الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
" ......
(1)
لفوقَ سمائه على عرشه، وإنّ عليه لهكذا - وأشار وهبٌ بيده مثلَ القُبَّة -، وإنّه لَيَئِطُّ أَطيطَ الرَّحْلِ بالراكب"
(2)
.
رواه أبو عَوَانة الإِسْفَرايِيني في صحيحه
(3)
، عن أبي الأَزْهَر، وهو عندنا في المنتقى من صحيحه
(4)
.
قال أبو بكر الخطيب: "يقال: إن مسلم بن الحجاج القشيري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي [ .... ]
(5)
.
ورواه أبو داود
(6)
، عن عبد الأعلى بن حمّاد وابنِ مُثَنَّى وابنِ بشّار وأحمد بنِ سعيد الرِّباطي عن وَهْب بن جرير، فوقع لنا بدَلًا عاليًا.
وقال عبد الأَعْلَى وابنُ مُثَنّى وابنُ بشّار: عن يعقوب بن عُتْبَة وجُبَيْر بن محمد عن أبيه عن جدّه.
(1)
هكذا بدأت النسخة مبتورة، حيث سقطت أوراق من أولها لا يُدرى كميتُها.
(2)
ساق المصنِّفُ هنا حديثَ جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده في الاستسقاء، وأسنده - فيما يظهر - من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري عن وهب بن جرير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير.
(3)
مستخرج أبي عوانة (2/ 120/ رقم 2517).
(4)
"المنتقى من صحيح أبي عوانة" لعلّه للذهبي، انظر المعجم المفهرس - لابن حجر - (رقم: 22).
(5)
تاريخ بغداد (4/ 260). وما بين المعقوفتين جملة في طرف الصفحة المتآكل.
(6)
السنن (رقم: 4726).
لكن قد رواه محمد بن هارون الرُّوياني، عن محمد بن بشّار وسَلَمَة بن شَبِيب، عن وَهْب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عُتْبَة، عن جُبَيْر بن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، عن جدِّه.
قال ابنُ عساكر
(1)
: "هكذا رواه الرُّوياني عن بُنْدار، ولعلّه حمل حديثَ أحدِهما على حديثِ الآخر، فقد خالفه أبو داود، قال أبو داود
(2)
: والحديثُ بإسناد أحمد هو الصحيح، وافقه عليه جماعةٌ منهم: يحيى بن مَعين، وعلي بن المديني
(3)
".
قلتُ: ومحمد بن يزيد الواسطي أخو كَرْخويه، وكان من الثقات [
…
]
(4)
يحي [
…
] (4)، وحديثهم في الجزء الثالث من حديث ابن صاعد
(5)
، وحديث محمد بن يزيد أيضًا في سادس مشيخة يعقوب بن سفيان.
قال أبو داود
(6)
: "ورواه جماعةٌ عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضًا، وكان سماعُ عبد الأَعْلَى وابنِ المُثَنَّى وابنِ بَشّار من نسخةٍ واحدةٍ فيما بلغني".
قال الدارَقُطْني
(7)
: "من قال فيه: عن يعقوب بن عُتْبَة وجُبَيْر بن محمد، فقد وَهِم، والصوابُ: عن جُبَيْر بن محمد كما ذكرناه ههنا".
(1)
لم أجدْه في تاريخ دمشق، ولا فيما طالعت مؤلفات الحافظ ابن عساكر، ولعلّه في الجزء الذي أفرده بعنوان "بيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط"، انظر: البداية والنهاية (1/ 11).
(2)
السنن (رقم: 4726).
(3)
أخرجه من طريقيهما: الطبراني في المعجم الكبير (2/ رقم: 1547)، والدارَقُطْني في الصفات (رقم: 39).
(4)
موضع تالف من حافة الورقة.
(5)
وأخرجه من طريق الواسطي هذا: الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 39).
(6)
السنن (رقم: 4726).
(7)
الصفات (ص 53).
باب قول الله: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]
2
- أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم وعيسى بن عبد الرحمن بن مَعالي، قالا: أبنا محمد بن إبراهيم الإِرْبَلّي، أبنا يحيى بن ثابت بن بُنْدار، أبنا طِراد بن محمد بن علي، أبنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبنا أبو جعفر محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري، ثنا محمد - هو: ابن الهَيْثَم بن حمّاد -، ثنا محمد بن كثير، عن الأَوْزاعي، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كلِّه"
(1)
.
3 -
وأخبرنا محمد بن مُشْرِق، أبنا أحمد بن محمد بن عبد الغني، أبنا زاهر بن أحمد، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى، ثنا إسحاق، ثنا سفيان، عن الزُّهْري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: استأذن رهطٌ من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السامُّ عليك، قالت عائشة: فقلت: عليكم السامُّ واللعنة، قال رسول الله:
"يا عائشةُ، إن الله يحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كلِّه"،
قالت: فقلتُ: ألمْ تسمع ما قالوا؟ قال:
"قلتُ: وعليكم"
(2)
.
(1)
أخرجه ابن البختري في حديثه (رقم: 517)، والرواية من طريقه.
(2)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ رقم: 4421)، والرواية من طريقه.
خ
(1)
عن أبي نُعَيْم، وم
(2)
عن الناقد وغيره، جميعًا عن سفيان.
وهو عندنا أيضًا في جزء شُجاع الصوفي
(3)
المضاف إلى جزء مسند عمر للنجّاد
(4)
.
ورُوي عن مالك عن الأَوْزاعي، وهو عندنا في جزء الجَوْبَري.
* * *
(1)
صحيح البخاري (رقم: 6927).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 2165).
(3)
هو: أبو الفوارس شجاع بن جعفر، الصوفي الوراق البغدادي، توفي سنة 353 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات: 351 - 380 هـ/ 89).
(4)
انظر: المجمع المؤسس (1/ 135).
باب قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} [الأعراف: 206]
4 -
أخبرنا أبو بكر وعيسى، أبنا الإِرْبَلّي، أبنا يحيى، أبا طِراد، أبنا ابن بِشْران، أبنا ابن البَخْتَري، ثنا جعفر - هو: ابن محمد الصائغ -، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا إسحاق بن أبي جعفر الفرّاء قال: سمعتُ أبي قال: ثنا الأَغَرُّ أبو مسلم، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما اجتمع قومٌ يذكرون الله إلّا حَفّتْ بهم الملائكةُ، ونزلتْ عليهم السكينةُ، وتغشّتْهم الرحمةُ، وذكرهم الله فيمن عنده"
(1)
.
رواه أبو إسحاق السَّبِيعِي عن الأَغَرّ عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة، وهو عندنا في مسند عبد بن حُمَيْد
(2)
.
ورواه الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة.
أمّا حديثُ أبي إسحاق عن الأَغَرّ، فهو عندنا في الكَنْجَرُوذيّات البيهقيّة
(3)
موافقةً، عنه.
5 -
أخبرنا يحيى وابنُ أبي طالب، أنبأنا ابن القَطيعي، أبنا ابن الزاغُوني، أبنا الزَيْنَبيّ، أبنا المُخَلِّص، ثنا عبد الله
(4)
، ثنا هارون بن
(1)
أخرجه ابن البختري في حديثه (رقم: 540)، والرواية من طريقه.
(2)
المنتخب منه (رقم: 861).
(3)
هي الأجزاء المعروفة من حديث أبي سعد الكنجروذي (ت 465 هـ) تخريج أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ). انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1478).
(4)
هو: البغوي.
عبد الله، ثنا مُحاضِر بن المُوَرِّع ومحمد بن عبد الله الأَسَدي قالا: ثنا الأَعْمَش، عن المُسَيّب، عن تميم، عن جابر قال: دخل علينا رسول الله فقال:
"ما لكم لا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكةُ عند ربها، - قال: - يُتِمُّون الصفوفَ الأُوَل ويتراصُّون في الصفّ"
(1)
.
6 -
وبه، ثنا عبد الله، ثنا هارون بن إسحاق وسَلْم بن جنادة أبو السائب قالا: ثنا محمد بن فُضَيْل الضَّبِّي، عن أَشْعَث، عن علي بن مُدْرِك، عن تميم بن طَرَفَة، عن جابر بن سَمُرَة قال: صلَّيْنا مع رسول الله فأَوْمَأَ إلينا أن اجلِسُوا فجلسنا، فقال:
"ما يَمنعُكم أن تَصُفُّوا كما تَصُفُّ الملائكةُ عند الرحمن تبارك وتعالى"، قالوا: وكيف يصفُّون يا رسول الله؟ قال:
"يُتِمُّون الصفوفَ، ويَرُصُّون الصفوفَ رصًّا"
(2)
.
* * *
(1)
أخرجه أبو طاهر المخلص في الجزء الأول من فوائده (ق 145 أ - مجموع 21)، والرواية من طريقه.
(2)
الرواية كذلك من الجزء الأول من فوائد المخلص (ق 145 ب).
باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6] ورؤية الله يوم القيامة في الجنة
7 -
أخبرنا أبو بكر وعيسى، أبنا الإِرْبَلّي، أبنا يحيى، أبنا طِراد، أبنا ابن بِشْران، أبنا ابنُ البَخْتَري، ثنا أحمد بن الوليد، ثنا شاذان؛ قال: وأبنا شريك، عن هلال، عن عبد الله بن عَكِيم قال: سمعتُ ابنَ مسعود بدأ باليمين قبل الحديث، قال:
"والله إِنْ منكم إلا سيخلو اللهُ به كما يخلو أحدُكم بالقمر ليلةَ البدر، فيقول: ابنَ آدم ما غرّك بي؟ ما عملتَ فيما علمتَ؟ ابنَ آدم ماذا أجبتَ المرسلين؟ "
(1)
.
وهو عندنا أيضًا في الزهد لأسد بن موسى
(2)
، وجزء ابن دَقَشْلَلَة
(3)
.
تابعه أبو عَوَانة:
8 -
فأخبرنا أبو الربيع الحاكم والقاسم بن مُظَفَّر قالا: أنبأنا محمود بن أبي إسحاق بن سفيان بن مَنْدَه، أبنا الإمام أبو عبد الله الحسن بن العبّاس بن علي الرُّسْتُمي، أبنا أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله المعروف بَرَرَا
(4)
، أبنا أبو الفَرَج عثمان بن أحمد بن إسحاق البُرْجِيّ
(1)
أخرجه ابن البختري في حديثه (رقم: 605)، والرواية من طريقه.
(2)
الزهد (رقم: 96).
(3)
هو: أبو الفضل كتائب بن محمد بن أحمد، البجلي الكوفي، من شيوخ ابن عساكر، انظر: معجم شيوخ ابن عساكر (رقم: 1044). وجزؤه لم أقف عليه.
(4)
ينظر: تكملة الإكمال (2/ 689).
الكاتب، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجُورْجِيري
(1)
، أبنا أبو يعقوب إسحاق بن الفَيْض، ثنا رجاء بن السِّنْدي، ثنا المُؤَمَّل، ثنا أبو عَوَانة، ثنا هلال بن أبي حُمَيْد الوزّان، عن عبد الله بن عَكِيم قال: سمعتُ عبد الله بن مسعود، وبدأ باليمين فقال:
"والذي لا إله غيره، ما منكم من أحد إلا سيخلو بربّه كما يخلو أحدُكم بالقمر ليلةَ البدر، فيقول: يا ابنَ آدم، ما غرّك بي؟ يا ابنَ آدم ما غرّك بي؟ - ثلاثًا -، يا ابن آدم ماذا أجبتَ المرسلين؟ يا ابنَ آدم ماذا عَمِلتَ فيما عَلِمتَ؟ "
(2)
.
9 -
وبهذا الإسناد إلى رجاء، عن المُؤَمَّل، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أبي بكر بن أبي موسى قال: قال ابن مسعود:
"يُدْني الله عبدَه المؤمنَ منه يومَ القيامة، فينشرُ كنَفَه عليه هكذا - وعَطَف بيده هكذا -، فيقولُ: يا ابنَ آدم أذْنَبْتَ كذا كذا، فقد غفرتُه لك، قال: فيَخِرُّ ساجدًا لربّه، قال: ثم يقولُ: يا ابنَ آدم عملتَ حسنةَ كذا وكذا، قد قبلْتُهُ منك، فيَخِرُّ ساجدًا، فما يزال ساجدًا لربّه، ذنبًا مغفورًا وحسنةً مقبولةَ"
(3)
.
10 -
وبه، ثنا رجاء، ثنا المُؤَمَّل، عن إسرائيل، عن موسى
(4)
قال: سمعتُ ابنَ عُمَر يقولُ: قال رسول الله:
(1)
نسبةً إلى جورجير: بلدة بأصبهان. الأنساب (2/ 114).
(2)
الرواية من طريق حديث إسحاق بن الفيض، انظر: المجمع المؤسس (2/ 387).
(3)
وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 204/ رقم: 8899)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 840/ رقم: 848)، واللالكائي في السنّة (3/ رقم: 860)، من طرق عن أبي عوانة.
(4)
هكذا بخط المصنف، والإسناد معروف عن ثوير بن أبي فاختة.
"أدنى أهلِ الجنّة منزلةً من ينظرُ في مُلْكه وسُرُرِه وخَدَمِه مسيرةَ ألف عام، وأكرمُهم على الله من ينظرُ إلى ربّه بُكْرَةً وعشيًّا"، ثم قرأ:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة]
(1)
.
خالفه شبّابة بنُ سَوّار، فرواه عن إسرائيل بن يونس عن ثُوَيْر بن أبي فاخِتة عن ابن عُمَر، وهو عندنا بعُلُوّ في مسند عبد بن حُمَيْد
(2)
.
وكذلك رواه عن إسرائيل: الحارثُ بنُ منصور.
وكذلك رواه عبد الملك بن أَبْجَر عن ثُوَيْر
(3)
.
وكذلك رواه يحيى بن يَمان عن سفيان عن ثُوَيْر، وهو عدنا في رابع عشر حديث ابن البَخْتَري.
وروي عن ابن عُمَر من وجوه من قوله
(4)
.
11 -
وبه، ثنا رجاء، عن المُؤَمَّل، ثنا همّام ويحيى وحمّاد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى قال: قال
(5)
:
"إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنّةَ نادى منادٍ: يا أهلَ الجنّة قد بقي لكم من أجركم شيءٌ لم تُعْطَوْهُ، إنّ الله وعدكم الحسنى وهي في الجنّة، والزيادةَ وهي: النظرُ، قال: فيتجلّى لهم تبارك وتعالى، وهو قوله: {وَزِيَادَةٌ وَلَا
(1)
أخرجه الدارقطني في الرؤية: (رقم: 172) لأحمد بن محمد بن شقير الأطرابلسي عن مؤمل، وقال فيه: ثوير، بدل موسى.
(2)
المنتخب منه (رقم: 819). ورواه الترمذي (4/ رقم: 2553) عن عبد بن حميد. وإسناده ضعيف؛ ثُوَيْر بن أبي فاختة متروك في قول جمع من المحدّثين كما في الميزان (1/ 373).
(3)
أخرجه من هذا الوجه: الإمام أحمد (8/ 240/ رقم: 4623) وغيره.
(4)
أخرجه الترمذي (رقم: 2553، 3330) وابن جرير في تفسيره (23/ 509)، من طريق سفيان الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر.
(5)
القول لابن أبي ليلى.
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26]، بعد نظرهم إلى ربِّهم"
(1)
.
وصله حمّاد بن سلَمة عن ثابت - كما سيأتي -
(2)
، وهو في الرابع من أمالي ابن الحُصَيْن
(3)
.
12 -
وبه، ثنا أحمد بن جَنّاب، ثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قَيْس بن أبي حازم، عن جرير قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذْ نظر إلى القمر ليلةَ البدر، فقال:
"أما إنّكم ستَرَوْن ربَّكم كما تَرَوْن هذا، لا تمارون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"، ثم قرأ:{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] "
(4)
.
رواه البخاري
(5)
ومسلم
(6)
.
وهو عندنا في الثاني من صفة الجنّة
(7)
للحافظ الضياء.
* * *
(1)
الرواية من حديث إسحاق بن الفيض كما سبق. وأخرجه ابن جرير في التفسير (12/ 159) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 447 - 448/ رقم: 260، 261) وعبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (1/ 244/ رقم: 445) كلهم من طريق حماد بن زيد.
(2)
انظر: (رقم: 15).
(3)
هو: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين، أبو القاسم الهمذاني البغدادي الكاتب، توفي سنة 525 هـ، وصلنا الجزء الثاني من فوائده. ترجمته في السير (19/ 536 - 539).
(4)
الرواية من حديث إسحاق بن الفيض.
(5)
صحيح البخاري (أرقام: 554، 4851، 7434).
(6)
صحيح مسلم (رقم: 633).
(7)
صفة الجنة (رقم: 143).
باب
13 -
وبه، حدّثنا المَضاء - هو: ابن الجارود -، ثنا عبد العزيز - هو: ابن زياد -، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:
"تعظيم الربّ وثناء عليه: العزّةُ لله، والجبروتُ لله، والعظمةُ لله، والكبرياءُ لله، والسلطانُ لله، والمُلْكُ لله، والحكمُ لله، والنور لله والقوةُ لله، والتسبيحُ لله، والتقديسُ لله، ربّ العرش العظيم، ربّ ما أعظمَ شأنك، وأفخرَ ملكَك، وأعلى مكانك، وأقربَك من خَلْقك، وألطفَك بعبادك، وأَعْرَفَك ليُسْرِك، وأمنعَك في عِزّك، وأنت أعظمُ وأجلُّ، وأسمعُ وأبصرُ، وأعلى وأكبرُ وأظهرُ، وأشكرُ وأعفى وأقدرُ، وأعلمُ وأخبرُ، وأعزُّ وأكرمُ، وأبرُّ وأرحمُ، وأبهى وأحْمَدُ، وأمجدُ وأَجْوَدُ وأَنْوَرُ، وأَسْرَعُ وأَلْطَفُ، وأقدرُ وأمنعُ وأعطى، وأقهرُ وأحكمُ، وأفضلُ وأحسنُ وأجملُ من أن يُدرِك عبادُك عظمتَك، تبارك الله رب العالمين"
(1)
.
هذا حديثٌ ضعيفُ الإسناد.
رواه أبو الشيخ في كتاب العظمة
(2)
، عن عبد الله بن محمد بن زكريّا عن إسحاق بن الفَيْض؛ فوقع لنا بَدَلًا عاليًا عُشَاريًّا
(3)
.
* * *
(1)
الرواية أيضًا من حديث إسحاق بن الفيض. ومضاء بن الجارود ترجمه في الميزان (4/ 122) وقال: "لا يُدرى من هو، أظنه أخباريًّا، لا رواية له في المسندات".
(2)
العظمة (1/ رقم: 102).
(3)
وكتب المصنف بحذاء النص على حاشية الصفحة: (عشاري).
باب قول اللَّهِ تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وقوله:{فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23]، وقوله:{وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 7]
14 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمِدي، أبنا شيخ الإسلام عبد السلام بن عبد الله ابن تيمية، أبنا محمد بن المبارك بن مَشَقّ وشجاع بن سالم قالا: أبنا أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلّال، أبنا عبد الله بن محمد بن هَزَارْمَرْد، ثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، ثنا أبو بكر بن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث السِّجِسْتاني، ثنا أحمد - يعني: ابنَ صالح -، ثنا ابنُ أبي فُدَيْك، أخبرني شِبْل بن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أراد أحدُكم أمرًا فلْيقلْ: اللَّهمّ إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدرُك بقدرتك، وأسألُك من فضلك العظيم، فإنّك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنتَ علّامُ الغيوب، اللَّهمّ إنْ كان كذا وكذا خيرًا لي في ديني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي في عاقبة أمري، فاقْدُرْه لي وباركْ لي فيه، وإن كان غيرُ ذلك خيرًا لي، فاقدُر لي الخيرَ حيث كان، ورضِّني به"
(1)
.
(1)
أخرجه أبو طاهر المخلص في أماليه (ق 45 ب - 46 أ - مجموع)، والرواية من طريقه.
هذا الحديثُ في صحيح البخاري
(1)
من حديث عبد الرحمن بن أبي المَوَال عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر.
وقال أبو بكر البيهقي
(2)
: "فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمّتَه بالاستخارة بعلم الله، والاستقدار بقدرة الله، ولا يُسْتَخارُ ولا يُستَقْدَرُ بمخلوقٍ، دلّ أنّ له علمًا وقدرةً هما من صفات ذاته".
15 -
وبهذا الإسناد إلى المُخَلِّص، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، ثنا هُدْبَة بن خالد أبو خالد القَيْسي، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، عن صُهَيْب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] فقال:
"إذا دخل أهلُ الجنّة الجنّةَ وأهلُ النار النارَ، نادى منادٍ: يا أهلَ الجنّة إنّ لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقِّلْ موازينَنا، ويبيِّضْ وجوهَنا، ويدخلْنا الجنّةَ، ويجرْنا من النّار؟ قال: فيكشفُ الحجابَ، فينظرون إلى الله، فما شيءٌ أُعطوه أحبُّ إليهم من النظر إليه عز وجل، وهي الزيادة"
(3)
.
16 -
وأخبرنا به أعلى من هذا: أحمد بن الشِّحْنَة إجازةً، أنبأنا أبو الحسن القَطِيعي ومحمد بن المتوكِّل قالا: أبنا أبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن الزاغوني إجازةً، أبنا أبو نصر محمد بن محمد الزَيْنَبي، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، فذكره - أعني: حديثَ النظر -.
(1)
الصحيح (أرقام: 1166، 6382، 7390).
(2)
لم أجده في كتبه المطبوعة.
(3)
أمالي المخلص (ق 48 أ).
رواه مسلم
(1)
، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة عن يزيد بن هارون عن حمّاد بن سَلمَة، وعن عُبَيْد الله بن عمر بن مَيْسَرة عن عبد الرحمن بن مهدي عن حمّاد بن سَلَمَة.
وقد وقع لنا من حديث يزيد.
17 -
أخبرنا به سليمان بن حمزة، أبنا علي بن المُقَيَّر، أبتنا شُهْدَة، أبنا طِراد بن محمد، أبنا علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي
(2)
، ثنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقّاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهَيْب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أهلُ الجنّة الجنّة، وأهلُ النار النارَ، نودوا: يا أهلَ الجنة إنّ لكم عند الله موعدًا لم تروه، قالوا: وما هو، ألم يبيِّض وجوهَنا ويزحزحْنا عن النار ويدخلْنا الجنّة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوَالله ما عطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهم منه" ثم قرأ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]
(3)
.
أخرجه الإمام أحمد
(4)
، عن يزيد بن هارون فوافقناه فيه بعلوّ.
ورواه نوح بن أبي مريم، عن ثابت، عن أنس، فوهم وهَمًا قبيحًا، وهو عندنا في الثاني من صفة الجنة للضياء.
(1)
صحيح مسلم (رقم: 181).
(2)
أبو الحسن العيسوي العباسي، توفي سنة 415 هـ، قال الذهبي:"وَقع لي جزءان من حديثه". السير (17/ 321).
(3)
الرواية من الجزء الأول من فوائد العيسوي (ق 104/ أ - ب - مجموع 37).
(4)
المسند (31/ 265/ رقم: 18935).
ورواه حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى من قوله كما تقدّم، ولم يذكر فيه صهيبًا ولا النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
قال النَّخْشَبي الحافظ
(1)
: "غيرَ أنّ هذا ليس بعلّة إن شاء الله، لأنّ أصحاب الحديث متّفقون على أن حمّادَ بنَ سَلَمَة أثبتُ الناس في ثابتٍ البُنَاني وأعلمُهم به؛ فإذا كان أعلمَ الناس بثابت لا يسقط حديثُه عنه بحديث من هو دونه في الإتقان عنه والله أعلم".
وذكره الدارَقُطْني في كتاب تتبّع الصحيحين
(2)
وقال: "ورواه حمّاد بن زيد عن ابن أبي ليلى عن صُهَيْب قوله".
* * *
(1)
في تخريج الفوائد الحنائيات (2/ 1061 - 1062). والنخشبي هو: عبد العزيز بن محمد بن محمد النسفي، توفي سنة 436 هـ. السير (18/ 267 - 268).
(2)
الإلزامات والتتبع (ص 211).
باب قيام الناس له
18 -
قرأتُ على أبي الفرج عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، أخبرك محمد بن إسماعيل بن عثمان بن عساكر، أبنا القاسم بن علي بن الحسين عساكر، أبنا ياقوت مولى ابن البخاري، أبنا أبو محمد بن هَزَارْمَرد.
وأخبرنا سيد أهل الإسلام في زمانه وأخبرهم بكل علم أبو العبّاس أحمد بن تيمية، أبنا يحيى بن أبي منصور، أبنا أحمد بن الدبيثي، أبنا أبو منصور القزّاز، أبنا أبو الغنائم بن المأمون، أبنا أبو القاسم بن حَبابة؛ وقال القزّاز: وثنا أبو القاسم بن البُسْري، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، قالا: قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمّار، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين]، قال:
"يقومون حتى يبلغ الرَّشْحُ أطرافَ آذانهم"
(1)
.
رواه مسلم
(2)
عن أبي نصر، فوافقناه فيه بعلوّ.
وهو عندنا في جزء ابن مخلد، لموسى بن عقبة عن نافع
(3)
.
(1)
الرواية بالإسناد الأول من الفوائد الجعديات، وبالإسناد الثاني من الجزء السادس من حديث أبي طاهر المخلّص (ق 63/ ب - مجموع 72).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 2862).
(3)
وهو في صحيح مسلم.
باب قول اللَّهِ تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]
19
- وبهذا الإسناد إلى المُخَلِّص، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وَهْب، حدّثني أبو هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"كتب الله مقاديرَ الخلائق كلِّهم قبل أن يخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة، - قال: - وعرشُه على الماء"
(1)
.
* * *
(1)
هو في الجزء الحادي عشر من فوائد المخلص (ق 231/ ب - مجموع 97).
وأخرجه ابن وهب في القدر (رقم: 17) عن أبي هانئ.
وأخرجه مسلم (رقم: 2653) عن أحمد بن عبد الله بن السرْح عن ابن وهْب.
باب قول اللَّهِ تعالى عن نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]
20
- أخبرنا الإمامان الحافظان شيخا الإسلام: أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية وأبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن قالا: أبنا أحمد بن أبي الخير.
(ح) وأخبرنا إبراهيم بن صالح بن هاشم، أبنا يوسف بن خليل الحافظ قالا: أبنا خليل بن أبي الرجاء - قال ابنُ خليل: سماعًا؛ وقال ابنُ أبي الخير: إجازةَ - قال: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن يوسف بن خلّاد، ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام بن أبي بكر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، أنّه سمع أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا بقي ثلثُ الليل نزل اللهُ إلى سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له، من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له، من ذا الذي يسترزقني فأرزقَه، من ذا الذي يستكشف الضرَّ أكشفَه عنه، حتى يسفرَ الصبح"
(1)
.
رواه النسائي
(2)
، عن إسماعيل بن مسعود عن خالد عن هشام به، فوقع لنا عاليًا؛ وعن شُعَيْب بن شُعَيْب عن عبد الوهّاب بن سعيد عن سفيان عن
(1)
الرواية من طريق أبي نعيم الأصبهاني، ولم أجده في مؤلفاته المطبوعة، فلعله في مؤلَّفه "التهجد وقيام الليل"، ذُكر في السير (19/ 306).
(2)
السنن الكبرى (6/ 123/ رقم: 10310).
الأَوْزاعي عن يحيى قال: حدّثني أبو جعفر نحوه، فوقع لنا عاليًا بدرجتين، والحمد لله.
21 -
وأخبرنا به عيسى وسليمان، أبنا ابنُ اللَّتِّي، أبنا الحسن بن المتوكِّل على الله، أبنا أبو غالِب الباقِلّاني، أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا أبو بكر بن أبي الهَيْثم الأنباري، ثنا محمد - هو: ابنُ أبي العَوّام -، ثنا عبد الوهّاب بن عطاء، ثنا هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن جعفر، أنه سمع أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله:
"إذا بقي ثلثُ الليل ينزل الله إلى سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له، من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له، من ذا الذي يسترزقني فأرزقَه، من ذا الذي يستكشف الضرَّ فأكشفَه عنه، حتى ينفجرَ الفجر"
(1)
.
22 -
وأخبرنا إمام المشرق والمغرب أبو العبّاس أحمد بن تيمية، أبنا أبو زكريّا بن الصَّيْرَفي، أبنا أبو العبّاس بن الدَّبيقي، أبنا أبو منصور القزّاز، أبنا أبو محمد بن هَزَارْمَرْد الصريفيني، أبنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصَّيْدَلاني، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أبنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأَغَرّ؛ وعن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينزل ربُّنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل، يقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، ومن يستغفرني فأغفرَ له"
(2)
.
(1)
الرواية من طريق حديث أبي بكر محمد بن جعفر ابن الهيثم الأنباري (ق 2/ ب- مجموع 24).
(2)
الرواية من موطأ مالك - برواية ابن وهب -، والحديث في رواية يحيى الليثي (1/ 214) وغيرها من الروايات.
23 -
وأخبرني به أعلى من هذا: محمود بن يعقوب - حضورًا -، أبنا عبد الرحمن بن مكّي، أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي، أبنا ابن بِشْران، ثنا أحمد بن سَلْمان بن الحسن النجّاد قال: قرئ على سليمان بن الأَشْعَث وأنا أسمع، ثنا القَعْنَبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال:
"ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له"
(1)
.
رواه البخاري
(2)
عن القعنبي، على الموافقة.
ووقع لنا عاليًا من حديث أبي داود
(3)
.
وهو عندنا في الثاني من الحُجْريات
(4)
، لمحمد بن عَمْرو عن أبي سَلَمَة.
24 -
قال عبد الله بن محمد بن يعقوب
(5)
: سمعتُ أبا حاتم الرازي قال: "من قال: النزولُ غيرُ النزول وما أشبهه فهو جَهْمِيٌّ كافر".
* * *
(1)
الرواية من الجزء الأول من الفوائد الحسان العوالي المنتقاة من الأمالي، لأبي الحسين بن بشران (ق 284/ أ - ب - مجموع 18).
وهو في الموطأ - برواية القعنبي - (رقم: 360).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 1145).
(3)
سنن أبي داود (رقم: 1315).
(4)
حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم: 177).
(5)
هو: الحارثي، الأستاذ، صاحب مسند أبي حنيفة. توفي سنة (340 هـ). السير (15/ 424 - 425).
باب صفة الرحمن
25 -
أخبرنا أحمد بن إدريس - بقراءتي عليه بحماة - ومحمد بن أبي محمد السكاكيني بدمشق، أبنا مكي بن المسلم بن مكي بدمشق، أبنا علي بن الحسن بن هبة الله، أبنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي بأَصْبَهان، أبنا أبو عَمْرو عبد الوهّاب بن محمد بن إسحاق العَبْدي وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفّال قالا: أبنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد الورّاق، أبنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن الفقيه، ثنا عيسى بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال، أنّ أبا الرجال حدّثه، عن أمّه عَمْرَة بنت عبد الرحمن - وكانت في حِجْر عائشة -، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سَرِيّةٍ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا - وفي حديث حرملة: ذكروا ذلك - لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك؟ ".
فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"فأخبروه أن الله يحبّه".
قال ابنُ أبي هلال: فحدّثني محمد بن عُمَر، أنّه بلغه أنّ أهلَ الكتاب والمشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربَّك حتى نعرفه، فقال:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص: 2، 1].
قالوا: فما الصمد؟ قال:
"الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} "
(1)
.
أخرجه البخاري
(2)
عن أحمد بن صالح، وأخرجه مسلم
(3)
عن أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن؛ جميعًا عن ابن وهب.
وأنبأتنيه زينب، عن عجيبة، عن مسعود والرستمي، عن أبي عَمْرو بن منده.
26 -
أخبرنا عيسى والحاكم سليمان، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأوّل، أبتْنا بيبي الهَرْثَمِيّة، أبنا أبو محمد بن أبي شُرَيْح، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا مُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيْري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُبَيد الله بن عُمَر، عن ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك، أنّ رجلًا كان يلزم قراءةَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الصلاة مع كل سورة، ويأمُر أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما يلزمك هذه السورة؟ ".
قال: إني أحبُّها، قال:
"حبُّها أدخلك الجنّةَ"
(4)
.
* * *
(1)
الرواية من الفوائد الزيادات لأبي بكر بن زياد النيسابوري. المعجم المفهرس (1234).
(2)
صحيح البخاري (رقم: 7375).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 813).
(4)
الرواية من جزء بيبي بنت عد الصمد الهرثمية (رقم: 83). وهو في جزء مصعب الزبيري (رقم: 124).
باب مخاصرة العبد ربَّه
27 -
أخبرنا إبراهيم بن علي الأنصاري، أبنا عليّ بن محمد السخاوي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا الخليل بن عبد الجبّار بقَزوين، أبنا علي بن الحسين القاضي بتِنِّيس، أبنا محمد بن علي النقّاش، ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعَيْب النسائي، أبنا عَمْرو بن يزيد، ثنا سَيْف بن عُبَيْد الله - وكان ثقة -، عن سَلَمَة بن العيَّار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد بن المُسَيّب، عن أبي هريرة، قال: قلنا: يا رسول الله هل نرى ربَّنا عز وجل؟ قال:
"هل ترون الشمسَ في يومٍ لا غَيْمَ فيه، وترون القمرَ في ليلةٍ لا غَيْمَ فيها؟ فإنّكم سترون ربَّكم، حتى إنّ أحدكم ليُخاصِر ربَّه مخاصرةً، ويقول: عبدي هل تعرفُ ذنبَ كذا وكذا؟ فيقول: ألم تغفرْ لي؟ فيقول: بمغفرتي صِرتَ إلى هذا"
(1)
.
رواه الطبراني عن النسائي
(2)
، وهو عندنا في حديثه عنه، وقال:"لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن الزهري إلا سعيدُ بن عبد العزيز، ولا عن سعيد إلا سَلَمَةُ بن العيّار، ولا عن سَلَمَة إلا سيفٌ، تفرّد به أبو بُرَيْد".
وقال حمزة الكِناني
(3)
: "هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ صحيحٌ، لا أعلم
(1)
الرواية من حديث أبي بكر محمد بن علي النقاش (ق 86/ أ - مجموع 124). وفيه: "ليُحاضر ربه محاضرة" بالحاء المهملة والضاد المعجمة.
(2)
المعجم الأوسط (رقم: 1673).
(3)
هو: حمزة بن محمد بن علي صاحب الجزء المشهور بجزء البطاقة، توفي سنة 357 هـ. تذكرة الحفاظ (3/ 932).
أحدًا حدّث به غير أحمد بن شُعَيْب، والله أعلم"
(1)
.
ورواه الترمذي
(2)
، وابن ماجه
(3)
، لعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأَوْزاعي عن حسّان بن عطيّة عن سعيد بن المُسَيّب، في حديث سوق الجنّة.
وهو عندنا في الثاني من صفة الجنّة للحافظ الضياء
(4)
وأول أمالي ابن سمعون
(5)
.
ورواه سُوَيْد بن عبد العزيز عن الأَوْزاعي قال: حُدِّثتُ عن سعيد بن المُسَيّب.
وقد رواه أبو الحسين الحجّاجي
(6)
في ترجمة، لسُوَيْد بن عبد العزيز عن الأَوْزاعي عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن سعيد بن المُسَيّب.
ورواه الوليد بن مسلم عن الأَوْزاعي قال: حدّثني من سمع حسّان بن عطيّة.
وتابعه الوليد بن مزيد وغيره، وهذا أقربُ إلى الصواب
(7)
.
ورواه محمد بن مُصْعَب القَرْقَساني، عن الأَوْزاعي عن الزهري عن سعيد بن المُسَيّب عن أبي هريرة بهذا.
(1)
لعل النقل من مسند حديث مالك للنسائي. ينظر: المعجم المفهرس (1500).
(2)
جامع الترمذي (رقم: 2549).
(3)
سنن ابن ماجه (رقم: 4336).
(4)
صفة الجنة (رقم: 97 مجردة).
(5)
أمالي ابن سمعون (رقم: 3).
(6)
محمد بن محمد بن يعقوب، النيسابوري، المقرئ، توفي سنة 368 هـ. السير (16/ 240 - 242).
(7)
هذا كلام النخشبي في تخريج الحنائيات (1/ 203).
قال النَّخْشَبي: "ولا يثبت، وحديثُ الوليد بن مسلم أثبت".
وقال أبو داود عن أحمد: "حديث ابن أبي العشرين عن الأَوْزاعي حدّثنا به أبو المغيرة عن الأَوْزاعي مرسلًا".
وقال الحافظ عبد الغني المَقْدِسي: "المُخاصرة بالخاء المعجمة والصاد المهملة".
* * *
باب ما يُستدَلّ به على مخلوقاتٍ للَّهِ وراء هذا العالم
28 -
أخبرنا جدِّي، أبنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، أبنا أبو طاهر بن المَعْطوش، أبنا أبو عليّ ابن المهدي، أبنا عُبَيْد الله بن عُمَر ابن شاهين، أبنا أبو بحر البَرْبَهاري، ثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، أبنا مِسْعَر بن كِدام، عن عبيد الله بن الحسن، عن عبد الله بن أبي أَوْفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللَّهم لك الحمدُ مِلْءَ السماء ومِلْءَ الأرض ومِلْء ما شئت من شيء بعدُ"
(1)
.
رواه عن ابن أبي أوفى: سعيدُ بن جُبَيْر.
وهو في الرابع من حديث أبي لَبِيد السّامي، له ولعطاء عن ابن عباس.
وفي مسند عبد
(2)
، وجزء العُطَارَدي.
وهو في الثالث من حديث ابن الصوّاف
(3)
، لسعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس.
29 -
أخبرنا عبد الله بن تمّام ومحمد بن موسى بن خَلَف قالا: أبنا ابن قُمَيْرة، أبتنا شُهْدَة، أبنا ابنُ طلحة، أبنا ابن بِشْران، أبنا إسماعيل
(1)
الرواية من فوائد أبي بحر البربهاري. المعجم المفهرس (1479).
وأخرجه مسلم (رقم: 476)، للأعمش وشُعْبَة عن عبيد بن الحسن.
(2)
المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم: 628).
(3)
الجزء الثالث من فوائد أبي علي الصوّاف (ق 157/ أ - مجموع 105).
الصفّار، ثنا عبد الكريم، ثنا أبو اليمان، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطيّة بن قَيْس، عن قَزَعَة بن يحيى، عن أبي سعيد الخُدْري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده، قال:
"اللَّهم ربَّنا ولك الحمدُ مِلْءَ السماوات ومِلْءَ الأرض ومِلْءَ ما شِئْتَ من شيء، أهلَ الثناء والمجد، أحقّ ما قال العبد، وكلّنا لك عبد، اللَّهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ"
(1)
.
30 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا الإِرْبَلّي، أبنا يحيى بن ثابت، أبنا أبي، أبنا أبو منصور السوّاق، أبنا أبو بكر القطيعي، ثنا أبو شُعَيْب الحرّاني، ثنا محمد بن أَبَان البَلْخي، ثنا أبو قابوس العَدَني قال: سمعتُ سعيد بن جُبَيْر يحدث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال:
"سمع الله لمن حمده" ثم يقول: "ربّنا لك الحمد مِلْءَ السماوات ومِلْءَ الأرض، ومِلْءَ ما شئت من شيء بعدُ"
(2)
.
31 -
قرأتُ على زَيْنَب، عن يوسف إذنًا، أبنا ناصر، أبنا جعفر، أبنا أبو طاهر، ثنا أبو الشيخ، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن جناب، عن عيسى بن يونس، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال: سمعتُ ابنَ عباس يقول:
"إنما مَثَلُ السماوات والأرض فيما وراءهنّ من الهواء حيث لا سماء ولا أرض كمَثَل فُسْطاطٍ في صحراء، كم ترى ذلك الفسطاط أخذ من الأرض"
(3)
.
(1)
الرواية من حديث إسماعيل الصفار. المعجم المفهرس (1320).
(2)
الرواية من حديث أبي شعيب الحراني - برواية القطيعي -. المعجم المفهرس (1299).
(3)
الرواية من العظمة (2/ رقم: 219) لأبي الشيخ الأصبهاني، وإسناده ضعيف جدًّا، طلحة بن عمرو قال فيه الحافظ:"متروك".
باب قول الله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
32 -
أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، أبنا محمد بن إبراهيم الإِرْبَلّي، أبنا يحيى بن ثابت بن بُنْدار، أبنا علي بن أحمد بن عمر بن الخِلِّ، أبنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المَحامِلي، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا عبد الله بن محمد مُضَر، ثنا الأنصاري، ثنا حُمَيْد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كره لقاءَ الله كره اللهُ لقاءَه".
قالوا: يا رسول الله! كلُّنا نكره الموت، قال:
"ليس ذلك بكراهيّتكم الموتَ، ولكنّ المومنَ إذا احتُضِر جاءه بشيرٌ من الله بما يحبُّ فيحبُّ لقاءَ الله فيحبُّ الله لقاءَه، وإنّ الكافر إذا احتُضِر جاءه بشيرٌ من الله بما يكره فكره لقاءَ الله فكره الله لقاءَه"
(1)
.
روي عن أبي هريرة وعائشة، وهو عندنا في البعث لابن أبي داود
(2)
.
* * *
(1)
أخرجه أبو بكر الشافعي في الأسانيد الرباعيات - الجزء الأول - (ق 99/ ب - 100/ أ - الظاهرية 1150).
(2)
البعث (رقم: 1، 2). وهما في صحيح مسلم (رقم: 2684، 2685).
باب جمال اللَّه
33 -
أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن بركات بن إبراهيم، أبنا أبي وإسماعيل بن علي الجَنْزَوي قالا: أبنا علي بن أحمد بن قُبَيْس، أبنا الحسين بن محمد بن أحمد بن طَلّاب، أبنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن أبي الحديد، أبنا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشَّعْراني، ثنا صالح - هو: ابن بِشْر -، ثنا أبو اليمان، ثنا حَرِيز، عن سعيد قال: سمعتُ عبد الرحمن بن حَوْشَب يحدّث عن ثَوْبان بن شَهْر قال: سمعت كُرَيْب بن أَبْرَهة وهو جالس مع عبد الملك بِدَيْر المُرّان
(1)
، وذكروا الكِبْر، فقال كُرَيْبٌ: سمعت أبا رَيْحانة يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يدخل شيءٌ من الكِبْر الجنّةَ".
فقال قائل: يا رسول الله! إنّي أحبّ أن أتجمّل بعِلاق سَوْطي وشِسْع نَعْلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنّ ذلك ليس بالكِبْر، إنّ الله عز وجل جميلٌ يحبّ الجمالَ، إنّما الكِبْرُ: مَنْ سَفِهَ الحقَّ، وغَمَص الناسَ"
(2)
.
(1)
ديرة قريبة من جبل قاسيون بدمشق.
(2)
الرواية من حديث أبي علي الشعراني. المعجم المفهرس (1296).
وأخرجه أحمد (28/ 437 - 438/ رقم: 17206) و (28/ 439/ رقم: 17207)، لأبي المغيرة وعصام بن خالد عن حريز.
34 -
أخبرنا عبد الرحمن بن نصر، أبنا محمد بن عبد الله المُرْسي، أبتنا زَيْنَب الشَّعْرِيّة، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَروذي، أبنا أبو أحمد الحاكم، ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الفَرْغاني بدمشق، ثنا الحسن - يعني: ابن عرفة -، حدّثني محمد بن الحسن الهَمْداني، ثنا محمد بن عُبَيْد الله الفَزاري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد
(1)
الله قال: قدمتُ على رسول الله وأنا قَشِبٌ، فقال:
"هل لك من مال؟ "
قال: قلتُ: يا رسول الله ما من مال إلّا وقد آتاني الله منه طرفًا، قال:
"فلْيُرَ عليك، فإنّ الله جميلٌ يحبّ الجمالَ، ويكره البؤسَ والتباؤسَ"
(2)
.
35 -
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا محمود بن مَنْدَه، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه وأبو بكر السِّمْسار وأبو إسحاق الطيّان قالوا: أبنا إبراهيم بن خُرَّشِيذ قُوله، ثنا أبو عبد الله المَحامِلي، ثنا محمد بن يزيد الأزدي، ثنا يحيى بن حمّاد، أبنا شُعْبَة، عن أبان بن تَغْلِب، عن فُضَيْل بن عَمْرو التميمي، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يدخل الجنّةَ مثقالُ ذرّةٍ من كِبْرٍ، ولا يدخل النارَ مثقالُ ذرّةٍ من إيمان".
(1)
ضبّب فوقه المصنف؛ للتنبيه على السقط كما سيأتي في رواية أحمد.
(2)
الرواية من فوائد أبي أحمد الحاكم. المعجم المفهرس (1095). وأخرجه أحمد (25/ 225/ رقم: 15889) لإسرائيل و (28/ 466/ رقم: 17229) لشريك؛ كلاهما عن أبي إسحاق؛ غير أنه قال: عن أبي الأحوص عن أبيه.
فقال رجلٌ: يا رسول الله! إن الرجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً، قال:
"إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمَال إلَّا مَن بَطِر الحقَّ وغَمَصَ الناسَ"
(1)
.
رواه الترمذي
(2)
، عن ابن مُثَنَّى وعبد الله بن عبد الرحمن عن يحيى بن حمّاد، وقال:"حسن صحيح غريب"، فوقع لنا بدلًا عاليًا.
وهو ليحيى بن جَعْدَة عن عبد الله بن مسعود عندنا في جزء عبد القاهر بن عِتْرة
(3)
.
* * *
(1)
الرواية من أمالي المحاملي - برواية ابن خرشيذ قوله -. المعجم المفهرس (ص 351).
(2)
جامع الترمذي (رقم: 1999).
وأخرجه مسلم (رقم: 91)، عن ابن المثنى ومحمد بن بشار وإبراهيم بن دينار جميعًا عن يحيى بن حماد.
(3)
هو: عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عترة، أبو بكر الموصلي، توفي سنة 407 هـ. تاريخ الإسلام (28/ 161).
باب القدمين
36 -
أخبرنا جدّي، أبنا أحمد بن عبد الدائم - حضورًا -، أبنا أبو حامد بن جُوَالِق، أبنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري. وأخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحبّ قالا: أنا ابن عبد الدائم، أبنا عبد الرحمن بن ملّاح الشطّ، أنا هبة الله بن الحُصَيْن؛ قالا
(1)
: أبنا الحسن بن محمد الجَوْهَري، أبنا أبو بكر القَطيعي، أبنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن عمار الدُّهْني، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قال: "الكرسي مَوْضِعُ القدمين، ولا يُقْدَر قَدْرُ عرشه"
(2)
.
وهكذا رواه أحمد بن منصور الرمادي وأبو مسلم الكَشّي عن أبي عاصم، موقوفًا.
وكذلك رواه وكيع عن سفيان
(3)
، موقوفًا.
أما حديث أبي مسلم، ففي عوالي أبي عاصم لابن خليل
(4)
.
ورواه شُجَاع بن مَخْلَد عن أبي عاصم عن سفيان، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
يعني: محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وهبة الله بن الحصين.
(2)
الرواية من القطيعيات، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1455).
(3)
رواية وكيع عن سفيان عند الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 14).
(4)
وأخرجه الضياء في المختارة (10/ 311/ رقم: 332)، من طريق السنة للطبراني.
(5)
وروايته أخرجها الضياء في المختارة (10/ 311/ رقم: 333).
ورواه عِمارة بن عُمَيْر عن أبي موسى، قولَه
(1)
وعِمارة لم يسمع من أبي موسى.
وروي عن عبد الرحمن بن زَيْد بن أَسْلَم عن أبي ذَرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في العظمة
(2)
لأبي الشيخ.
ويروى عن أبي هريرة وعِكْرِمَة وأبي مالك؛ قاله شيخ الإسلام الأنصاري
(3)
.
وحديث أبي مالك في العظمة لأبي الشيخ.
وقال يحيى بن معين: سمعتُ زكريّا بن عَدِيّ سأل وكيعًا فقال: يا أبا سفيان! هذه الأحاديث - يعني: مثل حديث الكرسي ومَوْضِع القدمين ونحو هذا -؟ فقال وكيع: "أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومِسْعَرًا يحدِّثون هذه الأحاديث ولا يفسِّرون شيئًا".
* * *
(1)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 627/ رقم: 245)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 296 - 297/ رقم: 859).
(2)
العظمة (2/ رقم: 220).
(3)
أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي، الهروي، صاحب "ذم الكلام" و"الفاروق في الصفات" وغيرها، توفي سنة 481 هـ. السير (18/ 503 - 518).
باب الضحك
37 -
أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أبنا أبو الحسن بن المُقَيَّر، أبتنا شُهْدَة بنت أحمد، أبنا طِراد بن محمد، أبنا علي بن محمد بن بِشْران، ثنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن هَمَام بن مُنَبِّه، أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يضحَكُ الله من رجلين يقتل أحدُهما الآخرَ، كلاهما يدخل الجنّةَ"
قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال:
"يُقتَل هذا فيلِجُ الجنّةَ، ثم يتوبُ الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهدُ في سبيل الله فيَستشْهِد"
(1)
.
أخرجه مسلم
(2)
، عن محمد بن رافع عن عبد الرزّاق، فوقع لنا عاليًا بدرجتين.
تابعه عن أبي هريرة: سعيدُ بن المُسَيّب
(3)
والأَعْرَج
(4)
.
38 -
وفي حديث أبي حازم عن أبي هريرة في قصة الأنصاري وضيفه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من جامع معمر بن راشد (11/ 184/ رقم: 20280).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 1890).
(3)
ورواية عند الإمام أحمد في المسند (2/ 511)، وإسنادها حسن.
(4)
فوقه رمز (خ م)، وهما: البخاري (رقم: 3826) ومسلم (رقم: 1890).
"لقد ضحِك الله الليلةَ - أو: عجِبَ - من فِعالِكما".
رواه البخاري ومسلم
(1)
.
وعندنا في جزء السرّاج لمحمد بن إسحاق أحاديثُ في الضحك.
39 -
وفي الجزء المنتقى من حديث ابن حَذْلم: عن الحُصَيْن بن وَحْوَح: أنّ طلحة بن البراء لمّا لقي النبي صلى الله عليه وسلم جعل يَلْصَق به ويدنو منه، الحديث، وفيه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد موته:
"اللَّهم الْقَ طلحة يضحَك وتضحَك إليه"
(2)
.
[ ....... ]
(3)
": ثلاثة يضحك الله إليهم"
(4)
.
* * *
(1)
البخاري (رقم: 3978)، ومسلم (رقم: 2054).
(2)
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 155/ رقم: 2139).
(3)
جملة في طرف الصفحة لم تتبين بسبب التقطيع.
(4)
لعله يشير إلى حديث أبي سعيد الخدري في المسند (18/ 284/ رقم: 11761) وغيره: "ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل يقوم من الليل
…
" الحديث.
باب الوجه
40 -
أخبرنا عيسى ويحيى، أبنا جعفر بن علي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو عبد الله الثقفي، ثنا علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، ثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفّار، ثنا سَعْدان بن نصر بن منصور، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرو، سمع جابر بن عبد الله يقول: لمّا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال:
"أعوذ بوجهك".
{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال:
"أعوذ بوجهك".
{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال:
"هاتان أَهْوَن - أو: أَيْسَر -"
(1)
.
رواه البخاري
(2)
، عن علي بن المديني عن سفيان، فوقع لنا بدلًا عاليًا عُشَارِيًّا.
41 -
وقال البغوي: عن محمد بن خلّاد الباهِلي، ثنا خالد بن الحارث، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نَهِيْك، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأَعْطوه"
(3)
.
(1)
أخرجه الثقفي في الفوائد الثقفيات - الجزء الثالث - (ق 65/ ب - مجموع 16)، والرواية من طريقه.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 7313).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 113/ رقم: 2248) وأبو داود (5/ رقم: 5108)، من طريقين عن خالد بن الحارث.
باب تكلّم الله بالوحي
42 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم وعيسى قالا: أبنا محمد بن إبراهيم، أبتنا شُهْدَة، أبنا طِراد. (ح).
وأخبرنا عيسى ويحيى قالا: أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي؛ قالا: أبنا هلال بن محمد بن جعفر، ثنا الحسين بن يحيى بن عَيّاش، ثنا علي بن أَشْكِيب، ثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن مسلم بن صُبَيْح، عن مَسْروق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ الله إذا تكلّم بالوحي، سمع أهلُ السماء صلصلةً كجَرّ السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيَهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربُّك؟ فيقول: الحقّ، فيُنادون: الحقّ الحقّ"
(1)
.
رواه أبو داود
(2)
، عن علي بن أَشْكِيب، فوافقناه فيه بعلوّ، وعن أحمد بن أبي سُرَيْج وعلي بن مسلم، ثلاثتهم رووه عن أبي معاوية مسندًا.
ورواه الإمام أحمد
(3)
، عن أبي معاوية موقوفًا.
وكذلك رواه جرير وابن نُمَيْر، من قول ابن مسعود.
(1)
الرواية بالإسناد الأول من جزء هلال الحفّار - (رقم: 131)؛ وبالإسناد الثاني من الجزء الرابع من الفوائد الثقفيات (ق 13/ ب - الظاهرية 9560).
(2)
سنن أبي داود (رقم: 4738).
(3)
لم أجده في المسند. ولم يذكر الحافظ ابن حجر في أطراف المسند، مع أنه أشار إليه في الفتح (13/ 456). وانظر العلل (5/ 243).
باب اتّخاذ الله خليلًا
43 -
أخبرنا عيسى ويحيى، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجُرْجاني إملاءً، ثنا حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن حمّاد الأَبِيوَرْدي الغازي، ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأَعْمَش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّي أبرأ إلى كلّ خليلٍ من خُلَّته؛ غير أنّ الله تعالى قد اتّخذ صاحبكم خليلًا - يعني نفسَه -، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتّخذتُ أبا بكر خليلًا"
(1)
.
رواه مسلم
(2)
، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة عن أبي معاوية، فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.
* * *
(1)
الرواية من الفوائد الثقفيات - الجزء الرابع - (ق 14/ أ - ب). وهو في أمالي الجرجاني (ق 111/ أ - ب - مجموع 74).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 532).
باب نظر الله
44 -
أخبرنا أبو الفتح القرشي، أبنا يوسف بن محمود، أبنا أحمد بن محمد الحافظ، أبنا أبو عبد الله الثقفي، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفقيه - إملاءً -، ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصحّاف، ثنا محمد بن مسلمة بن الوليد، ثنا عثمان بن عمر بن فارس، ثنا قُدامة بن موسى، عن سالم، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الذي يجرُّ ثوبَه من الخُيَلاء لا ينظر الله إليه"
(1)
.
تابعه نافع، وهو في جزء محمد بن يحيى الذهلي
(2)
.
ومسلم بن يَنّاق، في الأول من فوائد أبي بكر بن عَبْدان.
45 -
أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن العسقلاني وعلي بن محمد بن عمر بن هلال قالا: أبنا إبراهيم بن عمر بن مُضَر بن فارس، أبنا المُؤَيَّد بن محمد الطوسي، أبنا هبة الله بن سهل بن عمر النيسابوري السيِّدي، أبنا زاهر بن أحمد بن أبي موسى السَّرَخْسي، أبنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ثنا مالك بن أنس، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أَسْلَم، كلّهم عن عبد الله بن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
الرواية من الثقفيات - الجزء العاشر - (ق 49/ ب).
(2)
جزء فيه أحاديث محمد بن يحيى الذهلي (ق 40/ ب - دار الكتب 1259).
"لا ينظر الله يومَ القيامة إلى من جَرَّ ثوبَه خُيَلاء"
(1)
.
وقرأتُه أعلى من هذا على زَيْنَب الكَمالِيَّة، عن عَجيبَة الباقْدارِيَّة، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مَنْدَه، عن زاهر إجازةً، فوقع لنا عُشارِيًّا.
أخرجه البخاري ومسلم
(2)
.
46 -
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا يوسف بن يعقوب، أنبأنا سليمان بن محمد، أبنا إسماعيل بن السمرقندي، أبنا عبد الله بن الحسن الجلال، أنا أبو القاسم الصَّيْدَلاني، أنا يَزْداد بن عبد الرحمن، ثنا أبو سعيد الأَشَجّ، ثنا أبو خالد، عن الضحّاك بن عثمان، عن كُرَيْب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينظر الله عز وجل إلى رجلٍ أتى رجلًا أو امرأةً في الدُّبُر"
(3)
.
47 -
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا عمر بن القَوّاس، أنبأنا أبو اليُمْن الكِنْدي، أنبأنا يحيى ابن البنّا، أنا أبو سعد بن أبي عبد الله، أنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا يحيى بن محمد، ثنا الحسن بن يونس، ثنا يحيى بن الحسن، أنا شُعْبَة، أنا الأَشْعَث بن سُلَيْم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:
"لا ينظر الله إلى المُسْدِل"
(4)
.
(1)
الرواية من موطّأ مالك - برواية أبي مصعب الزهري - (رقم: 1912). وسقط من إسناد المصنف: (أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري)، بين (هبة الله بن سهل السيدي) و (زاهر بن أحمد السرخسي). انظر المعجم المفهرس (ص 37)
(2)
البخاري (رقم: 5783) لإسماعيل عن مالك، ومسلم (رقم: 2085) ليحيى عن مالك.
(3)
أخرجه أبو سعيد الأشج في حديثه (رقم: 83)، قال محققه: إسناده جيد.
(4)
الرواية من الأجزاء المخلصيات - انظر: المعجم المفهرس (1514).
48 -
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا عبد الواسع بن عبد الكافي، أنبأنا عمر بن محمد، أبنا أبو غالب بن البَنّا، أبنا الحسن بن علي الجَوْهَري، أبنا أبو عمر بن حيويه، ثنا ابن المُجَدَّر، ثنا أبو مُصْعَب، عن صالح بن قدامة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الذي يجرّ ثوبه من الخُيَلاء لا ينظر الله إليه يومَ القيامة"
(1)
.
49 -
أخبرنا عبد الرحمن المِزِّي، أبنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا المُؤَيَّد بن محمد، عن أبي منصور بن خَيْرون - إجازةً -، أنا أبو جعفر بن المُسْلِمة، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا عبد الله - هو: ابن محمد النيسابوري -، ثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا أبو عاصم عمر بن محمد، عن عبد الله بن يسار، عن سالم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثةٌ لا يدخلون الجنّةَ: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجِّلَة تَشبَّه بالرجال، والدَّيّوث، وثلاثة لا ينظر الله إليهم: العاقُّ لوالديه، ومُدْمِن الخمر، والمنّان بما أعطى"
(2)
.
وفي سنن أبي داود
(3)
، لعطاء بن يسار عن أبي هريرة: بينما رجلٌ يصلّي مُسْبِلًا إزارَه إذْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب فتوضأ"، فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال:"اذهب فتوضأ"، فذهب فتوضأ، فقال رجلٌ: يا
(1)
الرواية من أحد أجزاء حديث أبي عمر ابن حيويه - رواية الجوهري -. المجمع المؤسس (2/ 218 - 219).
(2)
الرواية من الجزء الحادي عشر من حديث المخلص - المخلصات - (رقم: 2668/ 2).
كتب المصنف بعد هذا النص: (يتلوه في رأس الصفحة: وفي سنن أبي داود).
(3)
(رقم: 637)، وأورده الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود.
رسول الله! مالَك أمَرْتَه أن يتوضّأ؟ قال: "إنّه كان يصلّي وهو مُسْبِلٌ إزارَه، وإنّ الله لا يقبل صلاةَ رجلٍ مُسْبِلٍ إزارَه".
قال شيخُنا أبو العبّاس ابن تَيْمِيَة
(1)
: "إنّ صلاةَ المُسْبِل باطلةٌ، وهو قولٌ لأحمد، ذكره أبو بكر عبد العزيز في الهداية
(2)
، وحجّتُه هذا الحديث، قال: وأما إعادةُ الوضوء فيُسَنُّ ويُسْتَحَبُّ لمن أذنب ذنبًا أن يتوضأ؛ لِما رواه علي عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ يُذْنِب ذنبًا فيتوضّأ ويصلّي ركعتين إلا غُفِر له"، والإسبالُ ذنبٌ كذنب المصلّي في ثوب حرير.
* * *
(1)
لم أجد هذا النقل بعد البحث في كتب شيخ الإسلام المطبوعة.
(2)
مؤلفه: عبد العزيز بن جعفر، المعروف بغلام الخلال، صاحب "زاد المسافر"، توفي سنة 363 هـ. (السير 16/ 143 - 144).
باب قول الله: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} [المائدة: 95]
50
- أخبرنا عيسى ويحيى، أبنا جعفر.
وأخبرنا القرشي، أبنا الساوي؛ قالا: أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي، ثنا أبو عَمْرو محمد بن محمد بن بالويه الصائغ، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأَصَمّ، ثنا العبّاس بن محمد الدوري، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا الأَشْجَعي، عن سفيان، عن عَلْقَمة بن مَرْثَد، عن ابن بُرَيْدَة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله إن أدركتُ ليلةَ القدر فما أقول؟ قال:
"قولي: اللَّهم إنك عَفُوٌّ تحبّ العفوَ فاعْفُ عنّي"
(1)
.
* * *
(1)
الرواية من الثقفيات - الجزء العاشر - (ق 51/ ب). وإسناده صحيح.
وأخرجه الإمام أحمد (6/ 258)، عن أبي النضر هاشم بن القاسم.
باب قول الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62]
51 -
أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو بكر بن مَرْدويه وأبو العلاء بن سَهْلويه وأبو طالب الشَّعري وأبو عليّ الحدّاد قالوا: أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو عَمْرو محمد بن أحمد بن حَمْدان الحيري، ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الحافظ، ثنا محمد بن بشّار بن بُنْدار، ثنا محمد بن الحارث، حدّثني محمد بن عبد الرحمن البَيْلَماني، عن أبيه، عن ابن عُمَر قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كائنٌ قبل أن يكون شيءٌ، والمكوِّن لكلِّ شيء، والكائنُ بعدما لا يكون شيء"
(1)
.
هذا على شرط ابن ماجه، ولم يخرجه.
* * *
(1)
إسناده ضعيف، البيلماني وأبوه ضعيفان كما في التقريب.
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 43/ رقم: 17)، لمحمد بن سنان القزاز عن محمد بن الحارث؛ وأشار لضعفه.
باب اطّلاع الله على خلقه
52 -
أخبرنا ابن الحافظ
(1)
، أبنا ابن عَلّان، أبنا ابن أبي العجائز، أبنا أبو طاهر الحِنّائي، أبنا ابن سَخْتام، ثنا أبو عليّ أحمد بن الحسن بن أحمد بن موسى، ثنا الهَيْثَم بن كُلَيْب، ثنا عيسى بن أحمد العَسْقَلاني، أبنا يزيد بن هارون، أبنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النُّجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم"
(2)
.
53 -
أخبرنا جدّي، أبنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، أبنا عبد الرحمن بن عليّ
(3)
، أبنا أبو الحسن الدِّينَوَرِي، أبنا علي بن عُمَر القَزْويني، ثنا محمد بن علي بن سُوَيْد، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث ومحمد بن محمد بن سليمان الباغَنْدي جميعًا - إملاءً -، قالا: ثنا هشام بن خالد الأَزْرَق، ثنا أبو خُلَيْد عُتْبَة بن حمّاد القارئ، ثنا الأَوْزاعي، عن مَكْحول؛ وابن ثَوْبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يَخامِر السَّكْسكي، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
هو: عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدِسي.
(2)
أخرجه ابن سختام في فوائده - الجزء الثاني - (ق 56/ أ - ب - الظاهرية 1088)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن.
والحديث عند البخاري (رقم: 3983) ومسلم (رقم: 2494) بلفظ: "لعلّ الله اطّلع على أهل بدر
…
".
(3)
هو: ابن الجوزي.
"يطلع الله ليلةَ النصف من شعبان، فيَغفرُ لجميع خلقه، إلا لمشركٍ أو مُشاحِن".
واللفظُ لابن أبي داود
(1)
.
وقد قيل: عن مكحول.
54 -
كما أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل، أبا منصور بن علي الطبري، أبنا عبد الجبّار بن محمد، أبنا أبو بكر البَيْهَقي، أبنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه، ثنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأَحْمَسي ثنا البخاري، عن الأَحْوَص بن حكيم، عن المهاصر بن حبيب، عن مَكْحول، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا كان ليلةُ النصف من شعبان اطّلع الله إلى خلقه، فيَغفرُ للمؤمنين، ويُمْلي للكافرين، ويدَعُ أهلَ الحِقْد بحِقْدِهم حتى يدَعُوه"
(2)
.
ورواه الحجّاج بن أَرْطاة، عن مَكْحول، عن كثير بن مُرَّة الحَضْرَمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.
وروي عن مَكْحول عن كَعْب قولَه.
55 -
فأخبرنا عمُّ أبي، أبنا إسماعيل بن حامِد، أبنا أبو طاهر الخُشوعي، أبنا عليّ بن المُسَلَّم السُّلَمي، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، ثنا أبو القاسم تمّام بن محمد الرازي، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم
(1)
أخرجه القزويني في مجلس من أماليه - برواية أبي الحسن الدينوري - (ق 4/ ب - مجموع 22). وفي إسناده انقطاع، مكحول لم يدرك مالك بن يخامر.
وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 12/ رقم: 5665).
(2)
أخرجه أبو بكر البيهقي في فضائل الأوقات (رقم: 23)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم.
الأَذْرَعي، ثنا مِقْدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عِمارة بن مَيْمون وقَيْس بن سعد، عن مَكْحول، عن كَعْب قال:
"إنّ الله ليَطَّلِع النصفَ من شعبان على أهل الأرض، فيَغْفِر لكلّ عبد؛ إلا لمشركٍ أو مُشاحِنٍ"
(1)
.
وكذلك رواه الحسن بن الحُرّ عن مَكْحول موقوفًا.
وحديث عن مَكْحول عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَني مرفوعًا، وهو عندنا أيضًا في النهي عن الهُجْران للحَرْبي، وفي جزء الأَزَجي
(2)
.
وروي فيه عن مَكْحول قال: "ذُكر لي أنّ الله يطلع في أعمال الخلق ليلةَ النصف من شعبان".
* * *
(1)
الرواية من فوائد تمام الرازي - كما في المعجم المفهرس (1044) -، ولم أجده فيه.
(2)
حديث أبي القاسم الأزجي عن شيوخه (ق 67/ أ - مجموع 113).
باب ما ورد في القَدَم
56 -
أخبرنا يحيى وابن أبي طالب قالا: أنبأنا أبو الحسن بن القطيعي، أبنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، أبنا محمد بن محمد الزَّيْنَبي، أبنا محمد بن عبد الرحمن المُخَلِّص، ثنا يحيى - هو: ابن صاعد -، ثنا داود بن محمد - الإمام بطَرَسوس - ومحمد بن بِشْر بن مَطْر الورّاق وجعفر بن أبي عثمان صاحب الطيالِسَة قالوا: أبنا محمد بن عبد الرحمن العلّاف البصري، ثنا ابن سواء، ثنا ابن عَوْن
(1)
وهشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يقول لجهنم: هل امتَلأتِ؟ وتقول: هل من مزيد، فيضعُ فيها قدَمَه، حتى تقول: قط قط، بكرمك وعظمتك"
(2)
.
57 -
وأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذْشاه، أبنا سليمان الطبراني، ثنا الحسن بن علي المَعْمَري وعلي بن سعيد الرازي، قالا: ثنا محمد بن عبد الرحمن العلّاف، ثنا محمد بن سواء، ثنا ابنُ عَوْن وهشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قوله عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} [ق] قال:
"يضعُ فيها قدَمَه عز وجل، فتقول: قط قط، بجودك وكرمك"
(3)
.
(1)
وقع سوء ترتيب في النسخة فانتقلنا إلى الورقة (113) بعد الورقة (7)؛ لاتصالهما.
(2)
أخرجه المختص في المخلّصيّات (رقم: 247)، والرواية من طريقه.
(3)
الرواية من السنة للطبراني. وإسناده صحيح.
58 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني، ثنا الدَّبَري، عن عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة؛ ومعمر عن همّام بن منبِّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تحاجّت الجنّة والنار، فقالت [النار]
(1)
: أوثرتُ بالمتكبّرين، وقالت الجنّة: فما لي لا يدخلُني إلا ضعفاءُ الناس وسَقاطهم، فقال الله للجنّة: إنما أنت رحمتي أرحمُ بكِ مَنْ أشاءُ من عبادي، ولكلّ واحدةٍ منكما ملؤها، فأما النار فإنهم يُلْقَوْن فيها فتقول: هل من مزيد، فلا تمتلئُ حتى يضعَ رجلَه - أو قال: قدمَه - فيها، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ وينزوي بعضُها إلى بعض، ولا يظلمُ الله من خَلْقه أحدا، وأما الجنة فإن الله يُنشئُ لها ما شاء من خَلْقه"
(2)
.
حديث أيوب رواه مسلم
(3)
، عن عبد الله بن عَوْن الهلالي، عن أبي سفيان محمد بن حُمَيْد المَعْمَري، عن معمر؛ فوقع لنا [بَدَلا]
(4)
عاليًا بدرجتين.
وحديث عبد الرزّاق رواه البخاري، عن إسحاق بن منصور
(5)
؛ ورواه مسلم، عن محمد بن رافع
(6)
؛ كلاهما عن عبد الرزّاق؛ فوقع لنا بَدَلًا عاليًا على البخاري بدرجة، وعلى مسلم بدرجتين.
(1)
كتب المصنف: (الجنة)، وكتب بحذائها حرف (ط)؛ للدلالة على الخطأ.
(2)
الرواية من السنة للطبراني. وأخرجه عبد الرزاق في التفسير (3/ 231/ رقم: 2959). وهو في صحيفة همام بن منبّه عن أبي هريرة (رقم: 51)، وفي جامع معمر (11/ 422 - 423/ رقم: 20893).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2846)(35).
(4)
كتبت الكلمة في جزء تالف من حافة الورقة.
(5)
لم أجده في الصحيح عن إسحاق بن منصور، ولم يذكره المزي في تحفة الأشراف، إنما هو في صحيح البخاري (رقم: 4850) عن عبد الله بن محمد المسندي.
(6)
صحيح مسلم (رقم: 2846)(36).
وبوّب عليه شيخ الإسلام الأنصاري
(1)
: (باب الدليل على أن القدم هي [الرِّجْل])
(2)
.
59 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا أبو الفرَج بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري، قالا: أبنا أبو حفص بن طَبَرْزَد وأبو اليُمْن الكِنْدي، قالا: أبنا القاضي أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب محمد بن علي العُشاري - إجازةً -، أبنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن عبد الله بن مُبَشِّر
(3)
، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المِقْدام، ثنا محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي، ثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اختصمت الجنّةُ والنار، فقالت النار: يدخلُني الجبّارون والمتكبّرون، وقالت الجنّةُ: يدخلُني ضعفاءُ الناس وسقاطُهم، فقال الله عز وجل للنار: أنتِ عذابي أُصيبُ بك مَنْ أشاءُ، وقال للجنّة: أنت رحمتي أُصيبُ بك من أَشاءُ، ولكلّ واحدةٍ منكما ملؤها، فإذا كان يومُ القيامة لم يُظلم الله أحدًا من خَلْقه شيئًا، ويُلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضعَ تبارك وتعالى عليها قدَمَه، فهناك تُملأُ ويُزادُ
(4)
بعضُها إلى بعض، وتقول: قط قط"
(5)
.
رواه الإمام أحمد
(6)
.
(1)
الأربعين في دلائل التوحيد (ص 78).
(2)
موضعه في طرف الورقة تالف لم يبق منه غير (الـ).
(3)
تصحّف في المطبوع من صفات الدارقطني إلى: (ميسرة)، وهو على الصواب في نسخة تركية.
(4)
في المطبوع: (ويزوى).
(5)
الرواية من الصفات للدارقطني (رقم: 4).
(6)
المسند (16/ 346/ رقم: 10588)، رواه لهشام عن محمد بن سيرين.
وهو عندنا أيضًا في جزء من مسند أبي هريرة للقاضي المروزي أحمد بن علي
(1)
.
60 -
وبهذا الإسناد إلى الدارقطني، ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، ثنا حَمْدان بن علي الورّاق، ثنا أبو سَلَمَة، ثنا حمّاد، ثنا يونس بن عُبَيْد، عن محمد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثلَ حديثٍ ثناه أبو سَلَمَة، ثنا حمّاد، عن عطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"افتخرت الجنّةُ والنار، فقالت النارُ: يدخلُني الجبابرةُ والملوك والأشراف، وقالت الجنّةُ: يدخلُني الفقراءُ والمساكين، فقال للنار: أنتِ عذابي أصيبُ بكِ مَنْ أشاءُ، وقال للجنّة: أنتِ رحمتي وسعَتْ كلَّ شيء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، فأما النارُ فيُلقى فيها وتقول: هل من مزيد، ثلاث مرات، حتى يأتيَها تبارك وتعالى، فيضعُ قدمَه عليها، فتُزوَى وتقول: قَدْني قَدْني"،
إلا أنّ أبا هريرة قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قط قط"
(2)
.
61 -
وبه، حدثنا محمد بن مخلد، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا حسن الأَشْيَب، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن يونس بن عُبَيْد وأيوب السختياني وحبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة؛ بمثل حديث حمّاد، عن عطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتبَة، عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"افتخرت الجنّةُ والنار"، ثم ذكر نحوه
(3)
.
(1)
ذكره في المعجم المفهرس (527). والمروزي توفي سنة 202 هـ، وهو من رجال التهذيب.
(2)
الصفات للدارقطني (رقم: 6).
(3)
الصفات للدارقطني (رقم: 7).
62 -
وبه، حدثنا محمد بن مخلد وأبو طالب الحافظ أحمد بن نصر، قالا: ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا عبد الرحمن بن سلّام القرشي، ثنا حمّاد بن سلَمَة، عن يونس بن عُبَيْد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول:
"يُلقى في النار أهلُها، فتقول: هل من مزيد، حتى يأتيها الله تبارك فيضع قدمه، وتقول: قط قط"
(1)
.
63 -
وبه، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، أبنا الحسن بن سعيد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا حُصَيْن بن مُخارِق، عن يونس بن عُبَيْد وداود بن أبي هند وصالح المُرِّي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تزالُ جهنّم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع الجبّارُ تبارك فيها قدَمَه، فهنالك تنزوي وتقول: قط قط"
(2)
.
وهو عندنا من حديث قتادة عن أنس، في المشيخة الصغرى لابن المهتدي بالله
(3)
، وفي البعث لابن أبي داود
(4)
.
رواه خ م
(5)
.
64 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذشاه، أبنا أبو القاسم
(1)
الصفات للدارقطني (رقم: 8). وقوله: (حتى يأتيها): ليست في المطبوع، وهي في المخطوطة التركية.
(2)
الصفات للدارقطني (رقم: 9). وقوله: (تبارك): هكذا في الأصل، وفي المطبوع والنسخة التركية: تبارك وتعالى.
(3)
جزء فيه مشيخة أبي الحسين ابن المهتدي بالله (رقم: 16).
(4)
البعث (رقم: 56).
(5)
صحيح البخاري (رقم: 7384)، وصحيح مسلم (رقم: 2848).
الطبراني، ثنا محمد بن معاذ الحلبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قول الله عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} [ق]، قال:
"إذا كان يومُ القيامة يُلقى في النار، وتقول: هل من مزيد، فلا تزال حتى يضعَ قدمَيْه
(1)
فيها، فتقول: قط قط، فينزوي بعضُها إلى بعض"
(2)
.
رواه العُقَيْلي
(3)
، عن جدّه عن حجّاج بن منهال عن يزيد بن إبراهيم، موقوفًا على أبي هريرة.
65 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني، ثنا أسلم بن سهل الواسطي، ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا عِمران بن خالد الخُزاعي. (ح) وحدثنا السَّرِيُّ بن سهل الجُنْدِيسابوري، ثنا عبد الله بن رُشَيْد، ثنا مجّاعة بن الزبير. (ح) وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا سهل بن يحيى، ثنا عَمْرو بن منصور القيسي، ثنا أبو هلال الراسبي؛ كلهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمَه عليها، فهنالك تمتلئ وينزوي بعضُها إلى بعض، وتقول: قط قط".
ورواه عن ابن سيرين أيضًا: عَوْفٌ، وهو في البخاري
(4)
.
66 -
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا زكريا بن علي بن حسّان العُلْبي، أبنا أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن اللَّحَّاس، أبنا جدي أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن علي
(1)
هكذا بخط المصنف.
(2)
الرواية من السنة للطبراني.
(3)
الضعفاء الكبير (1/ 111 - قلعه جي).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 4849).
البادي، ثنا عبد الباقي بن قانع القاضي، ثنا السُّرِيّ بن سهل الجُنْدِيسابوري، ثنا عبد الله بن رُشَيْد، ثنا أبو عُبَيْدَة مجّاعة بن الزبير العَتَكي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اختصمت الجنّةُ والنارُ إلى الله عز وجل، فقالت النار: ما لي يدخلُني الجبّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنّة: ما لي يدخلُني فقراءُ الناس وسقاطُهم، فقال للنار: أنتِ عذابي أصيبُ بكِ من أشاءُ، وقال للجنة: أنتِ رحمتي أصيبُ بكِ من أشاءُ، ولكل واحدةٍ منكما ملؤها، - قال: - فيُلقى في النار فتقول: هل من مزيد، ثم يُلقى فيها فتقول: هل من مزيد، ثم يضعُ الربُّ تبارك وتعالى قدمَه على النار، فينزوي بعضُها إلى بعض، وتقول: قط قط".
معنى قط قط: حسبي
(1)
.
67 -
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو حامد بن جُوالِق، أنا أبو منصور بن خَيْرون، أنا أبو جعفر بن المسلِمة، أنا أبو طاهر المخلِّص، ثنا أحمد بن عبد الله بن سيف، ثنا عُمَر بن شَبَّة، ثنا ابن أبي الوزير، ثنا سفيان، عن عَمْرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:
"تمتلئ جهنّم، حتى يضعَ فيها قدمَه، فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قط قط"
(2)
.
68 -
وقال العُقَيْلي
(3)
: ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن يسار، ثنا سفيان، عن عَمْرو بن دينار وابن جريج، عن عطاء، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من حديث مُجّاعة بن الزبير (رقم: 7).
(2)
الرواية من المخلِّصيّات (رقم: 791).
(3)
الضعفاء الكبير (1/ 48).
"لا تمتلئ جهنّم حتى يكون كذا وكذا، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قطني قطني، تقول: حسبي حسبي".
قال العُقَيْلي: "ليس لهذا أصل في حديث ابن عيينة عن عَمْرو، ولا [عن ابن جريج، وإنما عند ابن عيينة عن عَمْرو عن عطاء عن أبي هريرة حديثين: (لا تسبوا الدهر)، و (عُذِّبت امرأة]
(1)
في هرّة)، جميعًا موقوفين، وعنده عن ابن جريج عن عطاء حديثين: أحدهما: (في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم، وما أخفى منا أخفينا منكم، كل صلاة لا يُقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)، وعن أبي هريرة:(إذا كنتَ إمامًا فخفِّف)، موقوف، ولا أدري من أين جاء بهذا إبراهيم بن بشّار! ".
* * *
(1)
ما بين المعقوفتين مكتوب في طرف الصفحة جهة الخياطة، ولم يتضح في التصوير، فاستدركته من العقيلي.
باب
69 -
أخبرتنا زَيْنَب الكَمالِيّة، عن عبد الخالق بن الأَنْجَب - إجازةً -، أنبأنا عبد الملك الكَرُوخي، أبنا عبد الله بن محمد الأنصاري
(1)
، أبنا سعيد بن العبّاس، أبنا عبيد الله بن محمد الدقّاق ببغداد، ثنا الفِرْيابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. (ح).
قال الأنصاري: وأنا محمد بن عثمان بن النجم، ثنا الحسين بن أحمد، ثنا محمد بن المُسَيّب، ثنا أبو عُمَيْر، أبنا أيّوب بن سُوَيْد. (ح).
قال: وأنا عبد الجبّار، أبنا ابن محبوب، ثنا أبو عيسى
(2)
، ثنا الحسن بن عَرَفَة، ثنا إسماعيل بن عيّاش. (ح).
وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي محمد المَكْتَب وغيره، قالوا: أبنا عبد الرحمن بن أحمد المَخْلَدي، ثنا ابن منيع، ثنا داود بن رَشِيد، ثنا إسماعيل بن عيّاش؛ قالا: عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني؛ وقال سليمان بن عبد الرحمن: ثنا أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني، عن عبد الله بن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله خلق خلقَه في ظُلْمَة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ، فلذلك أقول: جفّ القلمُ بما علِم الله"
(3)
.
واللفظُ لسليمان بن عبد الرحمن.
(1)
هو: أبو إسماعيل الهروي.
(2)
هو الإمام الترمذي صاحب "الجامع"، والرواية عنده (5/ رقم: 2642) وقال: "حديث حسن".
(3)
أخرجه بهذه الأسانيد الهروي في الفاروق في الصفات - فيما يظهر -، والرواية من طريقه.
وهو بالإسناد الأول عند الفريابي في القدر (رقم: 66). وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة =
بوّب إسماعيل الأنصاري على هذا الحديث: (باب البيان أن قلب المؤمن منشرحٌ بنور الله).
70 -
أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أنبأنا عمر بن كَرَم الدِّينَوَري، أبنا نصر بن نصر العُكْبَري، أبنا علي بن أحمد بن البُسْري، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا يحيى - هو: ابن محمد -.
وأخبرنا ابن شَيْبان، أبنا ابنُ أبي عمر وابنُ البخاري وغيرهما قالوا: أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو محمد الجوهري، أبنا أبو بكر بن الشِّخِّير، ثنا محمد بن حمدان بن سفيان؛ قالا
(1)
: ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا سعيد بن سالم، عن المُعْتَمِر بن سليمان، عن أبي الأَشْهَب، عن عبد الرحمن بن مَيْسَرَة، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن الدَّيْلَمي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنّ اللهَ خلق الخلقَ فجعلهم في ظُلْمة، فأخذ من نوره فألقاه على تلك الظُّلْمة، فمن أصابه النورُ اهتدى، ومن أخطأه ضلّ"
(2)
.
تابعه عن ربيعة: معاويةُ بن صالح، وهو في كتاب الرحلة في طلب الحديث
(3)
للخطيب.
71 -
وفي الزبور: "وحقي، وعزّتي، ونوري، وشرفي".
= (رقم: 241) عن الحسن بن عرفة، وقال فيه الشيخ الألباني:"إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات".
(1)
أي: يحيى بن محمد، ومحمد بن حمدان بن سفيان.
(2)
الرواية بالإسناد الأول من المخلصيات لأبي طاهر المخلص (رقم: 317). وبالإسناد الثاني من فوائد ابن الشخِّير (ق 17/ ب - شستربتي 3413).
(3)
الرحلة في طلب الحديث (ص 136).
72 -
أخبرنا الحافظ أبو الحجّاج القُضاعي
(1)
، أبنا ابن قُدامة وابن البخاري، قالا: أبنا ابن طَبَرْزَد والكِنْدي، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب العُشاري - إجازةً -، أبنا الدارَقُطْني، ثنا جعفر بن محمد بن يعقوب الصَّنْدَلي، ثنا الحسن بن محمد الزَّعْفَراني، ثنا شَبَّابة، ثنا وَرْقاء، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تحاجّت الجنةُ والنارُ، فقالت النارُ: أوثِرتُ بالمتكبِّرين والمتجبِّرين، وقالت الجنّةُ: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسَقَطُهم؟ فقال الله للجنّة: أنت رحمتي أرحم بكِ مَن أشاءُ من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي أعذّبُ بكِ من أشاء من عبادي، ولكلّ واحدة منكما مِلْؤُها، فأمّا النار فلا تمتلئ، فيضع قدمَه عليها فتقول قطّ قط، فهنالك تمتلئ وينزَوي بعضُها إلى بعض"
(2)
.
رواه مسلم
(3)
، عن ابن رافع عن شبّابة، فوقع لنا بدلًا عاليًا.
ورواه البخاري
(4)
، لصالح بن كَيْسان عن الأَعْرَج.
73 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا ابن خليل، أبنا الكَرّاني، أبنا محمود، أبنا ابنُ فاذْشاه، أبنا الطبراني، ثنا العبّاس بن الفضل الأَسْفاطي، ثنا موسى بن إسماعيل. (ح).
قال الطبراني: وحدّثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حَرْب.
وحدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي، ثنا هُدْبَة بن خلف قالوا: ثنا
(1)
هو المزّي.
(2)
أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 10)، والرواية من طريقه.
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2846).
(4)
صحيح البخاري (رقم: 4850).
حمّاد بن سَلَمَة، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُلقى في النار أهلُها، وتقول: هل من مزيد، حتى يأتيها الله، فيضع فيها قدمَه، فتَنزوي وتقول: قط قطّ"
(1)
.
رواه الدارمي
(2)
، عن حجّاج بن مِنْهال عن حمّاد بن سَلَمَة.
74 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الهَيْثَم بن خارِجَة، ثنا حفص بن مَيْسَرَة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يُلقى في النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع عليها قدمَه فيَنزوي بعضُها إلى بعض فتقول: قطّ قطّ"
(3)
.
75 -
وبه إليه، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا أبي، ثنا جَرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ جهنّم تسأل الزيادةَ: هل من مزيد، حتى يضع الربُّ تبارك وتعالى قدمَه عليها، فتقول: قطّ قطّ"
(4)
.
76 -
وبه إليه، ثنا يوسف القاضي، ثنا إبراهيم بن بشّار الرَّمادي، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرو بن دينار وابن جريج، عن عطاء بن أبي رَباح قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من طريق كتاب السنة للطبراني. والإسناد حسن، والحديث صحيح بالشواهد.
(2)
سنن الدارمي (رقم: 2849)، وهو كذلك عند ابن خزيمة في التوحيد (رقم: 132).
(3)
هو كذلك في السنة للطبراني.
(4)
الرواية من السنة للطبراني. وهو عند ابن خزيمة في التوحيد (رقم: 137) لوكيع عن إسماعيل بن أبي خالد.
"لا تمتلئ جهنّمُ حتى يكون كذا وكذا، فيَنزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطني قطني، حسبي حسبي"
(1)
.
ورواه عن أبي هريرة أيضًا همّام بن مُنَبِّه، وهو في الصحيحين
(2)
.
قال أبو عُبَيْد القاسم بن سلام
(3)
- وذكر الباب الذي يُروى في الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربِّنا من قُنوط عباده وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنّم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها فتقول قط قط، وأشباه هذه الأحاديث، فقال -:"هذه أحاديث صحاح، حَمَلَها أصحابُ الحديث والفقهاءُ بعضُهم عن بعض، وهي عندنا حقٌ لا شكّ فيه، ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمَه؟ وكيف يضحك؟ قلنا: لا نفسّر هذا، ولا سمعنا أحدًا يفسّره".
77 -
أخبرنا إسحاق، أبنا يوسف، أبنا محمد، أبنا محمود، أبنا أحمد، أبنا سليمان
(4)
، ثنا زكريّا بن يحيى الساجي، ثنا هُدْبَة بن خالد، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي سعيد الخُدْري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"افتخرت النارُ والجنّةُ، فقالت النارُ: يدخلني الجبّارون والملوكُ والأشرافُ، وقالت الجنّةُ: يدخلني الفقراءُ والضعفاءُ والمساكينُ، فقال للنار: أنتِ عذابي أصيب بكِ من أشاء، وقال للجنّة: أنت رحمتي وسِعَتْ كلَّ شيء، ولكلّ واحدة منكما مِلؤُها، فأمّا النار فيُلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يأتيها الله، فيضع قدمَه عليها، فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول:
(1)
الطبراني في السنة.
(2)
البخاري (رقم: 4850) ومسلم (رقم: 2846)(36).
(3)
الإيمان ومعالمه وسننه واستكمال درجاته (ص 23).
(4)
هو الطبراني.
قَدْني قَدْني، وأمّا الجنّة فيبقى فيها ما شاء الله أن يبقى، حتى ينشئ الله لها خلقًا بما شاء"
(1)
.
78 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابنُ قدامة وابن البخاري، أبنا ابنُ طَبَرْزَد والكِنْدي، أبنا الأنصاري، أنبأنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو عبيد الله المعدِّل أحمد بن عمرو بن عثمان بواسط، ثنا عيسى بن أبي حَرْب، ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، ثنا عبد الغفّار بن القاسم، حدَّثنا عَدِيّ بن ثابت، قال: حدّثني زِرّ بن حُبَيش، عن أُبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ جهنّم تسأل المزيدَ، حتى يضع فيها قدمَه، فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطّ قطّ"
(2)
.
عبد الغفّار هذا أحدُ الضعفاء المتروكين
(3)
، وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث.
79 -
فأخبرنا الآمدي، أبنا الأَدَمي، أبنا ابنُ أبي يزيد، أبنا محمود، أبنا أحمد، أبا سليمان الحافظ
(4)
، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا عُقْبَة بن مُكْرَم الضبي، ثنا يونس بن بُكَيْر، ثنا عبد الغفّار بن القاسم، عن عَدِيّ بن ثابت، عن زِرّ بن حبيش، عن حُذَيْفَة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ جهنّم لتسألُ المزيدَ حتى يضعَ عز وجل قدمَه فيها، فينزوي بعضُها إلى
(1)
الحديث كذلك من السنة للطبراني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 528) عن هدبة؛ وابن حبان (الإحسان: 16/ رقم: 7454) عن محمد بن علي الصيرفي عن هدبة.
(2)
أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 5)، والرواية من طريقه.
(3)
وهو متّهَم بالوضع كما في لسان الميزان (4/ 412 - 414).
(4)
هو الطبراني.
بعضٍ وتقول: قطّ قطّ"
(1)
.
80 -
أخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الكَرّاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطبراني، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم بن أبي إِياس، ثنا شَيْبان، عن قتادة، ثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد، حتى يضع ربُّ العِزّة فيها قدمَه، فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول قطّ قطّ"
(2)
.
81 -
وأخبرنا محمد القُرَشي
(3)
، أبنا يوسف الساوي، أبنا أحمد السِّلَفي، أبنا قاسم الثقفي، أبنا يحيى المُزَكِّي، ثنا أبو أحمد حمزة بن العبّاس بن الفضل العقبي، ثنا إبراهيم بن القاسم البَلَدي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شَيْبان، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد، حتى يضع ربُّ العِزّة قدمَه فيها، فتقول: قطّ قطّ، ويُزْوَى بعضُها إلى بعض، ولا يزال في الجنّة فضلٌ حتى ينشئ الله لها خلقًا فيُسكنَه فضولَ الجنّة"
(4)
.
82 -
وأخبرنا عيسى وأحمد، أبنا عبد الله، أبنا عبد الأوّل، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا إبراهيم، ثنا عبد
(5)
، ثنا يونس بن محمد، ثنا شَيْبان، عن قتادة قال: ثنا أنس بن مالك أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
الرواية من السنة للطبراني.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 535) عن عقبة بن مكرم.
(2)
الرواية من السنة للطبراني.
(3)
هو: محمد بن عبد الرحيم بن عباس أبو الفتح بن النَّشْو، توفي سنة 720 هـ.
(4)
الرواية من عوالي أبي يحيى زكريا المزكي. المعجم المفهرس (1528).
(5)
هو الحافظ عبد بن حميد.
"لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد، حتى يضعَ فيها ربُّ العِزّة قدمَه فتقول: قطّ قطّ وعزّتك، ويُزْوَى بعضُها إلى بعض"
(1)
.
رواه البخاري
(2)
عن آدم، على الموافقة.
ورواه مسلم
(3)
عن عبد بن حُمَيْد عن يونس عن شَيْبان، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.
تابعه عن قتادة: شُعْبَة، وهو في البخاري
(4)
، وسليمانُ التَّيْمي، كذلك
(5)
، وسعيدُ بنُ أبي عَروبة، وهو في الصحيحين
(6)
، وهشامُ، وأبانُ.
أما حديث سعيد عن قتادة،
83 -
فأخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتّي، أبنا سعيد بن البَنّا، أبنا أبو نصر الزَيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زَنْبور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا زِياد بن أيّوب، ثنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"احْتجّت الجنّةُ والنارُ، فقالت النارُ: يدخُلُني الجبّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنّةُ: يدخُلُني الفقراءُ والمساكينُ، فأوْحى الله إلى الجنّة: أنتِ رحمتي أُسكِنُكِ من شئتُ، وقال للنار: أنتِ عذابي أَنْتَقم بكِ ممّن شئتُ،
(1)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب منه (رقم: 1180)، والرواية من طريقه.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 6661).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2848).
(4)
في كتاب التفسير (رقم: 4848)، والتوحيد (رقم: 7384)، وعتقه في الأيمان والنذور (رقم: 6661) بعد رواية شيبان عن قتادة.
(5)
علّقها البخاري في التوحيد (رقم: 7348)، ووصلها الإسماعيلي في المستخرج - كما في التغليق - (5/ 338) من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه.
(6)
سيأتي العزو إليهما.
ولكلّ واحدة منكما مِلْؤها، فأمّا النار فيُلقَوْن فيها وتقول: هل من مزيد، ثم يُلقَوْن فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضعَ قدمَه فيها فتقول: قطّ قطّ"
(1)
.
رواه البخاري
(2)
فقال: "وقال لي خليفة: ثنا يزيد بن زُرَيْع، قال: ثنا سعيد" فذكره، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
ورواه مسلم
(3)
، عن محمد بن عبد الله الأرزِّيِّ عن عبد الوهّاب، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.
وأما حديث أَبان عن قتادة،
84 -
فأخبرتنا زَيْنَب ابنة أحمد، أنبأنا عبد الخالق بن الأَنْجَب، أبنا عبد الملك الكَروخي، أبنا شيخُ الإسلام عبد الله الأنصاري، أنا محمد بن موسى الضبّي، ثنا الأَصَمّ، ثنا حَمْدان الوَرّاق، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أَبان، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُلقى في النار فتقول: هل من مزيد، حتى يُدَلِّي ربُّ العالمين فيها قدمَه، فتقول: قطّ قطّ"
(4)
.
وأما حديث شُعْبَة عن قتادة:
85 -
فأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيّاش الصالحي، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أبنا عمر بن طَبَرْزَد، أبنا يحيى بن علي بن
(1)
أخرجه أبو بكر بن أبي داود في البعث (رقم: 56)، والرواية من طريقه.
(2)
صحيح البخاري (رقم: 7384).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 2848).
(4)
الرواية من طربق الفاروق للهروي.
وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ رقم: 127) عن محمد بن يحيى عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه الإمام أحمد (3/ 134) وابن خزيمة (1/ رقم: 128) لبهز بن أسد عن أبان.
الطَّرّاح، ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المُهْتَدي بالله، أبنا علي بن عمر - هو: السُّكَّري -، أبنا أبو الحسن شُعَيْب بن محمد الذارع، ثنا العبّاس بن يزيد، ثنا يزيد بن زُرَيْع، ثنا شُعْبَة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله:
"لا تزال جهنّم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضعَ الله تبارك وتعالى قدمَه فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطّ قطّ"
(1)
.
86 -
قال العُقَيْلي أبو جعفر الحافظ
(2)
: أخبرنا أبو يزيد القَراطيسي يوسف بن يزيد، ثنا أسد بن موسى، ثنا أيّوب بن حَوْط، عن قتادة، ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تزال جهنّم تقول: هل من مزيد، حتى يضعَ الله تبارك وتعالى قدمَه فيها، فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قطّ قطّ".
قال العُقَيْلي: وهذا ليس بمحفوظٍ عن قتادة عن محمد بن سيرين، وقد رواه حِرْمِيّ بن عِمارة عن شُعْبَة عن قتادة عن أنس، ولم يُتابَع عليه، ورواه أبان والحَكَم بن عبد الملك أيضًا عن قتادة عن أنس، وفي هذه الرواية مقال، وأمّا عن محمد بن سيرين، فرواه يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة موقوف.
* * *
(1)
الرواية من جزء حديث أبي الحسن ابن المَهْدي (رقم: 16). وهو في حديث أبي الحسن السكري الحربي (ق 246/ أ - ب - مجموع 18).
(2)
في الضعفاء الكير (1/ 111 - قلعجي).
باب
87 -
أخبرنا إسحاق، أبنا ابنُ خليل، أبنا الجَمّال والرازي، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبا أبو بكر بن الهَيْثَم الأَنْباري، ثنا جعفر - هو: ابن محمد الصائِغ -، ثنا محمد بن سابِق، ثنا زائِدَة، ثنا الأَعْمَش، عن سليمان بن مُسْهِر، عن خُرَشَة بن الحُرّ، عن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم: شيخٌ زانٍ، وملِكٌ كذّاب، وعائلٌ مُسْتَكبر"
(1)
.
88 -
وبهذا الإسناد إلى الأَنْباري، ثنا جعفر الصائِغ، ثنا عفَّان، ثنا شُعْبَة، أخبرني عليّ بن مُدْرِك قال: سمعتُ أبا زُرْعَة بن عمرو بن جرير يحدّث عن خُرَشَة بن الحُرّ، عن أبي ذَرّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثةٌ لا يكلّمهم الله
(2)
ولا ينظرُ إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليم".
قلتُ: يا رسول الله! مَن هؤلاء؟ خابوا وخسروا، فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثَ مرّات، قال:
(1)
أخرجه أبو بكر بن الهيثم الأنباري في حديثه (ق 16/ ب - 17/ أ - مجموع 75)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير محمد بن سابق فهو صدوق كما في التقريب. وأخرجه مسلم (رقم: 106) لشُعْبَة عن الأعمش، لكن بلفظ:"المنان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"، وهكذا رواه سفيان الثوري عن الأعمش، فالظاهر أنّ بعض الرواة دخل عليه متن من حديث آخر، وهذا المتن الذي خرجه المصنف أخرجه مسلم (رقم: 107) من طريق الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة. [انظر تخريج المسند 35/ 320].
(2)
في الأصل: (لا ينظر يكلمهم الله)، وهو سهو من المصنف.
"المُسْبِلُ، والمنّانُ، والمنفقُ سلعتَه بالحلف الكاذب - أو: الفاجر -"
(1)
.
89 -
وبه إليه، حدّثنا جعفر، ثنا عمر بن حفص، ثنا الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأَغَرّ، عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله عز وجل: العزُّ إزاري، والكبرياءُ ردائي، فمن نازعني شيئًا منهما عذّبتُه"
(2)
90 -
وبه إليه، حدّثنا ابنُ أبي العوّام، ثنا منصور بن صُقَيْر، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عمرو؛ عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لمّا مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاح أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما هذا؟! ليس هذا منّا، ليس لصائح حظٌّ، القلبُ يحزن، والعينُ تَدمع، ولا نُغضبُ الربَّ عز وجل"
(3)
.
روي معناه من حديث عبد الرحمن بن عوف وأنس
(4)
.
91 -
أخبرنا عمر بن بَلْبَان، أبنا ابنُ البخاري، أنبأنا اللَّبّان والصَّيْدَلاني قالا: أبنا الحَدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا ابنُ فارس، أبنا يونس،
(1)
أخرجه ابن الأنباري في حديثه (ق 20/ أ - ب). وهو عند مسلم (رقم: 106) لمحمد بن جعفر عن شعبة.
(2)
أخرجه ابن الأنباري في حديثه (ق 21/ أ - ب). وهو عند مسلم (رقم: 2620) لأحمد بن يوسف الأزدي عن عمر بن حفص بن غياث.
(3)
أخرجه ابن الأنباري في حديثه - المنتقى منه - (ق 165/ أ - ب - مجموع 75). ومنصور بن صقير ضعيف كما في التقريب، لكن تابعه هدبة بن خالد عد ابن حبان (الإحسان: 7/ رقم: 3160)، وموسى بن إسماعيل عند الحاكم (1/ 382).
(4)
أما حديث عبد الرحمن بن عوف، فأخرجه الحاكم (4/ 40) والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 293) والبزار (3/ رقم: 1001). [انظر تحريم آلات الطرب 52 - 53]
وأما حديث أنس، فأخرجه البخاري (رقم: 1303).
ثنا أبو داود
(1)
، ثنا طلحة، عن عطاء، عن عائشة قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من مَضْجَعِه، فظننتُ أنّه أتى بعضَ نسائه، فانتهيتُ إليه وهو ساجدٌ يقول:
"سبُّوحًا قُدُّوسًا، ربَّ الملائكة والروح، سبقتْ رحمةُ ربِّنا غضبَه"
(2)
.
92 -
حديثُ الحسن عن أنس:
"إنَ الصدقةَ تطفئ غضبَ الربِّ، وتدفعُ ميتةَ السوء".
عندنا في الثامن عشر من فوائد النسيب
(3)
.
93 -
وحديثٌ عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"اشتدّ غضبُ الله على امرأةٍ تُدْخِل في قومٍ مَن ليس منهم، يَشْرَكُهم في أموالهم ويطّلعُ على عوراتهم".
في جزء حنبل بن إسحاق
(4)
.
* * *
(1)
هو الطيالسي.
(2)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (3/ رقم: 1599)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا، طلحة شيخ أبي داود هو: ابن عمرو بن عثمان الحضرمي، قال في التقريب:"متروك". لكن متن الحديث صحيح من حديث عائشة، أخرجه مسلم (رقم: 487) لمطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير عنها.
(3)
الجزء ناقص أوله في الظاهرية (مجموع 40).
والحديث ضعيف. أخرجه الترمذي (3/ رقم: 664) وابن حبان (الإحسان: 7/ رقم: 3309)، من طريق عقبة بن مكرم العمّي البصري عن عبد الله بن عيسى الخزّاز البصري عن يونس بن عبيد عن الحسن. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن، غريب من هذا الوجه". وقد ضعّفه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ رقم: 885)، لكن أورد للحديث شواهد عن تسعة من الصحابة وصححه بها في السلسلة الصحيحة (رقم: 1908).
(4)
جزء حنبل بن إسحاق (رقم: 15).
باب الحَثَيات
94 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابنُ قدامة وابنُ البخاري قالا: أبنا ابنُ طَبَرْزَد والكِنْدي قالا: أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب العُشاري إجازةً، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو محمد بن صاعِد قراءةً عليه وأنا أسمع، ثنا الحسن بن عَرَفَة، ثنا إسماعيل بن عَيّاش، عن محمد بن زياد قال: سمعتُ أبا أمامة يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"وعدني ربّي أن يُدخلَ الجنّةَ مِن أمّتي سبعين ألفًا بغير حساب ولا عذاب، مع كلّ ألفٍ سبعين ألفًا، وثلاث حَثَيات من حَثَيات ربي عز وجل"
(1)
.
رواه الإمام أحمد
(2)
، عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عَيّاش، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
ورواه الترمذي
(3)
، عن الحسن بن عَرَفَة.
95 -
وبهذا الإسناد، ثنا أبو محمد بن صاعِد قراءةً، ثنا محمد بن حَرْب بواسِط، ثنا يزيد بن هارون، أبنا إسماعيل بن عَيّاش، عن محمد بن زياد، عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
(4)
.
96 -
وبه، أبنا ابنُ صاعد قراءةً، ثنا محمد بن عمرو بن حَنان وأبو
(1)
أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 50) والرواية من طريقه.
(2)
المسند (5/ 268).
(3)
جامع الترمذي (4/ رقم: 2437)، وقال:"هذا حديث حسن غريب".
(4)
الصفات للدارقطني (رقم: 51).
عُتْبَة أحمد بن الفَرَج قالا: ثنا بَقِيَّة بن الوليد، حدّثني محمد بن زياد، عن أبي أُمامة، أو عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"وعدني ربّي عز وجل أن يُدخِل الجنّةَ من أمّتي" فذكره نحوه
(1)
.
97 -
وبه، أبنا ابنُ صاعد، ثنا محمد بن عَوْف، ثنا سُلَيْم بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"وعدني ربّي عز وجل أن يُدخل الجنّةَ من أمتي" ثم ذكر نحوه
(2)
.
سُلَيْم بن عثمان الطائي ثم الفَوْزي
(3)
.
98 -
أخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وابنُ المحب قالا: أبنا أبو علي البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ بن محمد، أبنا تميم بن أبي سعيد، أبنا أبو سعد الجَنْزَروذي، أبنا محمد بن بِشْر بن العبّاس التميمي، أبنا أبو لَبيد محمد بن إدريس السامي، ثنا سويد - هو: ابن سعيد -، ثنا بَقِيّة بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن أبي أُمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يَدخلُ الجنّةَ من أمّتي سبعون ألف
(4)
وثلاثُ حَثَياتٍ من حَثَيات ربي"
(5)
.
99 -
وأخبرنا به أعلى من هذا: أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا أبو حفص السَّهْرَوَرْدِي، أبنا أبو زُرْعَة المَقْدِسي، أبنا عَبْدوس بن عبد الله بن عَبْدوس، أبنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن يعقوب
(1)
الصفات (رقم: 53).
(2)
الصفات (رقم: 54).
(3)
قال الذهبي: "ليس بثقة"، وقال ابن حجر:"وتعيّن توهينُه". ميزان الاعتدال (2/ 230)، ولسان الميزان (3/ 419 - 421).
(4)
هكذا بخط المصنف.
(5)
الرواية من طريق فوائد أبي لبيد السامي.
الأَصَمّ، ثنا أبو عُتْبَة، ثنا بَقِيّة، ثنا محمد بن زياد، عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبي أُمامة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وعدني ربّي أن يُدخِل الجنّةَ من أمّتي سبعين ألفًا بغير حساب ولا عذاب، مع كل [ألف]
(1)
سبعين ألفًا، وثلاث حَثَيات من حَثَيات ربّي"
(2)
.
100 -
وبهذا الإسناد إلى الأَصَمّ، ثنا أبو عُتْبَة، ثنا سليمان بن عثمان الدوري أبو عثمان، ثنا محمد بن زياد، سمعتُ أبا أمامة الباهلي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وعدني ربّي أن يُدخل الجنّةَ من أمّتي سبعين ألفًا، مع كل ألف سبعين ألفًا، وثلاث حَثَيات من حَثَيات ربي"
(3)
.
وروي من حديث عُتْبَة بن عبد السلمي، وهو عندنا في جزء أبي عبد الله الغَضَائِري
(4)
.
101 -
أخبرتنا زَيْنَب ابنة إسماعيل الخبّاز، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا أبو الفرج بن كُلَيْب، أبنا صاعد بن يَسار. قال ابنُ عبد الدائم: وأبنا عبد القادر الرُّهَاوي، أبنا نصر بن سَيّار. (ح).
قال ابنُ عبد الدائم: وأنبأنا المشايخ أحمد بن أبي العلاء الهَمَذاني وأبو طاهر الرُّوذْرَاوَري وعبد الله بن عمر الوَرّاق وواثلة بن الأَسْقَع وعبد الرزّاق بن محمد بن الحسن العَطّار، قالوا: أنا أبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، قالوا: أبنا محمود بن القاسم الأَزْدي، أبنا عبد الجبّار بن محمد الجَرّاحي، أبنا محمد بن أحمد بن مَحْبوب، أبنا أبو
(1)
سقط سهوًا من قلم المصنف، وهو في مصدر الرواية.
(2)
الرواية من طريق حديث الأصم (رقم: 165).
(3)
حديث الأصم (رقم: 166).
(4)
جزء الغضائري (رقم: 3).
عيسى الترمذي، ثنا الحسن بن عَرَفَة، ثنا إسماعيل بن عَيّاش، عن محمد بن زياد الأَلْهاني قال: سمعتُ أبا أُمامة يقول: سمعتُ رسول الله يقول:
"وعدني ربّي أن يُدخل الجنّةَ من أمّتي سبعين ألفًا لا حسابَ عليهم ولا عذاب، مع كلّ ألفٍ سبعون ألفًا، وثلاث حَثَيات من حَثَيات ربي عز وجل"
(1)
.
102 -
وعندنا في كتاب البعث لابن أبي داود
(2)
، للنضْر بن أنس عن أنس رفعه:
"إنّ الله وعدني أن يُدخل من أمّتي أربعمائة ألف الجنّةَ"،
فقال أبو بكر: زِدْنا يا رسول الله، قال:
"وكذا وكذا"،
قال: زدنا يا رسول الله، فقال:
"هكذا".
قال: زدنا يا رسول الله، فقال عمر: دَعْنا يا أبا بكر - أو قال: حسبُك يا أبا بكر -، فقال أبو بكر: ما عليك أن يُدخلَنا كلَّنا الجنّةَ؟ فقال عمر: إنّ اللهَ إنْ شاء أن يُدخل خَلْقَه بكَفٍّ واحدٍ فعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"صدق عمر".
وروي من حديث عتبة بن عبد السلمي، رواه الطبراني
(3)
؛ ومن حديث أبي بكر بن عُمَيْر عن أبيه، رواه الطبراني
(4)
.
(1)
أخرجه الترمذي في جامعه (رقم: 2437)، والرواية من طريقه، وقال:"هذا حديث حسن غريب".
(2)
البعث (رقم: 50). والإسناد صحيح.
(3)
المعجم الكبير (17/ رقم: 312).
(4)
المعجم الكبير (17/ رقم: 123)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 405) وقال:"وأبو بكر بن عمير لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
باب ما جاء في الصورة
103 -
وحكى ابنُ قتيبة في أوّل المعارف
(1)
عن التوراة: "ثم قال الله: نخلق بشرًا بصورتنا، فخلق آدم من أُدْمَة الأرض، ونفخ في وجهه نَسَمَة الحياة".
104 -
وحكى غيره: "لنخلق بشرًا بصورتنا، على تمثالنا، وأسلِّطَهم على سمك البحار وطائر السماء، وكل الأنعام، وماشية الأرض، فخلق الله آدمَ بصورته بصورة الله".
حديثُ الصورة روي عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخُدْري، وجابر بن عبد الله.
أمّا أبو هريرة، فرواه عنه جماعةٌ، منهم: همّام بن مُنَبِّه
(2)
، وعبد الرحمن
(3)
بن هُرْمُز الأَعْرَج، وسعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، وسعيد أبو عثمان التَّبّان، وأبو سَلَمَة بن عبد الرحمن، وأبو أيّوب
(4)
العَتَكي، وأبو رافع الصائِغ، وأبو صالح، وأبو يونس سليم بن جُبَيْر، ومحمد بن سيرين، ونُعَيْم بن عبد الله، وعمّ الحارث.
(1)
المعارف (ص 11).
(2)
فوقه الرمز (خ م)، للبخاري (رقم: 6227)، ومسلم (رقم: 2841).
(3)
فوقه الرمز (م)، لمسلم (رقم: 2652).
(4)
فوقه الرمز (م)، لمسلم (رقم: 2612).
أما حديث سعيد المقبري، عنه.
105 -
فأخبرنا به أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قدامة وابن البخاري قالا: أبنا ابن طَبَرْزَد والكِنْدي، أبنا القاضي الأنصاري، أبنا العُشاري إجازةً، أبنا الدارَقُطْني، ثنا محمد بن سهل بن الفُضَيْل الكاتب، ثنا حُمَيْد بن الربيع، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ضرب أحدُكم فلْيجتنب الوجه، ولا يقل: قبّح الله وجهَك ووجهَ مَن أشْبَه وجهَك، فإنّ اللهَ خلق آدم على صورته"
(1)
.
106 -
وبهذا الإسناد، أبنا الدارَقُطْني، ثنا عليّ بن عبد الله بن مُبَشِّر
(2)
، ثنا أحمد بن سِنان القَطَّان. (ح).
وأبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو إسحاق نَهْشَل بن دارِم التميمي، ثنا عمر بن شَبَّة؛ قالا: ثنا يحيى بن سعيد القَطّان، عن ابن عَجْلان قال: حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا ضرب أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ، ولا يقولنّ: قبّح الله وجهَك ووجهَ مَن أَشْبَه وجهَك، فإنّ اللهَ خلق آدم على صورته"
(3)
.
تابعه عن ابن عَجْلان: اللَّيْثُ بن سَعْد، وسفيان بن عُيَيْنَة
(4)
.
(1)
أخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 44)، والرواية من طريقه. وإسناده قوي.
وأخرجه أحمد (2/ 251 و 434) عن يحيى بن سعيد.
(2)
في المطبوع من الصفات للدارقطني: (بشر)، وهو تصحيف.
(3)
الصفات (رقم: 46).
(4)
رواية الليث بن سعد عن ابن عجلان عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 519) وابن خُزَيْمة في التوحيد (1/ رقم: 35).
ورواية ابن عيينة عند الحميدي في المسند (2/ رقم: 1120) والآجري في الشريعة (3/ رقم: 723).
ورواه أبو سهل سَعْد بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أخيه عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولفظه:
"إذا ضرب أحدُكم مَمْلوكَه فلْيتّقِ الوجهَ، فإنّ اللهَ إنّما خلق آدمَ على صورة نفسه"
(1)
.
وأما حديث همّام عنه.
107 -
فأخبرنا يحيى بن محمد وعبد الله بن الحسن قالا: أبنا محمد بن سَعْد.
(ح) وأخبرنا عيسى، أبنا عبد الله بن أبي عمر؛ قالا: أبنا يحيى الثقفي، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا سليمان بن أحمد اللخمي
(2)
، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، ثنا عبد الرزّاق بن همّام، ثنا مَعْمَر، عن همّام، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ضربتُم فاتّقوا الوجهَ، فإنّ الله خلق آدمَ على صورته"
(3)
.
رواه البخاري
(4)
، عن عبد الله بن محمد ويحيى بن جعفر عن عبد الرزّاق، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
ورواه مسلم
(5)
، عن محمد بن رافع النَّيْسابوري عن عبد الرزّاق، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.
وبوّب عليه شيخُ الإسلام الأنصاري: (باب إثبات الصورة له عز وجل).
(1)
سياق الكلام للدارَقُطْني.
(2)
هو الطبراني.
(3)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 444/ رقم: 17950)، والرواية من طريقه.
(4)
في أحاديث الأنبياء (رقم: 3326) والاستئذان (رقم: 6227).
(5)
صحيح مسلم (رقم: 2841).
وأما حديث سعيد أبي عثمان عنه.
108 -
فأخبرنا المِزِّي، أبنا ابن أبي عمر وابنُ البخاري قالا: أبنا عمر بن محمد وزيد بن الحسن، قالا: أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا محمد بن علي - إجازةً -، أبنا عليّ بن عمر
(1)
، ثنا أبو شَيْبَة عبد العزيز بن جعفر بن بَكْر، ثنا محمد بن المثنّى أبو موسى، ثنا أبو عامر العَقَدي، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزِّناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خلق الله آدمَ على صورته وطولُه سبعون ذراعًا"
(2)
.
109 -
وأخبرنا به أعلى من هذا: عيسى وابنُ أبي طالب قالا: أبنا ابنُ اللَّتِّي، أبنا عبد الأوّل، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا عبد الملك بن عمرو العَقَدي، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزِّناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خلق الله آدمَ على صورته"
(3)
.
110 -
أخبرنا أحمد بن أبي طالب وفَقْهاء ابنة إبراهيم، قالا: أنبأنا جعفر بن علي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بالكوفة، أبنا أبو طاهر محمد بن أبي طالب محمد بن الحسين بن الصبّاغ القرشي، أنا أبو الحسن علي بن عُمَر الحربي، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن حُمَيْد، ثنا الفُرات بن خالد،
(1)
هو الدارَقُطْني.
(2)
أخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 47). وإسناده حسن، وأبو عثمان الراوي عن أبي هريرة هو التبّان مولى المغيرة بن شعبة.
(3)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 1425)، والرواية من طريقه.
عن سفيان الثَّوْري، عن أبي الزِّناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقبِّحوا الوجهَ، فإنّ الله خلق آدمَ على صورته"
(1)
.
وأما حديث الأَعْرَج عنه.
111 -
فأخبرنا يوسف الكَلْبي، أبنا عبد الرحمن وعلي قالا: أبنا عمر وزيد قالا: أبنا ابن عبد الباقي، أنبأنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، ثنا علي بن حَرْب، ثنا زيد بن أبي الزَّرْقاء، ثنا ابن لَهِيعَة، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ضرب أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ، فإنّ صورةَ الإنسان على صورة الرحمن عز وجل"
(2)
.
112 -
وأخبرنا ابن أبي طالب، أنبأنا عبد اللطيف، أبنا أحمد بن عبد الغني، أبنا أبو منصور المقرئ، أبنا عبد الغفّار بن محمد، أبنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا الحُمَيْدي، ثنا سفيان، ثنا أبو الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ضرب أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ، فإنّ الله خلق آدم على صورته"
(3)
.
رواه مسلم
(4)
، عن عمرو بن محمد بن بَكْر الناقد وزُهَيْر بن حَرْب عن سفيان، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
113 -
وأخبرنا به: إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الكَرَّاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطبراني، ثنا بِشْر بن موسى، فذكره.
(1)
الرواية من الحربيات.
(2)
أخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 49). وقد توبع ابن لهيعة في الرواية الآتية.
(3)
أخرجه الحميدي في مسنده (2/ رقم: 1121)، والرواية من طريقه.
(4)
صحيح مسلم (رقم: 2612).
114 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني، ثنا أبو زيد الحَوْطي، ثنا أبو اليمان، ثنا سعيد بن أبي حمزة، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله
(1)
.
وأما حديث ابن سيرين عنه.
115 -
فأخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن البخاري وغيره قالوا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن الحُصَيْن، أبنا ابن غَيْلان، أبنا إبراهيم المُزَكِّي، ثنا محمد بن المُسَيّب، ثنا يوسف بن بَحْر بجَبَلَة، ثنا مَرْوان بن محمد، ثنا سعيد بن بَشِير، عن أيّوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"خُلِق هذا الآدمي على صورته، فمن قاتل فلْيجتنب الوجهَ"
(2)
.
رواه أبو أحمد العَسّال الحافظ، عن عليّ بن سِراج المصري عن يوسف بن بَحْر.
وأما حديث أبي رافع عنه.
116 -
فأخبرنا به إسحاق بن يحيى، أبنا أبو الحجّاج الأَدَمي، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا محمد بن محمد الواسطي، ثنا محمد بن ثَعْلَبَة بن سَواء قال: حدّثني عمّي محمد بن سَواء، ثنا سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الروايتان من طريق السنة للطبراني. وأخرجه بالإسناد الثاني ابن حبان (الإحسان: 12/ رقم: 5604) والطيالسي (رقم: 2973).
(2)
أخرجه إبراهيم المزكي في فوائده المزكيات (رقم: 27)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير كما في التقريب.
"إذا قاتل أحدُكم فلْيتّقِ الوجهَ؛ فإنّ الله خلق آدمَ على صورةِ وجهِه"
(1)
.
قتادةُ لم يسمعْ من أبي رافع
(2)
، قاله شعبة
(3)
وأبو داود
(4)
والترمذي وموسى بن هارون.
واسمُ أبي رافع: نُفَيْعٌ الصائِغ.
وأمّا حديث أبي يونس
(5)
عنه.
117 -
فأخبرنا إسحاق، أبنا يوسف، أبنا ابن أبي زَيْد، أبنا محمود، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطبراني، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سعيد بن أبي مريم. (ح) قال الطبراني: وحدّثنا المِقْدام بن داود، ثنا أبو الأَسْوَد النَّضْر بن عبد الجبّار. (ح) قال: وحدّثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السَّرْح قال: ثنا عبد الغفّار بن داود أبو صالح الحَرّاني؛ قالوا: ثنا ابن لَهِيعَة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ؛ فإنّ صورةَ وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن عز وجل"
(6)
.
رواه بَقِيُّ بنُ مَخْلَد في مسنده، عن هشام بن عمّار عن أسد بن موسى
(7)
، وقال:
(1)
الرواية من طريق السنة للطبراني. وهو في معجمه الأوسط (رقم: 7850).
(2)
ثبت تصريح قتادة بالسماع من أبي رافع في صحيح البخاري (رقم: 7554)، ولذلك رجّح الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب أنّه سمع منه.
(3)
انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (1/ 528/ رقم: 1241).
(4)
في سنة (رقم: 5190).
(5)
اسمه: سُلَيْم بن جُبَيْر.
(6)
الرواية من السنة للطبراني. وقد توبع ابن لهيعة في الرواية الآتية.
(7)
يعني: عن ابن لهيعة.
"فلْيتّقِ الوجهَ؛ فإنّ الله خلق آدمَ على صورته".
118 -
أخبرتني زَيْنَب ابنة أحمد، عن عَجِيبة، عن مسعود بن الحسن - إجازةً -، أبنا جدِّي القاسم بن الفَضْل، أبنا يحيى بن إبراهيم النَّيْسابوري، أنا أبو العبّاس الأَصَمّ، ثنا بَحْر بن نصر، ثنا ابن وَهْب، أخبرني ابن لَهِيعَة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن وَهْب: وأخبرني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه"
(1)
.
وأمّا حديث أبي أيّوب يحيى بن مالك عنه.
119 -
فأخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا محمد بن محمد بن الحسن بن السبّاك البغدادي، أبنا محمد بن عبد الباقي بن البَطِّي، أبنا أبو بكر أحمد بن علي الطُّرَيْثِيثِي، ثنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري
(2)
، أبنا محمد بن الحسين الفارسي، ثنا محمد بن إبراهيم بن حُبَيْش، ثنا محمد بن عبد الملك. (ح) قال الطبري: وأخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم، ثنا عمر بن محمد بن طاهر، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا أبو عليّ الحنفي، ثنا المُثَنّى بن سعيد، عن قتادة، عن أبي أيّوب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدُكم أخاه فلْيجتنب الوجهَ، فإنّ اللهَ خلق آدمَ على صورته"
(3)
.
(1)
الرواية من طريق مشيخة مسعود بن الحسن الثقفي. المعجم المفهرس (817). والإسناد صحيح لأنّه من رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة، وقد سمع منه قبل أن يُضَعَّف.
(2)
هو الحافظ اللالكائي.
(3)
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ رقم: 713، 714)، والرواية من طريقه.
رواه مسلم
(1)
، عن محمد بن حاتِم عن عبد الرحمن بن مَهْديّ، وعن نَصْر بن عليّ عن أبيه، كلاهما عن المُثَنّى، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
ورواه أيضًا لشُعْبَة وهمّام عن قتادة.
120 -
أخبرنا إسماعيل الحَمَوي، أبنا عثمان بن عليّ، أنبأنا السِّلَفي، أبنا محمد بن عبد السلام، أبنا البَرْقاني قال: قرأت على البَجَلي: أخبركم أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا همّام، عن قتادة، عن أبي أيّوب العَتَكي، عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا قاتل أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ"
(2)
.
وأمّا حديث أبي سَلَمَة عنه.
121 -
فرواه أبو داود في (الحدود)
(3)
، لعمر بن أبي سَلَمَة عنه.
وأمّا حديث أبي صالح عنه.
122 -
فرواه بَقِيّ بن مَخْلَد الأندلسي قال: حدّثنا شَيْبان، ثنا أبو عَوانه، عن سُهَيْل، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا قاتل أحدُكم فليتَّق الوجهَ"
(4)
.
123 -
أخبرني عبد الله بن القَيِّم، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا صالح بن أبي بَكْر بن أبي سَعْد، أبنا نَصْر الله بن محمد بن محمد، أبنا عليّ بن محمد بن الحسن أبو تمّام، أبنا محمد بن المُظَفَّر الحافظ، ثنا
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2612).
(2)
الرواية من طريق المصافحة للبرقاني.
(3)
سنن أبي داود (رقم: 4493).
(4)
وهو عند مسلم (رقم: 2612)، عن شيبان.
أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، ثنا داود بن رَشِيد، ثنا شَرِيك بن مَسْروق، ثنا سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدُكم فليتّق الوجه"
(1)
.
وأمّا حديث نُعَيْم بن عبد الله عنه.
124 -
فأنبأنا شيخُنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم بن حمَد بن كامل بن عمر المَقْدِسي، أبنا محمد بن خَلَف بن راجِح، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو الحسين بن الطُّيُوري، أبنا أبو الحسن أحمد بن محمد العَتِيقي - بانتخاب عبد الغني بن سعيد الحافظ عليه -، ثنا عبد الله بن محمد بن اليَسَع، ثنا عبد العزيز بن سليمان بالحَرْمَلِيَّة
(2)
، ثنا عمر
(3)
بن حبيب، ثنا عثمان بن مِقْسَم، عن نُعَيْم بن عبد الله، عن أبي هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا قاتل أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ؛ فإنّ الله خلق آدم على صورته"
(4)
.
قال عبد الغنيّ: "لم يُتابَع عليه عثمان بن مِقْسَم البُرّيّ بهذا الإسناد خاصّة".
وأمّا حديث عمّ الحارث.
125 -
فقال بَقِيّ بن مَخْلَد الأندلسي حافظُ المغرب: حدّثنا دُحَيْم، ثنا أنس، حدّثني الحارث، عن عمّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من حديث ابن مظفّر. المعجم المفهرس (ص 362).
(2)
قرية من قرى أنطاكيّة. معجم البلدان (2/ 243).
(3)
في نشرة الطيوريات: (محمد)، وهو تحريف.
(4)
أخرجه أبو الحسن بن الطيوري في الطيوريات (رقم: 6)، والرواية من طريقه، وليس فيه كلام الحافظ عبد الغني في آخره. وإسناده ضعيف جدًّا لأجل عثمان بن مقسم البري فقد تركه جماعة وقال أحمد: حديثه منكر، انظر: الميزان (3/ 56) واللسان (4/ رقم: 5610).
"ليس الصيامُ من الطعام والشراب فقط، إنّما الصيام من اللغْو والرَّفَث، فإنْ سابّك أحدٌ أو جَهِل عليك فقلْ: إني صائم، وإذا قاتل أحدُكم فلْيجتنب الوجه"
(1)
.
أنس هو: ابن عِياض أبو ضُمْرَة، والحارث هو: ابن عبد الرحمن بن أبي ذِئاب، وعمّه يقال: اسمه الحارث أيضًا.
وأمّا حديث ابن عمر.
126 -
فأخبرنا الحافظ أبو الحجّاج، أبنا عبد الرحمن وعليّ، أبنا عمر وزَيْد، أبنا محمد الفَرَضي، أنبأنا العُشاري، أبنا علي بن عمر
(2)
، ثنا إسحاق بن محمد بن الفَضْل الزَّيّات، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جَرِير، عن الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تقبّحوا الوجهَ، فإنّ الله خلق آدم على صورته"
(3)
.
وهو في جزء أبي طاهر بن الصبّاغ القرشي
(4)
في الخط المعترض
(5)
.
127 -
وبه، أبنا الدارَقُطْني، أبنا أحمد بن محمد بن إسماعيل
(1)
في إسناده مجهول.
(2)
هو الحافظ الدارَقُطْني.
(3)
أخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 45). وفي إسناده عنعنتي كل من الأَعْمَش وحبيب بن أبي ثابت وهما مدلسان.
(4)
هو: محمد بن عبد الواحد بن محمد، البغدادي، البيِّع، والد أبي نصر صاحب الشامل، توفي سنة 448 هـ. السير (18/ 22 - 23).
(5)
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 517) وابن خُزَيْمة في التوحيد (1/ رقم: 41)، عن يوسف بن موسى. ثم أخرجه ابن أبي عاصم عن أبي موسى محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان مرسلًا لم يذكر ابن عمر، ورجّح المرسل الشيخ الألباني (ص 229).
السَّوْطي
(1)
، ثنا عليّ بن إِشْكاب، ثنا هارون بن مَعْروف، ثنا جَرِير، عن الأعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقبّحوا الوجه، فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن"
(2)
.
128 -
أخبرنا إسحاق، أبنا يوسف، أبنا محمد، أبنا محمود، أبنا أحمد، أبنا سليمان الحافظ
(3)
، ثنا عليّ بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالَقاني؛ قال سليمان: وثنا عَبْدان بن محمد المَرْوَزي، ثنا إسحاق بن راهويه؛ قالوا: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رَباح، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقبّحوا الوجهَ، فإن الله خلق آدمَ على صورة الرحمن"
(4)
.
رواه ابن خُزَيْمة
(5)
، عن يوسف بن موسى عن جرير.
129 -
قال أبو بكر المَرُّوذي
(6)
: قلتُ لأبي عبد الله
(7)
: كيف تقول
(1)
بفتح السين المهملة وسكون الواو. ووقع في طبعة صفات الدارَقُطْني: (الطوسي)، وهو تحريف.
(2)
أخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 48). [انظر الضعيفة 1175، 1176]
(3)
هو الطبراني.
(4)
الرواية من طريق السنة للطبراني. وقد أخرجه في معجمه الكبير (12/ رقم: 13580) بالإسناد الأول، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 106) وقال:"ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وه ثقة وفيه ضعف"، قلت: وقد توبع بالإسناد الثاني هنا.
(5)
في التوحيد (1/ رقم: 41).
(6)
ينظر: المنتخب من علل الخلال (ص 265).
(7)
هو الإمام أحمد.
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خلق آدم على صورته"؟ قال: الأَعْمَشُ يقول: عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر: "إن الله عز وجل خلق آدم على صورة الرحمن".
وأمّا الثَّوْري فأوقفه - يعني: حديثَ ابن عمر -، وقال: قد روى أبو الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "على صورته"، فنقول كما في الحديث.
130 -
وقال الحافظ أبو محمد الخَلّال البغدادي
(1)
: حدّثنا علي - هو: ابن عمر الدارَقُطْني -، ثنا عمر بن أحمد بن علي الجَوْهَري، ثنا محمد بن اللَّيْث المَرْوَزي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن - زعم أنّه من ولد أُسامة بن زَيْد، كان قَدِم علينا -، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يقولنّ أحدُكم لأخيه: قبّح الله وجهَك ووجهَ مَن شَبِه وجهَك، فإنّ الله خلق آدمَ على صورته"
(2)
.
قال أبو الحسن
(3)
: "ليس عندنا (عن عبيد الله بن عَمْرو، عن عبيد الله بن عمر) غير هذا الحديث"، أو كما قال.
131 -
وقال أبو عامِر العَقَدي: ثنا سفيان الثَّوْري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الحسن بن محمد بن الحسن، توفي سنة 439 هـ. السير (17/ 593).
(2)
عبد الله بن عبد الرحمن هو: الكلبي الأُسامي - نسبة إلى أسامة بن زيد -: كذّبه صالح جَزَرَة، واتهمه ابن حبان بالوضع. انظر: اللسان (4/ رقم: 4667).
وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 74)، لأبي سهل محمد بن علي بن سختويه المروزي عن محمد بن الليث.
(3)
هو الدارقطني.
"لا تقبّحوا الوجه، فإنّ ابنَ آدم خُلِق على صورة الرحمن".
وكذلك رواه مرسلًا: الفِرْيابي عن سفيان
(1)
.
وأما حديث أبي سعيد.
132 -
فأخبرنا عيسى وابن أبي طالب قالا: أبنا عبد الله بن عمر، أبنا عبد الأوّل بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن المظفَّر، أبنا عبد الله بن حمويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حميد، ثنا إبراهيم بن الأَشْعَث، ثنا الفُضَيْل بن عِياض، عن سليمان، عن عَطِيَّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه، فإن الله تبارك وتعالى خلق آدم على صورته"
(2)
.
133 -
أنبأنا القاسم بن مُظَفَّر، أنبأنا محمد بن أبي جعفر القُرْطُبي، أبنا الفضل بن الحسين البانِياسي، أبنا علي بن الحسن المَوازيني، أبنا محمد بن عبد السلام بن سَعْدان، ثنا يوسف بن القاسم المَيانِجي، ثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن سِنان الواسطي، ثنا أبي، ثنا أبو معاوية، عن مِسْعَر، عن عَطِيَّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدُكم فلْيجتنب الوجهَ"
(3)
.
134 -
قرأت على زَيْنَب ابنة أحمد، عن عَجِيبة، عن أبي الخَيْر الباغْبان، أبنا إبراهيم بن محمد الطَّيَّان، أبنا إبراهيم بن خُرَّشيذ قُولَه، ثنا أبو
(1)
وكذلك رواه مرسلًا: عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، وروايته عند ابن خُزَيْمة في التوحيد (1/ رقم: 42). قال الدارقطني في العلل (13/ 188): "والمرسل أصح".
(2)
الرواية من منتخب مسند عبد بن حميد (رقم: 900). وإسناده حسن.
(3)
الرواية من جزء من حديث الميانجي. المعجم المفهرس (1588).
العبّاس بن عُقْدَة، ثنا يونس بن سابِق بن عبد الرحمن البغدادي، ثنا حفص بن عُمَر بن مَيْمون الأُبُلِّي، ثنا مالك بن مِغْوَل وصالح بن مسلم، عن عَطِيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قاتل أحدكم أخاه فليتّق الوجه"
(1)
.
* * *
(1)
الرواية من فوائد ابن خرشيذ قوله. المعجم المفهرس (1145).
باب
135 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ إذنًا، أبنا إبراهيم بن حمَد بن كامِل، أبنا محمد بن خَلَف بن راجِح، أنبأنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو الحسين بن الطُّيُوري، أبنا أبو الحسن العَتيقي أحمد بن محمد، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لُؤْلُؤْ، ثنا أحمد بن زَنْجويه، ثنا أبو مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، ثنا عبد الله بن جعفر، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا أوّلُ مَن تنشقّ عنه الأرضُ يومَ القيامة، وأنا صاحبُ لِواء الحمد بيدي ولا فَخْر، وأنا أوّلُ مَن يدخل الجنّة ولا فَخْر، آخذُ بحلقة باب الجنّة فيُؤذن لي فيَستقبلني وجهُ الجبّار عز وجل فأخِرُّ له ساجدًا، فيقول: يا محمد ارفعْ رأسك واشفعْ تُشَفَّعْ وسَلْ تُعط، فأقول: ربّ أمتي أمتي، فيقول: اذهبْ فانظرْ مَن وجدتَ في قلبه زِنَة مثقالٍ من إيمان فأخرجْه، فأذهبُ ثم أرجعُ، فآخذُ بحلقة بابِ الجنّة، فيُؤذن لي، فيَستقبلني وجهُ الجبّار عز وجل فأخِرُّ له ساجدًا، فيقول: يا محمد ارفعْ رأسك واشفعْ تُشَفَّع وسَلْ تُعطه، فأرفعُ رأسي فأقول: ربّ أمتي أمتي، فلا أزال أرجعُ إلى ربي، فيقول: اذهب فمن وجدتَ في قلبه حبّةً من الإيمان فأخرجْه، فأُخرجُ من أمتي أمثالَ الجبال، ثم يقول لي النبيّون: ارجعْ إلى ربِّك فاسأله، فأقول: قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييتُ"
(1)
.
(1)
أخرجه أبو الحسين بن الطيوري في الطيوريات (رقم: 855). وإسناده ضعيف لأجل عبد الله بن جعفر وهو: السعدي والد علي بن المديني، ضعّفه ابنه ويحيى بن معين وغيرهما كما في التهذيب (2/ 315 - 316).
136 -
أخبرنا أحمد بن أبي بكر القَرافي حضورًا، أبنا عبد الرحمن بن مَكِّي، أبنا السِّلَفي، أبنا ابن عبد السلام، عن الحُرْفي؛ وابنُ خُشَيْش، عن ابن شاذان؛ قالا: أبنا النَّجّاد، ثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني عمر بن الحارث الهَمْداني، ثنا سَلْم بن قادِم، ثنا أبو معاوية هاشم بن عيسى الحِمْصي، أبنا الحارث بن مسلم، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا نظر إلى وجهه في المرآة قال:
"الحمد لله الذي سوّى خَلْقي فعدّله، وكرّم صورةَ وجهي وحسّنها، وجعلني من المسلمين"
(1)
.
137 -
وفي كتاب العظمة لإبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد الخُتَّلي بإسناده: عن ابن عباس:
"غضبَ موسى على قومه في بعض ما كانوا يسألونه، فلمّا ترك الحَجَر قال: اشربوا يا حمير، فأوحى الله إليه: تَعْمد إلى عبيدٍ من عبيدي خلقتُهم على مثل صورتي فتقول: اشربوا يا حمير؟ قال: فما بَرِح حتى أصابتْه العقوبة"
(2)
.
138 -
وقال أبو أحمد العَسّال في كتاب المعرفة: حدّثنا محمد بن
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الشكر (رقم: 119). وإسناده ضعيف جدًا لأجل هاشم بن عيسى الحمصي، قال العقيلي:"منكر الحديث"، والحارث بن مسلم قال فيه الدارقطني:"مجهول". ذيل ديوان الضعفاء (496).
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 787) وأبو الشيخ في أخلاق النبي (3/ 96/ رقم: 532)، من طريق سلم - وفيهما: سليم - بن قادم.
والحديث خرّجه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (1/ 113 - 115) وتكلّم على طرقه وذكر شواهده.
(2)
[انظر تاريخ ابن عساكر 61/ 161 - 162].
أحمد بن قَطَن القومَسي، نا عَبّاد بن موسى، ثنا أبو حفص الأَبّار، عن حكيم بن جُبَيْر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال:
"غضب موسى على قومه، فلمّا ترك الحَجَر قال: اشربوا يا حمير، فأوحى الله إليه: تَعْمَد إلى عبيدٍ من عبادي خلقتُهم على صورتي تقول لهم يا حمير؟ "
(1)
.
* * *
(1)
حكيم بن جبير الأسدي: ترك حديثَه شعبة، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال الدارقطني:"متروك". التهذيب (1/ 472 - 473).
(1)
باب قولُ الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]
139 -
وفي الزبور: "تدرون مَن مُنْزِلُ الغيث ومُطْعِمُ الثمار؟ الرحمنُ الذي استوى على العرش".
140 -
وقال ثَعْلَب في الأمالي
(2)
: " {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت: 11]: قال الفرّاءُ: وأصحابُنا يقولون: أَقْبَل عليها، والمعتزلةُ
(3)
يقولون: استولى".
141 -
أخبرني أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابنُ البخاري وفاطمة بنتُ عساكر وزَيْنَب بنتُ مكّيّ وفاطمة بنتُ يحيى، قالوا: أبنا عُمَر بنُ طَبَرْزَد.
وأخبرنا ابنُ أبي الهَيْجاء وعمُّ أبي، قالا: أنا ابنُ عبد الدائم، أبنا ابنُ المَعْطوش.
قالا
(4)
: أبنا هبة الله بنُ محمد، أبنا أبو طالب بنُ غَيْلان، أبنا إبراهيم بنُ
(5)
محمد بنِ يحيى المُزَكِّي، أبنا أبو العبّاس أحمد بنُ محمد بنِ الأَزْهَر، ثنا محمد بنُ الأَشْرَس أبو كِنانة - بصريّ -، ثنا أبو المغيرة الحنفي - وهو: عُمَيْر بنُ عبد المجيد -، ثنا قُرَّة بنُ خالد، عن الحسن، عن أمِّه، عن أمّ سَلَمَة في قوله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قالت:
(1)
بعد إتمام كتابة الورقة (13)، وجدت اتصالًا بينها وبين الورقة (87)، مما يدلّ أنهما كانتا في الأصل متقابلتين، ويدلّ على ذلك أن هناك نصوصًا مكتوبة في الصفحة (87 أ) تكملتها في الصفحة (13 ب) - كما سأبيّنه -، فلذا جرى الانتقال إلى هذه الورقة (87)، ثم الرجوع إلى الورقة (13).
(2)
مجالس ثعلب ص (174).
(3)
في المجالس: (وآخرون).
(4)
يعني: ابن طبرزد، وابن المعطوش.
(5)
قوله: (بن)، كررها مرتين.
"الكَيْفُ غيرُ معقول، والاستواءُ غيرُ مجهول، والإيمانُ به واجب، والجحودُ به كُفْر"
(1)
.
قال الدارَقُطْني
(2)
: "تفرّد به أبو كنانة".
وهو عندنا أيضًا في الحادي والخمسين من فوائد الحَمّامي
(3)
، وفي مجلس ابنِ أبي الفَوَارِس
(4)
.
قلتُ: رُوِيَ هذا المعنى عن: ربيعة بنِ عبد الرحمن، ومالك بنِ أنس.
أما حديثُ ربيعة:
142 -
فأخبرنا محمد بنُ أحمد بنِ تمّام، أبنا عبد الرحمن بنُ أحمد بنِ عبد الملك، أبنا أبو محمد عبد الله بنُ قُدامة، أبنا محمد بنُ عبد الباقي بنِ البَطِّي،
(5)
أبنا أبو الفضل بنُ خَيْرون، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بنُ عُبَيْد الله الحُرْفي، ثنا أبو بكر أحمد بنُ سَلْمان النجّاد، ثنا أبو المُثَنّى معاذ بنُ المُثَنّى العَنْبَري، حدّثني محمد بنُ بشير، ثنا سفيان بنُ عُيَيْنَة قال: كنت عند ربيعة بنِ أبي عبد الرحمن، قال: فسأله رجلٌ فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى
(1)
أخرجه إبراهيم المزكي في فوائده المزكيات (رقم: 29)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف، فيه سلسلة من الضعفاء، أبو كنانة محمد بن الأشرس ضعّفه الذهبي في العلو (ص 65)، وقال في عمير بن عبد المجيد: لا أعرفه؛ وأحمد بن محمد بن الأزهر ضعيف كما في الميزان (1/ رقم: 503) واللسان (1/ رقم: 803).
(2)
في تخريجه لفوائد المزكي هذه.
(3)
هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر البغدادي المقرئ المعروف بابن الحمامي، توفي سنة 419 هـ. السير (17/ 402). له فوائد وصلنا منها الأجزاء الخامس والتاسع والأربعون.
(4)
مجلس من أمالي محمد بن أحمد بن أبي الفوارس (ق 89/ ب - 90/ أ - مجموع 7)، رواه لأبي بجير الوراق عن محمد بن الأشرس الأنصاري، هكذا سماه وهو أبو كنانة.
قلت: وأخرجه ابن منده في التوحيد (3/ رقم: 887) للحسن بن الربيع، واللالكائي في السنة (3/ رقم: 663) لأبي يحيى النهدي، كلاهما عن أبي كنانة.
(5)
من هنا تكملة الإسناد والنصوص بعده في الصفحة (13 ب) أسفلها بالخط المعترض.
الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: "الاستواءُ معلوم
(1)
، والكَيْفُ غيرُ معقول، والإيمانُ به واجب، والسؤالُ عنه بدعة"
(2)
.
وأما حديثُ مالك، فهو في كتاب الصفات للبَيْهَقي
(3)
.
143 -
وقال أبو بكر البَيْهَقيُّ في كتاب الاعتقاد
(4)
: أخبرنا أبو بكر أحمد بنُ محمد بنِ الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بنُ حَيّان، ثنا أبو جعفر أحمد بنُ زِيرَك اليَزْدي، قال: سمعتُ محمد بنَ عَمْرو بنِ النَّضْر النَّيْسابوري يقولُ: سمعتُ يحيى بنَ يحيى يقولُ: كنّا عند مالك بنِ أنس، فجاء رجلٌ فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: فأَطْرَق مالكٌ رأسَه حتى علاه الرُّحَضاء
(5)
، ثم قال:"الاستواءُ غيرُ مجهول، والكَيْفُ غيرُ معقول، والإيمانُ به واجب، والسؤالُ عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا"، فأَمَر به أن يُخرَج.
144 -
(6)
وقال إسحاق بنُ راهويه
(7)
: سمعتُ [بِشْر]
(8)
بنَ عُمَر
(1)
كتب المصنف فوقها عبارة: (غير مجهول) إشارة إلى رواية أخرى للأثر.
(2)
الرواية من فوائد الحُرْفي. محمد بن بشير لم أقف على ترجمته، وورد ذكره في تهذيب الكمال (6/ 452) وأنه: محمد بن بشير المذكِّر. لكن أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 398/ رقم: 652) ليحيى بن آدم - وهو ثقة حافظ - عن ابن عيينة. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية (5/ 40 - ضمن المجموع): "وروى الخلال بإسناد كلهم أئمة ثقات عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة، فذكره". وصححه الألباني في مختصر العلو (ص 132).
(3)
الأسماء والصفات (2/ 304 - 305/ رقم: 866).
(4)
الاعتقاد (ص 119). وهو أيضًا بالإسناد نفسه في الأسماء والصفات (2/ 305/ رقم: 867). وإسناده صحيح إلى مالك، وهو مشهور عنه.
(5)
يعني: عرق الحمى. فقه اللغة وسر العربية (ص 103).
(6)
من هنا رجعنا إلى تكملة المكتوب على الصفحة (87 أ).
(7)
في مسنده، كما في المطالب العالية (12/ 570/ رقم: 3012). وأسنده عنه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 397/ رقم: 662).
(8)
كتبه المصنف: (نَشر)، يعني بالنون بدل الباء، وشكلها بالفتح، ولم أقف عليه مضبوطًا هكذا. وهو: بشر بن عمر بن الحكم الأزدي.
يقولُ: سمعتُ غيرَ واحدٍ من المفسِّرين يقولون: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] أي: ارتفع.
وقاله أبو العالية
(1)
.
145 -
وروى الدارَقُطْني، عن إسحاق الكاذي
(2)
: سمعتُ أبا العبّاس ثَعْلَب يقول في {اسْتَوَى} : "علا على العرش"
(3)
.
146 -
وقال محمد بنُ جرير الطبري
(4)
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] أي: علا وارتفع.
147 -
وقال أبو بكر بنُ الأَنْباري: ثنا محمد بنُ أحمد بنِ النَّضْر الأَزْدي - وهو: ابنُ بنت معاوية بنِ عَمْرو -، قال: كان أبو عبد الله بنُ الأعرابي جارَنا، وكان لَيْلُه أحسنَ لَيْل، وذكر لنا أنّ ابنَ أبي داود سأله: أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: "لا أعرفه، لا أعرفه".
أخبرني بذلك محمد بنُ عبد الحافظ، عن ابنِ أبي عُمَر، عن ابن مُلاعِب، عن أبي الكَرَم الشَّهْرَزوري، عن أبي الحسين بن النقُّور - إِذْنًا -، عن أبي الحسن بنِ الصَّلْت
(5)
، عن ابنِ الأَنْباري، فذكره
(6)
.
148 -
وعندنا في الجزء الثالث عشر من فوائد ابن المقرئ
(7)
عن ابن عباس قال: "لمّا اسْتوى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة"، الحديث.
(1)
أخرجه من قوله ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 75/ رقم: 308).
(2)
هو: إسحاق بن أحمد بن محمد، وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (6/ 396).
(3)
ذكره عن الدارقطني اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (3/ 399/ رقم: 668).
(4)
التفسير (1/ 457).
(5)
هو: أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت، القرشي البغدادي، المُجْبِر، توفي سنة 405 هـ. ضعّفه أبو بكر البرقاني. تاريخ بغداد (5/ 94 - 96).
(6)
وأخرجه الخطيب البغدادي (5/ 283)، عن أحمد بن سليمان المقرئ عن ابن النقور.
(7)
فوائد ابن المقرئ - الجزء 13 - (ق 175/ أ - ب - مجموع 105).
149 -
وقال يحيى بنُ زياد الفَرّاء
(1)
: وقد قال ابنُ عبّاس: {ثُمَّ اسْتَوَى} : صعِد، وهو كقولك للرجل: كان قاعدًا فاسْتوى قائمًا، وكان قائمًا فاسْتوى قاعدًا، وكلٌّ في كلام العرب جائز.
150 -
وقال المُعافى بنُ زكريّا
(2)
: ثنا محمد بنُ محمود بنِ أبي الأَزهَر، ثنا الزُّبَيْر بنُ بَكّار، حدّثني النَّضْر بنُ شُمَيْل، حدّثني الخليل بنُ أحمد قال: أتيتُ أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم من رأيتُ، وكان على سَطْحٍ، فلمّا رأيناه أَشَرْنا إليه بالسلام، فقال: استووا، فلم نَدْر ما قال، فقال لنا شيخٌ عنده: يقول لكم ارتفعوا، قال الخليل: هذا من قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11] يقولُ: ارتفع، وذكر حكايةً.
رواها علي بنُ المُحَسِّن التنوخي في الفوائد العبّاسية، عن أحمد بنِ عبد الله بنِ أحمد الدوري الورّاق، عن أحمد بنِ إسحاق بن إبراهيم القاضي، عن سَهْل بنِ علي الدوري، عن أحمد بنِ يحيى المَرْوَزي، عن النَّضْر بنِ شُمَيْل.
151 -
وقال الحَكَم بنُ ظُهَيْر: عن السُّدِّي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابنِ عبّاس في قوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قال: "قعد"
(3)
.
رواه أبو أحمد العسّال.
* * *
(1)
معاني القرآن (1/ 25).
(2)
في الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي (2/ 411 - 412). وليس فيه إسناده. ورواه من طريقه الذهبي في العلو (2/ 1042)، وذكر إسناده.
(3)
الحكم بن ظُهَيْر قال فيه الحافظ في التقريب: "متروك رمي بالرفص، واتهمه ابن معين".
باب
152 -
أخبرني أبو الحجّاج، أبتنا فاطمة بنت عساكر وزينب بنت مكيّ وفاطمة الكِنْدِيّة قلن: أبنا ابن طَبَرْزَد، أنا ابن الحُصَيْن، أبنا ابن غَيْلان، أبنا أبو إسحاق المُزَكّي، أبنا ابن خُزَيْمة، ثنا العبّاس بن يزيد البَحْراني، ثنا معاذ بن هشام، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المُسَيّب، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، يعني: وهي لا تستغني عنه"
(1)
.
قال الدارَقُطْني
(2)
: "لا أعلم حدّث معاذُ بنُ هشام عن شعبة حديثًا مسندًا غيرَ هذا".
153 -
أخبرنا ابن الزرّاد وابن المحب، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل ومحمد بن عبد الهادي، قالا: أبنا يحيى بن محمود، أبنا عبد الواحد بن محمد، أبنا عُبَيْد الله بن المعتزّ، أبنا محمد بن الفضل بن خُزَيْمة، أبنا جدّي، ثنا علي بن حُجْر، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا حُمَيْد، عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامةً في القبلة، فشقّ عليه حتى رُؤِي ذلك في وجهه، فقام فحكّه بيده وقال:
(1)
أخرجه أبو إسحاق المزكي في فوائده المعروفة بالمزكيات (رقم: 129). والرواية من طريقه. وإسناده حسن.
وأخرجه الحاكم (4/ 174) لعليّ بن العبّاس البجلي عن البحراني، ثم قال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن حفظه العبّاس". ثم ساقه الحاكم من طريق محمد بن جعفر عن شعبة موقوفًا على عبد الله بن عمرو. ورجّح الموقوفَ الذهبي في مختصر المستدرك. (انظر الصحيحة 289).
(2)
في تخريج المزكيات.
"إنّ أحدكم إذا قام في صلاته فإنّه يناجي ربَّه، وإنّ ربّه بينه وبين القبلة، فلا يبصقْ أحدُكم في قبلته - وقال مرة ثانية: في قبلة المسجد -، ولكن عن يساره أو تحت يده"
ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم ردّ بعضه على بعض، فقال:
"أو يفعل هكذا"
(1)
.
154 -
أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم، أبتنا حبيبة بنت أبي عُمَر بن قدامة في سنة ثمانٍ وأربعين - حضورًا -، أبنا عُمَر بن طَبَرْزَد - حضورًا في الثالثة -، أبنا أبو البَدْر إبراهيم بن محمد بن منصور الكَرْخي، أبنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أبنا أبو الحسن الدارَقُطْني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، ثنا أبو جُنادة، عن مالك بن مِغْوَل، عن منصور، عن أبي وائل، عن حُذَيْفَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قام العبدُ يصلّي أقبل عليه الله بوجهه، فلم يصرف عنه حتى ينصرف العبدُ أو يُحدِثَ حدثَ سوءٍ".
هذا حديث غريب من حديث منصور بن المُعْتَمِر عن أبي وائل عن حذيفة، وهو غريب من حديث مالك بن مِغْوَل عن منصور، تفرّد به أبو جُنادة حُصَيْن بن مُخَارِق عنه
(2)
.
155 -
في ابن ماجه
(3)
، لعَطِيَّة عن أبي سعيد رفعه:
(1)
أخرجه علي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم: 61). والرواية من طريقه.
(2)
أخرجه الدارقطني في الأفراد - غرائبه (1/ 370/ رقم: 2018) -. والرواية من طريقه.
(3)
سنن ابن ماجه (رقم: 778). وأخرجه كذلك أحمد (17/ رقم: 11156). وهو ضعيف، وقد أفاض الكلام عليه الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 24).
"من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللَّهم إني أسألك بحق السائلين عليك" فذكره، وفيه:"أقبل الله عليه بوجهه".
وهو عندنا في الثاني عشر من أمالي عبد الملك بن بِشْران
(1)
.
156 -
وفي جزء أبي الجهم
(2)
: عن نافع، عن ابن عمر: رأى رسولُ الله نخامةً في قبلة المسجد، الحديث وفيه:
"إنّ أحدكم إذا كان في الصلاة فإن اللهَ قِبَل وجهه".
* * *
(1)
أمالي ابن بشران (1/ 325 - 326/ رقم: 753).
(2)
جزء أبي الجهم (رقم: 42). والحديث عند البخاري (رقم: 753) ومسلم (رقم: 547).
باب {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا} [البقرة: 26]
157 -
وبهذا الإسناد إلى الدارَقُطْني قال: ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى البزّاز أبو الطيّب، قال: حدّثني محمد بن حمّاد المَنْبِجي، قال: ثنا يحيى بن عَنْبَسَة، ثنا داود بن أبي هند، عن سعيد بن المُسَيّب، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنّ ربّكم حيِيٌّ كريم، يستحيي إذا رفع العبد يديه أن يردَّهما صفرًا لا خير فيهما، فلْيُعط اللهَ العبدُ من نفسه الجَهْدَ، وإذا حزبه أمر فلْيقلْ: حسبي الله ونعم الوكيل".
هذا حديث غريب من حديث داود بن أبي هند عن سعيد بن المُسَيّب عن علي بن أبي طالب، تفرّد به يحيى بن عَنْبَسَة، وكان ضعيفًا
(1)
.
وروي عن أبان عن أنس، وهو عندنا في جامع معمر
(2)
.
وعن أبي عثمان عن سَلْمان، وهو عندنا في المنتخب من الدعوات للحاكم أبي عبد الله، وفي أول الحُجْريات
(3)
.
158 -
وقرأتُ في الزبور: "داود صفتي تخلُّقي بالرحمة والكرم".
(1)
أطراف الغرائب (1/ 91/ رقم: 305). وإسناده ضعيف جدًّا لأجل يحيى بن عنبسة، قال الحاكم وأبو نعيم: ررى عن مالك وداود بن أبي هند أحاديث موضوعة، كذا في "اللسان"(7/ 427 - 429). لكنّ الشطر الأول من الحديث صحيح بشواهده، وسيوردها المصنّف.
(2)
جامع معمر (10/ 443/ رقم: 19648).
(3)
حديث علي بن حجر السعدي (رقم: 127).
159 -
وقرأتُ فيه: "يا داوود استحِ مني حقّ الحياء أستحِ منك أن أناقشك الحسابَ".
160 -
أخبرنا محمد بن عبد الحافظ، أبنا عبد الرحمن بن أبي عمر وإسماعيل العسقلاني قالا: أنا ابن طَبَرْزَد، أنا أبو الحسن بن الزاغوني، أنا أبو الحسين بن النقّور، أنا عيسى بن الجرّاح، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا كامل بن طلحة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البُناني وحُمَيْد الطويل وسعيد الجُرَيْري، عن أبي عثمان النَّهْدي، عن سَلْمان الفارسي قال:
"إني أجد في التوراة: إن الله عز وجل كريم يستحيي أن يردّ يدين خائبتين يُسألُ بهما خيرًا"
(1)
.
161 -
وبهذا الإسناد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله
(2)
.
162 -
أخبرنا محمد بن مَنَعَة، أنبأنا محمد بن عبد الواحد الحافظ، أبنا محمد بن حمزة، أبنا علي المَوازيني، أنا محمد بن عبد السلام، أنا محمد بن سليمان الربَعي، أنا حاجب بن أَرْكين، ثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة، ثنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن يعلى بن أميّة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله حَيِيٌّ حليم، يحبّ الحياءَ والسترَ"
(3)
.
(1)
الرواية من حديث أبي يحيى كامل بن طلحة الجحدري (ق 8/ أ - مجموع 61). وكتب ابن المحب في حاشيته في الجزء: (رواه د ت ق مرفوعًا). الإشارة لسنن أبي داود (رقم: 1488)، وجامع الترمذي (رقم: 3556)، وسنن ابن ماجه (رقم: 3865).
(2)
الجزء نفسه.
(3)
الرواية من جزء حاجب بن أركين. المعجم المفهرس (1088). وإسناده ضعيف، علّته ابن أبي ليلى وهو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف خاصّة في حديثه عن عطاء كما في التهذيب (3/ 627).
163 -
وفي حديث أبي مُرّة، عن أبي واقد الليثي، في قصّة الثلاثة الذين جاؤوا والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد في أصحابه، الحديث، وفيه:
"فاستحيى فاستحيى الله منه".
أخرجاه
(1)
.
* * *
(1)
البخاري (رقم: 66) ومسلم (رقم: 474).
باب قول الله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58]
164 -
أخبرنا القرشي، أبنا ابن رَوَاج، أبنا السِّلَفي، أبنا الفضل بن عليّ، أبنا أبو سعيد النقّاش، أبنا الطبراني، أبنا بِشْر بن موسى، ثنا الحُمَيْدي، ثنا سفيان، عن عُمَر بن سعيد بن مَسْروق، عن الأَعْمَش، عن سعيد بن جُبَيْر، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي، عن أبي موسى الأَشْعَري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا أحد أصبر على أذًى سمعه من الله، إنّهم يدّعون له ولدًا، ويعافيهم ويرزقهم"
(1)
.
رواه النسائي في التفسير
(2)
، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم عن الحميدي، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
165 -
أخبرنا القرشي، أبنا الساوي، أبنا السِّلَفي، أبنا ابن البَطِر، أبنا أبو محمد البَيِّع، ثنا المَحامِلي، ثنا يحيى بن مُعَلّى، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن أبي سَلْمان، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي موسى الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أحد أصبرُ على أذًى سمعه من الله، إنّهم يدّعون له ولدًا، وإنّه ليعافيهم ويرزقهم"
(3)
.
(1)
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (رقم 34)، والرواية من طريقه، وهو عند الحميدي في مسنده (2/ رقم: 774). وإسناده صحيح على شرط مسلم.
(2)
السنن الكبرى (6/ رقم: 11445).
(3)
الرواية من أمالي المحاملي - برواية البيّع -، ولم أجده فيه. وإسناده حسن.
رواه النسائي
(1)
، عن عَمْرو بن علي عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن سليمان عن سعيد بن جُبَيْر عن أبي عبد الرحمن، فوقع لنا عاليًا.
وهكذا رواه عن الأَعْمَش: وكيع، وأبو أسامة، وأبو معاوية.
وهو في رابع حديث أبي لَبيد بَدَلٌ لمسلم
(2)
، وفي جزء أبي علي الوَخْشي
(3)
.
ورواه أبو حمزة عن الأَعْمَش عن سعيد بن جُبَيْر عن أبي عبد الرحمن، وهو في البخاري
(4)
.
ورواه عمر بن سعيد بن مَسْروق عن الأَعْمَش، وهو عندنا في الثالث من الأبدال
(5)
للضياء.
* * *
(1)
السنن الكبرى (4/ رقم: 7708).
(2)
رواه مسلم (2804)، لأبي معاوية وأبي أسامة عن الأعمش.
(3)
الحسن بن علي بن محمد، البلخي، توفي سنة (471 هـ). السير (18/ 365 - 366).
(4)
في كتاب التوحيد (رقم: 7378).
(5)
وهو من هذه الطريق عن الطبراني في الأوسط (رقم: 3470).
باب رؤية الله يوم القيامة وفي الجنة
166 -
وبه إلى المَحَاملي، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا حسين الجُعْفي، عن زائدة، ثنا بيان البَجَلي، عن قَيْس بن أبي حازم، ثنا جرير بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ البَدْر، فنظر إلى القمر فقال:
"إنّكم تَرَوْن ربّكم عز وجل يوم القيامة كما تَرَوْن هذا، لا تُضامّون في رؤيته"
(1)
.
167 -
وبه، ثنا يوسف، ثنا وكيع، ثنا أبو بكر الهُذَلي، عن أبي تَميمَة، عن أبي موسى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} قال: "الجنّة"، {وَزِيَادَةٌ} قال:"النظر إلى وجه الله عز وجل"
(2)
.
168 -
وبه ثنا يوسف، ثنا وكيع، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نُدَيْر السعدي، عن حُذَيْفَة بن اليمان في قول الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "النظر إلى وجه الله عز وجل"
(3)
.
(1)
أخرجه المحاملي في أماليه - برواية البيّع - (رقم: 413). وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير شيخ المحاملي. وأخرجه البخاري (رقم: 7436)، عن عبدة بن عبد الله عن حسين الجعفي.
(2)
أخرجه المحاملي (رقم: 414). وأخرجه اللالكائي في السنة (3/ رقم: 785)، عن محمد بن أبي بكر عن المحاملي.
وهو عند الدارمي في الرد على الجهمية (رقم: 304) وابن جرير في التفسير (12/ 158) وابن خزيمة في التوحيد (1/ رقم: 267)، من طرق عن أبي تميمة.
(3)
أخرجه المحاملي (رقم: 415). وهو عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 473) =
169 -
أخبرنا عيسى المُطَعِّم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا محمد بن محمد التميمي، أنّ محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم، أبنا أحمد بن عبد الرحمن الذَّكْواني، أبنا أبو بكر بن مَرْدويه، ثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا محمود بن محمد المَرْوَزي، ثنا حامد بن آدم، ثنا الوليد بن مسلم، عن زُهَيْر بن معاوية، عن أبي جعفر، عن أبي العالية، عن أُبَيّ بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادة هي في كتاب الله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال:
"النظر إلى وجه الرحمن".
وسألته عن قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] قال:
"الزيادة عشرون ألفًا"
(1)
.
170 -
قرأتُ على زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل إجازةً، أبنا محمد بن أبي زيد الكَرّاني، أبنا محمود الصَيْرَفي، أبنا أبو الحسين بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن زُهَيْر التُّسْتَري، ثنا العلاء بن مَسْلَمة، ثنا إبراهيم الطالَقاني، ثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن سِماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحَكَم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده:
= وعبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 473)، من طرق عن أبي إسحاق - وهو: السبيعي -. وصححه الشيخ الألباني في تخريج السنة.
(1)
الرواية من طريق التفسير لابن مردويه. والإسناد ضعيف، فإن الوليد بن مسلم يدلّس تدليس التسوية. وأخرجه في تفسير آية يونس فقط: الترمذي (رقم: 3229) لعلي بن مسلم، واللالكائي (3/ رقم: 780) لصفوان بن صالح، كلاهما عن الوليد بن مسلم، وفيه تحديث الوليد، لكن أبهم فيه الراوي عن أبي العالية.
إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلّا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم، ولا أبالي"
(1)
.
رواه الهَيْثَم بن خَلَف عن العلاء بن مَسْلَمة أبي سالم، فقال: قال: ثنا إسماعيل بن المُغَفَّل، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان بن سعيد الثوري.
والعلاء هذا تكلّم فيه ابنُ حبان وابنُ طاهر
(2)
.
171 -
حديث أسماء بنت عُمَيْس: كنتُ مع جعفر بن أبي طالب في أرض الحبشة، فسمعتُ حبشيّةً تقول لحبشيّ دفع مكيلًا عن رأسها فيه دقيق فنسفت الريحُ الدقيقَ، فقالت: أكِلُك إلى الملك يوم يقعد على الكرسي، فيأخذ للمظلوم من الظالم.
هو في حادي عشر المخلّصيّات
(3)
.
* * *
(1)
الرواية من طريق السنّة للطبراني. وأخرجه في الكبير (2/ رقم: 1381)، وسقط من إسناده - في المطبوع - سماك، فجاء هكذا: سفيان بن حرب.
(2)
قال ابن حبّان في المجروحين (2/ 185): "يروي عن العراقيين المقلوبات والموضوعات عن الثقات، لا يحلّ الاحتجاج به بحال". وقال ابنُ طاهر المقدسي - كما في التهذيب (3/ 348) -: "كان يضع الحديث".
(3)
فوائد أبي طاهر المخلِّص (رقم: 2536).
باب البغض
172 -
أخبرنا محمد بن أبي بكر، أبتنا صفيّة. وأخبرنا القاسم، أبتنا كريمة، قالتا: أنبأنا الحسن ومسعود، قالا: أبنا عبد الرحمن بن زياد، أبنا أحمد بن المرزبان، أبنا محمد بن إبراهيم الحَزَوَّري
(1)
، ثنا لُوَيْن، ثنا إبراهيم بن عبد الملك القَنّاد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن يعبش بن طِهْفَة، عن أبيه قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمٌ على بطني، فحرّكني وقال:
"إنّ هذه نومةٌ يبغضها الله عز وجل"
(2)
.
173 -
وبه إلى لُوَيْن، ثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، حدّثني رجلٌ من أهل الصفّة قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجالًا من أهل الصُّفَّة، فلمّا دخلنا بيتَ عائشة قال:
"أطعمينا يا عائشة".
فقرّبتْ إلينا طعامًا فأكلناه، ثم قال:
(1)
بفتح الحاء وتشديد الواو آخرها راء، نسبةً إلى الحَزَوَّر جدّه. الأنساب (2/ 215).
(2)
أخرجه لُوَيْن في حديثه (رقم: 118). والرواية من طريقه. وإسناده صحيح، وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافًا، كبيرًا كما ذكر المزي في تهذيب الكمال (13/ 375 - 376)، وهذا الوجه الذي ساقه المصنِّف هنا هو أصحّ الوجوه وأصوبها على قول الدارقطني في العلل (9/ رقم: 1776). وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ رقم: 8229)، ليحيى بن دُرُسْت عن القنّاد، وفيه عنده قصّة.
"زيدينا يا عائشة".
قال: فجاءت بطعامٍ أقلّ من ذلك، فأكلناه، ثم قال:
"اسقينا يا عائشة".
فسقتنا لبنًا، ثم قال:
"زيدينا يا عائشة".
قال: فجاءت بقَعْب
(1)
من لبنٍ، قال: فشربنا، قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن شئتم أن ترقدوا ههنا، وإن شئتم فالمسجد".
قال: فخرجنا إلى المسجد، قال: فلما كان في آخر الليل أو السَّحَر وجدتُ وجعًا في بطني، فنمتُ على بطني، فإذا رجلٌ قد ركضني برجله أو بيده، قال: فقال:
"إنّ هذه نومةٌ يبغضها الله عز وجل".
قال: فالتفتُّ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
174 -
وبه، قال لُوَيْن: وحدثنا إبراهيم بن عبد الملك القنّاد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن يعيش بن طَخْفَة، عن أبيه قال مرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمٌ على بطني، فحرّكني فقال:
"إن هذه نومةٌ يبغضها الله عز وجل"
(3)
.
قال لُوَيْن: "قد اختلفوا في هذين الحديثين، وأحدُهما عندي غَلَط".
(1)
هو القدح الضخْم الجافي. القاموس (1/ 123)
(2)
أخرجه لُوَيْن (رقم: 119). وهو في مصنّف عبد الرزّاق (11/ رقم: 19802).
(3)
أخرجه لُوَيْن (رقم: 120).
175 -
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوليّ، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا عبد الله بن دَهْبَل ويوسف بن المبارك، قالا: أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا القاضي أبو يعلى، أنا علي بن معروف، أنا أبو بكر الباغندي، ثنا أحمد بن بَكّار بن أبي ميمونة، ثنا محمد بن سَلَمَة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن يعيش بن طَهْفَة، عن أبيه قال: ضِفْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يضيِّفه من المساكين، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة يتعاهد ضيفانه، فرآني منبطحٌ على بطني، فركضني برجله وقال:"لا تضطجع هذه الضجعة؛ فإنها ضجعة يبغضها الله عز وجل"
(1)
.
176 -
أخبرنا ابن عبد الوليّ، أبنا ابن البخاري، أنبأنا ابن دَهْبَل ويوسف، قالا: أبنا ابن عبد الباقي، أبنا أبو يعلى، أبنا ابن معروف، أبنا الباغندي، ثنا أحمد بن بَكّار، ثنا مسكين بن بُكَيْر، عن الأَوْزاعي، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد المغرب إلى المسجد، فقال:
"يا فلان قم مع فلان، ويا فلان قم مع فلان، وأنت يا فلان مع فلان".
فبقيتْ خمسةٌ أنا خامسهم، فقال:
"قوموا".
وأتى منزلَ عائشة، فدخلنا فقال:
"يا عائشة أطعمينا".
(1)
إسناده ضعيف؛ علّته عنعنة ابن إسحاق وهو مدلِّس، والانقطاع بين محمد بن عمرو بن عطاء ويعيش كما سيأتي بيانه.
وأخرجه أحمد (39/ 26/ رقم: 23615)، عن محمد بن سلمة - وهو: الباهلي الحرّاني -.
فأتَتْه بدَشِيشَة
(1)
فأكلنا، ثم قال:
"هل من طعام؟ ".
فأتته بحَيْس مثل القَطاة، فأكلنا، ثم قال:
"اسقينا".
فأتتنا بإناء، فشربنا، ثم قال:
"اسقينا".
فأتتنا بإناء دون الإناء الأول فشربنا - وهي خادمنا، وذلك قبل أن يُضرب عليها الحجاب -، ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن تبيتوا هاهنا، وإن أحببتم في المسجد".
قال: قلنا: يا رسول الله في المسجد، فخرجنا فبتنا في المسجد، قد ألقيتُ نفسي على بطني إذْ دفعني رجلٌ من خلفي، فرفعتُ رأسي فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"هكذا، فإن هذه نومةٌ يبغضها الله عز وجل".
177 -
أخبرنا علي بن هلال وعلي بن الكَدَمي قالا: أبنا علي بن هبة الله، أبنا يحيى بن يوسف، أبنا المبارك بن عبد الجبّار، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل، ثنا أبو حُذَيْفَة موسى بن مسعود، ثنا زُهَيْر بن محمد، عن محمد بن عَمْرو بن حَلْحَلَة، عن نُعَيْم بن عبد الله المُجَمِّر، عن ابن طَخْفَة الغفاري، عن أبيه أنّه أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر
(1)
لغةٌ في الجشيشة، ووردت بهذا اللفظ عند أبي داود (رقم: 5040) وغيره، قال أبو عبيد الهروي في الغريبين (2/ 634):"وهي حَسْوٌ يُتَّخذ من البُرّ المرضوض"، وقال الأزهري في تهذيب اللغة (11/ 268):"ليست الدشيشة بلغة، ولكنّها لُكنة".
من أصحابه، وأنهم باتوا عنده، فخرج رسول الله من الليل يطّلع، فوجده منبطحًا على بطنه، فركضه برجله فأيقظه وقال:
"لا تضطجع هذه، فإنّ هذه مضجعة يبغضها الله عز وجل"
(1)
.
وذكر الاختلافَ فيه: البخاري في التاريخ الأوسط، وإبراهيم الحربي في كتاب إكرام الضيف
(2)
.
* * *
(1)
الرواية من جزء حنبل بن إسحاق (رقم: 70).
وأخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (1/ رقم: 548)، والحربي في إكرام الضيف (رقم: 66)، لأبي عامر عن زهر بن حرب.
(2)
التاريخ الأوسط (1/ 275 - 277)، وإكرام الضيف (ص 42 - 47)، قال الحربي:"والقول عندي قول الحارث عن أبي سلمة عن ابن عبد الله بن طهفة عن أبيه".
باب قول الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119] وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207]
178
- وفي حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس: حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحابَ بئر معونة، وأنزل الله في ذلك قرآنًا:"بلّغوا قومَنا أنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا ورضينا عنه".
وهو في الصحيحين
(1)
.
179 -
وفي حديث عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قولُ الله لأهل الجنة: "هل رضيتم"، وقوله:"أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا".
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
180 -
وفي حديث سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط
(3)
ثلاثًا".
(1)
البخاري في الجهاد (رقم: 2814) والمغازي (رقم: 4095)، ومسلم في المساجد (رقم: 677).
(2)
البخاري في الرقاق (رقم: 6549) والتوحيد (رقم: 7518)، ومسلم في صفة الجنّة (رقم: 2829).
(3)
كتب المصنّف فوق كلمة يسخط: (يكره)، أشار إلى إحدى روايتي مسلم.
رواه مسلم
(1)
.
181 -
أخبرنا قاسم بن مُظَفَّر سماعًا والحاكم سليمان حضورًا قالا: أنبأنا محمد بن عبد الواحد المديني - زاد سليمان: وأسماء بنت منده -، قالا: أبنا إسماعيل بن علي الحمّامي، أبنا أبو مسلم محمد بن علي النحوي، أبنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ثنا مأمون بن هارون، ثنا الحسين بن عيسى البسطامي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن محمد، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن السواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرب عز وجل"
(2)
.
رواه أبو بكر الصديق، وهو عندنا في جزء البيتوتة، ومشيخة زاهر
(3)
.
182 -
وبهذا الإسناد إلى البسطامي، ثنا عثمان بن عمر، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يبغض الأنصارَ رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر - أو قال: - إلّا أبغضه الله"
(4)
.
183 -
وبه إلى ابن المقرئ، أبنا زكريا بن يحيى بن يعقوب البزّاز
(1)
في الأقضية (رقم: 1715).
(2)
الرواية من جزء مأمون بن هارون - وهو حديثه عن الحسين بن عيسى البسطامي -، انظر: المجمع المؤسس (2/ 158 و 421).
وأخرجه أحمد (43/ 144/ رقم: 26014)، عن يزيد بن هارون. وله طرق كما في التلخيص الحبير (1/ 60) وارواء الغليل (1/ 104 - 105).
(3)
وهو في المسند (1/ 186/ رقم: 7).
(4)
إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (5/ 27/ رقم: 2818)، والترمذي (رقم: 3906)، من طرق عن سفيان.
مؤذّن مسجد بيت المَقْدِس، ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغَزّي، ثنا الفِرْيابي، ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن لا يرحم الناس لا يرحمْه الله"
(1)
.
184 -
وبه إليه، ثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا عمر بن موسى الحادي، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن يَعْلى بن عطاء، عن وكيع بن حُدُس
(2)
، عن عمّه أبي رَزين قال: قلت: يا رسول الله! أين كان ربّنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال:
"كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء"
(3)
.
أخرجه الترمذي وابن ماجه
(4)
، فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.
* * *
(1)
إسناده صحيح. وهو في معجم ابن المقرئ (رقم: 895) بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (31/ 525 - 526/ رقم: 19189)، وأبو عوانة - كما في إتحاف المهرة (4/ 68) -، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد.
والحديث عند البخاري (رقم: 7376) ومسلم (رقم: 2319)، من طريقين عن جرير.
(2)
بمهملات وضمّ أوّله وثانيه، ويقال: عُدُس. التقريب (رقم: 7465).
(3)
إسناده ضعيف، وكيع بن حدس قال فيه ابن القطّان "مجهول الحال لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء"، وقال الحافظ في التقريب:"مجهول".
(4)
الترمذي (رقم: 3109)، وابن ماجه (رقم: 182)، ليزيد بن هارون عن حمّاد.
باب قول اللَّه تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91]
185
- أخبرنا عيسى بن مَعالي، أبنا جعفر الهَمْداني، أبنا أحمد بن محمد الأصبهاني، أبنا أحمد بن عبد الغفّار بن أُشْتَه، أبنا أبو سعيد النقّاش الحافظ، أبنا أبو سعيد أحمد بن الحسين بن أحمد الزَّيْداني بنهر الدير، ثنا الفضل بن الحُباب الجُمَحي، ثنا عُبَيْد الله بن محمد العَيْشي، ثنا عبد الرحمن بن حمّاد، عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عُبَيْد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير {سُبْحَانَ} فقال:
"هو تنزيه الله من السوء"
(1)
.
رواه يعقوب بن شيبة
(2)
، عن ابن عائشة عُبَيْد الله بن محمد بن حفص، عن عبد الرحمن بن حمّاد الطَّلْحي، عن حفص بن سليمان، عن طلحة بن يحيى.
قال: وقد روي هذا الحديث من وجه آخر غير مسند، رواه سفيان الثوري عن عثمان بن مَوْهِب عن موسى بن طلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن {سُبْحَانَ اللَّهِ} ، قال: وهذا الحديث المنقطع إسنادُه حسن.
186 -
حدّثناه أبو حُذَيْفَة موسى بن مسعود، ثنا سفيان، عن عثمان بن
(1)
وأخرجه الحاكم (1/ 502)، لحفص بن سليمان عن طلحة بن يحيى، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وتعقّبه الذهبي بقوله:"بل لم يصحّ، فإنّ طلحة منكر الحديث قال البخاري، وعبد الرحمن قال أبو حاتم: منكر الحديث".
(2)
صاحب المسند الضائع؛ غير بعض مسند عمر بن الخطاب.
مَوْهِب، عن موسى بن طلحة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن التسبيح قول الإنسان {سُبْحَانَ اللَّهِ} ، قال:
"إنْزاه الله عن السوء"
(1)
.
187 -
أخبرنا القرشي، أبنا الساوي. وأخبرنا عبد القادر بن يوسف - حضورًا -، أبنا ابن رَوّاج؛ قالا: أبنا السِّلَفي، أبنا ابن البَطِر، أبنا أبو محمد البَيِّع، ثنا المَحامِلي، ثنا يوسف، ثنا حفص بن غِياث، ثنا الحجّاج بن أرطاة، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن ابن عبّاس في قوله عز وجل:{سُبْحَانَ اللَّهِ} : "تنزيه الله نفسَه عن السوء"
(2)
.
* * *
(1)
وهو في مصنف ابن أبي شيبة (15/ 293/ رقم: 30194 - عوامة)، لعجاج عن عثمان بن موهب.
(2)
أخرجه المحاملي في أماليه - برواية البيِّع - (رقم: 439).
باب قول اللَّه تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78]
188
- أخبرنا أبو محمد الشجَري، أبنا أبو الفضل الهمذاني، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو العبّاس بن أُشْتَة، ثنا أبو بكر محمد بن أبي نصر محمد بن الحسن بن سليمان المَعْداني - إملاءً -، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصبّاح الرقّي، ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، ثنا خُزَيْمة بن محمد بن عِمارة بن خُزَيْمة بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتّقوا دعوةَ المظلوم، فإنّها تُحمَل على الغمام فيقول الله عز وجل: وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين"
(1)
.
كذا في هذه الرواية: (سعد بن عبد الحميد، عن خُزَيْمة)، وإنما رواه سعدٌ عن رجلٍ
(2)
عن خُزَيْمة.
وهو في المعجم الكبير للطبراني
(3)
على الصواب.
189 -
أخبرنا به أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبتنا فاطمة، أبنا ابن رِيذَة، أبنا الطبراني، ثنا حفص بن عمر
(1)
الرواية من جزء حديث أبي بكر المعداني. المعجم المفهرس (1550).
(2)
هو: عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله.
(3)
المعجم الكبير (4/ رقم: 3718)، وسيخرجه المصنف من طريقه في النص الآتي. وأخرجه من هذا الوجه: الدولابي في الكنى (3/ رقم: 1829)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ رقم: 733)، والبخاري في التاريخ (1/ رقم: 573). وهو في الصحيحة (870).
الرقّي ومحمد بن العبّاس المؤدّب البغدادي قالا: ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن عِمْران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عُبَيْد الله، حدّثني خُزَيْمة بن محمد بن عِمارة بن خُزَيْمة بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه، عن خُزَيْمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتّقوا دعوةَ المظلوم، فإنها تُحمَل على الغمام يقول الله: وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين"
(1)
.
* * *
(1)
الرواية من المعجم الكبير للطبراني (4/ 84/ رقم: 3718). قال في مجمع الزوائد (10/ 152): "وفيه من لم أعرفه".
باب قول اللَّه تعالى: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47]
190 -
أخبرنا القرشي، أبنا الساوي، أبنا السِّلَفي، أبنا الثقفي، أبنا أبو زكريا المزكّي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن عبّاد بن حمزة - وهو: ابن عبد الله بن الزبير -، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُسْنَد إلى صدري - يقول:
"اللَّهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق"
(1)
.
رواه مسلم
(2)
، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.
* * *
(1)
الرواية من فوائد أبي زكريا المزكي.
(2)
في فضائل الصحابة (رقم: 2444)، وله طرق عنده. وأخرجه البخاري في كتاب المرضى (رقم: 5674)، من الطريق نفسه، وفي المغازي (رقم: 4440)، لعبد العزيز بن المختار عن هشام.
باب إنّ الله يغار
191 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحيم، أبنا يوسف بن محمود، أبنا أحمد بن محمد الحافظ، أبنا القاسم بن الفضل، أبنا يحيى بن إبراهيم
(1)
، أبنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله النحوي، ثنا محمد بن غالب، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا حرب بن شدّاد، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا أبو سلمة، ثنا أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنّ الله تعالى ذكرُه يغار، وإنّ المؤمن يغار، ومن غيرة الله تعالى أن يأتي المؤمنُ ما حرّم عليه"
(2)
.
رواه مسلم
(3)
، عن محمد بن المثنّى عن أبي داود عن حرب، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.
192 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا البَكْري، أبنا أبو رَوْح، أبنا زاهر، أبنا أبو نصر بن موسى، ثنا السيّد أبو الحسن الحسني
(4)
، ثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي النصراباذي، ثنا عبد الله بن هاشم، ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
هو: أبو زكريا المزكّي.
(2)
الرواية من فوائد أبي زكريا المزكي.
(3)
في كتاب التوبة (رقم: 2761). وأخرجه البخاري في النكاح (رقم: 5223)، لشيبان عن يحيى بن أبي كثير.
(4)
هو: محمد بن الحسين بن داود العلوي، توفي سنة 401 هـ. السير (17/ 98 - 99).
"المؤمن يغار، والله أشدّ غيرةً"
(1)
.
روي من حديث سعد بن عبادة، وهو عندنا في التاسع من حديث الحمّامي.
193 -
أخبرنا الحاكم سليمان، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حرب بن شدّاد، عن ابن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:
"إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المومنُ ما حرّم عليه"
(2)
.
رواه الإمام أحمد
(3)
عن أبي داود، ورواه مسلم
(4)
عن أبي موسى عن أبي داود.
194 -
أخبرنا ابن أبي طالب وابن عبد الدائم وغيرهما قالوا: أبنا ابن الزَّبِيدي، أبنا أبو الوقت، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا الفَرَبْري، ثنا البخاري، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، ثنا الأَعْمَش، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش، وما أحد أحبّ إليه [المدح]
(5)
من الله عز وجل"
(6)
.
(1)
الرواية من طريق حديث عبد الله بن هاشم الطوسي. انظر: المجمع المؤسس (2/ 143). وأخرجه أحمد (12/ 144/ رقم: 7210)، عن ابن أبي عدي عن شعبة، ومسلم (رقم: 2761)، لعبد العزيز بن المختار عن العلاء بن عبد الرحمن.
(2)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (4/ رقم: 2479)، والرواية من طريقه.
(3)
المسند (16/ 429/ رقم: 10735).
(4)
صحيح مسلم (رقم: 2761).
(5)
سقط - سهوًا - من قلم المصنف.
(6)
أخرجه البخاري في النكاح (رقم: 5220)، وأعاده في التوحيد (رقم: 7403).
وهو في الحلية في ترجمة منصور بن المُعْتَمِر
(1)
، عن شقيق أبي وائل، وفي مسند الطيالسي
(2)
، لسعيد عن عمرو بن مُرَّة عن أبي وائل.
وقال هاشم بن مَرْثَد الطبراني
(3)
: سمعت يحيى - وهو: ابن معين - يقول - وسئل عن حديث وكيع [عن] عبد الله بن مسعود: "إن الله يغار" - قال: ثنا وكيع، لم يرفعه وكيع.
195 -
أخبرنا محمد بن رزين بن عثمان بن مُشْرِق، أبنا أحمد بن محمد بن عبد الغني الفقيه، أبنا زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي، أبنا زاهر بن طاهر الشحّامي، أبنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَروذي، أبنا أبو عمرو - هو: ابن حمدان -، أبنا أبو يَعْلى - هو: الموصلي -، ثنا أبو خَيْثَمَة، ثنا [جرير]
(4)
، ثنا الأَعْمَش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس أحدٌ أحبُّ إليه المدحُ من الله، من أجل ذلك مدح نفسَه، وليس أحدٌ أَغْيَر من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش، وليس أحدٌ أحبُّ إليه العُذْرُ من الله، من أجله أنزل الكتابَ والرسلَ"
(5)
.
رواه مسلم
(6)
عن أبي خَيْثَمَة، فوافقناه فيه بعلوّ.
(1)
حلية الأولياء (5/ 43 - 44).
(2)
(1/ رقم: 264)، بلفظ: "ليس أحدٌ أغيرُ من الله
…
"، بزيادة في آخره.
(3)
في تاريخه عن يحيى بن معين (رقم: 25).
(4)
كتب المصنف مكان جرير: (محمد بن فضيل)، وهذا سهو منه رحمه الله، والمثبت هو الصواب؛ لوجهين، الأول: أن المصنف يروي من طريق مسند أبي يعلى وهو فيه: جرير، الثاني: أن المصنف قال عقب الحديث: رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة، وإنّما رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة عن جرير، وأبو خَيْثَمَة هو زهير بن حرب.
(5)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 103/ رقم: 5169)، والرواية من طريقه.
(6)
الصحيح (رقم: 2760).
196 -
حدّثني عيسى بن محمد بن شاوَر السلمي، أبنا يوسف الغَسُولي، أبنا موسى بن عبد القادر، أبنا سعيد بن أحمد بن البَنّا، أبنا أبو نصر الزَّيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زَنْبور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا عيسى بن حمّاد زُغْبَة، أبنا الليث، عن هشام، عن عروة، عن عائشة، فذكر حديثَ الكسوف، ثم قال: وقالت أسماء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس من أحد أَغْيَرُ من الله أن يزني عبدُه أو تزني أمتُه"
(1)
.
وروي: "ليس شيءٌ أَغْيَرُ من الله": أسماء بنت أبي بكر
(2)
، وهو عندنا في جزء ابن عَلَم
(3)
.
وفي الباب: عن المغيرة
(4)
، وأبي الدرداء من رواية أم الدرداء عنه.
* * *
(1)
الرواية من جزء حديث عيسى بن حمّاد زغبة عن الليث بن سعد. المعجم المفهرس (1226). وإسناده صحيح، وطرفه الأول عن البخاري في النكاح (رقم: 5222) ومسلم (رقم: 2762)، لأبي سلمة عن عروة.
(2)
كذا كتب المصنف، وهو يريد - والله أعلم - عن أسماء بنت أبي بكر.
(3)
هو: أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي الصفّار المعروف بابن عَلَم، توفي سنة 349 هـ. السير (15/ 544)، والمجمع المؤسس (2/ 254 - 255).
ورواية "ليس شيء أغير" عند مسلم (رقم: 2762) وأحمد (44/ 531/ رقم: 26969).
(4)
حديث المغيرة بن شعبة أخرجه: البخاري (رقم: 7416) ومسلم (رقم: 1499).
باب الغضب
197 -
وبهذا الإسناد
(1)
، ثنا أبو خَيْثَمَة، ثنا محمد بن خازِم، ثنا الأَعْمَش، عن شقيق، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حلف على يمين وهو فيها فاجر، لِيقطع بها مالَ امرئٍ مسلم، لَقِي الله وهو عليه غضبان".
قال الأشعث: فِيَّ والله، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني فقدَّمتُه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألك بيِّنة؟ " قال: قلت: لا، قال لليهودي:"احلفْ" قال: فقلتُ: يا رسول الله: إذًا يحلف فيذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77]
(2)
.
رواه البخاري
(3)
عن محمد عن أبي معاوية، ورواه مسلم
(4)
عن ابن نُمَيْر عنه.
* * *
(1)
يعني الإسناد السابق إلى أبي يعلى.
(2)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 125/ رقم: 5197).
(3)
في الخصومات (رقم: 2416) والشهادات (رقم: 2666).
(4)
في الإيمان (رقم: 138).
باب
198 -
أخبرنا ابن مُشْرِق، أبنا أحمد، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَروذي، أبا أبو عَمْرو، أبنا أبو يَعْلى، ثنا أبو موسى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من نبيّ إلّا قد أنذر أمّتَه الدجّالَ الأَعْوَر، إنّه أَعْوَر، وإنّ ربّكم ليس بأَعْوَر، مكتوب بين عينيه: كافر"
(1)
.
رواه مسلم
(2)
عن أبي موسى، فوافقناه بعلوّ.
ورواه البخاري
(3)
لشعبة.
تابعه عن أنس: حُمَيْدٌ، وشُعَيْب بن الحَبْحاب
(4)
.
وروي هذا الحديث المتواتر: "وإن ربّكم ليس بأعور" عن:
- عُبادة بن الصامت، لجُنادَة عنه
(5)
.
(1)
الرواية من مسند أبي يعلى (5/ 369/ رقم: 3017).
(2)
في الفتن (رقم: 2933).
(3)
في الفتن (رقم: 7131) عن سليمان بن حرب، وفي التوحيد (رقم: 7408) عن حفص بن عمر، كلاهما عن شعبة.
(4)
رواية حميد عن أنس أخرجها: الإمام أحمد (19/ 192/ رقم: 12145) وأبو يعلى (رقم: 3768/ 6/ 408).
ورواية شعيب بن الحبحاب عن أنس أخرجها: مسلم في الفتن (رقم: 2933).
وقرنهما الإمام أحمد (21/ 85/ رقم: 13385).
(5)
أخرجه: أحمد (37/ 423/ رقم: 22864) وأبو داود (رقم: 4320) والنسائي في الكبرى (4/ رقم: 7764) ونعيم بن حمّاد في الفتن (رقم: 1454) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 428) والآجري في الشريعة (3/ رقم: 881).
- وحُذَيْفَة بن أَسِيد، لأبي الطُّفَيْل عنه
(1)
.
- وابن عمر، لنافع عنه
(2)
.
- وابن عبّاس، لعِكْرِمَة عنه
(3)
.
- وعائشة، لأبي صالح السَّمّان عنها
(4)
.
- وعبد الله بن عَمْرو، وأمّ سلمة، لعُرْوَة بن الزبير عنها
(5)
.
- وجابر، للشعبي وزيد بن أسلم عنه
(6)
.
- وسلمة بن الأَكْوَع
(7)
.
(1)
أخرجه الحاكم (4/ 529 - 530)، لكنه موقوف على حذيفة، قال الحاكم "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
(2)
أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (رقم: 3439) وفي التوحيد (رقم: 7407)، ومسلم في الفتن (رقم: 2932).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 48 - 49/ رقم: 2148) وابن حبان (الإحسان: 15/ رقم: 6796) وأبو داود الطيالسي (4/ رقم: 2800) وابن خزيمة في التوحيد (رقم: 51)، من طريق سماك بن حرب عن عكرمة، وأُعِلَّ واضطراب روايته عنه، لكن تابعه قتادة عن عكرمة كما أخرجه أحمد عطفًا على الرواية السابقة والطبراني في الكبير (11/ رقم: 11843)، وليس في رواية الطبراني نفي العور عن الله تعالى.
(4)
أخرجه أحمد (41/ 15/ رقم: 24467) وابن حبان (الإحسان: 15/ رقم: 6822).
(5)
حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 491 - 492/ رقم: 14364)، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 353) وقال:"وفيه من لم أعرفهم".
وحديث أم سلمة: أخرجه الطبراني (23/ رقم: 569) وابن خزيمة في التوحيد (رقم: 53)، وأورده الهيثمي (7/ 351) وقال:"ورجاله ثقات؛ إلا أن شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن نافع لم أعرفه".
(6)
رواية الشعبي عن جابر أخرجها البزار في مسنده - كما في كشف الأستار (4/ 135/ رقم: 3380).
ورواية زيد بن أسلم أخرجها: أحمد (22/ 9/ رقم: 14112)، وزيد بن أسلم لم يسمع من جابر كما في التهذيب (1/ 658).
(7)
وحديثه أخرجه الطبراني في الكبير (7/ رقم: 6305)، من طريق موسى بن عبيدة عن =
- وأبي أُمامة الباهلي، لعمرو بن عبد الله الحضرمي عنه
(1)
.
- وأبي سعيد الخُدْري، لأبي الوَدّاك عنه
(2)
.
- وعليّ.
- وسعد بن أبي وقّاص، لابنه عامر عنه
(3)
.
- وأسماء بنت يزيد، لشهر عنها
(4)
.
- وفاطمة بنت قَيْس، للشعبي عنها.
- وأبي عُبَيْدَة بن الجرّاح، لعبد الله بن سُراقَة عنه
(5)
.
= يزيد بن عبد الرحمن عنه. وأورده الهيثمي (7/ 340) وقال: "وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف جدًّا".
(1)
أخرجه أبو داود (رقم: 4322) وابن ماجه (رقم: 4077) والحاكم (4/ 536 - 537)، ليحيى بن أبي عمرو السيباني عن الحضرمي، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه لهذه السياقة"، وفي كلامه نظر فإنّ يحيى بن أبي عمرو السيباني لم يخرج له مسلم.
(2)
أخرجه أحمد (18/ 275 - 276/ رقم: 11752) والحاكم (2/ 597)، لمجالد بن سعيد عن أبي الوداك، سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي فقال:"مجالد ضعيف".
(3)
أخرجه أحمد (3/ 111/ رقم: 1526) وأبو يعلى (2/ رقم: 725) والبزار (3/ رقم: 1108)، لمحمد بن إسحاق عن داود بن عامر بن سعد عن أبيه عن جدّه، وقد عنعنه ابن إسحاق وهو مدلّس.
(4)
أخرجه أحمد (45/ 562/ رقم: 27580) وابن أبي شيبة (15/ 132) والطبراني (24/ رقم: 446)، وشهر بن حوشب ضعيف كما في التقريب.
(5)
أخرجه أحمد (3/ 222 - 223/ رقم: 1693) وأبو داود (رقم: 4756) والترمذي (رقم: 2234) والحاكم (4/ 542 - 543)، وليس فيه التصريح بنفي العور عن الله تعالى، لكن يدخل في عموم قوله فيه: فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن سراقة لم يسمع من أبي عبيدة على قول البخاري كما في التهذيب.
- ومعاذ، لجُنادة بن أبي أميّة عنه
(1)
.
- وأبي هريرة
(2)
.
- وعقبة بن عامر
(3)
.
- وعُبَيْد بن عُمَيْر أرسله
(4)
.
والحسن البصري أرسله
(5)
.
وعن عليّ قوله.
* * *
(1)
أخرجه البزار - كما في كشف الأستار (4/ 138/ رقم: 3388) - والطيالسي (رقم: (9351)، لأبي قبيل عن جنادة.
وأخرجه أحمد (38/ 180/ رقم: 23090)، لمجاهد عن جنادة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
هو في البخاري (رقم: 7131).
(3)
ذكر الدجال دون كونه أعور، عند الطبراني في المعجم الكبير (17/ 288/ رقم: 794).
(4)
وحديثه في الفتن (2/ 546/ رقم: 1529) لنعيم، ومصنف ابن أبي شيبة (21/ 240/ رقم: 38692).
(5)
وحديثه في المصنف لابن أبي شيبة (21/ 225/ رقم: 38670).
باب
199 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا سالم بن صَصْرى، أبنا نصر الله بن عبد الرحمن، أبنا أبو علي بن نَبْهان، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو عَمْرو بن السمّاك، ثنا يحيى - هو: ابن جعفر بن الزَّبَرْقان -، ثنا محمد بن عُبَيْد، ثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد الله قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلةَ البدر فقال:
"ترون ربَّكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تُضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل أن تغرب"
(1)
.
رواه البخاري ومسلم
(2)
.
200 -
وبهذا الإسناد إلى ابن السمّاك، ثنا يحيى بن جعفر، أبنا حمّاد بن مَسْعَدة، أبنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصدّيق في قوله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه ربهم"
(3)
.
201 -
وبه إليه، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا وكيع بن الجرّاح، عن
(1)
أخرجه أبو عمرو بن السماك في حديثه، والرواية من طريقه.
(2)
البخاري في مواقيت الصلاة (رقم: 554، 573) والتفسير (رقم: 4851) والتوحيد (7434 - 7436)، ومسلم في المساجد (رقم: 633).
(3)
إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير يحيى بن جعفر - وهو: ابن الزبرقان - قال فيه أبو حاتم - كما في الجرح والتعديل (9/ 134) -: "محله الصدق".
وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (رقم: 264)، لإسرائيل عن أبي إسحاق.
سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عُبَيْد بن عُمَيْر:{وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} [ص: 25] قال: "ذكر الدُّنُوَّ منه يوم القيامة، حتى ذكر أنه ليمسّ بعضه"
(1)
.
رواه ابنُ أبي عاصم في السنة، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع
(2)
، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
وروى المَرُّوذي نحوَه عن سعيد بن جبير.
202 -
وذكر القاضي أبو يَعْلَى
(3)
ما ذكره أبو محمد الحسن بن محمد الخلّال - وسمعه منه -، عن ابن سيرين في قوله عز وجل:{وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص: 40] قال: "إنّ الله يقرّب داود حتى يضع يده على فخذه، يقول: ادنُ منّا أُزْلِفْتَ لدينا".
203 -
وذكر القاضي
(4)
عن مجاهد: "إذا كان يوم القيامة يَذْكر داود دَيْنَهُ، فيقول الله له: كن أمامي، فيقول: ربّ دَيْني، فيقول الله: كن خلْفي، فيقول: ربّ ديْني دَيْني، فيقول الله له: خذ بقدمي".
ورواه المَرُّوذي عن مجاهد، وعن ابن عباس.
* * *
(1)
أخرجه ابن السماك، وإسناده صحيح.
(2)
السنة (رقم: 694)، وهو عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن الليث عن مجاهد عن عبيد بن عمير.
(3)
في إبطال التأويلات (رقم: 195).
(4)
المصدر نفسه.
باب قول الله تعالى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ}
[الشمس: 14]
204 -
وذكر القاضي
(1)
عن عِكْرِمَة: "إنّ الله إذا أراد أن يخوّف عبادَه أبْدَى عن بعضه إلى الأرض، فعند ذلك تزلزل، وإذا أراد أن يدمّر على قوم تجلّى لها". وروي عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس
(2)
. وهو عندنا في ثالث السنة للطبراني.
205 -
وفي الترمذي
(3)
حديث عطيّة، عن أبي سعيد:"إنّ أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسًا" الحديث.
206 -
أخبرتنا فَقْهاء، أنبأها الكاشْغَري، أبنا أبو المظفّر الكاغَدي، أبنا المبارك بن الطُّيوري، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا عثمان بن السمّاك، ثنا يحيى بن جعفر بن الزَّبَرْقان، أبنا علي بن عاصم، أبنا خالد الحَذّاء، عن أبي قِلابة، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله، وإنّهما لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فقوموا فصلّوا كأَحْدَث صلاة مكتوبة صليتموها، وإنّ الله إذا تجلَّى لشيء من خَلْقه خشع له"
(4)
.
(1)
أبو يعلى في إبطال التأويلات (رقم: 322).
(2)
إبطال التأويلات (ص 341)، عزاه لابن فورك.
(3)
جامع الترمذي (رقم: 1329) قال الترمذي: "حسن غريب" ..
(4)
الرواية من حديث أبي عمرو بن السماك - بانتقاء عمر البصري - (ج 4/ ق 94/ ب - 95/ أ =
207 -
أخبرنا أحمد بن عبد الله، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أحمد بن محمد، أبنا الحسن بن أحمد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو بكر بن خلَّاد، ثنا الحسن بن علي البَرْقَعيدي، ثنا سَلَمَة بن شبيب، ثنا [عَمْرو]
(1)
بن عثمان الحَرّاني، ثنا موسى بن أَعْيَن، عن الأوزاعي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال:"إن الله إذا أراد أن يخوّف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض، فعند ذلك تُزَلْزَلُ وإذا أراد أن يدمّر على قوم تجلّى لها"
(2)
.
208 -
أنبأنا سليمان بن حمزة، أنبأنا محمد بن عِماد، أبنا محمد بن البَطّي، أنا أحمد بن خَيْرون، أنا عبد الملك بن بِشْران، أنا أبو سهل بن زياد، ثنا جعفر بن هاشم، ثنا حجّاج، ثنا حمّاد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الشمس والقمر إذا رأى أحدُهما من عظمة الله شيئًا، حاد عن مجراه فانكسف"
(3)
. قال حمّاد: أقول: سمعته يقول هذا إياس بن معاوية. خالفه أحمد بن مهدي.
209 -
فقال أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس: حدثنا أحمد بن مهدي أبو جعفر، ثنا الحجّاج - هو: ابن المِنْهال -، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة أنه قال:"الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة الله شيئًا، حاد عن مجراه فانكسف".
= مجموع 63). وإسناده حسن؛ عمر أنه منقطع بين أبي قلابة والنعمان بن بشير فإنه يسمع منه على قول ابن معين وأبي حاتم كما في جامع التحصيل (ص 211). وهو في المسند (30/ 316/ رقم 18365) وغيره من طرق عن أبي قلابة.
(1)
كتب المصنف: (عمر). والمثبت من الجزء المرويّ من طريقه.
(2)
الرواية من فوائد أبي بكر بن خلاد (ق 36/ ب - الظاهرية 1099).
(3)
الرواية من حديث أبي سهل بن زياد. المعجم المفهرس (1453).
باب قول الله: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] وقوله عن عيسى وأمّه: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} [المائدة: 75]
210 -
أخبرنا عبد الرحيم بن يحيى، أبنا أحمد بن المفرِّج، أبنا علي بن عساكر، أبنا هبة الله بن الحُصَيْن، أبنا أبو طالب بن غَيْلان، أبنا أبو بكر الشافعي، ثنا أحمد بن محمد بن الجَعْد وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان قالا: ثنا عبد الأعلى بن حمّاد، ثنا بِشْر بن منصور السُّلَيْمي، عن زهير بن محمد، عن سهيل - زاد ابنُ الجعد: ابن أبي صالح -، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباء النبيَّ صلى الله عليه وسلم زاد ابنُ أبي غَيْلان: قال - وقالا: فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده - أو قال: يديه - قال: "الحمد لله الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلَّ بلاءٍ حسن أبلانا، الحمد لله غيرَ مودَّع - زاد ابن الجعد: ربّي، وقالا: - ولا مكافئًا ولا مكفورًا ولا مستغنٍ عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسى من العُرْي، وهدى من الضلال، وبصّر من العمى، وفضّلني على كثير من خلقه تفضيلًا، - زاد ابن الجعد: الحمد لله ربّ العالمين -"
(1)
.
(1)
أخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده المعروفة بالغيلانيات (رقم: 609 و 1023) مفرقًا في موضعين وجمع المصنف بينهما هنا مع ذكر الفروق بين شيخي أبي بكر الشافعي فيهما. وإسناده حسن.
رواه النَّسَائِي
(1)
، عن أبي عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجزي عن عبد الأعلى، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.
وقال الحاكم
(2)
: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
(1)
في عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى (6/ رقم: 10133).
(2)
أخرجه في المستدرك (1/ 546)، لابن أبي الدنيا عن عبد الأعلى بن حماد.
باب قول الله: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]
211 -
أخبرنا عبد الرحيم، أبنا ابن مُسْلِمة، أبنا ابن عساكر، أبنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، أبنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي، أبنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حَمْدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا يحيى بن العلاء، عن عمّه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بن حرب، عن عبد الله بن عَمِيرة، عن عبّاس بن عبد المطّلب، قال: كنّا جلوسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فمرّت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذا؟ ". قال: قلنا: السحاب. قال: "والمزن". قلنا: والمزن، قال:"والعنان". فسكتنا، قال:"هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ ".
قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "بينهما مسيرةُ خمس مائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة، بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أَوْعال، بين رُكَبهم وأظلافهم كما بين السماء والأرض، والله تبارك
وتعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء"
(1)
.
212 -
وبه إلى عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن الصبّاح البزّاز ومحمد بن بكّار قالا: ثنا الوليد بن أبي ثَوْر، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عَمِيرة، عن الأَحْنَف بن قيس، عن العبّاس بن عبد المطّلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
(2)
. رواه ابن ماجه
(3)
، عن محمد بن يحيى الذهلي عن أبي جعفر محمد بن الصبّاح الدَّوْلابي، فوقع لنا بد، عاليًا. ورواه أبو داود
(4)
، عن محمد بن الصبّاح نفسه، على الموافقة. قال البخاري
(5)
: "عبد الله بن عَمِيرة لا نعلم له سماعًا من الأَحْنَف".
(1)
أخرجه الإمام أحمد (3/ 292 - 293/ رقم: 1770)، والرواية من طريقه. وفي إسناده يحيى بن العلاء قال فيه أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال غيره: متروك الحديث؛ وعبد الله بن عميرة قال الذهبي: فيه جهالة.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 294/ رقم: 1771).
(3)
سنن ابن ماجه (رقم: 193).
(4)
سنن أبي داود (رقم: 4723)، وقال الذهبي في العرش (2/ 33):"رواه أبو داود بإسناد حسن وفوق الحسن".
(5)
التاريخ الكبير (5/ رقم: 494).
باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]
213 -
أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن والقاسم ويحيى، أبنا عبد الله بن عمر، أبنا أبو المعالي بن اللحّاس، أنبأنا علي بن البُسْري، أبنا أبو الحسن بن الصَّلْت، ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا أحبّ الله العبد قال لجبريل: قد أحببت فلانًا فأحبّه، فيحبّه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله قد أحبّ فلانًا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبولُ في الأرض، وإذا أبغض الله العبد" - قال مالك: ولا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك -
(1)
. رواه مسلم
(2)
، عن هارون بن سعيد الأَيْلي عن ابن وهب عن مالك.
(1)
الرواية من حديث الهاشمي. المعجم المفهرس (1611). وهو في الموطأ - برواية أبي مصعب الزهري - (2/ 132/ رقم: 2006).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 2637)(157). وهو عند البخاري (رقم: 7485) لعبد الله بن دينار عن أبي صالح.
باب
214 -
وبهذا الإسناد إلى الهاشمي، حدثنا أبي عبد الصمد بنُ موسى، حدثني جدّي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سجد:"سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة"
(1)
.
(1)
أخرجه عن الهاشمي: أبو الفضل الزهري في حديثه (رقم: 731).
باب لا يتعاظم على الله شيء، وهو العلي العظيم
215 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا سالم بن صَصْرى، أبنا أبو الفتح بن شاتيل، أبنا علي بن العلّاف، أبنا علي بن الحَمّامي، ثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثني صالح بن عمران، ثنا سعيد الزَّنْبَري، ثنا مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دعا أحدُكم فليُعظِم الرغبة، فإنّه لا يتعاظم على الله شيء"
(1)
. محفوظٌ من حديث العلاء بن عبد الرحمن
(2)
، وغريبٌ من حديث الزَّنْبَري
(3)
عن مالك، قاله ابنُ أبي الفوارس الحافظ
(4)
.
(1)
أخرجه الحمامي في الجزء الأربعين من فوائده (رقم: 50)، والرواية من طريقه.
(2)
أخرجه مسلم (رقم: 2679)، لإسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن.
(3)
سعيد بن داود بن أبي زنبر، قال الحافظ في التقريب:"صدق له مناكير عن مالك، ويقال: اختلط عليه بعض حديثه، وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك".
(4)
في تخريجه لفوائد الحمامي.
باب
216 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا محمد بن إبراهيم، أبنا يحيى بن ثابت، أبنا أبي، أبنا أبو منصور السوّاق، أبنا أبو بكر القَطيعي، ثنا أبو شُعَيْب الحرّاني، ثنا محمد بن بكّار، ثنا أبو مِعْشَر، عن محمد بن كعب في قوله عز وجل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} [الإخلاص: 1، 2] قال: "لو سكتُّ عنها لتمحّض لها رجال"، قالوا: وما الصمد؟ قال: "الصمد: الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}
(1)
.
217 -
وبهذا الإسناد، ثنا محمد بن كعب في قوله:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] قال: "ما علموا كيف الله عز وجل"
(2)
.
218 -
وبه إلى أبي شُعَيْب، ثنا النُّفَيْلي، ثنا زُهَيْر، ثنا أبو إسحاق، عن أبي تميمة أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال له قائل، الشكّ من زُهَيْر -: إلامَ تدعو؟ قال: "أدعو إلى الله، الذي إن أصابك ضرٌّ فدعوتَه كشفه عنك، وإن أجدَبتْ أرضُك أو أَسْنَتَّ
(3)
فدعوتَه أنبت لك، وإن أضلّتْ لك ضالّةٌ في الفلاة فدعوتَه ردّ عليك". قال: أوصني، قال: "أوصيك أن لا تسبّ الناس، ولا تزهدنّ في المعروف، وإذا لقيت
(1)
الرواية جزء أبي شعيب الحراني. المعجم المفهرس (1299).
(2)
وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (4/ رقم: 7588)، لقطة ابن العلاء عن أبي معشر.
(3)
أي: أجدبتَ. النهاية (2/ 407).
أخاك فالْقَه ببشرٍ حسن، ووجهُك منبسطٌ إليه، وإن استسقاك من دَلْوك فصبّ عليه، واجعل الآزار ما بين الكعبين إلى نصف الساق، وإيّاك وإسبال الإزار، فإنّ إسبال الإزار من الخُيَلاء، وإن الله لا يحبّ المَخْيَلة"
(1)
. روى هذا الحديث المُثَنّى أبو غِفار عن أبي تميمة الهُجَيْمي عن أبي جُرَيّ
(2)
عن النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
. وقد كتبناه في الصحيح
(4)
.
219 -
وبهذا الإسناد إلى أبي شُعَيْب، ثنا سُوَيْد بن سعيد، ثنا بَقِيَّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن عطية بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تكلّم العبادُ بكلامٍ أحبّ إلى الله من كلامه - يعني: القرآن -، ولا رُفع إلى الله كلامٌ أحب إليه من كلامه"
(5)
. هذا حديث مرسل
(6)
.
220 -
وبه إليه، حدثنا محمد بن جرير، ثنا الفضل بن سُخَيْت - وكان
(1)
إسناده حسن. وهو في الصحيحة (رقم: 420). وقد أخرجه الدولابي في الكنى (1/ رقم: 135)، لحسين بن عياش عن زهير.
(2)
هو: جابر بن سليم رضي الله عنه.
(3)
أخرجه من هذه الطريق: أبو داود (رقم: 4084) والترمذي (رقم: 2722) والنسائي في السنن الكبرى (6/ رقم: 10150)، وقال الترمذي:"حسن صحيح". وأخرجه أحمد (34/ 234/ رقم: 20632) - وفي مواضع أخرى - والنسائي في السنن الكبرى (5/ رقم: 9691) وابن حبان (2/ رقم: 521).
(4)
الكلام لابن المحب، وهذا من مؤلفاته.
(5)
إسناده مرسل.
(6)
عطية بن قيس الكلابي أبو يحيى الحمصي من كبار التابعين، انظر: التهذيب (7/ 228).
يقال: فلان، لأنَّه رجل رحل إلى السنّة - قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن جُمَيْع - أو: ابن جُمَيْع -، عن مَيْمون بن مِهْران، عن ابن عبّاس قال: قالت الخوارج لعلي بن أبي طالب: حكِّم الحَكَمين، قال:"ما حكّمتُ مخلوقًا، وإنما أحكّمُ القرآن"
(1)
.
221 -
وبه، حدثنا سُوَيْد بن سعيد، ثنا المُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عِمْران، عن نَوْف - وهو: البِكالي -: أنّ موسى عليه السلام لما سمع الكلام قال: "من أنت الذي تكلمني؟ " قال: "أنا ربُّك الأعلى تبارك وتعالى".
222 -
وبه، حدّثنا محمد بن بَكّار، ثنا أبو مِعْشَر، عن عبد الرحمن بن معاوية، قال:"إنما كلّم الله موسى عليه السلام بقدر ما يطيق من كلامه، ولو تكلّم بكلامه لم يُطِقْه شيء".
223 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا محمد بن إبراهيم، أبنا عبد الله بن النقُّور وعبد الحق بن عبد الخالق، قالا: أبنا أبو الحسن بن العلّاف، أبنا أبو الحسن الحَمّامي، أبنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل أبو محمد، أبنا أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فَهْم، ثنا الحَكَم بن موسى، ثنا يحيى بن حمزة، ثنا إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن يزيد الرَّقاشي، عن أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، ابن جميع - وهو: عمرو بن جميع - كذّبه يحيى بن معين، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث. انظر: الميزان (3/ 251) واللسان (5/ 295 - 296). والفضل بن سخيت كذّبه ابن معين كما في الميزان (3/ 351). وأخرجه الخلال في السنة (رقم: 1835) وابن بطّة في الإبانة (الكتاب الثالث/ رقم: 231) واللالكائي (رقم: 371) وابن أبي حاتم الرد على الجهمية - كما في منهاج السنة (2/ 252) -، من طريق محمد بن مصفى عن عبد الله بن محمد.
"إنّ العبد المؤمن ليدعو الله ويقول الله لجبريل: لا تجبْه فإني أحب أن أسمع صوته، وإذا دعاه الفاجر قال: يا جبريل اقْضِ حاجتَه، إني لا أحبّ أن أسمع صوته"
(1)
.
224 -
وبه إلى الحَمّامي، أبنا محمد - هو: ابن عبد الله الشافعي -، ثنا محمد بن يونس، ثنا غانم بن الحسن بن صالح السعدي، ثنا مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمهاجرين والأنصار: "عليكم بالقرآن فاتّخذوه إمامًا وقائدًا، فإنه كلام ربّ العالمين الذي هو منه وإليه يعود". إسناده ضعيف
(2)
.
225 -
أخبرتنا زينب الكماليّة، عن ابن الخير وابن السيِّدي - إذنًا -، قالا: أبنا عبد الحق بن يوسف، أبنا أبو بكر بن سَوْسَن. (ح). وأخبرتنا فَقْهاء، عن محمد بن يوسف بن سعيد بن مسافر - إذنًا -، أبنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزّاز، أبنا أبو سعد محمد بن خُشَيْش؛ قالا
(3)
: أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو بكر الأَدَمي محمد بن
(1)
الرواية من فوائد الحمامي. وإسناده ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي، وإسحاق بن أبي فروة قال فيه في التقريب:"متروك". وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم: 8442) والدعاء (2/ 821/ رقم: 87)، من طريق سويد بن عبد العزيز عن إسحاق بن أبي فروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بنحوه. وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 151) وأعله بإسحاق بن أبي فروة، والألباني في الضعيفة (رقم: 2296) وقال: "ضعيف جدا".
(2)
علته محمد بن يونس - وهو: الكديمي - وهو ضعيف ومتّهم بالوضع كما في التهذيب (3/ 741 - 743). وأورده الألباني في الضعيفة (رقم: 3906) وحكم عليه بالوضع.
(3)
يعني: أبو بكر بن سوسن ومحمد بن خشيش.
جعفر، ثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الطبّاع قال: أملى عليّ موسى بن داود قال: حدّثني مَعْبَد أبو عبد الرحمن، عن معاوية بن عمّار الدهني قالا: قلت لجعفر بن محمد: إنّ ههنا أناس
(1)
يسألونا عن القرآن، قال: فقال: "ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله عز وجل"
(2)
.
(1)
هكذا بخط المصنف.
(2)
الرواية من جزء حديث أبي بكر الأدمي. المعجم المفهرس (968). وإسناده ضعيف، معبد - وهو: ابن راشد - ضعفه ابن معين كما في التهذيب (4/ 115)، لكن قد توبع كما سيأتي. وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 132) والخلال في السنة (رقم: 1980، 2071)، وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثالث/ رقم: 54، 55) واللالكائي في السنة (رقم: 397 - 399) وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية - كما في منهاج السنة (2/ 254) - من طرق عن موسى بن داود. وأخرجه الخلاد (رقم: 1838) والآجري في الشريعة (1/ رقم: 159) وابن بطة (رقم: 53) والالكائي (رقم: 400 - 401)، من طريقين آخرين عن معبد بن راشد. وتابع معبدَ بن راشد: سويد بن سعيد عند الآجري (1/ رقم: 158) وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية - كما في منهاج السنة (2/ 252) -، ويحيى بن عبد الحميد الحماني عند اللالكائي (رقم: 402). وذكره الشيخ الألباني في مختصر العلو (148) وقال: "هذا إسناد على شرط مسلم، على ضعف في سويد بن سعيد".
باب تجلّي الله للمؤمنين في الجنة في كل جمعة
226 -
أخبرتنا وزيرة بنت عمر بن أسعد بن مَنجا - حضورًا في الثالثة -، قالت: أبنا الحسين بن المبارك بن الزَّبيدي، أبنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر، أبنا مكّيّ بن منصور بن علَّان، أبنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأصمّ، أبنا الربيع بن سليمان المرادي، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم - هو: ابن محمد بن أبي يحيى -، حدّثني موسى بن عُبَيْدَة، حدّثني أبو الأَزْهَر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبد الله بن عُمَيْر، أنّه سمع أنس بن مالك يقول: أتى جبريلُ عليه السلام بمرآة بيضاء فيها وَكْتَة
(1)
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما هذه؟ "، قال: هذه الجمعة، فُصِّلْتَ بها أنت وأمّتُك، فالناس لكم فيها تبَع اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعةٌ لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استُجيب له، وهو عندنا يوم المزيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا جبريل وما يوم المزيد؟ " قال: إن ربّك اتّخذ في الفردوس واديًا أَفْيَح
(2)
، فيه كَثْب مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وحفّ تلك المنابر بمنابر من ذهب مكلّلة بالياقوت والزبرجد، عليها الشهداء والصدِّيقون يجلسون من ورائهم على ذلك الكثيب، فيقول الله: أنا ربّكم قد صدَقتُكم وعدي، فسلوني أعطكم،
(1)
الوكتة: الأثر في الشيء - كالنقطة - من غير لونه. النهاية (5/ 218).
(2)
أي: واسع. النهاية (3/ 484).
فيقولون: ربنا نسألك رضوانَك، فيقول: قد رضيتُ عنكم، ولكم عليّ ما تمنّيتم، ولديّ مزيد، فهم يحبّون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم عز وجل من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربُّكم عز وجل على العرش، وفيه خُلق آدم، وفيه تقوم الساعة
(1)
.
227 -
وبه إلى الشافعي، أبنا إبراهيم، حدّثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد، عن أن شبيهًا به، وزاد عليه:"ولكم فيه خير من دعا فيه بخير، وله قسم أعطيَه، وإن لم يكن له قسم ذُخر له ما هو منه"، وزاد فيه أيضًا أشياء
(2)
.
228 -
وروى الطبراني - لعلّه في المعجم الأوسط
(3)
- أيضًا هذا الحديث، لخالد بن مَخْلَد القَطَواني ثنا عبد السلام بن حفص عن أبي عمران الجَوْني عن أنس ابن مالك، وفيه:"فإذا كان يوم الجمعة نزل من علّيين فجلس على كرسيّه"، وفيه:"ثم يتجلّي لهم فيقول: أنا الذي صدقتكم". وكان إبراهيم بن أبي يحيى - كما قال الإمام أحمد
(4)
- جهميًا معتزليًا، فلعلّه أسقط هذه الألفاظ، فإنها في جميع طرق هذا الحديث، والحمد لله.
229 -
وأخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا محمد بن إبراهيم، أبنا عبد الله بن النقُّور، أبنا علي بن محمد بن العلّاف، أبنا علي بن أحمد الحَمّامي، أبنا أبو بكر الآجرّي، ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطِيا،
(1)
أخرجه الإمام الشافعي في مسنده (رقم: 243)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدا، علّته شيخ الشافعي إبراهيم بن محمد ين أبي يحيى، قال في التقريب:"متروك".
(2)
مسند الشافعي (رقم: 243/ 1).
(3)
وهو فيه (رقم: 2084).
(4)
العلل ومعرفة الرجال (2/ رقم: 299)، والتهذيب (1/ 83).
ثنا عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، ثنا عمر بن يونس
(1)
، ثنا جَهْضَم بن عبد الله، قال: حدثني أبو ظَبْيَة، عن عثمان بن عُمَيْر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل وفي كفّه مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلتُ: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة يعرضها عليك ربُّك عز وجل لتكون لك عيدًا ولقومك من بعدك، تكون أنت الأول، ويكون اليهود والنصارى تبعًا من بعدك، قلت: ما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير، لكم فيها ساعةٌ مَن دعا ربّه فيها بخير هو له قَسَمٌ إلّا أعطاه الله، أو ليس له قَسَمٌ إلّا ذخر له ما هو أعظم منه، أو تعوّذ فيها من شرّ مكتوب عليه إلا أعاذه الله من أعظم منه، قلتُ: ما هذه النكتة السوداء فيها؟ قال: هي الساعة، تقوم يوم الجمعة، وهو سيّد الأيام عندنا، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قال: قلتُ: ولم تدعونه يوم المزيد؟ قال: إن ربّك أعدّ في الجنة واديًا
(2)
أَفْيَح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل من علّيين تعالى على كرسيّه، ثم حفّ الكرسيّ بمنابرَ من نور، ثم جاء النبيّون حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهلُ الجنّة حتى يجلسوا على الكثيب، ثم يتجلّى لهم ربُّهم تبارك وتعالى، فينظرون إلى وجهه عز وجل وهو يقول: أنا الذي صدقتُكم وعدي، وأتممتُ عليكم نعمتي، وهذا محلّ كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول: رضايَ أحلَّكم داري وأنالَكم كرامتي فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتُهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعة، ثم يصعد عز وجل على كرسيّه، ويصعد معه الصدّيقون والشهداء، ويرجع أهلُ الغرف إلى غرفهم درّة بيضاء لا نَظْم فيها ولا وَصْل، أو ياقوتة خضراء، أو زَبَرْجَدة حمراء، فيها ثمارُها، وفيها
(1)
كتب المصنف أولا: (عمرو بن قيس)، ثم ضرب عليها وكتب المثبت في الحاشية.
(2)
في الأصل: وادي.
أزواجُها وخدمُها، فليسوا إلى شيء أحوجَ منهم إلى يوم الجمعة، ليزدادوا منه كرامة، وليزدادوا نظرًا إلى وجهه عز وجل، ولذلك يسمّى يومَ المزيد"، أو كما قال
(1)
. قال الآجري
(2)
: وحدثناه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا عبد الأعلى، فذكر هذا الحديث بطوله إلى آخره. وحدثناه
(3)
أبو بكر بن أبي داود، وذكر منه غير طريق، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ما ذكرناه. وقال لنا ابن أبي داود:"أبو ظَبْيَة اسمه رجاء بن الحارث، ثقة"، قال:"وعثمان بن عُمَيْر يكنى أبا اليقظان".
230 -
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي وابن عساكر، أنبأنا محمود بن مَنْدَه، أبنا مسعود الثقفي، أبنا عبد الوهّاب بن مَنْدَه، أبنا والدي أبو عبد الله، أبنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، ثنا أحمد - هو: ابن منصور زاج -، أبنا عمر بن يونس، ثنا جهضم بن عبد الله بن أبي الطفيل الليثي، ثنا أبو ظَبْيَة، عن عثمان بن عُمَيْر، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل وفي كفّه مرآة بيضاء فيه نكتة سوداء" بطوله
(4)
.
(1)
أخرجه الآجري في التصديق بالنظر إلى الله في الآخرة (رقم: 45)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف، علته عثمان بن عمير، قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف. وكتب المصنف في حاشية النص: (وهو عندنا في السادس عشر من فوائد خيثمة). وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 460) ومن طريقه ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 92)، عن عبد الأعلى بن حماد.
(2)
التصديق بالنظر (رقم: 46).
(3)
التصديق بالنظر (رقم: 47).
(4)
أخرجه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال في أحاديثه - برواية ابن منده - (رقم: 18)، والرواية من طريقه.
231 -
ورواه بعضَه أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأَشعَث، عن موسى بن سفيان، عن عبيد الله بن الجهم، عن عمرو بن أبي قيس، عن أبي ظَبْيَة.
232 -
قرأتُ على زينب ابنة الكمال، عن عبد الرحمن بن مكّيّ، عن أبي طاهر السِّلَفي - إجازةً -، أبنا نصر بن أحمد بن البطر، أبنا مكّيّ بن علي بن عبد الرزّاق الحريري، أبنا أبو بكر محمد بن عبد إبراهيم الشافعي، ثنا محمد بن شاذان الجَوْهَري، ثنا علي بن الحسن بن شُبْرُمَة، ثنا شريك، عن أبي اليَقْظان، عن أنس في قوله عز وجل {وَلَدَيَنَا مَزِيدٌ} قال:"يتجلّي لهم عز وجل في كلّ جمعة"
(1)
. وممّن روي عنه عن أنس أيضًا: - عبد الله بنُ بُرَيْدَة، وعمر بنُ عبد الله مولى غُفْرة، وعبد الملك بنُ عُمَيْر، وسالم بنُ عبد الله بن عصمة المُحارِبي - من ساكني دارَيَّا، وحديثُهم في كتاب الصفات لأبي عبد الله بن منده
(2)
. - ويزيدُ الرَّقاشي، في الثالث من حديث أبي عمر الزاهد
(3)
.
(1)
إسناده ضعيف جدًّا، أبو اليقظان - واسمه: عثمان بن عمير - قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن مهدي والدارقطني:"متروك"، ثم هو لم يسمع من أنس كما في التهذيب (3/ 75). وأخرجه البزار - كما في كشف الأستار (رقم: 2258) - وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم: 64)، ليحيى بن يمان عن شريك. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (7/ 605) لابن أبي حاتم وابن المنذر.
(2)
ليس في المطبوع سوى رواية عبد الله بن بريدة (رقم: 398) وعبد الله مولى غفرة (رقم: 399)، وإنما أشار إلى الطرق الأخرى.
(3)
الجزء الثالث من حديث أبي عمر الزاهد غلام ثعلب (ق 81/ ب - 82/ أ).
- وقتادةُ، وحديثُه في ترجمة (حمزة بن واصل المِنْقَري) من كتاب الضعفاء للعقيلي
(1)
.
- وعلي بن الحَكَم البُناني، روى حديثَه أبو يعلى الموصلي
(2)
عن شَيْبان بن فَرُّوخ عن إسحاق عن علي بن الحَكَم البُناني عن أنس. ورواه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن إبراهيم الهمذاني الكسائي المعدّل الكناني
(3)
عن نصر بن أحمد المَرْجي عن أبي يعلى؛ وقال أبو الحسن: "قال لي أبو بكر أحمد بن عَبْدان الشيرازي: [
…
] "
(4)
.
- وعثمان بن مسلم.
233 -
أخبرنا بحديثه عمُّ أبي، أبنا أبو علي البَكْري. وأخبرنا عيسى المُطَعِّم، أبنا أبو عبد الله الحافظ؛ قالا: أبنا عبد العزيز بن محمد، أبنا محمد بن إسماعيل الفُضَيْلي، أبنا عبد الواحد بن أحمد المَليحي، أبنا أحمد بن محمد الخَفّاف، ثنا محمد بن إسحاق السرّاج، ثنا علي بن أَشْكيب، ثنا أبو بدر، ثنا زياد بن خَيْثَمَة، عن عثمان بن مسلم، عن أنس بن مالك قال: أبطأ علينا رسول الله ذات يوم، فلما فرغ قلنا: لقد أُحْييت، قال: "إنّ جبريل أتاني كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، فقال: إنّ هذه الجمعة فيها خير لك ولأمتك، وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطؤوها، قلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: إنّ هذه الساعة التي في يوم الجمعة، لا
(1)
الضعفاء الكبير (1/ 292).
(2)
في مسنده (7/ رقم: 4228).
(3)
ترجمه الذهبي في السير (17/ 652 - 653) وقال. "وانتقى عليه الحافظان أبو نصر السجزي وعبد العريز النخشبي".
(4)
جملة في طرف الصفحة تلاشت حروفها مع تآكل الورقة.
يسأل اللهَ خيرًا من قسمه إلّا أعطاه إيّاه، أو ذُخر له مثله يوم القيامة، أو صرف من السوء مثله، وإنّه خير الأيام عند الله، وإن أهل الجنة يسمّونه يوم المزيد، قلتُ: يا جبريل وما يوم المزيد؟ قال: إن في الجنة واديًا أَفْيَح تربتُه من مسك أبيض، ينزل الله إليه كلّ يوم جمعة، فيوضع كرسيّه، ثم يُجاء بمنابرَ من نور فتوضع خلفه فتحفّه الملائكة، ثم يجاء بكراسي من ذهب فتوضع، ثم يجاء بالنبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون
(1)
أهل الغرف، فيجلسون، ثم يتجلّى الله إليهم فيقول: سلوا، فيقولون: نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم فسلوا، فيقولون: نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم فسلوا، فيسألون مناهم، فيعطيهم ما سألوا وأضعافها، ويعطيهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول: ألم أنجزكم وعدي؟ وأتممتُ عليكم نعمتي؟ وهذا محلّ كرامتي، ثم ينصرفون إلى غرفهم، ويقدمون كل يوم الجمعة، قلتُ: يا جبريل وما غرفهم؟ قال: من لؤلوة بيضاء، أو ياقوتة حمراء، أو زَبَرْجَدَة خضراء، مقدّرة فيها أبوابها، فيها أزواجها مطرّدة، فيها أنهارها"
(2)
.
ورواه جرير عن ليث - هو: ابن أبي سُلَيْم - عن عثمان بن أبي حُمَيْد عن أنس ابن مالك، وهو عندنا في السنة للأَثْرَم.
وعثمان بن أبي حُمَيْد يقال: هو عثمان بن عُمَيْر أبو اليقظان البجلي، وفيه ضعف وتشيّع.
وأما عثمان بن مسلم، فإن كان البَتّي
(3)
فهو صدوق.
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: "ولهذا الحديث عن أنس عدّة
(1)
كذا في الأصل برفع هذه الكلمات، والصواب خفضها.
(2)
أخرجه السراج في مسنده، والرواية من طريقه، ولم أجده في المطبوع منه.
(3)
وثّقه ابن معين والدارقطني كما في التهذيب (3/ 79).
طرق في جميعها مقال، قد ذكرتها في كتاب القول في جملة الأسانيد الواردة في حديث يوم المزيد".
وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المَقْدِسي - فيما أبنا عيسى المُطَعِّم عنه -: "وقد روي هذا الحديث عن أنس من طريق جيّد، رواه محمد بن عثمان بن كرامة عن خالد بن مَخْلَد القَطْوَاني عن عبد السلام بن حفص عن أبي عِمْران الجَوْني عن أنس، رواه الطبراني
(1)
عن أحمد بن زهير عن ابن كرامة".
(1)
في المعجم الأوسط (رقم: 2084).
بسم الله الرحمن الرحيم
باب قوله تعالى: {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 255]
234 -
وقال أبو عمر الطَّلَمَنْكي: "وأجمعوا على أنّ لله كرسيًا دون العرش".
235 -
وقال ابن عباس ومجاهد: "الكرسي موضع القدمين".
236 -
وقال السدّي عن أبي مالك: "الكرسي تحت العرش".
237 -
قال السدي: "والكرسي بين يدي العرش". ذلك ابنُ أبي حاتم
(1)
.
238 -
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: سمعت أبي، ثنا ابن جُحادَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن عِمارة بن عُمَيْر، عن أبي موسى قال:"الكرسي موضع القدمين، وله أَطيطٌ كأَطيط الرّحْل". رواه الإمام أحمد
(2)
عن عبد الصمد. وقد تقدّم في هذا عن ابن عباس
(3)
.
(1)
تفسير ابن أبي حاتم (1/ رقم: 2601 - 2603)، وليس فيه قول مجاهد، ولا هو في الدر المنثور.
(2)
وعنه ابنُه في السنة (رقم: 588). قال الشيخ الألباني في مختصر العلو (رقم: 75): "وإسناده موقوف صحيح". وأخرجه: ابن أبي شيبة في العرش (رقم: 60)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ رقم: 245)، وابن جرير في التفسير (4/ 538).
(3)
إشارة إلى الأثر رقم (33).
239 -
عن ابن بُرَيْدَة، عن أبيه قال: لما قدم جعفر من الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أعجب شيئًا رأيته؟ " ثم قال: "رأيت امرأةً على رأسها مِكْيَل من طعام، فمرّ فارس فأَذْراه، فقعدت تجمع طعامها ثم التفتت إليه فقالت: ويلٌ لك يوم يضع الملك كرسيَّه يقاصُّ للمظلوم من الظالم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قُدِّست أمة - أو: كيف تُقَدَّس أمة - لا يأخذ ضعيفُها حقَّه من شديدها وهو غير متعتع".
قاله سعيد بن سليمان، عن منصور بن أبي الأَسْوَد، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دِثار، عن ابن بُرَيْدَة.
رواه الطبراني في السنة
(1)
.
ورواه عثمان الدارمي
(2)
، عن يحيى الحِمّاني عن خالد بن عَنْبَسَة عن عطاء بن السائب.
ورواه ابن أبي عاصم
(3)
، لعَمْرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن بُرَيْدَة.
(1)
وإسناده ضعيف؛ فإن عطاء بن السائب اختلط بأخرة، ومنصور بن أبي الأسود من جملة من روى عنه بعد الاختلاط كما يُفهم من كلام ابن حجر في هدي الساري (446). وأخرجه: البزار في مسنده (10/ رقم: 4464)، والطبراني في الأوسط (رقم: 5234)، والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم: 860) وفي السنن الكبرى (10/ 94)، من طرق عن سعيد بن سليمان.
(2)
في الرد على بشر المريسي (1/ 418 - 419).
(3)
في السنة (رقم: 582). وأخرجه من رواية عمرو بن أبي قيس: البيهقي في السنن الكبرى (6/ 95) وفي الشعب (6/ رقم: 7548).
ورواه أبو أحمد العسّال الحافظ في معجم شيوخه، لحمّاد بن سَلَمَة عن عطاء ابن السائب عن مُحارِب بن دِثار عن عبد الله بن بُرَيْدَة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر، فذكره، وقال فيه:"ويل لك من الملك لو قعد على كرسيه"
(1)
. ورواه الطبراني في السنة، لمنصور به.
240 -
(2)
قال ابن ماجه
(3)
: عن سُوَيْد بن سعيد. وقال أبو بكر بن أبي الدنيا
(4)
- وهذا لفظه -: حدثنا إسحاق بن إبراهيم؛ قالا: أنا يحيى بن سُلَيْم، عن ابن خُثَيْم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما رجعَتْ مهاجرةُ الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تخبروني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ " قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرّت علينا عجوزٌ من عجائزهم تحمل على رأسها قلّة من ماء، فمرّت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها، فخرّت على ركبتيها وانكسرت قلّتها، فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غُدَر إذا وضع الله الكرسيّ وجمع الأولين والآخرين، وتكلّمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت، كيف يقدّس الله قومًا لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم"
(5)
.
(1)
الحديث بهذه الصورة مرسل، وحمّاد بن سلمة ممّن اختُلف في تحديثه عن عطاء بن السائب هل كان قبل الاختلاط أم بعده.
(2)
انتقلنا من أثناء الصفحة السابقة (22 ب) إلى هذه الوريقة لإشارة المصنف إلى ذلك.
(3)
في سننه (رقم: 4010).
(4)
في الأهوال (رقم: 243).
(5)
فيه عنعنة أبي الزبير، وهو مدلّس.
رواه الطبراني
(1)
، لمسلم بن خالد الزنجي عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم. وروي من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزبير، وقال:"الويل لك غدًا إذا جلس الملك على كرسيّه". هو في الثالث من معجم ابن جميع
(2)
.
241 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابنُ الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، أنا الأَعْرَج، أنا القبّاب، أنا ابن أبي عاصم، نا المُقَدَّمي، ثنا عبد الوهّاب الثقفي، ثنا أبو مسعود الجُرَيْري، عن رجل، عن ابن شَغاف، عن عبد الله بن سلام قال:"والذي نفسي بيده إنّ أقرب الناس يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم، جالس عن يمينه على الكرسي"
(3)
.
242 -
أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا عبد الله بن اللتّي، أنا الحسن بن جعفر بن عبد الصمد، أنا أبو غالب الباقلّاني، أنا عبد الملك بن بِشْران، ثنا أبو علي ابن خُزَيْمَة، ثنا إبراهيم بن دَنُوقا، ثنا محمد بن الصبّاح الدَّوْلابي، ثنا الحَكَم بن ظُهَيْر، حدثني عاصم بن أبي النَّجود، عن زرّ بن حُبَيْش، عن عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال:"دخلت السموات السبع والأرضين السبع في الكرسي، فذلك قوله {وَسِعَ كُرسِيُّهُ} "
(4)
.
(1)
وكذلك ابن حبان (الإحسان: 11/ رقم: 5058). وقال الذهبي فيه في العلو (رقم: 179): "إسناده صالح".
(2)
معجم ابن جميع (رقم: 118).
(3)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 583)، والرواية من طريقه. قال الشيخ الألباني:"إسناده ظاهر الضعف؛ للرجل الذي لم يسمّ، وابن شفاف"، قلت: وقع في المطبوع تصحيف ابن شغاف إلى ابن شفاف، وهو: بشر بن شغاف، ثقة كما في التقريب.
(4)
أخرجه أبو علي بن خُزَيْمَة في الجزء الثالث من حديثه، والرواية من طريقه، انظر: =
243 -
قال أبو بكر بن مردويه في تفسيره: حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، أبنا الحسن بن علي العَنْبَري، أبنا عبّاس بن عبد العظيم، أبنا يحيى بن كثير العَنْبَري، أبنا سَلْم بن جعفر، عن الجُرَيْري، عن سيف السَّدُوسي، عن عبد الله بن سلام قال:"إن محمدًا يوم القيامة بين يدي الربّ على كرسي الرب"
(1)
.
244 -
قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي الحافظ
(2)
: حدثنا يحيى بن عمّار بن يحيى، عن لَيْث بن الفضل، ثنا أبو علي الحسن بن نَفِيس، ثنا الفضل بن مَعْمُور، ثنا العلاء بن المغيرة، ثنا عثمان بن صالح السهمي، ثنا بقيّة ابن الوليد، عن الجرّاح ابن مِنْهال، عن أبي الزبير، عن جابر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلسة التربّع، وقال:"هو جلسة الرب"
(3)
. قال: لا أدري سمعه يحيى بن أبي نصر الطبسي أم لا.
245 -
قال صالح بن أحمد بن حنبل
(4)
: قال أبي: وحدّث وكيعٌ بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة
(5)
: "إذا جلس الربُّ
= المجمع المؤسس (1/ 225 - 226). وإسناده ضعيف جدا، الحكم بن ظهير متروك كما في التقريب.
(1)
الحريري هو: سعيد بن إياس، اختلط قبل موته بثلاث سنين.
(2)
لعله في الفاروق، فإني لم أجده في ذم الكلام.
(3)
حديث منكر، الجراح بن منهال قال فيه البخاري ومسلم:"منكر الحديث"، وقال النسائي والدارَقُطْي - "متروك"، وقال ابن معين. "حديثه ليس بشيء"، انظر: الميزان (1/ 390).
(4)
حكاه أيضًا عبد الله بن أحمد في السنة (رقم: 587).
(5)
يعني: حديثه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي تخريجه، قال شيخ الإسلام - كما في مجموع الفتاوى (16/ 435) -:"وطائفة من أهل الحديث تردّه لاضطرابه، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم؛ لكن أكثر أهل السنة قبلوه".
سبحانه على العرش"، فاقشعرّ زكريا بن عديّ، فقال له وكيع - وغضب -: "أدركنا الأَعْمَش وسفيان يحدثون هذه الأحاديث لا ينكرونها".
246 -
عن ثعلبة بن الحَكَم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم، ولا أبالي". رواه الطبراني
(1)
.
247 -
قال أبو أحمد العسّال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو سعيد الكندي، نا المسيّب بن شريك، عن الأَعْمَش، عن شِمْر بن عطيّة:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: "ما تفْضُل عنه أربعُ أصابع، وإنّ له أطيطًا كأطيط الرحْل الجديد"
(2)
.
248 -
قال أبو محمد بن أبي حاتم
(3)
: حدثنا أبو زرعة، ثنا مِنْجاب بن الحارث، أنا بِشْر بن عمارة، عن أبي رَوْق، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال:"لو أنّ السموات السبع بُسِطْن عن وَصْلهنّ بعضهنّ إلى بعض ما كنّ من سَعَتِه - يعني الكرسي - إلّا بمنزلة الحلقة من المفازة".
(1)
وهو في معجمه الكبير (2/ رقم: 1381)، وفي إسناده العلاء بن مسلمة - وهو: أبو سالم الرواس -، اتهمه ابن حبان وابن طاهر المقدسي بالوضع في الحديث، وقال الحافظ في التقريب "متروك"، فقول الهيثمي في المجمع (1/ 126):"ورجاله موثقون" غير سديد.
(2)
المسيّب بن شريك: قال فيه أحمد: "ترك الناس حديثه"، وقال مسلم وجماعة:"متروك"، وقال محمود بن غيلان:"ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه"، انظر: الميزان (4/ 114 - 115) واللسان (6/ 724).
(3)
تفسيره (2/ رقم: 2600)، ورواية الضحاك عن ابن عباس فيها نظر، فإنه لم يسمع منه شيئا من التفسير كما ذكر بعض العلماء.
249 -
حدثنا
(1)
أبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان، ثنا أبو أحمد - يعني الزهري -، عن نصر بن عمّار - يعني: الدُّهْني -، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"الكرسي موضعه".
250 -
قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحَيْم في تفسيره: حدثنا أبي، ثنا مروان الفزاري، عن جُوَيْبِر، عن الضحّاك:{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} قال: "السِنَة: النعاس، والنوم: الاستثقال"، وقوله {وَسِعَ كُرسِيُّهُ} قال:"كرسيُّه: موضع قدميه، وهو أسفل من العرش"، قال: ويقال: السموات [
…
]
(2)
أسفل منه.
251 -
قال الجُبّائي
(3)
شيخ المعتزلة في تفسيره: "وعنى بقوله {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: أنّ كرسيَّه أوسعُ من السموات والأرض، وهو العرش، وقد قيل أيضًا: إنّ الكرسيَّ دون العرش، والعرش فوقه، وإنّه أكبر منه، وهذا أيضًا جائز، والعرش والسرير واحد، وقد قال قوم: إنّه عنى بالكرسي العلم، وهذا ما لا تُعرف له صحّةٌ في اللغة، ولا يجوز أن يسمي الله العلم باسم لا يعرفه أهل اللغة".
(4)
عن أبي ذرّ قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فذكر الحديث، قال فيه: قلت: فأيّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: "آيةُ الكرسي"، ثم قال:"يا أبا ذر، ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".
(1)
تفسير ابن أبي حاتم (2/ رقم: 2601).
(2)
جملة تتمة للنص جاءت مطموسة في حافة الورقة.
(3)
أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري، توفي سنة (303 هـ). السير (14/ 183).
(4)
هنا العودة إلى موضع التحوّل في الصفحة (22 ب).
قال الحسن بن عرفة
(1)
: ثنا يحيى بن سعيد السعدي البصري، ثنا عبد الملك ابن جريج، عن عطاء، عن عُبَيْد بن عُمَيْر اللَّيْثي، عن أبي ذرّ، بهذا الحديث. رواه أبو الشيخ
(2)
والطبراني
(3)
، ليحيى بن سعيد هذا.
252 -
قال عبد الله بن أحمد
(4)
: حدثني أبي وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي قالا: نا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر قال:"إذا جلس الله على الكرسي سُمع له أطيطٌ كأطيط الرّحْل الجديد". رواه ابن ماجه في تفسيره، عن العبّاس بن عبد العظيم العَنْبَري عن علي بن عبد الله عن عبد الرحمن بن مَهْدي. ورواه
(5)
، ليحيى بن أبي بُكَيْر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة - قال: أظنه عن عمر -؛ وقال: "كأطيط الرحْل من ثقله". وروي عن عبد الله بن خليفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، رواه أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش
(6)
.
(1)
ومن طريقه الحاكم (2/ 597) - وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم: 861) -، وقال الذهبي:"السعدي ليس بثقة". وقد أورده الألباني في الصحيحة (رقم: 109)، وذكر له
…
(2)
في العظمة (2/ رقم: 206).
(3)
لم أجده في معاجمه، فلعله في السنة.
(4)
في السنة (رقم: 585)، وليس في المطبوع ذكر عبد الأعلى بن حماد النرسي.
(5)
وكذا: البزار (1/ رقم: 325)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 574)، وابن خُزَيْمَة في التوحيد (رقم: 151)، والدارَقُطْني في الصفات (رقم: 35).
(6)
الم أجده في العرش لابن أبي شيبة. وكذا أخرجه مرسلًا عبد الله بن أحمد في السُّنة (1/ 305/ رقم: 593)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 650 - 651/ رقم: 260).
253 -
وقال عبد الله بن أحمد
(1)
: حدثني أبي، نا وكيع بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر:"إذا جلس الرب عز وجل على العرش"، فاقشعرّ رجلٌ - سمّاه أبي - عند وكيع، فغضب وكيع وقال:"أدركنا الأَعْمَش وسفيان يحدّثون بهذه الأحاديث، لا ينكرونها".
254 -
وقال
(2)
: حدثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن عمّار الدُّهْني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"الكرسي موضعُ قدميه، والعرش لا يقدر أحدٌ قدره".
255 -
وقال
(3)
: حدثني أبي، نا رجل، نا إسرائيل، عن السدّي، عن أبي مالك في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: "إنّ الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعةٌ من الملائكة، لكلّ ملَك منهم أربعةُ وجوه، وجه كرجل، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها، قد أحاطوا بالأرض والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي عند العرش، قال: وهو واضع رجليه على الكرسي تبارك وتعالى". ورواه عبد الله بن أحمد
(4)
، عن أبي بكر - هو: الصاغاني - عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وقال:"والله واضعٌ كرسيَّه على العرش".
(1)
في السنة (رقم: 587)، وفيه (الكرسي) بدل (العرش).
(2)
السنة (رقم: 586). وأخرج الأثر: الحاكم (2/ 282)، وابن خُزَيْمَة في التوحيد (رقم: 154 - 156)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ رقم: 215)، والدارَقُطْني في الصفات (رقم: 36 - 37)، والطبراني في الكبير (12/ رقم: 12404)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 758). وصححه الحاكم على شرطهما، وقال الذهبي في العلو (رقم: 148): "رواته ثقات"، وصحح إسناده الألباني في مختصر العلو (102).
(3)
السنة (رقم: 589).
(4)
لم أجد هذا الطريق في السنة. وهو في الأسماء والصفات (2/ 295 - 296/ رقم: 857).
ورواه أبو الشيخ
(1)
، عن محمود الواسطي عن العبّاس بن عبد العظيم عن عُبَيْد الله. ورواه أيضًا، لابن أبي زائدة عن السدي
(2)
.
256 -
وقال عبد الله
(3)
: كتب إليَّ العباس بن عبد العظيم العنبري: كتبتُ إليك بخطي: حدثنا إسحاق بن منصور أبو عثمان، ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عمّار الدُّهْني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"إنّ الكرسي الذي وسع السموات والأرض لموضع قدميه، وما يقدّر قدر العرش إلا الذي خلقه، وإنّ السموات في خلق الرحمن مثل قبّة في الصحراء".
257 -
وقال
(4)
: حدثني أبو بكر - هو: الصاغاني -، ثنا يَعْلى بن عُبَيْد، ثنا سفيان، عن لَيْث، عن مجاهد، في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: "ما السمواتُ والأرضُ في الكرسي إلا كحلقة في أرض الفلاة". رواه خُشَيش عن يَعْلى، والفِرْيابي عن سفيان، قال: غير أنّ محمدًا قال: "ما السمواتُ والأرض في العرش".
258 -
وقال عبد الله
(5)
: كتب إليّ عبّاس بن عبد العظيم العَنْبَري:
(1)
في العظمة (2/ رقم: 195).
(2)
الموضع نفسه.
(3)
السنة (رقم: 590). وإسناده حسن.
(4)
السنة (رقم: 456)، لكن بإسناد مختلف.
(5)
السنة (رقم: 1092).
كتبتُ إليك بخطّي، حدثني إسماعيل بن عبد الكريم بن مَعْقِل بن مُنَبِّه قال: حدثني عبد الصمد بن مَعْقِل قال: سمعتُ وهبًا يقول - وذكر من عظمة الله فقال -: "إنّ السموات السبع والبحار لفي هَيْكَل، وإن الهَيْكَل لفي الكرسي، وإنّ قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدمها"، وسئل وهب: ما الهَيْكَل؟ فقال: "شيء من أطراف السماء محدّق بالأرضين والبحار كأطناب الفُسْطاط"، وسئل وهب عن الأرض كيف هي؟ قال:"هي سبع أَرَضين بين كل أَرْضَين بحر، والبحر الأخضر محيط بذلك، والهَيْكَل وراء البحر". رواه خُشَيْش بن أَصْرَم، عن إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن مَعْقِل
(1)
.
259 -
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم: عن أبيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في تُرْس"، قال ابن زيد: فقال أبو ذرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظَهْرَيْ فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين". رواه أبو الشيخ
(2)
.
(1)
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 570 و 4/ رقم: 917)، لمحمد بن رافع عن عبد الصمد.
(2)
في العظمة (3/ رقم: 220). قال الذهبي في العلو (رقم: 279): "هذا مرسل، وعبد الرحمن ضُعِّف"، وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 24):"أول الحديث مرسل، وعن أبي ذر منقطع". وأخرجه ابن جرير في التفسير (4/ 539)، لابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد.
260 -
أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن قُدامة، أبنا الكِنْدي، أبنا الأنصاري، أنبأنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو بكر الأَدَمي أحمد بن محمد بن إسماعيل المقرئ، ثنا أحمد بن منصور بن سَيَّار، ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر قال: إسرائيل أبنا، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، أنّ امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أنْ يدخلني الجنّة، فعظّم الربَّ عز وجل وقال: "إنّ كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنّ له أطيطًا
(1)
كأطيط الرحْل الجديد إذا رُكب، من ثِقَله"
(2)
. وهو عندنا في رابع فوائد ابن أخي ميمي
(3)
.
261 -
قال عثمان الدارمي
(4)
: حدثنا الحِمّاني، ثنا الحَكَم بن ظُهَيْر، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله قال:"ما السموات والأرض في الكرسي إلا مثل حلقة في أرض فلاة".
262 -
وقال
(5)
: حدثنا عبد الله بن رجاء، أبنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنّة، فعظّم الربَّ وقال:
(1)
في الأصل: أطيط.
(2)
أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 35)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل عبد الله بن خليفة، قال الذهبي في الميزان:"لا يكاد يُعرف". وأورده الألباني في الضعيفة (رقم: 866) وقال: "منكر". وأخرجه ابن خُزيْمَة في التوحيد (رقم: 151)، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن يحيى بن أبي بكير.
(3)
فوائد ابن أخي ميمي الدقاق (رقم: 485)، لمحمد بن عن يحيى بن أبي بكير.
(4)
في نقضه على المريسي العنيد (1/ 423 - 424). وفيه الحكم بن ظهر، متروك كما في التقريب.
(5)
نقض عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد (1/ 425 - 426).
"إنّ كرسيّه وسع السموات والأرض، وإنّه ليقعد عليه، فما يفضل منه إلّا قدر أربع أصابع - ومدّ أصابعَه الأربع -، وإنّ له أطيطًا كأطيط الرحْل الجديد إذا ركبه من ثِقَله". رواه ابن ماجه في التفسير، لمُؤَمَّل بن إسماعيل عن إسرائيل، وقال:"فما يفضل منه قدرُ أربع أصابع".
263 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا نُعَيْم بن حمّاد، ثنا ابن المبارك، عن الحَكَم بن ظُهَيْر، عن السدّي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:"الكرسي أعظم من السموات والأرض".
264 -
قال يعقوب بن شَيْبة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: ذُكر عنده الصخرة التي في بيت المقدس أنّ الله وضع قدميه عليها، فأنكره وقال:"الله أعظمُ من ذلك، يقول الله {إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} هو لِمَن وضع قدمه على الصخرة؟! "
(1)
.
265 -
وقال الحسن بن سفيان
(2)
: ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، ثنا أبي، عن جدّي، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول الله أيّ ما أنزل عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي"، ثم قال:"يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".
(1)
إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.
(2)
وعنه ابن حبان (الإحسان: 2/ رقم: 361). وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم الغساني اتهمه أبو حاتم وأبو زرعة بالكذب، وقال الذهبي: أحد المتروكين. الميزان (1/ 73).
رواه الآجري [ .... ]
(1)
. ورواه الطبراني
(2)
، عن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي عن إبراهيم بن هشام. ورواه الطبراني أيضًا، لمحمد بن عُبَيْد الله التميمي عن القاسم بن محمد الثقفي عن أبي إدريس الخَوْلاني. وروى الطبراني في معجمه الصغير
(3)
، عن خالد بن أبي رَوْح الدمشقي عن إبراهيم بن هشام
(4)
بن يحيى بن يحيى الغسّاني عن أبيه عن جده، حديثًا غير هذا، ثم قال:"لم يروهما عن يحيى بن يحيى - وكان من الثقات - إلا ولدُه، وهم ثقات".
266 -
وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا مُحاضِر، عن الأَعْمَش، عن مجاهد قال:"كانوا يقولون: ما السموات في الكرسى إلا كحلقة مطروحة من الأرض".
267 -
وقال سعيد بن منصور
(5)
: ثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن مجاهد قال:"ما السموات والأرض في الكرسي إلا بمنزلة حلقة ملقاة في الأرض الفلاة". رواه عثمان الدارمي
(6)
، عن الحِمّاني عن أبي معاوية.
(1)
جملة في حافة الورقة تلاشت حروفها، ولم أجد الحديث في الشريعة للآجري.
(2)
لعله في السُّنة. ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 166 - 168). وهو في المعجم الكبير (2/ رقم: 1651) بدون الشاهد المذكور.
(3)
المعجم الصغير (1/ 159 - 160).
(4)
كرر المصنّف (بن هشام) مرتين.
(5)
في سننه (3/ 952/ رقم: 425).
(6)
في الرد على بشر المريسي (1/ 425 - الحاشية).
268 -
وقال الإمام أحمد
(1)
: ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي وأبو سفيان - يعني المَعْمَري -، عن سفيان، عن لَيْث، عن مجاهد قال:"ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة".
269 -
وروى إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة - أظنه: عن عمر -: أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنّة، فعظّم الربَّ تبارك وتعالى، فقال:"إنّ كرسيَّه وسع السموات والأرض، وإنّ له أطيطًا كأطيط الرحْل الجديد إذا رُكب من ثِقَله". قال ابن خُزَيْمَة
(2)
: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقي، ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، ثنا إسرائيل بهذا. ورواه أبو بكر البزّار الحافظ
(3)
، عن الفضل بن سهل عن يحيى بن أبي بُكَيْر. وليس في رواية البزّار ظنٌّ. قال ابن خُزَيْمَة: ما أدري الشكّ والظنّ أنّه عن عمر: هو من يحيى بن أبي بُكَير، أو من إسرائيل، قد رواه وكيع بن الجرّاح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة مرسلًا، ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا ظنّ، ليس هذا الخبر من شرطنا، لأنَّه غير متّصل، لسنا نحتجّ في هذا الجنس من العلم بالمراسيل ولا المنقطعات، حدثناه سَلْم بن جنادة، ثنا وكيع.
(1)
وعنه ابنه عبد الله في السنة (رقم: 456).
(2)
في التوحيد (رقم: 151).
(3)
في مسنده (1/ رقم: 325).
270 -
عن أسماء بنت عُمَيْس قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مِكْيَل من دقيق، فمرّت برجل من الحبشة، فطرح على رأسها، فسفّت الريحُ الدقيقَ، فقالت:"أَكِلُكَ إلى الملك يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم". قال ابن خُزَيْمَة
(1)
: حدثنا بِشْر بن خالد العَسْكَري، ثنا أبو أسامة، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن مَعْبَد الهاشمي، عن أسماء بهذا. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال
(2)
. وهو عندنا في ثاني انتخاب السِّلَفي من أصول السرّاج
(3)
. رواه عثمان الدارمي
(4)
، عن عبد الله بن أبي شَيْبَة عن أبي أسامة. ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق
(5)
، وقال:"يوم يجلس الملك على الكرسي".
271 -
وفي حديث حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، الطويل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: "فآتي بابَ الجنّة، فأقرع الباب، فيقال: من أنت؟ فأقول: محمد، فيُفتح لي، فآتي ربي وهو على سريره - أو: على كرسيه -، فأخرّ ساجدًا،
(1)
التوحيد (1/ 246 - 247).
(2)
الأهوال (رقم: 244).
(3)
الجزء الثاني من أحاديث أبي طاهر السلفي على جعفر السراج (رقم: 26).
(4)
في الرد على بشر المريسي (1/ 416 - 417).
(5)
مساوئ الأخلاق (رقم: 593).
فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي ولا يحمده أحدان بعدي" الحديث. رواه ابن خُزَيْمَة
(1)
.
272 -
وفي حديث المُعْتَمِر بن سليمان عن حُمَيْد عن أنس في الشفاعة بطوله: "حتى أستفتحَ باب الجنّة، فيُفتح فأدخل وربي على عرش، فأخرّ له ساجدًا". رواه ابن خُزَيْمَة في الشفاعة
(2)
بطوله.
273 -
وفي حديث علي بن زيد عن أبي نَضْرَة عن ابن عبّاس: "فيُفتح لي، فأنتهي إلى ربي على كرسيّه، فأخرّ ساجدًا". في مسند أبي داود الطيالسي
(3)
.
(1)
في التوحيد (رقم: 358).
(2)
من التوحيد (رقم: 458).
(3)
مسند الطيالسي (4/ رقم: 2834)، وعليّ بن زيد هو: ابن جدعان، ضعيف كما في التقريب.
* *
باب تخليق السموات والأرض وما بينهما والجنّة والنار وغير ذلك
وقول الله: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)} [الذاريات: 47 - 49]
وقوله {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} [غافر: 46]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25]
وقوله: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)} [يس: 36]
وقوله: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3]
وقوله: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} [نوح: 15، 16]
وقوله: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات: 27 - 30]
وقوله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا
…
} إلى قوله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت: 9 - 12]
274 -
عن أنس قال: كنا نهاب أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، وكان يعجبنا أن يأتيَه الرجلُ من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع، فأتاه رجلٌ منهم فقال: يا محمد! أتانا رسولٌ فزعم أنّك تزعم أنّ الله أرسلك، قال:"صدق".
قال: فمن خلق السماء؟ قال: "الله".
قال: فمن خلق الأرض؟ قال: "الله".
قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: "الله".
قال: فمن جعل فيها هذه المنافع؟ قال: "الله".
قال: فبالذي خلق السماء والأرض، ونصب الجبال، وجعل فيها هذه المنافع، آلله أرسلك؟ قال:"نعم".
قال: وزعم رسولُك أنّ علينا صدقةً في أموالنا، قال:"صدق".
قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: "نعم".
قال: زعم رسولُك أنّ علينا حجَّ البيت من استطاع إليه سبيلًا؟ قال: "صدق".
قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم".
قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهنّ ولا أنقص منهنّ شيئًا، قال: فلما قفل قال: "لئن صدق ليدخلنّ الجنّة".
أخبرنا أحمد بن معالي وأبو بكر بن محمد، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل، أبتنا فاطمة ابنة سعد الخير، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَروذي، أبنا أبو عمرو بن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلى، ثنا محمد بن
الخطّاب، ثنا عبد الملك بن إبراهيم، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا ثابت البُناني، عن أنس بهذا الحديث
(1)
.
رواه الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن
(2)
، عن علي بن عبد الحميد عن سليمان ابن المغيرة بمعناه.
ورواه البخاري
(3)
معلقًا، ومسلم
(4)
.
وهو في خامس عشر الخِلَعِيّات
(5)
.
ورواه عبد بن حُمَيْد
(6)
، عن هاشم بن القاسم عن سليمان بن المغيرة.
وروي من حديث سالم بن أبي الجَعْد عن كُرَيْب عن ابن عبّاس، وفيه:"من خلق السموات السبع والأرضين السبع؟ ".
وهو في رابع معجم الإسماعيلي
(7)
، وفي المعجم الأوسط للطبراني
(8)
، في ترجمة (إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي).
ومن حديث شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، رواه البخاري
(9)
.
(1)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ رقم: 3320)، والرواية من طريقه.
(2)
في سننه (رقم: 650).
(3)
في العلم (رقم: 63) عقيب رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس، قال: رواه موسى وعلي ابن عبد الحميد عن سليمان عن ثابت، ووصله الحافظ ابن حجر في التغليق (2/ 68 - 69).
(4)
في كتاب الإيمان (رقم: 12).
(5)
فوائد الخلعي (ج 15/ ق 148/ أ - ب - الأزهرية).
(6)
المنتخب من مسنده (رقم: 1285).
(7)
معجم أسامي شيوخ الإسماعيلي (2/ 685 - 686)، وليس فيه ذكر كريب.
(8)
(رقم: 2707)، وليس فيه ذكر كريب.
(9)
الإحالة السابقة.
275 -
عن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عمر إنّ السماء الدنيا ممتلئةٌ ملائكةً صفوفًا، منذ خلق الله السموات والأرض إلى يوم القيامة، لو قُدَّت شعرة لم يتعدَّ، وإنّ السماء الثانية ممتلئةٌ ملائكةً ركوعًا إلى يوم القيامة، لو قدت شعرة لم يتعدَّ، وإنّ السماء الثالثة ممتلئةٌ ملائكةً سجودًا لو قدت شعرة لم يتعدَّ"
قال: فقطعت عليه الحديث، قلت: فما يقولون؟ ولو سكتُّ لرجَوْتُ أن يمضي في حديثه، قال: فسكت ساعة ثم قال: "يا عمر إنّ الذين في السماء الدنيا يقولون: سبحان ذي المُلْك والملكوت، والذين في السماء الثانية يقولون: سبحان ذي العزّ والجبروت، والذين في السماء الثالثة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت". أخبرنا إبراهيم بن علي، أبنا السخاوي، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو العلاء الفُرْساني، نا علي بن عبدكويه، أبنا عبد الله بن الحسن بن بُنْدار، ثنا علي بن محمد بن سعيد الثقفي، ثنا المنجاب بن الحارث، حدثني المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري، أبنا عبّاد بن كثير، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بهذا
(1)
.
حديث ضعيف
(2)
.
276 -
عن حَبَّة العُرَني، سمعت عليًّا يقول:"لا والذي خلق السماء من دخان وماء". رواه أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة.
(1)
الرواية من أمالي ابن عبدكويه (ق 220/ أ - مجموع 109).
(2)
علّته عباد بن كثير، وهو: الثقفي البصري، قال في التقريب:"متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب".
277 -
حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه: كنّا مع رسول الله في سفر، الحديث فيه:"لا تعذّبوا بالنار، فإنه لا يعذّب بالنار إلا ربُّها". في ثامن الثقفيات
(1)
.
278 -
قال أبو عُمَر محمد بن العبّاس بن حيّويه: أخبرنا أبو العبّاس أحمد ابن عبد الله بن سابور، ثنا يحيى بن أبي حفص، ثنا روّاد بن الجرّاح، ثنا أيوب - يعني: ابنَ مُدْرِك -، عن مَكْحول، عن معاوية بن قُرّة قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه يكشفون رؤوسَهم في أول قطرة تكون من السماء في ذلك العام، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هو أَحْدَثُ عهدًا بربنا عز وجل وأعظمُه بركةً"
(2)
. هكذا في أصل أبي عمر بن حيّويه، يقول هذا.
279 -
وفي سنن أبي داود
(3)
: حدثنا سعيد بن منصور، أبنا
(1)
فوائد الثقفي (ج 8/ ق 6 أ)، قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي الأصم، ثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثنا أبو معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وفي القصة أنهم أحرقوا النمل. ورجال إسناده كلهم ثقات؛ غير كلام في العطاردي.
(2)
إسناده ضعيف، أيوب بن مدرك قال فيه ابن معين:"ليس بشيء كذاب"، وقال أبو حاتم الرازي:"ضعيف الحديث متروك"، وقال أبو زرعة الرازي:"ضعيف الحديث"، انظر: الجرح والتعديل (2/ 258 - 259).
ويشهد لهذه السنة حديث أن عند مسلم (رقم: 898) قال: أصابنا ونحن مع رسول الله: صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: "لأنَّه حديث عهد بربه عز وجل".
(3)
(رقم: 2489). قال الخطابي في معالم السنن (2/ 238): "وقد ضعَّفوا إسناد هذا الحديث".
إسماعيل بن زكريا، عن مُطَرِّف، عن بِشْر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يركب البحر إلا حاجًا، أو معتمرًا، وغازيًا في سبيل الله، فإنّ تحت البحر نارًا، وتحت النار بحرًا".
280 -
قال يعقوب بن شيبة: ثنا مُحاضِر بن المُوَرِّع، ثنا الأَعْمَش، عن شقيق بن سَلَمَة قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله عليه أثر السفر، فقال: من أين أقبلتَ؟ قال: من الشام، قال: من لقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا، قال: سمعتَه يقول شيئًا؟ قال: نعم، سمعتُه يقول:"إنّ السموات تدور في منكب ملَك"، قال: فصدّقتَه؟ قال: ما صدّقتُه ولا كذّبتُه، قال: "لوددتُ أنّك افتديتَ من رحلتك براحلتك ورَحْلك، كذب كعبٌ، إن الله يقول:{إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 41]
(1)
.
281 -
حكى شيخُنا أبو العبّاس
(2)
ما قاله أهلُ الهيئة: إنّ البحر محيطٌ بالأرض من خمسة أسداسها، وإنما الظاهر منها أكثر من السدس بقليل، كما يقال: إنّه ستّة وستّون درجة من ثلاثمائة وستين درجة، مهما فيه من البحار كبحر فارس والروم، وكان القياس أنّ الماء يغمر الأرض من جميع الجوانب، لولا أنّ الله سبحانه أيْبَسَ ما أيبسه منها وأنقب عنه الماء، فصارت الأرض كوجه البطّيخة في بركة محيطة بأكثرها، وأرساها سبحانه بالجبال، بنقلها لئلّا تميل كما تميل السفنُ في البحر، وفي المسند
(3)
عن
(1)
أخرجه ابن جرير في التفسير (19/ 391)، لسفيان عن الأعمش، وقال ابن كثير في تفسيره:"وهذا إسناد صحيح إلى كعب وابن مسعود".
(2)
هو شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم أقف على هذا النقل.
(3)
المسند (1/ رقم: 303)، وفيه رجل لم يسمّ.
النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ما من ليلة إلّا والبحر يستأذن به أن يُغرق بني آدم، فيمنعه ربُّه من ذلك، ولو أذن لأغرقهم"؛ وما يُروى في الآثار من أنّ الأرض على الماء والماء على الهواء موافق لهذا، لكن قالوا: إنّها على الماء والماء على الهواء باعتبار الجهة الإضافيّة الخياليّة، كمن توهّم أنّ البحر الذي من الناحية الأخرى هو تحت الأرض، فيلزم أن يكون الهواء فوقه على هذا الاعتبار، وإلّا فالهواء أبدًا فوق الماء والماء أبدًا فوق الأرض، إلّا من هذه الجهة التي أنشأها الله ووضعها للأنام.
282 -
وقال شيخُنا في الهلاوونية
(1)
: "ولا مانع من أن يكون على ظهر حوت ما الماءُ العظيم الذي هو البحر المحيط، لكنّ الجازم بذلك يقف على دليله، ولا مانع من اضطراب الحوت".
283 -
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا أبي، ثنا الحسن بن علي بن عمر العَسْقَلاني، ثنا روّاد بن الجرّاح، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن كعب الحَبْر قال:"السماء الدنيا بحر ملعون، والسماء الثاني مرمرة بيضاء، والسماء الثالث حديد، والسماء الرابع نحاس، والسماء الخامسة فضة، والسماء السادسة ذهب، والسماء السابعة ياقوت، وما فوق ذلك صحاري من نور، ولا يعلم ما فوق ذلك إلا الله ومَلَك موكّل بالحُجُب يقال له: مبطا طروس".
284 -
قال الحارث بن أبي أسامة
(2)
: ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا
(1)
وتسمى (الهلاكونية)، قاله ابن رُشَيِّق في أسماء مولفات ابن تيمية (ص 295 - ضمن الجامع).
(2)
بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (رقم: 935). وإسناده ضعيف، عبد العزيز بن أبان قال فيه في التقريب:"متروك، وكذّبه ابن معين وغيره"، لكنّه قد توبع كما سيأتي في تخريج المصنف.
مَهْدي بن مَيْمون، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بِشْر بن شَغَاف، سمعت عبد الله ابن سلام يقول:"إنّ أكرم خليقة الله عليه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإنّ الجنّة في السماء، والنار في الأرض، فإذا كان يوم القيامة بعث الله أمّةً أمّةً ونبيًا نبيًا، حتى يكون أحمدُ وأمّتُه آخرَ الأمم مركزًا، ثم يوضع جسر على جهنّم، ثم ينادي منادٍ: أين أحمد وأمّتُه؟ فيقوم وتتبعه أمّتُه برُّها وفاجرُها".
285 -
وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا عارِم، ثنا مَهْدي بن مَيْمون، ثنا محمد بن أبي يعقوب، عن بِشْر بن شَغَاف، عن عبد الله بن سلام أنّه قال:"إنّ الجنّة في السماء، وإنّ النار في الأرض"
(1)
. رواه أسد بن موسى في الزهد
(2)
، عن مهدي، أتمَّ من هذه الطريق. ورواه موسى بن أَعْيَن عن مَعْمَر عن محمد بن أبي يعقوب مرفوعًا
(3)
. وكذا رواه مرفوعًا أبو بِشْر الدَّوْلابي في كتاب الكنى
(4)
، عن هلال بن العلاء عن الخضر بن محمد بن شجاع عن ابن عُلَيَّة عن مَهْدي بن مَيْمون. وكذا رواه أبو نعيم في صفة الجنّة
(5)
ختم به الكتاب، لمحمد بن عبد الله القُرْدُوَاني عن خضر بن محمد.
(1)
إسناده صحيح، عارم هو لقب محمد بن الفضل البصري.
(2)
(رقم: 44). وأخرجه الحاكم (4/ 568) بطوله، لعفان ومحمد بن كثير كلاهما عن مهدي بن ميمون، قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وليس بموقوف، فإن عبد الله بن سلام - على تقدمه في معرفة قديمة - من جملة الصحابة، وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير موضع والله أعلم".
(3)
أخرجه من هذا الطريق أبو نعيم في صفة الجنّة (1/ 152/ رقم: 131)، من طريق عمرو بن عثمان - وهو ضعيف كما في التقريب - عن موسى بن أعين.
(4)
الكنى والأسماء (1/ رقم: 14).
(5)
صفة الجنة (2/ 295/ رقم: 454).
286 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن البَنّا، أبنا الجَوْهَري، أبنا القَطِيعي، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا عبد الله بن مَرْوان بن معاوية، ثنا عبد الله بن رجاء، عن المثنّى بن الصبّاح، عن إبراهيم بن مَيْسَرَة، عن سعيد بن المسيّب، عن علي قال:"ما رأيت يهوديًا أصدقَ من فلان، زعم أنّ نار الله الكبرى هي البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع الله الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدّبور فسعّرته"
(1)
.
287 -
وقال العبّاس بن أحمد اليمامي
(2)
بطَرَسوس، عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل، أنّه سئل عمّن قال: الجنّة لم تُخْلَق، فغضب وقال: كفر بالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"دخلتُ الجنّة"، ثم قال: أيّ شيء وقعت فيه هذه الأمّة؟!
288 -
وقال المَرُّوذي: قلتُ لأبي عبد الله: من قال الجنّة والنار لم تُخْلَق هو كافر يُستتاب؟ قال: نعم.
289 -
وقال عطاء: سمعت ابن عباس يقول: "إنّما مَثَل السموات والأرض فيما وراءهنّ من الهواء - حيث لا سماء ولا أرض -، كمَثَل فُسْطاط في صحراء، كم ترى ذلك الفُسْطاط أخذ من الأرض". رواه أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ
(3)
.
290 -
وقال حمّاد بن سَلَمَة، عن إياس بن معاوية:"والسماء مقبَّبَة على الأرض مثل القبّة".
(1)
الرواية من طريق القطيعي في القطيعيات. وفيه المثنى بن الصباح قال في التقريب: "ضعيف اختلط لآخره".
(2)
من الرواة عن الإمام أحمد، ترجم له في طبقات الحنابلة (1/ 234).
(3)
في العظمة (2/ رقم: 219).
رواه أبو الشيخ
(1)
.
291 -
قال شيخُنا أبو العبّاس في نقض التأسيس
(2)
: "وقد أخبر الله أنّه جعل الأرض فراشًا والسماءَ بناءً، والأبنية هي الخيام والفساطيط، وفيها استدارة، وأنّه جعل الأرض مهادًا، وأنَّه بسطها".
292 -
وعن أبي الزَّعْراء، عن عبد الله قال:"الجنّة في السماء السابعة العليا، والنار في الأرض السابعة السفلى". رواه أبو الشيخ
(3)
، وأبو نُعَيْم
(4)
ولفظُه: "الجنّة فوق السماء الرابعة، فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث شاء، والنار في الأرض السابعة، فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث شاء".
293 -
وعن كعب: "إنّ الجنّة لفي السماء السابعة". رواه الإمام أحمد، والخَلّال.
294 -
وقال بَقِيّ بن مَخْلَد: ثنا الحِمّاني، ثنا ابن المبارك، عن عَنْبَسَة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عَمْرة، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:"أتدرون ما سَعَة جهنّم؟ " قلنا: لا، قال:"أجل، والله ما تدرون، ما بين شحمة أُذُن أحدهم وبين عاتقه مسيرةُ سبعين خريفًا، تجري فيه أودية القَيْح والدم"، قلت: أنهارٌ؟ قال: "لا، بل أودية" ثم قال: "هل تدرون ما سَعَة جهنّم؟ " قلنا: لا، قال:"أجل، والله ما تدرون"، ثم قال: حدثتني عائشة، أنّها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
(1)
العظمة (3/ رقم: 540). وإسناده صحيح.
(2)
بيان تلبيس الجهمية (4/ 22).
(3)
في العظمة (3/ رقم: 600).
(4)
في صفة الجنّة (1/ 155 - 156/ رقم: 134).
بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] فأين الناس يومئذ؟ قال: "على جسر جهنّم"
(1)
. رواه الترمذي
(2)
آخرَه، عن سُوَيْد بن نصر عن عبد الله بن المبارك، وقال:"حديث حسن غريب"
(3)
.
295 -
قال أبو بكر البزّار
(4)
: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا عمر بن حفص ابن غِياث، عن أبيه، عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله:{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23] قال: "جيء بها تُقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملَك". وحدثنا عمرو بن علي، ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، ثنا سفيان، عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن عبد الله بنحوه، يرفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثناه عبد الله بن سعيد، ثنا حفص بن غِياث، عن العلاء بن خالد، عن أبي وائل، عن عبد الله بنحوه ولم يرفعه
(5)
. والحديث لا نعلم أحدًا رفعه إلا عمر بن حفص عن أبيه، والعلاء مشهور روى عنه الثوري.
(1)
إسناده صحيح. وأخرجه بتمامه الإمام أحمد (41/ 349 - 350/ رقم: 24856) والحاكم (2/ 436)، من طرق عن ابن المبارك، وهو عنده في الزهد - بزيادات نعيم بن حماد - (رقم: 298).
(2)
الجامع (رقم: 3241)، وقال:"وفي الحديث قصة".
(3)
وفي تحفة الأشراف (11/ 450): "صحيح غريب من هذا الوجه"، وفي المطبوع:"حسن صحيح غريب".
(4)
مسند البزار (3/ رقم: 1754 - 1756).
(5)
وأخرجه موقوفًا على ابن مسعود: الترمذي (رقم: 2573) وأبو عوانة - كما في إتحاف المهرة (10/ رقم: 12690).
قلتُ: رواه مسلم
(1)
، عن عمر بن حفص. قال الدارَقُطْني
(2)
: رفعُه وهمٌ، رواه الثوري ومَرْوان وغيرُهما عن العلاء بن خالد موقوفًا. قلت: ويُروى عن أبي هريرة قولَه، رواه الطبراني في الثاني من السنة.
296 -
وقال البزّار
(3)
: حدثنا محمد بن اللَّيْث الهدادي، ثنا محمد بن عمر الرومي، ثنا عُبَيْد الله بن سعيد قائد الأَعْمَش، عن الأَعْمَش، عن زَيْد بن وهب، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل الحجرات، سُعِّرت النار، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا". قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلّا عُبَيْد الله بن سعيد بهذا الإسناد، ولا نعلمه يُرْوَى عن عبد الله إلّا من هذا الوجه.
297 -
وقال البزّار
(4)
: حدثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى، عن التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن سَلْمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائةَ رحمة، منها رحمةٌ بين الخلائق قسمها، وحبس عنده تسعة وتسعين إلى يوم القيامة".
(1)
الصحيح (رقم: 2842).
(2)
الإلزامات والتتبع (ص 227).
(3)
مسند البزار (5/ رقم: 1772). وإسناده ضعيف، فإن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ضعيف كما في التقريب، ومحمد بن عمر الرومي ضعفه أبو داود السجستاني. وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ رقم: 10393) والأوسط (رقم: 7413)، من طريق شيخ البزار.
(4)
مسند البزار (6/ رقم: 2507).
رواه مسلم
(1)
، من حديث أبي معاوية عن داود عن أبي عثمان
(2)
. قال الدارَقُطْني
(3)
: وغيرُ أبي معاوية
(4)
يقفه عن داود. ورُوِيَ هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
298 -
من حديث جُنْدُب
(5)
.
299 -
ومن حديث أبي صالح عن أبي سعيد
(6)
.
300 -
ومن حديث عِكْرِمَة عن ابن عبّاس
(7)
.
301 -
ومن حديث سعيد بن المسيّب
(8)
وعطاء
(9)
ومحمد بن سيرين
(10)
ومحمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم عن أبي هريرة.
302 -
ومن حديث بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جدّه
(11)
.
(1)
الصحيح (رقم: 2753).
(2)
وأيضًا من طريق معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي.
(3)
الإلزامات (ص 209).
(4)
منهم: عبد الرحيم بن سليمان عند ابن أبي شيبة في المصنف (18/ 531/ رقم: 35347)، ومحمد بن أبي عدي عند المروزي في زيادات الزهد (رقم: 1037) وابن جرير في تفسيره (9/ 168)، وعبد الوهاب الثقفي عن ابن جرير (9/ 168).
(5)
أخرجه أحمد (31/ 99/ رقم: 18799)، والحاكم (1/ 56 - 57 و 4/ 248)، وفيه قصة.
(6)
أخرجه أحمد (18/ 88 - 89/ رقم: 11530) وابن ماجه (رقم: 4294) وأبو يعلى (2/ رقم: 1098).
(7)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 374/ رقم: 12047).
(8)
عند البخاري (رقم: 6000) ومسلم (رقم: 2752).
(9)
عند مسلم (رقم: 2752) وأحمد (15/ 373/ رقم: 9609)، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
(10)
عند أحمد (16/ 392 - 393 - رقم: 10672) والحاكم (4/ 248).
(11)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ رقم: 1006).
303 -
وقال البزّار
(1)
: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو أنّ حجرًا قذفوه في جهنّم، ما وصل إلى قعرها سبعين خريفًا". قال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلّا من هذا الوجه، ولا روى عطاء بن السائب عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه إلّا هذا الحديث. هو في الثمانين للآجري
(2)
.
304 -
وفي خطبة عُتْبَة بن غَزْوان: "ولقد بلغني أنّ الحجر لَيُلقى من شفير جهنّم، فما يبلغ قَعْرَها سبعين عامًا". في الأول من حديث ابن المُتَيَّم
(3)
.
305 -
وقال البزّار
(4)
: حدثنا محمد بن المثنّى ويحيى بن حكيم قالا: ثنا عبد الوهّاب، ثنا أيّوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن أبي بَكْرَة، عن أبيه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
مسند البزار (8/ رقم: 3093). وإسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط وقد سمع منه جرير بعد اختلاطه، لكن تابع جريرًا: أبو الأحوص وعنه هناد الزهد (رقم: 251)، وسليمان التيمي عند البيهقي في البعث والنشور (رقم: 1061).
(2)
الثمانون (رقم: 36)، لعثمان بن محمد بن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد.
(3)
أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد البغدادي، توفي سنة 409 هـ. وحديثه ذكره ابن حجر في المجمع المؤسس (1/ 580).
(4)
مسند البزار (9/ رقم: 3615). وأخرجه البخاري (رقم: 3197 و 4406 و 7447) ومسلم (رقم: 1679)، عن ابن المثنى.
"إنّ الزمان قد استدار كهيئته يومَ خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثٌ متواليات: ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم، ورجب مُضَر بين جمادى وشعبان". قال: وهذا الكلام قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ولا نعلم لهذا الكلام وجهًا يُرْوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحسنَ من هذا الوجه عن أبي بَكْرَة، وقد رواه غيرُ واحد فقال: عن أيّوب عن محمد عن أبي بَكْرَة، ولم يذكر ابنَه.
306 -
أخبرتنا زَيْنَب ابنة أحمد قالت: أنبأنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود ابن أبي منصور، أبنا أبو علي الحدّاد، ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الكسائي، أبنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ - إملاءً -، ثنا العبّاس بن علي بن العبّاس؛ [قال: وحدثنا عبد الله بن أحمد الجصّاص ببغداد، قالا: حدثنا يزيد بن عمرو بن البراء الغَنَوي، حدثنا مَعْقِل بن مالك]
(1)
، ثنا عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري، عن عُبَيْد الله بن أنس قال: سألت أنس بن مالك عن ثلاث خصال، عن الشمس والقمر والنجوم، من أيّ شيء خُلِقْن؟ قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّهن خُلِقن من نور العرش
(2)
.
307 -
روى ابن وهب في الثاني من مسنده، عن هشام - هو: ابن سعد -، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الشمس والقمر خُلَقا من نار، ويعودان فيها". هذا مرسل.
(1)
ما بين المعقوفين سقط من قلم المصنف، وقد استدركتُه من العظمة لأبي الشيخ، وحتى لا يكون في الإسناد سقط.
(2)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ رقم: 613). وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم: 6062)، عن محمد بن يونس العصفري عن معقل.
308 -
أخبرتنا زَيْنَب، أبنا ابن السيِّدي، أبنا وفا، أبنا ابن بيان، أبنا ابن بِشْران. وأخبرنا جدّي، أنبأنا ابن الحَصْري، أبنا ابن شاتيل، أبنا ابن البُسْري، أبنا ابنُ شاذان. وأخبرنا ابنُ أبي طالب، أنبأنا قمر بن هلال، أبتنا شُهْدَة، أبنا الباقلاني، أبنا ابنُ شاذان؛ قالا
(1)
: أبنا حمزة
(2)
، ثنا محمد بن مَنْدَه الأصبهاني، ثنا محمد بن بُكَيْر، ثنا خالد، عن الشَّيْباني، عن عَوْن بن عبد الله، عن أخيه عُبَيْد الله، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ في الجمعة لساعةً لا يوافقها أحدٌ يسأل فيها شيئًا إلّا أعطاه" قال: فقال له عبد الله بن سلام: إنّ الله تعالى ابتدأ الخلق، فخلق الأيام: يوم الأحد، ويوم الإثنين، وخلق السموات يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس، ويوم الجمعة إلى صلاة العصر، وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس
(3)
. رواه الإسماعيلي في الثالث من معجمه
(4)
. وحديث عبد الله بن سلام رواه مسلم في كتاب العلل، لسعيد المَقْبُري عن أبيه عنه، والنسائي في اليوم والليلة
(5)
.
309 -
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا إسماعيل بن أبي الحسن بن باتَكين، أبنا عمر بن علي الصَّيْرَفي، أبنا رزق الله بن عبد الوهّاب، أبنا أحمد بن محمد المُتَّيَّم، ثنا حمزة بن القاسم بن
(1)
يعني: ابن شاذان، وابن بشران.
(2)
هو: ابن محمد بن العباس الدهقان العقبي البغدادي. مترجم في السير (15/ 516).
(3)
الرواية من حديث حمزة الدهقان. المعجم المفهرس (1175).
(4)
معجم أسامي شيوخ الإسماعيلي (2/ 590).
(5)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10047).
عبد العزيز، ثنا علي بن داود القَنْطَري، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن العباس قال:"خلق الله السموات من دخان، ثم ابتدأ خلقَ الأرض يومَ الأحد ويومَ الإثنين، فذلك قولُ الله عز وجل: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9]، ثم {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 10، 11] فسمّكها وزيّنها بالنجوم والشمس والقمر، وأجراهما في فلكهما، وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يومَ الخميس والجمعة، وخلق الجنّة في يوم الجمعة، وذلك قول الله عز وجل {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الفرقان: 59]، وسَبَتَ كل شيء يومَ السبت، فعظّمت اليهودُ يومَ السبت لأنَّه سَبَت فيه كلَّ شيء، وعظّمت النصارى يومَ الأحد لأنَّه ابتُدِئ فيه خلقُ كلِّ شيء، وعظّم المسلمون يومَ الجمعة لأنّ الله فرغ فيه من خلقه وخلق في الجنّة رحمتَه، وجمع فيه آدم، وفيه أُهْبِطَ من الجنّة، وفيه قُبِلَتْ توبتُه، وهو أعظمُها"
(1)
.
310 -
في الفاروق
(2)
، لأبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن كعب:"تُبَدَّل السمواتُ، فتصير جنانًا، وتُبَدَّل الأرضُ، فيصير مكانَ البحر نارًا".
(1)
الرواية من حديث أحمد بن محمد المتيّم. المجمع المؤسس (1/ 580 - 581). وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث، قال في التقريب:"صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة". وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ رقم: 877) وابن منده في التوحيد (1/ رقم: 62)، لأبي حاتم الرازي عن عبد الله بن صالح.
(2)
الفاروق في الصفات، لأبي إسماعيل الهروي. والأثر عند أبي نعيم في الحلية (5/ 370)، باللفظ نفسه. وأخرجه الطبري في التفسير (13/ 735)، لحجاج بن محمد عن أبي جعفر، وفيه:"وتبدل الأرض غيرها".
311 -
ولعِكْرِمَة عن ابن عبّاس {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]، قال:"تُبدّل السمواتُ جنانًا، والأرضُ جهنّم".
312 -
قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار
(1)
: حدثنا أحمد بن أَبَان القرشي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يزيد بن جُعْدُبَة، عن عبد الرحمن بن مِخْراق، عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله خلق ريحًا، وأسكنها بيتًا، وأغلق عليها بابًا، فلو فُتح البابُ لأَذْرَت ما بين السماء والأرض، وما يأتيكم فإنما يأتيكم من خلال ذلك الباب، وأنتم تسمّونها الجنوب، وهي عند الله الأزْيَب". رواه البخاري في التاريخ
(2)
. ورواه اللالكائي
(3)
، لعليّ بن شُعَيْب عن سفيان، ولفظه:"إنّ الله خلق في الجنّة ريحًا بعد الريح بسبع سنين، ودونها بابٌ مغلق، فإنما يأتيكم الرَّوْح من خلال ذلك الباب، ولو فتح ذلك الباب لأَذْرَت ما بين السماء والأرض، وهي عند الله الأَزْيَب، وهي عندكم الجنوب". وهو عندنا في الثامن من المَحامِلِيّات البَيْعِيّة
(4)
.
(1)
مسند البزار (9/ رقم: 4063). ويزيد بن جعدبة هو: يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة، كما صرّح بذلك الحافظ ابن عديّ في الكامل في الضعفاء (7/ 264) بعد روايته للحديث، وهو الذي استظهره الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 3074). ويزيد هذا كذّبه مالك كما في التقريب، وبه أعلّ الحديث الحافظ الهيثمي في المجمع (8/ 135)، وحكم عليه الشَّيخ الألباني بالوضع.
(2)
التاريخ الكبير (5/ 347). وأخرجه الحميدي في مسنده (رقم: 129)، عن سفيان.
(3)
في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (6/ رقم: 2270)، وفيه تصحيف وسقط.
(4)
أمالي المحاملي - برواية البيع - (ج 8/ رقم: 30).
وهو في الأول من حديث سفيان بن عيينة - رواية بِشْر بن مَطْر -
(1)
، وفي الثاني من الثققيات
(2)
، لشُعْبَة عن عمرو بن دينار.
313 -
وقال
(3)
: حدثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا المغيرة بن سَلَمَة أبو هشام، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الله بن عبد الله بن الأصمّ، عن عمّه يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: أرأيتَ قوله {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133]، فأين النار؟ قال:"أرأيتَ الليلَ فألبس كل شيء، فأين النهار؟ " قال: حيث شاء الله، قال:"فكذلك حيث شاء الله". رواه إسحاق بن راهويه
(4)
، عن المَخْزومي عن عبد الواحد بن زياد.
314 -
وقال البزّار
(5)
: حدثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عبيد الله ابن عبد الله بن الأصمّ، عن عمّه يزيد بن الأصمّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل: عن أبي هريرة -.
315 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا أبو عمران، أبنا أبو محمد الدارمي، ثنا محمد بن
(1)
ليس في الثالث منه، وهو الذي وصلنا.
(2)
الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة (ق 165/ ب - مجموع 22).
(3)
أي البزار في مسنده - كما في كشف الأستار (3/ رقم: 2196) -، وإسناده على شرط مسلم.
(4)
في مسنده (1/ رقم: 437)، وتصحّف فيه (عبيد الله) إلى (عبد الله)، وقد أخرجه ابن حبان (الإحسان: 1/ رقم: 103) من طريق إسحاق بن راهويه، وسمى الراوي (عبيد الله).
(5)
مسند البزار (16/ 224/ رقم: 9381).
يوسف، عن سفيان، عن سليمان التَّيْمي، عن أَسْلَم العِجْلي، عن بِشْر بن شَغَاف، عن عبد الله بن عُمَر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور، قال:"قرنٌ يُنفخُ فيه"
(1)
. رواه شُعْبَة عن سليمان التَّيْمي، في التفسير المنثور لأبي بكر الشافعي. وقوله:{نُقِرَ في النَّاقُرِ} : نُفخ في الصور.
316 -
وقال قُتَيْبَة: ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله، فحسر ثوبه حتى أصابه المطر، فقيل له: لم صنعت؟ قال: "إنّه حديثُ عهد بربّه". أخبرنا بذلك ابن أبي الهَيْجاء وابن المحبّ قالا: أبنا البَكْري، أنا أبو رَوْح، أنا الفُضيْلي، أنا مُحْلِم، أبنا الخليل بن أحمد، أبنا السَّرّاج، ثنا قُتَيْبَة، فذكره
(2)
. رواه أحمد
(3)
.
ورواه البخاري في الأدب
(4)
، عن عبد الله بن أبي الأسود عن جعفر بن سليمان.
(1)
أخرجه الدارمي في مسنده (رقم: 2798)، والرواية من طريقه. وهو عند أبي داود (رقم: 4742) والترمذي (رقم: 2430) والإمام أحمد (11/ 53/ رقم: 6507)، من طرق عن سليمان التَّيمي.
(2)
الرواية من طريق حديث قتيبة بن سعيد - برواية السراج -. والإسناد صحيح. وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 16/ رقم: 6135)، عن السراج.
(3)
المسند (19/ 364/ رقم: 12365) عن بهز بن أسد، و (21/ 324/ رقم: 13820) عن عفان، كلاهما عن جعفر بن سليمان.
(4)
الأدب المفرد (رقم: 571).
ورواه مسلم
(1)
، عن يحيى بن يحيى عن جعفر.
تفرّد به جعفر.
ورواه أبو يعلى
(2)
، عن قَطَن بن نُسَيْر عن جعفر.
وروي من حديث يوسف بن عطيّة عن ثابت، في أواخر معجم الإسماعيلي
(3)
.
واستنكره بعضُ الحُفّاظ
(4)
.
وهو في الجزء الثاني من حديث البغوي - رواية ابن الجرّاح -، وأوّل فوائد أبي إسحاق المزكّي
(5)
.
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق
(6)
، عن أبي زيد عُمَر بن شَبَّة عن يوسف ابن عطيّة الصفّار عن ثابت؛ ويوسف ضعيف
(7)
.
317 -
قال أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني الفقيه
(8)
: سمعت أبا بكر النقّاش يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: قيل لذي النون المصري: ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال: "لقرب العهد بالربّ".
(1)
الصحيح (رقم: 898).
(2)
مسند أبي يعلى (6/ رقم: 3426).
(3)
معجم شيوخ الإسماعيلي (3/ 738 - 739/ رقم: 354).
(4)
أورد الذهبي في الميزان (1/ 410) هذا الحديث من ضمن أحاديث استُنكرت على جعفر بن سليمان.
(5)
المزكيات (رقم: 2)، عن السراج.
(6)
مكارم الأخلاق ومعاليها (رقم: 1063 - رسالة جامعية).
(7)
انظر: التهذيب (4/ 458).
(8)
من مؤلفاته: السنن، ومعجم الصحابة. توفي سنة 398 هـ. السير (17/ 75 - 76). والأثر أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (14/ 318)، عن محمد بن أحمد بن رزق عن النقاش.
318 -
قال خُشَيش بن أَصْرم: حدثنا الحجّاج بن نُصَيْر، ثنا حسّان بن إبراهيم الحنفي، عن عطيّة بن عطيّة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن سعيد بن المسيّب، عن رافع بن خُدَيْج قال: قلت: يا رسول الله قل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال: "تومن بالله وحده، وأنّه لا يملك أحدٌ معه ضرًّا ولا نفعًا، وتؤمن بالجنّة والنار، وتعلم أنّ الله خلقهما قبل الخلق ثم خلق الخلقَ فجعل من شاء منهم إلى الجنّة وجعل من شاء منهم إلى النار، عدلًا ذلك منه عز وجل"
(1)
.
319 -
وقال: حدثنا الفِرْيابي، ثنا محمد بن عبد العزيز، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شُعَيْب، عن سعيد بن المسيّب قال: حدثني رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
(2)
.
(1)
قال الذهبي في الميزان (3/ 80) في ترجمة عطية بن عطية: "لا يُعرف، وأتى بخبر طويل موضوع"، فكأنه يشير إلى هذا الحديث. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 357 - 358) بسياق طويل، وزاد في إسناده (عطاء بن أبي رباح) بين (عطية) و (عمرو بن شعيب)، وهو الصواب كما في سائر الطرق. وأخرجه الطبراني (4/ رقم: 4270)، عن أبي مسلم الكشي عن حجاج بن نصير. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة - كما في بغية الباحث (رقم: 750) - والفِرْيابي في القدر (رقم: 225) واللالكائي (رقم: 1099) وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني: 2/ رقم: 1517) والبيهقي في القضاء والقدر (رقم: 201)، من طرق عن حسان بن إبراهيم.
(2)
لم أجده في القدر للفريابي من هذا الطريق، وإنما أخرجه (رقم: 223، 224) من طريقين عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة. ولم أعثر على ترجمة (محمد بن عبد العزيز) شيخ الفريابي، ولم يذكره المزي في شيوحه كما نقله عنه الذهبي في السير (14/ 101). وأخرجه الآجري في الشريعة (2/ رقم: 389 - 390)، عن الفريابي كما في القدر. وأخرجه الطبراني (4/ رقم: 4271 - 4272) وابن بطة (الكتاب الثاني: 2/ رقم: 1517) واللالكائي (رقم: 1100)، من طرق عن المقرئ عن ابن لهيعة.
320 -
وقال: حدثنا أبو عاصم، عن سعدان بن بِشْر الكوفي، ثنا أبو مجاهد الطائي قال: حدثني أبو مُدِلَّة مولى عائشة قال: ثنا أبو هريرة قال: قلنا: يا رسول الله أخبرْنا عن الجنّة، ما بناؤها؟ قال:"لَبِنَة من ذهب، ولَبِنَة من فضّة، ومِلاطُها المسك الأَذْفَر، وحَصْباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من دخلها يُخَلَّد لا يموت، وينعم لا يبأس، لا تُخَرَّق ثيابهم، ولا يفنى شبابهم"
(1)
.
321 -
قال إسحاق بن راهويه: أبنا المَخْزومي، ثنا هُشَيْم، عن زكريا بن أبي مريم الخُزاعي قال: سمعت صُدَيّ بن عَجْلان الباهلي يحدّث أنّه قال: "ما بين شفير جهنّم إلى قَعْرها مسيرةُ سبعين خريفًا، من حَجَر يهوي أو حَجَرة تهوي"، فذكر عَظْمَها كعُشْر عشْراوات عظام سمان؛ قال: قلت: فهل تحت ذلك من شيء؟ فقال: "نعم، غيّ وآثام"
(2)
.
(1)
أبو مدلة قال فيه الحافظ ابن حجر: "مقبول"، يعني إذا توبع، وقد توبع على بعض الحديث كما سيأتي، ثم للحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري كما سيأتي. وأخرجه الإمام أحمد (15/ 464/ رقم: 9744) والدارمي (رقم: 2821) من طريقين عن سعدان، وله طرق عن أبي مجاهد الطائي. وتابع أبا المدلة العلاءُ بن زياد العدوي - وهو ثقة - على بعض الحديث، أخرجه أحمد (14/ 359/ رقم: 8747) والبزار - كما في كشف الأستار (4/ 190/ رقم: 3509) - والطبراني في الأوسط (رقم: 2532)، من طرق عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة. ورواه معمر عن قتادة موقوفًا على أبي هريرة، عند عبد الرزاق في المصنف (11/ رقم: 20875). ويشهد لبعض الحديث حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه البيهقي في البعث (رقم: 77) وأبو نعيم في الحلية (6/ 204).
(2)
إسناده ضعيف، زكريا بن أبي زائدة، قال فيه النَّسَائِي:"ليس بالقوي"، ترجم له الذهبي في الميزان (2/ 74) والمغني في الضعفاء (1/ 240). وأخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم: 302) عن هشيم بن بشير، والعقيلي في الضعفاء (2/ 88) لخلف بن الوليد عن هشيم.=
322 -
وفي حديث أبي سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنّم؟ لهي أشدُّ سوادًا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفًا". وهو في الثاني من منتقى المعجم الأوسط للطبراني
(1)
.
323 -
حديث عاصم بن كُلَيْب الجَرْمي، عن أبيه، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس: كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد، وفيه: أخبرَهم عن رأيه في ليلة القدر، وأنَّه قال:"السبع، رأيتُ الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرض سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، ونبْتُ الأرض سبعٌ"، ثم فسّر قولَه (نبْتُ الأرض سبع) فقال:"إنّ الله يقول {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} إلى قوله {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عَبَسَ: 26 - 31]، والأبّ نبتُ الأرض مما يأكله الدوابّ ولا يأكله الناس". رواه ابن خُزَيْمَة في صحيحه
(2)
.
= ورواه بمعناه - لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن جرير في التفسير (15/ 571) والطبراني في الكبير (8/ رقم: 7731) والمروزي في تعطيم قدر الصلاة (رقم: 36)، قال ابن كثير في التفسير (5/ 246):"هذا حديث غريب، ورفعه منكر". وقد صحت أحاديث في الباب كما في الصحيحة (رقم: 1612).
(1)
المعجم الأوسط (رقم: 485)، من طريق معن بن عيسى عن الإمام مالك عن عمه أبي سهيل. وممن رواه عن مالك أيضًا مرفوعًا: ابن أبي بكير كما ذكره الدارقطني في العلل (10/ 83)، وقال:"والصحيح موقوف"، وقال أبو العباس الداني في الإيماء (3/ 556):"ومن الناس من رفعه عن مالك، ولا يصح رفعه عنه". وهو موقوف على الصواب في الموطأ - برواية يحيى الليثي - (2/ 759)، قال ابن عبد البر في الاستذكار (27/ 390):"حديث مالك عن عمه موقوف عن أبي هريرة، ومعناه مرفوع؛ لأنَّه لا يُدرك مثلُه بالرأي، ولا يكون إلا توقيف".
(2)
صحيح ابن خزيمة (3/ رقم: 2172)، وإسناده حسن.=
324 -
قال محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة في تاريخه: ثنا المِنْجاب بن الحارث، ثنا يزبد بن أبي حكيم، أبنا الحكم بن أبان، سمعت عِكْرِمَة مولى ابن عباس يقول: سمعتُ ابن عباس يقول: "إنّ الشمس لا تطلع كلَّ يوم حتى تُوتَر كما يوتَر القَوْس"
(1)
.
325 -
حدثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جُبَيْر قال:"سار ذو القرنين من مطلع الشمس إلى مغربها اثنتي عشرة سنة"
(2)
.
326 -
حدثني أبي، ثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن عاصم، عن وائل بن ربيعة، عن عبد الله قال:"ما بين كل أرض إلى الأخرى مسيرةُ خمسمائة عام، وعرض كل أرض مسيرةُ عام"
(3)
.
327 -
حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية، ثنا أبي، عن الأَعْمَش، عن أبي نَضْرَة
(4)
، عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
= وأخرجه الحاكم (1/ 437 - 438) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
(1)
إسناده حسن، رجاله رجال التهذيب، وما بين ثقة وصدوق.
(2)
إسناده ضعيف، عمرو بن ثابت - وهو: ابن أبي المقدم - قال في التقريب: "ضعيف رُمي بالرفض". وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (4/ رقم: 971)، لابن الأصبهاني عن عمرو بن ثابت، وسياقه طويل.
(3)
هكذا أورده المؤلف عن ابن أبي شيبة في التاريخ. وقد أخرجه - بذكر السماء بدل الأرض - ابن خزيمة في التوحيد (1/ 243 - 244) والطبراني في الكبير (9/ رقم: 8986)، لحماد بن سلمة عن عاصم، وفي إسناديهما (المسيب بن رافع) بين (عاصم) و (وائل بن ربيعة)، والظاهر أن (المسيب بن رافع) قد سقط من الإسناد الذي ساقه المصنف.
(4)
هكذا يقرأ بخط المصنف، وهو: المنذر بن مالك العبدي.
"ما بين الأرض إلى السماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وغِلَظ كلّ سماء خمسمائة سنة، وما بين كلّ سماء إلى السماء التي تليها مسيرةُ خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك"
(1)
.
328 -
حدثنا أبي، ثنا غُنْدَر، عن شُعْبَة، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي الضُّحى، عن ابن عبّاس في هذه الآية {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] فقال: "في كلّ أرض نحوُ ما على الأرض من الخلق"
(2)
.
329 -
قال إسحاق بن راهويه: أخبرنا يزيد بن أبي حكيم العَدَني قال: حدثني أبو عبد الرحمن، عن أنس بن مالك، قال: قيل له: يقولون الجنّة في السماء؟ قال: "وأيُّ سماء تَسَع الجنّة، وأيّةُ أرض تَسَع الجنّة؟ " قالوا: يا أبا حمزة، فأين الجنّة؟ قال:"في السماء السابعة عند العرش في هواء الآخرة".
330 -
قال وكيع في الزهد
(3)
: حدثنا الأَعْمَش، عن خيثمة قال: قال عبد الله: "الأرض كلُّها يوم القيامة نار، والجنّة من ورائها تُرى كواعبُها وأكوابُها، وإنّ الرجل ليعرق حتى يفيض عرقًا، وحتى ينوخ في الأرض قامة، ويرتفع حتى يكون عند أنفه وما مسَّه الحساب".
(1)
في إسناده عنعنة الأعمش، وهو مدلس. وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده - كما في المطالب العالية (4/ رقم: 3448) - والبزار (9/ رقم: 4075)، من طريقين عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر، وقال البزار:"وأبو نصر اسمه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر".
(2)
أخرجه ابن جرير (23/ 77 - 78) والحاكم (2/ 493) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم: 832)، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال البيهقي:"إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا".
(3)
الزهد (رقم: 365) لوكيع.
قالوا: وممّ ذلك يا أبا عبد الرحمن؟
قال: "مما يرى الناس يلقون".
331 -
عن عِمْران العَمّي قال: سمعت أن بن مالك يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حيث خلق الله الداء خلق الدواء، فتداوَوْا". رواه أبو يعلى الموصلي
(1)
، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ في المختارة
(2)
.
332 -
عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله: "ما خلق الله داءً إلّا وقد خلق له دواءً؛ إلّا السامَّ، وهو الموت". رواه الطبراني في الأول من معجمه الصغير
(3)
.
333 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء قالت: أنبأنا جعفر الهَمْداني، أنا السِّلَفي، أنا السِّمْناني، أنا ابن شاذان، أنا العَبّاداني، ثنا محمد الدقيقي، ثنا يزيد - هو: ابن هارون -، عن شريك، عن محمد بن جُحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
لم أجده في مسنده، ولا في زوائد مسنده.
(2)
الأحاديث المختارة (6/ رقم: 2352)، من طريق أبي بكر المقرئ عن أبي يعلى الموصلي عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يونس بن محمد عن حرب بن ميمون عن عمران. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (12/ 24/ رقم: 23881). وأخرجه أحمد (20/ 50/ رقم: 12596)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 84) وقال:"رجاله رجال الصحيح، خلا عمران العمي، وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين".
(3)
المعجم الصغير (رقم: 92)، وهو في المعجم الأوسط (رقم: 2534). وأورده الهيثمي (5/ 84) وقال: "وفيه شبيب بن شيبة، قال زكريا الساجي: صدوق يهم، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح".
"الجنّة مائة درجة، ما بين الدرجتين خمسمائة عام". قيل ليزيد: هو عطاء بن أبي رباح؟ قال: نعم
(1)
. روي بعضُه من حديث سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة، في جزء عامر بن سَيّار.
334 -
قال سعيد بن منصور
(2)
: حدثنا عُبَيْدَة بن حُمَيْد الحَذّاء، ثنا عمّار الدُّهْني، عن حمّاد المديني، عن كُرَيْب قال: دعاني ابن عبّاس فقال: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله بن عباس إلى فلان حَبْر تَيْماء، سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو". فقلت: تبدأه فتقول: سلامٌ عليك؟ فقال: "إنّ الله هو السلام، اكتب: سلام عليك، أمّا بعد، فحدِّثْني عن مستقرّ ومستودع، وعن جنّة عرضها السموات والأرض". قال: فذهبتُ بالكتاب إلى اليهودي، فأعطيتُه إياه، فلما نظر إليه فقال: مرحبًا بكتاب خليلي من المسلمين، فذهب إلى بيته، ففتح أسفارًا له كبيرة، فجعل يطرح تلك الأسفار لا يلتفت إليها، فقلت: ما شأنك؟ قال: هذه أسفار كتَبَتْها اليهود، حتى أخرج سِفْرَ موسى، فنظر إليه فقال: المستودع الصلب، والمستقر الرحم، ثم قرأ هذه الآية {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ}
(1)
في إسناده شريك وهو: ابن عبد الله النخعي، وهو سيء الحفظ، والحديث حسن بالشواهد. وأخرجه أحمد (13/ 300/ رقم: 7923) عن يزيد بن هارون، والترمذي (رقم: 2529) عن عباس العنبري عن يزيد، وعندهما (مائة عام) بدل (خمسمائة).
(2)
في سننه (5/ 61 - 66/ رقم: 898).
وأخرج ابن حبان (الإحسان: 14/ رقم: 6556)، من طريق سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى حبر تيماء، فسلّم عليه.
[الحج: 5]{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)} [البقرة: 36]، قال: هو مستقرُّه فوق الأرض، ومستقرُّه في الرحم، ومستقرُّه تحت الأرض، حتى يصير إلى الجنّة أو النار، ثم نظر فقال: جنّة عرضها السموات والأرض، قال: سبع سموات وسبع أرضين، يُلَفَّقْن كما يُلَفَّق الثيابُ، بعضُهنّ إلى بعض، فقال: هذا عرضها، ولا يصف أحدٌ طولَها.
335 -
أخبرنا ابن أبي طالب، أنبأنا عبد اللطيف، أبنا ابن منصور، أبنا المبارك، أبنا ابن عبد الواحد، أبنا ابن شاذان، أبنا ابن المُغَلِّس، أبنا سعيد الأموي، حدثني أبي قال: قال إسحاق في حديث خَيْبَر، قال: قال أبو لُبَابة بن عبد المُنْذِر: لمّا أشرفنا على خَيْبَر قال لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللَّهمّ ربَّ السموات السبع وما أَظْلَلْن، وربَّ الأرضين وما أَقْلَلْن، وربَّ الشياطين وما أظْلَلْن، وربَّ الرياح وما ذَرَيْن، إنّا نسألك خيرَها وخيرَ أهلها، ونعوذ من شرّها وشرّ ما فيها". ثم مضينا فنزلنا
(1)
.
336 -
أخبرنا إبراهيم بن صالح بن هاشم، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود الجمّال وغيُر واحد قالوا: أبنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نُعَيْم، أنا عبد الله بن جعفر الجابري، ثنا محمد بن أحمد بن أبي المُثَنَّى، ثنا جعفر بن عَوْن، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)} [الجاثية: 36]، قال: "الجنّ
(1)
الرواية من طريق المغازي لسعيد الأموي. وإسناده معضل. وقد أخرجه متصلًا، الطبراني في الأوسط (رقم: 7516)، لعامر بن عبد الله بن الزبير عن أبي لبابة، وقال الطبراني:"لا يروى هذا الحديث عن أبي لبابة إلا بهذا الإسناد". وأورده الألباني في الصحيحة (رقم: 2759) وحسّنه بالشواهد.
عالَم، والإنس عالَم، وسوى ذلك ثمانية عشرة
(1)
ألف [عالم]
(2)
من الملائكة على الأرض، والأرض لها أربعة زوايا، كل زاوية أربعة ألف عام، وخمسمائة عالم خلقهن الله"
(3)
.
(1)
كذا بخط المصنف، والأنحى: ثمانية عشر.
(2)
كتب المصنف: (عام).
(3)
الرواية من جزء الجابري (رقم: 28). وأخرجه عنه أبو نعيم في الحلية (2/ 219). وأخرجه ابن جرير (1/ 146 - 147) وابن أبي حاتم (1/ رقم: 15)، لعبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 122):"وهذا كلام غريب، يحتاج مثله إلى دليل صحيح".
باب قوله تعالى: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40]
337 -
عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تُفتح أبواب السماء في كل إثنين وخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلّا امرؤ بينه وبين أخيه شحناء، قال: فيقول: انتظر هذين يصطلحا". في فضائل الأوقات للبيهقي
(1)
. وقد كتبناه في (باب تكليم الملائكة وقت تفتح أبواب الجنّة)
(2)
.
338 -
قال الإمام أحمد: حدثنا سَيّار، ثنا جعفر، ثنا أبو عِمْران، عن أبي الجَلْد قال: حبسني ابنُ عبّاس في داره سنتين يسألني، وسألني عن السماء ما هي؟ فقلت: قدح مكفوف. قال أحمد: أبو الجَلْد اسمه: جيلان بن فَرْوَة
(3)
.
339 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن تمّام، أبنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك المقدسي، أبنا الفتح بن عبد الله بن محمد بن هبة الله بن عبد السلام، أبنا جدّي محمد ابن هبة الله، أبنا أبو الخطّاب نصر بن
(1)
فضائل الأوقات (رقم: 292).
(2)
لم أجد هذا الباب صريحًا في النسخة.
(3)
ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ رقم: 2275) قال: "صاحب كتب التوراة ونحوها"، ونقل توثيق الإمام أحمد له.
أحمد بن البَطِر، أبنا أبو طالب مكّيّ بن علي ابن عبد الرزّاق المؤذِّن، ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الحرّاني، ثنا أحمد بن علي بن المُثَنَّى، ثنا زُهَيْر بن حَرْب، ثنا جرير، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: أتت الحُمّى إلى رسول الله، فاستأذنتُ عليه، قال:"من أنت؟ " قالت: أنا أمّ مِلْدَم قال: "أتذهبين إلى أهل قباء؟ " قالت: نعم، فحُموا ولقوا منها شدّة، فاشتكوا إليه فقالوا: يا رسول الله، ما لقينا من الحمّى، قال:"إن شئتم دعوتُ الله فكشفها عنكم، وإن شئتم كانت لكم طهورًا" قالوا: لا، بل تكون لنا طهورًا. رواه أحمد
(1)
، عن أبي معاوية عن الأَعْمَش. وإسناده على شرط الصحيحين
(2)
.
340 -
وفي الثاني من مشيخة يعقوب بن سفيان
(3)
، لعطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت الحُمّى إلى رسول الله، فقالت: يا رسول الله ابعثني إلى آثِر أهلك عندك، فبعثها رسولُ الله إلى الأنصار، الحديث.
(1)
المسند (22/ 287/ رقم: 14393).
(2)
وأخرجه الحاكم (1/ 346)، ليحيى بن المغيرة عن جرير.
(3)
مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي (رقم: 34).
رواه البخاري في كتاب الأدب
(1)
.
341 -
ذكر أبو عمر الطَّلَمَنْكي ما ذكره أبو داود قال: ثنا غسّان بن الفضل - وكان من العلماء - قال: عَبْدَة بن أبي بَرْزَة يقول: "إنّ الجهمية أشرُّ مش اليهود والنصارى، فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر، لأنّ القرآن كلامُ الله وعلمُه، لم يزل ولا يزال، ومن قدّم سياقَ العمل قبل العلم فقد كفر، ومن زعم أنّ الجنّة والنار لم يُخلقا بعدُ فقد كفر، قال الله {يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، فمن زعم أنّ هذه الجنّة ليست تلك الجنّة التي يدخلها المؤمنون فقد كفر، وهو كما وصف نفسه، من غير تفسير ولا تشبيه، وهو السميع من السمع، والبصير من البصر، وهو كما وصف نفسه، وكما يعرف الناسُ من الصفة، بلا تفسير كيف هو، ولكنّه كما ينبغي له".
342 -
قال البخاري في الأدب
(2)
: حدثنا الحسن بن عمر، ثنا عبد الواحد، عن علي بن زيد، حدثني يوسف بن مِهْران، عن ابن عبّاس قال:"المَجَرّة باب من أبواب السماء، وأما قَوْس قُزَح فأمان من الغرق بعد قوم نوح".
343 -
وقال
(3)
: حدثنا الحُمَيْدي، ثنا سفيان، عن ابن أبي حسين وعروة، عن أبي الطُّفَيْل قال: سأل ابنُ الكوّاء عليًّا عن المَجَرّة، قال:"هي شَرَجُ السماء، ومنها فُتحت السماء بماء منهمر".
344 -
وقال
(4)
: حدثنا عارِم، ثنا أبو عَوانه، عن أبي بِشْر، عن
(1)
الأدب المفرد (رقم: 502)، وأورده الألباني في صحيح الأدب (رقم: 387)، وصحح إسناده في الصحيحة (6/ 1/ 17).
(2)
الأدب المفرد (رقم: 765)، وأورده الألباني في ضعيف الأدب (رقم: 318)، وأعله بعلي بن زيد بن جدعان.
(3)
الأدب المفرد (رقم: 766)، وهو في صحيح الأدب (رقم: 589).
(4)
الأدب المفرد (رقم: 767)، وهو كذلك في صحيح الأدب (رقم: 590).
سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"القوسُ أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، والمَجَرّة باب السماء الذي تنشقّ منه".
345 -
وروى ابن عديّ
(1)
، للفضل بن المختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه: "يا معاذ، إني مُرسلُك إلى قوم هم أهل كتاب، فإذا سألوك عن المَجَرّة التي في السماء فقل: هي لُعاب حيّة تحت العرش".
346 -
قال إبراهيم الحَرْبي في غريب الحديث في (مسند الصديق)
(2)
في (الحديث التاسع): حدثنا علي بن مسلم، ثنا أبو داود، ثنا سلْم بن زرير، عن أبي رجاء، عن ابن عبّاس قال:"المَجَرّة بابُ السماء".
347 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني في كتاب النزاع
(3)
: حدثنا أبو عتّاب، ثنا أبو مَكين قال: سمعت عِكْرِمَة يقول في البحر المسجور قال: "بحرٌ تحت العرش". رواه أبو حاتم في كتاب العظمة، لأبي داود وأبي أسامة عن أبي مكين. ورواه أيضًا، لـ[
…
]
(4)
عن عِكْرِمَة عن ابن عبّاس عن كعب. ورواه أيضًا، لأبي صالح مولى أم هانئ عن علي، وهو منقطع.
(1)
في الكامل في الضعفاء (7/ 124)، ومن طريقه العقيلي في الضعفاء (3/ 449). والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (رقم: 296)، وقال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 86): "فإنه - يعني الحديث المذكور - منكر جدا، بل الأشبه أنه موضوع.
(2)
ليس فيما وصلنا من الكتاب.
(3)
لم أقف على ذكر لهذا الكتاب.
(4)
جملة في طرف الورقة، تلاشت حروفها.
348 -
وقال الجَوْزَجاني: حدثنا أبو صالح، أنّ معاوية بن صالح حدّثه، عن أبي الزاهريّة، عن كعب قال:"خلق الله القمر من نور، ألا ترى أنّه قال: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}، وخلق الشمس من نار، ألا ترى أنّه قال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)}، والسراج لا يكون إلّا من نار".
349 -
في كتاب المبعث لهشام بن عمّار، بإسناده عن وهب بن مُنَبِّه أنّه قرأ في كتاب حَزْقيل:"أتاني مَلَكان، فاحتملاني حتى وضعاني إلى جانب الصخرة، فسطع نورٌ ملأ ما بين السماء والأرض، فسمعت صوتًا يقول: ابعثا عبدي فإني مصوِّرٌ خِلْقَتَه"، الحديث، وفيه: "فنظرتُ فإذا السمواتُ والأرضُ معلَّقة بالكرسي كتعليق النعل بالقدم، فَلَإِنْ قلتَ: إنّ السموات والأرض هي تحمل الكرسي، إنّ ذلك لكذلك، ولَئِن قلتَ: إنّ الكرسي يحمل السموات والأرض، إنّ ذلك لكذلك، ثم نظرتُ فإذا السموات والأرض والكرسي في العرش كالبُنْدُقَة
(1)
في البيت"
(2)
.
350 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: حدثنا الحنفي، ثنا زُمْعَة بن صالح، عن سَلَمَة بن وَهْرام، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:"السماء على أربعة أملاك، كلّ زاوية موكّل بها مَلَك"
(3)
.
351 -
قال البخاري في الصحيح
(4)
: باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق، هو فعلُ الربّ وأمرُه، فالربُّ بصفاته وفعله وأمره هو الخالق المكوِّن غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكوَّن".
(1)
طينة مدوّرة يُرمى بها. المغرب في ترتيب المعرب (ص 51).
(2)
أخرج بعضه أبو الشيخ في العظمة (2/ رقم: 231)، وهو من الإسرائيليات.
(3)
زمعة بن صالح ضعيف كما في التقريب.
(4)
في كتاب التوحيد.
352 -
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال]
(1)
: "الحمّى من فَيْح جهنّم، فأطفؤوها بالماء". رواه مسلم
(2)
.
353 -
عن الدَّراوَرْدي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إن هذا الحرّ من فَيْح جهنّم، فأبردوا بالصلاة". رواه مسلم
(3)
. الفَيْح: انتشار الحرّ.
354 -
عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"هذه مكّة حرّمها الله يوم خلق السموات والأرض"، الحديث. رواه النَّسَائِي
(4)
، وهو صحيح الإسناد
(5)
.
355 -
وفي تاريخ البخاري
(6)
، لمحمد بن حُيَيّ عن صَفْوان بن يَعْلى عن يَعْلى
(7)
، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
ما بين المعقوفين سقط سهوا من قلم المصنف.
(2)
صحيح مسلم (رقم: 2210).
(3)
صحيح مسلم (رقم: 615).
(4)
في المجتبى (رقم: 2895).
(5)
وهو بنحوه عند البخاري (رقم: 1833، 1834) ومسلم (رقم: 1353).
(6)
التاريخ الكبير (8/ 414).
(7)
سقط من مطبوعة التاريخ، وهو: يعلى بن أمية.
"البحر من جهنّم، أحاط بهم سُرادِقُها، والله لا أدخلها حتى أُعرض على الله"
(1)
. رواه أحمد
(2)
. وقال علي بن المديني في راويه
(3)
: "مجهول".
356 -
قال الدارَقُطْني في الجزء التاسع والثلاثين من الأفراد
(4)
: حدثنا أبو سليمان داود بن حبيب السِّينيزي بالبصرة، حدثني الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، ثنا موسى بن مَيْمون المرائي - من ولد امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم -، ثنا أبي وأبو الأَشْهَب العُطَارَدي، عن الحسن، عن سَمُرَة بن جُنْدُب قال: قال رسول الله: "يا ابن آدم، أتدري لم خُلقتَ؟ خُلقتَ للحساب، وخُلقتَ للنشور وللوقوف بين يدي الله، وليس ثَمَّ ثالثة دارٍ، إنما هي الجنّة والنار، فإن عملتَ بما يُرضي الرحمن فالجنّة دارُك ومأواك، وإن عملتَ بما يُسخِطه فالنار لا يقوم لها جبّار عنيد ولا شيطان مريد ولا حجر ولا مَدَر ولا حديد، خُلقتَ من غضب الله على على أهل نجوده". هذا حديث غريب من حديث الحسن عن سَمُرَة بن جُنْدُب عن النبي صلى الله عليه وسلم، تفرّد به الحسن بن كثير بهذا الإسناد.
357 -
قال أبو أحمد الزُّبَيْري: ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن
(1)
هكذا ساقه المصنف هنا، لكن الذي يظهر من سياقه في التاريخ الكبير وكذا مسند أحمد: أنّ المرفوع منه وقوله: (البحر من جهنم)، والباقي من كلام يعلى بن أمية.
(2)
المسند (29/ 478 - 479/ رقم: 17960).
(3)
يعني: محمد بن حيي.
(4)
أطراف الغرائب (1/ 401/ رقم: 2175).
مجاهد، قال: قلت لابن عبّاس: أين الجنّة؟ قال: "فوق سبع سموات"، قلت: فأين النار؟ قال: "تحت سبع أبحر مُطْبَقة". رواه أبو نعيم الأصبهاني
(1)
.
358 -
وعندنا في جزء أبي عاصم
(2)
: عن عبد الله بن أبي أُمَيَّة، حدثني رجل، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى، قال رسول الله:"البحر هو جهنّم".
359 -
قال أبو الحسن محمد بن يوسف العامري
(3)
- وهو من الفلاسفة الإسلاميين - في كتابه الفصول البرهانية للمباحث النفسانية "وليس يُشكّ أن هذا العقل الفعّال هو الهداية السارية، وهو - أعني هذا العقل - مباينٌ للأجسام، أن كان ساريًا فيها مستعليًا على جميعها، ولا يجوز أن يكون أوّليَّ الوجود، لأنّه في الحقيقة إشراقٌ من الفلك الأعلى، وقد دلّت الدلائل البرهانية على حدوث الفلك الأعلى، وأنّه لم يبق إلا أن يكون وجودُه بحسب الإبداع الإلهي نحو العرش والكرسي، ولا سيما إذ قال الحكماء: إنّ العرش هو حَرَم الفلك المستقيم، وإنّه ليس فوقه حرمٌ آخر، وإنّ العقل الفعّال قوّةٌ ساطعة من حَرَمه نحو سطوع الشعاع من القرص، ولهذا ما وجدت الأجرام الأخر طائعة له، فأما الكرسي، فهو حرَم الفلك المائل، ومنه يسطع على الأجرام طبيعةُ الكل". قلت: إنما أحكي هذا وأمثال هذا، كما أحكي النقول التي فيها الصحيح والسقيم؛ لمعرفة المذاهب والآراء.
(1)
في صفة الجنة (1/ 156/ رقم: 135).
(2)
وعنه أحمد في المسند (29/ 478/ رقم: 17960). ومن طريقه الحاكم في المستدرك (4/ 596)، وصححه.
(3)
النيسابوري، من أهل خراسان، توفي سنة 381 هـ. الأعلام (7/ 148 - 149).
360 -
قال أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة: حدثنا عيسى بن يونس الرملي، ثنا ضُمْرَة، عن إسماعيل، عن صَفْوان بن عمرو، عن أبي المُثَنّى الأملوكي، عن كعب قال:"إنّ الجنّة في السماء السابعة بحيال الصخرة صخرة بيت المقدس، ولو وقع حجر من الجنّة لوقع على الصخرة، وبذلك سمّيت أورى شلم، وسمّيت الجنّة دار السلام"
(1)
.
361 -
وقال أبو حاتم: حدثنا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك، ثنا بقيّة، عن أمّ عبد الله
(2)
بنت خالد بن مِعْدان، عن أبيها:"إنّ الجنّة مطوية على قرن الشمس تُنْشَر من عام إلى عام"
(3)
.
362 -
وقال أبو حاتم: حدثنا شُعَيْب بن شُعَيْب بن إسحاق، ثنا أبو المغيرة، حدثتنا عَبْدَة، سمعتُ أبي
(4)
يقول: إنّ الجنّة مطويّة كالطومار
(5)
على قرْن الشمس، تُنْشَر من عام إلى عام".
363 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني في كتاب النوّاحين: حدثني عبد الله بن الربيع، ثنا هُشَيْم، أبنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن مُحارِب بن دِثَار قال: دخلت على ابن عُمَيْر فإذا هو يصلي ويبكي، فعرف أني قد رأيتُه، فانصرف فقال:"إن هذه الشمس تبكي من خشية الله فابكوا". هو في حديث ابن خُرَّشيذْ قُولَه عن محمد بن عبيد الله الكاتب.
(1)
إسناده حسن إن شاء الله، ورواية إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو مقبولة؛ لأنَّه حمصي.
(2)
سميت في الإسناد الآتي: عبدة.
(3)
فيه عنعنة بقية، وهو مدلس مشهور.
(4)
هو: خالد بن معدان.
(5)
الطومار: الصحيفة، وهي لفظة عربية. اللسان (4/ 502)(ط م ر).
364 -
وقال الجَوْزَجاني: حدثنا ابن أبي مريم، أبنا نافع بن عمر بن جميل قال: أخبرني ابن أبي مُلَيْكَة قال: أخبرني رجل من آل طارق أنّه مرّ بعبد الله بن عمرو وهو ساجد يبكي، فرفع رأسه فرآني فقال:"أتعجب أن أبكي من خشية الله وهذا القمر قد غاب يبكي من خشية الله، فأنا أحقّ أن أبكي"
(1)
.
365 -
وقال أبو إسحاق الجَوْزَجاني: حدثنا الحسن بن الربيع، ثنا عبد الجبّار بن الوَرْد قال: سمعت ابن أبي مُلَيْكَة يقول: كان عبد الله بن عمرو يصلي في جوف الليل وقد شفّ القمر ليغيب، فمرّ به العلاء بن طارق فوقف يستمع، فقال:"ما لك يا ابن أخي، أتعجب أن أبكي، فوالله إنّ هذا القمر ليبكي الساعةَ من خشية الله، أما والله لو تعلمون حقَّ العلم لبكى أحدُكم حتى ينقطع صوتُه وسجد حتى ينكسر صُلْبُه"
(2)
.
366 -
أخبرتنا ست الفقهاء قالت: أنبأنا محمد بن سعيد بن أبي البقاء بن الخازن، أبنا أبو العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، أبنا أبو الغنائم محمد بن علي النَّرْسي - إذنًا -، أبنا عُبَيْد الله بن علي بن أبي قُرْبَة العجلي - قراءةً -، أبنا علي بن عبد الرحمن البَكَّائي، أبنا أبو حُصَيْن محمد بن الحسين الوادعي، ثنا محمد بن يزيد، ثنا محمد بن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن أنس بن مالك قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أبصر الريح فَزع وقال: "اللَّهم إني أعوذ بك من شر ما أُرْسِلَتْ به، اللَّهم إني أسألك خيرَ ما أُمِرَتْ به"
(3)
.
(1)
فيه رجل لم يسمّ.
(2)
إسناده حسن، رجاله ثقات غير عبد الجبار بن الورد فهو صدوق.
(3)
الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن يزيد - وهو: ابن محمد بن كثير -، لكن=
367 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء ابنة إبراهيم قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن سعيد بن مُوَفَّق، أبنا محمد بن جعفر البصري، أبنا الحافظ أبو الغنائم النَّرْسي إذنًا، أبنا محمد بن أحمد بن محمد بن الآبَنُوسي قراءةً قال: أبنا علي بن عمر الدارَقُطْني، ثنا أبو عُبَيْد المَحامِلي، ثنا زيد بن أَخْزَم، ثنا بِشْر بن عمر، ثنا أبان بن يزيد، ثنا قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عبّاس: أَنّ رجلًا لعن الريح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنّه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه"
(1)
.
368 -
قال أبو محمد بن قُتَيْبَة في كتاب تأويل مشكل القرآن
(2)
: "وقوله {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت: 9]{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11]، فدلّت هذه الآيات على أنّه خلق الأرض قبل السماء، وقال في موضع آخر: {أَمِ
(3)
السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النّازعَات: 27 - 30]، فدلّت هذه الآية على أنّه خلق السماء قبل الأرض، وليس على كتاب الله تحريفُ الجاهلين ولا غلطُ المتأولين، وإنما كان يجد الطاعنُ متعلَّقًا ومقالًا لو قال: والأرض بعد ذلك خلقها، أو ابتدأها، أو أنشأها، وإنما قال:
= له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن، وبين ذلك الشيخ الألباني في تحقيقه للكلم الطيب (134 - 135).
(1)
إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. وأخرجه أبو داود (رقم: 4908) والترمذي (رقم: 1978)، كلاهما عن زيد بن أخزم. وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 13/ رقم: 5745)، لأبي قدامة عن بشر بن عمر.
(2)
تأويل مشكل القرآن (67).
(3)
كتب المصنف: (و) بدل (أم)، وهو خطأ في نقل نص الآية.
{دَحَاهَا} ، فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السموات - وكانت دخانًا - في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض أي بسطها ومدّها وكانت ربوة مجتمعة، وأرساها بالجبال، وأنبت فيها النبات في يومين، فتلك ستة أيام سواءً للسائلين، وهو معنى قول ابن عباس، وقال مجاهد:{بَعْدَ ذَلِكَ} في هذا الموضع بمعنى: مع ذلك، ومع وبعد في كلام العرب سواء".
369 -
في رسائل إخوان الصفا
(1)
: ذكر أصحاب المِجَسْطي أنّ حركات الأفلاك والكواكب أسرع من الدوّامة التي هي أسرع حركة تُشاهَد، وبينوها ببراهين هندسية ضرورية، فمن ذلك ما قالوا في حركة الشمس: إنها تتحرك في مقدار ما يخطو الإنسان خطوة من خطواته ثمان مائة فرسخ.
370 -
وذكر الفخر الرازي القولَ بأنّ الأفلاكَ سبعةٌ فقط في تفسير سورة البقرة
(2)
، وقد فسّرها مفردةً أيضًا على الوجه العقلي لا النقلي. وحكاها ابنُ سينا في الشفاء في تفسيره عند قوله في البقرة:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164].
371 -
وحكى أبو حيّان التوحيدي في كتاب الزلفة: أنّ أفلاطون قال: إن الباري أخذ خيطًا، فقطعه نصفين، وقطع النصفين سبع قطع، ثمّ ألّف بينهما، وقال: قال أبو زيد - هو البلخي -: هذا الكلام واقعٌ في زَبور أفلاطون، أراد بالخيط المقطوع نصفين جنسَ الخطوط المحيطة بكرات الكواكب، وأراد بالنصف المقطوع سبع قطع الدوائر المحيطة بكرات الكواكب السبعة السيارة التي تدور في أفلاكها خاصّة بحركات متفنِّنَة في الطول والعرض والسمك، وأنبأ بذلك أنّ ابتداءَ خلق العالم كان على هذه
(1)
رسائل إخوان الصفا (2/ 346).
(2)
في مفاتيح الغيب (2/ 144).
الجهة، وجعل التمثيل بالخيط لمكان دقّته، فإنّ الخيط إذا دُقّ كان أشبه شيء بخطوط الدوائر المحيطة بها من الأشياء الحسية، وذكر أنّ ابتداء الخِلْقَة كان بأخذ ذلك الخيط وتصييره نصفين وعطف النصف الآخر حتى صار قطعًا سبعًا.
372 -
وفي كتاب السماء والعلم لأبي بِسْطام إبراهيم بن سيّار
(1)
: فقال أصحاب الأثر: السموات عشرة والأرضون ثمانية، وحكى عن قوم آخرين من أهل الهيولى: وليس يثبتوا سموات، ولكنهم يثبتوا هذه السماء التي أبصروا، وعن آخرين: السموات سبع على قدر عدد الأفلاك، وقال بعضهم: لسبع أحكمها فلك الجوّ زهر، والآخر الفلك المستضمر.
373 -
وذكر ابنُ بَرَّجان
(2)
حديثَ الحسن عن أبي هريرة الذي فيه: "لو دَلَّيْتُم بحبلٍ لهبط على الله"، ثم قال:"فهذه السبع السموات الأرقعة، بين كل سمائين سموات وأفلاك، أو ما يقوم مقامَ الأفلاك في تنزيل الأمر الذي عبّر عنه قولُ الحقّ جلّ ذكره {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12] ". ذكره في تفسيره
(3)
، في البقرة عند قوله {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [164].
374 -
قال صالح بن أحمد بن حنبل في كتاب مسائله عن أبيه
(4)
: "وحدثني أبي، ثنا عبد الله بن عَمرو، ثنا عبد الجليل، عن شهر قال: بينا الناس عند عبد الله بن عَمْرو يستفتونه، فقال كعب: هلك أخي، هكذا تكون
(1)
هو المشهور بالنظام، من شيوخ المعتزلة، له ترجمة في السير (10/ 541 - 542).
(2)
هو: أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، من علماء الصوفية، توفي سنة (536 هـ). الأعلام (4/ 6).
(3)
الإرشاد في تفسير القرآن (ق 77/ ب - نسخة رئيس الكتاب).
(4)
مسائل الإمام أحمد - برواية ابنه أبي الفضل صالح - (2/ 61 - 64).
الفتن، اذهب إليه فقل له لا يكذبنّ على الله، فإنْ غضب فدعْه، وإن لم يغضبْ فسَلْه، فأتاه فقال: يقول لك كعب لا تكذبنّ على الله، فقال: نصح لي أخي، إنّه من كذب على الله سوّد اللهُ وجهَه يوم القيامة، قال: فإني أسألك عن الشمس والقمر. في السموات السبع هما، أم في سماء الدنيا، أم في الهواء، أم دون ذلك؟ قال: بل هما في السموات السبع، وجوهُهما إلى العرش وأقفيتُهما إلى الأرض، قال الله عز وجل:{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16]، قال: فإنّه يسألك عن الرعد ما هو؟ قال: ملَك يزجر السحاب بالتسبيح كما يزجر الحادي الحثيثُ الإبلَ إذا شذت سحابة ضمّها، لو يفضي إلى أهل الأرض صعق مَنْ يُبْصِره، قال: فإنه يسألك عن البرق ما هو؟ قال: هو من كذا وكذا من البرد - قال عبد الملك: أحسبه من اصطفاق البرد في السماء، قال الله عز وجل:{مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النُّور]، قال: فإنّه يسألك أين تلتقي أرواحُ أهل الجنّة وأرواحُ أهل النار؟ قال: أما أرواحُ أهل الجنّة فتلتقي بالجابيّة، وأما أرواحُ أهل النار فبحضرموت، قال: فإنه يسألك عن الحشر ما هو؟ قال: نارٌ تزوي الناس تظهر من قبل المشرق".
* * *
قول اللهَ تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12]
375 -
قال أبو عُبَيْد القاسم بن سلّام
(1)
: حدثنا هُشَيْم، عن حُصَيْن، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس:{فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} ، قال:"هذا هو السواد الّذي في القمر"
(2)
.
قال أبو عُبَيْد: وأما {مُبْصِرَةً} فإنّ المعنى أنّه يُبصَر فيها، فكان الفرّاء
(3)
يذهب فيها إلى أنّ المُبْصِرة مُضيئة، قال: وكذلك قوله {وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [النمل: 76] قال: مضيئًا.
قال أبو عُبَيْد: يريد أنّه أضاء للناس البَصَرَ، هذا قولُ الفرّاء، وفيه وجه آخر، يقال: قد أبصر النهارُ، إذا صاروا
(4)
الناسُ يبصرون فيه، فهو مُبْصَر، وهو كقولك في الكلام: رجل مُخْبَث، إذا كان أهلُه وأصحابُه خبثاء، ورجلٌ مُضْعَف إذا كانت دولتُه ضعافًا، فكذلك النهار مبصرًا إذا كان أهلُه بصراء.
حدثنا حجّاج، عن ابن جُرَيْج، عن مجاهد {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسرَاء: 59] قال: آيةً
(5)
.
(1)
لعلّ النقل هنا كتابه معاني القرآن، وهو مفقود.
(2)
أخرجه كذلك ابن جرير في التفسير (14/ 517)، لمجاهد عن ابن عباس.
(3)
انظر: معاني القرآن (2/ 126) للفراء.
(4)
هكذا بخط المصنف.
(5)
وأخرجه ابن جرير (14/ 638)، للحسين عن حجاج.
376 -
ذكر أبو الفرج بن الجوزي في بعض كتبه في الوعظ ما ذكره أبو الحسين ابن المُنادي أحمد بن جعفر في كتاب الملاحم والفتن
(1)
قال: حدثني هارون ابن علي بن الحَكَم، ثنا أحمد بن عبد العزيز بن مِرْداس الباهلي، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد
(2)
القرشي، ثنا محمد بن موسى الشَّيْباني، ثنا مَسْلَمَة بن الصَّلْت، ثنا أبو علي حازم بن المُنْذِر العنزي، ثنا عمر بن صُبَيْح، عن مقاتل بن حيّان، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس. قال أبو علي: وحدثنا الحارث بن مُصعب، عن مقاتل، عن شهر بن حَوْشَب، عن حذيفة بن اليمان. قال أبو علي: وحدثنا الأَعْمَش، عن سليمان بن موسى، عن القاسم بن مُخَيْمِرَة، عن علي بن أبي طالب وحُذَيْفَة وأبن عبّاس، أنّهم كانوا جلوسًا ذات يوم، فجاء رجلٌ فقال: إني سمعت العجب، فقال حذيفة: وما ذلك؟ قال: سمعت رجالًا يتحدّثون في الشمس والقمر، فقال: وما كانوا يتحدّثون؟ فقال: زعموا أن الشمس والقمر يجاء بهما يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران، فيُقذفان في جهنّم، فقال علي وابن عباس وحذيفة: كذبوا، الله أجلّ وأكرم من أن يعذِّب على طاعته، ألم تر إلى قول الله {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: 33] أي: في طاعة الله، فقال حذيفة: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن ذلك فقال: "إنّ الله لما أبرم خلقه أحكامًا فلم يبق من خلقه غيرُ آدم، خلق شمسين من نور عرشه، فأما الذي كان في سابق علمه أن يطمسها ويحوّلها قمرًا فإنّه خلقها دون الشمس في الضوء، ولو تركهما شمسين كما خلقهما في بدء الأمر لم يُعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل"، إلى أن قال: "فأرسل جبريل، فأَمَرَّ جناحَه علو وجه القمر ثلاث مرات وهو يومئذ شمس، فمحى
(1)
ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ رقم: 290).
(2)
كتب المصنف في الحاشية بحذاء هذه الكلمة: (لعله: ابن عبيد)، يريد رحمه الله: ابن أبي الدنيا.
عنه الضوء وبقي النور، فذلك قوله {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12]، فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط إنما هو أثر ذلك المحو، - قال: - وخلق الله الشمس عجلة من ضوء نور العرش لها ثلاثمائة وستون ملكًا، وخلق القمر مثل ذلك، وكل بالشمس وعجلها ثلاثمائة وستين ملكًا من ملائكة أهل السماء الدنيا، قد تعلّق كل ملك منهم بعُرْوَة من تلك العرى، وللقمر مثل ذلك، وخلق الله لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض، وكتفَي السماء ثمانين ومائة عين في المشرق، وثمانين ومائة عين في المغرب، فكل يوم لها مطلع جديد ومغرب جديد، فأطول ما يكون من النهار في الصيف إلى آخرها مطلعًا وآخرها مغربًا، وأقصر ما يكون من النهار في الشتاء، وذلك قول الله:{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17] وجمع عدتها بعد فقال: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعَارج: 40] قال: وخلق الله بحرًا بينه وبين السماء مقدار ثلاث فراسخ، وهو قائم بأمر الله في الهواء لا تقطر منه قطرة، والبحار كلها ساكنة، وذلك البحر جار في سرعة السهم، فتجري الشمس والقمر والنجوم الخمس في البحر، فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع وبعض تلك العيون على عجلتها، ومعها ثلاثمائة وستين ملكًا يجرونها، والبحر والقمر كذلك فإذا أراد الله أن يري العباد آيةً خرّب الشمس عن عجلتها فتقع في غير ذلك البحر، إلى أن قال: فإذا غربت ارتفعت في سرعة طيران الملائكة إلى السماء السابعة، فتسجد تحت العرش بمقدار الليل، ثم تؤمر بالطلوع من المشرق، فتطلع من العين التي وقّت الله لها، وقد وكّل الله بالليل ملكًا، وخلق الله حجبًا من ظلمة، فإذا غربت الشمس أقبل ذلك الملك فقبض قبضة من ظلم ذلك الحجاب، ثم استقبل المغرب، فلا يزال يراعي الشفق ويرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلًا قليلًا، حتى إذا غاب الشفق أرسل تلك الظلمة كلها، ثم نشر جناحيه، فيبلغان قطري الأرض وكتفي السماء، ثم يسوق
ظلمة الليل بجناحه إلى المغرب قليلًا قليلًا حتى إذا بلغ الفجر انفجر الصبح من المشرق، ثم ضم الظلمة بعضها إلى بعض، ثم قضى عليها بكف واحدة، فلا تزال الشمس والقمر كذلك، حتى يأتي الوقت اليوم الذي ضرب لنوم العباد".
وفيه قصّةُ طلوعها من مغربها، وقيامُ الساعة، وموتُ الملائكة.
وهو حديثٌ طويل منكر، لا يثبت بمثل إسناده شيءٌ.
ورواه ابنُ جرير في أوائل تاريخه
(1)
، عن محمد بن أبي منصور الأملي عن خلف بن واصل عن أبي نُعَيْم - هو: عمر بن صُبَيْح -.
وروي عن علي بن الحسين الخوّاص، عن عبد العزيز بن النعمان، عن عبد الله ابن ضرار، عن أبيه، عن مقاتل بن حيّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس مرفوعًا.
رواه عن الخوّاص: عبد الله بن أبي سفيان الموصلي الشعراني.
وموتُ الملائكة قد جاء في حديث الصور، وفي حديث لَقِيط بن عامر الذي رواه ابن خُزَيْمَة
(2)
: "ثم تُبعَثُ الصَّيْحَة، فلعمرو إلهك ما تدَع على ظهرها شيءٌ إلّا مات، والملائكة الذين مع ربك، فخلت الأرض".
377 -
وفي كتاب الإكليل لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهَمْداني
(3)
: وقال أُمَيَّة: إنّ الشمس لا تطلع حتى تجلد، وإنّ القمر في الكسوف يدخل في الساهور وهو عميد عنده يدخل فيه، وذلك من حكايات اليهود وقولهم.
(1)
تاريخ الأمم والملوك (1/ 46).
(2)
في التوحيد (رقم: 271). وأخرجه الحاكم (4/ 560 - 564)، وفيه مجاهيل.
(3)
توفي سنه 334 هـ. وكتابه "الإكليل" طبعت منه أجزاء، ولم يعثر عليه كاملًا. منظر: الأعلام (2/ 179).
378 -
قال محمد بن زكريا بن يحيى الرازي في كتاب سمع الكِيان
(1)
وهو القول في أصول الأفعال والانفعالات المتولدة عن تلاقي الاستقساب والأجسام الطبيعية التي هي النار والهواء والماء والأرض، وسائر الأجسام المركبة منها كالحيوان والنبات والمعادن، وعن الأجرام السماوية، فإنّ هذه أجسام طبيعية، قال: وإن كانت طبيعةً خامسة، على أنّه لا اتفاق بين الفلاسفة الطبيعيين في أنّ الفلك طبيعةٌ خامسة، بل قد قال أجلّهم وأشرفهم أعني أفلاطن إنّه ناري أرضي، وليس أيضًا الكلام الذي جاء به أرسطاليس ومن سلك طريقه ليبيّن أن الفَلك طبيعة خامسة متخلّص من الشكوك، لكن مملوء شكًّا، وذلك أنه لا يصحّ من مخالفة حركة الفلك بحركات العناصر الأربعة أنّ الفلك عنصر مخالف لها دون أنْ يصحّ أن الفلك ليس بمحمول على هذه الحركة بل تحرُّكه بذاته ومن ذاته أمر أجلّ، أما لو وجدنا دولابًا من خشب لا يُرى مدبره لتواريه عنا لوجدنا الخشب يتحرّك بخلاف حركته الطبيعية، ولم يكن لنا أن نحكم من هذا الموضع فقط أن فلك الحركة للخشب طبيعية، فغير مأمون أن تكون حركة الفلك بالحمل والقسر، وإن كنا لا نشهد هذا الحامل القاسر، وأيضًا فقد نجد الأجسام المتحركة على استقامة تتحرك على استدارة لعارض داخل على طباعها، كالماء في حال غليانه، والذهب في حال ذوبانه، فتبيّن إذًا أنّه لا سبيل إلى الحكم بأنّ جوهر الفلك مخالف لجوهر الاسطقساب من مخالفته لحركتها، إلّا أنْ يصحّ عندنا أن هذه الحركة من ذاته وجوهره وليس بمحمول عليها بتة".
379 -
قال كوشيار بن لبان بن باشهري الجيلي
(2)
: السماء هي الجسم المتحرِّك المحرِّك لجميع الكواكب من المشرق إلى المغرب في كل يوم وليلة
(1)
انظر فى وصفه: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (ص 386).
(2)
مهندس فلكي، توفي سنة 350 هـ، له بعض الكتب المخطوطة في علم الفلك، منها: المدخل إلى أحكام النجوم، ومجمل الأصول، وغيرها. الأعلام (5/ 236).
دورة واحدة، وهذا الجسم كُرَيّ، وحركته دورته، ومركزه مركز العالم، ونهايته نهاية العالم، والأرض في وسطه، وهي أيضًا كُرَيّة، وليس لها عند نهاية السماء قدر محسوس.
ثم استدلّ على ذلك وقال: أصغر كوكب في السماء الذي يُرى كالنقطة هو أضعاف الأرض، فكيف حال الأرض لو رؤيت من ذلك البعد.
قال: فإذا ضربتَ حصّة الدرجة الواحدة في ثلاثمائة وستين حصلت استدارة الأرض على خطّ واحد أربعة وعشرين ألف ميل، وقطرها سبعة آلاف وستمائة وستة وثلاثون ميلًا.
وقال: وإذا ضُرب القطر في الدور حصلت مساحة بسيط الأرض مائة وثلاثة وثمانين ألف ألف وثلاثمائة وستة وعشرين ألفًا وأربعمائة ميل، والميل ثلاثة آلاف ذراع، والذراع ستة وثلاثون أصبعًا، والأصبع ست شعيرات مصفوفة بطون بعضها إلى بعض، والفَرْسَخ اثنا عشر ألف ذراع، والدرجة ستة وستون ميلًا وثلثا ميل.
380 -
قال ابن الهَيْثَم
(1)
: والساعة خمسة عشر درجة.
381 -
وقال غيره: الشمس تقطع السماء في سنة، وتقيم في كل برج شهرًا، وفي كل منزل من المنازل ثلاثة عشر يومًا ما خلا الجهة فإنها تقيم فيها أربعة عشر يومًا، والقمر يقطع السماء في شهر، ويقيم في كل برج ليلتان وثلثا ليلة، وفي كل منزل ليلة، وفلك البروج له دورة كل يوم وليلة.
382 -
قال ابن قُتَيْبَة. وقد سمعتُ من يذكر أنّ للأفلاك أطواقًا
(2)
، واستدارة سطحها موازنة لاستدارة السماء، تجري فيها النجوم والشمس
(1)
أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، الملقب بطليموس الثاني، مهندس من أهل البصرة، له تصانيف كثيرة في الهندسة. الأعلام (6/ 83 - 84).
(2)
في الأصل: أطواق.
والقمر فوقها، ولستُ أدري ماذا، ولا وجدتُ عليه شاهدًا من الكتاب ولا من الحديث، ولا من قول العرب، والله أعلم. حكاه عن ابن قُتَيْبَة: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هشام اللَّخْمي الجُهَني النحوي
(1)
في شرح قصيدة أبي علي بن الهيثم
(2)
.
383 -
وذكر ابنُ الهَيْثَم في رسالته في بيان أنّ المَرْئِيَّ من السماء أكثر من نصفها: أنّ المهندسين اختلفوا في مقدار محيط أعظم الدوائر المرسومة على كرة الأرض، وأكثر ما قالوا فيه: إنّه اثنان وعشرون ألف ميل، والميل أربعة آلاف ذراع بذراع اليد. وعلى ما ذكره ابنُ الهَيْثَم يكون قطرُها سبعة آلاف ميل بالميل الذي ذكره هو.
384 -
وقال غيره: الأرض ليست بذات قدر محسوس عند فلك المَرِّيخ وما وراءه من الأفلاك، بل هي كالنقطة، وأما عند فلك القمر فلها قدر محسوس. وقال: الناظرُ في النَّيْرَب والكواكب يجدها بأسرها متحرّكة بالحركة اليومية، يطلع ما يطلع منها من المشرق ويسير إلى المغرب ويخفي فيه، وبعد خفائه مدّة يعود المشرق ثانيًا ويطلع كما طلع أولًا وهكذا دائمًا ويتحرّك ما لا يطلع الحركة من الأولى باختلاف المنطقيين والأقطاب، وذلك لأنّ الإحساس بحركتين مختلفتين في كرة واحدة على منطقة وقطبين بإعيائها ممتنع، بل إنما يحس فيها بحركة واحدة هي مركّبة من مجموعهما إن كانتا إلى جهة، وحاصله من قبيل أسرعهما على إبطائهما كانتا إلى
(1)
توفي سنة 577 هـ، له: شرح الفصيح لثعلب، المدخل إلى تقويم اللسان، وغيرها. بغية الوعاة (1/ 48 - 49)، الأعلام (5/ 318).
(2)
شرح قصيدة ابن الهيثم في النجوم (ق 24/ أ - ب - نسخة دار الكتب المصرية 1051 ميقات).
جهتين، وكذلك الحكم فيما زاد على ذلك، وهاتان الحركتان متشابهتان في أنفسهما، شاملتان لجميع ما يختص به علوا من الكواكب والأجرام، ثم إنّه نجد النيِّرين والخمسة من الكواكب ذوي حركات مختلفة غير متشابهة، لا في أنفسها، ولا يقاس بعضها إلى بعض، فلذلك أثبت أهلُ العلم تسعة أفلاك في بادئ قولهم، اثنين منها للحركتين المذكورتين، وسبعة للسيّارات السبعة. ولما لم يكن لباقي الكواكب حركةٌ غيرُ الأولتين، اكتفوا بإحدى فلكيهما مكانًا لها، وإن كان كونها على أفلاك شتى جائزًا. وأيضا، إسناد إحدى الأوليين إلى المجموع لا إلى فلك خاص به لم يكن ممتنعًا، لكنهم لم يذهبوا إلى ذلك، فجعلوا أعلى الأفلاك للحركة الأظهر، على أنّه غير مكوكب، وسمّوه فلك البروج وفلك الثوابت، وسمّوا كواكبَه ثوابتًا إما لقلّة حركاتها الثابتة، أو لثبات أوضاعها أبدًا، والسبعة الباقية للسيّارات السبعة على ترتيب خسف بعضها بعضًا، اقصاها لزُحَل، وما يليه للمشتري، ثم للمرِّيخ، والأدنى للقمر، والذي فوقه لعُطارِد، ثم للزُّهْرة، وجعلوا الشمس في الفلك الأوسط بين هذه وتلك، وإن لم تنكسف إلا بالقمر؛ استحسانًا لما في ذلك من حسن الترتيب وجودة النظام، إذ النسبة مربوطة، منها العلويّة بوجه، والسفليّان بوجه، والقمر بوجه آخر غيرهما، وكان أيضًا بُعدُها معلومًا
(1)
من الأرض مناسبًا لهذا الوضع.
وقد قيل: إنّ الزُّهْرة رؤيت في بُعدها الأبعد والأقرب، كاشفة إياها كحالة في صفحتها، ويجب أن ينقسم كل واحد من الأفلاك السبعة إلى أفلاك تتألّف حركة كوكبة المركّب منها بمطابقة لما يوجد، فهذه السبعة هي التي لم يجوِّزوا أن يكون أقلَّ منها، وأما في جانب الكثرة فلا قطع.
وبفلك القمر تتناهى الفلكيّات، وتكون ما دونه العنصريّات، وهي أيضًا طبقات: طبقة النار الصرف، ثم طبقة لما يمتزج من النار والهواء الحار التي
(1)
في الأصل: معلوم.
تتلاشى فيه الأدخنة المرتفعة من السفل، تتكون فيها الكواكبُ ذوات الأذناب والنيازِك وما يشبهها، وربما توجد متحرِّكةً بحركة الفلك تشييعًا له، ثم طبقة الهواء الغالب التي تحدث فيها الشهب، ثم طبقة الزمهرير التي هي منشأ السحب والرعد والبرق والصواعق، ثم طبقة الهواء الكثيف المجاور للأرض وللماء، ثم طبقة الماء، وبعض هذه الطبقة منكشفة عن الأرض، ثم طبقة الأرض المخالطة لغيرها التي تتولّد فيها الجبال والمعادن وكثير من النباتات والحيوانات، ثم طبقة الأرض الصرفة المحيطة بالمركز.
قلتُ: في بعض ما ذكره هؤلاء نزاعٌ، وقد ذكر ذلك القاضي أبو بكر بن الطيّب
(1)
في كتاب الدقائق.
وذكر قومٌ أنّ الأفلاك أطواقٌ تجري فيها النجوم والشمس والقمر والسماء فوقها، كما تقدّم حكايةُ ابن قُتَيْبَة فيه.
385 -
وفي كتاب جوامع علم النجوم لأحمد بن محمد بن كثير الفَرْغاني الحاسب
(2)
: دور الفلك الأعظم أربعمائة ألف ألف ميل وعشرة ألف ألف وثمانمائة وثمانية عشر ألفا وخمسة وسبعون ميلًا، كل درجة من الفلك الأعظم ألف ألف ميل ومائة ألف وأحد وأربعين ألفا ومائة وستون ميلًا.
386 -
قال أبو الحَكَم عبد السلام بن عبد الرحمن بن بَرَّجان في تفسيره
(3)
في سورة "الأنعام": ذكر الذين تعاطَوْا معرفةَ أجرام الكواكب وأبعاد الأفلاك، فزعموا أنّ الشمس هي أكبر من الأرض بمائة وثمانين ضعفا، ومنهم من زاد على ذلك إلى ثلثمائة ضعف، وكذلك قالوا في القمر وسائر
(1)
هو: القاضي محمد بن الطيب الباقلاني، البغدادي، توفي سنة (403 هـ). السير (17/ 190 - 193).
(2)
جوامع علم النجوم (ص 82 - طبعة أمستردام).
(3)
تفسير ابن برّجان (2/ 238 - 239).
الكواكب بالزيادة على الأرض، وفاضلوا بين ذلك، فإن كان المعنى منهم بموضع المضاعفة طريق الشمس في فلكها من مشرقها إلى مغربها، ثم بمصعدها في أعلى مسالكها في ذلك، ومنازلها إلى أدنى ذلك في المشارق والمغارب، فربما قالوا أو ظن بهم ذلك، وإن كان غير مدرك لبشر من غير توقيف نبوّة ولا إعلامٍ بوحي من عند الله، وإن كان المعنى بذلك قرص الشمس فالمشاهدة تبطل ذلك، وإنما أوقعهم في هذا التهافت ما رأوْه من أمر الله المجعول فيها وبها، وذلك أنّ الله جعلها شخصا محاطًا به، محصورا له مقدَّم ومؤخَّر وجنبات رفعه الله عز وجل في لوح الجوّ، وأجراها في الفلك الرابع الذي هو أول أفلاكه فلك القمر، دع عنك ما دون ذلك من فلك الرياح وفلكي الليل والنهار وفلك المياه، وهي جسم نيِّر سراجي عمّ ضياؤه ما سمّي نهارًا، فكان ذلك سبب شهرتها واضطرار الأبصار إلى رؤيتها، دون تضامٍّ من أحد إلى أحد ولا تضارِّ. إلى أن قال: ولو كان ما ذكروه من عظيم جرمها وتضعيف ذلك على جرم الأرض على ما زعموه لكانت الأرض في ضمّها كالنقطة، والمعهود المُتَعارَف أنّ ظلال الأشخاص تعظم مع القرب وتستدقّ على البعد، وفي مثل بعد ما بين الأرض وما بينها يوجد ذلك، وذلك كلّه دليل على قصورها ونقصها عن العظم الذي وصفوها به.
387 -
وقال في تفسير سورة "هود"
(1)
: جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سئل: أين كان ربُّنا قبل أن يخلق خَلْقَه؟ قال: "في عماءٍ، ما تحته هواء، وما فوقه هواء"، فأعلَمَ صلوات الله عليه بحديثه هذا أنّ العماء للعرش بمنزلة العرش للماء، ويأتي من مفهوم هذا أنّ الله تعالى خلق الماء من الهواء، وكذلك فتق بالهواء ممّا شاء ممّا هو [دون]
(2)
العرش، وفتق الماء
(1)
تفسير ابن برّجان (3/ 13).
(2)
ما بين المعقوفين سقط من قلم المصنّف، وقد استدركتُه من التفسير.
ثم أوجد في ذلك الفتق ما شاء من خليقته، آيةُ ذلك في الشاهد خلقُه الماءَ في الهواء بواسطة الرياح المرسلة بأمره الدالة على الروح منه. إلى أن قال: أفلا يرون أنّ الله يخلق الماءَ من الهواء، ثم يصيّر الماء إلى الهواء، ثم يعيدُه إلى الماء إذا شاء.
388 -
وقال في قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون: 17]
(1)
: هنّ السموات الدنيا اللاتي دون السموات العلا، التي جعل القمر فيهنّ نورًا والشمس سراجًا.
389 -
قال أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الفيلسوف في رسالته في المدّ والجَزْر: فأما جسم القمر فقريبٌ من جزء من أربعين من الأرض، فأما الشمس فمثل الأرض مائةً وستة وستين مرّةً وثلاثة أثمان، فأما زُحَل فأقلّ من تسعين مرّةً. قال: وأما زُحَل فإنّه أسرعُها حركةً، إلّا أنّ بُعده من الأرض في بُعده الأبعد على ما أتى به علمُ المساحة، مثل نصف قطر الأرض عشرين ألف مرّةً، فأما القمر فإذا كان في بُعده الأبعد كان بُعده من الأرض مثل نصف قطرها ستّةً وستين مرّةً ودقائق، فأما الشمس فإذا كانت في بُعدها الأبعد كان بُعدها من الأرض مثل نصف قطر الأرض ألف مرّةً ومائتي مرّةٍ وعشر مرارٍ.
390 -
قال الحسن بن الحسن بن الهَيْثَم في رسالته في الهَيْئَة: فلك زُحَل سطحُه الأعلى مماسٌّ كرةَ الكواكب الثابتة وسطحه الأدنى مماسٌّ كرةَ المشتري، وكذلك المشتري سطحُه الأعلى مماسٌّ فلك زُحَل، وسطحُه الأدنى مماسٌّ فلك المرِّيخ، وكذلك فلك المرِّيخ سطحُه الأعلى مماسٌّ فلك المشتري، وسطحُه الأدنى مماسٌّ فلك الشمس.
(1)
تفسير ابن برّجان (4/ 88).
وقال: إنّ فلك الكواكب الثابتة السطح الأعلى من كرته مباشرٌ للفلك الأعظم المحيط بجميع الأفلاك المتحرك الحركة السريعة، والسطح الأدنى منها مباشر لفلك زُحَل، وهذا الفلك يتحرك من جهة المغرب إلى جهة المشرق.
وقال: الفلك الأعلى المحيط بجميع الموجودات محيطٌ بكرة الكواكب الثابتة مماسٌّ لها، وهو يتحرك من المشرق إلى المغرب، ويحرك بحركته جميع أفلاك الكواكب.
وقال: إنّ فلك الشمس محيطان السطح الأعلى من كرته محدَّبٌ مماسٌّ لقعر فلك المرِّيخ، والسطح الأدنى مقعَّرٌ مماسٌّ لمُحدَّب فلك الزهرة.
وقال في سطحَيْ القمر: الأعلى منهما مماسٌّ لمقعَّر فلك عُطارَد، والأدنى منهما مماسٌّ لكرة النار.
وقال في سطحَيْ فلك عُطارَد المتوازيين: الأعلى منهما مماسٌّ لمقعَّر فلك الزهرة، والأدنى مماسٌّ لمحدَّب فلك القمر.
وفي سطحَيْ فلك الزهرة: يماسُّ الأعلى فلك الشمس، ويحيط الأدنى بفلك عُطارَد.
391 -
قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أبي الأَشْعَث - وهو جهميّ متفلسف - في مقالته في العلم الإلهي: وقد وضح البرهان عن أرسطاطاليس في المقالة الثامنة من كتابه في السماع الطبيعي، أنّ شيئًا متساوية الأجزاء لا يمكن أن يحرك نفسه، وقد بينّا نحن أيضًا هذا في المقالة الأولى، وقد رجع القول إلى أنّ محرِّكُه غيرُه، وما مُحرِّكُه غيرُه فمُحدَث. قال: وقد قال أرسطاطاليس إنّ كلّ جسم بالفعل فهو متناهٍ، ومحالٌ أن يكون جسمٌ متناهي غيرَ متناهي القوّة، والفلك جسمٌ متناهي فهو متناهي القوّة.
392 -
قال محمد بن زكريا الرازي: وقد صحّ أنّه لا يمكن حدوثُ جسمٍ لا من شيء، والأجسام تنحل جميعًا، وتتركّب من شيء واحد في جوهره، لكن إفادة البرهان على هذين المعنيين من علم ما بعد الطبيعة. وقال: على أنّه لم يصحّ أنّ الفلك سببُ الحياة في المتكوّنات، بل سببُ النموّ بإثارته الحرارة في عالم الأرض والماء. وقال: اختلفت الفلاسفةُ في الأرض الأصليّة: الطين هي، أم الحجر؟ فقال بعضُهم: إنّ جملة الأرض كانت حجرًا ثم تولّد الطينُ في سطوحها على الدهر، وقال بعضُهم: بل الحجر متولِّد والطين هي الأرض. قال: وقد أثبتنا أنّ داخل الفلك خلاء ما ببرهان فضلا عن خارجه، فالقول الصحيح إذًا أنّ خارج الفلك خلاء؛ إذ ليس يمكن أن يتناهى الجسمُ إلى شيء أو يكون لا في مكان، وكذلك الفلك المطلق الحقيقي إنّما هو الخلاء على ما بيّنّاه. وقال: اختلف الفلاسفةُ الطبيعيّون هل الفلك حيوان أم لا. قال: وزعم أرسطو أنّ له حاسّة السمع والبصر دون سائر الحواسّ لاستغنائه به عنها.
393 -
قال القاضي أبو محمد بن الطيّب الباقِلّاني في كتاب دقائق الكلام: باب الردّ عليهم في قولهم إنّ أقرب الأفلاك إلينا القمر وهو أدناها منّا، وأجمع الكلّ منهم على ذلك، فيقال لهم: لمَ قلتُم هذا؟ وما دليلُكم عليه؟ فإن قالوا: لأنّنا شاهدناه يكسف الكواكبَ كلَّها، فوجب أنّه تحتها وهي فوقه، فيقال لهم: متى رأينا ما تدّعون من ذلك، ومتى وجدنا القمر قطّ يكسف الشمس وعُطارَدًا، وكذلك ما رأينا الزهرةَ قطّ كسفت عُطارَدًا، ولا عُطارَدًا كسف الزُّهرة ولا زُحَلًا.
قال: وقد اختلف أصحابُ الفلك في أعلى الأفلاك، فقال قومٌ منهم - وهم الجمهور -: إنّها سبعةٌ وإنّ أعلاها الفلك السابع وهو فلك الكواكب
الثابتة وإنّه لا فلك وراءه، وقال آخرون منهم: بل هناك فلك ثامن فوق الفلك السابع يحرِّك الكواكبَ كلَّها حركةً شرقيّة. وذكر علَّتَهم ومنعهم صحّتَها.
وقال: وقال أكثرُهم: إنّ هذا الكون اللازوردي الذي يُرى للسماء هو لونُ السماء، وقال آخرون منهم ومن الصابئة والمسلمين: هو لونٌ معترضٌ بيننا وبين الفلك، وكذلك قالوا فيما يُرى من لون الكواكب والشمس والقمر، وقال آخرون منهم: إنّ لون الفلك البياض، وإنّما يُرى لازورديّ لوقوع شعاع الشمس عليه، وهو إلى الزرقة قسمين كذلك.
وقال - فيما زعم بعضُهم -: إنّ ضوء جميع النجوم من الشمس لا من ذواتها، كما أنّ ضوء القمر من قِبَل الشمس لا من ذاته. قال: وهذا أيضًا من أمحل المحال وأظهر الأمور فسادًا. قال: وبيّنا أنّ ضوء القمر ليس من الشمس، وأنّ ذلك لا دليل عليه، وأنّ الدليل يوجب خلاف ما قالوه.
قال: وفي حُذّاق الأوائل من الفلاسفة من يقول إنّ الكواكب لا ألوان ولا شعاع لشيء منها، وإنّه لا يقبل اللون ولا الشعاع إلّا الأجسام الطبيعيّة المركّبة، والأفلاك ممّا فوق الطبيعة.
وذكر قولَ الذين يقولون إنّ الفلك يسير من المشرق إلى المغرب، وإنّ الكوكب تسير من المغرب إلى المشرق، قال: وهذا خلاف العيان؛ لأنّنا نرى النجوم كلَّها سائرة من المشرق إلى المغرب، فلو كان الأمر كما ذكروا من أنّ النجوم نسير من المشرق إلى المغرب لوجب أن تكون الشمس والقمر وأكثر هذه النجوم لا تظهر لنا إلّا في كلّ حين ودهر من الدهور الطويلة.
وحكى قولَ من زعم من الفلاسفة أنّ الأرض هي المتحرّكة والفلك هو الساكن، وقولَ بعضهم إنّ القمر إنّما يؤثر في ضيائه وصفائه غارات الأرض إذا دنى منها، قال: ويقال لهم: قد قال الكريمُ إنّ ضياء القمر ليس من الطبيعة وذاته، ولكنّه من مقابلة الشمس واتّصال شعاعها بجوهره، فيجب
كذلك أن تكون الشمسُ فاعلةً للقمر ومدبِّرةً له، وهذا جهل عليهم. قال: ويقال له: بقي عليك إفسادَ ما نقوله نحن والمسلمون وأهلُ كلّ ملّة من أنّ حركات الأفلاك ليست بنفسيّة ولا طبيعيّة، بل هي من قِبَل غيره الذي هو محرِّكٌ له حركةً دائمةً سرمديَّةً، إلى حيث يشاء تسكينَه، فدُلَّ على فساده إن كنت قادرًا على ذلك.
394 -
قال الفخر الرازي في الملخّص
(1)
: بل يجوز أن يكون فوق الفلك التاسع المتحرّك بالحركة اليوميّة من الأفلاك ما لا يعلم عددَها إلّا الله تعالى، بل يحتمل أن يكون هذا الفلك التاسع بما فيه من الكرات مركوزًا في ثخن كرة أخرى عظيمة، ويكون في ثخن تلك الكرة ألف ألف مثل هذه الكرة، وليس ذلك بمُستبعَد، فإنّ تدوير المرِّيخ أعظم من ممثّل الشمس، فإذا عُقل ذلك فأيّ بأس بأن يُفرض مثلُه فيما هو أعظم منه.
* * *
فصلٌ
ممّا يردّ المتكلّمون وغيرُهم على الفلاسفة: قولُهم إنّ الأفلاك غير قابلة للحركة المستقيمة، والنشأة أنّها ليست ثقيلةً ولا خفيفةً ولا حارّةً ولا باردةً ولا رطبةً ولا يابسةً، وأنّها بسيطة كريّةً لا تقبل الحرق والشقّ، وقولهم إن الأفلاك ذوات أنفس، وإنّها متحرِّكة بالإرادة النفسيّة، وإنّ الكواكب متحرِّكةٌ بحركات الأفلاك، وقولهم في طبائع الكواكب وأنوارها، ومحو القمر والمجرّة، وشاهدوا الكواكب وكونَها كريّةً مع إنارتها وكثافتها ومخالفتها
(1)
الملخص في الحكمة (ق 189/ ب - شستربيتي 3576).
للأفلاك في أنوارها، قالوا: ولو كانت بسيطةً لكانت شفّافةً غيرَ نيِّرةٍ على أصولهم، وقولهم إنّ نور القمر مستفادٌ من الشمس.
فصلٌ
ذكر ابنُ سبعين - المُلحِد - قولَ الله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [فصلت: 9 - 11]، وقال في موضع آخر:{أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} إلى قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات: 27 - 30]، فقال: اعلم أنّه لا تناقض بين الآيتين بحال، وإنّما كان يجد الطاعنُ المقالَ أنْ لو قال: والأرض بعد ذلك خلقها أو أنشأها أو ابتدأها، وإنّما قال {دَحَاهَا} ، فابتدأ الخلقَ للأرض كما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السموات - وكانت دخانًا - في يومين، ثم بعد ذلك دحا الأرض أي بسطها ومدَّها وكانت ربوة مجتمعةً فأرساها بالجبال وأنبت فيها النبات في يومين، فتلك ستّة أيام {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} ، وقيل: معنى {بَعْدَ ذَلِكَ} أي مع ذلك، وبعد تأتي في كلام العرب بمعنى مع، وأنشد:
فقلت لها فيئي إليك وإنني
…
حرام وإني بعد ذاك لبيب
(1)
أي: مع ذاك ملبّ.
395 -
قال أبو القسم عبد الله بن محمد بن ناقِيا
(2)
في المقامات العشرة
(3)
، وذكر قولَ معترض: ما معنى قوله {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ
(1)
البيت للمضرِّب بن كعب. لسان العرب (لبب)(1/ 729).
(2)
شاعر، لغوي، بغدادي، توفي سنة (485 هـ)، يقال: اسمه عبد الباقي. ينظر: وفيات الأعيان (1/ 266).
(3)
مقامات الحنفي وابن ناقيا وغيرهما (ص 141 - 143).
الْقَمَر} [يس: 40]: وفي أوان كل محاق يقع الإدراك واللحاق، ثم في الكسوف الشمسي يكون الإدراك الحقيقي، فأجابه: إنّما الشمس لا تدرك القمر بفلكها، وإنّما هو بسرعة سيره يدركها، وذلك بمشاهدة الناظرين، قيل: فما معنى قوله {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]، قال: المراد أنّه لا يذهب أحدُهما بمعنى صاحبه، ولا يزول تضامُّهما عن سببه، فكأنّه قال: لا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل، ونابت إحدى الجملتين عن الأخرى، وهذا مذهبٌ من مذاهب العرب في أن السبق من النهار واقع؛ لأنّ الله لمّا خلق الشمسَ أوجد النهارَ بوجودها، ولم يكن الزمان قبلها يسمى ليلًا، فلما وقع الانحياز والتميّز بها كان النهارُ والليلُ، واستحقّ النهارُ السبقَ لأنّ الدليل منه، قال الله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان: 45].
396 -
قال الفخر الرازي في كتاب أسرار القرآن
(1)
: قوله تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات: 6] لا يقتضي كونَ الكواكب موجودةً فيها؛ وذلك لأنّ السموات إذا كانت شفّافةً فالكواكب فيها، سواء أكانت في سموات أخرى فوقها، فهي لا بدّ أن تظهر في السماء الدنيا وتلوح منها، فعلى التقديرين تكون السماءُ الدنيا متزيّنةً بهذه المصابيح.
397 -
قال عبد السلام بن بَرَّجان
(2)
: ذكر الذين تعاطَوْا معرفةَ أجرام الكواكب وأبعاد الأفلاك، فزعموا أنّ الشمس هي أكبر من الأرض بمائة وثمانية وثمانين ضعفًا، ومنهم من زاد على ذلك إلى ثلثمائة ضعف، وكذلك قالوا في القمر وسائر الكواكب بالزيادة على الأرض، وفاضلوا بين ذلك، فإن كان المعنى منهم بموضع المضاعفة طريق الشمس في فلكها من
(1)
لم أجد النقل في كتابه "أسرار التنزيل وأنوار التأويل"، فلعله من كتاب آخر.
(2)
تفسير ابن برّجان (2/ 238 - 239).
مشرقها إلى مغربها، ثم بمصعدها في أعلى مسالكها في ذلك، ومنازلها إلى أدنى ذلك في المشارق والمغارب، فربما فارقوا أو ظُنَّ بهم ذلك، وإن كان هذا غيرَ مُدرَكٍ لبشر من غير توقيفِ نبوّة ولا إعلامٍ بوحي من عند الله، وإن كان المعنيّ بذلك قرص الشمس فالمشاهدةُ تُبطل ذلك، وإنّما أوقعهم في هذا التهافت ما رأوْه من أمر الله المجعول فيها وبها. وذكر بقيّةَ كلامه في تفسير سورة الأنعام، إلى أن قال: والقائلون بما تقدّم ذكرُه من عِظَم أجرام الكواكب هم القائلون حقًّا أنّهما لا يطلعان على جميع الأرض.
398 -
قال صاحب زاد المسافر في الطب
(1)
: والعين ليس فيها نور، وإنما نورها والضوء فيها إنما هو مُكتَسَب من الأنوار المشرقة التي هي الشمس والقمر والكواكب.
399 -
قال شيخُنا الإمام أبو العبّاس
(2)
: "وليس مع أحد دليلٌ على أنّ الأرض إلى المركز جنسٌ واحدٌ متماثل، حتى يمتنع أن يكون سبع أرضين، يعني قول الله {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12]، بل علمُ الهيئة بعضُه يقوم عليه دليل، كاستدراة الأفلاك، وبعضُه لا يقوم عليه دليلٌ، مثل كون الثامن أو التاسع هو المحيط، وكون الشمس في الرابعة".
400 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا الفِرْيابي، ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى قال: قلت لمجاهد: أين الجنّة؟ قال: في أعلى العِلِّيِّين، قلت: فأين النار؟ قال: في أسفل السافلين.
401 -
وقال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمد بن سُلَيْم قال:
(1)
هو الطبيب أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القيرواني، المعروف بابن الجزار، توفي سنة 369 هـ. السير (15/ 561)، الأعلام (1/ 85).
(2)
لم أقف على توثيق هذا النقل في كتب شيخ الإسلام.
سمعت قتادة قال: "كانوا يَرون أنّ الجنان في السموات، وأنّ النار في الأرضين السابعة".
402 -
وقال: حدثنا الفِرْيابي، ثنا سفيان، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن مِعْدان، عن عبد الله بن عمرو قال:"الجنّة مطويّة في قرون الشمس، تُنْشَر في كل عام مرتين، وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من ثمر الجنّة". رواه إسحاق بن راهويه
(1)
وأبو بكر بن أبي شيبة
(2)
، عن عيسى بن يونس عن ثَوْر بن يزيد. وهو عندنا في جزء أبي عاصم، رواه عن ثَوْر.
403 -
قال عثمان بن سعيد الدارمي
(3)
: وقد كتب إليّ علي بن خَشْرَم: أنّ وكيعًا سُئل عن حديث عبد الله بن عَمْرو في الجنّة معلّقة بقرون الشمس، فقال وكيع:"هذا حديث مشهور، قد روي ويُروى، فإن سئلوا عن تفسيره لم يُفسّر لهم، ومنهم من ينكره وينازع فيه، والجهميّة تنكره".
* * *
(1)
وعنه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 349 - 350/ رقم: 14167).
(2)
المصنف (18/ 417/ رقم: 3511).
(3)
نقض بشر المريسي (2/ 728 - 729).
بابُ في بقاء الجنّة والنار ومن قال: تفنى النار
وقوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام: 128]، وقوله:{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108]، وقوله:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ: 23]
وقد أخبر عن العذاب أنّه {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} في سورة "الحج"، و {عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} في "الشعراء" في قصّة هود، و {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} . ولم يخبر عن النّعيم أنّه نعيمٌ واحد في موضع من كتابه. وقد ثبت في الصحيح
(1)
تقديرُ يوم القيامة بخمسين ألف سنة.
وقال: {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} [الجاثية: 35]، كما قال:{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]، وقال:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} [الفجر: 25]، {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} [المعارج: 11]، {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ} [النساء: 42]، {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ} [الروم: 57]، {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا} [الإنسان: 10]، {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)} [الشعراء: 87، 88]، {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ} [النحل: 27].
(1)
صحيح مسلم (كتاب الزكاة/ رقم: 987).
404 -
قال عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده: أبنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أبنا إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلي، ثنا محمد بن يحيى الحنّاط، ثنا علي بن شُعَيْب أبو الحسن البلخي، ثنا محمد بن الحكم السكّري المَرْوَزي، ثنا يحيى البلخي، ثنا ابن لهيعة، عن مِشرَح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُلق الإنسان للأبد، بينهما موتة، كما أنّ روحك لا تفنى، كذلك الجنّة والنار لا تفنيان"، ثم قرأ:{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} [الصافات: 58، 59]
(1)
.
405 -
وقال: أنا محمد بن عبد الرزّاق، أبنا جدّي، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة، ثنا محمود بن غَيْلان، قال: سألت يحيى بن يحيى قلت: ما تقول فيمن يقول: إنّ حور العين يموتون؟ قال: "هو كافر، ومن زعم أنّه يفنى شيءٌ ممّا في الجنّة فهو كافر"
(2)
.
406 -
قال: وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد التاجر، أنا أبو الشيخ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود. قال: وحدثني أبي، ثنا إسحاق بن راهويه قال: قال لي ابن المبارك: لقيني النضرُ بن محمد فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول فيمن يقول: إنّ حور العين يموتون؟ فقلت: هؤلاء جهميّة، فقال: يا أبا عبد الرحمن، من زعم
(1)
إسناده ضعيف، مشرح بن هاعان مقبول كما في التقريب، ولم أجد له متابعا، وقد قال ابن حبان في المجروحين (3/ 28) في ترجمته: "يروي عن عقبة بن عامر أحاديت مناكير لا يتابع عليها
…
والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات"، وابن لهيعة حاله معروف.
(2)
إسناده صحيح. ويحيى بن يحيى هو: التميمي المنقري النيسابوري أبو زكريا، توفي سنة 226 هـ.
أنّ حور العين يموتون بموت العباد، أو يَفْنَوْن بفناء العباد، أو شيءٌ من الآخرة ينقطع قبل النشور أو بعد النشور من الجنّة أو النار، فهو كافر بالله العظيم، يقول الله:{عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108]: غير مقطوع، وقال {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 57]، فأبدًا: ليس له انقطاع.
407 -
وقال: أبنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أبنا إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلي قال: سمعتُ أبا عمرو محمد بن حامد يقول: سمعتُ أبا سليمان محمد بن فُضَيْل يقول: قال أبو معاذ خالد بن سليمان: "من قال إنّ الجنّة والنار تفنيان قبل دخول أهلها فيهما أو بعد دخول أهلها فيهما فهو كافر".
408 -
وقال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد التاجر، أبنا أبو الشيخ قال: حدثني عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني. قال: وحدثني أبي قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: "من قال: إنّ حور العين يموتون، أو شيئًا من نعيم الجنّة أو شيئًا من عذاب جهنّم يفنى، فهو كافر، يُستتاب، فإن تاب، وإلّا ضربت عنقه".
409 -
وقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أبنا إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلي قال: سمعت إسحاق بن عبد الرحمن القارئ يقول: سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الفضل القاضي بسمرقند قال: سمعتُ حسين بن حرب أبا الحسن البيكَنْدي قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: "الجنّة والنار لا تفنيان ولا تموتان، وكيف تموتان وهما جزاءٌ وثوابٌ، والجزاء والثواب لا يموتان".
410 -
وقال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أبنا إبراهيم بن أحمد المُستَمْلي قال: سمعتُ أبا الفضل بن ياسين يقول: سمعت أحمد بن
جرير يقول: سمعت قُتَيْبَة بن سعيد يقول: "الجنّة والنار مخلوقتان لا تفنيان".
411 -
وقال: أبنا عبد الصمد بن محمد العاصمي، أبنا إبراهيم بن أحمد قال: سمعت محمد بن عمر بن طاهر- قراءةً - قال: سمعت الحسن بن حمويه يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن الأزهر بن مسلم التميمي يقول: "الجنّة والنار مخلوقتان لا تفنيان، على هذا أدركنا أبا معاذ وخلف وشدّاد وعلويَّة وليث
(1)
وإبراهيم، فمن جحد بها، أو بالعرش والكرسي، والميزان، والصراط، والشفاعة، والحوض، وعذاب القبر، أو بواحد منها فهو كافر". ذكر ذلك عبد الرحمن بن منده في كتاب حُرْمة الدين.
412 -
وذكر من وجهين، عن مقاتل - هو ابن حيّان - في قوله:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]: "كلّ شيء فيه الروح، فأما الجنّة والنار فإنهما لا تفنيان".
413 -
قال الدَّوْلابي أبو بشر في كتاب الكنى
(2)
في ترجمة رافع الطائي من الصحابة: حدثنا عمران بن بكّار، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر، عن رافع الطائي، قال: عاده ناسٌ من فقهاء الجند فقالوا: يا أبا الحسن، فقال:"إن الله عز وجل يقول: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ] فالحِقْب ثمانون ألف سنة"، وذكر حديثًا طويلًا.
414 -
قال أبو محمد بن حزم الأندلسي: "فإن قيل: قد قال الله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107]، قلنا:
(1)
هكذا بخط المصنف: (خلف، وشداد، وليث).
(2)
الكنى والأسماء (1/ 204).
هذا صحيح، وهذا الاستثناء إنَّما هو للمُدَد التي كانت الأرواح فيها في الدنيا وفي البرزخ، لا في جنّة ولا في نار، وهذا الاستثناء مشاهَد بالحواس، فهو حق، ولا يجوز أن يُستثنى من عموم الخلود بدعوى لا برهان على صحَّتها"، وذكر بقية كلامه في كتاب الدرة في الاعتقاد
(1)
.
415 -
ذكر الحارث بن أبي أسامة في مسنده - في الجزء السادس عشر-: حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا محمد بن خالد القرشي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الشامي، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحوك الحمقاء بقلة طيّبة، كأني أراها نابتةً في الجنّة، والجرجير بقلة خبيثة، كأنّي أراها نابتةً في النار"
(2)
.
416 -
وذكر
(3)
: حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن ذَكْوان الهاشمي، ثنا أبان بن المُحَبَّر، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا من الهِنْدِباء
(4)
ولا تبغضوه، فإنّه ليس من يوم من الأيام إلا وقطرات من الجنّة تقطرن عليه".
417 -
أخبرنا خالي
(5)
، أبنا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد،
(1)
الدرة فيما يجب اعتقاده (ص 207 - 208).
(2)
إسناده ضعيف، محمد بن خالد القرشي ضعيف كما في التقريب، وشيخ الحارث عبد الرحيم بن واقد ضعفه الخطيب في تاريخه (13/ 270).
(3)
انظر: بغية الباحث (2/ رقم: 534). وإسناده ضعيف جدًّا، أبان بن المحبر قال فيه الذهبي في الميزان:"شيخ متروك"، وقد وهّى سنده ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 247)، وقال السيوطي في اللآلئ (2/ 222): إسناده تالف.
(4)
بقل زراعي حولي. المعجم الوسيط (2/ 997).
(5)
هو: الحاكم سليمان بن حمزة.
أبنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبّار المقدسي، أبنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، أبنا عبد الجليل بن أبي سعد بن إسماعيل المعدّل، أبنا أبو عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن، أبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن جعفر الماليني بها
(1)
، ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين، ثنا عبد الرحيم - هو: ابن حبيب الفاريابي -، ثنا صالح - هو: ابن بيان -، عن أسد بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبان، عن علي قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذُكر عنده الأدهان فقال:"فضْلُ البنفسج على سائر الأدهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدّهن به ويستغطّ به، وذكر الحديث وفيه: وذُكر له الحوك - وهو الباذَروح - فقالا: "بَقَلَتي وبَقَلَة الأنبياء قبلي، وإنّي لأحبّها وآكلها، وكأنّي أنظر إلى شجرتها نابتة في الجنّة". وذُكر له الجرجير فقال. "أكرهها ليلًا، ولا بأس بها نهارًا، وكأنّي أنظر إلى شجرتها نابتةً في جهنّم".
وفيه: وذُكر الهِنْدِباء فقال: "كلوا الهندباء من غير أن يُنفض أو يغسل، فإنه ليس منها ورقة إلّا وفيها من ماء الجنّة"، الحديث بطوله
(2)
. هذا حديث منكر؛ بل موضوع.
(1)
أي: بمالين، وهي قرية في هراة كما في اللباب (3/ 155).
(2)
الرواية من حديث أبي علي بن رزين. انطر: المجمع المؤسس (2/ 92).
418 -
وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه الهُورْقاني
(1)
: ثنا أَشْعَب بن يزيد، أبنا محمد بن جيهان، ثنا عمر بن موسى، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: أُتي رسول الله بالحوك فقال: "بقلة طيّبة، رأيتها نابتةً في الجنّة" وأُتي بالجرجير فقال: "ريح خبيث، كأني قد رأيتها نابتةً في النار"
(2)
. رواه في تاريخ المراوزة.
419 -
وقاد ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال
(3)
: حدثنا خالد بن خِداش، ثنا عبّاد بن عبّاد، عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال عثمان بن عفان: "ليأتين على جهنم يومًا
(4)
وما فيها أحد"، قال: يعني الموحِّدين.
420 -
وقال حرب الكِرْماني
(5)
: حدثنا عُبَيْد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شُعْبَة، عن أبي بَلْج، سمع عَمْرو بن مَيْمُون يحدّث عن عبد الله بن عَمْرو قال:"ليأتينّ على جهنم يومٌ تصطفق فيه أبوابُها ليس فيها أحد، وذلك ما يلبثون فيها أحقابًا".
(1)
المروزي، توفي سنة 306 هـ. السير (14/ 253 - 254).
(2)
إسناده ضعيف جدًّا؛ عمر بن موسى - وهو: ابن وجيه التيمي الوجيهي - قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا. الميزان (3/ 224).
(3)
لم أجده فيه في طبعتيه.
(4)
كذا بخط المصنف.
(5)
مسائله (3/ 1158 - 1159). وفي إسناده أبو بلج، هو: يحيى بن سليم الفزاري، ترجمه الذهبي في الميزان (4/ 384 - 385)، وذكر له هذا الحديث وقال:"منكر".
421 -
وقال
(1)
: حدثنا عُبَيْد الله، ثنا أبي، ثنا شُعْبَة، عن يحيى بن أيوب، عن أبي زُرْعَة، عن أبي هريرة قال:"ما أنا بالذي أقول إنّه سيأتي على جهنّم يومٌ لا يبقى فيها أحد"، وقرأ:{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)} [هود: 106] الآية، قال عبيد الله: كان أصحابُنا يقولون: يعني به الموحدين.
422 -
وقال حربٌ
(2)
: سألت إسحاق قلت: قول الله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: 107]، قال:"أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن".
423 -
قال سعيد بن منصور
(3)
: ثنا هُشَيْم، عن أبي بَلْج، عن عمرو بن مَيْمون الأَوْدي، عن عبد الله بن عمرو في قوله:{لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} [النبأ: 23] قال: "الحِقْب الواحد ثمانون سنة".
424 -
عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس في قوله:{جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: 72] قال: "معدنهم فيها أبدًا". رواه إسحاق بن راهويه
(4)
.
425 -
وفي حديث عُبَيْد بن رِفاعة الزُّرَقي عن أبيه: في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يومَ أحد: "اللَّهمّ إنّي أسألك النعيمَ المقيم الذي لا يحول ولا يزول" الحديث. رواه البخاري في الأدب
(5)
.
(1)
المسائل (3/ 1159 - 1160).
(2)
المسائل (3/ 1157).
(3)
في سننه (8/ 247/ رقم: 2382).
(4)
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6 / رقم: 10350)، وفي إسناده خصيف، وفيه كلام.
(5)
الأدب المفرد (رقم: 699)، وصححه الألباني في صحيح الأدب (رقم: 538).
426 -
قال الدارَقُطْني
(1)
: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن بُجَيْر بن يحيى القاضي، ثنا محمد بن يحيى بن زكريا الحرّاني، ثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن، ثنا محمد بن عبد الله القرشي المكي، أنّ خاله محمد بن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة حدّثه، عن أبيه، عن مروان بن الحَكَم، عن عمر بن الخطّاب، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُتَغَبَّطن فاجرًا بنعمه، رحب الذراعين يسفك دماء المسلمين، فإنّ له عند الله قاتلًا لا يموت: {جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} ". غريب من حديث مروان بن الحَكَم عن عمر بن الخطّاب، يرويه عبد الله بن أبي مُلَيْكة عنه، ولم يروه عنه غيرُ ابنه محمد، ولم نكتبه إلّا من هذا الوجه، ولا أعلم لمحمد بن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة مسندًا غيرَ هذا
(2)
.
427 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أنا يوسف بن خليل، أنا خليل بن أبي الرجاء، أنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نُعيْم، أنا الطبراني، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلْم، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عبد الله بن مِسْعَر بن كِدام، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله: "ليأتينّ على جهنّم يومٌ كأنّها زرع هاج وأحمر تخفق أبوابها"
(3)
.
428 -
روى ابن عدي
(4)
، للعلاء بن زيد عن أنس: قال رسول الله: "ليأتينّ على جهنم يومًا تصطفق أبوابها، ما فيها من أمّة محمد أحدٌ".
(1)
في الأفراد كما في أطرافه (1/ رقم: 178).
(2)
محمد بن عبد الله بن أبى مليكه ضعفه ابن معين - فى رواية إسحاق بن منصور عنه - كما في الجرح والتعديل (8/ 3)، وسماه: محمد بن عبيد الله، وهما واحد.
(3)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ رقم: 7969)، وجعفر بن الزبير متروك الحديث كما في التقريب، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (10/ 360).
(4)
الكامل في الضعفاء (5/ 1863).
429 -
روى ابن عدي
(1)
، لعمرو بن شَمِّر - وهو متروك - عن ليث بن أبي سُلَيْم عن عبد الرحمن بن سابِط عن عُبادة بن الصامت رفعه:"الحِقْب أربعون سنة".
430 -
قال ابن ماجه في تفسيره: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت خارجة يقول: "كفرت الجهمية من غير موضع من كتاب الله، قولهم: إنّ الجنّة تفنى، قال الله {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص: 54]، من قال إنّها فقد فقد كفر"
(2)
.
431 -
قال أبو أحمد بن عدي الحافظ
(3)
: حدثنا ابن مُكْرِم ومحمد بن إسماعيل البَصْلاني قالا: ثنا عبيد الله - هو: ابن يوسف الجُبَيْري -، ثنا سليمان بن مسلم الكوفي، عن سليمان التَّيْمي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الله لا يُخرج من دخل النار حتى يمكثوا فيها أحقابًا، والحِقْب بضع وثمانون سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يومًا، كل يوم ألف سنة - زاد ابن مُكْرِم - مما تعدّون". وقال ابنُ إسماعيل: حدثني نافع وقال: "والله لا يخرج" فذكره.
قال ابن عدي: "وهذا الحديث منكر جدًّا، وسليمان بن مسلم هذا قليل الحديث، وهو شبه المجهود، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا".
(1)
الكامل (5/ 1781).
(2)
إسناده صحيح. وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 77)، عن محمد بن إسحاق عن علي بن الحسن بن شقيق، وفيه زيادة.
(3)
الكامل في الضعفاء (4/ 287). والحديث أورده الذهبي في الميزان (2/ 223) معه حديث آخر بالسند نفسه وقال: "هما موضوعان في نقدي".
ورواه الدارَقُطْني في الجزء التاسع والتسعين من الأفراد
(1)
، عن أبي حامد محمد بن هارون وأبي محمد بن صاعد عن عبيد الله بن يوسف الجُبَيْري، وقال:"تفرّد به سليمان بن مسلم عن التَّيْمي". ورواه أبو بكر الشافعي في الخامس من الغيلانيات
(2)
، عن جعفر بن محمد بن كُزال عن الحسن بن قَزَعَة عن سليمان بن مسلم. وهو عندنا في كتاب صفة النار لضياء الدين المقدسي.
432 -
وقال أبو عُمَر الطَّلَمَنْكي: "وأجمع المسلمون على أن الجنّة والنار مخلوقتان بعد، وعلى أنّ الله قد أعدّهما لأهلهما"، قال:"وكذلك أجمعوا على أنّهما لا تبيدان ولا تفنيان"، قال:"وأجمعوا على أنّ الجنّة التي كان فيها آدم إلى أن خرج عنها هي جنّة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة، فمن قال غيرَ ذلك فهو داخل في جملة الزائغين".
* * *
(1)
أطرافه (1/ 567/ رقم: 3282).
(2)
الغيلانيات (2/ رقم: 470). وأخرجه البزار - كما في كشف الأستار (3/ رقم: 2503) -، عن محمد بن مرداس عن سليمان بن مسلم.
باب خلق النفس والروح
وقد قيل: إنّ النفس هي الروح
(1)
.
433 -
قال أحمد بن عِمْران بن سلامة البغدادي الأَخْفَش النحوي
(2)
في حديث "إنما نَسَمة المؤمن طير تعلّق في شجر الجنّة": "النَّسَمة: النفس والروح؛ والجسد نفسه يقال له: نسمة، وأما في هذا الحديث فإنما يعني الروح"
(3)
.
وقول الله تعالى في سورة (والفجر): {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29)} [الفجر: 27 - 29]، وعن ابن عباس أنه قرأ (فادخلي في عبدي)، ذكره أبو عُبَيْد والفرّاء
(4)
{وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} [الفجر: 30]، وقوله:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)} [الشمس: 7]، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} [التكوير: 7]، {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} [يس: 36]، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ} إلى:{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} [الزمر: 59] قُرئت بخفض الكاف والتاء، حكاه الفراء
(5)
، قال:"كأنّه يخاطب النفس، وهو وجه حسن، لأنّه ذكر النفس فخاطبها، فأجرى الكلام الثاني على النفس في خطابها".
(1)
انظر: مجموع الفتاوى (9/ 292 - فما بعدها).
(2)
توفي نحو سنة (250 هـ)، من مؤلفاته: تفسير غرب الموطأ. ترجمته في: بغية الوعاة (1/ 351).
(3)
تفسير غريب الموطأ (ص 182) بتصرف.
(4)
معاني القرآن (3/ 263).
(5)
معاني القرآن (2/ 423).
434 -
أخبرتنا زَيْنَب ابنة أحمد، أنبأنا يوسف بن خليل، أنا محمد بن أبي زيد، أنا محمود بن إسماعيل، أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو بكر بن فُورَك، أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا ابن كاسِب، ثنا عبد الله بن عبد الله، ثنا مَعْن بن محمد الغِفَاري، عن حَنْظَلَة بن علي الأَسْلَمي، عن أبي هريرة أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8] قال: "اللَّهُمَّ آتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها" قال: وهو في الصلاة
(1)
.
435 -
قال محمد بن نصر المروزي
(2)
: "لا اختلاف بين المسلمين أنّ الأرواح التي في آدم وفي عيسى عليه السلام ومن سواهما من بني آدم كلها مخلوقة لله، خلقها وأنشأها وكوّنها واخترعها، بعد أن لم تكن، ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه، قال الله عز وجل: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} [الجاثية: 13]، وقال: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]، - قال: - فروح آدم وعيسى وسائر الأرواح تُضاف إلى الله، فيقال: هي منه، على معنى أنها خَلْق له ومُلكٌ له، وكذلك نور المؤمنين والأنبياء والأنوار كلها تُضاف إلى الله، ويقال: هي منه، على أنها خَلْقٌ له ومُلْكٌ له، - قال: - ويقال: علم الله من الله، وقدرته منه، وكلامه وإرادته وحِلْمه وسمعه وبصره ورحمته ووجهه ويداه منه، فهذه صفات ذات تُضاف إليه على أنها صفة له ونَعْت له، لم يزل بهذه الصفات ولا يزال بها، لا على أنها خَلْقٌ له ومُلْكٌ له، فافهم الفرق بين الإضافتين".
* * *
(1)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (319)، وإسناده ضعيف لأجل ضعف عبد الله بن عبد الله - وهو: الأموي - قال الحافظ في التقريب: "ليّن الحديث"، وحسن الشيخ الألباني الحديث بشاهد حديث ابن عباس الذي أخرجه الطبراني في الكبير (11/ رقم: 11191).
(2)
في كتابه في الرد على ابن قتيبة، كذا نقله ابن القيم في الروح (ص 210).
قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]
436 -
عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث المدينة، وهو متوكّئًا على عسيب معه، فمرّ نفرٌ من اليهود، فقال بعضُهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضُهم: لا تسألوه لا يجيء فيه شيءٌ تكرهونه، فقال بعضُهم: لنسألنّه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم! ما الروح؟ فسكت، فعلمتُ أنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه قال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] قال الأَعْمَش: هكذا في قراءتنا. رواه البخاري ومسلم
(1)
.
437 -
قال ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات
(2)
: حدثني سُرَيْج بن يونس، ثنا عَبيدة بن حُمَيْد، أخبرني عمّار، عن سالم بن أبي الجَعْد قال: قال حُذَيْفَة: "الروح بِيَد ملَك وإنّ الجسد ليُغْسَل، وإنّ ذلك الملَك لَيمشي معه إلى القبر، فإذا سوّي عليه سلك فيه، فذلك حين يخاطَب".
(1)
البخاري في كتاب العلم (رقم: 125) وتفسير الإسراء (رقم: 4721) والاعتصام (رقم: 7297) والتوحيد في موضعين (رقم: 7456، 7462)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين (رقم: 2794).
(2)
المنامات (رقم: 7).
438 -
قال أبو محمد بن حزم في كتاب الدرّة
(1)
: "والروح والنفس شيءٌ واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ ناموا عن صلاة الصبح: (إنّ أرواحنا كانت بيد الله فردَّها إذْ شاء)، أو كما قال عليه السلام، وقال له بلال في ذلك الحين: (أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك يا رسول الله) فلم ينكر ذلك عليه النبي عليه السلام". الأقوال التي حُكيت للناس في الروح حُكيت لهم في النفس. وقال بعضُ الناس: الألفاظ ثلاثة: النفس، والروح، والحياة، ومعنى الروح أنّه الحياة، وإليه ذهب أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم القلانسي وطائفة من المعتزلة.
439 -
وقال أبو محمد البغوي
(2)
في الروح المركّب في الخلق الذي يحيا به الإنسان: "تكلّم فيه قومٌ، فقال بعضهم: هو الدم، ألا ترى أنّ الحيوان إذا مات لا يموت منه إلّا الدم، وقال قومٌ: هو نَفَس الحيوان، بدليل أنّه يموت باحتباس النفَس، وقال قومٌ: هو عرض، وقال قومٌ: هو جسم لطيف، وقال بعضهم: الروح معنى اجتمع فيه النورُ والطيبُ والعلوُّ والعلمُ والبقاءُ، ألا ترى أنّه إذا كان موجودًا يكون الإنسانُ موصوفًا بجميع هذه الصفات إذا خرج ذهب الكلُّ، وأولى الأقاويل أن يوكّل علمه إلى الله عز وجل، وهو قولُ أهل السنة، قال عبد الله بن بُرَيْدَة: إنّ الله لم يُطْلِع على الروح ملَكًا مقرّبًا ولا نبيًّا مرسلًا".
440 -
وقال أبو الحسن الآمدي علي بن الحسن
(3)
: "وقد اختلف
(1)
الدرة فيما يجب اعتقاده (ص 217 - 218).
(2)
معالم التنزيل (5/ 126).
(3)
انظر: أبكار الأفكار (4/ 274 - فما بعدها)، مع اختلاف فيه.
الأولون في أمر النفس الإنسانية، فقال قومٌ: إنها عرَض، لكن منهم من قال إنّها من جملة القوى الفعّالة ومنهم من قال إنّها مزاج، وقال قومٌ: إنها جسم، ثمّ منهم من قال إنّها جسم عبقري، ومنهم من قال إنّها الروح، ومنهم من قال إنّها الدم، والذي ذهب إليه المحقِّقون منهم: أنّه جوهر بسيط مجرّد عن المادة، دون علائق المادة، ويدل عليه أن كل عاقل يجد من نفسه أنه يعمل شيئًا ما، فإن كان بسيطًا لا تركيب فيه فهو المطلوب، وإن كان مركّبًا ففيه البسيط، والبسيط غير متحرى، فالمُدرَكُ إمّا أن يكون بسيطًا أو مركّبًا لا جائز أن يكون مركّبًا، وإلّا فالمُدرَك منه إما البعض أو الكل، فإنّ المدرَك البعض دون الكل، فإن كان مركّبًا عاد التقسيمُ وتسلسل، وإن كان بسيطا فهو النفس والباقي خارجٌ عنها، وإن كان المُدرِكُ هو الأجزاء فإمّا أن يكون كل جزء أدرك ما أدركه الآخر أو غيره، فإن كان الأول لزم حصولُ العلم بالشيء الواحد مرارًا، وهو خلاف ما نجده من أنفسنا، وإن كان الثاني فقد لزم التحري فيما لا يُتحرَّى وذلك محال، فلم يبق إلّا أن يكون المدرك للبسائط بسيطًا لا تركيب فيه، وإلّا لزم التحري فيما لا يُتحرّى له أو عُدم التحري في المتحرَّى وهو محال، وذلك هو المعنى بالنفس الناطقة".
قلت: هذه الحجة التي ذكرها هو وغيره على أنّ النفس ليست بجسم، قد نقضها عليهم شيخُنا أبو العبّاس وبيّن فسادَها بكلام مفصّل مبسوط ليس هذا موضع حكايته.
فمنه
(1)
: أنّ قولهم (العلم بما لا ينقسم لا ينقسم) كلام لا حقيقة له؛ إذ حاصله: أن العلم بما لا اختيار فيه لا اختيار فيه، وما لا اختيار فيه لا يُعلم، بل لا يوجد، فلا يُتصوّر أن يقوم عليه محلّ أصلًا، وإنما مدار حججهم على إثبات موجود لا امتياز فيه، كما أثبتوا جزاءً لا ينقسم أو يقبل
(1)
لم أجد هذه النقول في مصنفات شيخ الإسلام المطبوعة.
الانقسام إلى غير نهاية، فما ادّعَوْه من الجزء والانقسام المحصور الذي هو فصل بعضه عن بعض كما نفوه من الانقسام الذي يُعنى به إمكان تعلّق العلم والإدراك ببعضه دون بعض، فلا ذلك المثبت له تلك القسمة له وجود، ولا هذا المنفي عنه هذه القسمة له وجود، بل كل موجود ثبتت له هذه المباينة والقيام بالنفس الذي سمّوه انقسامًا، وليس في الموجودات ما يفضل بعضه عن بعض، حتى ينتهي إلى جزئهم أو ينقسم دائمًا. وأما ما ذكروه من أنّ النفس يقوم بها العلمُ بالأمور الكلّية، كالإنسانية والجسمية التي لا توجد إلّا في الأذهان، والكلي المجرّد عن جميع الأمور المشخصة، فلو كان مخلد جسمًا لكان له مقدار معيّن، فيقال لهم: إن كانت هذه الحجّة صحيحة فيلزم أن تكون النفس أمرًا كلّيًا لا يتعيّن ولا يتميّز عن غيره، ولا له وجود خارجي يتخصّص به، وهذا في الحقيقة قولٌ بعدم النفس وتعطيلٌ لها، لأنّ كلّ موجود فلابدّ له من تعيين يتخصّص به في الخارج، فحججهم هذه توجب عدم النفس من حيث ظنوا تجريدَها، كما أنّ احتجاجهم على تنزيه الباري يوجب تعطيلَه، حيث يجعلونه الوجودَ المطلقَ الذي لا يتعيّن، وذلك يمتنع وجودُه في الخارج، وذلك لأنهم إذا قالوا: النفس تقوم بها أمورٌ كلّية، وجعلوا المحلّ كالحالّ في ذلك، لزم أن تكون النفس كلّية، وإن لم يجعلوا المحلّ كالحالّ تُطلب الحجة.
441 -
قال أبو محمد بن حزم
(1)
في من قال: إنّ الروح عرَض لا يبقى وقتين بل يفنى ويضمحل، وإنّ النفس ليست شيئًا غير الهواء الداخل والخارج بالتنفس:"ما قال هذا القولَ أحدٌ ممن ينتمي إلى الإسلام إلّا أبو الهُذَيْل العَلّاف المعتزلي، وهي أحد شنعه المُخرجة له عن الإسلام، ثم اتبعه على ذلك الطائفة المنتمية إلى الأشعرية".
(1)
الدرة (ص 204 - 205).
442 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المزّي، أبنا ابن البخاري، أبنا الكِنْدي، أبنا أبو القاسم بن يوسف، أبنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، أبنا محمد بن بكران، ثنا محمد بن مَخْلَد، حدثني إبراهيم - هو: ابن هانئ النيسابوري -، ثنا عفّان، ثنا وُهَيْب، ثنا سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"
(1)
. رواه مسلم
(2)
، لعبد العزيز الدَّراوَرْدي عن سُهَيْل.
443 -
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسرّة القرطبي في رسالته إلى موسى بن جُدَيْر الحاجب: النفس من الروح، وليس الروح من النفس، الروح كالأصل، والنفس كالفرع، فأما في تعارف الكلام وتصاريفه في القرآن والآثار على اتساع المعاني، فقد يقع كل واحد منهما مكانَ صاحبه، وإنما لَفَظَ القرآن بالنفس إذا تحيا أرواح البشر، ولا يذكر الروح إلّا بمعنى الأصل الأعلى الذي منه فصلت الأرواح المطلقة في الدنيا، فأما فصلُ ما بينهما في خلق ابن آدم، فإنّ الروح هي التي لها العقل والسمع والبصر وسائر الحواس الخمس، وقوله (الروح) يقع عليها وعلى النفس معها، ثم خاصة منفردة هي التي تخدم البدن في التنفّس والحركات الباطنة، كحركة المعدة والكبد والمثانة والأعضاء العاملة في جسم الحيوان، فالنفس هي التي تبقى للنائم عند نومه، تعمل في الرئتين بالنفس وفي سائر أعضاء البدن المسخّرة لصلاح الجسم، والروح هي التي تنقبض عند النوم وتستيقظ فتعقل
(1)
أخرجه أبو الحسين بن المهتدي بالله في مشيخته - الجزء الأول - (ق 181/ ب - مجموع 73)، والرواية من طريقه.
(2)
في كتاب البر والصلة (رقم: 2638).
وتسمع وتبصر، ولا يبقى أحدُهما دون صاحبه، ولا يفترقان، وإذا خُلقت الروح عند الموت فالنفس بدنها وحجابها والله أعلم، واعلم رحمك الله أنّ هذا لا يتيسّر إلّا لمن تحمّله فهمُه.
444 -
قال أبو محمد بن قُتَيْبَة
(1)
: والعربُ تسمي الدمَ نفسًا لاتّصال النفس به، على حدّ مذهبهم في تسمية الشيء بما اتّصل به أو بمُجاوِرِه، أو كان سببا له، يقولون: نفَست المرأة إذا حاضت، كأنها دميت، وقال أصحاب اللغة: وإنما سمّيت المرأة نفساء لسيلان الدم، وقال إبراهيم: كل شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجّس الماء إذا سقط فيه، يريد كل شيء ليس له دم سائل، ويسمّي العرب النفس نسمةً، وأصل النسمة النفس، وروى في بعض الحديث:"تنكّبوا الغبار فإنّه منه تكون النسمة"
(2)
، يُراد منه يكون النفس والربو، وسمّي نَفَسًا لأنه عن النفس يكون، والعرب تقول: مات فلان حتْفَ نفسه وحَتْفَ أنفه، إذا مات على فراشه، لأنه لا يزال يتنفّس حتى يموت فتخرج نفسه نفَسًا من أنفه وفمه.
445 -
قال أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في المطالب العالية
(3)
: ثم إنّ العقلاء تحيّروا في معرفة النفس، وأنها هل هي عبارة عن هذا الهيكل المحسوس، أو عن جسم داخل فيه، أو عن عرض قائم به، أو عن جوهر مجرد. وقال: إنّ النفوس البشرية كلها مجبولة في الأصل على محبة الله، عاشقة لكبريائه، وحجابها عن ذلك استغراقُها في العلائق البدنية، والطيبات الجسدانية، فإذا زال عن نفسه هذا الحجاب أو قللها، ارتفع الحجاب
(1)
تفسير غريب القرآن (ص 23).
(2)
أورده الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 6) وقال: "لا أعلم له أصلا".
(3)
المطالب العالية في العلم الإلهي (7/ 35).
وظهرت أنوار معرفة الله للمستعدّين لذلك بحسب استعدادهم، وقال أرسطو: من أراد الشروع في هذا الباب فليستحدث لنفسه طبيعة أخرى، ومراده التجرّد عن العلائق المذكورة، فليجتهد الإنسان في تحصيل ذرّة من ذلك، حتى يصير ذلك من أعظم الجواذب إليه والانصراف عما عداه، قال أرسطو: قد كنت أشرب فلا أروي إلى أن شربت من هذا البحر فرويت ريًّا لا ظمأ بعده أبدًا.
446 -
ذكر صاحب المفصل في شرح المحصّل للرازي
(1)
: قوله (اختلف أهل العلم في حدوث الأجسام، والوجوه الممكنة فيه لا تزيد على أربعة، الخ)، قال الشارح: الوجوه الممكنة بحسب القسمة العقلية لا تزيد على أربعة أقسام؛ لأنّ الجسم: إما أن يكون محدثَ الذات والصفات معًا، أو قديمَ الذات محدثَ الصفات، أو محدثَ الذات قديمَ الصفات، والقسمُ الأول - وهو أن يكون محدثَ الذات والصفات معًا - فهو قول الجمهور من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس، قال: وإنما قال: قول الجمهور من المسلمين والنصارى واليهود، لأن قومًا من المسلمين - كأبي نصر الفارابي، وأبي علي بن سينا، وأبي البغدادي - وشرذمة قليلة من النصارى واليهود خالفوا في ذلك.
قلت
(2)
: هؤلاء ليسوا مسلمين ولا كتابيين وإنما هم منافقون.
قال
(3)
: وأما القسم الثاني فهو أن يكون قديم الذات والصفات معًا، فهو قول أرسطاطاليس وأصحابه مثل: ثاوفرسطيس، وثامسطويس، وبرقلس، الإسكندر الأفردوسي، وفرفوريوس، ومن المتأخرين الحكماء الإسلاميين: أبي نصر الفارابي، وأبي علي بن سينا، وحكى يحيى النحوي
(1)
المفصل في شرح المحصَّل (ق 99/ أ - نسخة الأحمدية 14033)، وهو للكاتبي القزويني.
(2)
الكلام للمصنّف ابن المحبّ.
(3)
المفصل (ق 99/ أ - ب).
عن برقلس أن أول من قال بهذا القول هو أرسطاطاليس، إذا عرفت هذا فنقول: إنّ هؤلاء زعموا أن السموات قديمة بذواتها وصفاتها المعينة، أعني: الشكل والمقدار وغير ذلك، سوى الحركات والأوضاع فإنها حادثة، إذ كل حركة وكل وضع فهو مسبوق بحركة أخرى ووضع آخر، إلى ما لا نهاية له، فالحركة قديمة بنوعها حادثة بشخصها، وكذلك الوضع قديم بنوعه حادث بشخصه، وقد عرفت معنى الوضع فيما قبل، وأما العناصر، فالهيولى منها قديمة بشخصها، والجسمية - أي الصورة الجسمية منها - قديمة بنوعها.
قال
(1)
: وأما القسم الثالث، وهو أنّ كون الجسم قديم الذات محدث الصفات فهو قول الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطاطاليس بالزمان، كثاليس، وإيكسماغورس، وفيتاغورس، وسقراط، وقول جميع الثنوية، كالمانوية، والديصانية، والمرتيونية، والماهانية، والحرنانية، وهم الذين قالوا بالقدماء الخمسة، ثم اختلف هؤلاء في الأصل الذي حدث هذا العالم، من السموات والكواكب والعناصر على الوجه الذي الآن عليه، فصاروا لذلك فرقتين: الفرقة الأولى: الذين زعموا أن ذلك الأصل والمادة هو الجسم، والفرقة الثانية: الذين قالوا ذلك الأصل ليس بجسم ولا جسماني، أما الفرقة الأولى فقد اختلفوا في ذلك الجسم هو الأصل، فزعم مالِيس أنّه قابلٌ لكل الصور، وزعم أنه إذا انجمد صار أرضًا، وإذا لطف صار هواءً، ومن صفوة الهواء تكوّنت النار، ومن الدخان الذي خالط ذلك الهواء تكونت السموات، ويقال إنه أخذ ذلك من التوراة لأنه جاء في السفر الأول منه: إن الله خلق جوهر النظر إليه نظر الهيبة فدانت أجزاؤه فصارت ماء، ثم ارتفع منه بخار كالدخان فخلق منه السموات، وظهر على وجه الماء زبد فخلق منه الأرض، ثم أرساها بالجبال فقال تعالى في القرآن {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11] أي قصد السماء بها تركيب أجزائها ويشكلها
(1)
المفصل (ق 99/ ب - 102/ ب)، بتصرف.
أشكالها الخاصة، وزعم أنكسيمايس أنه الهواء، وذكر قول من قال إنه النار ومن قال هو الأرض ومن قال هو البخار ومن قال هو الخليط الذي لا نهاية له، وهو أجسام غير متناهية، وفيه من كل نوع أجزاء صغيرة متلاقية، إلى أن قال: وزعمت المنوية أن أصل العالم هو النور والظلمة، قال: الفرقة الثانية، الذين قالوا: إن الأصل الذي منه حصل العالم ليس بجسم، وهم أيضًا فريقان، الفرقة الأولى: الذين قالوا إن الجسم مركب من الصورة والهيولى، وفسّروا الصورة بالحجمية والتحزّر، والهيولى بمحلّ هذه الصورة على ما عرّفناك ذلك قبل، ثم أثبتوا حدوث تلك الحجمية وقدم الهيولى، وهو قول الخراسانيين واختيار محمد بن زكريا الرازي وزعم ابن زكريا أن هذا مذهب جملة الفلاسفة الذين كانوا قبل العلم الأول، إلى أن قال: الفرقة الثانية أصحاب فيتاغورس، وهم الذين قالوا: الباري هي الأعداد المتولدة من الوحدات، اعلم أنه حكى عنه أنه قال: مبادئ الأشياء هي الأعداد المتولدة من الوحدات، وزعم أن الأعداد التي هي فوق العشرة تولدها إنما يكون من العشرات، أو منها ومن أخواتها، وأما العشرة فإنما تتولد من الواحد والإثنين والثلاثة إن كانت مجردة فهي مجرّد ثلاثة واحدات، وإذا صارت ذات وضع فهي النقطة والإثنان إن كانا مجردين، فهما مجرّد وحدتين، وإن صارا ذا وضع فهو الخط والثلاثة إن كانت مجرّدة فهي مجرد ثلاث واحدات، وإذا صارت ذات وضع فهو السطح والأربعة إن كانت مجردة فهي مجرد أربع وحدات، وإن صارت ذات وضع فهي الجسم، وبالجملة فإنه زعم الكمّ المنفصل هيولى والكم المتصل صورة.
قال
(1)
: وأما القسم الرابع، وهو أن يقال: العالم محدث الذات قديم الصفات، فذلك مما لا يقول به عاقل".
447 -
ذكر قُسْطا بن لوقا البعلبكي في كتابه في الفرق بين الروح
(1)
المفصل (ق 102/ ب - 103/ أ).
والنفس
(1)
: أنّ في البدن الإنساني روحين: أحدهما يقال له الحيواني، ومادته الهواء، وينبوعه القلب، يبعث الشريانات إلى سائر البدن، فيفعل الحياة والتنفس، والآخر يقال له النفساني مادته الروح الحيواني وينبوعه الدماغ، ويفعل في الدماغ نفسه العلم والذكر والرؤية.
ثم قال: القول في النفس: أما النفس فإن وصفها على حقيقتها صعب معتاص جدًّا، والدليل على ذلك اختلاف جل الفلاسفة فيها، وكذلك من بعدهم.
وذكر في الفصل بين الروح والنفس: أنّ الروح جسم، والنفس لا جسم، بل قال: هي جوهر، قال: وإنّ الروح تجري في البدن، والنفس لا تجري فيه، وإنّ الروح إذا فارق البدن بطل، والنفس تبطل أفعالها من البدن، ولا تبطل هي بذاتها، وإنّ النفس تحرّك البدن والحس والحياة تتوسط الروح، والروح تفعل ذلك بغير توسط، وإن الروح تحرك البدن ومثله الحس والحركة، فإنه أول علة ذلك وفاعله فيه، وإن النفس تفعل ذلك وهي علة ثانية، فالروح إذًا علّة قريبة لحياة البدن وحسه وحركته، وباقي أفعاله، والنفس علة ذلك البعيدة.
448 -
أنبأنا عبد القادر بن عبد العزيز بن عيسى بن الملك العادل، أنبأنا أبو علي البكري الحسن بن محمد، أبنا أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح ابن المعزِّم الهمذاني بها، أبنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني بها، أبنا أبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجَلي، أبنا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه الهمذاني، ثنا القاسم بن أبي صالح، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا أبو ثابت محمد بن
(1)
كتاب الفرق بين الروح والنفس (2/ 89 - ضمن رسائل ابن سينا).
عبد الله المديني، ثنا عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن درّاج، عن عيسى بن هلال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن روحَيْ المؤمنَين ليلتقيان على مسيرة يوم وما رأى أحدُهما صاحبَه قط"
(1)
.
449 -
قال جالينوس في مقالته في أنّ قوى النفس تابعة لمزاج البدن: وقد برهنتُ في موضع آخر أنّ أنواع النفس ثلاثة، وأنّ هذا هو رأي أفلاطون، وبينتُ أيضًا أنّ الواحدة في الكبد، والأخرى في القلب، والأخرى في الدماغ، وقد نجد أفلاطون قد قنع بأنّ الجزء الفكري وحده من هذه الثلاثة الأنواع أو الأجزاء التي للنفس غير ميّت، وأما أنا فليس عندي ما أقضي به أنها غير ميّتة، ولا أنها ليست كذلك.
450 -
وذكر أبو حيّان التوحيدي في كتاب الزُّلْفَة، أنه قرأ بخطِّ قُدامة: قال أفلاطون: إن مسكن الأنفس الفعلية إذا تجرّدت، هو - كما قالت الفلاسفة القدماء - خلف الفلك في عالم الربوبية، حيث نور الباري، وليس كل نفس تفارق البدن من ساعتها إلى ذلك المحل؛ لأن في النفس نفس تفارق البدن وفيها درن وأشياء خبيثة، فمنها ما يصير إلى فلك القمر مقيم هناك مدّة نت الزمان، فإذا تهذَّبت ونقيت غاية النقاء، وزالت أدران الحس وخياله وخبثه منها ارتفعت حينئذ إلى عالم العقل، وجازت الفلك وصارت في أجل محل وأشرفه، وصارت حينئذ لا تخفى عليها خافية، وطابقت نور الباري وصارت تعلم الأشياء قليلها وكثيرها، كعلم الإنسان بأصبعه الواحدة أو بظفره، وصارت الأشياء كلّها مكشوفة بارزة لها، وفوّض إليها الباري أشياء من سياسة العالم تلتذّ بفعلها والتدبير لها.
(1)
إسناده ضعيف لأجل دراج وهو ابن سمعان أبو السمح، قال الإمام أحمد؛ حديثه منكر، وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف، وضعفه الدارقطني، انظر: التهذيب (1/ 574).
قلت: إنما أكتب مثل هذا الكلام؛ لمعرفة آراء الناس ومذاهبهم، والعلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول. قال أبو حيّان: وحكى لنا أبو زكريا الصيمري قال: قرأت على سمكة القمّي، قال: قرأت على ابن محارب، قال: قرأت على الكندي قوله عن أرسطاطاليس، ووصفه أمر الملك اليوناني الذي فولج فمكث لا يعيش ولا يموت أيامًا كثيرة، كلما أعاق أعلم الناس أشياء من علم الغيب، وحدّثهم بما رأى من الأنفس والصور والملائكة، وأعطاهم في ذلك العلامات، وأخبر جماعة من أهل بيته بعمر واحد واحد منهم، فلما امتحن ذلك كان كما قال، ولم يتجاوز أحد منهم المقدار الذي حذّه له من العمر، وأخبر أن خسفًا يكون في بلاد كذا وكذا بعد سنة، وسيل يكون في مواضع أخر بعد سنين، فكان الأمر كما قال.
وقال الكندي: وذكر أرسطاطاليس أن السبيل في ذلك أن نفسه إنما علمت ذلك العلم؛ لأنها كادت تفارق بدنه، فكيف لو فارقت البدن على الحقيقة، لكانت قد رأت عجائب من أمر الملكوت الأعلى.
بعض الناس ذهب إلى أن الكواكب كلها غير نيِّرة، وزعم أن النور المعارض لها احتماء الهواء والتهابه بحركتها، فلذلك ترى ملتهبة مضيئة، وإنما ذلك التهاب النار الموهم؛ إذ كان دونها أن النور لها.
وقال قوم آخرون: إن الشمس وحدها مضيئة نيِّرة في نفسها، وإن سائر الكواكب ليس كذلك وإنما يُعرض لها النور بإلقاء الشمس الشعاع عليها، كما تُعرض الأشياء عندنا.
وقال بعضهم: بل الكواكب كلها إلا القمر مضيئة بأنفسها، فأما القمر فمخالف لها، واستدلوا على ذلك بما يُعرض له من إهلاله وتدويره، وقالوا إنه وحده يقبل الضوء من الشمس، وبحسب موضعه منها يكون قبوله للضوء
منها، إما أعلاه، وإما أسفله، وإما بعض الأعلى وبعض الأسفل، وبحسب موضعنا منه متوسط أو غيره تكون أبصارنا مدركة ضوءه، إما كله، وإما بعضه، وقد بابًا في إبطال قول من قال إن الكواكب تستضيء بالشمس.
قلت: لِما ذكر من أن ضوء القمر من قبل الشمس شاهدٌ ذكره الفرّاء في المعاني، في قول الله:{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)} [الشمس: 2]، قال:"ويقال: إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل في الكلام: اتبعت قول أبي حنيفة، وأخذت بقول أبي حنيفة، والاتباع والتلو سواء".
451 -
قال ابن الخطيب في مقدّمته في المنطق التي سمّاها: الآيات البيِّنات
(1)
: "ومثال الحدسيّات هو أنا إذا شاهدنا اختلاف شكل القمر، قربه أو بعده من الشمس، يحصل لنا علم بأن ضوءه مستفاد من الشمس، وهذا الكلام في الحد، فإن علمنا بهذه المقدمة إن كان بديهيًّا فهو من البديهيَّات، فلا وجه لجعله فيها آخر في مقابلة البديهيات، وأيضًا فقد بيّنّا في كتب الحكمة أن هذه المقدمة ليست بيقينية، وإن كان مستفادًا من البرهان، فلا يكون هو من مبادئ البرهان".
فصل: ذكر شيخنا أبو العباس في حكمة الله تعالى في خلق الإنسان، قال
(2)
: "وأدنى ذلك أن العين والفم والأذن فيها مياه ورطوبة، فماء العين مالح، وماء الفم عذب، وماء الأذن مرّ، فإن العين شحمة، والملوحة تحفظها أن تذوب، وهذه أيضا حكمة تمليح ماء البحر، فإن له سببًا وحكمة؛ فسببه سبوخة أرضه وملوحتها، فهي توجب ملوحة مائه، وحكمتها أنها تمنع نتن الماء بما يموت فيه من الحيتان العظيمة، فإنه لولا ملوحة مائه لأنتن، ولو أنتن لفسد الهواء، حتى يموت بسبب ذلك خلق كثير؛ وماء
(1)
الآيات البينات (ق 33/ أ - ب - الإسكوريال 650).
(2)
النبوات (2/ 922).
الأذن مرّ؛ ليمنع دخول الهوامّ إلى الأذن؛ وما الفم عذب؛ ليطيب به ما يأكله، فلو جعل الله ماء الفم مرًّا لفسد الطعام على أكلته؛ ولو جعل ماء الأذن عذبًا لدخل الذباب في الدماغ".
فصل: قول الله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] الآية، فيها قولان:
أحدهما: إن الممسكة من توفّيت وفاة الموت أولًا، والمرسلة من توفيت وفاة النوم، والمعنى على هذا القول أنه يتوفى نفس الميت، فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة، ويتوفى نفس النائم ثم يرسلها إلى جسدها إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى.
والقول الثاني في الآية: إن الممسكة والمرسلة في الآية كلاهما توفى وفاة النوم، فمن استكملت أجلها أمسكها عنده، فلا يردّها إلى جسدها، ومن لم تستكمل أجلها ردَّها إلى جسدها فتستكمل.
452 -
قال أبو عبد الله ابن القيم
(1)
: "واختار شيخ الإسلام هذا القول، وقال: يدلّ عليه الكتاب والسّنة، قال: فإنه سبحانه ذكر إمساك التي قضى عليها الموت من هذه الأنفس التي توفّاها وفاة النوم، وأما التي توفّاها حين موتها فتلك لم يصفها بإمساك ولا إرسال، بل هي من قسم ثالث". قال ابن القيّم: "والذي يترجّح هو القول الأول؛ لأنه أخبر سبحانه بوفاتين: وفاة كبرى وهي وفاة الموت، ووفاة صغرى وهي وفاة النوم، وقسّم الأرواح قسمين: قسمًا قضى عليها الموت فأمسكها عنده، وقسمًا وهي التي توفَّاها وفاة الموت، وقسمًا لها بقية أجل فردّها إلى جسدها إلى استكمال أجلها، وجعل سبحانه الإمساك والإرسال حكمين للوفاتين
(1)
الروح (ص 38).
المذكورتين أولًا، فهذه ممسكة، وهذه مرسلة، وأخبر أن التي لم تمت هي التي توفّاها في منامها، فلو كان قد قسّم وفاة النوم إلى قسمين: وفاة موت ووفاة نوم، لم يقل (والَّتي لم تَمُت)، فإنها من حين قبضت ماتت، وهو سبحانه قد أخبر أنها لم تمت، فكيف يقول بعد ذلك:{فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} [الزمر: 42] بعد أن توفّاها وفاة النوم، فهو سبحانه توفّاها أولًا وفاة نوم، ثم قضى عليها الموت بعد ذلك؛ والتحقيق أن الآية تتناول النوعين، فإنه سبحانه ذكر وفاتين: وفاة نوم ووفاة موت، وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى، ومعلوم أنه سبحانه يمسك كل نفس ميت، سواء مات في النوم، أو في اليقظة، ويرسل نفس من لم يمت، فقوله:{يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] يتناول من مات في اليقظة، ومات في المنام".
* * *
باب قوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
[النحل: 40]، وقوله:{وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [غافر: 68]، وقوله:{وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} [الأنعام: 73]، {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)} [آل عمران: 59]، {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [مريم: 35]، {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]، {إنما أمرنا لشئ} ، {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]، {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]، وفي الأعراف:{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (66)} ، {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 50]
453 -
أخبرنا ابن أبي طالب، أنبأنا إبراهيم بن عثمان، أبنا أبو الفتح بن البطي، أبنا رزق الله بن عبد الوهاب، ثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني معاوية ابن صالح، عن
علي بن أبي طلحة حدّثه، أن أبا الوداك جَبْرَ بنَ نوف أخبره، أن أبا سعيد الخدري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العَزْل فقال: "ما من كل الماء يكون الولد، فإذا أراد الله خَلْق شيء لم يمنعه شيء"
(1)
.
454 -
وقال أغلب بن تميم، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خزائن الله الكلام، إن أراد الله شيئًا يقول له كن فيكون". رواه أبو الشيخ بن حيان
(2)
. وأَغْلَب: قال النسائي
(3)
: "بصري ضعيف".
455 -
وعن فضيل بن عياض: "ما قال الله لشيء قط كُنْ كُنْ مرتين". رواه أبو الشيخ
(4)
.
456 -
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني: أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سيّار أبي الحكم، عن شهر بن حَوْشَب، عن ابن غَنْم، عن أبي ذرّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله عز وجل يقول: يا عبادي كلكم مذنبٌ إلا من عافيتُ، وكلكم ضالٌّ إلا من هديتُ، وكلكم فقيرٌ إلا من أغنيتُ، فمن استغفرني بقدرتي وهو يعلم أني قادر على المغفرة غفرتُ له ولا أبالي، ومن استهداني هديتُه، ومن استرزقني رزقتُه، عبادي لو أنّ أولكم وآخركم، وحيّكم وميّتكم، ورطبكم ويابسكم، على قلب أتقى عبد هو لي، ما نقص ذلك من مُلْكي جناحَ بعوضة،
(1)
الرواية من حديث أبي عمرو بن البختري. وأخرجه مسلم (رقم: 1438)، عن هارون بن سعيد الأيلي عن ابن وهب.
(2)
العظمة (2/ 488 - 489/ رقم: 155).
(3)
الضعفاء والمتروكون (رقم: 61).
(4)
العظمة (2/ 490/ رقم: 156).
ولو أنّ أولكم وآخركم، وحيّكم وميّتكم، ورطبكم ويابسكم، أعطيتُ كلّ امرئ منهم أمنيّته ما نقص ذلك في مُلْكي، إلّا مثل إبرة لو مشَ بها رجل إلى شط البحر فغمسها فيه ثم رفعها، ذلك بأني جوادٌ ماجد واجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، وإذا قضيتُ أمرًا فإنَّما أقول له كن فيكون"
(1)
. رواه الأَعْمَش عن موسى بن المسيّب عن شهر بعضه، قال:"خزائن الله الكلام، فإذا أراد شيئًا قال له كن فيكون"
(2)
. وروي عن الأَعْمَش عن شهر بن حَوْشَب عن عبد الرحمن بن غَنْم عن أبي ذرّ، في خامس عشر فوائد تمّام
(3)
.
457 -
عن قيس، عن المغيرة بن شُعْبَة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يزال من أمتي قومٌ قاضين على الناس حتى يأتيهم أمرُ الله". رواه البخاري ومسلم
(4)
.
458 -
عن عُمَيْر بن هانئ، عن معاوية، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يزال من أمتي أمةٌ قائمةٌ بأمر الله، ما يضرهم من كذّبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك" الحديث. رواه البخاري ومسلم
(5)
.
(1)
إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه أبو عوانه في صحيحه - كما في إتحاف المهرة 14/ 164 - ، عن هلال بن العلاء به.
(2)
أخرجه أبو عوانه - كما في إتحاف المهرة 14/ 164 - ، عن سعيد بن مسلمة عن الأعمش.
(3)
فوائد تمام (رقم: 927).
(4)
البخاري في المناقب (رقم: 3640) والاعتصام (رقم: 7311) والتوحيد (رقم: 7459)، ومسلم في الإمارة (رقم: 1921).
(5)
البخاري في المناقب (رقم: 3641) والتوحيد (رقم: 7460)، ومسلم في الإمارة (رقم: 1037).
459 -
عن نافع بن جُبَيْر، عن ابن عباس: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مُسَيْلمة في أصحابه فقال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتُكها، ولن تعدوَ أمرَ الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنّك الله". رواه البخاري
(1)
.
460 -
وقال الوليد بن مسلم في كتاب الدعاء: حدثنا سعيد بن بشير، عن سليمان الأَعْمَش، عن شهر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، عن أبي ذرّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يأثِر عن ربه تبارك وتعالى:"يا بني آدم، لو أنّ أوّلكم وآخركم، وجنّكم وإنسكم، اجتهدوا يسألوني، حتى تنتهي مسألتهم، فأعطيت كلَّ امرئ مسألتَه منهم، ما نقص ذلك مما عندي؛ إلا كمخيط غمس في بحر، ذلك بأني جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما إذا أردت شيئًا أن أقول له كن فيكون"
(2)
.
461 -
وفي حديث عُقْبَة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخُدْري، في قصة الذي أوصى: احرقوني، ثم ذرّوني في ريح عاصف، ففعلوا، قال الله عز وجل: كُنْ، فإذا رجل قائم، الحديث. في المصافحة للبرقاني. رواه مسلم
(3)
.
462 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن عَيّاش، أبنا محمد بن الكمال وأبو
(1)
في التوحيد (رقم: 7461) واقتصر على هذه القطعة، وأخرجه ضمن سياق آخر في المغازي (رقم: 4373).
(2)
وإسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد مرّ.
(3)
في التوبة (رقم: 2757)، وهو عند البخاري في أحاديث الأنبياء (رقم: 3478) والرقاق (رقم: 6481) والتوحيد (رقم: 7508).
بكر بن طَرْخان قالا: أبنا أبو محمد بن قُدامة، أبنا عبد الحقّ بن عبد الخالق، أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا عبد الغفّار بن محمد، أبنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا أبو حنيفة - هو: محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان الواسطي -، أبنا عمي، أبنا أبي، ثنا طلحة بن زَيْد، عن صَفْوان بن سُلَيْم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الملائكة قالت: يا ربنا! أعطيتَ بني آدم الدنيا، فهم يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبّح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهوا، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعلْ لنا الآخرة، قال: لا أجعل ذريّةَ من خلقتُه بيدي كمن قلتُ له كن فكان"
(1)
.
463 -
قرأتُ بخط أبي عبد الله سبط ابن رُشَيِّق
(2)
- ولعله مما أخذه عن شيخنا ابن تيمية -: "كلُّ ما في العالم - من الرزق وغيره - يحدث بأسباب، ولا يعلم جميعَ شروطها التي بها يتم تأثيرُها إلا الله، ولا يعلم جميعَ الموانع التي يندفع عنها حتى يتم التأثيرُ إلا الله، فهو سبحانه العالم، القادر على التأثير بها، القادر على دفع موانعها، فيجب التوكلُ عليه ويحرم التوكلُ على غيره شرعًا وعقلًا، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن".
* * *
(1)
الرواية من حديث أبي علي بن الصواف. وإسناده ضعيف جدًّا؛ فإنّ طلحة بن زيد متروك كما في التقريب. وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 6173)، عن محمد بن حنيفة.
(2)
هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد سبط ابن رُشَيِّق المالكي، توفي سنة 749 هـ، ترجم له الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (18/ 510) وقال:"كاتب مصنفات شيخنا العلامة ابن تيمية، كان أبصر بخط الشيخ منه، إذا عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا"، وانظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية (ص 59 - 60).
باب إثبات الأسباب في الخلق والأمر خلافًا للجهميّة في قولهم: إنّه يفعل عندها لا بها بل هو خالق الأسباب والمسببات
قال الله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [النحل: 65]، وقال:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)} ، إلى قوله:{وَأَحْيَيْنَا بِهِ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} [ق: 9 - 11]
وقال: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 57] وقال: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
وقال: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14]
وليس شيءٌ من الأسباب مستقلًّا بمطلوب، بل لا بدّ من انضمام أسباب أخر إليه، ولا بدّ أيضًا من صرف الموانع والمعارضات عنه حتى يحصل المقصود، فكل سبب فله شريكٌ وله ضدٌّ، فإن لم يعاونه شريكه ولم ينصرف عنه ضدُّه لم يحصل مُسبَّبُه، فليس في المخلوقات علّةٌ تامةٌ تستلزم معلولَها، قال طائفة من العلماء: الالتفاتُ إلى الأسباب شركٌ في التوحيد، ومحوُ الأسباب أن تكون أسبابًا نقصٌ في العقل، والإعراضُ عن الأسباب بالكلّية
قدحٌ في الشرع، وإنما التوكلُ والرجاءُ معنى يتألّف من موجب التوحيد والعقل والشرع، وذلك أن الالتفاتَ إلى السبب هو اعتمادُ القلب عليه ورجاؤه والاستنادُ إليه، وليس في المخلوقات من يستحقُّ هذا؛ لأنه ليس بمستقل، ولابدّ له من شركاءَ وأضدادٍ، ومع هذا كلّه فإن لم يسخّره مسبِّبُ الأسباب لم يُسخَّر، فالكواكب جزءُ سبب، وإنما هي جزءُ سبب في حالٍ دون حالٍ، في حال ظهورها على وجه الأرض يظهر نورها وأثرها، فإذا أَفَلَتْ انقطع نورُها وأثرُها، فلا يبقى حينئذ سببًا ولا جزءًا من السبب، ولهذا قال ابنُ الجُنَيْد:"لا أدب للآفلين"، وإنما الرب تعالى هو القيوم، يقيم العبد في جميع الأوقات والأحوال، فهو وحده الذي يُدعى ويُسأل، ويُرجى ويُتوكّل عليه، وكلّ ما سواه فقير إليه
(1)
.
464 -
قال أبو أحمد عبد الله بن عديّ بن محمد الحافظ الجُرْجاني
(2)
: حدثنا أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرور الراسبي - إملاءً عليّ من حفظه، وسألتُه عنه سنة تسع وتسعين ومائتين - قال: ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي إملاءً قال: ثنا وهب بن جرير بن حازم قال: ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيًا على قدميه، قال: فدعاهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، قال: فانصرف فأتى ظلَّ شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: "اللَّهم إليك أشكو ضعفَ قوتي، وقلّةَ حيلتي، وهَواني على الناس، أرحمَ الراحمين أنت أرحمُ بي، إلى من تَكِلُني، إلى عدوّ يتهجّمني، أم إلى
(1)
هذا الكلام مقتبس بعضه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، انظر: مجموع الفتاوى (8/ 167، 169، 173).
(2)
الكامل في الضعفاء (7/ 269)، وفي إسناده عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس مشهور، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (6/ 35).
قريب ملّكتَه أمري، إن لم تكن غضبانًا عليَّ فلا أبالي، إنّ عافيتك فهي أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلماتُ وصَلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرة أن تُنْزل فيّ غضبَك، أو تحلّ عليّ سخطَك، لك العُتْبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك". أخبرنا بذلك - إجازةً -: أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم بن الدَّرَجي، أنبأنا محمد وأحمد ابنا سعيد بن أحمد الصبّاغ، أبنا عمر بن الفضل بن أحمد، أبنا أبو نصر محمد بن أحمد بن سَسُّويه
(1)
، أبنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري، ثنا أبو أحمد بن عديّ، فذكره.
465 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا أحمد بن محمد الواسطي ونصر بن أبي القاسم النابلسي (ح). وأخبرني علي بن محمد بن أبي بكر الكنجي، أبنا عبد الواسع بن عبد الكافي، قالوا: أبنا علي بن أبي الفتح السنجاري، أبنا مسعود بن علي بن صدقة
(2)
، ثنا أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الحَوْزي، أبنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف شيخ الشافعيين ببغداد
(3)
، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البَرْقاني، ثنا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم البوشَنْجي، ثنا يحيى بن بُكَيْر، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك وغضبك".
(1)
انظر: تكملة الإكمال (3/ 167).
(2)
ترجمه المنذري في التكملة (3/ 267/ رقم: 2296) والذهبي في التاريخ (وفيات 621 - 630 هـ/ 298) وقالا: مسعود بن صدقة بن علي.
(3)
هو الإمام الشيرازي صاحب المهذّب والتنبيه وغيرهما من المصنفات.
أخرجه مسلم
(1)
، عن أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بُكَيْر.
466 -
قصة مكر بَلْعام للكنعانيين بالنساء
(2)
، حتى قرّب امرأةً منهنّ برجل من عظماء بني إسرائيل، فأخذ بيدها حين أعجبه جمالُها حتى وقف بها على موسى فقال: إني أظنُّك ستقول هذه حرام عليك؟ قال: أجل هي حرام عليك لا تقربْها، قال: فوالله لا نطيعك في هذا، ثم دخل بها قبّته فوقع عليها، وأرسل الله الطاعون على بني إسرائيل، وكان فَنْحاص بن العَيْزار بن هارون صاحب أمر موسى، وكان رجلًا قد أُعطي بسطةً في الخلق وقوة في البطش، وكان غائبًا حين صنع الرجلُ ما صنع، فجاء الطاعونُ يجوس في بني إسرائيل، وأُخبر الحَبْرُ، فأخذ حربتَه وكانت من حديد كلّها، ثم دخل عليهما القبّةَ وهما متضاجعان، فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعَهما إلى السماء والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه إلى خاصرته وأسند الحربةَ إلى لحيته، وكان بكر العَيْزار، فجعل يقول: اللَّهم هكذا نفعل بمن يعصيك، ورُفع الطاعونُ، فحُسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زِمْريْ المرأةَ إلى أن قتله فَنْحاص فوجدوه قد هلك بينهم سبعون ألفًا، والمقلِّلُ يقول: عشرون ألفًا، في ساعة من النهار، فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فَنْحاص من كل ذبيحة [الرقبةَ]
(3)
والذراعَ واللحيَ، لاعتماده بالحربة على خاصرته وأخذه إيّاها بذراعه وإسناده إيّاها إلى لحيته.
467 -
قرأت في كتاب هروسيوس القس الأندلسي، عند ذكر داود نبي
(1)
في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (رقم: 2739).
(2)
أورد هذه القصّة الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 346) في تفسير سورة الأعراف في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175]، وأورده كذلك في البداية والنهاية (2/ 233 - 235).
(3)
كتب المصنف سهوًا: (القبة)، والتصحيح من تفسير ابن كثير.
الله: وكذلك بعث الله إليه غاث بن عاد، والنبي يخيّره في إحدى ثلاث دواهي وأَعْلَمه أنْ لابدّ من إحداهنّ كفّارةً لذنبه وهنّ: إما جوعُ سبع سنين، واما هروبٌ عن أعدائه ثلاثة أشهر، وإما طاعونُ ثلاثة أيام، فقال داود النبي: لأقع بين يدي الله وأدبه خير من الوقوع بأيدي الأعداء وقتلهم، فاختار الطاعون، فمات من بني إسرائيل من وقت الصبح إلى مغيب النهار سبعون ألفًا، وظهر لداود النبي ملَكٌ يطعن الناس، فرغب إلى الله وقال: الذنب لي وقَبَلي، يارب فاقتلني وأهلي واعف عن خلقك، وإذ ذلك أمره غاثٌ النبي أن يقيم مذبحًا ويقدّس الله عليه قربانًا، ففعل، وانقطع الطاعون عن بني إسرائيل.
وذكر من أخبار داود قبل هذا: أنه أمر بإحصاء بني إسرائيل أجمعين، وأُجري ذلك على يدي بُوابَ بنِ شربياء صاحب خيله، فعمل في إحصائهم والتطوّف عليهم تسعة أشهر وعشرين يومًا، وألفى في قبائل بني إسرائيل سوى سبط يهوذا ثمانمائة ألف رجل ممن يقوى على حمل السلاح، وألفى في سبط يهوذا خمسمائة ألف يتلوه، وكذلك بعث الله إليه غاث كما تقدّم. وفي أخبار سليمان بن داود: ذكر أنه ولي أربعين سنة، وأنه تجلّى الله له في نومه في أوّل ولايته فقال له: سَلْ ما شئت لتعطاه، فسأل العلم فقال الله له: إنك سألت العلمَ ولم تسأل طولَ البقاء ولا المالَ ولا قتلَ الأعداء، فقد وهبتُ لك من العلم ما لم يبلغْه أحدٌ غيرُك، وجمعتُ لك إليه المالَ والقدرةَ، وفضّلتُك في ذلك على كل من مضى قبلك، قال: وبلغ سليمانُ في جميع العلوم مبلغًا تقدّم فيه أهلَ المشارق والمغارب، وله على ما يحكيه ديوانُ أخبار الأنبياء ثلاثة آلاف مثل، وفي الكلام الموزون ألف قصيدة وخمس قصائد في طريق التهليل على مثل ما كان الأنبياء يستعملون فيه موزون الكلام في عصرهم ذلك، وتكلّم في الشجر والنبات والحيوان والهوام، وفي أنواع العلوم وصنوف الفلسفة بما لم يقدر عليه غيره.
ثم ذكر في ترجمة حزقيا بن أحان بن يُرثام بن عوزيا بن أمشيا بن يواش بن إحزيا بن يهورام بن يهوشفاظ بن أبشا بن أبيا بن يربعام بن سليمان بن داود: أنّ سنجاريب أقبل في حشود كبيرة وجنود جليلة لا يأتي عليها وصفُ واصف، فبعث الله في تلك الليلة ملكًا بالطاعون في عساكر السريانيين، فمات منهم مائة ألف وخمسة وثمانون ألفًا.
ثم قال في الباب الرابع من الجزء الثاني: وقد كانت مدينة رومة في ذلك الوقت من شدة الجوع والوباء فيما كان أعظمَ من الحروب التي كانت فيه، وكانت متى انقطع قتلٌ السيف عنها لم ينقطع قتلُ الجوع والوباء.
وفي الباب الثامن من الجزء الثالث في ذكر بطليوس: أنه كان بأرض رومة وباءٌ عظيم وجوعٌ شديد، حتى خرج أهلُها إلى الاستغاثة بالأسفار التي كان يقال لها أسفار تسميله، وهي أسفارُ السحر، وأستغاثوا بالصور التي كانوا يعبدونها في صورة ثعبان، وبصورةٍ كانت تداعى أشفلانية، لَكأنهم رجوا بذلك قطع الوباء عن أنفسهم أو قطعَ عودته إليهم، أو كأنهم جهلوا أنّ الوباء لم يزل متردّدًا عليهم ملازمًا لبلدهم.
وفي الباب الأول من الجزء الخامس ذكر فيه: ظهرت برومة آياتٌ كثيرةٌ فزع منها أهلُها، من ذلك: أنّه وُلد بها خنثى، فكان من رأي الكهان وأهل النجامة والعنف والزجر إغراقُه في البحر، ففعلوا ذلك به، فما انتفعوا بفعلهم ذلك إذ نزل فيهم في ذلك الزمان من الوباء المفرط ما عجز به الناسُ عن دفن موتاهم، حتى خلت الدور العظام الكثيرة الأهل من أهلها ومات جميعُ سكانها، وأقفرّت المنازل من عمّارها، وبقيت المال بلا وارث لها، حتى وإنّ الناس يهربون من المدينة إلى البوادي، ولا يقدمون على السكنى بها، ولا الدنوّ منها لفساد جوّها من نتن الجيف المتعفّنة على فرشها المُداراة على أسرّتها، لا تحملها حتى عن سقوف بيوتها.
وفي الباب الثالث من الجزء الخامس قصّةُ الجراد وإفنائه الزرع والشجر، ومنها الريح في البحر، فلما أجرتها الأمواجُ إلى ريف إفريقية ألداسا على ذلك الريف حتى فسد فيه الهواء سببًا للهواء العظيم في الناس والدواب والطير، فهلك ألوفٌ مألوفة، وحُسب في يوم واحد على باب من أول أبواب تلك المدينة نحو من ألف وخمسمائة جنازة.
قلت: الطاعون الذي لا يدخل المدينة ليس هو مجردَ الموت الذريع، ولا، كل ما يسمّى طاعونًا، بل الطاعون منه عام وخاص، بدليل ما صحّ في البخاري
(1)
ومسند أحمد
(2)
وغيرهما، عن أبي الأسود الدُّؤلي قال: قدمتُ المدينة وقد وقع بها مرضٌ، فالناس يموتون موتًا ذريعًا، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمُرُّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال: وجبت وجبت، قال: ومُرُّوا بأخرى فأثنوا شراًّ فقال: وجبت وجبت، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما وجبت وجبت؟ فقال: قلت كما قال رسول الله: "أيّما ميت شهد له أربعةٌ بخير أُدخل الجنة" قال: قلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة"، قال: قلت: واثنان؟ قال: "واثنان"، قال: فلم نسأله عن الواحد. وفي رواية: فقدمتُ المدينة، وإذا بها وباءٌ شديد. وفي رواية: قدمتُ المدينة في خلافة عمر بن الخطاب وقد وقع بها الطاعون.
468 -
قال إبراهيم الحربي في غريب الحديث في (مسند الصديق)
(3)
: حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا وَهْب، ثنا أبي قال: سمعت النعمان، عن
(1)
في الجنائز (رقم: 1368) والشهادات (رقم: 2643).
(2)
في مواضع (1/ 286 - 287/ رقم: 139)(1/ 331/ رقم: 204).
(3)
هو ضمن القسم الذي لم يصل إلينا من الكتاب.
الزهري، عن عياض الكلبي، أنّ أسامة أخبره: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إنسانًا جاء من بعض الأرياف به الطاعونُ، فأفزع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أرجو أن لا يطلع علينا نقابَها"
(1)
.
469 -
قال إبراهيم الحربي: ثنا عثمان، ثنا أبو أسامة، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه قال: قال حذيفة: "إنّ الطوفان قد رُفع عن أهل الأرض كلها إلا البصرة".
470 -
حدثنا أحمد بن أسد، ثنا ابن اليمان، عن أبي الِمْنهال، عن الحجّاج، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الطوفانُ: الموت"
(2)
.
471 -
وذكر
(3)
لجعفر عن سعيد: "الطوفانُ: المطر".
472 -
وقال الفرّاء: وعن أبي عُبَيْدة: "الطوفانُ من السيل: الجحاف، ومن الموت: البديع المبالغ".
473 -
وقال ابن جرير في سنة أربع وسبعين ومائة
(4)
: وقع الوباءُ بمكة.
(1)
في إسناده عياض الكلبي، أورده البخاري في التاريخ (7/ رقم: 89) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ رقم: 2278) دون جرح أو تعديل، وأورده ابن حبان في الثقات (5/ 265). والحديث خرّجه الدكتور صالح الرفاعي في الأحاديث الواردة في فضائل المدينة (172) بطرقه وشواهده وانتهى إلى تحسينه.
(2)
إسناده حسن. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 380) وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1544)، من طريق يحيى بن اليمان: عن الحجاج عن الحكم بن ميناء عن عائشة.
(3)
يعني: إبراهيم الحربي.
(4)
تاريخ الطبري (8/ 239).
474 -
قال عاصمٌ الأَحْوَل عن كُرَيْب بن الحارث عن أبي بُرْدة بن قيس: قلت لأبي موسى الأشعري في طاعون وقع: اخرج بنا إلى دابق نبرؤا بها، فقال أبو موسى:"إلى الله ائتوا لا إلى دابق". رواه ابنُ المديني في كتاب الإخوة.
* * *
باب - وقد تقدّم في الأسماء
-
قوله {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24]: وقوله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر: 62]، وقوله:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64]، {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد: 16]، {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]، {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [القصص: 68]، {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة: 7]- قرأ نافع وغيرُه: {خَلَقَهُ} بفتح اللام -، {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54]، {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6]، {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف: 11]، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [النور: 45]، {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]
475 -
وعن عِكْرِمَة في قوله {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} - بفتح
اللام- قال: "أمَا إنّ أُسْت القرد ليست بحسنة، ولكن أحكم خلقه"
(1)
.
476 -
وقال عبد الله بن الحويرث عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمّ حسّنْتَ خَلْقي، فأحسن خُلُقي". في رابع فوائد عبدان
(2)
.
477 -
عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبّر، ثم قال:"وجّهتُ وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلمًا وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمِرتُ وأنا أول المسلمين، اللَّهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدُك، ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، إنّه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنّي سيّئَها لا يصرف سيّئها إلا أنت، لبّيك وسعديك والخير كلّه في يديك، إنّا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك" فإذا ركع قال: "اللَّهم لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعَصَبي"
(1)
أخرجه الطبري في التفسير (18/ 597)، عن عكرمة عن ابن عباس.
(2)
هو: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي الجواليقي، توفي سة (306 هـ). السير (14/ 168) والمعجم المفهرس (1357). والحديث عند الإمام أحمد (40/ 456 - 457/ رقم: 24392) وغيره، وإسناده صحيح.
فإذا رفع رأسه من الركوع قال: "سمع الله لمن حمده، اللَّهم ربنا لك الحمد ملءَ السماء وملءَ الأرض وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئتَ من شيء بعد"
فإذا سجد قال: "اللَّهم لك سجدتُ وبك آمنتُ وإليك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقه فصوّره وأحسن صُوَرَه فشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين"
فإذا فرغ من الصلاة قال: "اللَّهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخّرتً، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدِّمُ وأنت الموخِّرُ، لا إله إلّا أنت".
أخبرنا سليمان بن حمزة، أبنا جعفر بن علي، أبنا السِّلَفي، أخبرني محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن دِقِشْلِلَة بالكوفة، أبنا محمد بن إسحاق بن محمد ابن فَدُّويه، أبنا علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكّائي، أبنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي
(1)
، ثنا أبو بكر، ثنا سُوَيْد بن عمرو الكلبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَة، حدثني عمّي الماجِشون، عن الأَعْرَج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي الحديث. رواه مسلم
(2)
.
* * *
(1)
هو الحافظ المعروف بمُطَيِّن، والروايةُ من طريقه في جزء من حديثه كما في المجمع المؤسس (2/ 411 - 412).
(2)
في صلاة المسافرين وقصرها (رقم: 771)، عن محمد بن أبي بكر المقدّمي عن الماجشون.
ذكر الوسوسة بالدّور القَبْلي
(1)
478 -
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"ما يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خلق كلَّ شيء، فمن خلق الله؟! ". أخبرنا عيسى، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أُبَيٌّ
(2)
، أبنا ابن فَدُّويه، أبنا البكّائي، ثنا أبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، عن أبي سعد البقّال، عن أنس بهذا
(3)
. رواه أبو بكر البزّار، عن أبي كُرَيْب. ورواه محمد بن هارون الرُّوياني، عن أبي كُرَيْب محمد بن العلاء، ولفظُه:"لن يبرح الناسُ أن يسألوا عمّا لم يكن، حتى يقولَ قائلُهم: هذا الله خلق كلَّ شيء، قالته مَنْ خَلَقَه؟ ". وهو في الأدب للبخاري
(4)
، لعُقْبة بن خالد السُّكوني عن أبي سعيد بن المَرْزُبان.
(1)
ينظر: الرسالة الصفدية (1/ 12).
(2)
هو: النرسي.
(3)
الرواية من طريق حديث جماعة من المقلين للبكائي، انظر: المجمع المؤسس (2/ 424). وإسناده ضعيف، علته أبو سعد البقال - واسمه: سعيد بن المرزبان -، قال في التقريب:"ضعيف مدلس"، والحديث صحيح من وجوه أخر ذكرها المصنف فيما يأتي.
(4)
الأدب المفرد (رقم: 1286)، وهو في صحيح الأدب (رقم: 971).
وهو في جزء ابن خليل عن العشرة من أصحاب الحداد
(1)
، لعبيد الله بن موسى عن أبي سعد.
479 -
وأخبرنا سليمان وعيسى قالا: أبنا ابن اللتي، أبنا عبد الأول، أبتنا بيبي ابنة عبد الصمد قالت: أبنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسن بن الصبّاح البزّار، ثنا شبّابة، عن وَرْقاء، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت أنسًا يقول: قال رسول الله: "لن يبرح الناس يسألون، حتى يقولوا: هذا خَلَق الله كلَّ شيء"، وذكر كلمة
(2)
. رواه البخاري
(3)
، عن الحسن بن الصبّاح، فوافقناه فيه بعلوّ، وقال:"هذا خلق كل شيء فمن خلق الله سبحانه وتعالى". وعبد الله بن عبد الرحمن هو: أبو طُوالة الأنصاري.
480 -
وأخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أنبأنا علي بن الحسين بن يُوحَنْ، أبنا المبارك بن محمد بن المُعَمَّر، أبنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخيّاط، أبنا أبو علي ابن شاذان، أبنا أبو بكر النجّاد، ثنا عبد الملك بن محمد، ثنا أبو عامر العَقَدي، ثنا سعيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقولوا: هذا الله خَلَق الخلق، فمن
(1)
جزء فيه أحاديث عن عشرة مشايخ من أصحاب أبي علي الحداد (ق 190/ أ - مجموع 12).
(2)
الحديث في جزء بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية (رقم: 79)، والرواية من طريقه.
(3)
في الاعتصام (رقم: 7296).
خلق الله؟ "، قال: قد سُئلت عنها اليوم مرتين
(1)
. رواه مسلم
(2)
، لأيّوب عن محمد بن سيرين. وهو في الكَلِم للمروزي، لهشام بن حسّان عن محمد بن سيرين، وقال:"إنّ ناسًا سترتفع بهم المسألة"
(3)
.
481 -
أخبرنا القاسم، أبنا ابن يُوحَن، أبنا المبارك، أبنا أبو ياسر، أبنا ابن شاذان، أبنا النجّاد، ثنا عبد الملك، ثنا حجّاج بن مِنْهال، ثنا أبو عَوانة، ثنا عمر بن أبي سَلَمَة، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. رواه إسحاق بن راهويه، عن المَخْزومي عن أبي عَوانة، وفيه: قال أبو هُرَيْرَة: فوالله إني لجالسٌ يومًا، إذ جاءني رجلٌ من أهل العراق، فقال: يا أبا هُرَيْرَة، هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال: فجعلتُ أصبعي في أذني، فصرختُ فقلت: صدق الله ورسولُه، الله الواحدُ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. وهو في الجزء المنتقى من سبعة أجزاء المُخَلِّص
(4)
رواه مسلم
(5)
، ليحيى بن أبي كثير عن أبي سَلَمَة.
(1)
إسناده صحيح، وسعيد بن عبد الرحمن هو أخو أبي جرّة واصل بن عبد الرحمن البصري، أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 40/ رقم: 175) ونقل توثيق جماعة له منهم الإمامان أحمد وابن معين.
(2)
في الإيمان (رقم: 135).
(3)
وهو من هذه الطريق عند الإمام أحمد (13/ 201 - 202/ رقم: 3: 7790) وابن منده في الإيمان (رقم: 362).
(4)
المخلصيات (رقم: 480).
(5)
في الإيمان (رقم: 135).
ورواه ابن السُّنِّي في الثامن من عمل يوم وليلة
(1)
، لعُقْبة بن مسلم عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن عن أبي هُرَيْرَة، وقال فيه:"فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، ثم لْيَتْفِلْ أحدُكم عن يساره ثلاثًا ولْيستعذْ من الشيطان". ورواه أحمد
(2)
، وأبو داود
(3)
، والنسائي في اليوم والليلة
(4)
.
482 -
أخبرنا ابن أبي طالب، أبنا ابن القُبَّيْطي إجازةً، أبنا هبة الله بن هلال، أبنا أبو الفضل بن زِكْري، أبنا علي بن بِشْران، أبنا ابن البَخْتَري، ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، ثنا حسين بن علي، ثنا زائدة، عن المختار بن فُلْفُل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله قال: لا يزال قومٌ من أمتك يسألون بينهم: ما كذا ما كذا؟ يقولون: هذا الله خلق كلَّ شيء، فمن خلق الله؟ "
(5)
. رواه إسحاق بن راهويه، عن جرير عن المختار. ورواه مسلم
(6)
، عن إسحاق. ورواه
(7)
، لحسين بن علي - بَدَلًا -.
(1)
عمل اليوم والليلة (رقم: 627).
(2)
المسند (15/ 10/ رقم: 9027).
(3)
السنن (رقم: 4722).
(4)
السنن الكبرى (6/ 169 - 167/ رقم: 10497).
(5)
الرواية من أحد أجزاء أبي عمرو بن البختري، وقد أخرجه أبو عوانه (1/ 82)، عن علي بن حرب والحسن بن علي بن عفان كلاهما عن حسين الجعفي.
(6)
في الإيمان (رقم: 136).
(7)
يعني مسلمًا (رقم: 136).
483 -
قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار
(1)
: حدثنا إبراهيم بن زياد الصائغ البغدادي، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عُرْوَة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يأتي أحدَكم الشيطانُ فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول: فمن خلق الله؟ فإذا رأى أحدُكم من ذلك شيئًا فلْيقل: آمنتُ بالله". قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري عن عروة عن أبي هُرَيْرَة إلا ابنُ أخي الزهري. قلت: رواه مسلم
(2)
من هذا الوجه. ورواه هو والبخاري
(3)
، من حديث الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري. وقد رواه هشام عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة
(4)
. وروي عن أبي هُرَيْرَة من وجوه
(5)
.
484 -
وقال البزّار
(6)
: حدثنا حُمَيْد، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيْك، ثنا الضحّاك بن عثمان، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
في مسنده، ولم يطبع مسند أبي هُرَيْرَة منه بعد.
(2)
في الإيمان (رقم: 134).
(3)
في بدء الخلق (رقم: 3276).
(4)
أخرجه مسلم (رقم: 134).
(5)
انظر: المسند (أرقام: 7790، 8207، 8376، 9027، 9566، 10957).
(6)
كشف الأستار (1/ رقم: 50). وأخرجه أحمد (43/ 271/ رقم: 26203). وقد سئل أبو زرعة الرازي - كما في علل ابن أبي حاتم (رقم: 1969) - عن هذه الرواية فقال: "وهم فيه الضحاك بن عثمان، وهو خطأ، يعني: والصحيح: حديث ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة"، وسيورد المؤلف الرواية الصحيحة.
"إنّ أحدَكم يأتيه الشيطانُ فيقول: مَنْ خَلَقَكَ؟، فيقول: الله، فيقولُ: مَنْ خَلَقَ الله؟ فإذا وجد من ذلك فلْيقل: آمنتُ بالله ورُسُله، فإنّ ذلك يُذْهبُه".
485 -
أخبرنا الذهبي، أبنا أحمد بن عساكر، أنبأنا أبو رَوْح، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَروذي، أبنا أبو عَمْرو بن حمدان في الجزء التاسع من حديثه، أبنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، ثنا محمد بن رافع، ثنا ابن أبي فُدَيْك، فذكره، وقال:"فإذا وجد أحدُكم ذلك فلْيقل: آمنتُ بالله ورسوله، فإنّ ذلك يَذْهَب عنه".
486 -
وقال سفيان بن عيينة: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناسُ يتساءلون حتى يقولوا
(1)
: هذا الله خلق كل شيء، فمن خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله". رواه مسلم
(2)
. ورواه مسلم
(3)
، ليزيد بن الأصمّ عن أبي هُرَيْرَة.
(1)
كتب المصنف في الحاشية بخطه: "قال النواوي: هكذا في بعض الأصول: (يقولوا) بغير نون، وفي بعضها: (يقولون) بالنون، وكلاهما صحيح، وإثبات النون مع الناصب لغةٌ قليلةٌ ذكرها جماعةٌ من محقِّقي النحويين، وجاءت متكررة في الأحاديث الصحيحة"، وانظر كلام النووي في شرحه لمسلم (2/ 157).
(2)
في الإيمان (رقم: 134)، وقد كتب المصنف أولا:(البخاري ومسلم) ثم ضرب على كلمة البخاري.
(3)
صحيحه (رقم: 135).
ورواه همّام بن منبّه عن أبي هُرَيْرَة، وهو في نسخته - رواية ابن منده -
(1)
، وليس في الكتب الستة. وحديث يزيد بن الأصم عن أبي هُرَيْرَة في الأول من حديث الحارث بن أبي أسامة. وفي الباب: عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وهو في أواخر مسند عبد الله بن دينار لأبي نعيم.
487 -
قال أبو بكر الخرائطي
(2)
: حدثنا عبّاس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن جعفر الوَرْكاني، حدثني أبو شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملكُ لله، الحمد لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شرّ الشيطان وشركه، من قالهنّ عُصِمَ من كل ساحر وكاهن وشيطان وحاسد".
488 -
عن عِمارة بن خُزَيْمَة بن ثابت الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله: "يأتي الشيطانُ الإنسانَ فيقول: من خلق السموات؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدُكم ذلك فلْيقل: آمنتُ بالله ورسوله". أخبرنا عيسى وابنُ الشِّحْنة قالا: أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا
(1)
صحيفة همام بن منبه (رقم: 93) ولفظه: "لا تزالون تستفنون" الحديث.
(2)
مساوئ الأخلاق (رقم: 727).
عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد، أنا الحسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل، عن [عروة]
(1)
عن عِمارة بهذا
(2)
.
489 -
عن قَزَعَة، عن أبي سعيد قال: ذكر العزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لِمَ يفعل أحدُكم - ولم يقل: فلا يفعل أحدكم - ذلك؟ فليست نفسٌ مخلوقةٌ إلّا اللهُ خالقُها". رواه النسائي في النعوت
(3)
، ومسلم
(4)
.
490 -
عن أبي زرعة، سمع أبا هُرَيْرَة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: ومن أَظلَمُ ممن ذهب يخلق كخلقي، فلْيخلقوا ذرّةً، ولْيخلقوا حبَّةً أو شعيرةً". رواه البخاري ومسلم
(5)
. تابعه محمد بن عَمْرو عن أبي سلمة عن أبي هُرَيْرَة. رواه إسحاق بن راهويه عن الفضل بن موسى عنه
(6)
.
* * *
(1)
ما بين المعقوفين سقط من قلم المصنف، وقد استدركه من مسند عبد.
(2)
أخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده (رقم: 215)، والرواية من طريقه. وأخرجه أحمد (36/ 194/ رقم: 21867) عن الحسن بن موسى.
(3)
السنن الكبرى (5/ 344/ رقم: 9090).
(4)
في النكاح (رقم: 1438)، وعلّقه البخاري في التوحيد (رقم: 7409) بصيغة الجزم.
(5)
البخاري في اللباس (رقم: 5953) ومسلم فيه (رقم: 2111).
(6)
وهو في مسند أحمد (12/ 490/ رقم: 7521) و (15/ 511/ رقم: 9824) و (16/ 480/ رقم: 10819) من طرق عن محمد بن عمرو.
باب خلق الإنسان
وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12]، وقوله:{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29]، {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)} [السجدة: 7، 8]، وقوله:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1]، {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)} [يس: 77] {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: 6]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13]، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]، {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54]
491 -
وقال سفيان بن عُيَيْنَة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد: 4] قال: "في شدة خلق، ثم ذكر مولده ونبات أسنانه".
رواه أبو عبد الله الضياء في المختارة
(1)
.
492 -
وفي حديث يزيد بن هُرْمُز وعبد الرحمن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم في احتجاج آدم وموسى-: "فقال موسى: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه". رواه مسلم
(2)
.
493 -
عن قَسَامة بن زُهَيْر، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر والأسود والأبيض، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب". رواه الإمام أحمد
(3)
، وأبو حاتم بن حبّان
(4)
. أخبرناه سليمان وعيسى قالا: أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو بكر الطُّرَيْثِيثي، أبا أبو الحسن الرزّاز، أبنا أبو عمرو بن السمّاك، ثنا موسى بن سهل الوشّاء، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن عوف، عن قَسَامة، بهذا الوجه
(5)
.
494 -
وقال إبراهيم بن نافع: سمعت الحسن بنَ مسلم يقول: سمعت سعيد بن جُبَيْر يحدّث عن ابن عبّاس قال: "خلق الله آدم من أديم الأرض كلها، فسمّي آدم".
(1)
الأحاديث المختارة (11/ 250/ رقم: 253). وأخرجه الحاكم (2/ 523) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (24/ 130).
(2)
في القدر (رقم: 2652).
(3)
المسند (32/ 353 / رقم: 19582 و 19583) و (32/ 413/ رقم: 19642).
(4)
الإحسان (14/ 29/ رقم: 6160).
(5)
الرواية من أمالي أبي عمرو بن السماك كما في المجمع المؤسس (1/ 272).
قال إبراهيم: فسمعت سعيد بن جُبَيْر يقول: سألت ابن عبّاس فقال: "خلق الله آدم، فنسي فسمّي الإنسان، فقال الله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} [طه: 115] "
(1)
.
495 -
وقال فُضَيْل- هو: ابنُ عياض-: عن هشام - هو ابن حسّان -، عن قَيْس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس قال:"إنّ الله خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض، فسمي آدم، ألا ترى أن من ولده الأبيضَ والأسودَ والطيبَ والخبيثَ، ثم عهد إليه فنسي فسمي الإنسان، قال: فوالله ما غابت الشمسُ من ذلك اليوم حتى أُهبط"
(2)
.
496 -
عن حمّاد، عن ثابت، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما صوّر الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به فينظر ما هو، فلما رآه أَجْوَف عرف أنه خُلق أَجْوَف لا يتمالك". رواه مسلم
(3)
.
أخبرناه أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا عبد الرحمن بن نجم، أبننا شُهْدَة قالت: أبنا محمد بن عبد السلام، أبنا البَرْقاني قال: قرأتُ على أبي
(1)
أخرجه هكذا: ابن منده في التوحيد (1/ 209 - 210/ رقم: 76)، والبيهقي في الأسماء والصفات (3/ 257 - 258/ رقم: 816)، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن إبراهيم بن نافع، وذكر له ابن منده طرقا. وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (16/ 182 - 183).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 375) من طريق فضيل. ثم أخرجه هو وابن منده في التوحيد (1/ 209/ رقم: 75) من طريق حمّاد بن زيد عن هشام بن حسان، وقال ابن منده: هذا حديث مشهور عن هشام بن حسان.
(3)
في البر والصلة (رقم: 2611).
العبّاس بن حَمْدان، حدثكم محمد بن أيّوب، أبنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد، فذكره
(1)
.
وأخبرناه ابنُ أبي الهَيْجاء، أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَروذي، أبنا أبو عمرو بن حَمْدان، أخبرني عِمْران بن موسى، ثنا هُدْبَة بن خالد، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، فذكره بمعناه
(2)
. وهو في الحادي من مشيخة أبي غالب بن البنّاء. ورواه أبو حاتم بن حِبّان في صحيحه
(3)
، عن عِمْران بن موسى بن مُجاشِع عن هُدْبة، وقال:"فلما رآه أَجْوَف قال: ظفرت به، خَلْقٌ لا يتمالك".
497 -
عن زَيْد بن وَهْب، عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق -: "إنّ أحدكم يُجْمَع خلقُه في بطن أمّه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُبعث إليه الملَك، فينفخ فيه الروح، ثم يؤمر بأربع: اكتب رزقَه، وعملَه، وأجلَه، وشقي أم سعيد، فوالذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيُختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيُختَم له بعمل أهل النار فيدخلها". رواه البخاري ومسلم
(4)
، للأعمش عن زَيْد بن وَهْب.
(1)
الرواية من المصافحة للبرقاني. انظر: المجمع المؤسس (1/ 146 - 147).
(2)
الرواية بهذا الإسناد من فوائد الحاج لأبي عمرو بن حمدان.
(3)
الإحسان (14/ 35/ رقم: 6163).
(4)
البخاري في بدء الخلق (رقم: 3208) وأحاديث الأنبياء (رقم: 3332) وأول القدر (رقم: 6594) والتوحيد (رقم: 7454)، ومسلم في أول القدر (رقم: 2643).
وممن رواه عن الأَعْمَش: عمّار بن رُزَيْق، وقال: فقلتُ للأعمش: ما (يُجمع في بطن أمه)؟ قال: حدثني خَيْثَمة قال: قال عبد الله: "إنّ النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرًا طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعرة، ثم تمكث أربعين ليلةً، ثم تنزل دماءٌ في الرحم، فذلك جمعها"
(1)
.
498 -
وقال يعقوب بن سفيان
(2)
: حدثني عبد الله بن محمد بن حُمَيْد بن الأسود، ثنا أَنِيس بن سِوار الجَرْمي، ثنا أبي، عن مالك بن الحُوَيْرِث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أراد الله خَلْقَ عبدٍ، فجامع الرجلُ المرأةَ، طار ماؤه في كلل عِرْق وعُضْوٍ منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار] ". أخبرناه إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الجَمّال والراراني قالا: أبنا الحدّاد، أبا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن الهَيْثَم، ثنا جعفر - هو: الصائغ -، ثنا أبو بكر بن الأسود البصري، ثنا أَنِيس بن سِوار الجَرْمي - أخو قتادة بن سِوار - قال: حدثني أبي، عن مالك بن الحُوَيْرِث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد الله خَلْقَ عَبْدٍ جامع الرجلُ المرأةَ" فذكره
(3)
.
(1)
رواية عمار بن رُزيق عند أبي عوانه - كما في الإتحاف (10/ 207 رقم: 12597) - وأبي بكر الوراق في زيادات القدر لابن وهب (رقم: 42) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 261/ رقم: 823).
(2)
المعرفة والتاريخ (1/ 342)، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 261 - 262/ رقم: 823).
(3)
أخرجه أبو بكر بن الهيثم في المنتقى من حديثه (ق 158/ ب - 159/ أ - مجموع 75). وأبو بكر بن أبي الأسود هو شيخ يعقوب بن سفيان في الإسناد السابق. =
499 -
(1)
قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قرأتُ على أبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: محمد بن جعفر قال: ثنا شُعْبَة، عن عِمارة، عن عِكْرِمَة في هذه الآية {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)} [البلد] قال:"منتصبًا"، سمعتُ أبا عبد الله يقول:"ليس أحدٌ يولد من بطن أمّه منتصبًا قائمًا إلّا الإنسانُ".
500 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: حدثني يحيى بن عبد الحميد، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين وأنا جئتُ بطينته".
501 -
وقال: حدثني زُهَيْر بن حَرْب، ثنا جرير، عن يعقوب، في جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال:"بعث ربُّ العزّة إبليس، فأمره أن يكبس من أديم الأرض كلِّها من عذْبها ومالحها، ففعل، فخُلق آدم، فسمّي آدم لأنه خُلق من أديم الأرض، فما خُلق من العذْب لم يكن إلّا سعيدًا وإن كان من الكافرين، وما خُلق من المالح لم يكن إلّا شقيًّا وإن كان ابنَ نبي"
(2)
.
502 -
أخبرنا عيسى، أبنا اللَّتِّي، أبنا عبد الأوّل، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا السمرقندي، أبنا الدارمي، أبنا محمد بن عبد الله الرَّقاشي، ثنا عبد الوارث، ثنا الجُرَيْري، عن أبي العلاء، عن نُعَيْم بن قَعْنَب، عن أبي ذرّ، أنّ رسول الله قال:
= وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 290/ رقم: 644) وابن منده في التوحيد (1/ 231/ رقم: 89)، من طريقين عن أبي بكر بن أبي الأسود، وقال ابن منده:"وهذا إسنادٌ متّصل مشهور على رسم أبي عيسى والنسائي وغيرهما".
(1)
رتبتُ هذه الورقة بعد الورقة السابقة (49 ب) حتى يتم سياق الكلام.
(2)
إسناده إلى ابن عباس حسن إن شاء الله. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 511) عن محمد بن حميد الرازي عن يعقوب القمي. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم: 816) من طريق آخر عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير.
"إنّ المرأة خُلقت من ضِلَع، فإن تُقِمْها كَسَرْتَها، فدارِها فإنّ فيها أَوَدًا وبُلْغَةً"
(1)
. رواه النسائي
(2)
.
503 -
عن حُذَيفَة بن أَسِيد الغِفَاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الملَك على النطفة بعدما تستقرّ في الرحم بأربعين ليلة - وقال سفيان مرّةً: أو خمس وأربعين - فيقول: يا رب ماذا، أشقيّ أم سعيد؟ أذَكَر أم أنثى؟ قال: فيقول الله، فيُكتبان، فيقولان: ماذا أذَكَر أم أنثى؟ فيقول الله، فيُكتبان، فيُكتب عملُه، وأثرُه، ومصيبتُه، ورزقُه، ثم تُطوى الصحيفة فلا يُزاد على ما فيها ولا يُنقص". رواه الإمام أحمد
(3)
، عن سفيان عن عمرو عن أبي الطُّفَيْل عنه. ورواه الإمام مسلم
(4)
، لسفيان، وقال:"يدخل الملَك على النطفة بعدما تستقرّ بأربعين أو بخمسة وأربعين" الحديث. ورواه، لأبي الزُّبَيْر المكي عن عامر بن واثِلَة - وهو: أبو الطُّفَيْل -، وقال: "إذا مرّ بالنطفة ثلاثٌ
(5)
وأربعون
(6)
ليلة".
(1)
أخرجه الدارمي في سننه (رقم: 2221)، والرواية من طريقه. وهو عند الإمام أحمد (35/ 359/ رقم: 21454)، لمعمر عن الجريري.
(2)
في السنن الكبرى (5/ 364/ رقم: 9152)، لابن عليّة عن الجريري عن أبي السليل عن نعيم بن قعنب. وهو كذلك من هذا الوجه عند الإمام أحمد (35/ 266 - 267/ رقم: 21339) - وأخرجه البزار (9/ 384 - 385/ رقم: 3969 - 3970)، من طريقين عن الجريري. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (رقم: 574).
(3)
المسند (26/ 64/ رقم: 16142).
(4)
في القدر (رقم: 2644).
(5)
هكذا كتبها المصنف: (ثلاث)، والذي في صحيح مسلم:(ثنتان)، فالظاهر أنّه سبق قلم من المصنف.
(6)
كتب المصنف: (وأربعين)، وهو خطأ.
ورواه، لعِكْرِمَة بن خالد عن أبي الطُّفَيْل، وقال:"إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة".
504 -
(1)
قال إسماعيل بن محمد التَّيْمي الحافظ
(2)
: ووجهُ الجمع بين خبر ابن مسعود وبين خبر حذيفة: أنّ التصويرَ يكون عند انقضاء ثنتين وأربعين ليلة، ونفخَ الروح يكون بين انقضاء أربعة أشهر من وقت وقوع النطفة في الرحم.
505 -
وقال شيخُنا أبو العبّاس بن تيمية
(3)
: أحدُ الأمرين لازم: إما أن تكون هذه الأمور عقيب الأربعين ثم تكون عقيب المئة والعشرين
(4)
، ولا محذور في الكتابة مرّتين، ويكون المكتوب أوّلًا فيه كتابة الذكر والأنثى، أو يقال: إنّ ألفاظ هذا الحديث لم تُضبط حقَّ الضبط، ولهذا اختلفت رواتُه في ألفاظه، ولهذا أعرض عنه البخاري، وقد يكون أصلُ الحديث صحيحًا ويقع في بعض ألفاظه اضطرابٌ، فلا يصلح حينئذ أن يعارَض بها ما ثبت في الحديث الصحيح المتّفق عليه الذي لم تختلف ألفاظُه. وقال في حديث حُذَيْفَة
(5)
: فيه أنّ تصويرها يكون بعد ثنتين وأربعين ليلة، وأنّه بعد تصويرها وخلقها ولحمها وعظامها يقول الملَك: يا رب أذَكَر أم أنثى؟ ومعلوم أنّها لا تكون لحمًا وعظامًا حتى تكون مُضغةً، فهذا موافق لذاك في أنّ كتابة الملك تكون بعد ذلك؛ إلّا أن يقال: المراد تقدير اللحم والعظام.
(1)
انظر أسفل هذه الصفحة بعرضها.
(2)
لعلّ ذلك في شرح صحيح مسلم له.
(3)
مجموع الفتاوى (4/ 241).
(4)
كتب المصنف: (والعشرون)، وهو خطأ.
(5)
المصدر نفسه (4/ 240).
قال شيخُنا
(1)
: ما عارض الحديث المتّفقَ عليه: إمّا أن يكون موافقًا له على الحقيقة، وإمّا أن يكون غيرَ محفوظ، فلا تعارض، ولا ريب أن ألفاظه لم تضبط.
قال
(2)
: وأقربها اللفظ الذي فيه تقديم التصوير على تقدير الأجل والعمل والشقاوة والسعادة، وغاية ما يقال فيه: إنه قد يخلق في الأربعين الثانية قبل دخوله في الأربعين الثالثة، وهذا لا يخالف الحديث الصحيح، ولا نعلم أنه باطل، بل قد ذكر النساء أنّ الجنين يُخلق بعد الأربعين، وأنّ الذكر يُخلق قبل الأنثى، وهذا مُقدّم على قول الفقهاء إنّ الجنين لا يُخلق في أقلّ من أحد وثمانين يومًا، فإنّ هذا إنما بَنَوْه على أنّ التخليق إنما يكون إذا صار مُضغة، ولا يكون مُضغة إلّا بعد الثمانين، والتخليق ممكن قبل ذلك، وقد أخبر به من أخبر من النساء، ونفس العلقة يمكن تخليقُها، والله أعلم.
506 -
(3)
عن أبي هُرَيْرَة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال: "اللَّهم لك سجدتُ، ولك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعَه وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقين". أخبرتنا وزيرة ابنة مَنْجا، أبنا الحسين بن المبارك، أبنا أبو زُرْعَة، أبنا مكّي، أبنا الحيري، أبنا الأَصَمّ، أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، أخبرني صَفْوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة، بهذا
(4)
.
(1)
مجموع الفتاوى (4/ 241 - 242).
(2)
المصدر نفسه (4/ 242).
(3)
رجعنا إلى موضع تحولنا من الصفحة السابقة.
(4)
هكذا أخرجه الشافعي في مسنده (رقم: 135)، وشيخُه فيه - وهو: إبراهيم بن محمد الأسلمي - متروك كما في التقريب. والحديث صحيح له شاهد من حديث علي بن أبي طالب عد مسلم (رقم: 771) في حديث طويل.
507 -
وبهذا الإسناد إلى الشافعي
(1)
، قال: أبنا مالك، عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ يوم طلعتْ فيه الشمسُ يومُ الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعةُ، وما من دابة إلّا وهي مُسَبِّحة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شَفَقًا من الساعة، إلّا الجنّ والإنس، وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
قال أبو هُرَيْرَة: قال عبد الله بن سلام: "هي آخر ساعة في يوم الجمعة"، فقلت له: فكيف تكون آخرَ ساعة وقد قال النبي صلى الله عليه: "لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلّي "، وتلك ساعةٌ لا يصلى فيها؟! فقال ابنُ سلام: ألم يقل النبي صلى الله عليه: "من جلس مجلسًا ينتظر الصلاةَ هو في صلاة حتى يصلي"؟، قال: فقلت: بلى، قال: فهو ذلك.
رواه مالك في الموطأ
(2)
، وفيه زيادة: قال أبو هُرَيْرَة: فلقيت بَصْرَة بنَ أبي بَصْرَة الغِفاري، فقال: من أين أقبلتَ؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتُك قبل أن تخرج إليه ما خرجتَ، سمعتُ رسول الله يقول:"لا تُعمل المَطِيّ إلّا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد إيلياء - أو: بيت المقدس، يشك-" الحديث.
قال أبو عُمَر بن عبد البرّ
(3)
: "هكذا يقول يزيد بنُ الهاد في هذا
(1)
مسند الشافعي (رقم: 245).
(2)
الموطأ - برواية يحيى الليثي - (1/ 108 - 110).
(3)
التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ص 431).
الحديث بإسناده: فلقيت بَصْرَة بن أبي بَصْرَة، وهذا لا يُعرف عن أحدٍ - في هذا الحديث - إلّا عن يزيد بن الهاد، والمحفوظُ المعروفُ فيه: فلقيتُ أبا بَصْرَة الغِفاري، وقد أوضحنا ذلك في التمهيد
(1)
وفي كتاب الصحابة
(2)
أيضًا، ولا يُعرف بَصْرَةُ فى هذا الحديث إلا بما غَلِط فيه يزيدُ بن الهاد، والله أعلم".
وقال أبو القاسم البَغَوي
(3)
: "ولا أعلم لبصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، وقد روى أبو بصرة عن النبي أحاديث". ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة، وهو في الثاني من حديث علي بن حُجْر
(4)
.
ورواه - أوّلَه - أبو الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه، وهو في رابع حديث أبي لَبِيد السامي، ولفظُه:"وفيه أخرج من الجنة، وفيه أُعيد فيها"
(5)
.
508 -
وفي الأول من فوائد أبي يَعْلى الصابوني: عن السُّدِّي في قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)} [البقرة]: قال: "ربِّ خلقتني بيدَيْك، ونفختَ فيَّ من روحك، وسبقتْ رحمتُك غَضبَك، إني تبتُ وأصلحتُ، هل أنت رادَّني إلى الجنة؟ قال: نعم"
(6)
.
(1)
انظر: التمهيد (23/ 37 - 38).
(2)
انظر: الاستيعاب (1/ 184).
(3)
في معجم الصحابة (1/ 353)، وقد روى الحديث مطوّلًا، عن سويد بن سعيد عن مالك.
(4)
حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم: 149).
(5)
وهو من هذا الوجه عند مسلم (رقم: 854) وأحمد (15/ 240/ رقم: 9409) دون هذه الزيادة: (وفيه أعيد فيها).
(6)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 433)، من طريق أبي يعلى الصابوني. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 582) وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 90)، وغيرهما.
قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} [الأعلى].
فيه الاستدلالُ بخِلْقَة الحيوان المركّب من بدنٍ ونفسٍ، وبدنُ كلِّ حيوان مقدَّرٌ بمقدار معيَّن، وهذا التقديرُ هو الخَلْق، وهو مركَّب من الأجزاء الحارّة والباردة والرطبة واليابسة، ويجب أن يكون كلُّ واحدٍ من تلك الأجزاء مقدَّرًا بمقدار معيَّن حتى يتولّد ذلك المزاجُ، فإنّه لو ازدادت تلك الأجزاءُ أو نقصت لكان الحادثُ مَزاجًا آخر لا ذلك المزاج، وهذا هو التسوية.
509 -
قال الرازي
(1)
: وأما الاستدلالُ بنفس الحيوان فهو المراد من قوله {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} [الأعلى: 3] ومعناه أنّه سبحانه وتعالى قدّر لكل واحدٍ من تلك الأعضاء المخصوصة قوّةً مختصّةً بذلك العضو، ثم جعل تلك القوة سببًا لاهتداء ذلك الحيوان بتلك القوة إلى تحصيل مصالحه ومنافعه مثل أنه قدّر للعين القوّةَ الباصرةَ، وللأذن القوّةَ السامعةَ، وللمعدّة القوّةَ الهاضمةَ، وأمّا الاستدلالُ على الصانع بأحوال النبات فهو قوله {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} [الأعلى] وهو معلوم، وإنما قدّم الاستدلالَ بأحوال الحيوان على أحوال النبات؛ لأنّ الحيوان أشرف، ولأنّ عجائب الأحوال في الحيوان أكثر، فكان أولى بالتقديم، فإن قال قائلٌ: لمَ لا يجوز أن يكون تولُّدُ أبدان الحيوانات وأجرام النبات بسبب الطبيعة لا بسبب الفاعل المختار، قلنا: الدليلُ عليه هو أن جسمَ النطفة جسمٌ متشابِه الأجزاء متشابِه الطبيعة، وتأثيرُ طبيعة الرحم تأثيرٌ متشابِةٌ، وتأثيرُ الطبائع والأفلاك والأنجُم فيه تشابهٌ، والجسم المتشابه إذا أثّرت مؤثراتٌ كبيرةٌ في جملة ذلك الجسم تأثيرًا متشابهًا، فيستحيل أن تتولّد منه أحوالٌ مختلفة، ألا ترى أنّه إذا وضع الشمع، فكلما تُضيءُ خمسةَ أذرعٍ من أحد الجوانب وجب أن تُضيء من
(1)
انظر: التنبيه على بعض الأسرار المودعة في بعض سور القرآن الكريم (ص 30).
سائر الجوانب بهذا المقدار، فأمّا أن تُضيء من أحد الجوانب خمسةَ أذرع ولا تُضيء من الجوانب الأخر إلّا نصف ذراع من غير حائل ولا مانع، فهذا غيرُ معقول، فثبت أن المؤثِّرات الطبيعية، يجب أن تكون تأثيراتُها تأثيراتٍ متشابهةً، فلما رأينا أنّه تولّدت من بعض أجزاء تلك النطفة المتشابهة العظامُ، ومن أجزاء أخر منها اللحومُ، ومن أجزاء أخر منها الأعصابُ والعروقُ والرطوبات، علمنا أنّ ذلك التأثير ليس مؤثِّرًا بالطبع والإيجاب، بل بالقدرة والاختيار. نقلتُ هذا من كلام أبي عبد الله الرازي.
510 -
قال أبو سهل المسيحي في الكتاب الثالث من المائة
(1)
: العظامُ مائتان وستٌّ وأربعون عظمًا.
511 -
قال أبو القاسم الحسين بن محمد الراغب في كتاب تفصيل النشأتين
(2)
: فقد ذكر بعضُ العلماء في بدن الإنسان أربعةُ آلاف حكمة، وفي نفسه قريبًا من ذلك. وقال
(3)
: قالوا: فالإنسانُ هو الحيوانُ الناطق، ولم يعنوا بالنطق اللفظَ المعبَّرَ عنه فقط، بل عنوا به المعانيَ المختصّةَ بالإنسان فعبَّروا عن كلّ ذلك بالنطق، فقد يُعَبَّرُ عن جملة الشيء بأخصِّ ما فيه أو بأشرفه.
للأطبّاء خمسةُ أقاويل في الشيء الذي يكونُ منه الجنين والذي له التأثيرُ في كونه:
(1)
المائة في الصناعة الطبية (ق 8/ أ - نسخة مجلس شوراي 61228). وهو: أبو سهل عيسى بن يحيى المسيحي الجرجاني، من الحكماء، توفي سنة 401 هـ، له ترجمة في الأعلام (5/ 110).
(2)
تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين (ص 29).
(3)
المصدر نفسه (ص 35).
أحدها: أنّ النطفة للرجل وحده، ولا نطفة للمرأة، وأنّ مادّة كون الجنين دمُ الطمَث، والسببُ المؤثِّرُ فيها نطفةُ الرجل، ومن بعد تأثيرها تبطُل بأن تتحلَّل داخلَه وتصير ريحًا، قاله أرسطوطالس.
الثاني: مثلَ هذا؛ إلّا أنّ بطلان النطفة بأن تخرج وتبرز من الرحم فتسقط، قاله بعضُ أتباع أرسطو.
الثالث: لا نطفة للمرأة، وأكثرُ مادّة الجنين دمُ الطمث، والمؤثِّرُ فيها نطفةُ الرجل؛ إلّا أنّها لا تبطُل، بل تكون جزءًا من مادّة الجنين، قاله بعضُ أتباع أرسطو.
الرابع: للمرأة نطفة، قالوا: إلّا أنّها غيرُ متميِّزة، ولا لها حظٌّ في التوليد.
الخامس: للمرأة نطفةٌ كما للرجل، ولها حظٌّ في التوليد، ويكون الجنينُ من ثلاثة أشياء: نطفة الرجل والمرأة، ودمُ الطمث، ولثلاثتها حظٌّ في المادّة والتأثير؛ إلّا أنّ ذلك ليس فيها بالسواء، ولا على نحوٍ واحد، وللرحم في ذلك شيءٌ من العمل في المبدأ، قال بهذا بُقْراط، ووافقه جالينوس، وناقضَ تلك الأقوال وثبَّت قولَ بُقْراط.
512 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا تميم، أبنا البَحّاثي، أبنا الزَّوْزَني، أبنا أبو حاتم بن حِبّان، أبنا العبّاس بن أحمد بن حسّان - السامي بالبصرة، ثنا كثير بن عُبَيْد المَذْحَجي، ثنا مروان بن معاوية، أبنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يدع الشيطانُ أن يأتي أحدَكم فيقول: من خلق السمواتِ والأرضَ؟ فيقول: الله، فيقولُ: من خلقَك؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا
أحسّ أحدُكم بذلك فلْيقلْ: آمنتُ بالله ورُسُله"
(1)
.
513 -
أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله القَيْسَراني، أبنا عبد العزيز بن عبد المنعم، أبنا ضياء بن الخُرَيف، أبنا القاضي أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو الحسين ابن حَسْنون النَّرْسي، أبنا أبو الحسن الدارَقُطْني، أبنا أبو بكر النَّيْسابوري، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا شُعَيْب بن اللَّيْث بن سَعْد، أبنا اللَّيْث، عن محمد بن عَجْلان، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام أنّه قال: "خلق الله الأرض في يوم الأحد والإثنين، وقدّر فيها أقواتَها، وجعل فيها رواسيَ من فوقها في يوم الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ فخلقها يوم الخميس والجمعة، وخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عَجَل، ثم تركه أربعين ينظر إليه ثم يقول: تبارك الله أحسنُ الخالقين، ثم نفخ فيه من روحه، فلما دخل في بعضه ذهب ليجلس فقال الله عز وجل: خُلق الإنسان من عَجَل، فلما تتابع في الروح عطس فقال الله عز وجل له: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله: يرحمُك ربُّك، ثم قال: اذهب إلى هذا المجلس من الملائكة فسلِّم عليهم، ففعل، فقال: هذه تحيّتُك وتحيّةُ ذرِّيَّتك، ثم مسح ظهرَه بيديه، فأخرج منهما من هو خالق من ذريته إلى أن تقوم الساعة، ثم قبض قبضتين ثم قال: اخترْ يا آدم، قال: قد اخترتُ يمينَك يا ربّ - وكلتا يديك يمين -، فبسطهما فإذا فيهما ذرّيّتُه، قال: ما هؤلاء يا رب؟ قال: هم من قضيتُ أن أخلق من ذرّيّتك من أهل الجنّة إلى أن تقوم الساعةُ، فإذا منهم من له وَبِيص
(2)
، قال: ما هؤلاء؟ قال: هم الأنبياء، قال: من هذا الذي له فضل وَبِيص؟ قال: هو ابنُك
(1)
أخرجه ابنُ حبان (الإحسان: 1/ 362/ رقم: 150)، والرواية من طريقه.
(2)
الوبيص: البريق. النهاية (5/ 146).
داود، قال: وكم جعلتَ عمرَه؟ قال: ستين سنة، قال: فكم عمري؟ قال: ألف سنة، قال: زِدْهُ يا ربّ من عمري أربعين سنة، قال: إن شئتَ، فقال: قد شئتُ، قال: إذًا يُكتب ثم يُختم ثم لا يُبَدَّل، ثم رأى في كفّ الرحمن عز وجل منهم آخر له فضل وَبِيص، قال: فمن هذا يا رب؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه وسلم، هو آخرُهم وأوّلُهم أُدخِلُ الجنّة، فلما أتاه ملَك الموت ليقبض نفسَه قال: إنّه قد بقي من عمري أربعون سنة، قال: أو لم تكن قد وهبتها لابنك داود؟ قال: لا، قال: فنسي فنسيتْ ذرّيّتُه، وعصى آدمُ فعصتْ ذرّيّتُه، وجحد آدمُ فجحدتْ ذرّيّتُه، وذلك أولُ يوم أُمر بالشهداء"
(1)
.
514 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأوّل، أبنا الداودي، أبنا الحَمَوي، أبنا ابنُ خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، أبنا يزيد، أبنا عبد الله بن دُكَيْن، ثنا قَيْسٌ الماصِر، ثنا داود البصري، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ لكلِّ مؤمنٍ ذنبًا قد اعتاده الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَة، أو ذنبًا ليس بتاركه حتى يموت أو تقوم الساعة، إنّ المؤمن خُلِق مُذنبًا مُفْتَنًا خطّاءً نِسِيًّا، فإذا ذُكِّر ذَكر"
(2)
.
515 -
وأخبرنا سليمان وعيسى قالا: أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا ابن البَطِر، ثنا ابن رَزْقَويه، أبنا الحسين بن أيّوب الهاشمي، ثنا موسى بن عيسى المِصِّيصِي، ثنا حسين بن هاشم، ثنا فُهَيْر، عن إبراهيم - يعني: ابنَ يزيد -، عن عمرو بن دينار قال: سمعتُ ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من أمالي قاضي المرستان. كما في المعجم المفهرس (1440). وإسناده إلى ابن سلام حسن.
(2)
الرواية من منتخب مسند عبد بن حميد (رقم: 673). فيه: عبد الله بن دكين، وهو ضعيف كما في ميزان الاعتدال (2/ 417). قيس الماصر أشار أبو داود إلى توثيقه في ترجمة ابنه عمر - كما في سؤالات الآجري له (رقم: 2) -، وانظر: التهذيب (3/ 247).
"سيّدُ الأيام عند الله يومُ الجمعة، فيه خُلِق أبوكم آدم، وفيه دَخَل الجنّة، وفيه خَرَج منها، وفيه تقوم الساعةُ"
(1)
.
516 -
أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أبنا ابن البخاري وغير واحد، قالوا: أبنا ابن طبرزد، أبنا ابن البنا، أبنا أبو محمد الجوهري، أبنا أبو بكر القطيعي، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا عبادة بن زياد الأسدي، ثنا قيس، عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين البارقي، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لينتهينّ قوم يفخرون بآبائهم وهو فحم من فحم جهنم، أو ليكوننّ أهون على الله من جعلان يدفعن النتن بأنيافها، الناس بنو آدم وآدم عليه السلام خُلق من تراب"
(2)
.
517 -
وروي من حديث المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة. وهو في انتقاء ابن مَرْدويه على أبي الشيخ.
518 -
قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار
(3)
: حدثنا بِشْر بن خالد العَسْكَري وعَبْدَة بن عبد الله القَسْمَلي وسعيد بن بحر القَراطيسي قالوا: ثنا الحسين بن علي الجُعْفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأَشْعَث الصنعاني، عن شدّاد بن أَوْس قال: قال رسول الله: "إنّ أفضل أيّامكم يومُ الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه الصَّعْقَة، فأكثِروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضةٌ عليّ".
(1)
الرواية من طريق ابن رزقويه في الفوائد الحسان الغرائب، انطر: المجمع المؤسس (2/ 289).
(2)
الرواية من القطيعيات. انظر: المعجم المفهرس (1455).
(3)
في مسنده (8/ 411 - 412/ رقم: 3485). وهو عند الإمام أحمد (8/ 411 - 412/ رقم: 3485) وابن ماجه (رقم: 1085).
قيل: يا رسول الله! كيف تُعْرَض عليك وقد أَرَمْتَ؟ - قال: يقولون: قد بَلَيْت؟ - قال: "إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء".
قال: وهذا الحديثُ - بهذا اللفظ - لا نعلم أحدًا يرويه إلّا شدّادُ بن أَوْس، ولا نعلم له طريقًا غيرَ هذا الطريق عن شدّاد، ولا رواه إلّا حسين بن علي الجُعْفي، ويقال: إنّ عبد الرحمن بن يزيد هذا هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكنْ أخطأ فيه أهلُ الكوفة: أبو أسامة والحسين الجُعْفي
(1)
، على أنّ عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأَشْعَث، وإنما قالوا ذلك لأنّ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقةٌ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ليّنُ الحديث، وكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو لعبد الرحمن بن يزيد بن تميم أَشْبَه
(2)
.
519 -
وقال البزّار
(3)
: حدثنا محمد بن المُثَنّى، ثنا أبو عامر العَقَدي، ثنا زُهَيْر ابن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عمرو بن شُرَحْبيل بن سعيد بن سعد بن عُبادة، عن جدّه، عن سعد بن عُبادة، أنّ رسول الله قال: "سيد الأيّام يومُ الجمعة، فيه خمس خلال: فيه خَلَق الله آدم، وفيه أُهبط، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعةٌ لا يسأل العبدُ ربَّه شيئًا فيها إلّا آتاه؛
(1)
صرّح الدارقطني في تعليته على المجروحين أنّ الذي يُغَلَّط إنّما هو أبو أسامة لا حسين الجعفي.
(2)
الحديث عن شداد بن أوس خطأ كما صرّح بذلك الحافط المزي في تحفة الأشراف (4/ 143) عند ذكره لرواية ابن ماجه.
(3)
مسند البزار (9/ 191/ رقم: 3738).
ما لم يسأل مأثمًا أو قطيعةَ رَحِم، وفيه تقوم الساعة، وما من مَلَك مقرَّب ولا سماءٍ ولا أرضٍ ولا جبالٍ ولا رياحٍ ولا بحرٍ إلّا وهو يُشْفِق من يوم الجمعة أنْ تقوم فيه الساعة". قلت: هو عندنا في الجزء الرابع من فوائد أبي أحمد الحاكم، لعُبَيْد الله - هو: ابنُ عمرو الرَّقّي - عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شُرَحْبيل عن سعد بن عُبادة، لم يذكر جدَّه.
520 -
أبنا
(1)
عثمان بن محمد، ثنا الحسين بن علي، عن عبد الرحمن ابن يزيد ابن جابر، عن أبي الأَشْعَث الصنعاني، عن أَوْس بن أَوْس قال: قال رسول الله: "أفضلُ أيّامكم يومُ الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه النَّفْخَة، وفيه الصَّعْقَة، فأكثِروا عليّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضةٌ عليّ". قال رجلٌ: يا رسول الله! كيف تُعْرَض صلاتُنا عليك وقد أَرَمْتَ - يعني: بليت -؟ قال: "إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء". رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
(2)
.
* * *
(1)
الإسناد للبزّار.
(2)
أبو داود في سننه (رقم: 1047، 1531)، والنسائي في سننه (رقم: 1375)، وابن ماجه في سننه (رقم: 1636)، وهو عند الإمام أحمد (26/ 84/ رقم: 16162).
باب ما جاء في سبع أرضين، وأنّ بعضها فوق بعض؛ لقوله:"طُوِّقَهُ"،
وقولِ الله {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه: 6].
521 -
وقال عليّ بن حكيم: ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عبّاس أنّه قال:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلَاق: 12] قال: "سبع أرضين، في كل أرض نبيٌّ كنبيّكم، وآدمُ كآدم، ونوحٌ كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى"
(1)
.
522 -
وفي تاريخ مَرْو لأبي الفضل العبّاس بن مُصْعب بن بِشْر المَرْوَزي: ثنا أحمد بن يحيى بن بِشْر، عن سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك قال: أغرب السيناني، حدّثنا عن أبي حنيفة، عن حمّاد، عن إبراهيم قال:"بأيّ أسماء الله افتتحتَ أجزأك". قال ابن المبارك: وقد روى حديثًا تنكره العامة: حديثَ شريك بلغ ابنَ عبّاس في هذه الآية {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلَاق: 12] قال: "آدم كآدم" وذكر فيه كلامًا، قال ابن المبارك: هذا حديث منكر. قلت: السيناني هو: الفضل بن موسى، يُنسب إلى قرية من قرى مَرْو.
(1)
أخرجه الحاكم (2/ 493)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 267/ رقم: 831)، لعبيد بن غنام النخعي عن علي بن حكيم. وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وسيأتي إنكار الإمام أحمد لهذا الأثر، وكذا حكم البيهقي عليه بالشذوذ.
قلت: رواه النقّاش أبو بكر في التفسير، للفضل بن موسى عن شريك.
523 -
قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ
(1)
: قلتُ لأبي عبد الله: حديث عطاء بن السائب: "فيه محمد كمحمد، وآدم كآدم، وإبراهيم كإبراهيم"، قال: ليس حديثُه في هذا شيئًا، اختلط عطاءُ بنُ السائب، ليس فيها شيءٌ من آدم كآدم، ولا شيءٌ كنبيّكم.
524 -
وقال آدم بنُ أبي إياس: ثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس في قوله {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطّلَاق: 12] قال: "في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام". رواه إسحاق بن إبراهيم بن هانئ
(2)
عن أبي عبد الله - هو: الإمام أحمد - عن أبي داود عن شعبة، ولفظه:"في كل أرض خلق مثل إبراهيم". قال إسحاق: سألتُ أبا عبد الله عن حديث أبي الضحى عن ابن عباس، قال أبو عبد الله: أما ما روى أبو داود. قال أبو بكر البيهقي
(3)
: إسنادُ هذا عن ابن عبّاس صحيح، وهو شاذ بمرّة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا، والله أعلم.
525 -
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن أَصْرَم المُزَني، أنّ أبا عبد الله سئل عن حديث شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلَاق: 12] قال: "بينهن نبيٌّ كنبيّكم، ونوحٌ كنوحكم، وآدمُ كآدمكم"، قال أبو عبد الله:
(1)
في مسائله عن الإمام أحمد (1/ 62).
(2)
في مسائله (2/ 158).
(3)
في الأسماء والصفات (2/ 268/ رقم: 832).
"هذا رواه شعبة عن عمرو ابن مُرَّة عن أبي الضحى عن ابن عبّاس، لا نذكر هذا، إنما نقول: يتنزّل العلم والأمر بينهنّ، وعطاء ابن السائب اختلط"، وأنكر أبو عبد الله الحديث.
526 -
وعن قتادة قال: "في كلّ سماءٍ وكلّ أرضٍ خلقٌ من خلقه، وأمرٌ من أمره، وقضاءٌ من قضائه"
(1)
.
527 -
أخبرنا سليمان بن حمزة، أبنا علي بن المُقَيَّر، أبنا أحمد بن الناعم، أبنا هبة الله بن أحمد الموصلي، أبنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، ثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيْس، ثنا ابن نُمَيْر، ثنا وكيع، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم بن مُهاجِر، عن مجاهد، عن ابن عباس:{خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: "لو أخبرتُكم بتفسيرها لكفرتُم، وكفرُكم بتكذيبكم لها"
(2)
. رواه إسحاق بن إبراهيم بن هانئ
(3)
، عن أبي عبد الله - هو: أحمد بن حنبل - عن وكيع به، وعن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر.
528 -
عن الحسن، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما هذه التي فوقكم؟ ". فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها الرفيع، سقف محفوظ، وموج مكفوف، هل تدرون كم بينكم وبينها؟ ".
(1)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 299) وابن جرير في (23/ 80).
(2)
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم: 3). والرواية من طريقه.
(3)
مسائله (رقم: 1886).
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "فإنّ بينكم وبينها مسيرةُ خمسمائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثلُ ذلك، - حتى عدَّ سبعَ سموات -، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام".
ثم قال: "هل تدرون ما فوق ذلك؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام".
ثم قال: "هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "فإنها الأرض، وبينها وبين الأرض التي تحتها مسيرةُ خمسمائة عام، - حتى عدّ سبع أرضين -، وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام".
ثم قال: "والذي نفسُ محمد بيده لو أنّكم دلّيتُم أحدَكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله".
ثم قرأ رسول الله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحَديد: 3].
قال آدم بن إياس بإسناده: ثنا قتادة، عن الحسن بهذا
(1)
.
رواه الترمذي
(2)
وقال: "غريب من هذا الوجه".
(1)
أخرجه من طريق آدم بن أبي إياس: أبو الشيخ في العظمة (2/ 565 - 566/ رقم: 203)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 287/ رقم: 849).
(2)
جامع الترمذي (رقم: 3298).
قال البيهقي: "في رواية الحسن عن أبي هُرَيْرَة انقطاع، ولا يثبت سماعُه من أبي هُرَيْرَة". ورواه الإمام أحمد
(1)
، للحَكَم بن عبد الملك عن قتادة. ورواه أبو الشيخ
(2)
، لأبي جعفر الرازي عن قتادة. ورواه الطبراني
(3)
، لسعيد بن بشير عن قتادة.
529 -
أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول ابن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد، أبنا عبد الله بن حمويه، أبنا عيسى بن عمر، أبنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي
(4)
، أبنا محمد بن يزيد، ثنا ابن فُضَيْل، ثنا عطاء ابن السائب، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا غلام بني عبد المطَّلب. فقال: "وعليك". قال: إني رجل من أَخْوالك من بني سعد بن بكر، وأنا رسولُ قومي إليك ووافدُهم، وإني سائلك فمشدَّدَة مسألتي إليك، ومناشدُك فمشدَّدة مناشدتي إليك، قال:"خذ عنك يا أخا بني سعد". قال: مَنْ خَلَقَك وخَلَق مَنْ قبلك ومَنْ هو خالقُ مَنْ بعدك؟ قال:
(1)
المسند (14/ 422/ رقم: 8828).
(2)
العظمة (2/ 560/ رقم: 201). ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 578).
(3)
لم أجده في معاجم الطبراني، فلعلّه في السنة.
(4)
هو: الدارمي، والحديث في سننه (رقم: 651).
"الله". قال: فنشدتُك بذلك أهو أرسلك؟ قال: "نعم". قال: مَن خلق السموات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهنّ الرزق؟ قال: "الله". قال: فنشدتُك بذلك أهو أرسلك؟ قال: "نعم".
قال: إنّا وجدنا في كتابك، وأمرَتْنا رسلُك أن نصلي في اليوم والليلة خمسَ صلوات لمواقيتها، فنشدتُك بذلك أهو أمرك؟ قال:"نعم".
قال: فإنّا وجدنا في كتابك وأمرَتْنا رسلُك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردّ على فقرائنا، فنشدتُك بذلك أهو أمرك بذلك؟ قال:"نعم".
ثم قال: أما الخامسة فلستُ بسائلك عنها ولا أَرَب لي فيها، ثم قال: أمَا والذي بعثك بالحقّ لأَعْمَلَنّ بها ومَن أطاعني مِن قومي، ثم رجع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه، ثم قال:"والذي نفسي بيده، لئن صدق ليدخلنّ الجنّة".
رواه الطبراني في المعجم الأوسط
(1)
عن إبراهيم بن أحمد بن عمر
(1)
(رقم: 2707). وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 76/ رقم: 2383)، عن محمد بن أبان ويوسف بن موسى المروزي، كلاهما عن محمد بن فضيل.
- هو: الوكيعي - عن أبيه عن محمد بن فُضَيْل عن عطاء بن السائب وموسى بن أبي جعفر الفرّاء، عن سالم بن أبي الجَعْد.
530 -
في تفسير حجّاج عن ابن جُرَيْج: عن القاسم، عن مجاهد قال:{مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَاَلأَرضِ} [الأنعَام: 75] قال مُجاهِد: "فُرجت له السمواتُ السبع فنظر إلى ما فيهنّ، حتى انتهى بصرُه إلى العرش، وفُرجت له الأرضون السبع حتى نظر إلى ما فيهنّ"
(1)
.
531 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَر، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد: قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: 29] يقول: "خلق سبعَ سموات بعضَها فوق بعض، وسبعَ أرضين بعضَها فوق بعض، وسبعَ أرضين بعضَها تحت بعض"
(2)
.
532 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء، قالت: أنبأنا الكاشْغَري، أبنا ابن البَطِّي، أبنا ابن خَيْرون، أبنا ابن شاذان، أبنا ابن دُرُسْتُويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أحمد بن عثمان بن نوح الطيالسي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَيّ بن كعب في قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
(3)
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ
(1)
أخرجه ابن جرير (9/ 349) وابن أبي حاتم (4/ 1326/ رقم: 7501).
(2)
هو في تفسير عبد الرزاق (1/ 41 - 42)، وأخرجه من طريقه: ابن جرير (1/ 463 - 464) وابن أبي حاتم (1/ 106/ رقم: 312) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1367/ رقم: 883).
(3)
هكذا قيّدها المصنّف، بإثبات الألف بعد الياء، وهي قراءة نافع المدني وأبي عمرو البصري وابن عامر الشامي، انظر: النشر (2/ 273).
أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} [الأعراف: 173]، قال: "فجمعهم يومئذ جميعًا له ما هو كائنٌ منه إلى يوم القيامة، فجعلهم أزواجًا، ثم صوَّرَهم، ثم استقبلهم، وأَخَذَ عليهم العهدَ والميثاقَ، {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلى:{بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 172، 173]، قال: فإنّي أُشهد عليكم السموات السبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم: ألّا تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا ربّ غيري، ولا تشركوا بي شيئًا، وأنا أُرسل إليكم رسلًا يُذكِّرونكم عهدي وميثاقي، وأُنْزِلُ عليكم كُتُبي، قالوا: نَشهد أنّك ربُّنا وإلهُنا ولا ربَّ غيرُك ولا إله غيرُك، فأَقرّوا يومئذ له بالطاعة، ورفع عليهم أباهم آدم، فنظر إليهم فرأى فيهم الغنيَّ والفقيرَ، وحسنَ الصورة ودون ذلك، فقال: يا رب لو سوّيت بين عبادك، فقال: إنّي أحببتُ أن أُشكر، ورأى فيهم الأنبياءَ مثل السُّرُج عليهم النور، وخُصّوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة، وهو الذي يقول:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)} [الأحزاب: 7]، وهو الذي يقول:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، وفي ذلك يقول:{وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)} [الأعراف: 102]، وفي ذلك يقول:{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} [يونس: 74]، كان في علمه يومَ أَقرّوا بما أَقرّوا به من يكذب به ومن يصدّق به، قال: وكانت روحُ عيسى من تلك الأرواح التي أُخذ علي العهدُ والميثاقُ في بني آدم، فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ
لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)}، إلى قوله:{فَحَمَلَتْهُ} [مَريَم: 16 - 22] قال: حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى بن مريم"
(1)
.
533 -
قال إسحاق بن راهويه: أنا عثمان بن عمر، ثنا ابن أبي ذئب، عن إبراهيم بن عُبَيْد مولى رِفاعة الزُّرَقي، عن عبد الله بن ناتئة قال: جئتُ عبد الله بنَ عمرو بعرفة قال: فرأيتُه قد ضرب بفُسْطاطٍ في الحِلِّ وفُسْطاطٍ في الحَرَم، قال: فقلتُ له: لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: "تكون صلاتي في الحَرَم، وإذا خرجتُ إلى أهلي كنتُ في الحِلّ"، قال: قلتُ له: كيف نوتر؟ قال: "ما أعجبَ إليَّ سبعًا: خلق الله سبعَ سموات، وسبعَ أرضين، وسبعةَ أيّام، وجعل الطوافَ بالبيت سبعًا، وبين الصفا والمروة سبعًا، ورَمْيَ الجمار سبعَ حصيات"، ثم قال:"ما خلق الله شيئًا في الأرض من الجنّة إلّا هذه الياقوتةَ الركنَ الأسود، والله ليُرفعنّ قبل يوم القيامة".
534 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا ابن عبد الهادي. وعمُّ أبي قال: أبنا محمد ابن إسماعيل؛ قالا: أبنا يحيى بن محمود، أبنا أبو عدنان وفاطمة قالا: أبنا ابن رِيذَة، أبنا الطبراني، أبنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأَنْماطي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا محمد بن مَسْروق الكِنْدي الكوفي، ثنا الوليد بن عبد الله بن جُمَيْع، عن أبي الطُّفَيْل، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ من الأرض شبرًا بغير حقّه طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين".
(1)
الرواية من طريق مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: 81). وأخرجه اللالكائي في السنة (رقم: 991)، لأحمد بن السريّ بن صالح عن يعقوب بن سفيان. وأخرجه الطبري (10/ 557 - 558) والحاكم (2/ 323 - 324)، من طريقين عن أبي جعفر الرازي. وأخرجه مختصرًا عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (35/ 155 - 156/ رقم: 21232).
لم يروه عن أبي الطُّفَيْل عامرِ بنِ واثلة إلا الوليد، تفرّد به محمد بن مَسْروق
(1)
.
535 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: ثنا آدم، ثنا أبو هلال، ثنا قتادة، عن عبد الله بن غَيْلان الثقفي قال: ثنا هذا الرجل الصالح - يعني كعب - أنّ الله أسّس الأرضين السبع على قل هو الله أحد.
536 -
قال البخاري في التاريخ
(2)
: أبو مالك الأَشْجَعي: قال موسى بن مسعود: ثنا زُهَيْر بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي مالك الأَشْعَري، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا اقتطع من حظ صاحبه ذراعًا من الأرض، طُوِّقَه من سبع أرضين في يوم القيامة". هو عندنا في جزء أبي عليّ بن رزين
(3)
، لشريك عن ابن عَقِيل
(4)
. ورواه دَعْلَج في مسند المقلين
(5)
537 -
وقال أبو معاوية: عن الأَعْمَش، عن أبي نَصْر، عن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بين الأرض إلى السماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وغِلَظ السماء الدنيا
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 99). وهو في مسند أحمد (3/ 173/ رقم: 1628) وغيره، من طرق عن سعيد بن زيد.
(2)
لم أجد النقل في التاريخ الكبير، ولا في الأوسط، ولا في الصغير. وأخرجه أحمد (28/ 494/ رقم: 17255) (29/ 334/ رقم: 17799)(37/ 531/ رقم: 22895)، عن عبد الملك بن عمرو عن زهير بن محمد؛ غير أنه وقع عنده الموضعين الأوليين من مسند الأشجعي.
(3)
أحمد بن محمد بن علي الباشاني الهروي (ت 321 هـ). السير (14/ 523).
(4)
جزء أبي علي بن رزين الباشاني (ق 10/ أ - نسخة فيض الله أفندي 2169).
(5)
لم يرد في المنتخب منه.
خمسمائة سنة، وما بين كلّ سماء إلى السماء التي تليها خمسمائة سنة، والأرضين مثلُ ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثلُ جميع ذلك، ولو حفرتُم لصاحبكم ثم دلَّيْتُموه لوُجِد الله ثمّة"
(1)
. تابعه أبو حمزة السُّكَّري وغيرُه عن الأَعْمَش، في المقدار
(2)
. هذا منقطع، وأبو نَصْر - هو: مَيْمون بن أبي شبيب - لم يسمع من أبي ذَرّ
(3)
. رواه أبو الشيخ
(4)
، لأبي كُرَيْب عن أبي معاوية.
538 -
ثم قال
(5)
: ثنا الوليد، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مُحاضِر، عن الأَعْمَش، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي نَصْر، عن أبي الدرداء
(6)
قال: قال رسول الله: "كِثَف الأرض مسيرةُ خمسمائة عام، وكِثَف الثانية مثلُ ذلك، وما بين كلِّ أرضين مثلُ ذلك"، ثم ذكر معناه. رواه أبو بكر البزّار
(7)
، لِمُحاضِر.
(1)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 289/ رقم: 850)، لأحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية. والحديث - بهذا اللفظ - فيه نكارة كما قال ابن كثير في تفسيره (7/ 8)، وكذا حكم عليه بالنكارة كلٍّ من ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 12) والجوزقاني في الأباطيل (1/ 68).
(2)
هذا كلام البيهقي، والذي بعده من كلام المصنِّف ابن المحبّ.
(3)
انظر: الجرح والتعديل (8/ 234).
(4)
في العظمة (2/ 557 - 558/ رقم: 199).
(5)
يعني: أبا الشيخ في العظمة (2/ 559 - 560/ رقم: 200).
(6)
هكذا بخطّ المصنِّف، وهو في إحدى نسخ كتاب العظمة، وقد صوَّبَه المحقِّق إلى: أبي ذرّ.
(7)
في مسنده (9/ 460 - 461/ رقم: 4075)، من مسند أبي ذرّ، وقال:"وأبو نصر هذا أحسبه حميد بن هلال، ولم يسمع من أبي ذر".
539 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أنّه دخل على عائشة وهو يخاصم في أرض، فقالت عائشة: اجتنب الأرضَ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من ظلم قيدَ شِبْرٍ من الأرض طَوَّقَه الله من سبع أرضين يومَ القيامة". أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا عبد الرحمن بن نجم، أبتا شُهْدَة ابنة أحمد قالت: أبنا محمد بن عبد السلام، أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا الإسماعيلي - لفظًا، وقرأتُه أيضًا عليه -، أخبرك الحسن بن سفيان، ثنا هُدْبَة بن خالد القَيْسي، ثنا أبان، ثنا يحيى بن أبي كثير، أن محمد بن إبراهيم حدّثه، أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عَوْف حدّثه بهذا الحديث
(1)
. رواه البخاري ومسلم
(2)
.
540 -
وأخبرناه ابن عبد الدائم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا عبد المُعِزّ وابنُ الإخوة قالا: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو عثمان البَحِيري، أبنا زاهر بن أحمد، أبنا المَسْمَعي، ثنا هُدْبَة بن خالد، فذكره.
541 -
عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله: "من أخذ من الطريق بغير حقّه طُوِّقَه يوم القيامة من سبع أرضين". أخبرنا محمد بن عَرّام، أبنا محمد بن إسماعيل، أبنا يحيى الثقفي، أبنا حمزة بن العبّاس، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أبنا أبو محمد بن حيّان،
(1)
الرواية من طريق المصافحة للبرقاني. المعجم المفهرس (505).
(2)
البخاري في المظالم (رقم: 2453) لحسين المعلم، وفي بدء الخلق (رقم: 3195) لعلي بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير؛ ومسلم في المساقاة (رقم: 1612)، لحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير، ولحبان بن هلال عن أبان.
ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد، ثنا حاتم بن عبيد الله، ثنا أبو عاصم - واسمه: فُصافِص -، حدّثني سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة، بهذا.
542 -
وأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا ابن عبد الهادي، أبنا ابن أبي الصقر، أبنا علي بن قَيْس، أبنا أبو عبد الله بن أبي الرِّضا، أبنا أبو محمد بن أبي نَصْر، ثنا أحمد - هو: ابن حَذْلم -، ثنا أبو زُرْعَة، ثنا أحمد بن شَبُّويه، حدّثني عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن طلحة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سرق من الأرض شبرًا طُوِّقَه من سبع أرضين"
(1)
.
543 -
وبهذا الإسناد إلى أبي زُرْعَة، ثنا أبو اليمان الحَكَم بن نافع، ثنا شُعَيْب بن أبي حمزة، عن الزُّهْري، أخبرني طلحة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عمرو بن سهل، أخبره أنّ سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم من الأرض شيئًا فإنّه يُطَوَّقُه من سبع أرضين". هو في انتقاء ابن مردويه على الطبراني
(2)
.
544 -
وبه إليه، حدثنا حَيْوَة بن شُرَيْح، حدّثني بَقِيَّة، عن الزَّبِيدي، عن الزُّهْري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، أنّ عبد الرحمن بن
(1)
الرواية من حديث ابن حذلم المعجم المفهرس (1100). وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 10/ رقم: 19754).
(2)
جزء ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (رقم: 148). وهو عند البخاري (رقم: 2452) عن أبي اليمان، بلفظ:(طوقه).
عمرو بن سهل أخبره، أنّ سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ظلم من الأرض شبرًا فإنه يُطَوَّقُه من سبع أرضين"
(1)
. تابعه عن بَقِيَّة: أبو عُتْبَة أحمد بن الفَرَج.
545 -
وبه، قال: حدثنا يحيى بن صالح، ثنا سليمان بن بلال، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن عبّاس بن سَهْل بن سَعْد، أنّه سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اقتطع شبرًا من الأرض بغير حق، طُوِّقَه يوم القيامة من سبع أرضين". رواه عليّ بن حُجْر في الثالث من حديثه عن إسماعيل بن جعفر
(2)
، عن العلاء. وهو في الأول من غرائب شاذان، عن سعيد بن الصَّلْت عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصّة -. ويُرْوَى عن عبد الله بن عمر العُمَري عن نافع عن ابن عمر عن سعيد بن زيد، وعن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن زيد.
546 -
وذكر أبو الشيخ
(3)
، للخطّاب بن جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس: أنّ رجلًا أتاه فسأله عن هذه الآية {اللَّهُ
(1)
أخرجه أحمد (3/ 184/ رقم: 1643)، عن يزيد بن عبد ربه عن بقية، وفيه تصريح بقية بالتحديث عن الزبيدي.
(2)
حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم: 300).
(3)
في العظمة (2/ رقم: 256).
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12]، فسأله ثلاثّ مرّاتٍ فلم يردَّ عليه شيئًا، حتى إذا خفّ عنه الناسُ قال له الرجل: ما يمنعُك أن تجيبني؟ قال: "ما يؤَمِّنُك إنْ أخبرتُك أن تكفر؟ "، قال: أخبرني، [قال]
(1)
: "سماءٌ تحت أرضٍ، وأرضٌ فوق سماءٍ، مطويّاتٌ بعضُها فوق بعض، يدور الآمرُ بينهنّ كما تدور هذه الجُرْدَناب الذي يدور الغزْلُ عليه".
547 -
قال بقيُّ بن مَخْلَد: حدّثنا يحيى، ثنا حسين بن علي الجُعْفيّ، عن زائدة، عن الربيع بن عبد الله، عن أَيْمَن بن ثابت، عن يَعْلى بن مُرّة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيّما رجل ظلم شِبْرًا من الأرض كُلِّفه يومَ القيامة أن يجرّه إلى آخر سبع أرضين، ثم يُطَوَّقُه حتى يقضى بين الناس". رواه الخرائطي
(2)
، والطبراني في عاشر معجمه الصغير
(3)
ولفظُه: "جاء يحمله يوم القيامة إلى أسفل الأرضين السبع". وهو في معجم أبي يَعْلى، في (باب إسماعيل)
(4)
، وقال:"جاء به يوم القيامة إلى أسفل الأرضين". وأبو حاتم بن حِبّان في صحيحه
(5)
، رواه عن أبي يَعْلى. وفي نسخة عمر بن زُرارَة
(6)
.
(1)
زيادة لا بدّ منها، سقطت من قلم المصنف، وهي مثبتة في العظمة.
(2)
في مساوئ الأخلاق (رقم: 633).
(3)
المعجم الصغير (رقم: 1054).
(4)
معجم أبي يعلى الموصلي (رقم: 111).
(5)
الإحسان (11/ رقم: 5164).
(6)
نسخة عمر بن زرارة الحدثي (ق 64/ أ - مجموع 38).
548 -
قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزّار
(1)
: ثنا محمد بن مسكين، ثنا أسد ابن موسى، ثنا حاتم بن إسماعيل، حدثني حمزة بن أبي محمد، عن بجاد بن موسى، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخذ من الأرض شبرًا بغير حقّه طُوِّقَه يوم القيامة من سبع أرضين، ولم يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ، ومن ادّعى إلى غير أبيه أو إلى غير مواليه فقد كفر". قال أبو بكر: يعني النعمة.
549 -
وقال
(2)
: ثنا عمرو بن علي، ثنا مسلم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله: "من أخذ شبرًا من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين". رواه البخاري
(3)
، عن مسلم بن إبراهيم، وقال:"هذا الحديث ليس بخراسان في كتب عبد الله بن المبارك، إنما أُمليَ عليهم بالبصرة". ورواه الخرائطي
(4)
، لنافع عن ابن عمر. ورواه محمد بن عَجْلان عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حادي عشر البِشْرانيّات
(5)
.
(1)
مسند البزار (3/ رقم: 1137). وحمزة بن أبي محمد الذي في إسناده: قال الحافظ في التقريب: ضعيف. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ رقم: 744) والطبراني في الأوسط (رقم: 5149)، لمحمد بن عباد المكي عن حاتم بن إسماعيل.
(2)
مسند البزار (10/ رقم: 6056).
(3)
في المظالم (رقم: 2454). وأخرجه في بدء الخلق (رقم: 3196)، عن بشر بن محمد عن ابن المبارك.
(4)
في مساوئ الأخلاق (رقم: 634).
(5)
أمالي ابن بشران (رقم: 685).
وحديث عبد الله بن هاشم في صحيح ابن حبان
(1)
. وعمر بن أبي سَلَمَة عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة
(2)
. وسُهَيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة
(3)
. ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق
(4)
، من حديث الحَكَم بن الحارث السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حديث هشام بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحديثُ الحَكَم: رواه الطبراني في آخر معجمه الصغير
(5)
. ورواه الطبراني، من حديث الحَكَم بن الحارث السلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخر معجمه الصغير
(6)
، وفي الرابع من فوائد أبي أحمد الحاكم.
550 -
عن عطاء بن أبي مَرْوان الأَسْلَمي، عن أبيه، عن جدّه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خَيْبَر، حتى إذا ركبنا قريبًا منها وأشرفنا عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس:"اتقوا مَوْقِف الناس"، فقال: "اللَّهم ربَّ السموات السبع وما أظلّت، وربَّ الأرضين السبع وما
(1)
الإحسان (11/ رقم: 5162).
(2)
في مسند الإمام أحمد (15/ 7/ رقم: 9019).
(3)
في المسند (15/ 18/ رقم: 9044).
(4)
مساوئ الأخلاق (رقم: 629).
(5)
المعجم الصغير (2/ 152 - 153).
(6)
سبقت الإحالة إليه.
أقلّت، وربَّ الشياطين وما أضلّت، إنا نسألك خيرَ هذه القرية وخيرَ ما فيها، ونعوذ بك من شرّ هذه القرية وشرّ ما فيها، اقدموا باسم الله". في الأول من مشيخة ابن شاذان
(1)
، وفي جزء مكرم وما معه.
551 -
قال محمد بن جرير الطبري في صحيحه تهذيب الآثار
(2)
: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني، ثنا عُبَيْد الله الحنفي، ثنا زُمْعَة بن صالح، عن سَلَمَة بن وَهْرام، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من بني آدم أحدٌ إلّا وفي رأسه سلسلتان، إحداهما في السماء السابعة والأخرى في الأرض السابعة، فإذا تواضع رفعه الله بالسلسلة التي في السماء، وإذا أراد أن يرفع رأسَه وضعه الله"
(3)
. قال أبو جعفر: وهذا خبرٌ عندنا صحيحٌ سندُه، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غيرَ صحيح، لِعِلَلٍ: إحداها: أنّه لا يُعرف له مَخْرَجٌ يصحّ عن عِكْرِمَة عن ابن عبّاس عن رسول الله إلّا من هذا الوجه، والثانية: أنّه من نقل عِكْرِمَة عن ابن عبّاس، وفي نقل عِكْرِمَة عندهم مَأْخَذٌ بيّناه قبل، والثالثة: أنّه من رواية زُمْعَة عن سَلَمَة، وفي رواية زُمْعَة عندهم نظرٌ يجب التثبُّت فيها.
(1)
الجزء الأول من حديث أبي علي بن شاذان - انتقاء أبي القاسم الأزجي - (ق 122/ أ - مجموع 31).
(2)
لم أجده في ما طبع من تهذيب الآثار.
(3)
وأخرجه البزار (كشف الأستار: 4/ 223/ رقم: 3581)، عن محمد بن المثنى عن الحنفي. وقال:"لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد".
بابُ خَلْق الملائكةِ والجنِّ والحورِ العينِ والروحِ
وقوله: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)} [الحجر: 27]، وقو:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [الزخرف: 19]، وقوله:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1]، وقوله:{إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)} [يونس: 21]، وقوله:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار: 10 - 12]، وقوله:{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)} [الأنعام: 61]، وقوله:{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)} [الناس: 4، 5]، وقوله:{وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 93]، وقوله:{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصَّافات: 1]، وقوله:{وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البَقَرَة: 98]، وقوله:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56]، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ
الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)} [النجم: 27، 28]، {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)} [ق: 17]، {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)} [النحل: 49، 50]، {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} [الرعد: 11]- أي: ملائكة يعقب بعضهم بعضًا -، وقوله:{وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} [غافر: 51]، - أي: الملائكة الذين يكتبون أعمار بني آدم -، {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} [النبأ: 38]، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ} [النجم: 26]
552 -
عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَت الملائكةُ من نور، وخُلق الجانُّ من مارج من نار، وخُلق آدمُ مما وُصف لكم". رواه مسلم
(1)
، عن ابنِ حُمَيْد - هو: عبد - وابنِ رافع عن عبد الرزّاق. وهو في الأقران
(2)
لأبي الشيخ، لسفيان الثَّوْريّ عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ. ورواه إبراهيمُ الجَوْزَجانيّ، عن نُعَيْم بن حمّاد عن عبد الرزّاق عن مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ، فقال:"خُلقت الملائكةُ من نور العِزَّة".
(1)
في الزهد (رقم: 2996).
(2)
ذكر الأقران (رقم: 360).
553 -
أخبرنا عيسى، أبنا إبراهيم، أبنا عبد الأوّل، أبنا الداودي، أبنا ابن حمُّويه، أبنا ابن خُرَيم، [أبنا عبد]
(1)
. وأخبرتني زَيْنَب، أنبأنا ابن خليل، أبنا مسعود، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا الطبراني، ثنا الدَّبَري؛ قالا: أبنا عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة
(2)
. وهو في الخامس من [
…
] رواية [ ..... ]
(3)
.
554 -
أخبرنا محمد بن الدجاجيّة، أبنا أبو المعالي الأَبَرْقُوهي، أبنا محمد بن هبة الله، أبنا عمّي محمد بن عبد العزيز، أبنا عاصم بن الحسن، أبنا أبو عمر بن مَهْدي، ثنا أبو عبد الله المَحامِلِيّ، ثنا محمد بن إسماعيل الأَحْمَسيّ، ثنا أبو أسامة، حدثني ابن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُلقت الجانُّ من مارج من نار، وخُلق آدمُ مما وُصف لكم"
(4)
.
555 -
قال أبو زَيْد أحمد بن سَهْل البَلْخِيّ في كتاب الأسامي
(5)
: "والجنُّ كلُّ ما لا يُرى من الخليقة، مثل الملائكة والشياطين".
556 -
ذكر شيخُنا ابنُ تيمية
(6)
فسادَ قولِ من يجعلُ الملائكةَ والجنَّ
(1)
ما بين المعقوفين سقط من قلم المصنِّف، ولا بدّ منه حتى يناسب عطف الإسناد بعده.
(2)
الرواية من طريق مسند عبد بن حميد (رقم: 1479) ومصنف عبد الرزاق (11/ رقم: 20904).
(3)
كلمتان في طرف الصفحة تآكل موضعهما.
(4)
أخرجه المحاملي في أماليه - برواية أبي عمر بن مهدي الفارسي - (رقم: 379)، والرواية من طريقه.
(5)
هو كتاب: أسامي الأشياء، لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي، توفي سنة (322 هـ). الفهرست للنديم (ص 170)، الأعلام (1/ 134).
(6)
لم أقف على هذا النقل عن شيخ الإسلام في كتبه المطبوعة.
جنسًا واحدًا، وقال: إنه مخالفٌ للسمع والعقل، وخالف للكتاب والسنّة والإجماع؛ فإنّ الله خلق الملائكةَ من نور، وخلق الجانَّ من مارجٍ من نار. قال:"ولكنَّ هذا القول يشبه قولَ من جعل إبليس من الملائكة، وهو وإن كان من جملة من أُمر بالسجود لآدم فيدخل في جملة الملائكة ضمنًا وتبعًا، فليس أصلُه أصلَ الملائكة، ولا حقيقتُه حقيقةَ الملائكة؛ فإنّ الملائكة لا يولد لهم ولا يأكلون ولا يشربون، وبينهم من الفروق ما ليس هذا موضعَ بَسْطِه".
557 -
(1)
عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنُّ ثلاثةُ أصناف: صنفٌ لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنفٌ حيّات وكلاب، وصنفٌ يَحُلُّون ويظْعَنون". قال أبو جعفر الرازي
(2)
: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني مُعاوِيَة بن صالح، عن أبي الزاهريّة، عن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبي ثَعْلَبَة بهذا. رواه عبد الله بنُ وَهْب عن مُعاوِيَة، رواه ابنُ حبان في صحيحه
(3)
، عن ابن قُتَيْبَة عن يزيد بن مَوْهِب عنه.
558 -
في صحيح أبي حاتم بن حِبّان
(4)
: عن عِكرِمَة، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحيّات من مَسْخ الجانّ كما مُسخت الخنازيرُ والقردةُ".
(1)
رجعنا إلى مكان انتقالنا من الصفحة السابقة (56 أ).
(2)
عيسى بن ماهان.
(3)
الإحسان (14/ رقم: 6156).
(4)
الإحسان (12/ رقم: 5640). وأخرجه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (3/ 305/ رقم: 3255) وأبو زرعة الرازي - كما في العلل (رقم: 2372) -. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ رقم: 19617) وعنه الإمام أحمد (5/ 304/ رقم: 3254) موقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما. ورجّع أبو زرعة الموقوف كما في العلل.
559 -
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل
(1)
: حدثني أبي، ثنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:"خلق الله الملائكةَ من نور الذراعين والصدر". رواه أبو الشيخ
(2)
. فيه صحّ أنّ حجابه النور
(3)
، ومنه ما يقابل الذراعين والصدر.
560 -
وقال عمر مولى غُفْرَة، عن يزيد بن رومان، أنّه بلغه أنّ الملائكة خُلقت من روح الله. رواه أبو الشيخ
(4)
.
561 -
وعن أبي صالح، عن عِكْرِمَة:{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ} [الأعراف: 12]، قال:"خُلق إبليسُ من نار العِزّة، وخُلقت الملائكةُ من نور العِزّة". رواه إسحاق بن راهويه في مسنده في (أحاديث عائشة)
(5)
، وأبو حاتم الرازي في العظمة، وأبو الشيخ
(6)
.
(1)
في السنة (رقم: 1084).
(2)
في العظمة (2/ رقم: 315)، لأحمد بن حماد الرازي عن أبي أسامة. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 744)، من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص، وأعلَّه بالرجل المجهول، وقال في رواية عبد الله بن أحمد التي أوردها المصنف:"فإن صح ذلك فعبد الله بن عمرو قد كان ينظر في كتب الأوائل، فما لا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب".
(3)
في صحيح مسلم (رقم: 179).
(4)
العظمة (2/ رقم: 310)، وعمر مولى غفرة - وهو: عمر بن عبد الله المدني - ضعيف وكثير الإرسال كما في التقريب.
(5)
مسند إسحاق (2/ 278/ رقم: 245)، بدون ذكر الآية.
(6)
في العظمة (2/ رقم: 311). وهو عند عبد الله بن أحمد في السنة (رقم: 1083).
562 -
وعن يحيى بن أبي كثير: "خلق الله الملائكة صُمُدًا ليس لهم أجواف". رواه أبو الشيخ
(1)
- وهذا لفظه -، وأبو حاتم الرازي.
563 -
وقال أبو الشيخ
(2)
: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سليمان بن سَيْف الحرّاني، ثنا سعيد بن بَزِيع، عن ابن إسحاق، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: "خلق الله الملائكةَ من نور، وينفخ في ذلك ثم يقول: لِيكنْ منكم ألف ألفين؛ فإنّ من الملائكة لخَلْقًا
(3)
أصغر من الذباب". رواه أبو عبد الله بن منده
(4)
، لصدقة بن سابق عن محمد بن إسحاق، بمعناه.
564 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا ناصر بن محمد، أبنا جعفر بن عبد الواحد، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم،/ أبنا أبو محمد بن حَيّان، ثنا محمد بن العبّاس، ثنا زُهَيْر بن محمد بن قُمَير، ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مُوَرِّق، عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأرى ما لا ترون وأسمعُ ما لا تسمعون، إنّ السماء أَطَّت وحُقّ لها أن تئطّ، ما منها موضعُ أربع أصابع إلا وعليه ملَك واضعٌ جبهتَه ساجدًا
(1)
في العظمة (2/ رقم: 314)، وفيه عامر بن يساف، قال ابن عديّ:"منكر الحديث عن الثقات"، كما في الميزان (2/ 361).
(2)
العظمة (2/ رقم: 316).
(3)
كتبها المصنف: (لخلق)، والمثبت هو الصواب.
(4)
في الرد على الجهمية (رقم: 77).
لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تَجْأَرون إلى الله، والله لودِدْتُ أني كنتُ شجرةً تُعضد"
(1)
. رواه الترمذي
(2)
، قال:"ويُروى عن أبي ذرّ موقوفًا".
565 -
وفي الثاني من حديث أبي لبيد السامي، لمسروق عن عبد الله بن مسعود قال:"إنّ من السموات لسماءً ما منها موضعُ شبر إلّا عليها جبهةُ ملَك أو قدمُه"، ثم قرأ:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} [الصافات: 164 - 166]
(3)
.
566 -
وبهذا الإسناد إلى أبي محمد بن حيّان قال: أبنا ابن أبي عاصم، ثنا محمد بن يحيى بن ميمون العَتَكي، ثنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن صَفْوان بن مُحْرِز، عن حكيم بن حِزام قال: بينما رسولُ الله مع أصحابه فقال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول الله:"إني لأسمع أطيطَ السماء، وما تُلام أن تئطّ وما فيها موضعُ قدم إلّا عليه ملَك ساجدٌ أو قائمٌ"
(4)
.
(1)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 507)، والرواية من طريقه.
(2)
الجامع (رقم: 2312). وهو عند أحمد (35/ 405 - 406/ رقم: 21516) والحاكم (2/ 510 - 511 و 4/ 544).
(3)
وأخرجه عبد الرزاق في التفسير (2/ 158)، وابن جرير (19/ 652 - 653)، والطبراني في الكبير (9/ رقم: 9042).
(4)
أخرجه أبو الشيخ بن حيان في العظمة (3/ رقم: 509). وهو عند الطبراني في الكبير (3/ 224 - 225/ رقم: 3122) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (رقم: 250).
567 -
وبه، قال
(1)
: أبنا أبو يَعْلى الموصلي، ثنا أبو خَيْثَمَة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ لله ملائكةً سيّاحين في الأرض يبلّغوني عن أمّتي السلام". أخبرنا بهذا الحديث عاليًا: عيسى، أبنا ابن اللتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا السمرقندي، أبنا الدارمي، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، فذكره
(2)
. رواه النَّسَائِي
(3)
، عن محمود بن غَيْلان عن وكيع.
568 -
قال أبو عبد الرحمن بَقِيُّ بن مَخْلَد: حدثنا علي بن مَيْمُون، ثنا عُرْوَة بن مَرْوان الجرّار، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقِّيّ، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن جابر ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مررتُ على جبريل ليلةَ أُسري بي كالحِلْس البالي من خشية الله"
(4)
. عُرْوَة بن مروان هذا رَقِّيٌّ، روى عنه أيضًا: خَيْرُ بن عَرَفة المصري، ولم أَرَ في تاريخ الرقة
(5)
.
569 -
وقال بَقِيُّ بن مَخْلَد: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبّاد بن العوّام، عن حجّاج، عن عَطِيَّة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله:
(1)
أبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 513). وهو في مسند أبي يعلى (9/ 137/ رقم: 5213).
(2)
الرواية من طريق سنن الدارمي (رقم: 2774).
(3)
في المجتبى (رقم: 1283)، وفي السنن الكبرى (1/ رقم: 205).
(4)
رجاله كلّهم ثقات؛ غير عروة بن مروان الرقي الجرار، أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ رقم: 2228)، ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(5)
هو لأبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني، محدث الرقة ومؤرخها، ترجمته في السير (15/ 335).
"إنّ صاحبَيْ الصور بأيديهما - أو: في أيديهما - قَرْنان، يُلاحظان النظرَ متى يؤمران"
(1)
.
570 -
قال: وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأَعْمَش، عن عَطِيَّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله: "كيف أَنعَمُ وصاحبُ الصور قد حنا جبهتَه والْتَقَمَ الصورَ ينتظر متى يُؤمرُ"
(2)
.
571 -
وقال: حدثنا يحيى، ثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن سفيان، عن أبي سِنان، عن عبد الله بن الحارث في قوله {سَنَدْعُ الزَّبَانِيِةَ} [العَلق]:"أرجلُهم في الأرض ورؤوسُهم في السماء".
572 -
وقال: حدثنا يحيى، ثنا قَيْس، عن أبي سِنان، عن عبد الله بن الحارث قال:"الزبانيةُ أرجلُهم في الأرض ورؤوسُهم في السماء".
573 -
(3)
قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجانيّ: حدثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، حدثني يحيى بن أيوب، أنّ ابن جريج حدثه، عن رجل، عن عُرْوَة، أنّه سأل عبد الله بنَ عمرو بن العاص: أيّ الخلق أعظم؟ قال: "الملائكة"، قال: ممّاذا خُلقت؟ قال: "من نور ر ى ع اد وو إلى ص د ر
(4)
، فبسط الذراعين فقال: كونوا أَلْفي ألفين"، قال ابن جُرَيْج
(5)
: قلتُ لابن
(1)
وأخرجه ابن ماجه (رقم: 4273)، عن أبي بكر بن أبي شيبة وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه:"إسناده ضعيف، لضعف حجاج بن أرطاة وعطية العوفي".
(2)
فيه عطية العوفي، ومحمد بن يوسف هو الفريابي. وله طرق عند أحمد (18/ 228/ رقم: 11696) والترمذي (رقم: 2431) وابن ماجه (4273).
(3)
لم يُحل المصنف على مكان وضع هذه الوريقة، فرأيتُ وضعها هنا.
(4)
هكذا كتبها المصنّف مفرقة الحروف.
(5)
كذا بخط المصنف، وعند البيهقي: قال ابن أيوب.
جريج: ما أَلْفي ألفين؟ قال: "ما لا يُحصى"
(1)
.
574 -
وقال: حدثنا الحسن بن الربيع، ثنا ابن المبارك، عن إسماعيل، عن أبي صالح قال:"خُلقت الملائكةُ من نور العِزّة، وخُلق إبليسُ من نار العِزّة".
575 -
قال الدارَقُطْني
(2)
: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد ابن الفرج، ثنا بَقِيَّة، ثنا الصبّاح بن مُجالِد، عن عَطِيَّة العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: قال رسول الله: "إذا كانت سنةُ خمس وثلاثين ومائة خرج مردةُ الشياطين، كان حَبَسَهم سليمان بنُ داود في جزيرةٍ من جزائر البحور، فذهب منهم تسعةُ أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالقرآن، وعُشرٌ بالشام". هذا حديث غريب من حديث الصبّاح بن مُجالِد عن عَطِيَّة، تفرّد به بَقِيَّةُ بنُ الوليد عنه
(3)
.
576 -
قال أبو نُعَيْم الأصبهاني
(4)
: حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي بمكّة، ثنا علي بن سعيد، ثنا محمد بن إسماعيل الحسّاني، ثنا منصور بن المهاجر الواسطي، ثنا أبو النضر الأبّار، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله:
(1)
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 744)، لمحمد بن إسحاق الصاغاني عن سعيد بى أبي مريم.
(2)
أطراف الغرائب والأفراد (2/ 227/ رقم: 4831).
(3)
هذا من كلام الدارَقُطْني، وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 213):"ولا أصل لهذا الحديث"، وقال الذهبي في الميزان (2/ 305):"والخبر باطل"، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (رقم: 522).
(4)
صفة الجنة (2/ 218 - 219/ رقم: 386).
"لو أنّ حورًا بصقت في سبعة أبحر لعذُبت الأبحار من عذوبة ريقها، وخُلق الحور من الزعفران".
577 -
ورُوي عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعًا:"حور العين خُلقت من الزعفران". رواه الصوليُّ في الثاني من أماليه
(1)
، والخطيبُ في (باب الشين) من كتاب تمييز المزيد
(2)
.
578 -
قال أبو حاتم الرازي في كتاب العظمة: حدثنا محمد بن إيراهيم بن خالد، ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس قال:"خلق الله الملائكةَ يومَ الأربعاء، وخلق الجنَّ يومَ الخميس، وخلق آدمَ يومَ الجمعة، وأدخله جنان الفردوس"
(3)
.
579 -
وقال أبو حاتم: حدثنا محمد بن خلف العَسْقَلاني، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية: قولُه: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ، إلى قوله:{وَمَا تَكْتُمُونَ} قال: "خلق الله الملائكةَ يومَ الأربعاء، وخلق الجنَّ يومَ الخميس، وخلق آدمَ يومَ الجمعة، فكان هكذا ما شاء الله ليس فيه روح بعيدَ القعْر مظلِمَ المدخل، ثم خُلقت الروحُ، فقيل: ادخل في آدم، فقال: لا أدخل يا ربّ، فقيل الثانيةَ، فقال مثلَ ذلك، فقيل له الثالثةَ، فقال مثلَ ذلك، فقيل له: ادخل كرهًا واخرج كرهًا، فلا تخرج الروح أبدًا إلّا كرهًا، فقال الله: يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة، فأُدخل
(1)
الصولي: محمد بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر البغدادي، توفي سنة 335 هـ. السير (15/ 301 - 302).
(2)
هو مما فقد من التراث.
(3)
وهو عبد ابن جرير في التفسير (1/ 478، 494) وأبي الشيخ في العظمة (4/ رقم: 880).
آدمُ يوم الجمعة الجنّةَ، فجعله في كتاب الفردوس، واهبط إلى الأرض يومَ الجمعة، وكان يحضرها قومٌ من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلُهم، وكانت الدماءُ بينهم، وكانت الفسادُ في الأرض، فمن ثَمّ قالوا {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} كما أفسدت الجن {وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} كما سفكوا، فقال الله:{إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] "
(1)
.
580 -
وقال أبو حاتم: حدثنا عفّان، ثنا نوح بن قَيْس، ثنا أَشْعَث بن جابر الحُدّاني، أنّ ابن عباس قال:"عبدت الملائكة ربَّها قبل أن يخلق آدم بألفي سنة".
581 -
(2)
قال أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار
(3)
: حدثنا عبد الله بن سعيد، ثنا عُقْبَة بن خالد، عن إسرائيل، عن مسلم، عن حبّة العُرَني، عن عليّ. وحدثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن مسلم، عن حبّة - يعني: ابنَ جُوَين -، عن عليّ قال: أمرَنا رسولُ الله بأكل الثوم وقال: "لولا أنّ الملَك ينزل عليّ لأكلتُه". وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلّا عن عليّ بهذا الإسناد.
582 -
وقال
(4)
: حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا مِنْجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زَيْد، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ رقم: 323)، عن عصام بن روّاد عن أبي جعفر، مختصرًا.
(2)
متابعة الصفحة من مكان الانتقال السابق.
(3)
في مسنده (2/ رقم: 747، 748).
(4)
مسند البزار (11/ 181/ رقم: 4922).
"إنّ لله ملائكةً في الأرض سوى الحَفَظَة، يكتبون ما سقط من ورق
الشجر، فإذا أصاب أحدَكم عرجةٌ بأرض فلاة فلْيناد: أعينوا عباد الله". قال: وهذا الكلام لا نعلمُه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلّا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
583 -
وقال سعيد بن منصور
(1)
: ثنا أبو الأَحْوَص، عن سعيد بن مَسْروق، عن حسّان النُّمَيْري، عن ابن عبّاس في قوله عز وجل {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [الأنعام: 59] قال: "ما شجرةٌ في برّ ولا بحر إلّا وبها ملَكٌ مُوَكَّلٌ بكَتْب ما يسقط من ورقها".
584 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللّتّي، أبا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حَمويه، أبنا عيسى بن عمر، أبنا أبو محمد الدارمي، أبنا الحجّاج بن مِنْهال، ثنا حمّاد ابن سَلَمَة، عن فَرْقَد السَّبَخي، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس: أنّ امرأةً جاءتْ بابنٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنّ ابني به جنون، وإنّه يأخذُه عند غدائنا أو عشائنا فيخبُث علينا، فمسح رسولُ الله صدرَه ودعا، فثعّ ثعّةً وخرج من جَوْفه مثلُ الجَرْو الأسود فسعى
(2)
. رواه أحمد
(3)
، عن يزيد عن حمّاد بن سَلَمَة.
585 -
وبهذا الإسناد إلى الدارمي
(4)
أبنا أبو المغيرة، ثنا الأَوْزاعي، حدثني هارون بن رِئاب، عن عبد الله بن مسعود: أنّه كان يقول: "اغْدُ
(1)
في سننه (5/ 22/ رقم: 881).
(2)
أخرجه الدارمي في سننه (رقم: 19).
(3)
المسند (4/ 37/ رقم: 2133). وأخرجه أيضًا (4/ 141/ رقم: 2288) عن عفان و (4/ 241/ رقم: 2418) عن أبي سلمة، كيهما عن حماد.
(4)
سنن الدارمي (رقم: 339).
عالمًا أو متعلّمًا، ولا تغدُ فيما بين ذلك، فإنّ ما بين ذلك جاهل، وإنّ الملائكة تبسط أجنحتَها للرجل غدا يبتغي العلمَ، من الرضى بما يصنع".
586 -
وبه إليه، قال
(1)
: أبنا نصر بن علي، ثنا عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قَيْس قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجلٌ فقال: يا أبا الدرداء إني أتيتُك من المدينة مدينةِ الرسول، لحديثٍ بلغني عنك أنّك تحدثه عن رسول الله، قال: فما جاء بك تجارةٌ؟ قال: لا، قال: ولا جاء بك غيرُه؟ قال: لا، قال: سمعتُ رسولَ الله قال: "من سلك طريقًا يلتمسُ به علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتَها رضًا لطالب العلم، وإنّ طالب العلم ليستغفرُ له من في السماء والأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وإنّ فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم، وإنّ العلماء هم وَرَثَةُ الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنّما أَوْرَثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظّه - أو: بحظٍّ وافر - ". رواه الإمام أحمد
(2)
.
587 -
وبه، قال الدارمي
(3)
: أبنا عمرو بن عاصم، ثنا حمّاد - هو: ابنُ سَلَمَة -، عن عاصم، عن زُرّ قال: غَدَوْتُ على صَفْوان بن عسّال المُرادي وأنا أريد أن أسألَه عن المسح على الخفّين، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاءَ العلم، قال: ألا أبشّرُك؟ قلت: بلى، فقال: رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
(1)
سنن الدارمي (رقم: 342). وهو في صحيح الجامع (رقم: 6297).
(2)
المسند (36/ 48/ رقم: 21716)، لإسماعيل بن عياش عن عاصم.
(3)
سنن الدارمي (رقم: 357).
"إنّ الملائكة تضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا لما يطلب". رواه أحمد
(1)
.
588 -
وبه، قال الدارمي
(2)
: أبنا أبو عاصم، أبنا ثَوْر بن يزيد، ثنا حُصَيْن الحِمْيَري، أبنا أبو سعيد الخير، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اكتحل فلْيوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، من استجمر فلْيوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أكل فلْيتخلّل، فما تخلّل فليلْفَظ، وما لاك بلسانه فلْيبتلع، من أتى الغائط فلْيستتر، فإن لم يجد إلّا كثيبَ رملٍ فلْيستدبره، فإنّ الشياطين يتلاعبون بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج". رواه أبو داود وابن ماجه
(3)
.
589 -
وبه، قال الدارمي
(4)
: أبنا أبو النُّعْمان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عِمارة بن القَعْقاع، ثنا الحارث العُكْلي، عن أبي زُرْعَة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نُجَيّ، عن علي: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ الملَك لا يدخل بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ ولا جُنُبٌ".
(1)
المسند (30/ 9/ رقم: 18089) عن عفان عن حماد بن سلمة.
(2)
سنن الدارمي (رقم: 662). حسّنه النووي في الخلاصة (رقم: 312) وأعلّه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (1/ 136) بحصين الحبراني، قال:"وليس بالقوي".
(3)
أبو داود (رقم: 35) لعيسى بن يونس، وابن ماجه (رقم: 337، 338) لعبد الملك بن الصباح، كلاهما عن ثور. وهو في مسند الإمام أحمد (14/ 432/ رقم: 8838)، لعيسى بن يونس.
(4)
سنن الدارمي (رقم: 2663).
عبد الله بن نُجَيّ لم يدرك عليًّا، قاله ابنُ عساكر
(1)
.
هو من حديث أبي طَلْحَة، في المائة لأبي عَمْرو بن حَمْدان، وعوالي أبي عاصم لابن خليل، وجزء الذُّهْلي
(2)
.
روي من حديث الحارث عن علي، في الثالث من حديث أبي علي بن خُزَيْمَة.
وروي ذِكرُ الكلب من حديث عبد الله بن بُرَيْدَة عن أبيه
(3)
.
وذِكرُ الكلب والصورة من حديث محمد بن عمرو عن أبي سَلَمَة عن عائشة، في ثاني حديث علي بن حُجر
(4)
.
قوله (لا تدخله الملائكة) قيل: خاصٌّ في ملائكة الوحي، فأمّا الملَكان الحافظان الموكَّلان بابن آدم فإنهما يدخلان معه كلَّ مَوْضع.
حكاه إسماعيل التيمي في شرح مسلم.
590 -
وبه، قال الدارمي
(5)
: أبنا عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن حمزة بن عمرو الأَسْلَمي، قال - وقد صحب أبوه رسول الله - قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على ذِرْوَة كلّ بعير شيطانٌ، فإذا ركبتموها فسمُّوا الله، ولا تقصروا عن حاجاتكم".
(1)
انظر: تحفة الأشراف (7/ 416).
(2)
جزء محمد بن يحيى الذهلي (ق 36/ ب - دار الكتب المصرية حديث 1259).
(3)
وهو في المسند (38/ 91/ رقم: 22987).
(4)
حديث علي بن حجر (رقم: 194).
(5)
سنن الدارمي (رقم: 2667). وأخرجه الإمام أحمد (25/ 426/ رقم: 16039)، والحاكم (1/ 444)، وابن حبان (الإحسان: 4/ رقم: 1703)، وغيرهم.
591 -
وبه، قال الدارمي
(1)
: أبنا الحَكَم بن المبارك، أبنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن أبي الجرّاح مولى أمِّ حبيبة، عن أمِّ حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة". هو في: الأول من فوائد أبي عليّ بن خُزَيْمَة، وأول حديث حمزة الدِّهْقان. رواه أبو داود والنسائي
(2)
.
592 -
وبه، قال الدارمي
(3)
: أبنا أحمد بن عبد الله، ثنا زُهَيْر، ثنا سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تصحب الملائكة رُفقةً فيها كلب أو جَرَس". حديث حسن صحيح. هو في: المائة لأبي عمرو بن حَمْدان، وفي المائة للحاكم أبي عبد الله، لرَوْح ابن القاسم عن سُهَيْل. تابعه أبو النُّعْمان، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
.
593 -
وبه، قال الدارمي
(5)
: أبنا محمد بن يوسف عن سفيان، عن
(1)
سنن الدارمي (رقم: 2675).
(2)
سنن أبي داود (رقم: 2554)، لعبيد الله عن نافع، وسنن النَّسَائِي الكبرى (5/ رقم: 8811)، من طريق مالك، وهو كذلك عند الإمام أحمد (44/ 366/ رقم: 26780).
(3)
سنن الدارمي (رقم: 2676). وأخرجه مسلم (رقم: 2113)، لبشر بن المفضل عن سهيل.
(4)
هو في المعجم الكبير (12/ 451/ رقم: 13639).
(5)
سنن الدارمي (رقم: 2734).
منصور، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلّا ومعه قرينُه من الجنّ وقرينُه من الملائكة".
قالوا: وإيّاك؟ قال: "نعم، وإيّاي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم".
رواه مسلم وأبو حاتم بن حِبّان في صحيحيهما
(1)
.
وله طرق في كتاب الآداب النفسيّة لمحمد بن جرير.
قال أبو محمد الدارمي: "من الناس من يقول: أسلم: استسلم، يقول: ذلّ".
قال ابنُ الأخضر
(2)
: "حسن صحيح، ومَتْنُه عند البزّار من مسند أبي هُرَيْرَة"
(3)
.
وفي الباب:
- عن زياد بن عِلاقة عن المُغيرة بن شُعْبَة
(4)
.
- وعن عُرْوَة عن عائشة
(5)
.
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2814)، والإحسان (14/ رقم: 6417).
(2)
عبد العزيز بن محمود بن المبارك، أبو محمد البغدادي، محدث حافظ، توفي سنة 611 هـ، مترجم في السير (22/ 31 - 32).
(3)
أخرجه البزار - كما في كشف الأستار (/ رقم: 2438) - من حديث أبي هريرة.
(4)
وحديثه عند الطبراني في المعجم الكبير (20/ رقم: 1017)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 225) وأعلّه بأبي حماد المفضل بن صدقة، وانظر ترجمته في الميزان (4/ 168 - 169).
(5)
وحديثها عند مسلم (رقم: 2815).
- وعن مُجالِد عن الشَّعْبِيّ عن جابر
(1)
.
- وعن قابوس بن أبي ظَبْيان عن أبيه عن ابن عبّاس
(2)
.
- وعن أسامة بن شريك
(3)
.
كلّهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
594 -
وكذا قال بعضُ العلماء: المرادُ - في أصحّ القولين -: استسلمَ وانقادَ لي، ومن قال:(حتى أَسْلَمُ أنا) فقد حرّف لفظَه، ومن قال:(الشيطانُ صار مؤمنًا) فقد حرّف معناه. وهذا رأيتُه في أواخر كتاب الرد على الرافضة
(4)
للشيخ، في بعض النسخ، وليس هو في الأصل الذي بخطّ المصنِّف، فلا أدري زاده الشيخُ على بعض النسخ، أو زاده بعضُ أصحابه. وذكر الشيخُ
(5)
قولَ موسى لما قتل القبطي: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)} [القصص: 15]، وقولَ فتى موسى:{فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} [الكهف: 63]، وفي قصة آدم:{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنهَا} [البَقَرَة: 36]، {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ} [الأعرَاف: 20].
(1)
وحديثه أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 103/ رقم: 110).
(2)
وحديثه أخرجه أحمد (4/ 166/ رقم: 2323) والبزار - كما في كشف الأستار (3/ رقم: 2440) - والطبراني (12/ رقم: 12620)، وأورده الهيثمي (8/ 225) وقال:"ورجاله رجال الصحيح؛ غير قابوس بن أبي ظبيان، وقد وثق على ضعفه"، وقال فيه الحافظ في التقريب:"في لين".
(3)
وحديثه عند الطبراني (1/ رقم: 494)، وأورده الهيثمي (8/ 225) وأعله بالمفضل بن صالح.
(4)
منهاج السنة النبوية (8/ 271).
(5)
المصدر نفسه.
595 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا أبو حُذَيْفَة، ثنا سفيان، عن ابن سابط، أنّه قال:"يدبّر أمرَ الدنيا أربعةُ أملاك: فجبريلُ على الريح والجنود، وميكائيل على القَطْر والنبات، وملَك الموت على الأنفس، وكلُّ هؤلاء يُرفع إلى إسرافيل"
(1)
.
596 -
وقال: حدثنا الهَيْثَم بن الربيع، حدثني إبراهيم بن عثمان، عن عثمان ابن عُمَيْر، عن زاذان أبي عمر، عن ابن مسعود قال:"خلق الله آدم مما وصفه في كتابه، ثم أسكنه الجنّة، وإبليس إنما خَلْقُه ريحٌ يدخل في فم الشيء ويخرج من دبره، ولا يقدر أن يتحوّل عن خِلْقته إلا بسحرٍ، فعرض نفسه على الدوابّ والبهائم والطير أيّما يقبلُه، فلم يقبلْه شيءٌ إلا الحيةُ فدخل في جوفها، فأوحى الله إلى آدم وحواء ما أوحى"
(2)
.
597 -
وعن جَسْرَة، عن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كلّ صلاة: "اللَّهمَّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل أَجِرْني من النار وعذاب القبر". في الثالث من أمالي عبد الملك بن بشران
(3)
والسادس
(4)
، والأول من حديث عبد الباقي بن قانع.
(1)
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 378)، عن محمد بن زكريا عن أبي حذيفة، وزاد أبا سفيان الثوري بينه وبين ابن سابط، وأظنّه سقط سهوًا من قلم ابن المحبّ هنا. وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (3/ رقم: 376)، من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط بنحوه، وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ رقم: 156)، من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن سابط.
(2)
إسناده معلول بعثمان بن عمير، قال فيه الحافط:"ضعيف واختلط، وكان يدلس ويغلو في التشيع".
(3)
أمالي ابن بشران (1/ 77/ رقم: 139).
(4)
الأمالي (1/ 168/ رقم: 385).
رواه النسائي
(1)
.
598 -
وفي صحيح مسلم
(2)
: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يفتتحُ صلاتَه إذا قام من الليل: "اللَّهمّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السموات والأرض" الحديث. قال الترمذي
(3)
: هذا حديث حسن غريب.
599 -
قال عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده: حدثنا عبد الصمد ابن محمد العاصمي، أبنا محمد بن محمد بن حامد الصَّرمَنْجاني، ثنا أبي، ثنا عمر بن عبد الرحيم، ثنا حمزة بن عبيد الله أبو عِمارة الثقفي، ثنا عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:"أوّلُ من قاس إبليسُ فأخطأ، قال: خلقتني من نار، والنارُ نور، وخلقته من طين، والطينُ ظلمة، فلا يسجد نورٌ لظلمة، وأوّل من قاس من الناس ثقيف، قالوا: كيف يصلح بكرٌ ببكرين، ولا يصلح صاعٌ بصاعين، ما أمرُهما إلّا واحد، فأنزل الله: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4]، ولم يقل: اِئْتوني برأيكم".
600 -
أخبرتنا ستُّ الفقهاء قالت: أنبأنا إبراهيم بن عثمان، أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا أحمد بن خَيْرُون، أبنا ابن شاذان، أبنا ابن
(1)
في المجتبى (رقم: 1626) والكبرى (1/ رقم: 1268 و 6/ رقم: 9966). وهو في المسند (40/ 380/ رقم: 24324) وفيه قصة.
(2)
الصحيح (رقم: 770).
(3)
جامع الترمذي (رقم: 3420).
دُرْسْتُويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا العبّاس بن الوليد النَّرْسي، ثنا يزيد بن زُرَيْع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ العبدَ إذا وُضع في قبره وتولّوا عنه أصحابُه، حتى إنّه ليسمع قَرْعَ نعالهم، أتاه ملكان، فيُقعدانه فيتولان: ما كنتَ تقول في هذا الرجل - في محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهدُ أنه عبدُ الله ورسولُه، فيُقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلكَ الله به مقعدًا من الجنة، - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيراهما كلاهما - أو قال: جميعًا -". قال قتادة: ذُكر لنا أنه يُفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويُملأُ عليه خضرٌ إلى يوم يُبعثون، ثم رجع إلى حديث أنس بن مالك، قال:"وأما الكافر أو المنافق فيُقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقود: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس، فيُقال له: لا دَرَيْتَ ولا أبليتَ، ثم يُضرب بمطراقٍ من حديد ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً يسمعها من يليه غيرُ الثقلين"
(1)
. وهو لشَيْبَان عن قتادة، في أوَّل الثالث من فوائد ابن الصوّاف
(2)
. رواه البخاري
(3)
، عن خليفة عن يزيد بن زُرَيْع، ولفظه:"فأقعداه".
601 -
قال أبو عمر الطَّلَمَنْكي: وهذا إسنادٌ صحيحٌ متَّصل؛ ألا ترى إلى قوله (فأقعداه)، وقوله (ويُضْرَب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحةً)، وهذا كلّه يدلّك على أنّ الروح يُعاد فيه، لا على ما قال ابنُ مَيسرة
(4)
الزائغُ الضالُّ المُضلّ.
(1)
الرواية من مشيخة يعقوب بن سفيان (رقم: 43).
(2)
فوائد أبي علي بن الصواف (رقم: 1).
(3)
في الجنائز (رقم: 1338).
(4)
هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن ميسرة (أو: مسرّة)، من الفلاسفة الأندلسيين ودعاة الإسماعيلية، توفي سنة 319 هـ. انظر: جذوة المقتبس (58) وتاريخ أبي الفرضي (337).
وروي هذا الحديث من حديث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هُرَيْرَة، وقال فيه:"أتاه ملَكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير". قال الترمذي
(1)
: "حديثٌ حسنٌ غريب".
602 -
قال حربٌ الكِرْماني
(2)
: سمعتُ إسحاق - وهو: ابنُ راهويه - في قول الله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} [الواقعة: 79]، قال:"النسخةُ التي في السماء {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}، قال: الملائكة"
(3)
.
603 -
وقال: حدّثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو الأَحْوَص، ثنا عاصم الأَحْوَل، عن أنس بن مالك في قوله {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} قال:"المطهَّرون: الملائكة".
604 -
عن خَيْثَمَة - هو: البصري -، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من ابتغى القضاءَ وسأل فيه شفعاءَ وُكِّل إلى نفسه، ومن أُكرِه عليه أنزل الله عليه ملكًا يسدِّدُه". رواه الترمذي
(4)
، وقال:"حسن غريب". وروي عن موسى بن أنس عن أنس، وهو في كتاب القضاة لأبي سعيد النقّاش الحافظ.
(1)
جامع الترمذي (رقم: 1071).
(2)
هو: حرب بن إسماعيل الكرماني، تلميذ الإمام أحمد، توفي سنة 280 هـ. انظر: طبقات الحنابلة (1/ 145) والسير (13/ 244 - 245). والنقل من مسائل حرب (2/ 952).
(3)
ورد مثله عن: ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وغيرهم. انظر: تفسير الطبري (22/ 364 - 365).
(4)
الجامع (3/ رقم: 1324). وأورده الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 1154) وضعفه بعبد الأعلى ابن عامر الثعلبي، وباضطراب سنده.
605 -
قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس في تاريخ مصر: حدّثنا علي بن الحسن بن قُدَيْد، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد ابن عمرو، عن عبد الرحمن بن غابر الهَمْداني، عن عقبة بن عامر قال:"في القرآن خمس عشر سجدةً، والذي نفسي بيده إنّ الملائكة في السماء تسجد بالسجدة التي في سورة النحل". قال أبو سعيد بن يونس: "لا أعلم لعبد الرحمن بن غابر غيرَ هذا الحرف".
606 -
أخبرنا عيسى والحجّار قالا: أبا ابنُ اللّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، أبنا عُبَيْد الله بن موسى، عن موسى بن عُبَيْدَة، عن مَسْلَمَة بن أبي الأَشْعَث، عن أبي صالح، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: "وددتُ أنّي أراك في صورتك". قال: أتحبُّ ذاك؟ قال: "نعم". قال: "موعدُك كذا وكذا من الليل في بقيع الغَرْقَد"، فلقيَه رسولُ الله بموعده، فنشر جناحًا من أجنحنه فسدّ أُفُقَ السماء، حتى ما يرى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من السماء شيئًا، وأَخْبَت رسولُ الله عند ذلك
(1)
.
607 -
أخبرنا عيسى والحجّار قالا: أبنا ابن اللّتّي، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد. أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللّتّي، أبنا أبو
(1)
الرواية من المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم: 1519). وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة كما في التقريب وغيره. وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/ رقم: 533) من طريقين عن موسى بن عبيدة.
الوقت، أبنا ابن المُظَفَّر، أبنا الحموي، أبنا السمرقندي، أبنا الدارمي. قالا
(1)
: أبنا يزيد بن هارون، أبنا هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أناسٍ قال: "أفطر عندكم الصائمون، واكل طعامَكم الأبرارُ، ونزلت عليكم الملائكة"
(2)
. رواه النَّسَائِي
(3)
. وفي بعض طرقه: عن يحيى قال: حُدِّثْتُ، عن أنس.
608 -
وبه، أبنا الدارمي، أبنا هاشم بن القاسم، ثنا شعبة، أبنا قتادة، عن زُرارَة بن أَوْفى العامري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا باتت المرأة هاجرةً لفراش زوجها لعنتْها الملائكةُ حتى ترجع"
(4)
. رواه البخاري
(5)
، عن محمد بن عَرْعَرَة عن شعبة. ورواه مسلم
(6)
. وروي من حديث شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة.
(1)
يعني: عبد بن حميد والدارمي.
(2)
أخرجه عبد بن حميد (رقم: 1234) والدارمي (رقم: 1772). وإسناده منقطع بين يحيى بن أبي كثير وأنس بن مالك؛ فإنّه لم يسمع منه كما في ترجمته في التهذيب وغيره. لكن رواه ثابت البناني عن أنس كما أخرجه الإمام أحمد (19/ 397 - 398/ رقم: 12406) وأبو داود (رقم: 3854)، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت، ضمن قصة ضيافة سعد بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو في مصنف عبد الرزاق (4/ رقم: 7907).
(3)
في السنن الكبرى (4/ رقم: 6902 و 6/ رقم: 10130).
(4)
أخرجه الدارمي (رقم: 2228).
(5)
في النكاح (رقم: 5194).
(6)
في النكاح أيضًا (رقم: 1436)، من طريق محمد بن جعفر وخالد بن الحارث عن قتادة.
رواه ابن حِبّان في صحيحه
(1)
، والبخاري
(2)
.
ورواه مسلم
(3)
، للأعمش.
609 -
في حديث محمد بن أبي حَرْمَلَة، عن عطاء وسليمان بن يسار وأبي سَلَمَة بن أبي عبد الرحمن، عن عائشة في قول النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان:"ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة". رواه أبو حاتم بنُ حِبّان في صحيحه
(4)
.
610 -
قال أبو حاتم بن حبان
(5)
: أبنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ثنا عبد الله بن نُمَيْر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هُبَيْرَة بن يَريم قال: سمعتُ الحسن بنَ علي قام فخطب الناس فقال: "يا أيها الناس، لقد فارقكم أمس رجلٌ ما سبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعثَ، فيعطيه الراية، فما يرجع حتى يفتح الله عليه، جبريلُ عن يمينه، وميكائيلُ عن شماله، ما ترك بيضاءَ ولا صفراءَ إلا سبعمائة درهم فَضَلَت من عطائه أراد أن يشتري بها خادمًا".
611 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللّتي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمّويه، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حميد، حدّثني ابن أبي شَيْبَة، ثنا أبو مُعاوِية، عن قُطْبَة، عن لَيْث، عن عطاء، عن ابن عمر
(1)
الإحسان (9/ رقم: 4173).
(2)
في النكاح (رقم: 5193). ورواه أيضًا في بدء الخلق (رقم: 3237) لأبي عوانة عن الأعمش.
(3)
في الموضع السابق.
(4)
الإحسان (15/ رقم: 6907). وهو عند مسلم (رقم: 2401).
(5)
الإحسان (15/ رقم: 6936). وهو عند الإمام أحمد في المسند (3/ 246 - 247/ رقم: 1719، 1720) من طريقين عن أبي إسحاق.
قال: جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما حقّ الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قَتَب" قالت: يا رسول الله ما حقّ الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تَصَدّق من بيته بشيء إلا بإذنه، فإن فعلت كان له الأجرُ وعليها الوزر" قالت: يا رسول الله ما حقّ الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تصوم يومًا إلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم تؤجر" قالت: يا رسول الله ما حقّ الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلتْ لعنتها ملائكةُ الله وملائكةُ الرحمة وملائكةُ الغضب حتى تفيء أو تراجع"
(1)
.
612 -
قال أبو الفضل أحمد بن محمد بن حَمْدون الشَّرْمَقاني
(2)
في الجزء الثاني عشر من تخريجه: حدّثنا أبو الحسن مُسَدَّد بن قَطَن، ثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا محمد بن الحسن الأَسَدي، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَة، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لمّا أُسْرِيَ بي، لقد رأيتُني في جماعةٍ من الرسل، وإذا عيسى قائمٌ يصلّي، أقربُ الناس به شبهًا عُرْوَة بن مسعود الثقفي، وإبراهيم قائمٌ يصلي،
(1)
أخرجه عبد بن حميد (رقم: 813). وإسناده ضعيف لضعف ليث - وهو: ابن أبي سليم -. وأخرجه الطيالسي في مسنده (3/ رقم: 2063) لجرير عن ليث.
(2)
توفي سنة 366 هـ، ونسبتُة إلي شرمقان، وهي بلدة من نواحي إسفرايين. السير (16/ 286).
أشبهُ الناس به صاحبُكم - يعني نفسَه -، فلما فرغتُ من الصلاة قال لي: يا محمد هذا مالكُ صاحبُ النار فسلِّم عليه، قال: فالتفتُّ فبدأني بالسلام". رواه مسلم في الصحيح
(1)
.
613 -
قال النسائي في اليوم والليلة
(2)
: أبنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا اللَّيْث، عن الجُلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عِمارة بن شَبيب السَّبَئِيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلّا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرار على إثر المغرب بعث الله مَسْلَحَة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسنات موجبات، ومَحَى عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له كعدل عشر رقاب". رواه الترمذي
(3)
وقال: "غريب، لا يُعرف إلا من حديث لَيْث، ولا نعرف لعِمارة سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم ".
614 -
قال النسائي
(4)
: خالفه عمرو بن الحارث. أخبرنا أحمد بن عمرو بن السَّرْح، أبنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ الجُلاح حدّثه، أنّ أبا عبد الرحمن المعافري حدّثه، أنّ عمّار السَّبَئيّ حدّثه، أنّ رجلًا من الأنصار حدّثه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال بعد المغرب أو الصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كلّ شيء قدير عشر مرات،
(1)
في الإيمان (رقم: 172)، لحجين بن المثنى عن عبد العزيز بن أبي سلمة.
(2)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10413).
(3)
الجامع (رقم: 3534).
(4)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10414).
بعث الله له مسلحة يحرسونه حتى يصبح ومن حين يصبح حتى يمسي"، نحوه. قال ابنُ عساكر
(1)
: وحديثُ عمرٍ والصوابُ؛ إلّا قوله (عمار) فإنّه (عمارة).
615 -
أخبرنا محمد بن أبي الهَيْجاء، أبنا أبو علي البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ بن محمد، أبنا عثمان بن أبي سعيد، أبنا أبو الحسن البَحّاثي، أبنا أبو الحسن الزَّوْزَني، أبنا أبو حاتم البُسْتي، أبنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببُسْت، ثنا الحسن بن علي الحُلْواني، ثنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عِياض بن هلال، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا جاء أحدَكم الشيطانُ فقال: إنّك قد أحدثت، فلْيقل في نفسه: كذبتَ، حتى يسمع صوتًا بأُذنه أو يجد ريحًا بأنفه"
(2)
. رواه ابن خُزَيْمة في صحيحه
(3)
، لهشام وعلي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، ثم قال:"قوله (فليقل: كذبت) أراد: فلْيقل (كذبت) بضميره، لا بنطق لسانه، إذ المصلي غيرُ جائز له أن يقول: (كذبت) نطقًا باللسان"؛ لأن حديث ابن خُزَيْمة: "فليقل: كذبت"، ليس فيه:"في نفسه".
616 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمّويه، أبنا أبو عِمْران، أبنا الدارمي، أبنا الحَكَم بن نافع، أبنا شُعَيْب، عن الزُّهْرِيّ، عن سعيد بن المسيّب، أنّه سمع أبا هريرة يقول:
(1)
في الإشراف على معرفة الأطراف، وقد نقل قوله المزي في تحفة الأشراف (7/ 488).
(2)
أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان: 6/ رقم: 2666).
(3)
صحيح ابن خزيمة (1/ رقم: 29).
أُتي النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسري به بإيليا بقَدَحَيْن من خمر ولبن، فنظر إليهما ثم أخذ اللبن فقال جبريل:"الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك"
(1)
.
617 -
قال البدر محمد بن الجمال محمد بن مالك في كتاب المعاني والبيان
(2)
: "وأما الحالة المقتضية تعريفه - يعني: الكلامَ - باللام، فهي إذا أريد به إمّا نفس الحقيقة كما في {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبيَاء: 30]، أتى في أنّه تعالى خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء، وخلق الجانَّ من نار خلقها منه، وخلق آدم من تراب منه". قال: "وأما الحالة المقتضية تنكيرَه، فهي إذا كان المقامُ للأفراد شخصًا أو نوعًا، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النُّور: 45]، أي من نوعٍ من الماء مختصٌّ بتلك الدابّة، أومن ماء مخصوص وهي النطفة".
618 -
قال أبو بكر النقّاش في تفسيره في سورة الأعراف: "وقال سعيد بن المسيّب: الملائكةُ ليسوا بذكورٍ ولا إناثٍ ولا يتوالدون، والجن يتوالدون ويموتون، ذكورٌ وإناثٌ، وللشياطين ذكورٌ وإناثٌ، يتوالدون ولا يموتون خُلِّدوا كما خُلِّدَ إبليس، وإبليس أبو الجنّ، ولكن جعلت الخلد في الشياطين دون الجن". قال النقاش: "وقال أبو محمد في الملائكة: إنّهم ذكورٌ ليسوا بإناثٍ".
619 -
قال الجُبَّائي المعتزلي في تفسيره عند قول الله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ
(1)
أخرجه الدارمي (رقم: 2088) والرواية من طريقه. وهو عند البخاري (رقم: 3437) ومسلم (رقم: 168)، لمعمر عن الزهري.
(2)
المصباح في المعاني والبيان (ص 19). وهو لبدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله، ابن الناظم ابن مالك، توفي سنة 686 هـ.
اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البَقرة: 34]: "لأنّ إبليس ليس هو من الملائكة، ولا من جنسهم، وذلك أنّ إبليس خُلق من النار، والملائكة هم روحانيّون خُلِقوا من الريح، وإبليس يأكل وينكح ويكون له الذرّيّة، والملائكة لا يأكلون ولا ينكحون ولا ذراري لهم، وجاز أن يستثنيه وإن لم يكن مذكورًا في أول الآية، لأنّ مثل هذا جائزٌ في اللغة".
620 -
ذكر ابن الجَوْزي في مناقب معروف الكرخي
(1)
ما ذكره أبو إسحاق المُزَكّي قال: أبنا السرّاج قال: حدّثني القاسم بن نصْر قال: جاء قومٌ إلى معروف، فأطالوا الجلوسَ عده، فقال: أما ترون أن تقوموا ومَلَك الشمس ليس يفتر عن سَوْقه، وما ذكره أبو نُعَيْم
(2)
: ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، سمعت محمد بن عبد الرحمن بن دَوْسَت قال: قعد قومٌ إلى معروف فأطالوا الجلوس، فقال: يا قوم، إنّ الملَك دائمٌ لا يفتر عن سَوْقها.
621 -
أخبرنا ابن المُهَنْدِس، أبنا ابن البخاري، أبنا الكِنْدي، أبنا علي بن هبة الله، أبنا أحمد بن النَّقُّور، أبنا عمر بن إبراهيم، ثنا البَغَوي، ثنا داود - هو: ابنُ رشيد -، ثنا أبو حفص - هو: الأَبّار -، عن منصور، عن رِبْعِيّ بن حِراش، عن حُذَيْفَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بلغت الملائكةُ روحَ رجلٍ ممن كان قبلكم، فقالوا له: هل عملتَ من الخير شيئًا؟ قال: ما أذكر أنني عملتُ من الخير شيئًا، قيل له: تذكّر، قال: كنتُ رجلًا أُدايِنُ الناسَ - أو قال: أُبايِعُ الناسَ -، فكنتُ آمرُ فِتياني أن ينظروا المُعْسِرَ ويتجاوزوا عن الموسِر، قال: فتجاوزوا عنه"
(3)
.
(1)
منافب معروف الكرخي وأخباره (ص 119 - 120).
(2)
في الحلية (8/ 366).
(3)
الرواية من حديث أبي حفص الكتاني وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري (رقم: 2077) ومسلم (رقم: 1560)، لزهير عن منصور.
622 -
وقال يحيى بن يمان
(1)
: ثنا أَشْعَث، عن شَمْر بن عطيّة في قوله عز وجل:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين: 18] قال: "إذا عُرج بروح المؤمن استقبله الملائكةُ المقرّبون في السماء الدنيا، فيُشيِّعونه من السماء العليا، ثم رُقِم على روحه"، ثم قرأ:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)} [المطفّفِين].
623 -
وقال مَعْمَر: عن الزُّهْرِيّ، أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النُّعْمان قال: مررتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالسٌ في المقاعد، فسلّمتُ عليه، ثم أخرتُ، فلما رجعتُ وانصرف النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال لي:"هل رأيتَ الذي معي؟ " قلتُ: نعم قال: "فإنّه جبريل، وقد ردّ عليك السلام". أخبرتنا زَيْنَب، عن ابن خليل إجازةً، عن مسعود، عن الحدّاد، عن أبي نُعَيْم، عن الطبراني، عن الدَّبَري، عن عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، بهذا الحديث
(2)
. رواه الإمام أحمد
(3)
، عن عبد الرزّاق. حَكَم مسلم بنُ الحجّاج
(4)
على مَعْمَر بالوهَم في هذا الحديث؛ لأنّ
(1)
في جزء من تفسيره (رقم: 10).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ رقم: 3226). وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ رقم: 20545).
(3)
المسند (39/ 82/ رقم: 23677).
(4)
لعلّه في كتابه التمييز.
الزَّبِيدي رواه عن الزُّهْرِيّ عن عَمْرَة ابنة عبد الرحمن عن حارثة بن النُّعْمان، وسفيان عن الزُّهْرِيّ قال: حدّثتني ابنةُ عبد الرحمن. قال مسلم: فاجتمع من ذكرنا روايتَهم في هذا الحديث على خلافِ مَعْمَر، وهم أولى بالصواب. وقال شُعَيْب وابنُ أبي عتيق في روايتهما عن الزُّهْرِيّ: قال: حدّثتني حفصة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، فوهما أنْ قالا حفصة، وإنّما هي عَمْرةُ بنت عبد الرحمن، كما قال القوم، والله أعلم.
624 -
قال سفيان الثَّوْريّ عن الأَعْمَش: سألتُ مجاهدًا عن قوله: {يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، قال:"هم الملائكة"
(1)
.
625 -
وقال سفيان: عن منصور، عن إبراهيم:{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعَام: 61] قال: "الملائكة، تقبض الأنفسَ ويتوفّاها ملَكُ الموت منهم"
(2)
.
626 -
قال سعيد بن منصور
(3)
: ثنا هُشَيْم، أبنا إسماعيل بن سالم، عن الحَكَم قال:"ينزل مع المطر من الملائكة أكثرُ من ولد آدم وولد إبليس".
627 -
وقال
(4)
: حدّثنا أبو مُعاوِيَة، عن الأَعْمَش، عن مسلم، عن
(1)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ رقم: 340) من طريق أبي حذيفة، والطبري (20/ 347) من طريق مؤمل، كلاهما عن سفيان.
(2)
أخرجه الطبري (9/ 291) وأبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 454)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 281) إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(3)
في سننه (5/ 430 - 431/ رقم: 1163). وأخرجه الطبري (14/ 40) لحسين عن هشيم، وأبو الشيخ (3/ رقم: 493) لفضيل بن عبد الوهاب عنه.
(4)
سنن سعيد (8/ 233/ رقم: 2368). وأخرج أثرَ ابن مسعود فقط: الطبري (19/ 652 - 653) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ رقم: 254) والطبراني في الكبير (9/ رقم: 9042)، من طريق الأعمش. أما أثر مسروق فأخرجه الطبري (19/ 492).
مَسْروق قال: قال عبد الله:، إنّ في السموات لسماءً ما فيها موضعُ شِبْرٍ إلا وعليه جبهةُ مَلَك أو قدمُه قائمًا"، ثم قرأ: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} [الصافات]، وكان مَسْروق يقول في قوله {وَالصَّافَّاتِ}، {وَالْمُرْسَلَاتِ}، {وَالنَّازِعَاتِ}: "هي الملائكة".
628 -
أخبرنا ابنُ أبي الهيجاء، أبنا محمد بن إسماعيل وابنُ عبد الهادي قالا: أبنا يحيى الثقفي، أبنا أبو عدنان وفاطمة قالا: أبنا ابن رِيذة، أبنا الطبراني، ثنا محمد بن عبد الرحمن ثَعْلَب البصري النحوي، ثنا عبد الله بن أيوب المُخَرَّمي، ثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي، ثنا عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ العبدَ ليكذبُ الكِذبةَ فيتباعد منه المَلَك مسيرةَ ميل من نتن ما جاء به"
(1)
. لم يروه عن نافع إلا ابنُ أبي روّاد، تفرّد به عبد الرحيم بنُ هارون. قلتُ: رواه الترمذي
(2)
، عن يحيى بن موسى عن عبد الرحيم بن هارون الغسّاني، وقال:"حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، تفرّد به عبد الرحيم بنُ هارون".
629 -
وبهذا الإسناد إلى الطبراني قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن مَلّاس الدمشقي، ثنا العبّاس بن الوليد بن مَزْيَد البيروتي قال: أخبرني أبي، ثنا عبد الله بن شَوْذَب، عن أبي هارون العَبْدي، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله:
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 30 - 31).
(2)
الجامع (رقم: 1972).
"إن في السماء ملَك يقال له إسماعيل، على سبعين ألف ملَك، كل ملَك على سبعين ألف ملَك"
(1)
. لم يروه عن ابن شَوْذَب إلا الوليد بنُ مَزْيَد ومحمد بنُ كثير الصنعاني.
630 -
قال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو محمد القاسم بن زكريا بن دينار القرشي، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا الحَكَم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال بعضُ المنافقين: ما كان أخفّ جنازة سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حملته الملائكةُ"
(2)
.
631 -
أخبرنا ابنُ أبي الهيجاء وابنُ المحبّ قالا: أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ بن محمد، أبنا محمد بن إسماعيل الفُضَيْلي، أبنا محلّم بن إسماعيل، أبنا الخليل بن أحمد السجزي، أبنا محمد بن إسحاق السرّاج، ثنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا المُفَضَّل، عن ابن جُرَيْج، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الكُرّاث فلم ينتهوا، ثم لم يجدوا بُدًّا من أكلها، فوجد ريحَها فقال:"ألم أنهكم عن البَقْلَة الخبيثة - أو: المنتنة -، مَنْ أَكَلَها فلا يَغْشَنا في مساجدنا، فإنّ الملائكة تتأذّى ممّا يتأذّى به الإنسانُ"
(3)
.
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 70) وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 80) وقال: "وفيه أبو هارون، واسمه: عمارة بن جوين، وهو ضعيف جدًّا". وأخرجه الطبراني في الأوسط (رقم: 7097) وأبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 402).
(2)
إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (رقم: 3849) والحاكم (3/ 207). لعبد الرزاق عن معمر عن قتادة، وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ رقم: 20414). وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 15/ رقم: 7032) لشعبة عن قتادة، وفي أوله قصة اهتزاز العرش لموت سعد.
(3)
أخرجه السرّاج في مسنده (3 / رقم: 2392)، والرواية من طريقه. وإسناده صحيح.
هو في الأول من المنتقى من المعجم الأوسط للطبراني، لهشام بن حسّان عن أبي الزبير
(1)
. وفي الأول من معجمه الصغير
(2)
. وهو لعبد الله بن نِمْران الحجْري المصري، في تاريخ مصر، عن أبي الزبير. رواه ابنُ ماجه
(3)
632 -
وبهذا الإسناد، ثنا المُفَضَّل، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن جابر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تأكلوا البَقْلَة الثوم، فمن أكلها فلا يغشنا مساجدنا، وإنّ الملائكة تتأذّى ممّا يتأذّى المسلمون"
(4)
. وروي من حديث شريك بن حنبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في معجم البغوي
(5)
.
633 -
أخبرنا ابن أبى الهَيْجاء وابن المحب قالا: أبنا البَكْري، أبنا أبو رَوْح، أبنا الفُضَيْلي، أبنا محلّم، أبنا الخليل بن أحمد، أبنا محمد بن
(1)
المعجم الأوسط (رقم: 191). وهو عند مسلم (رقم: 564)، لكثير بن هشام عن هشام بن حسان.
(2)
المعجم الصغير (1/ 21 - 22).
(3)
السنن (رقم: 3365)، وفيه: عبد الرحمن بن نمران عن أبي الزبير، والذي أثبته المصنف نقلًا عن تاريخ مصر لابن يونس هو الصواب، وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في التهذيب (2/ 561).
(4)
لم أجده في المطبوع من مسند السراج، والرواية من طريقه معطوفة على السابقة. وأخرجه مسلم (رقم: 564)، ليحيى بن سعيد ومحمد بن بكر وعبد الرزاق عن ابن جريج.
(5)
معجم الصحابة (3/ رقم: 1248).
إسحاق السرّاج، ثنا قُتَيْبَة، ثنا خَلَف - هو: ابنُ خليفة -، عن أبي سنان الحَكَم قال:"لُبْس الملائكة الأُزُر والأَرْدِيَة"
(1)
.
634 -
وبهذا الإسناد، ثنا خَلَف، عن منصور بن زاذان، عن الحسن أنه كان يقرؤها: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ
(2)
عَنْ قُلُوبِهِمْ} قال: "إذا جُلِّيَ عنهم الفَزَعُ"
(3)
.
635 -
وبه إلى قُتَيْبَة، ثنا أبو عَوانَة، عن سِماك بن حَرْب، عن خالد بن - عَرْعَرَة قال: سمعتُ عليًّا - وسأله رجلٌ: ما {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1)} ؟ - قال: "الريح"، قال: ما {الْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3)} ؟ قال: "السفن"، قال: ما {الْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2)} ؟، قال:"السحاب"، قال:{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)} ؟، قال:"الملائكة"
(4)
. سُئل الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التَّيْمي فقيل له: زعم أقوامٌ أنّ الله خلق جبريل بيده، فأجاب:"ورد فيه أثر غريب".
636 -
قال أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهْرِيّ: قرأتُ في كتاب أبي: عن بِشْر بن موسى، ثنا عمر بن عبد العزيز قال: سمعتُ بِشْر بنَ الحارث يقول: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان - يعني: الثَّوْريّ -، عن حبيب بن أبي عَمْرَة قال:"إذا ختم الرجلُ القرآن قبّل الملكُ بين عينيه"، قال عمر بن عبد العزيز: فحدّثتُ به أبا عبد الله أحمد بنَ حنبل فاستحسنه
(1)
الرواية من طريق مسند السراج، ولم أجده في مطبوعته.
(2)
يعني: بالراء المهملة والغين المعجمة.
(3)
عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 700 - 701) لابن الأنباري.
(4)
الرواية من طريق مسند السراج، ولم أجده فى مطبوعته. وإسناده صحيح إلى علي رضي الله عنه. وعزاه السيوطي في الدر (7/ 614) إلى بعص التفاسير.
ثم قال: "لعلّ هذا من مخبّآت سفيان"
(1)
.
637 -
قال إسحاق بن راهويه: أخبرنا عمرو بن محمد العَنْقَزي وقَبِيصة بنُ عقبة قالا: ثنا سفيان، عن الجُرَيْري، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخّير، عن رجل من بني حَنْظَلَة، عن شدّاد بن أَوْس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مسلمٍ يأخذ مضجعه، فيقرأ بسورةٍ من كتاب الله، إلّا وَكّل الله به ملكًا يذبُّ عنه كلَّ شيء، حتى يهبَّ متى ما هبّ"
(2)
. رواه الإمام أحمد
(3)
، عن يزيد بن هارون عن أبي مسعود الجُرَيْري، أتمَّ مما هنا.
638 -
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثني ربيعة بن سيف
(4)
، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي - وهو: عبد الله بن يزيد -، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رجل: يا رسول الله إذا مرّت جنازةُ كافر أقوم لها؟ قال: "نعم فقوموا لها، فإنّكم لستم تقومون لها، إنّما تقومون للَّذي يقبض النفوس"
(5)
.
(1)
هو من طريقين آخرين في شعب الإيمان (3/ 423/ رقم: 1910)، وتاريخ بغداد (11/ 207).
(2)
إسناده ضعيف؛ لإبهام الراوي عن شدّاد، ولا يؤثر اختلاط الجريري - وهو سعيد بن إياس-؛ فإن سفيان ممن روى عنه قبل اختلاطه كما في التهذيب (2/ 7).
(3)
المسند (28/ 355/ رقم: 17132).
(4)
كتب المصنف: (يوسف)، وهو سهو منه ي رحمه الله.
(5)
إسناده حسن في الشواهد والمتابعات، رجاله كلهم ثقات غير ربيعة بن سيف فإنه صدوق له مناكير كما في التقريب. وأخرجه أحمد (11/ 135/ رقم: 6573) والحاكم (1/ 357) وابن حبان (الإحسان: 7/ رقم: 3053)، من طرق عن المقرئ، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وللحديث شواهد في الصحيحين.
639 -
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا جرير، عن لَيْث، عن طاووس، عن عبد الله بن عمرو قال:"يوشك أن تظهر شياطينُ كانت من جانب البحر موثقةً، أوثقها سليمان بنُ داود، حتى يُقرؤوكم القرآن".
640 -
وقال: أبنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو، بمثل ذلك. رواه مسلم في مقدّمة صحيحه
(1)
.
641 -
وقال إسحاق: أبنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليثًا يحدّث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، بذلك.
642 -
قال محمد بن الحافظ إسماعيل التَّيْمي
(2)
: "ليس المعنيّ به القرآن الذي هو كلامُ الله، بل المراد به أيضًا أخبارٌ رويت يروونها عن رسول الله وأصحابه، ويُسنِدونها إليهم، والقرآنُ بمعنى المقروء، أي: يقرؤون عليهم أشياء يخترعونها ويُلفِّقونها من عند أنفسهم".
643 -
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا الجُرَيْري، عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير قال: سأل عمر بنُ عبد العزيز موسى بنَ نُصَيْر - وكانت بنو أُمَيَّة تستعملُه على الجيوش -: ما رأيتَ من أعاجيب الشام؟ فقال: انتهيتُ مرّةً إلى جزيرةٍ من جزائر البحر، فوجدتُ فيها ستةَ عشرَ جَرّةَ خمْرٍ مختومةً بخاتم سليمان بن داود، قال: فأخذتُ جرَّةً منها فنقَبتُ رأسَها، فخرج منها شيطانٌ ينفضُ رأسَه وهو يقول: والله لا أعود بعد ذلك أُفسدُ في الأرض، قال: ثم نظر فقال: والله ما أرى سليمانَ ولا مُلكَه! فانصاعَ في الأرض فذهب، قال: فأمرتُ بالبقيّة فرُدّت إلى أماكنها
(3)
.
(1)
الصحيح (1/ 12).
(2)
ولد سنة 500 هـ، وتوفي سنة 526 هـ، له أمال في شرح الصحيحين، لعل النقل المذكور منها. السير (20/ 83، 84).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 222) من طريق إسحاق.
644 -
وفي الجزء السادس من فوائد ابنَيْ أبي دجانة، لجُنادة بن أبي أُمَيّة عن عُبادة بن الصامت: أنّ رجلًا قال: يا رسول الله ما مدّة رخاء أمتك من بعدك؟ قال: فسكت رسولُ الله، الحديث، وفيه: فهل لذلك من علامة أو آية؟ قال: "نعم، الخسْف والغرَق، والمسيح، وإرسال الشياطين المُلْجَمَة على الناس"
(1)
.
645 -
عن ورقة بن نَوْفَل قلتُ: يا محمد! كيف يأتيك الذي يأتيك؟ - يعني: جبريل -، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يأتيني من السماء، جناحاه لؤلؤ، وباطن قدمَيْه أخضر". رواه البغوي في معجمه
(2)
. أخبرناه ابن الخبّاز، أبنا محمود الأسدي، أبنا أحمد بن الأصفر، أبنا أحمد بن علي، أبنا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا أبو الحسن الحربي، أنا الهَيْثَم بن خلَف الدوري، ثنا أبو كُرَيْب محمد بن العلاء، ثنا عثمان - يعني: ابنَ سعيد -، ثنا رَوْح بن مسافر، عن الأَعْمَش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جُبَيْر، عن عبد الله بن عبّاس، عن ورقة بن نَوْفَل، بهذا
(3)
. رواه الأنصاري في الفاروق.
(4)
وذِكرُ الجنّ في أشعار العرب المحفوظة عنهم مشهورٌ، واعتقادُهم مخاطبةَ الغيلان إلى اليوم.
(1)
وأخرجه أحمد (37/ 431 - 432/ رقم: 22770) والحاكم (4/ 418 - 419) والطبراني في مسند الشاميين (3/ رقم: 2555)، وأشار الحافظ في الإصابة (6/ 317) إلى ضعف أحد رواته.
(2)
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (63/ 3 - 4).
(3)
أخرجه الحربي في حديثه - رواية ابن المهتدي - (ق 241/ ب - مجموع 18)، والرواية من طريقه.
(4)
الصفحة (68 أ) لم يكتب المصنف فيها شيئًا لأنّ فيها أبياتًا شعرية، والصفحة (68 ب) بيضاء.
646 -
وقد ذكر أبو بكر بن الطيّب الأشعري ابنُ الباقلاني في كتاب إعجاز القرآن
(1)
من شعر تأبَّط شرًّا، وعُبَيْد بن أيّوب، وذي الرُّمّة، وغيرهم، قال: ويذكرون لامرئ القَيْس قصيدةً مع عمرو الجني وأشعارًا لهما كرهنا نقْلَها لطولها.
ومما لم يذكره: قولُ بِشْر بن أبي خازم
(2)
:
وخُرْقٍ تَعْزِفُ الجنّان فيه
…
فيافيه تحرقها السهام
647 -
في الجزء الحادي عشر من فوائد أبي طاهر المخلّص
(3)
: حدّثنا عبد الله - هو: ابن محمد بن زياد النيسابوري -، ثنا قَطَن بن إبراهيم، ثنا حفص بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن طَهْمان، عن مسلم الأَعْوَر، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: أتى نفرٌ من اليهود رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنْ أخبرَنا بما نسألُه عنه فإنه نبيّ، قالوا: من أين يكون الشبَه يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نطفة الرجل بيضاءُ غليظة، ونطفة المرأة صفراءُ رقيقة، فأيتهما غلبت صاحبتَها فالشبه له، فإن اجتمعتا كان منها ومنه" قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الروح؟ قال:"ذلك جندٌ من جنود الله عز وجل، ليسوا بملائكة، لهم رؤوس وأيدي وأرجل، يأكلون الطعام"، ثم قرأ:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)} [النبأ]، قال:
(1)
إعجاز القرآن (1/ 40).
(2)
ديوانه (ص 203).
(3)
المخلصيات (رقم: 2752)
"هؤلاء جند، وهؤلاء جند"
(1)
. مسلم بن كَيْسان الأَعْوَر: قال النسائي
(2)
: "متروك". رواه الدارَقُطْني في الجزء الثالث والثمانين من الأفراد
(3)
، عن أبي بكر النَّيْسابوري عن أحمد بن حفص عن أبيه، وعن أبي بكر النيسابوري عن قَطَن بن إبراهيم، وقال:"تفرّد به مسلم الأعور عن مجاهد عن ابن عبّاس، ولم يروه عنه غيرُ إبراهيم بن طَهْمان".
648 -
أخبرنا محمد بن الزرّاد، أبنا أبو علي البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا تميم، أبنا البَحّاثي، أبنا الزَّوْزَني، أبنا أبو حاتم، أبنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مُكْرِم، ثنا أبو كامل الجَحْدَري، ثنا عبد العزيز بن المختار، ثنا خالد الحذّاء، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الحيّات من مسْخ الجانّ، كما مُسخت الخنازير والقردة"
(4)
.
649 -
أخبرنا عيسى والحجّار قالا: أبنا ابن اللّتّي، أبنا عبد الأوّل، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا يَعْلى بن عُبَيْد، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزُّبَيْر، عن صَفْوان بن
(1)
أخرجه طرفه الأخير - المتضمن السؤال عن الروح - أبو الشيخ في العظمة (3/ رقم: 410)، لأحمد بن حفص عن أبيه حفص بن عبد الله.
(2)
الضعفاء (568).
(3)
الأفراد (رقم: 58).
(4)
أخرجه ابن حبان (الإحسان: 12/ رقم: 5640). وأخرجه أحمد (5/ 304/ رقم: 3254) والطبراني (11/ رقم: 11846) لأيوب عن عكرمة موقوفًا على ابن عباس، وهو الصحيح.
عبد الله بن صَفْوان - وكانت تحته أختُ أمّ الدرداء - قال: أتيتُ الشام، فأتيت أبا الدرداء فلم ألقه ولقيتُ أمَّ الدرداء فقالت: تريد الحجَّ العام؟ قلت: نعم، قالت: فادعُ لنا بخير فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعاءُ المرء المسلم مستجابٌ لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه مَلَكٌ موكَّل، ما دعا لأخيه بخير إلا قال: آمين ولك بمثل". فخرجتُ إلى السوق فلقيتُ أبا الدرداء فقال لي مثلَ ذلك. ذكره عبدٌ في (مسند أبي الدرداء)
(1)
. ورواه أبو داود
(2)
، لطلحة بن عبيد الله بن كَرِيز عن أمّ الدرداء قالت: حدّثني سيّدي أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
650 -
قال أبو الحسن محمد بن علي بن صخر في فوائده: أبنا محمد الحسن بن علي بن الحسن بن عمرو الحافظ إملاءً، ثنا محمد بن الحسين بن مُكْرِم، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، ثنا مروان بن مُعاوِيَة الفزاري، ثنا عُبَيْد الله
(3)
بن عبد الله الأصمّ، عن يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "ما زال صاحب الصور مُذْ وُكِّل به مستعدًّا ينظر نحو العرش أن يُؤمر قبل أن يرتدّ إليه طرفُه، كأنّ عينيه كوكبان درّيّان"
(4)
.
(1)
أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 201). وهو عند مسلم (رقم: 2733)، لعيسى بن يونس عن عبد الملك بن أبي سليمان.
(2)
السنن (رقم: 1534). وهو من هذا الطريق عند مسلم (رقم: 2732).
(3)
كتب المصنف: (عبد الله)، وهو سهو منه: رحمه الله.
(4)
وأخرجه الحاكم (4/ 558 - 559)، لمحمد بن هشام بن ملاس عن مروان بن معاوية، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قال أبو نصر السجزي
(1)
: "وهذا غريب، وهو لاحق برسم مسلم بن الحجاج وحده، ولم يخرجه".
651 -
في كتاب المُدَبَّج للدارقطني، لعمر بن محمد - هو: ابن يزيد العُمَري -، عن الأَوْزاعي قال: سمعت بعض أهل العلم يقول: إنّ على بصر ابن آدم كذا وكذا يحفظونه.
652 -
(2)
عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثةٌ لا تقربهم الملائكة: جيفةُ الكافر، والمتضمِّخُ بالخَلوق، والجنبُ إلى أن يتوضأ". رواه أبو داود في سننه
(3)
، وفي كتاب المفاريد مما تفرّد به أهلُ البصرة من سننهم. وقال: الذي أريد منه الجنب إلى أن يتوضأ.
653 -
أخبرنا القاسم بن محمد - لفظًا -، أبنا ابنُ أبي عمر وابنُ البخاري وزَيْنَب وعبد العزيز بن عبد المنعم؛ قال الثلاثةُ الأول: أبنا عمر بن محمد، وقال عبد العزيز: أبنا ابن الخريف؛ قالا: أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا الحسن بن علي الجَوْهَري، أبنا الحسين بن محمد بن عُبَيْد العسكري، أبنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ثنا خلف بن هشام، ثنا أبو شهاب، عن سفيان قال:"شيطانُ الوضوء يقال له: الوَلْهان"
(4)
.
(1)
هو منتقي ومُخَرِّج فوائد ابن صخر.
(2)
الورقة (71) بيضاء بصفحتيها.
(3)
السنن (رقم: 4180)، وصححه الألباني.
(4)
أخرجه أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي في زياداته على الطهور لأبي عبيد (رقم: 50). =
654 -
ثنا خلَف بن هشام، عن خالد، عن الجُرَيْري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله! إنّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، قال:"ذاك شيطان يقال له خِنزب، فإذا أحسسته فانفث عن يسارك وتعوّذ بالله منه". قال: ففعلتُ، فذهب
(1)
.
655 -
أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللتي، أبنا عبد الأوّل، أبنا الدارمي، أبنا ابن حمويه، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، أبنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن الجُرَيْري، عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن عثمان بن أبي العاص قال: قلتُ: يا رسول الله! حال الشيطانُ بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال:"ذاك شيطانٌ يقال له خِنْزَب، فإذا أحسسته فتعوّذْ منه واتفلْ عن يسارك ثلاثًا"
(2)
. رواه مسلم
(3)
.
656 -
وبه، ثنا عبد، ثنا حجّاج بن مِنْهال، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن
= وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 197). وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي (رقم: 57) وابن ماجه (رقم: 421) والحاكم (1/ 162)، من طريق عتيّ بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب رفعه. قال الترمذي:"حديث أبي بن كعب حديث غريب، وليس إسناده بالقوي"، قال:"ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء". وقال أبو زرعة الرازي كما في العلل (رقم: 130) لابن أبي حاتم: "رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر".
(1)
أخرجه أبو بكر المروزي في زياداته على الطهور لأبي عبيد (رقم: 51).
(2)
أخرجه عبد بن حميد (رقم: 380).
(3)
الصحيح (رقم: 2203).
سعيد الجُرَيْري، عن أبي العلاء، عن مُطَرِّف، عن عثمان بن أبي العاص أنّه اشتكى إلى رسول الله الوسوسةَ في الصلاة، فقال:"ذاك شيطانٌ يقال له خِنْزَب، فإذا وجدت منه شيئًا فاتفلْ عن يسارك ثلاثًا، وتعوّذ بالله منه"
(1)
.
657 -
قال حمّاد - هو: ابن سَلَمَة -، عن ثابت، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"البيت المعمور في السماء السابعة يدخلُه كلَّ يومٍ سبعون ألف ملَك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة". رواه إسحاق بن راهويه، والنسائي
(2)
، وعبد بن حُمَيْد
(3)
وقال: "في السماء الرابعة". وقد روي هذا الحديث عن كعب قوله، آخر الجزء الثاني عشر من حديث أبي محمد بن الخراساني
(4)
.
658 -
قال ابنُ قُتَيْبَة
(5)
في قول الله تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلَت: 12]، أي: جعل في كل سماءٍ ملائكة.
659 -
أخبرنا محمد بن حازم، أبنا محمد بن عبد الرحيم، أبنا داود بن مُلاعِب، أبنا محمد بن عمر الأَرْمَوي، أبنا عبد الصمد بن علي، أبنا علي بن عمر الدارَقُطْني، ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد
(1)
منتخب مسند عبد (رقم: 381).
(2)
في السنن الكبرى (6/ رقم: 11530)، عن إسحاق.
(3)
المنتخب من مسنده (1210).
(4)
وروي موقوفًا على علي بن أبي طالب وغيره، كما في الدر المنثور (7/ 628 - 629).
(5)
غريب القرآن (ص 388).
البزّاز ومحمد بن هارون الحضرمي قالا: ثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا أبو أحمد الزُّبَيْري، ثنا عبد السلام - وهو: ابن حرب -، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]، جاءت امرأةُ أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فلما رآها قال: يا رسول الله إنها امرأة بدينة، لو قمت لا تؤذيك، قال:"إنها لن تراني".
فجاءت فقالت: يا أبا بكر صاحبُك هجاني، قال: لا، وما يقول الشعر، قالت: أنت عندي مصدَّق، وانصرفتْ، قلتُ: يا رسول الله لم ترَك، قال:
"لم يزل مَلَك يسترني منها بجناحه".
لفظُهما واحد
(1)
.
قال الدارَقُطْني: "وهذا حديث غريب من حديث عطاء بن السائب عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس، تفرّد به عبد السلام بنُ حرب عنه، وتفرّد به أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير عن عبد السلام.
660 -
وفيه
(2)
حديث عُمَر: "ما من مصلٍّ إلّا وملَكٌ عن يمينه وملَكٌ عن يساره" الحديث.
661 -
وحديث: جاء الصبيغ إلى عمر فسأله عن {الذَّارِيَاتِ} قال:
(1)
أخرجه الدارقطني في الأفراد - كما في الغرائب (436/ 1/ رقم: 2368) -، والرواية من طريقه. وأخرجه البزار في مسنده - كما في كشف الأستار (3/ رقم: 2294) -. وله طريق آخر عن أسماء بنت أبي رضي الله عنها عند ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (4/ 515).
(2)
الأفراد (رقم: 14).
"الريح"، وعن {الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)} قال:"هي الملائكة"، ورفعَه
(1)
.
662 -
في الثاني من فضائل الأعمال لابن شاهين
(2)
، للقاسم عن أبي أمامة مرفوعًا:"صاحب اليمين أميرٌ على صاحب الشمال، فإذا عمل حسنةً كتبها له صاحبُ اليمين بعشر أمثالها، وإذا عمل سيّئةً فأراد صاحبُ الشمال يكتبها قال له صاحبُ اليمين: أمسك، فيمسك عنه سبعَ ساعات من النهار، فإن استغفر الله منها لم تُكتب عليه شيء، وإن لم يستغفر كُتبت عليه سيئةٌ واحدة".
663 -
عن يحيى بن أبي كثير: "خلق الله الملائكةَ صُمُدًا". رواه ابنُ أبي حاتم في تفسير سورة حم عسق.
664 -
قال البخاري
(3)
حدّثنا أبو اليمان، أبنا شُعَيْب، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ بني آدم يطعنُ الشيطانُ في جنبه بأصبعه حين يولد، غيرَ عيسى بن مريم، يذهب يطعنُ فطعن في الحجاب".
665 -
وروى معناه
(4)
، للزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة:"ما من بني آدم مولودٌ إلا يمسّه الشيطانُ جن يولد، فيستهلُّ صارخًا من مسّ الشيطان، غيرَ مريم وابنها"،
(1)
أخرجه البزار (1/ رقم: 299) في قصّة طويلة. وقال: "وهذا الحديث لا نعلمُه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه". وأورده ابن كثير في تفسيره (4/ 208) وقال: "فهذا الحديث ضعيف رفعُه، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر رضي الله عنهما ".
(2)
الترغيب في الفضائل وثواب ذلك (رقم: 181).
(3)
في كتاب بدء الخلق (رقم: 3286).
(4)
في كتاب أحاديث الأنبياء (رقم: 3431).
ثم يقول أبو هريرة: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عِمرَان: 36].
666 -
قال
(1)
: وقال اللَّيْث: حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أنّ أبا الأسود أخبره، عن عُرْوَة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الملائكةُ تَحدَّث في العنان - والعنان: الغمام - بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطينُ الكلمةَ فتقرّها في أذن الكاهن كما تُقَرُّ القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة". رواه البخاري أيضًا في (بدء الخلق)
(2)
، عن ابن أبي مريم عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن - هو: أبو الأسود -.
667 -
أخبرنا القرشي، أبنا الساوي، أبنا السِّلفي. (ح) وأخبرنا ابن عبد الدائم، أبنا الإرْبَلّي، أبتنا شهدة؛ قالا: أبنا نصر بن البَطِر، أبنا أبو محمد البيّع، ثنا المَحامِلِيّ، ثنا علي بن شُعَيْب، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن مَعْمَر، ثنا الأَعْمَش، عن زَيْد بن وَهْب، عن حُذَيْفة قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ أوتي بجفنة فوُضعت، فكفّ عنها رسولُ الله يدَه، وكفَفْنا أيديَنا، وكنّا لا نضع أيديَنا حتى يضع يدَه، فجاء أعرابيٌّ كأنّه يطرد، فأومأ إلى الجفنة ليأكل منها فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، فجاءت جاريةٌ كأنّها تدفع، فذهبت لتضع يدَها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم قال: "إن الشيطان يستحلّ طعامَ القوم إذا لم يذكروا اسمَ الله عليه، وإنّا لمّا
(1)
في كتاب بدء الخلق (رقم: 3288).
(2)
(رقم: 3210). وأخرجه بمعناه من رواية عروة بن الزبير عن عائشة في: الطب (رقم: 5762) والأدب (رقم: 6213) والتوحيد (رقم: 7561).
رآنا كففنا عنها جاءنا ليستحلّ به، فو الذي لا إله إلّا هو إنّ يده في يدي مع يدها"
(1)
. رواته مُوَثَّقون.
668 -
قال البخاري في الأدب
(2)
: حدّثنا بِشْر، ثنا موسى بن عبد العزيز، حدّثني الحَكَم، حدّثني عِكْرِمَة، أنّ ابن عبّاس كان إذا سمع صوتَ الرعد قال:"سبحان الذي سبّحْتَ له، إنّ الرعد ملَك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه". رواه بمعناه الخرائطيُّ في مكارم الأخلاق
(3)
، لشهر بن حَوْشَب عن ابن عبّاس آخره.
669 -
وروى الترمذي
(4)
، لسعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس: أنّ يهود قالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: "مَلَكٌ من الملائكة موكّلٌ بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بهن السحاب حيث شاء الله". وقال: "حسن غريب".
670 -
وقال البخاري في الأدب
(5)
: حدّثنا إسماعيل، ثنا مالك بن
(1)
أخرجه المحاملي في الأمالي - برواية البيع - (رقم: 319)، والرواية من طريقه.
(2)
الأدب المفرد (رقم: 722). وأورده الألباني في القسم الضعيف منه (رقم: 112).
(3)
مكارم الأخلاق (رقم: 1053) ولفظه: "الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه". وأعلّه الألباني في الصحيحة (4/ 493) بشهر بن حوشب.
(4)
الجامع (رقم: 3117). وأخرجه أحمد (4/ 284 - 285/ رقم: 2483) والنسائي في الكبرى (5/ رقم: 9072). وأورده الألباني في الصحيحة (رقم: 1872) وحسّنه.
(5)
الأدب المفرد (رقم: 723)، وهو في صحيح الأدب (رقم: 556).
أنس، عن عامر بن عبد الله، عن عبد الله بن الزبير: أنّه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: "سبحان الذي {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] "، ثم يقول:"إنّ هذا وعيدٌ شديدٌ لأهل الأرض". هو في الموطأ في أواخره
(1)
. رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق
(2)
.
671 -
وقال البخاري في الأدب
(3)
: حدّثنا عبد الله بن صالح، حدّثني عبد العزيز بن أبي سَلَمَة، عن عبد الله بن دينار قال: خرجتُ مع عبد الله بن عمر إلى السوق، فمرّ على جارية صغيرة تغَنّا، فقال:"إنّ الشيطان لو ترك أحدًا لترك هذه".
672 -
حديث: "إنّ الشيطان حسّاسٌ لحّاس، فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريحُ غَمَرٍ فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسَه". رواه الترمذي
(4)
، لسعيد المَقْبُري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال:"غريب من هذا الوجه".
673 -
وحديث: "إنّ عفريتًا من الجنّ تفلّت عليّ البارحةَ ليقطع عليّ الصلاة، فأمكنني الله منه، فذَعَتُّه وأردتُ أنْ آخذَه فأربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلُّكم، ثم ذكرتُ قولَ سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، فردّه الله خاسئًا".
(1)
في كتاب الكلام، باب القول إذا سمعت الرعد (2/ 992)، وسقط من إسناده - فيه - عبد الله بن الزبير، وانظر: تخريج الكلم الطيب (رقم: 157) للألباني.
(2)
مكارم الأخلاق (رقم: 1012).
(3)
الأدب المفرد (رقم: 784)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب (رقم: 602).
(4)
الجامع (رقم: 1859). وله طرق وشواهد انظرها في: الصحيحة (رقم: 2956).
رواه البخاري ومسلم
(1)
، من حديث محمد بن زياد عن أبي هريرة. وروي من حديث سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة، في جزء رافع بن عُصْم
(2)
.
674 -
أخبرنا سليمان بن حمزة، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا المؤيَّد بن عبد الرحيم ابن الإخوة، أنّ زاهر بن طاهر أخبرهم، أبنا عبد الكريم بن هَوازِن القُشَيْري، أبنا أبو الحسين الخفّاف، أبنا أبو العبّاس السرّاج، ثنا إسحاق بن إبراهيم
(3)
، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر بن عَيّاش، عن حُصَيْن، عن عبيد الله بن عبد الله الأَغَزّ، عن عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلّي فأتاه الشيطان، فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حتى وجدت بَرْدَ لسانه على يديّ، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقًا حتى يراه الناس"
(4)
.
أخرجه النسائي
(5)
، عن إسحاق بن إبراهيم.
قال أبو عبد الله الحافظ
(6)
: "وإسناده عندي على شرط البخاري".
وروي من حديث عطاء بن يزيد اللَّيْثي عن أبي سعيد الخُدْري، رواه
(1)
البخاري في مواضع من صحيحه أولها كتاب الصلاة (رقم: 461)، ومسلم في الصلاة (رقم: 541).
(2)
جزء أبي العباس رافع بن عُصْم العصمي (رقم: 80 - ضمن مجموع ثلاثة أجزاء) وهو: رافع بن عُصم بن العباس، أبو العباس الضبِّي، رئيس هراة، توفي سنة 405 هـ. تاريخ الإسلام (113/ 28).
(3)
هو: ابن راهويه.
(4)
أخرجه السراج في حديثه (رقم: 985). وهو في مسند إسحاق بن راهويه (3/ رقم: 1453).
(5)
في كتاب التفسير من السنن الكبرى (6/ رقم: 11439).
(6)
هو الضياء المقدسي.
الإمام أحمد
(1)
، وأبو داود
(2)
رَوَى بعضَه.
675 -
وأخبرنا سليمان، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا ثابت بن مُشَرِّف البنّاء ببغداد، أنّ سليمان بن مسعود بن الحسين الشحّام أخبرهم، أبنا محمد بن عبد الكريم بن محمد خُشَيْش، أبنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أبنا أبو عَمْرو عثمان بن أحمد بن السمّاك، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبَيْدَة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرّ بي الشيطانُ، فأخذتُه فخنقتُه حتى إني لأجد بَرْدَ لسانه على يدي، فقال: أوجعتني أوجعتني، فتركتُه"
(3)
.
676 -
وقال حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني، عن أنس بن مالك: بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع امرأةٍ من نسائه مرّ به رجلٌ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا فلان، هذه زوجتي فلانة"، فقال: يا رسول الله! من كنت أظن به، فإني لم أكن أظنّ بك، فقال:"إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". رواه مسلم
(4)
.
677 -
وقال مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن علي بن حسين، عن صفيّة بنت حُيَيّ: أنّها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره ليلًا وهو مُعتكف، فسهرت عنده، ثم
(1)
المسند (11/ 302 - 303/ رقم: 11780).
(2)
السنن (رقم: 699).
(3)
الرواية من فوائد ابن السماك. انظر: المعجم المفهرس (ص 301).
(4)
في السلام (رقم: 2174).
أقامت لتنقلبَ، فقام رسولُ الله ليقلبها، فلما بلغتْ بابَ حجرة أمِّ سلمة مرّ به رجلان من الأنصار فسلّما عليه ثم بَعُدا، فقال:"على رِسْلِكما، فإنها صفيّة بنت حُيَيّ"، فقالا: سبحان الله! وكَبُر ذلك عليهما، فقال:"إنّ الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغَ الدم، وإني خشيت أن يُقذف في قلوبكما". رواه الإمام أحمد
(1)
- وقال: "يجري من الإنسان مجرى الدم" -، والبخاري
(2)
، ومسلم
(3)
.
678 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: عن ثَوْبان: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازةً، فأُتي بدابّة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أُتي بدابة فركبها، فقيل له، فقال:"إنّ الملائكة كانت تمشي، فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا - أو قال: عرجوا - ركبتُ". رواه أبو داود
(4)
. رواته ثقات.
679 -
عن راشد بن سعد، عن ثَوْبان: خرجنا مع رسول الله في جنازة، فرأى ناسًا رُكْبانًا فقال:
(1)
المسند (44/ 432 - 433/ رقم: 26863).
(2)
في بدء الخلق (رقم: 3281)، وكرره في مواضع أخرى.
(3)
في السلام (رقم: 2175).
(4)
السنن (رقم: 3177). وأخرجه الحاكم (1/ 507) والبزار (10/ رقم: 4191)، وأُعلَّ بروايته موقوفًا على ثوبان، وقد صحح الموقوف البخاري والبهيقي في السنن (4/ 23)، وانظر: التلخيص الحبير (2/ 71).
"ألا تستحيون، إنّ ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب؟ ". رواه الترمذي
(1)
، وقال: "حديث ثَوْبان قد روي عنه موقوفًا
(2)
، وفي الباب: عن المغيرة بن شُعْبَة، وجابر بن سَمُرَة".
680 -
عن أُمَيَّة بن مَخْشِي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ رجلًا كان يأكل والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر، فلم يسمّ، حتى كان في آخر طعامه لقمةٌ فقال: بسم الله أوّلَه وآخرَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما زال الشيطانُ يأكل معه حتى سمّى، فلم يبق في بطنه شيءٌ إلّا قاءه". رواه الإمام أحمد
(3)
، وأبو داود
(4)
.
681 -
وقال مالك
(5)
، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدُكم فلْيأكل بيمينه، فإنّ الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله". له طرقٌ في الثالث من الأبواب لأبي بكر بن زياد.
(1)
الجامع (رقم: 1012).
(2)
وتمام كلامه: "قال محمد - يعني: البخاري -: الموقوف منه أصح".
(3)
المسند (31/ 296/ رقم: 18963).
(4)
السنن (رقم: 3768). وإسناد الحديث ضعيف؛ لأجل الراوي عن أمية المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي: قال الذهبي في الميزان (3/ 453): "لا يعرف". لكن للحديث شواهد أوردها الشيخ الألباني في الإرواء (7/ 24 - 27) ومال إلى تصحيحه.
(5)
الموطأ (2/ 922).
وهو في عاشر البِشْرانيات
(1)
، لعبيد الله بن عمر عن ابن شهاب. رواه مسلم
(2)
من الوجهين. ورواه أيضًا
(3)
، من حديث عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. ورواه سليمان بن بلال عن عمر بن محمد عن أبي بكر بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر
(4)
. حكاه أبو بكر بن زياد النيسابوري في الثالث من كتاب الأبواب، عن كتاب محمد بن يحيى
(5)
أنّه رأى فيه: أبو بكر بن عبيد الله هو: القاسم، والصحيح: عن سالم، ومن ذَكر في حديث أبي بكر: قال: سمعت ابنَ عمر فقد وَهِم، قال أبو بكر: ذكر فيه صالح بنُ كيسان وأبو أُويْس وابنُ عيينة سماعَ أبي بكر من ابن عبد الله. قلتُ: فرّق علي بنُ المديني بين أبي بكر والقاسم في كتاب أولاد العشرة.
682 -
عن صيفيّ مولى أبي السائب، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله:
(1)
هي أمالي عبد الملك بن بشران، ولم يصلنا الجزء العاشر منها.
(2)
في الأشربة (رقم: 1598).
(3)
نفسه.
(4)
أخرجه من هذا الطريق: أبو عوانه في صحيحه (5/ 338) وابن الجارود في المنتقى (3/ رقم: 870).
(5)
هو: الذُّهْلي.
"إنّ بالمدينة نفرًا من الجنّ قد أسلموا، فإذا رأيتُم من هذه الهوام شيئًا فآذنوه ثلاثًا، فإنْ بدا لكم فاقتلوه". في الأول من حديث عليّ بن حرب
(1)
. رواه الترمذي
(2)
، والنسائي في اليوم والليلة
(3)
.
683 -
قال عليّ بنُ حُجْر
(4)
: ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا محمد بن أبي حَرْمَلَة، عن عطاء بن يسار وسليمان بن يسار وأبي سَلَمَة بن عبد الرحمن، أنّ عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيته كاشفًا عن فخذه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، فدخل - وهو على تلك الحال - فتحدّث، ثم استأذن عمر فأذن له - وهو كذلك -، ثم استأذن عثمان فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فسوّى عليه ثيابَه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد -، فدخل فتحدّث، فلمّا خرج قالت عائشة: يا رسول الله! دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له ولم تبالِه، ثم دخل عمر فلم تهتشَّ له ولم تبالِه، ثم دخل عثمان فجلستَ وسوّيتَ عليك ثيابَك! فقال:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة". رواه مسلم
(5)
.
684 -
وفي الأول من مشيخة ابن المهتدي
(6)
، لأبي حيان التيمي عن أبيه عن علي رفعه:
(1)
حديث علي بن حرب (ق 79/ أ - ب - مجموع 73).
(2)
الجامع (رقم: 1484).
(3)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10805).
(4)
حديثه عن إسماعيل بن جعفر (رقم: 312).
(5)
الصحيح (رقم: 2401).
(6)
الجزء الأول من مشيخة ابن المهتدي بالله (ق 186/ أ - مجموع 73).
"رحم الله عثمان، تستحييه الملائكةُ"، الحديث.
685 -
وروى إسحاق بن راهويه
(1)
هذا الحديث بمعناه، للزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص عن عائشة، ولم يقل:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"، إنما قال:"إنّ عثمان رجلٌ حيِيّ، وإني لو أذنتُ له على تلك الحال خشيتُ أن لا يقضي مني حاجتَه" قال الزُّهْرِيّ: وليس كما يقول الكذّابون: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة". وهو في ثاني جامع مَعْمَر
(2)
، عن الزُّهْرِيّ عن يحيى بن سعيد بن العاص عن عائشة، وفيه:"ألا أستحي ممّن تستحي منه الملائكة".
686 -
وفي الترمذي
(3)
، لأبي حيّان التيمي عن أبيه عن علي مرفوعًا في حديث:"رحم الله عثمان، تستحييه الملائكة".
687 -
وفي كتاب العُقَيْلي
(4)
، من حديث عبد الله بن عمر:"والذي نفسي بيده إن الملائكة لتستحي من عثمان"، في ترجمة (عمر بن أبان). قال العُقَيْلي:"والرواية في هذا الباب ثبتت عن النبي صلى الله عليه من غير هذا الطريق". وروي من حديث عبد الله بن أبي سعيد المدني عن حفصة، وهو في
(1)
في مسنده (2/ رقم: 597).
(2)
جامع معمر بن راشد (11/ 232 - 233/ رقم: 20409).
(3)
الجامع (رقم: 3715).
(4)
الضعفاء الكبير (3/ 147).
عوالي أبي عاصم لابن خليل، وعاشر البِشْرانيّات
(1)
، ومسند أبي يعلى
(2)
. وروي آخرُه من حديث عِكْرِمَة عن ابن عبّاس، في جزء أبي كُرَيْب. ومن حديث أبي حازم بن دينار عن أبيه، رواه ابنُ زنجويه الأصبهاني في فضائل الخلفاء الأربعة.
688 -
أخبرني جدّي وداود بنُ محمد وغيرُ واحد قالوا: أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا يحيى بن محمود، أبنا عبد الواحد بن محمد، أبنا عبيد الله بن المعتزّ، أبنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، أبنا جدّي، ثنا علي بن حُجْر، بهذا الحديث
(3)
.
689 -
وبهذا الإسناد إلى علي بن حُجْر
(4)
قال: ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يأتي المسيحُ من قِبَل المشرق وهمّتُه المدينة، حتى ينزل دُبُر أُحُد، ثم تصرفُ الملائكةُ وجهَه قِبَل الشام". حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
(5)
.
690 -
وقال مالك
(6)
، عن نُعَيْم بن عبد الله المُجْمِر، عن أبي هريرة: قال رسول الله: "على أنقاب المدينة ملائكةٌ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجّال".
(1)
أمالي ابن بشران - الجزء الأول - (1/ 270 - 271/ رقم: 621).
(2)
مسند أبي يعلى (12/ رقم: 7038).
(3)
يعني الحديث الذي ساقه سابقًا برقم (652).
(4)
حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر (رقم: 279).
(5)
وهو كلام الترمذي بعدما روى الحديث (رقم: 2243) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي. وأخرجه مسلم (رقم: 1380).
(6)
الموطأ (2/ 892)، ومن طريقه أخرجه البخاري (رقم: 1880) ومسلم (رقم: 1379).
691 -
وقال المسعودي، عن يونس بن خبّاب، عن ابنٍ ليَعْلى بن مُرّة، عن يعلى بن مُرّة: أنّ امرأةً أتت النبيّ صلى الله عليه وسلم بابنٍ لها، فقالت: إنّ ابني هذا قد أصابه لَممٌ، فتفل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في فيه، ثم قال:"بسم الله محمد رسول الله، اخسأ عدوَّ الله". فلم يضرّه شيءٌ بعد ذلك. رواه ابن السُّني في عمل اليوم والليلة
(1)
.
692 -
قال الدارَقُطْني
(2)
: ثنا أبو شَيْبَة، ثنا عمرو بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد ربّه بن الحَكَم، عن عثمان بن بشر قال: سمعت عثمان بنَ أبي العاص يقول: شكوتُ إلى رسول الله نسيانَ القرآن، فضرب صدري وقال:"يا شيطانُ اخرجْ من صدر عثمان". قال: فما نسيت شيئًا قط بعد. تفرّد به عبد الله بنُ عبد الرحمن بن يَعْلى الطائفي. له شاهد في ترجمة (عثمان) من معجم البغوي
(3)
.
693 -
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أبنا جدّي، أنبأنا نصر بن سيّار، أبنا صاعد بن سيّار، أبنا صاعد بن محمد، أبنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن البكّائي، ثنا أبو حُصَيْن محمد بن الحسين بن حبيب، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الله بن
(1)
عمل اليوم والليلة (رقم - 633). وأخرجه أحمد (29/ 89 - 91/ رقم: 17548)، لعبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة، في حديث طويل.
(2)
في الأفراد - أطرافه - (2/ 82/ رقم: 4142)، والكلام بعد الحديث له.
(3)
معجم الصحابة (4/ رقم: 1805).
عمر العُمَري، عن سيّار أبي الحَكَم، عن شهر بن حَوْشَب، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"رأيتُ على جبريل عمامةً حمراءَ قد أسدلها بين كتفيه".
694 -
عن أمّ أيوب: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليهم فتكلّفوا له طعامًا فيه من بعض هذه البقول، فكره أكله، فقال لأصحابه:"كلوه فإني لستُ كأحدكم، إني أخاف أنْ أوذي صاحبي". قال الترمذي
(1)
: "هذا حديث صحيح غريب".
695 -
وقال أبو المتوكِّل عن أبي هريرة: أنّه كان على تمر الصدقة، فوجد أثرَ كفٍّ كأنّه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتريد أن تأخذه؟ قل: سبحان من سخّرك لمحمد". قال أبو هريرة: فقلتُ، فإذا جنيٌّ قائمٌ بين يديَّ، فأخذتُه لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّما أخذتُه لأهل بيتٍ فقراء من الجنّ، ولن أعود، قال: فعاد، فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"تريد أن تأخذه؟ " فقلتُ: نعم، فقال:"قل: سبحان من سخّرك لمحمد" فقلتُ، فإذا أنا به، فأردتُ أن أذهب به إلى رسول الله، فعاهدني أن لا يعود فتركتُه، ثم عاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
(1)
الجامع (رقم: 1810). والحديث أخرجه ابن ماجه (رقم: 3364)، وأحمد (45/ 430/ رقم: 27442)، وابن حبان (الإحسان: 5/ رقم: 2093).
"تريد أن تأخذه؟ "
فقلتُ: نعم، فقال:
"قل: سبحان من سخّرك لمحمد"
قال: فقلتُ، فإذا أنا به، فقلتُ: عاهدتني وكذبتَ وعُدتَ، لأذهبنّ بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خلِّ عني أعلّمْك كلماتٍ إذا قلتَهنّ لم يقربْك ذكرٌ ولا أنثى من الجنّ، قلتُ: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آيةُ الكرسي، اقرأها عند كل صباح ومساء، قال أبو هريرة: فخلّيت عنه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"أوَ علمتَ أنّه كذلك".
رواه النسائي
(1)
، وابن مردويه في تفسيره
(2)
.
وهو في جزء ابن عَلَم
(3)
.
وروي من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة، رواه البخاري تعليقًا
(4)
، والنسائي في اليوم والليلة
(5)
.
وروي من حديث أُبَيّ بن كعب، رواه النسائي في عمل اليوم والليلة
(6)
،
(1)
في السنن الكبرى (6/ رقم: 10794).
(2)
أورده بسنده ابنُ كثير في تفسيره (1/ 269).
(3)
هو: أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي الصفار، توفي سنة 349 هـ. انظر: السير (15/ 544)، والمجمع المؤسس (2/ 254 - 255).
(4)
في الوكالة (رقم: 2311)، وبدء الخلق (رقم: 3275)، وفضائل القرآن (رقم: 5010)، وانظر: التغليق (3/ 295 - 296).
(5)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10795)
(6)
السنن الكبرى (6/ رقم: 10797، 10796)
وأبو يَعْلى الموصلي
(1)
، وابنُ أبي الدنيا
(2)
. وروي من حديث أبي أيّوب الأنصاري، رواه الإمام أحمد
(3)
، والترمذي
(4)
. ومن حديث معاذ، في جزء أبي كُرَيْب
(5)
. وزيد بن ثابت، وأبي أسيد مالك بن ربيعة
(6)
.
696 -
وروي أنّ عمر بن الخطّاب صارع الشيطانَ، كذلك عمّار بن ياسر. وكلّ ذلك عندنا في جزء طرق حديث "من أمسك شيطانًا" لمحمد بن عبد الواحد المقدسي الحافظ.
697 -
عن الشَّعْبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالرَّوْث ولا بالعظام، فإنّه زادُ إخوانكم من الجنّ". قاله حفص بن غِياث عن داود بن أبي هند عن الشَّعْبي
(7)
.
(1)
مسند أبي يعلى - كما في إتحاف المهرة (1/ 258).
(2)
في الهواتف (رقم: 174).
(3)
المسند (38/ 563/ رقم: 23592).
(4)
الجامع (رقم: 2880)، وقال:"هذا حديث حسن غريب". وهو في المستدرك (3/ 458 - 459).
(5)
وهو في معجم الطبراني الكبير (20/ رقم: 89 و 197 و 337)، وأورده في المجمع (6/ 322) وقال:"فيه يحيى بن عثمان بن صالح، وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي، قال ابن أبي حاتم: وتكلموا فيه، وبقيه رجاله وثقوا".
(6)
حديث أبي أسيد عند الطبراني في المعجم الكبير (19/ رقم: 585)، وقال الهيثمي في المجمع (6/ 323):"ورجاله وثقوا كلهم، وفي بعضهم ضعف".
(7)
أخرجه الترمذي (رقم: 18) من هذا الطريق، وهو عند مسلم (رقم: 450) وغيره من طريق آخر عن داود بن أبي هند.
وفي الباب: عن أبي هريرة
(1)
، وسَلْمان
(2)
، وجابر
(3)
، وابن عمر. وقد روى هذا الحديث إسماعيل بنُ إبراهيم وغيرُه عن داود بن أبي هند عن الشَّعْبي عن علقمة عن عبد الله: أنّه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ الجن، الحديث بطوله؛ وقال الشَّعْبي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تستنجوا بالرَّوْث ولا بالعظام، فإنّه زادُ إخوانكم من الجنّ". قال الترمذي: "وكأنّ رواية إسماعيل أصحُّ من رواية حفص بن غِياث".
698 -
عن همّام بن منبّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أحدُكم في صلاةٍ مادام ينتظرها، ولا تزال الملائكةُ تصلّي في المسجد: اللَّهم اغفر له، اللَّهم ارحمه، ما لم يُحْدِث". فقال رجلٌ من حضرموت: وما الحَدَث؟ قال: "فُساء أو ضُراط". حديثٌ صحيح، رواه - إلّا آخرَه -: مالك
(4)
، عن أبي الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هريرة.
699 -
عن ابن شهاب، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الشيطان يأتي أحدَكم في صلاته، فيلبِّسُ عليه حتى لا يدري كم صلّى، فإذا وجد ذلك أحدُكم فلْيسجدْ سجدتين وهو جالس". حديث صحيح
(5)
.
(1)
حديثه في البخاري (رقم: 155).
(2)
حديثة في مسلم (رقم: 262).
(3)
حديثة في مسلم (رقم: 263).
(4)
الموطأ (1/ 160)، ومن طريقه البخاري (رقم: 659) ومسلم (رقم: 649).
(5)
أخرجه مالك (1/ 100)، ومن طريقه البخاري (رقم: 1232) ومسلم (رقم: 389).
700 -
عن عبد الله بن رَباح الأنصاري، عن أبي قتادة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: "مررتُ بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض صوتَك". فقال: إني أسمعتُ من ناجيتُ. قال: "ارفع قليلًا". وقال لعمر: "مررتُ بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك". قال: إني أوقظ الوَسْنان وأطرد الشيطان. قال: "اخفض قليلًا". قال الترمذي
(1)
: "حديثٌ غريب، وإنما أسنده يحيى بن إسحاق عن حمّاد بن سَلَمَة، وأكثرُ الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد الله بن رَباح، مرسل".
701 -
عن موسى بن أبي موسى الأَشْعَري، عن أبيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ميّت يموت فيقوم باكيهم فيقول: واجَبَلاه، واسيّداه، أو نحو ذلك، إلّا وُكِّل به مَلَكان يَلْهزانه: أهكذا كنتَ؟ ". رواه الترمذي
(2)
وقال: "حديث حسن غريب".
(1)
الجامع (رقم: 447). والحديث أخرجه أبو داود (رقم: 1329) وابن خزيمة (2/ رقم: 1161) والحاكم (1/ 310) وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
(2)
الجامع (رقم: 1003). وأخرجه الحاكم (2/ 471) وأحمد (32/ 488/ رقم: 19716).
702 -
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تلِجوا على المُغِيبات، فإنّ الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم". قلنا: ومنك؟ قال: "ومني، ولكنّ الله أعانني عليه فأسلم". رواه الترمذي
(1)
، لمجالد عن الشعبي عن جابر، وقال:"حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلّم بعضُهم في مجالد بن سعيد من قِبَل حفظه، وسمعتُ علي بنَ خَشْرَم يقول: قال سفيان بن عيينة في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولكنّ الله أعانني عليه فأسلم": يعني أَسْلَمُ أنا منه، قال سفيان: والشيطان لا يُسلم". وروى هذا الحديث شريك بن طارق - وهو في معجم البغوي
(2)
- عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه:"لكل امرئ شيطان"، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ الحديث.
703 -
عن عبد الله الصُّنابِحي: سمعتُ رسول الله يقول: "إنّ الشمس تطلع على قرن شيطان، فإذا طلعت قارَنَها، فإذا ارتفعت قارَنَها، ويقارنُها حين تستوي وإذا نزلت عند الغروب، فإذا غربت قارَنَها، فلا تصلُّوا عند هذه الثلاث ساعات". من معجم البغوي
(3)
.
704 -
عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطانُ". قال الترمذي
(4)
: "حديث حسن غريب".
(1)
الجامع (رقم: 1172). وأخرجه أحمد (22/ 226/ رقم: 14324).
(2)
معجم الصحابة (3/ رقم: 1247).
(3)
معجم الصحابة (4/ رقم: 1693).
(4)
الجامع (رقم: 1173). وهو في السلسلة الصحيحة (رقم: 2688).
705 -
عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، عن معاذ بن جبل: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدنيا إلّا قالت زوجتُه من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا". رواه الترمذي
(1)
وقال: "حديث حسن غريب". أخبرناه الكَفْرَطابي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو عمرو بن حَمْدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك وعلي بن حُجْر قالا: ثنا إسماعيل بن عيّاش، ثنا يحيى بن سعيد، عن خالد بن مِعْدان، عن كثير بن مُرَّة، فذكره.
706 -
عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد: لقي رسولُ الله ابنَ صائد في بعض طرق المدينة فاحتبسه - وهو غلامٌ يهودي، وله ذؤابة - ومعه أبو بكر وعمر، فقال له رسول الله:"تشهد أني رسول الله؟ ". فقال: أتشهد أنت أني يا رسول الله؟ فقال النبي: "آمنتُ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر". فقال له النبي: "ما ترى؟ ". قال: أرى عرشًا فوق الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ترى عرش إبليس فوق البحر". قال: "فما ترى؟ ".
(1)
الجامع (رقم: 1174). وأخرجه أحمد (36/ 417/ رقم: 22101)، وصححه الذهبي في السير (4/ 47).
قال: أرى صادقًا وكاذبَيْن، أو صادقَيْن وكاذبًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لُبِّس عليه". فدعاه. رواه الترمذي
(1)
وقال: "حديث حسن".
707 -
عن عَدِيّ بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله: "العطاسُ والتثاؤبُ والنعاسُ والقيءُ والرعافُ والحيضُ من الشيطان". رواه البغويّ في معجمه
(2)
في ترجمة (دينار الأنصاري جدّ عدِيّ بن ثابت).
708 -
عن عبد الله، عن رسول الله:"من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل على صورتي". في الأول من مشيخة ابن شاذان الكبرى
(3)
. وروي من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو في الأول من مشيخة ابن شاذان الصغرى
(4)
. رواه مسلم
(5)
.
* * *
(1)
الجامع (رقم: 2247). وأخرجه مسلم (رقم: 2925).
(2)
معجم الصحابة (2/ رقم: 642). وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع بشريك بن عبد الله النخعي.
(3)
الجزء الأول من حديث أبي علي بن شاذان - برواية أبي القاسم الأزجي - (ق 116/ ب - مجموع 31).
(4)
مشيخة ابن شاذان الصغرى (رقم: 13).
(5)
الصحيح (رقم: 2266).
بابٌ أنّ الفعل غيرُ المفعولِ، والخلقَ غيرُ المخلوقِ
يقال: خَلَق، يخلقُ، خلقًا.
والإنسانُ مفعولُ المصدر المخلوق، ليس هو المصدر، وإن كان قد يُطلق لفظُ المصدر على المفعول، تقول: هذا خَلقُ الله، أي: مخلوقُ الله.
709 -
وحكى أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة إجماعَ السلف على أنّ الفعلَ غيرُ المفعول
(1)
.
710 -
قال شيخُنا أبو العبّاس
(2)
: "وكثيرٌ من أتباع جَهْم، كأبي الحسن وأتباعه، ومَنْ وافقه من متأخِّري أصحاب مالك والشافعي وأحمد، مثل: ابن عقيل، وابن الجوزي وغيرهما، يقولون: إنّ الخلقَ هو المخلوق، والفعلَ هو المفعول، وقد جعلوا أفعالَ العباد فعلًا لله، والفعلُ عندهم هو المفعول، فامتنع عندهم - مع هذا - أن يكون فعلًا للعبد، لئلّا يكون فعلٌ واحدٌ له فاعلان، وأما الجمهور فيقولون: إنّه مخلوقٌ لله، مفعولٌ له، وهي فعلٌ للعبد قائمةٌ به، وليست فعلًا لله قائمًا به، بل مفعوله غيرُ فعله، والربُّ تعالى لا يوصف بما هو مخلوقٌ له، وإنما يوصف بما هو قائمٌ به، فلم يلزم هؤلاء أن يكون الربُّ ظالمًا، وأما أولئك فإذا قالوا: إنّه يوصف بالمخلوق المنفصل عنه فسُمّي خالقًا وعادلًا: لوجود مخلوق منفصل عنه خلَقَه، فإنّهم ألزموهم أن يكون ظالمًا لخلقه ظلمًا منفصلًا عنه؛ إذ كانوا لا يفرِّقون - فيما
(1)
لم أقف على هذا النقل، لا في شرح السنة ولا في التفسير؛ ونقله ابن القيم في شفاء العليل (ص 114)، عن البغوي.
(2)
مجموع الفتاوى (8/ 468 - 469).
انفصل عنه - بين ما يكون صفةً لغيره وفعلًا له، وبين ما لا يكون، إذ الجميع عندهم نسبتُه واحدة إلى قدرته ومشيئته وخلْقه".
"وهؤلاء يلزمهم أن لا يكون لأفعال العباد فاعلٌ، لا الربّ ولا العبد، أمّا العبدُ فإنّها وإن قامت به الأفعالُ فإنّه غيرُ فاعلٍ لها عندهم، وأمّا الربُّ فعندهم لم يقم به فعلُ لا هذه ولا غيرها، والفاعل والمفعول من قام به الفعل، كما أنّ المتكلِّم المفعول من قام به الكلام، والمُريد المفعول من قامت به الإرادة، والحيّ والعالم والقادر من قامت به الحياة والعلم والقدرة"
(1)
.
"والذين يقولون: الخلقُ غيرُ المخلوق لهم قولان: هل يخلقُ بفعلِ واحدٍ قديم يُوجدُ به جميع المفعولات؟ أم هو يُوجِدُ المفعولات بأفعالٍ متعاقبة كما قال تعالى: {خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} [الزمر: 6]؟ على قولين، ومن قال بالثاني قال: إنّ المؤثّر التامّ يستلزم الأثرَ التامّ، وإلّا لزم الترجيح بلا مرجّح، فإنّ الفاعل إذا كان قبل حدوث المفعول وحين حدوثه على حالٍ واحدة، كان تخصيصُ إحدى الحالين بحدوث المفعول ترجيحًا لأحد المتماثلين على الآخر بلا مرجّح، وهذا ممتنعٌ في صريح العقل، فالأثر لا يوجد إلّا إذا حصل مؤثّرُه التامّ، فإنّه بدون تمامه لا يكون مؤثرًا فلا يحصل الأثر، وإذا تمّ وجب حصولُ الأثر، إذ لو لم يجب لأَمكَنَ وجودُه وأَمْكَنَ عدمُه، فكان يتوقف على حدوث شيء آخر، فلا يكون المؤثر تامًّا، وهؤلاء يقولون: القدرة مع الفعل، وكذلك الإرادة وسائر ما يتوقّف عليه الفعل، وإن كان بعض ذلك قد يتقدّم عليه ويبقى إلى حين حصوله، لكن لابدّ من وجوده معه، وهذا الفعل الذي هو تكوين الرب خارج عن جميع الأسباب المخلوقة"
(2)
.
* * *
(1)
مجموع الفتاوى (8/ 483).
(2)
الاستغاثة في الرد على البكري (ص 314 - 318).
باب الرّزق
وقوله: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)} [البقرة: 212]، وقوله:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} [يونس: 31]، وقوله:{أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النَّمل: 64]، وقوله:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)} [الذاريات: 22]- وفي قراءة بعضهم
(1)
: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} -، وقوله:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} [الذّاريات] وقوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]، {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} [العنكبوت: 60]، وقوله:{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]، وقوله:{وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 75]، وقوله:{أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)} [المؤمنون: 72]، وقوله:{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 62]، {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ
(1)
هي قراءة ابن مُحَيْصِن، وهي من الشواذّ، انظر: القراءات الشاذّة (84) لعبد الفتاح القاضي.
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)} [طه]، وقول عيسى:{وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)} [المائدة: 114]، {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [النحل: 67]، {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا} [المائدة: 88]، وقوله:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} [البقرة: 3]، {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)} [النحل: 73] {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)} [الحج: 58]{أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)} [المؤمنون: 72]، {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} [سبأ: 15]، {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36)} [سبأ: 36]، {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} [سبأ: 39]، {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54)} [ص: 54]، {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا} [غافر: 13] {قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)} [الجمعة: 11]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3] {وَمَنْ
قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7]، {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)} [الطلاق: 11]، {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [الملك: 21]، {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة: 25]، {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57]، {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)} [البقرة: 60]، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا
(1)
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)} [يونس: 59]، {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 32]، {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)} [الأحزاب: 31]، {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} [سبأ: 4]، {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130]
711 -
قال شيخُنا في العبودية
(2)
- في قول الخليل: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: 17]-:
(1)
كتبها ابن المحب: (حلالًا وحرامًا).
(2)
العبودية (ص 84)، وهي في مجموع الفتاوى (10/ 183).
ولم يقلْ: فابتغوا الرزق عند الله؛ لأنّ تقديم الظرف يُشعر بالاختصاص والحصر، كأنّه قال: لا تبتغوا الرزقَ إلّا عند الله.
712 -
وقال سفيان، عن أبي يونس، عن مجاهد:"إذا كان في يد أحدكم ما يُقيمه فلْيقتصد، فإنّ الرزق مقسوم، ولا يتأوّل هذه الآية {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] "
(1)
.
713 -
عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "اللَّهمّ اغفر لي، وارحمني، واجبُرْني، واهدِني، وارْزُقني". رواه الترمذي
(2)
وقال: "حديث غريب، رواه بعضهم مرسلًا".
714 -
عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل أو شرب ناسيًا فلا يفطر، فإنما هو رزقٌ رزقه الله". قال الترمذي
(3)
: "حديث حسن صحيح".
715 -
عن أبي عبد الرحمن، عن علي: قال رسول الله: " {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82]، قال: شكركم، تقولون: مُطرنا بنَوْء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا". رواه الترمذي
(4)
وقال: "حديث حسن غريب، وسفيان لم يرفعه".
(1)
عزاه السيوطي في الدر (6/ 706) إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(2)
الجامع (رقم: 284).
(3)
الجامع (رقم: 721). وهو بنحوه عند البخاري (رقم: 1933) ومسلم (رقم: 1155).
(4)
الجامع (رقم: 3295). وأخرجه أحمد (2/ أرقام: 677، 849، 850، 1087) والبزار (2/ رقم: 593): ابن جرير (22/ 369) وغيرهم، من طريق عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي. واختلف فيه على عبد الأعلى بين رفعه ووقفه على علي. وقال الدارقطني في العلل (4/ 164):"ويشبه أن يكون الاختلاف من جهة عبد الأعلى".
716 -
عن مولى لأمِّ سلمة، عن أمّ سلمة: أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح حين يَسأل: "اللَّهمّ إني أسألك علمًا نافعًا ورِزقًا طيَّبًا، وعملًا مُتَقبَّلًا". في الأول من مشيخة ابن شاذان
(1)
.
717 -
عن عبد الملك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"مَن عرض له شيءٌ من غير أن يسأله فلْيقْبَلْه، فإنما هو رِزقٌ ساقه الله إليه". في الثالث من البشرانيات
(2)
، والثاني من حديث حمزة الدِّهْقان.
718 -
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:"قال الله عز وجل: إنّي والجنّ والإنس في نبإٍ عظيم، أَخلُقُ ويُعبَد غيري، وأَرزقُ ويُشكر غيري". رواه ابنُ ماجه في تفسيره
(3)
، لبقيّة، عن صفوان بن عَمْرو، عن جُبَيْر بن نُفَيْر وشُرَيْح بن عُبَيْد الحضرمي، عن أبي الدرداء.
(1)
هي الكبرى: الجزء الأول من حديث أبي علي بن شاذان (ق 120/ أ). وإسناده ضعيف؛ لإبهام الراوي من أمّ سلمة. وأخرجه أحمد (44/ أرقام: 26521، 26602، 26701، 26731) والحميدي (رقم: 299) والطيالسي (3/ رقم: 1710) وابن ماجه (رقم: 925).
(2)
أمالي ابن بشران (رقم: 822)، وقد رواه عن حمزة بن محمد الدهقان. وأخرجه أحمد (14/ 48/ رقم: 8294 و 16/ 235 /رقم: 10358).
(3)
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ رقم: 974 و 975)، وأورده الألباني في الضعيفة (رقم: 2371) وأعله بالانقطاع بين عبد الرحمن بن جبير وشريح بن عبيد وبين أبي الدرداء.
719 -
روى النسائي في اليوم والليلة
(1)
، لأبي مُجْلِز: قال أبو موسى: أتيتُ رسول الله وتوضّأ، فسمعتُه يدعو يقول:"اللَّهمّ اغفر لي ذنبي، ووسِّع لي في داري، وبارك لي في رِزقي". قال: فقلتُ: يا نبيَّ الله! لقد سمعتُك بكذا وكذا، قال:"وهل تَرَكْنَ من شيء".
720 -
(2)
أخبرنا عيسى والحجّار قالا: أبنا ابن اللتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد، حدّثني محمد بن منيب العدني، ثنا السَّرِيُّ بن يحيى، عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر: أنّ رسول الله قال: "تعلّموا سيّدَ الاستغفار: اللَّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أبوءُ لك بنعمتك عليّ، وأبوءُ لك بذنبي، فاغفر لي ذنبي، إنّه لا يغفر الذنوبَ إلّا أنت"
(3)
.
721 -
قال أبو داود الطيالسي في مسنده
(4)
: حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة،
(1)
السنن الكبرى (6/ رقم: 9908). وإسناده منقطع؛ ففي سماع أبي مجلز - واسمه: لاحق بن حميد - من أبي موسى نظر كما قال الحافظ في نتائج الأفكار في تخريج الأذكار (268). وأخرجه أحمد (32/ 344 - 345/ رقم: 19574). وله عنده (27/ 144/ رقم: 16599) من حديث رجل من بني حنظلة عن رجل من الصحابة، وشاهد آخر عند الترمذي (رقم: 3500) من حديث أبي السليل عن أبي هريرة.
(2)
كتب المصنف الأحاديث في هذه الصفحة (79 أ) غير مرتبة هكذا.
(3)
أخرجه عبد بن حميد (رقم: 1061)، والرواية من طريقه. وأخرجه البخاري (رقم: 6306 و 6323) من حديث شداد بن أوس.
(4)
مسند الطيالسي (1/ رقم: 125).
عن هشام الفَزاري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره: "اللَّهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، أعوذ بك منك، لا أحصي نعمَك ولا ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيت على نفسك".
722 -
عن بُرَيْد، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى: كنتُ أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولًا بقيعَ بُطْحان، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، الحديث، وفيه: أعتمَ بالصلاة حتى أبهارَّ الليلُ
(1)
، ثم خرج رسولُ الله فصلّى بهم، فلمّا قضى صلاته قال لمن حضره:"على رِسْلِكُم، أُعلِّمُكم وأبشروا، إنّ من نعمةِ الله عليكم أنّه ليس من الناس أحدٌ يصلِّي هذه الساعة غيرُكم" الحديث. رواه مسلم
(2)
.
723 -
عن قبيصة بن المُخارِق، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ -:"يا قبيصة قل: اللَّهمّ إنّي أسألك ممّا عندك، وأَفِضْ عليَّ من فضلك، وانْشُر عليّ رحمتَك، وأنزل عليّ من بركاتك". رواه الإمام أحمد
(3)
.
724 -
عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهمّ ارزق آلَ محمد قوتًا". رواه البخاري ومسلم
(4)
.
(1)
أي: انتصف، وبهرة كل شيء: وسطُه. النهاية (1/ 165).
(2)
صحيح مسلم (رقم: 641).
(3)
المسند (34/ 207/ رقم: 20602)، وفيه إبهام اسم الراوي عن قبيصة.
(4)
البخاري (رقم: 6460) ومسلم (رقم: 1055).
725 -
عن أبي تميم الجَيْشاني، عن عمر بن الخطّاب: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو توكّلتُم على الله حقَّ توكّله، لرزقكم كما يرزق الطيرَ، تغدوا خماصًا وتروح بطانًا". رواه أبو حاتم بن حبّان
(1)
، والترمذي
(2)
وقال: "حسن صحيح"، وابنُ ماجه
(3)
.
726 -
عن أمّ الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرزق ليَطلبُ العبدَ كما يَطلبُه أجلُه". رواه ابن حبان
(4)
.
727 -
عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تستبطئوا الرزق، فإنّه لم يكن عبدٌ يموت حتى يَبلغه آخرُ رزق هو له، فأجملوا في الطلب في الحلال وترك الحرام". رواه ابنُ حبان
(5)
.
728 -
عن صالح بن سُعَيْد رفعه إلى سليمان بن يسار، إلى رجل من الأنصار: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
الإحسان (2/ رقم: 740).
(2)
الجامع (رقم: 2344).
(3)
السنن (رقم: 4164).
(4)
الإحسان (8/ رقم: 3238). وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 264) والبزار (10/ رقم: 4099)، وحسّنه الألباني في تخريج السنة، وأورده في الصحيحة (رقم: 950) بشاهدين.
(5)
الإحسان (8/ رقم: 3241)، و (8/ رقم: 3239) بلفظ مقارب. وأخرجه الحاكم (2/ 4) وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي في مختصره.
"قال نوحٌ لابنه: إني موصيك بوصية وقاصرُها لئلّا تنساها، أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر اللهُ بهما وصالحُ خلقه، وهما يُكثران الولوجَ على الله، أوصيك بلا إله إلّا الله؛ فإنّ السموات والأرض لو كانتا حلقةً قَصَمَتْهما، ولو كانت في كفّة وَزَنَتْهما، وأوصيك بسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاةُ الخلق، وبها يُرزقُ الخلقُ، وإنْ من شيء إلّا يسبِّح بحمده ولكنّ لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا، وأما اللتان أنهاك عنهما فيَحتجب الله منهما وصالحُ خلقه، أنهاك عن الشرك والكبر"
(1)
.
729 -
حديث حبّة وسواءَ ابنَيْ خالد في الرزق، رواه ابن حبان
(2)
.
730 -
وأخبرنا عيسى، أبنا ابنُ اللتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد، ثنا شدّاد بن حكيم ويحيى بن عبد الحميد قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ"
(3)
.
731 -
عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله: "إنّ الصحة والفراغ نعمتان من نعم الله، مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس". أخبرناه عيسى وأحمد قالا: أبنا ابن اللتّي، أبنا عبد الأول، أبنا
(1)
أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ رقم: 10668). وصالح بن سعيد قال فيه الحافظ في التقريب: "مقبول"، وقد تفرّد بالحديث.
(2)
الإحسان (8/ رقم: 3242). ونصّ الحديث عن حبة وسواء ابني خالد قالا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملا يبني بناء، فلما فرغ دعانا فقال:"لا تنافسا في الرزق ما هزت رؤوسكما، فإن الإنسان تلده أمه وهو أحمر ليس عليه قشر، ثم يعطيه الله ويرزقه". وضعفه الألباني في الضعيفة (رقم: 4798) بتفرد سلام بن شرحبيل. والحديث أخرجه الإمام أحمد (25/ 186/ رقم: 15855).
(3)
الرواية من مسند عبد بن حميد (رقم: 683).
الداودي، أبنا الحموي، أبنا أبو عمران السمرقندي، أبنا الدارمي، أبنا مكي بن إبراهيم، أبنا عبد الله - هو: ابن سعيد -، أنّه سمع أباه يحدّث، عن ابن عبّاس، بهذا
(1)
. رواه البخاري
(2)
، عن مكّي.
732 -
عن زياد المخزومي، [عن أبي هريرة]
(3)
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنةَ أحدٌ بعمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا؛ إلّا أن يتغمّدني الله منه بفضل"، ووضع يده على رأسه. في الأول من حديث ابن المتيَّم. رواه الإمام أحمد
(4)
. ورواه أيضًا
(5)
، لهشام عن محمد عن أبي هريرة. ورواه بمعناه مسلم
(6)
، لابن عَوْن عن ابن سيرين. ورواه مَعْمَر في ثاني جامعه
(7)
، عن همّام بن منبِّه عن أبي هريرة.
733 -
عن
(8)
مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
الرواية من طريق الدارمي في مسنده (رقم: 2763).
(2)
الصحيح (رقم: 6412).
(3)
سقط من قلم المصنف سهوًا، واستدركه من مصدر التخريج.
(4)
المسند (12/ 449/ رقم: 7479).
(5)
المسند (16/ 122/ رقم: 10123).
(6)
الصحيح (رقم: 2816).
(7)
جامع معمر (مصنف عبد الرزاق: 11/ رقم: 20562)، ومن طريقه الإمام أحمد (13/ 546/ رقم: 8250).
(8)
فوقه الرمز (خ م)، للبخاري (رقم: 1549)، ومسلم (رقم: 1184)، روياه من طريق مالك.
"لبّيك اللَّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لبّيك"
(1)
.
734 -
عن أبي عطيّة، عن عائشة قالت: إنّي لأعلم كيف كان النييّ صلى الله عليه وسلم يلبّي: "لبّيك اللَّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك". رواه البخاري
(2)
.
735 -
عن جعفر بن ربيعة، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم صياحَ الدِّيَكَة فسلوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيقَ الحمار فتعوّذوا بالله من شرِّ الشيطان؛ فإنّها رأت شيطانًا". رواه البخاري ومسلم
(3)
.
736 -
عن أبي الزُّبَيْر قال: كان ابنُ الزُّبَيْر يقول في دبر كلّ صلاة حين يسلّم: "لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، لا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلّا إيّاه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلّا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"، وقال: كان رسولُ الله يهلّل بهنّ في دبر كل صلاة. رواه مسلم
(4)
. وقد تقدّم في (باب قدره الله).
(1)
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 331 - 332).
(2)
الصحيح (رقم: 1550).
(3)
البخاري (رقم: 2303) ومسلم (رقم: 2729).
(4)
الصحيح (رقم: 594).
باب عفوِ الله، وصفْحِه، وفضلِه، ونعمتِه وآلائه وطَوْله
{ذِي الطَّوْلِ} [غافر: 3]، وقوله:{عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} [المائدة: 95]، {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ} [التوبة: 43]، {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]، {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187]، {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)} [المجادلة: 2]، {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)} [آل عمران: 152]، {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170]، {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} [آل عمران: 171]، {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} [آل عمران: 174]، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [البقرة: 52]، {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْ هُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ} ، [النساء: 153]، {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)} [النساء: 99]، {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)} [النساء: 149]، {وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ
عَنْهَا} [المائدة: 101]، {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54]، {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]، {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)} [فصلت: 51]، {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)} [الضحى: 11]، {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 40]، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7]، {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} [البقرة: 150]، {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83]، {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)} [النحل: 114]، {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} [المائدة: 13]، {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} [الزخرف: 5]، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} [النور: 22]، - يقال: مرّ بنا فلانٌ صفحُا: إذا مرّ ولم يقف
(1)
-، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [الأحزاب: 9]، {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37]، {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]، {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ} [الأعراف: 69]، {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)} [الرحمن: 13]، {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)} [النجم: 55]، وقوله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ
(1)
لسان العرب (2/ 515)(صفح).
يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد: 21]، {فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} [البقرة: 64]، وقوله:{فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً} [الحجرات: 8]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ} [النمل: 73]، {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ} [يوسف: 38]، {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} [النمل: 40]، {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 32]، {لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [الإسراء: 12]
737 -
قال إسحاق بن راهويه: أبنا الوليد بن مسلم الدمشقي، ثنا الأَوْزاعي، عن أبي عمار قال: سمعتُ أبا أمامة يقول: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي أصبْتُ حدًّا فَأَقِمْهُ عليّ، قال: وأُقيمَت الصّلاة، فقام فصلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله إنّي أصبتُ حدًّا فأقِمْهُ عليّ، فقال رسولُ الله:"هل توضّأْتَ حينَ أقبلتَ وصلّيتَ معنا؟ ". فقال: نعم يا رسول الله، قال:"اذهبْ، فقد عفا الله عنك". رواه مسلم والنسائي
(1)
، لعِكْرِمَة بن عمار عن شدّاد أبي عمار. ورواه أبو داود والنسائي
(2)
، للأَوْزاعي.
738 -
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا عيسى بن يونس، ثنا الأَوْزاعي،
(1)
صحيح مسلم (رقم: 2765)، والسنن الكبرى (4/ رقم: 7319).
(2)
سنن أبي داود (رقم: 4381)، والسنن الكبرى (4/ رقم: 7313 - 7315).
عن أبي عُبَيْد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن القاسم بن مُخَيْمرة، عن ابن نَضْلَة، أنهم قالوا: يا رسول الله - في عام سَنَة - سَعِّرْ لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يسألْني الله عن سنة أَحْدَثْتُها فيكُم لم يأمرني بها، ولكن سَلُوا الله من فضله"
(1)
.
739 -
وقال: أبنا عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن النعمان بن المُنْذِر، عن مَكْحول، أنّ مولًى لعبد الله بن عمرو بن العاص بعث إليه: إني بعتُ فضلَ الماء بكذا وكذا، قال: فقال عبد الله بن عمرو: سمعتُ رسول الله يقول: "من منع فضلَ ماءٍ أوكلأ، منعه الله من فضلِه القيامة"
(2)
. ورواه الطبراني في الأول من معجمه الصغير
(3)
، لعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
740 -
عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: خرج رسولُ الله على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أوّلها إلى آخرها، فسكتوا فقال:"لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فكانوا أحسنَ مردودًا منكُم، كنتُ كلما أتيتُ على قوله {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)} [الرحمن: 13]، قالوا: لا بشيء من نِعمك ربّنا نكذّب".
(1)
إسناده مرسل. ابن نضلة هو: عبيد بن نضلة، أبو معاوية الكوفي المقرئ، تابعي ثقة. التقريب (4397).
(2)
إسناده ضعيف؛ فإن مكحولًا الشامي لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص كما في جامع التحصيل (ص 285).
(3)
المعجم الصغير (رقم: 93)، وهو في المعجم الأوسط (رقم: 1195)، وتكلم الهيثمي في المجمع (4/ 125) في أحد رجاله. وهو في مسند أحمد (11/ 255/ رقم: 6673).
رواه الترمذي
(1)
وقال: "حديث غريب"، وابن أبي الدنيا في كتاب الشكر
(2)
، والإسماعيلي في معجمه
(3)
. ورواه ابنُ أبي الدنيا أيضًا
(4)
، من حديث نافع عن ابن عُمَر، والدارَقُطْني في الأول من الأفراد
(5)
.
741 -
عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنظروا إلى من فوقكم؛ فإنّه هو أَجْدَرُ أن لا تزدروا نِعمةَ الله". رواه الطبراني في (باب النون) من معجمه الصغير
(6)
.
742 -
عن عَبْد الله بن عُمَر، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوقتُ الأوّل من الصلاة رضوان الله، والوقتُ الآخر عفو الله". رواه الترمذي
(7)
.
743 -
وفي الكامل
(8)
في (ترجمة إبراهيم بن زكريا المعلّم): عن إبراهيم بن محمد بن أبي مَحْذورة، عن أبيه، عن جدّه رفعه:
(1)
الجامع (رقم: 3291). وأورده الألباني في الصحيحة (رقم: 2151) بشاهده الآتي بعده.
(2)
الشكر (رقم: 69).
(3)
معجم شيوخ الإسماعيلي (1/ 343 - 344).
(4)
الشكر (رقم: 68).
(5)
أطراف الغرائب والأفراد (1/ 559/ رقم: 3222).
(6)
المعجم الصغير (رقم: 1107).
(7)
الجامع (رقم: 172)، وقال:"هذا حديث غريب". وقد أعلّه ابن القطان في الوهم والإيهام (3/ 94) باتهام أحد رجاله بالكذب.
(8)
الكامل في الضعفاء (1/ 255 - 256).
"أوّلُ الوقت رضوان الله، وأوسطُ الوقت رحمة الله، وآخرُ الوقت عفو الله"
(1)
.
744 -
وفي (ترجمة بَقِيَّة)
(2)
، لأنس رفعه:"أوّلُ الوقت رضوان الله، وآخرُ الوقت عفو الله". وحديثُ أبي محذورة في الأوّل من السابع من حديث ابن السمّاك، والأوّل من فضائل الأعمال
(3)
لابن شاهين.
745 -
عن بلال بن أبي بُرْدَة، عن أبيه، عن أبيه أبي موسى: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصيب عبدًا نكبةٌ فما فوقها أو دونها إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثرُ". قال: وقرأ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]. رواه الترمذي
(4)
وقال: "حديث غريب".
* * *
(1)
وأخرجه الدارقطني في السنن (1/ رقم: 985)، والبيهقي (1/ 435) وأعلّه بإبراهيم بن زكريا المذكور.
(2)
الكامل (2/ 77).
(3)
الترغيب في فضائل الأعمال (رقم: 48).
(4)
الجامع (رقم: 3252).
أبواب القضاء والقدر
باب قول الله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]، {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القَمَر: 12]، {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرّعد: 8]
قال أبو عبيدة
(1)
: "بقَدَر"، وقوله:{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} [الواقِعَة: 60]، قرئ بالتخفيف وبالتشديد
(2)
{قَدَرْنَا} و {قَدَّرْنَا} ، وهما لغتان بمعنى التقدير الذي هو القضاء.
746 -
عن طاوس قال: أدركتُ ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: "كلُّ شيء بقدر"، وقال: سمعتُ عبد الله بنَ عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ شيء بقدر، حتى العجز والكيس - أو: الكيس والعجز -". هكذا قال
(3)
. أخبرنا محمد بن الزكيّ عبد الرحمن، أبنا إبراهيم بن الدَّرَجيّ، أنبأنا رضوان بن محمد وغيرُ واحد، قالوا: أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكنجروذي، أبنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، أبنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي، ثنا عبد الأعلى بن حمّاد - يعني: النرسيّ -، قال: قرأتُ على
(1)
مجاز القرآن (ص 323).
(2)
قرأ بالتشديد - من السبعة - نافعٌ والكسائي، وقرأ الباقون بالتخفيف.
(3)
يعني: هكذا قال طاوس في هذه الرواية، وسيأتي تعليلها من قول سفيان.
مالك بن أنس، عن زياد بن سعد، عن عَمْرو بن مسلم، عن طاوس بهذا الحديث
(1)
. أخرجه مسلم
(2)
، عن عبد الأعلى.
747 -
وبهذا الإسناد إلى أبي أحمد الحاكم
(3)
، قال: أبنا أبو العبّاس السرّاج، أبنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا مالك بن أنس، فذكر نحوه. رواه مسلم، عن قُتَيْبَة. أخبرناه محمد بن إسماعيل، أبنا محمود بن أحمد، أبنا أحمد بن سَلْمان، أبنا أحمد بن علي الدلّال، أبنا محمد بن المهتدي بالله، أبنا أبو الحسن الحربي، ثنا أبو خُبَيْب العبّاس بن أحمد البِرْتي، ثنا عبد الأعلى، فذكره
(4)
.
748 -
وأخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل. وأبنا ابنُ أبي الهيجاء وابنُ المحب؛ قالا: أبنا اليَلْداني، قالا
(5)
: أبنا ابنُ بَوْش، أبنا أبو طالب بنُ يوسف، أبنا عبد العزيز بن علي الأَزَجي، أبنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المُخَرِّمي، ثنا جعفر بن محمد الفِرْيابي، ثنا عبد الأعلى بن حمّاد، مثله
(6)
.
749 -
وبهذا الإسناد إلى جعفر
(7)
، ثنا قُتَيْبَة، ثنا سفيان، عن ابن
(1)
الرواية من طريق عوالي مالك للحاكم أبي أحمد (رقم: 42). انظر: المجمع المؤسس (1/ 329 - 330).
(2)
الصحيح (رقم: 2655).
(3)
عوالي مالك (رقم: 165).
(4)
الرواية من طريق حديث أبي الحسن الحربي - برواية أبي الحسين بن المهتدي بالله.
(5)
يعني: ابن خليل، واليلداني.
(6)
أخرجه الفريابي في القدر (رقم: 300).
(7)
يعني: الفريابي، وهو في القدر (رقم: 303)، وانظر:(رقم: 305).
طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:"كلُّ شيء بقدر، حتى العجز والكيس". هو في جزء إسحاق بن الفَيْض. قال قُتَيْبَة: قال سفيان: حديثُ عَمْرو بن مسلم
(1)
عندي وَهَم؛ ابنُ طاوس أحفظُ من عَمْرو بن مسلم
(2)
.
750 -
وقال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد
(3)
: حدّثني إسماعيل، حدّثني مالك، عن زياد بن سعد، عن عَمْرو بن مسلم، عن طاوس قال: أدركتُ ناسًا من أصحاب رسول الله يقولون: "كلُّ شيء بقدر، حتى العجز والكسل". "وهكذا رواه القَعْنَبي وابنُ وَهْب مقطوعًا، لم يزيدوا على قول طاوس: أدركتُ ناسًا من أصحاب رسول الله يقولون: كل شيء بقدر"، قاله ابنُ عبد البرّ
(4)
. قلتُ: قد ذكره الطَّلَمَنْكي، للقَعْنَبي عن مالك، بالزيادة المرفوعة
(5)
، وكذلك رواه ابنُ خزيمة، لمَعْنٍ وإسحاق بن عيسى عن مالك
(6)
.
751 -
قال البخاري
(7)
: وثنا عَمْرو بن محمد، ثنا ابنُ عُيَيْنَة، عن
(1)
يعني: عن طاوس، الذي سبق في بداية الباب.
(2)
ورجّح الموقوفَ أيضًا: الدارقطني، فيما نقله عنه أبو العباس الداني في الإيماء (2/ 498).
(3)
خلق أفعال العباد (رقم: 128).
(4)
في التمهيد (6/ 62). وهو في الموطأ - برواية القعنبي - (ق 122/ أ - نسخة ولي الدين جار الله 428، وفي الموطأ - برواية ابن وهب - (ق 107/ ب).
(5)
وأخرجه هكذا: البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 177)، وابن بطّة في الإبانة (الكتاب الثاني/ رقم: 1663).
(6)
وأخرجه البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 495)، لابن بكير عن مالك، بالزيادة المذكورة.
(7)
خلق أفعال العباد (رقم: 130).
عَمْرو، عن طاوس، عن ابن عُمَر:"كلّ شيء بقدر حتى وضعَك يدَك على خدّك".
752 -
وقال الإمام أحمد
(1)
: حدّثنا وكيع، ثنا سفيان، عن زياد بن إسماعيل المَخْزومي، عن محمد بن عبّاد بن جعفر، عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]. رواه مسلم
(2)
، وابنُ خُزَيْمة، والترمذي
(3)
، لوكيع عن سفيان الثوري عن زياد، وقال
(4)
: "حديث حسن صحيح". ورواه خُشَيْشٌ، عن الفِرْيابي عن إسرائيل عن زياد
(5)
. ورواه ابن خُزَيْمَة، عن أبي موسى عن عبد الرحمن بن مَهْدي عن سفيان عن يزيد بن إسماعيل السهمي.
753 -
وقال الحسن بن عَرَفَة
(6)
: حدّثنا مروان بن شُجاع الجَزَري، عن عبد الملك - يعني: ابنَ جريج -، عن عطاء بن أبي رباح قال: أتيتُ ابنَ عباس وهو ينزع في زمزم قد ابتلّت أسافلُ ثيابه، فقلتُ له: قد تُكُلِّمَ في القدر، فقال:"أوَ قد فعلوها؟ "، قلتُ: نعم، قال: "والله ما نزلت هذه
(1)
المسند (15/ 459/ رقم: 9736).
(2)
الصحيح (رقم: 2656).
(3)
جامع الترمذي (رقم: 2157).
(4)
يعني: الترمذي.
(5)
وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 245)، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن زياد.
(6)
جزء الحسن بن عرفة (رقم: 10)، وسيذكر المصنف إسناده إليه، ورواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (4/ 240 - 241).
الآيةُ إلا فيهم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ} [القَمَر: 49، 48]، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلّوا على موتاهم، لو أريتني واحدًا منهم فقأتُ عينَه". أخبرنا سليمان، أبنا ابنُ المُقَيَّر، أبتنا شُهْدَة قالت: أبنا طِراد، ثنا محمد بن الحسين بن الفضل. وأخبرنا شيخُ الإسلام وارث الأنبياء أبو العبّاس بنُ تيمية - في آخرين -، قالوا: أبنا ابنُ عبد الدائم، أبنا ابنُ كُلَيْب، أبنا ابنُ بيان، أبنا ابنُ مخلد؛ قالا
(1)
: أبنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا الحسن بن عرفة بذلك.
754 -
قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدّثنا الفِرْيابي وبَكْر بن بكّار، قالا: ثنا يونس بن الحارث، عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: ما نزلت هؤلاء الآيات إلّا في أهل القدر: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]. أخبرناه أبو الفتح القرشي، أبنا ابن رواج، أبنا السِّلفي، أبنا مكّي بن منصور، أبنا أبو الحسين بن بِشْران، أبنا إسماعيل الصفّار، ثنا عبّاس الدوري، ثنا أبو نُعَيْم، ثنا يونس بن الحارث، فذكره، وقال: عن أبيه، عن جدّه
(2)
. رواه ابن خُزَيْمة، عن أبي موسى عن بَكْر بن بكّار القيسي عن يونس بن الحارث، وعن عبد الله بن إسحاق الجَوْهَري عن أبي عاصم عن يونس بن الحارث. ورواه خال ولَد السني
(3)
في كتاب السنة
(4)
.
(1)
يعني: محمد بن الحسين بن الفضل، وابن مخلد.
(2)
الرواية من طريق حديث إسماعيل الصفار عن عباس الدوري، انظر: المجمع المؤسس (2/ 290).
(3)
محمد بن حامد بن السريّ، أبو الحسن المروزي، توفي سنة 299 هـ)، قال الذهبي:"له كتاب في السنة، وقع لنا". تاريخ الإسلام (32/ 259).
(4)
انظر: المجمع المؤسس (2/ 371).
755 -
وقال أبو سعيد بنُ يونس
(1)
: حدّثني أبو قمامة جَبَلَة بن محمد بن كريز، ثنا أَحْرَش بن صُبَيْح مولى الصدف - من موالينا -، ثنا ابن عُفَيْر، ثنا ابن لهيعة، عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدّه قال: اختصمتْ قُريش عند النبي صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر].
756 -
وقال يوسف بن القاسم الميانجي القاضي في السادس من فوائده: أخبرنا عَبْدان، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا أبو عاصم، عن يونس بن الحارث، عن عَمْرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جده قال: نزلت هذه الآية تعييرًا لأهل القدر: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر].
757 -
وقال خُشَيْشٌ: حدّثنا الفِرْيابي، عن سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عن محمد بن كعب القُرَظي قال: نزلت هذه الآية تعبيرًا لأهل القدر: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]
(2)
.
758 -
وقال: حدّثنا محمد بن عمر - هو: أبو الوزير -، عن سفيان، عن عاصم بن محمد، عن القُرَظي، قال: سمعتُه يقول: ما نزلت هذه الآية إلّا تعييرًا لهم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]
(3)
.
759 -
وقال: حدّثنا القاسم بن كثير المصري، ثنا اللَّيْث بن سعد،
(1)
لعله في تاريخ مصر له.
(2)
وأخرجه الفريابي في القدر (رقم: 246)، عن ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (22/ 162)، لمهران عن سفيان.
(3)
وأخرجه ابن جرير (22/ 162)، لأبي عاصم ويزيد بن هارون عن سفيان.
عن عبد الله بن حيّان، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون في آخر الزمان ناسٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرَهم، يقولون: لا قدر، وفيهم أُنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر] ".
760 -
وقال خُشَيْش بنُ أَصْرَم: حدّثنا حَبَّان بن هلال، ثنا أبو رجاء الكَلْبي قال: حدّثني سعيد بن جَعْدَة، عن محمد بن كعب قال:"قد قرأتُ القرآن، فما خفي عليّ من معانيه شيءٌ حتى مررتُ على هؤلاء الآيات: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]، فقال: وما يُؤَنِّب الله منهم وهم في النار! قال: فما دريت ما وجهها حتى أدركتها في وجهها، فعرفتُ أنها لهم". أبو رجاء الكَلْبي هو: رَوْح بن المسيّب
(1)
.
761 -
وقال: حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العَدَني، ثنا زُمْعَة بن صالح، عن ابن طاوس، أنّ أباه قال لوهب بن مُنَبِّه - فيما يُذكر منه في القدر -: يا وهب! إني لا أَعْلَمُك إلا قد افتريتَ على الله فيما تقول، ما أدركتُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا يقول ما تقول، ولقد سمعت ابنَ عباس يقول:"كلُّ شيء بقدر، حتى العجز والكيس بقدر، وحتى التواني والكسل"، قال وهب بن منبه: أستغفر الله. قال زُمْعَة: قال لنا ابنُ طاوس: وهبٌ يرى ذلك الرأيَ اليوم.
(1)
العبارة كتبها المصنف بالهامش. أورده الذهبي في ديوان الضعفاء (1/ 295) والمغني في الضعفاء (1/ 234).
762 -
(1)
قال سُرَيْج بن يونس: ثنا سعيد بن سالم القدّاح، ثنا موسى بن عُبَيْدَة، عن محمد بن كعب قال:"كان القدر قبل البلاء" ثم قرأ: {فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القَمَر: 12]
(2)
.
763 -
ذكر أبو عُمَر الطَّلَمَنْكي ما ذكره جرير بن عبد الحميد، عن فُضَيْل بن غَزْوان، عن محمد بن كعب وزيد بن علي، قالا في قول الله:{ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]: قال: "نزلت تعييرًا لأهل القدر"
(3)
.
764 -
قال أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي: حدّثنا أبو يعلى حمزة بن داود الأُبُلّي بالأُبُلّة، ثنا عثمان بن حفص الضبِّي، ثنا مَسْلَمَة بن عَلْقَمَة، عن داود بن أبي هند، عن الحسن قال:"الأمراضُ بقدر، والأرزاقُ بقدر، والعافيةُ بقدر، والبلاءُ بقدر".
765 -
أخبرنا سليمان بن حمزة والقاسم بن أبي غالب، قالا: أنبأنا محمود بن إبراهيم، أبنا الحسن بن العبّاس، أبنا أبو الخير محمد بن أحمد، أبنا عثمان بن أحمد البُرْجي، أبنا محمد بن عُمَر الجورْجيري، ثنا إسحاق بن الفَيْض، ثنا القاسم - هو: ابن الحكم -، عن الثَّوْريّ، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:"العجزُ والكيسُ من القدر"
(4)
.
(1)
هذه الوريقة (82) جاءت مقحمة بين الورقتين (81) و (83) ولم يشر إليها المصنف، فرأيت إضافتها في هذا الموضع، ثم نتابع بقية الصفحة (81 ب).
(2)
أخرجه ابن بطّة في الإبانة (الكتاب الثاني/ رقم: 1767)، لوكيع عن موسى بن عبيدة.
(3)
وأخرج أثر محمد بن كعب وحده: عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 941)، وابن جرير (22/ 162)، والفريابي في القدر (رقم: 246)، لسالم بن أبي حفصة عنه.
(4)
الرواية من طريق حديث إسحاق بن الفيض، انظر: المجمع المؤسس (2/ 387).
766 -
أخبرنا داود بن العطّار، أبنا أحمد بن هبة الله الكَهْفي، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن الطرّاح، أبنا أبو الفرج المَخْبَزي، أبنا عبيد الله بن حَبَابة، أبنا أبو بكر بن نَيْروز، ثنا إسحاق بن الضَيْف، ثنا زيد بن السَّكَن، ثنا عبد الله بن عَمْرو بن مسلم، عن أبيه قال: سألتُ طاوسَ عن القدر، فقال: سألتُ عبد الله بنَ عَمْرو بن العاص عن القدر، فقال عبد الله بنُ عَمْرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: "كل شيء بقدر، حتى العجز والكسل"
(1)
.
767 -
عن علي بن عبد الله بن عبّاس، عن ابن عبّاس أنّه قال:"كل شيء بقدر، حتى وضعَك يدَك على خدّك". رواه جعفر الفِرْيابي في كتاب القدر
(2)
.
768 -
قال سُرَيْج بن يونس: أبنا وكيع بن الجرّاح، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، عن ابن عبّاس - في قوله:{وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)} [هود: 109]- قال: "ما قُدِّر لهم من خيرٍ أو شرٍّ"
(3)
.
769 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المَكْتَب، أبنا علي بن أحمد، أنبأنا أسْعَد وزاهر، أبنا أحمد بن حامد، أبنا سعيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفي، أبنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أبنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ العاصمي، ثنا محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة، ثنا محمد بن المتوكِّل بن أبي السريّ، ثنا المُعْتَمِر بن سليمان قال: سمعتُ أبا مَخْزوم يذكر عن سَيّار أبي الحكم: أنّ أهلَ نجران أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ الآثار
(1)
الرواية من حديث ابن نيروز الأنماطي، كما في المعجم المفهرس (1610). زيد بن السكن قال فيه الأزدي: منكر الحديث، كما في الميزان (2/ رقم: 3010)، والحديث معروف من مسند عبد الله بن عمر كما عند مسلم (رقم: 2655).
(2)
القدر (رقم: 206).
(3)
أخرجه ابن جرير (12/ 591) وابن أبي حاتم (6/ 2089) من طريقين عن وكيع.
والأرزاق والآجال بقدر، وإن العمل ليس بقدر؟! فأنزل الله عز وجل فيهم:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} ، إلى قوله:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر]
(1)
. رواه جعفر الفريابي
(2)
، عن عبد الأعلى بن حمّاد عن مُعْتَمِر.
770 -
أخبرنا ابنُ عبد القاهر بحماة، أبنا ابن أبي عُمَر، أبنا الكِنْدي، أبنا ابنُ عبد الباقي، أبنا إبراهيم البَرْمَكي، أبنا أبو محمد بن ماسي، ثنا أبو مسلم الكَجِّي، ثنا الأنصاري، ثنا ابن جُرَيْج، عن ابن طاوس، عن أبيه: سمعت ابنَ عباس يقول: "العجز والكيس بقدر"
(3)
.
771 -
(4)
ذكر عبد الرحمن بن منده ما ذكره سعيد بن منصور
(5)
: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال: حدّثني إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، عن أمّه - وكانت أمّه: لبابة بنت عبد الله بن عباس - قالت: كنتُ أزور جدي ابنَ عباس في كلَّ يوم جمعة قبل أن كُفّ بصرُه، فسمعتُه يقرأ في المصحف، فلمّا أتى على هذه الآية {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} [القَمَر: 47، 48] قال: "يا بُنَيَّ
(6)
ما أعرف أصحاب هذه الآية، ما كانوا بعدُ، وليكونُنَّ".
(1)
الرواية من معجم شيوخ ابن المقرئ، ولم أجده فيه.
(2)
في القدر (رقم: 249).
(3)
أخرجه الأنصاري في حديثه المعروف بجزء الأنصاري (رقم: 85) والرواية من طريقه. وفيه عنعنة ابن جريج - وهو مدلس -، لكنّه قد صرّح بالتحديث عند الفريابي (رقم: 305) فيما رواه أبو عاصم عنه، كما تابعه معمر عند الحاكم في المستدرك (2/ 317).
(4)
رجعنا إلى موضع وقوفنا من الصفحة (81 ب).
(5)
في سننه (7/ 500/ رقم: 2125). وأورده السيوطي في الدر (7/ 683) وزاد نسبته إلى ابن المنذر.
(6)
هكذا بخط المصنف. وفي سنن سعيد: "يا بنيَّة".
772 -
وذكر ما ذكره إبراهيم بن فَهْد قال: ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا عمر أبو حفص، ثنا خالد بن سَلَمَة القرشي، أخبرني سعيد بن عَمْرة بن جَعْدَة المَخْزومي، عن ابن زُرارَة الأنصاري، عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا هذه الآيات: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُنزلت هذه الآياتُ في أناس يكونون في آخر أمتي، يُكذِّبون بالقدر". ورواه، للصبّاح بن سهل أبي سهل المدائني، عن حفص بن سليمان، عن خالد بن سلمة، وسمّى ابنَ زُرارَة فقال: عن عَمْرو بن زُرارَة. ورواه الطبراني في المعجم
(1)
، وعبد الباقي بن قانع في المعجم
(2)
.
773 -
قال حرب بن إسماعيل الكِرْماني وابنُ أبي عاصم
(3)
: حدّثنا محمد بن أبي بكر، ثنا حسّان بن إبراهيم، ثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بُرْدَة، عن أبي بُرْدَة - وقال ابنُ أبي عاصم: عن أبيه - قال: أتيتُ عائشة فقلت: يا أمّتاه حدّثيني بشيء سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطيرُ تجري بقدر". وكان يعجبه الفألُ الحسن. ورواه الدارَقُطْني في التاسع من الأفراد، والإسماعيلي في الثاني من معجمه
(4)
.
(1)
المعجم الكبير (5/ رقم: 5316).
(2)
معجم الصحابة (2/ 213).
(3)
في السنة (رقم: 254)، وحسّنة الشيخ الألباني، وأورده في الصحيحة (رقم: 860).
(4)
معجم شيوخ الإسماعيلي (رقم: 111).
ورواه أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر، عن أحمد بن داود الحضرمي - في ترجمته - عن أبي علي زكريا بن يحيى بن أبان عن أبي عبد الرحمن الكُنْدُري عبد الملك بن سَلْمان، عن حسّان بن إبراهيم
(1)
.
774 -
أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا إبراهيم بن إسماعيل، أنبانا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو بكر الأَعْرَج، أبنا أبو بكر القبّاب، أبنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا علي بن مَيْمون، ثنا عبد الله بن خالد - وهو: عبدون القَرْقَساني -، ثنا عبد الله بن بُرَيْدَة، عن الحسن البصري، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مجوسُ هذه الأمة القدرية، وهم المجرمون الذين سماهم الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} "
(2)
.
775 -
قال أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال في معجمه: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مهدي بن زياد الكِنْدي العطّار، ثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة، ثنا ابنُ أبي حمّاد، حدّثني جابر بن الحُرّ النَّخَعي، عن ابن سِيَّابة، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة، والقدرية، أُنزِلَت فيهم آيةٌ من كتاب الله: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} "
(3)
.
(1)
قلت: وأخرجه أحمد (41/ 448/ رقم: 25982) لعفان، والحاكم (1/ 32)، وابن حبان (الإحسان: 12/ رقم: 5824) لداود بن عمر الضبي، كلاهما عن حسان بن إبراهيم.
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 331)، وضعّف إسناده الشيخ الألباني.
(3)
إسناده ضعيف، ابن سيابة - واسمه: روح بن صلاح - ضعّفه ابن عدي والدارقطني، كما في اللسان (3/ رقم: 3422)، وقد توبع من بعض الضعفاء كما في تخريج السنة للألباني (رقم: 334 - 335).
776 -
أخبرنا المحمدان ابنُ أبي الهيجاء وابنُ المحب قالا: أبنا عبد الرحمن ابن أبي الفَهْم، أبنا يحيى بن أَسْعَد، أبنا أبو علي الباقَرْحي، أبنا الحسن بن علي الجَوْهَري، أبنا علي بن محمد بن لؤلؤ، أبنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا القاسم بن سليمان قال: سمعتُ أبي يحدّث: أنّ وفد نجران قالوا: يا محمد! الخَلقُ والرزقُ بقدر، والعمل ليس بقدر؟! فأنزل الله عز وجل:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القَمَر].
777 -
قال أبو أحمد بن عَدِيّ الجُرْجاني
(1)
: أبنا جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا ابنُ مصفَّى، ثنا الأَصْبَغ بن سلّام، حدّثني عُفَيْر بن مَعْدان قال: أشهدُ بالله لَسمعتُ سُلَيْم بنَ عامر يقود: أشهدُ بالله لَسمعتُ أبا أمامة يقول: أشهدُ بالله لَسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ هذه الآية نزلت في القدرية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} ". هو في مسلسلات أبي سعد السّمان الحافظ
(2)
.
778 -
قال علي بن المديني
(3)
: سمعتُ يحيى بنَ سعيد وسأله ابنُه محمد فقال: يا أبَه! المعاصي بقدر؟ قال: "نعم المعاصي بقدر".
779 -
قال: وسمعتُ يحيى بن سعيد يقول: "القدرُ والعِلمُ والكتابُ عندنا واحد".
780 -
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة: وروى عثمان بن
(1)
في الكامل في الضعفاء (5/ 380).
(2)
إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي، توفي سنة (445 هـ). السير (18/ 55). وأخرجه مسلسلًا: ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 263). وإسناده ضعيف لضعف عفير بن معدان كما في التهذيب (3/ 119).
(3)
من طريقه أبو نعيم في الحلية (8/ 381) هذا والذي بعده.
الَهْيَثم بن جَهْم، حدّثنا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:"نزلت هذه الآية في القدريّة: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)} [القَمَر] "، حدّثناه أبو موسى، ثنا عثمان بن الهَيْثَم المؤذِّن
(1)
.
781 -
قال البخاري في التاريخ
(2)
: حدّثني إسحاق، أبنا بَقِيَّة، عن أَرْطأة بن المنذر، عن بِشْر، عن مجاهد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الكذب بقدر". ذكره في ترجمة (بِشْر) وقال: "لا يتابَع عليه"، وقال:"هو حديث منكر".
782 -
أخبرتني زَيْنَب ابنةُ الكمال، عن أبي علي البَكْري، أبنا ابنُ الأخضر، أبنا إسماعيل بن السمرقندي، أبنا أحمد بن النَّقُّور، أبنا عيسى بن الجرّاح، أبنا أبو القاسم البغوي، ثنا داود بن عمرو، ثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أبي هارون الغنَوي، ثنا أبو سليمان الأَزْدي، عن أبي يحيى مولى ابن عَفْراء قال: أتيتُ ابنَ عباس ومعي رجلان من الذين يذكرون القدر أو ينصرونه، فقلتُ: يا ابنَ عباس ما تقول في القدر، أو إنّ هؤلاء أتَوْك يسألونك عن القدر، إنْ زنى زانٍ أو سرق أو شرب الخمر، قال: فحَسَرَ قميصَه حتى أخرج منكبَه فقال: "لعلّك يا أبا يحيى من الذين يذكرون القدر أو يُكذِّبون به، والله لو أعلم أنّك منهم أو هذان معك لجاهدتُكم، إنْ زنى فبقدر، وإنْ سرق فبقدر، وإنْ شرب الخمر فبقدر"
(3)
.
(1)
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ رقم: 11163) عن علي بن عبد العزيز عن عثمان بن الهيثم. وفي إسناده عبد الوهاب بن مجاهد: قال الحافظ في التقريب: "متروك، وقد كذبه الثوري".
(2)
التاريخ الكبير (2/ رقم: 1779).
(3)
أخرجه عيسى بن الجراح في الجزء المعروف بالقراءة على الوزير، والرواية من طريقه. وإسناده حسن إن شاء الله. وأخرج الأثر بتمامه: عبد الله بن أحمد في السنة (2 / رقم: 937) =
783 -
قال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا الصَّلْت بن مسعود، ثنا أبو الزبدل
(1)
زُهَيْر بن هُنَيدة، عن حسّان بن شبر قال: قال عبد الله بن عامر: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الطير تجري بقدر"
(2)
.
784 -
قال أبو سعيد يونس في تاريخ مصر: حدّثني أبي، عن جدي، ثنا ابنُ وهب، حدّثني عيّاش بن عُقْبَة الحضرمي، عن موسى بن وَرْدان، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قيل يا رسول الله! إنّ يهود تقول: إنّ العزل هو الموءودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذبت يهود". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أَفْضَيْتَ إليها لم يكن إلا بقدر"
(3)
.
* * *
= عن أبيه عن ابن علية. وأخرجه مختصرًا: اللالكائي في السنة (رقم: 1289)، وابن بطة في الإبانة (الكتاب الثاني/ رقم: 1436) لشعبة عن أبي هرون الغنوي.
(1)
انظر: الكنى والأسماء (2/ 568) للدولابي.
(2)
له شواهد من حديث عائشة رضي الله عنها وغيرها، في المسند (41/ 448 / رقم: 25982)، والمستدرك (1/ 32).
(3)
هو حديث حسن إن شاء الله. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 31 - 32)، عن يونس جد ابن يونس. وأخرجه البزار (15/ رقم: 8633)، لزيد بن الحباب عن عياش بن عقبة. وقد توبع موسى بن وردان على الشطر الأول من الحديث، تابعه أبو مطيع بن رفاعة عبد النسائي في السنن الكبرى (5/ رقم: 9079) والطحاوي في شرح المعاني (3/ 31)، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حنيف عبد ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 360). وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث أبي هريرة عن ابن أبي عاصم (رقم: 359).
الثالث من كتاب صفات رب العالمين
(1)
كلامُ الله، ونزولُه إلى السماء، وعلوُّه على كرسيِّه، وقعودُه عليه، ووضعُه السمواتِ على أصبع والأرضين على أصبع والجبال والثرى على أصبع، وجمالُه، ومسحُه ظهرَ آدم بيده، والوجهُ، ونفيُ السِّنَةِ والنوم والتعب والنصَب عنه، وعنده فوق العرش: إنّ رحمتي تغلبُ غضبي، والسمعُ، والبصَرُ بالعين، وأخذُ الرحِمِ بحُجْزَته، والتعجُّبُ، ومجيئُه إلى المؤمنين، ووقوفُه عليهم، وتجلِّيه لهمَ ضاحكًا في وجوههم، وسماعُ الناس القرآنَ من فيه ولسانه، وضحِكُه إلى سعد، وكلامُه لعبد الله والدِ جابرٍ كِفاحًا، والنفسُ، ونزولُه في ظُلَلٍ من الغمام من العرش إلى الكرسي، وتمثُّلُه، وإتيانُه إلى المؤمنين، وقولُه لهم، وكشفُه عن ساقه، وخلقُه أربعةَ أشياء بيده، ونظرُ الناس إليه يومَ القيامة بأعينهم، وأنّ الخلق بين أصبعين من أصابعه، وكثرةُ خلقه، وخلقُ الجراد من الطين الذي فضُلَ في يديه من خلقِ آدم، وحديثُ (إنّ الله ليس بأعور) و (إنّ الدجّال يمشي في الأرض) و (إنّ الأرض والسماءَ في كفَّيْه)، وحديثُ الساق، والضحكُ، وكلامُه لموسى، والقبضةُ، واليمينُ، والكفُّ، ومعنى الزيادة النظرُ إلى وجهه، وجودُه، وكان ولم يكنْ شيءٌ قبله، وكان عرشُه على الماء، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، أحاط بكلّ شيءٍ علمًا، {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحَجّ: 65]، تربو الصدقةُ في كفِّه، والتبشبشُ - وتبشبشَ بي أصلُها: تبشَّش لي -، إنّ الله حيِيٌّ كريمٌ.
(1)
كُتب تحت العنوان: ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز: الإمامُ الرُّحَلَةُ نظامُ الدين بن مُفْلِح، بإجازته من المُخَرِّج ابن المُحَبّ. صحّ يومَ الأربعاء خامس المُحَرَّم سنة سبعين وثمانمائه. وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي.
بسم الله الرحمن الرحيم
785 -
أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي، أبنا أحمد بن محمد بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا محمد بن الحسن بن كَيْسان المِصِّيصي، ثنا عبد الله بن رجاء. (ح) قال الطبراني: وثنا [أحمد بن]
(1)
محمد بن علي الخُزاعي الأصبهاني قال: ثنا محمد بن كثير العَبْدي؛ قالا
(2)
: ثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نفسَه على الناس بالموقف: "ألا رجلٌ يحملني إلى قومه، فإنّ قريشًا قد منعوني أن أبلّغ كلامَ ربي"
(3)
. رواه أبو داود
(4)
، عن محمد بن كثير، موافقةً. ورواه ابن ماجه
(5)
، عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن رجاء، على البَدَل، فوقع لنا بعلوّ. وقال أبو نصر السِّجْزي: هذا حديثٌ ثابتٌ كوفيُّ الإسناد.
(1)
زيادة لم تتضح في خط المصنف، وإثباتها لتصحيح اسم شيخ الطبراني.
(2)
يعني: عبد الله بن رجاء، ومحمد بن كثير العبدي.
(3)
الرواية من طريق السنة للطبراني. والحديث صحّح الشيخ الألباني إسناده على شرط البخاري في الصحيحة (رقم: 1947).
(4)
سنن أبي داود (رقم: 4734).
(5)
سنن ابن ماجه (رقم: 201). وأخرجه أحمد (23/ 370/ رقم: 15192).
وهو في: جزء الكُدَيْمي
(1)
، والأول من حديث عبّاس الدوري
(2)
.
786 -
قرأتُ على زينب ابنة أحمد، عن إبراهيم بن الخير وعجيبة، عن أبي الفتح بن البَطّي - إجازةً -، أبنا علي بن الحسين بن أيّوب، أبنا عبد الغفّار بن محمد المؤدِّب، ثنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا جعفر بن محمد - هو: الفِرْيابي -، ثنا سُوَيْد بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن نِيَار بن مُكْرِم صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)} [الرُّوم] قالوا لأبي بكر: هذا ما جاء به صاحبُك؟ قال: "لا والله، ولكنّه كلامُ الله عز وجل وقولُه الحق"
(3)
. وهذا الحديث في جزء ابن سَبْنَك
(4)
، وفي الجزء التاسع من أفراد الدارَقُطْني
(5)
.
787 -
وبهذا الإسناد، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيابي، ثنا أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالَقاني، ثنا أحمد بن بَشِير الكوفي، عن مُجالِد بن سعيد، عن الشَّعْبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال:"القرآن كلام الله عز وجل، من قال فيه بشيء فإنما يَتَقَوَّلُ على الله عز وجل"
(6)
.
(1)
حديث أبي العباس محمد بن يونس الكديمي (ق/ 27/ ب - الظاهرية 1088)، رواه عن محمد بن كثير عن إسرائيل.
(2)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ رقم: 409)، لحمزة بن محمد بن العباس عن عباس الدوري عن محمد بن كثير العبدي.
(3)
إسناده حسن، رجاله كلهم ثقات، غير ابن أبي الزناد فهو صدوق. وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ رقم: 237)، لسريج بن النعمان صاحب اللؤلؤ عن ابن أبي الزناد.
(4)
بتقديم الباء على النون. هو: أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي البغدادي. انظر: المجمع المؤسس (2/ 524).
(5)
أطراف الغرائب (1/ 41/ رقم: 41).
(6)
مجالد بن سعيد قال فيه الحافظ ابن حجر: "ليس بالقوي". وأخرجه الدارمي في الرد على =
788 -
أخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر، أبنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي - حضورًا -، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذْشاه، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا محمد بن العبّاس المؤدِّب، ثنا سُرَيْج بن النُّعْمان الجَوْهَري، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، عن عروة بن الزُّبَيْر، عن بيان بن مُكْرِم الأَسْلَمي - وكانت له صحبة - قال: لما نزلت الروم خرج بها أبو بكر إلى المشركين، فقالوا: هذا كلام صاحبك؟! فقال أبو بكر: "الله تبارك وتعالى أنزل هذا"
(1)
. وقع في سماعنا: (بيان)، وإنما هو (نيار). رواه الترمذي
(2)
وقال: "حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي الزِّناد".
789 -
قال محمد بن جرير الطبري: وقال أحمد بن إبراهيم: سمعتُ أبا النَّضْر هاشم بن القاسم يقول: سألني إبراهيم بنُ شَكَلَة عن القرآن، فقلت: كلام الله [ ..... ]
(3)
الله، وتسكت أحبّ إلي، فقلتُ: لما قال هذا الخبيث - أعني بشر المريسي - إنّه مخلوق، لم يجد بُدًّا من أن يقول: إنّه ليس بمخلوق.
= الجهمية (رقم: 306) عن يحيى بن سليمان الجعفي، والبيهقي في الأسماء والصفات (1 / رقم: 517) لابن أكثم، كلاهما عن أحمد بن بشير. وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 119)، والخلال في السنة (رقم: 1991)، لابن أبي زائدة عن مجالد.
(1)
الرواية من طريق السنة للطبراني.
(2)
الجامع (رقم: 3194).
(3)
موضع تمزق في الأصل. وهو في السنة (رقم: 1798) للخلال.
790 -
(1)
قال أبو بكر محمد بن الطيّب ابن الباقِلّاني في كتاب جوابات أهل طبرستان: "وسأل الأشعريُّ رحمه الله نفسَه في كتاب زيادات نوادر الكلام ودقائقه عن ما يُكَفَّرُ به المتأوِّلون من الضلالات وما لا يُكَفَّرون به بل يُفِسَّقون ويُضَلَّلون، فقال: إنْ سأل سائلٌ فقال: ما قولُكم فيمن قال إنّ القرآن مخلوقٌ، هل يصحُّ مع قوله هذا أنّه يعرفُ اللهَ أم لا؟ ثم قال: قيل له: لا يعرفُ اللهَ سبحانه من قال بخلْق كلامه؛ بل هو كافرٌ مُنسلخٌ من الإيمان، ثم قال: فإنْ قيل: وما الدليلُ على ذلك؟ قيل له: الدليلُ عليه أنّه إذا اعتقد في الله أنّ كلامَه مُحدَثٌ مخلوقٌ لزمه أن يكون قبل خلقه وإحداثه غيرَ قائلٍ ولا متكلِّمٍ، ولزمه بقوله هذا أن يكون - تعالى عن قوله - أخرسَ أو ساكتًا ومأووفًا بآفةٍ تمنعُه من كونه متكلِّمًا؛ لأنّ الحيَّ إذا لم يكن متكلِّمًا فلا بدّ من أنْ يكون مأووفًا بآفةٍ تمنعُه من الكلام إمّا خرسٌ أو سكوتٌ، وقد أجمعت الأمّةُ على إكفار من ارتكب القولَ بأنّه أخرسُ أو ساكتٌ أو مأووفٌ؛ ولا فرق بين أن يصرِّح القائلُ بخلق القرآن بذلك، وبين أن يقولَ قولًا يلزمُه عليه ما لو قاله وصار إليه لكفر، قال: فوجب لذلك أن يكون القائلون بخلق القرآن وحدثه كفّارًا منسلخين من الإيمان بالله غيرَ عارفين به [ ...... ]
(2)
.
وقال في موضع آخر: وقد عظّم أيضًا كفرَ المعتزلة في القول بخلق القرآن؛ لأنّ البصريّين منهم والبغداديّين مُجمِعون على أنّ من قال إنّ القرآن غيرُ مخلوق فإنّه كافرٌ يحلُّ دمُه ومالُه، وإنّ كل [ ...... ](2) القول بنفي خلق القرآن فإنّها دارُ كفرٍ يعرض أهلها بالسيف إذا غلب عليها أهلُ الجبر
(1)
كتب المصنف في الأصل محيلًا إلى هذا النقل: (يتلوه ما على ظهر الجزء)، والمراد ما كتبه أسفل الصفحة (86 أ).
(2)
حصل في هذه المواضع تمزّقٌ في طرف الصفحة ذهب معه شيء من النصّ.
والتشبيه ومن قال إنّ القرآن قديمٌ غيرُ مخلوق؛ فإنّهم زعموا نلزمه بنفي القول بعدمه مع العدوان يكون إلهًا ربًّا كالباري جلّ ثناؤه، قالوا: وهذا شركٌ ممّن صار إليه؛ حتى قال ابنُ الجُبّائي في جواب مسائل أبي سعيد الأشروسني ما هذا حكايةُ لفظه: وسألتَ رحمك الله عن رجلٍ ركبَ في سفينةٍ فيها خلقٌ من الناس، فقال قائل منهم: لعن اللهُ من يقولُ إنّ القرآن مخلوقٌ، وسكت على قوله هذا الباقون فلم يُنكِروه، هلى ترى أنّ هذه السفينة دارُ كفرٍ أو دارُ إيمان؟ قال: والجوابُ رحمك الله أنّ هذه السفينة دارُ كفرٍ يُعترضُ أهلُها بالسيف إذا عُلم رضاهم بلعن أهل الحدل والتوحيد؛ وذكر مثل ذلك في كتاب نقض الأبواب على عبّاد وغيره من الكتب، [ ..... ]
(1)
على إكفار جماعة الأمّة وأهل السنّة وأصحاب الحديث في نفيهم خلقَ القرآن، قال: فيجبُ تعاظمُ كفرهم في القول بخلقه لتديُّنهم بإكفار من لم يقلْ بخلقه.
قال ابنُ الباقِلّاني: واعلموا رحمكم الله أنّ دين الأشعري رحمه الله وجماعة أصحابه وأهل الحديث في إكفار من قال بخلق القرآن.
* * *
(1)
جملة في طرف الصفحة تمزق موضعها.
باب في النزول
791 -
أخبرنا جدِّي، أبنا أحمد بن عبد الدائم -في الرابعة-، أبنا الحافظ عبد الغني المقدسي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي بالإسكندريّة، أبنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن زَنْجَوَيْه الزَّنْجاني بزَنْجان، أبنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي، أبنا أبو عَمْرو محمد بن جعفر بن مَطْر، ثنا محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد الذارع، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا فُضَيْل بن سليمان، عن موسى بن عُقْبَة، عن إسحاق بن يحيى، عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ينزل ربُّنا عز وجل حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: ألا عبدٌ من عبادي يدعوني فأستجيبَ له؟ ألا ظالمٌ لنفسه يدعوني فأغفرَ له؟ ألا مُقَتَّرٌ عليه رزقُه يدعوني فأرزقَه؟ ألا مظلومٌ يذكرني فأنصرَه؟ ألا عانٍ يدعوني فأفكّ عانتَه؟ - قال: - فيكون كذلك إلى أن يُصلّى الصبح، ثم يعلو ربُّنا عز وجل على كرسيه"
(1)
.
792 -
أخبرنا جدي، أبنا ابنُ عبد الدائم، أبنا عبد الغني، أبنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصبهاني، أبنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصَّيْرَفي، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد بن محمد، أبنا أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، ثنا حجّاج بن
(1)
الرواية -فيما يظهر- من الصفات للحافظ عبد الغني المقدسي، انظر: صلة الخلف (284). وأخرجه الطبرانىِ في المعجم الأوسط (رقم: 6079)، عن محمد بن عثمان بن أبي سويد.
يوسف، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن أخي الزهري، عن عمّه محمد بن مسلم، أخبرني ابنُ عُبَيْد بن السبّاق أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ينزل ربُّنا عز وجل من آخر الليل، فينادي منادٍ في السماء العليا: ألا نزل الخلّاقُ العليم، فيسجدُ أهلُ السماء، ثم ينادي فيهم منادٍ بذلك، فلا يمرّ بأهل سماء إلا وهم سجود"
(1)
.
793 -
أخبرنا عبد الله بن الحسين وجماعة قالوا: أبنا مكِّيُّ بن علّان، أبنا علي بن خَلْدون، أبنا علي بن الموازيخي، أبنا محمد بن أبي نصر، أبنا يوسف الميَانِجي، أبنا محمد بن شادِل، ثنا إسحاق بن إبراهيم
(2)
، أبنا أبو الوليد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، عن رسول الله قال:
"ينزل الله كلَّ ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: من يسألُني فأعطيَه؟ ومن يستغفرُني فأغفرَ له؟ "
(3)
.
* * *
(1)
الرواية كالسابقة. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 506)، والرواية من طريقه. وإسنادُه مرسل لأنّ ابن عبيد بن السباق -واسمه: سعيد- من التابعين.
(2)
هو: ابن راهويه.
(3)
الرواية من طريق حديث إسحاق بن راهويه، انظر: المجمع المؤسس (1/ 126 - 127). والإسناد صحيح. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ رقم: 1566) من طريقين عن أبي الوليد -هو: الطيالسي-. وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ رقم: 10321) وأحمد (27/ 310/ رقم: 16745)، من طرق عن حماد بن سلمة.
(1)
باب القعود
794 -
قرأتُ على زينب ابنة الكمال، عن عبد الرحمن بن مكِّي -إجازةً-، أبنا جدِّي الحافظ أبو طاهر السلفي -كذلك، إن لم يكن سماعًا-، أبنا أبو العبّاس أحمد بن عبد الغفّار بن أحمد بن أشتة، أبنا أبو الحسن علي بن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخَرْجاني الأَصْبَهاني، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال القاضي -قراءةً عليه في معجمه- قال: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الهلالي، ثنا عبد الأعلى بن حمِّاد النَّرْسي، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مُحارِب بن دِثار، عن عبد الله بن يزيد
(2)
، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب لمّا قدم من الحبشة:
"أيَّ شيء رأيتَ بالحبشة أعجبَ إليك؟ "
قال: مرّ راكبٌ بامرأة من الحبهشة على رأسها مِكْتَلٌ فيه دقيق، فرجمها فوقع مِكْتَلُها وانتثر دقيقُها، فجعلت تأخذه بيديها وتحصِّلُه في مِكْتَلِها وهي تقول: ويلٌ لك من الملِك لو قعد على كرسيّه فأخذ للمظلوم من الظالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما قُدِّست أمّةٌ لا يُنْصَف مظلومُها غيرَ مُتَعْتَع"
(3)
.
(1)
الورقة (87) مرت كتابتها متصلة مع الورقة (13).
(2)
هكذا بخط المصنف. وضبب عليها وكتب بحذائها في الحاشية: (لعله: عبد الله بن بريدة عن أبيه)، وهو الصواب.
(3)
الحديث صحيح بشواهده التي نقلها المصنف، وهذا الإسناد يحتملُ التحسين إن كان حماد بن سلمة سمعه من عطاء قبل اختلاطه.
رواه عن عطاء بن السائب أيضًا: منصور بن أبي الأسود
(1)
.
رُوي من حديث أبي الزبير عن جابر.
رواه ابن ماجه، وأبو يَعْلى، وابن حِبّان
(2)
.
وهو في الجزء الرابع والعشرين من المختارة
(3)
، والثالث من فوائد القاضي أبي محمد بن أبي عقيل -تخريج الخطيب-.
وروي من حديث أسماء بنت عُمَيْس.
795 -
أخبرنا به ابنُ تمّام، أبنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك، أبنا ابن قدامة، أبنا ابن البَطِّي، أبنا ابن خَيْرون، أبنا أبو القاسم الحُرْفي، ثنا أبو بكر النجّاد، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحَرْبي، ثنا أبو بكر -يعني: ابنَ أبي شيبة-، ثنا أبو أسامة، عن زكريا -هو: ابنُ أبي زائدة-، عن أبي إسحاق، عن سعد بن مَعْبَد، حدثتني أسماء بنت عُمَيْس، أنّ جعفر
(4)
جاءها وهي تبكي إذْ هم بالحبشة، فقال لها: ما شأنُك؟ قالت: رأيتُ فتًى مُتْرَفًا من الحبشة شابًّا جسيمًا مرّ على امرأةٍ، فطرح دقيقًا لها كان معها، فنسفته الريح، فقالت: أكِلُك إلى يوم يجلس الملِك على الكرسي، فيأخذ للمظلوم من الظالم
(5)
.
تابعه عن أبي أسامة: إبراهيم بن سعيد الجَوْهَري.
(1)
كتب المصنف بحذاء هده العبارة: (في الوريقة)، وقد بحثت عنها فلم أجدها. وهو من هذه الطريق عند ابن أبي شيبة والروياني وأبي يعلى في مسانيدهم كما في المطالب العالية (3 / رقم: 3315)، والبزار في مسنده (10/ رقم: 4464)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 860) والسنن (10/ 94)، وعندهم: عبد الله بن بريدة عن أبيه.
(2)
سنن ابن ماجه (رقم: 4010)، ومسند أبي يعلى (4/ رقم: 2003)، والإحسان (11 / رقم: 5058)، وأعاده مختصرًا (رقم: 5059).
(3)
مسند جابر بن عبد الله لا يوجد في القسم المطبوع من المختارة.
(4)
هكذا بخط المصنف.
(5)
في إسناده عنعنة أبي إسحاق -وهو: السبيعي-، وهو مدلِّس.
هو في الثالث من انتخاب السِّلَفي من أصول جعفر السرّاج، وحادي عشر المُخَلِّصِيّات
(1)
.
796 -
أخبرتني زينب، أنبأنا عبد الرحمن السِّبْط، أنبأنا السِّلَفي، أبنا ابن أَشْتَة، أبنا الخَرْجاني، ثنا العسّال، ثنا أحمد -هو: ابنُ محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عَجْلان- مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمْداني السبيعي، حدثني إبراهيم بن الوليد بن حمّاد اللؤلؤي، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بات عبد الملك بن أَبْجَر، عن موسى الجُهَني، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَبِيدة السَّلْماني، عن عبد الله قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ الله يمسك السموات على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال والثرى على إصبع، ثم يهزّهن، ثم يقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقًا له، ونزلت:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعَام: 91]
(2)
.
797 -
وبه إليه، حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن سليمان العطّار -وكان ينزل دَرْب العضيضي-، ثنا الحسن بن عَرَفة، ثنا محمد بن الحسن الهَمْداني، عن محمد بن عُبَيْد الله الفزاري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأَحْوَص، عن أبيه قال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قَشِف، فقال:"هل لك من مال؟ "
فقلتُ: يا رسول الله ما من مالٍ إلا قد آتاني الله منه طرفًا، قال:
"فَلْيُرَ ذلك عليك، فإنّ الله جميلٌ يحب الجمال، ويكره البؤس والتباؤس"
(3)
.
(1)
فوائد المخلِّص (رقم: 2536).
(2)
الرواية من طريق معجم العسال، وإسناده صحيح، رجاله رجال مسلم. وله طرق عند البخاري (أرقام: 4811، 7414، 7415، 7513) ومسلم (رقم: 2786).
(3)
إسناده ضعيف جدًّا، محمد بن عبيد الله الفزاري متروك الحديث كما في التقريب، =
باب الضحك
798 -
أخبرتنا زينب ابنة أحمد، عن محمد بن عبد الكريم، أبنا عبد الحق بن عبد الخالق، أبنا المبارك بن عبد الجبّار، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد، ثنا أحمد بن عبد الله بن إدريس النَّرْسِي، ثنا شبّابة بن سوّار، ثنا وَرْقاء بن عمر، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تعالى يضحك إلى رجلين قتل أحدُهما الآخرَ كلاهما يدخل الجنّة: رجلٍ يقاتِل فيُقْتَل ويُسْتَشْهد فيدخل الجنّة، ثم يتوب الله على قاتله فيُسْلِم فيُقَاتِل في سبيل الله، فيُقْتَل ويُسْتَشْهد فيدخل الجنّة"
(1)
.
799 -
وفي ترجمة (زيد بن أَسْلَم) من الحلية لأبي نعيم
(2)
: "إنّ الله أوحى إلى نبيِّ من الأنبياء: لأي شيء نهيتَه؟ قد كان يُضْحِكُني في اليوم كذا وكذا مرّة".
* * *
= والحديث صحيح رواه جمع من الثقات عن أبي إسحاق السبيعي منهم: معمر بن راشد عند عبد الرزاق في المصنف (20/ رقم: 20513)، وزهير بن حرب عند أبي داود (رقم: 4063)، وشعبة عند أحمد (35/ 223/ رقم: 15888) والحاكم (1/ 24 - 25).
(1)
الرواية من مشيخة ابن شاذان الصغرى (رقم: 9). وإسناده صحيح، وأخرجه البخاري (رقم: 2826) لمالك، ومسلم (رقم: 1890) لسفيان، كلاهما عن أبي الزناد.
(2)
حلية الأولياء (3/ 223).
باب المسح باليد
800 -
أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابنُ المحبّ وأحمد بن علي الجزري قالوا: أبنا محمد بن عبد الهادي، أبنا محمد بن حمزة، أبنا عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكَتّاني، أبنا عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أبنا خَيْثَمَة بن سليمان، ثنا العبّاس بن الوليد بن مَزِيد، أبنا ابن شُعَيْب -هو: محمد-، أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أَسْلَم، عن أبيه زيد بن أَسْلَم، أنّه حدّثه عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم مسح ظهره بيده، فخرّت منه كلُّ نسمة هو خالقُها إلى يوم القيامة، وانتزع ضلعًا من أضلاعه فخلق حوّاء، ثم أخذ عليهم العهد {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172]، قال: ثم اختلس كلُّ نَسَمَة من بني آدم نوره في وجهه، وجعل فيه البلوى التي كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام، ثم عرضهم على آدم قال: يا آدم هؤلاء ذرِّيَّتُك، فإذا فيهم الأَجْذَم والأَبْرَص والأعمى وأنواعٌ الأسقام، فقال آدم: ياربّ لِمَ فعلتَ هذا بذريتي؟ قال: كي تشكر نعمتي يا آدم، قال آدم: يا ربّ مَنْ هولاء الذين أراهم أظهر الناس نورًا؟ قال: هؤلاء الأنبياء يا آدم من ذرِّيَّتِك، قال: فمن هذا الذي أراه أظهرَهم نورًا؟ قال. هذا داود يكون في آخر الأمم، قال: يارب كم جعلتَ عمره؟ قال: ستين سنة، قال: يارب كم جعلتَ عمري؟ قال: كذا وكذا، قال: يارب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمرُه مائة سنة، قال: أتفعل يا آدم؟ قال: نعم يا رب، قال: فيُكتب ويُختم أنْ قد كتبنا وختمنا لم
نغيِّر؟ قال: فافعل أيْ ربّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما جاء ملَك الموت إلى آدم ليقبض روحه قال: ماذا تريد يا ملَك الموت؟ قال: أريد قَبْضَ روحَك، قال: أو لم يبق من أجلي أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنَك داود؟ قال: لا".
قال: فكان أبو هريرة يقول: فنسي آدمُ فنسيت ذرِّيَّتُه، وخطئ فخطئتْ ذرِّيَّتُه، وجَحَدَ فجحدت ذريتُه.
قال ابن شُعَيْب: أخبرني ابنُ أبي العالية عن غيره أنّ عمر آدم كان ألف سنة
(1)
.
801 -
أخبرنا جدي، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحسن -هو: ابنُ أحمد الحدّاد- قراءةً عليه، أبنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه -كتابةً-، أبنا عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشّاب، ثنا أبو علي الحسن بن محمد الهَيْساني، ثنا إبراهيم بن عَزْرَة أبو إسحاق المُطَّوِّعي، ثنا موسى بن حمّاد، حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] قال:
"ينظرون إلى ربهم بلا كيفيّة، ولا محدود، ولا صفة معلومة"
(2)
.
(1)
إسناده ضعيف، لأجل ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وللحديث طرق عن أبي هريرة قد يرقى بها إلى الحسن. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 395)، عن عبد الكريم بن حمزة. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ رقم: 1015) بأخصر مما هنا. ورواه عن أبي هريرة: أبو صالح عند الترمذي (رقم: 3076) والحاكم (2/ 325) بمعناه، وقال الترمذي:"حسن صحيح"؛ وسعيد المقبري عبد الترمذي (رقم: 3368) والحاكم (1/ 64) وابن حبان (الإحسان 14/ رقم: 6167) وابن أبي عاعم في السنة (رقم: 206)، وقال الترمذي:"حسن غريب".
(2)
عزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 357) إلى ابن مردويه.
802 -
وبه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القِيَامَة] قال: "ينظرون إلى ربهم بلا كيفيّة، ولا حد محدود، ولا صفة معلومة".
هذان الحديثان موضوعان، كتبناهما للمعرفة، في إسنادهما غيرُ واحد من المجهولين.
* * *