمدُ بن عبدِ الوهاب بن محمد بن عبدِ الدَّائمِ البكريِّ التَّيْمِيِّ القُرشيِّ المعروفُ بالنُّويريِّ، عَفا الله عنه ولَطَفَ به.

أما بعدَ حمدِ الله تعالى على نِعَمِهِ والصلاةِ على نبيهِ ورسولهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم:

فإنَّني شاهدتُ على كتاب الجامع الصحيحِ، للإمام أبي عبدِ الله محمدِ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ البُخاريِّ

(1)

رحمه الله تعالى، وهو الأصلُ الذي منه سمعتُ، وبهِ قابلتُ نسختي هذهِ، وهو أصلٌ أصيلٌ في مُجلدتين بخطِّ الشيخ أبي عبدِ الله مُحمدِ بن عبدِ المجيدِ بن أبي الفضلِ بن عبدِ الرحمن بن زيدٍ أثابهُ الله تعالى

(2)

، نقلهُ من نسخةِ الحافظ أبي محمدٍ عبدِ الغنيِّ بن عبدِ الواحد بن علي بن سُرور المَقْدِسِيِّ

(3)

رحمه الله، الموقوفةُ بالمدرسةِ الضِّيَائِيَّةِ بسفحِ قاسَيُوْنَ، التي هي في مجلداتٍ ستٍّ، وهي مسموعةٌ على الشيخِ سراجِ الدِّينِ أبي عبد الله الحسَينِ بن الزُّبَيْدِيِّ رحمه الله.

(4)

وقد اعتنى بمقابلةِ هذا الأصل الذي نقلتُ منه وقابلتُ به، وتحريرِهِ وضبطِهِ وإتقانِهِ، الشيخُ الإمامُ العلامةُ شرفُ الدِّينِ أبو الحُسين عليُّ ابن الشيخ الإمام تقيِّ الدين أبي عبدِ الله محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله اليُوْنِيْنِيُّ أثابهُ اللهُ الجنةَ، حتى صارَ مَفْزَعَاً يُلجأ إليه، وأصلاً يُعتمدُ عليه طِبَاقَاً لسماعاتِ المشايخِ رحمهم الله تعالى وتَسميعاتهم، وقد رأيتُ أن أنقلها بِجُملتها على أصلي هذا لا أُخِلُّ منها بشيءٍ ولا أختصرُ ولا ألخِّصُ بل أُوردُها على نصِّها، وأُراعي في إيرادِهَا أن أبتديَ بما كان مُتقدِّمَ التاريخِ، ويليه ما بعده على الترتيب، وأُنَبِّهُ على ما كرَّرَهُ في الأصل على كُلٍّ من المُجلدتينِ، فأقولُ: شاهدتُ على أول المجلدة الأولى أو على أواخرها، وشاهدتُ على أوائل الثانية أو أواخرها مثل ذلك أو نحوه، على ما ستقفُ على ذلكَ إن شاءَ الله تعالى.

(1)

هو الإمام: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، الجعفي مولاهم، أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث، ولد البخاري، في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر أمه، فألهمه الله حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة حتى قيل: إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سرداً. وحج وعمره ثماني عشرة سنة، فأقام بمكة يطلب بها الحديث، ثم ارتحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنه الرحلة إليها، وكتب عن أكثر من ألف شيخ، وروى عنه خلائق وأمم. صاحب الصحيح والتصانيف. البداية والنهاية [14/ 527] تذكرة الحفاظ رقم (578).

(2)

هو: محمد بن عبد المجيد بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن زيد الحنبلي، الشيخ الفقيه الإمام المفتي بدر الدين أبو عبد الله. كان فاضلاً صالحاً مسجلاً، ليس في بلده له نظير، وكان يكتب الإسجالات والشروط كتابة مليحة خطاً ولفظاً. ويفتي الناس ويقرئهم. توفي رحمه الله تعالى تاسع شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبع مئة. ومولده سنة خمس وأربعين وستمائة. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 545] الدرر الكامنة رقم (1420).

(3)

هو: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر الحافظ الإمام محدث الإسلام، تقي الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف: ولد في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة هو وابن خالته الشيخ الموفق بجماعيل، واصطحبا مدة في أول اشتغالهما ورحلتهما. سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهبة الله بن هلال وابن البطي وطبقتهما ببغداد، وأبا طاهر السلفي بالثغر، وأقام عليه ثلاثة أعوام ولعله كتب عنه ألف جزء، وأبا الفضل الطوسي بالموصل، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني بهمذان، والحافظ أبا موسى المديني وأقرانه بأصبهان، وعلي بن هبة الله الكاملي بمصر؛ وكتب ما لا يوصف كثرة وما زال ينسخ ويصنف ويحدث ويعبد الله حتى أتاه اليقين. روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرَّهاوي والشيخ موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون وعبد الله بن علاق ومحمد بن مهلهل الجيتي، وهو آخر من سمع منه، بقي إلى سنة أربع وسبعين، وبقي بعده بالإجازة أحمد بن أبي الخير شيخنا. قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد قيماً بجميع فنون الحديث. ولد سنة ست وأربعين وست مائة. ولي مشيخة الحديث بأشرفية الجبل وبالصدرية. وعمَّرَ وتفرَّدَ في وقته ثم ولي قضاء القضاة فحُمد. مات بغتة في مستهل جمادى الأولى سنة 732. تذكرة الحفاظ للذهبي رقم (1112) ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد رقم (1301).

(4)

هو: الحسينُ بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الرِّبعي الزُّبيدي الأصل، البغدادي، أبو عبد الله الحنبلي، أصلة من زبيد من اليمن، وولد ببغداد ونشأ بها، وهو أبي علي الحسن ابن المبارك، سمع ببغداد أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، وأبا جعفر محمد بن محمد الطائي، وأبا حامد محمد بن عبد الرحيم الغرناطي. حدث ببغداد وتوجه منها الى الشام، واجتاز بحلب وهو قاصد دمشق في سنة ثلاثين وستمائة، ولم يقم بها أكثر من يوم واحد، لأنه طُلب الى دمشق للسماع عليه، وحدَّث بها بشيء يسير من حديثهِ، وسار الى دمشق فحدَّثَ بها بصحيح البخاريِ عن أبي الوقت وبشيءٍ كثير غيره، وحضرَ السماعَ عليه الملكُ الأشرفُ موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وخلق كثير غيره، وحصل له من الملك الأشرف وغيره جملة حسنة من المال، اتسع بها، ووفى عنه ديوناً كانت عليه بعد فقر وإملاقٍ، وعاد الى بغداد، فلم يُقم بها إلا قليلا ومات. توفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة. بغية الطلب فى تاريخ حلب [6/ 2735] ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد رقم (1011).

ص: 432

[طبقة سماع أصل ابن عساكر]

هذا سماعُ الحافظِ ابنِ عساكر على أبي عبدِ الله الفُرَاوِيِّ، في سنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ:

شاهدتُ على أواخرِ المجلدةِ الأولى من الأصلِ المَسمُوعِ ما مثالهُ:

شاهدتُ على الجُزءِ الأول من نسخةِ الإمامِ العالمِ: جمالِ الحُفَّاظِ مُحدِّثِ الشامِ ومُؤرخِهِ ما صُورتُهُ:

سمعَ الشيخُ الإمامُ الجليلُ الأوحدُ الحافظُ جمالُ الحفَّاظِ أبو القاسم عليُّ بن الحسنِ بن هِبَةِ الله الدِّمشقيُّ الشافعيُّ -أكثر اللهُ في الحُفَّاظِ مثلَهُ- جميعَ كتاب الجامعِ الصحيح للبُخاريِّ رضي الله عنه، من الشيخِ الإمام الأَجَلِّ السيدِ الزَّاهِدِ كمالِ الدِّينِ، شيخِ الإسلامِ، فقيهِ الحرمين، رضيِّ الفريقين، أبي عبدِ الله محمدِ بن الفضل بن أحمدَ بن محمدٍ الصَّاعديِّ الفُرَاويِّ

(1)

، نزيلُ نَيسابورَ رضي الله عنه بقراءةِ الفقير إلى رحمةِ الله تعالى: أبي المحاسنِ عبدِ الرَّزَّاقِ بن محمدِ بن أبي نصر بن محمد الطَّبَسِيِّ

(2)

عليهِ قائلاً له: أخبرَكم الأستاذُ الإمامُ أبو عبدِ الله محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن الحسنِ الخَبَّازِيُّ المُقرئ

(3)

، قراءةً عليهِ وأنتَ تسمعُ في شهور سنة ثمانٍ وأربعينَ وأربعمائةٍ، والشيخُ أبو سهلٍ محمدُ بن أحمدَ بن عُبيدِ الله بن عمرَ بن سعيدِ بن حفصِ بن هاشمٍ الحَفْصِيُّ

(4)

، قَدِمَ عليكم بنيسابورَ، قراءةً عليهِ في شهورِ سنةِ خمسٍ وستينَ وأربعمائةٍ، فأقرَّ بهِ بجميعهِ، قالا: أَخْبَرَنَا الشيخُ أبو الهيثمِ محمدُ بن المكيِّ بن محمد بن المكِّي بن زَرَّاعِ بن هارونَ بن زَرَّاعٍ الكُشْمِيْهَنِيُّ الأديبُ

(5)

، قال الخَبَّازِيُّ: حدَّثنا بها في شهورِ سنةِ تسعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، وقال الحفصيُّ: أخبرنا في شهورِ سنةِ ثمانٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، وأخبَرَكُم الشيخُ الصالحُ أبو عثمانَ سعيدُ بن أبي سعيدٍ أحمدُ بن محمد بن نُعَيْمِ بن إشْكَابَ العَيَّارِ الصُّوفي،

(6)

قراءةً عليهِ

(1)

هو: محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفقيه أبو عبد الله الفراوي النيسابوري. حدث بصحيح مسلم عن عبد الغافر بن محمد الفارسي، وبكتاب غريب الحديث للخطابي عن عبد الغافر عنه، وسمع صحيح البخاري من سعيد بن أبي سعيد العيَّار بسماعه من محمد بن عمر النسوي، ومن محمد بن أحمد الحفصي بسماعه من الكشميهني، وأكثره من محمد بن علي الخبازي، وسمع الكثير من أبي بكر البيهقي وأبي القاسم القشيري، وممن أقدم منهما مثل أبي حفص عمر بن مسرور الزاهد وأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الحافظ وأخيه أبي يعلى إسحاق وأبي عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي في خلق كثير. حدث عنه أبو القاسم بن عساكر وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار وأبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني وبعدهم أحمد بن إسماعيل القزويني ومحمد بن علي بن الوحش الحراني وأبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار وعبد السلام بن عبد الرحمن الأكفاني وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري وأبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي في جماعة آخرهم المؤيد بن محمد بن علي الطوسي. توفي أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي في يوم الخميس حادي عشري شوال من سنة ثلاثين وخمسمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (108) سير أعلام النبلاء رقم (362).

(2)

هو: عبد الرزاق بن محمد بن أحمد الطبسي أبو المحاسن. سكن نيسابور قال السمعاني وكان يقرأ للغرباء ويفيدهم، يقال إنه قرأ صحيح مسلم على محمد بن الفضل الفراوي ثمانية عشر مرة له وللناس، وسمع من ابن بيان وابن نبهان وغيرهما، وتوفي بنيسابور في ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. سمع أبوه الكثير بنيسابور من الطبقة الثانية، وقدم نيسابور واختلف إلى أبي نصر القشيري ودرَّسَ عليه وحصَّلَ الكثير من المشايخ المتأخرين. وسمع من أبي الحسن أيضاً، وهو كثير القراءة صحيحها، جامع بين تحصيل العلم والسداد في السيرة والطريقة، كثير العبادة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نسابور رقم (1187).

(3)

هو: محمد بن علي بن محمد بن الحسين المقرئ الإمام أبو عبد الله الخبازي، نبيل مشهور، من أكابر المقدمين، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن، وحضر مجلسه الأكابر وأولاد الأئمة وقرؤوا عليه وتبركوا بالقعود بين يديه، حدث بصحيح البخاري عن الكشميهني، حدث عنه بأكثر الكتاب أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وصنف كتاب (الإبصار) محتوياً على أصول الروايات وغرائبها، سمع الكثير ورحل إلى سماع الصحيح لمحمد بن إسماعيل فسمعه وقرأ عليه وسمع منه الكبار، وكان الاعتماد في وقته على سماعه ونسخته وقد رزق ثروته، توفي في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وأربع مائة. قال عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر في تاريخ نيسابور: شيخ نبيل مشهور من المقدمين بنيسابور المنظور إليه المشاور في الأمور المبجل في المحافل والمشاهد عارفاً بالقراءات، توفي في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وأربعمائة ودفن بالحيرة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (90) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم [43].

(4)

هو: محمد بن أحمد بن عبيد الله أبو سهل الحفصي المروزي. شيخ سليم النفس والجانب مستور، قدم نيسابور ظهر له سماع الصحيح عن الكشميهني بمرو، وهو آخر من رواه عنه فيما أظنه، فسمع منه المشايخ بمرو وحمل إلى نيسابور وقرئ عليه الصحيح في المدرسة النظامية، وأكرمه نظام الملك ولما فرغ منه رده مكرماً إلى مرو، وكان من جملة العوام إلا أنه كان صحيح السماع. توفي سنة ست وستين وأربعمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (28) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم (114).

(5)

هو: أبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد بن المكي بن زراع الكشميهني، حدث عن محمد بن يوسف بن مطر الفربري بصحيح البخاري، وعن غيره حدث عنه أبو سهل محمد بن أحمد الحفصي وأبو الخير محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله الصفار وكريمة بنت أحمد المروزيون، قال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني في أماليه: توفي يوم عرفة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وكانت الرحلة إليه في سماع كتاب الصحيح، وهو آخر من حدث به بمرو وبقي بعده أبو علي الكشاني. وقد حدث عنه أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو محمد بن أحمد البحيري في فوائده. وتوفي في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، فإن صحَّت وفاة أبي الهيثم فيكون آخر من مات يعني من أصحاب الفربري. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (126) تاريخ الإسلام رقم (362).

(6)

هو: سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد بن نعيم بن إشكاب أبو عثمان الصوفي النيسابوري المعروف بالعيَّار. حدَّث عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي الفضل عبيد الله بن محمد الفامي والحسن بن أحمد المخلدي وأحمد بن محمد بن عمر الخفاف ومحمد بن محمد بن الحسن بن هانئ البزار، وحدث بصحيح البخاري عن أبي علي محمد بن عمر بن شبويه، وسماعه منه في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي وغيرهم من أهل نيسابور، وانتقى عليه الحافظ أبو بكر بن الحسين البيهقي ورحل إلى أصبهان فحدث بها، فروى عنه من أهلها الحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجا الصيرفي وغانم بن أحمد الجلودي وفاطمة بنت محمد بن الحسن البغدادي والحسين بن طلحة بن الحسين ابن أبي ذر الصالحاني وعتيق بن الحسين الرويدشتي وغيرهم. وحدث بنيسابور توفي سنة سبع وخمسين وأربعمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (349) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم (742).

ص: 433

بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ خمسٍ وخمسينَ وأربعمائةٍ، قال: أخبرنا الشيخُ أبو عليٍّ محمدُ بن عُمر بن شَبُّوْيَه الشَّبويُّ الفقيهُ المروزيُّ

(1)

، بها في جُمادى الأول سنة ثمانٍ وسبعينَ وثلاثمائةٍ، قالا جميعاً: أخبرنا أبو عبدِ الله مُحمدُ بن يوسفَ بن مَطرٍ الفِرَبْرِيُّ،

(2)

قال: حدثنا الإمامُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ الجُعْفِيُّ البخاريُّ رحمهم الله، وصحَّ سماعُهُ منهُ في جمعٍ بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وعشرينَ وسنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ، والحمدُ للهِ وحده أبداً، وصلواتُهُ على خيرِ خلقٍ؛ محمدٍ وآلِهِ وأصحابهِ وأزواجِه وذرياتِهِ، وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.

وبعدهُ ما صورَتُهُ: وسمعَ أيضاً الشيخُ الإمامُ الأجلُّ الأوحدُ الحافظُ، جمالُ الحفَّاظِ وفخرُهُمْ؛ أبو القاسمِ عليُّ بن الحسنِ بن هِبَةِ اللهِ الشافعيُّ الدِّمشقيُّ -أكرمه الله بطاعته ومرضاته- من أوَّل كتابِ الجامع الصحيحِ للبخاري رحمه الله، إلى بابِ ما جاءَ في التَّقصيرِ

(3)

وكم يُقيم حتى يُقَصِّرَ، من الشيخِ الإمامِ الأجلِّ، الفقيهِ الزَّاهدِ، أصيلِ خُراسان؛ أبي محمدٍ هبةِ الله بن سهلِ بن عمرَ بن محمدِ بن الحسنِ البِسْطَامِيِّ، المعروفُ بالسِّيْدِيِّ

(4)

، خَتَنُ إمامِ الحرمينِ رضي الله عنه، بقراءةِ الفقيرِ إلى الله تعالى: أبي المحاسنِ عبدِ الرزاقِ بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيِّ عليه، من أصلِ سماعِهِ قائلاً له: أخبركُم الأستاذُ الإمامُ الأوحدُ: أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن الحسن الخَبَّازِيُّ المقرئُ رحمه الله، بقراءةِ الحافظِ الحسنِ بن أحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ

(5)

عليه بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وأربعينَ وأربعمائةٍ فأقرَّ بهِ، قال: أخبرنَا أبو الهيثم محمدُ بن المكِّيِّ بن محمدِ بن المكيِّ الكُشْمِيْهَنِيُّ الأديبُ، قراءةً عليه سنةَ تسعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن يوسفَ بن مطرٍ الفِرَبْرِيُّ قراءةً عليه بِفِرَبْرَ، قالَ: حدَّثنا الإمامُ أبو عبدِ الله

(1)

هو: محمد بن عمر بن شبوية المروزي أبو علي الشبويي المروزي. سَمِعَ صحيح البخاري سنة ست عشرة وثلاث مائة من الفربري، وحدث به في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة مقبولاً؛ سمع منه الكتاب أهل مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيار. قال أبو بكر السمعاني: لما توفي الشبويي سمع الناس الصحيح من أبي الهيثم الكُشمِيهني. توفي سنة ثمانين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (83) تاريخ الإسلام رقم (498).

(2)

هو: محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر أبو عبد الله الفربري، حدث عن البخاري بالجامع الصحيح، وقد سمع من علي بن خشرم وغيرهما، روى عنه كتاب الجامع أبو الهيثم الكشميهني ومحمد بن عمر الشبويي وأبو زيد محمد بن أحمد القاشاني وأبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم النعيمي وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي. سمع الصحيح من أبي عبد الله البخاري بفربر في ثلاث سنين، وسمع من علي بن خشرم لما قدم فربر مرابطاً؟. وقال أبو الهيثم: سمعت منه الصحيح بفِرَبْرَ في ربيع الأول سنة عشرين. وحدَّثَ عن الفربري بالصحيح أبو علي سعيد بن السكن الحافظ بمصر، في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، فهو أول من حدث بالكتاب عن الفربري. قَال ابن السمعانيِّ في أماليه: كان ثقة، ورعاً، وُلِد سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفي في شوال لعشر بقين من سنة عشرين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (142). تاريخ الإسلام رقم (486).

(3)

كتب فوقها في (و): (كذا).

(4)

هو: أبو محمد، هبة الله بن سهل بن عمر بن أبي عمر محمد بن الحسين بن محمد بن القاسم بن مالك بن أبي الهيثم، البسطامي، المعروف بالسيدي، من أهل نيسابور. ختن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني على ابنته. كان من بيت العلم والتقدم. وهو في نفسه فقيه عالم، خير، كثير العبادة والتهجد، ولكن كان عسر الخلق، بسر الوجه لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث، وكنا نقرأ عليه بجهد جهيد وبالشفاعات. سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الماوردي، الزاهد، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الإمام، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفارسي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الأديب الزوزني البحاثي، وجده أبا المعالي عمر بن محمد بن الحسين البسطامي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وغيرهم. كتبت عنه الكثير، وظني أن أحدًا لم يسمع منه أكثر مما سمعت. المنتخب من معجم شيوخ السمعاني رقم (1809) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (644).

(5)

هو: الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن جعفر، أبو محمد، القاسمي، السمرقندي الكوخميثني، الفقيه. حدث عن: أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل الصابوني، وأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد المستغفري، وأبي يعلى حمزة بن محمد الجعفري الهاشمي الإمامي، وعبد الصمد العاصمي، وأبي الحسن علي بن أحمد الإستراذباذي الحاكم بسمرقند، وأبي حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور النيسابوري، وأبي الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم السمرقندي -وهو أكبر شيخ له-. وروى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي- في سننه الكبرى، والشعب، والدلائل، وذكر أنه كتب له بخطه، ووصفه بالفقيه الحافظ، وهو أكبر منه-، وأبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد عبد الجيزاباذي، وأبو الفتح إسماعيل بن علي بن محمد بن حمزة الطوسي الجعفري الزينبي، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي - ووصفه بالإمام-، وأبو الفخر بكر بن وجيه بن طاهر بن محمد بن محمد العدل الشحامي النيسابوري، وأبو علي الحسن بن مسعود بن الفراء البغوي، والحسين بن أبي العباس محمد بن الحسن الفوران، وآخرون. له كتاب «بحر الأسانيد في صحاح المسانيد» ، جمع فيه مائة ألف حديث، فرتب وهذب، لم يقع في الإسلام مثله، وهو ثمانمائة جزء. ولد سنة تسع وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الحسين. تاريخ الإسلام رقم (17) السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البيهقي رقم (43).

ص: 434

محمدُ بن إسماعيلَ البخاريُّ رحمهم الله، وصَحَّ سماعُهُ منه في جمعٍ كثيرينَ لهذا القدرِ، وهو المسموعُ لهذا الشيخِ، وذلك بنيسابورَ في دار إمامِ الحرمينِ -قدَّس اللهُ روحَهُ- في جُمادى الآخرة من شهورِ سنة ثلاثينَ وخمسمائةٍ.

وكتبهُ عبدُ الرَّزاق بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيُّ بخطِّه بنيسابورَ، والحمدُ لله وحده أبداً، وصلواتُهُ على محمد نبيه وآله وصحبه وسلم.

نقله كما شاهَدَهُ محمدُ بن أبي الفتحِ بن أبي الفضلِ بن أبي عليِّ بن أبي محمدٍ الحَنْبَلِيُّ

(1)

حرفاً بِحَرْفٍ، ثم قابلَ الطبقةَ هذه بالطبقة المنقولِ منها فصحَّتْ بحمد الله تعالى.

نقل ذلكَ كما شاهده أحمدُ بن عبد الوهابِ البكري التَّيْمِيُّ.

(2)

(1)

محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن بركات، الإمام المفتي المحدث المتقن النحوي البارع شمس الدين أبو عبد الله شيخ العربية البعلبكي الحنبلي. سمع من الفقيه محمد اليونيني، وابن عبد الدائم، والعز حسن بن المُهَير، وابن أبي اليسر، ومن بعدهم. وعني بالرواية، وحصَّل الأصول. وجمع وخرَّج، وأتقنَ الفقه، وبرع في العربية. وحدث بدمشق وطرابلس وبعلبك، وتخرج به جماعة، وكان إماماً متواضعاً متزهداً، جيَّد الخبرة بألفاظ الحديث، مشاركاً في رجاله أهل القديم والحديث. له تخاريج كثيرة في الحديث يروي فيها الحديث بأسانيده، وتكلم على المتون من جهة الإعراب والفقه وغير ذلك، ودرَّس الحديث بالمدارس، وتوفي رحمه الله تعالى بالمنصورية ليلة السبت ثامن عشر المحرم سنة تسع وسبع مئة، ودفن بمقبرة عبد الغني. ومولده سنة خمس وأربعين وست مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [5/ 51] التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول رقم (290).

(2)

صورة السماع في الفرع النويري:

-سماعُ ابنِ عساكرٍ من الفَرَاوِيِّ، في سنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ:

شاهدتُ على السِّفْرِ الأولِ من الأصلِ المنقولِ منه ما مثالُهُ، حرفاً بحرفٍ:

شاهدتُ على الجزءِ الأولِ من نسخةِ الإمامِ العالمِ: جمالِ الحفاظِ، مُحَدِّثِ الشَّامِ ومُؤَرِّخِهِ ما صورتُهُ:

سمعَ الشيخُ الإمامُ الجليلِ الأوحدُ الحافظُ، جمالُ الحفَّاظِ أبو القاسمِ عليُّ بن الحسنِ بن هِبَةِ اللهِ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ -أكثرَ الله في الحفَّاظِ مِثْلَهُ- جميعَ كتابِ الجامعِ الصحيحِ للبُخاريِّ رضي الله عنه، من الشيخِ الإمامِ الأَجَلِّ السَّيِّدِ الزاهدِ، كمالِ الدِّين شيخِ الإسلامِ، فقيهِ الحرمينِ رضيِّ الفريقينِ، أبي عبدِ الله مُحَمَّدِ بن الفضلِ بن أحمدَ بن محمدٍ الصَّاعِدِيِّ الفُرَاوِيِّ، نزيلِ نيسابورَ رضي الله عنه، بقراءةِ الفقيرِ إلى رحمة الله تعالى: أبي المحاسنِ عبدِ الرَّزَّاقِ بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيِّ عليه، قائلاً لهُ: أخبرَكم الأستاذُ الإمامُ أبو عبدِ الله محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن الحسنِ الخَبَّازِيُّ المُقرئ، قراءةً عليهِ وأنتَ تسمعُ، في شهورِ سنةِ ثمانٍ وأربعينَ وأربعمائةٍ، والشيخُ أبو سهلٍ محمدُ بن أحمدَ بن عُبيدِ الله بن عمرَ بن سعيدِ بن حفصِ بن هاشمٍ الحَفْصِيُّ، قَدِمَ عليكُمْ نيسابورَ، قراءةً عليهِ في شهورِ سنةِ خمسٍ وستينَ وأربعمائةٍ، فأقرَّ بهِ بجميعهِ، قالا: أَخْبَرَنَا الشيخُ أبو الهيثمِ محمدُ بن المكيِّ بن محمدِ بن المكِّي بن زَرَّاعِ بن هارونَ بن زَرَّاعٍ الكُشْمِيْهَنِيُّ الأديبُ، قال الخَبَّازِيُّ: حدَّثنا بها في شهورِ سنةِ تسعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، وقالَ الحَفْصِيُّ: أَخْبَرَنَا في شهورِ سنةِ ثمانٍ وثمانين وثلاثمائةٍ، وأَخْبَرَكُمْ الشيخُ الصالحُ أبو عثمانَ سعيدُ بن أبي سعيدٍ أحمدَ بن محمدِ بن نُعَيْمِ بن أَشْكِيْبَ العَيَّارُ الصُّوْفِيُّ، قراءةً عليهِ بينسابورَ، في شهورِ سنةِ خمسٍ وخمسينَ وأربعمائةٍ، قالَ: أَخْبَرَنَا الشيخُ أبو عليٍّ محمدُ بن عُمر بن شَبُّوْيَه الشَّبويُّ، الفقيهُ المَرْوَزِيُّ، بها في جُمادى الأولى، سنة ثمانٍ وسبعينَ وثلاثمائةٍ، قالا جميعاً: أَخْبَرَنَا أبو عبدِ الله مُحَمَّدُ بن يوسفَ بن مطرٍ الفِرَبْرِيُّ، قال: أخبرنا الإمامُ أبو عبدِ الله مُحَمَّدُ بن إبراهيمَ الجُعْفِيُّ البخاريُّ رحمهم الله، وصحَّ سماعُهُ منه في جمعٍ بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وعشرينَ وسنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ، والحمدُ للهِ وَحْدَهُ أبداً، وصلواتُهُ على خيرِ خَلْقِهِ محمدٍ وآلهِ وأصحابهِ وأزواجهِ وذُرِّيَاتِهِ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً.

وبعدهُ أيضاً ما صورَتُهُ: وسمعَ أيضاً الشيخُ الإمامُ الأجلُّ الأوحدُ الحافظُ، جمالُ الحفَّاظِ وفُخْرُهُمْ؛ أبو القاسمِ عليُّ بن الحسنِ بن هبةِ اللهِ الشافعيُّ الدِّمَشْقِيُّ -أكرمَهُ اللهُ بطاعتهِ ومرضاتهِ-، من أوَّلِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ للبُخَارِيِّ رحمه الله، إلى باب ما جاءَ في التَّقْصِيْرِ، وكم يُقيمُ حتى يُقَصِّرَ، من الشيخِ الإمامِ الأجلِّ السيدِ الزَّاهِدِ، أصيلِ خُرَاسَانَ؛ أبي محمدٍ هبةِ الله بن سهلِ بن عمرَ بن محمدِ بن الحسينِ البِسْطَامِيِّ، المعروفُ بالسِّيْدِيِّ، خَتَنُ إمامِ الحرمينِ رضي الله عنه، بقراءةِ الفقيرِ إلى الله تعالى: أبي المحاسنِ عبدِ الرزاقِ بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيِّ عليه، من أصلِ سماعِهِ، قائلاً له: أخبركُم الأستاذُ الإمامُ الأوحدُ: أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن الحسن الخَبَّازِيُّ المقرئُ رحمه الله، بقراءةِ الحافظِ الحسنِ بن أحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ عليه بنيسابورَ، في شهورِ سنةِ تسعٍ وأربعينَ وأربعمائةٍ فأقرَّ بهِ، قالَ: أخبرنَا أبو الهيثم محمدُ بن المكِّيِّ بن محمدِ بن المكيِّ الكُشْمِيْهَنِيُّ الأديبُ، قراءةً عليه سنةَ تسعٍ وثمانينَ وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن يوسفَ بن مطرٍ الفِرَبْرِيُّ قراءةً عليه بِفِرَبْرِ، قالَ: حدَّثنا الإمامُ أبو عبدِ الله محمدُ بن إسماعيلَ البخاريُّ رحمهم الله، وصَحَّ سماعُهُ منه في جمعٍ كثيرينَ لهذا القدرِ، وهو المسموعُ لهذا الشيخِ، وذلك بنيسابورَ في دارِ إمامِ الحرمينِ -قدَّسَ اللهُ روحهُ- في جُمادى الآخرةِ، من شهورِ سنةِ ثلاثينَ وخمسمائةٍ.

وكتبهُ عبدُ الرَّزَّاقِ بن محمدِ بن أبي نصرِ بن محمدٍ الطَّبَسِيُّ، بخطِّ نيسابورَ، والحمد لله وحده أبداً، وصلواته على نبيهِ، وآلهِ وصحبهِ وسلَّمَ.

نقله كما شاهَدَهُ محمدُ بن أبي الفتحِ بن أبي الفضلِ بن أبي عليِّ بن أبي محمدٍ الحَنْبَلِيِّ حرفاً بِحَرْفٍ، ثم قابلَ الطبقةَ هذه بالطبقة المنقولِ منها فصحَّتْ بحمد الله تعالى.

نقلهُ كما شاهدهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن محمدٍ البَكْرِيُّ التَّيْمِيُّ النُّوَيْرِيُّ حاطه [طمس في المخطوط: لعلها حاطه] الله بلطفه.

ص: 435

[طبقات السماع على أبي الوقت]

‌طبقة سماع الوزير ابن هبيرة وغيره على أبي الوقت

- هذه طبقةُ السماعِ على أبي الوقتِ بدارِ الوزيرِ ابنِ هُبيرةَ

(1)

، في سنةِ اثنتينِ وخمسينَ وخمسمائةٍ:

وشاهدتُ على أوَّلِ الجزء الأول بخطِّ الشيخِ شرفِ الدين أبي الحُسين، عليٍّ اليُوْنِيْنِيِّ ما مثالُهُ:

شاهدتُ على مُصَحَّحٍ ظاهرٍ عليه مخايلُ الصحةِ، بل هو كذلكَ، ومقابل ٌبه هذا الأصلِ طبقةً بخطِّ القدوةِ العالمِ المحدِّثِ الحافظِ؛ أبي البقاءِ خالدِ بن يوسفَ بن سعدِ بن الحسنِ بن بكَّارٍ النَّابلسيِّ

(2)

رحمه الله ما صُورتُهُ: قال: شاهدتُ في أصلِ الشيخِ أبي الوقت رحمه الله ما صورته؛ بخطِّ الشيخِ الإمام أبي الفَرَجِ عبدِ المغيثِ بن زُهير بن {علوي} الحربي

(3)

رحمه الله:

سمعَ جميعَ كتابِ الصحيحِ الجامعِ للبخاريِّ رحمه الله من أولهِ إلى آخره، وهو من هذه النسخةِ ثلاثُ مُجلداتٍ، وهذه الطبقةِ على المجلَّدة الثانية:

منها المولى الوزيرُ العالمُ العادلُ الصدرُ الكبيرُ عونُ الدِّينِ، جلالُ الإسلامِ صِفِيُّ الإمامِ، شرفُ الأنامِ، مُعِزُّ الدولةِ، مُجير الأمةِ، عمادُ الملَّةِ، مُصطفى الخلافةِ، ملكُ الجيوشِ، سيدُ الوزراء، صدرُ الشرقِ والغرب: أبو المُظَفَّرِ يحيى بن محمدِ بن هُبيرةَ، ظهيرُ أميرِ المؤمنين، أعزَّ الله سبحانه نصرَهُ وأنفذَ في الأقطارِ أمرَهُ، بدارهِ العاليةِ -أعزَّهَا الله- على الشيخ الصالح السَّديدِ، فقيهُ الأشياخِ أبي الوقْتِ: عبدُ الأَوَّلِ

(1)

هو: يحيى بن محمد بنِ هُبيرة، الوزيرُ، العالمُ، العادلُ، صدرُ الوزراء عونُ الدين، أبو المظفر. ولد سنة 499، دخل بغداد شاباً، وقرأ القرآن بالروايات على جماعة، وسمع الحديث الكثير من جماعة. وُلِدَ سنة تسع وتسعين وأربعمائة بالدور، وهو موضع من سواد العراق، بقرية بني أوقر، وجالس الفُقهاء والأدباء وسمع الحديث، وقرأ القراءات، وشارك في فنون عديدة، وكان خبيراً باللغة، ويعرف النحو والعروض والفقه. وكان مشدداً في السنة واتباع السلف، ثم أمضه الفقر فتعرض للكتابة وولي مشارفة الخزانة، ثم ولي ديوان الزمام للمقتفي بأمر الله، ثم استوزره المقتفي سنة أربع وأربعين فدام وزيره، ثم وزير ولده المستنجد إلى أنّ مات سنة ستين وخمسمائة. صنف الوزير كتاب «الإفصاح في معاني الصحاح» في عدة مجلدات، وهو شرح صحيح البخاري ومسلم، ولما بلغ فيه إلى حديث: <من يُردِ الله به خيراً، يُفقهه في الدين> شرح الحديث وتكلم على معاني الفقه، وآل به الأمر إلى أن ذكر مسائل الفقه؛ المتفَق عليها، والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين، وقد أفرده الناس من الكتاب، وسموه بكتاب الإنصاح، وهو قطعة منه، وهذا الكتاب صنفه في ولايته الوزارة، واعتنى به، وجمع عليه أئمة المذاهب، وأوفدهم من البلدان إليه لأجله، بحيث إنه أنفق على ذلك مئة ألف دينار، وثلاثة عشر ألف دينار، فاجتمع الخلق العظيم لسماعه عليه، وكتب به نسخة لخزانة المستنجد، وبعث ملوك الأطراف ووزراؤها وعلماؤها، فاستنسخوا لهم نسخاً، ونقلوها إليهم، حتى السلطان نور الدين الشهيد، واشتغل به الفقهاء في ذلك الزمان على اختلاف مذاهبهم، يدرِّسون منه في المدارس والمساجد، ويعيده المعيدون، ويحفظ منه الفقهاء. تاريخ الإسلام رقم (372) التاج المكلل من جواهر الطراز الآخر رقم (201).

(2)

هو: خالد بن يوسف بن سعد بن الحسن بن المفرج بن بكار أبو البقاء النابلسي، ولد بنابلس ونشأ بدمشق، وسمع بها الحافظ أبا محمد القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر، وحنبل بن عبد الله المكبر، وشيوخنا: أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبا حفص بن طبرزد، وأبا البركات بن ملاعب، والقاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني، وتاج الأمناء أبا الفضل أحمد وأبا البركات الحسن ابني محمد بن الحسن ابن هبة الله، وجماعة غيرهم يطول ذكرهم، ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وورد إربل في جمادى الآخرة من سنة تسع عشرة وستمائة، وسكن رباط الجنينة. سكن بغداد ونزلها، وأقام بها سنين يسمع الحديث ويقرأه بالمسجد الجامع. وله إجازات من شيوخ بغداد وغيرهم. سمع بإربل على الشيخ أبي المعالي صاعد بن علي الواعظ، وعلى راجية بنت عبد الله عتاقة أبي محمد عبد اللطيف بن أبي النجيب. كان فيه سهولة أخلاق وممازحة، ونفور في بعض الأوقات. وكان مولعاً بشراء الكتب وبيعها، والمغالاة في خطوط الأئمة بها. وكان مغالياً في مذهب أهل السنة، توفي سنة ثلاث وستين وستمائة. بغية الطلب فى تاريخ حلب [7/ 3211] تذكرة الحفاظ رقم (1149).

(3)

هو: عبد المغيث بن زهير بن زهير بن علوي أبو العز الحافظ الحربي. ولد سنة خمسمائة تقريباً، الشيخ الصالح الزاهد الثقة المأمون المتبرك به شيخ السنة، سمع المسند من أبي القاسم بن الحصين وحدث به عنه، وقد سمع وحدث عن جماعة منهم القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن الفراء، وأبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وزاهر بن طاهر الشحامي وعبد الوهاب الأنماطي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الله بن أحمد بن يوسف وغيرهم. توفي عبد المغيث بن زهير بالحربية في محرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. قال ابن عساكر:(قدم دمشق مضارباً في تجارة لسعد الخير بن محمد الأندلسي وتولى في مدرسة الحنابلة وروى شيئاً من الحديث في حلقتهم، وهو الآن حي في بغداد). تاريخ دمشق لابن عساكر رقم (4235) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (504).

ص: 436

ابن عيسى بن شُعيبِ بن إبراهيمَ بن إسحاقَ السِّجْزِيُّ، ثم الهَرَوِيُّ القارئُ الصُّوفيُّ رضي الله عنه بروايتهِ عن الدَّاوُدِيِّ أبي الحسنِ بن أبي مُحمد الحَمَوِيُّ

(1)

، عن الفِرَبْرِيِّ، عن البُخَارِيِّ في أحدٍ وأربعينَ مجلساً، أوَّلُهَا بُكرةَ يومِ الأربعاءِ، الثاني والعشرينَ من شوالٍ، سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسمائةٍ، وآخرُهَا يوم السبتِ تاسعِ عشري ذي الحجةِ من السنةِ.

وقد بيَّنَا ذِكْرَ المجالسِ وتواريخَها في التسميعِ على المجلَّدةِ الأولى في الأوراق المُضَافَةِ إليها مثل هذه: وأولاده الجِهَاتُ الكريماتُ المحروساتُ فاطمةُ شرفُ النِّساء

(2)

، ورُقيَّةُ وعفيفةُ، ووالدتُهنَّ الجهة الكريمةُ المَحروسةُ السيدةُ ستُّ الرؤساءِ بنت الأجلِّ أبي الفتحِ أحمدُ بن عبدِ العزيزِ بن عبدِ الوهابِ الشهرِتازيُّ.

وذكرَ جماعةً، ثم قال: وأبو أحمدَ عبدُ الوهابِ بن عليِّ بن علي بن عُبيدٍ الأمينُ

(3)

، وذلك بقراءة الشيخِ العالم الحافظِ أبي الفضلِ أحمدَ بن الشيخِ السعيدِ العالمِ أبي المعَالي صالحِ بن شافعٍ الجِّيْلِيِّ

(4)

، وأبو منصورٍ سعيدُ بن العدلِ أبي سعدٍ محمدِ بن سعيدِ بن محمدٍ، الرَّزَّازُ الفقيهُ البغداديُّ

(5)

، وأبو شُجاعٍ الضَّحاكُ بن أبي الفَوَارِسِ بن هِبَةِ الله بن رَهْزَاذٍ

(6)

، وابنُ خَالِهِ أبو سعدٍ ثابتُ بن مُشَرَّفِ بن أبي سعدٍ الخَبَّازُ

(7)

، وأبو البركاتِ داودُ بن أحمدَ بن محمدِ بن مُلاعِبٍ

(8)

، وأبو العبَّاسِ أحمدُ بن أبي الفتحِ بن أبي الحسنِ بن صِرْمَا الدَّقَاقُ

(9)

، وأبو محمدٍ إسماعيلُ بن سعدِ الله بن محمدِ بن عليِّ بن حَمدي

(10)

، وأبو تُرابٍ يحيى بنُ أبي المعالي بن أبي تُراب الكَرْخِيُّ

(11)

، ومحمدُ بن أحمدِ بن أبي الفَوَارِسِ، يُعرف بابن الفُريس

(12)

، وأبو القاسم وأحمدُ ابنا أبي بكر بن أبي السَّعاداتِ بن كرمٍ البَنْدَنِيْجِيُّ

(13)

، وأبو جعفرِ النَّفيسُ بن هبةِ الله بن وَهبان

(1)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي الإمام أبو الحسن، وجه مشايخ خراسان فضلاً عن ناحيته، له قدم في الفتوى راسخ، قرأ الأدب على الأستاذ أبي علي الفنجكردي، وأدرك إسناد الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري، وكتب الرحلة إليه في آخر أيامه من نيسابور، ومن سائر البلاد لسماع الصحيح، وقد أخذ لأبي الحسن الحافظ الإجازة منه، وقرأ الفقه على الإمام أبي بكر القفال المروزي، والإمام سهل الصعلوكي، وأبي طاهر الزيادي، وأبي بكر الطوسي، ولقي أبا حامد الإسفرايني، ببغداد، وقرأ عليه وقرأ على أبي أحمد الطبسي، والفقيه أبي يحيى بن منصور ببوشنج، وصحب أبا علي الدقاق، وأبا عبد الرحمن السلمي، والإمام فاخر السجزي الضرير سنين في رحلته إلى غزنة، ولقي يحيى بن عمار، وكانت سفرته الأولى إلى نيسابور والعراق في شهور سنة تسع وتسعين وثلاث مائة، وعاد إلى وطنه سنة خمس وأربع مائة، توفي سنة سبع وستين وأربع مائة، وكان مولده في شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وآخر من روى عنه الصحيح للبخاري أبو الوقت السجزي. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (405) المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم (1024).

(2)

وهي: فاطمة بنت إبراهيم بن محمد بن محمد بن أبي القاسم القزويني، أم أيوب، يقال لها شرف النساء. الدرر الكامنة رقم (537).

(3)

هو: عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله أبو أحمد المعروف بابن سُكينة. وهي أم أبيه، سمع من أبيه وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن البزاز وأبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وأبي عبد الله محمد حمويه، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ومحمد بن ناصر السلامي في جماعة آخرين، سمع من أبي القاسم ابن الحصين الغيلانيات وأحاديث المزكي، وحدث بجامع أبي عيسى الترمذي عن أبي الفتح الكروخي، وصحيح مسلم بإجازته من الفراوي وكان ثقة صالحاً صدوقاً صحيحَ السماع صبوراً للطلبة، قال ابن النجار: كان شيخ وقته في علو الإسناد والمعرفة والإتقان، بَكَّرَ به والده فأسمعه في صباه من ابن ناصر وطبقته، وحَدَّث بجميع مروياته، يروي عنه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، والحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وخلق من الأئمة الكبار. مولده في شعبان من سنة تسع عشرة وخمسمائة وتوفي ليلة الإثنين تاسع عشر ربيع الآخر من سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (478) الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة رقم (7366).

(4)

هو: أحمد بْن صالحُ بن شافع بن صالح بن حاتم، أبو الفضل بن أَبِي المعالي الجيلي، ثم البغدادي، الحافظ. سَمِعَ: هبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبا غالب بن البناء، وأبا القاسم بن الطبر، وقاضي المارستان، وبدر بن عبد الله، وابن الطَّلَّاية فَمَن بعدهم. وقرأ الروايات عَلَى سِبْط الخيَّاطِ، وعُنِي بالحديثِ بعد الأربعين. وكان يقتفي أثر ابن ناصر ويحذو حذوه، ولازمه مدَّةً، واستملى عَلَيْهِ. وكان مشاراً إليه بمعرفة الحديث، وهو الَّذِي كَانَ يقرأ الحديث بمجلس ابن هُبَيْرة. وكان مليح الخط، متقِناً، محقِّقاً، ورعاً، ديِّناً عَلَى طريقة السَّلَفِ. لَهُ تاريخ على السنين من وفاة أَبِي بَكْر الخطيبِ يذكر فِيهِ الحوادث والوفيات، ولم يُبيضه. روى عَنْهُ: ابن الأخضر، والشيخ الموفق، والحافظ عبد الغني، وآخرون. وتُوُفي فِي شعبان، وله خمسٌ وأربعون سنة. تاريخ الإسلام رقم (173) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (163).

(5)

هو: ابن الرزَّازِ سعيدُ بن محمدِ بن سعيدٍ البغدادي، العدل الجليل، أبو منصور سعيد بن محمد ابن شيخ الشافعية سعيد بن محمد بن عمر ابن الرزاز البغدادي. مولده: في سنة ثلاث وأربعين. وسمع (الصحيح) من: أبي الوقت السجزي، وسمع من نصر بن نصر العكبري، وأبي الفضل الأرموي. روى عنه: ابن الدبيثي، وأبو عبد الله البرزالي، ونجيب الدين المقداد، وجماعة. وحدث بالدارمي والصحيح وسماعه صحيح. مات: فجاءة، في ثاني المحرم، سنة ست عشرة وست مائة، ببغداد. سير أعلام النبلاء رقم (69) التقييد لرواة السنن والمسانيد رقم (352).

(6)

هو: أبو شجاع الضحاك بن أبي الفوارس بن هبة الله بن الحسن ابن رهزاذ البواب، سمع بإفادة خاله علي بن أبي سعد الخباز من أبي نصر أحمد بن رضوان وهبة الله ابن الحصين وحمد بن إبراهيم بن سعدويه. سمع الكثير، وحدث باليسير. روى عنه: أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وأحمد بن البَنْدَنيجي، وعبد الله بن أحمد الخباز. وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة. إكمال الإكمال لابن نقطة رقم (2766) تاريخ بغداد وذيوله رقم (740).

(7)

لم يرد في كتب التراجم بأن في نسبه: الخباز، بل البناء: وهو: ثابت بن مشرف بن أبي سعد ثابت، ويقال: أبو سعد محمد بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزجي البناء المعمار، المعروف بابن شِستان. سمع من سعيد ابن البناء، وابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الوقت، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي المظفر محمد بن أحمد التريكي، وأبي الفضل أحمد بن هبة الله ابن الواثق، وواثق بن تمام، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، ومحمد بن أحمد ابن المادح، وأحمد بن يحيى بن ناقة، وطائفة؛ سمع منهم بإفادة أبيه وبنفسه. وأجاز له وجيه الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وجماعة من نيسابور. وكان عمه علي بن أبي سعد الخباز من أعيان الطلبة. روى عنه الزكي البرزالي، والضياء، والكمال ابن العديم؛ وولده القاضي أبو المجد، والزين بن عبد الدائم، ومحمد بن أبي الفرج ابن الدباب، والكمال أحمد ابن النصيبي، وجماعة. سمع جميع صحيح البخاري من عبد الأول السجزي، قال ابن نقطة: كان صعب الأخلاق، ظاهر العامية، سمعت عامة الطلبة يذمونه. توفي سنة تسع عشرة وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (602) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (270).

(8)

هو: داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب الوكيل البغدادي أبو البركات. سمع ببغداد من أبي الفضل الأرموي وأبي بكر بن الزاغوني وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي القاسم نصر بن نصر العكبري وأبي الوقت السجزي وغيرهم وسماعاته صحيحة، وانتقل قديماً عن بغداد وسكن دمشق، وحدث بالبخاري عن عبد الأول، روى عنه الموفق بن قدامة وابن أخته الضياء محمد والبرزالي وابن خليل والسيف أحمد بن عيسى، وممن تأخر الفخر بن علي بن البخاري وإبراهيم بن الواسطي ومحمد عبد الرحيم والشمس عبد الرحمن بن أحمد وغيرهم. توفي بدمشق في رجب من سنة سبع عشرة وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (329) تاريخ بغداد وذيوله رقم (654).

(9)

هو: ابن صرما أحمد بن يوسف بن محمد الأزجي الشيخ، المسند، المعمر، أبو العباس أحمد بن يوسف ابن الشيخ محمد بن أحمد بن صرما الأزجي، المشتري. ولد: سنة ست وثلاثين وخمس مائة ظناً. وسمع من: أبي الفضل الأرموي كتاب (المصاحف)، و (صفة المنافق)، و (المهروانيات)، والتاسع من (فضائل الصحابة) للدارقطني، والأول من (صحيحه)، و (جزء ابن شاهين)، والثالث من (الحربيات). وسمع من: ابن الطلاية، وعبد الخالق اليوسفي، وابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وأبي الوقت، وعدة. روى عنه: الضياء، والدبيثي، ومكي بن بشر، والكمال الفويره، والجمال محمد ابن الدباب، والشهاب الأبرقوهي، وآخرون. مات: في شعبان، سنة إحدى وعشرين وست مائة. إكمال الإكمال رقم (3741) سير أعلام النبلاء رقم (130).

(10)

هو: إسماعيل بن سعد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن الحسين بن حمدي أبو محمد البغدادي الخرقي. من بيت عدالة ورواية، حدث منهم جماعة، حدث عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي وأبي الفضل الأرموي وأبي القاسم الكروخي وعن أبي الوقت السجزي، روى منتحب المسند لعبد بن حميد، وروى عنه أبو عبد الله البرزالي والنجيب عبد اللطيف وأبو المعالي الباخرزي وأبو البقاء النابلسي، وأجاز لعبد الرحمن المكبر وله إجازة من إسماعيل السمرقندي، وسماع أيضاً من أبي منصور بن خيرون، وكان صدوقاً أميناً، وأضرَّ في آخرِ عمره، توفي يوم الخميس رابع عشرين جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وستمائة. تاريخ بغداد وذيوله رقم (481) الدر الثمين في أسماء المصنفين رقم (27).

(11)

هو: يحيى بن إبراهيم بن محمد أبو تراب الكرخي. سمع الجامع لأبي عيسى الترمذي من أبي الفتح الكروخي، وقد حدَّثَ قديماً بدمشق عن عبد الأول بمسند أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارمي، سمع من عبد الخالق اليوسفي وعبد الملك الكروخي وابن الزاغوني، وسافر إلى الشام فأقام بدمشق مدة وكان صحيح السماع. وسماعه صحيح لكنه اختل في آخر عمره فصار يزعم أن الملائكة تنزل عليه وكان إذا طال عليه المجلس تفحَّشَ، وُلِدَ سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتوفي أبو تراب في ثالث عشر شعبان من سنة أربع عشرة وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (666) تاريخ بغداد وذيوله (1446).

(12)

في كتب التراجم: (محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الفتح بن أبي الفوارس. كان جده سهل يكنى أبا الفوارس). وليس هو المطلوب لأن وفاته سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. والمشايخ المذكورين هنا جميعهم من القرن السابع تقريباً.

(13)

هما: تميم بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي البغدادي أبو القاسم بن أبي بكر الأزجي: أخو أحمد، سمع الكثير وكتب بخطه وأفاد الطلبة وكان يعرف أسماء الشيوخ وتواريخهم ويعتني بذلك، سمع في صباه من أبي بكر ابن الزاغوني وأبي الوقت الصوفي وأبي محمد ابن المادح وأبي الفتح ابن البطي، وطلب بنفسه وسمع الكثير من أصحاب أبي الخطاب ابن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين ابن الطيوري وأبي الحسن بن العلاف وأبي محمد ابن السراج وأبي القاسم ابن بيان وأبي علي ابن نبهان وأبي الغنايم ابن النرسي وأبي طالب بن يوسف وأمثالهم، ولم يزل يسمع من أصحاب ابن الحصين وابن كادش وأبي غالب ابن البناء وأبي بكر الأنصاري وأبي القاسم ابن السمرقندي، وممن دونهم إلى حين وفاته، وكتب بخطه للناس ولنفسه كثيراً، وكان يفيد الطلبة ويسعى معهم إلى الشيوخ، وكان يحفظ أسماء الكتب والأجزاء المروية في ذلك الوقت ويدل عليها الغرباء ويعيرهم الأصول، وكان يعرف أحوال الشيوخ الذين أدركهم ويحفظ مواليدهم ووفياتهم وله في ذلك همة وافرة مع قلة معرفة بالعلم. ولد سنة أربع أو خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة. الوافي بالوفيات [10/ 253] تاريخ بغداد وذيوله رقم (541).

وأخوه: أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد. الحافظ، مفيد بغداد، أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي، ثم البغدادي، الأزجي، المعدل، أخو المحدث تميم. ولد: سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وسمع من: ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وأبي محمد ابن المادح، وأبي المظفر بن الشلبي، وكتب العالي والنازل، وبالغ عن غير إتقان، روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، والزكي، والبرزالي، واليلداني، وآخرون. وله عناية بالأسماء، توفي سنة خمس عشرة وستمائة. إكمال الإكمال رقم (4900) سير أعلام النبلاء رقم (48).

ص: 437

البُزُوْرِيُّ

(1)

، وأخوهُ أبو مُحمد أسعدُ

(2)

، وأبو السَّعاداتِ بن أبي القاسمِ بن أبي الأزهرِ بن النَّاقد البزَّارُ، وأبو بكرٍ عبد الله بن مُباركِ بن الشيخِ العالم أبي عبدِ الله محمد بن يحيى الزُّبِيدي، وولدُهُ أبو عليٍّ الحسنُ

(3)

وأبو القاسم أحمدُ بن عبدِ الله بن عبدِ الصَّمدِ بن عبدِ الرَّزاقِ السُّلميُّ

(4)

، وأبو القاسمِ عليٌّ وأبو الحسنِ محمدُ ابنا أحمدَ بن عُمر القَطِيْعِيُّ الفقيهُ

(5)

، وأبو الفضلِ سُليمانُ وأبو الحسنِ عليٌّ ابنا محمدِ بن عليٍّ البغداديِّ

(6)

، وأبو بكرٍ مِسْمَارُ بن مُحمدِ بن العُوَيْسِ النِّيَارِ

(7)

، وأبو بكرِ بن يحيى بن أبي المعالي بن هِبَةِ الله البَيِّعُ

(8)

، وعبدُ الرَّحمن بن عُمَرَ بن أبي نَصْرٍ المُقرئ

(9)

، ومُشَرَّفُ بن عليِّ بنِ أبي جعفرِ بن كاملٍ الخَالِصِي

(10)

، وخلقٌ كثيرٌ ماتوا إلى رحمة الله تعالى.

نقلَهُ مُختصراً خالدُ بن يُوسفَ بن سعدِ بن الحسنِ بن بكَّارٍ النَّابلسي الشَّافعي، حَامداً الله سبحانه وتعالى ومصلياً على رسوله النبي وآله وصحبه ومُسَلِّمَاً، وحسبُنَا اللهُ ونِعم الوكيل.

(1)

هو: النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي. أبو جعفر السلمي، الحديثي، وابن البزوري. سمع أبا عبد الله ابن السلال، وأبا الفضل الأرموي، وعبد الأول. وهو من الحديثة، قلعة حصينة على الفرات. روى عنه ابن خليل، والضياء، والنجيب. وبالإجازة: شمس الدين ابن أبي عمر، والفخر. سمع منه ابنه أبو نصر عبد الرحيم في آخرين وسماعه صحيح توفي في ثالث عشر صفر من سنة تسع وتسعين وخمسمائة. إكمال الإكمال رقم (651) تاريخ الإسلام رقم (551).

(2)

هو: أسعد بن هبة الله بن وهبان أبو محمد الحديثي. سمع من عبد الأول السجزي صحيح البخاري، قال الذهبي: وحدث سمعت منه وسماعه صحيح، سمع صحيح البخاري مع أخيه النفيس من أبي الوقت، وحدثنا ببعضه وسماعه صحيح توفي في شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وستمائة. إكمال الإكمال رقم (1714) تاريخ الإسلام رقم (136).

(3)

هو: الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي، أبو علي الفقيه سمع أبا الوقت عبد الأول وغيره، وعمَّرَ حتى حدَّثَ بالكثير، قال ابن النجار كتبت عنه وكان فاضلاً عالماً أميناً متديناً صالحاً حسن الطريقة رضي السيرة، له معرفة تامة بالنحو وقد كتب كثيراً من كتب التفسير والحديث والتواريخ والأدب وكانت أوقاته محفوظة. قال ابن النجار سألت أبا علي ابن الزبيدي عن مولده فقال فى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ومات يوم السبت لليلتين بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن يوم الأحد سلخ الشهر بمقبرة جامع المنصور. الجواهر المضية في طبقات الحنفية رقم (493) الوافي بالوفيات [12/ 133].

(4)

هو: أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي: أبو القاسم العطار بن أبي محمد البغدادي، سمع أباه أبا محمد عبد الله، وأبا الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البسطي وغيرهم بإفادة والده أبي محمد، وكان والده من شيوخ الحديث ببغداد. سمع البخاري من عبد الأول، وحدث به عنه، وسماعه صحيح. قال ابن العديم: وكان أبو القاسم ولده شيخاً صالحاً ورعاً ثقة أميناً صموتاً، حسن السمت، اجتمعت به بدمشق في سنة ثلاث وستمائة، وكان عطاراً بها، وسمعت منه جزء بيتي الهرثمية، ثم قدم علينا حلب في سنة اثنتي عشرة وستمائة، وأنزله الملك المحسن أحمد بن الملك الناصر يوسف بن أيوب في جواره، وكان يصحبه بدمشق، فسمعت منه بحلب صحيح البخاري ومسند الدارمي بروايته لهما عن أبي الوقت، وغيرهما من الأجزاء، وكان رحمه الله تعجبه قراءتي الحديث، وكان به لما قدم علينا حلب رياح الشوكة؛ وسألته عن مولده فقال: يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وخمسمائة- يعني ببغداد. ثم رجع شيخنا أبو القاسم من حلب إلى دمشق فتوفي بها في يوم الخميس سابع عشر شعبان من سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من يومه بجبل قاسيون. بغية الطلب فى تاريخ حلب [2/ 918] سير أعلام النبلاء رقم (59).

(5)

وهما: علي بن أحمد بن عمر بن حسين. أبو القاسم ابن القطيعي، الصفار، أخو المحدث أبي الحسن. سمع من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وأبا جعفر المكي. وجماعة. وحدَّثَ. وهو منسوب إلى قطيعة العجم بباب الأزج، وكان أبوه من كبار الحنابلة. توفي سنة ثمان وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (403) تاريخ بغداد وذيوله رقم (1084). وأخوه: محمد بن أحمد بن عمر بن حسين بن خلف. الحافظ، المفيد، أبو الحسن، البغدادي، القطيعي. ولد في رجب سنة ست وأربعين. وسمَّعَهُ أبوه الفقيه أبو العباس من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي الوقت السجزي، وسلمان الشحام، وأبي الحسن ابن الخل، وجماعة. ثم سمع بنفسه على طبقة بعد هؤلاء. وعني بالحديث ورحل فيه، وكتب، وحصَّل. فقرأ بالموصل في رحلته على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل. وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر. ثم لزم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي وأخذ عنه الوعظ، وقرأ عليه كثيراً من كتبه، وجمع تاريخاً لبغداد ذيل به على «تاريخ» ابن السمعاني الذي ذيل به على تاريخ الخطيب، ولم يتممه. وخدم في بعض الجهات، وفتر عن الحديث بل تركه، ثم طال عمره، وعلا سنده، وتفرد في زمانه. وهو أول شيخ ولي دار الحديث بالمستنصرية. وهو آخر من حدث بالبخاري كاملاً بالسماع عن أبي الوقت. وتفرد بأجزاء عديدة. قال عنه الذهبي: وكان عنده أصول له يحدث منها، وكان عسراً في الرواية. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن المجد، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين الشريشي، وأحمد بن محمد ابن الكسار، وأبو القاسم بن بلبان، والفقيه أبو العز سعيد بن أحمد الطيبي الشافعي، والمجد عبد العزيز بن الحسين الخليلي، والتاج علي بن أحمد العلوي الغرافي، والشهاب الأبرقوهي. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو علي ابن الخلال، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عمه، وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن عبد الدائم، وفاطمة بنت جوهر، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة. توفي سنة أربع وثلاثين وستمائة. إكمال الإكمال رقم (4672) تاريخ الإسلام رقم (281).

(6)

وهما: سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد، الفقيه أبو الفضل الموصلي ثم البغدادي الصوفي، ويعرف بابن اللباد. سمع بإفادة أخيه والد الموفق عبد اللطيف بن يوسف من جماعة، وولد في صفر سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. وسمع من أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ويحيى بن الطراح، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام، والحسين بن علي سبط الخياط، وأبي البدر إبراهيم الكرخي، وأبي بكر محمد بن جعفر بن مهران الإصبهاني، وأبي المعالي عبد الخالق بن البدن، وطائفة. وصحب أبا النجيب السهروردي، وتفقه عليه. وكان صحيح السماع، عالي الإسناد، سهل القياد، حدث بالكثير، وطال عمره، وتفرد، وكان صدوقاً ديناً. روى عنه الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والضياء، والنجيب الحراني، وطائفة. وروى عنه بالإجازة ابن البخاري، وسيدة بنت ابن درباس. وآخر من روى عنه بالإجازة عبد الرحمن المكبر ببغداد. توفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (346) تاريخ الإسلام رقم (77). وأخوه: علي بن محمد بن علي بن أبي سعد الموصلي الأصل البغدادي المولد أبو الحسن الخياط أخو سليمان: سمع بإفادة أخيه يوسف من عبد الوهاب الأنماطي والحسين سبط الخياط وأبا منصور بن خيرون وإبراهيم بن نبهان الرقي وأبا البدر الكرخي والسلال، وكان صحيح السماع. توفي في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وستمائة في عشر التسعين. تاريخ بغداد وذيوله رقم (1144).

(7)

هو: مسمار بن عمر بن محمد بن عيسى، أبو بكر المعروف بابن العويس، البغدادي المقرئ النيار، نزيل الموصل ومسندها. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. سمع ببغداد من أبي الوقت صحيح البخاري ومسند عبد بن حميد ومسند الدارمي، وسمع الكثير من: أبوي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وواثق بن تمام، وسعيد ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، وابن ناقة، وغيرهم. وحدث بالكثير ببغداد والموصل، وأقرأ القرآن. وقيل: إن اسمه محمد، ولقَّبَهُ الوزيرُ ابن هبيرة بمسمار؛ لأنه كان يراه يسمع وهو جالس ساكن، فقال: كأنه مسمار. وكان شيخاً، متديناً، خيراً، مشهوراً. روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، والضياء، والأمير ركن الدين أحمد بن قراطاي الإربلي، وأبو الفضل عباس بن بزوان الموصلي، والصالح عبد الكريم بن منصور الأثري، وسيدة بنت درباس، وطائفة. وأجاز لعلي بن عبد الدائم القيم، وللعماد ابن سعد، وجماعة. وتوفي بالموصل في ثاني عشر شعبان، سنة تسعة عشر وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (621) سير أعلام النبلاء رقم (103).

(8)

هو: زيد بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله أبو بكر الأزجي. سمع صحيح البخاري ومسند الدارمي والمنتخب من مسند عبد بن حميد من عبد الأول وسمع من أبي القاسم بن قفرجل أجزاء من حديث المحاملي وسمع من أبي القاسم بن الشلبي وسماعه صحيح كثير، وألحق اسمه في نسخة محمد بن السري التمار في طبقة عن أبي بكر بن الزاغوني، وفي جزء لوين على محمود فورجه، وما أعلم أنه حدث بشئ من ذلك الملحق البتة ولا قرأه عليه أحد ولكن حمله على ذلك الشره وحب الرواية نسأل الله العافية. ذكر لي أن مولده في سنة ست أو سبع وأربعين وخمسمائة الشك منه. روى عنه: البرزالي، وابن الدبيثي، والضياء، وأبو المعالي الأبرقوهي، وآخرون. وتوفي يوم الإثنين خامس عشر شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن من يومه بباب حرب. التقييد في رواة السنن والمسانيد رقم (342) سير أعلام النبلاء رقم (116).

(9)

هو: عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر بن علي بن عبد الدائم، أبو محمد ابن الغزالي البغدادي الواعظ. ولد سنة أربع وأربعين. وسمع من ابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وابن المادح، وأبي الوقت، وطائفة كبيرة. وطلب بنفسه مدة، وقرأ، ونسخ، ووعظ. وأكثر سماعاته بخطه. روى عنه الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وآخرون. وأجاز لجماعةٍ تأخروا. توفي ليلة النصف من شعبان. ويلقب بالموش. توفي سنة خمسة عشر وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (427) تاريخ الإسلام رقم (295).

(10)

هو: مشرف بن علي بن أبي جعفر بن كامل. أبو العز الخالصي، المقرئ، الضرير. ولد تقريباً في سنة أربع وثلاثين. وقدم بغداد، فحفظ بها القرآن، وقرأ بشيء من القراءات على أبي الكرم الشهرزوري. وتفقه بالنظامية على مذهب الشافعي. وسمع من: أبي الكرم، وأبي الوقت، ومسعود بن الحصين، وأحمد بن محمد ابن الدباس، وسلامة ابن الصدر. روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وجماعة. سمع البخاري من عبد الأول، وحدث وكان سماعه صحيحاً وكان شيخاً فاضلاً. توفي في خامس عشرين ربيع الآخر من سنة ثمان عشر وستمائة، وكان قرأ القرآن بالروايات على جماعة منهم أبو الكرم الشهرزوري وغيره وكان ثقة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (620) تاريخ الإسلام رقم (578).

ص: 438

نقلها على نَصِّهَا أفقرُ خلقِ الله إلى رحمته عليُّ بن محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن عيسى بن أحمدَ بن محمدِ بن محمدِ بن محمدِ اليُوْنِيْنِيُّ -عفَا الله عنه ولَطَفَ بهِ- في ثاني عشرين ربيعٍ الأول، سنةَ سبعينَ وستمائةٍ، أحسنَ اللهُ تَقَضِّيْهَا في خيرٍ بدمشق المَحروسة، حامداً لله على نِعمه الظاهرة والباطنة، ومُصَلِّيَاً على أشرفِ خلقهِ، سيدِنا ومولانا مُحَمَّدٍ خِيْرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، وآلهِ الطيبينَ الطَّاهرينَ وصحبهِ أَجمعين، وحسبي اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، الحمد لله وحده.

نقلَ ذلك من خَطِّهِ رحمه الله ورضي عنه- كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهاب البَكْرِيُّ، وذلك بالقاهرة المُعِزِّيَّةِ المَحروسةِ، عَمَّرَهَا اللهُ تعالى بالإسلامِ والسُّنَّةِ، لثمانٍ مَضينَ من جُمادى الآخرة، سنةَ خمسٍ وعشرينَ وسبعمائةٍ، أحسن الله تَقَضِّيْهَا، وحَسبنا الله ونعم الوكيلُ.

(1)

[طبقة سماع الزبيدي وغيره على أبي الوقت]

- هذه طبقةُ سماعِ أبي عبدِ اللهِ الحسينِ بن الزُّبَيْدِيِّ وغيره على أبي الوَقْتِ، في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ:

وشاهدتُ على أواخرِ المُجلدةِ الثَّانيةِ من الأصلِ المذكور بخطِّ كاتبها محمدِ بن زيدٍ رحمه الله تعالى ما مثالُهُ:

شاهدتُ بخطِّ السَّيْفِ: سمعَ الجامعَ الصحيحَ بأسرِهِ من أبي الوَقْتِ عبدِ الأوَّلِ بن

(1)

صورة السماع في الفرع النويري:

- سماعُ الوزيرِ عونُ الدِّيْنِ ابن هُبيرةَ ومن معهُ، من أبي الوقتِ، في شهورِ سنةِ اثنتينِ وخمسينَ وخمسمائةٍ، منهم أبو بكرٍ المباركُ الزُّبَيْدِيُّ، وابنهُ الحسنُ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

شاهدتُ على مُصَحَّحٍ ظاهرٍ عليه مخايلُ الصحةِ، بل هو كذلك، ومقابل ٌبه هذا الأصل طبقةً بخطِّ الشيخِ القدوةِ العالمِ المحدِّثِ الحافظِ؛ أبي البقاءِ خالدِ بن يوسفَ بن سعدِ بن الحسن بن بكَّارٍ النَّابلسيِّ -رحمهُ اللهُ تعالى- ما صورَتُهُ:

شاهدتُ في أصلِ الشيخِ أبي الوقت رحمه الله ما صورته؛ بخطِّ الشيخِ الإمام أبي الفَرَجِ عبدِ المغيثِ بن زُهيرِ بن زيدٍ الحَرْبِيِّ رحمه الله: سمعَ جميعَ كتابِ الصحيحِ الجامعِ للبخاريِّ رحمه الله من أولهِ إلى آخره، وهو من هذه النسخةِ ثلاثُ مُجلداتٍ، وهذه الطبقةِ على المجلَّدة الثانيةِ:

منها المولى الوزيرُ العالمُ العادلُ الصدرُ الكبيرُ، عونُ الدِّينِ، جلالُ الإسلامِ صِفِيُّ الإمامِ، شرفُ الأنامِ، مُعِزُّ الدولةِ، مُجير الأمةِ، عمادُ الملَّةِ، مُصطفى الخلافةِ، ملكُ الجيوشِ، سيدُ الوزراء، صدرُ الشرقِ والغرب: أبو المُظَفَّرِ يحيى بن محمدِ بن هُبيرةَ، ظهيرُ أميرِ المؤمنين، أعزَّ الله سبحانه نصرَهُ وأنفذَ في الأقطارِ أمرَهُ، بدارهِ العاليةِ -أعزَّهَا الله- على الشيخ الصالح السَّديدِ، فقيهُ الأشياخِ أبي الوقْتِ: عبدُ الأَوَّلِ بن عيسى بن شُعيبِ بن إبراهيمَ بن إسحاقَ السِّجْزِيُّ ثم الهَرَوِيُّ القارئُ الصُّوفيُّ رضي الله عنه بروايتهِ عن الدَّاوُودِيِّ أبي الحسنِ عن أبي مُحمد الحَمَوِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ، في أحدٍ وأربعينَ مجلساً: أوَّلُهَا بُكرةَ يومِ الأربعاءِ، الثاني والعشرينَ من شوالٍ، سنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسمائةٍ، وآخرُهَا يوم السبتِ تاسعِ عشري ذي الحجةِ من السنةِ.

وقد بيَّنَا ذِكْرَ المجالسِ وتواريخَها في التسميعِ على المجلَّدةِ الأولى في الأوراق المُضَافَةِ إليها مثلُ هذه: وأولاده الجِهَاتُ الكريماتُ المحروساتُ فاطمةُ شرفُ النِّساء، ورُقيَّةُ وعفيفةُ، ووالدتُهنَّ الجهة الكريمةُ المَحروسةُ السيدةُ ستُّ الرؤساءِ بنت الأجلِّ أبي الفتحِ أحمدُ بن عبدِ العزيزِ بن عبدِ الوهاب الشَّهْرِتَازِيُّ.

وذكرَ جماعةً، ثم قال: وأبو أحمدَ عبدُ الوهابِ بن عليِّ بن عليِّ بن عُبيدِ اللهِ الأمينِ، وذلكَ بقراءةِ الشيخِ العالمِ الحافظِ، أبي الفضلِ أحمدَ بن الشيخِ السعيدِ العالمِ أبي المعَالي صالحِ بن شافعٍ الجِّيْلِيِّ، وأبو منصورٍ سعيدُ بن العدلِ أبي سعدٍ محمدِ بن سعيدِ بن محمدِ بن الرَّزَّازُ الفقيهُ البغداديُّ، وأبو شُجَاعٍ الضَّحَّاكُ بن أبي الفَوَارِسِ بن هِبَةِ اللهِ بن رَهْزَادٍ، وابنُ خالِهِ أبو سعدٍ ثابتُ بن مُشَرَّفِ بن أبي سعدٍ الخَبَّازُ، وأبو البركاتِ داودُ بن أحمدَ بن محمدِ بن مُلاعِبٍ، وأبو العبَّاسِ أحمدُ بن أبي الفتحِ بن أبي الحسنِ بن صِرْمَا الدَّقَاقُ، وأبو محمدٍ إسماعيلُ بن سعدِ الله بن محمدِ بن عليِّ بن حَمدي، وأبو تُرابٍ يحيى بنُ أبي المعالي بن أبي تُراب الكَرْخِيُّ، ومحمدُ بن أحمدِ بن أبي الفَوَارِسِ، يُعرف بابن الفُريْسَةِ، وأبو القاسمِ وأحمدُ ابنا أبي بكر بن أبي السَّعاداتِ بن كرمٍ البَنْدَنِيْجِيُّ، وأبو جعفرِ النَّفيسُ بن هبةِ الله بن وَهبان البَزْوَرِيُّ، وأخوهُ أبو مُحَمَّدٍ أسعدُ، وأبو السَّعَاداتِ بن أبي القاسمِ بن أبي الأزهرِ بن النَّاقدِ البَزَّارُ، وأبو بكرٍ عبدُ اللهِ بن مُباركِ بن الشيخِ العالمِ أبي عبدِ الله محمدِ بن يحيى الزُّبِيديِّ، وولدُهُ أبو عليٍّ الحسنُ وأبو القاسم أحمدُ بن عبدِ الله بن عبدِ الصَّمدِ بن عبدِ الرَّزاقِ السُّلميُّ، وأبو القاسمِ عليٌّ وأبو الحسنِ محمدُ ابنا أحمدَ بن عُمَرَ القَطِيْعِيُّ، وأبو الفضلِ سُليمانُ وأبو الحسنِ عليٌّ ابنا محمدِ بن عليٍّ البغداديِّ، وأبو بكرٍ مِسْمَارُ بنُ مُحَمَّدِ بن العُوَيْسِ النِّيَارُ، وأبو بكرِ بن يَحيى بن أبي المعَالي بن هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ، وعبدُ الرَّحمنِ بن عُمَرَ بن أبي نَصْرٍ المُقرئ، ومُشَرَّفُ بن عليِّ بنِ أبي جعفرِ بن كاملٍ الخَالِصِيُّ، وخلقٌ كثيرٌ ماتوا إلى رحمةِ الله تعالى.

نقلَهُ مُختصراً خالدُ بن يُوسفَ بن سعدِ بن الحسنِ بن بكَّارٍ النَّابلسي الشَّافعي، حامداً لله سبحانه وتعالى ومُصَلِّيَاً على رسولهِ محمدٍ النبي وآله وصحبه، وسلَّمَ تسليماً، وحسبُنَا اللهُ ونعمَ الوكيلُ.

نقلها على نَصِّهَا أفقرُ خلقِ الله إلى رحمته عليُّ بن محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن عيسى بن أحمدَ بن محمدِ بن محمدِ بن محمدِ اليُوْنِيْنِيُّ -عفَا الله عنه ولَطَفَ بهِ- في ثاني عشرين ربيعٍ الأول، سنةَ سبعينَ وستمائةٍ، أحسنَ اللهُ تَقَضِّيْهَا في خيرٍ بدمشق المَحروسة، حامداً لله على نِعمه الظاهرة والباطنة، ومُصَلِّيَاً على أشرفِ خلقهِ، سيدِنا ومولانا مُحَمَّدٍ خِيْرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ، وآلهِ الطيبينَ الطَّاهرينَ وصحبهِ النَّجِيْبِيْنَ، وحسبيَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ.

نقلهُ كما شاهدهُ من خطِّ الشيخِ العلامةِ أبي الحسينِ عليٍّ اليُوْنِيْنِيِّ -رحمهُ الله تعالى- أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن محمدٍ البكريُّ التَّيْمِيُّ النُّوَيْرِيُّ، عفا اللهُ عنه ولَطَفَ بهِ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ.

ص: 439

عيسى بن شُعيبٍ الهَرويِّ: أبو بكرٍ المُباركُ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيديُّ

(1)

، وابنُهُ أبو عليٍّ الحسنُ، وأبو الحسنِ محمدُ بن أحمدَ بن عمرَ بن خَلفٍ القَطِيْعِيُّ، وأبو عليٍّ الحسنُ بن إسحاقَ بن مَوْهُوْبَ بنِ الجَوَاليْقِيِّ

(2)

، وأبو الفضلِ عبدُ السَّلام بن عبدِ الله بن أحمدَ بن بَكْرَانَ الدَّاهِرْيُّ

(3)

، وأبو حفصٍ عُمر بن كرمِ بن أبي الحسنِ بن عمرَ الدِّيْنُوْرِيُّ الحَمَّامِيُّ

(4)

، وأُمَةٌّ أُخرى بقراءةِ أبي الفضلِ بن شَافعٍ وغيرِهِ، في سنةِ اثنتينِ وخمسينَ وخمسمائةٍ، بدار الوزيرِ ابن هُبَيْرَةَ، وسمع أيضاً: أبو نصرٍ المُهَذَّبُ بن عليِّ بن أبي نصرِ بن قُنَيْدَةٍ

(5)

.

وسمعهُ من أبي الوَقْتِ بقراءةِ يُوسفَ بن مُقَلَّدٍ

(6)

على أبو الحَسنِ بن رَوْزَبَةَ بن عبدِ الله العطَّارُ

(7)

في جماعةٍ، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ.

وسمعه منه بقراءة ابن الخَشَّابِ أبي محمد

(8)

؛ أبو نصرٍ أحمدُ بن الحُسين بن عبدِ الله بن أحمدَ بن النَّرْسِيُّ

(9)

وجماعةٌ، في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائة بالنَّظَّامِيَّةِ.

وسمعهُ من أبي الوقْتِ بقراءةِ أبي العزِّ عبدِ المُغيثِ بن زُهيرٍ الحَربيِّ جماعةٌ منهم: أبو عبد اللهِ الحسينُ والحسنُ ابنا أبي بكرٍ المباركُ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيُّ، في مجالسٍ آخرُهَا في صفر، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ.

نقلتُهُ من خطِّ قارئهِ.

نقله من خطِّ محمدِ بن زيد كما شاهدَهُ: أحمدُ بن عبد الوَهاب البَكري.

(10)

(1)

هو: المبارك بن محمد بن يحيى، أبو بكر ابن الواعظ الزبيدي، قدم مع أبيه بغداد وسكنها، وتكلم في الوعظ، وسمع ابنيه الحسن والحسين من أبي الوقت، وحدث عن: أبي غالب ابن البناء، وغيره. أخذ عنه: محمد بن أحمد بن صالح الجيلي، وابن الدبيثي، وغيرهما. ولد سنة أربع وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمانين وخمسمائة. وتوفي في جمادى الآخرة، وله ست وسبعون سنة، سنة ثمانين وخمسمائة. تاريخ بغداد وذيوله رقم (1255) تاريخ الإسلام رقم (357).

(2)

هو: الحسن بن إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد ابن الجواليقي، أبو علي ابن أبي طاهر ابن العلامة أبي منصور. سمع ابن ناصر، وأبا بكر ابن الزاغوني، ونصر بن نصر، وأبا الوقت، والعون بن هبيرة، وابن البطي، وأبا زرعة، وطائفة سواهم. وولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وكان من أهل العلم والدين، له سمت ووقار، وسماعه صحيح. وسمع الصحيح من أبي الوقت. قال ابن النجار: كتبت عنه. وكان مرضي الطريقة، متديناً. قلت: روى عنه البرزالي، والدبيثي، وابن النجار، والسيف، وابن الحاجب، والتقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزين، والشهاب الأبرقوهي، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي والد الوزير، وآخرون. وبالإجازة العز أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطي، وأبو الحسين اليونيني، وفاطمة بنت سليمان وهي آخر من روى عنه. وتوفي في ثامن شعبان ببغداد، سنة خمس وعشرين وستمائة، ودفن بمقبرة باب حرب. تاريخ الإسلام (297) الوافي بالوفيات [11/ 307].

(3)

هو: الداهري عبد السلام بن عبد الله بن أحمد. الشيخ، المسند الأمي، أبو الفضل عبد السلام ابن الإمام عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري، البغدادي، الخفاف، الخراز، كان يخرز بالحرير على الخفاف. ولد: سنة ست وأربعين تقريباً. وسمع من: نصر بن نصر العكبري، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت السجزي، وأبي القاسم أحمد بن قفرجل، والوزير عون الدين يحيى بن هبيرة، وهبة الله الشبلي، وأبي العباس بن ناقة، وهبة الله الدقاق، وجماعة. حدث عنه: البرزالي، وابن الدبيثي، وابن نقطة، وابن المجد، وأبو المظفر ابن النابلسي، وأبو إسحاق ابن الواسطي، وأبو الفرج ابن الزين، والمجد ابن الخليلي، وأحمد ابن العماد، والفخر علي، ومحمد بن عبد المؤمن، ومحفوظ بن الحامض، وآخر من روى عنه بالإجازة: فاطمة بنت سليمان. وكان أمياً لا يكتب، فيه تواضع وحسن انقياد. سمع: صحيح البخاري، وعبد والدارمي، واللمع للسراج، وشمائل الزهاد، من أبي الوقت، والأول من المخلصيات، وبعض الخامس والشطر الثاني من السادس منها، والثامن من حديث المصري، و جزء بيبي، ومجلساً لشيخ الإسلام، قال ابن الحاجب: توفي في تاسع ربيع الأول، سنة ثمان وعشرين وست مائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (442) سير أعلام النبلاء رقم (182).

(4)

هو: عمر بن كرم بن علي أبو حفص بن أبي المجد الحمامي: دينوري الأصل بغدادي المولد، كان سبط عبد الوهاب بن الصابوني. سمع منه ومن أبي الوقت ونصر بن نصر العكبري. سمع صحيح البخاري ومسند عبد بن حميد والدارمي من عبد الأول، روى عنه أبو عبد الله البرزالي والسيف المقدسي والفخر بن البخاري والتقي ابن الواسطي وأبو المعالي الأبرقوهي وأبو المظفر بن النابلسي وعبد الرحمن بن الزين وآخر من سمع منه محمد بن القاسم شيخ المستنصرية والعماد إسماعيل بن الطبال ببغداد وكتب عنه عمر بن الحاجب. توفي سنة تسع وعشرين وستمائة في رجب. تاريخ بغداد وذيوله رقم (1053) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1550).

(5)

هو: ابن قنيدة المهذب بن علي بن هبة الله الأزجي. الشيخ الصالح الثقة، أبو نصر المهذب بن علي ابن أبي نصر هبة الله بن عبد الله، ابن قنيدة الأزجي، الخياط، المقرئ. سمع: صحيح البخاري، وكتابي عبد والدارمي، و جزء أبي الجهم من أبي الوقت. وسمع مسند الشافعي من أبي زرعة، وسمع: الجزء الثالث من مسند مالك للنسائي من القاضي عبد القاهر. وسمع: كتاب القناعة، لابن أبي الدنيا من أبي الفتح بن البطي، بفوتٍ من آخره، وسمع من العون الوزير. روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن المجد، وأبو إسحاق ابن الواسطي، وأبو الفرج ابن الزين، والعماد ابن الطبال، وآخرون، وأسمعته صحيحة. مات: في شوال سنة ست وعشرين وستمائة، وقد نيف على الثمانين. تاريخ بغداد وذيوله رقم (1351) سير أعلام النبلاء رقم (189).

(6)

هو: يوسف بن محمد بن مقلد بن عيسى بن إبراهيم بن صالح ابن إبراهيم أبو الحجاج التنوخي الجماهري الفقيه الصوفي الدمشقي، نسبته إلى جبل الجماهر. توجه إلى بغداد وسمع من هبة الله بن أحمد ابن محمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة الحداد وطاهر بن سهل الإسفراييني، وأبوي الحسن علي بن المسلم السلمي وعلي بن أحمد بن منصور الغساني ونصر الله بن محمد ابن عبد القوي المصيصي وغيرهم. وسمع ببغداد من ابن الحصين وأحمد بن عبد الله بن رضوان وابن كادش والمقرب بن الحسين بن الحسن النساج وأحمد بن الحسن بن البنا وزاهر بن طاهر الشحامي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، وجماعة من أصحاب أبي محمد الصريفيني وأبي الحسين بن النقور وعبد العزيز الأنماطي وأبي القاسم البشري وأبي نصر الزينبي، وتفقه بالمدرسة النظامية على أبي منصور بن الرزاز، وكتب بخطه كثيراً وحصَّلَ الأصول وخرَّج التخاريجَ. تاريخ الإسلام رقم (302) الوافي بالوفيات رقم (151).

(7)

هو: علي بن أبي بكر بن روزبة بن عبد الله، أبو الحسن البغدادي القلانسي، الصوفي العطار. سمع صحيح البخاري من أبي الوقت، وسمع منه جزء ابن العالي. وحدث ببغداد وحران وحلب ورأس عين بالصحيح مرات، وازدحموا عليه، ووصلوه بجملة جيدة من الذهب. أضر في أواخر عمره. توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. وكان لا يُحقق مولده ولكنه بلغ التسعين. روى عنه عز الدين عبد الرزاق الرسعني، والشريف أبو المظفر ابن النابلسي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وابنه الفخر محمد، والقاضي شمس الدين محمد ابن العماد الحنبلي، والزين نصر الله بن عبد المنعم بن حواري الحنفي، والمجد عبد الرحمن العديمي، والعز أحمد بن الفاروثي، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، والأمين أحمد ابن الأشتري، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والشمس عبد الواسع الأبهري، والشمس أحمد بن عبد الله الخابوري، والضياء محمد بن أبي بكر الجعفري، والتاج علي بن أحمد الغرافي، والرشيد محمد بن أبي القاسم، وأبو الغنائم بن محاسن، والجمال عمر بن إبراهيم العقيمي، ويعقوب بن فضائل، وأحمد ابن السيف سليمان المقدسي، وأبو الحسن علي بن عبد الغني ابن تيمية، ومحمد بن مؤمن الصوري، والتاج محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن عمه الشرف محمد بن يوسف بن عبد الرحمن، وسنقر القضائي الزيني، وخلق سواهم. سمع الصحيح بقراءة يوسف بن مقلد الدمشقي، وكان معه به ثبت صحيح عليه خط أبي الوقت. تاريخ الإسلام رقم (190) ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد رقم (1501).

(8)

هو: عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، العلامة أبو محمد ابن الخشاب النحوي. شيخ بغداد ونحوي البلاد يقال: إنه بلغ في النحو درجة أبي علي الفارسي. وكانت له معرفة تامة بالحديث، واللغة، والهندسة، والفلسفة، وغير ذلك. أخذ عن أبي منصور ابن الجواليقي، وأبي بكر بن جوامرد القطان النحوي، وعلي بن أبي زيد الفصيحي، وأبي السعادات هبة الله ابن الشجري، والحسن بن علي المحولي اللغوي، حتى أحكم العربية. وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. وسمع من أبي القاسم الربعي، وأبي الغنائم النرسي، وأبي زكريا بن منده، وغيرهم. ثم طلب بنفسه، وقرأ الكثير. وسمع من أبي عبد الله البارع، وابن الحصين، وابن كادش، وأبي غالب ابن البناء. وقرأ العالي والنازل إلى أن قرأ على أقرانه. وحدث عنه أبو سعد السمعاني. وروى عنه أيضاً: أبو اليمن الكندي، والحافظ عبد الغني، وعبد العزيز ابن الأخضر، وأبو أحمد ابن سكينة، وأبو محمد بن قدامة، ومحمد بن عماد الحراني، وأبو البقاء العكبري، وأبو الحسن علي بن نصر الجلي؛ وهو شيخهما في النحو وشيخ الفخر أبي عبد الله ابن تيمية الخطيب. وشرح مقدمة الوزير ابن هبيرة في النحو. توفي سنة سبع وستين وخمسمائة. تاريخ الإسلام رقم (249) البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة رقم (171).

(9)

هو: أحمد بن الحسين بن عبد الله ابن الشيخ أبي نصر أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، أبو نصر النرسي البغدادي البيع. ولد ظناً سنة خمس وأربعين وخمسمائة. وسمع من جده أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن النرسي عن الطريثيثي، وغيره، ومن أبي الوقت، وسمع البخاري منه. وكان شيخاً صالحاً، منقطعاً في بيته. وهو من بيت الحديث والعدالة. أضرَّ بأخرةٍ. روى عنه الدبيثي، وابن نقطة، وجماعة، وتقي الدين ابن الواسطي، وأبو عبد الله محمد بن أبي منصور بن معلى الدباهي. وروى عنه بالإجازة أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم شيخ المستنصرية، وفاطمة بنت سليمان. مات في ثالث رجب، سنة ثمان وعشرين وستمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (158) تاريخ الإسلام رقم (444).

(10)

صورة السماع في الفرع النويري:

-سماعُ المباركِ الزُّبَيْدِيِّ وابنهِ الحسنِ وغيرِهِمَا من أبي الوقتِ، في شهورِ سنةِ اثنتينِ وثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، بدارِ الوزيرِ والنَّظَّامِيَّةِ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الثانِي من الأصلِ المنقولِ منهُ، وهو أصلُ سَماعي ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ، بخطِّ محمدِ بن زيدٍ:

شاهدتُ بخطِّ السَّيْفِ: سمعَ الجامعَ الصحيحَ بأسرِهِ من أبي الوَقْتِ عبدِ الأوَّلِ بن عيسى بن شُعيبٍ الهَرَوِيِّ: أبو بكرٍ المُباركُ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيُّ، وابنُهُ أبو عليٍّ الحسنُ، وأبو الحسنِ محمدُ بن أحمدَ بن عمرَ بن خَلَفٍ القَطِيْعِيُّ، وأبو عليٍّ الحسنُ بن إسحاقَ بن مَوْهُوْبَ بنِ الجَوَاليْقِيِّ، وأبو الفضلِ عبدُ السَّلام بن أحمدَ بن بَكْرَانَ الدَّاهِرْيُّ، وأبو حفصٍ عُمر بن كرمِ بن أبي الحسنِ بن عمرَ الدِّيْنُوْرِيُّ الحَمَّامِيُّ.

أُخرى بقراءةِ أبي الفضلِ بن شافعٍ وغيرِهِ، في سنة اثنتينِ وثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ بدارِ الوَزيرِ ابن هُبَيْرَةَ، وسمع أيضاً: أبو نصرٍ المُهَذَّبُ بن عليِّ بن أبي نصرِ بن قُنَيْدَةٍ.

وسَمِعَهُ من أبي الوقتِ بقراءةِ يُوْسُفَ بن مُقَلَّدٍ عليٌّ أبو الحَسن بن أبي بكرِ بن معاويةَ بن عبدِ اللهِ العَطَّارُ في جماعةٍ، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ.

وسمعهُ منهُ بقراءةِ ابن الخَشَّابِ أبي محمدٍ: أبو نصرٍ أحمدُ بن الحسن بن عبدِ الله النَّرْسِيُّ وجماعةٌ، في سنةِ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، فيهِ بالنَّظَّامِيَّةِ.

وسمعهُ من أبي الوقْتِ بقراءةِ أبي العزِّ عبدِ المُغيثِ بن زُهيرٍ الحَربيِّ جماعةٌ منهم: أبو عبد اللهِ الحسينُ والحسنُ ابنا أبي بكرٍ المباركُ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيُّ، في مجالسٍ آخرُهَا في صفر، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ.

نقلتُهُ من خطِّ قارئهِ.

ولم يذكرْ كاتبَ الطبقةِ اسمهُ، وهي بخطِّ محمدِ بن زيدٍ والله أعلم.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البكريُّ.

ص: 440

[طبقة سماع نسخة ابن الحطيئة]

- نسخةُ خطِّ ابنِ الحُطَيْئَةِ في سنةِ سبعٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ:

وشاهدتُ على أواخرِ المجلدةِ الثانية من الأصلِ المسموعِ أيضاً بخطِّ الحافظِ أبي الحسينِ اليُوْنِيْنِيِّ -رحمه الله تعالى- ما مثالُهُ:

شاهدتُ على الأصلِ المسمُوعِ على ابن الحُطَيْئَةِ ما صُوْرَتُهُ بعدَ مُقابلتي أصلي هذا بهِ حرفاً حرفاً، مُراعياً لضبطهِ وتحريرِهِ:

قرأ عليَّ هذا الجزءَ مع جميع ما تقدَّمَهُ من أولِ كتاب البُخاري رضي الله عنه: الشيخُ أبو القاسمِ هِبةُ الله بن يحيى بن عليٍّ التَّميميُّ

(1)

، وسمعَ بقراءتهِ أَخُوْهُ شَقِيْقُهُ أبو عليٍّ الحسنُ، وصحَّتْ القراءةُ والسَّماعُ، وهو روايتي عن الفقيهِ أبي عبدِ الله محمدِ بن منصورٍ الحَضْرَمِيِّ

(2)

، عن عبدِ الجَّليل بن أبي سَعدٍ

(3)

، عن أبي ذرٍّ عن الحَموي والمُسْتَمْلِيِّ

(4)

وأبي الهَيثم، كُلُّهُمْ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ، فليروياهُ عنِّي بذلكَ إن أرادَا، كتبهُ أحمدُ بنُ عبدِ الله بن أحمدَ بن هشامِ بن الحُطَيْئَةَ اللَّخْمِيُّ

(5)

، في الحادي عشر من ذي الحِجَّةِ سنةَ سبعٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، الحمدُ لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

نقلهُ كما شاهدَهُ أفقرُ خلقِ الله إلى رحمتهِ عليُّ بن محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن عيسى بن أحمدَ بن محمدِ بن محمدِ بن محمدِ بن

(1)

هو: هبة الله بن يحيى بن علي، أبو القاسم التميمي العدل الشافعي المصري المنعوت بالمفضل. سمع بمكة من أبي الفتح الكروخي، وحدث بمصر، وكان رئيساً متميزاً، روى عنه الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في الثالث والعشرين من جمادي الآخرة، سنة ثلاث وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (163).

(2)

هو: محمد بن منصور بن أبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله محمد بن منصور بن محمد بن الفضل، أبو عبد الله ابن الحضرمي، الصقلي الأصل، الإسكندراني، المالكي. سمع الحديث وحدث بالثغر وكان ظريف الشكل حسن المحاضرة يحفظ كثيراً من الأدبيات والأناشيد. حدث عن: علي ابن البناء الخلال، وروى هو وأبوه، وجده، وجد أبيه، وجد جده. ومات بالإسكندرية في العشرين من جمادى الأولى، وكان من عدول الثغر. وساق الشريف نسبه إلى العلاء ابن الحضرمي، رضي الله عنه. وهو من شيوخ الدمياطي. المتوفي سنة أربع وستون وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (144) ذيل مرآة الزمان [2/ 356].

(3)

هو: عبد الجليل بن أبي سعد منصور بن إسماعيل الهروي. ابن أبي سعد بن أبي بشر، العدل الجليل الصالح، المعمر، مسند هراة، أبو محمد الهروي، الفامي. آخر من سمع في الدنيا من: بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية، وعبد الرحمن بن محمد كلار البوشنجي. وسمع أيضاً من: شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري. حدث عنه: السمعاني، وولده؛ أبو المظفر، وعبد الباقي بن عبد الواسع الأزدي، والحافظ عبد القادر الرهاوي، وهو أكبر شيخ لقيه في سعة رحلته. قال السمعاني: هو شيخ من أهل الخير والصدق، ولد في شهر شعبان، سنة سبعين وأربع مائة. وتوفي في سنة اثنتين وستين وخمسمائة. سير أعلام النبلاء رقم (287).

(4)

إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود البلخي أبو إسحاق البلخي المستملي، سمع صحيح البخاري من الفربري سنة أربع عشرة وثلاثمائة، سمعه منه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي ببلخ في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وحدث عنه، وقال توفي إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي سنة ست وسبعين وثلاثمائة، فيما أخبرني به غير واحد ممن ورد من تلك الناحية. قال الذهبي: طوف وسمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العباس البلخي. وروى عنه بالأندلس: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (213) تاريخ الإسلام رقم (235).

(5)

هو: ابن الحطيئة أحمد بن عبد الله بن أحمد اللخمي. الشيخ، الإمام، العلامة، القدوة، شيخ الإسلام، أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام اللخمي، المغربي، الفاسي، المقرئ، الناسخ، ابن الحطيئة. مولده: بفاس، سنة ثمان وسبعين وأربع مائة. كان رأساً في القراءات السبع، ونسخ بخطه كثيراً من كتب الأدب وغيرها، وكان جيد الخط، حسن الضبط، والكتب التي توجد بخطه مرغوب فيها للتبرك بها ولإتقانها، وتلا بالسبع على: أبي القاسم بن الفحام الصقلي، وغيره. وسمع من: أبي الحسن بن مشرف، وأبي عبد الله الحضرمي، وأبي بكر الطرطوشي. حدث عنه: أبو طاهر السلفي - وهو أكبر منه - وصنيعة الملك ابن حيدرة، وشجاع بن محمد المدلجي، والأثير محمد بن محمد بن بنان وإسماعيل بن محمد اللمطي، والنفيس أسعد بن قادوس خاتمة أصحابه. وتوفي سنة ستين وخمسمائة بمصر. سير أعلام النبلاء رقم (234) وفيات الأعيان [1/ 170].

ص: 441

أحمدَ

(1)

اليُوْنِيْنِيُّ -عفا الله عنه- وذلكَ بعدَ مُقابلتي هذا الأصلَ بالأصلِ المذكور مرَّتينِ، الآخرةُ منهما: ووافقَ الفراغُ منها في يومِ الأحد، ثالثُ عشر شعبانَ المبارك، سنةَ إحدى وسبعينَ وستمائةٍ، بِبَعْلَبَكَ المحروسةِ.

وكان الابتداءُ بمقابلتها في شهرِ رمضان المُعظَّم، سنةَ سبعينَ وستمائةٍ وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبينَ الطَّاهِرين، وصحبهِ النَّجيبينَ، وسلَّمَ تسليماً إلى يوم الدين.

نقل ذلك كما شاهدهُ أحمدُ بن عبدِ الوهاب البكريُّ التَّيميُّ، عفا الله عنه ولَطَفَ بِهِ.

(2)

[تتمة طبقة السماع على أصل المقدسي]

[طبقة سماع المقدسي على الأرتاحي]

- هذه طبقة سماع الأرتاحي من الحافظ عبد الغني بقراءته

(3)

سنة تسع وتسعين وخمسمائة:

وشاهدتُ على أواخر المُجَلَّدَةِ الأُولى من الأصلِ المذكورِ ما صورَتُهُ بخطِّ ابن زيدٍ.

وشاهدتُ على آخرِ الكتابِ المذكورِ من الأصلِ المُسمَّى، يعني بقوله الأصلِ المُسمى نسخةُ الحافظِ عبدِ الغَني، الذي نقلَ منها وقابلَ بها وسَمِعَ:

سمعَ جميعَ هذه المجلَّدةِ على الشيخِ الثِّقةِ الصَّالحِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بن حَمدِ بن حامدٍ الأَرْتَاحِيِّ

(4)

، بحقِّ إِجَازَتِهِ مِنْ أبي الحسنِ عليِّ بن الحُسينِ الفَرَّاءِ المَوْصِلِيِّ

(5)

، بحقِّ سماعِهِ من كَريمةَ بِنْتِ أَحمدَ المروزيةِ

(6)

، بقراءةِ صَاحبِه الشيخِ الإمامِ العالمِ الحافظِ، مُحيي السُّنَّةِ نورِ الشريعةِ؛ ضياءِ الدِّين أبي محمدٍ عَبدِ الغنيِّ بن عبدِ الواحدِ المَقْدِسِيِّ -أيَّدَهُ الله- قراءةً حسنةً، لو رحلَ الطالبُ للحديثِ من نيسابورَ إلى مصرَ لحضور قراءتِهِ ما كانت رحلته باطلاً؛ لعلمهِ برجالِ الحديثِ.

وسمعت الشيخَ ابنَ حامدٍ يقول: ما من ساعةٍ أسمعُ بقراءتكَ إلا

(1)

هنا بياض لعله كشط في الأصل الخطي.

(2)

صورة السماع في الفرع النويري:

-طبقةُ السَّمَاعِ على ابنِ الحُطَيْئَةِ، سنةَ سبعٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ: وشاهدتُ على السِّفْرِ الثَّانِي أيضاً ما مثالُهُ:

شاهدتُ على الأصلِ المسمُوعِ على ابن الحُطَيْئَةِ ما صُوْرَتُهُ بعدَ مُقابلتي أصلي هذا بهِ حرفاً حرفاً، مُراعياً لضبطهِ وتحريرِهِ:

قرأ عليَّ هذا الجزءَ مع جميعِ ما تَقَدَّمَهُ من أوَّلِ كتابِ البُخَارِيِّ رضي الله عنه الشيخُ أبو القاسمِ هبة الله بن يحيى بن عليٍّ التَّمِيْمِيُّ [جاء في المخطوط: أبو القاسم محمد بن عبد الله بن يحيى بن علي التميمي، ولم أجد له ترجمة بهذه الكنية، واللقب، وقد أثبت الاسم من نسخة السماعات الأولى إذ هي نسخة عنها]، وسمعَ بقراءتهِ أَخُوْهُ شَقِيْقُهُ أبو عليٍّ الحسنُ، وصحَّتْ القراءةُ والسَّماعُ، وهو رِوَايَتُهُ عن الفقيهِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن مَنْصُوْرٍ الحَضْرَمِيِّ عن عبدِ الجَّليلِ بن أبي سَعْدٍ، عن أبي ذَرٍّ عن الحَمَوِيِّ والمُسْتَمْلِيِّ، وأبي الهَيْثَمِ، كُلُّهُمْ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ، فليروياهُ عنِّي بذلكَ إن أَرَادَا، وكتبهُ أحمدُ بنُ عبدِ الله بن أحمدَ بن هشامِ بن الحُطَيْئَةَ اللّخْمِيُّ، في الحادي عشرَ من ذي الحِجَّةِ سنةَ سبعٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، الحمدُ لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

نقلهُ كما شاهدَهُ أفقرُ خلقِ اللهِ إلى رحمتهِ عليُّ بن أحمدَ [هكذا ورد اسمه في المخطوط، والذي في كتب التراجم ونسخة الأصل: علي بن محمد بن أحمد] بن عبدِ الله بن عِيسى بن أحمدَ بن مُحمدِ بن محمدِ بن محمدِ بن أحمدَ اليُوْنِيْنِيُّ -عفا الله عنهُ- وذلكَ بعد مُقابلتي هذا الأصلَ بالأصلِ المذكورِ مرَّتينِ، الآخرةُ مِنهما، ووافق الفراغُ منهما يومَ الأحدِ، ثالثُ عشرَ شعبانَ المباركِ، سنةَ إحدى وسبعينَ وستمائةٍ، بِبَعْلَبَكَّ المحروسةِ.

وكان الابتداءُ بمقابلتها في شهرِ رمضان المُعظَّم، سنةَ سبعينَ وستمائةٍ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبينَ الطَّاهِرينَ، وصحبهِ النَّجيبينَ، وسلَّمَ تسليماً إلى يوم الدينِ.

نقله كما شاهدهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البَكْرِيُّ.

(3)

هنا وقع تلف في الأصل الخطي، استدرك من النسخة الثانية الفرع للنويري.

(4)

هو: أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرِّج بن غياث الأنصاري الأرتاحي المصري الحنبلي. ولد سنة سبع وخمسمائة تخميناً. وسمع بمصر من أبي الحسن علي ابن نصر بن محمد بن عفير الأرتاحي العابد وغيره، وبمكة من المبارك بن الطبَّاخ، وأجاز له أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرَّاء الموصلي إجازة بصحيح البخاري، وتفرَّد بإجازته. قال المنذري: كتب عنه جماعة من الحفّاظ وغيرهم من أهل البلد والواردين عليها، وحدثوا عنه، وهو أول شيخ سمعت منه الحديث، وهو من بيت القرآن والحديث والصلاح، حدّث من بيته غير واحد، مات سنة احدى وستمائة عن بضع وسبعين سنة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (175) ذيل طبقات الحنابلة [3/ 68].

(5)

هو: علي بن الحسين بن عمر، أبو الحسن ابن الفراء الموصلي، ثم المصري. روى عنه: السلفي، وقال: من ثقات الرواة، وأكثر شيوخنا بمصر سماعاً، ومن شيوخه: عبد العزيز ابن الضراب أخذ عنه المجالسة، وعبد الباقي بن فارس، وأبو زكريا عبد الرحيم البخاري، وابن المحاملي، وأبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون العلوي، ومحمد بن مكي الأزدي، وكريمة المروزية بمكة، وابن الغراء بالقدس، وأصوله أصول أهل الصدق، روى كتاب المجالسة لأبي بكر أحمد بن مروان الدنيوري المالكي. وروى عن كريمة بنت أحمد المروزية صحيح البخاري. سمع عليه أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري أكثر المجالسة. وحدَّثَ عنه محمد بن حمد الأرتاحي بأكثرها. وروى عنه أبو القاسم البوصيري، وتوفي في ربيع الآخر، سنة تسع عشرة وستمائة، عن ست وثمانين سنة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1412) تاريخ الإسلام رقم (372).

(6)

هي: كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم أم الكرام المرزوية. المجاورة بمكة، حدثت بصحيح البخاري بمكة عن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، وعبد الله بن يوسف بن بامويه. وسمعت أيضاً من زاهر بن أحمد السرخسي، وكانت تضبط كتابها، وإذا حدثت قابلت بنسختها، ولها فهم ومعرفة، حدثت بالصحيح مرات كثيرة، وكانت بكراً لم تتزوج. وطال عمرها، وأقامت بمكة دهراً، وحمل عنها خلق من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها؛ سمع منها الحافظ أبو بكر الخطيب صحيح البخاري، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، ومحمد بن بركات السعيدي، وعلي بن الحسين الفراء، وعبد الله بن محمد بن صدقة ابن الغزال، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو المظفر السمعاني. وحدث عنها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه. قال توفيت كريمة بنت أحمد الزاهدة المروزية بمكة سنة خمس وستين وأربعمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (683) تاريخ الإسلام ت بشار رقم (144).

ص: 442

أستفيدُ منها ما لم تُسبق إليه.

فسمعَ المشايخَ: الشيخُ الفقيهُ أبو القاسمِ عبدُ الغني بن قاسمِ بن عبدِ الرَّزَاقِ الحَنْبَلِيُّ

(1)

، وأبو عبدِ الله مُحمد بن عبدِ الرحمنِ بن مُحمد بن عِمادٍ العَسْقَلانِيُّ، وأبو العِزِّ منصورُ بن عبدِ الرَّحمنِ بن نصرٍ الغَضَارِيُّ، وعبدُ الرَّحمنِ بن الحُسينِ بن عبدِ الرَّحمنِ التِّنِّيْسِيُّ

(2)

، وهذا خطُّهُ وولدُهُ مُحمدٌ.

وذاكَ في مَجلسين آخرُهُمَا سلخُ ربيعٍ الأولِ، سنةَ تسعٍ وتِسعينَ وخمسمائةٍ، وصلَّى اللهُ على محمدٍ وآله.

وقد شاهدتُ هذه الطبقة على آخرِ كُلِّ مُجَلَّدٍ من المجلداتِ الستِّ، من الكتابِ الجَّامعِ الصحيحِ من الأصلِ المُشارِ إليه.

نَقلها مُلخصاً مُحمدُ بنُ عبدِ المجيدِ بن زيدٍ، وبحاشيةِ هذهِ الطبقةِ أيضاً بخطِّهِ، وفاتَ عبدُ الرحمنِ بن الحُسينِ بن عبدِ الرحمنِ التِّنِّيْسِيُّ من أولِ المجلدةِ الأولى من الأصلِ إلى بابِ غسلِ المنِيِّ وفَرْكِهِ.

كتبهُ مُحمدُ بن زيدٍ.

نقلَ ذلكَ كما شاهدُهُ أحمدُ البَكريُّ، وشاهدتُ على أواخر المجلدَةِ الثانية مثلُ ذلك، والذي في حاشيةِ المجلدَةِ الأولى ثابتٌ في الطبقةِ على المجلدة الثانيةِ، إلا أنَّ فيهِ بعد قولهِ: غَسْلُ المنيِّ وفَرْكِهِ، وما عَدَاهُ: كَمُلَ له سماعُ جميعِ الكتابِ على الشيخِ بالقراءةِ المذكورةِ.

نقلَ ذلك كما شاهدَهُ أحمدُ البَكْرِيُّ.

-نُسخةُ خَطِّ الحافظِ عبدُ الغَنِيِّ رحمه الله تعالى:

وشاهدتُ أيضاً على أواخرِ كلٍّ من المجلدتينِ من الأصلِ المشارِ إليه ما صُوْرَتُهُ بِخَطِّ ابنِ زيدٍ:

(1)

هو: عبد الغني بن قاسم بن عبد الرزاق بن عياش الهناوي المقدسي الأصل، المصري، الفقيه الزاهد، أَبُو القاسم، من أهل مصر: سمع بها من البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي، وأبي الحسن بن نجا الواعظ. وزوجته فاطمة بنت سَعْد الخير، وعبد المجيب بن زهير الحربي، وربيعة اليمني وجماعة. وتفقه فِي المذهب. وانقطع إِلَى الحافظ عَبْد الغني عند قدومه مصر، ولازمه، وكتب عنه كثيراً من مصنفاته وغيرها. ذكر ذَلِكَ المنذري، وقال: سمع معنا من جماعة من شيوخنا. وصحب جماعة من المشايخ. وَكَانَ صالحاً مقبلاً عَلَى مصالح نفسه، منفرداً، قانعاً باليسير، يُظهرُ التجملَ مع ما هو عليه من الفقر. وتوفي ليلة ثاني عشر صفر سنة ثمان عشرة وستمائة. ودُفن من الغد بسفح جبل المقطم على شفير الخندق. شذرات الذهب [7/ 143] ذيل طبقات الحنابلة [3/ 257].

(2)

هو: عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو القاسم القرشي، المصري، المؤدب، الفقيه الشافعي. سمع من عشير بن علي، وأبي الفضل الغزنوي، وطائفة. وانقطع إلى الحافظ عبد الغني فأكثر عنه ومعه، وكتب الكثير، وحصَّلَ كتباً كثيرة من الحديث والفقه. وعاجلته المنية في هذه السنة. وكان يؤدب الصبيان ويؤم بمسجد المنارة. توفي سنة ستمائة. تاريخ الإسلام رقم (590).

ص: 443

وشاهدتُ على المجلدِ السَّادسِ من الكتابِ المذكورِ من الأصلِ المُسمى، بخطِّ الشيخِ الإمامِ الأَوحدِ العلَّامةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ رضي الله عنه ما مثالُهُ:

أخبرنا بجميعِ كتاب الصحيحِ للإمام أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ، الشيخُ الصالحُ أبو عبدِ الله مُحمدُ بن حمدِ بن حامدِ بن مُفَرِّجِ بن غِياثٍ الأَرْتَاحِيُّ، بقراءتي عليه بِفُسْطَاطِ مِصر، أخبرنا أبو الحُسَيْنِ عليُّ بن الحسينِ بن عُمرَ الفَرَّاءِ المَوْصِليِّ إِجازةً، قالَ: أَخبرتنا أمُّ الكِرام كريمةُ بنتُ أحمدَ بن محمدِ بن حَاتمٍ المَرْوَزِيَّةُ بِمَكَّةَ، أخبرنا أبو الهيثمِ مُحمدُ بن المكِّي بن محمدِ بن المَكِّي بن زَرَّاعٍ الكُشْمِيْهَنِيُّ، أخبرنا أبو عبدِ الله مُحمد بن يُوسف بن مَطرٍ الفِرَبْرِيُّ، حدثنا أبو عبدِ الله مُحمدُ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ البُخاريُّ رضي الله عنه، وقابلتُ بِنسختي هذه أصلَ الفرَّاءِ، ونُسخة أبي صادقٍ مُرشدِ بن يحيى بن القَاسمِ المدِينيِّ

(1)

، التي هي وقفٌ بجامعِ عَمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنه، وما نقصَ كَتَبْتُهُ بالحُمرةِ، وما زادَ كتبتُ عليه (لا) وكانت هذه النسخةُ موافقةً لهما، قليلةَ الاختلافِ إلا في شيءٍ يسيرٍ في التَّقديمِ والتأخير، وهو مُعَلَّمٌ في هذه النسخةِ.

نقلها كما شاهدَهَا، والمُعَلَّمُ عليهِ بالحُمْرَةِ أُعَلِّمُ عليهِ كما في الأصلِ.

نقلَ ذلك كما شاهدَهُ أحمدُ البَكْرِيُّ.

(2)

-نسخةُ خطِّ أبي عبدِ الله الأَرْتَاحِيِّ -رحمه الله تعالى- في سنةِ تسعٍ وتسعينَ وخَمسمائةٍ:

وشاهدتُ أيضاً على كُلٍّ من المُجَلَّدَتَيْنِ على أواخرِهما بخطِّهِ ما صُوْرَتُهُ: وشاهدتُ عليه أيضاً ما مثالُهُ:

قرأ عليَّ هذا الجزءَ أجمعُ وما قبلهُ من الأجزاءِ، وهو من هذه النُّسخة ستةُ أجزاءٍ صاحبُهُ: الشيخُ الإمامُ الحافظُ تقيُّ الدِّين أبو مُحمدٍ عبدُ الغَنيِّ بن عبدِ الواحدِ بن عليِّ بن سُرُوْرٍ المقدسيُّ -أيَّدَهُ اللهُ وحفظَهُ- في مجالسٍ آخرُهَا سلخُ ربيعٍ الأول، سنةَ تسعٍ وتسعينَ وخمسمائةٍ، وكتبَ

(1)

هو: أبو صادق المديني: مرشد بن يحيى بن القاسم. المحدث، الثقة، العالم، ثم المصري. سمع على أم الكرام كريمة بنت أحمد المروزية صحيح البخاري، وحدَّثَ به، سمعه منه مولاه منجب المرشدي. سمع: أبا الحسن علي بن حمصة، وعلي بن ربيعة، وأبا القاسم علي بن محمد الفارسي، ومحمد بن الحسين الطفال، وداجناً السدوسي، والحكيمي، وعدة. وأجازَ له: علي بن منير الخلال، وأبو الحسن بن صخر، وطائفة. قال السلفي: كان ثقة، صحيح الأصول، أكثرها بخط ابن بقاء وبقراءته. حدَّث عنه: السلفي، ومحمد بن علي الرحبي، وعشير بن علي المزارع، وعلي بن هبة الله الكاملي، وعبد الله بن بري النحوي، وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وآخرون. مات: في ذي القعدة، سنة سبع عشرة وخمسمائة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1641) سير أعلام النبلاء رقم (278).

(2)

صورة السماع في الفرع النويري: طبقةُ السماعِ على الأَرْتَاحِيِّ، في سنةِ تسعٍ وتسعينَ وخمسمائةٍ:

شاهدتُ على السِّفْرِ الأولِ من الأصلِ المنقولِ منهُ ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

وشاهدتُ على آخر الكتابِ المذكورِ من الأصلِ المُسَمَّى:

سمعَ جميعَ هذه المجلَّدةِ على الشيخِ الثِّقةِ الصَّالح أبي عبدِ الله مُحمدِ بن حَمدِ بن حامدٍ الأَرْتَاحِيِّ، بحقِّ إِجَازَتِهِ مِنْ أبي الحسنِ عليِّ بن الحُسينِ الفَرَّاءِ المَوْصِلِيِّ، بحقِّ سماعِهِ من كَريمةَ بِنْتِ أَحمدَ المروزيةِ، بقراءةِ صاحبِهِ الشيخِ الإمامِ الحافظِ مُحْيِّي السُّنَّةِ، نورِ الشَّرِيْعَةِ، ضياءِ الدينِ أبي محمدٍ عَبْدِ الغَنِيِّ بن عبدِ الواحدِ المَقْدِسِيِّ -أَيَّدَهُ اللهُ- قراءةً حسنةً، لو رحلَ الطالبُ للحديثِ من نيسابورَ إلى مصرَ لحضورِ قراءتهِ ما كانت رحلتُهُ باطلاً؛ لعلمهِ برجالِ الكتابِ ومتنهِ.

وسمعتُ الشيخَ ابنَ حامدٍ يقولُ: ما من سماعِهِ أسمعُ بقراءتِكَ إلا أستفيدُ منها ما لم تسبق إليه.

فسمعَ المشايخَ: الشيخُ الفقيهُ أبو القاسمِ عبدُ الغني بن قاسمِ بن عبدِ الرَّزَاقِ الحَنْبَلِيُّ، وأبو عبدِ الله مُحمد بن عبدِ الرحمنِ بن مُحمدِ بن عِمادٍ العَسْقَلانِيُّ، وأبو العِزِّ منصورُ بن عبدِ الرَّحمنِ بن نصرٍ الغَضَارِيُّ، وعبدُ الرَّحمنِ بن الحُسينِ بن عبدِ الرَّحمنِ التِّنِّيْسِيُّ، وهذا خطُّهُ وولدُهُ مُحمدٌ.

وذلكَ في مجلسينِ آخرُهُمَا سلخُ ربيعٍ الأولِ، سنة تسعٍ وتسعينَ وخمسمائةٍ، وصلَّى الله على محمدٍ وآلهِ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على آخرِ كُلِّ مُجَلَّدَةٍ من المجلداتِ الستِّ، من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ المُشارِ إليهِ.

نَقلها مُلخصاً مُحمدُ بنُ عبدِ المجيدِ بن زيدٍ -عفا الله عنه-، وكتبَ قبالةَ اسمِ عبدِ الرَّحْمَنِ ما مثالُهُ: وفاتَ عبدُ الرحمنِ بن الحُسينِ بن عبدِ الرحمنِ التِّنِّيْسِيُّ من أولِ المجلدةِ الأولى من الأصلِ إلى بابِ غسلِ المنِيِّ وفَرْكِهِ.

كتبهُ محمدُ بن زيدٍ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبد الوهابِ البَكْرِيُّ، وعلى السِّفْرِ الثاني نحوه.

سماعُ الحافظِ عبدُ الغنيِّ من الأَرْتَاحِيِّ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الأولِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ، ومثلهُ على الثَّاني:

وشاهدتُ على المجلدِ السَّادسِ من الكتابِ المذكورِ من الأصلِ المُسمى، بخطِّ الشيخِ الإمامِ الأَوحدِ العلَّامةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ رضي الله عنه ما مثالُهُ:

أخبرنا بجميعِ كتاب الصحيحِ للإمام أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ، الشيخُ الصالحُ أبو عبدِ الله مُحمدُ بن حمدِ بن حامدِ بن مُفَرِّجِ بن غِياثٍ الأَرْتَاحِيُّ، بقراءتي عليه بِفُسْطَاطِ مِصر، أخبرنا أبو الحُسَيْنِ عليُّ بن الحسينِ بن عُمرَ الفَرَّاءِ المَوْصِليِّ إِجازةً، قالَ: أَخبرتنا أمُّ الكِرام كريمةُ بنتُ أحمدَ بن محمدِ بن حَاتمٍ المَرْوَزِيَّةُ بِمَكَّةَ، أخبرنا أبو الهيثمِ مُحمدُ بن المكِّي بن محمدِ بن المَكِّي بن زَرَّاعٍ الكُشْمِيْهَنِيُّ، أخبرنا أبو عبدِ الله مُحمد بن يُوسف بن مَطرٍ الفِرَبْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بن إسماعيلَ بن إبراهيمَ البُخاريُّ رضي الله عنه، وقابلتُ بنسختي هذه أصلَ الفَرَّاءِ، ونُسخة أبي صادقٍ مُرشدِ بن يحيى بن القَاسمِ المدِينيِّ، التي هي وقفٌ بجامعِ عَمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنه، وما نقصَ كَتَبْتُهُ بالحُمرةِ، وما زادَ كتبتُ عليه (لا) وكانت هذه النسخةُ موافقةً لهما، قليلةَ الاختلافِ إلا في شيءٍ يسيرٍ في التَّقديمِ والتأخير، وهو مُعَلَّمٌ في هذه النسخةِ.

نقلها محمدُ بن زيدٍ كما شاهدَهَا، والمُعَلَّمُ عليهِ بالحُمْرَةِ أُعَلِّمُ عليهِ كما في الأصلِ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوَهَابِ البَكْرِيُّ.

-نسخةُ خطِّ الأَرْتَاحِيِّ لسماعِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ، بقراءتِهِ في سنةِ تسعٍ وتسعينَ وخمسمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حَرفاً بحرفٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ:

قرأ عليَّ هذا الجزءَ أجمعُ وما قبلهُ من الأجزاءِ، وهو من هذه النُّسخة ستةُ أجزاءٍ صاحبُهُ: الشيخُ الإمامُ الحافظُ تقيُّ الدِّين أبو مُحمدٍ عبدُ الغَنيِّ بن عبدِ الواحدِ بن عليِّ بن سُرُوْرٍ المقدسيُّ -أيَّدَهُ اللهُ وحفظَهُ- في مجالسٍ آخرُهَا سلخُ ربيعٍ الأول، سنةَ تسعٍ وتسعينَ وخمسمائةٍ، وكتبَ الفقيرُ إلى ربِّهِ سبحانه مُحمدُ بن حَمدِ بن حَامدٍ في «تاريخه» .

نقلهُ كما شاهدَهُ محمدُ بن زيدٍ عَفا الله عنه.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البَكْرِيُّ.

ص: 444

الفقيرُ إلى ربِّهِ سبحانه مُحمدُ بن حَمدِ بن حَامدٍ في «تاريخه» :

نقلهُ كما شاهدهُ محمدُ بن زيدٍ عَفا الله عنه.

ومن خَطِّهِ نقلَ أحمدُ البَكْرِيُّ.

[طبقة سماع المنذري]

- هذهِ طبقةُ سماعِ الحافظِ زكيُّ الدِّينِ عبدُ العظيم المُنْذِرِيُّ

(1)

على ابنِ أبي القاسمِ السُّلَمِيِّ، في سنة أربعٍ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على أول المجلدة الأولى بخطِّ ابنِ زيدٍ أيضاً ما مثالُهُ:

شاهدتُ على آخر كتابِ الجامعِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه ما مثالُهُ:

سمعَ جميعَ هذه المجلَّدة على الشيخِ الأجلِّ؛ شمسُ الدِّينِ أبي القاسمِ أحمدُ بنُ عبدِ الله بن عبدِ الصَّمدِ السُّلَمِيُّ، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ بقراءةِ أبي الحجَّاجِ يُوسفُ بنُ علي بن زيدٍ الزهريِّ، جلالُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن عثمانَ بن عِيسى بن دِرْبَاسٍ المَارَانِيُّ

(2)

، ونجمُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ بن الشيخِ أبي الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بن جميل المعَافِرِيُّ، وإخوتُهُ إبراهيمُ وإسماعيلُ وعثمانُ، وفخرُ الدِّينِ أبو الحسنِ عَليُّ بن محمدِ بن حمادِ بن ميسرَةَ الأزديُّ، وأبو عبدِ اللهِ محمدُ، وأبو طالبٍ الحسينُ بن عبدِ الرحمنِ بن محمدِ بن إسماعيلَ بن الحَليمِ، وعبدُ العزيزِ أخو الشيخِ المُسْمِعِ، وعبدُ الواحدِ بن سلامةَ بن سالمٍ الحَرَّانِيُّ، وأبو الحسنِ عليُّ بن يحيى بن أبي سعيدٍ الأَسْيُوْطِيُّ، وعبدُ العظيمِ بن عبدِ القويِّ بن عبدِ اللهِ المُنْذِرِيُّ والخطُّ لهُ، وكَمُلَ سماعُ جميعِ كتابِ البخاري للجماعةِ المذكورينَ سِوى أخي الشيخِ المُسمعِ، وعبدُ الواحدِ الحَرَّانِيِّ، وصحَّ وثبتَ في مجالسٍ، آخرُهَا الثالث والعشرينَ من صفر، سنةَ أربعٍ وستمائةٍ بمسجدِ الجُوْزَةِ، ظاهرِ دمشقَ، والحمدُ لله وحدهُ، وصلَّى اللهُ

(1)

هو: عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن سعيد الحافظ الإمام زكي الدين، أبو محمد المنذري الشامي ثم المصري الشافعي، ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة غرة شعبان بمصر، وسمع من أبي عبد الله الأرتاحي، وعبد المجيد بن زهير، وإبراهيم بن البتيت، ومحمد بن سعيد المأموني، والمطهر بن أبي بكر البيهقي، وربيعة اليمني الحافظ وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله، وأبي الجود غياث بن فارس والحافظ ابن المفضل وبه تخرج وهو شيخه، وبمكة من يونس الهاشمي وأبي عبد الله ابن البناء، وبطيبة من جعفر بن محمد بن أموسان ويحيى ابن عقيل بن رفاعة، وبدمشق من ابن طبرزد ومحمد بن الزنف والخضر بن كامل والكندي وعبد الجليل ابن مندويه وخلق. روى عنه الدمياطي والشريف عز الدين وأبو الحسين ابن اليونيني والشيخ محمد القزاز، والفخر إسماعيل ابن عساكر وعلم الدين سنجر الدواداري، وقاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد وإسحاق ابن الوزيري، والأمين عبد القادر الصعبي والعماد محمد ابن الجرايدي وأحمد الدفوني ويوسف ابن الخنثى وطائفة سواهم. ودرس بالجامع الظافري بالقاهرة مدة، ثم ولي مشيخة الدار الكاملية للحديث وانقطع بها نحواً من عشرين سنة مكباً على التصنيف والتخريج والإفادة والرواية. توفي الشيخ زكي الدين سنة ست وخمسين وستمائة. الوافي بالوفيات [19/ 10] حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة رقم (72).

(2)

هو: ابن درباس إبراهيم بن عثمان بن عيسى الماراني، الإمام، المحدث، جلال الدين، أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عيسى بن درباس الماراني، الكردي، المصري. من أهل الحديث الذين رحلوا في طلبه. كتب الكثير وسمع الكثير، أجاز له: السلفي. وسمع: فاطمة بنت سعد الخير، والأرتاحي، وابن طبرزد، والمؤيد الطوسي، وأبا روح، وزينب الشعرية، وخلقاً، وكتب الكثير. روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وغيره، وكان عارفاً بمذهب الشافعي، تفقه بأبيه، وكان خيراً، صالحاً، زاهداً، قانعاً، مقلاً، مقبلاً على شأنه. توفي بين الهند واليمن، سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وله خمسون سنة. تاريخ اربل رقم (117) سير أعلام النبلاء رقم (166).

ص: 445

على محمد وآله.

نقلها كما شاهَدَهَا مُحمدُ بن زيدٍ، نَقلها كما شاهدها أحمدُ البكريُّ، وشاهدتُ على أولِّ الثانيةِ قبلَ ذلك.

(1)

[طبقة سماع عبد الله بن عبد الغني المقدسي على السلمي]

- طبقةٌ ثانيةٌ على أبي القاسم السُّلميِّ أيضا، ً في سنةِ عشرٍ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على أواخرِ المجلَّدَةِ الأُولى أيضاً، وعلى آخرِ المجلدة الثانية بخطِّ ابن زيدٍ ما مثالُهُ:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به وسمعتُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ على الشيخِ الجَّليلِ الأمينِ؛ أبي القاسمِ أحمدِ بن عبدِ الله بن عبد الصَّمَدِ السُّلميِّ، بِسماعِهِ من أبي الوقتِ بقراءةِ عبدِ الله بن عبدِ الغني بن عبدِ الواحدِ

(2)

، محمدُ بن عمادِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الواحدِ

(3)

، وعبدُ الرحمنِ بن الشيخِ أبي عمرَ محمدِ بن أحمد

(4)

، وعبدُ الرحمنِ بن أحمدَ بن عبدِ الملكِ

(5)

، وأبو بكرِ بن عمرَ بن أبي بكرٍ

(6)

، وإبراهيمُ بن حَمدِ بن كاملٍ

(7)

، وأحمدُ وإبراهيمُ ابنا عليِّ بن أحمدَ الواسِطيُّ

(8)

، ومحمدُ وعليٌّ ابنا الشيخِ بدرِ بن يَعيشَ بن محمدٍ الجَزَرِيُّ

(9)

، وذلكَ في يومِ السبتِ، سابعِ ذي الحِجَّةِ، من سنةِ عشرٍ وستمائةٍ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على المجلداتِ الستِّ، من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ، وفيها جماعةٌ أُخَرُ دَرَجُوا، وجماعةُ أُخَرُ لم أنقلْهُم، فإنِّي ما نقلتُ إلا من كَمُلَ لهُ سماعُ جميعِ كتابِ البُخاريِّ، على الشيخِ المُسْمِعِ ومَنْ سَمِعَ بفواتِ شيءٍ من الكتابِ لم أنقلْه، وكذلكَ من دُرِجَ، نقلَهَا مُلخَّصاً محمدُ بن عبدِ المجيد بن زيدٍ.

ومن خطِّهِ نقلَ كما شاهدَ أحمدُ البَكريُّ، عفا الله عنهُ ولَطَفَ بِهِ.

(1)

صورة السماع في الفرع النويري: -طبقةُ السماعِ على أبي القاسمِ السُّلَمِيِّ، في سنةِ أربعٍ وستمائةٍ، سمعَهُ الحافظُ زكيُّ الدِّينِ بن عبدِ العظيمِ المُنْذِرِيُّ وغيرُهُ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ: ومثلهُ على الثَّاني:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ من الأصلِ الذي نقلتُ منهُ ما مثالُهُ:

سمعَ جميعَ هذه المجلَّدة على الشيخِ الأجلِّ؛ شمسِ الدِّينِ أبي القاسمِ أحمدَ بنِ عبدِ الله بن عبدِ الصَّمدِ السُّلَمِيِّ، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ بقراءةِ أبي الحجَّاجِ يُوسفَ بنِ عليِّ بن زيدٍ الزهريِّ، جلالُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن عثمانَ بن عِيسى بن دِرْبَاسٍ المَارَانِيُّ، ونجمُ الدِّينِ أبو عبدِ الله مُحمدُ بن الشيخِ أبي الحَسَنِ عليُّ بن محمدِ بن جميل المعَافِرِيُّ، وإخوتُهُ إبراهيمُ وإسماعيلُ وعثمانُ، وفخرُ الدِّينِ أبو الحسنِ عَليُّ بن محمدِ بن حمادِ بن ميسرَةَ الأزديُّ، وأبو عبدِ اللهِ محمدُ وأبو طالبٍ الحسينُ بن عبدِ الرحمنِ بن محمدِ بن إسماعيلَ بن الحَليمِ، وعبدُ العزيزِ أخو الشيخِ المُسْمِعِ، وعبدُ الواحدِ بن سلامةَ بن سالمٍ الحَرَّانِيُّ، وأبو الحسنِ عليُّ بن يحيى بن أبي سعيدٍ الأَسْيُوْطِيُّ، وعبدُ العظيمِ بن عبدِ القويِّ بن عبد الله المُنْذِرِيُّ والخطُّ له، وكَمُلَ سماعُ جميعِ كتابِ البخاري للجماعةِ المذكورينَ سِوى أخي الشيخِ المُسمعِ، وعبدُ الواحدِ الحَرَّانِيِّ، وصحَّ وثبتَ في مجالسٍ، آخرُهَا الثالث والعشرينَ من صفر، سنةَ أربعٍ وستمائةٍ بمسجدِ الجُوْزَةِ، ظاهرِ دمشقَ، والحمدُ لله وحدهُ، وصلَّى اللهُ على محمد وآله.

نقلَهَا كما شاهدَهَا محمدُ بن زيدٍ.

نقله كما شاهده أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البكريُّ التَّيْمِيُّ.

-طبقةُ السَّماعِ عليهِ أيضاً، في سنةِ عشرةٍ وستمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ ومثلُهُ على الثَّانِي:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به وسمعتُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ على الشيخِ الجَّليلِ الأمينِ؛ أبي القاسمِ أحمدِ بن عبدِ الله بن عبد الصَّمَدِ السُّلميِّ، بِسماعِهِ من أبي الوقتِ بقراءةِ عبدِ الله بن عبدِ الغني بن عبدِ الواحدِ، محمدُ بن عمادِ الدِّينِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الواحدِ، وعبدُ الرحمنِ بن الشيخِ أبي عمرَ محمدِ بن أحمد، وعبدُ الرحمنِ بن أحمدَ بن عبدِ الملكِ، وأبو بكرِ بن عمرَ بن أبي بكرٍ، وإبراهيمُ بن حَمدِ بن كاملٍ، وأحمدُ وإبراهيمُ ابنا عليِّ بن أحمدَ الواسِطيُّ، ومحمدُ وعليٌّ ابنا الشيخِ بدرِ بن يَعيشَ بن محمدٍ الجَزَرِيُّ، وذلكَ يومِ السبتِ، سابعِ ذي الحِجَّةِ، من سنةِ عشرٍ وستمائةٍ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على المجلداتِ الستِّ، من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ، وفيها جماعةٌ أُخَرُ دَرَجُوا، وجماعةُ أُخَرُ لم أنقلْهُم، فإننَّي ما نقلتُ إلا من كَمُلَ لهُ سماعُ جميعِ كتابِ البُخاريِّ، على الشيخِ المُسْمِعِ ومَنْ سَمِعَ بفواتِ شيءٍ من الكتابِ لم أنقلْه، وكذلكَ من دُرِجَ. نقلَهَا مُلخَّصاً محمدُ بن عبدِ المجيد بن زيدٍ.

نقلَهَا كما شاهدَهَا من خطِّ ابنٍ زيدٍ أحمدِ بن عبدِ الوهابِ البَكْرِيِّ.

(2)

هو: عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، ثم الدمشقي، الحافظ ابن الحافظ، أبو موسى بن أبي محمد. ويلقب جمال الدين. ولد فِي شوال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وسمع بدمشق من جَمَاعَة، منهم: عبد الرحمن بن علي بن الخرقي، وإسماعيل الجنزوري، والخشوعي. ومسعود الحمال، وخليل الداراني؛ وأبي المكارم اللبان، وخلق كثير، وبمصر من أَبِي عبد الله الأرتاحي، وفاطمة بنت سعد الخير. ثُمَّ ارتحل ثانياً إِلَى العراق. فسمع من ابن الجوزي، وأبي الفتح المنادي، وطبقتهما ببغداد وواسط، ومن منصور الفراوي، والمؤيد الطوسي، وغيرهما بنيسابور. وسمع بالموصل، وإربل، وبالحرمين. وكتب بخطه الكثير. وجمع. وصنف وأفاد. وقرأ القرآن عَلَى عمه الشيخ العماد، والفقه عَلَى الشيخ موفق الدين، والعربية على أَبِي البقاء العكبري. قَالَ الحافظ الضياء: اشتغل بالفقه والحَدِيث، وصار علماً فِي وقته. ورحل ثانياً، ومشى رجليه كثيراً، وصار قدوةً، وانتفع الناس بمجالسته الَّتِي لم يسبق إِلَى مثلها، مات في خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة. ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد رقم (1123) ذيل طبقات الحنابلة [3/ 395].

(3)

هو: محمد بن ابراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي، قاضي القضاة بالديار المصرية شمس الدين أبو عبد الله ابن العماد الحنبلي. ولد سنة ثلاث وستمائة بدمشق. وحضر بها على ابن طبرزد. وسمع من الكندي، وابن الحرستاني، وابن ملاعب، والشيخ موفق الدين. وتفقه عليه، ثم رحل إلى بغداد، وأقام بها مدة. وسمع بها من أبي الفتح بن عبد السلام، والداهري، والسهروردي، وجماعة ثم انتقل إلى مصر، وسكنها إلى أن مات بها. وصار شيخ المذهب علماً وصلاحاً، وديانة ورياسة. وولي بها مشيخة خانقاه سعيد السعدا، وتدريس المدرسة الصالحية. وولي قضاء القضاة مدة. ثم عزل منه. واعتقل مدة. ثم أطلق، فأقام بمنزله يدرس بالصالحية ويفتي، ويقرئ العلم إلى أن توفي سنة ست وسبعين وستمائة. قال عبيد الأسعردي الحافظ: كان مشهوراً بمكارم الأخلاق، وحسن الطريقة، والمناقب المرضية تفقه بدمشق، وبغداد. وأفتى ودرس، وولي قضاء القضاة بالديار المصري. وكان شيخ الشيوخ بها. ذيل طبقات الحنابلة [4/ 142] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (98).

(4)

هو: ابن قدامة الجماعيلي. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة شيخ الإسلام وبقية الأعلام شمس الدين، أبو محمد وأبو الفرج ابن القدوة الشيخ أبي عمر المقدسي الجماعيلي الصالحي الحنبلي الخطيب الحاكم، ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالدير المبارك بسفح قاسيون وتوفي سنة اثنتين وثمانين وست مائة. وسمع حضوراً من ست الكتبة بنت الطراح، ومن أبيه وعمه الموفق وعليه تفقه وعرض عليه المقنع وشرحه عليه، وسمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وابن الحرستاني وابن كامل والقاضي أسعد بن المنجا وابن البناء وابن ملاعب وأبي الفتوح البكري والجلاجلي والشمس البخاري وجماعة كثيرة، وطلب بنفسه وكتب وقرأ على الشيوخ قرأ على ابن الزبيدي وجعفر الهمذاني والضياء المقدسي، وسمع بمكة من أبي المجد القزويني وابن باسويه وبالمدينة من أبي طالب عبد المحسن بن العميد الحفيفي وأجاز له أبو الفرج بن الجوزي وأبو جعفر الصيدلاني، وأبو سعد بن الصفار وعفيفة الفارقانية وخلق كثير، وروى عنه الأئمة أبو بكر النواوي وأبو الفضل بن قدامة الحاكم وابن تيمية وأبو محمد الحارثي وابن العطار وأبو الحجاج الكلبي وأبو إسحاق الفزاري وأبو الفداء إسماعيل الحراني والبرزالي وخلق كثير، وإليه انتهت رئاسة المذهب في عصره. المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور رقم (67) الوافي بالوفيات [18/ 143].

(5)

هو: عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان الشيخ شمس الدين أبو الفرج المقدسي الحنبلي، ولد في ذي القعدة سنة ست وستمائة وتوفي سنة تسع وثمانين وستمائة. سمع حضوراً من عبد الجليل بن مندويه ومن الكندي وابن الحرستاني وداود بن ملاعب وأبي عبد الله ابن البناء وأبي الفتوح ابن الحرستاني وأبي الفتوح ابن الجلاجلي وموسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وابن راجح وابن البن وابن أبي لقمة وطائفة، ورحل هو والسيف بن المجد والتقي بن الواسطي وسمعوا ببغداد من الفتح بن عبد السلام وأبي الحسن ابن بو زيدان وغيرهما وأجاز له جماعة، وكان فقيهاً صالحاً ثقة نبيلاً عابداً مهيباً متيقظاً واسع الرواية على الإسناد، تفرد ببعض مروياته وسمع منه خلق منهم ابن الخباز وأبو الحسن الموصلي وابن العطار وشمس الدين بن مسلم وابن تيمية والمزي والبرزالي وابن المهندس وأجاز الشيخ شمس الدين مروياته. الوافي بالوفيات [18/ 64].

(6)

ربما هو: أبو بكر بن عمر بن أبي بكر الشقراوي، نسبة إلى وادي الشقراء، سمع من ابن عبد الدايم وغيره، وأجاز بخطه في سنة تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق. الوافي بالوفيات [10/ 151] أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 727].

(7)

هو: إبراهيم بن حمد بن كامل، أبو إسحاق المقدسي، الحنبلي، من أهل جبل قاسيون. ولد سنة أربع وستمائة، والمتوفى سنة ست وسبعين وستمائة. وسمع من: ابن الحرستاني وداود بن ملاعب وموسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وابن راجح والقزويني وابن البن، وأجاز له عبد الوهاب بن سكينة وعمر بن طبرزد وابن الأخضر، وكان ديناً، خيراً، حافظاً لكتاب الله، محباً للرواية، أخذ عنه الشيخ علي الموصلي والوجيه السبتي وابن الخباز والطلبة، قال الذهبي: وأجاز لي مروياته. ومات في جمادى الآخرة. لقبه الشرف. تاريخ الإسلام رقم (277).

(8)

والثاني هو: إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل، الإمام، القدوة، الزاهد، تقي الدين، مسند الشام، أبو إسحاق ابن الواسطي، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة اثنتين وستمائة، وسمع من أبي القاسم ابن الحرستاني، وأبي عبد الله ابن البناء وأبي البركات بن ملاعب، وأبي الفتوح ابن الجلاجلي وموسى بن عبد القادر وابن راجح والشيخ الموفق وابن أبي لقمة وابن البن، وطائفة سواهم بدمشق، وأبي محمد ابن الأستاذ بحلب والفتح ابن عبد السلام وعلي بن بورنداز وأبي منصور محمد بن عفيجة وأبي هريرة ابن الوسطاني وأبي المحاسن ابن البيع، وأبي علي ابن الجواليقي والمهذب ابن قنيدة ومحاسن الخزائني، وأبي منصور أحمد ابن البراج وأبي حفص السهروردي وعمر بن كرم، ومحمد بن أبي الفتح ابن عصية وياسمين بنت البيطار وشرف النساء بنت الآبنوسي وطائفة، وأجاز له زاهر الثقفي وأبو الفخر أسعد بن روح وجماعة من إصبهان، وأبو أحمد ابن سكينة وابن طبرزد وابن الأخضر، وطائفة من بغداد، وعبد الرحمن بن المعزم من همذان. وانتهت الرحلة في علو الإسناد إليه، وحدث بالكثير، وكان فقيهاً، عارفاً بالمذهب، درس بمدرسة الصاحبة بالجبل وولي مشيخة الحديث بالظاهرية. سمع منه: البرزالي وابن سيد الناس وقطب الدين الحلبي والمزي وابنه والشهاب ابن النابلسي وابن المهندس، وشيخنا ابن تيمية وإخوته والفخر عبد الرحمن بن محمد البعلبكي، وأخوه عبد الله وبدر الدين بن غانم، وخلق كثير ولي منه إجازة. توفي سنة اثنتين وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (99) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (848).

(9)

الأول من أولاده ربما يكون: محمد بن يحيى بن بدر بن يعيش أبو عبد الله الجزري ثم الصالحي النساج ولد في حدود خمس وخمسين وست مائة. وسمع ابن عبد الدائم، وعبد الوهاب بن محمد، وهو أخو رفيقنا الإمام المقرئ المجود شهاب الدين أحمد بن بدر، مات في صفر سنة ثمان وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 300].

ص: 446

[طبقة سماع والد اليونيني على ابن ملاعب]

- طبقة السماع على ربيب الدين البغدادي في سنة ثلاث عشرة وستمائةٍ

(1)

وشاهدتُ أيضاً على أواخرِ المجلدةِ الأولى، ومثلَ ذلك على أواخر المجلدةِ الثانية بخطِّ ابن زيدٍ ما مثالُهُ:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ بهِ:

سمعَ جميعَ هذا المجلد على الشيخِ الأجلِّ الأمينِ، رَبِيْبِ الدِّيْنِ، أبي البَركاتِ داودِ بن أحمدِ بن محمدِ بن مُلَاعِبٍ البَغْدَادِيِّ -أثابهُ اللهُ الجنَّةَ- بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ، بقراءةِ الفقيهِ الإمامِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أبي الحُسينِ بن عبدِ الله اليُوْنِيْنِيِّ أكرمه الله

(2)

، أخوه أحمدُ بن أبي الحُسينِ، وشرفُ الدِّين أبو الفضلِ عبدُ المنعم بن نصرِ الله بن أحمدَ بن جعفرِ بن حَوَارِيِّ، التَّنُوْخِيُّ الحَنَفِيُّ، وابناهُ نصرُ الله ومحمدُ

(3)

، وجماعةٌ أُخَرُ، ومُثْبِتُ الأسماءِ محمدُ بنُ عبد الرَّشيدِ بن أبي الفَرج الهَمَذَانِيُّ

(4)

، وصحَّ ذلك وثبتَ في مجالسٍ آخرُهَا يومُ الأربعاءِ لثلاثِ ليالٍ بقينَ من صفر، سنة ثلاثَ عشرةَ وستمائةٍ، والحمدُ لله رب العالمين، وصلَّى اللهُ على محمد وآله وصحبه أجمعين.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةِ على المجلداتِ الستِّ من الأصل المشارِ إليه، وفيها جماعةٌ أُخَرُ لم أَنْقُلهم، فإنَّني ما نقلتُ إلا من كَمُلَ له سماعُ جميعِ كتابِ البُخاريِّ على الشيخِ المُسْمِعِ، وهو مذكورٌ في كلِّ طبقةٍ من الطِّبَاقِ التي على المجلداتِ المذكورةِ من الأصلِ المُسَمَّى.

نَقلها ملخَّصَاً محمدُ بن زيدٍ.

نقلها كما شاهدها أحمدُ بن عبدِ الوهاب البكريُّ، عفا الله عنه ولَطَفَ بهِ.

(5)

[طبقة سماع الملك الأشرف على ابن الزبيدي]

- طبقةُ سماعِ الملكِ الأشرفِ وغيرهِ على ابن الزُّبَيْدِيِّ في شهر رمضان، سنة ثلاثين وستمائةٍ:

وشاهدتُ بخطِّهِ أيضاً على أولِ المجلدةِ الأولى وأولُّ المجلدة الثانية أيضاً بخطِّهِ ما مثالُهُ:

(1)

هنا وقع تلف في الأصل الخطي، استدرك من النسخة الثانية الفرع للنويري.

(2)

هو: اليونيني، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي البعلبكي الحنبلي: مولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بيونين، ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي صاحب الشيخ عبد القادر، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، وتفقه بالشيخ الموفق وبرع في الخط المنسوب، وسمع من أبي طاهر الخشوعي وأبي التمام القلانسي وحنبل الرصافي والحافظ عبد الغني وأبي اليمن الكندي وغيرهم. روى عنه ابناه الحافظ أبو الحسين والمؤرخ قطب الدين، وأبو عبد الله بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز الأدمي وإبراهيم بن حاتم الزاهد ومحمد بن المحب وعلي بن الشاطبي، وأبو عبد الله بن الزراد وعبد الرحيم بن الحبال وأبو إسحاق بن القرشية وخلق سواهم، من جملة محفوظه "الجمع بين الصحيحين للحميدي" وحفظ صحيح مسلم جميعه، وكرر عليه في أربعة أشهر وكان يكرر أكثرَ مسند أحمد من حفظه، وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثاً، وكان الأشرف يحترمه ويعظمه وكذلك أخوه الصالح. وكان أهل بعلبك يسمعون بقراءته على المشايخ الواردين عليهم كالقزويني والبهاء المقدسي وابن رواحة الحموي، توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة. تذكرة الحفاظ رقم (1145).

(3)

وهما: نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن أحمد بن جعفر بن حواري بن الشيخ شرف الدين، أبو الفتح التنوخي، الدمشقي، الحنفي، الأديب. ويعرف بابن شقير أيضاً. ولد سنة أربع وستمائة وسمع "الأربعين" من أبي الفتوح البكري، وسمع من داود بن ملاعب وغيرهما، روى عنه الدمياطي وابن الخباز وعلم الدين الدواداري وقاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى وآخرون من كهول شيوخنا، وكان من سمع منه وهبه نسخة. سمع على داود بن أحمد بن ملاعب الوكيل البغدادي وعلى علي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي صحيح البخاري. وحدث به مع سبعة وعشرين شيخاً بقراءة خطيب دمشق شرف الدين أحمد بن إبراهيم الفزاري. وكان أديباً فاضلاً، حسن المحاضرة، حفظة للأخبار والنوادر، حسن البزة، كريماً، متجملاً. عمَّر في آخر عمره مسجداً عند طواحين الأشنان على النهر وتأنق في عمارته. وكان يدعو إليه الأصحاب ويبالغ في الاحتفال. توفي رحمه الله في ربيع الآخر ودفن بمغارة الجوع، سنة ثلاث وسبعين وستمائة. وهو أخو محمد. تاريخ الإسلام رقم (149) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1661). وأخوه: محمد بن عبد المنعم بن نصر الله بن جعفر بن أحمد بن حواري أبو المكارم، تاج الدين التنوخي المعري الأصل الحنفي المذهب الدمشقي المولد والدار والوفاة، المعروف بابن شقير، مولده في سنة ست وستمائة سمع وحدث بدمشق والقاهرة وكان أديباً فاضلاً وعنده رئاسة ومكارم أخلاق ودماثة وحسن محاضرة وهو من شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد وله فيه مدائح جمة وكان الملك الناصر يحبه ويقدمه على غيره من الشعراء الذين في خدمته، وتوفي تاج الدين المذكور يوم الثلاثاء تاسع عشر صفر في منزله بسفح قاسيون، ودفن في دهليز مغارة الجوع بقاسيون. ذيل مرآة الزمان [2/ 464] تاريخ الإسلام رقم (326).

(4)

هو: محمد بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان، أبو أحمد الهمذاني المقرئ التاجر، سبط أبي العلاء العطار، وأمه هي عاتكة. روى عن أبي الخير الباغبان، وعن جده. وتوفي في التجارة بأقسرا من بلاد الروم في صفر، كما توفي أخوه في صفر بتستر. ويقال: إن أبا العلاء أحضر أبا الخير من أصبهان بالقصد الأول لأجل محمد، هذا، وقيل: بل توفي بقونية. وكان إماماً في القراءات والحديث. المتوفي سنة إحدى وعشرين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (50) تاريخ بغداد وذيوله رقم (148).

(5)

صورة السماع في الفرع النويري:

-طبقةُ السَّمَاعِ على ربيبِ الدِّيْنِ البَغْدَادِيِّ، في سنةَ ثلاثَ عشرةَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الأولِ أيضاً ما مثالُهُ، حرفاً بحرفٍ:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منهُ وقابلتُ بهِ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ على الشيخِ الأجلِّ الأمينِ، رَبِيْبِ الدِّيْنِ، أبي البَركاتِ داودَ بن أحمدَ بن محمدِ بن مُلَاعِبٍ البَغْدَادِيِّ -أثابهُ اللهُ الجنَّةَ- بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ، بقراءةِ الفقيهِ الإمامِ العالمِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أبي الحُسينِ بن عبدِ الله اليُوْنِيْنِيِّ -أكرمه الله- أخوه أحمدُ بن أبي الحُسينِ، وشرفُ الدِّين أبو الفضلِ عبدُ المنعم بن نصرِ الله بن أحمدَ بن جعفرِ بن حَوَارِيِّ، التَّنُوْخِيُّ الحَنَفِيُّ، وابناهُ نصرُ الله ومحمدُ، وجماعةٌ، ومُثْبِتُ الأسماءِ محمدُ بنُ عبدِ الرَّشيدِ بن أبي الفَرج الهَمَذَانِيُّ، وصحَّ ذلك وثبتَ في مجالسٍ آخرُهَا يومُ الأربعاءِ لثلاثِ ليالٍ بقينَ من صفر، سنة ثلاثَ عشرةَ وستمائةٍ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على محمدٍ وآله وصحبهِ أجمعين.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةِ على المجلداتِ الستِّ من الأصل المشارِ إليه، وفيها جماعةٌ أُخَرُ لم أَنْقُلهم، فإنَّني ما نقلتُ إلا من كَمُلَ له سماعُ جميعِ كتابِ البُخاريِّ على الشيخِ المُسْمِعِ، وهو مذكورٌ في كلِّ طبقةٍ من الطِّبَاقِ التي على المجلداتِ المذكورةِ من الأصلِ المُسَمَّى.

نَقلها ملخصاً محمدُ بن زيدٍ.

نقلهُ من خطِّهِ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البكريُّ التَّيْمِيُّ.

ص: 447

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به وسمعتُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ، وهو السادسُ من الجامع الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله البخاريِّ رحمه الله، على الشيخِ الإمامِ العالمِ الزَّاهدِ، فقيهِ المشايخِ، سراجِ الدينِ أبي عبدِ الله الحُسينِ بن أبي بكرٍ المباركِ بن محمدِ بن يحيى بن الزُّبَيْدِيِّ -أثابهُ الله الجنةَ- بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ عبدِ الأوَّلِ بن عِيسى بن شُعيبٍ السِّجْزِيُّ، عن أبي الحسنِ الدَّاوُدِيِّ، عن السَّرْخَسِيِّ

(1)

، عن الفِرَبْرِيِّ، عن البُخاري، مولانا السلطانُ الملكُ الأشرفُ، العالمُ، العادلُ، المجاهدُ، المرابطُ، المؤيدُ، المظفَّرُ، المنصورُ شاه أرمن مظفَّرِ الدُّنْيَا والدِّيْنِ: أبو الفتحِ مُوسى بن الملكِ العادلِ سيفُ الدِّينِ أبي بكر بن أيوبَ، ناصرُ أميرُ المؤمنينَ

(2)

، والشيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ تقيُّ الدين أبو عبدِ الله محمدُ بن أبي الحُسين بن عبد الله اليُونينيُّ، وولداهُ مُحيي الدِّينِ أبو محمد عبدُ القادِرِ وأبو الحُسينِ، وعليُّ وأبو بكرٍ ابنا الشيخِ طَيُّ بن شَاور بن يعقوب الأَرْبَقِيُّ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البَعْلَبَكِيُّ

(3)

، ومُثْبِتُ الأسماءِ محمدُ بن داودَ بن إِليَاسَ البُعْلَبَكِيُّ

(4)

، وذلكَ في مجلسينِ آخرُهُمَا يومُ الجمعة، ثامنُ وعشرينَ رمضانَ المعظمِ، سنةَ ثلاثين وستمائةٍ للهجرةِ النَّبويةِ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على المجلداتِ الستِّ من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ، وفيها جماعةٌ أُخَرُ لم أنقلْهم، فإنَّنِي ما نقلتُ إلا من كَمُلَ لهُ سماعُ جميعِ الكتاب على الشيخِ المُسْمِعِ، ومن سَمِعَ بفواتِ شيءٍ من الكتابِ لم أنقلْهُ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ لم نذكرْهُ إلا في هذه الطبقةِ السادسةِ، وقد كَمُلَ له سماعُ جميعِ الكتابِ على الشيخِ المُسَمَّى

(1)

هو: عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين، أبو محمد الحموي السرخسي. سمع سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفربري صحيح البخاري بفربر، وسمع من عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي كتاب الدارمي، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشاشي مسند عبد وتفسيره. روى عنه: أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويان، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي. وقال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان. قال الذهبي: وله جزء مفيد عدَّ فيه أبواب الصحيح، وعد ما في كل كتاب من الأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح. وأعلى شيء يُروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة حديث الحموي هذا، وقعت لنا الكتب المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (383) تاريخ الإسلام رقم (19).

(2)

هو: موسى، السلطان الملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح شاه أرمن ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب. ولد بالقصر بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة، وسمع من عمر بن طبرزد. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله ابن الزبيدي. روى عنه الشهاب القوصي، وغيره. وحدثنا عنه أبو الحسين اليونيني بأربعين حديثاً خرجت له. أعطاه أبوه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها. وكان له عكوف على الملاهي والمسكر - عفا الله عنه - ويبالغ في الخضوع للفقراء ويزورهم ويعطيهم، ويجيز على الشعر، ويبعث في رمضان بالحلاوات إلى أماكن الفقراء، ويشارك في صنائع، وله فهم وذكاء وسياسة. ولُقِّبَ شاه أرمن لتملكه مدينة خلاط، وهي قصبة أرمينية. وتملك دمشق سنة ست وعشرين، وكان فيه دين، وخشية، وعفة في الجملة، وسخاء مفرط، قال: وقد تاب الأشرف في مرضه، وأظهر الابتهال والاستغفار والذكر إلى أن توفي تائباً، وختم له بخير. قال الذهبي: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمر زائد، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرة، فقام ونقض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها - أنا أشك - حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. تاريخ الإسلام رقم (377).

(3)

هو: إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين. كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً، ولد سنة أربع وستمائة، وسمع من موفق الدين ابن قدامة، وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن وغيرهم، وسمع البخاري على الزبيدي، وسمع كثيراً على المشايخ، روى عنه أبو الحسين اليونيني، وابن أبي الفتح، وأبو الحجاج المزي، وأبو الحسن ابن العطار، وغير واحد، وأجاز لي مروياته. وحصل طرفاً جيداً من العربية، ويكتب خطاً منسوباً، وكان كثير العبادة والاجتهاد والاخلاص في أفعاله، يحرص على كتمان ما يفعله من ذلك وإخفائه عن الناس، حسن العشرة، كثير المروءة، كريم الأخلاق، تمرض أياماً، فلما دنت وفاته، لم يزل يتلو القرآن الكريم بحضور إلى حيث فارق بمنزله ببعلبك، وهو في عشر الثمانين رحمه الله، ودفن بمقبرة جده لأمه شمس الدين محمود بن قرقين ظاهر باب سطحاء من بعلبك المحروسة، سنة إحدى وثمانين وستمائة. ذيل مرآة الزمان [4/ 167] معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 172].

(4)

هو: ابن الياس البعلبكي: محمد بن داود بن إلياس أبو عبد الله البعلبكي، المدعو شمس الدين، سمع الكثير من الشيخ الموفق وأبي المجد القزويني، والبهاء عبد الرحمن، والنفيس ابن البن، وأبي القاسم بن صصرى، وابن صباح، والشيخ تاج الدين الكندي وابن الزبيدي وحنبل وغيرهم، وسمع عليهم ما لا يحصى وكان فيه ديانة وتحرٍّ في الشهادات، والأقوال كثير الأمانة والعدالة والعبادة، خدم اليونيني والد الشيخ قطب الدين فوق أربعين سنة وحفظ المقنع وعرف الفرائض ورحل للحديث طالباً، وحدث بكثير من مسموعاته، وكان مليح الخط، كتب الأجزاء والطباق، ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة تسع وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (473) الوافي بالوفيات [3/ 52].

ص: 448

بحُكْمِ ما في الطبقةِ التي نقلتُها من خطِّ أحمدِ بن عِيسى

(1)

من الشيخِ مُوَفَّقِ الدِّينِ، وما عداهُ فإنهم مذكورونَ في جميعِ المجلداتِ، ورأيتُ تحتَ كل طبقةٍ على مُجَلَّدَةٍ من المُجلداتِ المذكورةِ بخطِّ الشيخِ المُسْمِعِ ما مثالُهُ: صَحَّحَ ذلكَ وكتبَهُ الحسينُ بن المُباركِ بن مُحمد الزُّبيديِّ، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ.

كتبه محمدُ بن زيدٍ، وكتبَ على المجلَّدَةِ الثانيةِ أحضرها محمدُ بن زيدٍ:

نقلَ ذلكَ كما شاهدَهُ أحمدُ البَكريُّ عَفا الله عنه ولَطَفَ بِهِ.

(2)

[طبقة سماع ابن الصلاح وابن الزبيدي]

- طبقةُ السَّمَاعِ على ابنِ الصَّلاح وابن الزُّبيديِّ، في شوال سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على أوائلِ المجلَّدَةِ الأُولى، وعلى أوائلِ المجلدةِ الثانية أيضاً بخطِّ ابن عَرَبْشَاهَ ما مثالُهُ:

شاهدتُ في نسخةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ رحمه الله ما مُختصره:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ وتَأَمَّلَهُ: وهو جميعُ كتابِ الصحيحِ لأبي عبدِ اللهِ البُخاريِّ على الشيخينِ الإمامِ الحافظِ تقيِّ الدين أبي عَمْرٍو عثمانِ بن عبدِ الرحمنِ بن عثمانَ، المعروفِ بابنِ الصَّلاحِ رضي الله عنه

(3)

، قال: أخبرنا منصورُ بن عبدِ المنعمِ الفَرَاوِيُّ بِسندِهِ

(4)

، والشيخُ الإمامُ سراجُ الدِّيْنِ أبي عبدِ الله الحسينُ بن المباركِ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيِّ، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوَقْتِ عبدِ الأولِ بن عيسى السِّجْزِيِّ، قراءةً عليه ببغدادَ، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، قال: أخبرنا الدَّاوُدِيُّ أخبرنا الحَمَوِيُّ أخبرنا الفِرَبْرِيُّ عنهُ، وذلكَ بقراءةِ شَتَّى منهم: الشيخُ مجدُ الدِّينِ محمدُ بن أحمدَ بن محمدِ بن عمرَ الصفَّارُ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ

(5)

، السادةُ الأئمةُ: عبدُ القادرِ بن القاضي عزيزِ الدينِ أبي عبدِ الله محمدِ بن أبي الكَرَمِ بن عبد الرَّحمن السِّنْجَارِيِّ

(6)

، ومجدِ الدين يوسفَ بن محمدِ بن عبد الله الشافعي المعروفِ بابنِ

(1)

هو: أحمد بن عيسى ابن العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة. الإمام الحافظ الزاهد القدوة، سيف الدين ابن المجد الحنبلي. ولد سنة خمس وستمائة. وسمع: أبا اليمن الكندي، وأبا القاسم ابن الحرستاني، وداود بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله السلمي العطار، وموسى بن عبد القادر، وابن أبي لقمة، وجده. وتخرج بخاله الشيخ الضياء. ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وعشرين، فسمع: الفتح ابن عبد السلام، وعلي بن بوزندار، وهذه الطبقة. ثم رحل سنة ست وعشرين. وكتب بخطه المليح ما لا يوصف. وصنف وخرج، وسود مسودات لم يتمكن من تبييضها، وكان ثقة حجة، بصيراً بالحديث ورجاله، عاملاً بالأثر، صاحب عبادة وتهجد وإنابة. وكان إماماً فاضلاً ذكياً. عاش ثمانياً وثلاثين سنة. وتوفي - بعد أن لقن خلقاً كثيراً وتدين لذلك وسعى بكل ممكن - في أول شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (148) ذيل طبقات الحنابلة [3/ 524].

(2)

صورة السماع في الفرع النويري:

-طبقةُ السماعِ على الشيخِ سِرَاجِ الدِّينِ بن الزُّبَيْدِيِّ، في سنةِ ثلاثينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ: ومثلهُ على السِّفْرِ الثاني:

شاهدتُ على آخرِ كتابِ الجامعِ الصحيحِ من الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به وسمعتُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ، وهو السادسُ من الجامع الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله البخاريِّ رحمه الله، على الشيخِ الإمامِ العالمِ الزَّاهدِ، فقيهِ المشايخِ، سراجِ الدينِ أبي عبدِ الله الحُسينِ بن أبي بكرٍ المباركِ بن محمدِ بن يحيى بن الزُّبَيْدِيِّ -أثابهُ الله الجنةَ- بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ عبدِ الأوَّلِ بن عِيسى بن شُعيبٍ السِّجْزِيُّ، عن أبي الحسنِ الدَّاوُدِيِّ، عن السَّرْخَسِيِّ، عن الفِرَبْرِيِّ، عن البُخاري، مولانا السلطانُ الملكُ الأشرفُ، العالمُ، العادلُ، المجاهدُ، المرابطُ، المؤيدُ، المظفَّرُ، المنصورُ شاه أرمن مظفَّرِ الدُّنْيَا والدِّيْنِ: أبو الفتحِ مُوسى بن الملكِ العادلِ، سيفُ الدِّينِ أبي بكر بن أيوبَ، ناصرُ أميرُ المؤمنينَ، والشيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ تقيُّ الدين أبو عبدِ الله محمدُ بن أبي الحُسين بن عبد الله اليُونينيُّ، وولداهُ مُحيي الدِّينِ أبو محمد عبدُ القادِرِ وأبو الحُسينِ، وعليُّ وأبو بكرٍ ابنا الشيخِ طَيُّ بن شَاور بن يعقوب الأَرْبَقِيُّ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البَعْلَبَكِيُّ، ومُثْبِتُ الأسماءِ محمدُ بن داودَ بن إِليَاسَ البُعْلَبَكِيُّ، وذلكَ في مجلسينِ آخرُهُمَا يومُ الجمعة، ثامنُ وعشرينَ رمضان، سنةَ ثلاثين وستمائةٍ.

وقد شاهدتُ هذه الطبقةَ على المجلداتِ الستِّ من الكتابِ الجامعِ الصحيحِ، وفيها جماعةٌ أُخَرُ لم أنقلْهم، فإنَّنِي ما نقلتُ إلا من كَمُلَ لهُ سماعُ جميعِ كتابِ البخاريِّ، على الشيخِ المُسْمِعِ، ومن سَمِعَ بفواتِ شيءٍ من الكتابِ لم أنقلْهُ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ لم نذكرْهُ إلا في هذه الطبقةِ السادسةِ، وقد كَمُلَ له سماعُ جميعِ الكتابِ على الشيخِ المُسَمَّى بحُكْمِ ما في الطبقةِ التي نقلتُها من خطِّ أحمدِ بن عِيسى من الشيخِ مُوَفَّقِ الدِّينِ، وما عداهُ فإنهم مذكورونَ في جميعِ المجلداتِ، ورأيتُ تحتَ كل طبقةٍ على مُجَلَّدَةٍ من المُجلداتِ المذكورةِ بخطِّ الشيخِ المُسْمِعِ ما مثالُهُ: صَحَّحَ ذلكَ وكتبَهُ الحسينُ بن المُباركِ بن مُحمد الزُّبيديِّ، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ.

كتبه محمدُ بن زيدٍ، وعلى السِّفْرِ الثَّاني مثلُ ذلك إلا مكان كتبهُ محمدُ بن زيدٍ: اختصرها محمدُ بن زيدٍ.

نقلَ ذلكَ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن محمدٍ البكريِّ التَّيْمِيِّ، عفا اللهُ عنه.

(3)

وهو: عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الحافظ، تقي الدين أبو عمرو المعروف بابن الصلاح الشافعي الدمشقي صاحب كتاب علوم الحديث. سمع على المؤيد بن محمد الطوسي "صحيح البخاري" وعلى منصور ابن عبد المنعم الفراوي "صحيح البخاري" والسنن الكبرى لأبي بكر البيهقي. وسمع بهمدان من أبي الفضل بن العزم وبمرو من أبي المظفر ابن السمعاني، وبدمشق من عبد الصمد بن الحرستاني والموفق المقدسي والفخر ابن عساكر وبحلب من أبي محمد بن علوان، وبحرَّان من الحافظ عبد القادر، وسمع ايضاً من عبد المحسن بن الطوسي ومن عبيد الله بن السمين ونصر الله بن سلامة ومحمود بن علي الموصلي، وببغداد من أبي أحمد بن سكينة وعمر بن طبرزد وخلق. أقام بالقدس مدة ودرس بالصلاحية، ثم تحول منه إلى دمشق، ودرس بالرواحية ثم بدار الحديث الأشرفية، وهو أول من وليها من شيوخ الحديث، وهو الذي صنف كتاب وقفها، ثم بالشامية الجوانية، وكان بارعاً في الفقه والحديث وغير ذلك ألف كتاباً مفيداً في علوم الحديث، وله فتاوى كثيرة وفوائد جمعها في رحلته. ومات سنة ثلاث وأربعين وستمائة بدمشق في خامس عشرين ربيع الآخر ومولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة. البداية والنهاية [13/ 168] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1369).

(4)

وهو: منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد أبو الفتح الفراوي النيسابوري. حدث عن أبيه وجده وجد أبيه أبي عبد الله الفراوي وعبد الجبار بن محمد الحواري ووجيه الشحامي وأبي المعالي الفارسي ووجيه بن طاهر وجماعة غيرهم، وكان شيخاً مكثرا ثقة صدوقاً، قال الحافظ ابن نقطة: سمعت منه صحيح البخاري بسماعه من وجيه بن طاهر الشحامي وأبي الفتوح ابن شاه قالا أنبأ محمد بن أحمد الحفصي وبسماعه من أبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي بسماعه من العيار، وأخبرنا به عن جده الأعلى إجازة إن لم يكن سماعا بسماعه من الحفصي وغيره. حدث عنه: ابن نقطة، والزكي البرزالي، وأبو عمرو بن الصلاح، والشرف المرسي، والرضي إبراهيم بن البرهان، وعبد العزيز بن هلالة، وجماعة. مولد شيخنا منصور في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفي بشاذياخ بنيسابور في ثامن شعبان من سنة ثمان وستمائة رحمه الله. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد رقم (607) سير أعلام النبلاء رقم (255).

(5)

وهو: محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن منصور بن أبي سعد، مجد الدين أبو عبد الله الإسفراييني الصوفي المعروف بابن الصفار. ولد يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وخمسمائة بإسفرايين، وسمع بنيسابور من المؤيد الطوسي، والقاسم بن عبد الله الصفار، وعثمان بن أبي بكر الخبوشاني، وزينب الشعرية، وغيرهم. وكان صوفياً محدثاً عالماً، ولي القراءة بدار الحديث من أول ما فتحت، وكان مليح القراءة، متزهداً، كثير السكون، صحيح الكتابة. روى عنه: الشيخ زين الدين الفارقي، والخطيب شرف الدين الفزاري، وبهاء الدين ابن المقدسي، وركن الدين الطاووسي، ومحمد بن محمد الكنجي، وجلال الدين النابلسي الحاكم، وجماعة، وبالحضور: العماد ابن البالسي، وغيره. توفي بالسميساطية في تاسع عشر ذي القعدة. سنة ثمان وأربعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (546).

(6)

وهو: عبد القادر بن محمد بن أبي الكرم عبد الرحمن بن علوي بن علوي بن جعفر. القاضي الأجل، تاج الدين ابن القاضي عزيز الدين العقيلي، السنجاري، الحنفي. ولد بدمشق في سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وسمع صحيح البخاري من ابن الزبيدي. وحدث به عنه بقراءة الوجيه السبتي مع تسعة أشياخ سواه منهم المحدث ناصر الدين محمد بن عربشاه الهمداني، فسمع عليهم محمد بن ناصر الدين محمد بن عربشاه. وسمع من الإمامين جمال الدين الحصري، وتقي الدين ابن الصلاح. وولي قضاء الحنفية بحلب، ونظر الأوقاف العصرونية. وقدم دمشق في آخر عمره، وحدث بها بالمائة البخارية، ورجع إلى حلب فتوفي في الثامن والعشرين من شعبان، سنة ست وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (413) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1308).

ص: 449

المُهْتَارِ

(1)

، والفقيهُ صفيُّ الدِّين خليلُ بن أبي بكرِ بن محمدٍ المَرَاغِيُّ الحَنْبَلِيُّ

(2)

، والفقيهُ برهانُ الدِّينِ إبراهيمُ بن هلالِ بن نجمٍ الأَنْصَاري، ونجمُ الدِّينِ إبراهيمُ بن يوسفَ بن عمرَ ابن خَطيبِ بَيْتِ الآبَارِ، وابنِ عَمِّهِ سُليمانُ بن داودَ

(3)

، ومحمدُ بن أحمدَ بن محمدِ بن عبدِ الوهاب الأنصاريُّ الشِّيْرَجِيُّ

(4)

، وأخوه بدرُ الدِّين عبدُ الله

(5)

، وعمادُ الدِّين عتيقُ بن عبدِ الجَّبَّارِ بن عَتيقٍ الصِّقِلِيِّ

(6)

، ومُحيي الدينِ يحيى بن عليِّ بن محمدٍ القَلانِسِيُّ

(7)

، ومُحيي الدينِ يحيى بنُ أحمدَ بن علي بن ياسينَ الحِمْيَرِيُّ المعروفُ بابنِ المعلِّمِ

(8)

، وولدُهُ شرفُ الدِّينِ أحمدُ

(9)

، وعمرُ بن يحيى بن عمرَ الكَرْخِيُّ

(10)

، ومن خَطِّهِ نقلتُ، ومحمدُ بن عَرَبْشَاهَ بن أبي بكر الهَمذَاني ثم الدِّمشقي

(11)

، وصحَّ ذلك وثبتَ بدارِ السنةِ الأشرفيةِ بدمشقَ في مجالسَ آخرُهَا: يومُ الثلاثاء، الثالث والعشرون من شوالَ، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ.

نقله مختصراً مُحمدُ بن عَرَبْشَاهَ بن أبي بكرٍ، والحمدُ لله وحدَهُ.

نقلَها كما شَاهدها أحمدُ بن عبد الوهابِ البَكْرِيُّ، عفا الله عنه ولَطَفَ بِهِ.

(12)

[طبقة سماع المقادسة وجماعة على الزبيدي]

[طبقةُ السَّمَاعِ على ابنِ الزُّبَيْدِيِّ أيضاً، في سنةِ ثلاثينَ وستمائةٍ:]

(13)

شاهدتُ على أواخرِ المجلَّدَةِ الأُولى هذا الأصلُ الذي سمعتهُ منهُ، وقابلتُ بهِ، وعلى أواخرِ الثانيةِ بخطِّ ابنِ زيدٍ ما مثالُهُ:

شاهدتُ على آخرِ الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ به، وسمعتُهُ من كتابِ الجامعِ الصحيحِ:

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيم، ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيمِ:

(1)

وهو: يوسف بن محمد بن عبد الله الدمشقي الشافعي المعروف بابن المهتار، المحدث مجد الدين أبو محمد وأبو الفضائل. سمع على أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي "صحيح البخاري". وسمع على شرف الدين محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي كتاب المدخل إلى كتاب السنن الكبرى تأليف أبي بكر البيهقي بسماعه من منصور الفراوي قرأه عليه الحافظ أبو الحجاج المزي. وسمع من ابن صباح وابن الزبيدي والفخر الإربلي وابن اللتي وجعفر الهمداني وابن المقير وابن ماسويه وطائفة وقرأ وكتب الأجزاء والأطباق، سمع منه ابن العطار وابن الخباز وابن أبي الفتح والمزي وطائفة سواهم، وكان قارئ دار الحديث الأشرفية بدمشق وله عناية بالحديث وتواريخ وكتابة جيدة. وولي في الآخر مشيخة الدار النورية. توفي في تاسع ذي القعدة سنة خمس وثمانين وستمائة بدمشق، وبها ولد في سنة عشر وستمائة. الوافي بالوفيات [29/ 156] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1726).

(2)

وهو: خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق، الإمام صفي الدين، أبو الصفا المراغي، المقرئ، الفقيه، الحنبلي. قرأ القراءات بدمشق على تقي الدين ابن باسويه بالعشر. وسمع من القاضي جمال الدين ابن الحرستاني وأبي الفتوح البكري والشمس أحمد بن عبد الله العطار، وأبي البركات بن ملاعب وموسى بن عبد القادر، وجماعة. وتفقه على الشيخ الموفق ودرس، وأقرأ القراءات والفقه. وكان عارفاً بالمذهب والخلاف والطب وغير ذلك، وكان كثير الفضائل وافر الديانة، كثير الورع. قرأ عليه القراءات: القاضي بدر الدين محمد ابن الجوهري والشيخ أبو بكر الجعبري، وجماعة. وطال عمره، وروى الكثير. أخذ عنه ابن الظاهري وولده أبو عمرو والدمياطي والقاضي أبو محمد الحارثي وأبو الحجاج القضاعي، وأبو محمد عبد الكريم الحلبي وأبو حيان النحوي، وخلق كثير. وقد ناب في الحكم، وشكرت سيرته. وكان مشهوراً بالزهد والدين. توفي في سابع عشر ذي القعدة بالقاهرة، سنة خمس وثمانين وستمائة، وولد قبل الستمائة، وقد عاش قريباً من تسعين سنة. رحمه الله!. ذيل مرآة الزمان [4/ 283] تاريخ الإسلام رقم (309).

(3)

وهو: سليمان بن داود بن عمر ابن خطيب بيت الآبار، فخر الدين الكاتب، أخو شيخنا الشرف محمد. ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة، وروى عن ابن اللتي وغيره، ومات في صفر سنة خمس وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (229).

(4)

وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، القاضي، الرئيس، عماد الدين ابن الشيرجي، الأنصاري، الدمشقي، ابن الرئيس شرف الدين. ولد سنة ثلاث عشرة، وسمع: أبا المجد القزويني، وجده الصدر فخر الدين، وأبا عبد الله ابن الزبيدي، وولي نظر الجامع مرة، ونظر الخزانة، وكان رئيساً محتشماً، متواضعاً، ديناً، من أعيان الدمشقيين، وأكابرهم، وعدولهم، وذوى الثروة والوجاهة والرياسة فيهم، وهو ناظر أوقاف ست الشام بدمشق المدرستين والخانقاة. سمع على الحسين بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري وحدَّثَ به مع تسعة أشياخ بقراءة الوجيه السبتي في سنة أربع وسبعين وستمائة. قال الذهبي: روى لنا عنه ابن العطار وغيره. ولي منه إجازة، وتوفي في ربيع الأول ببستانهم بالعقيبة، وهو والد الصاحب فخر الدين. سنة ثلاث وثمانين وستمائة، ودفن في مقابر باب الصغير. تاريخ الإسلام رقم (194) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (70).

(5)

وهو: عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن إلياس، الصدر الصالح، بدر الدين، أبو محمد الأنصاري، ابن الشيرجي. أخو القاضي عماد الدين محمد. روى عن الحسين ابن الزبيدي، روى عنه ابن الخباز وابن العطار وجماعة، وتوفي في المحرم. وكان يلبس بزي الفقراء، وسمع من القزويني ومن جده. وأجاز لي مروياته. توفي سنة أربع وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (170) الوافي بالوفيات [17/ 35].

(6)

وهو: عتيق بن عبد الجبار بن عتيق أبو بكر عماد الدين الأنصاري الصقلي الأصل. كان من أعيان العدول بدمشق، ومن كتّاب الحكم عند قضاتها، كثير الديانة والصلاة والتعبد، مكباً على سماع الأحاديث النبوية، متواضعاً لين الكلمة. ولد بالإسكندرية سنة ثلاث أو أربع وستمائة. وقدم دمشق فسمع بها من أبي محمد ابن البن وزين الأمناء وابن الزبيدي. سمع على الحسين بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري. دخل بكرة نهار الجمعة ثامن شوال إلى المدرسة المقدمية التي داخل باب الفراديس بدمشق ليسبغ الوضوء من بركتها، فسقط في البركة وهي كبيرة، ولم يكن عنده من يخرجه منها، فتوفي إلى رحمة الله تعالى غريقاً شهيداً، ودفن من يومه بسفح قاسيون، سنة ست وسبعين وستمائة، وهو في عشر السبعين رحمه الله تعالى. ذيل مرآة الزمان [3/ 274] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1358).

(7)

وهو: يحيى بن علي بن محمد بن سعيد أبو الفضل محي الدين التميمي المعروف بابن القلانسي الدمشقي المعروف. ولد سنة أربع عشرة وست مائة، كان من أعيان الدمشقيين وأماثلهم، سمع الكثير، وأسمع، وتولى المناصب الجليلة، وكان عنده أدب وفضيلة، وله يد في النظم، وبيته مشهور بالرياسة والتقدم، ثم سمع بنفسه وكتب الطباق، وشارك في العلم. وسمع من الشيخ الموفق، وابن البن والقزويني وأبي القاسم بن صصرى، وتوفى إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء ثامن وعشرين شوال بدمشق سنة اثنتين وثمانين وستمائة، ودفن من يومه بجبل قاسيون. ومولده بدمشق في تاسع جمادى الأولى سنة أربع عشرة وست مائة. ذيل مرآة الزمان [4/ 200] معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 370].

(8)

وهو: يحيى بن أحمد بن علي بن ياسين، محيي الدين ابن المعلم الحميري، الدمشقي. أحد رواة "الصحيح" عن ابن الزبيدي، شيخ جليل، خير، سمع منه غير واحد وتوفي في خامس رجب، وله شعر حسن، وفيه فقر وتواضع. المتوفي سنة إحدى وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (80) الأعلام [8/ 135].

(9)

وهو: أحمد بن يحيى بن أحمد بن علي، أبو منصور ابن البراج البغدادي الصوفي الوكيل. شيخ صالح، خير. سمع " سنن النسائي " من أبي زرعة، وسمع من ابن البطي " جزء البانياسي "، وسمع من أحمد ابن المقرب " أخبار مكة " للأزرقي. روى عنه ابن الحاجب، فقال: رجل صالح، كثير التلاوة، كثير الصمت، لا يكاد يتكلم إلا جواباً، سمع " النسائي " من أبي زرعة. روى عنه السيف ابن المجد، والتقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزين، وأبو الفضل محمد ابن الدباب. وروى لنا عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان. وتوفي في رابع المحرم سنة خمس وعشرين وستمائة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (799) تاريخ الإسلام رقم (286).

(10)

وهو: عمر بن يحيى بن عمر الكرخي فخر الدين. صهر الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، سمع على الحسين بن المبارك "صحيح البخاري" بقراءة الاسفرايني وغيره في مجالس أولها يوم الخميس رابع شوال وآخرها ثالث عشر منه سنة ثلاثين وستمائة بدمشق. وسمع على عبد الله بن عمر بن اللتي البغدادي "مسند الدارمي". وعلى الحافظ تقي الدين عمر بن عبد الرحمن بن الصائغ كتاب المدخل إلى كتاب السنن للبيهقي بسماعه على منصور الفراوي. روى عنه الحافظ أبو الحجاج المزي. ومات في ربيع الآخر سنة تسعين وستمائة بدمشق ودفن إلى جانب ابن الصلاح، ومولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة تخميناً. البداية والنهاية [13/ 384] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1569).

(11)

وهو: محمد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي نصر، المحدث العالم، ناصر الدين أبو عبد الله الهمذاني. سمع ابن الزبيدي، وابن صباح، وابن اللتي، والناصح ابن الحنبلي، والمسلم المازني، وابن باسوية، وأبي الفضل الهمداني، وكريمة، وابن الشيرازي، وطبقتهم. طلب بنفسه، ونسخ الأجزاء، وقرأ، ودار على الرواة، وأول سماعه من المشايخ في سنة سبع وعشرين وله عشرون سنة إذ ذاك، ورحل فسمع بالديار المصرية من ابن رواج وغيره، وبحلب من ابن خليل، وأسمع أولاده. روى عنه ابن الخباز، وابن العطار، وجماعة. وأجاز لي مروياته، وكان ثقة، صحيح النقل، حسن الخط. مولده سبع وست مائة. ومات في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وست مائة. ذيل مرآة الزمان [3/ 433] تاريخ الإسلام رقم (391).

(12)

صورة السماع في الفرع النويري:

-طبقةُ السَّماعِ على الشيخينِ تقيِّ الدِّينِ أبي عَمْرِو بنِ الصَّلاحِ، وسراجِ الدِّينِ ابنِ الزُّبَيْدِيِّ، في سنةِ ثلاثينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الأولِ أيضاً ما مثالُهُ، حرفاً بحرفٍ، ومثلهُ على السِّفْرِ الثَّانِي:

شاهدتُ في نسخةِ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ رحمه الله ما مُخْتَصَرُهُ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ وما قبلَهُ، وهو جميعُ كتابِ الصحيحِ لأبي عبدِ اللهِ البُخاريِّ على الشيخينِ الإمامِ الحافظِ تقيِّ الدين أبي عَمْرٍو عثمانِ بن عبدِ الرحمنِ بن عثمانَ، المعروفِ بابنِ الصَّلاحِ رضي الله عنه، قال: أَخْبَرَنَا منصورُ بن عبدِ المنعمِ الفَرَاوِيُّ بِسندِهِ، والشيخُ الإمامُ سراجُ الدِّيْنِ أبي عبدِ الله الحسينُ بن المباركِ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيِّ، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوَقْتِ عبدِ الأولِ بن عيسى السِّجْزِيِّ، قراءةً عليه ببغدادَ، سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، قال: أخبرنا الدَّاوُدِيُّ أخبرنا الحَمَوِيُّ أخبرنا الفِرَبْرِيُّ عنهُ، وذلكَ بقراءاتٍ شَتَّى منهم: الشيخُ مجدُ الدِّينِ محمدُ بن محمدِ بن عمرَ الصفَّارُ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، السادةُ الأئمةُ: عبدُ القادرِ بن القاضي عزيزِ الدينِ أبي عبدِ الله محمدِ بن أبي الكَرَمِ بن عبد الرَّحمن السِّنْجَارِيِّ الحَنَفِيِّ، ومجدِ الدين يوسفَ بن محمدِ بن عبد الله الشافعي المعروفِ بابنِ المُهْتَارِ، والفقيهُ صفيُّ الدِّين خليلُ بن أبي بكرِ بن محمدٍ المَرَاغِيُّ الحَنْبَلِيُّ، والفقيهُ برهانُ الدِّينِ إبراهيمُ بن هلالِ بن نجمٍ الأَنْصَاري، ونجمُ الدِّينِ إبراهيمُ بن يوسفَ بن عمرَ بن خَطيبِ بَيْتِ الآبَارِ، وابنِ عَمِّهِ سُليمانُ بن داودَ، ومحمدُ بن أحمدَ بن محمدِ بن عبدِ الوهاب الأنصاريُّ الشِّيْرَجِيُّ، وأخوه بدرُ الدِّين عبدُ الله، وعمادُ الدِّين عتيقُ بن عبدِ الجَّبَّارِ بن عَتيقٍ الصِّقِلِيِّ، ومُحيي الدينِ يحيى بن عليِّ بن محمدٍ القَلانِسِيُّ، ومُحيي الدينِ يحيى بنُ أحمدَ بن علي بن ياسينَ الحِمْيَرِيُّ المعروفُ بابنِ المعلِّمِ، وولدُهُ شرفُ الدِّينِ أحمدُ، وعمرُ بن يحيى بن عمرَ الكَرْخِيُّ، ومن خَطِّهِ نقلتُ، ومحمدُ بن عَرَبْشَاهَ بن أبي بكر الهَمذَاني ثم الدِّمشقي، وصحَّ ذلك وثبتَ بدارِ السنةِ الأشرفيةِ بدمشقَ في مجالسَ آخرُهَا: يومُ الثلاثاء، ثالث والعشرون من شوالَ، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ.

نقلهُ محمدُ بن عَرَبْشَاهَ، والحمدُ لله وحدهُ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ البكريُّ.

(13)

هنا وقع تلف في الأصل الخطي، استدرك من النسخة الثانية الفرع للنويري.

ص: 450

سمعَ جميعَ كتابِ الجامعِ الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله محمدِ بن إسماعيلَ البُخاريِّ رحمه الله، وهو من هذهِ النُّسخةِ المقروءِ منها في مجلداتٍ ستٍّ، على الشيخِ الجَّليلِ العالمِ الثِّقَةِ؛ سراجِ الدينِ أبي عبدِ الله الحسينِ بن أبي بكرِ بن عبدِ اللهِ المباركِ بن محمد بن يحيى الزُّبَيْدِيُّ ثم البَغدادي أثابه اللهُ الجنةَ، بحقِّ سماعهِ من الشيخِ أبي الوقتِ عبدِ الأولِ بن عيسى بن شُعيب السِّجَزِيِّ، في سنة ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، عن أبي الحسن الدَّاوُدِيِّ عن السَّرْخَسِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ، بقراءةِ الأئمةِ العلماءِ: تقيِّ الدينِ أبي العباسِ أحمدِ بن الإمامِ أبي الفتحِ محمدِ بن الحافظِ عبدِ الغنيِّ بن عبدِ الواحدِ بن عليٍّ

(1)

، وشمسِ الدِّينِ أبي محمدِ عبدِ الرَّحمنِ بن الشيخِ أبي عُمر محمدِ بن أحمدِ بن قُدَامَةَ، وعزِّ الدِّينِ أبي محمدٍ عبدِ العزيزِ بن عبدِ الملكِ بن عثمانَ

(2)

، وبقراءةِ مثبتةِ: أحمدُ بن عيسى بن عبدِ الله بن قُدَامَةَ المَقْدِسِيَّيْنِ، وسمعَ كلُّ واحدٍ منهم ما قرأَ الآخرُ، أحمدُ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن أحمدَ، وسليمانُ -أُحْضِرَ- بن حمزة بن أحمد بن عُمر بن محمدِ بن أحمدَ بن

(3)

(

هكذا فيه فراغ) وابنُ عَمِّهِ عليُّ بن عمرَ

(4)

، وزينبُ بنتُ شرفِ الدِّينِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بن عبد الملك، وأحمدُ بنُ عبد الله، وعمرُ بن جمالِ الدِّينِ أبي العبَّاس أحمدَ بن عمرَ بن أبي بكر بن عبدِ الله

(5)

، وأحمدُ وزينبُ حَضرَتْ ابنا عبدِ الله، وأبو العبَّاسِ أحمدُ وأبو بكرٍ ابنا محمدِ بن عُمر، ومحمدُ بن أحمد َبن محمدٍ، وابنُ أخيهِ محمدُ بن عبدِ الله بن مُحمد، وأبو عبدِ الله مُحمدُ بن عبد الرَّحيمِ بن عبدِ الواحدِ بن أحمدَ

(6)

، وعَزِيَّةُ بنت الشَّرَفِ محمدِ بن عبدِ الملك بن عبدِ الملكِ

(7)

، حضرتْ وستُّ العربِ بنتُ عبدِ الرَّحيمِ، وأبو عبدِ الله محمدُ وأحمدُ ابنا عبدِ الحميدِ، وآمنةُ ابنة محمدِ بن عبدِ الرَّحمن بن إبراهيمَ

(8)

، وعليُّ بن عبدِ الرحمنِ بن محمِد بن عبدِ الجَّبَّارِ المُقرئ

(9)

، وإسماعيلُ وإبراهيمُ ابنا أبي

(1)

هو: أحمد بن محمد بن عبد الغني المقدسي، شيخ الحنابلة، تقي الدين، أبو العباس أحمد ابن المحدث عز الدين محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي، الصالحي. ولد: سنة إحدى وتسعين وخمس مائة. ورحل في طلب الحديث. وسمع بأصبهان من أسعد بن روح، والمؤيد بن الإخوة، وعفيفة الفارقانية، وخلق. وببغداد من سليمان بن الموصلي، وغيره. وقرأ الحديث بنفسه كثيراً، وإلى آخر عمره. وسمع من: الخشوعي، وعدة، ولزم جده لأمه الشيخ موفق الدين حتى برع وحفظ (الكافي) له، وتفقه ببغداد على الفخر غلام ابن المني، ودرس وأفتى، وتخرج به الفقهاء. روى عنه: العز ابن العماد، والشمس ابن الواسطي، والقاضي تقي الدين، ومحمد بن مشرق. وكان ديناً مؤثراً فصيحاً مهيباً، مليح الشكل، وافر الحرمة عند الدولة، مات الشيخ: في ربيع الآخر، سنة ثلاث وأربعين وستمائة. سير أعلام النبلاء رقم (128) ذيل طبقات الحنابلة [3/ 505].

(2)

وهو: عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان المقدسي، الحنبلي الفقيه العز. من كبار العلماء، تفقه على الشيخ الموفق، ورحل إلى أصبهان، وسمع من أبي الفخر أسعد بن سعيد، وغيره. روى عنه المجد ابن الحلوانية، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر. وأجاز للشيخ علي بن هارون، وللشهاب محمد بن مشرف، وللشرف إبراهيم ابن المخرمي، وغيرهم. قرأت بخط الضياء: وفي يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة توفي الفقيه الإمام العالم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك رحمة الله عليه ورضوانه. وكان إماماً عالماً فطناً ذكياً. وفقد ألقى الدرس مدة بمدرسة شيخنا أبي عمر. توفي في حادي عشر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وستمائة، ودفن في تربة خال أمه الشيخ موفق الدين. الدارس في تاريخ المدارس [2/ 83] تاريخ الإسلام رقم (259).

(3)

وهو: قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي، سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الشيخ الإمام المفتي شيخ المذهب مسند الشام، تقي الدين أبو الفضل المقدسي الجماعيلي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي، ولد سنة ثمان وعشرين، وتوفي سنة خمس عشرة وسبع مائة، وسمع الصحيح حضوراً في الثالثة من ابن الزبيدي، وسمع صحيح مسلم ومالا يوصف كثرة من الحافظ ضياء الدين وربما عنده عنه ست مائة جزء، وسمع حضوراً من جده الجمال أبي حمزة وابن المقير وأبي عبد الله الإربلي، وسمع من ابن اللتي وجعفر الهمذاني وابن الجميزي وكريمة الميطورية وعدة، وأجاز له محمد بن عماد وابن باقا والمسلم المازني ومحمود بن منده ومحمد بن عبد الواحد المديني ومحمد بن زهير شعرانة وأبو حفص السهروردي المعافي بن أبي السنان والمقرئ ابن عيسى وخلق كثير، وخرج له ابن المهندس مائة حديث وخرج له شمس الدين جزءا فيه مصافحات وموافقات وخرج له ابن الفخر معجماً ضخماً، وتفرد في عصره ورحل إليه، وروى الكثير لا سيما بقراءة الشيخ علم الدين البرزالي وتفقه بالشيخ شمس الدين وصحبه مدة وبرع في المذهب وتخرج به الأصحاب، وله معرفة بتواليف الشيخ موفق الدين وأقرأ المقنع وغيره ودرس بالجوزية وغيرها، وكان جيد الإيراد لدرسه يحفظه من ثلاث مرات أو أكثر ولي الجوزية وولي القضاء عشرين سنة، وسمع منه المزي وابن تيمية وابن المحب والواني والعلائي صلاح الدين وابن رافع وابن خليل. الوافي بالوفيات [15/ 228] الدرر الكامنة رقم (1837).

(4)

وهو: علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي بهاء الدين أبو الحسن بن العز عمر، سمع على ابن عبد الدائم صحيح مسلم، وجزء ابن عرفة، وجزء أبي بكر بن بكار، والمبعث لهشام بن عمار، ونسخة نعيم بن الهيثم وأربعين الآجري، وتاسع الحنائيات، وغير ذلك، ومن عبد الوهاب بن الناصح وأبي بكر الهروي وابن أبي عمر وعلي بن أحمد بن العمادي، وابن أبي الخير، وسمع من عمر بن محمد الكرماني مجالس المخلدي، وأربعين عبد الخالق وغير ذلك، مولده في رجب سنة ستين وست مائة، وكان عارفاً بالشروط، توفي ليلة الأربعاء خامس عشر المحرم، سنة تسع وأربعين وسبع مائة. الثامن من معجم الشيخة مريم ص [8] أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 466].

(5)

وهو: عمر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد، الإمام العدل الكبير، عز الدين، أبو حفص المقدسي، الحنبلي، كاتب الحكم. سمع من الشيخ الموفق، وموسى بن عبد القادر، وابن أبي لقمة، وابن الزبيدي، وجماعة، روى عنه ابن الخباز، والطلبة. وقد روى " الثلاثيات " بجماعيل في سنة خمس وستين، فسمعها منه: الخطيب أيوب بن يوسف وأولاده: يوسف وعلي وعبد الله، وطائفة من الصغار بجامع القرية. وكان بارعاً في كتابة الشروط، توفي في رمضان، سنة خمس وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (243).

(6)

وهو: محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد الإمام القدوة العابد المحدث بقية السلف الأخيار، شمس الدين أبو عبد الله بن الكمال المقدسي الصالحي الحنبلي ولد في ذي الحجة سنة سبع وست مائة. وسمع من الكندي وابن الحرستاني حضوراً ومن ابن ملاحب والبكري أبي الفتوح وموسى بن عبد القادر والشمس أحمد العطار، والشيخ العماد إبراهيم والشيخ الموفق وابن أبي لقمة وابن البن وابن صصرى وزين الأمناء وابن راجح وأحمد بن طاووس وابن الزبيدي وخلق كثير، وحدث بالكثير نحو أربعين سنة، وتم نصنيف الأحكام الذي جمعه عمه الحافظ الضياء، روى عنه القاضي تقي الدين ابن سليمان وابن تيمية وابن العطار والمزي وابن مسلم وابن الخباز والبرزالي، وولي مشيخة الأشرفية التي بالجبل وغزا غير مرة ودرس بالضيائية وصار شيخ الضيائية، وحدث بالكثير. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وستمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 214] الوافي بالوفيات [3/ 203].

(7)

وهي: عزية بنت محمد بن عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف المقدسي، روت عن: ابن اللتي، وماتت في صفر سنة ست وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (312).

(8)

وهي: آمنة بنت محمد ابن البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم، المقدسية. امرأة صالحة، مبتلاة بألم دائماً في رأسها يمنعها الصوم. لها حضور على جدها، وروت سنة ست وخمسين عن ابن الزبيدي، وماتت في جمادى الآخرة. سنة تسعين وستمائة. كتب عنها الطلبة. تاريخ الإسلام رقم (618).

(9)

وهو: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار، أبو الحسن سيف الدين ابن الرضي المقدسي الصالحي. ولد سنة خمس عشرة وستمائة،، وسمع حضوراً من موسى بن عبد القادر والموفق، وسماعاً من ابن البن والقزويني وأبي القاسم بن صصرى وجماعة، سمع على الحسين بن المبارك بن الزبيدي صحيح البخاري بالجامع المظفري بالسفح، وعلى أبي المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي مسند عبد بن حميد، رواه عنه بالإجازة محمود بن خليفة المنبجي. سمع منه: أبو العباس ابن النابلسي والطلبة ولازم خدمة الشيخ شمس الدين، وكان يورق ويشهد ويثبت المكاتيب ويعمل النقابة، واشترى من ذلك بستاناً بكفربطنا. وقيل ولد في رمضان سنة سبع عشرة، ومات في سادس عشر شوال سنة اثنين وتسعين وستمائة، وورثه أخته وبناته. تاريخ الإسلام رقم (124) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1429).

ص: 451

العبَّاس أحمدَ بن جَميلِ بن حَمد

(1)

، وعبدُ الله وأحمدُ ابنا محمدٍ بن أبي الفتحِ محمدِ بن أحمدَ، وابنُ عمهما عبدُ العزيزِ بن عبدِ الرَّحمن، وأحمدُ بن محمدِ بن أحمدَ بن يونسَ بن حسنٍ، حضر وهديةُ بنتُ عبد الحميدِ بن محمد بن سعدٍ

(2)

، وأحمدُ بن مُحمد بن سعدِ بن عبدِ اللهِ بن سعدٍ

(3)

، وعبدُ الخالقِ وعبدُ السَّاتِرِ ابنا الفقيهِ أبي مُحمدٍ عبدِ الحميدِ بن محمدِ بن أبي بكر بن مَاضي

(4)

، وأَخُوْهُمَا أبو بَكرٍ وعمرُ بن الجمال أبي العباسِ أحمدَ بن عُمر بن أبي بَكر بن شُكر بن عَلَّانَ، وعبدُ الدَّائمِ وأبو بكرٍ وعمرُ بنو أحمد بن عبد الدَّائم بن نِعْمَةَ

(5)

، ومحمدُ بن الشيخِ أبي التُّقَى حازمِ بن حامدِ بن حسنٍ

(6)

، وعبدُ الرَّحمنِ بن أحمدَ بن محمدِ بن مُفلحٍ

(7)

، وإسماعيلُ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن موسى العَطَّارُ، وعبدُ الرَّحمنِ بن عليِّ بن مَنصورِ بن محمودَ، ويوسفُ بن عبدِ الله بن بن عُثمان بن مِقْدَامٍ، وعبدُ الله بن مُحمد بن سَيِّدْهُمْ، وفاطمةُ بِنتُ أحمدَ بن يحيى بن أبي الحُسينِ بن عبد الله الزَّاهِدُ

(8)

، وأحمدُ بن مُحمد بن محمودٍ، ومُحمدُ بن إبراهيمَ بن أبي الفرجِ بن أبي الفضلِ

(9)

، ومُؤنِسَةُ بنتُ مُحمد بن أحمدَ بن سالمٍ، وأحمدُ بن عبدِ الرحمن بن مُؤمن بن أبي الفَتحِ

(10)

، وعبدُ الرَّحيمِ وعبدُ الحميدِ ومحمدٌ حضرَ بنو أحمدَ بنِ عبد الرَّحمن البَجَّدِيُّ

(11)

، وأحمدُ بن أبي بكر بن عبدِ الباقي بن عليٍّ

(12)

، وابنُ عبدِ الباقي بن عليٍّ، ومحمدُ بن عليِّ بن عبدِ الله بن شَمَّامٍ

(13)

، وعليُّ بن محمدِ بن عليٍّ المؤذنُ الدِّمشقيُّ

(14)

، ونصرُ الله بن محمدِ بن عَيَّاشٍ

(15)

، وعيسى بنُ أبي مُحمدِ بن عبدِ الرَّزاقِ بن هِبة اللهِ العَطَّارُ

(16)

، وأحمدُ بن سُليمانَ بن عبَّادِ بن خَفَاجَةَ، ومحمدُ بن الشيخِ عمرُ بن عبدِ الملك الدَّيْنَوَرِيُّ

(17)

، وسليمانُ بن إبراهيمَ بن بَدْرَانَ العابدُ الحنفيُّ

(18)

، وحسنُ بن عليِّ بن عَسْكَرَ البَغْدَادِيُّ

(19)

، وساعدُ بن سعدِ الله بن ثَلَّاجٍ

(20)

، وعبدُ الدَّائمِ بن أحمدَ بن رِبحٍ

(21)

، وعمرُ وأبو بكرٍ ابنا عباسِ بن عَجْرَمَةَ البَانياسيُّ الحَجَّارُ

(22)

، وإسماعيلُ بنُ مُحمدِ بن عُمرَ الحَرَّانِيُّ، وأحمدُ بن عليِّ بن يُوسفَ الدمشقيُّ القَلَانِسِيُّ، وأحضرَ ابنهُ عَلياً، ويوسفُ بنُ عبدِ الله بن محمدِ بن عَطاء

(23)

، وابنُ عَمِّهِ علي ُّبن عبدِ الرحمنِ، وإبراهيمُ بن الشيخِ عبدِ الله بن يونسَ الأَرْمَنِيُّ

(24)

، وتقي ُّالدِّينِ أبو محمدٍ إسماعيلُ بن إبراهيمَ

(1)

وهو: إسماعيل بن أحمد بن جميل بن حمد بن أحمد بن أبي عطاف بن أحمد، المقدسي، الصالحي، البقال. حدث عن: ابن الزبيدي وابن اللتي، ومات يوم عيد الفطر، سنة اثنين وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (100).

(2)

وهي: هدية بنت عبد الحميد بن محمد بن سعد المقدسية، امرأة صالحة خيرة أسمعت الصحيح عن ابن الزبيدي، توفيت في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وستمائة بقاسيون. وتوفيت بالجبل في ربيع الآخر. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 362] شذرات الذهب في أخبار من ذهب [7/ 792].

(3)

وهو: أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح، الشيخ، الصالح، الفاضل، المسند، عماد الدين ابن المولى الأديب العالم شمس الدين المقدسي، الصالحي، الحنبلي. ولد سنة سبع عشرة وستمائة، يروي عن: المجد القزويني وابن الزبيدي والإربلي وابن اللتي وابن المقير وجماعة. وأجاز له الشيخ الموفق والفتح ابن عبد السلام ومسمار بن العويس وطائفة. وحدث قبل الستين وستمائة وإلى أن مات. وكان شيخاً صالحاً، خيراً وقوراً، صحب الصالحين وحج مرات، وحدث بالحجاز وحماة ودمشق وأماكن وسمع منه خلق. توفي في رابع عشر المحرم، سنة سبعمائة. تاريخ الإسلام رقم (761) الوافي بالوفيات [7/ 262].

(4)

وهو: عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي بن وحيش. الشيخ الفقيه، الصالح، تقي الدين ابن الفقيه أبي محمد المقدسي، الحنبلي، الصالحي. توفي بالجبل في ثامن شعبان وقد نيف على السبعين، فإنه ولد سنة ثمان وستمائة بالجبل أيضاً. وقرأ القرآن على أبيه، وتفقه على التقي بن المعز ومهر في المذهب. وسمع من: الشيخ الموفق، وموسى ابن الشيخ عبد القادر، والقزويني، وابن راجح، وطائفة. وقل من سمع منه لأنه كان فيه زعارة، وكان فيه غلو في السنة ومنابذة للمتكلمين ومبالغة في إتباع النصوص، رأيت له مصنفاً في الصفات. ولم يصح عنه ما كان يلطخ به من التجسيم، فإن الرجل كان أتقى لله وأخوف من أن يقول على الله ذلك، ولا ينبغي أن يسمع فيه قول الخصوم. سمع منه: ابن الخباز، والشيخ علي الزولي، وتلميذه علاء الدين علي الكناني. وكان كثير الدعاوي، قليل العلم، قد رمي في الجملة ببلايا ومصائب نعوذ بالله من الخذلان. واستحكمت بينه وبين أهل الصالحية عداوة، وحبسوه مرة، وحطوا عليه. تاريخ الإسلام رقم (464) الوافي بالوفيات [18/ 251].

(5)

وهم: عبد الدائم بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة أبو محمد تاج الدين المقدسي الحنبلي. كان كثير الصلاح، والتعبد، والاجتهاد، والتمسك بالكتاب والسنة، سمع على الحسين بن الزبيدي صحيح البخاري، مع أخويه عمر وأبي بكر بالجامع المظفري. سمع من موسى بن عبد القادر حضوراً، ومن: الشيخ الموفق والقزويني والبهاء، وجماعة. روى عنه ابن الخباز وابن العطار والمزي والبرزالي، وجماعة. وتوفي بجبل قاسيون ليلة الثلاثاء ثالث وعشرين شهر رمضان المعظم، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة الشيخ أبي عمر رحمه الله، سنة خمس وثمانين وستمائة، وقد نيف على السبعين رحمه الله. تاريخ الإسلام رقم (320) ذيل مرآة الزمان [4/ 286]. وأخوه: أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن نعمة بن بكير النابلسي المقدسي الصالحي. سمع على الحسين بن المبارك ابن الزبيدي البغدادي بدمشق صحيح البخاري، ومسند الشافعي وجزء أبي الجهم، والأربعين الطائية. وعلى أبي المنجا بن اللتي مسند الدارمي، ومسند عبد بن حميد. وحدث بمسموعاته أو أكثرها، سمع منه الأعيان. وروى عنه إجازة البرهان التنوخي. مات في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وسبعمائة بصالحية دمشق، وله ثلاث وتسعون سنة. نكث الهميان في نكت العميان ص [106] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1749) وأخوهما: عمر بن أحمد بن عبد الدائم ابن نعمة المقدسي، الشيخ الصالح أبو حفص. عذبه التتار بالصالحية عذاباً شديداً، ثم حمل إلى داخل البلد، فأقام أياماً يسيرة، ومات في درب القلي رحمه الله تعالى، في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وستمائة. ومولده سنة خمس وعشرين وستمائة. وحضر على الحافظ أبي موسى بن عبد الغني في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وستمائة. سمع على الحسين بن المبارك الزبيدي "صحيح البخاري" مع أخويه عبد الدائم وأبي بكر. وسمع من الهمداني والإربلي، وابن صباح، والناصح بن الحنبلي، وغيرهم. قال شيخنا علم الدين البرزالي: وآخر ما قرأت عليه الثالث والرابع والخامس من الخلعيات لسماعه من ابن صباح. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 592] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1509).

(6)

هو: محمد بن حازم بن حامد ابن حسن الشيخ الإمام الصالح، شمس الدين أبو عبد الله بن القدوة المقدسي، إمام دار الحديث الأشرفية بالجبل. كان شيخاً صالحاً بهي المنظر، حسن الهيئة، كثير الخير، مشكور السيرة، حدث بصحيح البخاري وغيره، وسمع عن ابن اللتي، والحسين بن صصرى، والناصح الحنبلي، وابن غسان، والفخر الإربلي، وغيرهم، وأكثر عن الحافظ الضياء. وتوفي رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة ست وتسعين وست مئة. ومولده سنة عشرين وست مئة أو بعدها بقليل. ووجد سماعه في أول سنة خمس وعشرين وست مئة حضوراً. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 395] تاريخ الإسلام رقم (427).

(7)

وهو: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مفلح، المقدسي، الصالحي، قيم المدرسة الشامية. روى عن ابن الزبيدي، وابن اللتي، أخذ عنه ابن الخباز، وابن البرزالي، وغيرهما، ومات في ربيع الأول، سنة اثنين وثمانين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (92).

(8)

وهي: فاطمة بنت أحمد بن يحيى ابن الزاهد أبي الحسين المقدسي. سمعت من ابن الزبيدي وابن اللتي وتوفيت في سلخ رجب، وكانت ساذجة بلهاء، سمع منها غير واحد. توفيت سنة إحدى وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (59).

(9)

وهو: محمد بن إبراهيم بن أبي الفرج، أبو عبد الله الحميري، الدمشقي، المقدسي الأصل، القواس. سمع: ابن الزبيدي، وابن اللتي والإربلي، والهمداني. ومات في صفر. فاتني السماع منه. سنة أربع وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (247).

(10)

وهو: تقي الدين أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن بن أبي الفتح بن وثاب الصوري الصالحي الحنبلي، روى عن الشيخ الموفق حضوراً، وعن ابن أبي لقمة، والقزويني والبهاء، وأبي القاسم بن صصرى. خرجوا له مشيخة. وحدث عنه ابن الخباز في حياة ابن عبد الدائم والبرزالي والواني والمقاتلي وابن المحب وآخرون. في جمادى الآخرة، سنة إحدى وسبعمائة، عن أربعٍ وثمانين سنة. العبر في خبر من غبر [4/ 4] أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 257].

(11)

وهم: عبد الحميد بن أحمد بن عبد الرحمن، البجدي، أبو محمد الصالحي الحنبلي الصحراوي، روى عن أبي القاسم بن صصرى، وابن الزبيدي وكتائب بن مهدي، ومات في المحرم، سنة اثنتين وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (117) وأخوه: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن علي، الشيخ الصالح المقريء أبو عبد الله البجدي - بالباء الموحدة والجيم المشددة والدال المهملة - الصالحي الحنبلي. سمع من المرسي، وخطيب مردا، وإبراهيم بن خليل، وأجاز له الكثير، منهم عبد اللطيف بن القبيطي، وعلي بن أبي الفخار، وكريمة القرشية. وطال عمره، وروى الكثير، وسمعوا منه قديماً في صباه ابن عبد الدائم ثلاثيات البخاري عن ابن الزبيدي، ثم إنهم ترددوا فيه. قال الذهبي رحمه الله: سألته سنة ثلاث وسبع مئة بكفر بطنا عن جلية الأمر، فذكر ما يقتضي أن مولده سنة ست وثلاثين وست مئة، وأنه من أقران عبد الله بن الشيخ. وقال: كان لي أخ اسمه اسمي، ذاك من أقران القاضي تقي الدين سليمان، ذاك مات صبياً. وكان البجدي ذا نصيب من صلاة وتأله وتواضع وقناعة. وتوفي - رحمه الله تعالى سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 146] الدرر الكامنة رقم (869).

(12)

وهو: أحمد بن أبي بكر بن عبد الباقي بن علي بن حفاظ، الصالح، أبو العباس الصالحي، الصحراوي، الفلاح. رجل مبارك، ساكن ورع، روى عن أبي القاسم بن صصرى وابن أبي لقمة، روى عنه ابن الخباز والبرزالي وجماعة، ومات في ذي القعدة. سنة سبع وثمانين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (433).

(13)

في تاريخ الإسلام زيادة في الاسم فقال: ابن أبي عبد الله، قال: محمد بن علي بن أبي عبد الله بن شمام، الشيخ شمس الدين، أبو عبد الله الصالحي، الذهبي. رجل مطبوع، خير، مسن، من كبار الذهبيين. كان يدق الذهب في بيته بالجبل وله بنات وابن. وكان يعمل مع والدي، فبعثني إليه مرة بذهب ليدقه وأطعمني شيئاً. كتب عنه البرزالي والمزي والجماعة وأثنوا عليه، وحدث عن: أبي المجد القزويني وابن البن وأبي القاسم بن صصرى وابن الزبيدي، وتوفي في المحرم وقد قارب الثمانين. سنة تسع وثمانين وستمائة، وكان مع كبره رأساً في صنعته. تاريخ الإسلام رقم (592). قال عنه ابن ناصر الدين: محمد بن علي بن شمام الصالحي، صاحب والدي، حدث عن ابن البن. قلت: أسقط المصنف اسم جده عياش بن شمام، وقد ذكره تاماً في حرف العين المهملة. توضيح المشتبه [4/ 51]. مع أن اسم جده في المخطوط: عبد الله، والله أعلم.

(14)

وهو: علي بن محمد بن علي بن بقاء العبد الصالح القانت أبو الحسن البغدادي، ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي المؤذن الملقن، كان يقول: شربت من إبريق الشيخ موفق الدين وأعرفه جيداً، مولده سنة اثنتي عشرة وستمائة. سمع على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري" بالجامع المظفري بسفح قاسيون. وحدث وكان صالحاً يلقن الناس القرآن. وسمع من ابن صباح، والناصح، وابن غسان، والزبيدي وطائفة، ولقن حلقاً، حدث عند ابن الخباز في حياة ابن عبد الدائم، ومات في شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 48] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1465).

(15)

وهو: نصر الله بن محمد بن عياش بن حامد بن خليف بن عياش، الشيخ ناصر الدين، أبو الفتوح الصالحي، الحنبلي، السكاكيني بدار الحجارة. ولد في مستهل سنة سبع عشرة وستمائة. سمع على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري" بالجامع المظفري، وعلى أبي المنجا بن اللتي مسند عبد بن حميد. رواه عنه إجازة محمود بن خليفة المنبجي. وأجاز له الشيخ الموفق، ومحمد بن أبي لقمة، وابن البن. وسمع: أبا المجد القزويني، وأبا القاسم ابن صصرى، وابن غسان، وابن صباح، وابن الزبيدي، وابن اللتي، والإربلي، وأبا موسى بن عبد الغني، والبهاء عبد الرحمن، والجمال أبا حمزة، وجماعة. ورحل سنة تسع وثلاثين، وسمع: ابن المقير، وابن الجميزي بمصر، وأبا الرضا التسارسي، ويوسف ابن المخيلي، وعبد الوهاب بن رواج، والظهير محمد ابن الجباب، وابن محارب القيسي، وابن ياقوت، والسبط بالإسكندرية. وحدث بالكثير، فروى عنه ابن الخباز: حدثنا في مشيخته التي حدث بها في سنة اثنتين وستين وستمائة. وكان شيخاً صالحاً، خيراً متنسكاً، متزهداً، مليح الشيبة، بشوش الوجه، حلو المحاضرة، متودداً. وقد قرأ بعض سماعاته على الشيوخ، وكان محبا للحديث ويحفظ متونا كثيرة، سمعت منه جماعة أجزاء. وتوفي إلى رحمة الله في ليلة الجمعة سلخ شوال. سنة خمس وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (373) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [2/ 296].

(16)

وهو: عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق بن هبة الله بن كتائب الصالحي ضياء الدين، أبو محمد المعروف بابن المغازي، كان أبوه شيخ مغارة الدم. سمع على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري" و"مسند الشافعي". وعلى أبي المنجا بن اللتي "مسند الدارمي" ومسند عبد بن حميد. وسمع من ابن صباح حضوراً ومن الاربلي وسمع من جعفر الهمداني وعدة. أخذ عنه المحب والمقاتلي والواني والطلبة. ومات في ثالث ربيع الآخر سنة أربع وسبعمائة عن ثمانين سنة بصالحية دمشق. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 722] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1589).

(17)

وهو: محمد بن عمر بن عبد الملك، الخطيب، جمال الدين، أبو البركات الدَّينوري، الصوفي، الشافعي، خطيب كفربطنا. ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة بالدينور، وقدم مع والده الزاهد القدوة عز الدين من البلاد، وسكن بسفح قاسيون. واشتغل جمال الدين في صباه بالحديث ونسخ الأجزاء. وسمع من الناصح ابن الحنبلي وأبي عبد الله ابن الزبيدي والفخر الإربلي والضياء المقدسي وطائفة. وكان شيخاً، عالماً، فاضلاً، مهيباً، مليح الشكل، حسن الأخلاق، حلو المجالسة، محبباً إلى أهل كفربطنا، وله أصحاب ومحبون يعتقدون فيه. وكان خيراً، حسن الديانة. أقام في خطابة القرية بضعاً وعشرين سنة، وتأهل، وجاءته الأولاد، ونسخ الكثير بخطه. وكان حسن العقيدة، مقبلاً على الأثر والسنة. سمع منه: الشيخ علي الموصلي وابن الخباز وابن العطار والبرزالي وابن مسلم، وطائفة. توفي في رجب، توفي سنة ست وثمانين وست مائة، وولي الخطابة بعده ولده عزيز الدين إبراهيم، فبقي المؤذن ينوب عنه إلى أن بلغ، ثم عزل بكمال الدين ابن خلكان. تاريخ الإسلام رقم (348) الوافي بالوفيات [4/ 184].

(18)

وهو: سليمان بن إبراهيم بن بدران ابن القائد، شهاب الدين الصالحي، الحنفي، المعروف بالسركسي. سمع من ابن الزبيدي، والفخر الإربلي، وابن صباح، والناصح، وجماعة. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وتوفي في حادي عشر صفر، سنة خمس وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (316).

(19)

وهو: الحسن بن علي بن عسكر، أخو الشيخة هدية. روى عن ابن اللتي وغيره، توفي في ربيع الأول، سنة اثنين وثمانين وستمائة، وكان قيم حمام، وصحب ابن الكمال وخدمه. تاريخ الإسلام رقم (81).

(20)

وهو: ساعد بن سعد الله بن ثلاج، أبو سعد المحجي، الصالحي. حدث عن: ابن الزبيدي والفخر الإربلي ومات في ذي القعدة. سنة تسع وستين وستمائة. روى لنا عنه أبو الحسن بن العطار. تاريخ الإسلام رقم (305).

(21)

وهو: عبد الدائم بن أحمد بن علي بن ربح، الشيخ الصالح، أبو أحمد المحجي، الصالحي، القباني. رجل جيد، متواضع، سمع: ابن الزبيدي وابن اللتي وابن المقير والإربلي والعلم ابن الصابوني وجعفرا الهمداني وجماعة. حدث عنه ابن الخباز في "معجمه" سنة اثنتين وستين. وعاش إلى هذا الوقت وسمعنا منه. وكان وزانا بسوق الجبل. توفي في تاسع جمادى الأولى بالجبل. سنة تسع وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (648). العبر في خبر من غبر [3/ 400].

(22)

وهو: أبو بكر بن عباس بن عجرمة بن أبي منصور الحجار، الصالحي. ولد سنة سبع عشرة وستمائة. وكان من رواة "صحيح البخاري"، عن ابن الزبيدي. وسمع منه الجماعة. وسمعت منه حديثين. وكان رجلاً مباركاً. توفي في مستهل جمادى الأولى. سنة خمس وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام رقم (376).

(23)

وهو: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي. سمع على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري" بالجامع المظفري بقراءة جماعة في مجالس آخرها يوم الخميس العاشر من ذي القعدة سنة ثلاثين وستمائة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1718).

(24)

وهو: إبراهيم بن الشيخ القدوة عبد الله بن يوسف بن يونس بن إبراهيم بن سليمان بن ينكو. الشيخ الزاهد، العابد، أبو إسحاق ابن الأرمني، ويقال الأرموي، نسبة إلى أرمينية. ولد سنة خمس عشرة وستمائة بجبل قاسيون. وسمع من: الشيخ الموفق بن قدامة، وابن الزبيدي، وغيرهما. روى عنه: ابن الخباز، وابن العطار، والمزي، وطائفة. وكان صالحاً، خيراً، ديناً، كبير القدر، مقصوداً للتبرك والزيارة. له أصحاب ومحبون، ولهم فيه عقيدة حسنة، ولما قدم الملك الأشرف دمشق من فتح عكا طلع إليه وزاره، وطلب منه الدعاء، ووصله. وذلك ليلة الجمعة رابع عشر رجب بعد العشاء. وقد حدث بكتاب «الأمر بالمعروف» لابن أبي الدنيا مرات، لأنه تفرد به، عن الشيخ الموفق. توفي في ثاني عشر المحرم، سنة اثنتين وتسعين وستمائة، وطلع إلى جنازته ملك الأمراء والأمراء والقضاة والعلماء. تاريخ الإسلام رقم (99) البداية والنهاية [13/ 392].

ص: 452

بن أبي اليُسْرِ بنِ شَاكِرٍ

(1)

، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البُعْلَبَكِيُّ، وأبو محمدٍ شرفُ بن عمرَ بن حسين القَزْوِيْنِيُّ، وعبدُ اللهِ بن مُحمد بن صَارمِ الدِّينِ بُزْغَشَ، وعليُّ بن أبي صادقِ الحسنِ بن يحيى بن صبَّاحِ المَخْزُوْمِيُّ المِصْرِيُّ

(2)

، ومحمدُ بن القَاضي عليُّ بن مَحَاسِنِ النُّمَيْرِيُّ الكَفْرَبَطْنَاوِيُّ، وعبدُ الغنيِّ بن عبدِ الكَافي بن عبدِ الرَّحمن بن أبي البَقَاءِ القُرَشِيُّ، وعليُّ بن الشيخِ محمدُ بن حُسين بن عليٍّ

(3)

، ومُحمدُ بن محمدِ بن عَلِيٍّ الطَّائِيُّ الحَاتِمِيُّ

(4)

، وداودُ بن عُثمانَ بن رِسْلانَ البَعْلَبَكِيُّ الأنصاريُّ

(5)

، وأحمدُ بن مُحمدِ بن أبي الدَّرِّ الدمشقيُّ، وأبو عبدِ اللهِ مُحمد ُبن أسعدِ بن عبد الرَّحمن الهمذانيُّ

(6)

، وعليُّ بن محمدِ بن عليٍّ البَكْرِيُّ

(7)

، وسالمُ بن أبي الفَضلِ بن مُحَبَّرٍ، ويُوْسُفُ بن عُمرَ بن يُوسفَ النجَّاد، وأحمدُ بن إبراهيمَ بن أبي الفَهْمِ القَلَانِسِيُّ، وإسماعيلُ بنُ نُورِ بن نور بن فُرَيْجِ الهِيْتِيُّ

(8)

، ونصرُ بن عُبيدِ بن مُحمد بن عمران السُّوَادِيُّ

(9)

، وفاطمةُ وخديجةُ ابنتا أبي عبدِ اللهِ مُحمدُ بن محمودَ بن عبدِ المنُعمِ المَرَاتِبِيُّ

(10)

، وعبدُ الحميدِ بن أحمدَ بن خَوْلَانَ النَّجَارُ

(11)

، وإسماعيلُ بن عبدِ الرَّحْمَنِ بن عمرٍو الفَرَّاء المُنَادِي

(12)

، ومُحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن فضلِ الواسطِيُّ

(13)

، ومحمدُ بن عُثمانَ بن (بدر

) الخَيَّاطُ، وعمرُ بن المُسلم بن عمر الحَجَّارُ

(14)

، وهديةُ بنتُ عليِّ بن أحمدَ النَّحَاسُ الحلبيُّ، وفاطمةُ بنتُ حُسين بن عبدِ الله الآمِدِيُّ المؤذنُ

(15)

، ومحمدُ بن أبي بكرِ بن عبدِ السَّلامِ، يُعْرَفُ بالطُّبَيْلِ

(16)

.

وكان ابتداءُ القراءةِ في الكتابِ في أواخرِ شوال، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ، وآخرُها يومُ الخميسِ، عاشرُ ذي القِعدة من السَّنَةِ المذكورةِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، بسفحِ جبلِ قَاسِيُوْنَ عمَّرَهُ الله بالإسلام والسُّنة إلى يومِ الدِّين، والحمدُ لله رب العالمينَ وصلواته على أفضلِ الخلقِ أجمعينَ، محمدِ النَّبي وآلِهِ وسلامِهِ.

واختصرتُ من هذه الطبقة جماعةً أُخَرَ دَرَجُوْا لم أنقلْهم، وجماعةٌ أُخَرُ سَمِعوا بفواتٍ لم أنقلْهم أيضاً، وكتبَ مُحمدُ بن عبدِ المجيدِ بن زيدٍ، في خامسِ شوالٍ من سنةِ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ.

(1)

وهو: إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي المجد، مسند الشام، تقي الدين، شرف الفضلاء، أبو محمد التنوخي، المعري الأصل، الدمشقي. ولد في سابع عشر المحرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وسمع، فأكثر من الخشوعي وعبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ والقاسم ابن عساكر وابن ياسين الدولعي الخطيب، وحنبل، وابن طبرزد وأبى الفرج جابر بن اللحية الحموي، وأبي اليمن الكندي وطائفة. وأجاز له خليل الراراني، وأبو المكارم اللبان، ويحيى بن بوش وطائفة؛ وروى الكثير، واشتهر ذكره وبعد صيته وتفرد بأشياء كثيرة. وكان صحيح السماع، قوي المشاركة في الفضائل، من بيت كتابة وجلالة. وكان جده كاتب الإنشاء للسلطان نور الدين. روى عن تقي الدين: الشيخ علي الموصلي وابن تيمية وأخواه وابن أبي الفتح، وابن العطار، وقاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى، وبرهان الدين ابن الشيخ تاج الدين، ومجد الدين ابن الصيرفي، وعلاء الدين ابن النصير وخلق من كهول وقتنا. وتوفي في السادس والعشرين من صفر رحمه الله. سنة اثنين وسبعين وستمائة، قال الذهبي: وقد أجاز لوالدي وكتب الإنشاء للملك الناصر داود وولي بدمشق نظر البيمارستان النوري؛ وقد سمع ببغداد من عبد السلام الداهري وأبي القاسم أحمد وأبي علي ابن الزبيدي؛ وولي مشيخة تربة أم الصالح، ومشيخة الرواية بدار الحديث الأشرفية. ذيل مرآة الزمان [3/ 38] تاريخ الإسلام رقم (49).

(2)

وهو: علي بن حسن بن يحيى بن صباح بن الحسين بن الصباح المخزومي الدمشقي أبو الحسن علاء الدين بن ضياء الدين بن صادق. سمع أباه وأبي القاسم أحمد بن عبد الله السلمي العطار والحسين ابن الزبيدي. وحدث به عنهما مع سبعة وعشرين شيخاً بقراءة شرف الدين الفزاري وبعد ذلك بقراءة غيره، وسماعه لصحيح البخاري على ابن الزبيدي بالجامع المظفري. وسمع على أبي المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي البغدادي جانباً من "صحيح البخاري" وذلك من باب غيرة النساء ووجدهن إلى باب ما ذبح على النصب ومن باب حرق الحصير لسد الدم إلى باب من نوقش الحساب عذب ومن كتاب الأحكام إلى كتاب التمني ومن باب السؤال باسماء الله تعالى إلى آخر الصحيح. ومات سنة تسعين وستمائة بدمشق في شعبان، ومولده بها في سنة ست وستمائة. وكان يسكن عند باب توما. تاريخ الإسلام رقم (646) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1408).

(3)

وهو: علي بن محمد بن حسين، كمال الدين ابن الشيخ العارف محمد الفرنثي، الفقير، شيخ الزاوية الفرنثية بعد والده. سمع: ابن الزبيدي وابن اللتي وجعفر الهمداني، كتب عنه ابن الخباز وابن البرزالي، وجماعة. وكان فيه عشرة وانطباع. وقد عمل سماعاً ودعوة للشيخ حسن ابن الحريري غرم عليها ألف درهم مع فقره، لا أثابه الله. توفي في شعبان، سنة خمس وثمانين وستمائة، وله تسع وخمسون سنة. تاريخ الإسلام رقم (335) توضيح المشتبه [7/ 89].

(4)

وهو: محمد بن محمد بن علي بن عربي الطائي، الحاتمي، سعد الدين، الأديب الشاعر. سمع الحديث، ودرس، وقال الشعر، وكان شاعراً مجيداً، له ديوان مشهور. ولد في سنة ثمان عشرة وستمائة، وتوفي بدمشق سنة ست وثمانين وستمائة - وهي السنة التي دخل فيها هولاكو ملك التتار بغداد، وقتل الخليفة المستعصم. ودُفن المذكور عند والده صاحب "الفتوحات المكية" بسفح قاسيون، بتربة القاضي بني الزكي. فوات الوفيات [3/ 267] التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول ص (161).

(5)

وهو: داود بن عثمان بن رسلان، الرئيس فتح الدين ابن البعلبكي الأنصاري الدمشقي. حدث عن الحسن بن صباح، ومات في رجب، سنة تسع وسبعين وستمائة. تاريخ الإسلام (457).

(6)

وهو: محمد بن أسعد بن عبد الرحمن، الشيخ الزاهد الصالح أبو عبد الله الهمذاني، المجاور بمشهد عروة. كان كبير القدر، صاحب أوراد وعبادة وزهد وإقبال على الآخرة، حدث "بالبخاري" عن ابن الزبيدي، قرأه عليه الخطيب شرف الدين الفزاري، وسمع منه: قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى، وجماعة. أقام بمشهد عروة في جامع دمشق منعكفاً على العبادة سنين إلى أن توفي في صفر، سنة تسع وستين وستمائة، وشيعه خلق كثير. تاريخ الإسلام رقم (323) الوافي بالوفيات [2/ 144].

(7)

وهو: علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن، الشيخ علاء الدين، أبو الحسن البكري، المراكشي، الكاتب. ولد سنة ست عشرة وستمائة بدمشق. وسمع: أبا صادق بن صباح وابن الزبيدي وابن اللتي وابن أخي أبي البيان والحسين بن إبراهيم بن مسلمة. وروى صحيح البخاري. وكان ذا خبرة بأمور الديوان والحساب بحيث يرجع إلى قوله في ذلك. ولي نظر المارستان النوري مدة، ثم ولي نظر الدواوين، وكان ترك ذلك أولى به؛ لأنه كان متواضعاً صالحاً، له ورد بين العشاءين، وكان يركب الحمار ويأتي الديوان. سمع منه غير واحد. وأجاز لي حديثه. ومات في جمادى الأولى، سنة أربع وثمانين وستمائة، وعمل نظر البيمارستان النوري مدة بلا جامكية، كان غنياً. تاريخ الإسلام رقم (265) الوافي بالوفيات [22/ 66].

(8)

تذكر كتب التراجم بأن اسمه ليس إسماعيل بن نور بن نور، بل إسماعيل بن نور بن قمر: فجاء فيها: إسماعيل بن نور بن قمر، الهيتي، الصالحي. روى عن موسى ابن الشيخ عبد القادر والموفق ابن قدامة والنفيس ابن البن، قال المزي: كان شيخاً حسناً، أميَّاً، سمعنا منه، قلت: روى عنه ابن الخباز والمزي وابن البرزالي وجماعة ومات في رجب. سنة تسعين وستمائة. وقال في ذيل التقييد: سمع على الحسين بن لمبارك الزبيدي صحيح البخاري. تاريخ الإسلام رقم (614) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (927) توضيح المشتبه [2/ 114] شذرات الذهب في أخبار من ذهب [7/ 719].

(9)

وهو: نصر بن عبيد بن محمد بن عمر بن السوادي الخليلي، أبو الفتح المؤذن بسفح قاسيون. سمع على الحسين بن المبارك الزبيدي "صحيح البخاري". حدث به مع سبعة وعشرين شيخاً. مات في خامس رجب سنة ست وسبعين وستمائة. سمع أيضاً من ابن اللتي. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1659).

(10)

وهي: خديجة بنت محمد بن محمود بن عبد المنعم بن المراتبي أم محمد الصالحية ابنة حبيبة بنت الشيخ أبي عمر، متعبدة صالحة، سمعت من الزبيدي، والفخر الإربلي. توفيت في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وست مائة. وآخرون معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 233].

(11)

وهو: عبد الحميد بن أحمد بن خولان الصالحي البناء النجار أبو محمد الزملكاني. سمع على أبي المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي مسند عبد بن حميد، رواه عنه إجازة محمود بن خليفة المنبجي. وسمع من أبي القاسم بن صصري وابن صباح وابن الزبيدي والناصح والجمال أبي حمزة. وأجاز له ابن أبي لقمة وأبو المجد القزويني وأبو محمد بن البن. سمع منه جماعة، أخذ عنه ابن الخباز وابن نفيس وابن شامة وابن مظفر والبرزالي والمحب والواني وابن العلم. ومولده سنة سبع وستمائة، مات في المحرم سنة اثنتين وسبعمائة بمكة وله خمس وثمانون سنة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 348] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1264).

(12)

وهو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عميرة، الشيخ العدل، الجليل، المسند الصالح، عز الدين، أبو الفداء ابن المنادي وابن الفراء المرداوي، ثم الصالحي، الحنبلي. ولد سنة عشر وستمائة. وسمع من الشيخ الموفق فأكثر، ومن ابن البن وابن راجح وابن أبي لقمة والقزويني والبهاء عبد الرحمن وأبي القاسم بن صصرى وابن الزبيدي وابن صباح وجماعة. سمع على الشيخ موفق الدين عبد الله بن قدامة: فضائل القرآن لأبي عبيد، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي إسماعيل المالكي، وسنن ابن ماجة والمستخرج على صحيح البخاري لأبي بكر الإسماعيلي. وعلى الحسين بن الزبيدي صحيح البخاري بالجامع المظفري. وروى " شرح السنة " و " معالم التنزيل " مرات. وكان محباً للحديث، كثير التلاوة والذكر والطاعة، حسن الأخلاق، دائم التواضع، حسن الهيئة والبزة، مبادراً إلى التسميع، وكان من محاسن الشيوخ. وانتقل إلى رحمة الله بكرة الجمعة سابع جمادى الآخرة بسفح قاسيون بجنينته، سنة سبعمائة، وصُلي عليه بالجامع المظفري، عقيب الجمعة. تاريخ الإسلام رقم (766) ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (907).

(13)

وهو: المسند شمس الدين ابن الواسطي، محمد بن علي بن أحمد بن فضل المسند المبارك شمس الدين، أبو عبد الله أخو الإمام القدوة تقي الدين ابن الواسطي ولد سنة خمس عشرة وست مائة تقريباً، وحضر على الشيخ الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح، وسمع من ابن أبي لقمة والقزويني وابن البن وابن صصرى والبهاء وابن صباح والكاشغري وابن غسان والزبيدي وعمر بن شافع وطائفة، خرج له الذهبي عوالي في جزء ضخم، وخرج له النابلسي مشيخة في جزئين، وروى عنه في حياته: ابن الخباز وابن العطار وسمع منه بشر كثير منهم: المزي والبرزالي وابن سيد الناس والمقاتلي والمجد الصيرفي والمحب المقدسي وابن المهندس ونجم الدين القفجاري النحوي وشمس الدين ابن المهيني. وتوفي سنة سبع مائة. تاريخ الإسلام رقم (717) الوافي بالوفيات [4/ 137].

(14)

وهو: عمر بن المسلم بن عمر الحجار القرشي. سمع على أبي المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي مسند عبد بن حميد، رواه عنه اجازة محمود بن خليفة المنبجي. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد رقم (1568).

(15)

وهي: فاطمة بنت حسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الآمدي، المؤذن، أم محمد، وأمها خديجة بنت الزين أحمد بن عبد الدائم، وهي زوجة الزاهد الشيخ علي الملقن. امرأة صالحة عابدة، مبتلاة بالزمانة، روت "صحيح البخاري" عن ابن الزبيدي، وروت عن الفخر الإربلي وغيره. توفيت في المحرم، سنة ثمان وتسعين وستمائة، سمع منها الذهبي. تاريخ الإسلام رقم (532).

(16)

وهو: محمد بن أبي بكر بن عبد السلام بن إبراهيم الصالحي المقرئ الحفار، المعروف بابن الطبيل، كان شيخاً معمراً ذا همة وجلادة وملازمة للجماعة، سمع الصحيح من ابن الزبيدي، وحدث عنه ابن الخباز في معجمه في حياة ابن عبد الدائم، وسمع منه ابن البرزالي، وأخذ شيخنا الذهبي عنه ثلاثيات البخاري وغير ذلك. مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعمائة، وكان الوجيه نقل عنه أنه قال: ولدت في سنة إحدى عشر وستمائة، ثم في الآخر صار يقول جزت المائة، وهو ممن عذب في وقعة غازان وأوذي. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 354] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة رقم (1072).

ص: 453

نقلها بنصِّها أحمدُ بنُ عبدِ الوهابِ بن محمد البَكريُّ التَّيْمِيُّ، في تاسعِ جمادى الآخرة، سنة خمسٍ وعشرينَ وسبعمائةٍ.

(1)

(1)

صورة السماع في الفرع النويري: -طبقةُ السَّمَاعِ على ابنِ الزُّبَيْدِيِّ أيضاً، في سنةِ ثلاثينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

شاهدتُ على آخرِ الأصلِ الذي نقلتُ منه وقابلتُ وسمعتُ من كتابِ الجامعِ الصحيحِ:

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيم، ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيمِ:

سمعَ جميعَ كتابِ الجامعِ الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله محمدِ بن إسماعيلَ البُخاريِّ رحمة الله عليه، وهو من هذهِ النُّسخةِ المقروءِ منها في مجلداتٍ ستٍّ، على الشيخِ الجَّليلِ العالمِ الثِّقَةِ؛ سراجِ الدينِ أبي عبدِ الله الحسينِ بن أبي بكرِ بن عبدِ اللهِ المباركِ بن محمد بن يحيى الزُّبَيْدِيُّ ثم البَغداديُّ -أثابهُ اللهُ الجنةَ- بحقِّ سماعهِ من الشيخِ أبي الوقتِ عبدِ الأولِ بن عيسى بن شُعيب السِّجَزِيِّ، في سنة ثلاثٍ وخمسينَ وخمسمائةٍ، عن أبي الحسن الدَّاوُدِيِّ عن السَّرْخَسِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ، بقراءةِ الأئمةِ العلماءِ:

تقيِّ الدينِ أبي العباسِ أحمدِ بن الإمامِ أبي الفتحِ محمدِ بن الحافظِ عبدِ الغنيِّ بن عبدِ الواحدِ بن عليٍّ، وشمسِ الدِّينِ أبي محمدِ عبدِ الرَّحمنِ بن الشيخِ أبي عُمر محمدِ بن أحمدَ بن قُدَامَةَ، وعزِّ الدِّينِ أبي محمدٍ عبدِ العزيزِ بن عبدِ الملكِ بن عثمانَ، وبقراءةِ مُثْبَتَةِ: أحمدِ بن عِيسى بن عبدِ الله بن قُدَامَةَ المَقْدِسِيَّيْنِ، وسمعَ كلُّ واحدٍ منهم ما قرأَ الآخرُ، أحمدُ بن عبيدِ الله بن أحمدَ [في الأصل: أحمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد]، وسُليمانُ -أُحْضِرَ- بن حمزةَ بن أحمدَ بن عُمرَ بن محمدِ بن أحمدَ، وابنُ عَمِّهِ عليُّ بن عمرَ، وزينبُ بنتُ شرفِ الدِّينِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بن عبدِ الملكِ، وأحمدُ بنُ عبدِ الله، وعمرُ بن جمالِ الدِّينِ أبي العبَّاس أحمدَ بن أبي عبدِ اللهِ عُمَرُ بنُ أبي بكرِ بن عبدِ اللهِ [في الأصل: عمر بن جمال الدين أبي العباس أحمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله]، وأحمدُ وزينبُ -حَضرَتْ- ابنا عبدِ الله، وأبو العبَّاسِ أحمدُ وأبو بكرٍ ابنا محمدِ بن عُمرَ، ومحمدُ بن أحمدَ بن محمدٍ، وابنُ أخيهِ محمدُ بن عبدِ الله بن مُحمدٍ، وأبو عبدِ الله مُحمدُ بن عبد الرَّحيمِ بن عبدِ الواحدِ بن أحمدَ، وعَزِيَّةُ بنت الشَّرَفِ محمدِ بن عبدِ الملك بن عبدِ الملكِ، حضرتْ وستُّ العربِ بنتُ عبدِ الرَّحيمِ، وأبو عبدِ الله محمدُ وأحمدُ ابنا عبدِ الحميدِ، وآمنةُ ابنة محمدِ بن عبدِ الرَّحمن بن إبراهيمَ، وعليُّ بن عبدِ الرحمنِ بن محمِد بن عبدِ الجَّبَّارِ المُقرئُ، وإسماعيلُ وإبراهيمُ ابنا أبي العبَّاس أحمدَ بن جَميلِ بن حَمدٍ، وعبدُ الله وأحمدُ ابنا محمدِ بنِ أبي الفتحِ محمدِ بن أحمدَ، وابنُ عمهما عبدُ العزيزِ بن عبدِ الرَّحمن، وأحمدُ بن محمدِ بن أحمدَ بن يونسَ بن حسنٍ -حَضَرَ- وهديةُ بنتُ عبدِ الحميدِ بن محمد بن سعدٍ، وأحمدُ بن مُحمد بن سعدِ بن عبدِ الله بن سعدٍ، وعبدُ الخالقِ وعبدُ السَّاتِرِ ابنا الفقيهِ أبي مُحمدٍ عبدِ الحميدِ بن محمدِ بن أبي بكرِ بن مَاضي، وأَخُوْهُمَا أبو بَكرٍ، وعمرُ بن الجَّمَالِ أبي العباسِ أحمدَ بن عُمر بن أبي بَكر بن شُكر بن عَلَّانَ، وعبدُ الدَّائمِ وأبو بكرٍ وعمرُ بنو أحمدَ بن عبد الدَّائم بن نِعْمَةَ، ومحمدُ بن الشيخِ أبي التُّقَى حازمِ بن حامدِ بن حسنٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بن أحمدَ بن محمدِ بن مُفلحٍ، وإسماعيلُ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن موسى العَطَّارُ، وعبدُ الرَّحمنِ بن عليِّ بن مَنصورِ بن محمودَ، ويوسفُ بن عبدِ الله بن عُثمان بن مِقْدَامٍ، وعبدُ الله بن مُحمد بن سَيِّدْهُمْ، وفاطمةُ بِنتُ أحمدَ بن يحيى بن أبي الحُسينِ بن عبد الله الزَّاهِدُ، وأحمدُ بن مُحمد بن محمودٍ، ومُحمدُ بن إبراهيمَ بن أبي الفرجِ بن أبي الفضلِ، ومُؤنِسَةُ بنتُ مُحمدِ بن أحمدَ بن سالمٍ، وأحمدُ بن عبدِ الرحمن بن مُؤمن بن أبي الفَتحِ، وعبدُ الرَّحيمِ وعبدُ الحميدِ ومحمدٌ -حَضَرَ- بنو أحمدَ بنِ عبد الرَّحمن البَجَّدِيُّ، وأحمدُ بن أبي بكرِ بن عبدِ الباقي بن عليٍّ، وابني عبدِ الباقي بن عليٍّ، ومحمدُ بن عليِّ بن عبدِ الله بن شَمَّامٍ، وعليُّ بن محمدِ بن عليٍّ المؤذنُ الدِّمشقيُّ، ونصرُ الله بن محمدِ بن عَيَّاشٍ، وعيسى بنُ أبي مُحمدِ بن عبدِ الرَّزاقِ بن هِبة اللهِ العَطَّارُ، وأحمدُ بن سُليمانَ بن عبَّادِ بن خَفَاجَةَ، ومحمدُ بن الشيخِ عمرُ بن عبدِ الملك الدَّيْنَوَرِيُّ، وسليمانُ بنُ إبراهيمَ بن بَدْرَانَ العابدُ الحنفيُّ، وحسنُ بن عليِّ بن عَسْكَرَ البَغْدَادِيُّ، وساعدُ بن سعدِ الله بن ثَلَّاجٍ، وعبدُ الدَّائمِ بن أحمدَ بن رِبحٍ، وعمرُ وأبو بكرٍ ابنا عباسِ بن عَجْرَمَةَ البَانياسيُّ الحَجَّارُ، وإسماعيلُ بنُ مُحمدِ بن عُمرَ الحَرَّانِيُّ، وأحمدُ بن عليِّ بن يُوسفَ الدمشقيُّ القَلَانِسِيُّ، وأحضرَ ابنهُ عَلياً، ويوسفُ بنُ عبدِ الله بن محمدِ بن عَطاء، وابنُ عَمِّهِ علي ُّبن عبدِ الرحمنِ، وإبراهيمُ بن الشيخِ عبدِ الله بن يونسَ الأَرْمَنِيُّ، وتقي ُّالدِّينِ أبو محمدٍ إسماعيلُ بن أبي اليُسْرِ بنِ شَاكِرٍ، وإسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البُعْلَبَكِيُّ، وأبو محمدٍ شرفُ بن عمرَ بن حسينٍ القَزْوِيْنِيُّ، وعبدُ اللهِ بن مُحمد بن صَارمِ الدِّينِ بُرْغَشَ، وعليُّ بن أبي صادقِ بن الحسنِ بن يحيى بن صبَّاحِ المَخْزُوْمِيُّ المِصْرِيُّ، ومحمدُ بن القَاضي عليُّ بن مَحَاسِنِ النُّمَيْرِيُّ الكَفْرَبَطْنَاوِيُّ، وعبدُ الغنيِّ بن عبدِ الكَافي بن عبدِ الرَّحمن بن أبي البَقَاءِ القُرَشِيُّ، وعليُّ بن الشيخِ محمدُ بن حُسين بن عليٍّ، ومُحمدُ بن محمدِ بن عَلِيٍّ الطَّائِيُّ الحَاتِمِيُّ، وداودُ بن عُثمانَ بن رِسْلانَ البَعْلَبَكِيُّ الأنصاريُّ، وأحمدُ بن مُحمد بن أبي الدَّرِّ الدمشقيُّ، وأبو عبدِ اللهِ مُحمد ُبن أسعدِ بن عبد الرَّحمن الهمذانيُّ، وعليُّ بن محمدِ بن عليٍّ البَكْرِيُّ، وسالمُ بن أبي الفَضلِ بن مُحَبَّرٍ، ويُوْسُفُ بن عُمرَ بن يُوسفَ النجَّاد، وأحمدُ بن إبراهيمَ بن أبي الفَهْمِ القَلَانِسِيُّ، وإسماعيلُ بن نور بن نور بن بن فُرَيْجِ الهِيْتِيُّ، ونصرُ بن عُبيدِ بن مُحمد بن عمرانَ السُّوَادِيُّ، وفاطمةُ وخديجةُ ابنتا أبي عبدِ اللهِ مُحمدُ بن محمودَ بن عبدِ المنُعمِ المَرَاتِبِيُّ، وعبدُ الحميدِ بن أحمدَ بن خَوْلَانَ النَّجَارُ، وإسماعيلُ بن عبدِ الرَّحْمَنِ بن عمرٍو الفَرَّاء المُنَادِي، ومُحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن فضلِ الواسطِيُّ، ومحمدُ بن عُثمانَ بن بدر الخَيَّاطُ، وعمرُ بن المُسلم بن عمرَ الحَجَّارُ، وهديةُ بنتُ عليِّ بن أحمدَ النَّحَاسُ الحلبيُّ، وفاطمةُ بنتُ حُسين بن عبدِ الله الآمِدِيُّ المؤذنُ، ومحمدُ بن أبي بكرِ بن عبدِ السَّلامِ، يُعْرَفُ بالطُّبَيْلِ.

وكان ابتداءُ القراءةِ في الكتابِ في أواخرِ شوال، سنةَ ثلاثينَ وستمائةٍ، وآخرُها يومُ الخميسِ، عاشرُ ذي القِعدة من السَّنَةِ المذكورةِ بالجامع المُظَفَّرِيِّ، بسفحِ جبلِ قَاسِيُوْنَ عمَّرَهُ الله بالإسلامِ والسُّنةِ إلى يومِ الدِّين، والحمدُ لله رب العالمينَ وصلواته على أفضلِ الخلقِ أجمعينَ، محمدِ النَّبي وآلِهِ وسلامِهِ.

واختصرتُ من هذه الطبقة جماعةً أُخَرَ دَرَجُوْا لم أنقلْهم، وجماعةٌ أُخَرُ سَمِعوا بفواتٍ لم أنقلْهم أيضاً، وكتبَ مُحمدُ بن عبدِ المجيدِ بن زيدٍ، في خامسِ شوالٍ من سنةِ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ.

نقلَهَا كما شاهدَهَا أحمدُ بن عبدِ الوهاب البَكْرِيُّ التَّيْمِيُّ. وشاهدتُ على السِّفْرِ الثَّاني نحوَ ذلكَ.

ص: 454

[طباق سماع وإسماع اليونيني]

(1)

-‌

‌ طبقةُ السَّمَاعِ

(2)

على ابنِ عَرَبْشَاهَ وغيرِهِ لبعضِ الكتابِ، في سنةِ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الأوَّلِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

سمعَ عليَّ من أوَّلِ هذا الكتابِ إلى آخرِ بابِ قولِ النبي صلى الله عليه وسلم: <الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ>، وعلى الشيخِ عمادِ الدِّينِ إسماعيلَ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ، وعلى الشيخِ

شمسِ الدِّينِ محمدِ بن داودَ بن إلياسَ البَعْلَبَكِّيَانِ، بقراءةِ الفقيهِ الإمامِ العالمِ الزَّاهدِ شرفِ الدِّيْنِ أبي الحُسَيْنِ عليِّ بن الشيخِ الإمامِ فريدِ عَصْرِهِ، مُحمدِّ بن أحمدَ بن محمدٍ اليُوْنِيْنِيِّ، الجماعةُ الصُّلَحَاءُ:

الشيخُ صلاحُ الدِّينِ صالحُ بن أحمدَ بن عُثمانَ

(3)

، ونصرُ بن أيوبَ بن نصرٍ، ومحمدُ بن عُقيل بن سلامٍ، وأحمدُ بن مَعَالي بن عبدِ الوهابِ، ومحمدُ بن محمودَ بن عبدانُ، ومحمدُ بن أحمدَ بن عبدِ الله البَعْلَبَكِّيُّوْنَ، وصحَّ لهم ذلكَ في يومِ الأحدِ، ثانِي ذِي الحِجَّةِ، سنةَ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ، بمسجدِ الحنابلةِ بمدينةِ بَعْلَبَكَّ حَرَسَهَا اللهُ تعالى.

وكتبَ الفقيرُ إلى رحمةِ ربِّهِ مُحَمَّدُ بن عَرَبْشَاهَ بنِ أبي بكرٍ الهَمَذَانِيِّ ثم الدِّمَشْقِيِّ عفا الله عنه، والحمدُ للهِ وحدهُ، وصلواتُهُ على سيِّدنا محمدٍ وآلهِ وسلم.

نقلها كما شاهدَهَا أحمدُ البَكْرِيُّ.

-سماعُ محمدِ بن زيدٍ على ابنِ جُوْسَلِيْنَ بقراءةِ الشيخِ شرفِ الدِّينِ اليُوْنِيْنِيِّ، في سنةِ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حَرفاً بحرفٍ:

(1)

من هنا وإلى آخر السماعات مما تفردت بنقله النسخة (و) عن أصل المقدسي.

(2)

صورة السماع هذه وإلى آخر الكتاب من الفرع النويري الثاني.

(3)

وهو: صالح بن أحمد بن عثمان بن حامد بن علي الهكاري البعلي صلاح الدين القواس، الشاعر البعلبكي. صحب الفقراء. كان رجلاً خيراً، مضيء القلب نيراً، يعبر الرؤيا ويتكلم عليها مناسبا، ويجيد فهمها حاسبا. وينظم القريض، ويأتي به مثل زهر الروض الأريض. وكان كثير الاتضاع، غزير مادة الإمتاع. قد صحب الفقراء زمانا، وحفظ من كلامهم لؤلؤاً وجمانا. وسافر البلاد، وعلم منها ومن أهلها الطارف والتلاد. ولم يزل على حاله إلى أن انفسد مزاج صالح، وتلقاه العيش بعد بشره بوجهه الكالح. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وعشرين وسبعمئة في سادس عشر شهر ربيع الأول. ومولده سنة ثمان وثلاثين وستمئة. أعيان العصر وأعوان النصر [2/ 540] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1958].

ص: 455

سمعتُ جميعَ كتابِ الجامعِ الصَّحيحِ للبخاريِّ -رحمه الله تعالى- وهو في مُجَلَّدَتَيْنِ من هذه النُّسخةِ على الشيخِ الإمامِ العالمِ العاملِ الفاضلِ الكاملِ الزَّاهدِ العَابِدِ الورعِ: عمادِ الدِّينِ أبي الفداءِ إسماعيلَ بنِ إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ البعلبكي -أثابهُ اللهُ الجنةَ- بحقِّ سماعهِ من ابن الزُّبَيْدِيِّ بسماعهِ من أبي الوقتِ بِسندهِ، بقراءةِ الشيخِ الإمامِ الأوحدِ الحافظِ المتقنِ شرفِ الدِّينِ أبي الحسينِ بنِ شيخِنَا وسيِّدِنَا الشيخِ الإمامِ الأوحدِ العلامةِ شرفِ الإسلامِ قدوةِ الأنامِ، مُفتي الفِرَقِ صدرِ الشامِ، أوحدِ العلماءِ سيِّدِ الفُضَلاءِ وارثِ الأنبياءِ: تقيِّ الدينِ أبي عبدِ اللهِ مُحمدِ بن الشيخِ محمدِ بن الشيخِ أبي الحُسينِ أحمدِ بن عبدِ الله بن أحمدَ بن أحمدَ اليُوْنِيْنِيِّ -أعادَ اللهُ من بركاتهِ-.

وكانَ في يدي ما لهُ القُرَّاءُ أصلُ السَّماعِ، وهو الأصلُ الذي نقلتُ منه هذه النسخةَ أنظرُ فيه، وهو يقرؤهُ من هذهِ النسخةِ، وكَمُلَ ذلكَ كذلكَ في مجالسٍ آخرُها يومُ الثلاثاءِ، ثالثُ عشرَ ذي القِعدةِ، سنةَ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ، بمدينةِ بَعْلَبَكَّ المحروسةِ، في مسجدِ الحنابلةِ بها، عمَّرهُ الله تعالى بالإسلامِ والسُّنَّةِ إلى يومِ الدينِ.

وكتبَ محمدُ بن عبدِ المجيدِ بن أبي الفضلِ بن عبدِ الرحمن بن زيدٍ، حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله محمدٍ النبي الأُمِّي، وآلهِ وصحبهِ ومُسَلِّمَاً.

وشاهدتُ تِلْوَ هذه الطبقةِ بخطِّ الشيخِ المُسْمِعِ ما مثالُهُ:

صحيحُ ذلكَ كتبهُ إسماعيلُ بن إسماعيلَ بن جُوْسَلِيْنَ -عفا الله عنه-، في يومِ الثلاثاءِ ثالثَ عشرَ ذي القِعدة، من سنةِ تسعٍ وستينَ وستمائةٍ، حامداً لله سبحانهُ ومُصَلِّيَاً على نبيهِ سيدنا محمدٍ وآله ومُسَلِّمَاً.

نقله كما شاهدهُ أحمدُ البَكري.

وشاهدتُ على أولِ السِّفْرِ الثاني مثلَ ذلكَ.

وشاهدتُ على السِّفْرِ الثَّانِي مثلَ ذلك أو نحوه، كتبهُ أحمدُ البكريُّ.

-‌

‌ طبقةُ السماعِ على أبي الحسينِ اليُوْنِيْنِيِّ، في سنةِ إحدى وسبعينَ وستمائةٍ، بالخانقاه النُّوْرِيَّةِ بحماةَ المحروسةِ:

وشاهدتُ على السِّفْرِ الأوَّلِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

سمعَ جميعَ كتابِ الجَّامعِ الصحيحِ للإمام أبي عبدِ الله محمدِ بن إسماعيلَ البخاريِّ، وهو مُجَلَّدَتَانِ هذهِ الأولى منهما:

منَ الشيخِ الإمامِ العالمِ الحافظِ، المتقنِ العابدِ الزاهدِ الورعِ المُفنن، شرفِ الدِّينِ جمالِ الحُفَّاظِ، ثِقَةِ المحَدِّثِيْنَ، أبي الحُسَيْنِ عليِّ بنِ شيخِنا الإمامِ العالمِ العاملِ، الزَّاهدِ الورعِ القُدْوَةِ، تقيِّ الدِّينِ شيخِ الإسلامِ أوحدِ الأنامِ، مُفتي الفِرَقِ وسيِّدِ الطوائفِ: أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله اليُوْنِيْنِيِّ -أثابهُ اللهُ الجَّنَةَ- بحقِّ سماعهِ من شيخهِ سراجِ الدينِ بن

ص: 456

الزُّبَيْدِيِّ، وكمالِ الدِّينِ الضَّريرِ المصريِّ

(1)

، بإسنادهما المُعَيَّنَيْنِ المنقُوْلَيْنِ في هذا الكتابِ من لفظهِ -مدَّ الله في عمرَهُ-:

الشيخُ الإمامُ العالمُ القدوةُ تاجُ الدِّينِ أبو العباسِ أحمدُ بن الشيخِ الإمامِ: زينِ الدينِ أبي عبدِ الله مُحمدِ بن أبي الفَرَجِ محمدِ بن نصرِ الله العَبْدِيِّ

(2)

، وولدُهُ الصدرُ الكبيرُ زينُ الدِّينِ أبو عبدِ الله محمدٌ

(3)

، والسيدُ الأجلُّ الإمامُ: بدرُ الدينِ أبو محمدٍ عبدُ اللطيفِ أخو تاجِ الدينِ لأبويهِ

(4)

، والإمامُ العالمُ مجموعُ الفضائلِ، نجمُ الدينِ أبو العباسِ أحمدُ بن مُحَسِّنِ بن مِلِّيٍّ

(5)

البَعْلَبَكِيُّ الأنصاريُّ

(6)

، وولدُهُ شرفُ الدينِ أبو محمدٍ موسَى.

والمشايخُ الصلحاءُ: فخرُ الدينِ محمدُ بن عيسى بن يوسفَ بن عيسى الهرويُّ الصُّوفيُّ، وجمالُ الدينِ إبراهيمُ بن الشيخِ المفتي رضي الله مرضِيُّ بن إبراهيمَ، وعزُّ الدينِ محمدُ بن جمالِ الدين يوسفُ بن محمدٍ عُرِفَ بابنِ الإمامِ، وفِتْيَانُ بن أبي القاسمِ بن بردس الضَّرِيْرُ، وعليُّ بن حسنِ بن أبي المعَالي، والشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ الكريمِ بن أحمدَ بن أبي الفَوَارِسِ خادمِ الصوفيةِ، وجمالُ الدينِ عبدُ الكريمِ وأمينُ الدينِ عبدُ الرحمنِ ابنا الرئيسِ عمادِ الدِّينِ عبدِ الرَّحِيْمِ بن أبي المكارِمِ بن مُرْشِدِ بن قِرْنَاصَ، وقطبُ الدِّينِ أبو العباسِ أحمدُ بن سليمانَ بن موهوبٍ، وشمسُ الدِّينِ أحمدُ بن عليِّ بن يوسفَ الأنباريُّ، وعمرُ بن سلامةَ بن سالمٍ، وعبدُ اللهِ بن عبدِ الحميدِ بن محمودٍ السِّنْجَارِيُّ، وأمينُ الدِّيْنِ أبو القاسمُ هِبَةُ اللهِ بن الشيخِ مُخْلِصِ الدِّيْنِ محمودُ بن أبي القاسمِ بن قِرْنَاصَ

(7)

، ووالده المذكور، والقاضِي كمالُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الوهابِ بن القاضِي السَّعيدِ مُحيي الدِّين أبي يَعْلَى حمزةِ بن محمدِ بن الحسينِ

(8)

، وشمسُ الدينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن رضوانَ بن رافعِ بن الصُّفْرِ، وولدُهُ محمدٌ، والشيخُ عمادُ الدِّينِ إبراهيمُ بن عبدِ المحسنِ بن عبدُ الحَمِيْدِ بن قِرْنَاصَ، ونورُ الدِّين محمودُ بنُ شهابِ الدِّينِ أبي طالبِ عمرَ بن إبراهيمَ بن مرضي، وفخرُ الدِّينِ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن أحمدَ بن أبي القاسمِ بن قِرْنَاصَ، والشيخُ الإمامُ العالمُ شمسُ الدين أبو الحسنِ محمدُ بن الشيخِ أبي البناءِ محمودُ بن علوانَ البَالِسِيُّ، وعمادُ الدِّينِ أبو الحسنِ عليُّ بن أحمدَ بن محمدِ بن قِرْنَاصَ،

(1)

وهو: ابن درباس محمد بن عبد الملك بن عيسى الماراني، الإمام، القاضي، كمال الدين، أبو حامد محمد ابن قاضي القضاة صدرالدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني، المصري، الشافعي، الضرير، المعدل. ولد: سنة ست وسبعين وخمسمائة. وسمع: أباه، والبوصيري، والأرتاحي، والقاسم ابن عساكر، وأبا الجود، وجماعة. وأجاز له السلفي. روى عنه: ابن الحلوانية، وعلم الدين الدواداري، والشيخ شعبان الإربلي، وإبراهيم ابن الظاهري، والمصريون. وكان من جلة المشايخ. درس، وأفتى، وأشغل، ونظم الشعر، وجالس الملوك. ودرس بالمدرسة السيفية مدة. توفي: في شوال، سنة تسع وخمسين وستمائة. سير أعلام النبلاء [رقم: 252] نكث الهميان في نكت العميان [ص: 249].

(2)

وهو: أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله، تاج الدين، أبو العباس العبدي الحموي، الشافعي، المعروف بابن المغيزل. ولد سنة اثنتين وستمائة، وسمع الحديث من ابن رواحة وابن الخازن، ومات بحماة في سابع عشر رجب. وكان فقيهاً، فاضلاً، مفتياً، مدرساً، متفنناً. ولي مشيخة الشيوخ بحماة ودرس بالعصرونية، ودخل بغداد وناظر بها وأكرم مورده. وكان صاحب ديانة وعبادة وخير ومهابة وورع. ترك المناصب لأولاده واشتغل بنفسه. وأولاده: زين الدين وناصر الدين وفخر الدين. وتوفي سنة سبع وثمانين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 429] الوافي بالوفيات [8/ 82].

(3)

في "الدرر الكامنة" من هو بنفس الاسم إلى قوله نصر الله، ولكن ليس هو، إذ لقبه أمين الدين، والشيخ المترجم هنا اسمه زين الدين، ومن ترجمه ابن حجر وُلِدَ في سنة إحدى وسبعمائة، وهو ليس من طبقة هؤلاء الشيوخ هنا، فليس المقصود. وقد جاء في الوافي بالوفيات ما هو أقرب لترجمته، ولكن المشكل فيها أن اسم زين الدين مثل اسم أبيه تاج الدين، ففيها:(زين الدين ابن المغيزل، أحمد بن محمد ين محمد بن زين الدين ابن المغيزل الحموي الخطيب، أبو عبد الله ابن الشيخ تاج الدين خطيب الجامع الأسفل، سمع من شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز وتوفي سنة تسع وتسعين وستمائة). الوافي بالوفيات [8/ 82]. وفي تاريخ الإسلام للذهبي: زين الدين ابن المغيزل، هو الخطيب أبو عبد الله ابن الشيخ تاج الدين أحمد بن محمد بن محمد ابن المغيزل الحموي، خطيب الجامع الأسفل. سمع من شيخ الشيوخ عبد العزيز وتوفي بحماة في المحرم. سنة تسع وتسعين وستمائة. وهو الصحيح. تاريخ الإسلام [رقم: 625] وفيه ترجمة أوضح ب [رقم: 700] قال: محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله، الخطيب، زين الدين ابن المحتسب تاج الدين الحموي ابن المغيزل. [المتوفى: 699 هـ].

(4)

وهو: عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن نصر الله. الإمام بدر الدين، أبو محمد العبدي، الحموي، الشافعي، الفقيه. إمام، عالم، مدرس، جيد الفتوى وافر الحرمة ببلده. صاحب مكارم ولطف وتواضع. وله نظم ونثر، كتب عنه شيخنا أبو الحسين اليونيني. وقد سمع ببغداد من أبي إسحاق الكاشغري وأبي بكر ابن الخازن وبمصر من الحسن بن دينار وأبي فصيد قايماز المعظمي وعبد الرحيم بن الطفيل وبحلب من ابن خليل وبحماة من صفية وجماعة، أخذ عنه البرزالي وكان خطيب حماة بالجامع الأعلى. توفي سنة تسعين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 638].

(5)

في (و) تصحيفًا: (مكي).

(6)

وهو: أحمد بن محسن- بضم الميم وفتح الحاء المهملة وكسر السين المهملة المشددة، ابن ملي باللام أيضاً، الشيخ نجم الدين المعروف بابن ملي، الأنصاري البعلبكي، الشافعي، المتكلم. وسمع من البهاء عبد الرحمن وأبي المجد القزويني، وابن الزبيدي وابن رواحة. واشتغل بدمشق وأخذ العربية عن أبي عمرو ابن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السلام، والحديث عن الزكي المنذري، والأصول عن جماعة والفلسفة والرفض عن جماعة. ودرس وأفتى وناظر وأشغل وتخرج به الأصحاب. وكان متبحراً في العلوم، كثير الفضائل، أسداً في المناظرة، فصيح العبارة، ذكياً، متيقظاً، فارهاً، حاضر الحجة، حاد القريحة، مقداماً، شجاعاً. شغل مدة بدمشق ومدة بحلب. ودخل مصر غير مرة. وكان شهماً جريئاً، وكان يقول في الدرس: عينوا آية حتى نتكلم عليها. ثم يعينون ويتكلم على تفسيرها بعبارة جزلة كأنما يقرأ من كتاب. قرأ عليه البرزالي "موطأ القعنبي" وغير ذلك. وسمع منه الطلبة. وكان عارفاً بالحكمة والطب ومذهب الأوائل. وقد دخل بغداد وأعاد بالنظامية، ولد ببعلبك في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 585] طبقات الشافعية الكبرى [رقم: 1055] توضيح المشتبه [8/ 274] وقد ذكره ابن حجر في لسان الميزان: [رقم: 719].

(7)

وهو: هبة الله بن محمود بن أبي القاسم بن أبي الفضائل بن أبي القاسم بن محمد، الشيخ الإمام الزاهد العالم الكامل الفقيه أمين الدين بن قرناص الخزاعي الحموي الشافعي. اشتغل بالفقه، وسمع جزء ابن عرفة من شيخ الشيوخ الأنصاري، وحدث بحماة وحلب ودمشق، وحج، وحدّث بمنى. كان مدرساً بحماة، فترك التدريس وصحب الفقراء، وأعرض عن المناصب، وغير ملبوسه. قال شيخنا علم الدين: قرأت عليه جزء ابن عرفة. وتوفي رحمه الله تعالى: سلخ شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وسبع مئة. ومولده سنة تسع وأربعين وست مئة. وتأسّف صاحب حماة كونه لم يحضر جنازته لأنه كان غائباً عن حماة، وكان قد عاده في مرضه. أعيان العصر وأعوان النصر [5/ 537].

(8)

وردت ترجمته عند الإمام الذهبي ولكن فيها خلاف في لقبه: فقال محيي الدين، مثل لقب أبيه، فقال: عبد الوهاب بن حمزة بن محمد، العدل، محيي الدين، قاضي حماة ابن محيي الدين حمزة البهراني، القضاعي، الحموي. ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة، وسمع بحماة من عز الدين محمد بن يوسف بن عمر بن بهرور - بمهملتين -، " عوالي طراد " قال: أخبرتنا شهدة، وسماعه من ابن بهرور حضور، وسمع من ابن رواحة ويوسف بن خليل، وكان عنده فضيلة ونباهة. توفي في رمضان بحماة، سنة ثمان وثمانين وستمائة، وقد سمع من جدته صفية القرشية. وكان جد أبيه قاضيا بحماة. تاريخ الإسلام [رقم: 509].

ص: 459

وولدُهُ مُحيي الدينِ أبو الرِّضَى أحمدُ، وفخر ُالدِّين محمدُ بن شهابِ الدِّينِ عبدِ الرَّحيمِ بن يعقوبَ بن قِرْنَاصَ، وشمسُ الدِّينِ أبو محمدٍ عبدُ الصَّمدِ بن عليِّ بن عبدِ الصَّمدِ الكِتَّانِيُّ، وأبو القَاسمِ بنُ الشيخِ بشيرِ بن إبراهيمَ بن بشيرٍ، ومُثَبِّتُ هذهِ الأسماءِ الفقيرُ إلى اللهِ أحمدُ بن إدريسَ بن محمدِ بن أبي الفرجِ بن إدريسَ بن مُزَيْزٍ

(1)

، وأخواهُ لأبويهِ محمدُ وعبدُ الرَّحيمِ

(2)

، وسِبْطُهُمْ عليُّ بن حسنِ بن مكيِّ بن مُزَيْزٍ

(3)

، وآخرونَ مذكورونَ بِفَوَاتِهِمْ:

شرفُ الدينِ أحمدُ بن محمدِ بن محمدِ بن قِرْنَاصَ، فاتَهُ من أوَّلِ إلى أولِ بابِ السؤالِ يومَ الجُّمُعَةِ، وفاتَهُ من أولِ كتابِ التفسيرِ إلى آخر الكتابِ، وبدرُ الدِّينِ محمدُ بن سعدِ بنِ وثاب

(4)

ففاتَهُ من أولِ الكتابِ إلى أولِ كتابِ الزكاةِ، وعمرُ بن يوسفَ القَطَّانُ، سمعَ من أوَّلِ الكتابِ إلى أولِ بابِ السؤالِ يومَ الجمعةِ، وفاتَهُ باقِي الكتابِ، وزكيُّ الدِّينِ عليُّ بن سالمِ بن أحمدَ الصُّوفيُّ الحِمْصِيُّ، فاتهُ من أولِ الكتابِ إلى كتابِ العِلْمِ، وفاتَهُ من أَوَّلِ بابِ غزوةِ الخَندقِ إلى آخرِ الكتابِ، والقاضِي الإمامُ عِزُّ الدينِ أبو الفتحِ عمرُ بن قاضِي القَضَاءِ جمالِ الدِّينِ محمدِ بن عبدِ الرَّحمنِ بن قاضِي حَلب

(5)

، فاتَهُ من أَوَّلِ بابِ غزوةِ الخَندقِ إلى آخرِ الكِتَابِ، وأبو القاسمِ محمدُ بن نصرٍ الفقيرُ الرِّفَاعِيُّ، فاتَهُ من أولِ الكتابِ إلى بابِ التَّوَجُّهِ نحوَ القِبْلَةِ، وفاتَهُ من بابِ من بايعَ مَرَّتَيْنِ إلى آخرِ الكتابِ.

وسمعَ جميعَ الكتابِ من أوَّلهِ إلى آخرهِ بالمجالسِ والقراءةِ والتَّواريخِ شرفُ الدِّينِ عبدُ الرَّحْمَنِ بن أبي نصرِ بن سالمِ بن مروانَ، عُرْفَ بابنِ عَانِيَةَ، والحاجُ آقوشُ بن عبدِ اللهِ عتيقُ الرَّئيسِ عزُّ الدِّينِ عبدُ العزيزِ بي أبي الحسنِ بن قِرْنَاصَ

(6)

، في مجالسٍ آخرُهَا تاسعُ عشرينَ شهرِ رمضانَ المعظَّمِ -عَمَّتْ بركتُهُ- سنةَ إحدَى وسبعينَ وستمائةٍ، بالخانقاه النُّوريةِ بحماةَ المحروسَةِ.

وأجازَ الشيخُ المسمعُ -أثابهُ اللهُ-

من فاتَهُ ما فَاتَهُ، والجماعةُ السامعينَ جميعَ ما يجوزُ أن يُرْوَى عنهُ بشرطِهِ وضَبْطِهِ عند أهلهِ في تاريخِهِ.

الحمدُ لله وحدَهُ، وصلَّى الله على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه وسلَّمَ تسليماً.

(1)

وهو: أحمد بن إدريس بن محمد بن أبي الفرج مفرج بن إدريس بن الحسين بن مزيز الحموي، تاج الدين أبو العباس بن تقي الدين الحموي الشافعي الكاتب. سمعه أبوه حضوراً سنة ست وأربعين وست مئة من صفية بنت عبد الوهاب القرشية. ارتحل به وسمعه من مكي بن علان، ومحمد بن عبد الهادي، واليلداني، والشرف الإربلي، والبكري، واليونيني. وسمع ببلده من شيخ الشيوخ، وبمصر من أصحاب البوصيري. وأجاز له من بغداد إبراهيم بن الخير، وابن العليق، ويحيى بن قميرة، وأخوه أحمد. وقرأ عليه الشيخ تقي الدين بن تيمية وعلى أبيه جزءاً في سنة ثمانين، وحدث بأشياء تفرد بها. ورحل إليه الناس بسببها. وكان ديناً، ورئيساً وقوراً صيناً. ذكر مرة لوزارة حماة، ولو أراد لبلغ من المنصب منتهاه، وكتب أبوه الخط الفائق، وطريقه في أحسن الطرائق. مليح الوضع والترتيب، جيد الضبط للمشكل والغريب، وقد رأيت بخطه أشياء كباراً، مثل صحاح الجوهري، والروض الأنف، وربما كتبهما مراراً. ولم يزل على حاله إلى أن ذاق مزيز من الموت طعم العلقم، وجرعه الردى سم الأرقم. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وثلاثين وسبع مئة. ومولده سنة ثلاث وأربعين وست مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 169] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 280].

(2)

والثاني منهما: عبد الرحيم بن إدريس بن محمد بن مفرج بن إدريس بن مزيز الإمام زين الدين، أبو محمد الحموي التنوخي الشافعي قاضي المعرة، سمع من شيخ الشيوخ عبد العزيز، ببلده، ومن ابن أبي اليسر، وغيره بدمشق، ومن إسماعيل بن عزون، بمصر، روى لنا جزء ابن عرفة. وتوفي بتيزين من أعمال حلب على قضائها، في شهر رجب سنة ست عشرة وسبع مائة في عشر السبعين. ذكره البرزالي والذهبي في معجميهما. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 387] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2385].

(3)

وهو: علي بن حسن بن مكي بن حسن بن مزيز التنوخي الحموي الخياط، رحل به جده لأمه الشيخ تقي الدين إدريس إلى دمشق سنة سبعين وست مائة، فسمع من ابن أبي اليسر ثلاثيات المسند، ومن العماد محمد بن سالم بن صصرى جزء الأنصاري، ومن أبي بكر بن النشبي، ثم قدم دمشق مرة أخرى فسمع من الفخر الأول من حديث ابن الشخير، ومولده تقريبا سنة ست وسبعين وست مائة. الثامن من معجم الشيخة مريم [ص: 3].

(4)

رسمت في (و) بدون نقط.

(5)

وهو: عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان القاضي الفقيه عز الدين أبو الفتح، ابن قاضي القضاة جمال الدين ابن الأستاذ، الأسدي، الحلبي، الشافعي. ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة، وسمع الكثير من الموفق عبد اللطيف، ومن: ابن اللتي ويحيى بن جعفر ابن الدامغاني والعلم ابن الصابوني والفخر الإربلي وجماعة وكان فقيهاً، صالحاً، ديناً، متزهداً، متميزاً، درس بالمدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق وحدث " بسنن ابن ماجه " و" مسند الحميدي " و" معجم ابن قانع " وغير ذلك، وسمع منه خلق وهو آخر من روى بدمشق " سنن ابن ماجة " كاملاً. توفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول ودفن بالمزة. سنة اثنين وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 130] طبقات الشافعية الكبرى [رقم: 1233].

(6)

هناك الكثير من المترجَمين ممن اسمهم آقوش بن عبد الله، ولكن المشهور منهم أمراء، منهم عتيق نجم الدين أيوب الكامل، ولم أجد من هو عتيق عز الدين عبد العزيز، وأقرب من يمكن أن تكون الترجمة له، هو: آقوش بن عبد الله الشبلي الخازنداري الصفوي أبو سعيد، سمع من ابن عبد الدائم النجار الطبراني، وسمع من ابن أبي الخير، ويحيى بن أبي منصور الصيرفي، والقطب ابن أبي عصرون، وغيرهم، سمع منه الأئمة، مولده في سنة خمسين وست مائة، وتوفي في ربيع الآخر من سنة تسع وثلاثين وسبع مائة، بقرية أربد. أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 578] الرابع من معجم الشيخة مريم [ص: 5].

ص: 460

وسمعَ جميعَ هذا المجلَّدِ والذي يليهِ هُنَا جميعَ صحيحِ البخاريِّ من أوَّلِهِ بالمجالسِ المذكورةِ بالتاريخِ المُعَيَّنِ، المولى السيدِ الصدرِ الكبيرِ الرَّئيسِ بدرِ الدينِ عبدِ اللهِ بن السَّعيدِ ضِياءِ الدِّينِ محمدِ بن السعيدِ عمادِ الدينِ أحمدَ بن قِرْنَاصَ بالخانقاه النوريةِ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البَكْرِيُّ.

وشاهدتُ على السِّفْرِ الثاني مثلَ ذلكَ، وفيهِ زيادةٌ في التاريخِ، تاسعَ عشرينَ رمضانَ المعظم، وهو سَلْخُهُ نهارَ الأربعاءِ.

- وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفَاً بحرفٍ:

سمعَ جميعَ الجامعِ الصحيحِ للإمامِ أبي عبدِ الله البُخاريِّ، وهو مُجلَّدتانِ هذهِ الأولى مِنْهُمَا: من لفظِ الشيخِ الإمامِ، مجموعِ الفضائلِ شرفِ الدِّينِ أبي الحُسينِ عليِّ بن شيخنا الإمامِ العالمِ، مجموعِ الفضائلِ العابدِ الزَّاهدِ الوَرِعِ، تقيِّ الدِّيْنِ أبي عبدِ الله محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيِّ -أثابهُ اللهُ الجَّنَّةَ- بحقِّ سماعِهِ وأسانيدِهِ المذكورَةِ فيهِ: الفقيرُ إلى الله أحمدُ بنُ محمدِ بن إدريسَ

(1)

بن محمدِ بن مُزَيْزٍ

(2)

، وأخواهُ لأبويْهِ أبو المكارمِ محمدٍ، وأبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحِيْمِ، وسِبْطُهُمْ عليُّ بن حسنِ بن مَكِّي بن مُزَيْزٍ، وآخرونَ أُثبتَ أسماؤهم

(3)

، وصحَّ ذلكَ وثبتَ بالخانقاه المحروسةِ، بحماةَ المحروسةِ، في مجالسٍ آخرها تاسعُ عشرينَ رمضانَ، سنةَ إحدى وسبعينَ وستمائةٍ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البكريُّ.

-‌

‌ طبقةٌ ثانيةٌ عليهِ في الثَّبتِ المذكورِ بحماةَ بالجامعِ النُّوْرِيِّ:

وشاهدتُ على أول السِّفرِ الأولِ وعلى السِّفرِ الثاني أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ، وهذا المنقولُ هو ما كانَ على السِّفر الثاني:

سمعَ جميعَ كتابِ الجامعِ الصحيحِ للبخاريِّ رضي الله عنه، وهو هذهِ المجلدةِ، والتي قَبلها على

(1)

وقع تلف في (و) هنا، لم تظهر بسببه إلَّا الألف والدال.

(2)

سبقت ترجمته وأخويه في طبقة السماع السابقة، ولكن فيه خلاف في الاسم، ففيه: أحمد بن إدريس بن محمد بن أبي الفرج بن إدريس، فلعله هنا اختصار للاسم.

(3)

في (و) كلمتان لم أتمكن من قرائتهما: (تراها تجاها).

ص: 461

مسندَةِ سيِّدِنا وشيخِنَا المولى الشيخِ الإمامِ العلامةِ الأوحدِ الفاضلِ البارعِ العارفِ القدوةِ الحُجَّةِ الحافظِ، شرفِ الدِّينِ شيخِ الإسلامِ أوحدِ الأنامِ صدرِ الشَّامِ، إمامِ المحدِّثينَ عَلَمِ المتقينَ فخرِ الشريعةِ ناصرِ السنةِ، أبي الحسنِ عليِّ بن سيِّدنا وشيخِنا ووسيلتِنَا إلى الله تَعالى، شيخِ الإسلامِ محدِّثِ الشامِ وارثِ الأنبياءِ، عَلَمِ الأتقياءِ الفقيهِ تقيِّ الدينِ أبي عبدِ الله محمدِ بن أبي الحُسينِ أحمدِ بن عبدِ اللهِ بن عِيسى بن أحمدَ بن محمدِ بن محمدِ بن محمدٍ اليُوْنِيْنِيِّ الحَنْبَلِيِّ، أمتعَ اللهُ الإسلامَ بطولِ بقائِهِ، وزادَ في عُلُوِّهِ وارتقائهِ، وأتمَّ نعمهُ عليه ووالَى إحسانَهُ إليهِ، ورحمَ سَلَفَهُ وحَرَسَ خلفَهُ، بقراءتهِ -حرسَ الله مُدَّتَهُ- عاليةً، وبقراءةِ غيرِهِ:

السادةِ الأجلاءِ الصدورِ الكُبراءِ: وهم الأميرُ تاجُ الدِّينِ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن الصَّاحبِ شمسِ الدِّينِ أبي القاسمِ هِبَةِ اللهِ بن الشيخِ تاجِ الدينِ محمدٍ، والأميرُ سيفُ الدِّينِ أحمدُ بن الأميرِ أوحدِ الدِّينِ محمدِ بن الشيخِ صَفِيِّ الدِّينِ أبي البيانِ مُحَمَّدٍ العَرِيُّ، والشيخُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بن أحمدَ بن عُبيدٍ العنوي المعروفُ باليُوْنِيْنِيِّ، والأميرُ شرفُ الدِّينِ بِيْلِيْكُ بن عبدِ اللهِ السَّيْفِيُّ، وولدُهُ جمالُ الدِّينِ أبو عبدِ الله حسنٌ، والحكيمُ بدرُ الدِّينِ محمدُ بن الحكيمِ موفَّقِ الدِّينِ عبدِ السَّلامِ بن عثمانَ بن طرخانَ، والفقيهُ بدرُ الدِّينِ محمدُ بن خليفةَ بن ربيعٍ المقرئُ الأَطْرَابِلْسِيُّ، والقاضِي رضيُّ الدينِ مُفَضَّلُ بنُ عبدِ اللهِ بن أبي الفضلِ، وأمينُ الدِّينِ عبدُ الحَقِّ بن أبي عليِّ بن عمرِو بن الفارغِ

(1)

، والشيخُ زكيُّ الدِّينِ محمدُ بن محمدِ بن مَنْجَا الفقيرُ

(2)

، وولدُهُ عبدُ اللهِ، ونورُ الدِّينِ أبو بكرِ بن نجمِ الدِّينِ أبي الرَّبيعِ سُليمانَ بن القَاضي نورِ الدِّينِ أبي بكرٍ، وأبو عبدِ اللهِ محمدُ بن الشيخِ الزَّاهدِ فخرِ الدِّينِ أبي يعقوبَ يوسفَ بن عمرَ الحلبيُّ، وشمسُ الدِّينِ أحمدُ بن عزِّ الدينِ (شامة

) بن يحيى الحنفيُّ، والطَّواشِي شمس ُالدِّينِ حضرُ بن إسماعيلَ بن الحاجِ عليٍّ، وولدُهُ نجمُ الدِّينِ إسماعيلُ، وشرفُ الدِّينِ أبو القاسمِ بن الحاجِّ عبدِ المنعمِ بن ملي العطارُ، والحاجُّ شمسُ الدِّينِ داودُ بن الحاجِّ عبدِ اللهِ بن أبي الفضلِ المُظَفَّرِيُّ، وفتاهُ أَيْدُغْدِيُّ، وناصرُ الدِّينِ محمدُ بن الحاجِّ عِيسى بن محمودٍ الصايغُ، وأبو

(1)

وهو: عبد الحق بن أبي علي بن عمرو بن محمد بن عمرون الصدر أمين الدين المعروف بالفارغ الحموي. كان فاضلاً عاقلاً كثير الأدب، جيد النظم والنثر، حسن الترسل والإنشاء متفرداً بحل المترجم. وكان من أقارب القاضي بدر الدين ابن جماعة من جهة النساء وقدم معه القاهرة، توفي بالقاهرة في رابع عشري المحرم سنة إحدى عشرة وسبع مئة. ومولده سنة إحدى وخمسين وست مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 19] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2265].

(2)

وهو: محمد بن محمد بن منجى، العدل زكي الدين الحموي. سمع من عبد المنعم بن أبي المضاء " مجلس بلوغ السبعين "، لابن عساكر؛ قرأه عليه علم الدين بحماه. توفي في جمادى الآخرة. سنة سبعمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 813].

ص: 462

القاسمِ بن الشيخِ بشيرِ بن إبراهيمَ، والشرفُ عبدُ الخالقِ بن أبي محمدٍ علي سبطِ الشيخِ أبي الليثِ، وبدرُ الدِّينِ محمدُ بن عزِّ الدِّينِ إبراهيمَ بن عمادِ الدِّينِ علي البيساني، قاضِي اليمن، وشرفُ الدِّينِ إسماعيلُ بن مُوسى بن مياس، وإبراهيمُ بن حسنِ بن جعفرٍ الضَّريرُ المقرِئ، وعلاءُ الدِّينِ عليُّ بن مُوَفَّقِ الدِّيْنِ يحيى بن إسماعيلَ بن البارِزِيُّ، والحاجُّ يعقوبُ بن ياقوتَ بن عبدِ الله، وبدرُ الدينِ محمدُ بن خليلِ بن رسلانَ القائمُ بالمرستان، والزَّينُ عمرُ بن عبدِ الله بن عبدِ الله الخَيَّاطُ، والعزُّ أيبكَ بنِ عبدِ الله عتيقُ عَلَمِ الدِّينِ الحمصيِّ، وعلويُّ بن سعدِ اللهِ بن عبدِ الله المقرئ، وولده سعدُ اللهِ، وسنقرُ بن عبدِ اللهِ الخَرْدَفُوْشِيُّ، عتيقُ الحاجِّ قاسمٌ، والطَّواشِي شبلُ الدولةِ كافورُ الخادمُ السَّيفي

(1)

، والشمسُ أحمدُ بن عبدِ الله بن عبدِ الله الفَرَّاءُ، وعبدُ الملكِ بن إبراهيمَ بن عبدِ الملك النَّساجُ، وزينُ الدِّينِ عمرُ بن يوسفَ بن محمدٍ الإمام

(2)

، وحسامُ الدِّينِ حسنُ بن بدرِ الدِّينِ بن محمودِ بن مارن الفقير، وعثمانُ بن سالمِ بن حسنٍ الخَرَّاطُ، والفقيرُ إلى اللهِ تعالى شرفُ الدينِ عبدُ الرحمنِ بن أبي محمدِ بن إسماعيلَ، وولديهِ محمدٌ وعليُّ، وجمالُ الدينِ محمدُ بن محمدِ بن عليٍّ، وفخرُ الدينِ أبو القاسمِ بن أبي نصرٍ عليٌّ، ومحيي الدِّينِ أحمدُ بن محمدِ بن محمدٍ، وفخرُ الدِّينِ محمدُ بن أحمدَ بن أبي القاسمِ، وفتحُ الدِّينِ أبو الفتحِ بن عبدِ اللهِ بن مُظَفَّرٍ

(3)

، وزينُ الدِّينِ إسماعيلُ بن إبراهيمَ بن محمدٍ، وعبدُ الرَّحمنِ بن أحمدَ بن محمدٍ

(4)

، وعبدُ اللهِ بن عليِّ بن محمدٍ

(5)

، وعبدُ الرَّحمنِ بن محمدِ بن عبدِ الرَّحمنِ بن أحمدَ كاتبُ الطَّبَقَةِ، وولدُهُ محمدُ بنو قِرْنَاصَ.

وذكرَ جماعةً لهم فوتٌ، ذكره وأسماؤهم ثابتةٌ على نسخةِ الأصلِ، ثم قالَ بعدَ ذلكَ:

وأجازَ مولانا الشيخُ شرفُ الدِّينِ المسندُ المعينُ أعلاهُ الله قدوةً لمن فاتَهَ ما فاتَهَ، وأن يرووا عنه كذلكَ على شرطهِ، وصحَّ وثبتَ في مجالسٍ آخرُها ثامنُ عشرينَ شوال، من شهورِ سنةِ إحدى وسبعينَ وستمائةٍ، بحماةَ المحروسةِ بالجامعِ النوريِّ بالجانبِ الشرقيِّ، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله وصحبهِ وأزواجِه، وسلم تسليماً كبيراً طيباً مباركاً فيه إلى يوم الدين.

نقله كما شاهده أحمدُ بن عبدِ الوهاب بن محمدٍ البكريُّ حامداً لله تعالى.

(1)

وهو: كافور الطواشي، الأمير شبل الدولة أبو المسك الصوابي، الصالحي، النجمي، الصفوي، خزندار خزانة الشام. ولد سنة بضع وستمائة ظناً. وسمع من السخاوي وابن قميرة، وبمصر من عبد الوهاب بن رواج وغير واحد. وكان ديناً عاقلاً خيراً، يحب العلم وأهله، ويعجبه السماع والرواية. كتب عنه جماعة الطلبة، وحدثنا عنه أبو الحسن ابن العطار. توفي ليلة أول رمضان كابن بلبان بقلعة دمشق، وقد نيف على الثمانين. سنة أربعة وثمانين وستمائة. ذيل مرآة الزمان [4/ 270] تاريخ الإسلام [رقم: 268].

(2)

ربما يكون: عمر بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نابل بن عزاز المقدسي المرداوي زين الدين الحنبلي، ولد سنة إحدى وعشرين وستمائة، وسمع من أبي عبد الله ابن الزراد وزينب بنت الكمال، وأحضر على الشرف ابن الحافظ، سمع منه البرهان الحلبي المحدث، وحدث عنه أبو حامد بن ظهيرة في معجمه بالإجازة. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 477].

(3)

وهو: أبو الفتح بن عبد الله بن مظفر بن عبد الله بن أبي الفتح بن محمد بن المحسن بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الطاهري الخزاعي اشتهر بكنيته، ويقال اسمه مظفر فتح الدين، عرف بابن قرناص وبابن مزيز، ولد سنة تسع وأربعين وستمائة، بحماة وسمع من ابن اليسر وابن النشبي وغيرهما كتب عنه البرزالي، وقال كان من أعيان بلده وعدولها، ومات في منتصف المحرم سنة ثلاثين وسبعمائة بحماة. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 597].

(4)

يوجد الكثير ممن هم بهذا الاسم ويصلح أن يكون معاصراً لهؤلاء الشيوخ، وربما في السماعات التالية تتوضح هذه الأسماء، ومن هذه الأسماء: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مفلح، المقدسي، الصالحي، قيم المدرسة الشامية. روى عن ابن الزبيدي، وابن اللتي، أخذ عنه ابن الخباز، وابن البرزالي، وغيرهما، ومات في ربيع الأول. سنة اثنتين وثمانين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 92]. وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يونس الصالحي الحداد الأمواسي، ولد سنة بضع وخمسين، وروى لنا عن ابن عبد الدائم، إلا أنه لا تنبغي الرواية عنه حكوا لي عنه مصائب، والله يصلحه المسكين. توفي في صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 356] ..

(5)

هذا العَلَمُ كسابقهِ، تشابه مع غيره من الأسماء إذا لا يميزه عن غيره كنية أو لقب، وربما يكون: عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن البالسي أبو محمد الدمشقي الحريري، سمع مكي بن علان، والبلخي، وحضر ابن قميرة وطائفة. مولده سنة اثنتين وأربعين وست مائة، ومات في أول سنة خمس وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 328].

ص: 463

-طبقةُ السَّماعِ على الشيخِ أبي الحسينِ اليُوْنِيْنِيِّ، في سنةِ تسعٍ وثمانينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ على السِّفرِ الأوَّلِ أيضاً ما مثالُهُ حَرفاً بحرفٍ، ومثلُ ذلك على السِّفرِ الثاني، ومن الثَّاني نقلتُ:

سمعَ جميعَ الجامعِ الصَّحيحِ للبُخَارِيِّ، وهو هذا المجلدُ ومجلدٌ آخرُ قبلَهُ من هذهِ النُّسْخَةِ على الشيخِ الإمامِ الأوحدِ العلَّامةِ الحافظِ المتقِنِ المُحَقِّقِ العارفِ الزَّاهدِ العابِدِ الوَرِعِ، شرفِ الدينِ أبي الحُسينِ عليِّ بنِ الشيخِ الإمامِ الأوحدِ العلامةِ، مفتيِ الفِرَقِ فقيهِ السَّلَفِ بُغْيَةِ الخَلَفِ: تقيِّ الدِّينِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أبي الحُسين بن أحمدَ اليُوْنِيْنِيِّ -أعادَ اللهُ من بَرَكَتِهِ- بحقِّ سماعِهِ من ابن الزُّبَيْدِيِّ، بحقِّ سماعهِ عن أبي الوقتِ عبدِ الأوَّلِ بن عِيسى بن شُعيبٍ السِّجَزِيِّ، عن أبي الحسنِ الدَّاوُدِيِّ عن أبي محمدٍ عبدِ اللهِ بن أحمدَ السَّرَخْسِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ عن البُخاريِّ رضي الله عنه بقراءةِ الفقيهِ الإمامِ العالمِ، أمينِ الدِّينِ محمدِ بن الشيخِ بهاءِ الدينِ عبدِ الوَلِيِّ بن أبي محمدِ بن خَوْلَانَ

(1)

، مُحيي الدينِ عبدُ القادرِ، ولدِ الشيخِ المُسْمِعِ أنشأهُ اللهُ نشأَ الصالحينَ.

والقاضي الإمامُ العالمُ تاجُ الدِّينِ عبدُ الخالقِ بن عبدِ السلامِ بن سعيدٍ

(2)

، والقاضي كمالُ الدِّينِ أبو بكرٍ أحمدُ بن القاضِي الإمامُ العالمُ تاجُ الدينِ أبو محمدِ بن أبي حامدٍ بن حامدٍ الجَعْبَرِيُّ

(3)

، وأختُهُ لأبيهِ زينبُ، وشرفُ الدِّينِ إبراهيمُ بن الشيخِ أحمدَ بن حاتمٍ

(4)

، وشمسُ الدِّينِ موسى بن عبدِ العزيزِ بن جعفرَ

(5)

، والشيخُ عبدُ الرَّحمنِ بن حصنِ بن غَيلانَ

(6)

، ومُثَبِّتُ الأسماءِ أحمدُ بن إبراهيمَ بن محمدِ بن إدريس بن بابا جُوْكِ

(7)

، ويوسفُ بن عبدِ اللهِ بن الحاجِّ عليِّ بن حاتِمٍ

(8)

، وأحمدُ وزيدٌ ابنا الشيخِ بدرِ الدِّينِ محمدَ بن زيدٍ، وعليُّ وعبدُ الكريمِ ابنا صفيِّ الدِّينِ أبي طالبِ بن عبدِ الرَّحمنِ، وأحمدُ بن عبدِ الله بن الصَّفِيِّ عبدِ الغنيِّ

(9)

، وأحمدُ بن الشيخِ أبي الحسنِ عبدِ الكريمِ، وأحمدُ بن صَفِيِّ الدينِ عبدِ الرحمنِ بن أبي أحمدَ بن خَوْلَانَ، وأحمدُ بن محمدِ بن عبدِ اللهِ الحمويُّ، وأحمدُ بن مُوَفَّقِ الدينِ عبدِ السلامِ بن القاضي تاجِ الدِّينِ عبدِ الخالقِ المقدَّمِ ذِكْرُهُ

(10)

، وأحمدُ

(1)

وهو: محمد بن عبد الولي بن أبي محمد بن خولان الإمام العالم المحدث الخير الصادق أمين الدين أبو عبد الله البعلبكي التاجر المقرئ، سمع من الشيخ الفقيه اليونيني، وابن عبد الدائم، وجماعة، قال عنه الذهبي: أخبرنا ببعلبك، وبالمدينة النبوية، وبتبوك، وكان محبباً إلى الناس لمروءته وعلمه وتقواه. وألف كتاباً سماه العمدة القوية في اللغة التركية، ولد سنة أربع وأربعين وست مائة، ومات في شعبان سنة إحدى وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 227] الوافي بالوفيات [4/ 54].

(2)

وهو: عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان، القاضي، الإمام، تاج الدين، أبو محمد، المعري الأصل، البعلبكي، الشافعي، الأديب. ولد سنة ثلاث وستمائة، وحدث عن: الشيخ الموفق والبهاء عبد الرحمن والمجد القزويني والكاشغري والعز ابن رواحة والتقي أبي أحمد علي بن أحمد بن واصل البصري وأحمد بن هشام اللبلي والزكي أبي عبد الله البرزالي وجماعة، وأجاز له أبو اليمن الكندي، وروى الكثير، وأجاز للصلاح ابن أبي عمر. وتفرد في زمانه ورحل إليه، قال الذهبي: وحدث بسنن ابن ماجه بدمشق، وسمعناه منه ببعلبك، وأكثرت عنه. وهو من جلة شيوخي علماً وديناً وصلاحاً وعلو إسناد وتواضعاً وأدباً ومروءة، وله ترسل وشعر جيد، ولي قضاء بعلبك وحمدت سيرته، وكان صاحب أوراد وتهجد وبكاء من خشية الله، وحضرت درسه بالأمينية، وهو ابن نيف وتسعين سنة. توفي ليلة الأربعاء تاسع المحرم، سنة ست وتسعين وستمائة، وشيعه خلق كثير، ودفن بمقبرة باب سطحا، وممن حدث عنه أبو الحسين اليونيني وأبو عبد الله بن أبي الفتح وأبو الحجاج المزي، وقد رويت أنا عنه في حياته. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1267] تاريخ الإسلام [رقم: 408].

(3)

وهو: أحمد بن صالح بن ثامر، الفقيه العدل كمال الدين ابن القاضي تاج الدين الجعبري. سمع من النجيب عبد اللطيف، ولم يحدث، وكان شاباً عاقلاً وقوراً، ذا أمانة وعدالة، لم يبلغ الأربعين. توفي يوم عرفة. سنة ثمان وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 504].

(4)

وهو: إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي البعلبكي الحنبلي ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وسمع من أبي سليمان بن الحافظ ومحمد بن إسماعيل خطيب مردا، واشتغل على الفقيه اليونيني وتفقه، وطلب مدة ونسخ المنتقى بخطه وأجاز له نصر بن عبد الرزاق وابن بهروز وابن روزبه وابن اللتي وابن القبيطي وآخرون، كان خيراً ناسكاً فقيهاً ربانياً سكيناً متواضعاً، يبدأ من لقيه بالسلام، يأمر بالمعروف برفق، وأضر في أواخر عمره، ومات في صفر سنة اثني عشر وسبعمائة ببعلبك. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 124] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 5].

(5)

وهو: موسى بن عبد العزيز بن جعفر بن شمج بن طارق، أبو عمران الشيخ العالم المقرئ الصالح الزاهد البركة شمس الدين البعلبكي الأدمي الحنبلي، قرأ أكثر مختصر الخرقي على الشيخ الفقيه، وسمع منه، ومن غيره، سمع من محمد بن طغريل وغيره، مولده سنة ست وثلاثين وست مائة، أو في التي بعدها. ومات في ربيع الآخر سنة عشرين وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 346] توضيح المشتبه [5/ 358].

(6)

وهو: عبد الرحمن بن حصن بن غيلان، أبو محمد النحلي، البعلبكي، المقرئ الزاهد، أخو الشيخ الزاهد أبي الحسن. روى عن الشيخ الفقيه محمد وأجاز لنا. وكان صالحاً، صواماً قواماً، كثير التلاوة والملازمة لمسجد الحنابلة ببعلبك، من خيار عباد الله. وكان من أصحاب الفقيه محمد، صحبه الشيخ إبراهيم الصياح وحكى عنه. توفي في سابع عشر رجب، سنة سبعمائة، وله نيف وسبعون سنة. تاريخ الإسلام [رقم: 790].

(7)

وهو: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن باباجوك قاضي شيرز، نجم الدين ابن الشهاب البعلبكي الشافعي، اشتغل مدة، وشارك في الفضائل، وكان فيه دين وسكون، مات سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة بشيزر، وله نيف وستون سنة وهو تركماني. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 31] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 252].

(8)

وهو: يوسف بن عبد الله بن علي بن حاتم بن محمد بن عمر بن يوسف البعلي جمال الدين المعروف بالحبال، أبو المحاسن، ولد في سنة ثمانين وستمائة، سمع على القاضي تاج الدين عبد الخالق البعلي السيرة النبوية لابن إسحاق تهذيب ابن هشام خلا فوتاً يسيراً، وتفرد بها عنه، وسمع أبي الحسين اليونيني وشمس الدين بن أبي الفتح وحدث وتفرد، ورُحِلَ إليه، سمع منه ابن ظهيرة مات في رجب سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ببعلبك. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1717] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2613].

(9)

وهو: أحمد بن عبد الله بن عبد الغني، المحدث الفقيه شهاب الدين أبو طاهر الدريني البعلي الحنبلي. ولد سنة ست وثمانين وست مائة. قال الذهبي: وسمع معنا من التاج، وبنت كندي، واليونيني، ثم طلب وكتب وتنبه وجلس مؤدباً، كتبت عنه. توفي سنة خمس وثلاثين وسبع مائة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 22] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 470].

(10)

وهو: لم أجد ترجمة العلم، ولكن ترجمة جده عبد الخالق سبقت [برقم: 176].

ص: 464

بن عليِّ بن أحمدَ الدحلي الخياط، والشيخُ محمدُ بن عليِّ بن عمرَ الأنصاريُّ الحلبيُّ الرَّفَّا، ونجمُ الدِّينِ أبو بكرِ بن عمرَ بن بركاتِ بن عبدِ الغنيِّ، وإسماعيلُ بن شمسِ الدينِ محمدُ بن عمرِو بن مُرِّي، ومحمدُ بن حسامِ الدِّينِ يحيى بنِ بهاءِ الدينِ عبدِ الوَلي بن خَوْلَانَ

(1)

، والشيخُ محمودُ بن عليِّ بن حسينٍ القبايني، وبدرُ الدِّينِ يونسُ بن موسى بن يونسَ الطُّوري، والشيخُ إبراهيمُ بن موسى بن هارونَ المغربيُ الخَياطُ، ولؤلؤاً فتى أمين الدين محمدُ بن بهاءِ الدينِ عبدِ الوليِّ بن خَوْلَانَ.

وسمعَ جماعةٌ آخرونَ بفواتٍ كتبتُ أسماءَهُم على أصلِ السماعِ، وهو الأصلُ المنقولُ منهُ هذا الكتابِ، وهو أصلُ الحافظِ عبدُ الغنيِّ بعد المقابلةِ به مراتٍ، وأجازَ الشيخُ المُسْمِعُ الجماعةَ المذكورينَ ما يجوزُ لهُ روايتهُ بشرطهِ.

وأجازَ الشيخُ المُسْمِعُ أيضاً لشمسِ الدِّيْنِ عمرِ بن محمدِ بن سيدهُم روايةَ ما يجوزُ لهُ روايتهُ بشرطهِ، وروايةُ صحيحِ البخاريِّ من هذهِ النسخةِ المقابلةِ على نسخةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ أصلِ السَّماعِ، ونَاوَلَهُ هذينِ المجلدينِ مناولةً صحيحةً معتبرةً، وأجازَ لهُ روايَتُهُمَا عنهُ، وصحَّ للجماعةِ المُقَدَّمِ ذِكْرُهُمْ، وثبتَ في سادسِ عشري شهرِ رمضانَ المباركِ، سنةَ تسعٍ وثمانينَ وستمائة.

وتلوَ هذهِ الطبقةِ ما مثالُهُ هذا تسميعٌ صحيحٌ، كتبهُ عليُّ بن محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ اللهِ اليُوْنِيْنِيِّ -عفا الله عنه- نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ البكريُّ.

-طبقةُ السَّماعِ على الشيخِ أبي الحُسينِ اليُوْنِيْنِيِّ أيضاً، في سنةِ خمسٍ وتسعينَ وستمائةٍ، بِبَعْلَبَكَّ:

وشاهدتُ أيضاً على أولِ السِّفرِ الأولِ من الأصلِ ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآله وصحبهِ وسلم:

(1)

وجدت ترجمة واحدة له، ولكن المشكل فيها أنه ولد سنة أربع وثمانين وستمائة، أي أن عمره خمس سنوات عندما حضر السماع، إذ أن السماع كان سنة تسع وثمانين وستمائة، ولكن لم يذكر في المتن بأنه تحمل حاضراً!!. والترجمة هي: محمد بن يحيى بن عبد الولي بن أبي محمد بن خولان ابن عبد الباقي بن مظفر بن شميس البعلبكي الحريري، شمس الدين أبو عبد الله. رجل جيد من أهل بعلبك، سمع من القاضي تاج الدين عبد الخالق ابن عبد السلام بن سعيد بن علوان، والشيخ شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد اليونيني، وغيرهما وحدث. مولده في الحادي عشر من المحرم سنة أربع وثمانين وستمائة، بمدينة بعلبك، وتوفي بها في السابع والعشرين من صفر سنة تسع وأربعين وسبع مئة، ودفن ظاهر بعلبك رحمه الله تعالى. سمعت عليه المجلس الثاني والستين في فضل الدعاء من «أمالي الحافظ أبي القاسم ابن عساكر» بسماعه من الشيخ شرف الدين اليونيني بسماعه من الإمام أبي الخضر عبد الواحد بن أبي الضوء أحمد بن علي ابن عبد الواحد بن أبي المضاء البعلبكي، عنه. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 152].

ص: 465

سمعَ جميعَ كتابِ الجامعِ الصحيحِ لأبي عبدِ اللهِ محمدِ بن إسماعيلَ (

) الشيخِ الإمامِ العلامةِ الأوحدِ، العارفِ الحافظِ المتقنِ، المحقق المفيد القدوة، فقيهِ السلف شرفِ الدينِ أبي الحسينِ عليِّ بن سيِّدِنَا ( .... ) قدوةِ العبادِ والزُّهادِ تقيِّ الدِّينِ أبي عبدِ الله محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله بن عِيسى اليُوْنِيْنِيِّ -مدَّ الله في عمرِهِ- بحقِّ سماعِهِ من الشيخِ الإمامِ العالمِ القدوةِ، سراجِ الدِّينِ أبي عبدِ اللهِ الحسينِ بنِ أبي بكرٍ عبدِ اللهِ المباركِ بن محمدِ بن يحيى الزُّبَيْدِيِّ ثم البغدادِي، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ عبدِ الأوَّلِ بن عِيسى بن شُعيبٍ السِّجَزِيِّ، عن أبي الحسنِ الدَّاوُدِيِّ عن السَّرَخْسِيِّ عن الفِرَبْرِيِّ عن أبي عبدِ الله محمدِ بن إسماعيلَ البخاريِّ، بقراءةِ الفقيهِ الإمامِ العالمِ أمينِ الدينِ محمدِ بن بهاءِ الدِّينِ عبدِ الوليِّ بن أبي محمدِ بن خَوْلَانَ القاضي، الإمامِ العالمِ أَقْضَى القضاءِ، شرفِ الدينِ مُنِيْفِ بن صدرِ الدِّينِ سليمانَ بن كاملٍ

(1)

، وولدِهِ الفقيهِ شمسِ الدِّينِ محمدٍ، وسِبْطِهِ إسماعيلَ بنِ عيسى بن منصورِ بن حسانَ بن كاملٍ، والحاجِّ محمدِ بن أبي بكرِ بن كاملٍ، والفقيهِ العالمِ بدرِ الدِّينِ محمدِ بن عزِّ الدينِ محمودِ بن محمدٍ التُّوَيْزِرِيِّ

(2)

، وتقيِّ الدينِ محمدِ بن نورِ الدينِ محمودِ بن أحمدَ بن أبي الرِّضَى، وحسامِ الدِّينِ يحيى بن بهاءِ الدِّينِ عبدِ الوَلِيِّ بن أبي محمدِ بن خَوْلَانَ

(3)

، وولدِهِ لِصُلْبِهِ عبدِ الرحمنِ، وأحمدَ بن صفيِّ الدِّينِ عبدِ الرحمنِ بن أبي محمدِ بن خَوْلَانَ، وفاتهُ الميعادُ الثانِي من المجلدِ الرَّابعِ، وهو أصلُ السَّمَاعِ، وسمعَ جميعَ الكتابِ الجامعِ الصحيحِ أيضاً جزءُ بن عليِّ بن الحاجِّ عمرَ المؤذنِ أبوهُ، وفرنسُ بن عبدِ الراحمِ بن مُوسى، وأحمدُ بن محمودَ بن عبدِ الله الأعمى، ومسعودُ بن عليِّ بن عبدِ اللهِ اليَمني، وأحمدُ بن صلاحِ الدِّينِ محمدِ بن أحمدَ بن بدرِ بن ربيعٍ

(4)

، والشيخُ محمدُ بن عليِّ بن عمرَ الرَّفَّا الأنصاري الحلبيُّ.

ومُثَبِّتُ الأسماءِ الفقيرُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى

(1)

وهو: منيف بن سليمان بن كامل بن منصور بن علوان بن ربيعة بن بركات ابن سالم أبو الفضل السلمي الزرعي، قاضي بيت المقدس تفقه بالشيخ تاج الدين وسمع معه من ابن عبد الدائم، ومن ابن أبي اليسر ويوسف بن مكتوم وغيرهم، وكان من أصحاب تاج الدين الفزاري، ومن خيار القضاة ديناً وفضيلة، ووقاراً، أثنى عليه السبكي وعز الدين ابن جماعة والشيخ صلاح الدين العلائي وآخرون، ولد سنة ثلاث وأربعين وستمائة بزرع. روى لنا جزء ابن عرفة، توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 344] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2348].

(2)

وهو: لم تذكر كتب التراجم غير هذه الترجمة التي يمكن أن تكون مقبولة لهذا العَلَمِ، ولكن هناك خلاف في شهرته، فاسمه في المتن التويزري، وفي كتب التراجم التبريزي، ويبدو أن هناك شبه بينهما، فربما يكون خطأ في نسخه في أحد الكتب التي ذكرته، والله أعلم، وقد جاء في هذه الترجمة: محمد بن محمود بن محمد، ابن بندار، الشيخ بدر الدين التبريزي الشافعي. كان رجلاً مباركاً معروفاً بالصلاح، ولي القضاء في أماكن متعددة، منها القدس وبعلبك، ثم إنه نُقل من القدس الى بلد الخليل عليه السلام خطيباً، فأقام أشهراً يسيرة. ومات رحمه الله تعالى في عاشر شوال سنة خمس وعشرين وسبع مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [5/ 253] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2039].

(3)

وهو: حسام الدين، أبو محمد يحيى بن عبد الولي بن أبي محمد بن خولان ابن المظفر بن شميس الأنصاري البعلي بها، وصلي عليه ضحوة النهار بجامعها ودفن بمقابر باب سطحاء، ومولده تقريباً سنة خمس وخمسين وست مئة، سمع من ابن هامل ثلاثيات البخاري في سنة أربع وستين وست مئة وحدث بها، وأجاز له أحمد بن عبد الدائم وحدَّثَ، وكان رجلاً جيداً خيراً من عدولِ بلدهِ، قال السلامي: سمعت عليه شيئاً بالإجازة. ومات في سلخ المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. الوفيات لابن رافع [رقم: 115] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2513].

(4)

وهو: هكذا اسمه في المخطوط: ولكن في كتب التراجم التي ذكرت اسمه، اختلاف بسيط في الاسم في آخره، فقالوا: ابن تبع، بدل ابن ربيع، ولعله خطأ من الناسخ، والله أعلم: وهو: أحمد بن الصلاح محمد بن أحمد بن بدر بن تبع بن محمد بن إبراهيم البعلي أبو العباس تقي الدين بن صلاح الدين العسالي. مولده في المحرم سنة أربع وثمانين وست مئة، وتوفي ليلة السبت ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بظاهر دمشق، ودفن من الغد بالقرب من حمام النحاس بسفح قاسيون. سمع على الفخر على ابن البخاري مسند الامام أحمد بن حنبل، وجزء الأنصاري ومشيخته تخريج ابن الظاهري، والشمائل للترمذي والقطيعيات الأربعة، على عبد الرحمن بن الزين وزينب بنت مكي جزء الأنصاري ومن ابن المجاور وزينب بنت كندي ببعلبك. وحدث بالمسند سمعه عليه الامامان أبو عبد الله بن جابر رفيقه أبو جعفر الغرناطي. وأسره التتار عام غازان، ثم خلصه الله من أيديهم. وكان رجلاً صالحاً، لطيفاً، خفيف الروح، صاحب ملح ونوادر، وكان يتكلم بعدة ألسنة. العبر في خبر من غبر [4/ 146] معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 28] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 714].

ص: 466

أحمدُ بن إبراهيمَ بن محمدِ بن إدريسَ بن شعبان بن عبدِ اللهِ.

وسمعَ جماعةٌ آخرونَ بفواتٍ كُتِبُوْا على أصلِ السماعِ:

منهم محمدُ بن صفيِّ الدينِ عبدِ الرحمنِ بن أبي محمدِ بن خَوْلَانَ، وغيره.

قولُ أسمائِهِم هنا أختصاراً واعتماداً على كتابةِ ذلكَ على أصلِ السماعِ، وصحَّ ذلك لهم، وثبتَ في مجالسٍ آخرُهَا ثاني عشرينَ رمضانَ، سنةَ خمسٍ وتسعينَ وستمائةٍ بِبَعْلَبَكَّ المحروسةِ بمسجدِ الحنابلَةِ، وصلى اللهُ على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه وسلم، وحسبُنَا اللهُ ونعمَ الوكيلُ.

نقلهُ كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن محمدٍ البكريُّ التَّيْمِيُّ، حامداً لله تعالى.

-طبقةُ السماعِ عليهِ أيضاً، في سنةِ سبعٍ وتسعينَ وستمائةٍ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حَرفاً بحرفٍ:

بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيمِ:

سمعَ جميعَ هذه المجلدةِ والتي تليها، وهما جميعُ الجامعِ الصحيحِ لأبي عبدِ اللهِ البخاريِّ على شيخِنَا الشيخِ الإمامِ العلامةِ الحافظِ، المتقنِ المحقِّقِ المفيدِ القُدوةِ، شرفِ الدِّينِ أبي الحُسينِ عليِّ بن الشيخِ الإمامِ العلامةِ، قدوةِ العلماءِ والعُبَّادِ والزُّهَادِ تقيِّ الدِّينِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن الشيخِ الصالحِ أبي الحُسينِ أحمدَ اليُوْنِيْنِيِّ -مدَّ اللهُ عمرَهُ- بحقِّ سماعِهِ من الشيخِ الإمامِ العالمِ القدوةِ، سراجِ الدِّينِ أبي عبدِ اللهِ الحسينِ بنِ أبي عبدِ اللهِ المُباركِ

ص: 467

بن يحيى الزُّبَيْدِيِّ، بحقِّ سماعِهِ من أبي الوقتِ بِسندِهِ أولَ الكتابِ:

الفقيهُ الإمامُ العالمُ العاملُ الزاهدُ، بدرُ الدِّينِ أبو عبدِ الله محمدُ بن عزِّ الدين محمودِ بنِ محمدٍ النُّوَيْرِيُّ، والفقيهُ الإمامُ العالمُ المحَصِّلُ، شمسُ الدينِ محمدُ بن مُبَارِزِ الدِّينِ أحمدَ بن صَبَاوَه، بقراءةِ محمدِ بن عِيسى بن محمودٍ البَعليِّ الشافعيِّ

(1)

، وصحَّ ذلكَ وثبتَ في مجالسٍ آخرُهَا منتصفُ ذِي الحِجَّةِ، سنةَ سبعٍ وتسعينَ وستمائةٍ، وأُعِيْدَ لمن فاتَهُ شيءٌ ما فاتَهُ، وأجازَ لهم أن يَرْوُوْا عنهُ ما يجوزُ له روايتُهُ، وصلَّى اللهُ على سيدنا محمدٍ، وآلهِ وصحبِهِ وسلم.

نقلها كما شاهدَهَا أحمدُ البَكْرِيُّ.

(1)

وهو: قاضي قضاة طرابلس شمس الدين محمد بن عيسى ابن محمود البعلبكي المعروف بابن المجد الشافعي، اشتغل مدة وبرع في فنون كثيرة وأقام بدمشق مدة يدرس بالقوصية بالجامع ويؤم في مدرسة أم الصالح، ثم انتقل إلى قضاء طرابلس فأقام بها أربعة أشهر ثم توفي في سادس شهر رمضان. ولد سنة ست وستين وستمائة، ببعلبك، وتوفي سنة ثلاثين وسبعمائة، تفقه وبرع بحلب وكان صاحب فنون، ولي قضاء بعلبك مدة ثم ترك ذلك، وسكن دمشق وأمَّ بتربة أم الصالح ودرس بالقوصية ثم انتقل إلى قضاء طرابلس فمات بعد أشهر. وسمع الكثير وقرأ على ابن مشرف والموازيني وسمع سنن ابن ماجة من القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن عيد بن علوان، وأجاز له بخطه في سنة تسع وعشرين وستمائة بدمشق. الوافي بالوفيات [4/ 214] البداية والنهاية [14/ 174].

ص: 458

-‌

‌ طبقةُ السَّماعِ عليهِ أيضا، ً في سنةِ ثمانٍ وتسعينَ وستمائةٍ، بدمشقَ المحروسةِ بالمدرسةِ الحنبليَّةِ:

وشاهدتُ عليهِ أيضاً ما مثالُهُ حرفاً بحرفٍ:

سمعَ جميعَ هذا المجلدِ والثاني بعدَهُ، وهُمَا جميعُ صحيحِ البخاريِّ رضي الله عنه على مالِكِهِ شيخِنَا الشيخِ الإمامِ العالمِ العاملِ العلامةِ، الأوحدِ البارعِ الحافظِ الزَّاهدِ، الورعِ القدوةِ المحققِ والمتقنِ المدققِ، فقيهِ السلفِ طرازِ الخلفِ، مفتي المسلمينَ جمالِ العلماءِ والفضلاءِ، فخرِ الأئمةِ شرفِ الدينِ أبي الحسينِ عليِّ بن الشيخِ الإمامِ العلامةِ، شيخِ الإسلامِ علمِ الأولياءِ، تقيِّ العلماءِ والمُجمعَ على إمامتِهِ، عارفِ علمِ الحقيقةِ والشَّريعةِ، أبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أحمدَ بن عبدِ الله اليُوْنِيْنِيِّ -أدامَ اللهُ حراسته- بسندهِ فيهِ عن ابنِ الزُّبَيْدِيِّ، بقراءةِ الإمامِ العالمِ المحدثِ الزَّاهدِ الورعِ، علاءِ الدِّينِ أبي الحسنِ عليِّ بن أيوبَ بن منصورٍ المَقْدِسِيِّ

(1)

:

الجماعةُ السادةُ الفضلاءُ، العلماءُ الصدورُ الرؤساءُ:

جمالُ الدِّينِ أبو العباسِ أحمدُ بن محمدِ بن محمدِ بن القَلَانِسيُّ التَّمِيْمِيُّ

(2)

، وبدرُ الدينِ أبو اليُسْرِ محمدُ بن محمدِ بن عبدِ القادرِ الأنصاريُّ

(3)

، وأخوهُ محيي الدِّينِ يحيى، وعمادُ الدين محمدٌ وعلاءُ الدينِ عليٌّ ابنا موسى بن سليمانَ الشِّيْرَجِيُّ

(4)

، وعمادُ الدينِ محمدُ بن أحمدَ بن محمدِ بن محمدِ بن الشِّيْرَازِيُّ

(5)

، وبدرُ الدينِ أحمدُ بن محمدِ بن أحمدَ بن محمودِ بن الزَّقَاقِ المقرئِ جده

(6)

، وابنُ أختهِ أمينُ الدينِ محمدُ بن محمدِ بن إبراهيمَ التَّفْلِيْسِيُّ، وخادمُهُ كافورَ، وبدرُ الدِّينِ محمدُ بن عليِّ بن محمدِ بن سليمانَ بن حمائلَ بن غانمٍ المَقْدِسِيُّ

(7)

، ونورُ الدِّينِ عليُّ بن المُنْجَا بن عثمانَ بن أسعدَ بن المُنْجَا

(8)

، وابنُ ابنِ عمِّهِ عزُّ الدينِ محمدُ بن أحمدَ بن محمدٍ التَّنُوْخِيَّانِ

(9)

، وسبطُ المُسْمِعِ أبو الفضلِ محمدُ بنُ شمسِ الدينِ محمدِ بن أبي الفتحِ البَعْلَبَكِيُّ

(10)

، وشمسُ الدِّينِ

(1)

وهو: علي بن أيوب بن منصور بن الزبير المقدسي علاء الدين أبو الحسن الملقب عُليان بالتصغير، وكان يكتبها بخطه أولاً، وُلد سنة ست وستين وستمائة تقريباً، وسمع من الفخر ابن البخاري وعبد الرحمن بن الزين وغيرهما، وعُني بالحديث وطلب بنفسه واشتغل بالفقه على مذهب الشافعي، فقرأ على التاج الفركاح وعلى ولده ونسخ المنهاج وحرره ضبطاً واتقاناً وبرع في الفقه والعربية ودرس بالأسدية، وبحلقة صاحب حمص، وأعاد بالبادرائية ثم ولي تدريس الصلاحية بالقدس فأقام بها مدة، وكان يحب كلام ابن تيمية، ونسخ منه الكثير وله أشعار على طريقته فى الاعتقاد، وامتحن وأوذى بسبب ذلك وكان يكتب خطاً صحيحاً في غاية الضبط، وحصل له في أواخر عمره مبادئ اختلاط، فكان يلهج بذكر الجن وأنهم وعدوه أن يجروا له نهراً من النيل إلى منزله بالقدس، ونهراً من الزيت من نابلس إلى منزله أيضاً، وشرع في إعداد أماكن لذلك فأخذوا على يده وباعوا كتبه في حياته، وتغالى الناس في أثمانها رغبة في صحتها، وانتزعت عنه المدرسة الصلاحية فنزعها صلاح الدين العلائي، وكان إذا سمع عليه مع ذلك فى حال تغييره يحضره ذهنه ثم استمر إلى أن عالج من الفقر شدة شديدة، ومات فقيراً مدقعاً في شهر رمضان سنة 748. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 305] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 61].

(2)

وهو: أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله التميمي جمال الدين بن شرف الدين القلانسي الدمشقي، أبو العباس، ولد سنة نيف وسبعين وستمائة، وسمع من ابن البخاري وزينب بنت مكي وغيرهما، وتفقَّهَ بالشيخ تاج الدين الفزاري، وحفظ التنبيه ثم المحرر وكان يستحضره وتفقه ودرس بالأمينية والظاهرية، وعمل توقيع الدست وولي قضاء العسكر، ووكيل بيت المال، وكان حسن الخط بهي المنظر كثير الهمة، ولي وكالة بيت المال وغير ذلك، وخرَّج له الفخر البعلي مشيخة، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة. أعيان العصر وأعوان النصر [1/ 361] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 761].

(3)

وهو: في اسم العلم خلاف في اسم جده فمنهم من قال أن اسمه محمد كاسم أبيه، ومنهم من قال كما في المخطوط، أن اسم جده عبد القادر، ووكأن الأول هو الراجح، كما في أعيان العصر والدرر الكامنة: وهو: محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل شعادة بدر الدين أبو اليسر ابن القاضي عز الدين ابي المفاخر ابن الصائغ الدمشقي الشافعي، أخو القاضي نور الدين ولد سنة ست وسبعين وستمائة، وسمع من أبيه وأحمد بن شيبان والفخر علي وأحضر على المسلم بن علان حدث عن الحافظ أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني بصحيح البخاري. وحفظ التنبيه ولازم الشيخ برهان الدين ابن الفركاح ولما صرف القاضي جلال الدين القزويني عن قضاء الشام حمل إليه تشريفه وتقليده فامتنع فعظم في عين تنكز وأحبه واعتقده، فأمره الأمراء أن يعاودوه في ذلك فعاودوه فأصر على الامتناع، فولاه خطابة بيت المقدس فأقام بها، فثقل أمره على الناظر من كثرة الشفاعات فشكا أمره في الباطن إلى تنكز فبلغه ذلك فترك الخطابة، وعاد إلى دمشق ثم زار القدس فتعلل ومات بدمشق بعد أن رجع إليها عليلاً ومات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، ودفن عند أبيه بسفح قاسيون، وشيعه الخلائق وحمل على الرؤوس. أعيان العصر وأعوان النصر [5/ 199] فوات الوفيات [3/ 293] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 454] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1942].

(4)

وهما: محمد بن موسى بن سليمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الأنصاري، عماد الدين أبو عبد الله بن أبي البركات الدمشقي الشهير بابن الشيرجي ولد سنة اثنين وثمانين وستمائة، وسمع من الفخر ابن البخاري جزء الأنصاري وحدث به وتفرد به عنه، وأجاز له جماعة، وسمع منه ابن كثير والعراقي، وكان قد ولي نظر الخزانة والحسبة والشامية وغير ذلك، وكان مشكوراً في مباشرته عفيفاً نزهاً، ومات في المحرم سنة سبعين وسبعمائة، ببستانه بأرض مقرى، من ضواحي دمشق بتربتهم بمقبرة الباب الصغير، وله ثمان وثمانون سنة، وقال ابن حبيب عاش نيفاً وتسعين سنة. الوفيات لابن رافع [رقم: 876] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2088] وأخوه ربما يكون هو: علي بن موسى بن سليمان، علاء الدين ابن الكاتب فخر الدين ابن ستيت. قتله العشير بأرض صرخد. كان شاباً حسناً، شجاعاً، سمع معنا وقبلنا سنة بضع وثمانين. وقرأ بنفسه وكتب الطباق، مات سنة سبعمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 800].

(5)

وهو: محمد بن أحمد بن محمد، القاضي الرئيس الأصيل، بقية الرؤساء، عماد الدين بن الصاحب تاج الدين بن الشيرازي، ناظر الجامع الأموي، ومحتسب دمشق. كان من الرؤساء بالشام، ومن أولي الحشمة الذين لهم فيها الوجوه الوسام والأيادي الجسام، عريق في الرئاسة، غريق في السيادة والمباشرة والسياسة، يخدم الناس، ويتقرب إلى القلوب بسائر أنواع المكارم والأجناس. باشر الجامع مرات، وأثر فيه من العمارة ما يجلب للنفس المسرات. وباشر الحسبة مرات عده، فما رأى الناس إلا كل خير أعده واستجده. ولم يزل على حاله متنقلاً فيما يتولاه، ويباشر أمره، إلى أن دارت عليه طاحون الطاعون، وراح مع أولئك القوم الذين هم إلى الساعة ساعون. وتوفي - رحمه الله تعالى - في شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة في طاعون دمشق. وكان قد تولى نظر الجامع الأموي بعد تقي الدين بن مراجل في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة يوم الخميس ثامن شهر ربيع الأول. وأقام فيه مدة سنين. ثم إنه نقل إلى نظر الحسبة، وأقام بها مدة. ثم إنه جاء المرسوم في أيام الصالح بعزله، فأقام في المدرسة الطرخانية جوار داره تقدير شهرين، ثم أعيد إلى الحسبة. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 256] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 964].

(6)

وهو: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن أبي القاسم المقري الدمشقي، بدر الدين أبو العباس المعروف بابن الجوخي وابن الزقاق الكاتب. من أعيان دمشق، يخدم في ديوان الجيش، وله فضيلة، وكتابة حسنة، وتواضع وحسن خلق. سمع على زينب بنت مكي حضوراً في الخامسة مسند الامام أحمد بن حنبل، وعلى ابن البخاري سنن أبي داود وجامع الترمذي والغيلانيات، وجزء ابن معروف وجزء ابن حكار وجزء محمد بن هارون الحضرمي والأول من مسند الهيثم بن كليب والمشيخة الظاهرية. وعلى زينب بنت مكي وابن البخاري معا جزء الأنصاري. وسمع من عمر بن عبد المنعم ابن القواس، والشيخ تقي الدين ابن الواسطي، وحدث. وعلى عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسي السنن للنسائي رواية ابن السني، وحدث بها وكان في سماعها حاضراً. مولده سنة ثلاث وثمانين وستمائة، ومات في ليلة السبت خامس شهر رمضان سنة أربع وستين وسبعمائة بدمشق. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 30] ذيل التقييد في رواة السنن والمسانيد [رقم: 723].

(7)

وهو: محمد بن علي بن شيخنا الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن سلمان الإمام البارع الفقيه ذو الفضائل بدر الدين ابن غانم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي. ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة. وسمع من ابن الواسطي حضوراً، ومن جماعة وطلب بنفسه وقتاً، وقرأ وله عناية بتحصيل العلم والكتب مع التصوف والنزاهة والفضيلة وصحة الذهن، ودرس وأفتى. تعلل أشهراً وتوفي في جمادى الأولى سنة أربعين وسبعمائة ووصى بثلثه في البر. سمع منه جماعة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 248] العبر في خبر من غبر [4/ 122].

(8)

ذكرته بعض كتب التراجم، ولكن فيه خلاف في لقبه فقالوا: علاء الدين، بدل نور الدين، فقالوا: علي بن المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي الحنبلي قاضي الحنابلة بدمشق علاء الدين. ولد سنة سبع وسبعين وستمائة، سمع على أحمد بن هبة الله بن عساكر "صحيح مسلم" عن المؤيد الطوسي إذناً. وسمع على الفخر بن البخاري مشيخته تخريج ابن الظاهري. وسمع أباه، وابن البخاري، وابن شيبان، وطائفة استوعبهم ابن سعد في معجم خرجه له. وسمع على العز إسماعيل بن عبد الرحمن الفراء ومحمد بن هاشم العباسي "صحيح البخاري" خلا من قوله سورة الحجرات إلى باب من قال لا نكاح إلا بولي، فإنه سمع هذا الفوت على عباس بن عمر بن عبدان وحده. وتفقه بأبيه وغيره، وأفتى ودرس. وولي قضاء الحنابلة بعد ابن الحافظ فشُكرت سيرته. وكان رجلاً وافر العقل، حسن الخلق، كثير التودد، ومات سنة خمسين وسبعمائة. العبر في خبر من غبر [4/ 155] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1487].

(9)

وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي، الدمشقي، الفقيه المفتي، المدرس المحتسب، عز الدين أبو عبد الله بن وجيه الدين: ولد ما سنة ثمان وثمانين وستمائة. وأُحضر على زينب بنت مكي والفخر وغيرهما وحدث، وكان ذكياً مخالطاً للشافعية جماعاً للكتب، وولي حسبة دمشق ونظر الجامع ودرس في أماكن، وكان صدراً رئيسا كثير الحشمة والمروءة حسن الشكل محباً لأهل العلم، ومات في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وسبعمائة، قال ابن حجر: وهو والد الشيخة أم الحسن فاطمة التي أكثرت عنها في رحلتي إلى دمشق. ذيل طبقات الحنابلة [5/ 131] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 946].

(10)

وهو: محمد بن شيخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي الفتح أبو الفضل البعلبكي الفاضل العالم بهاء الدين أبو البقاء الحنبلي نقيب السبع. ولد في أول سنة ثلاث وتسعين وست مائة. وحضر زينب بنت كندي، والتاج عبد الخالق، وسمع من جده الشيخ شرف الدين وخلق، وبمصر من البهاء ابن القيم، وسبط زيادة وطائفة. وكتب الطباق وله أجزاء وتميز، وسمع بالحجاز وبيت المقدس، ونسخ كتباً. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 256].

ص: 468

محمدُ بن نعمةَ بن سالمٍ النَّابِلْسِيُّ

(1)

، وناصرُ الدينِ محمدُ بن آقوشَ اليُوْنِيْنِيُّ، مولاهُمْ المؤذنُ

(2)

.

والإخوةُ الخمسةُ: أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ

(3)

، وأبو محمدٍ عبدِ القادرِ

(4)

، وأبو محمدٍ عبدُ اللهِ

(5)

، وأبو عبدِ اللهِ محمدٌّ

(6)

، وأبو العباسِ أحمدُ، بنو شمسِ الدِّينِ محمدِ بن عبدِ الرحمنِ بن يوسفَ بنِ محمدٍ، ومحيي الدينِ عبدُ القادرِ بن محمدِ بن إبراهيمَ بن تميم المُقْرِيْزِيُّ البَعْلَبَكِّيُوْنَ

(7)

، وفتحُ الدينِ أبو الفتحِ بن محمدِ بن يحيى بن أبي منصورِ بن الصَّيْرَفِيُّ الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ

(8)

، وابنهُ محمدٌ، ومحمدُ بن الشيخِ غنائمِ بن إسماعيلَ البَيَانِيُّ، ونظامُ الدِّينِ حسنُ بن أحمدَ بن عبدِ الواحدِ بن عبد الكريمِ الأنصاريُّ، وأخوهُ عليٌّ، وابنُ أُخْتِهِمَا محمدُ بن شرفِ الدينِ محمدٌ، وابنُ ابنِ عَمِّهِمَا عمرُ بن عبدِ الواحدِ بن عليٍّ، وأخوهُ لأمِّهِ عليُّ بن محمدِ بن محمدِ بن عبدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ بن مالكٍ الطَّائيِّ الجِيَانِيِّ، وبهاءُ الدينِ عبدُ اللهِ

(9)

، وأمينُ الدينِ محمدٌ، ابنا محمدِ بن عبدِ الله بن الحسنِ بن محبوبٍ، وابنِ عَمِّهِمَا تقيِّ الدين يوسفُ بن عليٍّ، والشيخُ محمدُ بن سليمانَ بن داودَ الجَزَرِيُّ

(10)

، والشيخُ محمدُ بن طلحةَ بن عبدِ العزيزِ الحُسينيِّ المصري، ومحمدُ وأحمدُ ابنا جريرِ بن سعيدِ بن حميدٍ السَّوَادِيُّ، ومحمدُ بن نجمِ الدينِ عمرُ بن أبي القاسمِ بنُ أبي الطَّيِّبِ الشافعيِّ

(11)

، وبدرُ الدِّينِ محمدُ بن الحسنِ بن إسماعيلَ بن سِيْمَا السُّلَمِيُّ الحمويُّ، ومحيي الدينِ إسماعيلُ بن يحيى بن إسماعيلَ بن جَهْبَلٍ الشافعيُّ

(12)

، وابنهُ محمدٌ

(13)

، وفتاهُ بكتوت، ومحمدُ بن شمسِ الدينِ محمدُ بن الشرفِ يعقوبَ، ومحمدُ وعبدُ اللهِ ابنا أحمدَ بن ثابتِ بن مجيدٍ النَّوَاوِيُّ، ومحمدُ وأحمدُ وأبو بكرٍ بنو يوسفَ بن إسماعيلَ الأَعْزَازِيُّ المنشدُ، والشريفُ زينُ الدينِ عليُّ بن أبي طالبِ بن عَرَبْشَاهَ الحُسَيْنِيُّ، وشمسُ الدينِ محمدُ بن (

) بن عمرَ، وشرفُ عبدُ اللهِ بن أحمدَ بن صالحٍ، وشرفُ الدينِ عبدُ اللهِ بن مُبَشِّرِ بن محمدٍ، وصالحُ بن يونسَ بن أحمدَ الجَبْلَانِيُّوْنَ، وعلاءُ الدينِ عليُّ بن محمدِ بن محمدِ بن محمدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وزينُ الدِّينِ عبدُ الغالبِ بن محمدِ بن عبدِ القاهرِ الماكِسَانِيُّ

(14)

، وابنهُ محمدٌ

(15)

، وشمسُ الدِّينِ محمدُ بن عليِّ بن باسم، وابنُ عَمِّهِ زينُ الدينِ عمرُ بن يوسفَ، وعمادُ الدِّينِ محمدُ بن أحمدَ بن ( .... ) عمر، ومحمدُ بن بهاءِ الدينِ عليِّ بن عِيسى بن منصورٍ،

(1)

وهو: محمد بن نعمة، الفقيه المحدث شمس الدين النابلسي والد البدر، قرأ على الكرسي وضرب، وقرأ سنن ابن ماجه على ابن بدران بنابلس. مولده سنة بضع وستين وستمائة. استولت عليه السوداء خمس سنين، وتوفي يوم عرفة سنة أربعين وسبعمائة رحمه الله. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 266] الوفيات لابن رافع [رقم: 228].

(2)

وهو: محمد بن آقوش، الأمير ناصر الدين ابن الأمير جمال الدين المطروحي. كان رجلاً جيداً، وعنده دراية. وسمع من ابن النجار، وحدث. وتوفي - رحمه الله تعالى - ليلة الاثنين رابع جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 340] الدرر الكامنة [رقم: 1038].

(3)

وهو: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف، الشيخ الإمام العالم المحدث الفقيه الحنبلي المحدث المفيد عين الطلبة، فخر الدين أبو محمد العلامة شمس الدين أبي عبد الله بن الإمام القدوة المفتي فخر الدين البعلبكي ثم الدمشقي الحنبلي. ولد سنة خمس وثمانين وستمائة. وسمع في الخامسة من الفخر بن البخارى والتقى الواسطي وابن القواس ونحوهم، ثم طلب بنفسه فحصل الكثير وسمع بمصر والاسكندرية وحلب وحماة وحمص وبعلبك والحجاز وخرج لنفسه ولغيره وتعب ودار وكتب وأتقن الفقه على مذهب أحمد، وسمع من أبي إسحاق ابن الواسطي، وابن القواس، ثم تفقه وطلب هذا الشأن وارتحل فيه مرات، وكتب العالي والنازل من سنة خمس وسبعمائة وهلم جراً، وخرج وأفاد الخاصة والعامة، وسمع مني وسمعت منه، ورويت عنه في المعجم. توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 140] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2349].

(4)

وهو: عبد القادر بن محمد بن الفخر عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر ابن أبى القاسم، محيي الدين البعلى ثم الدمشقي، ابن الإمام شمس الدين أبي عبد الله، ولد سنة تسع وثمانين وستمائة، وأحضر على ابن القواس وعلي التقي الواسطي، وسمع من ابن الموازيني والتقي سليمان وغيرهم، وبرع في كتابة الشروط وكان قارئ الحديث بمدرسة أم الصالح، مات في آخر نهار الخميس خامس رمضان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. وصلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بالجامع الأموي. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2472].

(5)

وهو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر ابن أبي القاسم البعلي الأصل الدمشقي، المعروف بابن الفخر الحنبلي، تقي الدين ابن شمس الدين ابن الإمام فخر الدين، حضر على زينب بنت مكي في الثانية وسمع من جماعة، ومولده سنة سبع وثمانين وستمائة، وهو والد شمس الدين محمد وكان يشهد تحت الساعات مات في رجب سنة أربع وأربعين وسبعمائة. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2214].

(6)

وهو: في كتب التراجم أسماء يخيل لنا أنها للعلم ولكنها ليست كذلك، للاختلاف في البلد أو في تتمة الاسم، وهو معاصر لطبقة السماع، ومن ذلك: محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الجعفري التونسي ركن الدين أبو عبد الله ابن القوبع المالكي. وكذلك: محمد بن محمد بن عبد الرحمن، البليغ الفصيح الصدر الرئيس بدر الدين أبو عبد الله الخطيب بالجامع الأموي بدمشق ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني. وليس هما مقصودا الترجمة.

(7)

وهو: عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن تميم ابن أبي الحسن بن عبد الصمد بن تميم المقريزي البعلبكي، محيي الدين الحنبلي، ولد في سنة سبع وسبعين وستمائة، وسمع ببعلبك من زينب بنت كندي، وبدمشق من أبي الفضل ابن عساكر وابن القواس وابن مشرف والتقي سليمان وابن سعد وابن عبد الدائم واسحاق بن النحاس وأبى المكارم النصيبي وعبد الأحد ابن تيمية وأبي الحسن بن الصواف، وبمصر من البهاء ابن القيم وسبط زيادة، وجدَّ في الطلب واعتنى بالفن وكتب الطباق وقرأ بنفسه، وسمع ببعلبك ودمشق وحمص وحلب ومصر والاسكندرية وغيرها من البلاد، ووليَ درس الحديث بالبهائية بدمشق، قال البرزالي في معجمه: كان فاضلاً فقيهاً محصلاً، وقال الذهبي: له مشاركة في العلوم وولي مشيخة الحديث بالبهائية، وغير ذلك علقت عنه فوائد. ومات في أواخر ربيع الأول سنة اثنين أوثلاث أو أربع وثلاثين وسبعمائة، قال ابن حجر: هو جد صاحبنا الشيخ تقي الدين أحمد ابن علي بن عبد القادر أبقاه الله تعالى في خير، قدم والده علاء الدين القاهرة فقرر في موقعي الانشاء، وصاهر الشيخ شمس الدين ابن الصائغ على ابنته فولدت له تقى الدين أحمد، فكان يذكر أن أباه ذكر له أنه من ذرية تميم بن المنتصر باني القاهرة، ولا يظهر ذلك إلا لمن يثق به وأخبرته أني رأيت في ترجمة جده عبد القادر بخط الشيخ تقي الدين ابن رافع أنه أنصاري فلم يلتفت إلى ذلك. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2471] شذرات الذهب في أخبار من ذهب [8/ 178].

(8)

وهو: الصدر الأصيل فتح الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح ابن رافع بن علي بن إبراهيم بن الصيرفي الحراني الدمشقي بها، وصُلي عليه من الغد بالجامع الأموي، ودفن بمقابر باب الفراديس، سمع من جده لأبيه الإمام المفتي جمال الدين أبي زكريا يحيى والجمال البغدادي وهو في الخامسة سنة ثمان وستين جزء الأنصاري، وحدث به بجامع دمشق، ومن ابن شيبان أول أمالي الضبي، ومن ابن البخاري القطيعيات الأربعة، وسمع من أبي حامد ابن الصابوني، وأجاز له النجيب عبد اللطيف وأحمد بن عبد الله بن النحاس والحسين بن أحمد بن حديد وحسن بن عثمان القابسي وعثمان بن هبة الله ابن عوف، قال البرزالي: رجل جيد له مسجد يؤم فيه وباشر عمائر الجامع بدمشق، وفيه سكون واحتمال، ومولده في ثالث عشر شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وستمائة بدمشق بالخضراء، وفي ليلة الأحد التاسع من صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وذكره البرزالي في معجمه فقال: وهو مشهور بكنيته ويعاني الكتابة، وهو فيها مشكور معروف بالأمانة. انتهى. الوفيات لابن رافع [رقم: 320].

(9)

وهو: وجدت ترجمة ربما تكون له، فيها خلاف في اسم جد والده، جاء في معجم الشيوخ للذهبي:[1/ 334]: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محبوب، بهاء الدين، عامل الصدقات، روى لنا حديثاً من حفظه سنة أربع وتسعين وستمائة ليلة ختمته عن الفخر علي، وكان خيراً متواضعاً. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة كهلاً.

(10)

وهو: محمد بن سليمان بن داود، الجزري. شيخ صالح، خير، حافظ لكتاب الله، مديم لطلب الحديث وسماعه وتحصيل بعض مروياته، سمع من ابن البخاري وطبقته. وكان من صوفية الرباط الناصري، فقتل شهيداً بظاهر الرباط، ثم وجد فدفن بعد أيام في الخامس والعشرين من جمادى الأولى. واحترق بيته وذهبت أجزاؤه. توفي سنة تسع وتسعين وستمائة. تاريخ الإسلام [رقم: 707].

(11)

وهو: محمد بن عمر بن أبي القاسم، القاضي الصدر الرئيس نجم الدين ابن الشيخ نجم الدين بن أبي الطيب، وكيل بيت المال بدمشق، كان عارفاً بتراجم أهل عصره ووقائعهم وما جرياتهم، وباشر الوظائف الكبار وكان قائلاً بالحق عديم الشر حسن الشكل تام الخلق، شافعي المذهب، تزوج بنت محي الدين ابن فضل الله، وكان أبوه وكيل بيت المال ثم رجعت إليه بعد أن باشرها خمسة أشهر، ودرس هو بالكروسية والصلاحية وأبوه كذلك قبله، وسمع هو الصحيح من أبي الحسين اليونيني وحدث، وكان مولده سنة خمس وثمانين وستمائة تقريباً، توفي من جمرة ظهرت في وجهه، أقام معها يومين، سنة اثنين وأربعين وسبعمائة. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 684] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1672].

(12)

وهو: القاضي محيي الدين إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن نصر بن جهبل أبو الفداء الحلبي الأصل الدمشقي الشافعي. رُبِّيَ هو وأخوه الإمام شهاب الدين أحمد المقدم ذكره يتميين فقيرين، فاشتغلا وتفقها وتميزا. ولد بدمشق في سنة ست وستين وستمائة، واشتغل، وحصَّل، سمع على القاضي شمس الدين بن عطاء الحنفي بعض سنن أبي داود. وعلى الرشيد محمد بن أبي بكر العامري ومحمد بن عبد المنعم بن القواس والفخر علي بن البخاري جزء الأنصاري. ومن يحيى بن الصيرفي، ودرَّس بالأتابكية. وسمع منه جماعة منهم البرزالي، وتفقه بابن المقدسي وابن الوكيل، ودرس وأفتى، وخرَّج له «مشيخة» وحدَّث بها، وناب في الحكم بدمشق ثم ولي قضاء طرابلس وبيده مرسوم أن يحكم حيث حل وكانت له دربة بالأحكام وثروة وتوفي في شعبان ودفن عند أخيه بمقبرة الصُّوفية. سنة أربعين وسبعمائة. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 930] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 971].

(13)

وهو: محمد بن اسماعيل بن يحيى بن اسماعيل الدمشقي ناصر الدين ابن القاضي محيي الدين المعروف بابن جهبل. سمع على عمر بن القواس معجم ابن جميع وذكره شيخنا مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي اللغوي قاضي اليمن في اسناده في صحيح مسلم. وذكر انه قرأه بدمشق على ابن جهبل المذكور وعلى أبي عبد الله شمس الدين، يعني محمد بن ابراهيم السابق وذكر انهما يرويانه عن أحمد بن هبة الله به عساكر، والقاضي تاج الدين صالح بن حامد الجعبري والمحدثين نجم الدين اسماعيل بن ابراهيم بن الخباز ونورالدين علي بن نفيس الموصلي باجازة ابن عساكر من المؤيد الطوسي، والسماع من لفظ ابن نفيس وبسماع الجعبري من الصدر البكري، وبسماع ابن نفيس وابن الخباز من أحمد بن عبد الدائم وابراهيم بن مضر. مات سنة أربع وستين وسبعمائة بالقاهرة في شهر رمضان. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 123] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1032].

(14)

وهو: عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن ثابت بن عبد الغالب بن محمد بن ماهان، المقرئ الأنصاري الماكسيني الشافعي الدمشقي زين الدين. سمع على إسماعيل بن أبي اليسر صفة المنافق للفريابي وكتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب وجزء ابن زبر الصغير. وعلى المقداد بن هبة الله القيسي صفة المنافق أيضاً. وعلى أبي بكر محمد بن علي النشبي وإبراهيم بن إسماعيل بن الدرجي وعبد الرحمن بن سلمان البغدادي جزء محمد بن السري التمار وما في آخره. وسمع ايضا يحيى بن أبي منصور بن الصيرفي وابن البخاري وزينب بنت مكي وفاطمة بنت علي بن القاسم بن عساكر. وحدث، سمع منه المزي والبرزالي. وللشيخ أبي بكر بن الحسين المراغي منه إجازة. ومات في سادس عشر شهر رجب سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ومولده سنة ثمان وخمسين وستمائة في واحد جمادى الأولى بماكسين من بلاد الخابور. ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1298] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 2454].

(15)

وهو: محمد بن عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر الماكسيني الدمشقي، أبو عبد الله، دفن بمقبرة الباب الصغير، سمع من عمر بن عبد المنعم ابن القواس معجم ابن جميع ومن يوسف بن احمد الغسولي واحمد ابن عساكر، وكان يكتب القصص بالعادلية، وتوفي يوم الخميس خامس شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وسبعمائة. الوفيات لابن رابع [رقم: 662].

ص: 469

وعمُّهُ شمسُ الدِّينِ عمرُ الحَنَفِيُّوْنَ، ومحمدُ وأحمدُ ابنا علاءِ الدِّينِ عليِّ بن محمدِ بن غالبٍ الأنصاريُّ

(1)

، وفتاهُ ( ..... )، محمد بن أبي بكر بن عبد الولي الذهبي، ومحمدُ بن أحمدَ بن أبي بكرِ بن عبدِ الله الحَّرَانِيِّ

(2)

، والشيخُ عمرُ بن أبي القاسمِ

(3)

، وابنهُ يوسفُ، وابنُ أخيهِ محمدُ بن علي. . الشيخ محمد بن بكري بن داود القادري، ومحمدُ بن أحمدَ بن عليٍّ السلاويون، وأحمدُ بن العلِّمِ محمودِ بن العَلَمِ الحَرِّانِيُّ

(4)

، وأحمدُ بن عبدِ السَّلامِ بن أحمدَ بن علَّانَ البَعْلَبَكِّيُّ، وأحمدُ بن محمدِ بن إسماعيلَ القواسُ، عُرِفَ والدُهُ بابنِ الخَيَّاطِ، وأحمدُ بن شبلِ بن سعيدِ بن شبلٍ الزُّرَعِيُّ، وشمسُ الديِّنِ عمرُ، وشهابُ الدِّينِ أحمدُ، وسيفُ الدِّينِ عبدُ اللهِ بنو علاءِ الدينِ عليِّ بن أحمدَ بن عَمرون، وأحمدُ بن عليِّ بن مباركٍ البَعْلَبَكِّيُّ

(5)

، وإبراهيمُ وإسماعيلُ ابنا أحمدَ بن هلالٍ الزرعي

(6)

، وإبراهيمُ بن إسماعيلَ بن عليٍّ الزَّرْعِيُّ الشافعي، ومجدُ الدِّينِ إسماعيلُ بن إبراهيمَ بن البواق الحنبليُّ، ونجمُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ بن محمدِ بن أبي بكرٍ، وشرفُ الدِّينِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عباس، وشرفُ الدِّينِ حسينُ بن عليِّ بن مصدقٍ

(7)

، والشيخُ يونسُ بن مَعَالي بن يونسَ، والشيخُ عمرُ بن عثمانَ بن عمرٍ الأريليون الصوفيون، وداودُ بن محمودِ بن مباركٍ الجِيْلِيُّ، وسالمُ بن بَهِيِّ بن أحمدَ الحُصْنِيُّ الحَوْرَانِيُّ، وسراجُ الدِّينِ شاكرُ بن عليِّ بن مكيِّ بن السِّراجِ الصِقَلِيِّ القَلاِنسِيُّ

(8)

، وشرفُ بن إبراهيمَ بن شرفٍ

(9)

، وأخوهُ عبدُ اللهِ، وشمسُ الدِّينِ محمدُ بن عمرَ بن إبراهيمَ الزَّرْعِيُّوْنَ

(10)

، وعبدُ الرَّحمنِ بن عبدِ اللهِ بن محمدِ بن غالبٍ العُثْمَانِيُّ، وعثمانُ وعبدُ اللهِ ابنا أبي الفرجِ بن سليمانَ الحَرِيْرِيُّ، وعبدُ اللهِ بن عبدِ اللهِ بن رَّزْنية بن الكريدي الكاتب

(11)

، وعبدُ اللهِ بن محمدِ بن عبدِ العظيمِ

(12)

، والشيخُ عليُّ بن عبدِ اللهِ بن أسعدَ الوَاسِطِيَّانِ، وعلاءُ الدِّينِ عليُّ بن إبراهيم بن عبدِ المحسنِ بن قِرْنَاصَ الحمويُّ

(13)

، وعليُّ بن محمدِ بن عمرَ المؤذنُ

(14)

، وعمرُ بن أحمدَ بن عبدِ الكريمِ الحُوَيْرَانِيُّ الذهبيُّ، وعليُّ بن محمدِ بن كاملٍ الحوراني، وعلوانُ بن عمرَ بن عمرَ المقدسيُّ، ولقمانُ بن

(1)

الأخ الثاني منهما ذكره ابن رافع في الوفيات لسنة ست وستين وسبعمائة، فقال: وفي الخامس والعشرين من رجب توفي أبو العباس أحمد ابن شيخنا أبي الحسن علي بن محمد بن غالب الدمشقي المعروف بابن النصير. الوفيات لابن رافع [رقم: 829].

(2)

ربما يكون هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر الحراني القزاز، وكان كثير التلاوة، شهير الزهادة، وروى عن عبد الله ابن التجار وجماعة، وتفرد بالرواية، قال الذهبي: وكتبنا عنه. مرآة الجنان وعبرة اليقظان [4/ 282] الدرر الكامنة [رقم: 991]. ولكن يبدو أنه ليس إذ ترجم له الذهبي، بخلاف في اسم جده، فقال: معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 166] محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد المقرئ الزاهد المعمر أبو عبد الله الحراني ابن القزاز. والله أعلم.

(3)

وهو: عمر بن أبي القاسم بن عمر اليونيني السلاوي الصوفي أبو حفص، صحب الفقراء، وروى عن الشيخ الفقيه، وابن عبد في سنة أربع وعشرين وست مائة. ومات في ذي القعدة سنة سبع وسبع مائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 83].

(4)

وهو: أحمد بن علم بن محمود بن عمر الحراني الدمشقي الحنبلي تقي الدين ولد سنة أربع وثمانين وستمائة، وأحضر في الخامسة على الفاضلي، وسمع من الزين الفارقي وست الأهل بنت علوان وابن مؤمن والموازيني وابن مشرف والفخر إسماعيل ابن عساكر وإسحاق النحاس ومن بعدهم، وله إجازة من الفخر ابن البخاري وطلب بنفسه وأسمع أولاده، قال الذهبي: حرص وأثبت وحفظ الشاطبية وفيه دين ومروءة وخير، وقال ابن رافع كان ديناً خيراً ذا مروءة وعقل، مات في ليلة مستهل ذي الحجة سنة اثنين وأربعين وسبعمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [1/ 76] الوفيات لابن رافع [رقم: 315] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 522].

(5)

وهو: ترجم ابن رافع في كتابه لأحمد بن علي بن مبارك، ولكنه ليس بعلبكياً بل مصرياً، فليس هو المقصود. انظر: الوفيات لابن رافع [رقم: 127].

(6)

الأول منهما: إبراهيم بن أحمد بن هلال القاضي الإمام الفاضل المفنن برهان الدين الزرعي الحنبلي، كان نائب القاضي علاء الدين ابن المنجى الحنبلي ومدرس الحنبلية وناظرها ومدرس وقف سيف الدين بكتمر، والي الولاة بمدرسة الشيخ أبي عمر وحلقة العماد بالجامع الأموي، ومعيد المدرسة الصدرية والمدرسة الجوزية والمسمارية، أتقن الفروع على مذهب ابن حنبل وأصول الفقه والنحو والفرائض والحساب، وكتب الخط المنسوب المليح إلى الغاية وكان له قدرة على حكايات الخطوط ومناسباتها، ويحمل الناس إليه الكتب ليكتب أسماءها بحسن خطه، وقرأ الأصول على ابن الزملكاني والقاضي جلال الدين القزويني وغيرهما من الشافعية. ولم يكن في أصول الدين حنبلياً والله أعلم، وذهنه يتوقد ذكاء وندب في وقت إلى نظر بيت المال أيام الصاحب شمس الدين فلم يوافق، وكان بصيراً بالفتوى جيد الأحكام وكان له ميل كثير إلى التسري بالأتراك، وتعلم منهم لسان الترك وتحدث به جيداً، وكان في الغالب يكون جمعة في دكة الجواري وجمعة في سوق الكتب، وكان عذب العبارة فصيحها حسن الوجه مليح العمة، ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة، وتوفي في نصف شهر رجب الفرد يوم الجمعة بكرة النهار، وصُلي عليه بالجامع الأموي سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. الوافي بالوفيات [5/ 204] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 24].

(7)

وهو: الحسين بن علي بن مصدق بن الحسن، شرف الدين أبو عبد الله الشيباني الواسطي الصوفي بخانقاه سعيد السعداء. مولده سنة ستين وستمائة، وسمع بدمشق من الدشتي وإسماعيل ابن الخباز وجمع جم من هذه الطبقة فمن بعدهم، قال الصفدي: رأيته غير مرة، واجتمعت به عند الصاحب أمين الدين، فأنشدني رحمه الله تعالى جملة من شعره. وكان شكلاً كاملاً طويلاً هائلاً، ذا ذقن فرشت على صدره، وكادت تسيل فتملأ سعة حجره، ينشد ويتفيهق، ويسيل دمعه فيترقرق، له أبهة في النفوس وجلالة، وعلى كلامه من الذوق أمارة ودلالة. ولم يزل على حاله إلى أن رأى ابن مصدق الحق اليقين، ولحق بمن تقدمه من المتقين. أعيان العصر وأعوان النصر [2/ 272] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1605].

(8)

وهو: قال الذهبي: أبو بكر بن علي بن مكي، المحدث النبيه سراج الدين الصقلي ثم القلانسي. رفيقنا في السماع على ابن القواس، وأحمد بن عساكر. دار على الشيوخ وحصل الأصول وكتب الأسمعة، ولم ينجب ولا كان رشيداً، حدث بمصر عن ابن القواس. ومات غريباً في سنة خمس وعشرين وسبع مائة في الكهولة. وقد جمع كتاباً كبيراً في الصحابة ولم يبيضه. فيه أسانيد كثيرة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 306].

(9)

وهو: شرف بن إبراهيم بن شرف بن منصور بن محمود الزرعي، سمع من ست الأهل بنت علوان البعلبكية في سنة تسع وتسعين وست مئة، وكانت له همة واتصال ببعض أرباب الدولة. وفي ليلة الأربعاء خامس جمادى الأولى، وصُلي عليه ضحوة اليوم المذكور بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير، توفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. الوفيات لابن رافع [رقم: 131].

(10)

وهو: أبو عمر محمد بن عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الزرعي ثم الدمشقي بها ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير، سمع من عمر ابن القواس، وكان منزلا بدار الحديث النفيسية، كثير المروءة. في ليلة سابع صفر سنة تسع وخمسين وسبعمائة. الوفيات لابن رافع [رقم: 712] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1622].

(11)

وهو: عبد الله بن عبد الله أمين الدين الرهاوي الدمشقي، تربية ابن الكريدي. ولد سنة أربع وثمانين وستمائة. قال الذهبي: وسمع معنا من ابن القواس، وابن عساكر، وطلب بنفسه وقتاً بعد السبعمائة فأثبت ونسخ أجزاء، وارتزق بالكتابة في زرع. توفي سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 121] الوافي بالوفيات [17/ 161] الدرر الكامنة [رقم: 2153].

(12)

وهو: عبد الله بن محمد بن عبد العظيم نجم الدين الواسطي الشافعي الوصفي، مقرئ صالح مجود محقق كامل ناقل، ولد بعيد سنة سبعين وستمائة، قرأ الفرش بواسط على النجم أحمد بن غزال وأخيه محمد والشيخ علي خريم وحسن القوساني، وقدم مشق سنة سبع وتسعين وستمائة، فاستوطنها وجلس للإفادة وولي خطابة عين ترما من الغوطة، قال الذهبي: سألته أن يفرد لي قراءة يعقوب فنظمها في كراس وأجاد، توفي في شوال سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة. غاية النهاية في طبقات القراء [رقم: 1880] الدرر الكامنة [رقم: 2219].

(13)

وهو: علي بن إبراهيم بن عبد المحسن، ابن قرناص علاء الدين الخزاعي الحموي الشافعي، أخذ عن جماعة، ونسخ، وقرأ على الشيوخ ولم يكثر. سمع بمصر من ابن خطيب المزة، وبدمشق من شرف الدين ابن عساكر. وكان فصيح القراءة، قيل الدربة بالرجال، وله نظم. توفي رحمه الله تعالى ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة بدمشق. ومولده سنة أربع وخمسين وست مئة. وهو من بيت كبير بحماة. المعجم المختص بالمحدثين [ص: 196] أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 249] الدرر الكامنة [رقم: 9].

(14)

وهو: قال ابن رافع في كتابه عنه: [رقم: 721]: وفي ليلة الأحد ثامن عشري الشهر توفي الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن عمر المؤذن قرابة الشيخ محمد المصري بالمارستان الصغير بدمشق، وصُلي عليه من الغد ودُفن بمقابر باب الصغير، سمع من عمر ابن القواس معجم ابن جميع، وحدث، وكان بواب دار الحديث الأشرفية بدمشق، سمعت منه، وكان خيراً ساكناً. وذلك سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وقال في ذيل التقييد [2/ 216]: سمع على الشرف أحمد بن هبة الله بن عساكر مشيخته.

ص: 470

عِيسى بن شرف الصُّمَيْدِيُّ

(1)

، وهلالُ بن عليِّ بن هلالٍ بن الجَعْفَرِيُّ، وأبو بكرِ بن قاسمِ بن أبي بكرٍ الرَّحْبِيُّ

(2)

، وأبو بكرِ بن أبي بكرِ بن أحمدَ العَجْلُوْنِيُّ، وأبو بكرِ بن محمدِ بن إبراهيمَ بن تغلبٍ، وأحمدُ بن شمسِ الدينِ محمدِ بن أبي العَبَّاسِ الدباهي، والشيخُ محمدُ بن عبدِ اللهِ بن عبدِ الرحمنِ البَعْلَبَكِّيُّ، والشيخُ محمدُ بن عمرَ بن محمودِ بن باطرِ الحَرَّانِيُّ

(3)

، وابنهُ عمرُ

(4)

، ومحمدُ بن الحاجِّ عبدِ القادرِ بن أحمدَ الفامي، محمدُ بن عليُّ بن إبراهيمَ بن يوسفَ الدِّمَشْقِيُّ، ومحمدُ بن أحمدَ بن محمدِ بن أبي بكرٍ الأَرِبْلِيُّ، ومحمدُ بن أبي سعدِ بن أبي العِزِّ الصَّيْرَفِيُّ الحَرَّانِيُّ، وكاتبُ السَّماعِ عثمانُ بن بِلْبَانَ بن عبدِ الله المقاتِلي عفا الله عنه

(5)

، والمولى السَّندُ مُحيي الدِّينِ أبو محمدٍ عبدُ القادرِ بن الشيخِ المُسْمِعِ

(6)

، وابنُ أُختهِ عمادُ الدِّينِ محبوبُ بن محمودِ بن محمدِ بن محبوبٍ البَعْلَبَكِيُّ، وخادمُ الشيخِ شجاعِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمنِ بن عليِّ بن إبراهيمَ

(7)

، وكانَ لهم فوتٌ بهذه القراءةِ، وقد سمعوهُ على الشيخِ غيرَ هذهِ المرَّةِ، وآخرون َ بفوتٍ يذكروا على نسختي الحافظِ عبدِ الغني المقدسيِّ، ومُحْيِّي الدِّينِ النَّوَاوِيِّ

(8)

، وصحَّ ذلكَ وثبتَ في أربعينَ ميعاداً آخرُهَا يومُ الأحدِ، ثاني عشرَ جُمادى الأولى، سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وستمائةٍ، بالمدرسةِ الحنبليةِ بدمشقَ المحروسةِ.

وأُعِيْدَ لبعضِ الجماعةِ فوتٌ بعدَ هذا التاريخِ، وأجازَ الشيخُ لمن سمعَ هذا الكتابِ أو شيئاً منه جميعَ ما يجوزُ لهُ، وعنه روايتِهِ.

والحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصلواتهُ على سيدنا محمدٍ وآله وصحبهِ وسلامه، وحسبنا الله ونعمَ الوكيلُ. ورضي الله عن أئمةِ المسلمينَ وعامِّهِمْ أجمعينَ.

وشاهدتُ بحاشيةِ الطبقة المذكورةِ بخطِّ كَاتبِهَا ما مثالُهُ: وسمعهُ مع الجماعةِ كامِلاً أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن محمودِ بن عبيدانِ البَعْلَبَكِّيُ الحَنْبَلِيُّ.

كتبه عثمانُ المقاتلي.

نقلَ ذلك كله كما شاهدَهُ أحمدُ بن عبدِ الوهابِ بن محمدٍ البكريُّ التَّيْمِيُّ النُّوَيْرِيُّ،

(1)

وهو: لقمان بن عيسى الفقيه الإمام شرف الدين أبو الفضل الصميدي الحنبلي، ولد في حدود سنة ست وسبعين وستمائة. وقدم مع عمه من البلاد فاشتغل، وحصل وسمع من الفخر علي، وغيره. توفي في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وسبعمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 123].

(2)

وهو: أبو بكر بن قاسم بن ابي بكر الرحبي المحدث زين الدين العابد نزيل القاهرة. حدث عن الفخر علي بن أحمد بن البخاري إجازة بكتاب المسند لأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، سمعه عليه عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن الشيخة. وسمع على العز عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن علوان الأسدي "سنن ابن ماجه". وعلى العز أحمد بن إبراهيم الفاروثي كتاب الذرية الطاهرة للدولابي، وما في آخرها من الفوائد بقراءة علي بن مسعود بن نفيس الموصلي. وسمع من محمد بن عبد المؤمن الصوري ومن عمر بن القواس ومن الشرف بن عساكر. سمع منه أبو حيان وأجاز البرهان ابن صديق الرسام. مات في سلخ شوال سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالقاهرة ومولده في النصف من ربيع الأول سنة ست وستين وستمائة. الوفيات لابن رافع [رقم: 584] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1767].

(3)

ذكرته كتب التراجم باسمه، وقالت ابن زباطر، وفي المخطوط ابن باطر، وهناك خلاف في اسمه غير ذلك، فبعض الكتب قالت: ابن عبد المحمود، والله أعلم. فهو: شمس الدين محمد بن عمر بن محمود بن أبي بكر بن عمار بن سالم الحراني أبو عبد الله ابن زباطر، نزيل دمشق الحنبلي. ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة، بحران، وسمع بها من عيسى الخياط، والشيخ مجد الدين بن تيمية. وسمع بدمشق من إبراهيم بن خليل، ومحمد بن عبد الهادي، واليلداني، وابن عبد الدائم، وخطيب مردا، وعني بسماع الحديث إلى آخر عمره. قال الذهبي: كان فقيهاً، زاهداً، ناسكاً، سلفياً، عارفاً بمذهب الإمام أحمد. وقال ابن رجب: حدث، وسمع منه جماعة، منهم: الذهبي، وصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق. وسافر سنة إحدى عشرة إلى مصر لزيارة الشيخ تقي الدين بن تيمية، فأسر من سبخة بردويل، وبقي مدة في الأسر، ويقال: إن الفرنج لما رأوا ديانته وأمانته واجتهاده أكرموه واحترموه. انتهى. بقي إلى سنة ثمان عشرة وسبعمائة. معجم الشيوخ الكبير للذهبي [2/ 258] ذيل طبقات الحنابلة [4/ 430] شذرات الذهب في أخبار من ذهب [8/ 91] الدرر الكامنة [رقم: 1663].

(4)

وهو: ذكرته كتب التراجم، ولكن قال ابن حجر: ابن باطر، وليس زباطر كما في ترجمة والده السابقة، فهو: زين الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن محمود بن أبي بكر الحراني الأصل ثم الدمشقي الحنبلي الشيخ الصالح. سمع من ابن القواس، والشرف بن عساكر، وعيسى المطعم، وغيرهم. وسمع «صحيح البخاري» على اليونيني، وحدث وسمع منه الحسيني، وشهاب الدين بن رجب، وذكراه في «معجميهما» . توفي سنة أربع وستين وسبعمائة، بدمشق ودفن بمقبرة السالف ظاهر دمشق. قال ابن حجر: المعروف بابن باطر، أسمعه أبوه أبو عبد الله من الشرف بن عساكر وابن القواس والفراء وغيرهم. شذرات الذهب في أخبار من ذهب [8/ 345] الدرر الكامنة [رقم: 457].

(5)

وهو: عثمان بن بلبان بن عبد الله، المحدث فخر الدين الرومي المقاتلي الدمشقي الكفتي. سكن مصر سنوات. وداخل الرؤساء إلى أن صار معيدا في المنصورية للحديث. وكان حلو المذاكرة، يحفظ بعض القرآن. سمع من ابن القواس، ويوسف الغسولي، وابن عساكر وبحلب من سنقر الزيني مملوك ابن الأستاذ، وبمصر من الدمياطي وطبقته، عني بالرواية وكتب الطباق ونسخ الاجزاء وخرج لبعضهم وداخل الرؤساء وولي اعادة درس الحديث بالمنصورية وكان حلو المحاضرة. قال الذهبي: كتبت عنه وكتب عني، وكان في ورعه نقص، وغيرة أدين منه، وليس له محفوظ، ولا حفظ القرآن يعني ختمه. وتوفي رحمه الله تعالى بالقاهرة ثالث عشري شوال سنة سبع عشرة وسبعمائة. ومولده سنة خمس وسبعين وستمائة. أعيان العصر وأعوان النصر [3/ 218] الدرر الكامنة [رقم: 2576].

(6)

عبد القادر بن محمد بن أحمد بن الحسين اليونيني، محي الدين ابن الحافظ شرف الدين ابن الفقيه أبي عبد الله اليونيني.

وأخوه: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله، الشيخ الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي، شيخ جماعته، شرف الدين، أبو الحسين، ابن الإمام البارع الشيخ الفقيه اليونيني البعلبكي الحنبلي.

(7)

وهو: عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم البعلبكي، المعروف بابن البراذعي، الشيخ شجاع الدين أبو محمد. سمع من الشيخ شمس الدين المسلم بن علان، والشيخ شرف الدين أبي الحسين اليونيني، والقاضي تاج الدين عبد الخالق بن علوان، وجماعة كثيرة، وخدم الشيخ شرف الدين أبا الحسين اليونيني مدة ولازمه، وحج معه في سنة ست وثمانين وست مئة، وسمع عليه بمكة والمدينة شرفهما الله تعالى، وكان ينوب في الإمامة بمسجد الحنابلة ببعلبك، ويتلو القرآن كثيراً. مولده في سنة ست وستين وستمائة ببعلبك، وتوفي بها في سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وسبعمائة، ودفن بمقابر باب سطحا ظاهر بعلبك رحمه الله تعالى. قال السبكي: سمعت عليه ببعلبك «جزء ابن ملاس» ، بسماعه من خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي، بسماعها من الشيخ شمس الدين أحمد بن عبد الواحد البخاري، بسماعه من عبد المنعم الفراوي، بسماعه من أبي بكر الشيرويي، بسماعه من أبي سعيد الصيرفي، عن الأصم، عنه. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 67] الدرر الكامنة [رقم: 2322].

(8)

وهو: يحيى بن شرف بن مرى أبي الحسن بن الحسين بن محمد بن محمد بن جمعة بن حزام أبو زكريا محيي الدين النواوي الفقيه الشافعي المحدث الزاهد العابد الورع المتبحر في العلوم صاحب التصانيف المفيدة. كان أوحد زمانه في الورع والعبادة، والتقلل من الدنيا، والإكباب على الإفادة والتصنيف مع شدة التواضع، وخشونة الملبس والمأكل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى إنه واقف الملك الظاهر غير مرة في دار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك. مولده في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة وقدم دمشق سنة تسع وأربعين وستمائة، درس في المدرسة الفلكية والمدرسة الركنية، ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، ولم يزل مستمراً بها إلى حين وفاته، ونشر فيها علماً جماً وأفاد الطلبة وغيرهم. سمع من الرضى بن البرهان وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد الأنصاري وزين الدين بن عبد الدائم وعماد الدين عبد الكريم بن الحرستاني وزين الدين خالد بن يوسف وتقي الدين بن أبي اليسر وجمال الدين بن الصيرفي وشمس الدين بن أبي عمر وطبقتهم، وسمع الكتب الستة والمسند والموطأ وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة وقرأ الكمال للحافظ عبد الغني على الزين خالد، وشرح في أحاديث الصحيحين على المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي وأخذ الأصول على القاضي التفليسي وتفقه على الكمال إسحاق المغربي وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن سعد الإربلي والكمال سلار الإربلي. تخرج به جماعة من العلماء منهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعفري وشهاب الدين أحمد بن جعوان وشهاب الدين الأربدي وعلاء الدين بن العطار، وحدث عنه ابن أبي الفتح والمزي وابن العطار. من تصانيفه: شرح صحيح مسلم، ورياض الصالحين، والأذكار، والأربعين والإرشاد، في علوم الحديث، توفي سنة ست وسبعين وستمائة. ذيل مرآة الزمان [3/ 283] تذكرة الحفاظ للذهبي [4/ 174].

ص: 471

حامداً لله تعالى ومصلياً على نبيِّهِ ومسلماً.

وشاهدتُ على السِّفرِ الثاني طبقةً نحو هذه الطبقةِ، وهي بخطِّ المولى الرئيس جمالِ الدينِ أبي العباسِ أحمدَ بن المولى المرحوم شرفِ الدين محمدِ بن القَلَانِسِيِّ التَّمِيْمِيِّ، وهو المبدأُ باسمهِ في هذه الطبقةِ بعد القَاري، وكتبهُ أحمدُ البكريُّ.

هذا مجموعُ ما وجدتُهُ على الأصلِ الذي نقلتُهُ، وقابلتُ به ومنه سمعتُ، وهو كتابُ الشيخِ شرفِ الدينِ أبي الحُسين اليُوْنِيْنِيِّ المُسْمِعِ المُسَمَّى، أعلا هذه الأحرفُ الذي قابله واعتنى به، وأسمعَهُ مِرَارَاً، لم أنزلْ من ذلك إلا طبقةً واحدة بخطِّ الشيخِ المرحومِ شمسِ الدِّينِ محمدِ بن عبدِ الرَّحمنِ بن سَامَه رحمه الله تعالى

(1)

، كتبها لنفسهِ أنه قرأ جميعَ الصحيحِ على الشيخِ شرفِ الدينِ المذكورِ في رجب، عام ستةٍ وتسعينَ وستمائةٍ، بمسجدِ الحنابلةِ بِبَعْلَبَكَّ، وإنما تركتُ نقلها بحكمِ وفاةِ شمسِ الدِّينِ المذكورِ، ولم يشركْه في الطبقةِ غيره، وما علمتُ أنه أسمعَ الكتابَ في حالِ حياتِهِ، والله تعالى أعلمُ، والحمدُ لله وحدَهُ، وصلواته على نبيهِ محمدٍ وآله وصحبهِ وسلم تسليماً كثيراً.

[طبقات السماع التي نقلها تقي الدين السبكي رحمه الله]

شاهدتُ في أصلهِ بخطِّ الشيخِ الإمامِ العالمِ الأوحدِ العلامةِ، مجموعِ الفضائل، تقيِّ الدِّينِ مُفتي المسلمينَ: أبي الحسنِ عليِّ بن عبدِ الكافي بن يحيى السبكيِّ الفقيهِ الشافعي

(2)

-أثابه الله تعالى- ما مثاله:

الشيخةُ ستُّ الوزراءِ ابنةُ الإمامِ العالمِ شمسِ الدِّينِ عمرَ بن القاضي العلامةِ وجيهِ الدينِ أسعدِ بن المُنجَّا التنوخي

(3)

، مولدها سنة أربعٍ وعشرينَ وستمائة، سمعت صحيحَ البخاريِّ بكمالهِ، في سنة ثلاثينَ وستمائةٍ على ابنِ الزبيديِّ، وسماعُها موجودٌ في نسخةِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ، بالمدرسةِ الضِّيائيةِ بسفحِ قاسيون.

الشيخُ شهابُ الدِّينِ أحمدُ بن أبي طالبِ بن أبي النُّعمِ نعمةُ بن حسنِ بن عليِّ بن بيانِ ابن الشحنةِ، الحَجَّارِ الصَّالحي

(4)

، وأصله من دَيْرِ مُقْرِّنٍ من وادي بردى، مولده غير مُحَقَّقٍ لكنه أكبرُ من الشيخةِ المذكورةِ، بنحو سنتين أو ثلاث، ظهر اسمه في أوراقِ السامعينَ لصحيحِ البخاريِّ

(1)

وهو: محمد بن عبد الرحمن بن سامة -بالمهملة مخففاً- بن كوكب بن عز بن حميد الطائي الحكمي، نسبة إلى حكمة من قرى السواد الدمشقي، نزيل القاهرة ولد سنة اثنين وستين وستمائة، وأُحضر على ابن عبد الدائم وعُني بالحديث، وسمع الكثير من ابن الدرجي وابن أبي عمر ويحيى بن أبي الخير وابن البخاري وغيرهم بدمشق، ومن العز الحراني وخطيب المزة وغازي وابن الانماطي وابن الخيمي وغيرهم بمصر، وارتحل إلى بغداد فسمع من الكمال ابن القويرة وغيره، وبواسط وبحلب والبصرة ووصل إلى اصبهان، وقرأ في البلاد التي دخلها وحصل الأصول وكان فصيحاً سريع القراءة حسن الكتابة، مشاركاً في فنون، متواضعاً عفيفاً ديناً، وله أوراد وكان عمه مجد الدين أحمد بن سامة محدثاً شروطياً، نسخ الكثير، ومات شمس الدين بالقاهرة في ذي الحجة سنة ثمان وسبعمائة، ذكره البرزالي ثم الذهبي في معجميهما قال البرزالي نشأ في طلب الحديث من صباه، وكان ثقة ولديه فضيلة وقراءته فصيحة متقنة، واستوطن مصر وولد له وكان ملازماً للتلاوة، وله مواعيد ووظائف وكان خطه صحيحاً مرغوباً. أعيان العصر وأعوان النصر [4/ 490] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة [رقم: 1339].

(2)

علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام ابن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار ابن سليم السبكي، الشيخ الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر المقرئ الأصولي المتكلم النحوي، شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن، سمع على الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي جميع كتاب الحلية لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب المستخرج على "صحيح مسلم" له. وقرأ على علي بن محمد بن هارون الحلبي صحيح البخاري. وسمع بدمشق من أبي جعفر محمد بن علي بن الموازيني ومحمد بن أبي العز بن مشرف وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأحمد بن محمد الدشتي وسليمان بن حمزة وعيسى بن عبد الرحمن المطعم وإسحاق بن أبي بكر النحاس. وسمع بالاسكندرية من يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف وعبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة ويحيى بن محمد بن عبد السلام ومحمد بن حسن بن التونسي. وبالقاهرة من علي بن نصر الله بن الصواف وعلي بن عيسى بن القيم وشهاب بن علي المحسني والحسن بن عبد الكريم سبط زيادة وأبي الفتح الموسوي ومحمد بن عبد العظيم بن السقطي ومحمد بن محمد بن عيسى الطباخ ومحمد بن المكرم الأنصاري ومحمد بن النصير بن أمين الدولة ويوسف بن أحمد بن عيسى المشهدي وعلي بن عمر بن أبي بكر الواني وعلي بن النصير بن بناء الدقوقي وخلق. وأجاز له من بغداد الرشيد محمد بن عبد الله بن أبي القاسم وأخوه علي وعلي بن تامر بن خضر الفخري وإسماعيل بن علي بن أحمد بن الطبال وعلي بن عثمان بن أبي عثمان الطيبي وعبد الغفار بن عبد الله بن محمد. وحدث بدمشق والقاهرة سمع منه المزي والذهبي وابن رافع. وكان واسع المعرفة بالحديث والفقه والأصول والنحو وغير ذلك ووصف بالاجتهاد. وولي قضاء الشافعية بدمشق بعد موت جلال الدين القزويني، وتوجه للقاهرة فأدركه الأجل بها وولي خطابة دمشق ومدارس سوى ذلك بدمشق وبالقاهرة تدريس المنصورية وغيرها. ومات في ثالث جمادى الأخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة بجزيرة الفيل ظاهر القاهرة، وله اثنان وسبعون سنة، ومولده في غرة صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 85] ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد [رقم: 1431].

(3)

وهي: وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخي أم محمد وتدعى ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين الحنفي الدمشقية. سمعت على الحسين بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري، بالجامع المظفري ومسند الشافعي. وسمعت من والدها وحدثت بالكثير، سمع منها الواني وابن المحب والقاضي فخر الدين المصري والعلائي وابن قاضي الزبداني وخلق. وحضرها أبو هريرة ابن الذهبي. وعمرت دهراً وروت الكثير وطلبت إلى مصر، وحجت مرتين وتزوجت بأربعة رابعهم نجم الدين عبد الرحمن ابن الشيرازي، وكان لها ثلاث بنات وروت الصحيح مرات بدمشق وبمصر، قال الذهبي: كانت طويلة الروح على سماع الحديث وهي آخر من حدث بالمسند بالسماع عالياً، توفيت فجأة في ثامن عشر شعبان سنة ست عشر وسبعمائة، ولها اثنان وتسعون سنة، مولدها أول سنة أربع وعشرين وستمائة. ذيل التقييد [رقم: 1891] الدرر الكامنة [رقم: 1800].

(4)

وهو: أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن الحسن بن علي بن بيان الصالحي الحجار، المعروف بابن الشحنة، شهاب الدين أبو العباس، وأصله من دير مقرن. شيخ يسكن بحارة بني العساس بالصالحية، وهو معروف مشهور، صاحب وظيفة وخدمة بقلعة دمشق، ولم يتفطن طلبة الحديث له إلى أواخر جمادى الآخرة سنة ست وسبعمائة، حصل الاجتماع به فسئل عن نسبه وإخوته وأسمائهم وعن عمره، فوجد سماعه «لجزء أبي الجهم» وما قرئ معه على ابن اللتي، ووجد اسمه في أوراق أسماء السامعين لـ «صحيح البخاري» على ابن الزبيدي، فقرئ عليه «جزء أبي الجهم» ، ثم اجتمع الجماعة مستهل شهر رجب وقرئ عليه مرة ثانية. سئل في ذلك الوقت عن مولده، فقال: لي الآن اثنان وثمانون أو ثلاثة وثمانون سنة. سمع على الحسن بن المبارك الزبيدي صحيح البخاري بكماله، وروى بالاجازة شيئاً كثيراً من الكتب والأجزاء، وأجاز له من بغداد ابن بهروز، والأنجب الحمامي، وابن روزبة، وابن القطيعي، وابن كمال، ونصر بن عبد الرزاق، وبنت البيطار، وزهرة بنت ابن حاضر، وجماعة. وكان في أول أمره خياطاً ثم خدم بالقلعة هو وإخوته حجارين، تزوج بأربع من النساء، وولد له أحد عشر ولداً منها ثلاثة من الذكور، طُلب إلى الديار المصرية في سنة أربع عشرة وسبع مائة بسبب إسماع «البخاري» ، وتوجه معه الشيخة ست الوزراء بنت ابن منجا، وأرسل إليه ذهب، فتوجه مكرماً وقرئ عليهما «البخاري» خمس مرات، المرة الأولى عند نائب السلطة الأمير سيف الدين أرغون، والثانية عند وكيل السلطان، والثالثة في المدرسة المنصورية، وحضر في هذه المرة جمع كبير يزيدون على ألفي نفسٍ، والمرة الرابعة بجامع الملك الناصر بمصر، والخامسة بقلعة الجبل، وحصل له وللشيخة جملة من المال، ثم عادا إلى دمشق. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 15] ذيل التقييد [رقم: 633].

ص: 472

على ابن الزُّبيديِ، وهو جزءٌ موقوفٌ بالمدرسة الضِّيائيةِ، وليس له اسمٌ في الطبقةِ، فإن كاتبَ الطبقةِ كتبَ في آخرها: وبقي آخرون ممن له فوتٌ لم يتسعْ الوقتُ لتعيينهِ، وهو في الأوراقِ مكتوبٌ يُراجعها من أرادَ ذلك منهم، وصورةُ اسمه في الأوراقِ محمدٌ وأحمدُ وناصرٌ أولاد أبي طالبٍ الشحنةِ، وعليهم علاماتُ الحضور، ومكملةٌ وهي اثنانِ وعشرون علامةً، وعليهم بخطِّ كاتب الطبقةِ سيفِ الدينِ أحمدِ بن عيسى بن الشيخِ موفقِ الدِّينٍ، لا فوتٌ.

نقلَ ذلكَ من خطِّ مُفِيْدِهِ الحيِّ علمِ الدينِ البرزالي

(1)

، وتحتهُ بخطِّ الشيخِ جمالِ الدِّينِ المزيِّ

(2)

، صحيحُ جميعِ ما ذكره علم الدينِ ابن البرزالِي -أدام الله النفع به- وكتبَ يوسفُ المزي -عفا الله عنه-.

نقلَ ذلكَ من خَطَّيْهِمَا عليُّ السِّبكيُّ -عفا الله عنه-.

نقلهُ كهيئتهِ العبدُ محمدُ بن أبي القاسمِ بن إسماعيلَ بن محمدٍ الفارقيِّ، وذا خطُّهُ -رفقَ الله به- حامداً لله تعالى ومصلياً على نبيهِ ومُسَلِّمَاً.

(1)

وهو: القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس بن أبي القاسم الإشبيلي الأصل الدمشقي المولد والدار البرزالي الشافعي، الشيخ الإمام الحافظ علم الدين أبو محمد بن أبي الفضل بن أبي المحاسن بن أبي عبد الله. أول سماعه من والده، وقاضي القضاة عز الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ في سنة ثلاث وسبعين وستمائة، ثم سمع بنفسه سنة سبع وسبعين وستمائة، وبعدها من أحمد بن أبي الخير، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، والمسلم بن علان، والشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وأحمد ابن الحموي، وابن شيبان، وابن العسقلاني، والكمال عبد الرحيم، وابن البخاري، وعمر بن أبي عصرون، ومحمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن الدرجي، والمقداد، والعامري، وابن الصابوني، وابن الواسطي، وابن الزين، وزينب بنت مكي، وصفية بنت مسعود، وزينب بنت العلم، وفاطمة بنت علي ابن عساكر، وست العرب بنت يحيى بن قايماز، وجماعة، ورحل إلى مصر فسمع بها من العز الحراني، وابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وغيرهم، وبالإسكندرية من محمد بن عبد الخالق بن طرخان وغيره، وأجاز له جماعة من أصحاب الخشوعي، وغيره، وحدث. سمع منه الحافظ شمس الدين الذهبي، وقال: حفظ القرآن، و «التنبيه» ، و «مقدمة» في صغره، وأحب طلب الحديث، ونسخ أجزاء، ودار على الشيوخ، وجد في الطلب، ورحل إلى بعلبك، ثم ارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين وستمائة، وفيها ارتحل إلى مصر، وكتب بخطه الصحيح المليح كثيراً، مولده في ليلة عاشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة بدمشق،

وتوفي بكرة الأحد رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبع مئة بخليص بالقرب من مكة شرفها الله تعالى، ودفن بخليص رحمه الله تعالى. معجم الشيوخ للسبكي [رقم: 99] الدرر الكامنة [رقم: 609].

(2)

وهو: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن أبي الزهر، الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ الفريد الرحلة، إمام المحدثين جمال الدين أبو الحجاج المزي بن الزكي القضاعي الكلبي، الحلبي المولد، خاتمة الحفاظ، ناقد الأسانيد والألفاظ. طلب الحديث في أول سنة خمس وسبعين وست مئة، وهلم جرا الى آخر وقت، لا يفتر عن الطلب والاجتهاد والرواية والتسميع. سمع من أصحاب ابن طبرزد، والكندي، وابن الحرستاني، وحنبل، ثم ابن ملاعب الرهاوي، وابن البنا، ثم ابن أبي لقمة، وابن البن، وابن مكرم، والقزويني، ثم ابن اللتي، وابن صباح، وابن الزبيدي. وأعلى ما سمع بإجازة عن ابن كليب، وابن بوش، والجمال، وخليل بن بدر، والبوصيري، وأمثالهم، ثم المؤيد الطوسي، وزاهر الثقفي، وعبد المعز الهروي. وسمع الكتب الأمهات المسندة، والكتب الستة، والمعجم الكبير، وتاريخ الخطيب، والنسب للزبير، والسيرة والموطأ من طرق، والزهد، والمستخرج على مسلم، والحلية والسنن للبيهقي، ودلائل النبوة، وأشياء يطول ذكرها. ومن الأجزاء ألوفاً. ومشيخته نحو الألف. وسمع أبا العباس بن سلامة، وابن أبي عمر، وابن علان، والشيخ محيي الدين النووي، والزواوي، والكمال عبد الرحيم، والعز الحراني، وابن الدرجي، والقاسم الإربلي، وابن الصابوني، والرشيد العامري، ومحمد بن القواس، والفخر بن البخاري، وزينب، وابن شيبان، ومحمد بن محمد بن مناقب، وإسماعيل بن العسقلاني، والمجد بن الخليلي، والعماد بن الشيرازي، والمحيي بن عصرون، وأبا بكر بن الأنماطي، والصفي خليلا، وغازيا الحلاوي، والقطب بن القسطلاني وطبقتهم، والدمياطي شرف الدين، والفاروثي، واليونيني، وابن بلبان، والشريشي، وابن دقيق العيد، والظاهري، والتقي الإسعردي، وطبقتهم. وتنازل الى طبقة سعد الدين الحارثي، وابن نفيس، وابن تيمية. وحفظ القرآن، وعني باللغة، فبرع فيها، وأتقن النحو والتصريف. وتوفي في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة. أعيان العصر وأعوان النصر [5/ 644] شذرات الذهب [8/ 236].

ص: 473