المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب قول الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القَصَص: - صفات رب العالمين - ت تمالت - جـ ٢

[ابن المحب الصامت]

فهرس الكتاب

‌باب قول الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القَصَص: 88]، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرَّحمن]، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البَقَرَة: 115]

803 -

وفي الزبور: "ولا أُقْبِلُ بوجهي على آكل الحرام".

804 -

وفيه: "هيهات، لو رأيتم الجنّةَ وما أعددتُ فيها، وأَنْعَمُ من الجنّة أن أرفع حُجُبي عني وأقولُ: أين المشتاقون إليّ".

805 -

قولُهْ "الآن أنا الله، انظروا إليّ، وتمكّنوا مني، فقد زدتُ في قوة أحداقكم ما لا يرْدعُكم جلالي".

806 -

وفيه -لمّا ذكر الحوريّاتِ وصفةَ الجنة-: "والتّنعّمُ بي ألذُّ من ذلك كلّه".

807 -

وفيه: "وكلُّ شيء هالكٌ غيرُ وجهي".

808 -

وفيه: "لو لم يكن لي نارٌ تُخاف والجنّةُ يُطْمَع فيها، لكان في النظرِ إليّ أعظمُ الفوز، وأعلى الهمّة، وأنجحَ الطلبة".

809 -

أخبرنا محمود بن أحمد بن يوسف بن اْيوب بن علي البَعْلَبَكِّي، أبنا عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحرّاني، أبنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن النَّخَّاس. (ح) وأخبرني القاسم بن محمد البِرْزالي، أبنا عبد العزيز بن عبد المنعم، أبنا محمد بن سعد الله الدجاجي؛

ص: 445

قالا

(1)

: أبنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزّاز، أبنا أبو الحسين لحمد بن علي بن المهتدي. وأخبرنا القاضي محمد بن مسلَّم، أبنا إسماعيل بن العسقلاني. وأخبرنا أحمد بن علي بن محمد بن بدر المقرئ، أبنا جدِّي؛ قالا

(2)

: أبنا أبو حفص بن طَبَرْزَد، أبنا أبو سعد الزَّوْزَني، أبنا أبو علي محمد بن وِشَاح الزَّيْنَبي؛ قالا

(3)

: أبنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أيّوب المعروف بابن شاهين، ثنا سعيد بن عبد الله بن سحيد المِهْراني بالبصرة، ثنا أحمد بن عَمْرو القِلَّوْرِي. (ح) وأخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا الحافظ محمد في عبد الواحد المقدسي، أبنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أنّ الحسن بن أحمد الحدّاد أخبرهم -وهو حاضر-، أبنا أبو بكر محمد بن علي بن مصعب، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن مَعْبَد، ثنا أبو بكر أحمد بن عَمْرو بن عبد الخالق

(4)

، ثنا أحمد بن عَمْرو بن عبيدة الحُصْري، ثنا يعقوب بن إسحاق -زاد سعيد: الحضرمي-، عن سليمان بن معاذ -قال أبو بكر البزّار: ثنا سليمان بن معاذ-، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يُسْأل بوجه الله إلا الجنة"

(5)

.

رواه يعقوب بن سفيان في مشيخته، عن محمد بن عبد الله بن عمّار المَوْصِلي عن يعقوب.

(1)

يعني: أبا حامد بن النخاس، والدجاجي.

(2)

يعني: محمد بن بدر المقرئ، واسماعل بن العسقلاني.

(3)

يعني: ألا الحسين بن المهتدي، وأبا علي الزينبي.

(4)

هو: البزار.

(5)

الرواية من الأفراد لابن شاهين. وهو في سنن أبي داود (رقم: 1671)، رواه عن القِلَّوْري. سليمان بن معاذ صعيف.

ص: 446

قال ابنُ شاهين: تفرّد بهذا الحديث يعقوبُ الحَضْرَمي، ولا أعلمُ حدّث به عنه إلّا القِلَّوْري، وهو حديثٌ غريب.

810 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن وأبو الفضل الحاكم، قالا: أبنا عبد الله بن عمر، أبنا سعيد بن البنّا، أبنا أبو نصر الزَّيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زُنْبور، ثنا أبو بكر ابن أبي داود، ثنا محمد بن بشّار ونصر بن علي، قالا: ثنا أبو عبد الصمد العَمِّي، ثنا أبو عمران الجَوْني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قَيْس الأَشْعَري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"جنّتان من ذهب، آنيتُهما وما فيهما، وجنّتان من فضة، آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنّة عدن"

(1)

.

رواه البخاري

(2)

، عن ابن المديني وعبد الله بن الأسود؛ ورواه مسلم

(3)

، عن نصر بن علي وأبي غسّان مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن راهويه، كلِّهم عن عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا للبخاري، وموافقةً لمسلم بعلوّ درجتين، والحمد لله.

وهو في جزء حنبل بن إسحاق

(4)

، والأول من صفة الجنة لضياء الدين

(5)

.

811 -

أخبرنا أبو بكر وعيسى وابنُ أبي طالب ووزيرة قالوا: أبنا

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي داود في البعث (رقم: 59)، والرواية من طريقه.

(2)

الصحيح (رقم: 7444 و 4878).

(3)

صحيح مسلم (رقم: 180).

(4)

جزء حنبل بن إسحاق (رقم: 85).

(5)

صفة الجنة (رقم: 25).

ص: 447

الحسين، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا محمد بن يوسف

(1)

، أبنا محمد بن إسماعيل

(2)

، ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان: قال عَمْرو: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال:

"أعوذ بوجهك"

{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قال:

"أعوذ بوجهك"

فلما نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعَام- 65] قال: "هاتان أهون -أو: أيسر-".

812 -

أخبرنا محمد بن يعقوب الجرائدي -حضورًا-، أبنا عبد الرحمن بن مَكِّي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي -حضورًا-، أبنا يحيى بن مَنْدَه، أبنا أحمد بن منصور المغربي، ثنا محمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، ثنا جدِّي، ثنا نصر، أبنا خالد الحذّاء، أبنا سعيد، عن قتادة، عن أبي نَهِيك، عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه"

(3)

.

كذا في سماعنا: خالد الحذّاء، وإنّما هو خالد بنُ الحارث الهُجَيْمي.

(1)

هو: الفربري، راوي صحيح البخاري.

(2)

هو: الإمام البخاري، والرواية من طريقه في الاعتصام (رقم: 7313).

(3)

الرواية من طريق السفينة الجرائدية، انظر: المجمع المؤسس (1/ 290). وهو عند ابن خزيمة في التوحيد (1/ 31)، وعنده: خالد بن الحارث، وهو: ابنُ عبيد الهجيمي، وهو ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه كما يفهم من كلام الحافظ ابن عدي المنقول في التهذيب (2/ 35).

ص: 448

رواه أبو داود

(1)

، عن نصر بن علي وعبيد الله القواريري، عنه.

ورواه البغوي

(2)

، عن أبي بكر محمد بن خلاد الباهلي البصري، عن خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي سُهَيْل

(3)

، عن ابن عبّاس.

كذا وجدتُه بخط محمد بن العبّاس بن الفُرات

(4)

.

813 -

وقال ابنُ القاسم

(5)

: ذكروا عند أبي عبد الله المسيّب بن شريك كان يقول في دعائه: "حمدًا يُشْرق له وجهُك"، فقال أبو عبد الله رحمه الله:"كان فيه شدّةٌ على الجهميّة"

(6)

.

* * *

(1)

السنن (رقم: 5108).

(2)

لعله في معجم الصحابة.

(3)

وضع المصنف فوقها ضبة؛ للإشارة إلى الخطأ.

(4)

هو: أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي، إمام حافظ، قال فيه أبو بكر الخطيب:"أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه، حجة في نقله"، توفي سنة 384 هـ. السير (16/ 495 - 496).

(5)

لعله أحمد بن القاسم، صاحب الإمام أحمد. طبقات الحنابلة (1/ 135).

(6)

القصة بنحوها من رواية عبد الله ابن الإمام أحمد كما في العلل (2/ 558/ رقم: 3638).

ص: 449

باب قول الله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البَقَرَة: 255]

814 -

وقرأتُ في الزبور: "فهو الربُّ الذي لا ينام، ولا يسهو، ولا يغفل".

815 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن مَعَالي وأبو بكر بن محمد، قالا: أبنا اْبو عبد الله الخطيب، أبتنا فاطمة بنت سعد الخير، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَروذي، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلى المَوْصِلي، ثنا إسحاق -هو: ابنُ أبي إسرائيل-، ثنا هشام بن يوسف، عن أميّة بن شِبْل، عن الحَكَم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال. سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي موسى عليه السلام على المنبر، قال:

"وقع في نفسه: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكًا فأَرَّقَه ثلاثًا، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بها، قال: فجعل ينامُ وتكادُ يداه تلتقيان، ثم استيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى، ثم نام نومةً فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان، قال: ضرب الله له مثلًا أنّ الله عز وجل لو كان ينام لم تستمسك السماءُ والأرض"

(1)

.

(1)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم: 6669)، والرواية من طريقه. وأشار إليه الحافظ الذهبي في الميزان (1/ رقم: 1032) في ترجمة أمية بن شبل فقال: "له حديت منكر" ثم ذكره. وأخرجه ابن جرير (4/ 534) عن إسحاق بن أبي إسرائيل. وأخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 268) والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ رقم: 79) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 26) وجزم بعدم ثبوته وأنه من الإسرائيليات. وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 271): "وهذا حديث غريب جدًا، والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع". قلت: وقد خولف =

ص: 450

رواه الطبراني في السنة، عن يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبيه.

* * *

= فيه أمية بن شبل، فقد رواه معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة من قوله، أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه ابن جرير (4/ 533) عن معمر.

ص: 451

‌باب

816 -

قرأتُ على أبي الحجّاج الحافظ: أخبرك آبو الحسن بنُ البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن محمد بن صَدَقَة، ثنا إبراهيم بن سعيد الجَوْهَري، ثنا رَيْحان بن سعيد، ثنا عبّاد بن منصور، عن أيّوب، عن أبي قِلابة، عن أبي صالح الحارثي، عن النعمان ابن بشير: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله عز وجل كتب كتابًا قبل أن يخلق السمواتِ والأرضَ بألْفَيْ عام، فهو عنده على العرش، أنزل من ذلك الكتاب آيتين ختم بهما سورةَ البقرة، وإنّ الشيطان لا يلج بيتًا قُرئت فيه ثلاثَ ليالٍ"

(1)

.

قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن أيوب إلّا عبّاد بن منصور، تفرّد به ريحان بن سعيد".

817 -

أخبرنا إسماعيل بن عمر بن المُسَلَّم، أبا عثمان بن علي

(1)

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 1360)، والرواية من طريقه، وهو كذلك في الصغير (1/ 55). وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ رقم: 10802). وإسناده ضعيف لأجل عباد بن منصور فإنه اختلط بأخرة كما في التهذيب (2/ 282) وقد ضعّفه ابن معين والدارقطني وغيرهما، لكن الحديث ثابت من طريق آخر، ففد أخرجه الترمذي (رقم: 2882) والنسائي في الكبرى (6/ رقم: 10803) وأحمد (30/ 363/ رقم: 18414) والحاكم (1/ 562 و 2/ 260) وابن حبان (الإحسان: 3/ رقم: 782) من طريق حماد بن سلمة عن الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير، وقال الحاكم في الموضع الأول:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وفي الموضع الثاني: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، وقال أبو زرعة الرازي -كما في العلل (رقم: 1678) -: "الصحيح: حديث حماد بن سلمة".

ص: 452

القرافي، أنبأنا أبو طاهر السِّلَفى، أبنا محمد بن عبد السلام الأنصاري، أبنا أبو بكر البَرْقاني، ثنا أبو بكر الإسماعيلي -لفظًا-، أخبرني أبو يَعْلى، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان قال: سمعتُ أبي قال: ثنا قتادة، أنّ أبا رافع حدّثه، أنّه سمع أبا هريرة يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنّ الله عز وجل كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلقَ: إنّ رحمتي سبقت غضبي، فهو عنده مكتوب فوق العرش"

(1)

.

رواه البخاري

(2)

، عن محمد بن أبي غالب عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وقال في روايته: عن قتادة قال: سمعت أبا رافع، عن أبي هريرة، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

قال أبو مسعود الدمشقي الحافظ

(3)

: "الحديثُ مشهورٌ عن المُعْتَمِر، ولكن لا أعلمُ أحدًا بيّن فيه سماعَ قتادةَ من أبي رافع غيرُ ابن أبي سمينة، ورواه موسى بن هارون عن عاصم الأحول عن مُعْتَمِر قال: سمعتُ أبي قال: ثنا قتادة، عن أبي رافع، يحدِّثه أبو رافع عن أبي هريرة، يحدِّثُه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به، قال موسى بن هارون: قوله (يحدثه أبو رافع) يعني: يحدّثُ أبو رافعٍ لقتادة، قتادةُ لم يسمع من أبي رافع، وإنما يحدِّث قتادةُ عن الحسن عن أبي رافع، ويحدِّثُ عن خلاس عن أبي رافع، ويحدِّثُ عن بَكْر عن أبي رافع، فإذا [ر] وى

(4)

قتادةُ عن أبي رافعٍ شيئًا فهو مُرْسَل عنه،

(1)

الرواية من طريق المصافحة للبرقاني. وهو في مسند أبي يعلى (11/ رقم: 6432).

(2)

الصحيح (رقم: 7554).

(3)

إبراهيم بن محمد بن عبيد، ألَّف أطراف الصحيحين وغيره، توفي سنة (401 هـ). السير (17/ 227 - 230).

(4)

لم يكتب المصنّف حرف الراء من (روى).

ص: 453

حدثنا أبو داود المَصاحفي البَلْخي -وكان من خيار المسلمين-، عن النضر بن شُمَيْل قال: قال شُعْبَة: لم يَلْقَ قتادةُ أبا رافعٍ ولم يسمعْ منه -أو: لم يره-، قال: ولم يسمعْ قتادةُ من سليمان اليَشْكُري"

(1)

.

818 -

أخبرنا ابنُ أبي الهيجاء وابنُ المُحبّ ويحيى بن يحيى قالوا: أبنا أبو علي البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ بن محمد، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَروذي، أبنا محمد بن أحمد بن حَمْدان، أبنا عبد الله بن أحمد بن موسى عَبْدان، ثنا عاصم بن النضْر، ثنا المُعْتَمِر قال: سمعتُ أبي يحدِّث عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لما قضى الله الخلقَ كتب كتابًا عنده فيه: غلبت -أو قال: سبقت- رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش"

(2)

.

رواه البخاري

(3)

، عن محمد بن أبي غالب عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة عن معتمر.

وهو في الجزء الحادي عشر من المخلصيات

(4)

، لأحمد بن المِقْدام عن المعتمر، ولعطاء بن ميناء عن أبي هريرة.

تابعه أبو الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هريرة.

وهو في الصحيحين

(5)

.

(1)

ينظر بحث: شيوخ قتادة بن دعامة السدوسي المتكلَّم في سماعه منهم (ص 413 - 417).

(2)

الرواية من طريق فوائد الحاج لابن حمدان، كما في المعجم المفهرس (1128).

(3)

الصحيح (رقم: 7554).

(4)

فوائد المخلص (رقم: 2562).

(5)

البخاري (رقم: 3194) ومسلم (رقم: 2751).

ص: 454

ورواه شريك عن الأعمش [عن أبي صالح]

(1)

عن أبي هريرة، فقال:"فوضعه تحت العرش".

819 -

أخبرنا بذلك أحمد بن أبي بكر الأَرْمَوي -حضورًا-، أبنا عبد الرحمن بن مَكِّي، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو طالب الكُنْدَلاني وأبو الفتح المعلِّم بأصبهان قالا: أبنا أبو علي أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن يَزْداد، أبنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أبنا أبو اليمان حذيفة بن غِياث بن حسّان العَسْكَري، ثنا عَمْرو بن مرزوق، ثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله عز وجل كتب كتابًا بيده قبل أن يخلق السمواتِ والأرضَ فوضعه تحت العرش: سبقت رحمتي غضبي"

(2)

.

* * *

(1)

ما بين المقوفين سقط من قلم المصنف سهوًا، وهو في الرواية المذكورة.

(2)

أخرجه أبو محمد بن فارس في حديثه (رقم: (1))، والرواية من طريقه. وفيه شريك -وهو: ابن عبد الله النخعي- وهو سيئ الحفظ. وأخرجه أحمد (15/ 82) / رقم: 9159) عن محمد بن سابق عن شريك. وقد توبع شريكٌ على الحديث لكن بغير لفظة (بيده)، تابعه: أبو حمزة السكري عند البخاري (رقم: (7404)، وسفيان الثوري عند أحمد (16/ 40/ رقم: 10014) والنسائي في السنن الكبرى (4/ رقم: 7751) وابن حبان (الإحسان: 14/ رقم: 6143).

ص: 455

‌باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النِّسَاء: 58]، {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطُّور: 48]، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]، {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هُود: 37]

820 -

وقال نافع، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه:

"إنّ الله لا يخفى عليكم، إنّ الله ليس بأعور -وأشار بيده إلى عينيه-، وإنّ المسيح الدجّال أعور عين اليمنى"، الحديث

(1)

.

821 -

وفي الزبور: "فإني لا أغفل، وإني لأسمع صوتَ عبادي".

822 -

وفيه: "فكيف لا تستحيون مني وعيني ناظرةٌ إليكم".

823 -

وفيه: "أنا سميعٌ، أبطِشُ وأسمع، ولا يَنْعَتُني الناعتون بالكيفيّة، لي عينٌ لا توصف يا داود، أنظرُ بها إلى الظاهر والباطن، وما غاب من أحداق الناظرين".

824 -

أخبرتنا فَقْهاء، عن عبد اللطيف بن القُتَّيْطي وعلي بن أبي الفِخَار، أبنا أبو زُرْعَة، أبنا أبو منصور المُقَوِّمي، أبنا الزُّبَيْر بن محمد الزّبَيْري، أبنا علي بن مَهْرَويه، أبنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عُبَيْد القاسم بن سلّام، حدّثني ابنُ بُكَيْر وأبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الآية في خاتمة النور وهو جاعلٌ أصابعَه تحت عينيه يقول:

(1)

أخرجه البخاري (رقم: 7407).

ص: 456

"بكل شيء بصير"

(1)

.

825 -

أخبرنا جدِّي، أبنا أحمد بن عبد الدائم -حضورًا في الرابعة-، أبنا عبد الغني بن سُرُور الحافظ، أبنا أحمد بن محمد الحافظ -هو: السِّلَفي-، أبنا أحمد بن علي -هو: الطُّرَيْثِيثي-، أبنا أبو القاسم الحافظ -هو: اللالَكائي-، أبنا محمد بن عثمان بن محمد الدَّقِيقي، ثنا محمد بن منصور بن أبي الجَهْم، ثنا نصر علي

(2)

، ثنا عبد الله بن يزيد، عن حَرْمَلَة بن عِمْران، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {إِنَّهُ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} فوضع إصبعه الدعاءَ وإبهامه على عينه وأذنه

(3)

.

قال أبو القاسم

(4)

: "أخرجه أبو داود، وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، يلزمه إخراجُه، وأبو يونس مولى أبي هريرة اسمه: سُلَيْم بن جبير، حديثه في المصريين".

ورواه ابن خزيمة

(5)

، عن ابن المقرئ عن أبيه؛ وعن محمد بن يحيى عن المقرئ.

(1)

أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص (308)، والرواية من طريقه. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ رقم: 776)، لسعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة. وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 84) وأعلّه بابن لهيعة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (1/ 458) - عن أبي زرعة عن ابن بكير. والحديث حسن سنده الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 385) والسيوطي في الدر المنثور (11/ 132)، ولعل ذلك لشاهد أبي هريرة الآتي بعده.

(2)

مترجم فى تهذيب الكمال (29/ 355/ رقم: 6406).

(3)

أخرجه اللالكائي في السنة (رقم: 688) والرواية من طريقه. وفي المطبوع تصحيف: (ثنا محمد بن منصور عن أبي الجهم). وكتب المصنف في حاشيته: (د م و)، وأخرجه أبو داود (رقم: 4728) عن علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي عن عبد الله بن يزيد، وقال في إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 385):"قوي على شرط مسلم".

(4)

هو: اللالكائي.

(5)

في التوحيد (1/ رقم: 46).

ص: 457

826 -

وعندنا في الجزء الأول من حديث أبي بكر بن الهَيْثَم الأَنْباري، لدرّاج، عن أبي الهَيْثَم، عن أبي سعيد الخُدْري، -أو: عن ابن حُجَيْرة الأكبر، عن أبي هريرة أنّ أحدهما حدّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا كان يومٌ حارٌّ أَلْقَى الله عز وجل سمعَه وبصرَه إلى أهل السماء وأهل الأرض"

(1)

.

827 -

وقال أبو حفص بن شاهين في كتاب السنة -الذي رواه عنه أبو حامد الإسفراييني-: ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا علي بن صدقة، ثنا حجّاج، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبّاس في قوله {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القَمَر: 14]، قال: أشار بيده إلى عينيه.

* * *

(1)

إسناده ضعيف جدًّا. لأجل دراج -وهو: ابن سمعان- قال الإمام أحمد -كما في التهذيب (1/ 574) -: "حديثه منكر". وأخرجه الدارمي في الرد على بشر المريسي (48) والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ رقم: 387) وغيرهما، وأورده الألباني في الضعيفة (رقم: 6428) وقال: "منكر".

ص: 458

‌باب الحُجْزَة

828 -

قال أبو بكر بن أبي عاصم في التفسير: حدثنا ابنُ أبي كَبْشَة، ثنا أبو عامر، ثنا أبو مَوْدود، أخبرني عمار أبو معاوية البَجَلي، عن مجاهد وسعيد بن جُبَيْر، أنهما كانا عند ابن عبّاس، فأتاه رجلٌ فقال: يا ابن عباس -أو: يا أبا الفضل- كيف ترى في رجل قَتَل عمدًا؟ قال:

"يأتي المقتولُ يوم القيامة يحمل رأسَه بيمينه، تَشْخَب أوداجه، حتى يقف عند الله فيقول: أيْ ربّ، دمي عند فلان، فيؤمر بهما فيؤخَّران، إني أشهد أنّ الله أنزل على نبيّكم صلى الله عليه: {وَمَنْ يَقْتُلْ

(1)

مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النِّسَاء: (93)] الآية، لم تُنْسَخ هذه الآيةُ حتى تَوفّى الله نبيَّكم صلى الله عليه وسلم".

تابعه عن ابن عباس: سالمُ بنُ أبي الجَعْد، ونافع بن جُبَيْر

(2)

.

829 -

أخبرنا عبد الله بن الحسين بن أبي التائب، أبنا محمد بن أبي بكر البَلْخي، أنبأنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو منصور الخيّاط وأبو القاسم الربعي وأبو بكر الطُّرَيْثيثي وأبو ياسر الخيّاط، قالوا: أبنا أبو القاسم عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة، ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة، ثنا أبي، ثنا هشام،

(1)

كتبها المصنف سهوًا: من قتل.

(2)

رواية سالم بن أبي الجعد عند الإمام أحمد (4/ 44/ رقم: 2142) وابن جرير (7/ 342 - 343) وغيرهما.

ص: 459

عن ابن جُرَيْج، أخبرني زياد، أنّ صالحًا مولى التَّوْأَمَة أخبره، أنّه سمع ابنَ عبّاس يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الرحم شُجْنَةٌ آخذة بحُجْزَة الرحمن تبارك وتعالى، تصلُ من وصلها، وتقطعُ من قطعها"

(1)

.

وهو من حديث نَوْفَل بن مُساحِق عن أمِّ سلمة، في الجزء الثالث من السنة للطبراني

(2)

.

830 -

ومنه: حديث: "إني آخذٌ بحُجَزِكم"

(3)

.

831 -

وحديث: "من تأخذُه النارُ إلى حُجْزَته"

(4)

.

الحُجْزَة: موضع شدِّ السراويل

(5)

.

شُجْنَة: بمعنى قرابةٌ مشتبكةٌ كاشتباك العروق، ومنه قولهم: والحديث ذو شجون، أي: يمسك بعضُه بعضًا.

* * *

(1)

أخرجه الفاكهي في حديثه عن ابن أبي مسرة (رقم: 240)، والرواية من طريقه. وإسناده حسن. وأخرجه أحمد (5/ 110/ رقم: 2953) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 538)، لأبي عاصم عن ابن حريج.

(2)

وهو في المعجم الكبير (23/ 404/ رقم: 970)، والسنة لابن أبي عاصم (رقم: 537).

(3)

في البخاري (رقم: 6483)، ومسلم (رقم: 2284).

(4)

في مسلم (رقم: 2845).

(5)

النهاية (1/ 344).

ص: 460

‌باب قول الله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرّعد: 5]، وقوله:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} [الصَّافات]

832 -

وفي الزبور: "عجبٌ لمن قرّت في الدنيا عينُه وأنا أسألُه عن الفتيل والنَّقير والقِطْمير".

833 -

وفيه: "تدري إلى من أضحكُ وأعجبُ وأشتاقُ وأشتهي لقاءَه وزيارتَه؟ رجلٌ تهيَّأتْ له لقمةٌ رطبةٌ، فذكر المتعفِّفين الذين أطلقوا مسألةَ الناس عن أنفسهم، ولزموا القُنوع، فآثرَهم بتلك اللقمة على نفسه".

834 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأتنا زَهْرَة بنت محمد بن أحمد بن حاضر، أبنا أبو الفتح بن البَطِّي، أبنا رِزْقُ الله بن عبد الوهّاب، أبنا أبو الحسين بنُ بِشران، أبنا محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري، ثنا محمد -هو: ابنُ عبيد الله-، ثنا يونس بن محمد، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عطاء بن السائب، عن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"عَجِب ربُّنا من رجل ثار عن وِطائه ولحافه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار من وِطائه ولحافه من بين حيِّه وأهله إلى صلاته، رغبةً فيما عندي، وشفقةً مما عندي، ورجلٌ غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابُه، فعلم ما عليه من الانهزامُ وما لَهُ في الرجوع، فرجع حتى أُهريق دمُه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي، حتى أهريق دمه"

(1)

.

(1)

الرواية من طريق أمالي ابن البختري، انظر: المجمع المؤسس (1/ 590 - 591). وقد روي الحديث موقوفًا على ابن مسعود وهو الذي صححه الدارقطني في العلل (5/ 267).

ص: 461

رواه أحمد، وأبو داود

(1)

.

وهو عندنا في جزء الحسن بن موسى الأَشْيَب

(2)

.

قال أبو نُعَيْم الأصبهاني

(3)

: هذا حديثٌ غريبٌ، تفرّد به عطاءٌ عن مرّة، وعنه: حمّادُ بن سَلَمَة.

835 -

أخبرتني زينب، عن ابن خليل -إذنًا-، أبنا وِيرِج

(4)

، أبنا جعفر الثقفي، أبنا ابنُ عبد الرحيم، أبنا أبو الشيخ، حدثني محمد بنُ أبان، ثنا الشاذَكوني، ثنا ابنُ أبي فُدَيْك، عن شِبْل بن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:

"عجِبَ ربُّكم من ذَبْحكم الضأْنَ في يوم عيدكم هذا"

(5)

.

رواه بَقِيُّ بن مَخْلَد الأندلسي، عن الحِزامي

(6)

عن ابن أبي فُدَيْك.

(1)

المسند (7/ 61/ رقم: 3949) عن روح وعفان، وسنن أبي داود (رقم:(2536) عن موسى بن إسماعل، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة.

(2)

جزء الأشيب (رقم: 2).

(3)

في الحلية (4/ 167).

(4)

ويقال: الويري، وهو لقب أبي الفتح ناصر بن محمد بن أبي الفتح الأصبهاني القطان المقرئ (ت 593 هـ). انظر: السير (21/ 306) وتبصير المنتبه (4/ 1478).

(5)

إسناده ضعيف جدًّا لأجل الشاذكوني -سليمان بن داود المنقري-، قال في التقريب: متروك، وبه أعله الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 2261)، وحكم على الحديث بالوضع، ولعله لم يطلع على المتابع الذي ذكر المصنف من رواية بقي بن مخلد. والحديث أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 234) والبيهقي في الشعب (451/ 9/ رقم: 6954)، وفي إسناديهما: شبل بن العلاء عن أبيه عن جده، فالظاهر أنه سقط من إسناد المصنف ذكر الجد.

(6)

هو: إبراهيم بن المنذر بن عبد الله، أخرج له البخاري وأصحاب السنن إلا أبا داود، وقال في التقريب: صدوق، تكلم فيه أحمد لأجل القرآن.

ص: 462

836 -

أخبرنا سليمان بن قُدامة -إجازةً-، أنبأنا ابنُ المُقَيَّر، أنبأنا أبو الفضل بنُ ناصر، أنبأنا ابنُ هَزَارْمَرْد، أبنا عبيد الله بن حَبابَة، ثنا البغوي، ثنا أحمد -هو: ابن إبراهيم العبدي-، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن محمد بن زياد سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"عجب ربُّنا تبارك وتعالى من رجال يُقادون في السلاسل حتى يدخلون الجنة"

(1)

.

رواه البخاري

(2)

، عن ابن بشّار عن غُنْدَر عن شعبة.

ورواه بَقِيُّ بنُ مَخْلَد، عن أبي بكر عن شبّابة بن سوّار عن شعبة.

ورواه أيضًا، عن أبي كُرَيْب عن زيد بن الحُباب العكْلي عن حسين بن واقد عن محمد بن زياد، وقال:"عجبتُ لأقوامٍ من أمتي".

وهو عندنا في جزء الغِطْريف

(3)

، للربيع بن مسلم عن محمد بن زياد:"عجب ربُّنا"

837 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا عمر بن محمد السَّهْرَوَرْدي، أبنا أبو زرعة، أبنا عَبْدُوس بن عبد الله، أبنا محمد بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن يعقوب الأصمّ، أبنا العبّاس -هو: ابن الوليد بن مزيد-، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن شَوْذَب، حدثني محمد بن زياد، سمعتُ أبا هريرة يقول:

"عجب ربُّنا من أقوام يُقادون إلى الجنة في السلاسل"

(4)

.

(1)

أخرجه البغوي في الجعديات (رقم: 1140)، والرواية من طريقه.

(2)

الصحيح (رقم: 3010).

(3)

جزء ابن الغطريف (رقم: 58).

(4)

أخرجه أبو العباس الأصم في حديثه (رقم: 308)، والرواية من طريقه.

ص: 463

‌بابٌ

838 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا محمد بن سعيد بن المُوَفَّق بن علي الخازن، أبتنا شهدةُ بنتُ أحمد، أبنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النِّعالي، أبنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبنا أبو جعفر محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري الرزّاز، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي أبو جعفر، ثنا أبو علي الحنفي، ثنا فَرْقد بن الحجّاج قال: سمعتُ عقبة بنَ أبي حسناء قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله إذا جمع الأوّلين والآخرين يوم القيامة، جاء الربُّ تعالى إلى المؤمنين، فوقف عليهم على كوم -فقالوا لعقبة: ما الكوم؟ قال: المكان المرتفع-، فيقول: هل تعرفون ربَّكم؟ قالوا: إنْ عرّفنا نفسَه عرفناه، ثم يقول لهم الثانيةَ: هل تعرفون ربَّكم؟ قالوا؟ إنْ عرّفنا نفسَه عرفناه، ثلاثًا، قال: فيتجلّى لهم ضاحكًا في وجوههم، فيخرّون له سُجَّدًا"

(1)

.

839 -

وبه إلى ابن البَخْتَري، ثنا محمد، ثنا عثمان بن مَخْلَد -قال أبو جعفر: سمعته يحدّث به عنه غيرَ مرّة- قال: ثنا وكيع، ثنل موسى بن عُبَيْدة قال: سمعتُ محمد بنَ كعب القُرَظي قال: "إذا سمع الناسُ القرآنَ مِن في الرحمن، فكأنّهم لم يسمعوه قبل ذلك".

(1)

الرواية والتي بعدها من طريق أبي جعفر بن البختري في حديثه. وعقبة بن أبي حسناء جهّله ابن المديني وأبو حاتم كما في الميزان (3/ 84). وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (2/ رقم: 338) عن عمرو بن علي عن أبي علي الحنفي.

ص: 464

840 -

وفي الزبور: "والعَجَبُ كلُّ العَجَب أني تَفِلْتُ مِن فِيِّ ومنّي لا من أحدٍ غيري في قلوب الأنبياء فصَحَت".

841 -

وفيه: "سيأتي على الناس زمانٌ يحضر فيه كتابٌ أشدُّ استقامةً من الشَعْرَة، وأَقْوَمُ من القَدَح، إذا أُدخل فيه ما لا يُشاكلُه عُرف فمُيِّز منه، تكلّمتُ به بلساني، وأوحيتُه من نفسي إلى إسرافيل، وأوحاه إسرافيلُ إلى جبريل، ثم استكملْتُ الكتبَ كلَّها التي أنزلتُها على أنبيائي إلى سماء الدنيا في شهر صيام الموحِّدين، أنزله جبريل على نبيي بلسانه أمرًا مني".

842 -

وعندنا في الثاني من حديث أبي علي بن الصوّاف، لعصمة بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة رفعه في حديثٍ فيه:

"فيتكلّم عز وجل بلسان طَلِقٍ ذَلِقٍ" الحديث

(1)

.

843 -

وبه إلى ابن البَخْتَري، ثنا محمد -هو: الدقيقي-، ثنا يزيد بن هارون، أبنا إسماعيل بن أبي خالد، عن إسحاق بن راشد، عن امرأةٍ من الأنصار يُقال لها أسماء بنت يزيد قالت: لما توفي سعد صاحتْ أمُّه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ألا يرقأُ دمعُك ويذهبُ حزنُك، فإنّ ابنك أوّلُ من ضحك الله إليه واهتزّ له العرش"

(2)

.

(1)

حديث منكر؛ فيه: عصمة بن محمد، قال الدارقطني: متروك، واتهمه يحيى بن معين بالكذب. الميزان (3/ 68).

(2)

إسناده ضعيف، إسحاق بن راشد قال فيه الحافظ في التقريب:"مقبول". وأخرجه الإمام أحمد (45/ 563/ رقم: 27581) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 559) وابن خزيمة في التوحيد (2/ رقم: 342)، كلهم من طريق يزيد بن هارون.

ص: 465

هو عندنا في الجزء الذي ترجمتُه: من حديث مكرم بن أحمد والعَبّاداني والنجّاد والأَدَمي وابن السمّاك.

844 -

وبه قال

(1)

: ثنا محمد، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا موسى بن إبراهيم، ثنا طلحة بن خِراش قال: سمعتُ جابر بنَ عبد الله وهو يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا جابر أما علمتَ أنّ الله كلّم أباك كِفاحًا، وما كلّم بشرًا إلّا من وراء حجاب أو يرسلُ رسولا".

قال أبو جحفر

(2)

: فسمعت إبراهيم بنُ المنذر سئل عن الكفاح، قال:"قِبَلًا"

(3)

.

* * *

(1)

يعني: ابن البختري.

(2)

إسناده حسن. وأخرجه ابن ماجه (رقم: 190 و 2800) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: (602)، كلاهما عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وحسّنه الشيخ الألباني فىِ تخريج السنة. وأخرجه الترمذي (رقم: 3010) وابن ماجه (رقم: 190) والحاكم (3/ 203 - 204) وابن حبان (الإحسان: (15/ رقم: 7022)، ليحيى بن عمر بن عربي عن موسى بن إبراهيم.

(3)

هو: ابن البختري.

ص: 466

‌باب ضحك الله إلى أوليائه

845 -

قال الحافظ أبو أحمد العسّال محمد بن أحمد بن إبراهيم: حدثنا أحمد ابن عَمْرو بن أبي عاصم، ثنا عبد الرحيم بن مُطَرِّف السُّروجي، ثنا عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عروة بن سعيد، عن حُصَيْن بن وَحْوَح أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبرَ طلحة بن البراء في قطار بالعُصَبَة

(1)

، فصفّ وصفّنا خلفه وقال:

"اللَّهم الْقَ طلحةَ تضحكُ إليه ويضحكُ إليك"

(2)

.

وهو عندنا في الثالث من السنة للطبراني

(3)

، لعمر بن زُرارَة الحَدَثى عن عيسى بن يونس.

846 -

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أبنا علي بن أحمد، أبنا ابنُ طَبَرْزَد، أبنا عبد الوهّاب بن المبارك، أبنا أبو محمد الصَّرِيفِيني، أبنا أبو بكر بن عَبْدان، ثنا أبو أحمد بن المهتدي بالله، ثنا حسين بن الحُصَيْن، حدثني أبو بكر بن حمّاد قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وكأني في مسجد الخَيْف، فقلتُ: يا رسول الله كيف بِشْرٌ عندكم؟ قال:

(1)

موضع غربى مسجد قباء. المعالم الأثيرة (ص 192).

(2)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 558)، وضعف إسناده الشيخ الألباني وأعله بحهالة عروة الأنصاري وأبيه. وهو حديث طويل أخرجه بطوله البغوي في معجم الصحابة (2/ 156 - 157)، وأخرج طرفا منه أبو داود (رقم: 3159).

(3)

وهو في معجمه الكبير (4/ رقم: 3554) والأوسط (رقم: 8168). وأخرجه في الكبير (8/ رقم: 8163) من وجه آخر من مرسل أبي مسكين.

ص: 467

"أُنزل وسط الجنة"، قلتُ: فأحمد بن حنبل؟ قال:

"أما بلغك عني أنّ الله -عزوجل- إذا أدخل أهلَ الذكر الجنّةَ ضحك إليهم عز وجل"

(1)

.

847 -

أنبأنا سليمان، أنبأنا عمر بن كَرَم، أنبأنا أبو الوقت، أبنا محمد بن أبي مسعود، أبنا عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن هارون، ثنا أبو المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ضحك الله من رجلين قَتَل أحدُهما صاحبَه، ثم دخلا الجنة".

قال عبد الرحمن بنُ يزيد: سئل الزهريُّ عن تفسير هذا، فقال: مُشركٌ قتل مسلمًا، ثم أسلم فمات، فدخل الجنة

(2)

.

* * *

(1)

الرواية من طريق فوائد أبي بكر بن عبدان، انظر: المجمع المؤسس (2/ 196 - 197). وأخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 631)، عن عبد الوهاب بن المبارك.

(2)

الرواية من طريق حديث ابن صاعد، انظر: المجمع المؤسس (1/ 285 - 286). وهذا الإسناد ضعيف لأجل ضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، لكن الحديث صحيح من وجه آخر. وقد أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 31) عن ابن صاعد. وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (2/ رقم: 333) عن محمد بن يحيى الذهلي عن أبي المغيرة. وقد أخرجه الإمام أحمد (16/ 372 - 373/ رقم: 10636) لمحمد بن أبي حفصة عن ابن شهاب الزهري، قال الشيخ الألباني في الصحيحة (6/ 1/ 65):"وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين". والحديث عند البخاري (رقم: 2826) ومسلم (1890) للأعرج عن أبي هريرة بلفظ مقارب.

ص: 468

‌باب

848 -

قرأتُ على الشيخة الصالحة زينب ابنة الكمال، عن عجيبة ابنة أبي بكر -إجازةً-، عن أبي رشيد محمد بن علي الباغْبان وأبي المُطَهَّر القاسم بن الفضل الصَّيْدَلاني -كذلك-، قالا: أبنا أبو حفص عُمَر بن أحمد بن عُمَر السِّمْسار، أبنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن مِيلَهْ، أبنا أبو عَمْرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني، ثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارَة، حدثني إسماعيل بن عُبَيْد بن أبي كريمة -ودلّني عليه أبو جعفر النُّفَيْلي، وربما ذكرت لأحمد- يعني: ابنَ حنبل -من حديثه فيستعيذ منه-، قال: حدثني محمد بن سَلَمَة، عن أبي عبد الرحيم قال: حدثني زيد بن أبي أَنِيسة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن أبي عُبَيْدَة بن

(1)

عبد الله بن مسعود؛ عن

(2)

مسروق بن الأَجْدَع قال: حدثنا عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يومٍ معلوم قيامًا أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فَصْلَ القضاء، قال: وينزل الله تبارك وتعالى في ظُلَلٍ من الغمام من العرش إلى كرسي، ثم ينادي منادٍ: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، أن يولِّيَ كلَّ إنسان منكم ما كان يتولى ويعبد في الدنيا، أليس ذاك عدلًا من ربكم؟ قالوا: بلى، قال: فلْينطلق كلُّ قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولَّوْن في الدنيا، قال: فينطلقون، ويُمثَّل لهم أشباهُ ما كانوا يعبدون، قال: فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر،

(1)

كتب فوقها المصنف: (عن)، ووضع فوقها حرف (خـ)؛ إشارة لنسخة.

(2)

كتب قبلها المصنف حرف: (و)، ووضع فوقها حرف (ط)؛ إشارة لنسخة.

ص: 469

وإلى الأوثان من الحجارة، وأشباه ما كانوا يعبدون، قال: ويُمثَّل لمن كان يعبد عيسى عليه السلام شيطانُ عيسى، ويُمثَّل لمن كان يعبد عُزَيْر

(1)

شيطانُ عُزَيْر، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمتُه، فيتمثَّلُ الربُّ عز وجل فيأتيهم فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ قال: فيقولون: إنّ لنا إلهًا ما رأيناه بعدُ، فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه علامةٌ إذا رأيناها عرفناه، فيقول: ما هي؟ قال: فيقولون: يكشف عن ساقه، قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه عز وجل، فيخرّ كلُّ من كان لظهره طبق، ويبقى قومٌ ظهورهم كصِياصي البقر

(2)

، يريدون السجودَ فلا يستطيعون {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القَلَم: 43]، ثم يقول: ارفعوا رؤوسَكم، قال: فيرفعون رؤوسهم، فيعطيهم نورَهم على قدر أعمالهم"

(3)

.

وهو عندنا بالاتّصال في السنة للطبراني بكماله

(4)

.

وسيأتي من وجه آخر عن أبي عُبَيْدَة.

849 -

قرأتُ على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن تمّام، أخبرك عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك، أبنا الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام، أبنا جدِّي أبو الفتح محمد بن علي، أبنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد بن البَطِر، أبنا أبو طالب مَكِّيّ بن علي بن عبد الرزّاق المؤذِّن، ثنا محمد -هو: ابن الحسين بن علي بن إبراهيم أبو سليمان الحرّاني-، ثنا أبو بكر محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، ثنا

(1)

هكذا بخط المصنف.

(2)

أي: قرونها. النهاية (3/ 67).

(3)

الرواية من طريق حديث ابن وارة، انظر. المجمع المؤسس (2/ 62). وإسناده حسن. وأخرجه الحاكم (2/ 376 - 377) و 4/ 589 - 590) وابن خزيمة في التوحيد (2/ رقم: 344)، ليزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن المنهال.

(4)

وهو في معجمه الكبير (9/ 357 - 360/ رقم: 9763).

ص: 470

إبراهيم بن الأَشْعَث، أبنا الفُضَيْل بن عِياض، عن عُبَيْد -يعني: المَكْتَب-، عن مجاهد، عن عبد الله قال:

"إنّ الله خلق أربعةَ أشياء بيده، ثم قال لسائر الخلق كنْ، فكان: القلمُ، وآدمُ، والعرشُ، وعَدنٌ"

(1)

.

850 -

وبهذا الإسناد إلى مكِّيّ

(2)

، ثنا عثمان -هو: ابنُ عمر الدرّاج أبو عَمْرو-، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث، ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس: "الناس ينظرون إلى الله يومَ القيامة بأعينهم". قال ابنُ أبي داود: "من لم يؤمن بهذا فهو كافر".

851 -

(3)

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أبنا أبو المعالي الأَبَرْقوهي، أبنا المبارك بن أبي الجُود، أبنا أبو العبّاس بن الطَّلايَة، أبنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا علي بن الحسن المَكْتَب، ثنا يحيى بن سعيد القطّان، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله ليتجلّى للناس عامّةً، ويتجلّى لأبي بكر خاصّةً"

(4)

.

(1)

أخرجه أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق المؤذن في أحاديثه (ق 232/ أ - ب - الظاهرية 1022)، والرواية من طريقه.

(2)

أحاديثه (ق 238/ أ).

(3)

الموافق لتبويب المصنف الذي كتبه على صفحة عنوان الجزء الثالث هو الانتقال إلى اللوحة (109 أ)، لكن جاءت الأوراق (92 - 108) مقحمة، فنقلتها هنا دون تغيير.

(4)

أخرجه أبو بكر المخلص في الجزء التاسع من المخلصيات وهو المعروف بجزء ابن الطلاية (رقم: 2931). وأخرجه الذهبي في الميزان (3/ 120) عن أحمد بن أبي الرفيع الهمذاني عن المبارك بن أبي الجود، وحكم عليه بالوضع لأجل علي بن الحسن المكتب حيث وصفه بالكذب. وأخرجه اللالكائي في السنة (رقم: 2434) عن المخلص. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1858) عن محمد بن هارون الحضرمي وقال: "هذا باطل".

ص: 471

852 -

وبهذا الإسناد إلى المخلِّص، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز

(1)

، ثنا داود -هو: ابنُ رشيد-، ثنا الوليد -هو: ابنُ مسلم-، عن صدقة بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، قال: تراءى الناسُ الهلالَ ذاتَ ليلةٍ قالوا: ما أحسنَه، ما أبينَه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"كيف أنتم إذا كنتم من ربّكم في مثل القمر ليلةَ البدر، لا يُبصرُه منكم إلّا البصيرُ"

(2)

.

853 -

أخبرنا جدي، أبنا الإمام عبد الرحمن بن أبي عُمَر. (ح) وأخبرنا محمد بن علي البخاري، أبنا أبي، قالا

(3)

: أبنا عُمَر بن طَبَرْزَد، أبنا هبة الله بن أحمد الحريري، أبنا إبراهيم بن عُمَر البَرْمَكي، أبنا أبو عُمَر محمد بن العبّاس بن حيُّويَه، ثنا محمد -هو: ابنُ هارون بنِ حُمَيْد بن المُجَدَّر-، حدثني سعدانُ المقرئُ قال: سمعت رُوَيْم المقرئَ وابنَ نُمَيْر يقولان: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوق"

(4)

.

854 -

وبهذا الإسناد إلى ابن حيُّويَه

(5)

، حدثنا محمد، ثنا الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس، قال: سمعت عبد الله بنَ المبارك يقول: "الجهميةُ كفّارٌ"

(6)

.

(1)

هو: أبو القاسم البغوي

(2)

المخلصيات (رقم: 2953). وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن يزيد. وأخرجه اللالكائي في السنة (1/ 113/ رقم: 175) عن المخلص.

(3)

يعني: ابن أبي عمر، وابن البخاري.

(4)

أخرجه أبو عمر بن حيويه في حديثه (ق (4) / أ - مجموع 85)) والرواية من طريقه، انظر: المجمع المؤسس (2/ 218، 219).

(5)

حديثه (ق 40/ أ).

(6)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 109/ رقم: 15).

ص: 472

855 -

وبه

(1)

، قال: حدثنا محمد، قال: سمعتُ عبد الأعلى بنَ حمّاد النَّرْسي يقول: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوق".

856 -

وبه

(2)

، قال: حدثنا محمد، قال: ثنا الحسين بن علي بن الأسود، قال: سمعتُ وكيع بنَ الجرّاح يقول: "القرآن كلام الله غير مخلوق".

857 -

وبه

(3)

، ثنا محمد قال: ثنا لُوَيْن، قال: قلت لابن عُيَيْنَة: بلغنا أنك قلتَ القرآنُ مخلوق؟ قال: "ما قلتُه، القرآنُ كلامُ الله".

858 -

أخبرنا علي بن محمد بن هلال وعلي بن محمد بن السكاكري، قالا: أنبأنا علي بن هبة الله بن سلامة، أبنا أبو شاكر يحيى بن يوسف السَّقْلاطوني، أبنا المبارك بن عبد الجبّار الصَّيْرَفي، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو عَمْرو بن السمّاك، أبنا حنبل بن إسحاق، ثنا مسلم -هو: ابنُ إبراهيم-، ثنا الحارث بن عُبَيْد، عن أبي عِمْران الجَوْني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قَيْس، عن أبيه أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"جِنان الفردوس أربع، ثنتين من ذهب وما فيهما وحليتُهما وآنيتُهما، واثنتين من فضة حليتُهما وآنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تعالى إلا رداءُ الكبرياء على وجهه، في جنة عدن، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جَوْبَةٍ، ثم تصدعُ بعد أنهارًا"

(4)

.

859 -

وفي شعر عَمْرو بن الجَموح - ذكره إبراهيم بنُ سعد، عن

(1)

حديث ابن حيويه (ق 40/ ب).

(2)

حديث ابن حيويه (ق 40/ ب).

(3)

حديث ابن حيويه (ق 40/ ب).

(4)

الرواية من جزء حنبل بن إسحاق - (رقم: 85). وهو عند البخاري (رقم: 7444) ومسلم (رقم: 180)، لعبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران الجوني.

ص: 473

محمد بن إسحاق-

(1)

:

أريدُ بذلك إذ قلتُه

مجاورةَ الله في داره

860 -

وقال محمد بن إسحاق

(2)

: حُدِّثْتُ عن سعيد بن جُبَيْر أنه قال: أتى رهطٌ من يهود رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: يا محمد! هذا الله خلق الخلقَ، فمن خلقه؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونُه، ثم ساورهم غضبًا لربه عز وجل، قال: فجاءه جبريلُ فسكّنه وقال: خفِّضْ عليك يا محمد، وجاءه من الله جوابًا لِما سألوه عنه بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص]، فلما تلاها عليهم قالوا: فصِف لنا يا محمدُ كيف خَلْقُه؟ كيف ذراعُه؟ كيف عضدُه؟ قال؟ فغضب رسولُ الله أشدَّ من غضبه الأول، وساورهم، فأتاه جبريلُ فقال له مثل ما قال أولَ مرة، وجاءه من الله بجواب ما سألوه عنه، يقول الله عز وجل:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزُّمَر].

861 -

أخبرني أبو عبد الله الذهبي، أنا علي بن إبراهيم بن يحيى المقدسي الكاتب وأحمد بن هبة الله بن عساكر وعلي بن عثمان بن يحيى اللَّمْتوني والحسن بن علي بن الخلّال ومحمد بن يوسف الإربلي، قالوا: أبنا مكرم بن محمد بن حمزة، أنا علي بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا علي بن محمد بن أبي العلاء المصِّيصي، أنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، ثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدثني أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني بأصبهان، حدثني

(1)

أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (ص (312)، وفيه:"إبراهيم بن سلمة".

(2)

انظر: السيرة النبوية (3/ 110)، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 252).

ص: 474

إبراهيم بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا يعقوب القُمّي، عن عَنْبَسَة بن سعبد الرازي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البَجَلي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع القمرُ فقال:

"لَينظرنّ قومٌ إلى ربهم لا يُضامّون في رؤيته، كما ينظرون إلى القمر"

(1)

.

هو في خامس حديث جعفر السرّاج، لمحمد بن عُبَيْد عن إسماعيل.

862 -

وبهذا الإسناد، حدثني إبراهيم، ثنا أبي، ثنا يعقوب، عن عَنْبَسَة، عن ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن لله جُلساءَ يومَ القيامة عن يمين العرش، وكلتا يَدَي الله يمين، على منابر من نور، ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ولا صِدِّيقين".

قيل: يا رسود الله من هم؟ قال:

"المتحابُّون بجلال الله عز وجل

(2)

.

863 -

وبه، حدثني إبراهيم، ثنا أبي، عن يعقوب، عن عَنْبَسَة، عن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال

(3)

: قال ابنُ عباس: "يا

(1)

أخرجه محمد بن يحيى بن منده فى حديث عنبسة -كما في الخمسة أحاديث المنتخبة منه (ق 188 أ - مجموع 41) -، والرواية من طريقه، انظر: المجمع المؤسس (2/ 370).

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في ذكر أخبار أصبهان (2/ 331)، عن أبيه عن ابن منده. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 297/ رقم: 2237) والدارقطني في الرؤية (رقم: 101)، لأسيد بن عاصم عن عامر بن إبراهيم. وأصله عند البخاري (رقم: 554) ومسلم (رقم: 633) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد.

(2)

أخرجه ابن منده في الجزء المذكور، وليس هو في الخمسة أحاديث المنتقاة منه. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 134/ رقم: 12686)، لأسيد بن عاصم عن عامر بن إبرهيم.

(3)

مجاهد.

ص: 475

مجاهد، تدري ما عِظَمُ جهنم؟ "، قلتُ: لا، قال: "أجل ما تدري، إن بين شحمة أذن أحدهم وبين منكبه مسيرةَ سبعين خريفًا، تسيلُ فيه الأوديةُ من القيح والدم"، قلتُ: الأنهار؟ قال: "بل الأودية"، وحدثتني عائشة أنها قالت: يا رسول الله، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ} [الزمر: 67] الآية إلى آخرها، أين الناسُ؟ قال:

"هم على جسر جهنم"

(1)

.

864 -

وبه، حدثني محمد بن يحيى بن منده، حدثنا محمد بن حُمَيْد الرازي، ثنا هارون بن المغيرة، عن عَنْبَسَة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عَمْرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله

(2)

.

865 -

وبه إلى أبي علي بن هارون

(3)

، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا مِنْجاب بنُ الحارث، أبنا على بن مُسْهِر، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعرَاف: 172]، قال:

"لما خلق الله آدم أخذ ذريتَه من ظهره كهيئة الذّرّ، ثم سماهم بأسمائهم، فقال: هذا فلانُ بنُ فلان يعمل كذا وكذا، ثم أخذ بيده قبضتين فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار"

(4)

.

(1)

أخرجه ابن منده في الجزء المذكور، وليس هو في الخمسة أحاديث المنتقاة منه، وعبد الرحمن لعله هو: ابن دينار، أبو يحيى القتات.

(2)

وأخرجه الإمام أحمد (41/ 349 - 350/ رقم: 24856)، لعبد الله بن المارك عن عنبسة.

(3)

الرواية (826).

(4)

إسناده صجح. وهو عند الفريابي فىِ القدر (رقم: 56). وأخرجه الطبري في التفسير (10/ 549) وعبد الله بن أحمد في السنة (2/ رقم: 876)، للأعمش عن حبيب بن أبي ثابت.

ص: 476

866 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا عبد اللطيف بن محمد ابن القُبَّيْطي، أبنا أبو الفتح بن البَطّي، أبنا مالك البانِياسي، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس الحافظ، ثنا إسحاق بن محمد، ثنا عبد الله بن إلسحاق المدائني، ثنا أبو يحيى الوراق، ثنا محمد بن الأَشْرَس الأنصاري، ثنا أبو المغيرة عُمَيْر بن عبد المجيد الحنفي، عن قُرَّة

(1)

بن خالد، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سَلَمَة في قوله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه] قالت: "الكيفُ غيرُ معقول، والاستواءُ غيرُ مجهول، والإقرارُ به إيمانٌ، والجحودُ به كفرٌ"

(2)

.

867 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبانا المبارك بن أبي الحسن بن المُطَرِّز، أبنا النقيب الطاهر أبو عبد الله أحمد بن علي بن المُعَمَّر الحسيني، أبنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف، أبنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمَّامي المِنْقَري -بانتقاء ابنِ أبي الفوارِس الحافظ عليه-، ثنا الحسن بن محمد بن الحسن السُّكوني، ثنا محمد ابن أحمد بن أبي خَيْثَمَة، ثنا أبو كِنانة محمد بن الأَشْرَس، ثنا عُمَيْر بن عبد المجيد الحنفي أبو المغيرة، ثنا قُرّة بن خالد السدوسي، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سَلَمَة، أنها سُئلت عن قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه]، قالت:"الكيفُ مجهولٌ، والاستواءُ غيرُ معقول، والإقرارُ به إيمانٌ، والجحودُ به كفرٌ"

(3)

.

غريبٌ من حديث قُرّة بن خالد، وغريمث من حديث عُمَيْر بن عبد المجيد.

(1)

كتبها المصنف أولًا: قرط، وهي هكذا في الجزء الذي يروي من طريقه، ثم ضرب عيها وصححها في الحاشية إلى: قرة.

(2)

أخرجه أبو الفتح بن أبي الفوارس في مجلس من أماليه -برواية مالك البانياسي- (ق 89 ب - 90 أ - مجموع 7)، والرواية من طريقه.

(3)

أخرجه أبو الحسن الحمّامي في فوائده، والرواية من طريقه.

ص: 477

868 -

قال الحاكم أبو عبد الله: قال الفقيهُ أبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغي: "قد تضعُ العربُ (في) بموضعِ (على)، قال تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التّوبَة: 2]، وقال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه- 71]، ومعناه: على الأرض، وعلى النخل، فكذلك قوله: {مَنْ فِي السَّمَاءِ} [المُلك: 16]، أي: على العرش، كما صحّت الأخبارُ عن رسول الله"

(1)

.

869 -

وقال مالك بن حُوَيْص

(2)

، عن حامد بن واقف، عن بُكَيْر بن معروف، عن مقاتل بن حيّان:{مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجَادلة: 7]، قال:"هو على العرش، عِلْمُه معهم"

(3)

.

حامدُ بن واقف هرويٌّ، روى أيضًا عن أبي رجاء عبد الله بن واقد وغيرِه.

870 -

أخبرني محمد بن أحمد بن تمّام يومَ السبت سادس عشر من رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة -بقراءتي عليه-، أبنا أحمد بن عبد الدائم بن نعمة، أبنا الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد، أبنا أبو طاهر السِّلَفي. قال ابنُ عبد الدائم: وأبنا السِّلَفيُّ -في إجازة عامّة-، أبنا أبو محمد عبد الملك بن الحسن بن علي بن بِتِنِّة

(4)

الأنصاري بمكة، أبنا أبو عبد الله الحسين بن علي النَّسْوي الفقيه -قَدِمَ علينا مكة-، أبنا أبو محمد

(1)

نقله البيهقي فىِ الأسماء والصفات (2/ 324).

(2)

هروي، روى عن مالك بن أنس وغيره، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 165) وقال:"مستقيم الحديث".

(3)

وأخرجه أيضًا: اللالكائي في الله (3/ 400/ رقم: 670)، لوح بن ميمون عن بكير. وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 304/ رقم: 592) وابن جرير في التفسير (22/ 468) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 341 - 342/ رقم: 909) وغيرهم -قال الذهبي في العلو (2/ 918): بأسانيد جيّدة - هن رواية مقاتل عن الضحاك.

(4)

قال الذهبي في المشتبه (2/ 630): "بتنة: بموحدة ومشناة ونون مكسورات"، وروى في تاريخ الإسلام (491 - 500 هـ / 350) فتح الون.

ص: 478

إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عُبَيْد الله العسقلاني بعسقلان، أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المَلَطي، ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الرافِقي، ثنا الحسن بن مولسى الكِناني، ثنا أحمد بن وَهْب القرشي قال: قال أحمد بن محمد حنبل: "هذه مذاهبُ أهلِ العلم وأصحابِ الأثر، المتمسِّكين بعروتها، المعروفين بها، المُقتدَى بهم فيها، من لَدُنْ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركتُ من علماء الحجاز والشام وغيرهم، فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلَها فهو مخالفٌ مبتدعٌ، وخارجٌ عن الجماعة زائلٌ عن منهجِ السنّة وسبيلِ الحق"، فذكر أشياءَ منها:

"ويستثني في الإيمان؛ غير أن لا يكون الاستثناءُ شكًّا، إنما هو سنة ماضية"، وقال:

"والماءُ فوق السماء السابعة، وعرشُ الله فوق الماء، واللهُ على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حُجُبٌ"، وقال:

"ويُخْرِجُ قومًا بيده، وكلَّمَ الله موسى تكليمًا، من الله سمع موسى يقينًا، وناوله التوراةَ من يده، ولم يزل اللهُ متكلمًا عالمًا".

وقال قبل ذلك: "وقد خُلقتِ الجنة وما فيها، وخُلقت النار وما فيها، خلقهما الله ثم خَلَقَ الخَلْق لهما، لا يفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبدًا، فإن احتجّ مبتدعٌ بقول الله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، ونحو هذا من متشابه القرآن، قيل له: كل شيء مما كتب الله عليه الفناءَ والهلاكَ هالكٌ، والجنةُ والنارُ خلقهما الله للبقاء لا للفناء ولا للهلاك، وهما من الآخرة لا من الدنيا، والحورُ العينُ لا يَمُتْن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدًا؛ لأن الله خلقهن للبقاء لا للفناء، ولم يكتب عليهنّ الموتَ، فمن قال خلافَ ذلك فهو مبتدع، ونعرفُ للعرب حقَّها وفضلَها وسابقتَها ونُحبُّهم؛ لحديث رسول الله: "حبُّ العرب إيمانٌ، وبغضُهم نفاقٌ".

ص: 479

وذكر بقيةَ الكتاب

(1)

.

وراويه الملَطيُّ مقرئٌ مشهورٌ

(2)

، وثَّقَه الدانىُّ، وإسماعيل بنُ رجاء ثقةٌ، وشيخُ السِّلَفيِّ ثقةٌ.

والرافِقِيُّ: لعلّه صاحبُ الجزء المشهور

(3)

.

وهذا الكتابُ هو الذي رواه أبو العباس أحمد بنُ جعفر بنِ يعقوب الإِصْطَخْري

(4)

عن أحمد، إلّا أنّ في رواية الإِصْطَخْري زياداتٍ ليست في هذه الرواية، فالله أعلم.

871 -

وقال أبو إسحاق إبراهيم بنُ مسعود الإلبيري

(5)

في بعض قصائده

(6)

:

توحّد الله على عرشه

في غَيْبِهِ فالأمر لله

وما تسمّى أحدٌ في السما

والأرض غيرِ الله بالله

بين شيخنا الوادِياشي

(7)

وبين أبي إسحاق هذا خمسةُ أنفس

(8)

.

872 -

قال الحافظ أبو موسى محمد بنُ أبي بكر بنِ أبي عيسى

(1)

الرواية بهذا الإلساد من كتاب السنة للإمام أحمد. ذكره الروداني في صلة الحلف (ص 267).

(2)

ترجمه الذهي في معرفة القراء الكبار (2/ 657)، ونقل توثيق الداني له.

(3)

جزء الرافقي الأبي الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله، يرويه عه أبو بكر أحسد بن عبد الكريم الحلبي المتوفى بعد 368 هـ كما في بغية الطلب (2/ 1000).

(4)

رواية الإصطخري أوردها ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 24 - 36).

(5)

وهو صاحب القصيدة في مدح أم المؤمين عائشة رضي الله عنها التي مطلعها: ما شأن أم المؤمنين وشأني. توفي نحو سنة 460 هـ، ترجمه الذهي في تاريخه (441 - 460 هـ/ 498).

(6)

ديوانه (1/ 64).

(7)

محمد بن جابر الأندلسي ثم التونسي (ت 749 هـ)، الدرر الكامنة (3/ 413).

(8)

ينظر: برنامج الوادي آشي (رقم: 181).

ص: 480

المديني الأصبهاني

(1)

في كتاب الحِنّاء -وقد ردّ على بعفر من تكلّم في شيء بلا علم-: "فهلّا عَمِلَ كما عَمِلَ الفتى الإمام، والهُمام بن الهُمام، أبو عبد الله محمد بنُ أستاذنا الإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد رحمه الله، حين ذكر إمرارَ أحاديثِ الصفات على ظاهرها، وترْكَ التأويلِ والتكييفِ فيها".

ثم قال: "فإذا سُئلنا عن ذلك يومَ القيامة أقسمنا بعظمته أنّا كنا لا نحيط علمًا بأمثال هذا الحديث، فوكّلْنا علمَه إلى قائله صلى الله عليه وسلم وباعثِه عز وجل".

* * *

(1)

الحافظ صاحى التصانيف، توفي سنة (581 هـ). السير (21/ 152 - 159).

ص: 481

‌باب الدليل على أنّ الله على العرش

873 -

وقال أبو بكر الأَثْرَم في السنة: ثنا محمد بن إبراهيم القيسي، قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: يُحكَى عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربَّنا؟ فقال: "في السماء السابعة على عرشه يُحَدّ"، هكذا هو عندنا

(1)

.

874 -

وقال أُمَيَّة بنُ أبي الصَّلْت

(2)

:

ملِكٌ على عرش السماء مهيمنٌ

تعنو لعزّته الوجوهُ وتسجد

875 -

وروى أبو بكر الخطيب

(3)

، عن عبد الله بن محمد القرشي، عن أبي محمد بن ماسي، عن أبي مسلم الكجّي، في قصةِ دخوله الحمامَ، وإنشادِ الجنِّيِّ له أبياتًا منها:

كيف تَهْدَا جُفُونُ مَنْ ليس يدري

أَرَضِي عنه مَنْ على العرش أم لا

876 -

قرأتُ على زينب ابنة أحمد، عن عبد الخالق بن الأَنْجَب -إذنًا-، أنبانا عبد الملك بن أبي القاسم، أبنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري، ثنا محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم -إملاءً-، ثنا محمد بن محمد الأنماطي، ثنا إبراهيم بن الحسين الكِسائي، ثنا عبد الله بن

(1)

الجملة الأخيرة من كلام الإمام أحمد، وقد أخرج الأثرَ الخلالُ من طريق الأثرم كما في درء تعارض العقل والنقل (2/ 34).

(2)

ديوانه (361).

(3)

في تاريخ بغداد (6/ 122).

ص: 482

يحيى المدني، ثنا مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لما قضى اللهُ الخلقَ كتب كتابًا فهو عنده على عرشه: إنّ رحمتي غلبت غضبي"

(1)

.

تابعه عن أبي هريرة: ذَكْوانُ، وهمّامُ بنُ مُنَبِّه

(2)

.

877 -

وقال أبر بكر الخلّال

(3)

: عن يوسف بن موسى القطّان: قلتُ لأحمد بن حنبل: وتقول: إنّ الله على عرشه وعلمُه بكل مكان؟ فقال أحمد: "هو على العرش، ولا يخلو من علمه مكانٌ".

878 -

وقال أبو زرعة الدمشقي

(4)

في كتاب العلل: حدثنا أبي، قال: كنا عند سفيان في سنة اثنتين وتسعين ومائة، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أبا محمد رحمك الله، حدِّثْنا في هؤلاء الجَهْمِيِّين أعداءِ الله، قال: فقال سفيان: عمرو، عن ابن عمر: أنه كره أن يقول لا والله حيثُ كان. معناه: أنه على العرش.

879 -

وذكر يحيى بن عبد الوهاب بن منده

(5)

في تاريخه أنه سمع

(1)

أخرجه أبو إسماعيل الأنصاري في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 12)، والرواية من طريقه. وهو عند البخاري (رقم: 7453)، لإسماعيل بن أبي أويس عن مالك.

(2)

ذكوان هو أبو صالح، وحديثه عن أبى هريرة عند البخاري (رقم: 7404). وحديث همام بن منبه عند الإمام أحمد (13/ 479/ رقم: 8127)، وهو في صحيفة همام (رقم: 13).

(3)

في كتابه السنة، ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص 302 - 303)، وفيه أن يوسف بن موسي رواه عن عبد الله بن أحمد.

(4)

عبد الرحمن بن عمرو النصري، محدث الشام، توفي سنة 281 هـ، له: التاريخ وغيره. السير (13/ 311 - 316).

(5)

يحيى بن أبي عمرو عبد الوهاب ابن الحافظ محمد بن إسحاق بن منده، الأصبهاني، توفي سنة (511 هـ). السير (19/ 395 - 396).

ص: 483

أحمد بنَ الفضل الباطِرْقاني قال: سمعتُ أبا عمُرَ عبد الله بنَ محمد بنِ أحمد السلمي، سمعتُ أبا حفص الرفاعي، سمعتُ عَمْرو بن تميم المكي، سمعتُ محمد بن إسماعيل الترمذي قال: سمعتُ المُزَنيَّ يقول: "لا يصحُّ لأحدٍ توحيدٌ حتى يعلمَ أن الله على العرش بصفاته"، قلتُ: مثلُ أيّ شيء؟ قال: "سميعٌ، بصيرٌ، عليمٌ، قديرٌ".

880 -

وفي كتاب الكامل

(1)

لابن عديّ الحافظ، في ترجمة بُكَيْر بن جعفر الجرجاني السلمي: أخبرني محمد بن عمر، سمعت محمد بن يوسف الإِسْتراباذي، سمعتُ إبراهيم بنَ موسى يقول: كنتُ عند بُكَيْر بن جعفر الجُرْجاني، فجاء رجلٌ فقال: الله على عرشه كيف؟ فقال: "جُرُّوا

(2)

برجله"، فجرّوه.

881 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبتنا زينب بنت مكي، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا محمد بن عبد الباقي البزّاز، أبنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أبنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ

(3)

، ثنا علي بن محمد بن يزيد

(4)

، ثنا أبي، ثنا سليمان -يعني: ابنَ الحَكَم بن عِوانة-، ثنا محمد بن سعبد الهاشمي، عن عُبادة بن نُسَيّ الكندي، عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشار أبا بكر في شيء، فقال صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل في السماء يكره أن يُخَطَّأَ أبو بكر"

(5)

.

(1)

الكامل في الضعفاء (2/ 40).

(2)

في طبعة الكامل: خذوا.

(3)

هو: ابن شاهين.

(4)

هو: علي بن محمد بن أحمد بن يزيد، المعروف بابن أبي العوام. تاريخ بغداد (13/ 550).

(5)

الرواية من طريق أبي محمد الجوهري في أماليه -أربعة مجالس- (ق 116/ أ - مجموع 117). =

ص: 484

882 -

قال يحيى بن عبد الوهاب بن منده: سمعتُ أحمد -هو: ابنُ الفضل الباطِرْقاني المقرئ- قال: سمعتُ أبا عمر عبد الله بنَ محمد بنِ داود السلمي يقول: سمعتُ أبا حفص الرفاعي يقول: سمعتُ عَمْرو بنَ تميم المكي يقول: سمعتُ محمد بنَ إسماعيل الترمذي يقول: سمعتُ المُزَنيَّ يقول: "لا يصحّ توحيدٌ حتى يُعلمَ أن الله على العرش بصفاته" قلت: مثل أيّ شيء؟ قال: "سميعٌ، بصيرٌ، عليمٌ، قديرٌ"

(1)

.

= انظر: المجمع المؤسس (1/ 419 - 420). والحديث باطل؛ في إسناده محمد بن سعيد الهاشمي، وهو: الدمشقي المصلوب بالزندقة، اتّهمه الإمام أحمد بوضع الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي: غير ثقة ولا مأمون، انظر: الميزان (3/ 561). والحديث أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما في بغية الباحث (2/ 886/ رقم: 956) -، لبكر بن خُنَيْس عن محمد بن سعيد المصلوب. وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 67 /رقم: 124) وابن شاهين فى الكتاب اللطيف (رقم: 109) وغيرهما، للوضين بن عطاء عن عُبادة، والوضين سيء الحفظ كما في التقريب. قال الذهي في العلو (1/ 546):"والخبر غير صحيح"، وانظر: السلسلة الضعيفة (رقم: 3136).

(1)

هذا الأثر تكرّر عند المصنف.

ص: 485

‌باب إثبات الوجه لله تعالى

883 -

أخبرتنا زينب ابنة الكمال، عن عبد الخالق إجازةً، أنبأنا عبد الملك الكروخي، أبنا شيخ الإسلام الهروي، أبنا يحيى بن عمّار الإمام، ثنا عبد الله بن عديّ، ثنا حاتم بن محبوب، ثنا عبد الجبار، ثنا سفيان قال: سمعناه من ابن عجلان، عن عَوْن بن عبد الله قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من قال: بسم الله -وقال مرّةً: من قال: سبحان الله- والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله وتبارك الله، تلقّاهنّ مَلَكٌ فضمّ عليهنّ جناحَه -وقال مرّةً: تلقّاهنّ فكتبهن ثم ضمّهن إلى جناحه-، حتى يُحيّيَ وجهَ ربِّ العالمين"

(1)

.

* * *

(1)

أخرجه الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 17)، والرواية ص طريقه. وإسناده منقطع؛ لأن رواية عون بن عبد الله عن ابن مسعود مرسلة كما في تهذيب الكمال (22/ 456). وقد روي هذا الكلام من قول عبد الله بن مسعود، أخرجه ابن جرير في تفسيره (19/ 338) والحاكم (2/ 425) والطبراني في الكبير (9/ 333/ رقم: 9144) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم - 667)، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عبد الله بن المخارق عن المخارق بن سليم عن ابن مسعود موقوفًا عليه. وقال الحاكم:"صحيح ولم يخرجاه"، وأورده الذهبي في العلو (1/ 618) من رواية العسّال -في المعرفة كما في اجتماع الجيوش (2/ 252) - وصحح إسناده.

ص: 486

‌باب إثبات اليدين لله عز وجل

-

884 -

قرأتُ على زينب الكمالية، أن عبد الخالق النِّشْتَبْري

(1)

أنبأها، أنبأنا عبد الملك بن أبي القاسم، أبنا عبد الله بن محمد الأنصاري

(2)

، أبنا عبد الرحمن بن أحمد السرخسي

(3)

، ثنا محمد بن إسحاق القرشي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب

(4)

، عن ابن جريج

(5)

، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ آدم كان يسبِّحُ بتسبيح الملائكة ويصلِّي بصلاتهم حين هبط إلى الأرض؛ لطوله وقربه من السماء، فوضع الله يدَه عليه، فطَأْطَأَه إلى الأرض سبعين باعًا"

(6)

.

* * *

(1)

إكمال الاكمال (3/ 378) لابن نقطه.

(2)

هو: الهروي.

(3)

في طبعة الأربعين في دلائل التوحيد: السمعاني.

(4)

هو: الغافقي، أبو العباس المصري.

(5)

في طبعة الأربعين: جرير.

(6)

أخرجه شيخ الإسلام الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 21). في إسناده عبد الله ابن صالح كاتب الليث، قال في التقريب:"كثير الغلط".

ص: 487

‌باب خلق الله الفردوس بيده

885 -

أخبرتنا زينب ابنةُ أحمد، عن عبد الخالق بن الأَنْجَب -كتابةً-، أنبأنا عبد الملك الكَرُوخي، أبنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي، ثنا الإمام عمر بن إبراهيم -إملاءً-، أبنا أحمد بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، ثنا أبو يحيى الساجي، ثنا أحمد بن عَمْرو بن السّرْح. (ح) قال أبو إسماعيل: وأخبرنا أحمد بن محمد بن منصور بن الحسين بن العالي، ثنا محمد بن علي الحافظ بإِسْفَرايِن، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين بن سعد بمصر، ثنا أحمد بن عَمْرو بن السّرْح، ثنا خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد المَهْري أبو رجاء، ثنا يحيى بن أيوب، عن داود بن أبي هند، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله خلق الفردوس بيده، وحظرها على كلّ مشركٍ ومدمنِ خمر سِكِّير"

(1)

.

أخبرناه عيسى بن عبد الرحمن، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا محمد بن محمد بن أبي القاسم التميمي المؤدِّب بأصبهان، أنّ محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمر بن الحسن بن يونس أخبرهم، أبنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذَّكْواني، أبنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، ثا عبد الرحمن بن أحمد بن الوليد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو طاهر أحمد بن عَمْرو بن السّرح، قال: حدثني خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم، ثنا يحيى بن أيوب، فذكره.

(1)

أخرجه أبو إسماعيل الهروي في الأربين في دلائل التوحيد (رقم: 23). فى رواية داود ابن أبي هد عن أنس انقطاع، فإنه لم يسمع منه إنما رآه فقط، انظر: الثقات (6/ 278) لابن حبان.

ص: 488

‌باب إثبات الخطّ لله

886 -

أخبرتنا زينب الكمالية، أنبأنا عبد الخالق، أنبأنا عبد الملك، أبنا عبد الله الأنصاري، أبنا أحمد بن محمد الداري

(1)

وأحمد بن حمدان قالا: أبنا الشارَكي، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عَمْرو بن محمد الناقد، ثنا ابن عيينة، عن عَمْرو بن دينار، ثنا طاوس، سمعتُ أبا هريرة يحدّثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيَّبْتنا وأخرجْتنا من الجنة، قال: فقال آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، تلومني على أمرٍ قدّره الله عليّ قبل أن يخلقَني بأربعين سنة؟ قال: فحجّ آدمُ موسى -ثلاثًا-"

(2)

.

* * *

(1)

الأنساب (5/ 281).

(2)

أخرجه أبو إسماعل الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 24). وهو في البخاري (رقم: 6614)، ومسلم (رقم: 2652)؛ من طرق عن سفيان بن عيينة.

ص: 489

‌باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده

887 -

أخبرتنا زينب، أنبأنا عبد الخالق، أنبأنا عبد الملك، أبنا عبد الله بن محمد الأنصاري

(1)

،

(2)

أبنا طاهر بن محمد بن علي، أبنا حامد بن محمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثخا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن عبد الله قال:"إن الصدقة تقعُ في يد الله قبل أن تقعَ في يد السائل"، ثم قرأ عبد الله:{هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التّوبَة - 104]

(3)

.

888 -

وبهذا الإسناد إلى الأنصاري، أخبرنا عمر بن عتيبة الضبِّي، أبنا محمد بن عبد الله الجعفي

(4)

، أبنا صالح بن وصيف الكناني، ثنا أحمد -يعني: ابنَ ملاعب-، حدثني عبد الصمد -وهو: ابنُ النعمان-، ثنا عبد الملك بن الحسين، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، مثله

(5)

.

* * *

(1)

الهروي.

(2)

الانتقال هنا إلى الورقة (101)، وبينها وبين الورقة (95) وريقات طيّارة ستأتي كتالها بعد أبواب العرش والكرسي، والأوراق (96 - 100) غير موجودة.

(3)

أخرجه أبو إسماعيل الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (رقم: 25).

(4)

الرجلان فوق الأنصاري سقطا من طبعة الأربعين.

(5)

عطفه الهروي على الأثر السابق في الأربعين، وفيه عاصم بن عبيد الله -ابن عاصم بن عمر بن الخطاب- وهو ضعيف كما في التقريب وأصوله. وأخرجه ابن بطة في الإبانة (الكتاب الثالث: 3/ رقم: 223) عن أحمد بن سلمان عن أحمد بن ملاعب.

ص: 490

‌بابٌ في الردّ على مَنْ يُنْكِرُ العرشَ والكرسيَّ

889 -

وقال قتادة في قوله عز وجل: {إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطفّفِين: 18] قال: "تحت قائمة العرش"

(1)

.

وقال الله: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البُرُوج].

890 -

وفي شعر أميّة بن أبي عائذ الهُذلي

(2)

:

تبارك ذو العرش ماذا نرى

من الحُسْن في جانب المسجد

891 -

وأنشد الرِّياشي

(3)

:

إني وإن كان الحياء يكفُّني

وخشية جباّرٍ على العرش عاليا

892 -

وقال أبو الطيب المتنبي

(4)

:

سلام الذي فوق السموات عرشُه

تُخَصُّ به يا خيرَ ماشٍ على الأرض

893 -

وقال غيرهُ ممن يُحتجُّ بشعره في العربية

(5)

:

صلِّ لذي العرش واتخذْ قدمًا

يُنجيك يوم العثار والزلل

(1)

أخرجه ابن جرير فى التفسير (24/ 208، 211).

(2)

البيت في الأغاني للأصفهاني (24/ 191).

(3)

عباس بن الفرج البصري، أبو الفضل، راوية الأصمعي، توفي سنة (257 هـ). السير (12/ 372 - 374). ولم أجد بيته المذكور.

(4)

ديوانه -مع شرحه العرف الطيب- (ص 197 - 198).

(5)

البيت في تفسير القرطبي (7/ 307)، نسبة للوضّاح.

ص: 491

894 -

وقال عبد الله بن محمد بن نمير الثقفي، في قصيدة ذكرها المبرّد في الكامل

(1)

:

أحَلَّ الذي فوق السموات عرشه

أوانِسَ بالبطحاء معتمراتِ

895 -

(2)

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن بن مَعالى، أبنا جعفر بن علي بن أبي البركات، أبنا أبو طاهر السلَفي، أبنا أبو طالب أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن البصري ثم البغدادي، ثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان، ثنا أبو خالد يزيد بن الهيثم الدقّاق البادا، ثنا مصعب بن عبد الله، ثنا الضحّاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: مرّ ورقة بنُ نَوْفَل على بلالٍ وهو يُعَذَّب برمْضاء مكة فيقول: أحدٌ أحد، فقال ورقة: أحدٌ أحد والله يا بلال، ثم نهاهم عنه وقال: والله لئن قتلتموه لأتّخذنّ قبره حَنَانًا -فسّره ابنُ أبي الزّناد: كأنه يقود: أتمسّحُ به-، وقال:

لقد نصحتُ لأقوامٍ وقلتُ لهم

أنا النذيرُ فلا يغررْكمُ أحدُ

لا تعبدُنّ إلهًا غيرَ خالقكم

فإن أبيتُمْ فقولوا بيننا حَدَدُ

سبحان ذي العرش لا شيءٌ يعادله

رب البرية فردٌ واحدٌ صَمَدُ

سبحانه ثم سبحانٌ يعودُ له

وقبلُ سبَّحَه الجوديًّ والجمَد

مُسَخَّرٌ كلُّ مَنْ تحت السماء له

لا نبتغي أن نساويَ ملكَه أحدُ

لم تُغنِ عن هُرْمُزٍ يومًا خزانتُه

(3)

والخُلْدَ قد حاولتْ عادٌ فما خلدوا

(1)

الكامل (2/ 771).

(2)

كتب المصنف أسفل الصفحة (101 أ): الوريقة، وهي السابقة (100)؛ لاشتمالها على بقية الأشعار المستشهد بها على إثبات العرش.

(3)

هكذا في خط المصنف، والذي في روايات الأبيات: خزائنه.

ص: 492

ولا سليمان إذ دان الشعوبُ له

الإنس والجنّ تجري بينها البُرُد

لا شيء مما ترى إلا بشاشتُه

يبقى الإله ويودِي المالُ والولدُ

(1)

هذا الشعر عزاه أبو عثمان سعيد بن يحيى الأموي إلى زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل، وقال:

فقولوا دونه حَدَدُ

وقال:

سبحانه ثم سبحانٌ يُعاش به

وقبلُ ما سبّحته الجودَ

وقال:

لا شيء فيما أرى

896 -

قال عبد الله بن الحسن بن يزيد في كتاب ذكر اللواطة وتحريمها وشدّة القول فيها، وهو روايةُ أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان عنه:

باب من قال: يهتزُّ العرشُ إذا علا الرجلُ الرجلَ

حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن عيسى بن حيّان المدائني، ثنا محمد بن الصبّاح الجرجرائي، ثنا محمد بن حسّان أبو زيد، ثنا إبراهيم، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر رفعه قال:

"لم يعلُ فحلٌ فحلًا حتى كان في قوم لوط، فلما علا الفحلُ الفحلَ اهتزّ عرشُ الرحمن عز وجل"

(2)

.

(1)

الرواية من طريق حديث أبي سهل بن زياد القطان. وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 25 - 26)، للزبير بن بكار عن عمه مصعب.

(2)

محمد بن عبد الرحمن هو: أبن أبي ليلى، قال الحافظ في التقريب: صدوق سئ الحفظ جدًّا.

ص: 493

897 -

وقال:

باب إذا مُدح الفاسقُ اهتزّ العرشُ

حدثنا أبو حاتم، ثنا جُنادة بن محمد، ثنا بقيّة، عن علي بن هارون البكّاء، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إذا مُدح الفاسقُ اهتزّ العرشُ".

898 -

وقال: حدثنا المنذر بن محمد الصبّاح، ثنا رَباح بن الجرّاح أبو الوليد -وكان من الفاضلين-، ثنا سابق بن عبد الله، ثنا أبو خلف خادم أنس بن مالك، عن أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا مُدح الفاسقُ اهتزّ العرشُ"

(1)

.

899 -

وقال: حدثنا الهروي، ثنا عبد الله بن هانئ المقدسي، ثنا ضُمْرَة، عن السَّرِيّ بن يحيى قال:"اهتزّ عرشُ الرحمن مرّتين: مرّةً لوفاة سعد بن معاذ، ومرةً كان رجلٌ مؤاجر، وكانت له امرأةٌ جميلة، فلم يزل يعيبها عنده حتى طلقها، ثم تزوّجها، واحتاج المطلق حتى استأجره زوج المرأة، فدخل ذات يوم وهو يحمل شيئًا على عنقه وهي إلى جنبه، فنظر إليها، فرفع بصره إلى السماء فاهتزّ العرش".

900 -

(2)

أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، أنا جدي، أنبأنا عُبَيْد الله بن شاتيل، أنا الحسين بن علي بن البُسْري، أنا

(1)

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 466) لجماعة عن رباح بن الجراح الموصلي، ولأحمد بن بشار المؤملي عن سابق. وأبو خلف الراوي عن أنس اسمه حازم بن عطاء، قال فيه أبو حاتم وابن حبان ة منكر الحديث، انظر: الجرح والتعديل (3/ 279) والمجروحين (1/ 267). والحديث ضعفه العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 432/ رقم: 1647)، وغيره.

(2)

بقحة النصوص في الباب كتبها المصنف بعرض الصفحة (99 ب).

ص: 494

عبد الله بن يحيى السُّكَّري، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا عباس الترقُفي، ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اهتزّ عرشُ الرحمن لموت سعد بن معاذ"

(1)

.

901 -

أخبرنا يحيى بن محمد وغيره، عن عبد اللطيف بن محمد -إجازةً-، أنا أبو زرعة بن محمد، أبنا أبو منصور محمد

(2)

، أبنا القاسم بن أبي المنذر، أبنا أبو الحسن بن القطّان، ثنا أبو عبد الله بن ماجه، ثنا علي بن محمد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اهتزّ عرشُ الله لموت سعد بن معاذ"

(3)

.

902 -

أخبرنا سليمان الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم -قراءةً عليها-، أبنا أبو بكر محمد بن ريذة، أبنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ئنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، ثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-وجنازةُ سعد بن معاذ بين أيديهم-:

"اهتزّ لها عرشُ الرحمن تعالى"

(4)

.

رواه الإمام أحمد

(5)

، عن عبد الرزاق.

(1)

أخرجه عباس الترقفي في حديثه (ق 52 أ)، والرواية من طريقه.

(2)

ابن الحسين المقوِّمي.

(3)

أخرجه ابن ماجه في سننه (رقم: 158).

(4)

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 586/ رقم: 6747)، والرواية من طريقه.

(5)

المسند (22/ 58/ رقم: 14153).

ص: 495

ورواه مسلم

(1)

، عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق.

903 -

(2)

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا زكريا العُلْبي، أبنا أبو المعالي بن اللحّاس، أنا جدي، أنا أحمد بن علي البادي، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا الحسين بن علي العَنْزي، ثنا محمد بن عقبة السدوسي، ثنا سليمان بن أبي سليمان، عن أبي العوّام

(3)

، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-وجنازة سعد بن معاذ موضوعة-:

"اهتزّ لها عرشُ الرحمن عز وجل"

(4)

.

وهو لأبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، في الجزء السادس من فوائد خيثمة

(5)

.

904 -

وعندنا في الجزء الثاني من فوائد أبي علي البغدادي

(6)

، لمحمد بن كعب القرظي، عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"مَن نفَّس على غريمه أو محا عنه، كان في ظلّ العرش يوم القيامة"

(7)

.

905 -

أخبرنا فرَج بن علي، أنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي وغير واحد، قالوا: أبنا محمد بن عبد الباقي، أنا عبد الله بن

(1)

الصحيح (رقم: 2466).

(2)

هنا في أعلى الصفحة (101 ب) بقية النصوص في الباب متابعة لما سبق.

(3)

ضبَّب فوقه المصنف. وفي جزء ابن قانع المروي من طريقه: (أبي المقدام).

(4)

أخرجه عبد الباقي بن قانع في جزء أحاديثه عن شيوخه (رقم: 65 - جمع حديث مجّاعة بن الزبير)، والرواية من طريقه.

(5)

وعنه تمّام في فوائده (رقم: 16).

(6)

الحسن بن علي بن أحمد، الشطرنجي التاجر، الأصبهاني، توفي سنة (399 هـ). السير (17/ 112).

(7)

وأخرجه أحمد (37/ 251/ رقم: 22559) والدارمي (رقم: 2589).

ص: 496

محمد الصَّريفيني، ثنا عُمَر بن إبراهيم الكتّاني، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني أبو هانئ الخَوْلاني، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-:

"كتب الله مقاديرَ الخلائق كلِّها قبل أن يخلق السموات والأرضَ بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

، عن أبي الطاهر عن ابن وهب.

906 -

قال أبو عاصم خُشَيْش بن أَصْرَم النسائِي: حدثنا نُعَيْم بن حمّاد قال: ثنا المُعْتَمِر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد قال:"ما أَخذَت السمواتُ والأرضُ من العرش إلا كما تأخذُ الحلقةُ من الأرض كلّها"، قال نُعَيْم: قال ابنُ المبارك: "إن الله عز وجل فوق العرش، والعرشُ على الماء"، وقال نُعَيْم: قال ابن المبارك: قال كعب: "بين الماء الذي عليه العرش إلى العرش كما بين السماء العليا إلى الأرض السفلى: مسيرةُ أربعة عشر ألف سنة"

(3)

.

907 -

وقال: حدثنا يعلى بن عُبَيْد والفِرْيابي قالا: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد: قوله {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَتِ وَالْأَرْضِ} [البَقَرَة: 255] قال:

(1)

الرواية من طريق حديث أبي حفص الكتاني.

(2)

الصحيح (رقم: 2653).

(3)

في إسناده ليث، وهو: أبي سُلَيْم، قال فيه في التقريب:"صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثُه فتُرك"؛ لكن قد تابعه الأعمشُ عن مجاهد دون بقية كلام أبي نعيم، كما أخرجه سعيد بن منصور في سننه (3/ 952/ رقم: 425) عن أبي معاوية عن الأعمش؛ وصحّح سندَه الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 422 - السلفية)، وتعقَّبه الشيخ سعد الحميد محقق سنن سعيد بقول أبي حاتم الرازي -كما في العلل لابنه (5/ 471) -: إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يرويه عن مجاهد مدلِّس.

ص: 497

"ما السمواتُ والأرضُ في الكرسي إلا مثلُ حلقةٍ بأرض فلاة، غيرَ أنّ محمدًا قال: ما السموات والأرض في العرش"

(1)

.

908 -

وقال: حدثنا محاضر، عن الأعمش، عن مجاهد قال:"كانوا يقولون: ما السمواتُ في الكرسي إلا كحلقةٍ مطروحةٍ بفلاةٍ من الأرض".

909 -

وقال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا عبد الصمد بن مَعْقِل، عن وهب بن مُنَبِّه قال:"إن إبليس على عرشٍ له في لُجّةٍ خضراء، يتمثّلُ بالعرش يومَ كان على الماء، ويحتجبُ يتمثّل بحُجُب النور التي دون الرحمن عز وجل"

(2)

.

910 -

وسُئل ابنُ عباس: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]، على أي شيءٍ كان الماء؟ قال:"على متن الريح".

رواه الإمام أحمد في الناسخ والمنسوخ

(3)

.

911 -

أخبرنا محمد بن أبي الهيجاء ومحمد بن المحبّ، قالا: أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد، أبتنا خديجة بنت أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النهرواني، أبنا أبو عبد الله بن طلحة النِّعالي، ثنا جدي محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان النِّعالي، ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا عبد الله، ثنا هارون بن داود النجّار بطَرَسُوس واليمان بن سعيد المصِّيصي قالا: ثنا محمد بن حِمْيَر الحمصي، ثنا محمد بن زياد، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

فيه ليث بن أبي سليم.

(2)

إسناده حسن إلى وهب.

(3)

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 90/ رقم: 9089) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 584) -وقال الشيخ الألباني في تخريجه: إسناده جيّد موقوف- وابن أبي شيبة في العرش (رقم: 2) وابن جرير في التفسير (12/ 333).

ص: 498

"من قرأ آيةَ الكرسي دُبُرَ كلّ صلاة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت"

(1)

.

912 -

وفي حديث أبي زُرْعَة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة:

"فأجيءُ فأسجد تحت العرش" الحديث

(2)

.

913 -

قال أبو العلاء المَعَرِّي أحمد بنُ عبد الله بن سليمان

(3)

:

لا مُلْكَ إلَّا لربّ عرشٍ

تَثِلُّ

(4)

عن أمره العروشُ

914 -

وقال علي بن محمد الإيادي المعروف بالتونسي مادح الملوك المصريين

(5)

:

مَعالٍ بناها الله من فوق عرشه

لها فوق أعنان السموات شاهق

ينوءُ بها النورُ الرُّبُوبيُّ مثل ما

يناط بأزناد الأكف المرافق

أناسٌ لهم ظهرُ الكتاب وبطنُه

وهم في القديم الصامتون النواطق

(1)

أخرجه محمد بن طلحة النعالي في حديثه (ق 133/ أ - مجموع 21)، والرواية من طريقه، انظر: المجمع المؤسس (2/ 240 - 241). وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 30/ رقم: 9928) والطبراني في الكبير (8/ 134/ رقم: 7532) وغيرهما من طريق محمد بن حمير. وصحح إسناده بالطرق والشواهد الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 972).

(2)

اللفط المذكور عند أبي عوانة في صحيحه (1/ 149)، وأصله عند مسلم (رقم: 194).

(3)

ذكره الجراوي في الحماسة المغربية (2/ 1437). وهو في رسائل البلغاء (ص 222) ضمن

ديواد ملقي السبيل.

(4)

أي: تسقط أو تهلك، انظر: تاج العروس (28/ 163 - 164)(ث ل ل). وقد أورد البيت أبو العباس التادلِّي في الحماسة المغربية (2/ 1437) وقال: تزل عن أمره العروش.

(5)

لم أجد له ترجمة.

ص: 499

915 -

وقال:

إمامةٌ في كتاب الله بَيِّنَةٌ

وسؤدد فوق ساق العرش مكتوب

مُوَلَّى هو الصورة الأولى التي اصْطُفيت

من قبل أن يلحقَ المبسوطَ تركيب

916 -

وروى أبو القاسم البغوي في المعجم

(1)

، لبشير بن عُرْفُطَة بن الخَشْخاش الجهني من أبياتٍ له:

بنعمةِ ذي الحرش المجيد وربنا

هدانا لتقواه ومنّ فأنعما

917 -

أخبرتني زينب ابنة إسماعيل، أبنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن النفيس، أبنا عبد الأول بن عيسى، أنا أبو عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم

(2)

، أبنا حاتم بن محمد بن يعقوب

(3)

، ثنا أبو العباس محمد بن محمد الفَرِيْزِنيّ

(4)

، ثنا رجاء بن عبد الله بن فُورْجَة، ثنا مالك بن سليمان الهروي، عن الهيّاج، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"السمواتُ والأرضُ تحت الكرسيّ، إحدى قدميه على الكرسيّ، والأخرى فضلٌ"

(5)

.

(1)

معجم الصحابة (1/ 311). وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 287) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (8/ 408).

(2)

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عاصم الهروي الجوهري (ت 476 هـ).

(3)

هو: أبو محمد حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي، له مصنَّف في السنن في نحو مائة جزء، توفي منة 404 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات: 401 - 404 هـ/ 98)، والسير (17/ 209).

(4)

نسبة إلى قرية (فَرِيزَن)، من قرى هراة. الأنساب (10/ 210)، تبصير المنتبه (3/ 1101).

(5)

الرواية من طريق جزء مالك بن سليمان الهروي، ذكره في المعجم المفهرس (1616). وإسناده ضعيف جدًّا؛ جعفر بن الزبير متروك الحديث، وهيّاج -وهو: ابن بسطام- ضعف، ومالك بن سليمان الهروي بيّض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 210) وسأل أباه عنه فقال: لا أعرفه.

ص: 500

918 -

(1)

أخبرنا محمد بن أحمد بن تمّام، أبنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك، أبنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة، أبنا محمد بن عبد الباقي بن البطّي، أبنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خَيْرون، أبنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عُبَيْد الله الحُرفي، ثنا أبو بكر أحمد بن سَلْمان النجّاد، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا محمد بن أبي بكر، أبنا زائدة بن أبي الرِّقاد، عن زياد النُّمَيْري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"فأدْخُلُ على ربي عز وجل وهو على عرشه تبارك وتعالى"، في حديث الشفاعة

(2)

.

919 -

وبه، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا محمد بن نُمَيْر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عَمْرو بن قيس، عن المِنْهال -يعني: ابنَ عَمْرو-، عن عبد الله بن الحارث، عن علي قال:

"أوّلُ مَنْ يُكسى يوم القيامة إبراهيم قُبْطيّتين، ثم يُكسى النبي صلى الله عليه وسلم حِبَرَةً، وهو عن يمين العرش"

(3)

.

920 -

قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل

(4)

: كتب إليّ

(1)

من هنا العودة إلى موضع الانتقال من الصفحة (101 أ).

(2)

أخرجه أبو محمد بن قدامة في إثبات صفة العلو (رقم: 27). وأعلّه الذهبي في العلو (1/ 381) بزياد النميري، وقال: والمتن بنحوه في الصحيح للبخاري من حديث قتادة عن أنس. انظر: الصحيح (7440، 7510).

(3)

لم أجده في إثبات صفة العلو لابن قدامة مع أن الرواية من طريقه. وأخرجه أحمد في الزهد (رقم: 415) وأبو يعلى في مسنده (1/ 427/ رقم: 164). وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم.

(4)

السنة (رقم: 1092).

ص: 501

عباس بن عبد العظيم، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن مَعْقِل، سمعتُ وهب بن منبّه يقول:"إن السموات لفي الهيكل، وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسيَّ، وقد عاد الكرسيُّ كالنعل في قدميه".

921 -

أخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أنبأنا محمود بن منده، أبنا مسعود الثقفي، أبنا المُطَهِّر البُزَاني، أبنا إبراهيم بن خُرَّشيذ قُولَه، ثنا أحمد بن عيسى الخوّاص، ثنا علي بن حرب، حدثني أبي، ثنا العباس بن الفضل الواقفي -من الأنصار-، عن ابن أبي عَروبة، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال -وجنازةُ سَعْد بن معاذ موضوعةٌ-:

"اهتزّ لها عرشُ الرحمن"

(1)

.

922 -

أخبرنا جدي ومحمد بن البخاري وغيرُهما، عن محمد بن نصر بن الحُصْري وغيرِه -إجازةً-؛ قالا: أبنا أبو الفتح بن شاتيل؛ ومحمد بن أبي بكر الدائم قال: أبنا جدي، أنبأنا ابن شاتيل؛ أبنا محمد بن الحسن الباقِلَّاني، أبنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو بكر النَّجّاد، أبنا عبد الملك بن محمد الرّقاشي، ثنا يحيى بن حمّاد وأبو ربيعة -فرّقهما-، قالا: ثنا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اهتزّ عرشُ الرحمن تبارك وتعالى لموت سَعْد بن معاذ"

(2)

.

(1)

أخرجه إبراهيم بن خرشيذ قوله في حديثه عن الخواص وغيره، والرواية من طريقه انظر: المجمع المؤسس (1/ 583 - 584). والحديث رواه مسلم (رقم: 2467) لعبد الوهاب بن عطاء عن سعد بن أبي عروبة.

(2)

أخرجه أبو بكر النجاد في جزء التراجم كما في المجمع المؤسس (1/ 135). وأخرجه مسلم (رقم: 2466) لعبد الله بن إدريس الأودي عن الأعمش، وليس فيه الزيادة بعده.

ص: 502

زاد أبو ربيعة: قال الأعمش: وحدثنا أبو صالح، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. فقيل لجابر: إن البراءَ قال: "اهتزّ السريرُ"، قال: فقال جابر: إنه كان بين هذين الحيَّيْن الأوس والخزرج ضغائن، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"اهتزّ عرشُ الرحمن عز وجل لموت سَعْد بن معاذ".

حديثُ أبي سفيان عن جابر: عندنا أيضًا في الأول من فوائد خوروسْت

(1)

.

ومعاذ بنُ رفاعة عن جابر: في حديث هشام بن عمار -رواية ابن الزَّفْتي-

(2)

.

وقال أبو شعيب الحرّاني

(3)

: حدثني يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم-وجنازةُ سعد بن معاذ بين أيدينا- يقول:

"اهتزّ لها عرشُ الرحمن عز وجل".

923 -

وبهذا الإسناد إلى النجّاد، أخبرنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قراءةً عليه، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا عَوْف، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اهتزّ العرشُ لموت سعد بن معاذ"

(4)

.

(1)

والرواية في المسند (22/ 293/ رقم: 14400)، وسنن ابن ماجه (رقم: 158).

(2)

حديث هشام بن عمار -رواية ابن الزفتي عبد الله بن عتاب الدمشقي- (ق 80 أ - مجموع 92). والرواية كذلك في المسند (22/ 385/ رقم: 14505).

(3)

فوائد منتقاة من الجزء الأول من حديثه (ق 131/ ب - مجموع 61)، والإسناد منقطع لعدم سماع يحيى بن أبي كثير من جابر.

(4)

والرواية في المسند (17/ 278/ رقم: 11184) والمستدرك (3/ 206).

ص: 503

924 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن شَيْبان، أبنا أبي وابن أبي عُمَر وابنُ البخاري وعبد الرحيم بن عبد الملك وأبو بكر الهروي، قالوا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا الحسن الجوهري، أبنا أبو بكر بن الشِّخّير، ثنا داود بن سليمان، ثنا عبّاد بن الوليد، ثنا الواقدي، عن أسامة بن زَيْد اللَّيْثي، عن أبي صالح، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، عن أبي عُبَيْدَة بن الجرّاح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"في الجنة مائةُ درجة، كلُّ درجة كما بين السماء والأرض، والفردوسُ أعلى الجنة ووسطها، وفوقه عرشُ الرحمن جلّ وعزّ، ومنها تتفجّر أنهارُ الجنة، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس"

(1)

.

* * *

(1)

الرواية الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشيوخ العوالي لأبي بكر ابن الشخير (ق 15/ ب - شستربيتي 3413).

ص: 504

‌باب الدليل على أن الجنة فوق السماء، {جَنَّةُ الخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ المتَّقُونَ} [الفُرقان: 15]

925

- وذُكر عن محمد بن إسحاق صاحِب المغازي: أنّ آدم صلى الله عليه وُلد له في الجنة ولدٌ، ولم تكنْ جنةَ الخلد فلذلك قال:{قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} على الجمع.

حكاه أبو بكر بنُ شاكر في كتاب الوقوف

(1)

، قال:"وقد أنكر هذا القولَ كثيرٌ من الناس: أن يكون وُلد له في الجنة، والله أعلم".

926 -

أخبرنا جدي وأبو بكر بن محمد بن الرضيّ قالا: أبنا عمر بن محمد الكرماني، أنا القاسم بن عبد الله الصفّار، ثنا عبد الخالق بن زاهر بن طاهر. (ح) وأخبرتنا أعلى من هذا زينب ابنةُ أحمد، عن عبد الخالق بن الأَنْجَب، عن عبد الخالق بن زاهر -إجازةً-، ثنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن سعيد الساوي -إملاءً-، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف السِّناني

(2)

، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا محمد بن

عُمَر، ثنا أسامة بن زيد، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن أبي شجرة محمد بن شجرة، عن أبي عُبَيْدة بن الجرّاح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"في الجنة مائةُ درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض،

(1)

لم أقف عليه، ولم أعرف أبا بكر بن شاكر.

(2)

هو الأصمّ.

ص: 505

والفردوسُ أعلى وأوسطها، وفوقها عرش الرحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنة، فإذا سألتم إله فسلوه الفردوس"

(1)

.

هذا الحديث في صحيح البخاري، من حديث عبد الرحمن بن أبي عَمْرَة عن أبي هريرة

(2)

.

ورُوي من حديث عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل، وعن عطاء بن يسار عن عُبادة بن الصامت، رواهما الترمذي

(3)

.

ورُوي من حديث الحسن عن سَمُرَة

(4)

.

927 -

أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن محمد بن السبّاك والأَنْجَب بن أبي السعادات قالا: أبنا أبو المعالي بن الجبّان اللّحّاس، أنبأنا أبو القاسم بن البُسْري، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن عَمْرو بن قيس الملائي، عن يحيى الجابر، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن ابن عباس أنه تلا هذه الآية:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] حتى فرغ منها، فقيل له: وإن تاب وآمن وعمل

(1)

أخرجه عبد الخالق بن زاهر الشحامي في الأربعين (رقم: 10)، والرواية من طريقه. وفي إسناده محمد بن عمر، وهو الواقدي، وهو متروك. والحديث صحيح بشواهده.

(2)

لم أجده في صحيح البخاري من هذه الطريق، ولم يذكره المزي في تحفة الأشراف. والبخاري إنما أخرجه في صحيحه (رقم: 2790، 7423) من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه، أما طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة فقد أخرجها الإمام أحمد (14/ 143/ رقم: 8419) وابن حبان (الإحسان: 10/ 471/ رقم: 4611)، وهي طريق معلولة، انظر: فتح الباري (6/ 15).

(3)

الجامع (رقم: 2530).

(4)

أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 258/ رقم: 6886) وأبو نعيم في صفة الجنة (1/ 38/ رقم: 11).

ص: 506

صالحًا ثم اهتدى؟ قال ابن عباس: وأنّى له التوبة وقد سمعتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم يقول:

"ثكلتْه أمُّه قاتلُ المؤمن، إذا جاء يومَ القيامة واضعًا رأسه على إحدى يديه آخذًا بالأخرى القاتلَ، تشخُبُ أوداجُه قِبَلَ عرش الرحمن عز وجل فيقول: ربّ سلْ هذا فيم قتلني".

قال: وما نزلت في كتاب الله آيةٌ نسختها

(1)

.

928 -

وبه، ثنا عثمان، ثنا جرير، عن يحيى الجابر، عن سالم، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

(2)

.

929 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن سلمان المعروف بابن غانم، أبنا إسماعيل بن أبي اليُسْر، أبنا بركات بن إبراهيم، أبنا علي بن المسلَّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أبنا عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أبنا علي بن أحمد بن علي المصِّيصي، ثنا أحمد بن خُلَيْد بن يزيد الكِنْدي، حدثني أبو نعيم، عن الأعمش، عن إبراهيم التَّيْمي، عن أبيه، عن أبي ذرّ قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال:

"يا أبا ذر، تدري أين تغرب الشمس؟ ".

قلتُ: الله ورسوله أعلم.

قال: "فإنها تذهبُ حتى تسجدَ تحت العرش عند ربها، فتستأذنُ فلا

(1)

الرواية من الجزء السادس من المخلِّصيات (رقم: 1181). وأخرجه الإمام أحمد (4/ 44/ رقم: 2142) وابن جرير (7/ 342 - 343) من طريق يحيى الجابر، وهو: يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر الكوفي، قال في التقريب: لين الحديث؛ وقد تابعه عمّار الدُّهْني -وهو صدوق- عند الإمام أحمد (3/ 413/ رقم: 1941) وابن ماجه (رقم: 2621) وغيرهما.

(2)

في المخلِّصيات (رقم: 1182).

ص: 507

يُؤذَنُ لها حتى تستشفعَ وتطلبَ، فإذا طال ذلك عليها قيل لها: اطلعي مكانك، فذلك قولُه:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)} [يس]

(1)

.

هو في جزء عباس التُّرْقُفي

(2)

، لسفيان عن الأعمش.

* * *

(1)

أخرجه علي بن المسلَّم السلمي في أماليه، والرواية من طريقه، انظر: المجمع المؤسس (2/ 341). وأخرجه البخاري (رقم: 4802) عن أبي نعيم، ومسلم (رقم: 159) من طريق أبي معاوية عن الأعمش.

(2)

حديث عباس بن عبد الله الترقفي (رقم: 89).

ص: 508

‌باب

930 -

أخبرنا جدِّي وعمّ أبي ومحمد بن أحمد بن أبي الهَيْجاء، قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي -زاد ابنُ أبي الهيجاء فقال: وإسماعيل بن حامد القوصي-. (ح).

وأخبرنا أبو بكر بن إبراهيم بن علي بن إسماعيل المقدسي ومحمد بن علي البخاري قالا: أبنا علي بن إسماعيل -المذكور-، قالوا: أنا بركات بن إبراهيم الخشوعي، أنا هبة الله بن أحمد الأَكْفاني، أبنا محمد بن عقيل بن أحمد بن بُنْدار الخراساني المعروف بابن الكُرَيْدي وأحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن أبي الحديد السلمي، أبنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، ثنا محمد بن جابر

(1)

، ثنا أبو سلمة التبوذكي، ثنا سلّام، عن قتادة في قوله تعالى:{إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34]، قال:"غفر لهم الذنبَ العظيم، وشكر لهم اليسير"

(2)

.

931 -

وبه إلى الخرائطي، ثنا عباس الدوري، ثنا إبراهيم بن حمزة الزُّبَيْرِي، ثنا موسى بن بشر الأنصاري، عن طلحة بن خِراش الأنصاري قال: سمعتُ جابر بن عبد الله يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أفضلُ الذكر لا إله إلا الله، وأفضلُ الشكر الحمد لله"

(3)

.

(1)

في الحاشية اليمنى بخط المؤلف: (أظنه الضرير). وهو: محمد بن جابر بن سيّار السحيمي الحنفي.

(2)

أخرجه أبو بكر الخرائطي في فضيلة الشكر (ص: 34)، والرواية من طريقه.

(3)

فضيلة الشكر (ص: 35).

ص: 509

رواه ابن أبي الدنيا

(1)

، عن إبراهيم بن المنذر الحِزامي عن موسى بن إبراهيم الأنصاري عن طلحة بن خِراش.

932 -

وبه إليه

(2)

، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا عبد الله بن لاحق، عن ابن شهاب قال: قال داود عليه السلام: "الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعزّ جلاله"، فأوحى الله إليه:"قد أتعبت الكتبة".

روي هذا عن سفيان الثوري، وهو في الشكر لابن أبي الدنيا

(3)

.

933 -

وبه، حدثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا علي بن عاصم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عَمْرو الشيباني قال: قال موسى يومَ الطور: "يا ربّ إنْ أنا صلّيتُ فمِن قِبَلك، وإن أنا تصدّقتُ فمِن قِبَلك، وإن بلّغتُ رسالتَك فمِن قِبَلك، فكيف أشكرك؟ " قال: "يا موسى الآن شكرتَني"

(4)

.

934 -

وبه، حدثنا نصر بن داود، ثنا موسى بن إسماعيل المِنْقَري، ثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن ابن أبي الحسن، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما مسّتْ عبدًا نعمةٌ يعلم أنها من الله، إلّا قد أدّى شكرَها وإن لم يحمده"

(5)

.

رواه ابن أبي الدنيا

(6)

، عن الحسن بن الصبّاح البزّاز عن محمد بن سليمان عن هشام بن زياد عن أبي الزِّناد عن القاسم بن محمد.

(1)

في الشكر لله عز وجل (رقم: 103).

(2)

أي: الخرائطي في فضيلة الشكر (ص: 35).

(3)

الشكر لله عز وجل (رقم: 37).

(4)

فضيلة الشكر (ص: 45). وهو عند ابن أبي الدنيا في الشكر (رقم: 6).

(5)

فضيلة الشكر (ص: 45). ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (رقم: 5347).

(6)

في الشكر لله عز وجل (رقم: 47).

ص: 510

‌باب قول الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]

935 -

حديث عبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة، عن أبي هريرة:

"إن الله خلق التربةَ يومَ السبت" الحديث.

في الجزء التاسع من أمالي ابن رَزْقَويه

(1)

.

936 -

حدَّث الشيخُ الصّالحُ أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن فضلويه الجمّال في محرّم سنة سبع وتسعين وأربعمائة -ورأيتُ خطَّه عليه بروايته- قال: أبنا الحسن بن علي بن أبي طالب، ثنا محمد بن الحسين -هو: الحسني، أبو الحسن السنّي-، ثنا أحمد بن سعيد بن نصر الراسبي ومحمد بن معاذ الهروي، قالا: ثنا أحمد بن خالد الشيباني، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه أنه قال: ذكرتُ لابن عباس أني وجدتُ في التوراة: أنّ الله تبارك وتعالى خلق السمواتِ يومَ الأحد، والأرضينَ يومَ الإثنين، والجبالَ والأشجارَ يومَ الثلاثاء، والنورَ يومَ الأربعاء من بكرته إلى الظهيرة، والمكروهَ من ظهره إلى العصر، وخلق الحيوانَ يومَ الخميس، وخلق الإنسانَ يومَ الجمعة، فلما كان يومُ السبت استوى على عرشه، واستلقى على قفاه، ووضع رجلَه اليمنى على اليسرى، فقال ابن عباس: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ثم يقول:

بأن اليهود يقولون بأنه قد استراح يوم السبت، وقرأ:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38].

(1)

والحديث مشهور، أخرجه مسلم (رقم: 2789) وغيره.

ص: 511

قال ابنُ عباس: "اللغوب: الإعياء".

قال أبو العباس الجمّال: هذا حديث حسن عجيب، وراويه مرّةً روى بأن الله خلق المكروه يوم الأربعاء -وهو بومُ نحس مستمرّ- وخلق النورَ يوم الخميس، ومرّةً روى ما ذكرنا، وهو عالٍ بهذا الإسناد، طريقُه عجيب مليح، واللغوب -فيما ذكر مجاهد- الكلالُ والتعبُ، وقال سعيد بن جبير: الفترة والضعف، وقال ابنُ أبي نجيح: التقصير، وقال سفيان: اللغوب العجزُ، وقال غيرهُ من المفسرين: اللغوبُ الحاجة إلى غيره، وهو الاستعانة، وقال ابنُ عيينة: اللغوب التفاوتُ في الشيء.

عبد المنعم بن إدريس متروك الحديث

(1)

، ولم يسمع من أبيه

(2)

، والراوي عنه تكلّم فيه الدارقطني

(3)

.

937 -

قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا يزيد بن هارون، أبنا عقبة بن عبد الله، ثنا عامر الأحول، عن أبي صالح الجازر

(4)

، عن النعمان بن بشير قال:

"إن الله عز وجل كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي سنة، فهو معه على العرش"

(5)

.

(1)

انظر: ميزان الاعتدال (1/ 668).

(2)

انظر: لسان الميزان (4/ 476).

(3)

الضعفاء والمتروكين (رقم: 70)، وليس فيه كلام للدارقطني، فلعل المصنّف يقصد مصدرًا آخر. وفي الميزان (1/ 95):"جرّحه الدارقطني".

(4)

كذا يُقرأ من خط المصنف، فإنه لم يكتب نونًا في آخره وإنما كتبها راءً بدليل أنه وضع علامة إهمال عليها، ولم أقف على هذا الضبط وإنما ذكروا فيه: الحارثي، والحادي، والخازن. انظر: تهذيب الكمال (33/ 415).

(5)

أبو صالح ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 589)، وقال الذهبي في الميزان (4/ 539): لا يُعرف، وقال ابن حجر في التقريب: مقبول. وقد وقع عنه اضطراب في هذا الحديث، فهذه الطريق التي ذكرها المصنّف موقوفة على النعمان بن بشير. =

ص: 512

938 -

وقال: حدثنا إبراهيم بن الحكَم قال: حدثني أبي، عن عكرمة قال:"خلق الله السموات والأرضين وكلَّ شيء في ستة أيام، فبدأ بخلقهم يومَ الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ثم استوى إلى العرش في ثلاث ساعات بتمين من يوم الجمعة، فخلق في ساعة منها النتن الذي ألقاه على ابن آدم كي يقبرونه، وفي ساعة منها السوس الذي يُلقى في الطعام لكي يرغب العبادُ إلى ربهم"، قال الحكم: وذهب عني الباقي

(1)

.

939 -

أخبرنا جدي ومحمد بن علي بن البخاري وغيرُ واحد، عن محمد بن نصر بن الحصري -إجازةً-، أبا عبيد الله بن شاتيل، أبنا الحسين بن علي بن البُسْري، أنا أبو علي بن شاذان، أبنا حمزة بن محمد الدِّهْقان، ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا محمد بن بُكَيْر، ثنا خالد، عن الشيباني، عن عون بن عبد الله، عن أخيه عُبَيْد الله، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن في الجمعة لساعةً، لا يوأفقها أحدٌ يسأل اللهَ فيها شيئًا إلا أعطاه".

قال: فقال له عبد الله بن سلام: إنّ الله ابتدأ الخلقَ، فخلق الأيامَ يومَ

= ورواه ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عنه عن النعمان بن بشير مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى (6/ 240/ رقم: 10802) والطبراني في الأوسط (2/ رقم: 1360).

ورواه أبو أسامة عن عباد بن منصور به ولم يذكر النعمان بن بشير، أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 61).

وللحديث طريق أخرى هي الصحيحة عن النعمان، فقد رواه حماد بن سلمة عن أشعث بن عبد الرحمن عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير مرفوعًا، هكذا أخرجه الإمام أحمد (30/ 363/ رقم: 18414) والترمذي (رقم: 2882) والدارمي (رقم: 3652). وقد سئل أبو زرعة الرازي عن هذا الحديث فقال: الصحيح حديث حماد بن سلمة، كذا في علل ابن أبي حاتم (رقم: 1678).

(1)

وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (8/ رقم: 15299) ليزيد بن أبي حكيم عن الحكم.

ص: 513

الأحد ويومَ الإثنين، وخلق السمواتِ يومَ الثلاثاء والأربعاء، وخلق الأقواتَ وما في الأرض يومَ الخميس ويومَ الجمعة إلى صلاة العصر، وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس

(1)

.

وقد رُوي من حديث عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة، بخلاف هذا، وهو منكر.

رواه مسلم، والإمام أحمد

(2)

.

وهو عندنا في جزء محمد بن الفرج الأزرق

(3)

.

* * *

(1)

الرواية من طريق حديث حمزة بن العباس الدهقان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1175). وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 7788)، لوهب بن بقية عن خالد الشيباني. وهو عند البخاري (رقم: 935) ومسلم (رقم: 852)، للأعرج عن أبي هريرة.

(2)

أخرجه مسلم (رقم: 2789) والإمام أحمد (14/ 82/ رقم: 8341)، لأيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع. وأيوب بن خالد هو: ابن صفوان بن أوس الأنصاري، قالا فيه الأزدي:"ليس حديثه بذاك، وتكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعد ونظراؤه لا يكتبون حديثه"، ولذلك قال الحافظ في التقريب:"فيه لين". والحديث علّقه البخاري في تاريخه (1/ 413 - 414) وقال: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصحّ"، يعني أن الصحيح أنه موقوف على كعب، ولذلك أنكر الحفّاظ على مسلم إخراجّه له في الصحيح، وانظر كلام الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 215 - تحقيق السلامة) وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في فتاويه (17/ 236).

(3)

أبو بكر البغدادي (ت 282 هـ). السير (13/ 394).

ص: 514

‌باب

940 -

أنبأنا أبو الفضل الحاكم، أنبأنا أبو الحسن بن المُقَيَّر، أنبأنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر وأبو الكرم بن الحسن الشهرزوري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقّور، أبا أبو طاهر المخلّص، ثنا ابنُ منيع، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، ثنا محمد بن عَمْرو بن علقمة بن وقّاص، عن أبي سلمة، عن ابن عباس في قول الله صلى الله عليه وسلم:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَ (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [النّجْم] قال: "دنا ربُّه عز وجل منه {فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النّجْم] "، قال: قال ابن عباس: "قد رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم"

(1)

.

941 -

وبه، حدثنا ابنُ منيع، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: ثنا كعب قال: "إن الله عز وجل قسم رؤيتَه وكلامَه بين محمد وموسى، فرآه محمدٌ مرتين، وكلّمه موسى مرتين"

(2)

.

942 -

قال أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس: ثنا أحمد بن مهدي، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا يحيى بن معين، قال: سمعتُ ابنَ عُلَيّة يقول في قول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعَام: 103]، قال:"هذا في الدنيا"

(3)

.

(1)

الرواية من الجزء الثامن من المخلصيات (رقم: 1758). وإسناده حسن لأجل محمد بن عمرو بن علقمة، قال في التقريب:"صدوق، له أوهام". وأخرجه الترمذي (رقم: 3280) عن الأموي، وابن حبان (الإحسان: 1/ 253 - 254/ رقم: 57) ليزيد بن هارون عنه، وله طرق.

(2)

المخلصيات (رقم: 1759). وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (61/ 105) عن أبي القاسم بن السمرقندي عن ابن النقور. وأخرجه الحاكم (2/ 575 - 576) للمعتمر بن سليمان، وإسحاق بن راهويه في مسنده (3/ 790/ رقم: 878) عن جرير، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد.

(3)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ رقم: 511)، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وابن أبي حاتم في التفسير (4/ 1363).

ص: 515

‌باب قول الله تعالى: {أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المَائدة: 80]

943 -

أخبرنا أحمد بن علي الجزري وعائشة بنت محمد قالا: أبنا محمد بن عبد الهادي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أخبرني أبو طالب أحمد بن محمد القرشي

(1)

بأصبهان، أبنا أبو بكر بن أبي نصر المَعْداني، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، ثنا أبو زرعة، ثنا عُبَيْد بن يعيش، ثنا عبد الرحمن المحاربي، عن عثمان بن واقد، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَن الْتمس رضا الله بسخَط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومَن الْتمس رضا الناس بسخط الله سَخِطَ اللهُ عليه وأَسْخَطَ عليه الناس"

(2)

.

رواه جماعةٌ عن المحاربي

(3)

.

944 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبتنا كريمة القرشية، قالت: أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الباغْبان ومسعود بن الحسن بن القاسم، قالا: أبنا أبو عَمْرو بن منده، أبنا أبي، أبنا محمد بن يعقوب بن يوسف،

(1)

هو: الكُنْدُلاني، نسبة إلى كُنْدُلان -من قرى أصبهان-، توفي سنة 493 هـ. انظر: الأنساب (5/ 103).

(2)

الرواية من طريق جزء الكُنْدُلاني، أنظر: المعجم المفهرس (1475). وإسناده حسن لأجل عثمان بن واقد، قال في التقريب:"صدوق ربما وهم"، وبقية رجاله ثقات.

(3)

منهم: عبد الله بن عمر الجعفي عند ابن حبان (الإحسان: 1/ 510/ رقم: 276)، وابن الأصبهاني عبد القضاعي في مسند الشهاب (رقم: 499).

ص: 516

ثنا الحسن بن مُكْرِم، ثنا عثمان بن عُمَر، عن شعبة، عن واقد بن محمد، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَن أرضى اللهَ بسخط الناس كفاه الله الناس، ومَن أسخط اللهَ برضا الناس وَكَلَهُ الله إليهم"

(1)

.

رواه إبراهيم بن سعيد وعبد بن حُمَيْد، عن عثمان، موقوف.

945 -

وبهذا الإسناد إلى أبي عبد الله بن منده -بدون ذكر مسعود-، وقال: أبنا محمد بن الحسين القطان، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا الحسين بن الوليد. (ح) وأخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عتّاب الدلّال سهل بن حماد. وأبنا محمد بن عبد الله بن معروف الصفّار، أبنا محمد بن عيسى الواسطي، ثنا عاصم بن علي، قالوا

(2)

: ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"رضا الله في رضا الوالد، وسخطُ الله في سخط الوالد"

(3)

.

946 -

وبه، قال: وحدثنا أبو عَمْرو مولى بني هاشم أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا بشر بن موسى، حدثني القاسم بن سليمان الصوّاف،

(1)

الرواية من غرائب شعبة لابن منده، ذكره في المعجم المفهرس (1405). قال الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (1/ 119):"وإسناده على شرط الشيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه، ولا استدركه الحاكم فيما وقفت عليه". وأخرجه ابن حبان (الإحسان: 1/ 511/ رقم: 277) لإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن عثمان بن عمر. وله طرق عن شعبة.

(2)

يعني: الحسين بن الوليد، وسهل بن حماد، وعاصم بن علي.

(3)

وإسناده صحيح. وقد أخرجه الترمذي (رقم: 1899) وابن حبان (الإحسان: 2/ 172/ رقم: 429)، لخالد بن الحارث بن شعبة، نم أعلّه الترمذي بالوقف وقالا:"ولا نعلم أحدًا رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة"، وهذا الإسناد الذي أورده ابن المحب فيه ثلاث متابعات عن شعبة على رفع الحديث، فتضاف إلى المتابعتين اللتين أوردهما الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 516) ورجّح بهما المرفوع، ولله الحمد.

ص: 517

ثنا شعبة وأبو معاوية، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سخط الوالدين"

(1)

.

* * *

(1)

أخرجه كذلك ابن منده. وإسناده صحيح، وفيه متابعة القاسم بن سليمان الصواف لخالد بن الحارث عن شعبة، والقاسم لم أقف على ترجمته.

ص: 518

‌باب

947 -

أخبرتنا زينب ابنة أحمد، عن محمد بن عبد الكريم -إجازةً-. وأبنا جدّي وغيرُه، عن محمد بن نصر؛ قالا: أبنا أبو الفتح بن شاتيل، أبنا الحسين بن البُسْري، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا حمزة بن محمد بن العئاس الدِّهْقان، ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا جرير، ثنا الأعمش، عن حبيب، عن ذرّ، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:

"لا تسبّوا الريح، فإنها نَفَسُ الرحمن"

(1)

.

948 -

أخبرنا ابن أبي الهيجاء، أبنا محمد بن عبد الهادي. ومحمد بن المحبّ قال: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب؛ قالا: أبنا يحيى الثقفي، أبنا أبو عدنان بن أبي نزار وفاطمة الجُزْدانية، قالا: أبنا أبو بكر بن رِيذَة، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن إسماعيل الصفّار الرملي، ثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ثنا شِبْل بن عبّاد، عن إسماعيل بن عُمَيْر، عن أبي هريرة قال: قال عمر: ما ندمتُ على شيءٍ ما ندمتُ على أنّي لم أسألْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الريح، قال أبو هريرة: فقلتُ: قد سألتُه عنها فقلتُ: يا رسول الله الريحُ ممَّا هي؟ قال:

(1)

الرواية من حديث حمزة الدهقان، كما سبق. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 969) عن أبي الحسين بن بشران عن حمزة الدهقان. وإسناده صحيح، وجرير هو ابن عبد الحميد، وذرّ هو ابن عبد الله المُرْهِبي. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) من السنن الكبرى (6/ 232/ رقم: 10772) والحاكم (2/ 272) لإسحاق بن إبراهيم بن راهويه عن جرير. وقد رواه ابن فضيل عن الأعمش، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي (رقم: 2252) والنسائي (6/ 231 - 232/ رقم: 10770).

ص: 519

"من رَوْح الله، يبعثُها بالرحمة، ويبعثُها بالعذاب".

لم يروه عن شِبْل إلا زيد، تفرّد به ابنُه

(1)

.

وهو عندنا في الأول من جامع معمر

(2)

، لثابت بن قيس عن أبي هريرة.

* * *

(1)

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (رقم: 26)، والرواية من طريقه. وهو في الأوسط (رقم: 2223). وإسناده حسن.

(2)

جامع معمر (11/ 89/ رقم: 2004 - مع مصنف عبد الرزاق). وهو أيضًا عند الطبراني في الدعاء (2/ رقم: 973) لثابت بن قيس عن أبي هريرة، وفيه الشاهد:"الريح من روح الله".

ص: 520

‌باب

949 -

قال أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. حدثنا عمر بن موسى التَّوَّزي

(1)

، ثنا عفّان، ثنا عبد الصمد بن كَيْسان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"رأيتُ ربي" الحديث

(2)

.

قال عفّان: سمعت حماد بنَ سلمة سُئل عن هذا الحديث فقال: "دعُوه، ثنا به قتادة وما في البيت غيري وغيرُه".

950 -

قرأتُ بخط الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم اللَّفْتُوَاني ثم الأصبهاني -قدم يومَ إذٍ

(3)

حاجًّا- بقراءتي عليه، قال: أخبرنا خالُ والدي الشيخ المقرئ أبو الفضل العباس بن محمد بن عبد الواحد بن العباس بن جعفر الراراني -بقراءة أستاذي الشيخ الفقيه أبي بكر محمد بن عبد الواحد كوتاه سنة أربع وسبعين-، أبنا

(1)

تاريخ بغداد (11/ 214)، الأنساب (3/ 107).

(2)

وأخرجه الإمام أحمد (4/ 386/ رقم: 2634) عن عفان. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 433) عن فضل بن سهل، واللالكائي في السنة (3/ 567/ رقم: 898) للفصل بن يعقوب، كلاهما عن عفان. وعبد الصمد بن كيسان ذكره الحافظ في تعجيل المنفعة (658) ومال إلى أنه عبد الصمد بن حسان الثقة المذكور قبله (657)، وعلى كل فقد توبع عبد الصمد هذا عند الإمام أحمد (4/ 350/ رقم: 2580) ويخره، وحكاية عفان المذكورة بعده تفيد أنه رواه كذلك عن حماد بدون واسطة.

(3)

هكذا كتبها المصنّف مفصولةً.

ص: 521

أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البُرْجي، أبنا أبو عَمْرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، ثنا أحمد بن القاسم بن عطيّة أبو بكر، ثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثني أبي، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل يضحكُ حتى تبدوَ نَواجِذُه"

(1)

.

951 -

قال أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى بن خالد المكي

(2)

: ثنا أبو العَيْناء محمد بن القاسم بن خلّاد البصري قال: ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثني عُمَر بن نجيح، عن محمد بن إسحاق قال: قالت قريش لأبي مُسافِع: ائْتِ محمدًا فاردد عليه وخاصِمْه، فإنك رجل شاعر، فقال أبو مُسافِع:

يا قوم إن كان ربُّ العرش أرسله

ففيم بعدُ نبغي اللّم والعَذَل

ولا أخاصمه أبغي تعنّته

لا ناقة لي في هذا ولا جمل

952 -

قال أبو عمر محمد بن العبّاس بن حيُّويَه الخزّاز

(3)

: حدثنا أبو محمد الزهري قال: قال لنا إبراهيم الحربي: قال أحمد بن نصر

(4)

-وسُئل عن علم الله جلّ وعزّ فقال-: "علمُ الله معنا، وهو على عرشه"، وسُئل عن القرآن فقال:"كلام الله"، فقيل له: أمخلوق؟ قال: "لا". ثم

(1)

حديث منكر، وإسناده ضعيف؛ منصور بن عمار ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 176/ رقم: 777) ونقل قول أبيه فيه: "ليس بالقوي، صاحب مواعظ"، وابن عدي في الكامل (6/ 393) وقال فيه:"منكر الحديث"، والذهبي في الميزان (4/ 187). وصفة الضحك لله تعالى ثابتة بأحاديث أخر وليس فيها ذكر النواجذ، فذكرها منكر.

(2)

من شيوخ الدارقطني، ذكره الذهبي في وفيات سنة 423 هـ. تاريخ الإسلام (24/ 102).

(3)

الخبر أورده الذهبي في العلو (2/ 1101) مصحِّحًا له عن الحربي.

(4)

الخزاعي المروزي البغدادي، الشهيد.

ص: 522

قال

(1)

: حدثنا عُمَر بن عبد الرحمن الأبّار، عن منصور، عن عَبِيْدَة، عن عبد الله

(2)

: "إن الله يحمل الخلائق على أصبع"، فقام إليه بالسيف فضربه به، قال إبراهيم الحربي: لما حدّثه بحديث الأبّار قال له الواثق: كذبتَ، فقال له: كذبتَ أنت.

953 -

قال مالك بن سليمان الهروي: عن الهيّاج، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

"السمواتُ والأرضُ تحت الكرسي، إحدى قدميه على الكرسي والأخرى فضل"

(3)

.

954 -

وفي قصيدة أمية بن أبي الصلت

(4)

:

فسبحان مَنْ لا يقْدُر الخلقُ قدرَه

ومَن هو فوق العرش فردٌ موحَّد

وأوّلها:

لك الحمدُ والنعماءُ والملكُ ربَّنا

فلا شيء أعلى منك جدًّا وأمجدُ

مليكٌ على عرش السماء مهيمنٌ

لعزّته تعنوا الوجوهُ وتسجدُ

955 -

ولبعض أصحابنا من قصيدةٍ:

زعم الأشعري

(5)

أنّ ما على العرْ

شِ إله واستكبر استكبارًا

(1)

أحمد بن نصر.

(2)

يعني مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(3)

في إسناده الهيّاج -وهو: ابن بسطام- وهو ضعيف كما في التقريب وأصوله. والراوي عنه مالك بن سليمان الهروي: قال أبو حاتم -كما في الجرح (8/ 210) -: "لا أعرفه". والحديث مكرر.

(4)

نهاية الأرب في فنون الأدب (13/ 272).

(5)

وضع المصنف عليها ضبّة.

ص: 523

وهو خالٍ ما فوقه واحد

فرد مليك يقدّر الأقدارا

ضلّ قومٌ بقوله فأطاعو

هـ وصاروا في غيّهم أطوارا

وتجافوا صفحًا عن الخمس من

طه

(1)

ولم يعبؤوا بها استصغارا

أوّلوا العرش أنّه المُلْك

والله محيط به وقالوا شَنَارا

(2)

ثم لم يثبتوه في الأرض بل هم

أبدًا في طلّاب ربٍّ حيارى

أَتُرى من إليه بالعمل الصا

لِح يُرْقَى فاستبصروا استبصارا

والرسول الأمين من عند مَن

كان يوحى القرآن يأتي مرارا

وإلى مَن رقى النبيُّ وأدْ

ناه مرارًا إذْ قَرَّبَ الأَزْدُنارا

في الصحيحين قد روينا أحا

ديث صحاحًا فاستصفحوا الآثارا

كم رأينا في الأشعرية ناسًا

عُمِّروا في ضلالهم أعمارا

ورأينا للاعتزال رجالًا

خالفوا الله الواحد القهّارا

مذهبي مذهبُ ابن حنبل من

في الله أوذِي وهوّن الأخطارا

956 -

وله من قصيدة أخرى:

وعلا على العرش الرفيع وعِلْـ

ـمُهُ في خلقه ثاوٍ بكلّ مكان

وورود أخبار النزول جميعُها

حق كما في النصف من شعبان

ويكلّم اللهُ ابنَ آدم جهرةً

كرمًا وينظر وجهَه العينان

لا تنكروا نصَّ الحديث فويل مَنْ

هذا الكتاب وذا له خصمان

قلت: الأشعريُّ رحمه الله تعالى قد أثبت في كتاب الإبانة أنّ الله على العرش، وقال

(3)

: "ورأينا المسلمين جميعًا يرفعون أيديهم إذا دعوا الله نحو

(1)

أي الآية الخامسة من سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5].

(2)

الشنار: العيب والعار. العين (6/ 251).

(3)

الإبانة (ص 34).

ص: 524

السماء؛ لأن الله مستوٍ على العرش، والذي هو فوق السموات، فلولا أنّ الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش، كما لا يحطّونها إذا دعوا إنى الأرض"، وبحَثَ في ذلك بحثًا حسنًا.

957 -

أخبرني القاسم بن محمد البرزالي، أبنا أحمد بن شَيْبان، أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، أبنا محمود بن إسماعيل بن محمد الصَّيْرَفي، أبنا أبو بكر محمد بنعبد الله بن شاذان الأعرج، أبنا أبو بكر عبد الله بن محمد القبّاب، ثنا أبو العباس الوليد بن أبان الأصبهاني، ثنا أبو محمد عَبْدان بن محمد بن عيسى المروزي، ثنا الحسين بن سيّار، ثنا خلف -يعني: ابنَ خليفة-، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفٌ، فأرسل إلى نسائه:

"هل عندكم من شيء؟ فقد نزل بي ضيفٌ الليلة".

فأرسلنَ إليه: لا والذي بعثك بالحق، ما عندنا إلّا الماء، قال: فبينا هو كذلك إذ جاء رجلٌ من الأنصار فقال:

"هل عندك شيء لضيفنا هذه الليلة؟ ".

قال: نعم يا رسول الله، فأخذ بيد الضيف، فلما أتى منزلَه قال للمرأة: عندك شيء؟ قالت: نعم خبزة لنا، قال: فكأنّك تصلحين المصباح فأطفئيه، فَفَعَلَتْ، فجعلا يدخلان أيديهما مع الضيف، وخلّيا بين الضيف وبين الخبزة، فأكلها، فلما أصبح الضيفُ انطلق إلى حاجته، قال الأنصاري: وبلغتْ ساعتي التي آتي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتُه، فلما نظر إليّ من بُعْد قال:

"ما صنعتَ بضيفك الليلة؟ ".

فظننتُ أنّ الضيف شكاني، قلتُ: يا رسول الله فعلتُ كذا وكذا، قال:

ص: 525

"جاءني جبريل فأخبرني أنّ ربّك عز وجل عجب مما صنعتَ بضيفك -أو ضحك مما صنعتَ بضيفك-"

(1)

.

958 -

أخبرنا يحيى بن محمد وأحمد بن أبي طالب، أنبأنا عبد العزيز بن دُلَف، أبتنا شهدة ابنة أحمد، أبنا علي بن الحسين بن أيوب، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو عُمَر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد اللغوي صاحبُ ثعلب، ثنا أحمد بن عُبَيْد الله النرسي، ثنا شبّابة بن سوّار، ثنا وَرْقاء بن عُمَر، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل يضحكُ إلى رجلين يقتلُ أحدُهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، رجل يقاتل فيُقتَل ويستشهد فيدخل الجنة، ثم يتوب الله على قاتله فيسلم، يقاتل في شل الله فيُقتل ويستشهد فيدخل الجنة"

(2)

.

حديث حسن، أخرج مسلمٌ بهذا الإسناد عدةَ أحاديث في الصحيح.

959 -

أخبرنا يحيى بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب بن روَاج وغيره، قالوا: أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا مكّي بن منصور الكَرَجي، أبنا أحمد بن الحسن الحيري، ثنا حاجبُ بن أحمد الطوسي، ثنا أحمد بن نصر المقرئ، ثنا المؤمِّل بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حُدُس، عن عمّه أبي رزين قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

إسناده حسن إن شاء الله، والحديث صحيح. وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 42 - 43/ رقم: 6182) عن داود بن رشيد عن خلف بن خليفة. وهو عند البخاري (رقم: 3798) ومسلم (رقم: 2054) لفضيل بن غزوان عن أبي حازم.

(2)

الرواية من طريق مشيخة ابن شاذان الصغرى (رقم: 9). وأخرجه أبو عوانة في مسنده (4/ 475/ رقم: 7391) لخالد عن ورقاء. والحديث عند البخاري (رقم: 2826) ومسلم (رقم: 1890) لمالك بن أنس وسفيان عن أبي الزناد.

ص: 526

"يضحكُ ربُّنا من قُنوط عبده وقُرب غِيَرِه".

قال: قلتُ: أوَ يضحكُ الربُّ يا رسول الله؟! قال: لن نُعْدَم مِنْ ربٍّ يضحكُ خيرًا

(1)

.

960 -

قال أحمد بن محمد بن أيوب

(2)

: عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمَر الأنصاري، عمّن حدّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: جلس رسولُ الله على منبره، ثم خطب الناس، فعظّم الله وعظّم شأنَه، ثم قال:

"{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزُّمَر] ".

قال: ثم قال صلى الله عليه:

"يأخذُ الله السموات والأرض يوم القيامة بيده، والخلقُ ينظرون، ثم يتزقّفهما تزقّف الرفانة وهو يقول: أنا الله الرحمن".

قال: فما زال رسولُ الله يقول هكذا بيده، حتى كأنه يرمي بشيء ويتلقّفُه، حتى رجف منبرُه، حتى ظننّا ليقعنّ جميعًا

(3)

.

(1)

الرواية من طريق فوائد حاجب الطوسي، انظر: المعجم المفهرس (1087). وإسناده ضعيف؛ للكلام في وكيع بن حُدُس -ويقال: عُدُس-، لكن أورده الشيخُ الألباني في الصحيحة (رقم: 2810) مقويا إياه بطريق آخر عن أبي رزين في حديث طويل مخرَّج في زوائد المسند لعبد الله بن أحمد (26/ 121/ رقم: 16206) والسنة لابن أبي عاصم (رقم: 524).

(2)

هو: أبو جعفر البغدادي الوراق المعروف بصاحب المغازي، ترجمته في تهذيب الكمال (1/ 431 - 433).

(3)

في إسناده مجهول وهو صحابيُّه. والحديث يشهد لبعض ألفاظه أحاديث أخر يأتي بعضها في هذا الكتاب الماتع.

ص: 527

961 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عُمَر بن اللّتّي، أبنا أبو المعالي بن الجبّان، أبنا علي بن أحمد بن البُسْري -إجازةً-، أبنا الإمام أبو عبد الله عُبَيْد الله بن محمد بن محمد الفقيه

(1)

-فيما أذن لنا-، أنّ أبا الحسن أحمد بن زكريا الساجي حدّثهم، قال: حدثني أبي، قال: ثنا الربيع بن سليمان قال: سمعتُ الشافعيَّ يقول: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوق، ومن قال مخلوقٌ فهو كافر"

(2)

. (قال الربيع: "والقرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر")

(3)

.

962 -

وبهذا الإسناد، أبنا عُبَيْد الله بن محمد بن محمد الفقيه -فيما أذن لنا أن نرويَه عنه-، أن أبا عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطّار حدثهم، ثنا أبو يوسف محمد بن المثنى الدينَوَري، ثنا أبو بكر محمد بن عِمْران بن موسى الدينَوَري، حدثني أبو أحمد الأسدي قال: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فقلتُ: يا أبا عبد الله، لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ فقال:"يُوَجّه القرآن على خمس جهات: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعين، وخطٌّ بيد"، فأشكل عليّ قولُه، وبقيتُ فيه متحيّرًا، فقال لي:"ما حالك؟ القلبُ مخلوق والمحفوظُ به غير مخلوق، واللسانُ مخلوق والمتلوُّ به غير مخلوق، والأذنُ مخلوقٌ والمسموعُ إليه غير مخلوق، واليدُ مخلوقة والمحفوظُ به غير مخلوق، والعينُ مخلوق والمنظورُ إليه غير مخلوق"، قال: فقلت له: يا أبا

(1)

هو ابن بطّة مصنّف كتاب الإبانة.

(2)

أخرجه ابن بطة في الإبانة -الرد على الجهمية- (2/ 52/ رقم: 250)، والرواية هنا من طريقه. وقد رواه بنحوه من رواية أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي عن الربيع، كما أخرجه الحافظ اللالكائي في السنة (2/ 252/ رقم: 419).

(3)

ما بين القوسين وضع المصنف في أولها رمز (لا)، وفي آخرها رمز (إلى)؛ إشارة إلى سقطها من السماع.

ص: 528

عبد الله، العين تنظر إلى السواد في الورق، فقال لي:"مَهْ، أصحُّ شيء في هذا خبر نافع عن ابن عُمَر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ"، ولم يذكر حِبْرًا ولا ورقًا"، قال: ثم رجع معي إلى باب الدار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتتْه امرأةٌ معها رجك، فقالت

(1)

: يا أبا عبد الله، قد ذهبتْ إلى عبد الوهاب الورّاق فما أجابها في المسألة، فتحب أن تسألك، فقال لها: وما مسألتُك؟ قالت: إن زوجي حلف بالطلاق أن لا يكفم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّام وهو يقرأُ فلحن فردّ عليه، قال: فجزيتَ

(2)

من هذا إلى غيره؟ قال: لا، قال: فاذهب فإنك لم تحنثْ، إنك كلّمته كلام خالق دون المخلوقين

(3)

.

تابعه أبو بكر الخلّال، عن أحمد بن عبد الرحمن البصري، عن أبي علي الحسن بن أحمد المروزي سمعه بالبصرة، عن إبراهيم بن يحيى المقرئ، عن أحمد.

963 -

(4)

وقال أبو بكر البيهقي في مناقب أحمد: وجدت في كتاب رفيقي محمد بن يوسف القطّان رحمه الله

(5)

بخطه -فيما أخبرهم شيخُنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المِهْراني-: أبنا أبو الحسىين محمد بن أحمد بن حامد بن محمود بن غالب العطّار، قال: سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن صالح البغدادي يقول: ثنا مَعْن بن عيسى البجلي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي إسحاق المقرئ،

(1)

في الإبانة: فقال، ويظهر أنه الصواب.

(2)

هكذا أقرؤها من خط ابن المحب، وهي غير معجمة، وفي الإبانة:(فحرمت).

(3)

أخرجه ابن بطة في الإبانة (3/ 339/1 - 341/ رقم 145).

(4)

انتقلنا إلى الوريقة المقابلة لأن المصنف كتب بعد كلمة أحمد في آخر النص السابق: (الوريقة).

(5)

أبو عبد الرحمن النيسابوري، توفي سنة (422 هـ). السير (17/ 423).

ص: 529

قال: صِرْتُ إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فسألتُه عن اللفظ فقلت له: قد بدا في بلدنا وسألوني، فأيّ شيء ققول فيه؟ فقال:"يوجّه القرآنُ على خمس جهات"، فقلت: ما هي؟ فقال لي: "حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللسان، وسمعٌ بأذن، ونظرٌ بعين، وخطٌّ بيد"، فسألتُه عن شرحِ ذلك، فقال لي:"القلبُ مخلوقٌ والمحفوظُ بالقلب غيرُ مخلوق، واللسانُ مخلوقٌ والمتلوُّ به غيرُ مخلوق، والسمعُ مخلوقٌ والمسموعُ به غيرُ مخلوق، واليدُ مخلوقةٌ والمخطُوطُ به غيرُ مخلوق، والعينُ مخلوقةٌ والمنظورُ إليه غيرُ مخلوق"، فلما خرجتُ من عنده سبقني، فلما كان على باب داره أتاه رجلٌ ومعه امرأةٌ فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في رجل حلف بطلاق امرأته أن لا يكلّم جارًا له، فمرّ به بعد أيام وهو يقرأ القرآن، فلحن في قراءته فردّ عليه، فسكت عنه، ثم سأله ثانيًا فقال أحمد:"كيف حلفتَ؟ " فذكر، فقال أحمد:"لم تحنث، لا، بل كلّمتَه بكلام الخالق دون المخلوقين، واليمينُ على كلام المخلوقين".

قال البيهقي: وهذا الذي شرحه أحمدُ رحمه الله صحيحٌ، وكلُّ ذلك يرجعُ إلى ما كان من أكسابنا بهذه الجوارح المخلوقة، دلالةً على كلام الله، وهي مخلوقة، وكلامُ الله المفهومُ من هذه الجوارح غيرُ مخلوق، وبالله التوفيق.

964 -

وقال أبو نصر السِّجْزي

(1)

: أبنا إسماعيل بن سلمة بن أبي الجوع -هو: المالكي -عرضًا-. وأخبرني بها عنه أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد المقرئ- هو: الشافعي -قراءةً عليه-، قال: قرأتُ على إبراهيم بن

(1)

لم أجد النصر في رسالة السجزي إلى أهل زيد، فلعله صمن كتابه الكبير: الإبانة. وهو أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم، شيخ الحرم، توفي بعكة سنة (444 هـ). السير (17/ 654 - 656).

ص: 530

غالب التمّار، قال: قرأتُ على جعفر بن إدريس القزويني بمكة، قال: سمعتُ إبراهيم الحربي ببغداد يقول: سأل رجلٌ أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال له: إن عندنا قومًا يزعمون أن ألفاظهم بالقرآن مخلوقةً، فما تقول؟ فقال أبو عبد الله: يتوجّه القرآنُ من العبد إلى الله بخمسة أشياء، والخمسةُ الأشياء غير مخلوقة: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ بلسان، ونظرٌ ببصر، وخطٌّ بيد، وسمعٌ بأذن، فالقلبُ مخلوقٌ والمحفوظُ غيرُ مخلوق، والبصرُ مخلوقٌ والمنظورُ إليه غيرُ مخلوق، واللسانُ مخلوقٌ والمتلوُّ به غيرُ مخلوق، والسمعُ مخلوقٌ والمسموعُ به غيرُ مخلوق، واليدُ مخلوقةٌ والمخطوطُ بها غيرُ مخلوق"، قال إبراهيم الحربي: فأنا جالس في مجلسي ذلك، إذْ جاء رجلٌ معه امرأةٌ فقال: يا أبا عبد الله هذه زوجتي حلفتُ بطلاقها أني لا أكلّمُ إنسانًا سنةً، فأنا في بعضها إذ سمعتُه يقرأُ، فلحنَ فرددتُ عليه، فقال أبو عبد الله: "تكلّمتَ بكلامِ الخالق ليس للمخلوق فيه شيء، ليس عليك شيء"

(1)

.

965 -

(2)

قال القاضي أبو أحمد العسّال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الصبّاح، ثنا هاشم بن الوليد، ثنا حمّاد بن واقد، عن محمد بن ذكوان، عن عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله خلق السمواتِ سبعًا، فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سائرَ سمواته من شاء من خلقه"

(3)

.

تفرّد به ابنُ ذكوان، ورواه عنه غيرُ واحد.

(1)

الخبر بنحوه في رسالة في أن القرآن غير مخلوق (رقم: 1) لإبراهيم الحربي.

(2)

رجعنا إلى موضع الانتقال من الصفحة (105 ب).

(3)

في إسناده: حماد بن واقد، قال في التقريب:"ضعيف". وأخرجه الحاكم (4/ 73) مطوَّلًا، والطبراني في الأوسط (رقم: 6182)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (1/ 58 - 59)، لحماد بن واقد عن محمد بن ذكوان.

ص: 531

966 -

قال أبو حفص بن شاهين في كتاب السنة -الذي رواه عنه أبو حامد الإسفراييني الفقيه صاحب التعليقة

(1)

-: حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا علي بن صدقة، ثنا حجّاج، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القَمَر: 14] قال: أشار بيده إلى عينيه.

967 -

قال أبو أحمد العسّال الحافظ الفقيه: حدثنا محمد بن العبّاس، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم مولى أم عَمْرو بنت عبد العزيز، ثنا يزيد بن ربيعة الصنعاني، ثنا أبو الأشعث الصنعاني، عن ثوبان مولى رسول الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يأتي الله تعالى فيثني رجلَه على الجسر، فيقول: لا يجاوزني اليوم ظلمٌ، فينصف للخلق بعضهم من بعض"

(2)

.

968 -

وقال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني

(3)

، ثنا هشام بن عمّار، ثنا صدقة

(4)

، ثنا عثمان بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي قال:

"إيّاكم والظلم، فإن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار، ثم يقول: وعزّتي وجلالي لا يجيزني اليوم ظالمٌ"

(5)

.

(1)

هو: أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد، الإسفراييني، شيح الشافعية ببغداد، توفي سنة 406 هـ، قال النووي في وصف تعليقته هذه: ففي نحو خمسين مجلدا ذكر فيها مذاهب العلماء وبسط أدلتها والجواب عنها. انظر: السير (1/ 193 - 195).

(2)

إسناده ضعيف، يزيد بن ربيعة الصنعاني أورده الذهبي في الميزان (4/ 422)، وذكر تضعيف أبي حاتم والنسائي وغيره له، وذكر من مناكيره هذا الحديث.

(3)

الأنساب (5/ 642).

(4)

هو: ابن عمرو الغساني، قال فيه الحافظ في التقريب: محهول.

(5)

أورد الذهبي في العلوّ (2/ 858/ رقم: 284)، وقال:"الحديث منكر، وإسناده وسط".

ص: 532

969 -

وقال: حدثنا سليمان بن داود القطّان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا الحَكَم بن ظُهَيْر، عن السُّدِّي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس في قوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه] قال: "قعَد"

(1)

.

970 -

وقال: حدثنا جعفر بن محمد بن المغلّس، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابنُ لهيعة، عن عطاء بن يسار الهُذَلي، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس في قوله:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسرَاء: 79] قال: "يُجلسه فيما بينه وبين جبريل، ثم يشفع لأمته"

(2)

.

971 -

قال أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة

(3)

: أبنا ابنُ أبي داود، ثنا سلمة بنُ شبيب، ثنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عبد الرحمن بنُ البَيْلَماني قال:"ما من ليلة إلا ينزل ربكم إلى السماء، وما من سماء إلا وله فيها كرسيّ، فإذا نزل إلى السماء خرّ أهلُها سجودًا حتى يرجع، فإذا أتى السماءَ -يعني: الدنيا- أطّت وترعّدت من خشيته عز وجل، وهو باسط يديه يدعو عباده: من يدعوني أُجِبْه، عن يتُب أتبْ عليه، من يستغفرني فأغفر له".

هذا صحيح عن ابن البَيْلَماني

(4)

.

(1)

إسناده ضعيف جدًّا، فيه الحكم بن ظهير -راوي تفسير السدِّي-: قال فيه الحافظ ابن حجر: متروك رمي بالرفص واتّهمه ابن معين.

(2)

في إسناده يحيى بن عثمان بن صالح، قال في التقريب: صدوق رُمي بالتشيّع، وليّنه بعضهم لكونه حدّث من غير أصله. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 61 - 62/ رقم: 12474). وأعلّه الهيثمي في المجمع (7/ 51) بضعف ابن لهيعة، والانقطاع بين الهذلي وسعيد بن جبير.

(3)

الشريعة (3/ 1144/ رقم: 718).

(4)

أخرجه أبو نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 258/ رقم: 249)، عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق، وفيه أن ابن البيلماني قال: بلغني أنه، فذكره.

ص: 533

972 -

قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان في الثالث من أماليه: قال عبد الله بن محمد بن العبّاس: ثنا سلمة بنُ شبيب، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان قال: سمعتُ أَيْفَعَ بنَ عبدٍ وهو يعظُ الناسَ يقول: "إن لجهنّم سبعَ قناطر، فالسّراطُ عليها، والله تعالى في الرابعة منهم، قال: فيُحبس الخلق عند القنطرة الأولى فيقال: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)} [الصَّافات]، فيُحاسبون على الصلاة ويُسألون عنها، قال: فيهلك فيها مَنْ هلك وينجو مَن نجا، فإذا بلغوا القنطرةَ الثانيةَ حوسبوا بالأمانة كيف أدَّوْها وكيف خانوها، قال: فيَهلك مَنْ هلك وينجو مَنْ نجا، فإذا بلغوا القنطرةَ الثالثةَ سُئِلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها، فيَهلك من هلك وينجو من نجا، والرحمُ يومئذٍ رِدْفُ الرب عز وجل متدلّية إلى الهواء في جهنم تقول:

اللهمّ من وصلني فصِلْه، ومَنْ قطعني فاقْطَعْه"

(1)

.

973 -

قرأتُ على زينب ابنة أحمد، عن عجيبة ابنة أبي بكر، عن أبي الخير محمد بن أحمد الباغْبان -إجازةً-، أبنا إبراهيم بن محمد الطيّان، أبنا إبراهيم بن عبد الله بن خُرَّشِيذ قوله، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدَة الكوفي بالكوفة، ثنا محمد بن عبد الجبّار الطوسي سنة ثلاث ثمانين، ثنا حفص بن يحيى، ثنا مؤمّل بن خارجة بن مصعب، عن شعبة، عن عَمْرو بن مرّة، عن أبي الضحى مسلم بن صُبَيْح، عن ابن عباس في قوله عز وجل:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطّلَاق: 12] قال: "خلق في كلّ أرض إبراهيم"، قال شعبة:"نرى أنه خلق في كلّ أرض مثل هذه"

(2)

.

(1)

الأثر أخرجه أيضًا ابو نعيم في الحلية (5/ 131) عن ابن حيان.

(2)

أخرجه بنحوه: الحاكم (2/ 493) لآدم بن أبي إياس، وابن جرير (23/ 78) لمحمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة. قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 43):"وهو محمول -إن صحّ نقله عنه- على أن ابن عباس رضي الله عنه أخذه من الإسرائيليات، والله أعلم".

ص: 534

974 -

وبه إلى ابن عُقْدة، حدثنا نصر بن أحمد بن نصر الكِنْدي الحافظ، ثنا خلف بن عبد العزيز قال: وجدتُ في كتاب أبي وعمّي: عن جدّي، عن شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَنْ تصدّق بتمرةٍ مِنْ كسبٍ طيّب -ولا يصعدُ إلى الله إلّا الطيّبُ-، فإن الله يقبلُه بيمينه، ثم يربّيها كما يربّي أحدُكم فُلُوّه، حتى تكون مثلَ الجبل"

(1)

.

975 -

وبه إليه، حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، ثنا خالد بنُ مَخْلَد، ثنا عبد الله بن الأَجْلَح، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء الزُّبَيْدي، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ منكم مَن يقاتِلُ على تأويل القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله"، قالوا: مَنْ هو؟ قال: "ذاكم خاصِفُ النعل"

(2)

. كتبتُه هنا عن سهوٍ، وله مَدْخَل.

976 -

أخبرنا جدي ومحمد بن البخاري وغيرُهما، عن محمد بن نصر بن الحُصْري -إجازةً-، أبنا أبو الفتح بن شاتيل، أبنا الحسين بن علي بن البُسْري، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا حمزة بن محمد بن العباس،

(1)

أخرجه البخاري (رقم: 7430)، لأبي صالح عن أبي هريرة.

(2)

أخرجه الإمام أحمد (18/ 295 - 296/ رقم: 11773) والحاكم (3/ 122 - 123) وابن حبان (15/ 385/ رقم: 6937) وغيرهم، إلا أن الحديث عندهم عن أبي سعيد الخدري، فالظاهر أن المصنف وهم هنا في قوله: عن علي.

ص: 535

ثنا محمد بن منده الأصبهاني، ثنا محمد بن بُكَيْر، ثنا خالد، عن الشيباني، عن عون بن عبد الله، عن أخيه عُبَيْد الله، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن في الجمعة لساعةً، لا يوافقُها أحدٌ يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه"، فقال له عبد الله بنُ سلام: إنّ الله ابتدأ الخلقَ، فخلق الأيام يوم الأحد ويوم الإثنين، وخلق السموات يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق الأقواتَ وما في الأرض يومَ الخميس ويومَ الجمعة إلى صلاة العصر، وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس

(1)

.

977 -

أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد، أنبأنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صبّاح، أنبأنا عبد الله بن رفاعة بن غدير، أبنا علي بن الحسن بن الحسين الخِلَعي، أبنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس، أبنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبي بكر الصديق قال:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "النظر إلى وجه ربهم"

(2)

.

978 -

وبهذا الإسناد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نُذَيْر، عن حذيفة مثله.

(1)

أخرجه ابن منده في التوحيد (1/ 183) قال: أخبرنا عبدوس بن الحسين قال: حدثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا خالد بن عبد الله، به. فالذي يظهر أن في الإسناد الذي ساقه المؤلف هنا سقطًا؛ فإن ابن منده (ت 395 هـ) بعيد الطبقة عن محمد بن بكير (ت بعد 220 هـ). والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم: 7788) لوهب بن بقية عن خالد.

(2)

الرواية من نسخة عبد الرحمن بن مهدي -رواية محمد بن منصور الحارثي-. انظر: المجمع المؤسس (1/ 276). والأثر أخرجه: ابن جرير (12/ 156)، وابن خزيمة (1/ 450/ رقم: 264) وغيرهما، انظر: الدر المنثور (7/ 655).

ص: 536

979 -

وبه، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بمثله، وقال:{وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26]. بعد النظر إلى وجه الله"

(1)

.

980 -

أخبرنا يحيى بن محمد، أنبأنا الأَنْجَب بن أبي السعادات، أبنا أبو الفتح بن البَطّي، أبنا علي بن الحسين بن أيوب، أبنا أبو القاسم بن بِشْران عبدُ الملك، أبنا عبد الباقي بن قانع، ثنا أحمد بن علي الخزّاز، ثنا سعيد بن سليمان

(2)

، ثنا مبارك بن فَضالة، ثنا عبد الواحد بن صَبِرَة سمع القاسم بن محمد قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل يقبلُ الصدقةَ، ولا يقبلُ منها إلا الطيّبَ، فيقبلُها عز وجل بيمينه، ويربّيها لعبده المسلم اللقمةَ كما يربِّي أحدُكم مُهْرَه وفَصيله، حتى يؤدِّيها يومَ القيامة مثلَ أُحُد"

(3)

.

981 -

أخبرنا جدي وأحمد بن علي بن حسن الجَزَري قالا: أبنا عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم المقدسي، أبنا أبو طاهر الخشوعي، أبنا هبة الله بن أحمد الأكفاني، أبنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن السُّلَمي، أبنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد، أبنا القاضي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زَبْر، ثنا يوسف بن سعيد، ثنا حجّاج، عن ابن جُرَيْج، أخبرني إسماعيل، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أمِّ سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:

(1)

الرواية من النسحة السابقة، والأثر عند ابن جرير (12/ 159). وابن خزيمة في التوحيد (2/ 448 - 449).

(2)

هو الملقب سعدويه.

(3)

الرواية من فوائد ابن قانع، كما في المعجم المفهرس (1438). في إسناده عبد الواحد بن صبرة، ذكره في الجرح والتعديل (6/ 22) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد تابعه عباد بن منصور عند الإمام أحمد (15/ 138/ رقم: 9245).

ص: 537

"خلق الله التربةَ يوم السبت، وخلق الجبالَ يوم الأحد، وخلق الأشجارَ يوم الإثنين، وخلق المكروهَ يوم الثلاثاء، وخلق النورَ يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدوابَّ يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر آخر ساعات النهار"

(1)

.

هو عندنا أعلى من هذا في آخر الخامس من الثقفيات

(2)

.

قال البخاري في ترجمة أيوب بن خالد

(3)

: "وروى إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد الأنصاري، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله التربة يوم السبت"، وقال بعضهم: أبو هريرة، عن كعب، وهو أصحّ".

قلت: رُوي عن كعبٍ خلافُه.

982 -

فقال أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس: ثنا أحمد بن مهدي، ثنا العباس بن الوليد النَّرْسي، ثنا عبد الواحد -يعني: ابنَ زياد-، ثنا سليمان الأعمش، عن أبي صالح قال: قال كعب: "خلق الله السمواتِ والأرضَ في ستة أيام: الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وجعل مع كلّ يومٍ ألف سنة، فالدنيا ستةُ آلاف سنة"

(4)

.

(1)

الرواية من طريق حديث ابن زبر المعروف بـ: جزء ابن زبر الكبير، انظر: المجمع المؤسس (2/ 553 - 554). وكتب المصنف في حاشية الحديث الرمز: (س مو)؛ وقد أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 293/ رقم: 11010) عن هارون بن عبد الله ويوسف بن سعيد، به، فوافقه ابن المحب في شيخه يوسف بن سعيد. والحديث أخرجه مسلم (رقم: 2789) عن سريج بن يونس وهارون بن عبد الله عن حجاج.

(2)

الجزء الخامس من الفوائد العوالي المنتقاة (ق 29/ ب- الظاهرية 9560).

(3)

التاريخ الكبير (1/ 1/ 413 - 414).

(4)

أخرجه ابن جرير في التفسير (12/ 329)، لجرير عن الأعمش، بنحوه ناقصًا.

ص: 538

983 -

أخبرنا جدي وعمّ أبي قالا: أبنا عبد الوهاب، أبنا الخشوعي، أبنا ابنُ الأكفاني، أبنا ابن أبي الحديد، أبنا جدي، أبنا ابن زَبْر، ثنا يوسف، ثنا حجّاج، عن ابن جُرَيْج، أخبرني زيادٌ

(1)

، عن صالح مولى التَّوْأَمَة، أنه سمع ابنَ عباس يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن الرحم شُجْنَة أخذت بحُجْزَة الرحمن تبارك وتعالى، تصلُ مَن وصلها، وتقطعُ مَن قطعها"

(2)

.

984 -

أخبرنا علي بن محمد بن ممدود بن جامع البغدادي وزينب ابنة أحمد، قالا: أنبأنا محمد بن نصر بن الحُصْري ومحمد بن علي بن السباك وعبد الله بن أحمد بن عمر البَنْدَنيجي، قالوا: أبنا أبو الفتح بن شاتيل، أبنا أبو عبد الله بن البُسْري، أبنا أبو محمد السُّكَّري، أبنا إسماعيل الصفّار، ثنا عباس التُّرْقُفي، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عَمْرو بن مرة، عن أبي عُبَيْدَة، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يَخفضُ القسطَ ويَرفعُه، يُرفع إليه عملُ الليل قبل النهار وعملُ النهار قبل الليل، حجابُه النار، لو كشفها لأحرَقَت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصرُه"

(3)

.

(1)

هو: ابن سعد الخراساني، وهو ممن سمع من صالح مولى التوأمة قبل اختلاطه كما نص عليه ابن عدي في الكامل (4/ 58).

(2)

الرواية من طريق جزء ابن زبر السابق، والإسناد صحيح. والحديث أخرجه الإمام أحمد (5/ 110/ رقم: 2953) عن روح، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 538) لأبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج.

(3)

أخرجه عباس الترقفي في حديثه (رقم: 88)، والرواية من طريقه. وأخرجه مسلم (رقم: 294) لأبي معاوية عن الأعمش.

ص: 539

985 -

أبنا الذهبي، أبنا عبد الخالق. وأخبرنا البرزالي، أبنا عبد الحافظ؛ قالا: أبنا ابن قدامة، أنبأنا يحيى بن بَوش، أبنا أبو العزّ بن كادِش، أبنا أبو علي محمد بن الحسين الجازِري

(1)

، أبنا المعافى بن زكريا، ثنا محمد بن القاسم الأنباري، ثنا محمد بن المَرْزُبان، ثنا أبو عبد الرحمن الجوهري، ثنا عُبَيْد الله بن الضحّاك، ثنا الهَيْثَم بن عديّ، عن عَوانة بن الحَكَم قال: لما استُخلِفَ عمر بن عبد العزيز وَفَدَ الشعراءُ إليه، فأقاموا ببابه أيامًا لا يؤذن لهم، فبينا هم كذلك مرّ بهم عديّ بن أرطاة، فدخل على عمر فقال: الشعراءُ ببابك وسهامُهم مسمومة، قال: ويحك مالي وللشعراء، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتُدِح فأعطى، قال: كيف؟ قال: امتدحه العباس بن مِرْداس فأعطاه حُلّة، قال: أَوَ تروي من قوله شيئًا، قال: نعم، فأنشده:

رأيتُك يا خيرَ البرية كلّها

نشرت كتابًا جاء بالحق مَعْلمًا

شَرَعْت لنا دينَ الهدى بعد جَوْرنا

عن الحق لما أصبح الحقُّ مُظلما

أقمت سبيلَ الحق بعد اعْوِجاجه

وكان قديمًا ركنُه قد تهدّما

تعالى علوًّا فوق عرشٍ إلهُنا

وكان مكانُ الله أعلى وأعظما

وذكر تمامه

(2)

.

986 -

أخبرنا جدي وزينب ابنة الكمال وحبيبة ابنة عبد الرحمن، قالوا: أنبأنا يوسف بن محفوظ الرصافي. وأخبرتنا فاطمة بنت محمد بن جميل، قالت هي وزينب ابنة الكمال أيضًا: أنا يوسف بن خليل -إجازةً-، زادت زينب: وأبو جعفر بن السيّدي وعلي بن معالي الرصافي، قالوا: أبنا ذاكر بن

(1)

توفي سنة (452 هـ)، قال الذهبي:"راوي كتاب الجليس والأنيس عن مصنفه المعافى بن زكريا". تاريخ الإسلام (30/ 323)، الإكمال لابن ماكولا (3/ 265).

(2)

أخرجه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح والأنيس الناصح (1/ 251 - 256)، والرواية من طريقه. وذكره الذهبي في العلو (1/ 441/ رقم: 75)، وأعلَّه بالهيثم بن عدي وقال:"أخباريّ ضعيف".

ص: 540

كامل الخفّاف، أبنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرْحي، أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلّاف، أنا أبو علي مخلد بن جعفر الباقَرْحي، ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، نا الزبير بن بكّار، حدثتني ظَمْياء ابنة عبد العزيز بن مَوَلَة، قالت: حدثني أبي، عن جدي مَوَلَة بن كُثَيْف، أن الضحّاك بن سفيان الكلابي كان سيّافًا لرسول الله قائمًا على رأسه متوشحًا سَيْفَه، وكانت بنو سُلَيم في تسعمائة، فقال رسول الله:

"هل لكم في رجلٍ يعدلُ مائة رجل يوفِّيكم ألفًا".

فوفّاهم بالضحاك بن سفيان، فلما اقتتلوا قال رسول الله للعباس بن مرداس -يعني: السُّلَمي-:

"ما لقومي كذا تريد تقتلهم وقومك كذا تريد تدفع عنهم؟ ".

فقال العباس:

نذوذ أخانا عن أخينا ولو ترى

مَهَزًّا لكُنّا الأقربين نبايع

(1)

نبايع بين الأخشبين وإنما

يدُ الله بين الأخشبين تبايع

عشيةَ ضحاكِ بنِ سفيان معتصر

(2)

بسيف رسول الله والموت كانع

(3)

أي نازل.

987 -

وقال ابن إسحاق -في رواية إبراهيم بن سعد عنه-: قال عبد الله بن رواحة في قصيدة:

فلما قضى خلقَه كلَّه

تسوّى على عرشه فارتفع

(1)

كتب المصنف بحذائها على الحاشية: نشايع.

(2)

كتب فوقها المصنف كلمتين: معتصم، معتص.

(3)

أخرجه -بطوله- ابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (رقم: 342)، من طريق ابن صاعد. وهو في جمهرة نسب قريش للزبير بن بكّار (ص 386).

ص: 541

‌باب في الأصابع

988 -

قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ في الجزء الثاني عشر من كتاب العظمة

(1)

: ذكر جدي، عن سلمة بن شبيب، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد العزيز

(2)

، عن وهب بن منبّه قال: "جاء ذو القرنين إلى الجبل المحيط بالدنيا وهو قاف، قال: أنت قاف؟ قال: نعم، قال: فما هذه الجبال الراسيات؟ قال: هذه من عروقي، وإذا أراد الله أن يزلزل بأرض أوحى إليّ فحَرَّجتُ

(3)

عرقًا من عروقي، فاستوحش ذو القرنين فبعث الله إليه ملكًا يؤنسه، قال: هل من ورائها أرض أخرى؟ قال: نعم، أرض بيضاء مسيرة خمسمائة عام مملوءة ثلج

(4)

، لولا برد ذلك الثلج لهلك أهل تلك البلدة من حرّ حملة العرش، فقال: هل وراءها أرض أخرى؟ قال: نعم، أرض مملوءة برد، لولا ذلك البرد لهلك أهل تلك البلد من حرّ حَمَلَة العرش، قال: قلت: أخبرني بعظيم من عظمة ربي بكلمة واحدة، قال: إنّ ما حدثتك لبين أصبعين من أصابع الله عز وجل كخردلة في فلاة من الأرض".

هذا حديث منكر.

* * *

(1)

العظمة (4/ 1488/ رقم: 979).

(2)

هو: ابن حوران -وصحح الذهبي: جوران-، ذكره ابن عديّ ونقل تضعيفه عن هشام بن يوسف، انظر: الكامل في الضعفاء (5/ 292)، والميزان (2/ 627).

(3)

في العظمة: فحركت.

(4)

كذا بخطّ المصنف، وفي العظمة: ثلجًا، وهو الصواب.

ص: 542

‌باب

989 -

قال أبو محمد بن حيّان الأصبهاني

(1)

: حدثنا أبو الطيّب، ثنا علي بن عمرو، عن إبراهيم بن موسى البحراني، عن مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حِلَق حِلَق، فقال لنا رسول الله:

"فيما أنتم؟ ".

قلنا: نتفكّر على الشمس كيف طلعت وكيف غربت؟ قال:

"أحسنتم، كونوا هكذا، تَفكّروا في المخلوق ولا تَفكّروا في الخالق، فإن الله يخلق ما يشاء لما

(2)

يشاء، وتعجبون من ذلك، إنّ من وراء قاف سبع بحار، وكل بحر خمسمائة عام، ومن وراء ذلك سبع أرضين تم نورُها لأهلها، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة أعينهم في صدورهم، ينام أحدهم نومةً واحدة فينتبه ورزقه عند رأسه، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خُلقوا على مثال الطير، هو وفرخُه يطيران في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خُلقوا من ريح، وطعامهم ريح، وشرابهم ريح، وثيابهم من ريح، وآنيتهم من ريح، لا تستقرّ حوافر دوابهم على الأرض إلى قيام الساعة، ومن وراء ذلك ظلّ العرش، وفي ظلّ العرش سبعين ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم، ولا إبليس ولا ولد إبليس، وهو يقول تبارك وتعالى:{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 8] ".

هذا حديث موضوع

(3)

.

(1)

في العظمة (4/ 1489 - 1491/ رقم: 982).

(2)

كتب المصنف فوق حرف الكاف بخطّ دقيق: تشبيه، إشارة إلى أنها كاف التشبيه، وقد أثبتت في العظمة لامًا.

(3)

الكلام للمصنف.

ص: 543

‌باب منْ عظمة الله في خلق الجراد

990 -

قال أبو محمد بن حيان أبو الشيخ في الجزء الثالث عشر من كتاب العظمة

(1)

: حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك، ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن قال:"إن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام، فبقي من طينته في يديه شيءٌ فخلق منها الجراد، فهو جند من جنود الله، ليس جندٌ أكثر أو أعظم منهم".

991 -

قال

(2)

: وأخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب قال:"آخر ما خلق الله آدمُ، ففضل من طينته شيءٌ فخلق منها الجراد".

992 -

قال أبو الشيخ

(3)

: وقال جعفر بن أحمد: ثنا أحمد بن منيع، ثنا مروان، عن عيسى البصري، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن قال:"لما خلق الله آدم فَضُلت من خلقه طينةٌ، فلما كانت مريم قالت: رب أطعمني لحمًا ليس فيه دم، فخلق الله من تلك الطينة الجراد، فمن أجل ذلك ليس شيءٌ أكثر من الجراد".

* * *

(1)

العظمة (5/ 1790 - 1791/ رقم: 1296). وهو في مصنف عبد الرزاق (4/ 531/ رقم: 8755).

(2)

العظمة (5/ 1791/ رقم: 1297). ومصنف عبد الرزاق (4/ 531/ رقم: 8756).

(3)

العظمة (5/ 1793/ رقم: 1301).

ص: 544

‌باب قول الله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]

993

- قال ابن خزيمة في التوحيد

(1)

: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ثنا عمّي، ثنا مَخْرَمة بن بُكَيْر بن عبد الله بن الأشجّ، عن أبيه، عن عروة بن الزبير قال: قالت أمُّ سلمة زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرتُ المسيح الدجّال ليلة فلم يأتني النوم، فلما أصبحت دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:

"لا تفعلي، فإنه إن يخرجْ وأنا حيّ يكفيكموه الله بي، وإن يخرجْ بعد أن أموت يكفيكموه الله بالصالحين". ثم قال:

"ما من نبيّ إلا قد حذّره أمتَه، وإني أحذِّرُكموه، إنه أعور وإن الله ليس بأعور، إنه يمشي في الأرض وإن الأرض والسماء في الله

(2)

، إلّا أنّ المسيح عينُه اليمنى كأنها عنبةٌ طافية".

994 -

قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب التهجد وقيام الليل

(3)

: حدثني محمد بن حسّان الأزرق، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا إبراهيم الخوزي، عن عطاء بن أبي رباح، سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن العبد إذا قام في الصلاة فإنّه بين عَيْنَيْ الرحمن عز وجل، فإذا التفتَ قال له الرب: ابنَ آدم إلى من تلتفت؟ إلى خيرٍ لك مني تلتفت؟ ابنَ آدم أَقْبِل إليّ، أنا خيرٌ لك ممن تلتفتُ إليه".

(1)

التوحيد (1/ 103/ رقم: 53).

(2)

في إحدى نسخ التوحيد لابن خزيمة: (لله)، أفاده محققه في الحاشية.

(3)

التهجد وقيام الليل (رقم: 508). والحديث رفعه منكر لأنه من رواية إبراهيم الخوزي وهو متروك الحديث كما قال الحافظ في التقريب (رقم: 274).

ص: 545

‌باب قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]

995 -

قرأتُ على زينب ابنة الكمال، عن سبط السِّلَفي إجازةً، أنبأنا جدي، أبنا أحمد ابن أُشْتَة، أبنا أبو الحسن الخَرْجاني، أبنا أبو أحمد العسّال الحافظ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن السِّنْدي بن علي، ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا أبي، ثنا ورقاء بن عُمَر اليَشْكُري، حدثني أبو طَيْبَة

(1)

، عن كُرْز بن وَبَرَة، عن نُعَيْم بن أبي هند، عن أبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يقوم الناسُ لرب العالمين أربعين سنة شاخصةً أبصارُهم، ينتظرون فصلَ القضاء، حتى يلجمهم العرق من شدة الكَرْب، ثم ينزل الله تبارك وتعالى، وتجثو الأمم، وينادي منادٍ: أيّها الناس، ألا ترضون من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم بعبادته ثم تولَّيتُم غيرَه، أن يخلّي بينكم وبين ما تولّيتُم، يتولى كلُّ إنسان ما تولّى؟ قال: فينادي أَنْ من كان يتولى شيئًا فليلزمه، قال: فينطلق من كان تولّى حجرًا أو عودًا أو دابةً يطلبه، قال: فتفرّ منهم آلهتُهم ويقولون: ما شعرنا بهذا، ويتبع اليهود والنصارى وأصحاب الملائكة والشياطين الذين أمروهم بعبادتهم، فيسوقونهم حتى يُلقُوهم في جهنم، ويبقى أهلُ الإسلام، فيقول لهم ربهم: ما لكم ذهب الناس وبقيتم؟ قالوا: إن لنا ربًّا لم نره بعد، يقول: وهل تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه آيةٌ إذا رأيناه عرفناه، فيكشف عن ساقٍ فيخرون

(1)

عيسى بن سليمان الدارمي.

ص: 546

له سجدًا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون أن يسجدوا فلم تلين

(1)

ظهورُهم، ويرفعون رؤوسهم ونورُهم بين أيديهم وبأيمانهم، فمنهم من يكون نورُه مثل الجبل بين يديه، ثم يكون دون ذلك، على قدر أعمالهم، فيمشون وهو بين أيديهم يتبعونه، فيقول أهلُ النفاق:{انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} ، ومضى النور بين أيديهم، وبقي أثره مثلُ حدّ السيف دحضَ مزلّة، {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)} [الحديد] إلى آخر الآية، فيكون أسرُعهم خروجًا أفضلَهم عملًا، الزمرة الأولى مثل البرق وطرف العين، ثم الزمرة التي تليها مثل الريح ومثل الطير، ثم مثل جري الفرس، ثم سعيًا، ثم رملًا، ثم مشيًا، حتى يكون آخرهم خروجًا من يجثو على ركبتيه وقدميه وكفّيه ومرفقيه ووجهه، ويجرّ إحدى رجليه ويعلِّق الأخرى، تصيب النارُ من شعره وجلده حتى يرى أنه لن يخرج، حتى إذا خرج ونظر إليها قال: تبارك الله الذي أنجاني منكِ، ما أُعْطِيَ أحد من الأولين والآخرين ما أعطاني ربي، أنجاني منك بعد ما رأيتُ منكِ ما رأيت، ثم ينطلق إلى غدير بين يدي باب الجنة، فيغتسل منه ويشرب، فيعود عليه مثل ألوان الجنة وريحهم، ثم ينطلق إليها وقد سبقه الناس، فينظر إلى أدنى منزل منها على بابها ما لم يخطر على باله أن يرى مثله، ولم يره أحدٌ من أهل الدنيا، فتَتُوق نفسه إليه فيقول: رب أنزلني هذا المنزل، فيقول: تسألني منزلًا من الجنة وقد أنجيتك مما رأيت؟ يقول: إنما أريد أن تجعل بيني وبين النار هذا الباب فلا أراها ولا أسمع حسيسها، يقول: لعلك إن أعطيتك هذا تسألني غيرَه؟ يقول: لا وعزّتك لا أبغي غيره، ولا آخذ أفضل منه، يقول:

(1)

كذا بخط المصنف.

ص: 547

فهو لك، فإذا أتاه نظر بين يديه إلى منزلٍ كأنما كان منزله معه حُلُمًا، فلا يملك نفسه حتى ينطلق إليه يقول: رب أنزلني هذا المنزل، قال: فيقول: فأين ما أقسمت لي عليه؟ يقول: هذا المنزل الواحد، يقول: فلعلّك تسألني غيرَه، يقول: لا وعزّتك لا أسألك غيرَه، يقول: فهو لك، فإذا أتاه رأى منزلًا كأنما كانت تلك عنده حُلُمًا، فيقوم مبهوتًا لا يستطيع أن يتكلّم، فيقول: مالك لا تسألني؟ فيقول: رب قد سألتك حتى خشيتُ منعَك، وقد أقسمتُ لك حتى استحييت، فيقول: ما الذي ترضى؟ ولا يدري ماذا أعدّ الله لأهل الكرامة، ولم ير إلا الدنيا وملكَها، فيقول: أيرضيك أن أجمع لك الدنيا من أوّل يوم خلقتُها إلى آخر يوم أفنيتها، ثم أضعّفها لك عشرة أضعاف؟ فيقول: أتستهزئ بي وأنت ربُّ العالمين؟ فيقول: لا أستهزئ بك، ولكني قادرٌ أن أفعله".

قال بعض أصحابه

(1)

: لقد سمعتُك تحدّث بهذا الحديث مرارًا ما بلغتَ هذا إلا ضحكتَ، فيقول: لقد سمعتُ رسول الله يحدّث به ما بلغ هذا قط إلا ضحك حتى تبدوَ أضراسُه، فأضحكُ لضحكه، ولقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لضحك الله جلّ ثناؤه لقوله:"أتستهزئ بي وأنت ربُّ العالمين"، وقال: "رب ألحقني بالناس، فأُلْحِق بهم، قال: فانطلق يرفل في الجنة حتى يبدو له شيء لم يكن ما رأى معه شيئًا، فيخرّ ساجدًا، فيقول: ما لك؟ يقول: أليس هذا ربي تجلّى لي؟ فيقول: لا، ولكنه منزلك، وهو أدنى منازلك، قال: فيلقاه رجل إذا رأى وجهه وثيابه قام مبهوتًا يظنّ أنه مَلَك، فيسلم عليه، فيرد عليه السلامَ، فيقول: أنا قهرمانٌ من قهارمتك على منزل من منازلك ولك مثلي ألف قهرمان كلهم على مثل منزلي، فينطلق بين يديه إلى

(1)

يعني: ابن مسعود رضي الله عنه.

ص: 548

منزله، فإذا قصرٌ من لولؤة جوفاء منها مصاريعها وسقوفها وأعْلاقُها ومفاتيحها، فإذا فتحه -ولم يفتحه قبل ذلك غيرُه- استقبله خيمةٌ من جوهرة خضراء طولها سبعون ذراعًا، لها سبعون بابًا، على كل باب منها يفضي إلى جوهرة على مثل طولها، لها سبعون بابًا ليست منها خيمة على لون صاحبتها، في كل خيمة أزواج ومناصف وأسرّة، فإذا دخلها وجد فيها حوراء عيناء عليها سبعون حلّة ليست منها حُلّة على لون صاحبتها، يرى مخَّ ساقها من وراء ثيابها، لا يعرض عنها إعراضَةً إلا ازدادت في عينه سبعين ضعفًا وازداد في عينها حُسْنَ سبعين ضعفًا، فيكون كبدها مرآته وكبده مرآتها، فإذا أشرف على ظهر القصر أشرف على مُلْكِ مائة سنة ينفذه بصره، إذا سار فيه سار في مُلك مائة سنة، لا ينتهي إلى شيء منه إلا نظر فيه أجمع، فهذا أدنى أهل الجنة منزلًا، فكيف بأفضلهم"

(1)

.

* * *

(1)

الرواية من العظمة للعسال، فيما يبدو. وأخرجه بطوله الدارقطني في الرؤية (رقم: 160)، رواه عن ابن صاعد عن أبي يحيي المقرئ.

ص: 549

‌باب قول الله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ} [مريم: 52]

996 -

أخبرنا أبو اليُسْر شاكر بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليُسْر، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا عُبَيْد الله بن شاتيل، أبنا الحسين بن علي بن البُسْري، ثنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، قال: قرئ على إسماعيل بن محمد الصفّار وأنا أسمع، ثنا سعدان بن نصر، ثنا علي بن عاصم، عن الفضل بن عيسى الرَّقاشي، حدثني محمد بن المنكدر، ثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله:

"لما كلّم الله موسى يومَ الطور كلّمه بغير الكلام الذي كلّمه يومَ ناداه، فقال له موسى: يا رب! هذا كلامُك الذي كلمتني به؟ قال: لا يا موسى، إنما كلمتُك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسنة كلها، وأنا أقوى من ذلك، فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا: يا موسى، صِفْ لنا كلامَ الرحمن، قال: سبحان الله! إذًا لا أستطيعه، قال: يا موسى فشبّه لنا، قال: ألم تروا إلى أصوات الصواعق التي تقبل بأحلى كلام سمعتموه قط، فإنه قريب منه وليس به"

(1)

.

رواه الطبراني في السنة، عن أحمد بن القاسم بن مُساوِر عن عاصم بن علي عن أبيه، فوقع لنا بدلًا عاليا

(2)

.

(1)

الرواية من طريق حديث سعدان بن نصر بن منصور، انظر: المجمع المؤسس (2/ 111). وإسناده ضعيف جدًّا، الفضل بن عيسى الرقاشي منكر الحديث كما في التقريب (رقم: 5448).

(2)

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ رقم: 601) عن عبد الله بن يحيى بن =

ص: 550

997 -

قال أبو الحسن علي بن عاصم: فحدثتُ بهذا الحديث البَتِّيَّ

(1)

وخَتَنُ سليمان بنِ علي الزهري عنده قاعد، فقال خَتَنُ سليمان: حدثني الزهري عن كعب قال: "لما كلّم الله موسى يومَ الطور كلّمه بغير الكلام الذي كلّمه يومَ ناداه، قال موسى: يا رب أهذا كلامُك الذي كلمتَني به؟ قال: لا يا موسى، إنما كلّمتُك بما يستطيعُ بدنُك أن يحتملَه، ولو كلّمتُك أشدَّ من ذلك لمُتَّ".

* * *

= عبد الجبار، والبزار -كما فى كشف الأستار (3/ رقم: 2353) - عن سليمان بن موسي عن علي بن عاصم، وابن أبي حاتم في التفسير (5/ 1557 - 1558) لهارون الحمال والقاسم بن عيسى عن على بن عاصم.

(1)

هو: عثمان البتي.

ص: 551

‌باب قول الله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا} [فصلت: 9] الآيات

998 -

أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن القَيْسَراني، أبنا عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي، أبنا ضياء بن أبي القاسم بن الخُرَيف، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أبنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حَسْنون النَّرْسي، أبنا أبو الحسن علي بن عُمَر الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري

(1)

، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا شعيب بن الليث بن سعد، أبنا الليث، عن محمد بن عَجْلان، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام أنه قال:

"خلق الله الأرض في يوم الأحد والإثنين، وقدّر فيها أقواتها وجعل فيها رواسيَ من فوقها في يوم الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فخلقها يوم الخميس والجمعة، وخلق آدم عليه السلام في آخر ساعة في يوم الجمعة على عجل، ثم تركه أربعين ينظر إليه ثم يقول:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، ثم نفخ فيه من روحه، فلما دخل في بعضه الروح ذهب ليجلس فقال له:{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، فلما تبالغ فيه الروح عطس فقال الله له: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله: رحمك ربُّك، ثم قال: اذهب إلى أهل هذا المجلس من الملائكة فسلِّمْ عليهم، ففعل فقال: هذه تحيّتك وتحيّة ذرّيتك، ثم مسح ظهره بيديه، فأخرج فيهما من هو خالقٌ

(1)

محمد بن حمدون بن خالد.

ص: 552

من ذرّيته إلى أن تقوم الساعة، ثم قبض قبضتين ثم قال: اختر يا ابن آدم، قال: قد اخترتُ يمينك يا رب وكلتا يديه يمين، فبسطهما فإذا فيهما ذرّيتُه، قال: ما هؤلاء يا رب؟ قال: هم من قضيتُ أن أخلق من ذريتك من أهل الجنة إلى أن تقوم الساعة، فإذا فيهم مَن له وبيص، قال: ما هؤلاء؟ قال: هم الأنبياء، قال: فمن هذا الذي له فضلُ وبيص؟ قال: هو ابنُك داود، قال: وكم جعلتَ عمرَه؟ قال: ستين سنة، قال: فكم عمري؟ قال: ألف سنة، قال: زده يا رب من عمري أربعين سنة، قال: إن شئتَ، قال: فقد شئتُ، قال: إذًا يُكتَبُ ثم يُختم ثم لا يُبدّل، ثم رأى في كف الرحمن عز وجل منهم آخر له فضل وبيص، قال: فمن هذا يا رب؟ قال: هذا محمد، هو آخرهم وأولهم أُدخلُه الجنة، فلما أتاه ملك الموت ليقبض نفسه قال: إنه قد بقي من عمري أربعين سنة، قال: أو لم تكن وهبتَها لابنك داود؟ قال: لا، قال: فنسي آدمُ فنسيَتْ ذريتُه، وعصى آدم وعصتْ ذريتُه، وجحد آدم فجحدتْ ذريتُه، وذاك أولُ يوم أمر بالشهداء"

(1)

.

رواه مسلم في كتاب العلل، والنسائي في اليوم والليلة

(2)

، عن قُتَيْبة عن ليث، به.

وذكر مسلمٌ بعده حديثَ الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا

(3)

، سمعناه، وقد كتبنا آخرَه في أوائل الجزء من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة

(4)

.

* * *

(1)

الرواية من طريق مشيخة أبي الحسين بن حسنون، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 806).

(2)

السنن الكبرى (6/ 63/ رقم: 10047). وهو في القدر للفريابي (رقم: 1)، عن قتيبة.

(3)

وهو عند النسائي (6/ 63/ رقم: 10046).

(4)

ذكره في أول (باب المسح باليد): (رقم: 765).

ص: 553

‌باب قول الله: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]

999 -

أخبرنا القاسم بن عساكر، أبنا محمود بن إبراهيم بن منده -إجازةً-، أبنا مسعود بن الحسن الثقفى، أبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السِّمْسار، أبنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خُرَّشِيذ قُوله، أبنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سَلْم المُخَرَّمي، ثنا الزبير بن بكّار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام، أبنا أبو ضَمْرَة، عن عُبَيْد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي الحُباب، عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما من مؤمن يتصدّق بصدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا طيّبًا، إلا كان الله يأخذُها بيمينه، فيربيها كما يربي أحدُكم فُلُوَّه أو فصيلَه، حتى إن الثَّمَر ليكون مثلَ أحد"

(1)

.

رواه البخاري تعليقًا فقال

(2)

: وقال وَرْقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار أبي الحُباب.

ورواه مسلم والنسائي

(3)

، عن قتيبة عن الليث عن سعيد بن أبي سعيد.

ورواه النسائي أيضًا

(4)

، عن سُوَيْد عن ابن المبارك عن عُبَيْد الله بن عُمَر، فوقع لنا عاليًا.

(1)

الرواية من طريق حديث الزبير بن بكار، انظر: المجمع المؤسس (2/ 380).

(2)

في: كتاب الزكاة، باب الصدقة من كسب طيب، (رقم: 1410).

(3)

صحيح مسلم (رقم: 1014)، وسنن النسائي (رقم: 2526).

(4)

السنن الكبرى (6/ 358/ رقم: 11227).

ص: 554

1000 -

وقال مَعْن بن عيسى ويحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار أبي الحُباب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من تصدّق بصدقة من كسبٍ طيّبٍ، ولا يقبل الله إلّا طيّبًا، كان إنما يضعُها في كفّ الرحمن عز وجل، فيربّيها كما يربّي أحدُكم فصيلَه أو فُلُوَّه، حتى تكون مثل الجبل"

(1)

.

هكذا رواه مَعْن وابن بُكَيْر، وتابعهما سعيد بن داود الزَّنْبَري

(2)

، فرووه عن مالك متّصلًا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفهما عبد الله بن وهب والقَعْنَبي وغيرُهما فرووه عن مالك مرسلًا لم يذكروا في الإسناد أبا هريرة

(3)

.

* * *

(1)

الموطأ -برواية يحيى بن بكير- (ق 413/ ب- جامعة إستنبول 4317 A). وهو في مسند الموطأ (رقم: 803) للجوهري.

(2)

قال ابن حجر: "صدوق، له مناكير عن مالك". التقريب (رقم: 2298).

(3)

انظر: الإيماء (5/ 215 - 216) للداني.

ص: 555

‌باب

1001 -

أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد، أنبأنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صبّاح، أنبأنا عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، أبنا أبو الحسن علي بن الحسن الخِلَعي، أبنا عبد الرحمن بن عُمَر بن محمد بن النحّاس البزّاز، أبنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ئنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر الصديق قال:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26]، قال:"الزيادة: النظر إلى وجه ربهم"

(1)

.

1002 -

وبه، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن نُذَيْر، عن حذيفة، مثله

(2)

.

1003 -

وبه إلى ابن مهدي، ثنا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بمثله وقال:{لَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يُونس: 26] بعد النظر إلى وجه الله

(3)

.

1004 -

أنبأنا أبو الحجاج الحافظ، أبنا إبراهيم بن الدَّرَجي، أنبانا أبو جعفر الصيدلاني، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم وأبو ذرّ

(1)

الرواية من طريق نسخة عبد الرحمن بن مهدي، انطر: المجمع المؤسس (1/ 276). وله طرق عن إسرائيل، انظر: الدر المنثور (7/ 655).

(2)

الرواية كالسابقة. وأخرجه ابن جرير (12/ 157) عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي. وانظر: الدر المنثور (7/ 655 - 656).

(3)

الرواية كالسابقتين. وله طرق عن ثابت عند ابن جرير (12/ 159) والدارقطني في الرؤية (297 - 300).

ص: 556

الصَّالْحاني

(1)

قالا: أنا أبو الشيخ بن حيّان، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا يونس، ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية قال:"سبعة مقتهم الله وقَذَرتهم نفسُه وميّزَهم من خلقه: القتّالون، والمستكبرون الذين إذا دُعُوا إلى الله وأمره كانوا بُطاءً وإذا دُعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعًا، والذين يستخفُّون بأيمانهم، والذين يكنزون البغضاءَ لإخوانهم في صدورهم فإذا لقوهم تخلّقوا لهم، والمشّاءون بالنميمة، والمفرِّقون بين الأحبّة، والباغون البُرآء العنت"

(2)

.

* * *

(1)

قال السمعاني: "بفتح الصاد المهملة وسكون اللام وفتح الحاء المهملة وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى صَالْحان محلّة كبيرة بأصبهان". الأنساب (8/ 255).

(2)

أخرجه أبو حيان في التوبيخ والتنبيه (رقم: 61)، والرواية من طريقه.

ص: 557

‌باب

1005 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي وأبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني بأصبهان، أنّ فاطمة بنت عبد الله الجوزْدانية أخبرتهم، أبنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أبنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن زياد الحذّاء الرقِّي، ثنا حجّاج بن محمد الأعور، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي جُحَيْفة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أصاب ذنبًا في الدنيا فعوقب به فستره الله عليه وعفا عنه، فالله أجود مِنْ أن يعود في شيء قد عفا عنه وستره"

(1)

.

رواه الإمام أحمد

(2)

، عن حجّاج بن محمد، فوافقناه فيه بعلوّ.

ورواه الترمذي

(3)

، عن أبي عُبَيْدَة بن أبي السفر.

ورواه ابنُ ماجه

(4)

، عن هارون بن عبد الله الحمّال.

كلاهما عن حجاج بن محمد، فوقع لنا بدَلًا عاليًا.

* * *

(1)

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (رقم: 46)، والرواية من طريقه.

(2)

المسند (2/ 165/ رقم: 775).

(3)

الجامع (رقم: 2626).

(4)

السنن (رقم: 2604).

ص: 558

‌باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هُود: 7]

1006 -

وفي الزبور: "داود مُرْ بني إسرائيل يبنون لي بيوتهم ويطهّرونها حتى أسكنَها، فأما بناؤها فبالورع، وأما تطهيرها فمِن عقد المعاصي في رسومها، وذلك أن الطين وهو رَجْراج والنطفة وهي رجراجة في الإخفاق تعقد المعصيةَ والطاعةَ قبل أن تخلق، ما علم إبليس بذا

(1)

الماء الرجراج أنه عقد المعصية، وما علم إبليس بهذا الطين الرجراج أنه عقد المعصية، وقد علمتُ أنهم قد عقدوها قبل أن أخلق السموات والأرض وعرشي على الضباب والماء، وعلمت ما يأكلون ويكسبون".

وقال تعالى في القرآن: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38].

1007 -

وفي الزبور: "تدري من أنا يا داود؟ أنا الله الذي خلقتُ السموات والأرض في ستة أيام، فلم يمسسني تعب ولم يلحقني نَصَب".

1008 -

وفيه: "لما خلقتُ السموات والأرض خلقتُهما من غير تعب ولا نصب، ولكني أمرتها أن تطيع فأطاعت".

1009 -

أخبرتني زينب ابنة إسماعيل، قالت: أبنا القاسم بن الغزي، أبنا عبد الصمد بن الحَرَسْتاني، أبنا طاهر بن سهل، أبنا محمد بن مكي، أبنا أحمد بن عُمَر بن خُرَّشيذ قولَه، ثنا عبد الله بن محمد الحامض، ثنا

(1)

هكذا بخط المصنف، ويدو أنه سها أن يكتبها:(بهذا)؛ بدليل ما بعدها.

ص: 559

يوسف بن سعيد، ثنا قَبِيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن سماك، عن عكرمة قال: قيل لابن عباس: أرأيت إن كان عرشه على الماء، على أيّ شيء كان الماء؟ قال:"على متن الريح"

(1)

.

1010 -

أخبرنا ابن عبد الدائم وابن أبي طالب وعيسى والحاكم سليمان ووزيرة، أبنا الحسين، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا الفربري، ثنا البخاري، ثنا عَبْدان، أبنا أبو

(2)

حمزة، عن الأعمش، عن جامع بن شدّاد، عن صفوان بن محرز، عن عِمْران بن حُصَين قال: إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم، فقال:

"اقْبَلُوا البشرى يا بني تميم".

قالوا: بشّرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال:

"اقْبَلُوا البشرى يا أهل اليمن إذْ لم يقبلها بنو تميم".

قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقّه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال:

"كان الله ولم يكن شيءٌ قبله، وكان عرشُه على الماء، ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كلّ شيء".

ثم أتاني رجلٌ فقال: يا عِمْران أدرك ناقتَك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها، وَايْمُ الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم.

(1)

الرواية من طريق حديث أبي القاسم الحامض، انظر: المجمع المؤسس (2/ 118). والأثر أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 584)، وابن جرير (12/ 333) والحاكم (2/ 341)، من طرق عن سفيان. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الألباني في تخريج السنة: إسناده جيد موقوف.

(2)

كتب المصنف فوقها: (خ: عن أبي)؛ إشارة لرواية أخرى، انظر: الصحيح (9/ 124 - هامش).

ص: 560

هكذا رواه البخاري في كتاب التوحيد

(1)

.

ورواه أيضًا

(2)

، لحفص بن غياث عن الأعمش، ولسفيان عن جامع

(3)

.

ورواه الإمام أحمد، والترمذي وقال:"حسن صحيح"

(4)

.

1011 -

أخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصيدلاني، أبتنا فاطمة، أبنا ابن ريذة، أبنا الطبراني، ثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"خلق الله الخلقَ وقضى القضية وأخذ [ميثاق]

(5)

النبيين وعرشه على الماء، فأهلُ الجنة أهلها وأهلُ النار أهلها".

قالوا: يا نبي الله فيما الأعمال؟ قال:

"يعملُ كلُّ قوم لمنزلتهم".

فقال عمر بن الخطاب: إذًا نجتهد يا رسول الله

(6)

.

1012 -

وقال حُمَيْد بن زنجويه الحافظ في الترغيب والترهيب: ثنا علي بن عيّاش، ثنا حَرِيز، حدثني عبد الله بن بُسْر اليحصبي، سمعت أبا أمامة يقول:

(1)

الصحيح (رقم: 7418).

(2)

الصحيح (رقم: 3191).

(3)

الصحيح (رقم: 3190).

(4)

المسند (33/ 107 - 108 / رقم: 19876)، والجامع (رقم: 3951).

(5)

زيادة من مصدر الرواية، لعلها سقطت من المصنف سهوًا.

(6)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 287/ رقم: 7940)، والرواية من طريقه. وأعله في المجمع (7/ 189) بجعفر بن الزبير.

ص: 561

"ما من عبدٍ يسبّح تسبيحةً إلا يسبّح ما خلق الله من شيء {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسرَاء: 44]، وما من عبدٍ يكبّر تكبيرةً إلّا ملأت ما بين السماء والأرض، وما من عبد يحمد تحميدةً إلا خفّف الله عن كل ذات حَمْلٍ حَمْلها، وما من عبد يهلّل تهليلةً إلا فيُنَهْنِهُهَا شيءٌ دون العرش"

(1)

.

1013 -

وقال: ثنا أبو الأسود، ثنا ابن لهيعة، عن موسى بن جُبَيْر، أن معاذ بن رِفاعة بن رافع حَدَّثَه قال: كنت في مجلسٍ فيه ابنُ عُمَر وعبد الله بنُ جعفر وعبد الرحمن بنُ أبي عَمْرة، فقال ابنُ أبي عَمْرةَ: سمعتُ معاذًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"كلمتان إحداهما ليس لها ناهية دون العرش، والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض: لا إله إلّا الله، والله أكبر".

فبكى ابنُ عُمَر وقال: "الكلمتان نُغْفِلُهما ونَأْلَفُهما"

(2)

.

1014 -

(3)

أخبرتنا زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا أبو سعيد الراراني وأبو جعفر الصيدلاني، قالا: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نعيم، أبنا أحمد بن القاسم اللُّكِّي، ثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن بُرْقان، عن يزيد بن الأصمّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ليسألنّكم الناسُ عن كل شيء، حتى يسألونكم: هذا اللهُ خلقَ كلَّ شيء، فمن خلَقَه؟ ".

(1)

ذكره الذهبي في العلو (1/ 577/ رقم: 138)، وقال:"ابن بسر ضعيف".

(2)

ذكره الذهبي في العلو (1/ 578 رقم: 139)، وقال:"ابن لهيعة من بحور العلم، لكنه سيئ الحفظ ليّن". وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 160/ رقم: 334) عن سعيد ابن أبي مريم عن ابن لهيعة.

(3)

الورقة (113) موضعها الصحيح بعد الورق (7)، وقد كتبتها في موضعها.

ص: 562

قال سفيان: قال جعفر: فحدثني رجل عن أبي هريرة -قال جعفر: كأنه رفعه- قال:

"فإن سُئلتم فقولوا: الله قبل كل شيء"

(1)

.

وفي مسند المعافى نحوه.

وفي جزء أبي الجهم

(2)

من حديث أبي سعيد الخدري نحوه.

* * *

(1)

الرواية -فيما يبدو- من جزء اللُّكِّي، ذكره الذهبي في ترجمته في السير (16/ 113)، قال:"وله جزء سمعناه". وهذا الجزء المشار إليه هو غير نسخة نبيط بن شريط التي رواها اللكي.

(2)

جزء أبي الجهم (رقم: 80).

ص: 563

‌باب قول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محَمَّد: 28]

1015 -

قرأت على زينب ابنة الكمال، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا خليل بن أبي الرجاء، أبنا الحسن بن أحمد

(1)

، أبنا أحمد بن عبد الله

(2)

، ثنا أبو بكر بن خلّاد، ثنا الحارث ابن أبي أسامة، ثنا سعيد -هو: ابنُ عامر-، عن محمد بن عَمْرو، عن أبيه، عن جدّه علقمة بن وقّاص قال: كان رجلٌ بطّال يدخل على هؤلاء الأمراء فيُضحكهم، فقال له جدي علقمةُ: وَيْحَك يا فلان، لم تدخل على هؤلاء فتضحكهم؟ فإني سمعت بلال بنَ الحارث المزني صاحبَ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله، ما يظنّ أن تبلغَ ما بلغت، فيرضى الله عنه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط الله، ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت، فيسخط الله بها عليه إلى يوم يلقاه"

(3)

.

* * *

(1)

الحداد.

(2)

أبو نعيم.

(3)

الرواية من طريق مسند الحارث بن أبي أسامة. وهو عند الإمام أحمد (25/ 180/ رقم: 15852) والترمذي (رقم: 2319) وابن ماجه (رقم: 3969)، من طرق عن محمد بن عمرو.

ص: 564

‌باب قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعرَاف: 54]، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل: 26]

1016

- أخبرتني زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا خليل بن أبي الرجاء، أبنا أبو علي بن الحدّاد، أبنا أبو نعيم، أبنا أبو بكر بن خلّاد، أبنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد ابن هارون، أبنا معان أبو عبد الله، حدثني رجلٌ، عن الحسن قال: كنا جلوسًا مع رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى فقيل له: أَدْرِك دارَك فقد احترقت دارُك، فقال: ما احترقت داري، فذهب ثم جاء فقيل له: أَدْرِك دارَك فقد احترقت، فقال: لا والله ما احترقت داري، فقيل له: أَدْرِك دارَك فقد احترقت دارك، فيحلفُ بالله ما احترقت، فقال: إني سمعت رسول الله يقول:

"من قال حين يصبح: إن ربي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لا يشاء لا يكون، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، أشهد أن الله على كلّ شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، أعوذ بالذي يمسكُ السماءَ أن تقعَ على الأرض إلا بإذنه، من شرّ كلّ دابّة ربي آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، لم ير يومئذ في نفسه ولا في أهله شيئًا يكرهه".

وقد قلتُها اليوم، انهضوا بنا، فقام وقاموا معه، فانتهوا إلى الدار وقد احترق ما حولها ولم يصبها شيء

(1)

.

(1)

الرواية من طريق مسند الحارث بن أبي أسامة، وهو في بغية الباحث عن زوائد مسند=

ص: 565

1017 -

وبهذا الإسناد، ثنا الحارث، ثنا أبو النَّضْر، ثنا الليث، حدثني سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار أخي أبي مَرْثَد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما تصدَّقَ أحدٌ بصدقة من طيّب، ولا يقبلُ الله إلا الطيّبَ، إلا أخذها الرحمنُ بيمينه وإن كانت تمرةً، فتربو في كفّ الرحمن حتى تكونَ مثلَ الجبل، كما يُربِّي أحدُكم فُلُوَّه أو فَصِيلَه"

(1)

.

1018 -

وبه، ثنا الحارث، ثنا أبو النَّضْر، ثنا الليث، حدثني سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يتوضأ أحدُكم فيحسنُ وضوءَه فيسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلّا الصلاة، إلّا تبَشْبَشَ الله به كما يَتَبَشْبَشُ أهلُ الغائب بطلعته"

(2)

.

رواه ابنُ خزيمة في صحيحه

(3)

، للّيث.

ورواه ابنُ ماجه

(4)

، ولفظه:"ما توطّن رجلٌ مسلمٌ المساجد للصلاة والذكر، إلّا تبشبش الله إليه" الحديث، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة عن ابن أبي ذئب عن المقبري، فوقع لنا عاليًا.

ورواه ابن خزيمة

(5)

، لابن وهب عن ابن أبي ذئب.

= الحارث (2/ 953/ رقم: 1052). وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند الطبراني في الدعاء (1/ 953/ رقم: 343).

(1)

وأخرجه مسلم (رقم: 1014)، عن قتيبة بن سعيد عن الليث.

(2)

هو في بغية الباحث (1/ 252 - 253/ رقم: 128).

(3)

صحيح ابن خزيمة (1/ 186/ رقم: 359) و (2/ 374/ رقم: 1491)، وقال الألباني: إسناده حسن.

(4)

السنن (رقم: 800).

(5)

انظر: إتحاف المهرة (15/ 9).

ص: 566

وهو في ثالث الجعديات

(1)

، ليعقوب بن الوليد [ابن أبي بُكَيْر]

(2)

عن ابن أبي ذئب.

[. . .] سليمان [. . .](2) في جزئه، عن ابن أبي ذئب

(3)

.

وهو في جزء أبي عاصم

(4)

، عن ابن عَجْلان عن المقبري.

ورواه يحيى -هو: ابن سعيد- ورَوْح بن القاسم -وحديثُه في شيوخ نيسابور للرئيس الثقفي- عن ابن عَجْلان، عن المقبري، عن سعيد بن يسار، موقوفًا على أبي هريرة

(5)

.

1019 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحيم القرشي، أبنا يوسف بن محمود الساوي. (ح) وأخبرنا عبد القادر بن يوسف بن المظفّر بن صدقة بن الحظيري -حضورًا-، أبنا عبد الوهاب بن روَاج، قالا: أبنا أبو طاهر السَّلَفي، أبنا نصر بن أحمد بن البَطِر، أبنا عبد الله بن عُبَيْد الله بن يحيى بن زكريا البيِّع، ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحامِلي، ثنا الفضل بن سهل، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبو المعلّى، سمعت أبا عثمان النهدي يقول: سمعت سَلْمان الفارسي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع العبدُ يديه أن يردَّهما صفرًا، حتى يضعَ فيهما خيرًا"

(6)

.

(1)

مسند ابن الجعد (رقم: 2939).

(2)

ما بين المعقوفتين لم تظهر حروفه في طرف الصفحة، وقد أكملته من مصدر التخريج.

(3)

موضعان في طرف الصفحة العلوي، لا يظهران جليًّا.

(4)

الضحاك بن مخلد.

(5)

انظر: علل الدارقطني (11/ 8)، ورجّح فيه طريق الليث.

(6)

أخرجه المحاملي في أماليه -برواية البيّع- (رقم: 433)، والرواية من طريقه.

ص: 567

رواه أبو داود، والترمذي -وقال:"حسن غريب، وبعضهم لم يرفعه"

(1)

-.

وأبو المُعَلَّى يحيى بن ميمون، رواه عنه يزيد بن هارون أيضًا.

وهو لحسين عنه، في خامس حديث ابن أخي ميمي

(2)

.

ومعنى بعضِه في الثالث من الأفراد لابن شاهين.

هو عندنا غيرَ مرفوع في الدعاء لابن أبي الدنيا، وفي الذكر لأبي الشيخ البُرْجُلاني

(3)

.

وقفه سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سَلْمان.

1020 -

وقال حُمَيْد بن زنجويه: ثنا أبو الأسود، ثنا ابن لهيعة، عن أبي صخر

(4)

أنّ الرقَاشيَّ أخبره، أنه سمع أنسًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يستحي إذا رفع إليه العبدُ يديه أن يردَّهما صفرًا من غير شيء".

تابعه ثور بنُ يزيد عن يزيد الرقاشي، وهو عندنا في جزء أبي غالب الدَّسْكَري

(5)

.

وروي من حديث أبان بن أبي عيّاش عن أنس، وهو عندنا في المائة لشيخ الإسلام الأنصاري، وجزء الفلّاكي

(6)

.

وروي عن ربيعة الرأي، عن أنس.

وروي من حديث ابن عُمَر.

(1)

سنن أبي داود (رقم: 1488)، وجامع الترمذي (رقم: 3556).

(2)

لم يُعثر عليه، وإنما طبع منه الأجزاء: الأول، والثاني، والرابع، والسابع.

(3)

هو: أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي شيخ. السير (11/ 112)

(4)

هو: الخراط المدني، اسمه: حميد بن زياد.

(5)

وهو: هبة الله بن محمد بن أحمد، الفرضي، الدسكري نسبة إلى قرية الدسكرة، توفي سنة 517 هـ. ينظر: الإكمال لابن ماكولا (6/ 406 - الحاشية).

(6)

وهو: الفلكي، اسمه: سعيد بن سهل بن محمد. انظر: السير (20/ 422).

ص: 568

1021 -

فقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: أنا أبو عثمان عَمْرو بن عبد الله البصري، ثنا أحمد بن معاذ السالمي، ثنا الجارود بن يزيد، ثنا عُقر بن ذَرّ، عن مجاهد، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن ربكم حييٌّ كريم، يستحي أن يرفع العبدُ إليه يديه فيردَّهما صفرًا لا خير فيهما، فإذا رفع أحدُكم يديه فلْيقل: يا حيُّ لا إله إلّا أنت يا أرحم الراحمين، ثلاث مرات، ثم إذا ردّ يديه فلْيُفْرغْ ذلك الخير على وجهه".

غريب من حديث عُمَر بن ذَرّ، تفرّد به الجارود بن يزيد

(1)

.

[. . . . . . . .]

(2)

أبي طالب، وهو في العاشر من أفراد الدارقطني.

* * *

(1)

وأخرحه ابن عديّ في الكامل (2/ 173)، عن طاهر بن يحيى الفلقي عن أحمد بن معاذ.

(2)

جملة في موضع تالف من الورقة.

ص: 569

‌باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البَقَرَة: 216]

1022 -

أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن الشيرازي، أبنا محمود بن إبراهيم بن منده، أبنا أبو الخير الباغبان، أبنا عبد الوهاب بن منده ومحمد بن أحمد السِّمْسار وإبراهيم بن محمد الطيّان، قالوا: أبنا إبراهيم بن عبد الله بن خُرَّشيذ قولَه، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يحيى بن سافِرِيّ، ثنا محمد بن عمار، حدثني ابن أبي ليلى، عن فُضَيْل، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استخار الله في الأمر يريدُ أن يصنعَه يقول:

"اللَّهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علّام الغيوب، اللَّهم إن كان هذا خيرًا لي في ديني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي فيما ينبغي فيه الخير، خِرْ لي في عافية ويسّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كان غيرُ هذا خيرًا لي فيسّر لي الخير حيث كان ورضّني بقضائك"

(1)

.

1023 -

وبهذا الإسناد إلى المَحامِلي، حدثنا يوسف، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَبِيدة السَّلْماني، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

الرواية من طريق حديث المحاملي -من طريق الأصبهانيين-. انظر: المجمع المؤسس (1/ 579). وابن أبي ليلى هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وفضيل هو: ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم هو: النخعي. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 95/ رقم: 10012) للأعمش عن إبراهيم، و (10/ 111 - 112/ رقم: 10052) لعمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه. وللحديث شواهد صحيحة.

ص: 570

"إني لأعلمُ آخرَ أهل النار خروجًا منها وآخرَ أهل الجنة دخولًا الجنة، رجلٌ يخرج من النار حبوًا، فيقولُ الله عز وجل: اذهبْ فادخل الجنة، فيأتيها فيخيّل إليه أنها مَلْأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتُها مَلْأى، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيّل إليه أنها مَلْأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتُها مَلْأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثلَ الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك عشرةَ أمثال الدنيا، قال: فيقول: أتسخر بي -أو: تضحك بي- وأنت الملك؟ ".

فلقد رأيتُ رسولَ الله ضحك حتى بَدَتْ نواجذُه، قال:

"فكان يقال: ذاك أدنى أهل الجنة منزلة"

(1)

.

رواه البخاري

(2)

وابن ماجه

(3)

، عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير، فوقع لنا بدلًا عاليًا.

ورواه مسلم

(4)

، عن عثمان وإسحاق بن إبراهيم عن جرير، فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.

1024 -

وبه، حدثنا يوسف، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبِيدة، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إني لأعرفُ آخرَ أهل النار خروجًا من النار، رجل يخرج منها زحفًا، فيقال له: انطلق فادْخُل الجنة، فيذهبُ ويدخل، فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيقال له: تذكرُ الزمانَ الذي كنت فيه؟ فيقال له: تَمَنَّ، فيتمنى،

(1)

أخرجه المحاملي في الجزء السابق.

(2)

الصحيح (رقم: 6571).

(3)

السنن (رقم: 4339).

(4)

الصحيح (رقم: 186).

ص: 571

قال: فيقال: فإن لك مثل الذي تمنَّيْتَ وعشرةَ أضعاف الدنيا، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ ".

فلقد رأيتُ رسولَ الله ضحك حتى بَدَتْ نواجذُه

(1)

.

رواه الترمذي

(2)

، عن هنّاد عن أبي معاوية، وقال:"حسن صحيح"، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

ورواه مسلم

(3)

، عن أبي بكر وابن كُرَيْب عن أبي معاوية، فوقع لنا بدلًا عاليًا بدرجتين.

* * *

(1)

أخرجه المحاملي في الجزء السابق.

(2)

الجامع (رقم: 2595).

(3)

الصحيح (رقم: 186).

ص: 572

الجزء الرابع من كتاب صفات رب العالمين فيه أحاديث النزول

(1)

(1)

كتب بالصفحة أسفل العنوان، بخط يوسف بن عبد الهادي ابن المبرد: ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده وأجاز لي أن أرويها عنه وأن أروي عنه ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله: الشيخ الإمام الرحلة قدوة الوقت وقاضي القضاة نظام الدين ابن مفلح الحنبلي، بإجازته من المخرِّج الحافظ ابن المحب. وصحَّ ذلك وثبت في يوم الأربعاء خامس شهر الله المحرم سنة سبعين وثمانمائة. وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي.

ص: 573

بسم الله الرحمن الرحيم

باب ذِكْرِ الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الله تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا، فيغفرُ لمن استغفره، ويعطي من سأله

رُوِي ذلك من حديث: أنسٍ، وجابر بنِ عبد الله، وجُبَيْر بنِ مُطْعِم، ورافع بنِ رِفاعة الزُّرَقي، ورِفاعة بنِ عَرابة، وسَلَمَة جدِّ عبد الحميد بنِ يزيد بنِ سَلَمَة، وعُبادة بنِ الصامت، وعبد الله بنِ مسعود، وعثمان بنِ أبي العاص، وعُقْبة بنِ عامر، وعلي بنِ أبي طالب، وعُمَر بنِ عامر، وعَمْرو بن عَبَسَة، وأبي أمامة، وأبي الخطّاب، وأبي الدرداء، وأبي سعيد، وأبي هُرَيْرَة، وغيرِهم.

1025 -

أبنا القاسم بن عساكر، أبنا محمد بن غسّان، أبنا أبو القاسم بن عساكر، أبنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي ببغداد، ثنا جدّي، ثنا أبو عبد الله الحافظ.

وأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا إبراهيم بن خليل، أبنا منصور بن علي، أبنا عبد الجبّار الخُوَاري، أبنا أبو بكر البيهقي، سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المُزَنيَّ يقول: "حديثُ النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه صحيحة، وورد في التنزيل ما يُصَدِّقُه، وهو قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر] "

(1)

.

(1)

الأثر أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 380 - 381/ رقم: 957)، والرواية من طريقه.

ص: 575

1026 -

وقال أبو زُرْعَة: "هذه الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله تبارك وتعالى ينزل كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا، قد رواه عدّةٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي عندنا صحاحٌ قوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل)، فنقول: ينزل، ولم يقل كيف ينزل، ولا نقول كيف ينزل، نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

أخبرنا بذلك محمد بن علي بن البخاري، أبنا أبي، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أنا طلحة بن الحسين، أنا جدّي، أنا أبو محمد بنُ حيّان، أبنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال: سمعت أبا زُرْعَة يقول، فذكره

(1)

.

1027 -

وقال إسحاق بن منصور

(2)

: قلت لأحمد: ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة حين يبقى الثلثُ الآخر إلى السماء الدنيا، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ قال أحمد: صحيح، قال إسحاق: صحيح، ولا يدَعُه إلّا مبتدعٌ أو ضعيفُ الرأي

(3)

.

1028 -

وقال أبو بكر طاهر بن عبد الله بن ماهِلَة

(4)

في كتاب قيام الليل: أنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا محمد بن أَشْكِيب أبو جعفر قال: سمعت سلَمَة بنَ شَبيب يقول: سألتُ إسحاقَ عن هذه الأحاديث التي جاءت في الرؤية الصحاح: ما تقول فيه؟ قال: "من ردّ هذه الأحاديث الصحاح، مثل: جرير وثابت عن أنس، والله ينزل إلى سماء الدنيا، فمن ردّها فقد كفر".

(1)

الرواية من طريق السنة لأبي الشيخ، وانظر: عمدة القاري (7/ 290)، فقد نسب الأثر إليه.

(2)

هو: الكوسج.

(3)

أخرج هده الرواية مطوّلة الآجري في الشريعة (3/ 1127 - 1128/ رقم: 697).

(4)

الهَمْداني، توفي سنة 402 هـ. تاريخ الإسلام (وفيات 401 - 410 هـ/ ص 60).

ص: 576

1029 -

وقال أبو عُمَر بن عبد الوهاب

(1)

: أنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله، ثنا إسماعل بن أحمد، قال: قرأتُ على محمد بن القاسم، قال: سمعتُ محمد بن أَسْلَم يقول: "قال الله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البَقَرة: 210]، وقال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر]، فمن كذّب بالنزول فقد كذّب بكتاب الله وبحديث رسول الله".

أما حديثُ أنس بن مالك:

1030 -

فقال ابن مَنْدَه

(2)

روى نُعَيْم بن حمّاد

(3)

، عن جرير، عن لَيْث، عن بِشْر، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته".

هذا حديثٌ ضعيف، كأنه موضوع.

1031 -

أخبرني محمد بن أحمد بن عيّاش، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا زاهر بن أبي طاهر

(4)

، أبنا سعيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفي، ثنا أبو أحمد بن يحيى بن مَنْدَه، ثنا سعيد بن أبي عيسى المافَرُّوخي

(5)

، ثنا أبي -أبو عيسى محمد بن عبد الله بن العبّاس-، ثنا أحمد بن مِهْران، ثنا

(1)

هو: عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، السلمي الأصبهاني، المقرئ، توفي سنة 394 هـ، روى له الحافظ ابن حجر: جزء أبي عمر بن عبد الوهاب. ذكر أخبار أصبهان (2/ 59)، وتاريخ الإسلام (8/ 739 - بشار)، المعجم المفهرس (رقم: 1367).

(2)

في كتاب الصفات، كما نسبه الذهبي في العرش (2/ 327).

(3)

وقع في العرش للذهبي: أبو نعيم عن حماد. وهو خطأ كبير من المحقق، فقد ذكر أن في النسخة:(بن حماد) بدل (عن حماد) التي أثبتها، فبقي ضبط (أبو نعيم)، ولعل (أبو) زائدة في النسخة، أو هي خطأ في قراءة المحقق!

(4)

هو: زاهر بن أبي طاهر أحمد الثقفي.

(5)

الأنساب (5/ 174).

ص: 577

الحسن بن قُتَيْبَة، ثنا يوسف بن إبراهيم

(1)

، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"[. . . . .]

(2)

شيء أحب إلى الله من تجاوب المؤذنين بالأسحار، ينفر الشيطان، وتُفتَح أبواب السماء، ويُستجاب الدعاء، ثم يقول: مَن السائلُ فأعطيَه؟ من الداعي فأجيبَه؟ مَنْ يذكرني فأذكرَه"

(3)

.

وأما حديثُ جابر:

1032 -

فأخبرنا محمد بن علي بن البخاري، أبنا أبي، أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، أبنا طلحة بن الحسين بن أبي ذرّ الصَّالْحاني، أبنا جدّي أبو ذرّ محمد بن إبراهيم، أبنا أبو محمد بن حيّان الأصبهاني الحافظ، ثنا عمر بن سهل. (ح) وأخبرنا محمد بن أبي بكر بن محمد بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، أبنا أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الدُّورِي، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا أحمد بنُ محمد بن مَسْعَدَة وعبد الرحمن بنُ الحسن بن أحمد الهَمَذَاني، قالوا: ثنا إبراهيم بن الحسين الهَمَذاني

(4)

، ثنا محمد بن إسماعيل الجَعْفَري، ثنا عبد الله بن سَلَمة بن أَسْلَم، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن

(5)

عبد الرحمن بن كَعْب بن مالك، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا لثُلُث الليل، فيقول: ألا عبدٌ من

(1)

التميمي، أبو شيبة الجوهري.

(2)

كلمة في أول الحديث لم أستطع قراءتها لأنها كتبت على الطرف السفلي من الورقة وتلف موضعها، ويمكن أن تكون:(ما من شيء).

(3)

إسناده ضعيف لأجل يوسف بن إبراهيم الراوي عن أنس، فهو ضعيف كما في التقريب وأصوله.

(4)

هو: ابن ديزيل.

(5)

تحرفت في طبعة النزول للدارقطني إلى: بن.

ص: 578

عبادي يدعوني فأستجيبَ له، أو ظالمٌ لنفسه يدعوني فأغفرَ له، ألا مُقتَّرٌ عليه فأرزقَه، ألا مظلومٌ يستنصرُني فأنصرَه، ألا عانٍ

(1)

يدعوني فأفكّ عنه، فيكون ذاك مكانه حتى يضيء الفجر، ثم يعلو ربنا عز وجل إلى السماء العليا على كرسيّه"

(2)

.

لفظُ ابن مَسْعَدَة والهَمَذاني.

ويُذكَر عن أبي سفيان

(3)

، عن جابر.

1033 -

وقال أبو الحسين محمد بن محمد الحجّاجي

(4)

: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جورُويَهْ بالريّ، ثنا محمد بن خالد أبو هارون الخرّاز، ثنا عبد الله بن الجَهْم، ثنا عَمْرو، عن مُطَرِّف، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن في الليل لساعةً لا يَسألُ اللهَ فيها عبدٌ مسلمٌ خيرًا إلّا أعطاه، وذلك كلَّ ليلة"

(5)

.

1034 -

قال أبو بكر طاهر بن عبد الله بن عُمَر بن ماهِلَة الهَمْداني في كتاب قيام الليل: أخبرنا عُبَيْد الله بن سعيد، ثنا عبد الله بن وَهْب، ثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي، قال: سمعتُ إسحاق بنَ راهُويَهْ يقول: اجتمعت الجهميةُ يومًا إلى عبد الله بن طاهر

(6)

، فقالوا له: تُقَدِّمُ إسحاقَ وهو يقول: إن الله عز وجل ينزلُ إلى سماء الدنيا في كلِّ ليلة؟ قال:

(1)

العاني هو الأسير. النهاية (3/ 314).

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 7)، والرواية الثانية من طريقه.

(3)

اسمه: طلحة بن نافع.

(4)

النيسابوري، توفي سنة 368 هـ. السير (16/ 240 - 243).

(5)

إسناده صحيح. وأخرجه الإمام أحمد (22/ 255/ رقم: 14355) عن عبد الله بن إدريس و (22/ 413/ رقم: 14544) لسفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش.

(6)

هو: أبو العباس، حاكم خراسان، توفي سنة 230 هـ. السير (10/ 684 - 685).

ص: 579

فأرسل إليّ عبد الله، فدخلتُ فسلَّمْتُ عليه، فلم يردّ عليّ السلام غَضَبًا، ثم رفع رأسه فقال: وَيْلك إسحاق، تزعمُ أن الله عز وجل ينزلُ في كلِّ ليلة إلى سماء الدنيا؟ قال: فقلتُ: أيها الأمير لستُ أنا أقوله، قاله أبو بكر بن عيّاش عن أبي إسحاق عن الأغرّ أبي مسلم قال: أشهدُ على أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد الخُدْري أنهما قالا: نشهدُ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل ينزلُ إلى سماء الدنيا في كلّ ليلة، فيقول: هل من سائلٍ فأعطيَه" الحديث، ولكنْ مُرْهم يناظِرُوني، فقال لهم: ناظِرُوه، فأقبلتُ عليهم فقلتُ: أَخْبِرُوني، يستطيع عز وجل أن ينزل إلى سماء الدنيا في كلِّ ليلة ولا يخلو منه العرش أو لا يستطيع؟ قال: فأطرقَ القومُ رؤوسَهم، فقلت له: أيها الأمير مُرْهم فَلْيُجيبوا، فقال لهم: أجيبوه، فسكتوا، فقال لي: وَيْحَك يا إسحاق، عن ماذا سألتَهم؟ قال: قلتُ لهم: يستطيع عن أن ينزل إلى سماء الدنيا ولا يخلو منه العرش أو لا يستطيع؟ فإن قالوا نعم، فهو على العرش وفي سماء الدنيا وفي كل مكان

(1)

، إن قالوا: إنه لا يستطيع، فهو عاجزٌ مثلي ومثلك، قال: فقال: ذِهْ، وأَمَرَ بهم فضُربوا وأُخْرِجُوا.

1035 -

وقال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي

(2)

: أبنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعتُ أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعتُ أحمد بنَ سَلَمَة يقول: سمعتُ إسحاق بنَ راهُويَهْ يقول: جمعني وهذا المبتدع -يعني: إبراهيم بنَ أبي صالح- مجلسُ الأمير عبد الله بنِ طاهر، فسألني الأميرُ عن أخبار النزول، فسردتُها، فقال إبراهيم: كفرتُ بربٍّ ينزلُ

(1)

هذه اللفظة ليست في رواية أحمد بن عبد الله بن محمد بن بشير عن محمد بن إسماعيل الترمذي، التي نقلها شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 184 - 186) عن كتاب عبد الرحمن بن منده؛ بل فيها:"وإن زعموا أنه يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش، فهو ينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء، ولا يخلو منه مكان".

(2)

في الأسماء والصفات (2/ 375 - 376/ رقم: 951).

ص: 580

من سماءٍ إلى سماء، فقلت: آمنتُ برب يفعلُ ما يشاء، قال: فرضيَ عبدُ الله كلامي وأنكر على إبراهيم، هذا معنى الحكاية.

1036 -

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم الصلاة وتفضيلها على سائر الأعمال

(1)

: ويُرْوَى أن الله تبارك وتعالى إذا نزل إلى السماء الدنيا نادى منادٍ: ألا نزل الخالق العليم، فيسجدُ أهلُ السماء، فلا يمرُّ بأهل سماءٍ إلّا وهم سجود، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ما منها أربع أصابع إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ"، يخبرُك أن جميعَ أهل السموات ليس شيءٌ عندهم أعظمُ من السحود، إِذْ علموا أن الله قد تجلّى للسموات اعتصموا بالسجود تعظيمًا وإجلالًا له.

1037 -

حدثنا محمد بن يحيى، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا ابنُ أخي ابنِ شهاب، عن عمّه، أخبرني عُبَيْد بنُ السبّاق، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ ربُّنا من آخر الليل، فينادي منادٍ في السماء العليا: ألا نزل الخالقُ العليم، فيسجدُ أهلُ السموات، ثم ينادي فيهم منادٍ بذلك، فلا يمرّ بأهل سماءٍ إلّا وهم سجود"

(2)

.

1038 -

حدثنا محمود بن غَيْلان، ثنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عبد الرحمن بنُ البَيْلَماني، قال:"بلغني أنه ما من ليلةٍ إلّا وينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فلا يمرُّ بأهل سماء إلا سجدوا له، فلا يرفعون رؤوسَهم حتى يرجع، فإذا نزل إلى السماء الدنيا تأطّتْ ورعَدَتْ من خشية الله تبارك وتعالى، فإذا بقي ثُلُثُ الليل نادى: ألا من سائلٍ فأُعطيَه، ألا من مستغفرٍ فأَغفرَ له، ألا من داعٍ فأُجيبَه، حتى ينفجرَ الصبحُ"

(3)

.

(1)

تعظيم قدر الصلاة (1/ 257 - 258).

(2)

أخرجه المروزي في نعظيم قدر الصلاة (1/ 257 - 258/ رقم: 248). والحديث مرسل.

(3)

أخرجه المروزي أيضًا (1/ 258/ رقم: 249).

ص: 581

وذَكر

(1)

طُرُقَ حديث "أطّت السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطّ" الحديث:

- حديثَ مُوَرِّقٍ عن أبي ذرّ

(2)

.

- وحديثَ حكيم بن حِزامٍ

(3)

.

- وحديثَ عائشة

(4)

ولفظه: "ما في السماء الدنيا موضعُ قدم إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ أو قائم، فذلك قولُ الملائكة: {مَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164)} [الصافات] "، لعُبَيْد بن سليمان الباهِلي، سمع الضحاك بن مُزاحِم، عن مسروق عنها.

- وحديثَ مَسْروق عن ابن مسعود

(5)

قولَه: "إن من السموات سماءً ما فيها موضعُ شبرٍ إلّا وعليه جبهةُ ملَك أو قدماه قائمًا"، ثم قرأ:{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} [الصَّافات].

- وحديثَ عبد الرحمن بن العلاء -من بني ساعدة -، عن أبيه العلاء بن سعد -وقد شهد الفتح وما بعده-

(6)

.

وذكرَ غيرَ ذلك.

1039 -

وقال خُشَيْش بنُ أَصْرَم: حدثنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عبد الرحمن بنُ البَيْلَماني قال: "ما من ليلةٍ إلّا ينزلُ ربُّكم عز وجل إلى السماء، وما من سماءٍ إلّا وله فيها كرسيٌّ، إذا نزل إلى سماءٍ خرّ أهلُها سجودًا حتى يرجع، فإذا أتى سماءَ الدنيا تأطّتْ وأَرْعَدَتْ من خشية الله عز وجل، وهو باسطٌ يديه يدعو عباده: يا عبادي من

(1)

تعظيم قدر الصلاة (1/ 258 - 262).

(2)

برقم (251).

(3)

برقم (250).

(4)

برقم (253).

(5)

برقم (254).

(6)

برقم (255).

ص: 582

يدعوني فأجيبَه، مَنْ يتوبُ إليّ أتوبَ عليه، مَنْ يستغفرُني أَغفرَ له، مَنْ يسألُني فأُعطيَه، مَنْ يُقرضُ غيرَ عدومٍ ولا ظَلومٍ".

رواه عن عبد الرزاق أيضًا: سَلَمَة بنُ شَبيب

(1)

.

وأما حديث جُبَيْر بن مُطْعِم، فقد تقدّم في الجزء الثالث

(2)

.

1040 -

وأخبرنا الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن المِزِّي، أبنا إبراهيم بنُ الدَّرَجي، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، قال: أبتنا فاطمة بنتُ عبد الله، أبنا أبو بكر بن رِيذَة. (ح) وقرأتُ على زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا محمد بن أبي زيد الكَرّاني، أبنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي، أبنا أبو الحسين بن فاذْشاه.

قالا

(3)

: أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجّاج بن مِنْهال. (ح) قال الطبراني: وحدثنا أحمد بن داود المكي وأبو خليفة ومحمد بن محمد التمّار، قالوا: ثنا أبو الوليد الطيالسي.

قالا

(4)

: ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مستغفرٍ فأَغفرَ له؟ "

(5)

.

(1)

وهو في الشريعة للآجري (3/ 1144 - 1145/ رقم: 718).

(2)

مرّ برقم: (793).

(3)

ابن ريذة وابن فاذشاه.

(4)

حجاج بن منهال وأبو الوليد الطيالسي.

(5)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 134/ رقم: 1566)، والرواية الأولى من طريقه، والرواية الثانية من طريق الدعاء له (1/ 843/ رقم: 136).

ص: 583

رواه إسحاق بنُ راهُوَيه، عن أبي الوليد

(1)

.

ورواه الإمام أحمد

(2)

، عن أسود بن عامر وعفّان عن حمّاد بن سَلَمَة، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

ورواه النسائي في اليوم والليلة

(3)

عن أبي عاصم خُشَيْش بن أَصْرَم عن يحيى بن حسّان عن حمّاد، فوقع لنا عاليًا.

وقد رواه القاسم بن عبّاس، عن نافع بن جُبَيْر، عن أبي هُرَيْرَة، وهو في كتاب اليوم والليلة للنسائي

(4)

.

1041 -

قرأتُ على أبي رحمه الله، أخبركم إسماعيل بنُ عبد الرحمن الفراء، أبنا الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، أبنا علي بن عبد الكريم بن أبي العلاء بن العطّار بهَمَذان، أبنا أبو غالب أحمد بن محمد بن أحمد المقرئ، أبنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن شُبانَة الشاهد

(5)

، ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن عُبَيْد الأسدي، ثنا محمد بن أيوب، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا حمّاد، عن عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ، فيقول جل جلاله: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مستغفرٍ فأَغفرَ له"

(6)

.

1042 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيّاش، أبنا أبو

(1)

أخرجه من طريقه المصنف في الرواية السابقة (رقم: 793).

(2)

المسند (27/ 310/ رقم: 16745) و (27/ 312/ رقم: 16747).

(3)

السنن الكبرى (6/ 125/ رقم: 10321).

(4)

السنن الكبرى (6/ 125/ رقم: 10320).

(5)

توفي سنة 425 هـ، قال الذهبي:"وقع لنا من حديثة الجزء الثاني". السير (17/ 432).

(6)

أخرجه ابن شبانة في حديثه.

ص: 584

الحسن بن البخاري، أبنا أبو حفص بن طَبَرْزَد، أبنا يحيى بن علي بن محمد بن الطرّاح المُدير

(1)

، ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله -من لفظه-، ثنا عيسى بن علي بن داود بن الجرّاح، ثنا عبد الله -هو: ابنُ محمد البغوي-، ثنا عبّاس بن الوليد النَّرْسي، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطعِم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله عز وجل كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مُستغفرٍ فأَغفرَ له؟ "

(2)

.

1043 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن وأحمد بن أبي طالب، قالا: أبنا أبو المنجّا ابن اللّتّي، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الله بن حمُّويَهْ، أبنا عيسى بن عمر، أبنا أبو محمد الدارمي، أبنا حجّاج بن مِنْهال، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، ثنا عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَير بن مُطْعِم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مُستغفرٍ فأَغفرَ له؟ "

(3)

.

1044 -

أخبرنا أحمد بن أبي بكر بن حامد القَرافي -حضورًا-، أبنا عبد الرحمن بن مكِّيّ، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد وأحمد بن محمد بن شَهْرِيار بأصبهان، قالا: أبنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مُصْعَب النَّرْسي، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن

(1)

توفي سنة 536 هـ، وكان يدير السجلات بمجلس القاضي أبي القاسم الزينبي. الأنساب (5/ 234)، السير (20/ 76).

(2)

أخرجه البزار (كشف الأستار: 4/ 43/ رقم: 3152) عن عباس بن الوليد النرسي.

(3)

أخرجه الدارمي (2/ 929/ رقم: 1521)، والرواية من طريقه.

ص: 585

جعفر بن حيّان، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بِسْطام، ثنا عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، ثنا الحمّادان حمّاد بنُ سَلَمَة وحمّاد بنُ زيد، عن عَمْرو بن دينار، عن نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مُستغفرٍ فيُغفرَ له؟ هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من تائبٍ فيُتابَ عليه؟ حتى يطلعَ الفجرُ"

(1)

.

وهو في مجلس أبي بكر بن أبي علي الهَمْداني

(2)

، لإسحاق بن عُمَر بن سَلِيط عن حمّاد بن سلمة.

وأما حديث رافع بن رِفاعة الزُّرَقي:

1045 -

فقال أبو القاسم البغوي في المعجم

(3)

: حدثني هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن الحسن المخزومي، حدثني عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن رافع بن رِفاعة الزُّرَقي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله عز وجل في -أو: إلى- السماء الدنيا لثُلُث الليل الآخر أو رُبعه، فيقول: من يسألْني أُعطِه؟ ".

وعبد الله بن الحارث الذي روى عن أبيه عن رِفاعة الزُّرَقي هو الخَطْمِيّ، وهو مديني روى عنه محمد بن الحسن وغيره، وقد روى عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه

(4)

أحاديثَ مناكير.

(1)

الرواية من جزء ابن مصعب، كما في المعجم المفهرس (1541). وفي هذه الرواية والتي تليها ردٌّ على قول حمزة الكناني الذي أورده الحافظ المزي في تحفة الأشراف (2/ 418):"لم يقل فيه أحد عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن أبيه غيرُ حماد بن سلمة".

(2)

هو: أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن، الهمداني الذكواني الأصبهاني المعدّل، توفي سنة 419 هـ. السير (17/ 433 - 434).

(3)

معجم الصحابة (2/ 365/ رقم: 730).

(4)

كذا بخط المصنف، والكلام للبغوي.

ص: 586

1046 -

قال أبو أحمد عبد الله بن عَدِيّ الجُرْجاني

(1)

: حدثنا محمد بن هارون بن حسّان، ثنا صالح بن أيوب، ثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك قال:"يتنزّل ربّنا تبارك وتعالى أمرُه، فأما هو فدائمٌ لا يزول" يعني: قولَه: "ينزل ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا"، قال -يعني: صالح بنَ أيوب-: فذكرتُ ذلك ليحيى بن بُكَيْر فقال: "حسن والله، ولم أسمعه من مالك"

(2)

.

1047 -

وقال

(3)

: حدثنا محمد بن أحمد بن حمّاد، قال: حدثني عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي وذكر حبيب الذي يقرأ على مالك بن أنس فقال: "ليس بثقة، كان حبيبٌ يحيلُ الحديثَ ويكذب"، وأثنى عليه شرًّا وسوءًا.

1048 -

وقال

(4)

: حدثنا محمد بن أحمد بن حمّاد، ثنا العباس، عن يحيى بن معين قال: "كان حبيب الذي بمصر كان يقرأ على مالك بن أنس، وكان يُخَطْرِفُ للناس، يصفّح

(5)

ورقتين وثلاثة"، قال يحيى: "سألوني عنه بمصر فقلت: ليس بشيء"، قال: "وكان ابن بُكَيْر سمع من مالك بعَرْض حبيب، وهو سيّء العَرْض"

(6)

.

(1)

لم أجد النص في الكامل في الضعفاء، وقد نقله الذهبي في السير (8/ 105) كذلك.

(2)

قال الذهبي في السير (8/ 105): لا أعرف صالحًا، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أَمِرَّها كما جاءت، بلا تفسير، فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحّت رواية حبيب. انتهى. ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام مطوّل في تكذيب هذه الرواية عن الإمام مالك، انظر: مجموع الفتاوى (5/ 401 - 402). وانظر: صفة النزول الإلهي ورد الشبهات حوله (ص 564 - 568).

(3)

الكامل في الضعفاء (2/ 411).

(4)

الكامل في الضعفاء (3/ 324).

(5)

في ميزان الاعتدال: (يتصفّح).

(6)

انظر: تاريخ يحيى بن معين (2/ 97).

ص: 587

(1)

وأما حديث رِفاعة بن عَرَابة:

1049 -

فأخبرنا محمد بن أحمد بن شيْبان، أبنا أبي، أبنا عُمَر بن محمد بن مُعَمَّر، أبنا أبو الحسن بن الزاغوني وأبو بكر الأنصاري، قالا: أبنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الصَّرِيفيني.

وأنبأنا -عاليًا- سليمان بن حمزة وغيرُه، عن أبي الحسن بن المُقَيَّر، عن أبي الفضل بن ناصر، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هَزارْمَرْد

(2)

-إجازةً-، قال: أبنا أبو القاسم عُبَيْد الله بن أحمد بن علي الصَّيْدَلاني المقرئ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، ثنا محمد بن يحيى، ثنا وَهْب بن جرير، ثنا هشام صاحبُ الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي مَيْمُونة، عن عطاء بن يسار، أن رِفاعة الجُهَنِيّ حدّثه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالكُدَيْد -أو قال: بقُدَيْد- جعل الناسُ يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهليهم فيأذنُ لهم، فحمد الله وقال خيرًا، ثم قال:

"ما لكم يكون شِقُّ الشجرة الذي يلي رسولَ الله أبغضَ إليكم من الشِّقِّ الآخر؟ ".

فلم أَرَ من القوم عند ذلك إلّا باكيًا، فقال رجل: يا رسول الله، إن الذي يستأذنُك بعد هذا لسفيهٌ، فحمد الله وقال خيرًا، ثم قال:

"أشهدُ عند الله، لا يموت عبد يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صادقًا من قلبه ثم يُسَدَّدُ، إلا سُلك به في الجنة، وقد وعدني ربي أن يُدخل الجنةَ من أمتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني

(1)

كتب المصنف على رأس الصفحة (117 ب): (يؤخَّر)، وفيها (باب نزول الله إلى الأرض)، وسأكتب النص المكتوب فيها فيما بعد.

(2)

هو: الصريفيني.

ص: 588

لأرجو ألّا يدخلوها حتى تبوَّءُوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكنَ في الجنة".

وقال:

"إذا مضى نصفُ الليل -أو ثلثا الليل- ينزلُ الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فيقول: لا أَسألُ عن عبادي أحدًا غيري، من ذا الذي يدعوني أستجيبَ له؟ من ذا الذي يستغفرُني أغفرَ له؟ من ذا الذي يسألْني أعطِه، حتى ينفجرَ الفجرُ"

(1)

.

هو عندنا لابن المبارك عن هشام، في جزء ابن فيل

(2)

.

ورواه الأَوْزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وقد كتبناه في الجزء الثاني

(3)

وفي الصحيح

(4)

.

وهو عندنا في مسند أبي داود الطيالسي

(5)

، رواه عن هشام.

وكذلك رواه حَرْب بن شدّاد وأبان بن يزيد العطّار عن يحيى بن أبي كثير، وحديثاهما عندنا في معجم الطبراني

(6)

.

1050 -

وأخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أنبأنا محمود بن مَنْدَه، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا الحسن بن يَوَهْ

(7)

، أبنا أحمد

(1)

الرواية من كتاب أبي بكر بن زياد النيسابوري الأبواب. المعجم المفهرس (36). وأخرجه الدارمي (2/ 930/ رقم: 1523)، عن وهب بن جرير. وأخرجه الإمام أحمد (26/ 152 - 157/ أرقام: 16215 - 16218) وغيره، من طرق عن هشام الدستوائي.

(2)

جزء ابن فيل (رقم: 47).

(3)

مر برقم: (1000)، وسيورده من هذا الطريق (1016).

(4)

هو المستدرك على الصحيحين للمؤلف، وقد أحال عليه في غير موضع، وهو مفقود الآن.

(5)

مسند الطيالسي (2/ 620 - 621/ رقم: 1387، 1388).

(6)

المعجم الكبير (5/ 50 - 51/ رقم: 4557، 4558)

(7)

السير (18/ 440).

ص: 589

اللُّنْبَاني

(1)

، أبنا ابن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، ثنا ابن مُسْهر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن سَمَاعَة، أبنا الأَوْزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، قال: حدثني عطاء بن يسار، قال: حدثني رِفاعَة بن عَرَابة الجُهَني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا مضى شطرُ الليل -أو قال: ثلثاه- ينزلُ الله إلى السماء الدنيا، فيقول: لا أسألُ عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألُني أُعْطِه؟ من ذا الذي يدعوني أستجِبْ له؟ من ذا الذي يستغفرُني أَغفرْ له، حتى ينفجر الصبحُ"

(2)

.

رواه الإمام أحمد، لهشام الدَّسْتُوائي والأَوْزاعي

(3)

.

ورواه ابن ماجه

(4)

والنسائي في كتاب عمل يوم وليلة

(5)

وأبو حاتم بن حِبّان البُسْتى

(6)

، للأَوْزاعي.

وذكر الدارقطني

(7)

أنّ حديث رِفاعَة بن عَرَابة مما يلزمُ البخاريُّ ومسلمٌ إخراجَ حديثِه.

وقال الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد: "ليس لرِفاعة بن عَرَابة عن النبي صلى الله عليه وسلم سوى هذا الحديث الواحد، وهو حديثٌ حسن صحيح، وإسنادُه على شرط البخاري ومسلم، ولا أعرفُ له علّةً".

(1)

الأنساب (5/ 142).

(2)

الرواية -فيما يبدو- من الدعاء لابن أبي الدنيا.

(3)

المسند (الإحالة السابقة).

(4)

السنن (رقم: 2090، 2091، 4285)، وليس فيه ذكر النزول.

(5)

السنن الكبرى (6/ 122 - 123/ رقم: 10309).

(6)

الإحسان (1/ 444/ رقم: 212).

(7)

الإلزامات (ص 88).

ص: 590

ورُوي من حديث معاذ بن عبد الله بن خُبَيْب عن ابن عَرَابة الجُهَني ذكرُ النزول، كتبناه في المتباينات السَّرُوجيّة

(1)

.

وأما حديثُ سَلَمَة جدِّ عبد الحميد بن يزيد بن سَلَمَة الأنصاري:

1051 -

فأخبرنا محمد بن أبي بكر بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا ذاكر بن كامل الظَّفَري، أبنا محمد بن عبد الباقي الدُّوري، أبا محمد بن عبد الملك بن بِشْران، أبنا علي بن عُمَر الدارقطني، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، ثنا مالك بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا علي بن عاصم، أبنا عثمان البَتِّي، عن عبد الحميد، عن أبيه، عن جدِّه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يهبطُ الله عز وجل ثلثَ الليل إلى سماء الدنيا، فيَبْسُط يدَه: ألا داعٍ يدعوني فأستجيبَ له، ألا تائبٍ يتوب فأتوبَ عليه، ألا مستغفرٌ فأغفرَ له، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر صعد"

(2)

.

رواه البغوي في المعجم

(3)

.

وروى عبد الحميد هذا الحديثَ وحديثَ: أنّ جدَّه أَسْلَم، وأَبَتْ امرأتُه أن تُسْلِمَ، وكان لها منه ابنةٌ، فخيَّرَها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

هي: الأربعون المتباينة، من مرويات عز الدين بن جماعة، تخريح محمد بن علي بن أيبك السروجي. المجمع المؤسس (1/ 82).

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 74)، والرواية من طريقه.

(3)

ترجم البغوي لسلمة في الكنى في: أبو سلمة، وهو في القسم الذي لم يعثر عليه من معجم الصحابة. انظر: الإصابة (3/ 121).

(4)

أخرجه أبو داود (رقم: 2244) والنسائي في السنن الكبرى (4/ 83/ رقم: 6385) والبغوي في معجم الصحابة (2/ 361) والحاكم (2/ 206)، من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جد أبيه رافع بن سنان.

ص: 591

واختُلف فيه

(1)

على عثمان البتِّي.

وقال أبو عاصم: سمعت عبد الحميد بنَ جعفر يقول: لقِيَني عثمان البَتِّيُّ بالأَهْواز، فحدّثتُه بهذا الحديث -يعني: عن أبيه، عن جده رافع بن سنان الأوْسِيّ الأنصاري، ويكنى رافع: أبا الحكم-.

قال أبو عبد الله بن مَنْدَه

(2)

: والصواب: عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن تميم بن محمود.

وقد روى حديث تخيير الإبنة قومٌ عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جدّه رافع بن سنان.

وفي هذا الحديث اختلاف كثير، والله أعلم

(3)

.

واسمُ البنت المُخَيَّرَة عَمِيرَة، وذكر أبو عبد الله بن مَنْدَه القصّةَ في ترجمةٍ أخرى فقال

(4)

"عَمِيرَة بنت سهل بنِ رافع صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون"، من رواية سعيد بن عثمان البَلَوي، عن جدّته، أن أمّها عَمِيرَة، وأبوها صاحب الصاعين، والله أعلم.

وأما حديث عُبادَة بن الصامت، فقد كتبناه في الجزء الثالث

(5)

.

وأما حديث عبد الله بن مسعود:

1052 -

فأخبرنا القاسم بن مُظَفَّر بن محمود، أبنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي وابنُه أحمد ويعقوب بنُ محمد بنِ المُجاوِر ومكيّ بنُ

(1)

أي: في حديث النزول.

(2)

في معرفة الصحابة (2/ 702).

(3)

الكلام المذكور مقتبس من كلام ابن القيسراني في إيضاح الأشكال (ص 42).

(4)

انظر: الإصابة (8/ 149).

(5)

مر برقم (791).

ص: 592

علّان ومحمد بنُ أبي جعفر القُرْطُبي وإبراهيم وعبد العزيز ابنا بركات بنِ إبراهيم الخُشُوعي، قالوا: أبنا الفضل بن الحسين البانِياسي، قال: أبنا علي ومحمد ابنا الحسن بن الحسين المَوَازيني، أبنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سَلْوان، أبنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي، أبنا عبد الرحمن بن القاسم القرشي، ثنا يحيى بن صالح الوُحاظي، ثنا يزيد بن عطاء، ثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يَفتح الله أبوابَ السموات ثُلُثَ الليل الباقي، فيهبط إلى السماء الدنيا فيقول: ألا عبدٌ يسألُني فأعطيَه، فلا يزال كذلك حتى يطلعَ الفجر"

(1)

.

1053 -

قال أبو علي حَنْبَل بن إسحاق في كتاب السنة: حدثنا شُجاع بنُ الأَشْرَس، ثنا يزيد بن عطاء، عن إبراهيم، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله يفتحُ أبوابَ السماء عند ثلث الليل الباقي، ثم يهبطُ إلى السماء الدنيا، فيبسطُ يدَه ويقول: ألا عبدٌ يسألُني أعطيَه، فلا يزال كذلك حتى يسطعَ الفجرُ".

تابعه عن إبراهيم الهَجَري: زائدةُ

(2)

، وعليّ بنُ عاصم

(3)

، وجريرٌ، وعبد العزيز، فرفعوه عنه.

وحديثُ عبد العزيز عندنا في الجزء الثاني من حديث شَيْبان بن فَرُّوخ

(4)

.

(1)

إسناده صحيح. وأخرجه الإمام أحمد (6/ 191 - 192/ رقم: 3673) لعبد العزير بن مسلم عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص.

(2)

وحديثه عند الدارقطني في النزول (رقم: 8، 9).

(3)

وحديثه عند الدارقطني كذلك (رقم: 11).

(4)

وصل إلينا الجزء السادس منه فقط.

ص: 593

وحديثُ جريرٍ في ستة مجالس أبي سعيد النَّقّاش

(1)

.

ورواه عنه: جعفر بن عَوْن، فلم يرفعه في المشهور عنه.

1054 -

وقد أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ في كتابه، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا أبو سعد الصفّار، أبنا محمد بن الفضل الفُراوي، أبنا محمد بن عبد الله بن عمر الهروي، أبنا عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح، أبنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرَّيَاني

(2)

، ثنا حُمَيْد بن زنجويه، ثنا جعفر بن عَوْن، ثنا إبراهيم، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله رفعه قال:

"إن الله تبارك وتعالى يفتحُ أبوابَ السماء في ثلث الليل الثانى، ثم يهبطُ إلى السماء الدنيا، فيبسطُ يديه فيقول: ألا عبد يسألني فأعطيَه -قال: - فما يزال كذلك حتى يسطعَ الفجرُ".

كذا رواه حُمَيْدٌ في فضائل الأعمال

(3)

.

حديثٌ صحيح.

ورواه أبو إسحاق الهَمْداني

(4)

عن أبي الأَحْوَص مرفوعًا.

1055 -

أخبرنا به أبو عبد الله بن أبي الحسن المقدسي، أبنا أبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن نصر، أبنا طلحة بن الحسين الصالحاني، أنا جدي أبو ذرّ، أنا أبو الشيخ الحافظ، ثنا أبو بكر الفِرْيابي، ثنا تميم بن المنتصر، ثنا يزيد، أبنا شَرِيك، عن أبي إسحاق الهَمْداني، عن أبي الأَحْوَص، عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

وعند ابن خزيمة في التوحيد (1/ 319/ رقم: 198).

(2)

هو راوي كتاب الترغيب والترهيب لابن زنجويه؛ وهو بتخفيف الياء كما في إكمال ابن نقطة (2/ 756).

(3)

لعلّه هو: الترغيب والترهيب، انظر إسناده إليه في: التحبير (1/ 146) للسمعاني، وفيه: الراذانى، بدل الرياني، والعمري بدل الهروي.

(4)

هو: السبيعي.

ص: 594

"إذا كان ثلثُ الليل الآخر ينزلُ الله إلى السماء الدنيا، ثم يبسطُ يدَه فيقول: من يسألُني فأعطيَه، حتى يطلعَ الفجرُ"

(1)

.

1056 -

وبهذا الإسناد إلى الفِرْيابي، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا أبو إسحاق، عن أبي الأَحْوَص، عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا كان ثلثُ الليل الباقي، يهبطُ إلى السماء -يعني: الله تبارك وتعالى، ثم تُفتَحُ أبواب السماء، ثم يبسطُ يدَه، فيقول: هل من سائلٍ فيُعطى سؤلَه، فلا يزال كذلك حتى يطلعَ الفجرُ"

(2)

.

1057 -

وشاهِدُه في صحيح مسلم

(3)

، لأبي عُبَيْدَة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن الله تعالى يبسطُ يدَه بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها".

1058 -

أخبرنا محمد بن أبي بكر بن محمد بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم بن نِعْمَة، أنبأنا ذاكر بن كامل الخفّاف، أبنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الدُّوري، أبنا أبو بكر محمد بن عبيد الملك بن بِشْرَان، أبنا أبو الحسن علي بن عُمَر الدارَقطني الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا يزيد بن سِنان بمصر، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني المَقْبُري، عن عَوْن بن عبد الله بن عُتْبَة، عن ابن مسعود قال: بينما نحن جلوسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، إذ جاءه رجلٌ من بني سُلَيْم يُقال له عَمْرو بن عَبَسَة، وكان ممّن بايع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام وهو

(1)

الرواية من السنة الواضحة لأبي الشيخ، كما في المعجم المفهرس (62).

(2)

أخرجه الإمام أحمد (6/ 191 - 192/ رقم: 3673) عن عبد الصمد.

(3)

برقم (2759).

ص: 595

بمكة ثم لم ير رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة، فجاءه فقال: يا رسول الله علِّمني مما أنت به عالمٌ وأنا به جاهل، وأنبئني بما ينفعُني ولا يضرُّك، فأيّ صلاة الليل والنهار سليمة؟، فذكر الحديث، وقال في آخره: فأيّ صلاة المتطوِّعين أفضل؟ قال:

"حين يذهبُ ثلثُ الليل الأول -أو قال: منتصفُ الليل-، فتلك الساعةُ التي ينزلُ فيها الرحمن عز وجل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنبٍ يستغفرُني فأغفرَ له؟ هل من سائلٍ يرغبُ إليَّ فأعطِيه سؤلَه؟ أم هل من عانٍ يرغبُ إليّ فأفكّ عانه؟ حتى إذا برق الفجرُ صعد الرحمنُ عز وجل العليُّ الأعلى"

(1)

.

رواه عن سعيد المَقْبُريِّ أيضًا: الليثُ.

1059 -

أخبرني محمد بن حازم، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو المكارم اللَّبّان، عن أبي علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطّار، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد -يعني: ابنَ جعفر-، قال: أخبرني سعيد المَقْبُري، عن عَوْن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: جاء رجلٌ من بني سُلَيم يقال له: عَمْرو بن عَبَسَة إلى المدينة، ولم يكن رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلّا بمكة، فقال: يا رسول الله علِّمني ما أنت به عالم وأنا به جاهل، علِّمني ما ينفعني ولا يضرُّني، أيّ صلاة الليل التطوّع أفضل؟ قال:

"نصفُ الليل، فإنه ساعةٌ ينزلُ الله تعالى فيها إلى سماء الدنيا، فيقول: لا أسألُ عن عبادي أحدًا غيري، فيقول: هل من داعٍ يدعوني فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ يستغفرُني فأغفرَ له؟ هل من عانٍ يدعوني فأفكَّ عانه؟ حتى ينفجر الفجرُ، ثم يصعدُ الرحمن"

(2)

.

(1)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 12)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 265 - 266)، والكلام بعده له، والرواية من طريقه.

ص: 596

قال أبو نعيم: "غريب من حديث عَوْن، تفرّد به عنه سعيد، ورواه الليث بن سعد عن سعيد عن عَوْن منقطعًا ولم يقل: عن أبيه، حدثناه إبراهيم بن محمد بن يحيى في جماعة، قالوا: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن سعيد المَقْبُري، عن عَوْن بن عبد الله بن عُتْبَة، عن ابن مسعود قال: جاء رجل من بني سُلَيْم، فذكر نحوه".

قال: "واختُلف على سعيد المَقْبُري في هذا الحديث، فرُوِيَ عنه عن عَوْن بن عبد الله، على ما ذكرنا من اختلاف، ورُوِيَ عنه -يعني: عن سعيد- عن أبي هُرَيْرَة

(1)

، ورُوِيَ عنه عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة

(2)

، وروي عنه عن عطاء مولى أم صُبَيَّة عن أبي هُرَيْرَة

(3)

، وأسلمُ الروايات وأصحُّها: عن أبيه عن أبي هُرَيْرَة".

وأما حديثُ عثمان بن أبي العاص، فقد كتبناه في الجزء الثاني.

1060 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا أحمد بن شَيْبان وزينب بنت مكِّيِّ، قالا: أبنا عُمَر بن طَبَرْزَد، أبنا عبد الرحمن بن محمد القزّاز، أبنا أحمد بن محمد بن النَّقُّور، أبنا أبو القاسم بن حَبَابَة، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عُبَيْد الله بن محمد العَيْشي، أبنا حماد -هو: ابن سَلَمَة-، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

أخرجه من هذا الوجه الإمام أحمد (15/ 362/ رقم: 9591) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 306) والدارقطني في النزول (أرقام: 38 - 43).

(2)

أخرجه من هذا الوجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 498) والدارقطني في النزول (رقم: 44).

(3)

أخرجه من هذا الوجه الإمام أحمد (2/ 272/ رقم: 967) و (16/ 361/ رقم: 10618) والدارمي في المسند (2/ 931/ رقم: 1525) والدارقطني في النزول (أرقام: 45 - 47).

ص: 597

"إن في الليل ساعةً يفتحُ الله فيها أبوابَ السماء، وينادي منادٍ: هل من داعٍ فيُستجابَ له؟ هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من مستغفرٍ فيُغفر له"

(1)

.

وهو عندنا في جزء اللَّحْساني

(2)

، لأبي الوليد عن حماد بن سلمة.

وفي الجزء السادس من حديث شَيْبان بن فَرُّوخ

(3)

، وفي الجزء الأول من حديث عَبْدان، ومشيخة سعيد بن أبي الرّجاء.

1061 -

أخبرنا إبراهيم بن علي الأنصاري، أبنا علي بن محمد السخاوي، أبنا أبو طاهر السلفي، أبنا محمد بن عبد الجبار الفُرْساني

(4)

، ثنا علي بن يحيى بن عبدكويه، أبنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفابِجاني

(5)

، ثنا جدي، ثنا آدم ابن أبي إياس، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"في الليل ساعةٌ تُفتح فيه أبوابُ السماء، فينادي منادٍ: هل من داعٍ فيُستجابَ له؟ هل من سائلٍ فأُعطيَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ حتى يطلعَ الفجرُ"

(6)

.

(1)

الرواية من طريق نسخة العيشي، انظر: السير (564/ 10). وأخرجه الإمام أحمد (26/ 206 - 207/ رقم: 16280) عن يزيد بن هارون، والبزّار في مسنده (كشف الأستار: 4/ 44/ رقم: 3155) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 508) عن هدبة بن خالد بن خالد، والدارقطني في النزول (رقم: 72) لحجّاج بن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة.

(2)

أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الطريثيثي، كان حيًّا سنة 460 هـ. السير (18/ 238).

(3)

السادس من حديث شيبان بن فروخ (ق 183/ ب- 184/ أ- مجموع 115)، عن محمد بن أبان عن حماد بن سلمة.

(4)

تكملة الإكمال (4/ 565).

(5)

الأنساب (4/ 328).

(6)

أخرجه ابن عبدكويه في الأمالي (ق 8/ ب- مجموع 66)، والرواية من طريقه. وفيه: الفانجاني، بالنون بدل الباء.

ص: 598

1062 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود بن أبي منصور وخليل بن أبي الرجاء، قالا: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر ابن الهَيْثَم الأَنْباري، ثنا ابن أبي العوّام، ثنا سَلَمَة بن سليمان المَوْصِلي، ثنا خُلَيْد بن دَعْلَج، عن كِلاب بن أُمَيّة، أنه لقي عثمان بن أبي العاص، فقال: ما جاء بك؟ قال: استُعملتُ على عشور الأُبُلَّة، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إن الله عز وجل يدنو من خَلْقه، فيغفرُ لمن استغفرَه؛ إلّا لبغيٍّ بفَرْجها، والعَشّار

(1)

"

(2)

.

وأما حديث عُقْبَة بن عامر: قال الدارقطني

(3)

: "وفيه نظر".

1063 -

فأخبرنا محمد بن طَرْخان، أبنا ابن عبد الدائم، أنبأنا ذاكِر، أنا الدُّوري، أنا ابن بِشْران، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، ثنا أبو الحسين هارون -هو: ابن إسماعيل الخزّاز، أملاه علينا من كتابه-، ثنا علي بن المبارك. وثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني هلال بن أبي مَيْمُونة، أنّ عطاء بن يسار حدّثه، أنّ عُقْبَة بن عامر حدّثه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"إذا مضى ثلثُ الليل -أو قال: نصفُ الليل-، ينزلُ الله إلى السماء الدنيا، فيقول: لا أسألُ عن عبادي أحدًا غيري، من ذا الذي يستغفرُني

(1)

العشار: الذي يأخذ العُشر من أموال الناس، وهو كذلك الماكس الذي يأخذ المكس. تهذيب اللغة (1/ 160). تاج العروس (16/ 514).

(2)

الرواية من طريق المنتقى من حديث أبي بكر بن الهيثم الأنباري، انظر: المعجم المفهرس (1624). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 44 - 45/ رقم: 8371).

(3)

النزول (من 140).

ص: 599

أغفرُ له؟ من ذا الذي يدعوني أستجيبُ له؟ من ذا الذي يسألُني أعطيه؟ حتى ينفجرَ الصبحُ"

(1)

.

قال أبو جعفر

(2)

: هكذا أملاه علينا هارونُ من كتابه، فقال: عن عقبة بن عامر.

قال الدارقطني

(3)

: وروى هذا الحديث جماعةٌ، منهم: هشام الدَّسْتُوائي والأَوْزاعي وأَبان العطّار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رِفاعة بن عَرابة الجُهَني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المحفوظ.

وقال أبو القاسم اللالكائي

(4)

: ورواه الأَوْزاعي وهشام وعلي بن المبارك، عن يحيى، عن هلال، عن عطاء، عن رِفاعة، وهو أَشْبَهُ بالصواب.

وأما حديثُ علي بن أبي طالب:

1064 -

فأخبرنا ابن شَيْبان، أبنا أبي، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن الزاغوني والأنصاري، قالا: أبنا الصَّرِيفيني.

وأنبأنا أبو الفضل الحاكم، عن عمر بن كَرَم، عن أبي الكَرَم الشَّهْرَزوري، عن أبي محمد بن هَزارْمَرْد الصَّرِيفيني -إجازةً-، أبنا أبو القاسم عُبَيْد الله بن أحمد بن علي الصَّيْدَلاني، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا

(1)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 65)، والرواية من طريقه.

(2)

هو: محمد بن عبد الملك الواسطي.

(3)

في النزول (ص 141).

(4)

بعد روايته له في السنة (3/ 494/ رقم: 762) لعبد الله بن محمد بن زياد عن محمد بن عبد الملك.

ص: 600

أبي، عن محمد بن إسحاق. قال

(1)

: وحدثني عمّي موسى بن يسار، عن عُبَيْد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث عطاء مولى أمّ صُبَيَّة عن أبي هُرَيرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخّرتُ العشاء إلى ثلث الليل؛ فإنه إذا مضى ثلثُ الليل الأول هبط الله إلى السماء الدنيا، فلم يزل هنالك حتى يطلعَ الفجرُ، يقول: ألا سائلٌ يُعطى، ألا داعٍ يُجاب، ألا سقيمٌ يَستشفِي فيُشْفى، ألا مذنبٌ يستغفرُ فيُغفرُ له"

(2)

.

رواه محمد بن يحيى الذهلي

(3)

عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، لكنه قال:(عبد الرحمن بن يسار)، عِوضَ (موسى بن يسار)

(4)

.

وكذا رواه محمد بن حُمَيْد عن إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق

(5)

.

1065 -

أخبرنا محمد بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا ذاكر بن كامل، أبنا أبو عبد الله الدُّوري، أبنا محمد بن بِشْران، أبنا الدارقطني، ثنا علي بن عبد الله بن الفضل بمصر، ثنا محمد بن خلف وكيعٌ، ثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، [عن علي]

(6)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

يعني: محمد بن إسحاق.

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 1) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. وجوّد سنده الشيح الألباني في الإرواء (2/ 198).

(3)

وعنه الدارمي (1/ 931/ رقم: 1526).

(4)

وكذا قال الإمام أحمد (2/ 273/ رقم: 968) في روايته له عن يعقوب.

(5)

سيذكر المصنف هذه الرواية بعد حديث.

(6)

زيادة من النزول للدارقطني، سقطت من قلم المصنف.

ص: 601

"إن الله عز وجل ينزلُ في كل ليلة جمعةٍ، من أول الليل إلى آخره، إلى السماء الدنيا، وفي سائر الليالي في الثلث الآخر من الليل، فيأمرُ ملَكًا ينادي: هل من سائلٍ فأعطيَه؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ يا طالبَ الخير أَقبل، ويا طالبَ الشرّ أَقْصِرْ"

(1)

.

1066 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب وعيسى بن عبد الرحمن، قالا: أبنا أبو المُنَجَّا بن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا أبو محمد بن حمُّويه، أبنا عيسى بن عمر، أبنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارِمي، أبنا محمد بن حُمَيْد، ثنا إبراهيم بن مختار، عن محمد بن إسحاق، عن عمّه عبد الرحمن بن يسار، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان ثلثُ الليل -أو: نصفُ الليل- "، فذكر النزولَ

(2)

.

1067 -

وبه إلى الدارمي، حدثنا محمد بن يحيى، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن عطاء مولى أمّ صُبَيَّة، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لولا أن أَشُقّ على أمّتي لأمرتُهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخّرتُ العشاءَ الآخرةَ إلى ثلث الليل؛ فإنه إذا مضى ثلثُ الليل الأول هبط الله إلى السماء الدنيا، فلم يزل هنالك حتى يطلعَ الفجرُ، يقول قائل: ألا سائل يُعطى؟ ألا داعٍ يُجاب؟ ألا سقيمٌ يَسْتَشْفي؟ ألا مذنبٌ يستغفرُ فيُغفر له؟ "

(3)

.

1068 -

وبه، قال: حدثنا محمد، ثنا يعقوب، حدثني أبي، عن ابن

(1)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 3)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه الدارمي في السنن (1/ 930 - 931/ رقم: 1524).

(3)

سنن الدارمي (1/ 931/ رقم: 1525).

ص: 602

إسحاق، حدثني عمي عبد الرحمن بن يسار، عن عُبَيْد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل حديث أبي هُرَيْرَة

(1)

.

وأما حديثُ عُمَر بن عامر السُّلَمي:

1069 -

فأنبأنا سليمان بن حمزة والقاسم بن مُظَفَّر، عن محمود بن إبراهيم، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا أبي

(2)

، ثنا أبو الفضل محمد بن أحمد المروزي بها، ثنا محمد بن أحمد بن سلام، ثنا يحيى بن الوَرْد، ثنا أبي، ثنا عديُّ بن الفضل، عن عثمان البَتِّي، عن عبد الحميد بن سَلَمَة، عن أبيه، عن عُمَر بن عامر السُّلَمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا ذهب ثلثُ الليل -أو قال: نصف الليل-، ينزلُ الله إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من عانٍ فأفكَّه؟ هل من سائلٍ فأعطيَه؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ حتى يُصَلّى الصبح"

(3)

.

قال ابن مَنْدَه: "هذا حديث غريب، لا يُعرف إلا من هذا الوجه، قد رواه علي بن عاصم عن عثمان البَتِّي عن عبد الحميد عن أبيه عن جده، كما تقدم في ترجمة سَلَمَة".

وأما حديثُ عَمْرو بن عَبَسَة:

1070 -

فأبنا ابنُ شَيْبان، أبنا أبي، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن الزاغوني والأنصاري، قالا: أبنا ابن هَزَارْمَرْد.

(1)

سنن الدارمي (1/ 931 - 932/ رقم: 1526).

(2)

الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (ت 395 هـ).

(3)

الرواية من طريق معرفة الصحابة لابن منده، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 501).

ص: 603

(ح) وأنبأنا أبو الربيع بن قُدامَة ويونس الدَّبابيسي وغيرهما، عن علي بن أبي عبد الله، عن محمد بن ناصر الحافظ والمبارك بن الحسن، عن عبد الله بن محمد بن هَزارْمَرْد، أبنا عُبَيْد الله بن أحمد بن علي الصَّيْدَلاني، ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، ثنا أحمد بن منصور، ثنا يزيد بن هارون ويحيى بن أبي بُكَيْر وعبد الصمد بن النُّعْمان -واللفظُ ليزيد-، قال: أبنا حَرِيز بن عثمان، قال: ثنا سُلَيْم بن عامر، عن عَمْرو بن عَبَسَة قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله جعلني الله فداك، شيئًا تعلمُه وأجهلُه، ينفعُني ولا يضرُّك، ما ساعةٌ أقرب من ساعة؟ وما ساعةٌ يُتَّقى فيها؟ قال:

"يا عَمْرو بنَ عَبَسَة، لقد سألت عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قَبْلَك، إن الربّ عز وجل يَتدلَّى من جَوْف الليل، فيغفرُ إلّا ما كان من الشرك، فالصلاةُ مشهودةٌ حتى تطلعَ الشمسُ"

(1)

.

1071 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن وأحمد بن أبي طالب، قالا: أبنا عبد الله بن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد بن المُظَفَّر، أبنا عبد الله بن أحمد بن حَمُّوَيه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي، ثنا عبد بن حُمَيْد بن نصر، أبنا يزيد بن هارون، أبنا حَرِيز بن عثمان، ثنا سُلَيْم بن عامر، عن عَمْرو بن عَبَسَة قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ فقلت: من تَبِعَك في هذا الأمر؟ قال:

"حرٌّ وعبد"، وليس معه إلّا أبو بكر وبلال، فقال:

"انطلقْ حتى يمكّن الله لرسوله ثم تجيئُه بعد".

(1)

في إسناده انقطاع بين سليم بن عامر وعمرو بن عبسة، فإنه لم يدركه كما في المراسيل (85) لابن أبي حاتم. وأخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 66) عن أبي بكر بن زياد النيسابوري. وأخرجه الإمام أحمد (32/ 173/ رقم: 19433) عن يزيد بن هارون، والدارقطني في النزول (رقم: 67) لأحمد بن سنان عن يزيد بن هارون.

ص: 604

فقال: يا نبيَّ الله -جعلني الله فداك-، شيءٌ تعلمُه وأجهلُه، ينفعُني ولا يضرُّك، ما ساعةٌ أقربُ من الله من ساعة؟ وما ساعةٌ يُتَّقى فيها؟ فقال:

"يا عَمْرو بنَ عَبَسَة، لقد سألتَني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قَبْلَك، إن الربَّ تبارك وتعالى يَتدلَّى من جَوْف الليل الآخر، فيغفرُ إلّا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاةُ مكتوبةٌ مشهودةٌ حتى تطلعَ الشمس، فإنها تطلعُ على قَرْن شيطان، وهي صلاةُ الكفار، فأَقْصِر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس، فإذا استقلَّت فالصلاةُ مشهودةٌ حتى يعتدلَ النهارُ، فإذا اعتدلَ النهارُ فأَقْصِر عن الصلاة فإنها حينئذ تُسْجَرُ جهنم، فإذا فاءَ الفَىْءُ فالصلاةُ مشهودةٌ حتى تُدَلَّى للغروب، فإنها تغيبُ على قَرْن شيطان، وهي صلاة الكفار، فأَقْصِر عن الصلاة حتى تَجِبَ الشمسُ"

(1)

.

ورواه محمد بن الوليد الزُّبَيْدي، عن لُقْمان بن عامر، عن سُوَيْد بن جَبَلَة، عن عَمْرو بن عَبَسَة

(2)

.

وسُلَيْم ثقة؛ لكنه لم يلحقْ عَمْرًا

(3)

، مع أن الترمذيَّ صحّح روايتَه عنه

(4)

، وإنما يَروِي عن أبي أُمامة عن عَمْرو بن عَبَسَة، وعن شُرَحْبِيل بن السِّمْط عنه.

(1)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب منه (رقم: 297)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه الطبراني من مسند الشاميين (3/ 86 - 88/ رقم: 1847)، لعبد الله بن سالم عن الزبيدي.

(3)

المراسيل (85) لابن أبي حاتم.

(4)

الجامع: كتاب السير، باب ما جاء في الغدر (رقم: 1580)، عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد، وكان يسير في بلادهم، حتى إذا انقضى العهد أغار عليهم، فإذا رجل على دابة أو على فرس وهو يقول: الله أكبر وفاء لا غدر، وإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: "من كان بينه وبين قوم عهد"، فذكر الحديث. قال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 605

1072 -

وقد رُوِيَ عن سعيد المَقْبُري، عن عَوْن بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء رجلٌ من بني سُلَيْم يُقال له عَمْرو بن عَبَسَة إلى المدينة، لم يكن رأى النبي صلى الله عليه وسلم إلّا بمكة، فذكر الحديث، وقد تقدم

(1)

.

1073 -

أخبرنا أحمد بن الشِّحْنَة، أبنا عبد اللطيف بن محمد، أبنا عبد الله بن منصور، أبنا المبارك بن عبد الجبّار، أبنا محمد بن عبد الواحد زوجُ الحُرَّة، أبنا أحمد ابن إبراهيم بن شاذان، أبنا أحمد بن محمد بن المُغَلِّس البزّاز، ثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي، حدثني عبد الله -هو: ابنُ سعيد عمُّه-، ثنا زياد -هو البَكَّائي-، ثنا رجلٌ من أهل البصرة، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أبي أُمامة، عن عَمْرو بن عَبَسَة قال: رغبتُ عن دين قومي في الجاهلية، فذكر الحديث، وفيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيَّ الله، علِّمْني مما علمتَ وجهلتُ، مما ينفعُني ولا يضرُّك، ما الساعةُ التي تُرجى، وما الساعةُ التي تُتَّقى؟ فقال رسول الله:

"عليك بثلث الليل الآخر، فإنّ الله ينزلُ إلى سماء الدنيا، ليزدادَ من عباده قربًا، وهو منهم قريبٌ حيث كان، وصلاةُ ثلث الليل الآخر محضورةٌ مشهودةٌ"، وذكر الحديث

(2)

.

1074 -

قال الطبراني

(3)

: ثنا أحمد بن المُعَلَّى، ثنا هشام بن عمّار، ثنا صَدَقَة بن خالد، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثنا أبي، عن عَمْرو بن عَبَسَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أقربُ ما يكون الربُّ من العبد جوفُ الليل الآخر، فإن استطعتَ أن تكون ممّن يذكرُ الله في تلك الساعة فافْعلْ".

(1)

انظر: (رقم: 1058).

(2)

الرواية من المغازي لسعيد بن يحيى الأموي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 194).

(3)

لم أجده في معاجمه، فلعلّه في السنة.

ص: 606

(1)

وأما حديث أبي أُمامة:

1075 -

فأخبرناه محمد بن إبراهيم بن عبد الله، أبنا محمد بن عبد الرحيم، أبنا محمد بن السيّد، أبنا محمد بن يحيى القرشي، أبنا علي بن محمد بن علي المِصِّيصي، أبنا طلحة بن علي بن الصَّقْر، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر القُدْسي العطّار، ثنا محمد بن يونس بن موسى الكُدَيْمي، ثنا إسماعيل بن يَسَار أبو عُبَيْدَة العُصْفُري، ثنا عِكْرِمَة ابن عمار، عن شَدّاد، عن أبي أُمامة قال: قال عَمْرو بن عَبَسَة: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيّ الليل الدعاءُ فيه أَجْوَبَ؟ قال:

"إذا مضى نصفُ الليل، ينزلُ الله عز وجل فيها إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من داعٍ يدعوني فأستجيبَ له؟ هل من سائلٍ يسألُني فأعطيَه؟ هل من مستغفرٍ يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى ينفجرَ الفجرُ"

(2)

.

وأما حديثُ أبي الخطّاب:

1076 -

فقال محمد بن سعد الكاتب في الطبقات الكبرى

(3)

: أنا أبو نعيم، ثنا إسرائيل، حدثني ثُوَيْر، سمعتُ رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يُقال له أبو الخَطّاب وسئل عن الوتر فقال:"أَحَبُّ الوتر نصفُ الليل، إنّ الله يهبطُ من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنبٍ؟ هل من مستغفرٍ؟ هل من داعٍ؟ حتى إذا طلع الفجرُ ارتفع".

(1)

كتب المصنف على رأس الصفحة (122 ب): "الورقة الصفراء: وأما حديث أبي أمامة"، ولذلك كتبتها هنا.

(2)

الحديث عند مسلم (رقم: 832) وأحمد (28/ 237 - 239/ رقم: 17019) لعبد الله بن يزيد المقرئ والنضر بن محمد عن عكرمة. وأخرجه الترمذي (رقم: 3579) وغيره لضمرة بن حبيب عن أبي أمامة، وقال الترمذي: حسن صحيح.

(3)

طبقات ابن سعد (8/ 179). وفيه ثوير بن أبي فاختة: قال في التقريب: ضعيف رُمي بالرفض.

ص: 607

رواه عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(1)

، عن حجّاج بن الشاعر عن أبي أحمد الزُّبَيْري عن إسرائيل، فرفعه قال بدل سُئل: أنه سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وأما حديثُ أبي الدَّرْداء:

1077 -

فأخبرنا محمد بن طَرْخان، أبنا ابن عبد الدائم، أبنا ذاكِر -إجازةً-، أبنا الدُّوري، أبنا ابن بِشْران، أبنا الدارقطني، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن المصري، ثنا رَوْح بن الفَرَج أبو الزِّنْباع.

وأخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا محمد بن أحمد بن نصر، أبتنا فاطمة أَمَة عبد الله، أبنا أبو بكر بن رِيذَة، أبنا أبو القاسم الطبراني، ثنا مُطَّلِب بن شُعَيْب الأَزْدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني اللَّيْث. (ح) قال الطبراني: وحدثنا أبو الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج، ثنا يحيى بن بُكَيْر، ثنا اللَّيْث بن سَعْد، حدثني زِيادة بن محمد، عن محمد بن كَعْب القُرَظي، عن فَضالة بن عُبَيْد الأنصاري، عن أبي الدَّرْداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل ينزلُ في ثلاث ساعات يبقين من الليل، فيفتحُ الذكرَ في الساعة الأولى الذي لم يره غيره، فيمحو الله ما يشاء ويثبتُ ما يشاء، ثم ينزلُ في الساعة الثانية إلى جنة عَدْن، وهي داره التي لم ترها عينٌ ولم تخطُرْ على قلب بشر، وهي مسكنُه لا يسكنُها معه من بني آدم غيرُ ثلاثٍ وهم: النبيون والصديقون والشهداء، ثم يقولُ: طوبى لمن دخلك، ثم ينزلُ في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته، فتفتضّ

(2)

، فيقول: قُومِي بعزتي، ثم يطّلع إلى عباده فيقول: هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ ألا من

(1)

في السنة (رقم: 1089).

(2)

هكذا بالأصل، وفي النزول للدارقطني -واللفظ له-:"فتنتفض".

ص: 608

سائلٍ يسألُني فأعطيَه؟ ألا من داعٍ يدعوني فأجيبَه؟ حتى تكونَ صلاةُ الفجر، ولذلك يقول الله تعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسرَاء: 78] يشهدُه الله وملائكتُه ملائكةُ الليل والنهار".

لفظ المصري عن أبي الزِّنْباع

(1)

.

وهو عندنا من حديث هارون بن إسحاق عن يحيى بن بكير، في مسند أبي الدرداء لإبراهيم الشَّهْرَزوري

(2)

، رواه عنه.

ومن حديث أبي صالح عبد الله بن صالح عن اللَّيْث، في شرح أصول السنة للالَكائي

(3)

.

ورواه العُقَيْلِيُّ أبو جعفر في ترجمة زِيادة من الضعفاء

(4)

.

ورواه عثمان بن سعيد الدارمي الإمام

(5)

، عن سعيد بن أبي مريم عن الليث.

قال البخاري في زيادة بن محمد: "منكر الحديث"

(6)

وكذلك قال: أبو حاتم

(7)

، والنسائي

(8)

، والبُسْتي

(9)

.

(1)

وهو لفظ الدارقطني في النزول (رقم: 73). والرواية الثانية من طريق الأوسط (رقم: 8635) للطبراني، والرواية الثالثة من طريق السنة للطبراني.

(2)

هو: الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد الشهرزوري، بقي حيا إلى بعد 320 هـ. انظر: السير (13/ 249 - 250)

(3)

شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 489 - 490).

(4)

الضعفاء الكبير (2/ 93).

(5)

في الرد على الجهمية (رقم: 128).

(6)

التاريخ الكبير (3/ 446).

(7)

الجرح والتعديل (3/ 619 - 620).

(8)

الضعفاء والمتروكون (رقم: 221).

(9)

أي: ابن حبان. وقد ذكره في المجروحين (1/ 386).

ص: 609

وله حديثٌ آخر في الرُّقى غريبٌ أيضًا

(1)

.

يُكتب أيضًا من فوائد سَمُّوَيه، ومن معجم الطبراني

(2)

.

وذكر أبو جعفر العُقَيْلِيُّ الحافظ

(3)

قولَ البخاري في زيادة بن محمد الأنصاري: إنه منكر الحديث، ورواه عن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبي صالح عن الليث، ثم قال:"والحديث في نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثابت فيه أحاديثُ صحاح، إلّا أن زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأت بها الناسُ ولا يتابعُه عليها منهم أحد".

1078 -

قرأتُ على زينب ابنة الكمال، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا محمد بن إسماعيل الطَّرَسوسي ومحمد بن أبي زيد الكَرَّاني، قالا: أبنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي، أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد بن فُورَك، أبنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أحمد بن الفُرات، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كَعْب القُرَظِي، عن فَضالة بن عُبَيْد، عن أبي الدَّرْداء: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله آخر كلَّ ليلةٍ، فيقولُ: ألا داعٍ يدعوني فأجيبَه؟ ألا سائلٌ يسألني فأعطيَه"

(4)

.

1079 -

وبه إلى ابن أبي عاصم، ثنا أبو مسعود الرازي، نا عبد الله بن

(1)

هو حديث أبي الدرداء: "ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمه، أمرك في السماء" الحديث. أخرجه أبو داود (رقم: 3892) والنسائي في اليوم والليلة من السنن الكبرى (6/ 257/ رقم: 10876 - 10877).

(2)

سبق تخريجه من الأوسط للطبراني.

(3)

في الضعفاء (2/ 93 - 94).

(4)

الرواية من الدعاء لابن أبي عاصم، من كتب المعجم المفهرس (334).

ص: 610

صالح، حدثني اللَّيْث بن سَعْد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كَعْب، عن فَضالة بن عُبَيْد، عن أبي الدَّرْداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يهبطُ الله في آخر ساعةٍ من الليل، فيقول: ألا مستغفرٌ يستغفرُني فأغفرَ له؟ ألا داعٍ يدعوني فأستجيبَ له؟ ألا سائلٌ يسألني فأعطيَه؟ حتى يطلعَ الفجرُ"

(1)

.

وهذا بتمامه في الحادي عشر من المخلِّصِيات

(2)

، وفيه:

"ثم ينظر في الساعة الثانية في عدن، وهي مسكنُه التي يسكن، لا يكون معه فيها إلا الأنبياء والشهداء والصدِّيقون".

وأما حديثُ أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة، فقد كتبتُه في الحديث السادس والثلاثين من كتاب القواعد

(3)

، وهو عندنا أيضًا في كتاب التوبة لابن أبي عاصم.

1080 -

أخبرنا عمر بن بَلَبان الجَوْزِيّ -بقراءتي عليه-، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا أبو المكارم اللَّبّان وأبو جعفر الصَيْدَلاني، قالا: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني، أبنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أبنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود

(4)

، ثنا شُعْبة، أبنا أبو إسحاق، سمعت الأَغَرَّ يقول: أشهدُ على أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد الخُدْري أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(1)

وهذه الرواية أيضًا لم أجدها في المطبوع من السنة.

(2)

المخلّصيات (رقم: 2738)، رواه لمحمد بن عبيد الملك بن زنجويه عن عبد الله بن صالح.

(3)

من مؤلفات المصنف ابن المحب، فيما يظهر.

(4)

هو: الطيالسي.

ص: 611

"إنّ الله تبارك وتعالى يُمهِلُ، حتى يَمضي ثلثُ الليل، ثم يَهبطُ، فيقولُ: هل من سائلٍ؟ هل من تائبٍ؟ هل من مستغفرٍ من ذنب؟ "، قال له رجل: حتى يطلعَ الفجرُ؟ قال:

"نعم"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

.

1081 -

أخبرنا محمد بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا ذاكِر بن كامل، أبنا محمد الدُّورِيّ، أبنا محمد بن بِشْران، أبنا الدارقطني، ثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن زياد الفقيه، ثنا عبّاس بن محمد بن حاتم، ثنا شبّابة، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الأَغَرّ أبي مسلم قال: شهد لي على أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله يُمهِلُ، حتى إذا ذهب ثلثا الليل هبط إلى هذه السماء، ثم أمر بأبواب السماء ففُتحت، ثم قال: هل من سائلٍ فأعطيَه؟ هل من داعٍ فأجيبَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ هل من مستغيثٍ أغثْه؟ هل من مُضطرٍّ أكشفَ عنه الضرَّ؟ فلا يزال ذلك مكانَه حتى يطلعَ الفجرُ، في كل ليلةٍ من الدنيا، ثم يصعدُ إلى السماء"

(3)

.

زاد فيه يونس بنُ أبي إسحاق

(4)

زيادةً حسنةً.

1082 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن معالي الزَّبَداني وأبو بكر بن محمد بن الرَّضِيّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب، أبتنا فاطمة بنت

(1)

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 677/ رقم: 2346)، والرواية من طريقه.

(2)

الصحيح (رقم: 758).

(3)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 55)، والرواية من طريقه، والكلام بعده له.

(4)

قال في التقريب: "صدوق يهم قليلًا".

ص: 612

سعد الخير الأنصاري، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سَعْد الكَنْجَرُوذِيّ، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، ثنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي، ثنا أبو هشام الرِّفاعي

(1)

، ثنا حَفْص، ثنا الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا مضى شطرُ الليل أو ثلثُ الليل أَمر مناديًا فنادى: مَنْ داعٍ يُستجابُ له؟ مَنْ سائلٌ فيُعطى سؤلَه؟ هل من مستغفرٍ فأَغفرَ له؟ هل من تائبٍ فيُتاب عليه؟ "

(2)

.

1083 -

وبه، ثنا أبو هشام، ثنا حفص، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله، وزاد فيه:"حتى يطلعَ الفجرُ"

(3)

.

ورواه مَعْمَر عن أبي إسحاق، وهو عندنا في الثاني من مسند جامع معمر

(4)

.

(5)

وأبو عَوَانَة.

(1)

محمد بن يزيد بن محمد. ضعَّفه البخاري والنسائي وغيرهما. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 735).

(2)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 342/ رقم: 5936)، والرواية من طريقه. والحديث بهذا اللفظ فيه علة وهي أن جماعة من الحفاظ خالفوا حفص بن غياث في روايته عن الأعمش هكذا بذكر المنادي، وأن الله تبارك وتعالى هو القائل: من داعٍ يستجاب. . .؛ بيّن هذه الروايات الألباني في الضعيفة (3897)، وبيّن أن هذه الرواية مما أخطأ فيها حفص بن غياث.

(3)

مسند أبي يعلى (10/ 343 /رقم: 5937).

(4)

الجامع لمعمر -مع مصنف عبد الرزاق- (11/ 293 - 294/ رقم: 20577).

(5)

كتب المصنف في نهاية الصفحة (124 أ) عبارة: "الوريقة"، وهي المقابلة لهذه الصفحة، يعني الصفحة 123 ب.

ص: 613

1084 -

أخبرنا أبو محمد القاسم بن عساكِر، أنبأنا محمود بن مَنْدَه، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا أبو محمد بن يَوَهْ، أبنا أبو الحسن اللُّنْباني، أبنا ابنُ أبي الدنيا، ثنا خَلَف بن هشام، ثنا أبو عَوانَة، عن أبي إسحاق، عن الأَغَرّ أبي مسلم قال: أشهدُ على أبي سعيد الخُدْري وأبي هُرَيْرَة، أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله تبارك وتعالى يُمهلُ، حتى إذا ذهب ثلثُ الليل -أو: بقي ثلثُ الليل- يهبطُ، فيقول: هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من تائبٍ فيُتابَ عليه؟ هل من مستغفرٍ من ذنبٍ؟ "

(1)

.

1085 -

أخبرنا يحيى بن محمد، أبنا عبد الرحمن بن عبد المجيد ومُرْتَضى بن حاتم -إجازةً-، قالا: أبنا الحافظ أبو طاهر السلفي، أبنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد السِّمْسار، أبنا علي بن محمد بن ماشاذَه الفَرَضي، أبنا محمد بن عبد الله بن أُسَيْد، ثنا محمد بن غالِب، ثنا عبد الصمد بن النُّعْمان، ثنا عبد الملك بن الحسين، عن علي بن الأَقْمَر، عن الأَغَرّ أبي مسلم، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله يُمهل، حتى إذا كان في ثلثُ الليل الباقي نزل إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من داعٍ أستجيبَ له؟ هل من سائلٍ أعطيَه؟ هل من مستغفرٍ أغفرَ له؟ هل من تائبٍ أتوبَ عليه؟ حتى يطلعَ الفجرُ"

(2)

.

1086 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا عُمَر بن محمد

(1)

أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجّد وقام الليل (رقم: 246)، والرواية من طريقه. وأخرجه الإمام أحمد (14/ 529/ رقم: 8974) عن عفان و (17/ 478/ رقم: 11386) عن سريج، والدارقطني في النزول (رقم: 58) لمسدد، ثلاثتهم عن أبي عوانة.

(2)

علي بن الأقمر ثقة روى له الجماعة.

ص: 614

السَّهْرَوَرْدي، أبنا هبة الله بن أحمد الشِّبْلي، أبنا طِراد بن محمد الزَّيْنَبي، أبنا أبو الحسين بن بشْران، أبنا الحسين بن صفْوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو هشام الرِّفاعي، ثنا حفص بن غِياث، عن الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت وأبي إسحاق، عن الأَغَرّ، عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا مضى شطرُ الليل -أو ثلثُ الليل- أُمر منادٍ فنادى: هل من داعٍ يُستجابُ له؟ هل من سائلٍ يُعطى سؤلَه؟ هل من مستغفرٍ يغفرُ له؟ هل من تائبٍ يُتابُ عليه؟ "

(1)

.

1087 -

وبهذا الإسناد إلى ابن أبي الدنيا، قال: ثنا أبو هشام، ثنا حفص، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وزاد:"حتى يطلعَ الفجرُ"

(2)

.

رواه النسائي في اليوم والليلة

(3)

، عن إبراهيم بن يعقوب عن حسين بن علي عن فُضَيْل عن منصور عن أبي إسحاق عن الأَغَرّ عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة، و

(4)

عن إبراهيم بن يعقوب عن عُمَر بن حفص بن غِياث عن أبيه عن الأَعْمَش عن أبي إسحاق عن الأَغَرّ، نحوه.

1088 -

أخبرني الحافظ أبو عبد الله الذهبي، أبنا أبو الفضل أحمد بن هِبَة الله، عن القاسم بن عبد الله الصفّار، أبنا عبد الخالق بن زاهِر، أبنا إسماعيل بن عبد الله الساوي، أبنا أبو سعيد بن أبي عَمْرو، ثنا

(1)

الرواية من أحد مصنفات ابن أبي الدنيا، ولم أجد هذا الطريق في التهجد. وفيه العلة المذكورة في تخريج الرواية السابقة برقم:(1082).

(2)

لم أجد هذه الرواية في التهجد.

(3)

السنن الكبرى (6/ 124/ رقم: 10315).

(4)

نفسه (6/ 124/ رقم: 10316).

ص: 615

محمد بن يعقوب، ثنا الربيع، أبنا أسدُ السنة

(1)

، ثنا رَوْح بن مُسافِر، ثنا أبو إسحاق، عن الأَغَرّ أبي مسلم، عن أبي هُرَيْرَة الدَّوْسي وأبي سعيد الخُدْري شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُشهد به عليهما:

"إن الله تعالى يُمهِلُ، حتى كان ثلثُ الليل هبط إلى هذه السماء الدنيا، ونادى منادٍ: هل من مُذنبٍ يتوب؟ هل من مستغفرٍ؟ هل من سائلٍ؟ ".

رَوْحٌ أحدُ الضعفاء

(2)

، وزيادتُه هذه -قولُه: منادٍ- غيرُ صحيحة.

1089 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن بن مَعالي -سماعًا- وأبو الفضل الحاكم -حضورًا-، قالا: أبنا جعفر بن علي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطُّرَيْثِيثي، أبنا علي بن أحمد بن محمد بن داود الرّزّاز، ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد السَّمّاك، ثنا الحسن بن سلّام السوّاق، ثنا عَمْرو بن حَكّام، ثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن الأَغَرّ أبي مسلم أنه قال: أشهدُ على أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد، أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"لا يقعدُ قومٌ يذكرون الله إلّا حفّتهم الملائكة، وغَشِيَتْهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده"

(3)

.

1090 -

وبه، أنه قال: أشهدُ على أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"إنّ الله يُمْهِلُ حتى يذهبَ ثلثُ الليل، ثم ينزلُ فيقول: هل من سائلٍ؟ هل من مستغفرٍ من ذنبٍ؟ "،

(1)

هو: الحافظ أسد بن موسى القرشي الأموي.

(2)

انظر: لسان الميزان (3/ 114 - 116/ رقم: 3431).

(3)

أخرجه مسلم (2700)، لمحمد بن جعفر غندر وعبد الرحمن بن مهدي عن شعبة.

ص: 616

فقال له رجل: حتى يطلع الفجر؟ قال:

"نعم".

1091 -

أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب ابنة أحمد بن الكمال، عن عجيبة ابنة أبي بكر، عن مسعود بن الحسن -إجازةً-، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا أبي، أبنا ابن زياد، نا عباس الدُّوري، ثنا مُحاضِر، ثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يُمهل حتى يذهب شطرُ الليل الأول، ثم ينزلُ إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ هل من سائلٍ فأعطيَه؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ حتى ينشقَّ الفجرُ"

(1)

.

1092 -

قرأتُ على زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا مسعود بن أبي منصور، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، أبنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، عن الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله يُمهلُ، حتى كان ثلث الليل الآخر نزل إلى هذه السماء، فينادي فيقول: هل من مذنبٍ يتوب؟ هل من مستغفرٍ؟ هل من داعٍ؟ هل من سائلٍ؟ إلى الفجر"

(2)

.

وأما حديثُ أبي هُرَيْرَة وحده، وهو متواترٌ عنه، رُوِيَ عن جماعة

(1)

أخرجه ابن مسنده في التوحيد (3/ 295/ رقم: 875)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه معمر بن راشد فى الجامع (مع مصنف عبد الرزاق: 10/ 444 - 445/ رقم / 1965)، والرواية من طريقه.

ص: 617

عنه، منهم: الحسن، وسعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، وسعيد بن مَرْجانة، وسعيد بن المسيّب، وعطاء بن يزيد اللَّيْثي، وعطاء مولى أم صُبَيَّة، ونافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم، ويحيى بن جَعْدَة -روي في يوم عرفة-، وأبو جعفر

(1)

، وأبو حازم الأَشْجَعي، وأبو سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عَوْف، وأبو صالح السمّان والد سُهَيْل، وأبو عبد الله الأَغَرّ، وأبو مسلم الأَغَرّ، والأَعْرَج.

أما حديثُ الحسن عنه:

1093 -

فقال خُشَيْش بنُ أَصْرَم: حدثنا أبو جابر، ثنا الصَّلْت بن دينار، عن الحسن، عن أبي هرَيْرَة قال:

"إذا ذهب شطرُ الليل الأول نادى منادٍ: هل من تائبٍ يتابُ عليه؟ هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من مستغفرٍ فيُغفر له؟ "

(2)

.

أما حديثُ سعيد بن أبي سعيد عنه، فهو عندنا في كتاب التوبة لابن أبي عاصم، واختُلف عن سعيد فيه:

فقال عُبَيْد الله بن عُمَر: عن سعيد المَقْبُري عن أبي هُرَيْرَة.

وخالفه محمد بن إسحاق، فرواه عن سعيد المَقْبُري عن عطاء مولى أم صُبَيَّة عن أبي هُرَيْرَة.

1094 -

قرأتُ على زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أبنا ناصر بن محمد بن أبي الفتح الوِيرِج

(3)

، أبنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أبنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أبنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن جعفر بن حيّان، ثنا الفِرْيابي، ثنا

(1)

المدني.

(2)

الصلت بن دينار: قال في التقريب: "متروك، ناصبي".

(3)

ويقال: الويري، انظر: تبصير المنتبه (4/ 1478).

ص: 618

إسحاق بن راهويه، ثنا عَبْدَة بن سليمان، ثنا عُبَيْد الله بن عُمَر، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن أشقَّ على أمتى، لأخّرتُ صلاةَ العشاء إلى ثلث الليل، أو نصف الليل، فإن الله تبارك وتعالى إذا كان ثلثُ الليل، أو نصفُ الليل، ينزلُ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من داعٍ فأجيبَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ حتى يطلع الفجر"

(1)

.

رواه أولَه: ابن ماجه

(2)

، والترمذي

(3)

وقال: "حسن صحيح".

ورواه النسائي في اليوم والليلة

(4)

.

ورواه الإمام أحمد

(5)

، عن يحيى

(6)

وابنِ نُمَيْر عن عُبَيْد الله.

وهو من حديث يحيى في الجزء الثالث من حديث عُمَر بن شَبَّة، وفي الأول من حديث المُنَقِّي

(7)

.

1095 -

قال أبو الحسين محمد بن محمد الحَجّاجي الحافظ النَّيْسابوري

(8)

: حدثنا محمد بن أحمد أبو الطيّب المَرْوَزي برأس العَيْن

(1)

الرواية من طريق العظمة لأبي الشيخ، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 71)، ولم أجده في المطبوع.

(2)

السنن (رقم: 691).

(3)

الجامع (رقم: 167).

(4)

السنن الكبرى (6/ 124/ رقم: 10317).

(5)

المسند (15/ 362 - 363/ رقم: 9591، 9592)، وصححه الألباني في الإرواء (2/ 197) على شرط الشيخين.

(6)

هو: ابن سعيد القطّان.

(7)

حديث أبي بكر أحمد بن طلحة بن هارون المنقِّي عن شيوخه (ق 161 ب- مجموع 66)، وهو أول حديث في الجزء.

(8)

النيسابوري، توفي سنة 368 هـ، قال الذهبي:"وجمع وصنّف، وصحّح وعلّل، وبعد صيتُة". السير (16240 - 243).

ص: 619

-وكان كذّابًا وَضّاعًا للحديث-، يزعم أنّ أحمد بن عُبَيْد بن ناصح حدّثهم، ثنا يزيد بن هارون، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا كان نصفُ الليل الأول -أو: ثلثُ الليل الأخير- نزل الله إلى السماء الدنيا، فقال: هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من سائلٍ فأعطيَه سُؤْلَه؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ حتى ينفجرَ -أو: حتى ينصرفَ القارئُ من صلاة الفجر-".

وأما حديثُ ذَكْوان أبي صالح السمّان عن أبي هُرَيْرَة:

1096 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي، أبنا محمد بن سعد المقدسي، أنبأنا أبو الفتح بن شاتيل، أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو بكر الآجُرِّي، ثنا أبو حفص عُمَر بن الحسن بن نصر قاضي حلب -ويُعرف بأبي حُفَيْص- إملاءً-، ثنا مُؤَمَّل بن إهاب وأبو خَيْثَمَة، قالا: ثنا مالك بن سُعَيْر، ثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد. وعن أبي إسحاق، عن مسلم الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد. وعن حبيب بن أبي ثابت، عن مسلم الأَغَرّ، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل يُمْهِلُ، حتى إذا كان شطرُ الليل نزل ربُّنا عز وجل إلى السماء الدنيا، فقال: هل من مستغفرٍ فيُغفرَ له؟ هل من داعٍ فيُستجابَ له؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه؟ حتى ينفجرَ الفجرُ، ثم يرتفعُ تبارك وتعالى"

(1)

.

1097 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا عيسى بن سلامة، أنبأنا

(1)

أخرجه الآجري في الشريعة (3/ 1132 - 1133/ رقم: 703)، والرواية من طريقه. وأخرجه مسلم (رقم: 758) لسهيل بن أبي صالح أبيه عن أبي هريرة وحده.

ص: 620

هادي بن إسماعيل، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيّان الحافظ، ثنا علي بن العبّاس المَقَانِعي، ثنا يحيى بن حسّان، ثنا مالك بن سُعَيْر، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة أو عن أبي سعيد. وعن أبي إسحاق، عن مسلم الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد. وعن حبيب، عن أبي مسلم الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يُمْهِلُ، حتى إذا ذهب شطرُ الليل نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفرٍ فيُغفر له؟ هل من داعٍ فيُستجاب له؟ هل من مذنبٍ فأتوب عليه؟ حتى ينشقّ الفجر، ثم يرتفع"

(1)

.

1098 -

وبهذا الإسناد إلى أبي محمد بن حيّان، قال: ثنا عَبْدان، ثنا محمد بن عبد الله المقدسي، ثنا مالك بن سُعَيْر، عن الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن الأَغَرّ أبي مسلم، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

(2)

.

1099 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا محمد بن مؤمن، أبنا محمد بن محمد بن أبي حَرْب، أبنا المبارك بن المبارك بن صدقة، أبنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أبنا علي بن محمد بن بِشْران، أبنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا أحمد بن منصور بن سَيّار، ثنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله في كلّ ليلة إلى سماءِ الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك

(1)

أخرجه أبو الشيخ ذكر الأقران ورواياتهم عن بعضهم البعض (رقم: 88)، والرواية من طريقه كما في المعجم المفهرس (564).

(2)

ذكر الأقران (رقم: 89).

ص: 621

-ثلاثًا-، فمن يسألُني فأعطيَه؟ من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يستغفرُني فأغفرَ له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر"

(1)

.

1100 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا عُمَر بن محمد السَّهْرَوَرْدي، أبنا هبة الله بن أحمد بن الشِّبْلي، أبنا طِراد بن محمد، أبنا أبو الحسين بن بِشْران، أبنا أبو علي بن صفْوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو هشام الرِّفاعي، ثنا حَفْص بن غِياث، عن الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت وأبي إسحاق، عن الأَغَرّ، عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرَة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا مضى شطرُ الليل، أو ثلثُ الليل، أُمر منادٍ فنادى: هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من سائلٍ يُعطى سؤلَه؟ هل من مستغفرٍ يُغفر له؟ هل من تائبٍ يُتاب عليه؟ "

(2)

.

1101 -

وبهذا الإسناد إلى ابن أبي الدنيا، قال: ثنا أبو هشام، ثنا حفص، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثلَه، وزاد:"حتى يطلع الفجر"

(3)

.

وأما حديثُ سعيد بن مَرْجانة -وهو أبو الحُباب سعيد بن يسار، أبوه يسار وأمه مَرْجانة

(4)

- عن أبي هُرَيْرَة، فقد كتبتُه في الأحاديث الإلهيات، وهو في جزء السَّلِيطي

(5)

.

(1)

الرواية من طريق حديث إسماعيل الصفار برواية علي بن بشران، انظر: المعجم المفهرس (1/ 132 - 133). وأخرجه مسلم (رقم: 758) ليعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن سهيل.

(2)

الحديث مرَّ برقم (1082)، من مسند أبي يعلى، رواه عن أبي هاشم الرفاعي.

(3)

إسناده كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (10/ 343/ رقم: 5937) عن أبي هشام.

(4)

وهو قول أبي بكر الذهلي، واعترض عليه المزي وقال إنه: سعيد بن عبد الله القرشي، وكذا رجّحه ابن حجر، انظر: تهذيب الكمال (11/ 49) وتهذيب التهذيب (2/ 40 - 41).

(5)

أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1271).

ص: 622

1102 -

أنبأنا عبد الله بن أبي الطاهر بن محمد المَرْداوي، أبنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الحافظ، أبنا أبو المُظَفَّر عبد الرحيم بن عبد الكريم المَرْوَزي بها، أنّ عبد الله بن محمد بن الفضل الفُراوي أخبرهم، أبنا عثمان بن محمد بن عُبَيْد الله المَحْمِيّ، أبنا عبد الملك بن الحسن الإِسْفَرايينى، أبنا أبو عَوانة يعقوب بن إسحاق الإِسْفَراييني، ثنا العبّاس بن محمد الدُّوري، ثنا مُحاضر بن المُوَرِّع، ثنا سَعْد بن سعيد، قال: أخبرني سعيد بن مَرْجانة، قال: سمعت أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل -أو: لشطر الليل الآخر-، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ أو يسألُني فأعطيَه؟ ثم يقول: مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عَديمٍ ولا ظَلوم؟ "

(1)

.

1103 -

وبهذا الإسناد إلى أبي عَوانة

(2)

، ثنا صالح بن عبد الرحمن -هو: ابن عَمْرو بن الحارث-، ثنا ابن أبي مريم، أبنا سليمان بن بلال، عن سَعْد بن سعيد، قال: أخبرني سعيد بن مَرْجانة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم-يعني بمثله-، وفيه:

"ثم يَبْسُطُ يدَيْه تبارك وتعالى، فيقول: من يُقرِضُ غيرَ عَديمٍ ولا ظَلومٍ".

رواه مسلم

(3)

، عن حجّاج بن الشاعر عن مُحاضِر، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا، وعن هارون الأَيْلي عن ابن وَهْب عن سليمان بن بلال، فوقع لنا عاليًا، والحمد لله.

وليس لمُحاضِر بن المُوَرِّع في صحيح مسلم سوى هذا الحديث.

(1)

أخرجه أبو عوانة في مسنده المستخرج على صحيح مسلم (/ 1/ 127 رقم: 377)، والرواية من طريقه.

(2)

مسند أبي عوانة (رقم: 378).

(3)

الصحيح (رقم: 758/ 171).

ص: 623

1104 -

أخبرنا به عاليًا على هذا: يحيى بن محمد، أنبأنا أبو صادق بن صَبَّاح، أبنا أبو محمد بن رِفاعة، أبنا أبو الحسن الخِلَعِيّ، أبنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الإِشْبِيلي المُعَدِّل، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاثمائة، ثنا أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن يونس الأَسْفاطي بمكة سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، ثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن سليمان بن بلال، عن سَعْد بن أبي سعيد

(1)

، قال: أخبرني سعيد بن مَرْجانة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله عز وجل يَنزلُ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل، فيقول تعالى: من يدعوني فأجيبَه؟ من يسألُني فأعطيَه؟ ثم قال: يَبْسُطُ يدَه فيقول: من يُقْرِضُ غيرَ عَدومٍ ولا ظَلومٍ"

(2)

.

1105 -

أخبرنا سعد بن محمد، أنبأنا ابن صبّاح، أبنا ابن رِفاعة، أنا الخِلَعِيّ، أبنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز، أبنا أبو العبّاس محمد بن جعفر بن كامِل الحضرمي قراءةً عليه وأنا حاضرٌ أسمع، ثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب بن بادي العلّاف، ثنا سعيد بن الحَكَم بن أبي مريم، أبنا سليمان بن بلال، حدّثني سَعْد بن سعيد، أخبرني سعيد بن مَرْجانة، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله ينزلُ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل -أو: نصف الليل-، فيقول تبارك وتعالى: من يستغفرُني فأغفرَ له؟ من يدعُني فأُجيبَه؟ من يسألُني فأُعطيَه؟ ثم يبسطُ يدَه فيقول: من يُقرِضُ غيرَ عَدوم ولا ظَلومٍ"

(3)

.

(1)

هكذا بخط المصنف، ولعله نسبه إلى جدِّه سعيد المقبري.

(2)

الرواية من الخلعيات -الجزء العاشر- (ق 1/ ب- 2/ أ- نسخة لايدن OR 1012 C).

(3)

الرواية من الجزء السابق (ق 1/ ب)، وهو أول حديث في الجزء.

ص: 624

وهو عندنا لعُقْبَة بن خالد عن سَعْد بن سعيد، في جزء أبي سعيد الأَشَجّ

(1)

.

1106 -

ذكر الإمام أبو حامد أحمد بن محمد بن شارَك

(2)

في صحيحه أحاديثَ أبي هُرَيْرَة في النزول: حديثَ أبي عبد الله الأَغَرّ، وأبي سَلَمَة، وأبي صالح، وسعيد بن مَرْجانة، وأبي مسلم الأَغَرّ عنه، وبوّب عليها: بابُ ذِكْرِ ما جاء في قُرْب العبد من ربّه بتقرّبه إيّاه، ثم قال:

"هذه أخبارٌ قد صحّت، فالواجب على ذي العقل أن يعترفَ بصحّتها، ويتلقّاها بالقبول، ويَكِلَ علمَ ما يخفى عليه منها إلى عالمه، ولا يُكَيِّف النزول"، قال: "وقد حكى فُضَيْل بن عياض أنه قال: إذا قال الجَهمِيُّ: كفرتُ بربٍّ ينزلُ ويصعدُ، فقل: آمنتُ بربٍّ يفعلُ ما يشاء

(3)

، والذي ذُكر في هذا الخبر من الاستغفار والسؤال، فإنما ذلك إذا خرجتْ بشرائطها، وصحّت نياتُ أهلها، ثم يكون عند وجودها تحقيقُ الموعود لما عرف من العهود".

وأما حديث سعيد بن المسيّب عن أبي هُرَيْرَة، فقد كتبناه في الجزء الخامس عند ذكر الساعد.

وأما حديثُ عطاء بن يزيد عن أبي هُرَيْرَة، فقد كتبناه في الجزء الثاني.

وأما حديث عطاء مولى أم صُبَيَّة عن أبي هريرة، فهو عندنا في مسند الدارمي

(4)

.

1107 -

فأخبرنا أبو الحجاج الحافظ، أبنا ابن قُدامة وابن عَلّان وابن

(1)

حديث أبي سعيد الأشج (رقم: 24).

(2)

الهروي، توفي سنة 358 هـ وقيل: 355 هـ. انظر: السير (16/ 273 - 274).

(3)

أخرجه اللالكائي في السنة (3/ 502/ رقم: 775).

(4)

مسند الدارمي (2/ 931/ رقم: 1525).

ص: 625

شَيْبان. (ح) وابنُ تَبَع قال: أبنا ابن البخاري، قالوا: أبنا ابن حَنْبَل، أبنا ابن الحُصَيْن، أبنا ابن المُذْهِب، أبنا القَطِيعِيّ، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا ابنُ أبي عَدِيّ، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن عطاء مولى أمّ صفيّة -قال عبد الله: قال أبي: وقال يعقوب: صُبَيَّة، وهو الصواب- عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخَّرتُ صلاةَ العشاء إلى ثلث الليل الأول، فإنه إذا مضى ثلثُ الليل الأول هبطَ إلى السماء الدنيا إلى طلوعِ الفجر، يقول قائلٌ: ألا داعٍ يُجاب، ألا سائلٌ يُعطَه، ألا مذنبٌ يَستغفرُ فيُغفرَ له"

(1)

.

رواه النسائي

(2)

.

قال أبو موسى المَديني: "صحّف فيه ابنُ عدي؛ لقوله: مولى أم صفيّة، وكذلك أبو زُرْعة الدمشقي الحافظ فقال: مَوْلى أم حبيبة، صحّف أيضًا، وإنما هو: مولى أم صُبَيَّة، واسمُها: خولةُ بنت قَيْس، صحابية".

وهو عندنا في من اسمه عطاء لأبي موسى، وفي الجزء العاشر من فوائد الحاكم أبي أحمد

(3)

، لإبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، وبعده حديثُ أبي رافع عن عليّ.

وأما حديثُ نافع بن جُبَيْر بن مُطْعِم عن أبي هُرَيْرَة، فقد أشرنا إليه في ترجمة جُبَيْر بن مُطْعِم

(4)

.

1108 -

وأخبرتنا زينب ابنة الكمال، أن يوسف بن خليل أنبأها، أبنا

(1)

أخرجه الإمام أحمد في المسند (16/ 361/ رقم: 10618)، والرواية من طريقه.

(2)

السنن الكبرى (2/ 197/ رقم: 3040)، وفي الشطر الأول دون ذكر النزول.

(3)

ما اتصل إلينا من فوائد أبي أحمد الحاكم (رقم: 31).

(4)

مرَّ برقم: (1040) فما بعده.

ص: 626

أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا عبد الله بن فارس، أبنا إسماعيل بن عبد الله سَمُّويه، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا ابن أبي فُدَيْك، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عبّاس، عن نافع بن جُبَيْر، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله تعالى شطرَ الليل، فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ من يستغفرُني فأغفرَ له؟ فلا يزالُ كذلك حتى ترحل الشمس"

(1)

.

وأما حديثُ يحيى بن جَعْدة:

1109 -

فأخبرتني زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل -إجازةً-، أنا ناصر بن محمد وِيرِج، أنا جعفر بن عبد الواحد، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أبنا أبو محمد بن حيّان، ثنا أبو بكر بن مَعْدان، ثنا علي بن المغيرة، ثنا عثمان بن صالح، ثنا ابن لَهِيعَة، حدثني عَمْرو بن دينار، عن يحيى بن جَعْدة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من أيام السنة أيامٌ العملُ فيها أفضلُ من أيام العشر"، قيل: يا رسول الله، ولا مثلُهن في سبيل الله؟ قال:

"لا، إلا من عُفِّر في التراب، فإذا كان عشيةُ عرفة هبط إلى السماء

(1)

الرواية من طريق فوائد سمويه. وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 125/ رقم: 10320) عن زكريا بن يحيى عن عبد الرحمن بن إبراهيم. وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 310) عن محمد بن إسماعيل عن ابن أبي فديك. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 503) لإبراهيم بن عبد السلام المخزومي المكي عن ابن أبي ذئب. وقد خالف القاسمَ بنَ عباس فيه حمادُ بنُ سلمة فقال: عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال المزي: وهو أشبه بالصواب. انظر: تحفة الأشراف (2/ 418).

ص: 627

الدنيا، فيقول: انظروا إلى عبادي، أَتَوْني شُعْثًا غُبْرًا ضاحين، فلم تُر عشيّةٌ أكثرُ عتيقًا ولا عتيقةً من النار من عشيّة عرفة"

(1)

.

رواه أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن عَلِيَّك

(2)

النَّيْسابوري

(3)

، عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، عن عبد العزيز بن أحمد الفرج الغافِقِيّ، عن علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عثمان بن صالح السَّهْمِيّ، وقال:"غريبٌ من حديث عَمْرو بن دينار عن يحيى عن أبي هُرَيْرَة مسندًا، تفرّد به ابنُ لَهِيعَة، والمحفوظُ: عن حمّاد بن سَلَمَة عن أبي الزبير عن يحيى مُرْسَلًا".

قال أبو العلاء الهَمَذاني

(4)

: "قوله: ضاحين: هذه الكلمة تُروى على وجهين: أحدهما: ضاحِين بحاء مهملة خفيفة، والآخر: ضاجّين بجيم مشدّدة، فمن رواها بالحاء هي من قولهم: ضحَى الرجلُ يَضْحَى، وضَحِيَ يُضْحِي، إذا تعرّض للشمس، وضَوْحاء الرجل ما برز للشمس، مثل المنكبين والكتفين وما أشبههما، وفَعَلَ ذلك الشيءَ ضاحيةً أي ظاهرًا بيِّنًا، ومن روى ضاجّين بالجيم -وهو الأشهر- فإنه أراد: يؤتى شُعْثًا غُبْرًا رافعي أصواتَهم بالتلبية والدعاء، يقال: ضجّ القومُ يَضُجّون ضجيجًا وضجاجًا، والضجّة المرة الواحدة، وأصبح القومُ أضجاجًا إذا جَلَبوا وصاحوا".

وأما حديثُ أبي جعفر

(5)

عن أبي هُرَيْرَة:

(1)

الرواية من العظمة لأبي الشيخ كما سبق. وابن لهيعة حاله معروف خاصة من رواية غير العبادلة عنه.

(2)

انظر: تبصير المنتبه (3/ 966).

(3)

توفي سنة (431 هـ). انظر: السير (17/ 509)، والمجمع المؤسس (2/ 110).

(4)

الحسن بن أحمد بن الحسن، العطار، المقرئ المحدّث المفسّر، توفي سنة 569 هـ. السير (21/ 40 - 47).

(5)

هو: المؤذن الأنصاري المدني، قال في التقريب:"مقبول، من الثالثة، ومن زعم أنه محمد بن علي بن الحسين فقد وهم".

ص: 628

1110 -

فأخبرنا عُمَر بن بَلْبان، أبنا علي بن البخاري، أبنا أبو المكارم اللبّان -إجازةً-، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو محمد بن فارس، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا بقي ثلثُ الليل قال تبارك وتعالى: من ذا الذي يَسْتَكْشِفُ الضرَّ أكشفْ عنه؟ من ذا الذي يَسْتَرْزِقُني أرزقْه؟ من ذا الذي يَسألُني أعطيه؟ "

(1)

.

كتبتُه في الأحاديث الإلهيات، لعبد الله بن بكر السَّهْمي عن هشام.

وهو في جزء أبي بكر الأدَمِيّ.

رواه الإمام أحمد

(2)

، عن يزيد وعبد الوهاب وعبد الصمد وأبي عامر عن هشام، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا، وذَكَرَ النزولَ.

ورواه النسائي في اليوم والليلة

(3)

.

1111 -

أخبرتني زينب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل، أبنا خليل بن أبي الرجاء، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن خلّاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن بَكْر، ثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا بقي ثلثُ الليل نزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فيقولُ: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ من ذا الذي

(1)

أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (4/ 251/ رقم: 2638)، والرواية من طريقه.

(2)

المسند (12/ 478/ رقم: 7509)(16/ 440/ رقم: 10756).

(3)

السنن الكبرى (6/ 123/ رقم: 10310، 10311)، رواه لخالد عن هشام، وللأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.

ص: 629

يَسْتَرْزِقَني فأرزقَه؟ من ذا الذي يستكشفُ الضرَّ أكشفَه عنه؟ حتى ينفجرَ الصبحُ"

(1)

.

وأما حديثُ أبي حازمٍ الأَشْجَعِيّ:

1112 -

فقد ذكره الشيخ الصالح أبو بكر طاهر بن عبد الله بن عُمَر بن ماهِلَة في كتاب قيام الليل، فقال: أبنا محمد بن علي، ثنا محمد بن صالح العكبري، ثنا جُبارَة، ثنا عبد الأَعْلَى بن أبي المُساوِر، عن أبي حازم الأَشْجَعِيّ، عن أبي هُرَيْرَة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الربُّ عز وجل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فلا يبقى ذو روحٍ إلا عَلِم به غيرَ الثَّقَلَيْن الجنِّ والإنس، وذلك حين تنهقُ الحميرُ وتنبحُ الكلابُ وتصيحُ الدُّيوكُ، فينادي منادٍ ثلاثًا: ألا من سائلٍ فأعطيَه، ألا من مستغفرٍ فأغفرَ له"

(2)

.

رواه عن عبد الأَعْلَى أيضًا: عبد الصمد بنُ النُّعْمان، وهو عندنا في مجلس الأَسْواري.

تابعه الفضلُ بن موسى السِّيناني، عن بشير بن سَلْمان، عن أبي حازم.

وأما حديثُ أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن عن أبي هُرَيْرَة:

1113 -

فأخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأحمد بن أبي طالب وعيسى بن عبد الرحمن -سماعًا- ووزيرة ابنة عُمَر -حضورًا-، قالوا: أبنا الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى، أبنا عبد الأول بن

(1)

الرواية من مسند الحارث بن أبي أسامة. وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 311) عن الحسن بن محمد الزعفراني، والدارقطني في النزول (رقم: 49) ليعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن عبد الله بن بكر السهمي.

(2)

في إسناده عبد الأعلى بن أبي المساور، قال في التقريب:"متروك، كذّبه ابن معين".

ص: 630

عيسى بن شُعَيْب، أبنا عبد الرحمن بن محمد بن المُظَفَّر، أبنا عبد الله بن أحمد بن حمُّويه، أبنا محمد بن يوسف الفَرَبْرِيّ، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سَلَمَة وأبي عبد الله الأَغَزّ، عن أبي هُرَيْرَة: أن رسول الله: صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ ربُّنا عز وجل كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ من يستغفرُني فأغفرَ له؟ "

(1)

.

رواه أحمد

(2)

والبخاري ومسلم

(3)

وأبو داود

(4)

والترمذي

(5)

والنسائي

(6)

وابن ماجه

(7)

.

وقال الترمذي: "حسن صحيح".

وهو عندنا في الأول من حديث أبي الحسين بن بِشْران

(8)

، لسليمان بن الأَشْعَث

(9)

عن القَعْنَبَي؛ وفي أول عاشر الخِلَعِيّات

(10)

، لابن وَهْب عن مالك.

1114 -

أخبرنا أبو الفضل سليمان بن حمزة -حضورًا فى الرابعة-، أبنا محمد بن سعد بن عبد الله. (ح).

(1)

أخرجه البخاري في صحيحه (1145)، والرواية من طريقه.

(2)

المسند (13/ 34 - 35/ رقم: 7592)(16/ 211/ رقم: 10313).

(3)

الصحيح (رقم: 758/ 168).

(4)

السنن (رقم: 1315).

(5)

الجامع (رقم: 3498).

(6)

السنن الكبرى (6/ 124/ رقم: 10314).

(7)

السنن (رقم: 1366).

(8)

فوائد ابن بشران (1/ 212/ رقم: 651 - ضمن مجموع فوائد ابن منده).

(9)

هو: أبو داود السجستاني صاحب السنن.

(10)

مرَّ برقم (1105).

ص: 631

وأخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن أحمد ومحمد بن عُمَر بن أحمد بن عبد الدائم في آخرين، قالوا: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب، قالا: أبنا يحيى بن محمود بن سعد، أبنا عبد الواحد بن محمد الدَّشْتَج، ثنا أبو الحسن عُبَيْد الله بن المُعْتَزّ النَّيْسابوري، ثنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، أبنا جدِّي، ثنا علي بن حُجْر، أبنا إسماعيل بن جعفر، ثنا محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ ربُّنا في كلِّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى نصفُ الليل الآخر -أو: ثلثُ الليل-، فيقولُ: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسألُني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يطلعَ الفجرُ -أو: ينصرفَ القارئُ من صلاة الصبح- "

(1)

.

1115 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن ويحيى بن محمد وأبو بكر بن عبد الدائم وسليمان الحاكم، قالوا: أبنا جعفر بن علي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا لاحق بن محمد التميمي، أبنا أبو الحسن بن عبدكُوَيْه، أبنا محمد بن إبراهيم الدَّيْبُلي

(2)

، ثنا أبو عبد الله عامر بن محمد بن عبد الرحمن القَرْمَطي، ثنا أبو سليمان يحيى بن سليمان بن نَضْلَة الخُراساني، ثنا سليمان بن بلاد، عن محمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله عز وجل كلَّ ليلةٍ في السماء الدنيا لنصف الليل الآخر -أو: الثلث الأخير-، فيقولُ: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ ومن ذا الذي

(1)

الرواية من طريق حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعل بن جعفر (رقم: 177).

(2)

السير (15/ 9)، ووقع فيه (17/ 478) في ذكر شيوخ ابن عبدكويه: إبراهيم بن محمد الديبلي.

ص: 632

يسألُني فأعطيَه؟ ومن ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يطلعَ الفجر -أو: ينصرفَ القارئُ من صلاة الصبح-".

وهو في المنتقى من سبعة أجزاء المُخَلِّص

(1)

، وفي الرابع من حديثه

(2)

.

وهو عندنا ليحيى بن أيوب العابد عن إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عَمْرو، في الثالث من مشيخة ابن عبد الدائم.

1116 -

أخبرنا ابن الشِّحْنَة والمُطَعِّم، قالا: أنبأنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا ابن حمويه، أبنا عيسى بن عمر، أبنا الدارمي، أبنا يزيد بن هارون، أبنا محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ لنصف الليل الآخر -أو: لثلث الليل الآخر-، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسألُني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يطلع الفجر -أو: ينصرف القارئُ من صلاة الفجر-"

(3)

.

وهو في جزء طلحة بن الصَّقْر -رواية ابن أبي لُقْمَة-.

ورواه إبراهيم بن سعد عن الزُّهْري عن أبي سَلَمَة عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الأول من حديث ابن شاهين

(4)

.

(1)

المخلصيات (رقم: 3056). رواه عن يحيى بن صاعد عن يحيى بن سليمان بن نضلة.

(2)

المخلصيات (رقم: 1272).

(3)

أخرجه الدارمي في سننه (2/ 927 - 928/ رقم: 1519)، والرواية من طريقه. وأخرجه الإمام أحمد (16/ 320/ رقم: 10544) عن يزيد.

(4)

وفي المسند (13/ 34 - 35/ رقم: 7592) وسنن ابن ماجه (رقم: 1366) وسنن النسائي الكبرى (6/ 123/ رقم: 10313).

ص: 633

1117 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن مَعَالي وأبو بكر بن محمد بن الرَّضِيّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب، أبتنا فاطمة بنت سَعْد الخير، أبنا زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الكَنْجَرُوذِيّ وأبو بكر محمد بن محمد بن حَمْدون السُّلَمي، قالا: أبنا محمد ابن أحمد بن حَمْدان الحِيرِي، ثنا أبو يَعْلَى المَوْصِلي، ثنا أبو الربيع، ثنا فُلَيْح، عن الزُّهْري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأَغَرّ صاحب أبى هُرَيْرَة، أنهما سمعا أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله حين يبقى ثلثُ الليل الآخر إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة، فيقولُ: من يشكو أُعْطِه؟ من يدعوني أَستجِبْ له؟ من يستغفرْ أَغفرْ له؟ ".

فلذلك كانوا يفضّلون صلاة آخر الليل على أوله

(1)

.

ورواه مَعْمَر عن الزُّهْري، وهو عندنا في الأول من جامع معمر

(2)

.

وهو عندنا في جزء علي بن محمد الكوفي

(3)

، للأَوْزاعِي عن يحيى عن أبي سَلَمَة.

1118 -

أخبرني أبو الحجّاج الحافظ وأحمد بن محمد بن أحمد بن عُمَر بن أبي عُمَر بن قُدامة، قالا: أبنا أبو الحسن بن البخاري، -زاد أبو الحجّاج فقال: وأحمد بنُ شيبان وزينب بنتُ مكِّيّ-، قالوا: أبنا أبو حفص بن طَبَرْزَد، أبنا إسماعيل بن أحمد بن عمر السَّمَرْقَنْدي، أبنا أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النَّقُّور، أبنا أحمد بن محمد بن عِمْران الجُنْدي، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا

(1)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (11/ 15/ رقم: 6155)، والرواية من طريقه.

(2)

جامع معمر -مع مصنف عبد الرزاق- (10/ 444/ رقم: 19653).

(3)

جزء أحاديث عوال وفوائد منتقاة وإنشادات عن الشيوخ الثقات (ق 149/ أ- ب- نسخة الأحمدية). وهو أبو القاسم علي بن محمد بن علي، الكوفي النيسابوري، توفي سنة (470 هـ). تاريخ الإسلام -وفيات 461 - 470 هـ (337/ 31).

ص: 634

عبّاس بن الوليد النَّرْسي، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة: أنّ/ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا كان شطرُ الليل ينزلُ الله إلى سماء الدنيا، فيقولُ: هل من سائلٍ فأعطيَه؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ فأغفرَ له؟ "

(1)

.

وأما حديثُ أبي صالح ذَكْوان السمّان عن أبي هُرَيْرَة، فقد كتبناه فيما تقدّم

(2)

وفي الجزء الثاني.

1119 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الولي اليَلْداني، أبنا جدي لأمي عبد الرحمن بن أبي الفَهْم اليَلْداني، أبنا يوسف بن المبارك الخَفّاف، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أبنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حَسْنُون النَّرْسي، أبنا علي بن عُمَر بن محمد الحَرْبي، ثنا القاضي أبو عُبَيْد الله محمد بن عَبْدَة ابن حَرْب، ثنا إبراهيم بن الحجّاج، ثنا عبد العزيز بن المختار، ثنا سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقولُ: أنا الملك، من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ ومن يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يُضيء الفجرُ"

(3)

.

1120 -

أخبرنا أبو بكر بن محمد وزينب ابنة أحمد، عن عبد الرحمن ابن مكّيّ، أنا جدِّي السِّلَفي، أنا أبو أحمد حمد بن عبد الله بن حِنَّة بأصبهان، أبنا سعيد بن أحمد بن محمد النيسابوري.

(1)

الرواية من حديث حماد بن سلمة للبغوي. المعجم المفهرس (1120).

(2)

انظر: (رقم: 1099).

(3)

الرواية من طريق نسخة عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (157 أ - ب/ مجموع 107). وإسنادها صحيح.

ص: 635

وقرأتُ على ابن مُزَيْز

(1)

- بحماة -، أخبرني البَكْري، أبتنا زينب بنت الشَّعْري، أبنا وَجيه، أبنا أبو حامد الأزهري؛ قالا: أبنا أبو محمد الحسن بن أحمد المَخْلَدي، أبنا محمد بن إسحاق السَّرّاج، ثنا قُتَيْبَة، ثنا يعقوب - وهو: ابنُ عبد الرحمن -، عن سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا كلَّ ليلةٍ حين يَمضي ثلثُ الليل، فيقول: أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسألُني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ "

(2)

. رواه مسلم

(3)

، عن قُتَيْبَة.

1121 -

أخبرتني به زينب الكمالية، عن عبد الخالق، عن وجيه - إجازة -. واْخبرني به - متصلًا - الذهبي، عن ابن رَواج والأَسَدي، عن شُعَيْب؛ كلاهما عن السِّلَفي، عن الثقفي، عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود، عن الحسن بن أحمد، فذكره. ورواه الإمام أحمد

(4)

، لمَعْمَر عن سُهَيْل. ورواه الترمذي

(5)

، عن قُتَيْبَة أيضًا، وقال:"حسن صحيح".

(1)

أحمد بن إدريس بن محمد، تاج الدين أبو العباس، توفي سنة 733 هـ. انظر: وفيات ابن رافع (1/ 386).

(2)

الرواية من حديث أبي العباس السراج في جزء البيتوتة (رقم: 25).

(3)

الصحيح (رقم: 758).

(4)

المسند (13/ 203/ رقم: 7792).

(5)

الجامع (رقم: 446).

ص: 636

ورواه الحافظ حمزة بن محمد الكِناني، لسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عن سُهَيْل، وقال:"هذا حديثٌ صحيح، جيّدُ الإسناد، مديني، وبالله التوفيق".

1122 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا ناصر بن محمد وِيرِج، أبنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أبنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أبنا أبو الشيخ الحافظ، ثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفِرْيابي، ثنا قُتَيْبَة، ثنا يعقوب - هو: ابنُ عبد الرحمن -، عن سُهَيْل، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ينزلُ الله إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ حين يَمضي ثلثُ الليل، فيقولُ: أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسألُني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ فلا يزالُ كذلك حتى يُضِيء الفجرُ"

(1)

.

رواه الترمذي

(2)

عن قتيبة وقال: "حسن صحيح، وقد رُوِي هذا الحديث من أوجهٍ كثيرة عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورُوِي أنه قال: ينزل الله حين يبقى ثلث الليل الآخر، وهو أصحّ الروايات".

وأما حديثُ أبي عبد الله الأَغَرّ عن أبي هُرَيْرَة، فقد تقدّم مع حديث أبي سَلَمَة.

1123 -

أخبرنا جدِّي ومحمد بن علي بن البخاري وزينب ابنة أحمد وحبيبة ابنة عبد الرحمن، عن علي بن عبد اللطيف بن الخِيَمِيّ ومحمد بن نصر بن الحَصْري - إجازةً -، زادت زينب: ومحمد بن السَّيِّدي - إجازة -؛ قالوا: أبنا أبو الفتح بن شاتيل.

(1)

الرواية من طريق العظمة لأبي الشيخ - رواية أبي طاهر بن عبد الرحيم - كما سبق.

(2)

الجامع (رقم: 446).

ص: 637

وأخبرنا محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، أبنا جدِّي، أنبأنا ابن شاتيل، أبنا أبو غالب الباقِلّاني. (ح).

وأبتنا زينب، عن أحمد بن أبي السعود بن قُمَيْرَة

(1)

- إجازة -، أبنا عبد الله بن أحمد النَّرْسي، أبنا أبو الحسن بن العلّاف، قالا

(2)

: أبنا عبد الملك بن بِشْران، أبنا أبو بكر النّجّاد، ثنا الحسن بن مُكْرِم بن حسّان البزّاز، ثنا إسحاق بن عيسى الطبّاع، ثنا مالك بن أنس، عن الزُّهْري، عن الأَغَرّ، عن أبي هُرَيْرَة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ من يستغفرُني فأغفرَ له؟ "

(3)

.

1124 -

أخبرنا شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية ونصر الله بن محمد بن يحيى الأنصاري وأمّه بُدُور، قالوا: أبنا يحيى بن أبي منصور الصَّيْرَفي، أبنا أحمد بن يحيى بن الدَّبِيقِيّ، أبنا عبد الرحمن بن محمد القزّاز، أبنا عبد الله بن محمد بن هَزارْمَرْد، أبنا عُبَيْد الله بن أحمد بن علي الصَّيْدَلاني، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أبنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأَغَرّ، وعن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزلُ ربُّنا عز وجل كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ ومن يستغفرُني فأغفرَ له؟ "

(4)

.

(1)

هو: أحمد بن نصر بن أبي القاسم، توفي سنة 649 هـ. السير (23/ 286).

(2)

أبو غالب الباقلاني وأبو الحسن بن العلاف.

(3)

الرواية من طريق جزء التراجم لأبي بكر النجاد، انظر: المجمع المؤسس (1/ 135).

(4)

الرواية من الموطأ - برواية ابن وهب -. والحديث في رواية يحيى (1/ 240) وغيرهما.

ص: 638

1125 -

أخبرنا ابن الشِّحْنَة وعيسى، قالا،: أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا ابن حمُّويه، أبنا أبو عِمْران، أبنا الدارمي، أبنا الحَكَم بن نافع، عن شُعَيْب بن أبي حمزة، عن الزُّهْري، قال: حدّثني أبو سَلَمَة بن عبد الرحمن وأبو عبد الله الأَغَرّ صاحبا أبي هُرَيْرَة، أنّ أبا هُرَيْرَة أخبرهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ ربُّنا تبارك اسمه كلَّ ليلةٍ حين يبقى ثلثُ الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يستغفرُني فأغفرَ له؟ من يسألُني فأعطيَه؟ حتى الفجر"

(1)

.

ورواه مَعْمَر عن الزُّهْري، وهو عندنا في عوالي طِراد

(2)

. وأما حديثُ أبي مسلم الأَغَرّ عن أبي هُرَيْرَة، فهو عندنا في السنة للّالَكائي

(3)

.

رواه مسلم

(4)

، والنسائي في اليوم والليلة

(5)

، وفي الثاني من جامع مَعْمَر والأول منه

(6)

، وسادس عشر فوائد خَيْثَمَة. وأما حديثُ الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة.

1126 -

فأخبرنا ابن طَرْخان، أبنا ابن عبد الدائم، أنبأنا ذاكِر، أبنا الدُّوري، أبنا ابن بِشْران، أبنا الدارقطني، ثنا أبو القاسم نصر بن بَبْرويه

(1)

أخرجه الدارمي في مسنده (1/ 920/ رقم: 1520)، والرواية من طريقه.

(2)

هو: أبو الفوارس طراد محمد الزينببي (ت 491 هـ). السير (19/ 37 - 39).

(3)

شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 436/ رقم: 744).

(4)

الصحيح (رقم: 758).

(5)

السنن الكبرى (6/ 124/ رقم: 10314).

(6)

جامع معمر - مع مصنف عبد الرزاق - (10/ 444 - 445/ رقم: 19653، 19654).

ص: 639

الشيرازي

(1)

، ثنا إبراهيم بن إسحاق بن شاذان، ثنا أبو داود، ثنا إبراهيم بن سَعْد، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن والأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة، أنه أخبرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ ربنا تعالى حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقولُ: من يستغفرُني أغفرْ له؟ من يسألُني أُعْطِه؟ من يدعُني أستجبْ له؟ "

(2)

. هكذا رواه أبو داود الطيالسي، ولم يتابَعْ عليه. والصحيحُ: عن إبراهيم بن سَعْد عن الزُّهْري عن أبي سَلَمَة والأَغَرّ، قاله الدارقطني

(3)

. قلتُ: تابعه غيرُه

(4)

إن كان محفوظًا.

1127 -

فأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المُحِبّ، قالا: أبنا خطيب مَرْدا، أبتنا فاطمة بنت سعد الخير، أبنا هبة الله بن أحمد الحَريري، أبنا أبو طالب العُشاري، أبنا أبو حفص شاهين، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الله بن عِمْران العابِدي

(5)

، ثنا إبراهيم بن سَعْد، عن ابن شهاب، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ينزلُ كلَّ ليلة إذا بقي ثلثُ الليل الآخر، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبَ له؟ ويسألُني فأعطيَه؟ ويستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يطلع الفجرُ"، قال: ومن هناك يستحبون صلاةَ آخر الليل على أوله

(6)

.

(1)

تاريخ بغداد (15/ 403 - تحقيق بشار).

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 37)، والرواية من طريقه.

(3)

العلل (9/ 237).

(4)

من هنا إلى آخر نص المتابعة كتبه المصنف أسفل الصفحة (128 أ) بعرضها، وأوصله بهذا الجزء بنقاط متتابعة.

(5)

قال في التقريب: "صدوق".

(6)

الرواية من طريق أبي حفص بن شاهين. ولم أجده في الترغيب في فضائل الأعمال.

ص: 640

1128 -

أخبرنا المحمّدان ابن أبي الهَيْجاء وابن المُحِبّ، قالا: أبنا محمد بن إسماعيل الخطيب، أبتنا فاطمة بنت سعد الخير بن محمد، قالت: أبنا هبة الله بن أحمد بن عمر الحَريري، أبنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العُشاري، أبنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، ثنا جعفر بن أحمد بن العبّاس، ثنا لُوَيْن، ثنا إبراهيم بن سَعْد، عن الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزلُ ربنا تعالى في كلِّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟ حتى يطلع الفجرُ". فلذلك يستحبون آخرَ الليل على أوله.

1129 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الولي بن إبراهيم، أبنا عبد الرحمن بن أبي الفَهْم بن عبد الرحمن، أبنا يوسف بن المبارك بن كامل، أبنا محمد بن عبد الباقي بن محمد، أبنا محمد بن أحمد بن حَسْنون، أبنا علي بن عمر بن محمد الحربي، أبنا محمد - هو: ابن محمد بن سليمان الباغَنْدي -، ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين، ثنا الأَوْزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سَلَمَة بن عبد الرحمن، قال: حدثني أبو هُرَيْرَة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مضى شطرُ الليل - أو قال: ثلثاه - ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يسألُني فأعطيَه؟ من ذا الذي يدعوني أستجيبَ له؟ من ذا الذي يسترزقُني أرزقَه؟ من ذا الذي يستغفرُني أغفرَ له؟ حتى ينفجرَ الصبحُ"

(1)

.

(1)

الرواية من طريق جزء من حديث الحربي عن الباغندي، (ق 164/ أ - مجموع 107).

ص: 641

1130 -

أخبرنا عبد الله بن القيّم، أنا علي بن البخاري، أنبأنا محمد بن مَعْمَر، أبنا سعيد بن أبي الرجاء، أبنا أحمد بن محمد بن النُّعْمان، أبنا أبو بكر ابن المقرئ، أبنا إسحاق بن أحمد بن نافع، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر.

(1)

، ثنا الدَّراوَرْدي، عن محمد بن عَمْرو، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزلُ الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا لنصف الليل الأخير، - أو: لثلث الليل الأخير -، فيقولُ: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يسأُلني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ حتى يطلعَ الفجرُ - أو: ينصرف القارئُ من صلاة الصبح -"

(2)

.

1131 -

قال القاضي أبو يعلى بن الفرّاء: ذكر أبو القاسم عُبَيْد الله بن أحمد الصَّيْرَفي

(3)

فيما خرّجه في كتاب المنامات قال: ثنا عُبَيْد الله بن عثمان، ثنا عثمان بن أحمد الدقّاق، ثنا إسحاق بن سفيان، قال: حدثني أبو حفص محمد بن منصور الطوسي، قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله، هذه الأحاديث التي يرويها عنك أبو هُرَيْرَة؟ قال:"نعم هي حق".

رجلٌ غير مُسَمّى:

1132 -

أنبأنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الملك، أنبأنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي، أبنا سعيد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفي، أبنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أبنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم ابن المقرئ، ثنا أبو العباس

(1)

هو: العدني.

(2)

الرواية من طريق مسند أبي عمر العدني، انظر: المجمع المؤسس (2/ 189).

(3)

الأزهري البغدادي، من بحور الرواية، توفي سنة 435 هـ. السير (17/ 578).

ص: 642

محمد بن الحسن بن قُتَيْبَة، ثنا محمد بن المتوكل بن أبي السَّرِيّ، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان التَّيْمي، ثنا أبي، حدثني إبراهيم - رجلٌ من الكوفة -، عن رجلٍ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"يقول الله - أو قال: ينزل الله تبارك وتعالى كلَّ ليلة شطرَ الليل إلى سماء الدنيا، قال: فينادي - أو قال: فيقول: - هل من تائبٍ فيُتابُ عليه؟ هل من مستغفرٍ فيُغفرُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطى مسألتَه؟ من تقرّب مني شِبْرًا تقرّبتُ منه ذراعًا، ومن تقرّب مني ذراعًا تقرّبتُ منه باعًا، ومن أتى إليّ يمشي أتيتُه هرولةً، ومن يُقرضُ اليومَ يُوَفَّى غدًا عند مَليءٍ وَفِيِّ لا يَظلمُ، قال: فما يزال ذلك مكانَه حتى ترتفعَ إليه حرسُ الليل - أو قال: حفظة الليل -"

(1)

.

رجالٌ:

1133 -

قال رجاء بن حَيْوَة الكِنْدي: سمعتُ رجالًا من الصحابة يقولون: "إن الله ينزلُ".

قول كَعْب الأحبار:

1134 -

أخبرني عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي اليُسْر، أبنا جدِّي، أنبأنا خليل بن أبي الرجاء، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبي، ثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق المَديني، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخُوارِزْمي؟ ثنا كثير بن عُبَيْد، ثنا بَقِيَّة بن الوليد، عن عُتْبَة بن أبي حَكيم، عن أبي عبد الرحيم، عن أبي راشد الحُبْراني، عن كَعْب الأحبار قال: "إنّ لله ملَكًا على صورة ديك، رجلاه في تُخوم الأسفل من الأرض

(1)

الرواية من طريق معجم شيوخ ابن المقرئ، ولم أجده فيه. والإسناد معضل.

ص: 643

السابعة، ورأسه عند العرش، فما من ليلةٍ إلا الجبّار ينزلُ إلى هذه السماء الدنيا فقال: ألا من سائلٍ فيُعطى؟ ألا من تائبٍ يُتاب عليه؟ ألا من مستغفرٍ يُغفر له؟ قال: فيمكثُ ما شاء الله أن يمكث، ثم يرتفعُ إلى مكانه، فأول من يعلمُ من أهل السماء السابعة ذلك الملكُ، يسبِّحُ الله ويمجِّدُه بصوتٍ حسن"، وذكر بقية الحديث

(1)

.

1135 -

وفي مراسيل أبي داود

(2)

: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمِّه، أخبرني عُبَيْد بن السَّبّاق أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزلُ ربُّنا من آخر الليل، فينادي منادٍ في السماء العليا: ألا نزل الخالقُ العليم، فيسجدُ أهلُ السماء، وينادي فيهم منادٍ بذلك، فلا يمرُّ بأهل سماءٍ إلا وهم سجودٌ".

قال أبو داود: "كان الثَّوْرِيُّ يكره التوهّمَ في هذا الحديث وما أشبهَه".

* * *

(1)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 4)، لإسماعيل بن عياش عن عتبة بن أبي حكيم.

(2)

المراسيل (رقم: 75).

ص: 644

‌باب من روى أن الله جلّ ثناؤه ينزل ليلة النصف من شعبان

رُوي ذلك عن: أبي بكر الصديق، وسَهْل بن سَعْد، وعبد الله بن عبّاس، وعبد الرحمن بن عَوْف، وعثمان بن أبي العاص، وعلي، وعَوْف بن مالك، ومعاذ، وأبي أُمامة، وأبي ثَعْلَبَة، وأبي موسى، وعائشة.

1136 -

وقال عبد العزيز بن أبي رَوّاد: كان عطاءٌ إذا ذُكر عنده ليلةُ النصف من شعبان وما يقال فيها يقول: "إني لأرجو أن يكون ذاك في كل ليلة"

(1)

.

أما حديثُ أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان:

1137 -

أخبرنا محمد بن شَيْبان، أبنا أبي، أبنا عمر بن محمد، أبنا علي بن الزاغوني ومحمد بن عبد الباقي، قالا: أبنا أبو محمد الصَّرِيفِينِي. (ح).

وأخبرنا سليمان بن حمزة وغيره، عن أبي الحسن بن المُقَيَّر، عن الحافظ محمد بن ناصر، عن عبد الله بن محمد بن هَزارْمَرْد - إجازةً -، ثنا أبو بكر بن زِياد، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أبنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني عَمْرو بن الحارث، عن عبد الملك بن عبد الملك، عن مُصْعَب بن أبي ذئب، عن القاسم بن محمد، عن أبيه - أو عن عمِّه -، عن جدِّه أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

أخرجه اللالكائي في السنة (2/ 500/ رقم - 770)، لحسين الجعفي عن عبد العزيز بن أبي رواد، وعطاء هو ابن يسار.

ص: 645

"إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر فيها لكل بشر، ما خلا كافرًا، أو رجلًا في قلبه شَحْناء"

(1)

.

كتبناه في الجزء الثاني، ليعقوب بن حُمَيْد بن كاسِب عن ابن وَهْب

(2)

.

ورواه عن ابن وَهْب أيضًا: أحمد بن صالح المصري، وحديثُه عندنا في خمسة مجالس أبي الحسن القزويني

(3)

(4)

.

وخالد بن خِداش، وحديثُه عندنا في فضائل رمضان لابن أبي الدنيا

(5)

. والأصْبَغ بن الفَرَج، رواه عنه حُمَيْد بن زَنْجويه في فضائل الأعمال

(6)

.

1138 -

قال أحمد بن الحسين بن حسّان

(7)

: قيل لأبي عبد الله - يعني: أحمد بنَ حنبل -: ينزلُ إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة؟ قال: نعم، قيل له: وفي شعبان كما جاء الأثر؟ قال: نعم

(8)

.

1139 -

وأما حديثُ ابن عباس: فهو عندنا في فضائل شعبان لعبد العزيز الكتّاني، ولفظُه:

(1)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 76)، عن أبي بكر بن زياد النيسابوري. وإسناده ضعيف؛ لأجل عبد الملك بن عبد الملك: قال البخاري في التاريخ (5/ 424): فيه نظر. وأشار الذهبي في الميزان (2/ 659) إلى أن قول البخاري المقصود به في هذا الحديث.

(2)

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 509)، عن يعقوب بن حميد.

(3)

علي بن عمر بن محمد (ت 442 هـ).

(4)

مجالس من أمالي القزويني (ق 4/أ - ب - مجموع 22).

(5)

فضائل رمضان (رقم: 2).

(6)

وأخرجه عثمان الدرامي في الرد على الجهمية (رقم: 136)، عن الأصبغ.

(7)

طبقات الحنابلة (1/ 39).

(8)

ذكره أبو يعلى في إبطال التأويلات (رقم: 258).

ص: 646

"إن الله يَلْحَظُ إلى الكعبة في كل عام لحظةً، وذلك ليلةَ النصف من شعبان".

1140 -

وقال الحافظ أبو العلاء حَمْد بن نصر بن أحمد الهَمَذَاني

(1)

- فيما أنبأنا غيرُ واحد، عن غير واحد، عن أبي المَحاسن عبد الرزّاق بن إسماعيل بن محمد بن عثمان القومَسَاني إجازةً عنه -: أبنا عبد الرحمن بن عَمْرو العطّار، أبنا محمد بن عُمَر بن جعفر الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن مَخْلَد القاضي، ثنا عبد الله بن وَهْب، ثنا الربيع بن سليمان الجيزي، ثنا عبد الملك بن مَسْلَمَة القرشي، ثنا أبو المُثَنَّى سليمان بن يزيد الكَعْبي، ثنا يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شعبانُ شهرُ الذكر والصيام والقيام، ينزلُ الله عز وجل في ليلةِ النصفِ إلى سماء الدنيا، وتُفْتَح أبوابُ السماء، ويطّلع فيه إلى خلقه، فيغفرُ فيه للمؤمنين، ويتوبُ فيه على الخطّائين، ويَقْسِمُ فيه أرزاقَ العباد، ويَكْتبُ فيه آجالهم، ويغفرُ فيه لجميع خلقه؛ إلا لمشركٍ أو مُشاحِنٍ"

(2)

. وأما حديثُ عثمان بن أبي العاص: فهو عندنا في فضائل الأوقات للبيهقي

(3)

.

وأما حديثُ عليٍّ:

1141 -

فأخبرنا المحمّدان ابن أبي الهيجاء وابن المُحِبّ، قالا: أنا إبراهيم ابن خليل، أنا منصور بن علي، أنا عبد الجبّار بن محمد، أنا أبو

(1)

عُرف بالأعمش، توفي سنة 512 هـ، قال الذهبي:"وكان بصيرًا بمذهب أحمد، ناصرًا للسنة، وافرَ الحُرْمة ببلده، بارعَ الأدب"، وقال أيضًا:"وأملى عدة مجالس من حفظه"، السير (19/ 276 - 277)، وتذكرة الحفاظ (4/ 1248).

(2)

في إسناده: عبد الله بن وهب، هو: عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، رُمِيَ بالكذب. الميزان (2/ 494).

(3)

فضائل الأوقات (رقم: 34).

ص: 647

بكر البيهقي، ثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأَصْبهاني، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس المالكي، ثنا محمد بن علي بن زَيْد الصائغ، ثنا الحسن بن علي - هو: الحُلْواني -، ثنا عبد الرزّاق، أنا ابن أبي سَبْرَة - هو: أبو بكر

(1)

-، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان ليلةُ النصف من شعبان، فقوموا ليلَها وصوموا يومَها، فإن الله تبارك وتعالى يقول: ألا مُستغفرٌ فأغفرَ له؟ ألا مُسترزقٌ فأرزقَه؟ ألا سائلٌ فأعطيَه؟ ألا كذا، حتى يطلعَ الفجرُ"

(2)

. رواه ابن ماجه

(3)

، عن الحُلْواني. وإبراهيم لعله: ابن أبي يحيى

(4)

.

1142 -

أخبرني الذهبي، أبنا عبد الواسع الفقيه - إجازةً -، عن أبي الفتح المَنْدائي، أنا أبو الكَرَم نصر الله بن محمد، أنا أبو تمّام علي بن محمد بن الحسن بواسط، أنا أبو الفضل الزُّهْري، ثنا محمد بن هارون بن حُمَيْد، ثنا الحسن بن علي الحُلْواني، ثنا عبد الرزّاق، ثنا أبو بكر بن أبي سَبْرَة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإنّ الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفرٌ فأغفرَ له، ألا تائبٌ فأتوبَ عليه، ألا مبتلًى فأعافيَه، ألا مسترزقٌ فأرزقَه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلعَ الفجرُ".

(1)

أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة.

(2)

أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (رقم: 24)، والرواية من طريقه.

(3)

السنن (رقم: 1388).

(4)

وكذا قال الذهبي في الميزان (1/ 62)، وابن حجر في التهذيب (1/ 162/ رقم: 287).

ص: 648

كتبتُه متّصلًا، في الإلهيات.

ورواه عن عبد الرزاق أيضًا: محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمي.

وأما حديث عَوْف بن مالك: فهو عندنا في فضائل شعبان، للكتّاني

(1)

.

وأما حديث معاذ بن جبل - وقد كتبناه في الجزء الأول -:

1143 -

فأخبرنا محمد بن طَرْخان، أنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا ذاكر بن كامل، أنا محمد بن عبد الباقي الدُّوري، أنا أبو بكر بن بِشْران، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشْعَث - لفظًا -، ثنا هشام بن خالد، ثنا أبو خُلَيْد عُتْبة بن حمّاد القارئ، عن الأَوْزاعي، عن مَكْحُول؛ وابنِ ثَوْبان، عن أبيه، عن مَكْحُول، عن مالك بن يَخَامِر السَّكْسَكي، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يطّلعُ الله إلى خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لجميع خلقه؟ إلّا لمشركٍ أو مُشاحنٍ"

(2)

.

رواه أبو الحسين الحجّاجي النَّيْسابوري، عن أبي أيوب سليمان بن محمد - سمعه منه بدمشق -، عن هشام بن خالد.

قال الذهبي: مَكْحُول لم يَلْقَ مالك بن يَخَامِر.

(1)

وأخرجه البزار (7/ 186/ رقم: 2754)، لعبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نُسَيّ عن كثير بن مرّة عن عوف. وأعله الهيثمي في المجمع (2/ 436) بعبد الرحمن بن زياد. وله طرق مرسلة وموقوفة خرجها الألباني في الصحيحة (1144).

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 77)، والرواية من طريقه. وإسناده منقطع كما أشار إليه المصنف. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 512) عن هشام بن خالد، وابن حبان (الإحسان: 12/ 481/ رقم: 5665) والطبراني في الكبير (20/ 108/ رقم: 215) من طرق عن هشام.

ص: 649

1144 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا نصر بن عبد الرزاق، أبتنا شُهْدة، أبنا علي بن الحسين بن عبد الله الرَّبَعِيّ، أبنا أبو الحسن بن مَخْلَد، ثنا أبو جعفر بن البَخْتَري، ثنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقِي، ثنا يزيد بن هارون، أبنا الحجّاج، عن مَكْحُول، عن كثير بن مُرّة الحَضْرَمي، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله ينزل إلى السماء الدنيا ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لمن استغفره؛ إلّا لمشركٍ أو مشاحنٍ"

(1)

.

قال الدّقيقي أبو جعفر: سمعت هشام بنَ خالد الدمشقي يقول: قال أبو خُلَيْد: "المُشاحِن: صاحبُ البدعة، الخارجُ على أمّته".

1145 -

أخبرنا فَرَج بن علي، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو المكارِم اللّبّان، عن أبي علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيم، ثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا شُعَيب بن محمد الدَّبِيلي

(2)

، ثنا أَزْهَر بن المَرْزُبان، قال: ثنا عُتْبَة بن حمّاد أبو خُلَيْد، عن الأَوْزاعي، عن مَكْحُول، عن مالك بن يَخامِر، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطّلع الله عز وجل على خلْقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لجميع خلْقه؛ إلّا لمشرك أو مُشاحِن"

(3)

. وأما حديث أبي أُمامة: فقد كتبناه في الجزء الثاني.

1146 -

وروى الحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي

(1)

أخرجه البيهقي في الشعب (5/ 359/رقم: 3550)، لعبد الواحد بن زياد عن الحجاج، وقال:"هذ مرسل".

(2)

الأنساب (2/ 457).

(3)

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 191)، والرواية من طريقه.

ص: 650

مُحَدِّثا هَراة، عن خالد بن هَيّاج بن بِسْطام، عن أبيه، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان ليلةُ النصف من شعبان هبط الله إلى السماء الدنيا، فيغفرُ لأهل الأرض؛ إلّا لكافرٍ أو مُشاحِن".

ورواه محمد بن الفضل البخاري، عن مكّيّ بن إبراهيم، عن جعفر بن الزُّبَيْر.

وفي الطريقين مقال

(1)

.

وأما حديثُ أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ:

1147 -

فأخبرنا محمد بن أبي الهَيْجاء ومحمد بن المُحِبّ، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل، أبنا منصور بن علي، أبنا عبد الجبّار بن محمد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر محمد بن محمد الفقيه، ثنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحْمَسي، ثنا المُحارِبي، عن الأَحْوَص بن حكيم، عن المهاصِر بن حبيب، عن مَكْحُول، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان ليلةُ النصف من شعبان اطّلع الله إلى خلقه، فيغفرُ للمؤمنين، ويُملي للكافرين، ويدَعُ أهلَ الحِقْد بحِقْدهم، حتى يدَعوه"

(2)

.

اختُلف على مَكْحُول في هذا الحديث على وجوه:

فقال أبو خُلَيد عُتْبَة بن حمّاد القارئ: عن الأَوْزاعي عن مَكْحُول، وعن ابن ثَوْبان عن أبيه عن مَكْحُول، عن مالك بن يَخامِر عن معاذ.

(1)

الطريقان معلولان بجعفر بن الزبير، قال في التقريب:"متروك".

(2)

أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (رقم: 23)، والرواية من طريقه. وأخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 81)، عن محمد بن القاسم المحاربي عن إسماعيل الأحمسي.

ص: 651

وحديثُه عندنا في خمسة مجالس أبي الحسن القزويني

(1)

.

وقال عبد الرحمن بن محمد المُحارِبي: عن الأَحْوَص بن حكيم، عن المهاصِر بن حبيب، عن مَكْحُول، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ، كما ذكرناه.

وقال محمد بن حَرْب: عن الأَحْوَص بن حكيم، عن المهاصِر بن حبيب، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ.

وحديثُه عندنا في جزء الحسن بن عبد الله البَعْلَبَكّي

(2)

.

وقال الحجّاج بن أرطاة: عن مَكْحُول، عن كثير بن مُرَّة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

قال الفِرْيابي: عن ابن ثَوْبان، عن أبيه، عن مَكْحُول، عن خالد بن مَعْدان، عن كثير بن مُرَّة قولَه

(4)

.

قال زَيْد بن أبي أُنَيْسَة: عن جُنادَة بن أبي خالد، عن مَكْحُول، عن أبي إدريس الخَوْلاني قولَه

(5)

.

قال هشام بن الغاز: عن مَكْحُول، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(6)

.

وقال عُتْبَة بن أبي حكيم: عن مَكْحُول، مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

أمالي القزويني (ق 4/ب - مجموع 22).

(2)

وهو عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 511) والدارقطني في النزول (رقم: 80)، لعمرو بن عثمان عن محمد بن حرب.

(3)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 82)، ليزيد بن هارون عن حجاج.

(4)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 84)، لمحمد بن خلف العسقلاني عن الفريابي.

(5)

أخرجه الدارقطني (رقم: 85)، لعبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة.

(6)

أخرجه الدارقطني (رقم: 86)، للوليد بن مسلم عن هشام.

(7)

أخرجه الدارقطني (رقم: 87)، لبقية بن الوليد عن مكحول.

ص: 652

وقال بُرْد بنُ سِنان: عن مَكْحُول، أُراه عن كَعْب الأحبار قولَه

(1)

.

وقال قَيْسٌ وعِمارةُ بن مَيْمُون وغيرُهما: عن مكحول، عن كَعْب قولَه.

وقال عُمَر بن عبد الواحد: عن النُّعْمان، عن مَكْحُول ذُكِر لي.

1148 -

أخبرنا القاضي عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني، أبنا أحمد بن عبد الدائم - حضورًا -، أبنا أبو علي بن الخُرَيْف، أبنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أبنا الحسن بن علي الجَوْهري، أبنا أبو حفص عُمَر بن محمد بن علي الناقد، ثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن إسحاق الصَّيْرَفي، ثنا سليمان بن عمر بن خالد الرَّقِّيّ، ثنا عيسى بن يونس، عن الأَحْوَص بن حكيم، عن حبيب بن صُهَيْب، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل يطّلعُ ليلةَ النصف من شعبان إلى عباده، فيغفرُ للمؤمنين، ويُملي للكافرين، ويدَعُ أهلَ الحِقْد بحِقْدهم، حتى يَدَعوه"

(2)

.

رواه إبراهيم الحَرْبي في كتاب النهي عن الهجران، عن الوليد بن صالح عن عيسى بن يونس.

1149 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم - حضورًا -، أنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح - بقراءتي عليه بأَصبَهان -، قلت له: أخبركم محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي - وأنت حاضر -، أبنا أحمد بن محمد بن فاذْشاه. (ح) قال أبو عبد الله: وقلتُ لشيخنا: أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله - قراءةً عليها وأنت تسمع -، أبنا

(1)

أخرجه الدارقطني (رقم: 88)، لجرير عن برد.

(2)

أخرجه الجوهري في المجلس السابع من أماليه (ق 133/أ - مجموع 79). والرواية من طريقه.

ص: 653

محمد بن عبد الله بن رِيذَة؛ قالا: أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتَري، ثنا علي بن بَحْر، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأَحْوَص بن حكيم، عن حبيب بن صُهَيْب، عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَنِيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل يطّلع على عباده ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويَدعُ أهلَ الحِقْد بحِقْدهم، حتى يَدَعوه"

(1)

.

1150 -

أخبرنا يحيى بن محمد، أنبأنا نَصْر بن عبد الرزّاق، أبتنا شُهْدَة، قالت: أبنا علي بن الحسين الرَّبَعِيّ، أبنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مَخْلَد، ثنا أبو جعفر محمد بن عَمْرو بن البَخْتَري، ثنا محمد بن عبد الملك الدَّقِيقِي، ثنا يزيد بن هارون، أبنا الحجّاج، عن مَكْحُول، عن كثير بن مُرَّة الحَضْرَمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل ينزلُ إلى السماء الدنيا ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لمن استغفرَ؛ إلّا لمشركٍ أو مُشاحِنٍ"

(2)

.

قال أبو جعفر الدَّقِيقِي: سمعتُ هشام بن خالد الدمشقي يقول: قال أبو خُلَيْد: "المُشاحِن: صاحبُ البدعة الخارجُ على أمّته".

وأما حديثُ أبي موسى الأَشْعَري:

1151 -

فأخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الهَيْجاء ومحمد بن المُحِبّ، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل الدمشقي، أبنا منصور بن علي الطبري، أبنا عبد الجبار بن محمد الخُوَارِيّ، أبنا أبو بكر البَيْهَقي، أبنا أبو عبد الله

(1)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 224/رقم: 593)، والرواية من طريقه.

(2)

الرواية كررها المصنف عن التي قبلها (رقم: 1144)، إلا أن التي قبلها رواها عن أحمد بن أبي طالب.

ص: 654

الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصَّغَانِيّ، ثنا أبو الأَسْوَد المصري

(1)

، ثنا ابن لَهِيعَة، عن الزُّبَيْر بن سُلَيْم، عن الضحّاك بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سمعت أبا موسى الأشعريَّ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ينزلُ ربُّنا إلى السماء الدنيا في النصف من شعبان، فيغفرُ لأهل الأرض؛ إلّا مشركٍ إلّا

(2)

مُشاحِن"

(3)

.

رواه ابن ماجه

(4)

، عن محمد بن إسحاق موافقةً.

ورواه أيضا

(5)

للوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، وأسقط: عن أبيه

(6)

.

ورواه حُمَيْد بن زَنْجويه في فضائل الأعمال

(7)

، عن أبي الأَسْوَد.

ورواه أبو زُرْعَة الدمشقي، عن مَرْوان بن محمد عن ابن لهيعة.

1152 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي، أبنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي. (ح).

وأخبرنا عبد الله بن الحسن الحافظ وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عُمَر وأحمد بن الحلبية وأحمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد البعلبكّي ومحمد بن أحمد بن سلامة بن رَيْحان المَوْصِلي وعبد الرحمن بن

(1)

كتب المصنف على الحاشية اليمنى بحذائه: "حاشية: هو النضر بن عبد الجبار".

(2)

ضبَّب عليها المصنف، وفي مصدر الرواية:"أو مشاحن".

(3)

الرواية من طريق فضائل الأوقات (رقم: 29) للبيهقي.

(4)

سنن ابن ماجه (رقم: 1390).

(5)

قبل الرواية السابقة.

(6)

عبارة (وأسقط: عن أبيه) كتبها المصنّف في الحاشية اليمنى وأشار إليها بعلامة اللحق بعد الرواية الأولى لابن ماجه، وصوابها هنا.

(7)

من طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 327).

ص: 655

إسماعيل بن عبد الرحمن بن عَمْرو بن الفرّاء وأبو بكر بن يوسف بن أبي بكر المِزِّي ومحمد بن أحمد بن أبي الهَيجاء وأحمد بن علي بن مسعود بن ربيع الكَلْبي وعبد الرحمن بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عَوَض وأخته فاطمة ومحمد بن المُحِبّ عبد الله بن أحمد وأبو بكر بن محمد بن الرَّضِيّ وحبيبة بنت عبد الرحمن المقدسيّون وعبد القادر بن عبد العزيز بن الملك عيسى بن أبي بكر بن أيوب وعبد المحسن بن عبد القدّوس الشعراوي ومحمد بن أحمد بن تَمّام؛ قالوا - سوى ابن تَمّام -: أبنا محمد بن إسماعيل خطيب مَرْدا، وقال ابن الفرّاء أيضًا وابن تمّام: أبنا عمر بن أبي نصر بن عُوّة النحّاس الجزري. (ح).

وأخبرنا عبد الرحيم بن علي بن عبد الرحيم البغدادي الدارَقَزِّي، أبنا يحيى بن علي بن عبد الله العطّار الحافظ.

قالوا: أبنا هبة الله بن علي بن سعود الأنصاري، أنا يحيى بن المُشَرِّف بن علي بن الخِضْر التمّار، أبنا أحمد بن سعيد بن أحمد بن نَفِيس، أنا علي بن الحسين بن بُنْدار قاضي أَذَنَة

(1)

، أنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فِيل الأَسَدي البالِسِي الإمام بأَنْطاكيَّة، ثنا الجَوْهَري، ثنا عُبَيْد بن أبي قُرَّة، ثنا ابن لَهيِعَة، عن الزُّبَيْر بن سُلَيْم، قال: سمعت الضحّاك بن عبد الله بن عَرْزَب على منبر دمشق، قال: حدثني أبي، عن أبي موسى الأَشْعَري، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله تعالى ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لكلّ مسلمٍ؛ إلّا لمشركٍ أو مُشاحِنٍ"

(2)

.

الجَوْهَري هو: إبراهيم بن سعيد الجَوْهَري.

(1)

معجم البلدان (1/ 133).

(2)

أخرجه ابن فيل في حديثه (رقم: 82)، والرواية من طريقه.

ص: 656

وأما حديثُ عائشة:

1153 -

فأخبرنا ابن شَيْبان، أبنا أبي، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن الزاغوني والأَنْصاري، قالا: ابنا ابن هَزارْمَرْد.

وأخبرنا أبو الفضل بن قدامة في كتابه، أنبأنا أبو الحسن بن المُقَيَّر، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو محمد بن هَزارْمَرْد، أبنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصَّيدَلاني، ثنا عبد الله بن حمد بن زياد، ثنا محمد بن عبد الملك، ثنا يزيد بن هارون.

وأبنا عيسى وابن أبي طالب، قالا: أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا الحموي، أبنا ابن خُزَيم، ثنا عبد بن حُمَيد، أنا يزيد بن هارون، أبنا الحجّاج - هو: ابن أَرْطاة -، عن يحيى بن أبي كثير، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسَه إلى السماء، فقال:

"أكنتِ تخافين أن يَحيف الله عليكِ ورسولُه؟ ".

قلت: ما بي ذاك يا رسول الله؛ ولكن ظننتُ أنك أَتَيْتَ بعض نسائك، فقال:

"إنّ الله ينزلُ إلى السماء الدنيا ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لأكثر من عدد شعر غنم كَلْبٍ"

(1)

.

لا يُعرف ليحيى سماعًا من عُرْوَة بن الزُّبَيْر، والحجّاج لم يسمع من يحيى

(2)

.

(1)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 1509)، والرواية الثانية من طريقه. وأخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 89) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. وأخرجه الإمام أحمد (43/ 146 - 147/ رقم: 26018) عن يزيد بن هارون، والترمذي (رقم: 739) عن أحمد بن منيع عن يزيد، وابن ماجه (رقم: 1389) - طريقين عن يزيد.

(2)

هو كلام الإمام البخاري كما في جامع الترمذي.

ص: 657

وهو في الأول من أمالي الخطيب، وأربعة مجالس [ ..... ]

(1)

الخُلْدي، وتسعة مجالس أبي سعد ابن البغدادي.

1154 -

(2)

أخبرتني زينب ابنة إسماعيل بن الخبّاز بقصر اللبّاد، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا عبد المُنْعِم بن كُلَيْب الحرّاني، عن صاعد بن سَيَّار وعبد القادر الرُّهاوي، عن نصر بن سَيَّار.

وأنبأنا أحمد بن أبي العلاء الحافظ وعبد الله بن عُمَر الورّاق وأحمد بن هبة الله بن محمد بن عُمَر الرّوذْراوَرْدي وأبو هُرَيْرَة واثلة بن الأَسْقَع وعبد الرزاق بن محمد بن الحسن بن أحمد العطّار - إجازةً -، قالوا: أبنا أبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، قالوا: أبنا أبو عامر محمود بن القاسم الأَزْدي، أبنا عبد الجبار بن محمد الجَرّاحي، أبنا أبو العباس محمد بن أحمد بن مَحْبوب، ثنا أبو عيسى الترمذي، ثنا أحمد بن مَنيع، ثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجّاج بن أَرْطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: فقدتُ رسول الله فخرجتُ فإذا هو بالبقيع، فقال:

"أكنتِ تخافين أن يحيف الله عليكِ ورسوله؟ ".

قلت: يا رسول الله إني ظننتُ أنك أتيتَ بعضَ النساء، فقال:

"إن الله ينزل ليلةَ النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كَلْبٍ".

حديث غريب، ويحيى بن أبي كثير لم يسمع من عُرْوَة، والحجّاج لم يسمع من ابن أبي كثير شيئًا

(3)

.

(1)

طمس في الأصل في هذا الموضع بقدر كلمة.

(2)

هذه الرواية كتبها المصنف في أسفل الصفحة السابقة (130 ب) بعرضها.

(3)

أخرجه الترمذي في جامعه (رقم: 739)، والرواية من طريقه.

ص: 658

1155 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، قال: أبنا علي بن أحمد وغيره، قالوا: أبنا أبو اليُمْن الكِنْدي. وأخبرنا القاسم بن عساكر، أبنا محمد بن غَسّان، أبنا أبو القاسم بن عساكر؛ قالا

(1)

: أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا علي بن إبراهيم المقرئ، ثنا محمد بن إسماعيل الورّاق، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل البصري وعلي بن محمد بن أحمد الفقيه، قالا: ثنا بَكْر بن سَهْل القرشي، ثنا عَمْرو بن هاشم البَيْرُوتي، ثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزلُ الله ليلةَ النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفرُ لعباده؛ إلّا لمشركٍ أو مُشاحنٍ"، الحديث. وهو في أربعي عبد الوهاب الصابوني

(2)

.

1156 -

أخبرنا عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الرحيم بن المُفَرِّج بن علي بن مَسْلَمَة الأموي، أبنا عمُّ أبي أحمد بن المُفَرِّج بن مَسْلَمَة، أنبأنا أبو الفتح بن البَطِّي ويحيى بن ثابت وأحمد بن المبارك المُرَقَّعاتي وشُهْدَة. (ح).

وأخبرتنا فَقْهاء ابنة إبراهيم، أنّ محمد بن سعيد بن الخازن أنبأها، قال: أبتنا شُهْدَة، قال ابن البَطِّي: أبنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خَيرُون، وقال يحيى وابن المُرَقَّعاتي: أبنا ثابت بن بُنْدار، وقالت شُهْدَة: أبنا ابن هريسة؛ قالوا أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا أبو جعفر الأَشْناني محمد بن الحسين بن حفص الكوفي - من كِتابه إملاءً -،

(1)

أبو اليمن الكندي وابن عساكر.

(2)

ذكرها في المعجم المفهرس (935).

ص: 659

ثنا عبّاد بن أحمد بن عبد الرحمن العَرْزَمي، قالْ حدثني عمّي، عن مُطَرِّف، عن الشَّعْبي، عن مَسْروق، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل ينزلُ في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيعتقُ من النار عددَ مِعْزَى كلبٍ، ويُنْزِلُ أرزاقَ السنة، ويَكتبُ الحاجَّ، ولا يتركُ أحدًا إلّا غَفَرَ له، إلّا قاطعَ رحمٍ، أو مشركٍ، أو مُشاحِنٍ"

(1)

. إسناده ضعيف

(2)

.

وهو عندنا في ثلاثة مجالس الجَوْهَري، لعَمْرو بن عبد الله عن مُطَرِّف، ليس فيه ذكرُ النزول.

(1)

أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 407 - 408)، والرواية من طريقه.

(2)

فيه عباد بن أحمد العرزمي؛ قال الدارقطني: متروك. الميزان (2/ 365).

ص: 660

‌باب مَن روى النزولَ يومَ عرفة

روي عن: جابرٍ، وأنسٍ، وعبد الله بن عُمَر، وأبي هُرَيْرَة، وعلي بن أبي طالب، وعائشة، وأمِّ سَلَمَة، وابنِ عبّاسٍ قولَه.

وروي عن: أبي الجَلْد

(1)

، وكَعْب، قولهما.

1157 -

ولفظُ أبي الجَلْد: "إن الله يجنحُ عشيّةَ عرفة إلى سماء الدنيا العصرَ، ينظر في أعمال بني آدم". رواهما عبد الله ابن الإمام أحمد في الردّ على الجهميّة

(2)

. كتبنا حديثَ جابرٍ وابنِ عُمَر في الجزء الثاني.

1158 -

وأخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنا محمد بن محمد بن الحسن بن السبّاك - إجازةً -، أبنا محمد بن عبد الباقي بن البَطِّي، أنا أبو بكر الطُّرَيْثيثي أحمد بن علي، ثنا هبة الله بن الحسن الطبري الحافظ

(3)

، أبنا علي بن محمد بن عُمَر، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أبو زُرْعَة، ثنا أبو نُعَيْم، ثنا مَرْزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهِلي، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يومُ عرفة إن الله ينزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكةَ

(1)

اسمه: جَيْلان بن فَرْوَة. انظر: الكنى والأسماء (1/ 429)، الاستغناء (1/ 531).

(2)

في السنة (رقم: 519، 1073)، وتصحّف فيه أبو الجلد إلى: أبو الخلد، وقال المحقق: لم أعرفه.

(3)

هو: اللالكائي.

ص: 661

فيقولُ: انظروا إلى عبادي، أَتَوْني شُعْتًا غُبْرًا قاصدين من كل فجٍّ عميق، أُشهِدُكم أنّي قد غفرتُ لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق، وفلان مرهق، وفلان وفلان، يقول الله عز وجل: قد غفرتُ لهم، - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما من يوم أكثرُ عتيقًا من النار من يوم عرفة"

(1)

.

هو أيضًا في فضل عشر ذي الحجة لابن بن أبي الدنيا

(2)

، والمجلس الثالث والعشرين والمائة من أمالي أبي القاسم بن السمرقندي، وفي الأول والثاني من حديث أبي سعد بن البغدادي.

رواه وكيعٌ وسعيد بنُ محمد الثقفي، عن مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهِلي.

أما حديث سعيد بن محمد، فهو عندنا في جزء الخِلَعي

(3)

الذي سمعناه من ابن عبد الدائم.

ورواه الطبراني في فضائل عشر ذي الحجّة

(4)

، لمحمد بن مَرْوان العُقَيْلي عن هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزُّبَيْر.

1159 -

أخبرني أبو عبد الله الذهبي، أبنا عمر بن محمد الفارسي، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا الحسن بن جعفر، أنا أبو غالب الباقلّاني، أبنا ابن بِشْران. وأخبرتنا ستّ العرب، أبنا جدي ابنُ البخاري - حضورًا -، أبنا ابن طَبَرْزَد. وأنا ابن السمرقندي أبو القاسم في المجلس الثالث والسبعين بعد

(1)

أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 439/ رقم: 751)، والرواية من طريقه.

(2)

فضل عشرة ذي الحجة (رقم: 19)، رواه عن أبي كريب عن أبي نعيم.

(3)

الخلعيات (ق 50/ ب).

(4)

فضل عشر ذي الحجة (رقم: 26). وكذا رواه ابن حبان (9/ 164/ رقم: 3853) وأبو يعلى (4 - 68/ رقم: 2090).

ص: 662

المائة، أبنا علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عبد الرحمن بن عيسى بن داود بن الجرّاح - بقراءتي عليه - وإبراهيم بن علي الحلبي - قراءةً عليه -، قالا: ثنا عبد الملك - وهو: ابن محمد بن بِشْران -، أنا أبو علي بن خُزَيْمَة

(1)

، ثنا عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقي، ثنا فُضَيْل بن الحسين الجَحْدَري، ثنا عاصم بن هلال، ثنا أيوب، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن أفضل أيام الدنيا أيامُ العشر".

قالوا: ولا مثلهنّ في سبيل الله؟ قال:

"إلّا من عفّر وجهَه في التراب، إنّ عشيّة عرفة ينزلُ الله فيه إلى السماء الدنيا، فيقول للملائكة: انظروا إلى عبادي، هؤلاء شُعْثًا غُبْرًا، جاءوني من كلّ فجّ عميق ضاحين، يسألوني رحمتي ولا يرَوْني، ويتعوّذون من عذابي ولمّا يرَوْني، فلم يُر يومٌ أكثر عتيقا ولا عتيقة منه، لا يُغفَر فيه لمُخْتال"

(2)

.

وقد كتبتُه عن أحمد بن أبي طالب عن ابن اللَّتِّي - إجازةً -، في الجزء الثاني.

وهو عندنا في فضائل العشر للضياء، وفي الجزء الخامس والثلاثين من تخريج الحافظ عبد الغني، وفي معجم الإسماعيلي

(3)

، وفي الجزء الخامس من حديث السَّرِيِّ بن سَهْل [بن خَرْبان]

(4)

الجُنْدَيْسابُوري.

(1)

أحمد بن الفضل بن عباس (ت 347 هـ). السير (15/ 515).

(2)

الرواية من طريق فوائد أبي علي بن خزيمة، انظر: المجمع المؤسس (1/ 225).

(3)

معجم شيوخ الإسماعيلي (1/ 326 - 327)، رواه عن أحمد بن الصقر بن ثوبان عن أبي كامل فضيل بن الحسين الجحدري.

(4)

كلمةٌ قُطع مكانُها من الورقة، فكتبتها استنادًا إلى ذكر الراوي في المؤتلف والمختلف (2/ 731) للدارقطني، والإكمال (2/ 437) لابن ماكولا.

ص: 663

قال الذهبي: "إسناده حسن، تابعه عَبْدان بن عثمان، أبنا خارجة بن مُصْعَب، عن أيوب به".

ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري، عن عبد السلام بن سليمان، عن أبي الزُّبَيْر.

1160 -

أخبرنا يحيى بن محمد، أنبأنا الحسن بن يحيى بن صبّاح، أنا عبد الله بن رِفاعة، أبنا علي بن الحسن الخِلَعي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عُمَر بن محمد ابن النحّاس، أنا أبو حفص عُمَر بن سليمان البغدادي، ثنا محمد بن أبي العَوّام الرِّياحي، ثنا أبي، ثنا سعيد بن محمد الثقفي، ثنا مَرْزُوق مولى طَلْحَة بن عبد الرحمن الباهِلي، ثنا أبو الزُّبَيْر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان يومُ عرفة ينزلُ الرب جلّ وعزّ إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكةَ فيقول: انظروا إلى عبادي، أَتَوْني شُعْثًا غُبْرًا من كل فجّ عميق، أُشهِدُكم أني قد غفرتُ لهم، فما من يومٍ أكثرُ عتيقًا من النار من يوم عرفة"

(1)

.

1161 -

(2)

أخبرنا محمد بن أحمد الحريري، أبنا الحسن بن محمد التَّيْمي، أبنا أبو رَوْح الهروي، أنا تميم بن أبي سعيد، أبنا علي بن محمد البَحَّاثي، أبنا محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو حاتم بن حِبّان الحافظ، أنا الحسين بن محمد بن مصعب السِّنْجي، ثنا محمد بن عُمَر بن هَيّاج، ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأَرْحَبي، حدثني عُبَيْدَة بن الأَسْوَد، عن القاسم بن

(1)

الرواية من الخلعيات، (الموضع السابق).

(2)

الرواية كتبها المصنف في أسفل الصفحة التالية (132 ب) بعرضها، لكن أشار في آخر هذه الصفحة (132 أ) إلى وضعه فيها فكتب في نهايتها:"يتلوه بمقلوبها: أبنا محمد بن أحمد الحريري"، فنقلته هنا.

ص: 664

الوليد، عن سِنان بن الحارث بن مُصرِّف، عن طَلحَة بن مُصَرِّف، عن مجاهد، عن ابن عُمَر قال: جاء رجلٌ من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كلماتٌ أَسألُ عنهنّ، قال:"اجلس".

وجاء رجلٌ من ثَقيفٍ فقال: يا رسول الله كلماتٌ أَسأل عنهنّ، فقال:"سبقك الأنصاري"،

فقال الأنصاري: إنه رجل غريب، وإن للغريب حقا، فابدأْ به، فأقبل على الثقفي فقال:

"إن شئتَ أجبتُك عما كنتَ تسألُ، وإن شئتَ سألتَني وأُخبرُك"، فقال: يا رسول الله أَجِبْني عما كنتُ أسألُ، قال:"جئتَ تسألُني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم"، فقال: لا والذي بعثك بالحق، ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئًا، قال:"فإذا ركعتَ فضَعْ راحتَيْك على ركبتيك، ثم فَرِّجْ بين أصابعك، ثم امْكُثْ حتى يأخذَ كلُّ عضوٍ مَأْخذَه، وإذا سجدتَ فمَكِّنْ جبهتَك، ولا تنقرْ نقرًا، وصلّ أولَ النهار وآخره"،

فقال: يا نبيّ الله، فإن أنا وصلْتُ بينهما؟ قال: "فأنتَ إذًا مصلٍّ، وصُمْ من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس

عشرة"، فقام الثقفي، ثم أقبل على الأنصاري فقال: "إن شئتَ أخبرتُك عما جئتَ تسألُ، وإن شئتَ سألتَني وأخبرُك"، فقال: لا يا نبي الله، أخبرْني عما جئتُ أسألُك، قال:

ص: 665

"جئتَ تسألُني عن الحاجّ، ما له حين يخرجُ من بيته، وما له حين يقومُ بعرفات، وما له حين يرمي الجمار، وما له حين يحلقُ رأسَه، وما له حين يقضي آخر طوافه بالبيت"،

فقال: يا نبيَّ الله، لا والذي بعثك بالحق ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئا، قال:

"فإنّ له حين يخرجُ من بيته أنّ راحلتَه لا تخطو خطوةً إلّا كُتب له بها حسنة أو حطّ عنه بها خطيئة، وإذا وقف بعرفة فإنّ الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شُعْثا غبْرًا، اشهَدُوا أني قد غفرتُ لهم ذنوبَهم وإن كانت عددَ قطر السماء ورملِ عالِجٍ، وإذا رَمَى الجمارَ لا يدري أحدٌ ما له حتى يُوَفّاه يوم القيامة، وإذا حَلَقَ رأسَه فله بكلّ شعرة سقطت من رأسه نورٌ يوم القيامة، وإذا قَضَى آخرَ طوافه بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه"

(1)

. حدّث به عن الأَرْحَبيِّ أيضًا: أبو كُرَيْب

(2)

. ويُروى نحوه من طريق خلّاد بن يحيى عن عبد الوهّاب عن مجاهد

(3)

.

1162 -

(4)

وأخبرنا بحديث ابن عُمَر أيضًا: جدِّي وأبو بكر بن الرَضِيّ، قالا: أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد، ثنا إسماعيل بن أحمد السَّمَرْقَنْدي، أبنا أحمد بن محمد بن النَّقُّور، ثنا عيسى بن علي الوزير -

(1)

أخرجه ابن حبان في صحيحه (5/ 205 - 207/ رقم: 1887)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 294) لأبي الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني عن أبي كريب.

(3)

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (1/ 423 - 424).

(4)

نقلتُ هذه الصفحة هنا لاتصال رواية ابن عمر.

ص: 666

إملاءً -، ثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأَشْعَث السِّجِسْتاني، ثنا محمد بن أيوب الصوفي، ثنا عبد الرحيم بن هارون الغَسّاني، عن عبد العزيز بن أبي رَوّاد، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان عشيةُ عرفة، باهى الله بالحاجّ، فيقولُ للملائكة: انظروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا، قد أَتَوني من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، أُشْهدُكم أني قد غفرتُ لهم؛ إلّا ما كان من تَبِعات بعضِهم بعضًا، فإذا كان غداةُ المزدلفة قال الله للملائكة: أُشْهدُكم أني قد غفرتُ لهم تبعاتِ بعضِهم بعضًا، وضمنتُ لأهلها النوافل"

(1)

.

(2)

وأمّا حديثُ أبي هُرَيْرَة، فقد تقدم من رواية يحيى بن جَعْدَة عنه

(3)

.

1163 -

ورواه ابنُ المبارك وغيرُه، عن يحيى بن عُبَيْد الله - أحدِ الضعفاء -

(4)

، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله لَينزلُ يومَ عرفة إلى السماء الدنيا، فيباهي ملائكتَه بعباده".

1164 -

وقال أبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن الشِّخِّير

(5)

: ثنا محمد بن السَّرِيّ بن عثمان، ثنا محمد بن عيسى المدائني، ثنا شبّابة بن سَوّار الفَزاري، ثنا يونس، عن مجاهد، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله ليباهي بأهل عرفاتٍ ملائكةَ أهل السماء، يقولُ: انظروا إلى

(1)

أخرجه عيسى بن علي الوزير ابن الجراح في أماليه (ق 191/ ب - مجموع 110)، والرواية من طريقه.

(2)

رجعنا إلى الموضع الذي توقفناه من الصفحة (132 أ).

(3)

مر برقم: (1109).

(4)

هو: ابن عبد الله بن مَوْهِب القرشي، قال في التقريب:"متروك".

(5)

في فوائده المنتقاة (ق 13/ أ - ب شيستر بيتي 3413).

ص: 667

عبادي هؤلاء، جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا"

(1)

.

وأما حديث علي بن أبي طالب

(2)

.

أما حديث عائشة:

1165 -

(3)

أخبرنا الذهبي، أبنا عبد الحافظ بن بَدْران ويوسف بن أحمد، قالا: أنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن أحمد، أبنا علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا إبراهيم بن مُنْقِذ، ثنا ابن وَهْب، عن مَخْرَمة بن بُكَير، عن أبيه، سمعت يونس بن سيف، عن ابن المسيّب قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما من يومٍ أكثرَ أن يُعْتِقَ الله عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه عز وجل ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة"

(4)

.

أخرجه مسلم

(5)

، عن هارون عن ابن وَهْب، وزاد:"فيقول: ما أراد هؤلاء".

1166 -

وأخبرنا محمد بن أبي الهيجاء ومحمد بن المُحِبّ، قالا: أبنا

(1)

فيه محمد بن عيسى المدائني، أورده الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (رقم: 486)، وانظر: الميزان (3/ 678). وأخرجه أبو القاسم الحرفي في فوائده (رقم: 36) عن حمزة بن محمد بن المدائني. وتوبع المدائني: فأخرجه الإمام أحمد (13/ 415/ رقم: 8047) عن أبي قطن وإسماعيل بن عمر، والحاكم (1/ 465) لأبي نعيم الفضل بن دكين، وابن حبان (9/ 163/ رقم: 3852) للنضر بن شُمَيْل، والبيهقي (5/ 58) لعبد الرحمن بن غزوان، جميعهم عن يونس بن إسحاق السبيعي.

(2)

جملة كتبها المصنف في رأس الصفحة، ولم يذكر تحتها نصًّا؛ إنما ذكره بعد ذلك في الصفحة المقابلة (133/ أ)، وسنكتبه هناك.

(3)

هذه الرواية كتبها المصنف أسفل الصفحة (131 ب) وكتب على الحاشية بحذائها: "يؤخَّر"، فأخّرتُه إلى هنا.

(4)

الرواية من السادس حديث المخلِّص (رقم: 1318).

(5)

الصحيح (رقم: 3288).

ص: 668

إبراهيم بن خليل، أبنا منصور بن علي المَخْزُومي، أبنا عبد الجبار بن محمد الخُوَاري، أبنا أحمد بن الحسين البَيْهَقي، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مُنْقِذ الخَوْلَاني، ثنا ابن وَهْب، عن مَخْرَمة بن بُكَيْر، عن أبيه، قال: سمعت يونس بن يوسف يحدث عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما من يومٍ أكثرَ أن يُعتِقَ الله فيه عبدًا من النار من يومِ عرفة، وإنه ليدنو، ثم يُباهي الملائكةَ فيقولُ: ما أراد هؤلاء؟ "

(1)

.

1167 -

أخبرنا به أعلى من هذا: يحيى بن محمد بن سَعْد، أنبأنا محمد بن محمد بن السبّاك والأَنْجَب بن أبي السعادات، قالا: أنا أبو المعالي بن الجَبّان اللَّحّاس، أنبأنا علي بن أحمد بن البُسْري، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا إبراهيم بن مُنْقِذ الخَوْلاني بمصر، ثنا عبد الله بن وَهْب، عن مَخْرَمة بن بُكَير، عن أبيه، قال: سمعت يونس بن يوسف يقول: عن ابن المسيّب قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يومٍ أكثرَ أن يُعْتِقَ الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكةَ"

(2)

.

1168 -

وأخبرناه متّصلا جدي وأبو بكر بن محمد بن الرَّضِيّ، قالا: أبنا أبو الحسن بن البخاري، أبنا عمر بن طَبَرْزَد، ثنا إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن البُسْري البُنْدار وأحمد بن محمد بن أحمد البزّاز ومحمد بن محمد بن علي الزَّيْنَبي الزاهد، قالوا: أبنا محمد - وهو: ابن عبد الرحمن المُخَلَّص -، فذكره دون قوله:"ما أراد هؤلاء"

(3)

.

1169 -

وأخبرناه داود بن إبراهيم، أبنا إبراهيم بن علي

(1)

الرواية من فضائل الأوقات للبيهقي (رقم: 180).

(2)

الرواية من المنتقى من حديث المخلص، وهو في المخلصيات (رقم: 1318).

(3)

المخلصيات (رقم: 1318).

ص: 669

وعبد الرحمن بن أحمد، قالا: أبنا داود بن مُلاعِب، أبنا أبو بكر بن الزاغُوني وأَنُوشَتْكِين الرِّضْواني، قال ابنُ الزاغوني: أبنا أبو نَصْر الزَّيْنَبي، وقال أَنُوشَتْكِين: أبنا ابن البُسْري - سماعًا -، قالا: أبا المُخَلِّص.

1170 -

وأخبرنا سليمان بن حمزة، أنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن أحمد الصَّيْدَلاني، أنا الحسن بن أحمد الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله

(1)

، ثنا يحيى بن سليمان، ثنا ابن وَهْب، حدثني مَخْرَمة بن بُكَيْر، عن أبيه، قال: سمعت يونس بن يوسف يقول: عن ابن المسيّب، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من يومٍ أكثرَ أن يُعْتِقَ الله عبدًا فيه من يومِ عرفة أو ليلتِه، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ "

(2)

.

وهو عندنا في الجزء الخامس والثلاثين من تخريج الحافظ عبد الغني المقدسي، قال: "صحيح، أخرجه مسلم والنسائي

(3)

وابن ماجه

(4)

، عن أصحاب ابن وَهْب".

وأما حديثُ عليّ بن أبي طالب

(5)

.

1171 -

فأخبرني محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبنا محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد، أبنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد، أبتنا شهدة ابنة أحمد، قالت: أبنا ثابت بن بُنْدار، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا

(1)

هو: الحافظ سمُّويه.

(2)

الرواية من فوائد سمويه كما في المعجم المفهرس (1272). وهو في مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم (4/ 27/ رقم: 3138)، ذكره من طرق.

(3)

سنن النسائي (رقم: 3006).

(4)

سنن ابن ماجه (3014).

(5)

هذه العبارة كتبها المصنف في الصفحة السابقة (132 ب) للإشارة إلى موضعها، ثم أعادها في هذه الصفحة، فأثبتُها مرّة بدون تكرار.

ص: 670

أبو سَهْل بن زياد، ثنا إبراهيم بن أحمد - هو: ابن عمر الوكيعي -، ثنا بَكْر بن محمد، ثنا حبيب بن عيسى القُمِّي أبو محمد، ثنا إبراهيم بن مِقْسَم، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب قال: وقف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يوم عرفة والناس مقبلون وهو يقول:

"مرحبًا بوفد الله - ثلاثًا - الذين إن سألوا أُعطوا، ويستجيبُ لهم دعاءَهم، ويضعِّفُ للرجل منهم الدرهمَ من نفقته بألف ألف ضِعْف، - ثم قال: - إذا كانت هذه العشيّةُ هبطَ الله تعالى إلى السماء، - ثم قال: - سبحانه هو أعظمُ من أن يزولَ من مكانه، سبحانه هو أعظمُ من أن يزولَ من مكانه - ثلاثًا -، ولكن هبوطُه إقبالُه على الشيء، يقول للملائكة: اهبطوا، فلو أن إبرةً أُلقيت لم تقع إلّا على رأس ملَك، - قال: - فيقول: يا ملائكتي ما يسألُ عبادي هؤلاء الذين جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا؟ فيقولون: يا ربّ يسألونك المغفرة، فيقول: أُشهِدُكم أني قد غفرتُ لهم، - قال: - ثم يقول: انقلبوا مغفورًا لكم - ثلاثًا -، فتكون الثالثةُ حين يدفع الإمامُ من عرفات"

(1)

.

هذا حديث باطلٌ موضوع، في إسناده غيرُ واحد من المجهولين، كتبتُه للمعرفة.

وأما حديثُ أمِّ سَلَمَة:

1172 -

فأخبرنا محمد بن أبي بكر بن طَرْخان، أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا ذاكِر بن كامل - إجازةً -، أنا محمد بن عبد الباقي الدُّوري، أنا محمد بن عبد الملك بن بِشْران، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر النَّيْسابُوري، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا شُجاع بن الوليد، قال: سمعتُ سليمان بن مِهْران، عن أبي صالح، قال: قالت أمُّ سَلَمَة: "نِعْم يومٌ ينزلُ الله فيه إلى السماء الدنيا"، قيل: أيّ يوم هو؟ قالت: "يومُ عرفة"

(2)

.

(1)

أخرجه أبو سهل بن زياد القطان في حديثه (ق 244/ ب - مجموع 85)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 95)، والرواية من طريقه.

ص: 671

رواه عن الأعمش أيضًا: عُقْبَة بن خالد، وجرير.

أما حديث عُقْبَة:

1173 -

فأخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا يوسف بن يعقوب بن المُجاوِر، أنبأنا سليمان بن محمد بن علي، أبنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أبنا عبد الله بن الحسن الخلّال، أبنا عُبَيْد الله بن أحمد الصَّيْدَلاني، أبنا يَزْداد بن عبد الرحمن الكاتب، ثنا أبو سعيد الأَشَجّ، ثنا عُقْبَة بن خالد، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أمّ سَلَمَة قالت:"نِعْمَ اليومُ يومُ ينزلُ الله فيه إلى السماء الدنيا"، قالوا: وأيّ يوم هو؟ قالت: "يومُ عرفة"

(1)

.

1174 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا محمد بن السبّاك، أبنا محمد بن عبد الباقي، أبنا أحمد بن علي، ثنا أبو القاسم الطبري الحافظ

(2)

، أبنا علي بن محمد بن عُمَر، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، أنا العبّاس بن يزيد، أبنا مَرْوان بن إسحاق، أبنا محمد بن أبي إسماعيل، عن خَيْثَمَة بن عبد الرحمن، عن أمّ سَلَمَة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل ينزلُ إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل عرفةَ ملائكتَه، يقول: انظروا إلى عبادي أَتَوْني شُعْثًا غُبْرًا، يا أهل عرفة قد غفرتُ لكم"

(3)

.

وأما حديثُ أنس:

1175 -

فأخبرنا أبو الفضل الحاكم - حضورًا - والقاسم بن أبي غالب -

(1)

أخرجه أبو سعيد الأشج في حديثه (رقم: 21)، والرواية من طريقه. وأخرجه الدارقطني في النزول (رقم: 96) عن يزداد بن عبد الرحمن الكاتب. وأخرجه اللالكائي في السنة (3/ 450 - 451/ رقم: 768) لعبد الرحمن بن أبي حاتم عن الأشج.

(2)

هو: اللالكائي.

(3)

أخرجه اللالكائي في السنة (3/ 450/ رقم: 767)، والرواية من طريقه.

ص: 672

سماعًا -، قالا: أنبأنا محمود بن إبراهيم بن مَنْدَه، زاد أبو الفضل: وأختاه أسماء وحُمَيْراء ابنتا إبراهيم بن مَنْدَه، قالوا: أبنا أبو الخير محمد بن أحمد بن عُمَر بن الباغْبان، أبنا إسماعيل بن مَسْعَدَة الإسماعيلي، ثنا عبد الواحد بن محمد المُنيري. وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي بكر ابن طَرْخان، قالا: أبنا إسماعيل بن إبراهيم التَّنُوخي، أبنا عُمَر بن محمد بن مَعْمَر، أبنا أبو غالب بن البنّا، أبنا أبو محمد الحسن بن علي الجَوْهَري، قال: أبنا، ثم اتفقا، ثنا الحسين بن عُمَر بن عِمْران الضرّاب، ثنا حامد بن محمد بن شُعَيْب البَلْخي، ثنا الحَكَم بن موسى، ثنا عطّاف بن خالد، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخَيْف، فأتاه رجل من الأنصار ورجلٌ من ثقيف، فسلّما عليه ودَعَوَا له دعاءً حسنًا، ثم قالا: جئنا يا رسول الله نسألُك، قال:

"إن شئتُما أخبرتُكما بما جئتُما تسألاني عنه فعلتُ"، وذكر الحديث، وفيه:

"وأما وقوفُك عشيّة عرفة، فإنّ الله عز وجل يهبطُ إلى السماء الدنيا، ثم يباهي الله بكم الملائكةَ، يقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شُعْثًا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي"، الحديث

(1)

.

1176 -

أخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أبتنا كريمة. (ح). وأخبرنا أحمد بن مُزَيْز بحماة، أبتنا صفيّة أخت كريمة ابنتا عبد الوهاب، قالتا: أنبأنا مسعود بن الحسن، أبنا المُطَهِّر بن عبد الواحد البُزاني، أنا أبو عُمَر بن عبد الوهاب، ثنا أبو علي الصحّاف، ثنا عبد الكريم

(1)

الرواية من طريق حديث ابن حُبَيْش الضرّاب، انظر: المجمع المؤسس (1/ 406). وأخرجه بطوله البزار في مسنده (كشف الأستار: 2/ 9 - 11/ رقم: 1083) للحسن بن الربيع، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 294 - 295) لمسدد، كلاهما عن عطاف بن خالد. وأعلّه الهيثمي في المجمع (3/ 276) بإسماعيل بن رافع، وقال عنه في التقريب:"ضعيف الحفظ".

ص: 673

- هو: الدَّيْرَعاقولي -، قال: قرأتُ على أبي مُصْعَب الزُّهْري، عن عَطّاف بن خالد، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أما وقوفُك عشيةَ عرفة، فإنّ الله تبارك وتعالى يهبطُ إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكةَ، فيقولُ: هؤلاء عبادي، جاؤوا شُعْثًا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبُهم بعدد الرمل وكعدد القَطْر وكزَبَد البحر لغفرتُها لهم، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ومن استغفرَ لكم"

(1)

.

1177 -

أخبرنا محمد بن قاضي حَرّان، أبنا علي اللَّمْتُوني وأحمد بن عساكر، قالا: أنبأنا محمد بن أبي بكر الراراني، أنا أبو الطيّب اللَّفْتُواني، أنا إسماعيل بن الفضل ابن الإِخْشِيذ، أنا أحمد بن الفَضْل الباطِرْقاني، أنا أبو عُمَر عبد الرحمن بن طلحة الطَّلْحي، ثنا الفَضْل بن الخَصِيْب، ثنا أبو عُمَر زُرارَة بن أبي مُصْعَب الزُّهْري المدني، حدثني أبي، عن العطّاف بن خالد، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فذكر الحديث بتمامه وفيه:"وأما وقوفُك عشيّةَ عرفة، فإن الله يهبطُ إلى السماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكةَ، فيقول: هؤلاء عبادي خرجوا شُعْثًا سُعْفًا من كل فجٍّ عميق، يرجون رحمتي"، الحديث.

وأما حديثُ ابن عبّاس:

1178 -

فقال القَعْنَبي: حدثنا سَلَمَة بن بُخْت، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس:"يومُ الحجّ الأكبر يومُ عرفة، وهو يومُ المباهاة، ينزلُ الله إلى السماء الدنيا"

(2)

.

(1)

الرواية من طريق حديث أبي عمر بن عبد الوهاب، وهو في جزء فيه من أحاديثه عن شيوخه (رقم: 1025 - ضمن مجموع الفوائد لابن منده).

(2)

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (5/ 19)، وابن عبد البر في التمهيد (1/ 124)، لإسحاق بن سليمان عن سلمة بن بخت.

ص: 674

‌باب من قال: ينزلُ في شهر رمضان كلَّ ليلة

1179 -

أخبرنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا أبو الفَضْل بن السبّاك، أبنا أبو الفتح بن البَطِّي، أنا أبو بكر الطُّرَيْثيثي، ثنا هبة الله اللّالَكائي، أبنا أحمد بن عُبَيْد، أبنا أحمد بن عيسى بن سُكَيْن، ثنا أبو عُمَر عبد الحميد بن محمد بن المُسْتام، ثنا أبي محمد بن المُسْتام، ثنا عُبَيْد الله بن عَمْرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن طارق بن عبد الرحمن قال: سمعت سعيد بن جُبَيْر يقول: سمعت ابن عباس يقول:

"إنّ الله يُمْهِلُ في شهر رمضان كلَّ ليلة إذا ذهب الثلثُ الأول من الليل هبط إلى سماء الدنيا، ثم قال: هل من سائلٍ فيُعطى؟ هل من مستغفرٍ فيُغفرَ له؟ هل من تائبٍ فيُتابَ عليه"

(1)

.

رواه محمد بن مُسْلِم بن وارة

(2)

، عن محمد بن يزيد بن سنان، عن يزيد - يعني: أباه -، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة

(3)

.

1180 -

وقال إِسْرائيل وأبو عَوانة: عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس:"إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا"، الحديث.

(1)

أخرجه اللالكائي في السنة (3/ 449 - 450/ رقم: 766)، والرواية من طريقه. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 513) لعبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو. وقال الشيخ الألباني في تخريجه: إسناده صحيح.

(2)

لعلّه في حديثة، انظر: المجمع المؤسس (2/ 62).

(3)

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 236/ رقم: 3356)، لأبي حاتم الرازي عن محمد بن يزيد بن سنان؛ إلا أنه رفعه بلفظ مقارب.

ص: 675

أخرجه عثمان الدارمي

(1)

وابن خُزَيْمَة

(2)

.

1181 -

أخبرني أبو عبد الله الحافظ الذهبي، أبنا أبو المعالي الأَبَرْقُوهي، أبنا ظَفَر بن سالم ببغداد. وأخبرناه عاليًا أحمد بن أبي طالب، عن إجازة ياسَمين بنت سالم؛ قالا: أبنا هبة الله بن أحمد القصّار، أبنا أبو الغنائم محمد بن أبي عثمان، أبنا محمد بن أحمد بن القاسم المَحامِلي، ثنا أبو عمر الزاهد، ثنا أحمد بن عُبَيْد الله النَّرْسي، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، ثنا ابن أبي ليلى، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس في قوله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرّعد: 39]، قال:

"ينزلُ الله تعالى إلى السماء الدنيا في شهر رمضان، فيدبّرُ أمرَ السماء

(3)

، فيمحو ما يشاء؛ غيرَ الشقاء والسعادة والموت والحياة"

(4)

. رواه خُشَيش بن أَصْرَم، عن عُبَيْد الله بن موسى

(5)

.

1182 -

قال الإمام أبو بكر الخلّال في كتاب السنة

(6)

: حدثنا أحمد بن المُخَبَّل بحِصْن مَسْلَمَة، ثنا إسماعيل بن رجاء، عن مَعْقِل بن عُبَيْد الله، عن الوليد بن عُبَيْد الله بن أبي رباح، أن زيادًا النُّمَيْري بينا هو

(1)

في الرد على الجهمية (رقم: 134).

(2)

لم أجده في الصحيح ولا في التوحيد.

(3)

كتب المصنف على الحاشية اليمنى بحذاء هذه الكلمة: "السنة"، وفوقها حرف خ، يعني: في نسخة.

(4)

الرواية من طريق حديث أَبي عمر الزاهد غلام ثعلب - برواية محمد بن أحمد المحاملي -، انظر: المجمع المؤسس (2/ 353). وأخرجه البيهقي في القضاء والقدر (رقم: 259)، عن أبي الحسين ابن بشران عن أبي عمر الزاهد.

(5)

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 338) عن سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى. وأخرجه ابن جرير في التفسير (13/ 559) ليحيى بن عيسى عن ابن أبي ليلى، وفيه:"أمر العباد".

(6)

ليس في المطبوع منه.

ص: 676

يحدّث أن الله ينزل ليلةَ النصف من شعبان فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ فقال عطاء: من هذا المحدِّث؟ فقلت: هذا زياد النُّمَيْري، فقال: سبحان الله! لقد طوّل هذا على الناس، ليلة واحدة في السنة!؟ أحسبُه قال: ثنا ابن عباس أنه قال: "ينزلُ الله تعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأوسط، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ ومن يسألني فأعطيَه؟ ويتركُ أهلَ الحقد بحقدهم"، قال مَعْقِل: فقلت: يا أخي، ومن يعني عطاءُ بأهل الحقد؟ قال: هم أهلُ الكفر.

الوليد هو: ابن أخي عطاء بن أبي رباح، وإسماعيل هذا جَزَرِيٌّ، ضعّفهما الدارقطني

(1)

.

1183 -

أخبرني محمد بن أحمد الفارِقي، أبنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أبنا محمد بن راجِح، أخبرتنا شُهْدَة، أبنا محمد بن عبد السلام، أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا أبو العباس ابن حَمْدان، أنا محمد بن إبراهيم البوشَنْجِي، ثنا يوسف بن عَدِيّ، ثنا عُبَيْد الله بن عَمْرو، عن زَيْد بن أبي أُنَيْسَة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال:"خلق الله الأرضَ قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسوّاهن في يومين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها"

(2)

. مختصر من حديث طويل ذكره البخاري في صحيحه

(3)

.

(1)

سنن الدارقطني (4/ 42/ رقم: 3064)، والضعفاء والمتروكون (رقم: 84).

(2)

الرواية من طريق المصافحة للبرقاني، كما صرّح به الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 301).

(3)

الصحيح (كتاب التفسير/ سورة حم السجدة)، قال: وقال المنهال عن سعيد قال: قال رجل لابن عباس: إني لأجد في القرآن أشياء تختلف علي، فذكره. وفي هدى الساري (ص 58):"روية المنهال بن عمرو وصلها البخاري في طريق أبي ذر في آخر المتن، فقال: حدثنيه يوسف بن عدي". قلت: وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 300 - 302/ رقم: 10594) بطوله، عن أحمد بن ؤشدين المصري عن يوسف بن عدي.

ص: 677

1184 -

أخبرني أعلى من هذا: أبو الفَضْل ابن الحموي، أبنا عثمان بن علي، أنبأنا السِّلَفي، أبنا محمد بن عبد السلام، فذكره.

1185 -

وعندنا في عاشر فوائد المُخَلِّص

(1)

: عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عُمَر رفعه:"إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضان، فتِّحت أبوابُ الجِنان كلُّها الشهرَ كلَّه، ونادى منادٍ في السماء كلَّ ليلة إلى انفجار الصبح: يا باغيَ الشرِّ انتهِ، ألا من مستغفرٍ"، الحديث.

1186 -

(2)

أخبرنا أبو الفضل الحاكم إجازةً، أنبأنا علي بن المُقَيَّر، أنبأنا أبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن نصر ابن الزاغوني، أنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حمّاد الواعظ المعروف بابن المُتَيَّم الصوفي، ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البُهْلُول بن حسّان الأَنْباري، ثنا جدِّي، ثنا أبي، عن محمد بن يونس بن خَبَّاب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان أولُ ليلة من رمضان، فُتِّحت أبوابُ الجِنان كلُّها، لا يُغلق منها بابٌ واحدٌ الشهرَ كلَّه، وغُلِّقت أبواب النيران، فلم يُفتَح منها بابٌ واحدٌ في الشهر كلِّه، وغُلَّت عُتَاةُ الشياطين، ونادى منادٍ من سماء الدنيا كلَّ ليلةٍ إلى انفجار الصبح: يا باغيَ الخير هَلُمَّ، ويا باغيَ الشَّر انتَهِ، هل من مستغفرٍ فيُغفرَ له؟ هل من تائبٍ فيُتابَ عليه؟ هل من سائلٍ فيُعطى سؤلَه؟ هل من داعٍ فيُستجابَ له؟ ولله عز وجل عند فطر كلّ ليلةٍ عُتَقاءُ يُعْتَقون من النار"

(3)

.

(1)

المخلصيات (2388).

(2)

هذه الرواية كتبها المصنف أسفل الصفحة المقابلة (136 أ) بعرضها.

(3)

الرواية من طريق حديث أَبي الحسين بن المتيَّم، انظر: المجمع المؤسس (1/ 580 - 581). =

ص: 678

روى التِّرْمِذِي

(1)

وابن ماجه

(2)

وابن خُزَيْمَة

(3)

نحوَه، من حديث أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة.

وهو عندنا في مجلس ابن عساكر الخامس بعد الأربعمائة في فضل شهر رمضان

(4)

.

ورُوي من حديث ابن مسعود، وهو عندنا فى فضائل الأوقات للبيهقي

(5)

.

* * *

= وأخرجه أبو حفص بن شاهين في فضائل شهر رمضان (رقم: 11)، عن يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن البهلول.

(1)

الجامع (رقم: 682).

(2)

السنن (رقم: 1642).

(3)

صحيح ابن خزيمة (3/ 188/ رقم: 1883).

(4)

أمالي ابن عساكر في فضائل رمضان والصيام (ق 171/ ب - مجموع 98)، رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

(5)

فضائل الأوقات (رقم: 51).

ص: 679

(1)

‌ باب في نزول الله إلى الأرض

1187 -

أخبرنا جدِّي وأبو بكر ابن الرَّضِيّ، قالا: أبنا ابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد، أنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أبنا محمد بن هبة الله اللالَكائي، أبنا محمد - وهو: ابن الحسين بن الفضل -، أبنا عبد الله - وهو: ابن جعفر -، ثنا يعقوب - وهو: ابن سفيان -، حدثني يوسف بن عَدِيّ، ثنا عُبَيْد الله بن عَمْرو، عن زَيْد بن أبي أُنَيْسَة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، قال سعيد: جاء رجلٌ فقال: يا أبا عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلفُ عليَّ، الحديث، وفيه: فقال ابن عباس:

"وأما قوله: {السَّمَاءُ

(2)

بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النَازعَات]، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسوّاهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، ودَحْيُها أي: أخرج منها الماءَ والمَرْعى، وشقَّ فيها الأنهارَ، وجعلَ فيها السبلَ، وخلق فيها الجبالَ والرمالَ والأكوامَ وما بينهما في يومين آخرين، فذلك {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النَازعَات]، وقوله:{أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)} [فُصلَت]، فجعل الأرضَ وما فيها من شيءٍ في أربعة أيام، وجُعِلت السموات في يومين"

(3)

.

(1)

هذا الباب كتبه المصنف على الصفحة (118 ب) وكتب على رأسه: "يؤخّر"، فرأيته أن أنقله هنا.

(2)

كتب المصنف: (والسماء).

(3)

الرواية من المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان (1/ 527 - 530).

ص: 680

‌باب نزول الله جل ثناؤه يوم القيامة

وقول الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} البَقَرَة: 210]، وقوله:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر: 22]

1188 -

رواه أبو هُرَيْرَة. وهو في صحيح مسلم، لسليمان بن يَسار عنه

(1)

. ورُوِي عن الأَغَرّ عنه، وعن محمد بن كَعْب عنه، في حديث الصور، في عوالي أبي عاصم لابن خليل

(2)

. وهو من حديث شُفَيّ عن أبي هُرَيْرَة، في الإخلاص لابن أبي الدنيا

(3)

.

1189 -

ورُوِي عن أبي عُبَيْدَة بن عبد الله عن مَسْرُوق عن عبد الله،

(1)

تخريج المصنف هنا وقع موافقًا لتخريج الذهبي في العلو (رقم: 198)؛ ولا يصح عزو هذا الحديث لصحيح مسلم. إنما أخرجه الترمذي (رقم: 2382) والحاكم (1/ 418 - 419) وابن خزيمة في صحيحه (4/ 115 - 116/ رقم: 2482)، من طريق شُفَيّ الأَصْبَحِي عن أبي هريرة قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، فذكره بطوله، وفيه قصّة. أما الإمام مسلم فإنه أخرج حديثًا آخر، وليس فيه ذكر النزول، أخرجه (رقم: 1905) ليونس بن يوسف عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة. وأفاده الألباني فى مختصر العلوّ (ص 110).

(2)

حديث محمد بن كعب عن أبي هريرة أخرجه بطوله أبو الشيخ في العظمة (3/ 821 - 837/ رقم: 386). وهو من طريق أبي عاصم النبيل في الأحاديث الطوال للطبراني (رقم: 36).

(3)

لم أجده في الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا.

ص: 681

وهو عندنا في الرؤيا للدارقطني

(1)

، بدون ذكر مَسْرُوق، وفي الجزء الثالث من حديث ابن حيّويه

(2)

بذكر مَسْرُوق.

وُيروى عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وهو في مسند الدارمي

(3)

.

1190 -

ورُوِي عن أبي حازم، عن عبد الله بن عَمْرو قولَه

(4)

.

1191 -

وعن ابن عبّاس قولَه ومرفوعًا

(5)

.

1192 -

ورُوِي عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بإسنادٍ فيه مَقَال

(6)

.

1193 -

وأَبان بن أبي عيّاش، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

رؤية الله (رقم: 178).

(2)

حديث ابن حيويه الخزاز (ج 3/ ق 6 أ - مجموع 93).

(3)

سنن الدارمي (3/ 1845/ رقم: 2842)، ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - وقد سُئل عن المقام المحمود -. "ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئطُّ كما يئطُّ الرحْل الجديد من تضايقه" الحديث.

(4)

أخرجه ابن جرير (17/ 437) وابن أبي حاتم في التفسير (2/ 372/ رقم: 1958) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 693 - 694/ رقم: 284)، كلهم لمعتمر بن سليمان عن عبد الجليل عن أبي حازم، ولفظه:"يهبط الله حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب، منها النور والظلمة والماء، فيصوّت الماء في تلك الظلمة صوتا تنخلع له القلوب". قلت: وروي عن عبد الله بن الصامت عن عبد الله بن عمرو، وهو في تفسير ابن مردويه - كما في الدر المنثور (15/ 184).

(5)

الموقوف أخرجه أبو يعلى - كما في المطالب العالية (14/ 512/ رقم: 3543) - وابن أبي حاتم في التفسير (2/ 372/ رقم: 1960) لعكرمة عنه، ولفظه:"يأتي الله عز وجل يوم القيامة في ظلل من السحاب؛ قد قُطعت طاقات". وأما المرفوع فأخرجه ابن جرير (1/ 609 - 610)، ولفظه: إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفًا، وذلك قوله تعالى:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210] "، وفيه زمعة بن صالح، وهو ضعيف كما في التقريب.

(6)

لم أعثر على تخريج له.

ص: 682

"يهبطُ الربُّ من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه، ثم يخرجُ عنقٌ من النار"، الحديث. رواه أبو أحمد العسّال في السنة.

1194 -

وعن أنس بن مالك قولَه، رواه عثمان الدارمي

(1)

: تلا {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]: "يبدّلها الله يوم القيامة بأرضٍ من فضّة لم يُعْمَل عليها الخطايا، ينزلُ عليها الجبار".

1195 -

وقال الإمام أحمد في كتاب الناسخ والمنسوخ من القرآن: حدثنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَر، عن قتادة في قوله:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210] قال: "يأتيهم الله في ظلل من الغمام، وتأتيهم الملائكة عند الموت"

(2)

.

1196 -

أخبرنا عيسى المُطَعِّم سماعًا، وسليمان بن حمزة - حضورًا -، قالا: أبنا عبد الله بن عُمَر بن علي، أبنا سعيد بن أحمد، أبنا محمد بن محمد الزَّيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زُنْبُور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا الحسن بن يحيى بن كثير، ثنا أبي، ثنا سُلَيْم بن أخضر، عن التَّيْمي، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ينادي منادٍ بين يَدَيْ الصيحة: يا أيها الناس أتتكم الساعة - ومدّ بها التَّيْميُّ صوتَه، قال: - فيسمعُه الأحياءُ والأمواتُ، وينزلُ الله تعالى إلى سماء الدنيا، ثم ينادي منادٍ: لمن الملكُ اليومَ، لله الواحد القهار"

(3)

.

(1)

في الرد على الجهمية (رقم: 141)، عن عبد الله بن صالح المصري قال: حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك. قلت: وأخرجه ابن جرير (13/ 731 - 732) عن أبي إسماعيل الترمذي عن أبي صالح عبد الله بن صالح.

(2)

وأخرجه ابن جرير (3/ 608) وابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 373/ رقم: 1965) عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق، وهو في تفسير عبد الرزاق (1/ 82).

(3)

أخرجه أبو بكر بن أبي داود في البعث (رقم: 19)، والرواية من طريقه.

ص: 683

إسناده قويّ.

رواه أبو الليث يزيد بن جَهْوَر، عن الحسن بن يحيى بن كثير العَنْبَري.

خالفه المُعْتَمِر بن سليمان:

1197 -

فقال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجَاني في كتاب النوّاحين: حدثنا أبو النُّعْمان، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، ثنا أبو نَضْرَة، عن ابن عباس قال:"ينادي منادٍ بين يَدَيْ الصيحة: يا أيها الناس أتتكم الساعةُ، يسمعُها الأحياءُ والأمواتُ، - قال: - وينزلُ الله إلى السماء الدنيا، فينادي منادٍ: لمن الملكُ اليومَ، لله الواحد القهار"

(1)

.

1198 -

قال أبو العباس السرّاج في كتاب الردّ على الجهميّة له: أبنا الحسين بن يزيد الطحّان - صدوق -، ثنا عبد السلام بن حَرْب، عن أبي خالد الدالاني، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي هُرَيْرَة قال:"يُحشر الناس حفاةً، عُراةً، مُشاةً، قيامًا أربعين سنة، شاخصةً أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصلَ القضاء، يُلْجِمُهم العرَق، وينزلُ الله في ظلل من الغمام إلى العرش، ثم يقول: اكسوا إبراهيم، فيُكسى قبطيَّتين"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فأُكسى حلّةً من حُلَل الجنة، وأقومُ عن يمين العرش، ليس أَحدٌ يقوم ذلك المقامَ غيري"

(2)

.

(1)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 177 - 178/ رقم: 220) واللالكائي (2/ 222 - 223/ رقم: 366) من طريقين عن معتمر. وأخرجه الحاكم (2/ 437) لجرير عن سليمان التيمي، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

(2)

أخرجه الترمذي (رقم: 3611) عن الحسين بن يزيد الطحان، واقتصر على المرفوع منه فقط، ثم قال:"هذا حديث حسن غريب صحيح". وضعفه الألباني في تخريج المشكاة (رقم: 5766).

ص: 684

المشهورُ: خبرُ المِنْهال، عن أبي عُبَيْدَة، عن مَسْروق، عن عبد الله

(1)

.

1199 -

قال أحمد بن سيّار المَرْوَزي في كتاب الردّ على الجهمية: ثنا أنس بن أبي أُنَيْسَة الرُّهاوي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن طَلْحَة بن زَيْد، عن رجلٍ، عن كَعْب قال:"أربعةُ أَجْبُلٍ، كلُّ جبل منها لؤلؤةٌ تُضيءُ ما بين المشرق والمغرب: لبنان، والجودِيّ، والطور، والجليل، فيُسَيِّرُها الله فتكون في زوايا بيت المقدس، فيأتي الربُّ بعرشه فيكون عليها". رواه ابنُ لهيعة، عن أبي قَبِيل، عن كَعْب، بنحوه. والطريقان ضعيفان

(2)

.

1200 -

وروى محمد بن سَعْد العَوْفي: ثنا أبي، ثنا عمي الحسين بن الحسن بن عطيّة العَوْفي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:" {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] يعني: تَشَقَّقُ السماء حين ينزلُ الرحمن عز وجل"

(3)

.

1201 -

قال [عبد الله بن]

(4)

عَدِيّ الحافظ

(5)

: حدثنا محمد بن هارون بن حُمَيْد، ثنا محمد بن حُمَيْد الرازي، ثنا إبراهيم بن المُخْتار، ثنا ابن جُرَيْج، أنّ زُمْعَة بن صالح أخبره، أن سَلَمَة بن وَهْرام أخبره، أن عِكْرِمَة مولى ابن عباس أخبره، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ من الغمام طاقاتٍ يأتي الله فيها، محفوفة بالملائكة، وذلك

(1)

مر ذكره برقم: (848).

(2)

أورده الذهبي في الأربعين في الصفات (رقم: 159)، وقال:"والطريقان واهيان"، ويبدو أن ابن المحب ينقل منه.

(3)

خرّجه السيوطي في الدر المنثور (15/ 57) من تفسير ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه النزول.

(4)

الكلمة تمزق موضعها في الأصل.

(5)

في الكامل في الضعفاء (1/ 252) في ترجمة إبراهيم بن المختار.

ص: 685

قوله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} [البَقَرَة: 210].

قال ابن عَدِيّ: وهذا الحديثُ بهذا الإسناد لا أعرفُه عن إبراهيم بن المُخْتار إلّا من رواية ابن حُمَيْد عنه

(1)

.

1202 -

وقال أبو عاصم خُشَيْش بنُ أَصْرَم النسائي - أحدُ الأئمّة

(2)

-: حدثنا عارِم، ثنا حمّاد بن زَيْد، عن عَمْرو بن دينار، عن عُبَيْد بن عُمَيْر قال:"إذا مضى شطرُ الليل، أو بقي ثلثُ الليل، فإن الله عز وجل ينزلُ إلى السماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ ".

1203 -

قال خُشَيْش

(3)

: "وممّا يدلُّ على أن الله عز وجل ينزل كيف شاء: صعودُه إلى السماء، واستواؤُه على العرش، فإن زعمت الجهميةُ: فمَن يَخْلُفُه إذا نزل؟ قيل لهم: فمن خَلَفَه في الأرض حين صعد؟ علمُه بما في الأرض كعلمه بما في السماء، وعلمه بما في السماء كعلمه بما في الأرض سواء لا يختلف، ومما يدلُّ على ذلك: قولُ الله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البَقَرَة: 210]، وقولُه: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158]، وقولُه: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الكهف: 48]، وقولُه: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا} [الأحقاف: 34]، وقولُه: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر: 22] ".

1204 -

قال خُشَيش

(4)

: وإنما سُمّوا الملائكة المقرّبون بقربهم من

(1)

محمد بن حميد الرازي: قال في التقريب: "حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه"، وانظر الميزان (3/ 530) فقد نقل الذهبي تضعيفه عن جماعة من الحفاظ.

(2)

في كتابه الاستقامة والرد على أهل الأهواء، كما

(3)

ذكر كلامه بمعناه الملطي في التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص 113).

(4)

انظر: التنبيه والرد (ص 115 - 116).

ص: 686

الله عز وجل دون جميع خلقه، وإنما تحيّرت الجهميّةُ وضلّتْ عقولُهم، حين قالوا: إن الله لا يخلوا منه شيءٌ، ولا يزولُ عن موضعه، فأسرع إلى الجُهّال قولُهم، وكذلك قال الله عز وجل ولكن ليس بمنزلة الخلق في نزوله؛ لأنه ليس أحدٌ من الخلق يصعدُ من مكانٍ وموضعٍ كان فيه إلى مكانٍ غيره إلّا وهو زائلٌ عن موضعه ومكانه الأول بنفسه وعلمه؛ لجهله بما يحدثُ بعده على مكانِه وموضعِه الأول، وإن الله عز وجل إذا استوى من الأرض إلى السماء، أو نزل من سماءٍ إلى سماء، أو إلى أرضٍ، لم يَعْزُبْ عن علمه شيءٌ في السموات ولا في الأرض، علمُه بما فيهنّ بعد الاستواء وبعد الزوال

(1)

كعلمه بهنّ قبل ذلك، لم ينقص الاستواء [في النزول]

(2)

من علمِه، ولا زاد تركُه في علمِه، [فمن كان هذا حاله]

(3)

فليس بزائلٍ عن خلقه، ولا خلقُه [بخالٍ من علمِه تبارك الله رب العالمين]

(4)

.

1205 -

قال أبو منصور مَعْمَر بن أحمد الصُّوفي

(5)

: سمعتُ أبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك يقول: قصدتُ مجلسَ علي بنِ سَهْل، فكان يتكلَّمُ في أهوال القيامة، فقرأ حديثَ ابن عباس في نزول الملائكة أهلِ سماء سماء إلى الأرض، فيقولُ الخلقُ: أفيكم ربُّنا؟ فيقولون: لا؛ ولكن هو آتٍ، فرأيتُ عليَّ بنَ سَهْل رحمه الله كلما قال: لا ولكن هو آت، كأنه يشاهدُ الحقَّ تعالى، ففزّع قلبي رحمه الله.

* * *

(1)

هكذا بخط المصنف، وفي التنبيه والرد:"وبعد النزول"، وهو الصواب.

(2)

ما بين المعقوفين بيّض له المصنّف في الأصل، وقد استدركتُه من التنبيه والرد (ص 116) للملطي.

(3)

من التنبيه والرد (1/ 116) للملطي، وهو بياض في الأصل.

(4)

منه كذلك.

(5)

الأصبهاني، توفي سنة (418 هـ). تاريخ الإسلام (82/ 454).

ص: 687

(1)

‌ الخامس من كتاب الصفات فيه أحاديثُ الأصابع

(2)

(1)

جرى الانتقال إلى هذه الورقة من المخطوط بعد ختام الورقة (136)؛ لأن الأوراق من (138) حتى (188) كتبت فيها نصوص وأحاديث ليست على شرط كتاب الصفات، وإن كانت بخط ابن المحب رحمه الله، فلعلها من أحد مؤلفاته ومسوداته الأخرى.

(2)

كتب أسفل الصفحة بخط يوسف بن عبد الهادي: ناولني هذا الجزء وما قبله وما بعده، وأجاز لي أن أرويه عنه وجميع ما يجوز له وعنه روايتُة، بشرطه عند أهله: الشيخُ الإمامُ الرُّحْلَةُ نظامُ الدين ابنْ مفلح، بإجازته من مُخَرِّجه ابنِ المحب، وصحّ ذلك يومَ الأربعاء خامس شهر الله المحرّم سنة سبعين وثمانمائة.

وكتب: يوسف بن حسن بن عبد الهادي

ص: 689

‌الجزء الخامس من كتاب صفات رب العالمين

فيه: تلخيص البيان في أحاديث أصابع الرحمن لمحمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي

ص: 690

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلّا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

‌باب ذكر الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثبات الأصابع لله رب العالمين

وقول الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] وقولِه: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} [الأنعام: 110]، وقولِه تعالى:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، وقولِه تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ (24)} [الأنفال: 24]

1206 -

وسُئل سفيان بن عُيَيْنَة عن أحاديثِ الأصابعِ والتعجّبِ والضحكِ، فقال:"هي كما جاءت، نُقِرُّ بها ونُحَدِّثُ بها، بلا كَيْف"

(1)

.

(1)

اختصره المصنّف هنا. وأخرجه أبو داود المراسيل (ص 182)، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن أحمد بن نصر عن سفيان، مطوَّلًا. وأخرجه الدارَقُطْني في الصفات (رقم: 63) لإسحاق بن يعقوب عن أحمد بن إبراهيم الدورقي.

ص: 691

1207 -

وفي الزَّبور: "أضعُ أصبعي في قلب من هويتُ أن يكون بَرًّا".

1208 -

وفيه: "إلهي إن قلبي بين أصبعيك، وفي قبضتك، وبين عينيك، وفي نظرك، ترعاه بقدسك، وتنظر إليه بمجدك، لا يخرج عن طاعتك إلا بك، ولا يصل إلى هداك إلا بك، ولا يهتدي إلا بهداك، ولا يضل إلا بضلالتك".

1209 -

وفيه: "تدري يا داود لم اتخذتُ إبراهيم خليلا؟ قلَّبْتُ قلبَه فأصبتُه، على الآباء والأمهات، فجعلته لي خليلا".

روي في هذا الباب عن: أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وسَبْرَة بن فاتِك، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عَمْرو، وعبد الله بن عُمَر، وعبد الله بن مسعود، ونُعَيْم بن همّام، والنوّاس بن سَمْعان، وأبي ذرّ، وأبي هريرة، وعائشة، وأمّ سَلَمَة، وأسماء بنت يزيد، وعن عَوْن بن عبد الله مُرْسَلًا.

أما حديثُ أنس: فسيأتي

(1)

.

ذكرنا الاختلافَ في بعض طرقه على الأَعْمَش في ترجمة جابر. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143].

1210 -

قال أَسْباط بن نَصْر: عن السُّدِّي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال:"لم يتجلَّ منه إلا مثلُ الخِنْصَر"، {جَعَلَهُ دَكًّا} قال:"ترابًا".

(1)

انظر؛ (رقم: 1171).

ص: 692

فى السنة للطبراني

(1)

1211 -

وقال يزيد بن حازم، عن عِكْرمَة:"كان حجرًا أصمَّ، فلما تجلّى له صار تلًّا ترابًا، دكًا: من الدكَوَات"

(2)

.

1212 -

وروى حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قال: "وضع إبهامَه على قريبٍ من طرف أنملة خِنْصَره، فساخ الجبل"، فقال حُمَيْدٌ لثابتٍ: تقول هذا!؟ فرفع ثابتٌ يدَه فضرب بها صدرَ حُمَيْد وقال: يقولُه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولُه أنس، وأنا أكتمُه!؟ أخبرني بذلك أبو الفضل الحاكم - إذنًا -، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا الحافظ عبد العزيز بن الأَخْضَر، أبنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي ويحيى ابن الطَّراح، قالا: أبنا أبو الحسين بن النَّقُّور، أبنا أبو القاسم عُبَيْد الله بن محمد بن إسحاق بن حَبَابَة.

وأخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبنا عبد الرحيم بن عبد الملك وإسماعيل ابن العسقلاني وغيرُهما، قالوا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا إسماعيل ابن السمرقندي، أبنا أحمد بن محمد بن أحمد البزّاز، أبنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حَبَابَة البزّاز. (ح).

قال ابن السمرقندي: وأناه أحمد، قال: أنا عيسى بن علي بن عيسى؛ قالا: أبنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو خالد هُدْبَة بن خالد القَيْسي البصري - إملاءً من حفظه -، قال: ثنا حمّاد بن سَلَمَة، فذكره.

(1)

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 484) وعبد الله بن أحمد في السنة (رقم: 504) وابن جرير (10/ 427) وابن أبي حاتم في التفسير (5/ 1560/ رقم: 8941)، لعمرو بن محمد العنقزي عن أسباط بن نصر.

(2)

عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 561) إلى ابن المنذر.

ص: 693

وأبنا به أعلى من هذا: أبو الفضل، أنبأنا ابنُ المُقَيَّر، أنبأنا ابن ناصر الحافظ، أنبأنا ابن النَّقُّور

(1)

.

وهو عندنا في الثالث من السنة للطبراني. رواه الإمام أحمد

(2)

، عن معاذ بن معاذ.

ورواه الإمام إسحاق بن راهويه، عن النَّضْر بن شُمَيْل، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

ورواه الترمذي

(3)

، لسليمان بن حَرْب ومعاذ بن معاذ. ثلاثتُهم عن حمّاد، فوقع لنا عاليًا.

وقال الترمذي: "حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حمّاد".

ورواه ابن أبي عاصم في غير موضعٍ من سنته

(4)

، عن هُدْبة، على الموافقة.

ورواه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه

(5)

، وقال:"حديث صحيح على شرط مسلم".

ورواه علي بنُ إِشْكاب، عن معاذ بن معاذ، ولفظُه:"أَخْرَجَ أولَ مِفْصَلٍ من أصبعه الخِنْصَر".

(1)

الرواية من طريق حديث هدبة بن خالد القيسي للبغوي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1614).

(2)

المسند (19/ 281/ رقم: 12260).

(3)

الجامع (بعد الحديث رقم: 3074).

(4)

السنة (رقم: 480)، والمواضع الأخرى:(رقم: 481) لمعاذ بن معاذ عن حماد بن سلمة، و (رقم: 482، 483) لقتادة عن أنس.

(5)

المستدرك (1/ 25).

ص: 694

وهو في كتاب إبطال التأويل للقاضي أبي يعلى

(1)

.

ورواه [سهلٌ]

(2)

الديباجي، عن الفَضْل بن الحُباب، عن شُعَيْب بن عَمْرو، عن يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سَلَمَة، وقال:"وضع طرفَ إبهامه على طرفِ خِنْصَره اليمنى، فأراه الجبلَ، فساخ الجبلُ"

(3)

.

1213 -

(4)

أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء وابن المُحِبّ - إجازةً - إن لم يكن سماعًا -، قالا: أبنا عبد الرحمن بن أبي الفَهْم اليَلْداني، أبنا يحيى بن أَسْعَد بن بَوْش، أبنا عبد القادر بن محمد بن عبد القادر، أبنا الحسن بن علي الجَوْهَري، أبنا سهْل بن أحمد بن عبد الله الدِّيباجي

(5)

، ثنا الفَضْل - هو: ابن الحُباب أبو خليفة -، ثنا شُعَيْب، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فوضع طرفَ إبهامه على طرفِ خِنْصَره اليمنى، فأراه الجبلَ، فساخ الجبلُ"

(6)

.

(1)

إبطال التأويلات لأخبار الصفات (2/ 333/ رقم: 315).

(2)

الكلمة لم تظهر بوضوح في النسخة، لكن قرأتها تخمينًا. وهو: سهلُ بن أحمد الديباجي

(3)

كتب المصنِّف بعد هذا النص في الطرف الأيسر من الصفحة (191 ب) بعرضها كلمة: "الوُرَيْقَة"، وقد نقلتُ النصَّ التالي من أسفل الوريقة (194 أ)، وهو مكتوب بعرضها، فالإشارة إليه.

(4)

هذا النص كتبه المصنِّف أسفل الصفحة (194 أ) بعرضها، وقد نقلتُه هنا ليترتب مع سابقه.

(5)

الأنساب (2/ 523). وذكره في ميزان الاعتدال (2/ 237) وقال: "رُمي بالأخوين الرفض والكذب، رماه الأزهري وغيره".

(6)

الرواية من حديث سهل الديباجي، كما في المعجم المفهرس (1177).

ص: 695

1214 -

(1)

وقال أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأَعْرابي شيخُ الحَرَم

(2)

في كتاب العظمة: حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا موسى بن محمد بن حَيّان، ثنا هُرَيْم، عن محمد بن سَواء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قال: "قال بأصبعه - يعني: الخِنْصَر - فساخ الجبلُ".

وقال أبو محمد الحسن بن علي الخلّال: "هذا إسناد صحيح لا علّة فيه"

(3)

.

كذا نقله ابن كثير

(4)

، وهو: الحسن بن محمد

(5)

.

وقد رُوي عن شُعْبَة عن ثابت، وفي ذلك استدراكٌ على الترمذي - إن صحَّ، فإنه غريبٌ جدًّا -.

1215 -

أخبرني بذلك الحاكمُ أبو الفضل وزَيْنَب - إذنًا -، عن عجيبة، عن الرُّسْتُمي، عن أبي عَمْرو بن مَنْدَه كذلك، أبنا أبي، أبنا أحمد بن محمد بن زياد بمكّة، ثنا أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني البغدادي، ثنا سعيد - يعني: ابنَ عامر -، ثنا شُعْبَة، عن ثابتٍ، عن أنس في قوله جلّ وعزّ:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجلَّى منه خِنْصَر، فمن نورها جعلها دكا"

(6)

.

(1)

كتب المصنف بعد النص السابق: "يتلوه حديث التجلي في الوريقة: ورواه شيخ الصوفية أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي في كتاب العظمة"، وهو هذا النص.

(2)

وهو صاحب المعجم، توفي سنة 340 هـ. انظر: السير (15/ 407 - 412).

(3)

رجعنا إلى تتمة الصفحة (191 ب).

(4)

تفسير ابن كثير (6/ 385).

(5)

أبو محمد البغدادي الخلال، المتوفى سنة 439 هـ.

(6)

أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 59)، والرواية من طريقه. وإسناده صحيح، وسعيد بن عامر هو: الضُّبَعي. وأورده بنحوه السيوطي في الدر المنثور (6/ 558) وعزاه إلى أبي الشيخ وابن مردويه.

ص: 696

1216 -

وبه إلى الصَّيْدَلاني، أبنا إسحاق بنُ أبي إسحاق، ثنا داود - يعني: ابنَ الزَّبَرْقان -، ثنا شُعْبَة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال:"فساخ الجبلُ في الأرض"

(1)

. كذا في هذه الرواية: داود - يعني ابن الزَّبَرْقان - عن شُعْبَة عن قتادة.

وهو عندي وَهَمٌ، وصوابُه:

1217 -

ما رواه الحافظ أبو أحمد العسّال في مُعْجَمِه فقال: ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني - ويُعْرَفُ بالحنبلي، جارُ حامد بن شُعَيْب -، ثنا إسحاق بن داود بن صُبَيْح البَلْخي، ثنا داود ابن المُحَبَّر، عن شُعْبَة، عن ثابتٍ، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشار بالخِنْصَر، فمن نورها جعله دكًّا".

1218 -

قال داود: وثنا همّام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال:"فساخ الجبلُ، فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة". أخبرتني بذلك زَيْنَب، عن سبط السِّلَفي إذنًا، عن السِّلَفي كذلك، أبنا ابن أَشْتَة، أبنا علي الخَرْجاني

(2)

، أبنا العسّال، فذكره. وقال سعيد بن مَنْصُور بن سعيد بن ثابت بن سنان الصابئ في الوفيّات:"مات أبو بكر الصَّيْدَلاني - من شيوخ الحنبليّة ومتقدِّميهم - في المحرم سنة إحدى عشرة وثلثمائة".

(1)

ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 60).

(2)

الأنساب (2/ 341).

ص: 697

وروَى الطَّبَرانِيّ

(1)

عن أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني البغدادي.

وروَى هذا الحديث محمد بن سَواء، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن أنس. فَرَفَعَه عن محمد بن سَواء: هُرَيْم بن عثمان الراسِبي

(2)

.

1219 -

فيما أخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، عن محمود بن مَنْدَه - إذنًا -، عن مسعود الثقفي، عن المُطَهَّر بن عبد الواحد، عن إبراهيم بن خُرَّشِيذ قُولَه، عن أحمد بن عيسى الخوّاص، عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق الصَّيْرَفي، عنه

(3)

.

وكذا رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل

(4)

: حدثني محمد بن أبي بكر المقدّمي، ثنا هُرَيْم، ثنا محمد بن سَواء، فذكره مرفوعًا أيضًا.

وهكذا قال أبو عبد الله بن منده: إنّ محمد بن سواء رواه مرفوعًا.

وقد اختُلف على هُرَيْمٍ فيه:

1220 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذْشاه، أبنا سليمان الطَّبَرانِيّ، ثنا العبّاس بن الفضل الأَسْفاطي، ثنا هُرَيْم بن عثمان الراسبي، ثنا عُمَر بن سعيد الأَشَجّ، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن

(1)

في المعجم الأوسط (رقم: 1829) والصغير (1/ 76/ رقم: 96 - الروض الداني).

(2)

ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 117 - 118/ رقم: 495)، ونقل عن أبيه أنه قال فيه:"بصري صدوق"

(3)

الرواية من طريق حديث إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله عن أحمد بن عيسى الخواص، انظر: المجمع المؤسس (1/ 583).

(4)

في السنة (1/ 270/ رقم: 501)، وتصحّف اسمُ هريم عند المحقق إلى: هديم، فلم يعرفه.

ص: 698

أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قال: "تجلّى له بخِنْصَره"

(1)

.

وزعم البَرْدِيجي

(2)

أنّ قتادة خالف ثابتًا في هذا الحديث، فوقفه قتادةُ، ورفعه ثابتٌ، قال:"وقال بعضُ أهل الحديث: إنما يقع الاضطرابُ إذا خولف على ثابتٍ في الرواية، فإذا لم يُختلف على ثابتٍ لم تكن روايةُ قتادة مما يَنقضُ روايةَ ثابتٍ"، وقال:"حدثناه دُرُست بنُ سَهْل التُّسْتَري، ثنا أبو عبد الرحمن العلّاف، ثنا ابنُ سواء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس موقوفًا".

قلت: أبو عبد الرحمن العلّاف لعلّه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر العلّاف، فإن يكن هو فقد خالفه هُرَيْمٌ فَرَفَعَه كما ذكرنا.

وزعم شيخُنا الإمام أبو العباس

(3)

في رواية عبد الله بن أحمد لهذا الحديث أنّ الصواب: ثنا محمد بن أبي بكر وهُرَيْم، فإن هُرَيْمًا هذا هو: ابن عبد الأعلى، وهو من شيوخ عبد الله بن أحمد.

وهذا الذي قاله غيرُ صحيح عندي، بل الصواب: ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا هُرَيْمٌ، كما ذكرنا، وأنّ هُرَيْمًا هو: ابنُ عثمان، والله أعلم.

1221 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود بن أبي مَنْصُور وخليل بن أبي الرجاء، قالا: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نعيم

(1)

الرواية من السنة للطبراني، انظر: المعجم المفهرس (ص 53). ولم أجده في معاجمه الثلاثة.

(2)

الإمام أبو بكر أحمد بن هارون البرذعي نزيل بغداد، توفي سنة 301 هـ. انظر: السير (14/ 122).

(3)

هو: شيخ الإسلام ابن تيمية. ولم أقف على النقل في كتبه المطبوعة.

ص: 699

الحافظ، أبنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهَيْثَم الأَنْباري، ثنا ابن أبي العوّام، ثنا مَنْصُور بن صُقَيْر، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل {دَكًّا} قال:"ساخ الجبلُ فهو يهوي بعدُ"

(1)

.

1222 -

وبه إلى الأنباري، ثنا جعفر بن محمد، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا أبو الأَحْوَص، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيما يُكثر أن يقول: "يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك"

(2)

.

1223 -

أخبرنا الحافظ أبو الحجّاج، أبنا ابن قُدامة وابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد والكِنْدِيّ، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب العُشاري - إجازةً -، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو حفص عُمَر بن أحمد بن علي الدَّرْبي

(3)

، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبد الله بن نُمَيْر، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "اللَّهم ثبت قلبي على دينك"، فقال له بعضُ أصحابه: يا رسول الله! أتخاف علينا وقد آمنّا بك وصدّقناك بما جئتَ به؟ فقال: "نعم، إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلّبها"،

(1)

الرواية من حديث أبي بكر بن الهيثم - الجزء الأول - (ق 18/ أ - مجموع 75). وفي إسناده مَنْصُور بن صقير، قال في التقريب:"ضعيف".

(2)

هذا الإسناد ضعيف لأجل يزيد الرقاشي، قال في التقريب:"زاهدٌ ضعيف". وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم: 683)، عن الحسن ابن الربيع، وقال: عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي.

(3)

الأنساب (2/ 467)، وقد تصحّف في طبعة الفقيهي من الصفات للدارقطني إلى: الدوري.

ص: 700

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، وأشار بأصبعيه

(1)

.

1224 -

قرأتُ على الحافظ أبي الحجّاج، أخبرك خليل بن أبي بكر ومحمد بن إسماعيل، قالا: أبنا داود ابن مُلاعِب، أبنا أبو الفضل الأرْمَوي، أبنا أبو الحسين بن النَّقُّور، أبنا أبو الحسن الحَرْبي علي بن عُمَر، ثنا محمد بن صالح بن ذَريح، ثنا الهَيْثَم بن حمّاد الجُهَنِي، ثنا إبراهيم بن عُيَيْنَة، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: "اللَّهم ثبّت قلبي"،

قال له بعضُ أصحابه: تخافُ علينا يا رسول الله وقد آمنّا بك وصدّقناك فيما جئت به!؟ قال: "نعم، إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلّبها"

(2)

.

1225 -

أخبرنا أبو نصر ابن الشيرازي، أبنا جدّي. وأخبرنا الحاكم سليمان، أبتنا كريمة، قالا: أبنا أبو يَعْلَى بن الحُبُوبي

(3)

، أبنا أبو القاسم ابن أبي العلاء، أبنا أبو محمد ابن أبي نصر، أبنا إبراهيم بن أبي ثابت

(4)

، ثنا إبراهيم بن مَرْزُوق البصري بمصر، ثنا رَوْح بن أَسْلَم، ثنا المُعْتَمِر بن سليمان، قال: سمعتُ أبي يحدّث، عن

(1)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 44 - طبعة الوصابي)، والرواية من طريقه. وأخرجه ابن ماجه (رقم: 3834) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه.

(2)

أخرجه أبو الحسن الحربي في الفوائد المنتقاة - الجزء الرابع - (ق 15/ أ - الظاهرية 1119)، والرواية من طريقه. وأخرجه الآجري في الشريعة (3/ 1160/ رقم: 733) عن أبي جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري.

(3)

انظر: إكمال الكمال، لابن نقطة (2/ 370).

(4)

هو: إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، أبو إسحاق السامرِّي العبسي العراقي، العطّار، توفي سنة 338 هـ. انظر: السير (15/ 460).

ص: 701

سليمان بن مِهْران

(1)

، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس ابن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"،

فقال له بعضُ أصحابه - أو بعضُ أهله -: أتخافُ علينا وقد آمنّا بك!؟ فقال:

"سبحان الله! إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقول به هكذا، يقلّبه"

(2)

.

هو عندنا في الإيمان لابن أبي شيبة

(3)

، للأَعْمَش عن أبي سفيان عن أنس، وفي حديث زكريا الساجي، عن أبي الربيع الزهراني، وفي سابع المُخَلِّصِيّات

(4)

.

وأما حديثُ جابر:

1226 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذْشاه، أبنا سليمان الطَّبَرانِيّ، ثنا موسى بن هارون، ثنا سُوَيْد بن سعيد، ثنا فُضَيْل بن عِياض، عن الأعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّتْ قلبي على دينك"، فقلت: يا رسول الله! ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، قال:

(1)

هو: الأعمش.

(2)

أخرجه ابن أبي ثابت في الأول من حديثه (ق 125/ ب - مجموع 89)، والرواية من طريقه.

(3)

الإيمان (رقم: 55). وهو عند الترمذي (رقم: 2140) والإمام أحمد (19/ 160/ رقم: 12107)(21/ 259/ رقم: 13696) كذلك.

(4)

السابع من فوائد المخلّص (ق 190/ أ - مجموع 21)، لفضيل بن عياض عن الأعمش.

ص: 702

"إنّ قلبَ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الله، فإذا شاء أن يُقيمَه أقامَه، وإذا شاء أن يُزيغَه أزاغَه"

(1)

.

تابعه سفيان الثَّوْري، عن الأَعْمَش هكذا

(2)

. وقيل: عن فُضَيْل بخلاف هذا.

1227 -

فأخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن قُدامة، أبنا الكِنْدِيّ، أبنا الأنصاري، أنبأنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد - إملاءً -، ثنا عبد الله بن عِمْران العابدي بمكة. (ح) قال الدارَقُطْني: وأبنا أبو محمد بن صاعد - قراءةً -، ثنا محمد بن زَنْبُور المكّي، قالا: ثنا فُضَيْل بن عِياض، عن سليمان - يعني: الأَعْمَش -، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، فقالوا: يا رسول الله! أتخشى علينا وقد آمنا بك وأمّنتنا بما جئتنا به؟ قال: "وما يُدريني، إنَّ قلوب الخلائق بين أصبعين من أصابع الله عز وجل"

(3)

. هو لمحمد بن خازِم

(4)

عن الأَعْمَش، عندنا في اثني عشر مجلسًا للجوهري

(5)

.

(1)

الرواية من السنة للطبراني. وقد علّقه الترمذي (رقم: 2140) والحاكم (2/ 288) عن الأعمش.

(2)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (4/ 207/ رقم: 2318) لقبيصة عن سفيان. وأخرجه الطبري في التفسير (5/ 230) لمحمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان، وأخرجه ابن منده في التوحيد (3/ 112/ رقم: 514) لخلّاد بن يحيى والفريابي عن سفيان.

(3)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 42)، والرواية من طريقه.

(4)

هو: أبو معاوية.

(5)

وأخرجه كذلك الإمام أحمد (19/ 160/ رقم: 12107) عن أبي معاوية.

ص: 703

وكذا رواه أبو معاوية

(1)

، وعبد الواحد بن زياد

(2)

، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه أبو الأَحْوَص سلام بن سُلَيْم وسليمان التَّيْمي وعبد الله بن نُمَيْر وجرير بن عبد الحميد وإبراهيم بن عُيَيْنَة، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس

(3)

. وكذلك رواه عُتْبَة بن أبي حكيم وغيرُه، عن يزيد، عن أنس.

ورواه مَنْصُور بن أبي نُوَيْرَة وغيرُه، عن أبي بكر بن عَيّاش، عن الأَعْمَش، عن غُنَيْم بن قَيْس، عن أنس بن مالك

(4)

.

وقال إسماعيل بن عَمْرو، عن قَيْس بن الربيع، عن الأَعْمَش، عن ثابت البُناني، عن أنس.

1228 -

أخبرنا بذلك أبو الحجّاج، أبنا ابن الدَّرَجِيّ، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبتنا فاطمة، أبنا ابن رِيذَه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا محمد بن إبراهيم العَسّال الأَصْبَهاني، ثنا إسماعيل بن عَمْرو البَجَلي، ثنا قَيْس بن الربيع، عن الأَعْمَش، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:"يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك"

(5)

.

(1)

كتب المصنّف فوقها: (ات حسن)، يعني: أخرجه أحمد، والترمذي (رقم: 2140) وقال: حسن.

(2)

كتب المصنف فوقها: (أ)، يعني: أخرجه أحمد، وهو في مسنده (21/ 259 - 260/ رقم: 13696)، وأخرجه أيضًا ابن منده في التوحيد (3/ 113/ رقم: 516).

(3)

رواية أبي الأحوص أخرجها البخاري في الأدب المفرد (رقم: 683) وأبو منده في التوحيد (3/ 113/ رقم: 517، 518). ورواية عبد الله بن نمير أخرجها ابن ماجه (رقم: 3834) والدارقطني في الصفات (رقم: 44).

(4)

ذكر هذه الروايات ابن منده في التوحيد (3/ 112).

(5)

أخرجه الطَّبَرانِيّ في المعجم الكبير (1/ 261/ رقم: 759)، والرواية من طريقه.

ص: 704

قال محمد بن موسى بن مُشَيْش

(1)

: إنه سأل أبا عبد الله - يعني: أحمد بنَ حنبل - قال: قلتُ: أبو سفيان، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"يا مقلّبَ القلوب"، قال: نعم، الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن أنس، قال: وهو عن جابر خطأ، هو عن أنس بن مالك.

وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه في حديث جابر

(2)

: "هذا حديثٌ ثابتٌ باتّفاق، وكذلك حديث النوّاس بن سَمْعان حديثٌ ثابتٌ رواه الأئمة المشاهير ممّن لا يمكن الطَّعْن على واحدٍ منهم".

وقال في موضع آخر

(3)

: "وكلها معلولة؛ إلّا رواية الثوري وفُضَيْل". وأما حديث سَبْرَة بن فاتِك:

1229 -

فأخبرني أبو عبد الله الذهبي، أنبأنا المُسَلَّم بن عَلّان وغيرُه، عن أبي طاهر الخُشوعي، عن أبي علي الحدّاد، عن أحمد بن جعفر الفقيه، أبنا أحمد بن إبراهيم القَصّار، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد العَسّال الحافظ، ثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا هشام بن عمار، ثنا معاوية بن يحيى، ثنا الزَّبِيدي، عن حبيب، عن سَبْرَة بن فاتِك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا ويضع آخرين، وقلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الله، إذا شاء أزاغَه وإذا شاء أقامَه".

1230 -

وأخبرني به أعلى من هذا: الحافظ أبو الحجّاج المِزِّي، أبنا إبراهيم بن الدَّرَجِي، أنبأنا محمد بن أحمد الصَّيْدَلاني، أبنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفي، أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا أبو بكر القَبّاب،

(1)

مستملي الإمام أحمد وراوي المسائل عنه. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (4/ 391 - 392 - طبعة بشار).

(2)

الرد على الجهمية (ص 88).

(3)

وجدت نحو كلامه في التوحيد (3/ 110 - 111).

ص: 705

أبنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا هشام بن عمار، ثنا أبو مُطيع معاوية بن يحيى، ثنا محمد بن الوليد الزَّبِيدي؛ عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه، عن سَبْرَة بن فاكِه الأَسَدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ قومًا ويضعُ آخرين"

(1)

.

1231 -

وأخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن الدَّرَجِي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبتنا فاطمة، أبنا ابن رِيذه، أبنا الطَّبَرانِيّ، أبنا أحمد بن المُعَلَّى الدمشقي وعبدان بن أحمد، قالا: ثنا هشام بن عمار، ثنا معاوية بن يحيى، عن الزَّبيدي، عن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن سَبْرَة بن فاتِك الأَسَدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الميزانُ بيد الله، يرفعُ أقوامًا ويضعُ قومًا، وقلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أزاغَه وإن شاء أقامَه"

(2)

.

1232 -

ذكر ابنُ القيّم في كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

(3)

ما نُقل عن أهل الكتاب أنهم يقولون: "أصبوع أولوهوم"، أي: أصبع الله كتب له بها التوراة.

1233 -

وقال شيخُنا

(4)

في الرد على النصارى

(5)

: "وفي التوراة: إن الله كتب التوراة بأصبعه".

1234 -

أخبرتنا زَيْنَب ابنة إسماعيل، قالت: أبنا ابن شَيْبان وابن

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 550)، والرواية من طريقه. وهو في كتابه الآخر الآحاد والمثاني (2/ 283/ رقم: 1041).

(2)

أخرجه الطَّبَرانِيّ في المعجم الكبير (7/ 137 - 138/ رقم: 6557)، والرواية من طريقه.

(3)

هداية الحيارى (ص 336).

(4)

هو: شيخ الإسلام ابن تيمية.

(5)

الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح (4/ 430).

ص: 706

العَسْقَلاني، قالا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن عبد الباقي، أبنا أبو محمد الجَوْهَري، أبنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، أبنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو الربيع الزَّهْراني، ثنا محمد بن خازم، ثنا الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، فقلتُ: يا رسول الله! آمنّا بك وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال:"نعم، إنّ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يقلّبُها"

(1)

.

1235 -

أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللِّتِّيّ، أبنا عبد الأول، أبنا الدارمي، أبنا الحموي، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا عبد الملك بن عَمْرو، ثنا شُعْبَة، عن الحَكَم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:"يا مقلّبَ القلوب ثبّت قلبي على دينك"

(2)

.

1236 -

وأنشد بعضُهم

(3)

:

وما سُمِّيَ الإنسانُ إلا لأُنسِه

ولا القلبُ إلا أنه يتقلَّبُ

1237 -

قال وكيع، عن أبي حُجَيْرَة، عن الضحّاك:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]، قال:"يعني بين أصبعيه"، ورفع وكيعٌ أصبعيه السبّابةَ والوسطى.

(1)

أخرجه ابن منده في التوحيد (3/ 113/ رقم: 519)، ليوسف بن يعقوب عن أبي الربيع الزهراني.

(2)

أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده (رقم: 359)، والرواية من طريقه.

(3)

لم أقف على قائله، وهو في: الدر المصون (1/ 119) للسمين الحلبي، وانظر: زهر الأكم في الأمثال والحكم (1/ 301).

ص: 707

1238 -

أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم، أبنا جدي، أنبانا أبو الفتح ابن شاتيل، أبنا الحسين بن علي ابن البُسْرِيّ، أبنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، أبنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا عباس التُّرْقُفِيّ، ثنا محمد بن يوسف

(1)

، عن سفيان، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك"، فقال له رجل من أصحابه: تخاف علينا وقد آمنّا بك وبما جئتَ به؟! فقال: "إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقول بها هكذا"، قال سفيان بأصبعه هكذا - وقلب أصبعيه -، وأرانا عباسٌ بالسبابة والوسطى

(2)

.

1239 -

قرأتُ على والدي رحمه الله، أخبركم أبو الحسن ابن البخاري، أبنا أبو حفص عُمَر ابن طَبَرْزَد، أبنا أبو البركات عبد الله بن علي بن محمد بن المبارك النَّهْرِيّ الفقيه الحنبلي، أبنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مِهْران، أبنا أبو عُمَر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مَهْدِيّ، ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحاملي، ثنا أحمد بن إسماعيل المدني، ثنا عبد العزيز بن عِمْران، عن معاوية بن عبد الله، عن الجَلَد بن أيوب، عن معاوية بن قُرّة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

هو: الفريابي.

(2)

أخرجه عباس الترقفي في جزء حديثه (رقم: 99)، والرواية من طريقه. وسفيان هو الثوري. وأخرجه ابن منده في التوحيد (3/ 112/ رقم: 514) لإبراهيم بن أبي سفيان عن محمد بن يوسف الفريابي.

ص: 708

"لما تجلّى الله عز وجل للجبل طارت لعظمته ستةُ أَجْبُل، فوقعت ثلاثةٌ بالمدينة وثلاثةٌ بمكة، فوقع بالمدينة أُحُد ووَرْقان ورَضْوَى، ووقع بمكة ثُبَيْر وثَوْر وحِراء"

(1)

.

وأما حديث ابن عباس:

1240 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن فاذشاه، أبنا أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا أبو زُرْعَة الدمشقي، ثنا محمد بن الصَّلْت الكوفي، ثنا أبو كُدَيْنَة يحيى بن المُهَلَّب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقال:"يا يهودي حدِّثنا"، فقال اليهودي: كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعلُ الله السماءَ على ذِهْ والأرضَ على ذِهْ!؟ فأنزل الله: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]

(2)

. رواه الترمذي

(3)

، عن عبد الله بن عبد الرحمن عن محمد بن الصَّلْت أبي يَعْلَى، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا، وقال:"حسن صحيح، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه".

ورواه الإمام أحمد

(4)

، عن حسين بن حسن الأَشْقَر عن أبي كُدَيْنَة، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

(1)

أخرجه المحاملي في الأمالي - برواية ابن مهدي - (رقم: 33)، والرواية من طريقه. وأخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 249) عن محمد بن المسيب عن أحمد بن إسماعيل المدني، وقال:"موضوع لا أصل له"، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 173/ رقم: 256).

(2)

الرواية من طريق السنة للطبراني.

(3)

الجامع (رقم: 3240).

(4)

المسند (5/ 129/ رقم: 2988).

ص: 709

1241 -

ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل

(1)

، عن عبد الله بن عُمَر مُشْكُدَانة

(2)

، قال: ثنا عِمْران بن عُيَيْنَة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "خوِّفنا"، فقال: يا أبا القاسم، كيف يومَ تكون الأرضُ على هذه والسموات على هذه، وذكر الحديث. ورواه ابن مَنْدَه

(3)

، لحمّاد بن سَلَمَة عن عطاء، وسيأتي في (باب الإبهام) إن شاء الله تعالى.

حديثٌ آخر عن ابن عباس:

1242 -

قال الطَّبَرانِيّ سليمان بن أحمد

(4)

: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن إبراهيم بن يزيد المكي، أنه سمع محمد بن عبّاد بن جعفر يحدّث، أنه سمع ابنَ عباس يقول:"الركن - يعني: الحِجْر - يمينُ الله في الأرض، يصافحُ بها خلقَه بيده ما حاذى به عبدٌ مسلمٌ يسأل الله خيرًا إلّا أعطاه إيّاه".

1243 -

وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَني

(5)

: ثنا يحيى بن سُلَيْم، قال: سمعتُ ابنَ جُرَيْج يقول: سمعتُ محمد بن عبّاد بن جَعْفَر يقول: ابنَ عباس يقول: "إن هذا الركن يمينُ الله في الأرض، يصافح بها عبادَه مصافحةَ الرجل أخاه".

(1)

السنة (1/ 266/ رقم: 493).

(2)

المقدمة ذات النقاب في الألقاب (رقم: 506)، وكشف النقاب عن الأسماء والألقاب (رقم: 1364).

(3)

الرد على الجهمية (رقم: 66).

(4)

لم أجده في مسانده، فلعله في السنة فهو مظنُّ وجوده.

(5)

في مسنده كما في المطالب العالية (6/ 432/ رقم: 1223)، وقال الحافظ عقبه:"هذا موقوف صحيح".

ص: 710

حديثٌ آخر في تجلّي الله للجبل:

1244 -

قال محمد بن جرير في التاريخ

(1)

: حدثني موسى - هو: ابن هارون -، ثنا عَمْرو - هو: ابن حمّاد -، ثنا أَسْباط، قال: فزعم السُّدِّيّ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس أنه قال:"تجلَّي منه مثلُ طرف الخِنْصَر، فجعل الجبل دكًّا، وخرّ موسى صعِقًا"، الحديث.

وأما حديث عبد الله بن عَمْرو:

1245 -

فأخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عُمَر، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد، أبنا عبد الله بن أحمد، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيد، ثنا يحيى - هو: ابن عبد الحميد -، ثنا ابن المبارك، ثنا حَيْوَة بن شُرَيْح، قال: حدّثني أبو هانئ الخَوْلاني، قال: سمعتُ أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي يقول: سمعتُ عبد الله بن عَمْرو يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن تبارك وتعالى كقلبٍ واحدٍ، يُصرّفه كيف يشاء"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللَّهم مُصرّفَ القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك"

(2)

.

1246 -

وأخبرنا به أعلى من هذا جدّي، أبنا ابن عبد الدائم، أبنا أبو حامد بن جُوَالِق، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا الحسن بن محمد الجَوْهَري، أبنا أبو بكر القَطيعي، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا

(1)

تاريخ الرسل والملوك (1/ 423).

(2)

أخرجه عبد حميد وهو في المنتخب من مسنده (رقم: 348).

ص: 711

حَيْوَة، حدثني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِّي يقول: إنه سمع عبد الله بن عَمْرو يقول: إنه سمع رسول الله يقول:

"إنّ قلوبَ بني آدم كلَّها بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلبٍ واحدٍ، يصرّفه كيف يشاء"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللَّهم مُصرّفَ القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

، عن زُهَيْر وابن نُمَيْر عن المقرئ، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا بدرجتين.

وهو عندنا في حديث زكريا الساجي عن أبي الربيع الزهراني

(3)

.

ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم في فوائده، عن المقرئ.

وأما حديثُ ابن عُمَر:

1247 -

فأخبرنا جدي وابن أبي الهَيْجاء وغير واحد، قالوا: أبنا عُمَر بن محمد الكِرْماني، أبنا القاسم بن عبد الله الصَّفّار، أبنا وجيه بن طاهر، أبنا يعقوب بن أحمد الصَّيْرَفي، ثنا الحسن بن أحمد المَخْلَدي، أبنا أبو الوفاء المُؤَمَّل بن الحسن بن عيسى، ثنا أحمد بن مَنْصُور الرَّمادي، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، ثنا شَيْبان، عن موسى بن عُقْبَة، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: كان يمينُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ومقلّبَ القلوب"

(4)

.

(1)

الرواية من القطيعيّات لأبي بكر القطيعي، انظر: المجمع المؤسس (2/ 231 - 232).

(2)

الصحيح (رقم: 2654).

(3)

من مرويات الحافظ، كما في المعجم المفهرس (1233).

(4)

أخرجه المخلدي في أماليه (ق 90/ ب - 91/ أ - مجموع 16)، والرواية من طريقة.

ص: 712

1248 -

أخبرنا به أعلى من هذا: زَيْنَب ابنة أحمد، عن عبد الخالق ابن الأَنْجَب، عن وجيه - إجازةً -. رواه البخاري

(1)

، عن سعيد بن سليمان عن ابن المبارك عن موسى بن عُقْبَة، فهو في الصحيح أعلى.

1249 -

وأخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا إبراهيم، ثنا عبد

(2)

، أبنا عُبَيْد الله بن موسى، عن سفيان، عن موسى بن عُقْبَة، عن سالم، عن ابن عُمَر قال: كانت يمين رسول الله التي يحلفُ بها: "لا ومقلّبَ القلوب"

(3)

.

وأما حديثُ عبد الله بن مسعود:

1250 -

فأخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأحمد بن أبي طالب وعيسى المُطَعِّم ووزيرَة، قالوا: أبنا الحسين بن أبي بكر البغدادي، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد ابن المُظَفَّر، أبنا عبد الله بن أحمد ابن حمُّويه، أبنا محمد بن يوسف بن مَطْر، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا جرير، عن مَنْصُور، عن إبراهيم، عن عُبَيْدَة، عن عبد الله قال: جاء حَبْرٌ من اليهود فقال: إنه إذا كان يومُ القيامة جعل الله السمواتِ على أصبع، والأرضين على أصبع، والخلائق على أصبع، ثم يهزّهن، ثم يقول: أنا الملك، أنا الملك، فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه، تعجّبًا وتصديقًا لقوله، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(1)

الصحيح (رقم: 7391).

(2)

هو: ابن حميد.

(3)

أخرجه عبد بن حميد وهو في المنتخب من مسنده (رقم: 741)، والرواية من طريقه.

ص: 713

" {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إلى قوله {يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] ".

هكذا رواه البخاري

(1)

.

ورواه مسلم

(2)

، عن عثمان أيضًا، فوافقناه فيه بعلوّ.

وهذه الزيادة (فضحك تصديقًا له): هي عند جرير بن عبد الحميد كما ذكرنا.

وعند شَيْبان بن عبد الرحمن النحوي وفُضيْل بن عِياض، وحديثاهما عند البخاري في صحيحه

(3)

.

وعند إسرائيل بن يونس، وحديثُه في مسند الإمام أحمد

(4)

.

وعند أبي حفص الأَبّار عُمَر بن عبد الرحمن، رواه عنه الحسين بن داود سُنَيْد

(5)

، ووثّقه.

وعند عمّار بن محمد الثَّوْري، وهو في كتاب المعرفة لأبي أحمد العسّال.

وعند موسى الجُهَنِيّ، وهو في معجم العسّال. كلّهم عن مَنْصُور.

ورواه أحمد بن المُفَضَّل الغَنَوِي

(6)

، عن أَسْباط بن نَصْر، عن مَنْصُور، فقال:

(1)

صحيح البخاري (رقم: 7513).

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2786).

(3)

صحيح البخاري (رقم: 4811، 7414).

(4)

المسند (7/ 379/ رقم: 4369).

(5)

هو: أبو علي المصيصي، وسنيد لقبُه، صاحب التفسير الكبير، توفي سنة 226 هـ. السير (10/ 627).

(6)

هو: الحَفْري الكوفي الشيعي.

ص: 714

1251 -

ما أخبرني محمد بن أحمد، عن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي - إجازةً -، عن أبي الفتح المَيْداني، أبنا عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البَيْهَقِي، أبنا جدِّي، أبنا محمد بن الحسين العلوي، أبنا أبو حامد بن الشَّرْقي

(1)

، ثنا أبو الأَزْهَر السَّلِيطِي، ثنا أحمد بن المُفَضَّل الغَنَوي، ثنا أَسْباط بن نَصْر، عن مَنْصُور، عن خَيْثَمَة، عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه حَبرٌ من أحبار اليهود، فجلس إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"حدِّثنا"، قال: إن اللهُ إذا كان يوم القيامة جعل السمواتِ على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبالَ على أصبع، والماءَ والشجرَ على أصبع، وجميعَ الخلق على أصبع، ثم يهزّهنّ ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بدتْ نواجذُه تصديقًا لمِا قال

(2)

.

تابع أبا الأزهر: ابنُ أبي الحُنَيْن الكوفي

(3)

، عن الغَنَوي.

وقال الدُّورِيّ

(4)

: سمعتُ يحيى يقول في حديث الذي يُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه حبرٌ: يرويه سفيانُ الثَّوْري عن مَنْصُور عن إبراهيم عن عَبِيدةَ، والأَعْمَشُ عن إبراهيم عن عَلْقَمَة، قال: ليس بشيء، الحديث حديثُ الثَّوْري.

(1)

هو: أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري، صاحب الصحيح، تتلمذ على الإمام مسلم، وتوفي سنة 325 هـ. انظر: السير (15/ 37)، وتاريخ الإسلام (321 - 330 هـ/ ص 165 - 166).

(2)

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 167 - 168/ رقم: 735)، والرواية من طريقه.

(3)

هو: أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين، قال الدارقطني:"صنّف مسندًا حدّث به، وكان ثقة صدوقا". انظر "تاريخ بغداد (2/ 226).

(4)

تاريخ الدوري عن يحيى بن معين (2/ 30/ رقم: 3011).

ص: 715

قلتُ: قد رُوي عن الثَّوْري، عن مَنْصُور وسليمان، عن إبراهيم، عن عَبِيدةَ.

وهو في البخاري والترمذي والنسائي

(1)

، ليحيى بن سعيد عنه

(2)

.

ورُوي عن الثَّوْري، عن مَنْصُور وحدَه، عن إبراهيم.

1252 -

أخبرنا به علي بن يحيى الشاطبي، أبنا أحمد بن المُفَرِّج بن مَسْلَمَة. وأخبرنا يحيى بن محمد، أنبأتنا زَهْرَة بنت محمد بن أحمد بن حاضر؛ قالا: أبنا يحيى بن ثابت وأحمد بن المُرَقَّعاتي

(3)

- قالت زَهْرَة: سماعًا، وقال ابن مَسْلَمَة: إجازةً -، قالا: أبنا ثابت بن بُنْدار، أبنا أبو مَنْصُور ابن السوّاق ومحمد بن عبد العزيز التِّكَكِي

(4)

والحسين بن علي بن الحسين بن قَنان

(5)

، قالوا: أبنا أبو بكر القَطيعي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن مَنْصُور، عن إبراهيم، عن عَبِيدةَ، عن عبد الله، قال: جاء جاءٍ من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنّ الله يضع السموات على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، ثمّ يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثمّ قال:" {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67] "

(6)

.

(1)

صحيح البخاري (رقم: 7414)، وجامع الترمذي (رقم: 3238)، وسنن النسائي الكبرى (6/ 446/ رقم: 11451).

(2)

كتب المصنف في هذا الموضع: (الوريقة)، وهي الصفحة (198 ب)، فجرى الانتقال إليها.

(3)

السير (20/ 551).

(4)

الأنساب (1/ 473).

(5)

تكملة الإكمال (4/ 642).

(6)

الرواية من طريق نسخة أبي عاصم النبيل - برواية أبي مسلم البصري الكجي -، انظر: المجمع المؤسس (1/ 280 - 281).

ص: 716

1253 -

أخبرتناه زَيْنَب ابنة أحمد، عن يوسف بن خليل - إجازةً -، أبنا أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اللبّان، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نعيم الحافظ، ثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطَّابي، قالا: ثنا أبو مسلم الكَشِّي. (ح) قال ابن خليل: وأبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو الحسين بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا أبو مسلم الكَشِّي، ثنا أبو عاصم، فذكره

(1)

. وممن رواه عن الثَّوْري: الواقدي.

(2)

وأما حديثُ الأَعْمَش عن إبراهيم عن عَلْقَمَة، فهو في الصحيحين

(3)

.

رواه عن الأَعْمَش كذلك جماعةٌ منهم: حفص بن غِياث

(4)

، وأبو عَوانَة

(5)

، وأبو معاوية، وعيسى بن يونسُ، وجرير

(6)

، ومحمد بن فُضَيْل

(7)

، ومَعْمَر بن زائدة

(8)

، وقَيْس بن الربيع

(9)

.

1254 -

أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أنا البكري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا

(1)

الرواية الأولى من طريق حلية الأولياء (7/ 126) لأبي نعيم، والرواية الثانية من طريق السنة للطبراني، وهي في المعجم الكبير (10/ 203 / رقم: 10334).

(2)

رجعنا إلى موضع انتقالنا من الصفحة (199 أ).

(3)

حديثه فى صحيح البخارى (رقم: 7415)، وصحيح مسلم (رقم: 2786).

(4)

وحديثه عند البخاري ومسلم كما سبق.

(5)

حديثه في السنة (رقم: 544) لابن أبي عاصم.

(6)

حديث أبي معاوية وعيسى بن يونس وجرير عن الأعمش عند مسلم.

(7)

حديثه في الصفات (رقم: 23) للدارقطني.

(8)

حديثه في الصفات (رقم: 24) للدارقطني.

(9)

حديثه في الإبانة (3/ 282/ رقم: 213).

ص: 717

زاهر

(1)

، ثنا والدي، أنا أحمد بن الحسن القاضي. (ح) قال زاهر: وأبنا أبو نصر بن موسى، ثنا السيد أبو الحسن الحَبَشِيّ، قالا: ثنا حاجب بن أحمد، ثنا عبد الله بن هاشم

(2)

، ثنا يحيى بن سعيد

(3)

، ثنا سفيان، حدثني مَنْصُور وسليمان، عن إبراهيم، عن عَبِيدة، عن عبد الله، أنّ يهوديًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله عز وجل يمسك السموات على أصبع، والخلائق على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه، ثم قال:" {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزُّمَر: 67] ".

قال يحيى القطّان: وحدثني الفُضَيْل بن عِياض، عن مَنْصُور، عن إبراهيم، عن عَبِيدة، عن عبد الله قال: فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم تعجّبًا وتصديقًا له

(4)

.

1255 -

رواه حَنْبَل بن إسحاق في كتاب السنة فقال: حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمد

(5)

، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الأَعْمَش ومَنْصُور، عن إبراهيم، عن عَبِيدة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الحَبْر: إن الله يمسك السماء على أصبع، والأرض على أصبع، فجعل يحيى بن سعيد يشير بأصابعه على كلّ أصبع حتى أتى على آخرها.

قال حنبل: وأرانا أبو عبد الله كما صنع يحيى على الخِنْصَر ثم التي تليها.

1256 -

أخبرنا عيسى وقاسم، قالا: أبنا عبد الله بن اللَّتِّي، أبنا

(1)

هو: زاهر بن طاهر الشحامي.

(2)

أبو عبد الرحمن الطوسي، توفي سنة 255 هـ، انظر: السير (12/ 328).

(3)

هو: القطّان.

(4)

الرواية من طريق حديث عبد الله بن هاشم الطوسي، - تخريج زاهر بن طاهر عن شيوخه -، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1344).

(5)

هو الإمام أحمد.

ص: 718

سعيد ابن البَنّا، أبنا أبو نصر الزَيْنَبي، أبنا أبو بكر ابن زُنْبُور، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن عبد الملك ابن زنجويه، ثنا عبد الرزاق بن همّام، أبنا ابن عُيَيْنَة وفُضَيْل، عن مَنْصُور، عن إبراهيم، قال أحدهما: عن رجل، والآخر: عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود قال: جاء حَبْرٌ من اليهود إلى النبي صلى الله عليه فقال: يا محمد إذا كان يومُ القيامة وضع ربُّك السماءَ على هذه، والأرضَ على هذه، والجبالَ على هذه، والماءَ والثرى على هذه، وسائرَ الخلق على هذه، ثم هزَّهن فقال: أين الملوك، ليَ الملك اليوم، قال: فضحك رسول الله تصديقًا لقول اليهودي حتى بدت نواجذُه، إلّا أن فضيلًا قال: على أصبع، وقال ابن عيينة: على هذه

(1)

.

رواه النسائي

(2)

، عن أحمد بن الأَزْهَر عن عبد الرزّاق، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

1257 -

قال الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد

(3)

- فيما أخبرنا جدِّي، عن أحمد بن عبد الدائم، عنه -: "ولقد بلغني عن بعض من ينتحلُ السنةَ أنه يتمحّلُ

(4)

لردّ هذا الحديث وإبطالِه، بأن يجعل ذلك قولًا للحَبْر ولا يضيفُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاد عن السبيل، وجاد عن الهَدْي في ذلك، وخالف الأئمةَ القدماء ومن سلك سبيلَهم من حُفّاظ الحديث؛ حيث تطابقوا على إدخالِ هذا الحديث في باب الصفات، ولا يخفى ذلك على من له أدنى بصر واطّلاع على علم الحديث، وأيضًا فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقرّ

(1)

أخرجه يحيى بن محمد بن صاعد في الجزء الثاني من حديث عبد الله بن مسعود (ق 8/ ب - مركز الملك فيصل 10168)، والرواية من طريقه.

(2)

السنن الكبرى (4/ 400/ رقم: 7687).

(3)

لعلّ النقل المذكور من كتاب الصفات للحافظ عبد الغني، وهو مما لم يصلنا من تراثه.

(4)

أي: يحتال.

ص: 719

على قولٍ أو فعلٍ قيل أو فُعل عنده، فلم يغيّرْه ولم يعقبه بالنكير، كان شرعًا منه وسنّةً، كيف وقد صرّح بالتصديق له، فهذا أبلغُ وأثبتُ وأقوى، وما يذكرُه عقيب هذا من الأحاديث مُبْطِلٌ لقوله ورادٌّ له، والله وليّ التوفيق". ثم ذكر أحاديثَ تقليب القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن.

1258 -

قرأتُ في مقامع هامات الصُّلْبان

(1)

لأبي جعفر أحمد بن عبد الصمد بن محمد الخَزْرَجي القُرْطُبي قال

(2)

: وفي التوراة عن اللوحين: أنهما يتقوّسان بأصبع الله، قال: والله تبارك وتعالى قد أخبرنا عن ذلك في محكم كتابه فقال: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145]. ذكر أبو جعفر هذا فيما أنكره على النصارى من التوراة التي بأيديهم، فإن أراد إنكارَ نسبةِ هذا إلى التوراة فهذا فيه نظر، وإن أراد إنكارَ لفظةِ الأصبع فليس بصحيح؛ إذ فيها أحاديثُ صحيحة هو غيرُ بالغٍ في العلم بها نقلًا وتوجيهًا.

وأما حديثُ عَوْن بن عبد الله المُرْسَل:

1259 -

فقال أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم بن عبد الله التُّجيبي يعرف بابن زُغْبَة

(3)

: حدثنا سعيد بن الحَكَم بن أبي مريم، أبنا يحيى بن أيوب، حدثني محمد بن عَجْلان، عن عَوْن بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك".

(1)

مطبوع بعنوان: بين الإسلام والمسيحية كتاب أبي عبيدة الخزرجي.

(2)

بين الإسلام والمسيحية (ص 246).

(3)

من رجال التهذيب، توفي سنة 296 هـ.

ص: 720

قال له إنسانٌ من أهله: إنك لتكثر أن تقول هذه الكلمات يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما على الأرض من آدميٍّ إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع رب العالمين، إذا شاء أن يقلّبَه قلّبه، وإذا شاء أن يثبّتَه ثبّته".

1260 -

أخبرتنا الشيخة الصالحة زَيْنَب ابنة الكمال أحمد بن عبد الرحيم، عن محمد بن عبد الكريم ابن السَّيِّدي - إذنًا -، أبنا نصر الله بن عبد الرحمن القَزّاز، أبنا محمد بن عبد الكريم ابن خُشَيْش، أبنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أبنا عثمان بن أحمد ابن السمّاك

(1)

. وأخبرنا جدِّي وعمُّ أبي ومحمد ابن البخاري وزَيْنَب ابنة أحمد وحبيبة ابنة عبد الرحمن، قالوا: أنبأنا محمد بن نصر ابن الحَصْري - زادت زَيْنَب: وأبو جعفر بنُ السَّيِّدي -، قالا: أبنا عُبَيْد الله بن عبد الله ابن شاتيل، أبنا الحسين بن علي بن البُسْري، أبنا أبو علي ابن شاذان، أبنا حمزة بن محمد بن العبّاس الدِّهْقان

(2)

. (ح).

وأخبرنا ابن الشِّحْنَة، أنبأنا هلال بن قَمَر، أبتنا شُهْدَة، أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا ابن شاذان

(3)

، أبنا عثمان بن السمّاك وعبد الله بن بريّة وحمزة بن محمد بن العبّاس ومَيْمون بن إسحاق وأبو سَهْل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، قالوا: ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَش، عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رجل من أهل الكتاب: إنّ الله يحمل الخلائقَ على أصبع، والسمواتِ على أصبع، والثرى على أصبع، والأرضَ على أصبع، والشجرَ

(1)

الرواية من الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة لابن السماك (ق 102/ ب - 103/ أ - مجموع 76).

(2)

الرواية من حديث حمزة الدهقان. المعجم المفهرس (1175).

(3)

هذه الرواية من مشيخته الكبرى (ق 123/ أ - مجموع 31).

ص: 721

على أصبع، فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فأنزل الله:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزُّمرَ: 67].

1261 -

أخبرنا يحيى بن محمد وأحمد بن أبي طالب، قالا: أبنا عبد العزيز بن دِلَف - إذنًا -، أبتنا شُهْدَة، أبنا أبو الحسن بن يعقوب. (ح). وأخبرنا محمد بن أبي الهَيْجاء ومحمد بن المُحِبّ وزَيْنَب ابنة أحمد، قالوا: أبنا محمد بن عبد الهادي، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أبنا أبو أَسْعَد الفانيدي والأَسَدي وأبو مسلم السِّمْناني، قالوا: أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأَدَمي القارئ صاحبُ الألحان، ثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، ثنا الحسن بن موسى الأَشْيَب، حدثني شَيْبان بن عبد الرحمن، عن مَنْصُور بن المُعْتَمِر، عن إبراهيم، عن عَبِيدة السَّلْماني، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حَبْرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد - أو: يا رسول الله -، إن اللهُ عز وجل يوم القيامة يجعلُ السمواتِ على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبالَ والشجرَ على أصبع، والماءَ والثرى على أصبع، وسائرَ الخلق على أصبع، ثم يهزُّهن فيقول: أنا الملك، قال: فضحك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه تصديقًا لقول الحَبْر، قال:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزُّمَر: 67] الآية

(1)

. وأما حديث نُعَيْم بن هَمّار، وقد اختُلف فيه كما يأتي في الترجمة التي تلي هذه:

1262 -

فأخبرني شيخُنا الحافظ أبو الحجّاج

(2)

، أبنا أبو إسحاق بن الدَّرَجي، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو بكر بن

(1)

أخرجه أبو علي بن شاذان في مشيخته الصغرى (رقم: 11)، والرواية من طريقه.

(2)

هو: المزِّي.

ص: 722

شاذان، أبنا أبو بكر القَبّاب، أبنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا ابن مُصَفّى، ثنا أبو المغيرة عبد القدُّوس بن الحجّاج، عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن أبي إدريس، عن نُعَيْم بن هَمّار قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ قومًا ويضعُ آخرين"

(1)

.

وهو في الأول من المَهْرَوانيّات تخريج الخطيب

(2)

، وفي ستة مجالس أبي سعيد النقّاش.

رواه عن الوليد أيضا: أبو عبد الحميد محمد بن حِمْيَر الحِمْصي - فيما قاله محمد بن العبّاس ابن الدُّرَفْس

(3)

، عن محمد بن مُصَفّى، عن بقيّة بن الوليد، عنه -.

وأما حديث النوّاس بن سَمْعان:

1263 -

فأخبرنا إسحاق الآمدي، أنا ابن خليل الدمشقي، أبنا الكَرّاني، أبنا محمود الصَّيْرَفي، أبخا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا الحسين بن علي المَعْمَري، ثنا عِمْران بن بكّار البَرّاد الحِمْصي، ثنا أبو تقيّ عبد الحميد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن سالم، عن الزُّبَيْدي

(4)

، عن الوليد بن أبي مالك الهَمْداني، أنّ أبا إدريس الخَوْلاني عائذَ الله حدّثهم، أنه سمع النوّاس بن سَمْعان الكِلابيَّ يقول: قال رسول الله: "ما من قلبٍ إلّا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقيمُه إذا شاء، ويُزيغُه إذا شاء"

(5)

.

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 779)، والرواية من طريقه. وقال الشيخ الألباني في تخريجه:"إسناده حسن صحيح". وانظر: (رقم: 553).

(2)

المهروانيات (رقم: 19)، لعباس بن عبد الله الترقفي عن أبي المغيرة.

(3)

الأنساب (2/ 471)، وانظر ترجمته في السير (14/ 245 - 246).

(4)

هو: محمد بن الوليد.

(5)

الرواية من طريق السنة للطبراني.

ص: 723

رواه الحافظ أبو عبد الله بن مَنْدَه في كتاب التوحيد

(1)

، لعبد الحميد، وذكر أنّ إسحاق بن إبراهيم بن زِبْرِيق

(2)

رواه عن ابن سالم

(3)

، وقال:"هذا إسنادٌ متّصل صحيح".

تابعه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بُسْر بن عُبَيْد الله، عن أبي إدريس.

وهو في مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي، وابن ماجه

(4)

.

وخالفهما الوليد بنُ سليمان بن أبي السائب، فرواه عن بُسْر بن عُبَيْد الله عن أبي إدريس عن نُعَيْم بن هَمّار عن النبيّ صلى الله عليه وسلم

(5)

.

وقال أبو مُطيع معاوية بن يحيى: عن الزُّبَيْدي عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر عن أبيه عن سَمُرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث كما تقدّم.

أما حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فمن غرائب طرقه:

1264 -

ما أخبرنا به أبو الفضل الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا المؤيَّد بن عبد الرحمن بن الاخوة، أبنا زاهر بن طاهر الشحّامي، أبنا أبو سعد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدُويَه المَسْعودي العبدُويِي، ثنا أبو بكر محمد بن حَمْدون بن خالد، ثنا عمر بن

(1)

التوحيد (3/ 110 - 111/ رقم: 512).

(2)

ضبطه في التقريب (ترجمة إبراهيم بن العلاء).

(3)

رواية إسحاق بن إبراهيم بن زبريق أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 153 - 154) لعمرو ابن إسحاق عن أبيه.

(4)

المسند (29/ 178/ رقم: 17630)، والسنن الكبرى (4/ 414/ رقم - 7738)، وسنن ابن ماجه (رقم: 199).

(5)

وقد سُئل الإمام أبو زرعة الرازي عن هذا الحديث فرجَح الرواية عن النواس على الرواية عن نعيم ابن همّار. انظر: العلل (رقم: 1847).

ص: 724

نَوْفَل، ثنا محمد بن حِمْيَر، أبنا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأَزْدي، حدثني بُسْر بن عُبَيْد الله، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن النوّاس بن سَمْعان الكِلابي قال سمعتُ رسول الله يقول:

"الميزان بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا، ويخفِضُ آخرين إلى يوم القيامة، قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه".

قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"

(1)

.

1265 -

وأخبرنا به أعلى من هذا محمد بن عبد الرحيم القرشي، أبنا يوسف بن محمود. وأخبرنا عيسى ويحيى، قالا: أبنا جعفر بن علي، قالا

(2)

: أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا القاسم بن الفضل، ثنا محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصَّيْرَفي بنيسابور، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف بن مَعْقِل الأموي الأَصَمّ، ثنا إبراهيم بن مُنْقِذ الخَوْلاني المصري، ثنا أيوب بن سُوَيْد، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعتُ بُسر بن عُبَيْد الله، قال: سمعت أبا إدريس عائذَ الله يقول: حدثني النوّاس ابن سَمْعان الكِلابي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا مقلّبَ القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، والميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا، ويخفضُ آخرين إلى يوم القيامة"

(3)

.

(1)

أخرجه أبو الحسن العبدويي في حديثه (ق 280/ أ - مجموع 107)، والرواية من طريقه. وإسناده صحيح.

(2)

يعني: يوسف بن محمود وجعفر بن علي.

(3)

أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في فوائده المعروفة بالثقفيّات - الجزء العاشر - (ق 48/ أ - ب - الظاهرية 9560)، والرواية من طريقه.

ص: 725

ورواه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أيضًا: الوليد بنُ مسلم

(1)

، وصَدَقة بنُ خالد، وبِشْر بنُ بَكْر.

أما حديثُ بِشْر:

1266 -

فأخبرتني زَيْنَب ابنة أحمد، أنّ يوسف بن خليل أنبأها، أبنا ذاكر بن كامل ببغداد ومسعود بن أبي مَنْصُور بأصبهان، قالا: أنبأنا عبد الغفّار بن محمد الشيرَوِي، أنا محمد بن موسى بن الفَضْل بن شاذان، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأَصَمّ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم المصري، أبنا بِشْر بن بَكْر، عن ابن جابر قال: سمعت بُسْر بن عُبَيْد الله قال: سمعت أبا إدريس الخَوْلاني يقول: سمعت النوّاس بنَ سَمْعان الكِلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من قلبٍ إلّا بين أصبعين من أصابع الرحمن تبارك وتعالى، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبَنا على دينك، والميزانُ بيد الرحمن تبارك وتعالى، يرفعُ أقوامًا ويخفضُ آخرين إلى يوم القيامة"

(2)

، وأما حديثُ صَدَقة، فهو عندنا في الجزء الأول من أمالي ابن سمعون الواعظ

(3)

.

(1)

وحديثُه أخرجه الإمام أحمد (29/ 1787/ رقم: 17630) عنه عن ابن جابر.

(2)

وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 321) عن أبي العباس الأصم، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم". وأخرجه كذلك من وجه آخر (1/ 525) عن أبي العباس الأصم عن بحر بن نصر عن بشر بن بكر، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 372/ رقم: 299) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي طاهر الفقيه وأبي سعيد بن أبي عمرو - وهو الشيروي - عن أبي العباس الأصمّ.

(3)

أمالي ابن سمعون (ق 177/ ب - مجموع 117). وأخرجه ابن ماجه (رقم: 199).

ص: 726

وأما حديث أبي ذرّ:

1267 -

فأخبرني به أبو عبد الله التُّرْكُماني

(1)

قال: قرأتُ على أحمد بن هبة الله، عن عبد المُعِزّ بن محمد البزّاز، أبنا محمد بن إسماعيل العَلَوي، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أبنا أبو طاهر بن خُزَيْمَة، أبنا جدِّي إمامُ الأئمة

(2)

، ثنا محمد بن يحيى الذُّهْلي، ثنا عبد الله بن رجاء، عن شُرَحْبِيل بن الحَكَم، عن عامر بن نائل، عن كثير بن مُرّة، عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله عز وجل

(3)

.

قال ابن خُزَيْمَة: "أنا أبرأُ من عُهْدَة شُرَحْبِيل وعامر، فقد أعفى الله عن الاحتجاج بأمثالهما".

وأما حديثُ أبي هُرَيْرَة:

1268 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أحمد بن محمد بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا مُطّلِب بن شُعَيْب الأَزْدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يحيى بن سعيد قال: كتب إليّ خالد بن أبي عِمْران قال: حدّثني أبو عَيّاش، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل

(4)

.

(1)

هو: الذهبي.

(2)

هو: أبو إسحاق بن خزيمه.

(3)

أخرجه أبو إسحاق بن خزيمة في التوحيد (رقم: 110)، والرواية من طريقه.

(4)

الرواية من طريق السنة للطبراني. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 8712).

ص: 727

وأما حديثُ عائشة:

1269 -

فقرأتُ على الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان

(1)

، قال: أبنا أحمد بن هبة الله، عن أبي رَوْح عبد المُعِزّ بن محمد البزّاز، أبنا أبو القاسم الجُرْجاني، أبنا أبو سَعْد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو ابن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى، ثنا إبراهيم بن الحجّاج، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن علي بن زَيْد، عن أمّ محمد، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر أن يقول:"يا مقلّبَ القلوب ثبّتْ قلبي على دينك"، فقلتُ: إنك تُكثر أن تدعو بهذا، فهل تخشى؟ قال:"وما يؤَمِّنُني وقلوبُ العباد بين أصبعين من أصابع اللهُ، إذا أراد أن يقلّب قلبَ عبدٍ قلّبه"

(2)

.

أمُّ محمد هي: امرأةُ زَيْد بن عبد الله بن جُدْعان، والدِ علي بن زَيْد.

رواه الإمام أحمد

(3)

، عن عبد الصمد وعفّان عن حمّاد بن سَلَمَة، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

وهو عندنا في الإيمان لابن أبي شيبة

(4)

، لهمّام بن يحيى عن علي بن زَيْد.

وروي عن المبارك بن فَضالة، عن علي بن زَيْد، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة.

(1)

هو: الذهبي.

(2)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (8/ 128 - 129/ رقم: 4668)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان كما هو معروف.

(3)

المسند (43/ 230/ رقم: 26133).

(4)

الإيمان (رقم: 57). وهو في المصنف (15/ 104 - 105/ رقم: 29809) و (15/ 616/ رقم: 31046).

ص: 728

1270 -

أخبرناه محمد بن أبي بكر ابن النقيب الشافعي، قال: أبنا إبراهيم بن علي الواسطي، أبنا داود ابن مُلاعب، أبنا المبارك بن الحسن، أنبأنا عبد الصمد بن علي، أبنا الدارَقُطْني، ثنا الحسن بن أحمد بن أبي الشَّوْك الزيّات، ثنا أحمد بن الأَسْوَد الحنفي، ثنا أَشْعَث بن أَشْعَث، ثنا مبارك بن فَضالة، عن علي بن زَيْد، عن ابن أبي مُلَيْكَة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"

(1)

.

قال الدارَقُطْني: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث علي بن زيد بن جُدْعان عن ابن أبي مُلَيْكَة عن عائشة، وهو غريبٌ من حديث مبارك بن فَضالة عنه، وتفرّد به أَشْعَث بن أَشْعَث عنه".

وروي عن قتادة، عن أبي حسّان، عن عائشة:

1271 -

أخبرنا به جدِّي والجماعة، عن محمد بن نَصْر بن الحَصْري إجازةً، أبنا أبو الفتح ابن شاتيل، أبنا الحسين ابن البُسْري، أبنا عبد الله بن يحيى السُّكَّري، أبنا إسماعيل الصفّار، ثنا عبّاس التُّرْقُفي، ثنا زَيْد بن يحيى الدمشقي، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي حسّان، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من قلبٍ إلّا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمَه أقامه، وإن شاء أن يزيغَه أزاغه"

(2)

.

ورويَ عن الحسن، عن عائشة

(3)

:

(1)

أخرجه الدارقطني في الأفراد، والرواية من طريقه، وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (2/ 432/ رقم: 6067).

(2)

أخرجه عباس الترقفي في جزء من حديثه (رقم: 75)، والرواية من طريقه.

(3)

والحسن لم يسمع من عائشة، فروايته منقطعة.

ص: 729

1272 -

أخبرنا به محمد بن علي ابن البخاري، أبنا أبي، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا طلحة بن الحسين بن أبي ذرّ - حضورًا -، أبنا جدِّي محمد بن إبراهيم الصالحاني، أبنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حَيّان، ثنا إبراهيم بن شَرِيك الأَسَدي، ثنا شهاب بن عبّاد، ثنا حمّاد بن زَيْد، عن أيوب وهشام بن حسّان والمُعَلَّى بن زياد، عن الحسن قال: قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يدعو: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك وطاعتك"، قلت: يا رسول الله! دعوةٌ كثيرًا ما كنتَ تدعو بها، قال:"إنه ليس من عبدٍ إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء أن يقيمَه أقامه، وإن شاء أن يزيغَه أزاغه"

(1)

.

1273 -

وأخبرنا ابن أبي طالب، أبنا عبد العزيز بن دُلَف، أبنا علي ابن نَغُوبا

(2)

، أبنا أبو نُعَيْم الجُمّاري

(3)

، أبنا أحمد بن المُظَفَّر، أبنا أبو محمد بن السقّاء، أبنا أبو خليفة الجُمَحي، ثنا مُسَدَّد، ثنا حمّاد، عن يونسُ وهشام والمُعَلَّى، عن الحسن، أنّ عائشة قالت: دعوةٌ كان رسول الله يُكثر أن يدعو بها: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، قالت عائشة: يا رسول الله! دعوةٌ أراك تُكثر أن تدعو بها، قال: "ما من آدميّ إلّا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإذا شاء أن يقيمه

(1)

وأخرجه الإمام أحمد (41/ 151/ رقم: 24604) عن يونسُ عن حماد بن زيد. وأخرجه النسائي في الكبرى (4/ 414/ رقم: 7737) لأبي الربيع الزهراني من حماد.

(2)

التقييد لابن نقطة (558).

(3)

تكملة الإكمال (2/ 149).

ص: 730

أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه"

(1)

رواه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتاب الأربعين، عن حَمْدين ابن أحمد بن حَمْدين، عن هارون بن أحمد، عن أبي خليفة.

وروي عن أبي سَلَمَة، عن عائشة:

1274 -

أخبرنا به ابن أبي طالب وابن مَعالي، قالا: أبنا ابن المُنَجّا، أبنا أبو الوقت، أبنا أبو الحسن الداوودي، أبنا أبو محمد السرخسي، أبنا أبو إسحاق الشاشي، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا عبد الملك بن عَمْرو، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن صالح بن محمد، عن أبي سَلَمَة، عن عائشة قالت: ما رفع رسول الله رأسه إلى السماء إلّا قال: "يا مصرّفَ القلوب ثبّت قلبي على طاعتك"

(2)

. وهو في الجزء الثاني من فوائد الجصّاص

(3)

.

وأما حديث أمّ سَلَمَة:

1275 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا أبو الحسين بن فاذْشاه، أبنا أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجّاج بن المِنْهال. (ح).

وأخبرنا عيسى المُطَعِّم وأحمد بن أبي طالب، قالا: أبنا عبد الله ابن

(1)

الرواية من طريق حديث أبي محمد بن السقاء الملحق بآخر مسند مسدد، انظر: المجمع المؤسس (1/ 575 - 576).

(2)

أخرجه عبد بن حميد بن مسنده (رقم: 1518)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل صالح بن محمد وهو ابن زائدة. وأخرجه الإمام أحمد (15/ 245 - 246/ رقم: 9420) والنسائي في الكبرى (6/ 83 / رقم: 10137) عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى في مسنده (8/ 245 / رقم: 4824) عن محمد بن عباد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل.

(3)

هو: أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد (ت 331 هـ).

ص: 731

اللّتّي، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا أبو الحسن الداوودي، أبنا أبو محمد الحموي، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، حدثني أحمد بن يونس، قالا

(1)

: ثنا عبد الحميد بن بَهْرام، ثنا شَهْر بن حَوْشَب، قال: سمعتُ أمَّ سَلَمَة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، قلتُ: يا رسول الله! وإن القلوب لتُقلَّب؟ فقال: "نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسألُ الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذْ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمةً، إنه هو الوهاب"

(2)

. لفظُ حجّاج.

رواه الإمام أحمد

(3)

، عن وكيع وهشام عن عبد الحميد، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا، وهو عندنا أيضًا في مسند عبد.

تابعه أبو كعب صاحب الحرير عبد ربه بنُ عُبَيْد، عن شَهْر:

1276 -

فأخبرنا إسحاق، أبنا يوسف، أبنا محمد، أبنا محمود، أبنا أحمد، أبنا سليمان

(4)

، ثنا أبو مسلم الكَشِّي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو كَعْب صاحبُ الحرير الأَزْدي، ثنا شَهْر بن حَوْشَب، قال: دخلتُ على أمّ سَلَمَة بالمدينة وبيني وبينها حجاب، فسمعتُها تقول: كان أكثرُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

(1)

يعني: حجاج بن المنبهال وأحمد بن يونس.

(2)

الرواية الأولى من طريق السنة للطبراني، والثانية من طريق مسند عبد بن حميد (رقم: 1534).

(3)

المسند (44/ 138 - 139/ رقم: 26519) و (44/ 200 - 201/ رقم: 26576).

(4)

هو: الطبراني.

ص: 732

"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"، وقال:"ما من آدميّ إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء أزاغه، وإذا شاء هداه"

(1)

. رواه الإمام أحمد

(2)

، وأبو بكر بن أبي شيبة

(3)

، عن معاذ بن معاذ عن أبي كَعْب، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا. ورواه أبو داود الطيالسي

(4)

، عن أبي كَعْب. ورواه الترمذي

(5)

، عن أبي موسى الأنصاري عن معاذ بن معاذ، فوقع لنا بعُلُوّ، وقال:"حسن". وهو في جزء الحسن بن عبد الله البَعْلَبَكِّي

(6)

.

ومقاتل بنُ حيّان:

1277 -

فأخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو يَعْلَى الصابوني، أبنا أبو محمد المَخْلَدي، أبنا أبو بكر الذهبي، ثنا محمد بن مَنْصُور أبو جعفر الطوسي، ثنا خلف بن الوليد، حدثني بقيّة بن الوليد، عن إبراهيم بن أَدْهَم، عن مقاتل بن حيّان، عن شَهْر بن حَوْشَب قال: قلتُ لأمّ سَلَمَة: ما كان أكثرُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت:

(1)

الرواية من طريق السنة للطبراني. وأخرجه في المعجم الكبير (23/ 334/ رقم: 772) والدعاء (رقم: 1257).

(2)

المسند (44/ 278/ رقم: 26679).

(3)

المصنف (13/ 103 - 104/ رقم: 29807) و (15/ 615 - 616/ رقم: 31045).

(4)

مسند الطيالسي (3/ 181 - 182/ رقم: 1713).

(5)

الجامع (رقم: 3522).

(6)

توفي سنة 388 هـ، ترجمه الذهبي في السير (16/ 415)، وأشار لجزئه.

ص: 733

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك"، قالت: قلتُ: يا رسول الله! ما أكثرُ دعائك بهذا، قال:"إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، ما شاء أزاغ، وما شاء أزاغ"

(1)

.

1278 -

ورواه عبد الرزاق

(2)

، عن مَعْمَر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، أنّ أمّ سَلَمَة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أكثر ما تدعو: "يا مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك"، فقال:"إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلّبها". ورواه شريك، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن أمّ سَلَمَة. ورواه أيوب، عن أبي قلابة، عن أم سلمة. ولا نعرفُ لهما سماعًا من أمّ سَلَمَة. وهو عندنا في جزء الرَّبَعِيّ محمد بن سليمان، للحسن عن أمّه عن أمّ سَلَمَة.

1279 -

أخبرنا بذلك الفرّاء، أبنا عُمَر ابن القوّاس، أبنا حمزة بن أبي لُقْمَة، أبنا الخَضِر بن عَبْدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمد بن عبد السلام، أنا محمد بن سليمان الرَّبَعي، ثنا علي بن الحسين الدَّرَوِي، ثنا هشام بن خالد، ثنا الوليد، ثنا سالم قال: سمعتُ الحسن يحدّث عن أمّه، عن أمّ سَلَمَة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر أن يقول:

(1)

الرواية من طريق فوائد أبي يعلى الصابوني، انظر: المجمع المؤسس (2/ 387 - 388).

(2)

المصنف (10/ 442 / رقم: 19646).

ص: 734

"يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"،

فقلتُ: يا رسول الله! ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، قال:

"يا أمّ سَلَمَة، إنّ قلبَ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه"

(1)

.

1280 -

قال أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأَصَمّ

(2)

: ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أيّوب بن سُوَيْد، عن ابن شَوْذَب عبد الله، عن أيوب السَّخْتِياني، عن أبي قِلابة، عن أمّ سَلَمَة قالت: سمعتُ رسول الله يقول:

"يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك"،

فقلتُ: بأبي وأمي يا رسول الله! تخافُ على قلبك وفيه النبوّةُ والحكمة؟ قال:

"يا أمّ سَلَمَة قلوبُ العباد بين أصابع الله، إذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه".

1281 -

وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السُّنّي في كتاب عمل اليوم والليلة

(3)

: حدثنا ابن أبي داود، ثنا إسحاق بن إبراهيم النَّهْشَلي، ثنا سعيد بن الصَّلْت، ثنا عطاء بن عَجْلان، عن أبي نَضْرَة، عن أبي هُرَيْرَة، عن أمّ سَلَمَة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلّي ركعتين، ثم يقول فيما يدعو:

(1)

وهو عند الطبراني في المعجم الكبير (5/ 366/ رقم: 865) لسالم الخيّاط، وفي الأوسط (رقم: 5330) لعباد بن راشد، كلاهما عن الحسن ..

(2)

في جزء من حديثه - برواية أبي الحسن علي بن محمد الطرازي - (رقم: 417 - ضمن مجموع مصنفاته).

(3)

عمل اليوم والليلة (رقم: 658).

ص: 735

"يا مقلّب القلوب ثبِّتْ قلوبنا على دينك"،

فقلتُ: يا رسول الله! أتخشى على قلوبنا من شيء؟ قال:

"ما إنسانٌ إلّا قلبُه بين أصبعين من أصابع الرحمن، فإن استقام أقامه، وإن زاغ أزاغه".

أخبرني بذلك أبو الحجّاج الحافظ، عن زَيْنَب بنت مكّي، عن أبي المجد الكرابيسي، عن عبد الرزاق والمُطَهِّر القُومَسانيّان، عن أبي محمد الدوني، عن أبي نصر بن الكسّار، عن ابن السّنّي، فذكره.

* * *

ص: 736

‌باب إثبات اليدين لربّنا جلّ ثناؤه

وقول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] بتشديد الياء في الإضافة.

1282 -

قال أبو بكر البيهقي

(1)

"وذلك تحقيقٌ للتثنية، وفي ذلك منعٌ من حملهما على النِّعمة أو القدرة؛ لأنه ليس لتخصيص التثنية في نعم الله ولا في قدرته معنى يصحّ؛ لأن نعم الله أكثرُ من أن تُحصى، ولأنه خرج مخرجَ التخصيص وتفضيل آدم على إبليس، وحملُهما على القدرة أو على النِّعمة يُزيل معنى التفضيل؛ لاشتراكهما فيها، ولا يجوز حملهما على الماء والطين؛ لأنه لو أراد ذلك لقال: لما خلقتُ من يديّ، كما يقال: صنعتُ هذا الكور من الفضّة أو من النحاس، فلما قال: {بِيَدَيَّ} علمنا أن المراد بهما غير ذلك".

وقوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67].

وقوله: {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64].

وقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10].

وقوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145].

وقوله: {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} [الأعراف: 195].

وفيه عن: أنس، وسَبُرَة بن فاتِك وقد تقدّم حديثُه، ونُعَيْم بنِ هَمّار كذلك، والنوّاس بن سَمْعان كذلك، وعبد الله بن الحارث بن نَوْفَل،

(1)

الاعتقاد (ص 89).

ص: 737

وجابر بن عبد الله، وأسامة بن شريك، وعليّ، وفَضالة بن عُبَيْد، وعبد الله بن عباس - وقيل: عبد الرحمن بن عائش وقيل: بل معاذ -، وعبد الله بن عمر، وعمر، وأبي سعيد، وأبي موسى، وأبي هُرَيْرَة، وعائشة، وغيرهم.

أما حديثُ أبي موسى:

1283 -

فأخبرنا أبو محمد الشجري، أبنا أبو المُنَجّا بن اللّتّي، أبنا أبو الوقت السِّجْزي، أبنا أبو الحسن الداوودي، أبنا أبو محمد السرخسي، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي، ثنا عبد بن حُمَيْد، حدثني أبو الوليد، ثنا شُعْبَة، قال: عَمْرو

(1)

أنبأني، عن أبي عُبَيْدَة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله يبسطُ يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويبسطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها"

(2)

.

رواه مسلم

(3)

، عن أبي موسى عن غُنْدَر، وعن بُنْدار عن أبي داود، كلاهما عن شُعْبَة، فوقع لنا بعُلُوّ درجتين.

تابعه عن عَمْرو بن مُرّة: الأَعْمَش، والعلاء بن المُسَيّب.

أما حديثُ الأَعْمَش، ففي العاشر من البِشْرانيّات

(4)

.

وأما حديثُ ابن عباس:

1284 -

فأخبرنا الشجري، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا السِّجْزي، أبنا

(1)

هو: عمرو بن مُرّة.

(2)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 562)، والرواية من طريقه.

(3)

الصحيح (رقم: 2759).

(4)

أمالي أبي القاسم عبد الملك ابن بشران (ق 122/ ب - مجموع 102). وكتب المصنّف ابن المحبّ فيها على حاشية الحديث: "رواه مسلم لعمرو". قلت: وهو للأعمش كذلك في صحيح مسلم (رقم: 179) وليس فيه ذكر صفة اليد.

ص: 738

الداودي، أبنا السرخسي، أبنا الشاشي، ثنا عبد، أبنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن أيّوب، عن أبي قِلابة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أتاني الليلةَ ربي في أحسن صورة - قال: أحسبه قال: في المنام - فقال لي: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأُ الأعلى؟ قال: قلت: لا، قال: فوضع يدَه بين كتفيّ حتى وجدتُ بَرْدَها بين ثدييّ - أو: في نَحْري - فعلمتُ ما في السماوات وما في الأرض، قال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأُ الأعلى؟ قلت: نعم في الكفّارات، والكفّارات: المُكثُ في المساجد بعد الصلوات، والمشيُ على الأقدام إلى الجُمُعات، وإبلاغُ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ وكان من خطيئته كيوم ولدته أمُّه، وقل يا محمد إذا صلّيتَ: اللَّهم إني أسألُك الخيراتِ وتركَ المنكرات وحبَّ المساكين، وإذا أردتَ بعبادك فتنةً فاقْبِضْني إليك غيرَ مفتون، قال: والدرجاتُ العُلَى: إفشاءُ السلام، وإطعامُ الطعام، والصلاةُ بالليل والناس نيام"

(1)

.

رواه التِّرْمِذي

(2)

، عن عبدٍ وسَلَمَة بن شَبِيب عن عبد الرزّاق، فوافقناه فيه بعُلُوّ.

ورواه

(3)

، لقتادة عن أبي قِلابة عن خالد بن اللَّجْلاج، عن ابن عبّاس، وقال:"حسن غريب".

وقال الإمام أحمد

(4)

: "لم يسمع قتادةُ من أبي قِلابة".

(1)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 682)، والرواية من طريقه. وهو في تفسير عبد الرزاق (2/ 169).

(2)

الجامع (رقم: 3233).

(3)

الجامع (رقم: 3234).

(4)

في رواية أبي طالب عنه، انظر: بحر الدم فيمن تكلّم له الإمام أحمد بمدح أو ذمّ (ص 130).

ص: 739

ورواه الوليد بنُ مسلم وبِشْر بن بَكْر وجماعةٌ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد

(1)

، عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

وليس لعبد الرحمن بن عائش صحبةٌ

(3)

.

ورواه يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عنه عليه السلام

(4)

.

ورواه جَهْضَم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، عن جدِّه أبي سلّام - واسمُه: مَمْطور -، عن عبد الرحمن بن عائش، عن

(1)

يعني: ابن اللجلاج.

(2)

رواية الوليد بن مسلم عن ابن جابر أخرجها: الدارمي في مسنده (رقم: 2195) وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 467) وابن خزيمة في التوحيد (رقم: 318) والطبراني في مسند الشاميين (1/ 339 - 340/ رقم: 579) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1862).

ورواية بشر بن بكر أخرجها: الدارقطني في الرؤية (رقم: 237).

ورواه عن ابن جابر أيضًا:

1 -

صدقةُ بنُ خالد عند ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 388، 467) والطبراني في مسند الشاميين (1/ 339 - 340/ رقم: 579).

2 -

والأوزاعيُّ عند الآجري في الشريعة (3/ 1549 - 1550/ رقم: 1041) والدارقطني في الرؤية (رقم: 234، 235) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 72 - 73/ رقم: 644).

3 -

ومحمد بنُ شعيب بنِ شابور عند الحاكم في المستدرك (1/ 520).

4 -

والوليد بنُ مزيد البيروتي عند الطبري في تفسيره (9/ 354) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 72 - 73/ رقم: 644).

5 -

وحمّاد بنُ مالك بن بسطام الأشجعي عند الدارقطني في الرؤية (رقم: 240).

(3)

وهو قول أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين، وصرّح ابن خزيمة والترمذي بعدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: الإصابة (4/ 165)

(4)

أخرجه الإمام أحمد (27/ 171 - 172/ رقم: 16621) و (38/ 256 - 257/ رقم: 23210) لزهير بن محمد عن يزيد بن يزيد. وأعلّ إسناده الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 166) فقال: "ولكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره، وهذا منها".

ص: 740

مالك بن يَخامِر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وهو حديثٌ مُضْطَرِبُ الإسناد

(2)

.

وقيل: الحديثُ حديثُ معاذ

(3)

، والله أعلم.

ورواه موسى بن خَلَف العَمِّيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن زَيْد بن سَلّام، عن أبي سَلّام، عن أبي عبد الرحمن، عن مالك بن يَخامِر، عن معاذ بن جبل

(4)

.

قال علي بن المديني: "فظننتُ أنّ قوله: عن أبي عبد الرحمن، أنه إنما أراد عبدَ الرحمن بنَ عائش، فإذا هذا الحديثُ مضطربٌ لم نجد شيئًا يُسنده".

ورواه معاوية بن صالح عن أبي يحيى عن أبي يزيد عن أبي سَلّام الأَسْوَد عن ثَوْبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كتبناه في (باب إثبات الكف).

ورُوي من حديث سِماك بن حَرْب عن جابر بن سَمُرَة، وهو عندنا في الثالث من السنة للطبراني

(5)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (36/ 422 - 423/ رقم: 22109) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، والترمذي (رقم: 3235) لمعاذ بن هانئ، كلاهما عن جهضم.

(2)

صرّح بذلك الإمام البخاري كما نقله ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 838).

(3)

وهو قول الإمام البخاري كما نقله عنه الترمذي في جامعه، وأبي حاتم الرازي كما نقله عنه ابنه في العلل (رقم: 26)، والدارقطني في العلل (6/ 56). وقال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 79):"وأحسن طريق فيه رواية جهضم بن عبد الله ثم رواية موسى بن خلف".

(4)

أخرج هذه الرواية الطبراني في المعجم الكبير (20/ 109/ رقم: 216) والدارقطني في الرؤية (رقم: 232).

(5)

وهو في السنة لابن أبي عاصم (رقم: 465)، وحسّن إسناده الشيخ الألباني.

ص: 741

ومن حديث عبد الرحمن بن سابِط عن أبي أُمامة، كذلك

(1)

.

ومن حديث قَتادة عن أنس، كذلك

(2)

.

ومن حديث أبي المليح عن أبي هُرَيْرَة، كذلك، وفي سابع الحِنّائيّات

(3)

.

ومن حديث عائشة، وعليّ بن أبي طالب، وسَعْد بن أبي وَقّاص، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخُدْري، وعبد الله بن عُمَر، وأبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ........ ]

(4)

، كلُّهم في الرؤيا

(5)

.

ورؤيا الأنبياء وحيٌ.

وأما حديثُ أنس:

1285 -

فأخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عُمَر، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن بن محمد، أبنا عبد الله ابن حمُّويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام الدَّسْتُوائيّ، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يُجمع المؤمنون يوم القيامة، فيهتمُّون لذلك اليوم"، فذكر حديثَ

(1)

أي في السنة للطبراني. قلت: وهو في معجمه الكبير (8/ 349/ رقم: 8117) وفي السنة لابن أبي عاصم (رقم: 466) والرؤية للدارقطني (رقم: 248، 249، 250). وفي إسناده ليث بن أبي سليم.

(2)

وهو في الرؤية (رقم: 247) للدارقطني. وفي إسناده يوسف بن عطية الصفار السعدي البصري، وهو متروك كما في التقريب. وأخرجه الدارقطني (رقم: 285) لمكحول عن أنس، وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.

(3)

السابع من فوائد الحنائي (ق 111/ أ - مجموع 114). وهو في الرؤية للدارقطني (رقم: 257).

(4)

موضع تآكل في طرف الورقة، والله المستعان.

(5)

بعض هذه الشواهد لم أعثر على تخريجها.

ص: 742

الشفاعة، وفيه:"يا آدم أنت أبو الناس، خلقك الله بيده"، الحديث

(1)

.

تابعه عن أنس: ثابتٌ البُناني

(2)

.

وتابعه عن قتادة: أبو عَوانة

(3)

، وشَيْبان

(4)

، وسعيد بن أبي عَرُوبَة

(5)

.

وعندنا في الأول من صفة الجنة

(6)

لضياء الدين

(7)

: حديث داود بن أبي هند، عن أنس رفعه:"إن الله بنى الفردوس بيده"، الحديث، كتبناه في الجزء الثالث

(8)

.

وأما حديثُ أبي هُرَيْرَة:

1286 -

فأخبرنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، أبنا محمد بن إبراهيم الإِرْبَلِّي، أبنا عبد الله ابن النَّقُّور، أبنا أحمد بن المُظَفَّر بن سَوْسَن، ثنا عبد الرحمن بن عُبَيْد الله الحُرْفي، ثنا أحمد بن سَلْمان، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يحيى بن هاشم، ثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وثنا أحمد بن سَلْمان قال: حدّثني وقرئ على

(1)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 1186)، والرواية من طريقه. وأخرجه البخاري (رقم: 7516) عن مسلم بن إبراهيم و (رقم: 7410) عن معاذ بن فضالة، ومسلم (رقم: 193) لمعاذ بن هشام ومعاذ بن فضالة، كلهم عن هشام الدستوائي.

(2)

وحديثُه عن الإمام أحمد (21/ 211 - 213/ رقم: 13590).

(3)

وحديثُه عند البخاري (رقم: 6565) ومسلم (رقم: 193).

(4)

وحديثُه عند النسائي في السنن الكبرى (6/ 440/ رقم: 11433) وأبي يعلى في المسند (5/ 396 - 398/ رقم: 3064).

(5)

وحديثُه عند البخاري (رقم: 4476) ومسلم (رقم: 193).

(6)

صفة الجنة (رقم: 32).

(7)

هو: محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643 هـ).

(8)

مرَّ برقم: (885).

ص: 743

عبد الملك بن محمد الرَّقَاشي وأنا أسمع، ثنا أَشْهَل بن حاتم، ثنا ابن عَوْن، عن محمد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكتَه، أَشْقَيْتَ الناسَ وأخرجتَهم من الجنة، قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته، وكلّمك تكليمًا، أتلومني على عملٍ كتبه الله عليّ قبل أن يخلق السماواتِ والأرضَ؟ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - فحجّ آدمُ موسى"

(1)

.

رواه الإمام أحمد

(2)

، عن يزيد عن ابن عَوْن حديثَه، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

وأما حديثُ الأَعْمَش، فرواه التِّرْمِذِيّ

(3)

عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير عنه، فوقع لنا عاليًا، و

(4)

عن يحيى بن حبيب بن عَرَبي عن مُعْتَمِر بن سليمان عن أبيه عن الأَعْمَش، فوقع لنا عاليًا بدرجتين، وقال:"غريب من حديث التَّيْمي عن الأَعْمَش، وقد رواه بعض أصحاب الأَعْمَش عنه هكذا، وقال بعضُهم: عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد".

تابعهما عن أبي هُرَيْرَة: أبو سَلَمَة - وهو في الصحيحين

(5)

-، وسعيد بنُ

(1)

أخرجه أبو القاسم الحرفي في مجلس من أماليه (ق 231/ أ - مجموع 46)، والرواية من طريقه. والتخريج بعده كتبه المصنّف أيضًا على الحاشية اليمنى من نسخة الأمالي، وفيه زيادة:"ورواه م لهشام بن حسان عن ابن سيرين"، وهو في صحيح مسلم (رقم: 2652) من هذا الوجه.

(2)

المسند (15/ 492/ رقم: 9792).

(3)

هكذا كتب المصنف هنا وفي حاشية أمالي أبي القاسم الحرفي، ولم أجده في جامع الترمذي من رواية جرير عن الأعمش، ولم يذكره فيها المزي في تحفة الأشراف، وإنما هو من هذا الوجه عند النسائي في السنن الكبرى (6/ 330/ رقم: 11130).

(4)

جامع الترمذي (رقم: 2134).

(5)

صحيح البخاري (رقم: 4738) وصحيح مسلم (رقم: 2652).

ص: 744

المسيّب

(1)

، وحُمَيْد بنُ عبد الرحمن بن عَوْف

(2)

، وعبد الرحمن بنُ هُرْمُز الأَعْرَج

(3)

، وطاوس بنُ كَيْسان

(4)

- وفي حديثه: "وخطّ لك التوراة بيده" -، وسعيدٌ المَقْبُري

(5)

، وعبد الله بن عُبَيْد بن عُمَيْر

(6)

، ويزيد بن هُرْمُز

(7)

، وعمّار بن أبي عمّار

(8)

، وعامِرٌ الشَّعْبي

(9)

.

1287 -

وأخبرنا أبو نَصْر ابن الشيرازي والقاسم ابن عساكر، قالا: أنبأنا محمود ابن مَنْدَه، أبنا مسعود الثَّقَفي، أبنا أبو عَمْرو ابن مَنْدَه، أبنا أبي، أبنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري، ثنا أبو علي سختويه ابن مازيار ومحمد بن يحيى

(10)

، قالا ثنا صَفْوان بن عيسى، ثنا محمد بن عَجْلان، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لما خلق الله الخلق كتب بيده: إنّ رحمتي تغلب غضبي"

(11)

.

تابعه عن ابن عَجْلان:

سليمان بن بلال، وهو في أول فوائد الجصّاص.

(1)

ذكره البزار في مسنده (14/ 372).

(2)

وحديثه عند البخاري (رقم: 3409، 7515) ومسلم (رقم: 2652).

(3)

وحديثه عند مسلم (رقم: 2652).

(4)

وحديثه عند البخاري (رقم: 6614) ومسلم (رقم: 2652).

(5)

وحديثه عند أبي يعلى في مسنده (11/ 453 - 454/ رقم: 6580).

(6)

وحديثه عند أبي نعيم في حلية الأولياء (3/ 356).

(7)

كتبه المصنف مرّتين، وحديثه عند مسلم (رقم: 2652).

(8)

وحديثه عند الإمام أحمد (16/ 55/ رقم: 9990) وإسحاق بن راهويه في المسند (1/ 172/ رقم: 119).

(9)

وحديثه عند النسائي في السنن الكبرى (6/ 346/ رقم: 11186).

(10)

هو: الذُّهْلي.

(11)

أخرجه ابن بلال النيسابوري في حديثه - برواية ابن منده - (ق 17/ ب - مجموع 79)، والرواية من طريقه. وأخرجه ابن ماجه (رقم: 189) عن محمد بن يحيى الذهلي.

ص: 745

وأبو عاصم

(1)

، وهو في جزئه

(2)

.

1288 -

وأخبرنا إبراهيم بن بركات، أبنا يحيى بن أبي مَنْصُور، أبنا عبد القادر الرُّهاوي، أبنا مسعود الثَّقَفي، أبنا عبد الوهّاب بن مَنْدَه، أبنا أبي، أبنا أحمد بن محمد بن العبّاس

(3)

، ثنا أحمد بن يونس، ثنا محمد بن عُبَيْد الطنافِسي، ثنا أبو حيّان التَّيْمي، ثنا أبو زُرْعَة بن عَمْرو بن جرير، عن أبي هُرَيْرَة قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدُفع إليه الذِّراع - وكان يُعجبُه - فنَهس منه نَهسةً، ثم قال:

"أنا سيّدُ الناس يومَ القيامة، وهل تدرون فيم ذاك؟ يجمعُ الله الأوّلين والآخرين في صعيدٍ واحد، يُبصرُهم الناظرُ ويُسمعُهم الداعي، وتدنو منهم الشمسُ، فيقولُ بعضُ الناس لبعضٍ: ألا ترَوْن إلى ما أنتم فيه؟ ألا ترَوْن إلى ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفعُ لكم؟ فيأتون آدم فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه"، وذكر حديثَ الشفاعة بطوله

(4)

.

تابعه عن أبي زُرْعَة: عُمارة بن القَعْقَاع

(5)

، وغيرُه.

(1)

هو: الضحاك بن مخلد النبيل.

(2)

جزء أبي عاصم رواه الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1349)، وهو من رواية أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري عن أبي عاصم. وقد أخرجه البيهقي من هذه الطريق في الأسماء والصفات (2/ 50/ رقم: 623). وأخرجه البزار في مسنده (15/ 96/ رقم: 8371) وابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية 3/ 313 - 314/ رقم: 246).

(3)

جاء اسمه في الإيمان لابن منده: (محمد بن عبد الله بن العباس)، وقال المحقّق لم أجد ترجمته.

(4)

الرواية من طريق التوحيد لابن منده. وهو عنده في الإيمان (2/ 847/ رقم: 879).

وأخرجه البخاري (رقم: 3340) عن إسحاق بن نصر عن محمد بن عبيد الطنافسي.

(5)

وحديثه عند مسلم (رقم: 194).

ص: 746

1289 -

وبهذا الإسناد إلى ابن مَنْدَه، أبنا محمد بن عبد الرحمن بن الحارث الرَّمْلي، ثنا العبّاس بن الفَضْل، ثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن سليمان بن بلال، عن سَعْد بن سعيد قال: حدثني سعيد بن مَرْجانة، عن أبي هُرَيْرَة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ينزلُ الله فيقولُ: من يدعوني فأجيبَه؟ ثم يبسطُ يديه فيقول: من يُقرضُ غيرَ معدومٍ ولا ظَلومٍ"

(1)

.

مشهورٌ عن سليمان بن بلال

(2)

.

أخبرتني بهما أعلى من هذا: زَيْنَبُ، عن عجيبة، عن مسعود الثَّقفي إذنًا، عن أبي عَمْرو بن مَنْدَه

(3)

، فذكرهما

(4)

.

1290 -

وأخبرنا أبو بكر بن عبد الدائم وابن أبي طالب وعيسى ووزيرة قالوا: أبنا الحسين، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا محمد الفَرَبْري، ثنا محمد بن إسماعيل

(5)

، ثنا أبو اليمان، أبنا شُعَيْب، أبنا أبو الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يدُ الله مَلْأَى لا يغيضُها نفقةٌ سحّاءَ الليل والنهار، - وقال: - أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يده، - وقال: - عرشُه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع"

(6)

.

(1)

الرواية من طريق التوحيد لابن منده.

(2)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 493/ رقم: 1131) لسعيد بن عمرو عن سليمان بن بلال.

(3)

وهذا إسناد التوحيد لابن منده عند الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 56).

(4)

كتب المصنّف بعد هذا النص: (الخط المعترض)، وهو يشير إلى ما كتبه بعرض الصفحة الآتية (206 أ) على حاشيتها اليمنى.

(5)

هو: البخاري.

(6)

أخرجه البخاري (رقم: 4684 و 7411)، والرواية من طريقه.

ص: 747

لفظُ أبي حاتم

(1)

، عن أبي اليمان:"فإنه لا ينقص ما في يديه".

ورواه وَرْقاء عن أبي الزِّناد

(2)

، ولفظه:"يمين الله مَلْأَى"، وقال:"مما في يمينه".

وقال سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي الزِّناد

(3)

: "فإنّ يمينَ الله مَلْآن".

ورواه همّام

(4)

عن أبي هُرَيْرَة، وقال:"يمينُ الله مَلْآن"

(5)

، وفي لفظٍ له:"مَلْأَى"

(6)

، وكذا لفظُ الوليد بن مسلم، عن شُعَيْب، عن أبي الزِّناد

(7)

.

1291 -

*

(8)

وأخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا ابن علي بن المتوكّل على الله، أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا أبو بكر بن الهَيْثَم الأَنْباري، ثنا ابنُ أبي العَوّام، ثنا أبو عاصم، ثنا محمد بن عَجْلان، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لما خلق الله الخلق كتب على نفسه بيده: إن رحمتي تغلبُ غضبي"

(9)

.

1292 -

أخبرنا إبراهيم، أبنا يحيى، أبنا عبد القادر، أبنا مسعود.

(1)

هو: الرازي. وحديثه عند ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 49).

(2)

وحديثه عند ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية 3/ 296/ رقم: 225).

(3)

وحديثه عند مسلم (رقم: 993).

(4)

هو: ابن منبّه.

(5)

هذا اللفظ عند ابن خزيمة في التوحيد (1/ 155/ رقم: 108 - الزهيري).

(6)

وهو لفظ مسلم (رقم: 993).

(7)

أخرج حديثه الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب التوحيد لله عز وجل (رقم: 8).

(8)

من هنا إلى نهاية علامة النجمة كتبه المصنف على طرف الصفحة (212 ب) وأسفلها، وحوّط عليه، وكتب بحذائه:(يُقدَّم إلى باب اليدين)، فرأيت من المناسب نقله في هذا الموضع.

(9)

الرواية من جزء فيه من حديث أبي بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري (ق 212/ ب - مجموع 94). وسبق تخريجه من طريق أبي عاصم.

ص: 748

وزَيْنَبُ قالت: أنبأتنا عجيبة قالت: أنبأنا مسعود. أبنا عبد الوهاب بن مَنْدَه، أبنا والدي، أبنا أحمد بن سليمان بن أيوب

(1)

، ثنا جعفر بن محمد القَلانِسي، ثنا يزيد بن خالد الرَّمْلي، ثنا أبو خالد سليمان بن حيّان، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة رفعه قال:

"لما خلق الله آدم مسح ظهره، قال لآدم: اخترْ، قال: اخترتُ يمينَ ربي، وكلتا يديه يمينٌ مباركة"

(2)

.

1293 -

وبه إلى ابن مَنْدَه، قال: ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا أبي، ثنا أنس بن عِياض أبو ضَمْرَة، حدثني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه قال له بيديه وهما مقبوضتان: خذ أيَّهما شئت يا آدم، قال: أخذتُ يمينَ ربي، وكلتا يديه يمينٌ مباركة، ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذرّيّته كلُّهم، فإذا كلُّ إنسان عنده عمره مكتوب"، الحديث.

رواه صَفْوان بن عيسى وغيرُه عن ابن أبي ذُباب، نحوَه

(3)

ورواه سَعْد بن سعيد

(4)

، عن أخيه عبد الله، عن جدّه، عن أبي هُرَيْرَة.

(1)

هو: ابن حَذْلَم.

(2)

الرواية من طريق التوحيد لابن منده. وهو عنده في الرد على الجهمية (رقم: 26) مطوّلًا.

(3)

حديث صفوان بن عيسى أخرجه الترمذي (رقم: 3368) وابن حبان (14/ 40/ رقم: 6167) والحاكم (1/ 64).

(4)

ابن أبي سعيد المقبري.

ص: 749

ورواه جماعةٌ عن أبي هُرَيْرَة، منهم: الشَّعْبِيُّ

(1)

، وأبو سَلَمَة، وأبو صالح

(2)

.

ورُوي عن سعيد المَقْبُري غيرَ مرفوع، وهو عندنا في العاشر من البِشْرانِيّات

(3)

.

أما حديثُ الشَّعْبِيّ، فبعد ورقة

(4)

.

وأما حديث أبي سعيد:

1294 -

فأخبرنا محمد ابن أبي الهَيْجاء ومحمد بن المحبّ قالا: أبنا الحسن بن محمد البَكْري، أبنا عبد المُعِزّ بن محمد، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِيّ، أبنا بِشْر بن محمد بن محمد بن ياسين، أبنا إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة رحمه الله، ثنا إبراهيم بن عيسى، ثنا ابن وَهْب، حدثني مالك، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبّيك ربَّنا وسعديك والخير في يديك - قال محمد بن إسحاق: ولعن الله من يقول ليس لله يدان -، فيقول هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربّ وقد أعطيتَنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك، فيقول: ألا أعطيتكم أفضلَ من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ ليس شيءٌ أفضلَ من ذلك، قال: أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخطُ عليكم بعده أبدا"

(5)

.

(1)

روايته في المستدرك (1/ 64)، وصححه.

(2)

رواية أبي صالح أخرجها الترمذي (رقم: 3076)، وقال:"حسن صحيح".

(3)

أمالي ابن بشران (1/ 287 - 288/ رقم: 663)، من طريق أبي معشر عن نافع مولى لآل الزبير عن أبي هريرة وعن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

(4)

كتبه المصنف أسفل الصفحة (214/ أ)، وسأنقله هناك.

(5)

الرواية من طريق جزء من حديث ابن خزيمة، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1147). وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير شيخ ابن خزيمة فهو صدوق.

ص: 750

1295 -

وأخبرنا ابن أبي طالب وابن مَعالي، قالا: أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا السِّجْزي، أبنا الداودي، أبنا الحَموي، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد

(1)

، أبنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَر، عن أبي هارون العَبْدي، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"احتجّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت خليقة الله بيده، أسكنك جنتَه، وأسجد لك ملائكتَه، فأخرجتَ ذرّيّتَك من الجنة وأَشْقَيْتَهم، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلمته ورسالته، تلومني في شيءٍ وجدتَه قد قُدِّر عليّ قبل أن أُخلَق؟ قال: فحجّ آدمُ موسى، فحجّ آدمُ موسى"

(2)

.

1296 -

وأخبرنا إبراهيم بن بركات، أبنا أبو زكريا بن الصَّيْرَفي، أبنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله، أبنا مسعود بن الحسن، أبنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أبنا والدي

(3)

، أبنا عبد الله بن جعفر البغدادي، ثنا يحيى بن أيّوب المصري، ثنا يحيى بن بُكَيْر، ثنا اللَّيْث بن سَعْد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال المصري، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"تكون الأرضُ يوم القيامة خبزةً واحدةً يَكْفَؤها الجبارُ بيده كما يَكْفَؤُ أحدُكم جرّته في السفر، نُزُلًا لأهل الجنة"

(4)

.

أخبرتنا به أعلى من هذا زَيْنَب ابنة أحمد، أنبأتنا عجيبة، أنبأنا مسعود وغيره، فذكره.

(1)

هو: ابن حميد.

(2)

أخرجه عبد حميد في مسنده (رقم: 949)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين، قال في التقريب:"متروك، ومنهم من كذّبه".

(3)

هو: الحافظ ابن منده.

(4)

الرواية من طريق التوحيد لابن منده وهي فيه (رقم: 211) بإسناد آخر إلى ابن بكير، وزيادة في الحديث.

ص: 751

وهو في جزء فوائد العَتَكِيّ

(1)

.

رواه البخاري

(2)

، عن يحيى بن بُكَيْر، ومسلم

(3)

، عن عبد الملك بن شُعَيْب بن اللَّيْث عن أبيه عن جدّه.

وأما حديثُ عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، وهو مرسل.

1297 -

فأخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قدامة وابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد والكِنْدي، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب العُشاري - إجازةً -، أبنا الدارَقُطْني، ثنا الحسن بن علي البصري، ثنا أبو الربيع الزَّهْراني، ثنا أبو مَعْشَر

(4)

، ثنا عَوْن بن عبد الله بن الحارث، عن أخيه، عن أبيه عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل خلق ثلاثةَ أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس فردوس بيده"

(5)

.

وهو في الأول من حديث السِّمْسار، وأول صفة الجنة للضياء

(6)

.

1298 -

أخبرتنا فَقْهاء، أنبأنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو الخطّاب علي بن عبد الرحمن بن هارون بن عيسى بن الجرّاح الكاتب ببغداد، أبنا أبو بكر محمد بن عمر بن بُكَيْر النجّار - بقراءتي عليه -، حدثني أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزّاز، ثنا عبد الله بن بُذان بن بُرَيْد

(1)

أبو منصور محمد بن القاسم بن عبد الرحمن النيسابوري، توفي سنة 346 هـ. السير (15/ 529).

(2)

صحيح البخاري (رقم: 6520).

(3)

صحيح مسلم (رقم: 2792).

(4)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني.

(5)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 28)، والرواية من طريقه. وتصحّف في مطبوعتيه:(أبو معشر) إلى (أبو معمر).

(6)

وهو في مختصره (رقم: 33).

ص: 752

البَجَلي، ثنا محمد بن حمّاد بن عَمْرو الأزدي، ثنا محمد بن سِنان، عن أبي العلاء الخَفّاف، عن الأَصْبَغ بن نُباتة: سمعتُ عليًا يقول: قال رسول الله:

"جنةُ عدن قَضيبٌ غرسه الله بيده ثم قال له كُنْ فكان"

(1)

.

1299 -

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أبنا علي بن البخاري، أبنا أبو محمد ابن قُدامة، أبنا أبو الفتح ابن البِطِّي، أبنا أبو الفَضْل بن خَيْرون، أبنا أبو علي ابن حَمْدِيّة

(2)

، أبنا أبو بكر الشافعي، ثنا أبو شُعَيْب صالح بن عِمْران الدَّعَّاء، ثنا رَوْح بن الفَرَج القَطّان، عن رجلٍ - سقط من كتاب ابن حَمْدِيّة -، أبنا اللَّيْث، عن محمد بن عَجْلان، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أحبّ أن يتمسّكَ بقضيبِ الدُّرّ الذي غرسه الله في جنة عدنٍ بيده فلْيُحبّ عمر بنَ الخطّاب"

(3)

.

1300 -

وقال القَطِيعي أبو بكر بن مالك

(4)

: ثنا الحسن بن علي، ثنا الحسن بن علي بن راشد، ثنا شَرِيك، ثنا الأَعْمَش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطُّفَيْل، عن زَيْد بن أَرْقَم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أحبّ أن يستمسكَ بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن بيده فليتمسّكْ بحبّ علي بن أبي طالب".

الحسن بن علي شيخُ القَطِيعي هو: العَدَوِيُّ الكذّاب

(5)

.

(1)

فيه الأصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي الكوفي: قال في التقريب: "متروك، رُمي بالرفض".

(2)

اسمه: الحسن بن أحمد بن عبد الله، توفي سنة 429 هـ، قال الذهبي:"حدّث بمجلس واحد عن أبي بكر الشافعي". تاريخ الإسلام (وفيات 421 - 430 هـ/ ص 258).

(3)

في إسناده رجل يُسمّ.

(4)

هو: القطيعي. في زيادات فضائل الصحابة (2/ 664/ رقم: 1132).

(5)

انظر: الميزان (1/ 506 - 509).

ص: 753

1301 -

وعندنا في مجلس أبي سَهْل بن زياد الذي سمعناه من إسماعيل بن مكتوم

(1)

: لأبي إسحاق، عن زياد بن مُطَرِّف، عن زَيْد بن أَرْقَم رفعه:

"من أحبّ أن يحيا حياتي ويموتَ ميتتي ويسكنَ جنة الخلد التي وعدني ربي، فإن ربي غرس قضبانها بيده، فلْيتولَّ عليَّ بنَ أبي طالب".

وهو في الثاني من فضائل علي لأبي نُعَيْم.

1302 -

وفي غرائب شُعْبَة لابن المُظَفَّر

(2)

: لأبي إسحاق عن البَراء رفعه:

"من سرّه أن يتمسّك بقضيب الدرّ الذي غرسه الله في جنة عدن، فليتمسّكْ بحبّ علي".

وأما حديثُ عمر:

1303 -

فأخبرنا إبراهيم بن بركات، أبنا يحيى بن أبي مَنْصُور، أبنا عبد القادر الرُّهاوي الحافظ، أبنا مسعود بن الحسن. (ح).

وأخبرتنا أعلى من هذا زَيْنَب ابنة أحمد، عن عجيبة ابنة أبي بكر إجازةً، عن مسعود والحسن بن العباس وأبي الخير كذلك، قالوا: أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا أبي، أبنا أحمد بن عَمْرو أبو الطاهر، ثنا يونس بن عبد الأَعْلَى، ثنا ابن وَهْب، أخبرني هشام بن سَعْد، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، أن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن موسى قال: يا رب أبونا الذي أخرجَنا ونفسَه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال له موسى: أنت آدم؟ قال: نعم، قال: أنت الذي نفخ فيك من

(1)

انظر: المجمع المؤسس (2/ 428 - 429).

(2)

غرائب حديث شعبة (ق 129/ أ - ب - مجموع 124).

ص: 754

روحه وخلقك بيديه وعلّمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسَك من الجنة؟ فقال: من أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت الذي كلّمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ قال: نعم، قال: فما وجدتَ في كتاب الله أن ذلك كائن قبل أن أُخلق؟ قال: نعم، قال: فبم تلومني في شيء قد سبق من الله فيه القضاء قبلي!؟ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجّ آدمُ موسى"

(1)

.

تابعه يحيى بن يَعْمُر وحُمَيْد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عُمَر، عن عُمَر.

وحديثٌ آخر لابن عباس:

1304 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود الجمّال وخليل بن أبي الرجاء، قالا: أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم الحافظ، ثنا محمد بن جعفر بن الهَيْثَم الأنباري، ثنا جعفر - هو: ابنُ محمد بنِ شاكر -، ثنا حسين - هو: ابنُ محمد -، ثنا جرير بن حازم، عن كُلْثُوم بن جَبْر، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنَعْمان - يعني: عرفة - فأخرج من صلبه كلَّ ذرّيّة ذراها، فنثرهم بين يديه كالذرّ، ثم كلّمهم - فتلا - وقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} [الأعراف] "

(2)

.

رواه الإمام أحمد

(3)

، عن حسين بن محمد، فوافقناه فيه بعُلُوّ.

(1)

أخرجه ابن منده في التوحيد (3/ 142 - 143/ رقم: 573)، والرواية من طريقه.

(2)

أخرجه ابن الهيثم الأنباري في الجزء الأول من حديثه (ق 2/ ب - مجموع 75)، والرواية من طريقه.

(3)

المسند (4/ 267/ رقم: 2455).

ص: 755

ورواه النسائي

(1)

، عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن الحسين بن محمد، وقال:"كُلْثوم ليس بالقويّ".

قلتُ: وقد وثّقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين

(2)

.

وحديثٌ آخر لأبي هُرَيْرَة، رواه الشافعي:

1305 -

أخبرتنا وزيرة، أبنا الحسين بن المبارك، أبنا أبو زُرْعَة، أبنا مكّي، أبنا الحيري، أبنا الأَصَمّ، أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن ابن عَجْلان، عن سعيد بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:

"والذي نفسي بيده ما من عبدٍ يتصدّقُ بصدقةٍ من كسبٍ طيّبٍ، ولا يقبلُ الله إلّا طيّبًا ولا يصعدُ إلى السماء إلّا طيّبٌ، إلّا كان إنما يضعُها في يد الرحمن عز وجل، فيُربّيها له كما يُربّي أحدُكم فُلُوَّه، حتى إنّ اللُّقمة لتأتي يوم القيامة وإنها لمَثَلُ الجبل العظيم، - ثم قرأ: - {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] "

(3)

.

1306 -

(4)

أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الدجاجِيّة، أبنا أحمد بن إسحاق الأَبَرْقُوهي بمصر، أبنا أبو المحاسن محمد بن أبي الفَرَج هبة الله بن عبد العزيز المراتبي، أبنا عمّي أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن علي الدِّينَوَرِيّ، أبنا عاصم بن الحسن بن محمد بن

(1)

السنن الكبرى (6/ 349/ رقم: 11191).

(2)

انظر: تهذيب الكمال (24/ 201).

(3)

أخرجه الشافعي في مسنده - بترتيب السندي - (1/ 220/ رقم: 606)، والرواية من طريقه. وهو عند الإمام أحمد (15/ 248/ رقم: 9423) لبكر بن مضر عن ابن عجلان.

(4)

هذا النص كتبه المصنف أسفل الصفحة (208 أ) بعرضها ولم يُلحِقْه، فرأيتُ أن أنقله إلى هذا الموضع مع أحاديث أبي هريرة رضي الله عنهما.

ص: 756

علي بن عاصم، أبنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مَهْدي الفارسي، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المَحامِلي، ثنا محمد بن عبد الملك بن زَنْجويه، ثنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن أيّوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن العبد إذا تصدّقَ من طيّبٍ يقبلُها الله عز وجل، فأخذها بيمينه، وربّاها كما يربّي أحدُكم مَهْرَه أو فَصيلَه، وإن الرجل ليتصدّقُ بالكسرة واللُّقْمة فتربو في يدَيْ الله عز وجل حتى تكون مثلَ أُحُد، فتصدّقوا"

(1)

.

1307 -

أخبرتنا زَيْنَب بنت عبد الله، أبنا أبو عبد الله الحافظ

(2)

، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أحمد بن محمد بن يوسف بن مَرْدَة، أبنا عبد الوهّاب بن الحسن الكِلابي، ثنا عبد الله بن عَتّاب بن أحمد الخُزاعي، ثنا عيسى بن حمّاد، أبنا اللَّيْث بن سَعْد، عن سعيد

(3)

، عن نافع بن جُبَيْر أنه قال: خرج على أصحابِه وهو بالجُحْفَة وهم جلوسٌ ينتظرونه، فلما خرج عليهم فجلس معهم قال:

"أبشروا، ألستُم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتشهدون أنّي رسول الله، وتشهدون أنّ هذا القرآن حقٌّ من الله؟ "،

قالوا: بلى نشهد على هذا، قال:

"فإنّ هذا القرآن سببٌ من عند الله، طرفُه بيد الله، وطرفُه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تَضلّوا ولا تَهلكوا بعده أبدًا"

(4)

.

(1)

أخرجه المحاملي في الأمالي - برواية ابن مهدي الفارسي - (رقم: 386)، والرواية من طريقه. وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 106/ رقم: 20050).

(2)

هو: الضياء المقدسي.

(3)

هو: ابن أبي سعيد المقبري.

(4)

أخرجه عبد الوهاب بن الحسن الكلابي في حديثه (ق 172/ ب - مجموع 27)، والرواية من طريقه. وهو مرسل.

ص: 757

1308 -

أخبرنا عيسى، أبنا عبد الله، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا عبد الله، أبنا إبراهيم، ثنا عبدٌ

(1)

، ثنا ابن أبي شَيْبَة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شُرَيْح الخُزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟ "،

قالوا: نعم، قال:

"فإنّ هذا القرآن سببٌ طرفُه بيد الله وطرفُه بأيديكم، فتمسّكوا به فإنكم لن تَضِلّوا ولن تَهلِكوا بعده أبدًا"

(2)

.

وأما حديثُ زَيْد بن أَرْقَم:

1309 -

فأخبرنا إسماعيل بن يوسف بن مَكْتُوم - حضورًا في الخامسة -، أبنا علي بن محمد السخاوي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو بكر الطُّرَيْثِيثي، عن الحسن بن أحمد بن شاذان، ثنا أبو سَهْل أحمد بن محمد بن زياد القطّان، ثنا إبراهيم بن إسحاق السرّاج، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني، ثنا أبو المُحَيّاة يحيى بن يَعْلَى، عن عمّار بن رُزَيْق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن مُطَرِّف، عن زَيْد بن أَرْقَم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أحبّ أن يحيا حياتي ويموتَ ميتتي ويسكنَ جنّةَ الخلد التي وعدني ربي عز وجل، فإنّ ربي عز وجل غرس قضبانها بيده، فلْيَتَوَلَّ عليَّ بنَ أبي طالب، فإنه لن يُخرجَكم من هُدًى ولن يُدخلَكم في ضلالة"

(3)

.

(1)

هو: ابن حميد.

(2)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 483)، والرواية من طريقه. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (15/ 461/ رقم: 30628). وخرّجه الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 713) وصحّحه.

(3)

في إسناده أبو إسحاق السبيعي، وهو ممن اختلط في آخر حياته، وقد نصّ أبو حاتم =

ص: 758

وأما حديثُ فَضالة بن عُبَيْد:

1310 -

فأخبرنا محمد بن حازم، أبنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأنا أبو المكارم اللبّان، عن أبي علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن حِبّان، ثنا عَمْرو بن الحُصَيْن، ثنا ابن عِلاثة، عن ثَوْر، عن وَهْب بن مُنبِّه، عن كَعْب، عن فَضالة بن عُبَيْد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الصدقة تقعُ في يد الله قبل أن تقعَ في يد السائل، وإن الله ليدفعُ بها سبعين بابًا من مخازي الدنيا، منها: الجُذام، والبرص، وسيّء الأسقام، سوى ما لصاحبها من الأجر في الآخرة"

(1)

.

غريبٌ من حديث وَهْب بن مُنَبِّه، لم نكتبْه إلّا من حديث ابنِ عِلاثة عن ثَوْر، قاله أبو نُعَيْم.

(2)

وأما حديثُ جابر - وهو موقوفٌ -:

1311 -

فأخبرنا إبراهيم بن بركات، أبنا يحيى بن أبي مَنْصُور، أبنا عبد القادر الرُّهاوي، أبنا مسعود الثقفي، أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا والدي، أبنا محمد بن عبد الله بن أبي رجاء، ثنا موسى بن هارون، ثنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثنا معاوية بن عمّار الدُّهْني، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر بن عبد الله:

= الرازي أن عمّار بن رزيق سمع منه بأَخَرَة - يعني بعد اختلاطه - كما في العلل لابنه (السؤال رقم: 2055). والحديث أخرجه الحاكم (3/ 128) للقاسم بن أبي شيبة عن يحيى بن يعلى، وقال:"صحيح"، وتعقّبه الذهبي بقوله:"أنى له الصحة"، ثم أعلّه بالقاسم بن أبي شيبة ويحيى بن يعلى. وأورده الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 892) وقال: "موضوع".

(1)

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 81)، والرواية من طريقه.

(2)

الصفحة (208 ب) فارغة.

ص: 759

"أنّ آدم عليه السلام لما أُهبط إلى الأرض هبط بالهند، وأنّ رأسه كان ينال السماء، وأنّ الأرض شكت إلى ربها ثقل آدم، فوضع الجبّار عز وجل يدَه على رأسه فانحطّ منه سبعين ذراعًا"، الحديث

(1)

.

قال ابن مَنْدَه: "هذا إسناد صحيح، أخرج مسلمٌ بهذا الإسناد حديثًا".

ورواه يحيى بن أبي أيوب، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه طلحة بن عَمْرو، عن عطاء، عن ابن عبّاس قولَه، نحو حديث جابر.

وأما حديثُ ابن عُمَر:

1312 -

فأخبرنا به موقوفًا: عيسى ويحيى وأبو بكر، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا المبارك بن عبد الجبّار، أبنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأَزَجي الطحّان، ثنا علي بن عُمَر - هو: ابنُ جعفر بن محمد السُّكّري -، أبنا محمد بن الحسن بن شهريار، ثنا علي بن شُعَيْب البزّاز، ثنا عبد المجيد - يعني: ابنَ أبي رَوّاد -، عن مَعْمَر، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عُمَر قال:

"قالت الملائكة: يا رب قد أعطيتَ بني آدم الدنيا فأعطِنا الآخرة، قال: لا أجعلُ ذرّيّةَ من خلقتُ بيدي كمن قلتُ له كن فكان"

(2)

.

ورُوي مرفوعًا

(3)

:

1313 -

فقال محمد بن جرير الطبري

(4)

: حدثني عبيد الله بن محمد بن

(1)

الرواية من طريق التوحيد لابن منده.

(2)

أخرجه عبد العزيز الأزجي في حديثه (ق 67/ أ - مجموع 113)، والرواية من طريقه.

(3)

قال الدارقطني في العلل (12/ 413): "والموقوف أصحّ".

(4)

لم أجده في تفسيره بهذا الإسناد؛ إنما رواه فيه (15/ 5) في تفسير الآية (70) من سورة الإسراء، فقال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، فذكره.

ص: 760

هارون المقدسي، ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد، ثنا مَعْمَر، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قالت الملائكة: أيْ رب أعطيتَ بني آدم الدنيا، فأعطنا الآخرة، قال الله: لا أجعلُ صالحَ من خلقتُ بيدي كمن قلتُ له كن فكان"، وزاد فيه غيره:"قال: هم عبادي المقرّبون".

ورواه صَفْوان بن سَلِيم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عَمْرو.

1314 -

فقال الطَّبَرانِيّ

(1)

: ثنا أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المِصِّيصِي، ثنا حجّاج بن محمد، ثنا أبو غَسّان محمد بن مُطَرِّف، عن صَفْوان بن سَلِيم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الملائكة قالت: يا ربّنا أعطيتَ بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون وبلبسون، ونحن نسبّحُ بحمدك ولا نأكلُ ولا نشربُ ولا نلهو، فكما جعلتَ لهم الدنيا فاجعلْ لنا الآخرة، قال: لا أجعلُ صالحَ ذرّيّة من خلقتُ بيدي كمن قلتُ له كن فكان".

إبراهيم هذا تكلّم فيه ابن حبّان

(2)

.

ورُوِي من حديث جابر:

1315 -

أخبرنا به عبد الرحمن بن نصر، أبنا أبو عبد الله المُرْسي، أبتنا زَيْنَب الشَّعريّة، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، أبنا أبو أحمد الحاكم، أبنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزّاز بدمشق،

(1)

في المعجم الكبير (13/ 658/ رقم: 14584).

(2)

المجروحين (1/ 116)، قال:"يسوِّي الحديث ويسرقه، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم".

ص: 761

ثنا هشام بن عمّار، ثنا عبد ربّه ابن صالح القرشي قال: سمعتُ عُرْوَة بن رُوَيْم يحدّث عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لمّا خلق الله آدمَ وذرّيّتَه قالت الملائكة: يا رب خلقتَهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة، فقال الله: لا أجعلُ من خلقتُه بيدي ونفختُ فيه من روحي كمن قلتُ له كن فكان"

(1)

.

1316 -

أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن، أبنا ابن حموية، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد

(2)

، أبنا عبد الرزّاق، أبنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

"لبّيك اللَّهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

قال ابن عُمَر: "وزدتُ أنا: لبّيك لبّيك وسعديك لبّيك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل"

(3)

.

1317 -

وفي حديث أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله [عليه وسلم]

(4)

:

(1)

الرواية من طريق فوائد أبي أحمد الحاكم، انظر: المجمع المؤسس (2/ 156). وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 109 - 110) عن زاهر. وحديث عروة بن رويم عن جابر قيل: إنه مرسل، انظر: تهذيب التهذيب (3/ 92).

(2)

هو: ابن حميد.

(3)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 726)، والرواية من طريقه. وأخرجه مسلم (رقم: 1184) لنافع عن ابن عمر. وهو عند البخاري (رقم: 5915) ليونس عن الزهري بدون زيادة ابن عمر.

(4)

الزيادة مني، لم يكتبها المصنف.

ص: 762

"يقول الله يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبّيك وسعديك، والخير في يديك"

(1)

.

1318 -

وأخبرنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن حسن بن داود، أبنا محمد بن إسماعيل بن أحمد، أبنا هبة الله بن علي بن سعود، أبنا مُرْشِد بن يحيى بن القاسم، أبنا علي بن عُمَر بن محمد بن حِمَّصَة، ثنا حمزة بن محمد بن علي الكناني، أبنا الحسن بن أحمد بن سليمان، أبنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عبيد الله بن مِقسَم، عن عبد الله بن عُمَر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يأخذ الجبّار تبارك وتعالى سماواتِه وأرضيه بيديه جميعا - فجعل يقبضُهما ويبسطُهما -، ثم يقول عز وجل: أنا الجبّار وأنا المتكبّر، أين الجبّارون وأين المتكبّرون؟ "، وتميَّل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيء منه حتى

(2)

إني لأقولُ: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

(3)

.

قال حمزة بن محمد: "وهذا حديث صحيح، وقد رواه حمّاد بن سَلَمَة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عُبَيْد الله بن مِقسَم عن ابن عُمَر

(4)

، ولا أعلمُه رواه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة غيرُ حمّاد بن سَلَمَة، والله أعلم".

(1)

أخرجه البخاري (رقم: 3348) ومسلم (رقم: 222).

وقد كتب المصنف بعد هذا النص: (الوريقة المعترضة)، وهي الصفحة (207 ب) الآتية.

(2)

بقيّة النصّ مكتوب على الصفحة (207 أ) بعرضها.

(3)

أخرجه حمزة الكناني في جزء البطاقة (رقم: 1)، والرواية من طريقه. وهو عند مسلم (رقم: 2788) عن سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن أبي حازم.

(4)

هذه الطريق أخرجها الإمام أحمد (9/ 304/ رقم: 5414) وابن حبان (16/ 322/ رقم: 7327) والنسائي في السنن الكبرى (4/ 402/ رقم: 7696).

ص: 763

‌باب في اليمينِ - وكلتا يَدَيْ ربِّنا يمينٌ -، والشمالِ، ولفظِ اليسرى

وقول الله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]

1319 -

وقال ربيعة الجُرَشي في قول الله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]: "والأخرى خِلْوٌ ليس فيها شيء".

أخبرني بذلك محمد بن المحبّ وجماعةٌ قالوا: أنبأنا عبد الرحمن بن مكّي، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو عبد الله محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن يعقوب

(1)

- قراءةً عليه من أصل سماعِه -، أبنا أبو عُمَر محمد بن عبد الله بن قُدامة

(2)

، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطَّبَرانِيّ - إملاءً -، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عُبَيْد الله بن عمر القواريري، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، ثنا النَّضْر بن أنس، عن ربيعة الجُرَشي - وله صُحْبَة - في قول الله عز وجل {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] قال: "ويدُه الأخرى خِلْوٌ ليس فيها شيءٌ"

(3)

.

(1)

هو المعروف بيَيَّا، حدّث عن أبي نعيم الأصبهاني. إكمال الإكمال (1/ 542/ رقم: 967)، توضيح المشتبه (2/ 100 - 101).

(2)

هكذا ورد اسمه هنا، وكذا هو في إسناد عد ابن المفضّل في الأربعين في الدعاء (رقم: 107).

(3)

هو في السنة (2/ 501/ رقم: 1157) لعبد الله. وأخرجه الطبري في التفسير (20/ 246).

ص: 764

1320 -

وعن الحسن قال: "بقَضِّها وقَضيضها، كأنه جوزَةٌ في يده"

(1)

.

1321 -

وعن ابن عبّاس قال: "السماوات والأرض قبضة واحدة"

(2)

.

وقال الله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27)} إلى قوله: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)} [الواقعة: 27 - 41]، وقال تعالى:{هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104].

1322 -

وقرأتُ في الزبور: "لي يمينٌ خلقتُ بها ما شئتُ".

روي في هذا الباب عن: عبد الله بن عُمَر، وعبد الله بن عَمْرو، وجابر، وسَلْمان، وعبد الله بن سلام، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود، وعمر بن الخطّاب، وعَمْرو بن عَبَسَة، وأبي الدَّرْداء، وأبي موسى، وأبي مالك الأشعري، وأبي هُرَيْرَة، وأبي أُمامة، وكَعْب بن مالك.

أما حديثُ ابن عُمَر:

1323 -

فأخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عمر، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد، أبنا عبد الله بن حمويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، حدثني ابن أبي شَيْبَة، ثنا أبو أسامة، عن عُمَر بن حمزة، عن سالم بن عبد الله قال: أخبرني عبد الله بن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يطوي الله السماواتِ يومَ القيامة، ثم يأخذُهنّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذُهنّ بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ "

(3)

.

(1)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 442 - 443/ رقم: 133). وأخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 246 - 247).

(2)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 443 - 444/ رقم: 134).

(3)

أخرجه عبد بن حميد في مسنده (رقم: 742)، والرواية من طريقه.

ص: 765

رواه مسلم

(1)

، عن أبي بكر بن أبي شَيْبَة، فوافقناه بعلوّ، وعلّقه البخاري

(2)

فقال: "وقال عمر بن حمزة".

ورواه العُقَيْلي في ترجمة عمر بن حمزة

(3)

، ثم قال:"وهذا الكلام يُرْوَى بغير هذا الإسناد، بإسناد أصحّ من هذا".

وهو في الأول من حديث المُنَقِّي

(4)

.

ورواه عن ابن عُمَر أيضًا: عُبَيْد الله بنُ مِقْسَم:

1324 -

أخبرنا به أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قُدامة، أبنا حَنْبَل

(5)

، أبنا ابن الحُصَيْن، أبنا ابن المُذْهِب، أبنا القَطِيعي، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عفّان، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، أبنا إسحاق بن عبد الله - يعني: ابنَ أبي طَلْحَة -، عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم، عن ابن عُمَر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ]

(6)

وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر]، ورسولُ الله يقولُ هكذا بيده يحرّكها يُقبِل بها ويُدبِر:

"يُمجّدُ الربُّ نفسَه يقول: أنا الجبّار أنا المتكبِّر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم"،

(1)

صحيح مسلم (رقم: 2788).

(2)

في كتاب التوحيد من صحيحه (رقم: 7412).

(3)

الضعفاء الكبير (3/ 899).

(4)

هو: أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون البغدادي المنقي (ت 420 هـ)، والرواية من حديثه (ق 162/ ب - مجموع 166)، أخرجه من طريق أبي داود السجستاني، وهو في سننه (رقم: 4732).

(5)

هو: حنبل بن عبد الله بن فرج، أبو عبد الله الواسطي (ت: 604 هـ).

(6)

ما بين المعقوفتين سقط من قلم المصنّف، وهي في المسند.

ص: 766

فرجف برسول الله المنبرُ، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به

(1)

.

1325 -

وأخبرنا به أعلى من هذا بدرجتين: أحمد بن أبي طالب ويحيى بن محمد، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن القَطِيعي، أبنا أبو بكر بن الزاغوني، أبنا أبو نصر الزَيْنَبي، أبنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا عبد الله - هو: البغوي -، ثنا أبو نصر التمّار، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم، عن ابن عُمَر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا:

"ويمجّد نفسه - يعني: الله - أنا العزيز أنا الجبار، وأنا المتكبّر - يعني: الله -"،

قال: فرجف به المنبر، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به الأرضَ

(2)

.

1326 -

أخبرتْناه متّصلًا: ستُّ العرب

(3)

، قالت: أبنا جدّي

(4)

- حضورًا -، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن السمرقندي، أبنا أحمد بن محمد بن أحمد بن النَّقُّور، ثنا عيسى بن علي الوزير - إملاءً -، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، فذكره

(5)

.

رواه مسلم

(6)

، عن سعيد بن مَنْصُور عن يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني وعبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم.

(1)

أخرجه الإمام أحمد في مسنده (9/ 304/ رقم: 5414)، والرواية من طريقه.

(2)

الرواية من طريق حديث أبي طاهر المخلِّص (رقم: 126)

(3)

هي: نبت محمد بن علي بن البخاري.

(4)

هو: علي بن البخاري.

(5)

الرواية من طريق أمالي ابن الجراح، ولم أجده في جزء الستة مجالس منها.

(6)

الصحيح (رقم: 2788).

ص: 767

وقد وقع لنا موافقةً لمسلم بعُلُوّ في عوالي سعيد بن مَنْصُور لأبي نعيم

(1)

، وبَدَلًا له ولابن ماجه

(2)

في مجلس البطاقة

(3)

.

ورواه النسائي أيضًا

(4)

.

ورواه عبد الله بن نافع الزُّبَيْري عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عُبَيْد بن عُمَيْر، عن عبد الله بن عُمَر، وهو في الرابع عشر من البِشْرانيّات

(5)

.

ورُوِي عن نافع، عن ابن عُمَر.

1327 -

أخبرنا به شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية وجماعةٌ بدمشق وأحمد بن إدريس بحماة وإسرائيل ببعلبكّ، قالوا: أبنا أحمد بن عبد الدائم، أبنا عبد المنعم بن عبد الوهّاب، أبنا علي بن بَيان، أبنا محمد بن مَخْلَد، أبنا إسماعيل الصفّار، ثنا الحسن بن عَرَفَة،

(6)

حدثني محمد بن عبد الله بن صالح الواسطي، عن سليمان بن محمد، عن عمر بن نافع، عن أبيه قال: قال عبد الله بن عُمَر: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا على هذا المنبر - يعني: منبرَ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي عن ربه عز وجل قال:

"إذا كان يوم القيامة جمع السماواتِ السبعَ والأرضين السبعَ في قبضته، ثم قال هكذا ثم بسطها، ثم يقول: أنا الله، أنا الرحمن، أنا الملك، أنا

(1)

انظر: تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عاليًا (رقم: 17).

(2)

سنن ابن ماجه (رقم: 198).

(3)

مجلس البطاقة (رقم: 1).

(4)

السنن الكبرى (7/ 139/ رقم: 7649).

(5)

أمالي ابن بشران (ق 183/ ب - مجموع 102)، وفي حاشيته تخريج الحديث من رواية مسلم بخط المصحف ابن المحب.

(6)

تتمة الصفحة (209 ب) في الصفحة (212 أ)، وبينهما وريقات مقحمة ستأتي كتابتها في مواضعها.

ص: 768

القدّوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبّر، أنا الذي بدأتُ الدنيا ولم تك شيئا، أنا الذي أعدتُها، أين الملوك؟ أين الجبابرة؟ "

(1)

.

تابعه عبد الله بنُ نافع.

1328 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زَيْد، أبنا محمود بن إسماعيل، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، ثنا أبو بكر الحنفي، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يطوي الله السماواتِ يومَ القيامة فيقبضُها بيمينه، ويقبضُ الأرضَ بيده الأخرى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون؟ "

(2)

.

وإدريسٌ الأَوْدي.

1329 -

أخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الكَرّاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا العلاء بن عَمْرو الحنفي، ثنا عبد الله بن إدريس الأَوْدي، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يطوي الله السماواتِ بيمينه يومَ القيامة، ويقبضُ الأرض بيده الأخرى، وكلتا يَدَيْه يمين، ثم يقولُ: أنا الملك، أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ ".

قال عبد الله بن إدريس: وحدثني أبي، عن سعيد بن جبير قال:"فما يُرى طرفاها"

(3)

.

(1)

أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (رقم: 9)، والرواية من طريقه.

(2)

الرواية من طريق السنة للطبراني.

(3)

الرواية كذلك من السنة للطبراني.

ص: 769

ورواه العُقَيْلي

(1)

، عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري.

وعُبَيْد الله بن عُمَر:

1330 -

أخبرنا محمد بن البخاري، أبنا أبي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا طَلْحَة بن الحسين بن أبي ذر، أبنا جدِّي، أبنا أبو الشيخ، حدثني أحمد بن كَعْب الذارع

(2)

بواسِط، ثنا مُقَدَّم بن محمد بن يحيى، ثنا عمِّي القاسم بن محمد، عن عُبَيْد الله بن عُمَر، عن نافع، عن ابن عُمَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله يقبضُ الأرضَ يومَ القيامة ويطوي السماواتِ بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوكُ الأرض"

(3)

.

رواه البخاري

(4)

، عن مقدّم موافقةً.

1331 -

وأخبرنا به متّصلًا: إبراهيم بن محمد بن غالب، أبنا السخاوي، أبنا السِّلَفي، أبنا أبو العلاء الفُرْساني، ثنا أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا أبو مُسْلِم محمد بن مَعْمَر بن ناصح، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا مُقَدَّم بن يحيى بن عطاء بن مُقَدَّم، حدثني القاسم عمِّي، عن عُبَيْد الله بن عُمَر، عن نافع، عن ابن عُمَر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله يقبضُ الأرضَ يوم القيامة بشماله، ويطوي السماواتِ بيمينه، ثم يقولُ: أنا الملك"

(5)

.

(1)

الضعفاء الكبير (2/ 1054)، في ترجمة العلاء بن عمرو الحنفي.

(2)

هو: أحمد بن محمد بن صالح بن كعب. انظر: الإكمال (3/ 376).

(3)

الرواية من طريق السنة الواضحة لأبي الشيخ، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 61).

(4)

الصحيح (رقم: 7412).

(5)

أخرجه ابن عبدكويه في أماليه (ق 3/ ب - مجموع 66)، والرواية من طريقه.

ص: 770

(1)

وهو عندنا أيضًا في الخامس من المنتقى من المعجم الأوسط للطبراني

(2)

.

قال الطَّبَرانِيّ: "لم يرو هذا الحديث عن عُبَيْد الله بن عُمَر إلّا القاسم بن يحيى، تفرّد به مقدّم بن يحيى".

ولفظُ البخاري - إذ رواه عن مقدّم بن محمد -:

"إنّ الله يقبضُ يومَ القيامة الأرضَ، وتكون السماواتُ بيمينه، ثم يقول: أنا الملك".

ورواه أبو نعيم عُبَيْد الله بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد

(3)

في كتاب جامع الصحيحين بحذف المُعاد والطرق

(4)

، من حديث أبي عبد الله محمد بن أحمد المُقَدَّمي، عن مُقَدَّم بن محمد بن يحيى، ولفظُه:

"إن الله يقبضُ السماواتِ بيمينه، والأرضين بيده - أحسبُه قال: الأخرى -، ثم يقولُ: أنا الملك".

وروي عن ابن شهاب، عن نافع:

1332 -

فقال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السُّلَمي: أبنا علي بن عمر بن أحمد بن مَهْدي

(5)

، ثنا عُبَيْد الله بن عبد الصمد بن المُهْتَدي، ثنا سَيّار بن نَصْر أبو الحَكَم، ثنا حَرْمَلَة بن يحيى، ثنا إدريس بن يحيى العابد

(6)

، عن حَيْوَة، عن عُقَيْل، عن ابن شهاب قال: قال نافع: ثنا ابن عُمَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

كتب المصنف في نهاية النصّ السابق: (الوريقة)، وهي هذه.

(2)

هو في المعجم الأوسط (رقم: 1331)، ولم أعرف مؤلف المنتقى، وفي الظاهرية (المجموع 34 من العمرية) منتقى منه للذهبي بخطّه، وقد راجعته فلم أجد فيه الحديث.

(3)

توفي سنة 517 هـ. ترجمته في السير (19/ 486).

(4)

جامع الصحيحين (5/ 262/ رقم: 4236).

(5)

هو: الدارقطني.

(6)

هو: الخولاني المصري، أبو عمرو. ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال: وهو صدوق.

ص: 771

"يقبضُ الله الأرضَ يوم القيامة بيده، ويطوي السماءَ بيمينه، ويقول: أنا الملك"

(1)

.

1333 -

(2)

أخبرني محمد بن حازم، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، عن الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا سليمان بن أحمد

(3)

، ثنا أحمد بن طاهر بن حَرْمَلَة، ثنا جدِّي حَرْمَلَة، ثنا إدريس بن يحيى الخَوْلاني، أخبرني حَيْوَة بن شُرَيْح، عن عُقَيْل بن خالد، عن ابن شهاب، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يقبضُ الله الأرضَ بيده، والسماواتِ بيمينه، يقولُ: أنا الملك"

(4)

.

(5)

ورواه عن ابن عُمَر أيضًا: عُبَيْد بن عُمَيْر.

1334 -

فأخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا ابن أبي زَيْد، أبنا محمود، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القَعْنَبي، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عُبَيْد بن عُمَيْر، عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله وهو على المنبر وهو يقول:

"يأخذُ الديّانُ سماواتِه وأرضيه بيده - وقبض يدَه وجعل يقبضُها ويبسطُها - ثم يقول: أنا الجبّار، أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ "،

وتميَّلَ رسولُ الله عن يمينه وعن يساره، حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّك

(1)

إسناده حسن.

(2)

هذا النص تابع لما سبق، وقد كتبه المصنف أسفل الصفحة (211 ب)، فجرى الانتقال إليها.

(3)

هو: الطبراني.

(4)

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 1874)، والرواية من طريقه.

(5)

رجعنا هنا إلى الصفحة السابقة (212 أ).

ص: 772

من أسفلَ شيءٍ منه، حتى إني أقولُ: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟

(1)

وهو عندنا في الرابع عشر من البِشْرانِيّات

(2)

، ورابع فوائد سَمُّويَه

(3)

.

وأبو حازم

(4)

، كتبناه في (باب الكف).

وأما حديثُ عبد الله بن عَمْرو:

1335 -

فأخبرنا إسحاق، أبنا يوسف، أبنا الكَرّاني، أبنا محمود، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، أبنا يحيى بن أيّوب، ثنا يحيى بن بُكَيْر، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عُبَيْد بن عُمَيْر، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يأخذُ الجبّارُ سماواتِه وأرضيه بيده - وقبض يدَه، وجعل يقبضُها ويبسطُها - ويقولُ: أنا الجبارُ، أنا الملكُ، أين الجبّارون؟ أين المتكبِّرون؟ "،

وتميّل رسولُ الله عن يمينه وعن شماله، حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّكُ من أسفلَ شيءٍ منه، حتى إني لأقولُ: أساقطٌ هو برسول الله؟

(5)

.

قال الطَّبَرانِيّ: "هكذا روى هذا الحديث يحيى بن بُكَيْر عن ابن أبي حازم، عن أبيه عن عُبَيْد بن عُمَيْر عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص، وهما عندي صحيحان، سمعه عُبَيْد بن عُمَيْر من ابن عُمَر ومن عبد الله بن عَمْرو".

(1)

الرواية من طريق السنة للطبراني، وهو في معجمه الكبير (12/ 389/ رقم: 13437).

(2)

أمالي ابن بشران (ق 183 ب).

(3)

هو: أبو بكر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي الأصبهاني (ت 267 هـ)، وصلنا من فوائده بعض الجزء الثالث فقط، هو محفوظ في الظاهرية ضمن المجموع 124 من مجاميع العمرية.

(4)

يعني ممّن تابع عبد الله بن نافع.

(5)

الرواية من طريق السنة للطبراني.

ص: 773

وأما حديثُ أبي هُرَيْرَة:

1336 -

فأخبرنا به عيسى بن عبد الرحمن، أبنا عبد الله بن عُمَر، أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا عبد الرحمن بن محمد بن المُظَفَّر، أبنا عبد الله بن أحمد بن حمُّويه، أبنا عيسى بن عمر، أبنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أبنا الحَكَم بن نافع، أبنا شُعَيْب، عن الزُّهْري قال: سمعتُ أبا سَلَمَة بن عبد الرحمن قال: سمعتُ أبا هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يقبضُ الله الأرضَ ويطوي السماواتِ بيمينه، ثم يقولُ: أنا الملكُ، أين ملوكُ الأرض؟ "

(1)

.

علّقه البخاري

(2)

فقال: "وقال أبو اليَمان

(3)

"، فوافقناه فيه.

ورواه مسلم

(4)

عن الدارمي، فوافقناه فيه بعُلُوّ درجتين.

تابعه الزَّبِيدي

(5)

، وابنُ مسافر

(6)

، وإسحاق بنُ يحيى

(7)

، وعُبَيْد الله بنُ أبي زياد

(8)

؛ عن الزُّهْري.

(1)

أخرجه الدارمي في مسنده (3/ 1844 - 1845/ رقم: 2841)، والرواية من طريقه.

(2)

عطفا على الحديث (رقم: 7412).

(3)

هو: الحكم بن نافع.

(4)

لم أجده في صحيح مسلم من هذه الطريق، بل هو فيه (رقم: 2787) من طريق ابن وهب عن الزهري.

(5)

سيخرّج المصنف حديثه فيما يأتي.

(6)

عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وحديثه أخرجه البخاري (رقم: 4812).

(7)

هو: الكلبي. وروايته علّقها البخاري بعد رواية يونس الآتية (رقم: 7382)، ووصلها الذهلي في الزهريات كما في تغليق التعليق (5/ 337).

(8)

حديثه أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 548).

ص: 774

أما حديثُ الزَّبِيدي، ففي جزء ابن جَوْصا

(1)

.

ورواه يونس بن يزيد عن الزُّهْري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الصحيحين

(2)

وثاني حديث البغوي.

والقولان محفوظان عن الزُّهْري.

وذكر الدارَقُطْني

(3)

أنّ شعيبًا رواه عن الزُّهْري عن سعيد عن أبي هُرَيْرَة.

1337 -

وأخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الكَرّاني، أبنا محمود، أبنا ابن فاذْشاه، أبنا الطَّبَرانِيّ، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، أبنا مَعْمَر، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:

"إنّ العبدَ إذا تصدّقَ من طيّبٍ تقبّلَها الله منه وأخذها بيمينه، وربّاها كما يربّي أحدُكم فُلُوَّه وفَصيلَه، وإنّ أحدَكم ليتصدّقُ باللُّقْمَة فتربو له في يد الله -أو في كفّ الله - حتى تكونَ مثلَ الجبل، فتصدّقوا"

(4)

.

رواه الترمذي

(5)

، لعبّاد بن مَنْصُور عن القاسم، وقال:"حسن صحيح".

وهو عندنا في مجلس ابن بالويه

(6)

، وفي الأربعين الثقفيّة

(7)

، وثالث

(1)

حديث ابن جوصا (ق 68/ أ - ب - مجموع 60). وهو: أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي، توفي سنة 320 هـ. ترجمته في السير (15/ 15 - 21).

وأخرج روايةَ الزبيدي أيضًا ابن خزيمة في التوحيد (1/ 168 - 169/ رقم: 94).

(2)

البخاري (رقم: 7382) ومسلم (رقم: 2887).

(3)

في العلل (8/ 83).

(4)

الرواية من طريق السنة للطبراني. وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 106/ رقم: 20050).

(5)

الجامع (رقم: 662).

(6)

هو: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه (ت 410 هـ)، السير (17/ 240).

(7)

الأربعون للقاسم بن الفضل الثقفي (الباب الثامن عشر - ص 209).

ص: 775

المعجم الصغير للطبراني

(1)

، وأربعة مجالس جعفر الخُلْدي.

ورواه شُعْبَة عن عبّاد بن مَنْصُور عن القاسم بن محمد، وهو في الثاني من غرائب شُعْبَة لابن مَنْدَه.

تابعه عن أبي هُرَيْرَة: أبو الحُباب سعيد بن يسار، وأبو صالح

(2)

.

أما حديثُ سعيد بن يسار عنه:

1338 -

(3)

فأخبرنا محمد بن أبي بكر، أبتنا صفيّة. (ح) وأخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أبتنا كريمة؛ قالتا

(4)

: أنبأنا الرُّسْتُمي والثقفي قالا: أبنا أبو عيسى بن زياد، أبنا أبو جعفر بن المَرْزُبان، أبنا أبو جعفر الحَزَوَّري، ثنا لُوَيْن، ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن محمد بن عَجْلان، عن سعيد بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من امرئٍ يتصدّقُ بصدقةٍ من كسبٍ طيّبٍ - ولا يقبل الله إلّا طيبًا - ولو بتمرةٍ، إلّا أخذها الله بيمينه، ثم ربّاها كما يربّي أحدُكم فُلُوَّه أو فصيلَه، حتى يوفّيَه يوم القيامة مثلَ الجبل العظيم"

(5)

.

خرّجه الشيخان

(6)

، وهو في الزكاة من صحيح البخاري ليحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار

(7)

.

1339 -

وقرأتُ في الزَّبُور: "ليس من متصدِّقٍ قبلت صدقاته ولا

(1)

المعجم الصغير (رقم: 329).

(2)

حديث أبي صالح عن أبي هريرة أخرجه البخاري (رقم: 1410).

(3)

النص مكتوب على طرف هذه الصفحة (213 أ).

(4)

يعني: صفية، وكريمة.

(5)

أخرجه لوين في حديثه (رقم: 105)، والرواية من طريقه.

(6)

لم يخرجه الشيخان من طريق ابن عجلان عن سعد بن يسار كما يشير إليه كلام المصنف.

(7)

لم أجده في الصحيح من هذه الطريق، إنما علقه البخاري (رقم: 1410) عن ورقاء عن سعيد بن يسار. وأخرجه مسلم (رقم: 1014) من طريق سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار.

ص: 776

رفعت إليَّ فقبضتُها بيميني، وإنما أقبلُ صدقاتِ عبادٍ زكّيتُهم وطهّرتُهم من الدنس".

وأما حديثُ أبي صالحٍ عنه، فهو في الخامس عشر من أمالي ابن بِشْران

(1)

، وفي نسخة عبد العزيز بن المُخْتار

(2)

.

ورواه عبد الله بن دينار، عن سعيد، عن أبي هُرَيْرَة.

وهو عندنا في آخر الجزء الأول من فوائد أبي نَصْر الكِسائي.

(3)

وأما حديثُ ابن مسعود:

1340 -

فأخبرنا به عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا السَّرَخْسي، أبنا عيسى السَّمَرْقَنْدي، أبنا عبد الله الدارِمي، ثنا محمد بن الفَضْل، ثنا الصَّعْق بن حَزَن، عن علي بن الحَكَم، عن عثمان بن عُمَيْر، عن أبي وائل، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: قيل له: ما المقام المحمود؟ قال:

"ذاك يومَ ينزلُ الله تبارك وتعالى على كرسيّه، يئِطّ كما يئِطّ الرَّحْلُ الجديدُ من تضايقه به، وهو كسعة ما بين السماء والأرض، ويُجاءُ بكم حُفاةً عُراةً غُرْلًا، فيكونُ أولَ من يُكسى إبراهيمُ، يقول الله: اكسوا خليلي، فيُؤتى برَيْطَتَيْن بيضاوين من رِياط الجنة، ثم أُكسى على إِثْرِه، ثم أقومُ عن يمين الله مقامًا يغبطُني الأوّلون والآخرون"

(4)

.

(1)

أمالي ابن بشران (1/ 404/ رقم: 937).

(2)

نسخة عبد العزيز بن المختار البصري (ق 158/ ب - مجموع 107).

(3)

رجعنا إلى مكان تحوّلنا من الصفحة السابقة (212 ب).

(4)

أخرجه الدارمي في مسنده (3/ 1845/ رقم: 2842)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف؛ لضعف عثمان بن عمير، قال في التقريب:"ضعيف، واختلط، وكان يدلس ويعلو في التشيع".

ص: 777

تابعه عن علي بن الحكم البُناني: سعيد بن زَيْد

(1)

.

وأما حديثُ أبي موسى:

1341 -

فأخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أبتنا كريمة (ح). وأخبرنا محمد بن أبي بكر، أبتنا صفيّة، قالتا

(2)

: أبنا الحسن بن العبّاس الرُّسْتُمي ومسعود الثقفي قالا: أبنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أبنا جعفر بن أحمد بن محمد بن المَرْزُبان، أبنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن الحكم الحَزَوَّري، ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان لُوَيْن، ثنا رَوْح بن المسيّب جليسٌ لحمّاد، عن يزيد الرَّقَاشي، عن غُنَيْم بن قَيْس، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن المسجد يومئذٍ لمُغَرَّزٌ بالقصب، وأبو موسى قائمٌ علينا يعلّمُنا آيةً آيةً، فقال أبو موسى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يومَ خلق آدمَ قبض من صُلْبِه قبضتين، فوقع كلُّ طيّبٍ في يمينه وكلُّ خبيثٍ في شماله، فقال: هؤلاء أصحابُ اليمين ولا أبالي هؤلاء أصحابُ الجنة، وهؤلاء أصحابُ الشمال ولا أبالي هؤلاء أصحابُ النار، ثم أعادهم في صُلْب آدم، فهم يَنْسِلون على ذلك"

(3)

.

رواه جعفرٌ الفِرْيابي في كتاب القدر

(4)

، عن عبد الأَعْلى بن حمّاد عن رَوْح بن المُسَيّب أبي رجاء الكَلْبي.

وأما حديثُ عُمَر بن الخطّاب:

1342 -

فأخبرنا إسحاق بن يحيى، أنا يوسف بن خليل، أنا يحيى بن

(1)

أخرجه الإمام أحمد (6/ 328 - 330/ رقم: 3787).

(2)

يعني: كريمة وصفية.

(3)

أخرجه لوين في حديثه (رقم: 69)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي كما هو معروف.

(4)

القدر (رقم: 35).

ص: 778

أَسْعَد، أنا أبو طالب بن يوسف، أبنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل القَرْمِيسيني، أبنا أبو محمد عُبَيْد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه المَخْرَمي الدقّاق، ثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن المُستَفاض الفِرْيابي، ثنا قُتَيْبَة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن زَيْد بن أبي أُنَيْسَة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجُهَني، أن عمر بن الخطاب سُئل عن هذه الآية:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)} [الأعراف]، قال عمر بن الخطاب: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله خلق آدم فمسح ظهرَه بيمينه فاستخرجَ منه ذريةً فقال: خلقتُ هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج ذريةً فقال: خلقتُ هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون".

فقال رجل: يا رسول الله! ففيم العمل؟ فقال رسول الله:

"إنّ الله إذا خلق العبدَ للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل أهل الجنة فيُدخله الجنة، وإذا خلق العبدَ للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت وهو على عمل أهل النار فيُدخله به النار"

(1)

.

رواه النسائي

(2)

، عن قُتَيْبَة.

ورواه أبو داود

(3)

، عن القَعْنَبي عن مالك.

ورواه الترمذي

(4)

، عن إسحاق بن موسى عن مَعْن عن مالك، وقال:

(1)

أخرجه الفريابي في القدر (رقم: 27)، والرواية من طريقه.

(2)

السنن الكبرى (6/ 347/ رقم: 11190).

(3)

سنن أبي داود (رقم: 4703).

(4)

الجامع (رقم: 3075).

ص: 779

"حسن، ومسلم

(1)

لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضُهم في هذا الإسناد بين مسلم وعمر رجلًا".

قلت: هذا الرجل: نُعَيْمُ بن ربيعة؛ فإن أبا داود روى هذا الحديث

(2)

عن محمد بن مُصَفَّى عن بَقِيَّة عن عُمَر بن جُعْثُم القرشي عن زيد بن أبي أَنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نُعَيْم بن ربيعة عن عُمَر.

1343 -

وحديثُ خطبة عمر بالجابيّة وثَمَّ الجاثَليق

(3)

، وقولُه فيها:

"إن الله لما خلق آدم بثّ ذرّيّتَه في يده، فقال: هؤلاء أهلُ الجنة وما كانوا عاملين لليمين، وهؤلاء أهل النار وما كانوا عاملين للأخرى"، الحديث

(4)

.

في الأول من مشيخة الرمليِّين، لهشام بن عمّار.

وأما حديث آخر لابن عَمْرو.

1344 -

فأخبرنا إبراهيم بن بركات، أبنا يحيى بن أبي مَنْصُور، أبنا عبد القادر الرهاوي، أبنا مسعود بن الحسن، أبنا عبد الوهّاب بن أبي عبد الله بن مَنْدَه، أبنا والدي، أبنا الحسن بن محمد بن النَّضْر، ثنا إسماعيل بن يزيد القطّان، ثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرو بن دينار المكِّي، عن عَمْرو بن أَوْس، عن عبد الله بن عَمْرو يبلغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

يعني: ابن يسار الجهني.

(2)

السنن (رقم: 4704).

(3)

الجاثليق: رئيس النصارى في بلاد الإسلام. القاموس المحيط (ص 871).

(4)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 423/ رقم: 929) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (4/ 659 - 660/ رقم: 1197، 1198) والآجري في الشريعة (2/ 839 - 840/ رقم: 417)، من طريق خالد الحذاء عن عبد الأعلى بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فذكر القصة، وإسنادها صحيح.

ص: 780

"إن المقسطين عند الله يومَ القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما وَلُوا"

(1)

.

أخبرتنا به أعلى من هذا زَيْنَب ابنة أحمد، أنبأتنا عجيبة، أنبأنا مسعود.

قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: "هذا حديث صحيح مشهور عن ابن عُيَيْنة عن ابن عَمْرو".

رواه مسلم

(2)

، عن ثلاثة عن سفيان.

وحديثٌ آخر لابن عُمَر:

1345 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قُدامَة وابن البخاري، أبنا ابن طَبَرْزَد والكِنْدي، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو طالب العُشاري - إجازةً -، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو طالب الحافظ أحمد بن نَصْر بن طالب، ثنا سليمان بن عبد الحميد بن سليمان أبو أيوب البَهْراني من كتابه، ثنا أبو سليمان عُتْبَة بن السَّكَن الفَزاري، ثنا أَرْطَأة بن المُنْذِر، ثنا لَيْث بن أبي سُلَيْم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عُمَر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله أولَ شيء خلق القلم، فأخذه بيده اليمين - وكلتا يديه يمين - فكتب ما يكون فيها من عمل معمول، برّ أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذكر - ثم قال: - اقرؤوا إن شئتم: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} [الجاثية]، فهل النسخ إلّا من شيءٍ قد فُرِغ منه؟ "

(3)

.

(1)

أخرجه ابن منده في التوحيد (رقم: 501)، والرواية من طريقه.

(2)

الصحيح (رقم: 1827).

(3)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 14)، والرواية من طريقه. وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.

ص: 781

وأما حديثُ جابر:

1346 -

فأخبرنا أبو الفضل الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن خَلّاد، ثنا محمد بن غالب بن حَرْب، ثنا إسحاق بن بِشْر، ثنا أبو مَعْشَر، عن محمد بن المُنْكَدِر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الحجرُ بمنزلة يمين الله في الأرض يصافحُ به عبادَه"

(1)

.

1347 -

أخبرنا أبو الفضل الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا هبة الله بن الحسن بن المُظَفَّر بن السِّبْط، أبنا والدي، أبنا والدي، أبنا أبو القاسم عُبَيْد الله بن محمد بن جعفر السَّقَطي، ثنا أبو عَمْرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقّاق، ثنا عبد الرحمن بن مَرْزوق البُزُوري، ثنا أبو نُعَيْم ضِرار بن صُرَد، ثنا مَعْن بن عيسى، ثنا محمد بن عبد الله بن أخي بن شهاب، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيّ بن كعب قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أولُ من يسلّمُ عليه الحقُّ وأولُ من يصافحُه: عمر"

(2)

.

رواه ابن ماجه

(3)

وابن أبي عاصم

(4)

، عن إسماعيل بن محمد الطَّلْحي

(1)

أخرجه ابن خلاد في فوائده (ق 224/ ب - مجموع 56)، والرواية من طريقه. وفي إسناده إسحاق بن بشر الكاهلي، وهو منكر الحديث؛ بل اتّهمه بعضهم بالكذب، انظر: الميزان (1/ 186)، ولذلك أرد الشيخ الألباني الحديث في السلسلة الضعيفة (رقم: 223) وقال: منكر.

(2)

الرواية من مشيخة أبي سعد السبط: الفوائد المنتقاة العوالي عن الشيوخ الثقات (ق 140/ ب - المحمودية 2704)، والجزء عليه سماع ابن المحب بخطه، وكتب على حاشية هذا الحديث:"ضرار ضعيف، وقد رواه ابن ماجه لصالح بن كيسان عن ابن شهاب". وفي إسناده ضرار بن صرد، وحديثه متروك عند كبار الحفاظ، انظر: الضعفاء والمتروكون للنسائي (رقم: 326).

(3)

السنن (رقم: 104).

(4)

السنة (رقم: 1245).

ص: 782

عن داود بن عطاء المديني

(1)

عن صالح بن كَيْسان عن ابن شهاب، وفي لفظهما:"وأولُ من يأخذُ بيده فيُدخلَه الجنة"

(2)

.

وأما حديثُ أبي الدَّرْداء:

1348 -

فأخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا المُسَلَّم بن عَلّان وأحمد بن شَيْبان قالا: أبنا حَنْبَل بن عبد الله، أبنا هبة الله بن محمد، أبنا الحسن بن علي، أبنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هَيْثَم - هو: ابن خارجة - قال عبد الله: وسمعته أنا منه -، قال: ثنا أبو الربيع - هو: سليمان بن عُتْبَة السُّلَمي -، عن يونس - هو: ابن مَيْسَرَة بن حَلْبَس -، عن أبي إدريس، عن أبي الدَّرْداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفَه اليمنى فأخرج ذرّيّةً بيضاء كأنهم الدرّ، وضرب كتفَه اليسرى فأخرج ذرّيّةً سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفّه اليسرى: إلى النار ولا أبالي"

(3)

.

رواه جعفر الفِرْيابي في كتاب القدر

(4)

، عن أحمد بن إبراهيم عن الهَيْثَم بن خارجة.

1349 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود بن

(1)

ضعيف كما في التقريب.

(2)

وهذه زيادة منكرة في الحديث، وهي بسبب داود بن عطاء؛ فقد قالوا فيه: منكر الحديث، في حديثه بعض النكرة، كثير الوهم في الأخبار، انظر: التهذيب (1/ 567).

(3)

أخرجه الإمام أحمد في المسند (45/ 481/ رقم: 27488)، والرواية من طريقه. وأخرجه البزار في مسنده (10/ 78/ رقم: 4143) وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وإسناده حسن".

(4)

القدر (رقم: 36).

ص: 783

أبي مَنْصُور وخليل بن أبي الرجاء، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن الهَيْثَم الأَنْباري، ثنا ابن أبي العَوّام، ثنا محمد بن عبد العزيز الرَّمْلي، ثنا سليمان بن حَيّان الأحمر، ثنا ابن أبي ذُباب، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري ويزيد بن هُرْمُز، عن أبي هُرَيْرَة. قال سليمان: وثنا محمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُرَيْرَة. قال سليمان: وحدثني داود بن أبي هند، عن الشَّعْبي، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لما خلق الله آدمَ ونفخ فيه الروحَ عطس، فقال له ربُّه: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال له ربُّه: يرحمُك ربُّك، ائت أولئك الملأ من الملائكة فسلِّمْ عليهم، فأتاهم فسلَّم عليهم، فقالوا: وعليك السلامُ ورحمةُ الله، ثم رجع إلى ربه عز وجل، فبسط له يديه فقال له: خذ واختر، قال: اخترتُ يمين ربي عز وجل، وكلتا يديه يمين، ففتحهما فإذا فيهما صورة آدم وذريته كلهم، فإذا كل رجل منهم عنده مكتوب أجله، وإذا آدم قد كتب له ألف سنة، وإذا قوم عليهم النور، وإذا فيهم رجل من أضوئهم نورًا لم يُكتب له من عمره إلّا أربعون سنة قال: ذلك ما وهبتُ له، قال: يا رب فزده من عمري ستين سنة، قال: فلما أسكنه الله الجنة وأُهبط إلى الأرض كما ذكر الله في القرآن أتاه ملك الموت عند انقضاء أجله، قال: عجلتَ، قال: ما فعلتُ؟ قال: قد بقي من عمري ستون سنة، قال: سألتَ الله أن يكتب لابنك داود، قال: ما فعلتُ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجحد آدمُ فجحدتْ ذرّيّتُه، ونسي فنسيتْ ذرّيّتُه، فيومئذٍ وضع الله الكتابَ وأمر بالشهود، فلقيه موسى فقال: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك الجنة، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فأخرجتَ الناس من الجنة بذنبك وخطيئتك؟ فقال له آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وأنزل عليك التوراة فيها تبيان كل شيء، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن يخلقني؟ قال: بأربعين سنة، قال: فوجدتَ فيها {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}

ص: 784

[طه: 121]؟ قال: نعم، قال: أفتلومني أن أعمل عملًا قد كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجَّ آدمُ موسى"

(1)

.

1350 -

وأما حديثُ عبد الله بن سلام، فهو عندنا في الزهد لأسد بن موسى

(2)

، عند قوله:"إن النبي صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى ربه، فيُلقَى له كرسيٌ عن يمين الله"، الحديث، وفي الإبانة لابن بطّة

(3)

.

وأما حديثُ أبي مالك الأَشْعَري، ففي الأول من كتاب العظمة لأبي الشيخ

(4)

.

وأما حديثُ سَلْمان:

1351 -

فقال أبو الشيخ أبو محمد في الحادي عشر من كتاب العظمة

(5)

: ثنا إبراهيم - هو: ابنُ محمد بن الحارث -، ثنا المُقَدَّمي، ثنا يحيى، عن سليمان التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، أو عن سلمان - قال أبو محمد: وأكبر ظني: عن سلمان - قال:

"خمّر الله طينةَ آدم أربعين ليلةً وأربعين يومًا، ثم ضرب يديه، فخرج

(1)

الرواية من فوائد أبي بكر بن الهيثم الأنباري - رواية أبي نعيم الأصبهاني -، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1624). وأخرجه الحاكم (1/ 64) لصفوان بن عيسى القاضي عن الحارث بن أبي ذباب، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 63/ رقم: 10048) بأسانيد سليمان بن حيان جميعها.

(2)

الزهد (رقم: 44).

(3)

لم أجده في المطبوع.

(4)

العظمة (1/ 351 - 352/ رقم: 79). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 334/ رقم: 3447) مختصرًا.

(5)

العظمة (5/ 1546/ رقم: 1006). وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 151/ رقم: 717) لمعتمر بن سليمان عن أبيه، وفيه:"قال أبي: ولا أراه إلا سلمان"، وقال البيهقي:"هذا موقوف، ورواه غيرهما عن سليمان التيمي فقال: عن سلمان، من غير شك، ومعلوم أن سلمان كان قد أخذ أمثال هذا من أهل الكتاب حتى أسلم بعد".

ص: 785

كلُّ طيّبٍ بيمينه وكلُّ خبيث بيده الأخرى، ثم خلطها بينهما، فمن ثَمّ خرج الحيُّ من الميّت والميّتُ من الحيّ".

1352 -

رواه الإمام أحمد، عن وكيع، عن سفيان، عن التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن سَلْمان، أو عن عبد الله بن مسعود - شكّ التَّيْمي - قال:

"خمّر الله طينة آدم أربعين يومًا، ثم قال هكذا - ودَلَكَ وكيع إحدى يديه بالأخرى -، فخرج في هذه - يعني: يمينَه - كلُّ طيّب، وخرج في هذه - يعني: شمالَه - كلُّ خبيث، فمن ثَمَّ يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحي"

(1)

.

وأما حديثُ أبي أمامة:

1353 -

فأخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبتنا فاطمة، أنا ابن رِيذَه، أنا الطَّبَرانِيّ، ثنا إبراهيم بن صالح، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لما خلق الله الخلقَ، وقضى القضيّة، أخذ أهلَ اليمين بيمينه، وأهلَ الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين، قالوا: لبّيك وسعديك، قال: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، قال: يا أصحاب الشمال، قالوا: لبّيك وسعديك، قال: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم فقال قائل: يا رب! لمَ خلطتَ بينهم؟ قال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردَّهم في صلب آدم عليه السلام"

(2)

.

رواه بمعناه: بقيّ بن مخلد الأندلسي، عن أبي بكر

(3)

عن عبد الله بن بكر السَّهْمي عن بِشْر بن نُمَيْر عن القاسم.

(1)

لم أجده في المسند، فلعله في كتابه المفقود في التفسير.

(2)

الرواية من المعجم الكبير (8/ 242/ رقم: 7943) للطبراني.

(3)

ابن أبي شيبة.

ص: 786

1354 -

وقال عبد الله بن بطّة في الإبانة: ثنا أبو محمد عبد الله بن سليمان، ثنا الرقاشي، ثنا حجّاج بن منهال، ثنا حمّاد بن سلمة، عن حجّاج بن أرطاة، عن الوليد بن أبي مالك، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله:

"أخذ الله أهلَ اليمين بيمينه، وأهلَ الشمال في الأخرى، وكلتا يديه يمين"

(1)

.

ورواه العُقَيْلي، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن بكر السهمي، وقال:"لا يُتابَع عليه"، يعني: بشرَ بنَ نُمَيْر

(2)

.

ورواه أبو أحمد عبد الله بن عديّ

(3)

، عن يحيى بن محمد بن أبي الصُّفَيْراء - سمعه منه ببالِس

(4)

-، عن أبي أنس مالك بن سليمان، عن عقبة عن يزيد بن يوسف - هو: جعفر بن الزبير.

وأما حديث معاذ بن جبل:

1355 -

فأخبرنا القاسم بن مظفّر بن محمود، أبنا محمود بن إبراهيم بن مَنْدَه - إجازةً -، أبنا الإمام أبو عبد الله الحسن بن العباس الرُّسْتُمي، أبنا سهل بن عبد الله الغازي، أبنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليَزْدي

(5)

، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم

(1)

الإبانة (7/ 296/ رقم: 227)، ولفظه: "خلق الله الخلق، وقضى القضاء، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال في الأخرى، وكلتا يديه يمين

" الحديث.

(2)

الضعفاء (1/ 319).

(3)

الكامل (7/ 268).

(4)

بالس: هي اليوم محافظة إدلب بسوريا.

(5)

هو: الجرجاني، صاحب الأمالي الأربعين، توفي سنة 408 هـ. السير (17/ 286 - 287).

ص: 787

الطرسوسي، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا البراء الغنوي قال: سمعت الحسن يحدث عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:{لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)} [الواقعة: 38]{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة: 41]، قال:

"هم أصحاب القبضتين: هذه إلى الجنة ولا أبالي، وهذه إلى النار ولا أبالي"

(1)

.

حديثٌ بطريق آخر عن سلمان:

1356 -

أُنبِئْتُ عن أحمد بن الفرج بن مَسْلَمَة، عن القاضي أبي طالب رَوْح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن الحديثي - إجازةً -، قال: أبنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل التميمي الجرجاني، أبنا أبو محمد عبد الرحمن بن سعيد بن محمد السَّعيدي، أبنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغِطْريف العَبْدي - في جزءٍ له -، أبنا أبو خليفة الفضل بن محمد بن

(2)

الحباب الجُمَحي، ثنا محمد بن كثير العَبْدي، أبنا سفيان - هو: الثوري -، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قال:

"إن الله خمّر طينة آدم أربعين يوما وأربعين ليلة، - قال: - وقال بيده هكذا - وشبّك بين أصابعه -، فخرج في يمينه كلُّ طيّب، وخرج في الأخرى كلُّ خبيث، - قال: - وقال بيده هكذا - يعني: التشبيك -، ثم قال: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: 31] قال: يُخرجُ المؤمن من الكافر ويُخرجُ الكافرَ من المؤمن"

(3)

.

(1)

الرواية من مجالس أمالي محمد بن إبراهيم الجرجاني، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1060). فيه البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، وهو ضعيف كما في التقريب (649).

(2)

كتب المصنف فوقه: كذا.

(3)

يبدو أن الرواية من جزء الغطريف، وهو من غير رواية أبي الطيّب الطبري عنه التي طُبع عنها الجزء.

ص: 788

وأما حديث كعب بن مالك:

1357 -

فأخبرنا علي بن يحيى الشاطبي، أبنا أحمد بن المفرِّج، أنبأنا أبو الفتح بن البَطَي ويحيى بن ثابت وغير واحد، قالوا: أبنا أبو عبد الله بن طلحة، أبنا أبو عُمَر بن مهدي، ثنا أبو عبد الله المَحامِلي، ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني ذؤيب بن عمامة، حدثني موسى بن شيبة الأنصاري، حدثني سليمان بن معقل بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، عن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما استخلف الله خليفةً حتى يمسح ناصيتَه بيمينه"

(1)

.

وأما حديث عَمْرو بن عبسة:

1358 -

فأخبرنا سليمان بن حمزة، أبنا عُمَر بن كَرَم - إجازةً -، أنا عبد الأول، أنا محمد بن الحسين الفضلُويِي

(2)

، أنا أحمد بن محمد البُسْري، أبنا المطّلب بن يوسف، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عَنْبَسَة بن سعيد الحمصي، ثنا إسماعيل - هو: ابنُ عيّاش -، ثنا تمّام بن نجيح، ثنا الحسن البصري، عن عَمْرو بن عَبَسَة السلمي ربع الإسلام قال: سمعتُ رسول الله يقول:

"إن عن يمين - يعني: الرحمن - وكلتا يديه يمين لرجال يغشى بياضُ وجوههم أبصارَ الناظرين، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيّون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله"،

(1)

الرواية من أمالي المحاملي - رواية ابن مهدي - (رقم: 303). ورواه ابن الجوزي في الموضوعات الكبرى (3/ 303/ رقم: 1536) من طريق المحاملي. وأورده الألباني في الضعيفة (5/ 247).

(2)

توفي سنة 465 هـ. تاريخ الإسلام (10/ 226 - بشار). وقد تحرّف في طبعة المعجم المفهرس لابن حجر (رقم: 218) إلى: الفضولي. وهو على الصواب في المجمع المؤسس (2/ 390).

ص: 789

قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال:

"هم من نُزّاع القبائل، يجتمعون على ذكر الله، ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكلُ التمر"

(1)

.

1359 -

قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي - فيما رواه عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سلمة الخيّاش -: حدثنا الحسين بن مَنْصُور، ثنا عبد الله بن نُمَير، ثنا الأَعْمَش، عن حبيب، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال:"أخرج الله ذرّيّةَ آدم عليه السلام من ظهره كهيئة الدرّ، فسمّاهم: هذا فلان، وهذا فلان، ثم قبفر قبضتين، فقال للتي في يمينه: ادخلوا الجنة بسلام، وقال للتي في الأخرى: ادخلوا النار ولا أبالي".

1360 -

وفي حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث:

"إذا خلص المؤمنون من النار"، الحديث في الشفاعة، وفيه:

"فيقول الله: قد شفعت الملائكة، وشفع النبيّون، وبقي أرحم الراحمين، فيقبضُ من النار قبضةً، فيُخرج خلقًا كثيرًا ليست لهم حسنة".

رواه الإمام أحمد

(2)

، ومسلم

(3)

.

وهذا من لفظ حديث عبد الملك بن [مروان الواسطي، عن محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء، عن جعفر بن عون، عن هشام بن سعد،

(1)

الرواية من كتاب الأطعمة لعثمان بن سعيد الدارمي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 218)، المجمع المؤسس (2/ 390)، تاريخ الإسلام (10/ 226 - بشار). وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير - كما في جامع المسانيد والسنن (6/ 579 - 580/ رقم: 8341). - تمام بن نجيح: ضعيف، كما في التقريب (798).

(2)

المسند (18/ 394 - 395/ رقم: 11898).

(3)

صحيح مسلم (رقم: 183).

ص: 790

عن]

(1)

عطاء، عن زيد بن أسلم.

1361 -

وقال القَعْنَبي: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود

(2)

، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر ذلك: الأحمر، والأسود، والأبيض، وبين ذلك، والسهل، والحَزِن، والطيّب، والخبيث".

1362 -

أخبرني محمد بن حازم، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، عن الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد

(3)

، ثنا أحمد بن طاهر بن حَرْمَلَة، ثنا جدّي حَرْمَلَة، ثنا إدريس بن يحيى الخَوْلاني، أخبرني حَيْوَة بن شُرَيْح، عن عَقِيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن نافع، عن ابن عُمَر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يقبض الله الأرضَ بيده، والسماواتِ بيمينه، يقول: أنا الملك"

(4)

.

1363 -

وعندنا في كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا

(5)

: بكى معاوية وهو بالموت، فقال:"ما أبكي على الموت ولا على قضاء، ولكن هما قبضتان: قبضة في الجنة، وقبضة في النار، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا".

1364 -

وفي الجزء الثالث من حديث الحامض

(6)

، لأبي سعيد:

(1)

الجملة كتبت على طرف الورقة جهة الخياطة ولم تظهر في التصوير، فكتبتُها من الإيمان لابن منده (2/ 797/ رقم: 816)، وهو أيضًا في مستخرج أبي عوانة (2/ 241/ رقم: 518).

(2)

هو: يتيم عروة.

(3)

هو: الطبراني.

(4)

الرواية من حلية الأولياء (8/ 319) لأبي نعيم.

(5)

المحتضرين (رقم: 276).

(6)

لم أجده في المنتقى منه. الحامض هو: عبد الله بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي، توفي سنة (329 هـ). السير (15/ 287 - 288).

ص: 791

"يقول الله يوم القيامة: "قد شفع النبيون" الحديث، "فيقبض من النار قبضةً أو قبضتين".

وهو في الثاني من فوائد أبي علي البغدادي

(1)

.

1365 -

وفي السادس من حديث ابن صاعد: حديث معاذ:

"أصحابُ اليمين وأصحاب الشمال هم أصحابُ القبضتين".

1366 -

أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف، أبنا عُمَر بن عبد المنعم، أنبأنا زيد بن الحسن، أنبأنا يحيى بن البنَّا، أبنا أبو سعد بن أبي علّانة

(2)

، أنا أبو طاهر المُخَلِّص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا الزبير - هو: ابن بكّار -، قال: حدثتني ظَمْياء بنت عبد العزيز بن مَوَلَة، قالت: حدثني أبي، عن جدي مَوَلَة بن كُنَيف، أن الضحاك بن سفيان الكلابي - وكان سيّافًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا على رأسه، متوشّحًا سيفَه، وكانت بنو سُلَيم في تسعمائة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"هل لكم في رجل يعدلُ مائة يوفيكم ألفًا؟ "،

فوفّاهم بالضحّاك بن سفيان، فلما اقتتلوا قال رسول الله للعباس بن مرداس - يعني: السلمي -:

"ما لقومي! كذا تريد تقتلهم، وقومك كذا تريد تدفع عنهم؟ "،

فقال العباس:

نذود أخانا من أخينا ولو نرى

مَهَزًا لكنّ الأقربين نتابع

نبايع بين الأخشبين وإنما

يدَ الله بين الأخشبين نبايع

عشيّةَ ضحّاك بن سفيان معتضٍ

بسيف رسول الله والموتُ كاتع

(1)

وهو في صحيح مسلم (رقم: 183)، المسند (18/ 394/ رقم: 11898).

(2)

محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علّانة، من شيوخ الخطيب البغدادي، توفي سنة (462 هـ). السير (18/ 237 - 238).

ص: 792

أخبرنا به جدي، أنبأنا يوسف بن محفوظ، أبنا ذاكر بن كامل، أبنا الحسن بن محمد الباقَرْحي، أبنا محمد بن علي العلّاف، أبنا مخلد بن جعفر، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، فذكره.

1367 -

حكى الجاحظ عَمْرو بن بحر في كتاب التوحيد

(1)

: قولَ ذي الرِّقاع العاملي، أو غيره من شعراء اليمن، وهو يحمد الله في قصيدةٍ له ويمجّده:

وكفّك بسطة ونداك سحٌّ

وأنت المرء تفعل ما تقول

وزعم الجاحظ أن هذا من غلط الشعراء.

وكذا زعم في قول معضد: (نعم المرء ربنا)، قال: فقال له ابن مسعود: "بل نعم الرب ربنا".

قال: ومعضد هذا هو الذي أصاب ثوب ابن مسعود من دمه، فقيل له: لو غسلته، فقال: ما زاده دم معضد إلّا طهارةً، ولولا قدره وعلمه ما قال ابن مسعود فيه هذا، وقد غلط كما ترى، ولكنه لما أُنبِه انتبه، ولما انتبه راجع.

قلت: الجاحظ لا يُعتدّ به في هذا الباب؛ فإنه معتزليٌ ينفي الصفات.

1368 -

وقال سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام:"خلق الله الأرض في يوم الأحد"، إلى أن قال في خلق آدم:"ثم مسح ظهره بيديه، فأخرج فيهما من هو خالق من ذريته إلى أن تقوم الساعة، ثم قبض قبضتين، ثم قال: اختر يا آدم، قال: قد اخترتُ يمينَك يا رب، وكلتا يديك يمين، فبسطهما فإذا فيهما ذريته"، إلى أن قال:"ثم رآني في كفّ الرحمن منهم" آخر الحديث.

في مشيخة ابن حَسْنُون.

(1)

معجم الأدباء (5/ 2118).

ص: 793

‌باب إثبات الكفّين لله، والأنامل، والكنَف

1369 -

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في الصدقة -: "إنها تربو في كفّ الرحمن" في حديث سعيد بن يسار عن أبي هُرَيْرَة

(1)

1370 -

قال أبو عُبادة البُحتُري

(2)

:

جزى الله خيرًا والجزاء بكفّه

بني السمط أخدانَ السماحة والمجد

هم جبروني والمهامةُ بيننا

كما ارفضّ غيثٌ من تهامة في نجد

1371 -

وكتب موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي

(3)

إلى إسحاق الموصلي، في غيبةٍ غابها، أبياتًا أولها:

سقى الله والسقيا بكفّيه بلدةً

أقام بها إسحاق صوبَ الروائح

1372 -

وفي كتاب إصلاح المنطق لابن السِّكِّيت: قال أميّة:

عبادك يخطئون وأنت حيّ

بكفّيك المنايا والحُتومُ

(4)

1373 -

قال أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة ابن

(1)

صحيح البخاري (رقم: 1410)، وصحيح مسلم (رقم: 1014).

(2)

ينظر: ديوان المعاني للعسكري (1/ 65) أمالي المرتضى (2/ 44)، مع اختلاف في بعض الألفاظ.

(3)

أديب شاعر، توفي سنة (257 هـ). تاريخ بغداد (13/ 43 - 44).

(4)

لم أجده في طبعات إصلاح المنطق. وهو في الصحاح (5/ 1892)(حتم)، واللسان (12/ 113)(حتم).

ص: 794

زَبْر

(1)

في مسند من يُعرف بالكنى من الصحابة: أخبرنا أحمد بن علي المدائني، ثنا أحمد بن البَرْقي، ثنا جعفر بن سلام، أنه سمع أبا سلّام يقول: حدثني عبد الله بن عامر، عن قيس بن حُجْر الكندي، عن أبي سعد الأنماري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن ربي عز وجل وعدني أن يُدخل الجنةَ من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، ويشفّع كلَّ ألف سبعين ألفًا، ثم يحثوا عز وجل حثياتٍ بكفّه"

(2)

.

قال أبو سليمان بن زَبْر: "أبو سعد الخير الأنماري شامي له صحبة، يقال: اسمه عَمْرو بن سعد".

1374 -

قلت: روي هذا الحديث وزيادة في أوله، من حديث زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، عن عامر بن زيد البكالي، عن عتبة بن عبدٍ السلمي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه:

"ثم يحثي ثلاث حثيات".

وهو في جزء الغضائري

(3)

.

1375 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد الكرّاني، أبنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أبنا أحمد بن محمد بن

(1)

محدّث دمشق، توفي سنة 379 هـ. السير (16/ 440 - 441).

(2)

أخرجه الحاكم أبو أحمد - كما في الإصابة (12/ 299 - 300) -، من طريق آخر، عن أبي سعيد الأنماري، وصحح الحافظ ابن حجر سنده.

(3)

جزء فيه من أحاديث أبي عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري عن شيوخه (رقم: 33)، ولفظه: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حوضك هذا الذي تحدّث عنه؟ قال: "هو ما بين البيضاء إلى وسطى، يمدني فيه بكراع، لا يدري بشر ممن خلق الله أين طرفاه"، قال: فكبّر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أما الحوض فقال: يرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله، وأرجو أن يوردني الله الكراع فأشرب منه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ربي وعدني"، فذكر الحديث.

ص: 795

فاذشاه، أبنا أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلّام الأسود، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال:

"إن ربي تبارك وتعالى أتاني الليلةَ في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أعلم يا رب، - قال: - فوضع كفَّه بين كتفيّ حتى وجدت بَرْدَ أنامله في صدري، - قال: - فتجلّى لي ما بين السماء والأرض، - قال: - قلت: نعم يا رب، يختصمون في الكفّارات والدرجات، قال: فما الدرجات؟ قلت: أطعم

(1)

الطعام، وبذل السلام، وقيام الليل والناس نيام، وأما الكفّارات: فمشيٌ على الأقدام إلى الجمعات، وإسباغ الوضوء في الكراهيات، وجلوسٌ في المساجد خلف الصلوات، ثم قال: يا محمد قل تُسمَع، وسَلْ تُعطه، - قال: - قلت: اللَّهم إني أسألك فعلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردتَ في قوم فتنةً فتوفّني إليك وأنا غير مفتون، اللَّهم إني أسألك حبَّك، وحبَّ عملٍ يبلِّغني إلى حبِّك".

قال الطَّبَرانِيّ: "أبو يحيى الذي روى عنه معاوية بن صالح هذا الحديث هو: سليمان بن عامر، وأبو يزيد هو: زيد بن سلّام، وروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عائش"

(2)

.

وحديثُه عندنا في الجزء الذي ترجمته: الأول والثاني من أمالي أحمد بن علي الأبّار

(3)

.

(1)

كذا بخط المصنف.

(2)

الرواية من كتاب السنة للطبراني. وهو في معجمه الكبير (1/ 317/ 941) مختصرًا.

(3)

هو: أحمد بن علي بن مسلم، أبو العباس البغدادي الأبار، توفي سنة 290 هـ. السير (13/ 443). وحديث عبد الرحمن بن عائش في المسند (27/ 171 - 172/ رقم: 16621).

ص: 796

ورواه أيضًا أبو هريرة، وحديثه في جزء عبد الله بن محمد بن أيوب القطّان

(1)

.

1376 -

أنبأتني زَيْنَب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن الحسن الرستمي الفقيه، عن أبي عَمْرو بن منده، أبنا أبي، أبنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار بمصر، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا ابن وهب، ثنا أسامة بن زيد، عن أبي حازم، عن ابن عُمَر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على المنبر يخطب الناس فقال:

"يأخذ الجبَّارُ سماواته والأرضين، فيجعلها في كفّيه، ثم يقول بهم هكذا، كما يقول الغلام بالكرة: أنا الله الواحد، أنا العزيز"

(2)

.

رواه الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة الواضحة، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن عن الربيع بن سليمان، فوقع لنا بدلًا عاليًا.

1377 -

وذكر القاضي أبو يعلى في إبطال التأويل، لجعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما التقى صفّان قط إلا كان كفُّ الرحمن جل اسمه بينهما، فإذا أراد أن يهزم إحدى الطائفتين أمال كفَّه نحوه وانكفأ"

(3)

.

هو في التاسع عشر من حديث ابن البَخْتَري.

1378 -

وقال سعيد بن يحيى الأموي: ثنا معاوية، ثنا أبو إسحاق، عن عوف، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

السير (16/ 403)، ولم يذكر له وفاة.

(2)

الرواية من الرد على الجهمية (رقم: 13) لابن منده محمد بن إسحاق.

(3)

إبطال التأويلات لآيات الصفات (رقم: 432). قال محققه: إسناده ضعيف جدًّا، وأعله بجعفر بن الزبير.

ص: 797

"ما التقت فئتان قط إلا وكفُّ الله عز وجل بينهما، فإذا أراد أن يهزم إحدى الطائفتين أمال كفَّه عليها".

ورواه المعتمر بن سليمان عن عوف، وهو عندنا في الجزء الأول من حديث المعتمر.

1379 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا يحيى بن بَوْش، أبنا عبد القادر بن محمد، أبنا عبد العزيز بن علي الأزجي، ثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه المُخَرَّمي، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثني إسحاق بن سيّار النصيبي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم، أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنبتدأ الأعمال أم قد قُضِي القضاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم، ثم أشهدهم على أنفسهم، ثم أفاض بهم في كفَّيه، فقال لهؤلاء: في الجنة، ولهؤلاء: في النار، فأهلُ الجنة مُيَسَّرون لعمل الجنة، وأهلُ النار مُيَسَّرون لعمل النار"

(1)

.

وهو عندنا أيضًا في الثالث من حديث ابن الصوّاف

(2)

.

قال أبو عبد الله بن منده

(3)

: "رواه جماعة عن معاوية بن صالح، فلم يذكروا هذه اللفظة: (ثم أفاض بهم في كفّه)، ورواه الزُّبَيْدي، عن راشد، فقال: (في كفَّيه) ".

(1)

الرواية من كتاب القدر للفريابي (رقم: 24).

(2)

الجزء الثالث من فوائد أبي علي الصواف (رقم: 14). وهذا التخريج كتبه المصنف على الهامش بحذاء إسناد الرواية.

(3)

الرد على الجهمية (ص 41).

ص: 798

قلت: حديثُ الزُّبَيْدي عندنا في سابع أمالي المَحامِلي، وفيه عبد الرحمن بن قتادة عن أبيه

(1)

.

عبد الرحمن بن قتادة النَّصْري: ذكره ابن سُمَيْع

(2)

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

1380 -

أخبرنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا عبد الرحمن اليَلْداني، أبنا يحيى بن بَوْش، أبنا أبو علي الباقَرْحي، أبنا الحسن بن علي الجوهري، أبنا علي بن محمد بن لؤلؤ، أبنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حمّاد، عن أيّوب، عن أبي قِلابة، عن أبي صالح قال:"إن الله خلق السماوات والأرض، وخلق الجنة، وخلق النار، وخلق آدم، ونثر ذرّيته في كفَّيه، ثم أفاض بهما، ثم قال: هؤلاء لهذه ولا أبالي، وهؤلاء لهذه ولا أبالي، وكتب أهلَ الجنة وما هم عاملون، وكتب أهلَ النار وما هم عاملون، وكتب الكتاب ذكرَ الله دُفِع إليكم"

(3)

.

1381 -

وأخبرنا شبل بن حمدان، أبنا ابن أبي عُمَر، أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا أبو غالب بن البنّا، أبنا أبو الحسين بن حَسْنون، أبنا محمد بن إسماعيل الورّاق، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني، أبنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني جرير بن حازم، عن أيّوب السختياني، عن أبي قِلابة قال: "إن الله لما خلق آدم أخرج ذريَّتَه، ثم نثرهم في كفّه، ثم أفاضهم، فألقى التي في يمينه عن يمينه، والتي في يده الأخرى

(1)

وأخرجه الطبري في التفسير (10/ 562)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم: 168)، وابن بطة في الإبانة (3/ 305/ رقم: 1326).

(2)

هو: أبو القاسم محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سميع، مؤلف كتاب الطبقات، توفي سنة 259 هـ. السير (13/ 55).

(3)

الرواية من جزء حديث زكريا الساجي عن أبي الربيع الزهراني. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1233).

ص: 799

عن شماله، ثم قال: هؤلاء لهذه ولا أبالي، وهؤلاء لهذه ولا أبالي، وكتب أهلَ النار وما هم عاملون، وأهلَ الجنة وما هم عاملون، فطُوي الكتاب ورُفع القلم"

(1)

.

1382 -

وعندنا في الثاني من حديث المُخَلِّص

(2)

لضُمْرَة بن حبيب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما من دمعة تقع من عين يتيم، إلّا وقعت في كف الرحمن عز وجل"، الحديث

(3)

.

1383 -

وفي جزء حكايات أحمد وبشر لأبي الفضل الزهري، من حديث زياد بن خيثمة، ثنا محمد بن جُحادة، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَة قال:"من تصدّق بصدقة من مال طيّب، ولا يقبل الله إلّا طيّب، ولا يصعد إلى السماء إلا طيب، إلّا تقع في كفّ الرحمن عز وجل، فيربّيها كما يربّي أحدكم فُلُوَّه أو فصيلَه، حتى إنها لتكون مثل الجبل العظيم، وأعظم من الجبل".

رواته ثقات.

1384 -

أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللتّي، أبنا سعيد بن البنّا، أبنا أبو نصر الزَيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زنبور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، أبنا محمد بن قُهْزاد، ثنا علي بن الحسين، حدثني أبي، حدثني مطر، عن عبد الرحمن بن باباه قال: بينا أنا أطوف بالبيت مع عبد الله بن عُمَر، إذ عرض له رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن ما سمعتَ رسول الله يقول:

(1)

الرواية من القدر لابن وهب (رقم: 12 - الحفيان).

(2)

لم أجده في مجموع مصنفاته الموجودة.

(3)

أخرجه أبو يعلى في إبطال التأويلات (رقم: 298). وهو مرسل، ضمرة بن حبيب من التابعين كما في التقريب وأصوله.

ص: 800

"إذا كان يومُ القيامة دعا الله بعبده، فوضع كنَفَه عليه، فيقول: ألم تعمل يومَ كذا وكذا ذنبَ كذا وكذا؟ فيقول العبد: بلى يا رب، فيقول: فإني سترتُها عليك في الدنيا، وغفرتُ ذلك لك اليوم"

(1)

.

تابعه عن ابن عُمَر: صفوان بن محرز، وهو في الأول من حديث أبي بكر بن الهيثم الأنباري، وفي الصحيحين

(2)

، وفي جزء الغَضائري

(3)

، ومسند عبد

(4)

، وفي مسند ابن عمر لأبي أميّة الطرسوسي

(5)

، وفي الجزء الذي خرّجه يوسف بن خليل عن عشرة من أصحاب الحدّاد

(6)

.

في الحديث: "أدخلَ يده في الإناء فكَنَفَها"

(7)

، أي: جمع كفَّه ليصير كنِفًا للماء، والكنِفُ: الوعاءُ.

1385 -

أخبرنا إسحاق بن يحيى، أبنا يوسف بن خليل، أبنا مسعود بن أبي مَنْصُور، أبنا أبو نَهْشَل العنبري عبد الصمد بن أحمد، ثنا أبو الحسين بن فاذشاه، أبنا الإمام أبو القاسم الطَّبَرانِيّ، ثنا يوسف بن يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا يزيد بن عطاء، عن أبي سفيان، عن شقيق بن سلمة قال:"إن الله عز وجل يدعو العبدَ يومَ القيامة، فيستر، بيده، ثم يقول: أتعرف؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني قد غفرتُها لك"

(8)

.

(1)

الرواية من طريق البعث لابن أبي داود (رقم: 33 - الحويني).

(2)

صحيح البخاري (رقم: 2441)، وصحيح مسلم (رقم: 2768).

(3)

جزء الغضائري (رقم: 31).

(4)

المنتخب منه (رقم: 844).

(5)

مسند عبد الله بن عمر (رقم: 26).

(6)

جزء فيه أحاديث عن عشرة مشايخ من أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد الحداد (ق 166/ أ - ب - مجموع 12).

(7)

غريب الحديث للخطابي (1/ 263). وهو في المسند (24/ 429/ رقم: 15661).

(8)

الرواية من السنة للطبراني.

ص: 801

1386 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا محمود بن منده، أبنا أبو الخير الباغْبان، أبنا أبو عَمْرو بن منده وأبو إسحاق الطيّان وأبو بكر السمسار؛ قالوا: أبنا إبراهيم بن خُرَّشيذ قوله، ثنا أبو عبد الله المَحامَلي، حدثني محمد بن حسّان، ثنا علي بن عاصم،

(1)

أن إبراهيم الهجري أخبرني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يدعو العبد يوم القيامة، ويستره بيده، ويذكّرُه آلاءَه ونعماءَه عليه، حتى يقول له فيما يقول: سألتَني يومَ كذا وكذا أن أزوِّجُك فلانةً - يسمّيها الله له -، فزوَّجتُكها، أعرفتَ؟ فيقول العبد: نعم يا رب، قال: فإني قد غفرتُ لك"

(2)

.

وروي من حديث أبي بكر بن أبي موسى عن عبد الله بن مسعود، في الثامن من حديث أبي سهل بن زياد، قال فيه:"ينشر الله كَنَفَه يوم القيامة على المؤمن، فقال بيده هكذا فوقه".

* * *

(1)

تكملة النص من هنا في أسفل الصفحة (217/ أ).

(2)

الرواية من أمالي المحاملي - رواية الأصبهانيين -. انظر: المعجم المفهرس (ص 351).

ص: 802

‌باب في الإبهام والخِنْصَر والبِنصَر والسبّابة والوسطى

1387 -

قرأتُ على الشيخة الصالحة زَيْنَب ابنة أحمد بن عبد الرحيم، عن يوسف بن خليل - إجازةً -، قال: أبنا ناصر بن محمد بن أبي الفتح القطّان، أبنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أبنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، ثنا الوليد، ثنا أحمد بن القاسم بن عطيّة، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا محمد بن سلمة، ثنا أبو الواصل، عن أبي المليح الأزدي، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عباس قال:

"يطوي الله السماوات السبع بما فيهن من الخلائق، والأرضين بما فيهن من الخلائق، يطوي ذلك كلَّه بيمينه، فلا يرى من عند الإبهام شيء، ولا من عبد الخِنْصر شيء، فيكون ذلك في كفّه بمنزلة خردلة"

(1)

.

1388 -

وقرأتُ عليها، عن عبد الرحمن بن مكّي - إجازةً -، قال: أنبأنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل الدبّاس، أبنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبنا دَعْلَج بن أحمد بن دَعْلَج المعدّل، ثنا موسى بن هارون، ثنا الخليل بن عَمْرو، ثنا محمد بن سَلَمَة، عن أبي الواصل، عن أبي المليح الأزدي، عن أبي الجوزاء الأزدي، عن ابن عباس قال:

"يطوي الله السماوات السبع بما فيها من الخليقة، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي ذلك كلَّه بيمينه، فلا يُرى من عند الإبهام ولا من

(1)

الرواية من العظمة لأبي الشيخ (2/ 445 - 446/ رقم: 135).

ص: 803

عند الخِنْصَر، يكون ذلك في كفّه بمنزلة خردلة"

(1)

.

أبو واصل هو: عبد الحميد بن واصل الباهلي

(2)

.

له شاهد عن أبي الجَوْزاء:

1389 -

أخبرنا به محمد بن المحب وعلي بن محمد العدوي وأبو بكر بن محمد وغيرهم؛ عن عبد الرحمن بن مكّي - إجازةً -، أبنا جدّي الحافظ أبو طاهر السِّلَفي، أبنا محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبنا أبو عُمَر محمد بن عبد الله بن قدامة، ثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطَّبَرانِيّ - إملاءً -، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عُبيد الله بن عُمَر القواريري، ثنا معاذ بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، عن عَمْرو بن مالك النُّكْري، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عباس قال:

"إن السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهما في يد الله كخردلة في يد أحدكم"

(3)

.

قال الطَّبَرانِيّ: "كل مَن روى هذا الحديث مِن خلَفٍ عن سلَفٍ ثقات".

رواه عَمْرو بن علي الفلّاس في تفسيره - وهو سماعنا -

(4)

، عن معاذ بن هشام.

1390 -

وأنبأتنا

(5)

، عن عجيبة، عن مسعود، عن أبي عَمْرو بن منده - إذنًا -، قال: أبنا أبي، أبنا أبو عَمْرو مولى بني هاشم، ثنا محمد بن

(1)

لعل الرواية من مسند عبد الله بن عباس لدعلج بن أحمد السجستاني. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 536).

(2)

أورده البخاري في التاريخ (6/ 45)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 18)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

(3)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 476/ رقم: 1090).

(4)

ينظر: المعجم المفهرس (رقم: 380).

(5)

يعني: زينب ابنة أحمد.

ص: 804

عبد الوهاب العسقلاني، ثنا آدم، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهودي:

"اذكر من عظمة الربِّ - جلّ وعزّ -"،

فقال: "السماوات على هذه - يعني: الخِنْصَر -، والأرض على هذه - يعني: البنصر -، والجبال على هذه - يعني: الوسطى -، والماء على هذه - يعني: السبابة -، وسائر الخلق على هذه - يعني: الإبهام -"،

فأنزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]

(1)

.

رواه عبد بن حميد في تفسيره.

1391 -

أخبرنا ابن الشِّحْنَة، أنبأنا ابن اللتّي، أبنا الحسن بن جعفر المتوكّلي، أبنا أبو غالب الباقلّاني، أبنا أبو القاسم بن بِشْران، أبنا أبو علي بن خُزَيْمة، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا محمد بن الصلْت، ثنا أبو كُدَينَة يحيى بن المُهَلَّب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: مرّ يهوديٌّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال:

"يا يهودي حدِّثنا"،

فقال: كيف تقول يا أبا القاسم يومَ يجعل الله السماءَ على ذِه، والأرضَ على ذِه، والجبالَ على ذِه، وسائرَ الخلق على ذِه؟

فأنزل الله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]

(2)

.

1392 -

وقال معاذ بن هشام: حدثني أبي، عن قتادة قال: ذُكرَ لنا أن حَبْرًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"أين الخلائق يوم القيامة؟ "،

(1)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 66).

(2)

الرواية من الجزء الثالث من فوائد أبي علي بن خزيمة. انظر: المعجم المفهرس (ص 275). وأخرجه الترمذي (رقم: 3240)، عن عبد الله بن عبد الرحمن عن محمد بن الصلت، وقال:"حديث حسن صحيح غريب".

ص: 805

فقال: السماوات على هذه والأرض على هذه التي تليها، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:

"صدق الحَبْر".

رواه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزَجي

(1)

في كتاب الصفات: ثنا إبراهيم بن محمد بن جعفر الحنبلي، أبنا محمد بن بكر البصري، ثنا أبو داود السجستاني، ثنا محمد بن المثنّى، ثنا معاذ.

1393 -

وقال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويل

(2)

: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد، ثنا يوسف بن عُمَر القوّاس، ثنا محمد بن عثمان بن السدّي التمّار، ثنا مِخْوَل المستملي، ثنا محمد بن مَنْصُور الطوسي، ثنا يونس بن محمد المؤدّب، ثنا سعيد بن زَرْبِي، عن الحسن قال:"أوحى الله إلى داود: ارفع رأسك فقد غفرتُ لك، فقال: يا رب كيف تغفر لي وقد صنعتُ ما صنعتُ!؟ قال: ارفع رأسك فقد غفرتُ لك ومحَوْتُ خطيئتك بإبهام"

(3)

.

1394 -

أخبرتنا زَيْنَب ابنة أحمد، عن محمد بن عبد الكريم - إجازةً -، أنا عبد الحق بن عبد الخالق، أنا محمد بن عبد الكريم بن خُشَيش، أنا أبو علي بن شاذان، أنا ميمون بن إسحاق البصري، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا وكيع بن الجرّاح، عن ابن حُجَير، عن الضحّاك:" {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] يعني: بين أصبعيه"، ورفع وكيعٌ أصبعيه السبّابةَ والوسطى

(4)

.

(1)

عبد العزيز بن علي بن الفضل، البغدادي الأزجي، أبو القاسم، توفي سنة 444 هـ، قال الذهبي: له مصنف في الصفات لم يهذبه. السير (18/ 18 - 19).

(2)

إبطال التأويلات (رقم: 196).

(3)

قال محققه: مرسل ضعيف، سعيد بن زربي منكر الحديث. وانظر الكلام عليه في الميزان (2/ 136).

(4)

الرواية من طريق جزء ميمون بن إسحاق الحربي. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1592).

ص: 806

‌باب في الراحة، وهي: باطن الكفّ

1395 -

أنبأتنا زَيْنَب، عن عجيبة، عن الحسن الرُّسْتُمي، عن أبي عَمْرو بن منده - إذنًا -، أبنا والدي، أبنا عبد الله بن جعفر البغدادي بمصر، ثنا هاشم بن يونس، ثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن عُمَر بن عَمْرو، عن بعض أهل الشام قال:"إن ربك عز وجل أخذ لؤلؤةً، فوضعها على راحتيه، ثم دملجها بين كفّيه، ثم غرسها وسط الجنة، فقال لها: امتدّي حتى تبلغي مرضاتي، ففعلت، ثم أخذ شجرة فغرسها وسط اللؤلؤ، ثم قال لها: امتدّي حتى تبلغي مرضاتي، ففعلت، فلما استوت تفجّرت من أصولها أنهارُ الجنة، وهي طوبى"

(1)

.

* * *

(1)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 58).

ص: 807

‌باب في الساعد والذراع

والذراع والساعد شيء واحد؛ إلّا أن الذراع مؤنّثة، يقال: هذه ذراع طويلة، قاله الأصمعي

(1)

.

1396 -

أنبأتنا زَيْنَب الكمالية، عن عجيبة، عن الرُّسْتُمي، عن عبد الوهاب بن منده - إذنًا -، أبنا والدي، أبنا عبد الله بن إبراهيم المقرئ، ثنا رجاء بن صهيب، ثنا يعقوب الحضرمي، ثنا شُعْبَة.

(ح) قال ابن منده: وثنا أحمد بن عبد الله بن الحسن العدوي بمصر، ثنا معاذ بن المثنى - واللفظ له -، ثنا أبو الوليد، ثنا شُعْبَة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:

"ساعدُ الله أشدُّ من ساعدِك، وموسى الله أحدُّ من موساك"

(2)

.

رواه الإمام أحمد

(3)

، عن محمد بن جعفر وعفّان عن شُعْبَة، فوقع لنا بدلًا عاليًا.

وعن سفيان بن عيينة عن أبي الزَّعْراء عَمْرو بن عَمْرو عن عمه أبي الأحوص عن أبيه - واسمه: مالك بن نضْلَة الجُشَمي -

(4)

.

ورواه ابن حِبّان في صحيحه

(5)

، عن الفضل بن الحُباب عن أبي الوليد الطيالسي.

(1)

ينظر: اتفاق المباني وافتراق المعاني (ص 257).

(2)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 55).

(3)

المسند (25 - 223 - 224/ رقم: 15888)(25/ 226 - 227/ رقم: 15891).

(4)

المسند (28/ 464 - 465/ رقم: 17228).

(5)

صحيح ابن حبان (12/ 432/ رقم: 5615).

ص: 808

وهو على شرط الأربعة أصحاب السنن، صحيح الإسناد.

ورواه الأَعْمَش، عن أبي إسحاق:

1397 -

أخبرنا به سليمان بن حمزة، أنبأنا عُمَر بن كَرَم، أبنا نصر بن نصر، أبنا رزق الله التميمي، أنا أبو عُمَر بن مهدي، أنا محمد بن مخلد، ثنا محمد - هو: ابنُ عثمان بن كرامة -، ثنا عُمَر، ثنا أبي، ثنا الأَعْمَش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: دخلتُ على رسول الله وعليَّ ثيابٌ لي وَسِخَة، فقال:

"لك مال؟ "،

قال: فقلت: نعم، من كلّ المال قد آتاني الله، قال:

"إذا آتاك الله مالًا فلْيُرَ عليك"،

ثم قال:

"أتنحر إبلك فتقطعُ آذانَها وتقول: هذا صُرُم

(1)

قال: نعم، قال:

"ساعدُ الله أشدّ، وموساه أحدّ"

(2)

.

وإسرائيل، عن أبي إسحاق، في الجزء الأول من حديث عباس الدوري.

1398 -

أنبأتنا زَيْنَب، عن عجيبة، عن الحسن، عن عبد الوهاب - إذنًا -، أبنا والدي، أبنا عبد العزيز بن سهل الدبّاس بمكّة، ثنا محمد بن

(1)

جمع صريم، وهو الذي صُرمت أذنه: أي قُطعت. النهاية (3/ 26).

(2)

الرواية من جزء من حديث ابن مخلد. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1517).

ص: 809

الحسن الخِرَقي البغدادي، ثنا محفوظ بن أبي توبة، ثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله - جلّ وعزّ - ينزل إلى سماء الدنيا، وله في كل سماء كرسيّ، فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيّه، ثم مدّ ساعديه، فيقول: من ذا الذي يقرض غيرَ عادم ولا ظلوم؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من ذا الذي يتوب فأتوب عليه؟ فاذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".

قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: "هكذا رواه الخِرَقي، عن محفوظ بن أبي توبة، عن عبد الرزاق، وله أصل عند سعيد بن المسيّب مرسل"

(1)

.

1399 -

قرأتُ في كتاب مقامع هامات الصلبان لأبي جعفر أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحق الخزرجي القرطبي، قال:"وفي صحف دانيال النبي وقد نعت الكشدانيين الكذّابين، وقال: لا تمتدّ دعوتهم، ولا يتمّ قربانهم، وأقسم الربّ بساعده ألّا يظهر الباطل ولا تقوم لمدّعٍ كذبٍ دعوةٌ أكثر من ثلاثين سنة".

قال ابن القيّم: "وفي التوراة ما يشبه هذا"

(2)

.

1400 -

أنبأتنا زَيْنَب ابنة الكمال الشيخة الصالحة، أنبأتنا عجيبة ابنة محمد، عن الحسن بن العباس، عن إذن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده، أبنا والدي، أبنا محمد بن الحسين القطّان، ثنا أبو الأزهر النيسابوري، ثنا صدقة بن سابق، قال: قرأتُ على محمد بن إسحاق، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو، قال: سمعته يقول:

(1)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 56). محفوظ بن أبي توبة مترجم في الميزان (3/ 444)، قال الذهبي: ضعّف أحمد أمره جدا.

(2)

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (3/ 158).

ص: 810

"خلق الله الملائكة، ثم قال: ليكن منكم ألف ألفين، فيكونون، فإن في الملائكة لخلق لهم أصغر من الذبّان"، وقال غيره: وزاد فيه: "وخلقهم من نور الذراعين والصدر"

(1)

.

1401 -

أنبأتنا زَيْنَب، عن عجيبة، عن الحسن، عن أبي عَمْرو - إذنًا -، أبنا والدي، أبنا أحمد بن محمد بن عُمَر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا شُرَيْح بن يونس، ثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال:"ليس شيء أكثر من الملائكة، إن الله خلقهم من نور قد ذكر"، وأشار شُرَيْح بيده إلى صدره وقال: أشار أبو خالد إلى صدره. قال عبد الله بن أحمد: حدثنيه أبي، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال:"خُلقت الملائكة من نور الذراعين والصدر"

(2)

.

رواه الحافظ أبو الشيخ

(3)

، لأحمد بن حمّاد الرازي عن أبي أسامة

(4)

.

1402 -

وفي صحيح مسلم، لمعمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"خُلِقت الملائكة من نور"

(5)

.

وهو عندنا بعلوّ في مسند عبد بن حميد

(6)

.

1403 -

أنبأتنا زَيْنَب، عن عجيبة، عن الرُّسْتُمي، عن أبي عَمْرو بن منده - إذنًا -، أبنا والدي أبو عبد الله، أبنا أبو عَمْرو مولى بني هاشم، ثنا

(1)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 77).

(2)

الرد على الجهمية (رقم: 78). وهو في السنة (رقم: 1084) لعبد الله بن أحمد.

(3)

العظمة (2/ 733/ رقم: 315).

(4)

يعني: عن هشام بن عروة.

(5)

صحيح مسلم (رقم: 2996).

(6)

المنتخب منه (رقم: 1477).

ص: 811

أبو أميّة الطرسوسي، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن غِلَظَ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار، وضرسُه مثل أُحُد"

(1)

.

رواه ابن حبّان

(2)

، وقال:"الجبّار: مَلِكٌ باليمن يقال له الجبار"، هكذا قال

(3)

.

1404 -

أخبرنا عيسى، أبنا أبو المُنَجّا، أبنا أبو علي بن المتوكّل على الله، أبنا أبو غالب الباقلّاني، أبنا أبو بكر البَرْقاني، أبنا محمد بن جعفر الأنباري، ثنا أحمد - هو: ابن الخليل -، ثنا أبو النضر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ضِرْسُ الكافر مثل أُحُد، وفَخِذُه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قُدَيْد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار - جلّ وعزّ -"

(4)

.

رواه الإمام أحمد

(5)

، عن حسن بن موسى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فوقع لنا بدلًا عاليًا.

ورواه ابن أبي عاصم في السنة

(6)

، عن أبي بكر عن الحسن بن موسى، فوقع لنا كذلك.

(1)

الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 79).

(2)

صحيح ابن حبان (16/ 531 - 532/ رقم: 7486).

(3)

وهو معنى قول أبي بكر بن إسحاق شيخ الحاكم. المستدرك (4/ 595).

(4)

الرواية من طريق حديث أبي بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري (ق 2/ ب - مجموع 24)، وليس في آخره جملة:(جل وعز).

(5)

المسند (16/ 543/ رقم: 10931).

(6)

السنة (رقم: 611). قال الألباني: إسناده حسن.

ص: 812

ورواه أبو بكر الخطيب في كتاب الكفاية

(1)

، عن البرقاني، فوافقناه بعلوّ.

1405 -

وقرأتُ في الزبور: "فستصبرون على جهنم، وتطاول سلاسل النار وأغلالها، سلسلة طولها سبعون ذراعًا بذراع الجبار، الذراع كما بين المشرق إلى المغرب غاب عن المقدّرين".

1406 -

قال أبو بكر الخطيب - فيما أخبرنا أحمد بن نصر الله بن نصر الله، عن أبي الفرج بن قدامة، عن ستّ الكتبة بنت علي بن الطرّاح، عن جدّها، عنه إجازة -: "كان في أصل سماع البرقاني: (بذراع الجبار عز وجل)، وعليه تصحيح، وهذا يدل على أنه كان في الأصل الذي نقل منه هكذا، ونرى أن الكاتب سبق إلى وَهَمُ أنّ الجبّار في هذا الموضع هو الله تعالى فكتب:(عز وجل)، ولم يعلم أنّ المراد أحد الجبّارين الذين عظُمَ خلقُهم وأُتوا بسطة في الجسم، كما قال تعالى:{قَوْمًا جَبَّارِينَ} [المائدة: 22].

* * *

(1)

الكفاية في علم الرواية (ص 243).

ص: 813

‌باب في الباع

1407 -

أنبأتنا زَيْنَب وعدّةٌ، عن عجيبة - إذنًا -، عن الحسن الرُّسْتُمي، عن عبد الوهاب ابن منده كذلك، أبنا والدي، أبنا أحمد بن محمد بن عُمَر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا أبو اليمان، ثنا ابن عيّاش، عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان، عن أبيها أنه قال:"إنّ ريح الجنة لتضرب على مقدار أربعين خريفًا، والخريفُ باعُ الله عز وجل"

(1)

.

1408 -

في الصحيحين

(2)

للأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني"، الحديث، وفيه:

"فإن تقرّب إليَّ بشبرٍ، تقرّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليَّ ذراعًا تقرّبتُ منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَةً".

ولسليمان التيمي، عن أنس، عن أبي هُرَيْرَة

(3)

.

وروي عن الأَعْمَش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر:

1409 -

أخبرنا به أبو الفتح القرشي، أبنا عبد الوهّاب بن روّاج، أبنا أبو طاهر السِّلَفي، أبنا محمد بن عبد السلام الأنصاري، أبنا أبو علي بن

(1)

الرواية من الرد على الجهمية لابن منده (رقم: 81).

(2)

صحيح البخاري (رقم: 7405)، وصحيح مسلم (رقم: 2675).

(3)

صحيح البخاري (رقم: 7537)، وصحيح مسلم (رقم: 2675).

ص: 814

شاذان، أبنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي القصّار، أبنا وكيع بن الجرّاح، عن الأَعْمَش، عن المعرور بن سُوَيْد، عن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أَزْيَد، ومن جاء بالسيّئة فجزاء سيّئة مثلها أو أغفر، ومن تقرّب منّي شبرًا تقرّبتُ منه ذراعًا، ومن تقرّب منّي ذراعًا تقرّبتُ منه باعًا"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

، عن أبي كُرَيْب عن أبي معاوية عن الأَعْمَش، فوقع لنا عاليًا بدرجتين والحمد لله.

ورواه أبو داود الطيالسي

(3)

، عن عن شُعْبَة عن واصل عن المعرور بن سويد، موقوفًا على أبي ذرّ، وقال:"لم يرفعْه شُعْبَة عن واصل، ورفعه الناس عن الأَعْمَش".

* * *

(1)

الرواية من نسخة وكيع بن الجراح - رواية ابن ماتي عن القصار عنه -. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1628). ورواه مسلم (رقم: 2687) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2687).

(3)

مسنده (1/ 371/ رقم: 466).

ص: 815

‌باب في القبضة

وقول الله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]

1410 -

فيه حديث قَسَامة بن زهير، عن أبي موسى رفعه:

"إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض".

هو في مسند عبد

(1)

وأمالي ابن السمّاك.

1411 -

وأخبرني المزّي، أبنا ابن البخاري وغير واحد، قالوا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أنا ابن البنّا، أنا الجوهري، أبنا القطيعي، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا هَوْذَة، ثنا عَوْف، عن قَسَامة بن زهير، سمعت الأشعريَّ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء فيهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزِن، والخبيث والطيّب"

(2)

.

رواه أحمد، لعَوْف عن قسامة

(3)

.

1412 -

وأخبرناه عيسى وسليمان، قالا: أنا جعفر، أبنا السلفي، [ .......... ]

(4)

، ثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن عَوْف، عن قُسامة بن زهير، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

المنتخب من مسند عبد بن حميد (رقم: 549).

(2)

الرواية من القطيعيات. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1455).

(3)

المسند (32/ 353/ رقم: 19582)(32/ 413/ رقم: 19642).

(4)

لم يتضح بقية السند كتب في موضع متآكل من حافة الورقة.

ص: 816

"إن الله خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، وبين ذلك، والسهل والحزِن، والخبيث والطيّب"

(1)

.

رواه أبو داود

(2)

، والترمذي وقال:"حسن صحيح"

(3)

، وأبو حاتم في صحيحه

(4)

.

1413 -

وفي الزبور: "يا بني آدم إنما تتقلّبون في قبضتي".

1414 -

وفيه في قصّة آدم: "قبضتُ بقبضتي من أربعة أركان الدنيا قبضة".

1415 -

أنبأنا سليمان بن حمزة وغيره، عن علي بن المقيَّر، عن أبي الفضل بن ناصر وأبي الكرم الشهرزوري، عن عبد الله بن محمد الصريفيني - إجازةً -، أنا أبو بكر بن زنبور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا محمد بن يحيى بن فيّاض، ثنا أبو بكر الحنفي، حدثني عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عُمَر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يطوي الله السماوات، فيقبضها بيمينه، ويقبض الأرض بيده الأخرى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون"

(5)

.

(1)

أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (رقم: 168)، من طريق موسى الوشّاء عن إسماعيل بن علية.

(2)

سنن أبي داود (رقم: 4693)، من طريق يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد عن عوف.

(3)

جامع الترمذي (رقم: 2955)، من طرق يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر عن عوف.

(4)

صحيح ابن حبان (14/ 29/ رقم: 6160)، من طريق معتمر بن سليمان عن عوف.

(5)

الرواية - في ظاهرها - من كتاب البعث لابن أبي داود، ولم أجده في المطبوع منه، وهو من غير هذه الرواية. وهو في صحيح مسلم (رقم: 2788)، لسالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر.

ص: 817

1416 -

قرأتُ على زَيْنَب ابنة أحمد، عن عجيبة ابنة أبي بكر، عن أبي الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عُمَر بن محمد بن عُمَر بن القاسم بن عبد الله بن علي بن إسحاق الأصبهاني - إجازةً -، أبنا أبو عَمْرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي، أبنا محمد بن عُمَر بن دَرَستَويه، ثنا أبو تميم بكر بن أحمد الشيرازي، ثنا أحمد بن القاسم بن مُساوِر الجوهري، ثنا خالد بن خداش، ثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عُمَر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، فقال:

"مطويّةٌ في كفّه، يرمي بها كما يرمي الغلام بالكرة"،

فلقد رأيتُه كاد يسقط

(1)

.

1417 -

أخبرنا المزّي، أبنا ابن الدرجي، أنبأنا محمد بن مَعْمَر، أبنا زاهر الشحّامي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الحافظ، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل، أبنا جدّي الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا أبو موسئ محمد بن المثنّى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا النمر بن هلال النمري، ثنا سعيد الجُرَيْري، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبضتين:

"هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي"

(2)

.

1418 -

وذكر العُقَيْلي، للحكم بن سنان، عن ثابت، عن أنس رفعه:

"إن الله قبض قبضة فقال: في الجنة رحمتي، وقبض قبضة فقال: في النار ولا أبالي".

(1)

الرواية - فيما يظهر - من فوائد أبي عمرو بن منده. ولم أقف على ترجمة شيخه ابن درستويه، ولا أبي تميم بكر بن أحمد، والإسناد صحيح. وقد أخرجه أبو عبد الله بن منده في الرد على الجهمية (رقم: 66)، بلفظ مقارب، للربيع بن سليمان عن ابن وهب.

(2)

الرواية من التوحيد لابن خزيمة (1/ 186).

ص: 818

قال العقيلي: "لا يتابع عليه، وقد روي في القبضتين أحاديث بأسانيد صالحة"

(1)

.

وحديث الحكم بن سنان هذا في الثاني من فوائد أبي بكر بن نيروز

(2)

.

1419 -

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا زكريا بن علي العُلْبي، أبنا أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد بن اللحّاس، أنا جدّي، أبنا أبو الحسن أحمد بن عُمَر بن أحمد المعروف بابن الإسْكاف، ثنا عثمان بن أحمد الدقّاق بن السمّاك، ثنا موسى بن سهل الوشّاء، ثنا إسماعيل بن عُلَيَّة، عن عَوْف، عن قَسَامة، عن زُهَيْر، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، وبين ذلك، والسهل والحزن، والخبيث والطيّب"

(3)

.

1420 -

أخبرنا عبد الله بن أبي الطاهر المرداوي - إجازةً -، أنا أبو عبد الله الحافظ، أنا زاهر بن أحمد الثقفي بأصبهان، أبنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أبنا مَنْصُور بن الحسين بن علي وأحمد بن محمود بن أحمد الثقفي؛ قالا: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أبنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى التجيبي، أنا عبد الله بن وهب، ثنا يونس، عن ابن شهاب، حدثني ابن المسيّب، أن أبا هُرَيْرَة كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

الضعفاء الكبير (1/ 475).

(2)

انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1610). وابن نيروز هو: محمد بن إبراهيم بن نيروز، البغدادي الأنماطي، أبو بكر، توفي سنة 318 هـ. السير (15/ 8 - 9).

(3)

الرواية من جزء الإسكاف عن شيوخه. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 972). وهو من طريق ابن علية في السنة لابن أبي عاصم (رقم: 248).

ص: 819

"يقبضُ الله الأرضَ يوم القيامة، ويطوي السماءَ بيمينه: أنا الملك، أين ملوك الأرض"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

، عن حرملة، فوافقناه فيه بعلوّ.

ورواه البخاري

(3)

، عن أحمد بن صالح عن ابن وهب.

وهو في ثامن المخلِّصيّات

(4)

.

وهو عندنا في جزء الحسن بن رَشِيق

(5)

، والأول من فوائد الكتّاني، والأول من فوائد ابن أخي ميمي

(6)

، والثالث من حديث الكتّاني - رواية الصَّرِيفِيني -.

1421 -

أخبرنا ابن الشِّحْنَة، أبنا قمر بن هلال، أبتنا شُهْدَة، أبنا أبو غالب الباقلّاني، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو سهل بن زياد وميمون بن إسحاق؛ قالا: ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا وكيع بن الجرّاح، عن أبي حُجَيْر، عن الضحّاك:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]: "يعني: بين أصبعيه"، ورفع وكيعٌ أصبعيه السبّابةَ والوسطى

(7)

.

وهو في جزء الفيل

(8)

.

(1)

الرواية من فوائد ابن المقرئ. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1557).

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2787).

(3)

صحيح البخاري (رقم: 7382).

(4)

المخلصيات (رقم: 1876 - ضمن مجموع مؤلفاته)، رواه ليونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب.

(5)

جزء الحسن بن رشيق العسكري (رقم: 28).

(6)

فوائد ابن أخي ميمي الدقاق (رقم: 89)، أخرجه لابن المبارك عن يونس.

(7)

الرواية من الجزء الثاني من الفوائد المنتقاة العوالي الحسان والغرائب - انتخاب أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، رواية أبي علي بن شاذان، وهي مشيخته الكبرى - (ق 105/ أ - مجموع 31).

(8)

وهو: الثاني من الفوائد المنتقاة رواية أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السمّاك (ق 103/ أ - مجموع 76)، رواه عن أحمد بن عبد الجبار.

ص: 820

وقولُ ابن عبّاس في ثاني حديث يحيى بن معين - رواية المروزي -

(1)

.

1422 -

(2)

أخبرنا أحمد بن الشِّحْنَة، أنبأنا قمر بن هلال، أبتنا شُهْدَة، قالت: أبنا أبو غالب الباقِلّاني، أبنا أبو علي بن شاذان، أبنا أبو سَهْل بن زياد ومَيْمُون بن إسحاق، قالا: ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا وكيع بن الجرّاح، عن أبي حُجَيْر، عن الضحّاك:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]: "يعني: بين أصبعيه"، ورفع وكيعٌ أصبعيه السبّابةَ والوسطى

(3)

.

1423 -

قال أبو إسماعيل الأنصاري

(4)

: قال ابن مَنْدَه: وروى معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن النضر بن أنس قال:"يحملُ الله السماوات على الخِنْصَر، والأرضين على البِنْصَر، والجبالَ على الوسطى، والبحارَ على السبّابة، وسائرَ الخلق على الإبهام".

1424 -

وذكر أبو إسماعيل: ما ذكره سعيد بن منصور

(5)

، عن ابن المبارك، عن سفيان الثَّوْري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن ابن عبّاس: {[فَـ]

(6)

ــلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] قال: "أغضبوه حتى عَضَّ على أنامله"، من طريقَيْ محمد بن علي بن زيد - راوي السنن

(7)

- وعمّار بنِ رجاء، عن سعيد.

(1)

الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين - رواية أبي بكر المروزي - (رقم: 67)، قال ابن عباس في قوله تعالى:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]: "السماوات والأرض قبضة واحدة". وهو بنحوه عند الطبري في تفسيره (20/ 246).

(2)

كتب المصنف هنا: "الوريقة"، وهي وجه من الورقة:(225).

(3)

هذا النص مكرر مرَّ في بداية هذه الوريقة.

(4)

لم أجد كلامه في ذم الهوى، فلعل النقل هنا من أحد كتبه المفقودة.

(5)

لم أجده في التفسير، إنما روى فيه (7/ 294/ رقم: 1944) تفسير محمد بن كعب.

(6)

الفاء لم يكتبها المصنف.

(7)

يعني سنن سعيد بن منصور، وهو: المكِّي، الصائغ، توفي سنة 291 هـ، السير (13/ 428 - 430).

ص: 821

قال أبو داود

(1)

: سمعتُ أحمد يقول: "إذا قال ابن جُرَيْج: أخبرني، في كل شيءٍ، فهو صحيح".

وقال أبو زُرْعَة الدمشقي: قلت لأحمد بن حَنْبَل: من أَثْبَتُ الناس في عطاء بن أبي رباح؟ قال: "عَمْرو بنُ دينار، وابنُ جُرَيْج"

(2)

.

(3)

أخبرنا عيسى والحَجّار قالا: أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداوُدي، أبنا ابن حمويه، ثنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا عبد الله بن يزيد المُقْرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأَفريقي، حدثني عبد الله بن راشد - مولًى لعثمان بن عفّان - قال: سمعتُ أبا سعيد الخُدْري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ بين يدي الرحمن عز وجل للَوْحًا فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة، يقول الرحمن: وعزّتي وجلالي لا يجيئني عبدٌ من عبادي لا يشرك بي شيئًا فيه واحدةٌ منكن إلّا أدخلتُه الجنة"

(4)

(5)

.

* * *

(1)

سؤالات أبي داود للإمام أحمد (رقم: 220).

(2)

العلل ومعرفة الرجال (2/ 496/ رقم: 3272).

(3)

كتب هذا النص بأعلى صفحة غلاف هذا الجزء، وهو تابع لنصوص إثبات الدين السابقة.

(4)

الرواية من مسند عبد بن حميد (رقم: 968 - المنتخب). وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 484/ رقم: 1314) عن زهير عن عبد الله بن يزيد المقرئ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 36) وأعلّه بعبد الله بن راشد. قلت: وابن أنعم الأفريقي ضعّفه في التقريب.

(5)

في أسفل الصفحة بخط يوسف بن عبد الهادي:

ناولني هذا الجزء وأجاز لي أن أرويه عنه وجميعَ ما يجوز له وعنه روايتُه بشرطه عند أهله: الشيخُ الإمام الرُّحَلَةُ نظام الدين بن مُفْلِح، بإجازته من المُخَرِّج الحافظ ابن المحبّ.

وصحّ ذلك في يوم الأربعاء خامس شهر الله المحرّم سنة سبعين وثمانمائة.

وكتب:

يوسف بن حسن بن عبد الهادي

ص: 822

بسم الله الرحمن الرحيم

‌بابُ قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من قلب إلّا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وقول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: 41]، وقوله:{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: 65]، وقوله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]

1425 -

عن إبراهيم، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم أَبَلَغَك أنّ الله يحملُ السماواتِ على أصبع، والأرضينَ على أصبع، والبحرَ على أصبع، والثرى على أصبع، والخلائقَ على أصبع؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذُه، وأنزل الله:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67].

رواه مسلم والبخاري

(1)

.

سمعناه، للأَعْمَش عن إبراهيم، وهو في الأول من مشيخة ابن شاذان

(2)

، وثاني حديث حمزة الدِّهْقان.

(1)

صحيح مسلم (رقم: 2786)، وصحيح البخاري (رقم: 7415، 7451).

(2)

الجزء الثاني من مشيخة ابن شاذان الكبرى (ق 132/ ب - مجموع 78). وهو في المسند (6/ 69 - 70/ رقم: 3590).

ص: 823

قال عبّاس الدوري

(1)

: سمعتُ يحيى يقول في حديث الذي يُروى: أتى الحَبرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: يرويه سفيان الثَّوْري عن منصور عن إبراهيم عن عَبِيدة، والأَعْمَش يرويه عن إبراهيم عن عَلْقَمَة، قال:"ليس بشيءٍ، والحديثُ حديثُ الثَّوْري".

1426 -

عن إبراهيم، عن عَبِيدة السَّلْماني، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حَبْرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد - أو: يا رسول الله - إنّ الله يجعلُ السماواتِ على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبالَ والشجرَ على أصبع، والماء والثرى وسائرَ الخلائق على أصبع، فيهزُّهنّ فيقولُ: أنا الملك، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نَواجِذُه تصديقًا لقول الحَبْر، ثم قال:" {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] "، إلى آخر الآية.

أخبرناه ابن أبي طالب، أنبأنا أبو طالب بن القُبَّيْطي، أبنا أبو القاسم بن هلال، أبنا أبو الفضل بن زِكْري، أبنا أبو الحسين بن بِشْران، أبنا ابن البَخْتَري، ثنا محمد بن عُبَيْد الله، ثنا يونس بن محمد، ثنا شَيْبان، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن إبراهيم بهذا

(2)

.

وهو في مشيخة ابن شاذان الصغرى

(3)

، وحديث عبد الله بن هاشم الطُّوسي.

رواه البخاري ومسلم

(4)

.

(1)

التاريخ عن يحيى بن معين (2/ 30/ رقم: 3011). وانظر: علل الدارَقُطْني (5/ 179): "وحديث عبيدة أثبت"، يعني: رواية الثَّوْري.

(2)

الرواية من فوائد ابن البختري.

(3)

المشيخة (رقم: 11)، للحسن بن موسى الأشيب عن شيبان بن عبد الرحمن.

(4)

سبقت الإشارة إليهما.

ص: 824

وفي رواية: "تعجُّبًا له وتصديقًا له"، ذكرها فُضَيْل بن عِياض شيخُ العارفين

(1)

.

قال التِّرْمِذي

(2)

: "هذا حديث حسن صحيح".

ورُوِي عن خَيْثَمَة بن عبد الرحمن عن عَلْقَمَة

(3)

.

1427 -

قال صالح بن أحمد بن حَنْبَل: سمعتُ أبي يقول: حدثني يحيى - هو: ابن سعيد - بحديث الأَعْمَش ومنصور عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله، حديث عبد الله:"إنّ الله يمسكُ السماواتِ على أصبع"، فجعل يُشيرُ بأصابعه هكذا حتى أتى على آخرها، وأراني أبي كيف جعل يُشير بأصابعه أصبع على أصبع حتى أتى على آخرها.

قال يعقوب بن شَيْبَة: "حديث كوفيٌّ صحيح الإسناد"، وذكر الإسنادين ثم قال:"والإسنادين جميعًا ثبْتين، وليس باختلاف، روي الحديث من وجهين؛ لأنّ جرير بن عبد الحميد روى الحديثين جميعًا، فبيّن بروايته لهما صحّتَهما، وأما سفيان الثَّوْري فجمعهما جميعًا، رواه عن منصور والأَعْمَش جميعًا، فسلك بهما طريقَ عَبِيدة عن عبد الله، ولم يذكر عَلْقَمَةَ لا عن منصور ولا عن الأَعْمَش".

(1)

أشار إلى روايته البَيْهَقي في الأسماء والصفات (1/ 167)، ولم أعثر على تخريجها، وأخرج هذه اللفظة ابن خُزَيْمَة في التوحيد (1/ 183 - 184/ رقم: 105) لجرير عن منصور، والبَيْهَقي في الأسماء والصفات (1/ 166 - 167/ رقم: 734) لعمار بن محمد وجرير عن منصور.

(2)

الجامع (رقم: 3238).

(3)

أخرجه البَيْهَقي في الأسماء والصفات (رقم: 735) لأسباط بن نصر عن منصور عن خيثمة. وأسباط بن نصر: قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: "صدوق كثير الخطأ يُغرِب"، وروايته هذه لا شك تُعدُّ من خطئه، خاصة وأنه خالف فيها كبار الثقات الذين يروونه عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة.

ص: 825

ورَوَى يعقوب، لجرير عن الأَعْمَش قال: قلت لإبراهيم: في الدنيا هذا أم في الآخرة؟ فقال: في الدنيا.

1428 -

عن ابن عبّاس قال: مرّ يهوديٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"يا يهوديّ"،

فقال: يا أبا القاسم! ما تقول إذا وضع الله السماءَ على ذِهْ، والأرضَ على ذِهْ، والماءَ على ذِهْ، والجبالَ على ذِهْ، وسائرَ الخلق على ذِهْ؟ فأنزل الله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].

قال ابن خُزَيْمَة

(1)

: حدثنا أبو زُرْعَة عُبَيْد الله بن عبد الكريم، قال: ثنا محمد بن الصَّلْت، قال: ثنا أبو كُدَيْنَة - وهو: يحيى بن المُهَلَّب -، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحَى، عن ابن عبّاس بهذا.

رواه أحمد

(2)

، وابن أبي عاصم

(3)

، والتِّرْمِذي

(4)

وقال: "حسنٌ غريبٌ صحيح، لا يُعرف إلّا من هذا الوجه"، وقال: "رأيتُ محمد بنَ إسماعيل

(5)

روى هذا الحديث، عن الحسن بن شُجاع عن محمد بن الصَّلْت".

أخبرناه ابنُ أبي طالب، أنبأنا ابن اللتّي، أبنا المُتَوَكِّلي، أبنا الباقِلّاني، أبنا ابن بِشْران، أبنا أبو علي بن خُزَيْمَة، ثنا أبو إسماعيل التِّرْمِذي، ثنا محمد بن الصَّلْت، به

(6)

.

(1)

التوحيد (1/ 185 - 186/ رقم: 106).

(2)

المسند (4/ 125 - 126/ رقم: 2267)(5/ 129/ رقم: 2988).

(3)

السنة (رقم: 545).

(4)

الجامع (رقم: 3240).

(5)

يعني: أبا عيسى الترمذي.

(6)

الرواية من طريق الجزء الثالث من حديث أبي علي بن خزيمة. انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1146).

ص: 826

قال أبو إسماعيل الأنصاري

(1)

: "هذا حديثٌ جيّد الإسناد حسن، وأبو كُدَيْنَة ثقة أخرج مسلم بنُ الحجّاج له في الصحاح حديثًا، تابعه عليه عِمْران بن عُيَيْنَة، وعطاء هذا هو: ابن السائب، صدوق؛ غير أنه اختلط بأَخَرَة بعدما قدم البصرة، فأحاديثُ أهل الكوفة عنه مستقيمةٌ سمعوها منه في أيامه التي هو فيها مجتمع، وهذا الحديث منها، وفي حديث أهل البصرة عنه نظر".

قلت: إنما روى حديثَه البخاري

(2)

.

وأما حديثُ عِمْران بن عُيَيْنَة عن عطاء بن السائب عن أبي الضُّحَى عن ابن عباس، فرواه عبد الله بن أحمد

(3)

، عن عبد الله بن عُمَر، عنه.

1429 -

وقال حمّاد بن سَلَمَة: عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْرُوق قال رسول الله ليهوديّ:

"اذكر من عظمة الرب"،

فقال: السماواتُ على هذه - يعني: الخِنْصَر -، والأرضُ على هذه - يعني: البِنْصَر -، والجبالُ على هذه - يعني: الوسطي -، والماءُ على هذه - يعني: السبّابة -، وسائرُ الخلق على هذه - يعني: الإبهام -، فأنزل الله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].

رواه أبو عبد الله بن مَنْدَه

(4)

.

(1)

هو: الهروي صاحب ذم الكلام، ولم أجد كلامه هذا فيه، فلعله في إحدى كتبه التي لم تصلنا كالفاروق في الصفات.

(2)

الصحيح (رقم: 3839)، في كتاب مناقب الأنصار باب أيام الجاهلية. ولم يرو له مسلم شيئًا.

(3)

السنة (1/ 266/ رقم: 493).

(4)

الرد على الجهمية (رقم: 66).

ص: 827

1430 -

عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]:

"قال بأصبعه هكذا"، وأشار بالخِنْصَر من الظُّفُر يمسكه بالإبهام.

قال حُمَيْد لثابت: يا أبا محمد دعْ هذا، ما تريد إلى هذا، قال: فضرب ثابتٌ منكب حُمَيْد فقال: من أنت يا حُمَيْد؟! وما أنت يا حميد؟! يحدِّثُني به أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول أنت دعْ هذا؟!

قال ابن خُزَيْمَة

(1)

- فيما أخبرنا أحمد بن محمد الدَّشْتي إجازةً، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا عبد المُعِزّ. وأبنا محمد بن إسماعيل العَلَوي، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أبنا أبو طاهر بن خُزَيْمَة، عن جدّه -: حدثنا الحسن بن محمد الزَّعْفَراني وعلي بن الحسين بن الحُرّ ويحيى بن حكيم، قالوا: ثنا معاذ بن معاذ العَنْبَري، قال: ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت بهذا.

هذا لفظُ حديث

(2)

يحيى بن حكيم، وقال الزَّعْفَراني وعلي بن الحسين: عن حمّاد بن سَلَمَة - قال علي: قال: ثنا ثابت البُناني، وقال الزَّعْفَراني: عن ثابت -، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]، قال: هكذا وصف معاذ، إنه أخرج أولَ مِفْصَل من خِنْصَره، قال: فقال حُمَيْدٌ الطويل: يا أبا محمد! ما تريد إلى ما هذا؟ فضرب صدرَه ضربةً شديدةً وقال: من أنت يا حُمَيْد؟ يحدِّثُني أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول أنت ما تريد إلى هذا؟! غير أنّ الزَّعْفَراني قال هكذا: ووضع إبهامَ اليسرى على طرف خِنْصَره الأيسر على العقد الأول.

(1)

التوحيد (1/ 258/ رقم: 162).

(2)

في طبعة التوحيد: حدثنا.

ص: 828

رواه الإمام أحمد

(1)

، عن معاذ بن معاذ.

ورواه ابن أبي حاتم

(2)

، عن أحمد بن سنان عن معاذ بن معاذ، وقال: قال هكذا وأرانا معاذٌ بطرف أصبعه الخِنْصَر اليسرى.

1431 -

وقال ابنُ خُزَيْمَة

(3)

: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: ثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما تجلّى ربُّه للجبل رفع خِنْصَرَه وقبض على مفصلٍ منها فانساخ الجبل"،

فقال حُمَيْد: لا تحدِّثْ بهذا، فقال: يحدِّثُنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: لا تحدِّثْ به؟!

رواه ابن أبي حاتم

(4)

، عن أبي زُرْعَة عن محمد بن كثير عن حمّاد.

وقع لنا من حديث هُدْبَة في المجلس الثامن والعشرين بعد المائة من أمالي ابن السمرقندي

(5)

، وفي مشيخة ابن الآبَنُوسي

(6)

.

1432 -

قال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(7)

: حدثني من سمع معاذًا يقول: "وددتُ أنه حبسه شهرين"، يعني لحُمَيْد.

1433 -

وقال سفيانُ الثَّوْري في قوله: {جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]:

(1)

المسند (19/ 281/ رقم: 12260).

(2)

التفسير (5/ 1559/ رقم: 8936).

(3)

التوحيد (1/ 260 - 261/ رقم: 164).

(4)

التفسير (5/ 1560/ رقم: 8940).

(5)

المجلس 128 من الأمالي (ق 2/ ب - 3/ أ - مجموع 106). وعلق عليه ابن المحب على الحاشية: رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب.

(6)

المشيخة (رقم: 102).

(7)

السنة (1/ 269/ رقم: 500).

ص: 829

"قال بعضُهم: ذهب في البحر، وبعضهم يقول: هَمَد - يعني: الجبل لمّا تجلّى له ربُّه عز وجل".

1434 -

وحكى ابنُ أبي حاتم

(1)

هذا فقال: ذُكر عن ابن المبارك، عن سفيان الثَّوْري في قوله:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قال: "ساخ الجبلُ فوقع في البحر، فهو يذهبُ بعدُ".

1435 -

عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم أنه نظر إلى عبد الله بن عُمَر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يأخذُ الله سماواتِه وأرضيه بيده فيقول: أنا الله - ويقبضُ أصابعَه ويبسطُها -، أنا الملك"،

حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّكُ من أسفل شيءٍ منه، حتى إني لأقول: أساقطٌ هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟

رواه سعيد بن منصور

(2)

، عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم، وعن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عُبَيْد الله بن مِقْسَم.

رواه مسلم

(3)

عن سعيد بن منصور، بالإسنادين جميعًا.

1436 -

عن أبي عبد الرحمن سمع عبدَ الله بنَ عَمْرو بن العاص يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنّ قلوبَ بني آدم كلَّها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد

(1)

التفسير (5/ 1561/ رقم: 8944).

(2)

من طريقه أبو نعيم في تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عاليًا (رقم: 13)، وجمع بين الطريقين.

(3)

الصحيح (رقم: 2787، 2788).

ص: 830

يصرّفه حيث يشاء، - ثم قال رسول الله - اللَّهم مصرّفَ القلوب اصرفْ قلوبَنا إلى طاعتك".

رواه مسلم

(1)

، وابن خُزَيْمَة، وابن أبي عُمَر العَدَني في مسنده، والحارث بن أبي أسامة في الثاني من مسنده.

أخبرناه جدّي، أبنا ابن عبد الدائم، أبنا عبد الله بن مسلم، أبنا أبو بكر الأنصاري، أبنا أبو محمد الجَوْهَري، أبنا أبو بكر القَطيعي، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حَيْوَة، حدثني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُليِّ يقول إنه سمع، فذكره

(2)

.

1437 -

وأخبرناه ابن أبي الهَيْجاء، أبنا اليَلْداني، أبنا ابن يونس، أبنا الباقَرْحِي، أبنا الجَوْهَري، أبنا ابن لُؤْلُؤْ، أبنا الساجي

(3)

، ثنا أبو الربيع، ثنا عبد الله بن يزيد

(4)

، وقال:"اصرف قلوبنا على دينك".

1438 -

وأخبرناه عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا إبراهيم بن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا يحيى - هو: ابن عبد الحميد الحِمّاني -، ثنا ابن المبارك، ثنا حَيْوَة بن شُرَيْح، حدثني أبو هانئ الخَوْلاني، فذكره وقال:"صرِّف قلوبَنا على طاعتك"

(5)

.

1439 -

عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن النوّاس بن سَمْعان الكَلْبي، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

الصحيح (رقم: 2654).

(2)

الرواية من طريق القطيعيات لأبي بكر القطيعي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1455).

(3)

هو: أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن، توفي سنة 307 هـ، وله تصانيف. السير (14/ 197).

(4)

أبو عبد الرحمن المقرئ.

(5)

الرواية من مسند عبد بن حميد، وهو في المنتخب منه (رقم: 348).

ص: 831

"الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا ويضعُ آخرين، وقلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك".

رواه الإمام أحمد

(1)

، والنسائي

(2)

، وابن ماجه

(3)

، وابن أبي عاصم

(4)

، وابن خُزَيْمَة

(5)

، وعبد الله بن أحمد

(6)

، وعثمان الدارِمي

(7)

، وابن حِبّان

(8)

.

وهو في العاشر من الثقفيّات

(9)

أمالي ابن سَمْعون

(10)

.

1440 -

عن أمِّ سَلَمَة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر في دعائه أن يقول: "اللَّهم مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك"،

قلت: يا رسول الله! وإنّ القلوب لتنقلب؟ قال:

"نعم، ما من خلق الله من بني آدم بشرٌ إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه، فنسألُه أن لا يزيغ قلوبَنا بعد إذ هدانا، ونسألُه أن يهبَ لنا من لدنه رحمةً إنه هو الوهّاب"،

قلت: يا رسول الله! ألا تعلّمني دعوةً أدعو بها لنفسي؟ قال:

(1)

المسند (29/ 178/ رقم: 17630).

(2)

السنن الكبرى (4/ 414/ رقم: 7738).

(3)

السنن (رقم: 199).

(4)

السنة (رقم: 219).

(5)

التوحيد (1/ 188 - 189/ رقم: 109).

(6)

السنة (1/ 529 - 530/ رقم: 1224).

(7)

النقض على المريسي (1/ 283 - 284).

(8)

الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان (3/ 222 - 223/ رقم: 943).

(9)

الثقفيات (ج 10/ ق 3/ أ - الظاهرية 4569).

(10)

الأمالي (رقم: 130).

ص: 832

"بلى، قولي: اللَّهم ربَّ النبي محمد اغفر لي ذنبي، وأذهِبْ غيظَ قلبي، وأجِرْني من مضلّات الفتن ما أصابنا".

أخبرنا عيسى والحجّار، قالا: أبنا ابن اللتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا ابن خُزَيْم، ثنا عبد بن حُمَيْد، ثنا أحمد بن يونس، حدثني عبد الحميد بن بَهْرام، ثنا شهر بن حَوْشَب قال: سمعتُ أمَّ سلمة تحدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

رواه الإمام أحمد

(2)

، وابن خُزَيْمَة، وعبد الله بن أحمد

(3)

، وعثمان الدارمي

(4)

، وخُشَيْش، وابن أبي عاصم

(5)

، والتِّرْمِذي

(6)

وقال: "حسن غريب"، وأبو مسلم الكشّي في سننه، وأبو نُعَيْم في الحِلْية في ترجمة إبراهيم بن أَدْهَم

(7)

، لشهرٍ عنها.

وهو في الثاني من معجم الحدّاد، ومسند إبراهيم بن أَدْهَم لأبي سليمان بن زَبْر، وفي الأول من فوائد أبي يَعْلَى الصابوني، ومسند الطيالسي

(8)

.

1441 -

ورواه صاحب الفاروق، لأَيْمَن بن سُوَيْد وضُمْرَة، عن عبد الله بن شَوْذَب، عن أيوب السِّخْتِياني، عن أبي قِلابة، عن أمِّ سَلَمَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظُه: "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله السبّابة والتي

(1)

الرواية من مسند عبد بن حميد (رقم: 1534)

(2)

المسند (44/ 200 - 201/ رقم: 26576).

(3)

السنة (رقم: 222).

(4)

النقض على بشر المريسي (1/ 380 - 381).

(5)

السنة (رقم: 223).

(6)

الجامع (رقم: 3522).

(7)

حلية الأولياء (8/ 45).

(8)

مسند أبي داود الطيالسي (3/ 181 - 182/ رقم: 1713).

ص: 833

تليها - وفي رواية أيوب: والوسطى -"، زاد أيوب: ثنا ابن شَوْذَب، عن أبان، عن أبي قِلابة، عن أمِّ سَلَمَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، به

(1)

.

ورُوِي من حديث أبي بَصْرَة عن أبي هُرَيْرَة عن أمِّ سَلَمَة، وهو في الثامن من عمل يوم وليلة لابن السنّي

(2)

.

1442 -

وقال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(3)

: حدثني محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، ثنا هُرَيْم، ثنا محمد بن سواء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قال: "هكذا - وأشار بطرف الخِنْصَر يحكيه -".

1443 -

وقال

(4)

: حدثني أبو مَعْمَر، ثنا عَمْرو بن محمد العَنْقَزي، ثنا أَسْباط بن نَصْر، عن السُّدّي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبّاس قال:"تجلّى مثل الخنصر"، وأشار أبو مَعْمَر بأصبعه يعني قولَه:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143].

رواه ابن أبي عاصم

(5)

، وإسحاق بن راهويه.

ورواه أبو أحمد العَسّال

(6)

، وابن أبي حاتم

(7)

، وقالا:"ما تجلّى منه إلّا مثل الخنصر".

1444 -

وقال عبد الله بن أحمد

(8)

: حدثني أحمد بن مَنيع، ثنا عبّاد بن

(1)

إسناده منقطع؛ فإن أبا قلابة لم يسمع من أم سلمة.

(2)

عمل اليوم والليلة (رقم: 657).

(3)

السنة (1/ 270/ رقم: 501).

(4)

السنة (1/ 270 - 271/ رقم: 504).

(5)

السنة (رقم: 484).

(6)

صاحب كتاب العظمة، فلعلّه فيه.

(7)

التفسير (5/ 1560/ رقم: 8937)، وفيه:"إلا مثل قدر الخنصر".

(8)

السنة (1/ 271/ رقم: 505). وعزاه السيوطي في الدر (6/ 561) لابن المنذر.

ص: 834

عبّاد، عن يزيد بن حازم، عن عِكْرِمَة أنه كان يقرأ هذا الحرف:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قال: "كان حجَرًا أصمَّ، فلمّا تجلّى له صار تَلًّا ترابًا دكًّا من الدكوات".

1445 -

وقال

(1)

: حدثني أبو بكر - هو: ابن إسحاق -، ثنا عَمْرو بن طَلْحَة القَنّاد، ثنا أَسْباط، عن السُّدِّي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس أنه قال:"تجلّى منه مثلُ طَرَف الخِنْصر، فجعل الجبل دكًّا، وخرَّ موسى صعقًا ما شاء الله، ثم إنه أفاق فقال: سبحانك تبتُ إليك وأنا أول المؤمنين، يعني: أول المؤمنين من بني إسرائيل"، الحديث.

1446 -

وقال

(2)

: حدثني أبي، ثنا أبو المُغِيرة الخَوْلاني، ثنا الأَوْزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عِكْرِمَة قال:"إنّ الله عز وجل إذا أراد أن يخوِّفَ عبادَه أبدى عن بعضه إلى الأرض، فعند ذلك تُزَلْزَل، وإذا أراد أن يدمدم على قومٍ تجلّى لها".

وهكذا رواه العَسّال، للوليد بن مسلم عن الأَوْزاعي.

ورواه صاحبُ الفاروق

(3)

، لموسى بن أَعْيَن عن الأَوْزاعي، فزاد: عن ابن عباس كذلك.

وكذلك رواه ابن أبي حاتم

(4)

، لمسكين بن بُكَيْر عن الأَوْزاعي.

1447 -

قال عثمان الدارمي

(5)

: حدثنا موسى بن إسماعيل، عن وُهَيْب، عن خالد الحذّاء، عن أبي قِلابة، عن النُّعْمان بن بَشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس والقمر فقال:

(1)

هذا النص لم أجده في مطبوعة السنة لعبد الله بن أحمد.

(2)

السنة (1/ 470/ رقم: 1069).

(3)

الحافظ أبو إسماعيل الهروي.

(4)

لم أجده في تفسيره، فلعلّه في العظمة له.

(5)

نقض الدارمي على بشر المريسي (2/ 753 - 754).

ص: 835

"إنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّ الله إذا تجلّى لشيءٍ من خَلْقِه خشع له".

تابعه أيّوب عن أبي قِلابة، رواه الإمام أحمد

(1)

وقال في روايته: عن رجلٍ، عن النُّعْمان، وأبو إسحاق الجَوْزَجاني

(2)

في المترجم

(3)

في باب صلاة الكسوف.

وسأله صالح بن محمد عن هذا الحديث فقال: "أبو قِلابة لم يدرك النُّعْمان

(4)

".

قلتُ: رواه بعضُهم

(5)

، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن قَبِيصة بن المُخارِق، ورواه بعضُهم

(6)

عن أيوب، عن أبي قِلابة، عن هلال بن عامر، عن قَبِيصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

1448 -

وقال نوح بن قَيْس: ثنا يونس بن عُبَيْد، عن الحسن، عن أبي بَكْرَة: قال رسول الله: "إنّ الله إذا تجلّى لشيءٍ خشع له".

رواه أبو نُعَيْم في كتاب الرؤية.

تابعه محمد بن دينار، عن يونس كما يأتي.

(1)

المسند (30/ 295/ رقم: 18351).

(2)

إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، توفي سنة 259 هـ.

(3)

قال ابن كثير: "فيه علوم غزيرة وفوائد كثيرة". البداية والنهاية (14/ 544 - 545).

(4)

وهو قول ابن معين كما في جامع التحصيل في أحكام المراسيل (ص 211).

(5)

منهم: وُهَيْبٌ عند أبي داود (رقم: 1185)، وعبيد الله بن الوازع عد النسائي (رقم: 1486)، وعبد الوهاب الثقفي عند الإمام أحمد (34/ 210/ رقم: 20607)، وعبد الوارث بن سعيد عند البَيْهَقي في السنن الكبرى (3/ 334).

(6)

منهم: عبّاد بن منصور عند أبي داود (رقم: 1186) والطبراني في المعجم الكبير (18/ 375/ رقم: 958) والبَيْهَقي في السنن الكبرى (3/ 334)، وأنيس بن سوّار الجَرْمي عند الطبراني (18/ 374 - 375/ رقم: 957).

ص: 836

1449 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قُدامة، أبنا الكِنْدي، أبنا الأنصاري، أنبأنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد - إملاءً -، ثنا عبد الله بن عِمْران العابدي بمكة. (ح) قال الدارَقُطْني: وأخبرنا أبو محمد بن صاعد - قراءةً -، ثنا محمد بن زُنْبُور المكّي؛ قالا: ثنا فُضَيْل بن عِياض، عن سليمان - يعني: الأَعْمَش -، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك"،

فقالوا: يا رسول الله! أتخشى علينا وقد آمنّا بك وأيقَنّا بما جئتنا به؟! قال:

"وما يدريني، إنّ قلوبَ الخلائق بين أصبعين من أصابع الله عز وجل"

(1)

.

1450 -

وأخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا الأَعْرَج، أبنا القَبّاب، أبنا ابن أبي عاصم.

وأبنا ابن أبي الهَيْجاء، أبنا اليَلْداني، أبنا ابن بَوْش، أبنا الباقَرْحي، أبنا الجَوْهَري، أبنا ابن لُؤْلُؤْ، أبنا زكريا الساجي.

قالا

(2)

: ثنا أبو الربيع، ثنا محمد بن خازم

(3)

، ثنا الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله يكثر أن يقول:

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك"،

قالوا: يا رسول الله! آمنّا بك وبما جئت به، فما تخافُ علينا؟ قال:

"نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها"

(4)

.

(1)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 40)، والرواية من طريقه، والإسناد الأول ساقط من المطبوع، وهو في النسخة التركية (ق 99 ب).

(2)

يعني: ابن أبي عاصم، وزكريا الساجي.

(3)

أبو معاوية الضرير الكوفي.

(4)

أخرجه بالإسناد الأول ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 225)، والرواية من طريقه.

ص: 837

هو في الاثني عشر مجلسا من أمالي الجَوْهَري - تخريج الخطيب -

(1)

.

رواه الإمام أحمد

(2)

، عن أبي معاوية، وأبو يَعْلى المَوْصِلي

(3)

، والتِّرْمِذي

(4)

.

وقال أحمد في رواية محمد بن موسى بن مُشَيْش

(5)

: "هو عن جابر خطأ، هو عن أنس بن مالك".

وقال التِّرْمِذي: "حسن، - قال: - وهكذا روى غيرُ واحد عن الأَعْمَش، وروى بعضهم عنه عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثُ أبي سفيان عن أنس أصحّ".

وقال الدارقُطْني

(6)

: "رواه أبو معاوية الضرير وفُضَيْل، وخالفهما سليمان التَّيْمي وأبو بكر بن عَيّاش فروياه

(7)

عن الأَعْمَش عن يزيد الرَّقاشي عن أنس، ورُوِي هذا الحديث عن أبي الأَحْوَص عن الأَعْمَش عن أبي سفيان ويزيد الرَّقاشي، فدلّ على أنّ القولين صحيحان".

1451 -

أخبرنا المِزّي، أبنا ابن أبي عُمَر، أبنا زَيْد بن الحسن، أبنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا محمد بن علي بن الفتح

(8)

، أبنا علي بن عُمَر

(1)

وصلنا منه الجزء الثاني، وفيه مجالس ليس فيها الحديث.

(2)

المسند (19/ 160/ رقم: 12107).

(3)

مسند أبي يعلى (6/ 359/ رقم: 3687)، عن أبي خيثمة عن أبي معاوية.

(4)

جامع الترمذي (رقم: 2140)، عن هنّاد عن أبي معاوية.

(5)

قال أبو بكر الخلّال: "روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة جيادًا، وكان جاره، وكان يقدّمه ويعرف حقه". انظر: طبقات الحنابلة (2/ 366).

(6)

العلل (12/ 250).

(7)

رواية سليمان التيمي عند الطبراني في الدعاء (3/ 1390).

(8)

هو: العشاري.

ص: 838

الحافظ

(1)

، ثنا الحسين بن محمد بن سعيد المَطْبَقِي

(2)

، ثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا أبو أحمد الزُّبَيْري، ثنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول:

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك"،

فقال له بعضُ أهله: أتخافُ علينا وقد آمنّا بك وبما جئتَ به؟ فقال:

"إنّ القلبَ بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقولُ بهما هكذا"، وحرّك أبو أحمد أصبعيه

(3)

.

رواه خُشَيْشٌ، عن الفِرْيابي عن سفيان، وقال:"قال محمد: وقال سفيان بأصبعيه هكذا - وقلب أصبعيه -، ووصف لنا الفِرْيابي بأصبعيه السبّابة والوسطى".

وحديث الفِرْيابي في جزء عباس التُّرْقُفي

(4)

.

قال أبو عبد الله بن مَنْدَه

(5)

: "هذا حديثٌ ثابتٌ باتّفاق، وكذلك حديثُ النوّاس بن سَمْعان حديثٌ ثابتٌ رواه الأئمّة المشاهير ممّن لا يمكن الطَّعْنُ على واحدٍ منهم".

ورواه الطبراني

(6)

، لفُضَيْل بن عِياض عن الأَعْمَش.

1452 -

أخبرنا يوسف بن عبد الرحمن الحافظ، أبنا عبد الرحمن بن أبي عُمَر، أبنا عُمَر بن محمد بن مَعْمَر، أبنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو

(1)

هو: الدارقطني.

(2)

تاريخ بغداد (8/ 665).

(3)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 41)، والرواية من طريقه.

(4)

جزء الترقفي (رقم: 99). وفيه: "وأرانا عباس" بدل "ووصف لنا الفريابي".

(5)

الرد على الجهمية (ص 88).

(6)

لم أجده في كتبه التي وصلتنا، فلعله في السنة.

ص: 839

طالب العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا أبو حفص عُمَر بن أحمد بن علي الدُّرْبي، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأَعْمَش، عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثرُ أن يقول:

"اللَّهم ثبِّت قلبي على دينك"،

فقال له بعضُ أصحابه: يا رسول الله! أتخافُ علينا وقد آمنّا بك وصدَّقناك بما جئت به؟ فقال:

"نعم إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبُها"، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده هكذا - وأشار بأصبعيه -

(1)

.

تابعه:

- إبراهيم بنُ عُيَيْنَة عن الأَعْمَش، وهو آخر الجزء الرابع من الحربيّات.

- وسليمانُ التَّيْمي عن الأَعْمَش، في جزء إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت

(2)

.

1453 -

وقال عثمان بن سعيد الدارِمي

(3)

: ثنا يزيد بن عبد ربّه الحِمْصي، ثنا بقيّة بن الوليد، عن عُتْبَة بن أبي حكيم، عن يزيد الرَّقاشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"والذي نفسُ محمد بيده لَقلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء قال به هكذا - وأمال يدَه -، وإذا شاء قال به هكذا - وأمال يدَه - وإذا شاء ثبّته".

(1)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 42)، والرواية من طريقه.

(2)

الجزء الأول من حديثه (ق 125/ ب - مجموع 89).

(3)

نقض الدارمي على بشر المريسي (1/ 380 - 381).

ص: 840

1454 -

وقال

(1)

: حدثنا موسى بن إسماعيل أبو سَلَمة، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن علي بن زَيْد، عن أمّ محمد، عن عائشة، أنّ رسول الله قال:

"قلوبُ العباد بين أصبعين من أصابع الله، إذا أراد أن يقلِّب قلبَ عبدٍ قلَّبه".

رواه الإمام أحمد

(2)

، وأبو بكر بنُ أبي شيبة في الإيمان

(3)

، وابنُ أبي عاصم

(4)

، والكَشّي أبو مسلم، وابنُ خُزَيْمَة

(5)

.

وعلّقه إسحاق

(6)

فقال: "ويُذكرُ عن همّام، عن علي بن زيد".

ورواه إسحاق بن راهويه بمعناه

(7)

، للمبارك بن فَضالة عن علي بن زَيْد بن جُدْعان عمّن سمع عائشةَ.

ورُوِي من حديث أبي حَسّان عن عائشة، في جزء عبّاس التُّرْقُفي

(8)

.

1455 -

وقال عثمان الدارمي

(9)

: حدثنا عبد الله بن صالح، عن لَيْث بن سَعْد، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن أبي عِمْران، عن أبي عبّاس بن أبي مِهْران، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنَما قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن".

(1)

نفسه (2/ 753 - 754)، وقد ذكره المصنف آنفًا (ص

).

(2)

المسند (43/ 230/ رقم: 26133).

(3)

الإيمان (رقم: 57).

(4)

السنة (رقم: 224).

(5)

لم أجد الرواية في التوحيد لابن خزيمة.

(6)

ابن راهويه، مسنده (3/ 777/ رقم: 859 - 1402).

(7)

مسنده (3/ 755 - 756/ رقم: 826 - 1369).

(8)

جزء الترقفي (رقم: 75).

(9)

نقض الدارمي على المريسي (1/ 379 - 380).

ص: 841

رواه ابن أبي عاصم

(1)

، عن عمر بن الخطّاب عن أبي صالح عن اللَّيْث.

ورواه الطبراني

(2)

.

1456 -

قال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه أنّ رسول الله قال:

"الموازين بيد الله، يرفع أقوامًا ويضع أقوامًا، وقلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع ربِّك، إن شاء أقامَه وإن شاء أزاغَه".

ورواه البخاري في التاريخ

(3)

، عن حَيْوَة بن شُرَيْح عن محمد بن حَرْب عن الزبيدي عمّن حدّثه عن جُبَيْر بن نُفَيْر عن سَبْرَة بن فاتِك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الطبراني

(4)

وابن عديّ

(5)

، لمعاوية بن يحيى عن الزبيدي عن جُبَيْر بن نُفَيْر.

ورواه أبو سليمان بن زَبْر في معجم الصحابة.

1457 -

(6)

عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ قلوبَ بني آدم بين أصبعين من أصابع الله، فإذا شاء حرَّفَه، وإذا شاء بصَّرَه، وإذا شاء نكَّسَه، ولم يعطِ الله أحدًا من الناس شيئًا هو خيرٌ من أن يسلكَ في قلبه اليقينَ، وعند الله مفاتحُ القلوب، فإذا أراد الله بعبدٍ خيرًا

(1)

السنة (رقم: 229).

(2)

المعجم الأوسط (رقم: 8712).

(3)

التاريخ الكبير (4/ 178).

(4)

المعجم الكبير (7/ 137 - 138/ رقم: 6557).

(5)

الكامل في الضعفاء (6/ 403).

(6)

الوريقات (224، 225، 226) سيشير إليها المصنف في نهاية الصفحة (227 أ).

ص: 842

فتحَ له قفلَ قلبه واليقينَ والصدقَ، وجعل قلبَه وعاءً واعيًا لما يسلك فيه، وجعل قلبَه سليمًا ولسانَه صادقًا وخليقته مستقيمةً، وجعل أذنَه سميعةً وعينَه بصيرةً، ولم يُؤتَ أحدٌ من الناس شيئًا هو شرٌّ من أن يسلك الله في قلبه الريبةَ، وجعل نفسه شرهةً مشرفةً متطلّعةً، لا ينفعُه المالُ وإن أُكثر له، وغلق الله القفلَ على قلبه، وجعله ضيّقًا حرِجًا كأنّما يصّعّدُ في السماء".

قال ابن خُزَيْمَة

(1)

: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الزُّبَيْدي

(2)

، قال: حدثني عبد الله بن رجاء

(3)

، عن شُرَحْبيل بن الحَكَم، عن عامر بن نائل، عن كثير بن مُرّة، عن أبي ذرّ بهذا الحديث.

قال ابن خُزَيْمَة: "أنا أبرأُ من عُهْدَة شُرَحْبيل بن الحكم وعامر بن نائل، وقد أغنى الله - فله الحمدُ كثيرًا - عن الاحتجاج في هذا الباب بأمثالهما".

1458 -

وقال ابن خُزَيْمَة

(4)

: حدثنا محمد بن يحيى - أسكنه الله جنّتَه -، قال: ثنا عفّان بن مسلم، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، أبنا ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ} [الأعراف: 143] قال:

"تجلّى: قال بيده هكذا - ووصف عفّان أصبعه الخِنْصَر، قال - فساخ الجبل".

فقال حُمَيْدٌ لثابت: أتحدّثُ بمثل هذا؟! قال: فرفع ثابت يدَه فضرب صدرَه وقال: حدَّثنيه أنسٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: أتحدِّثُ بمثل هذا؟!

(1)

التوحيد (1/ 193/ رقم: 110).

(2)

كتبها المصنف: (الزبيري) بالراء، وهو سبق قلم منه رحمه الله، والتصحيح من التوحيد لابن خزيمة ومن كتب الرجال.

(3)

موضعه بياض في نسخة التوحيد لابن خزيمة المعتمدة عند المحقق، ولم يعرفه.

(4)

التوحيد (1/ 261/ رقم: 165).

ص: 843

رواه إسحاق بن راهويه وإبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني

(1)

، عن عفّان.

1459 -

وقال ابن خُزَيْمَة

(2)

: حدثنا محمد، ثنا الهَيْثَم بن جميل، ثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

1460 -

وقال

(3)

: حدثنا محمد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حمّاد، ثنا ثابت، عن أنس، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143]، قال: فحكاه النبي صلى الله عليه وسلم:

"فوضع خِنْصَرَه على إبهامه فساخ الجبل فتقطّع".

1461 -

وحدثنا محمد، ثنا حجّاج بن مِنْهال، عن حمّاد بن سَلَمَة بمثله، عن ثابت، عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]

(4)

.

1462 -

حدثنا محمد، ثنا سليمان بن حَرْب، عن حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا نحو حديثهم

(5)

.

ورواه أبو بكرٍ البزّارُ

(6)

وابنُ أبي عاصم

(7)

، عن هُدْبَة عن حمّاد بن سَلَمَة.

ورواه خُشَيْش، عن أبي عَتّاب سَهْل بن حمّاد عن حمّاد بن سَلَمَة.

(1)

مضى نقل المصنف من كتاب المترجم له، فلعل هذا فيه أيضًا.

(2)

التوحيد (1/ 262/ رقم: 165).

(3)

نفسه (1/ 262/ رقم: 166).

(4)

نفسه (1/ 263/ رقم: 166).

(5)

نفسه (1/ 263/ رقم: 166).

(6)

مسند البزار (13/ 273/ رقم: 6825).

(7)

السنة (رقم: 480).

ص: 844

ورواه التِّرْمِذي

(1)

، لسليمان بن حَرْب عن حمّاد بن سَلَمَة، وقال:"حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلّا من حديث حمّاد بن سَلَمَة".

وهو في مشيخة ابن الآبَنوسي

(2)

(3)

.

1463 -

قال أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب النعوت

(4)

: أبنا الحسن بن أحمد، ثنا أبو الربيع، ثنا حمّاد، ثنا يونس والمُعَلَّى بن زياد وهشام، عن الحسن، عن عائشة قالت: كنتُ أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يدعو به:

"يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك"،

قلتُ: يا رسول الله! دعوةٌ أراك أو أسمعُك تُكثر أن تدعو بها: يا مقلّبَ القلوب ثبِّتْ قلبي على دينك، قال:

"ليس من آدميّ إلّا وقلبُه بين أصبعين من أصابع الله - جلّ وعزّ -، إن شاء أقامَه وإن شاء أزاغَه".

رواه الإمام أحمد

(5)

، عن يونس عن حمّاد - يعني: ابنَ زَيْد -.

ورُوِيَ من حديث أبي حسّان عن عائشة، في جزء عبّاس التُّرْقُفي

(6)

.

1464 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني

(7)

: حدثنا عَمْرو، ثنا

(1)

الجامع (رقم: 3074).

(2)

المشيخة (رقم: 102).

(3)

كتب المصنف أسفل الصفحة (227 أ): "الوريقة"، وهي الوريقة (224) فتاليتها.

(4)

السنن الكبرى (7/ 155 - 156/ رقم: 7690).

(5)

المسند (41/ 151/ رقم: 24604).

(6)

جزء الترقفي (رقم: 75).

(7)

لعله في المترجم له، فقد سبق نقل المصنف منه في الباب.

ص: 845

حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] قال: "هكذا" بأصبعه الخِنْصَر من المِفْصَل.

1465 -

وقال: حدثنا الحجّاج، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]، قال: وضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الإبهامَ على المِفْصَل الأعلى من الخِنْصَر: "هكذا، فساخ الجبلُ".

1466 -

وفي الكامل

(1)

لابن عديّ، لأيّوب بن خُوْط - أحدِ الضعفاء

(2)

-، عن قتادة، عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"لمّا تجلّى ربُّه للجبل أشار بأصبعه، فمن نورها جعله دكًّا".

1467 -

قال أبو أحمد العَسّال الأَصْبَهاني: حدثنا أبو سعيد الهروي، ثنا يوسف بن حمّاد المَعْنِيّ

(3)

، ثنا عبد الأَعْلَى، عن سعيد، عن قتادة في قوله:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] قال: "فلما كلّمه طمِع في الرؤية، قال:{لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143]، قال: فلما قيل للجبل إنه يريد أن ينزل، قال: تطاولت الجبالُ كلها وتواضع الجبلُ الذي تجلَّى عليه، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143]، حدثنا أنس بن مالك قال: أشار إليه بيده أو أصبعه، - قال - فاقْعَرَّ الجبلُ بعضُه على بعض، {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] أي: ميّتًا، {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ

(1)

الكامل في الضعفاء (1/ 350).

(2)

ميزان الاعتدال (1/ 286).

(3)

الأنساب (5/ 347)، والنسبة إلى معن بن مالك.

ص: 846

سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] أي: في زمانه، قال: فلما ردّ الله روحَه قال: أنا أولُ مؤمن من أهل زمانه"

(1)

.

1468 -

قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي الصوفي: أخبرنا محمد بن محمود المَرْوَزي الفقيه، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا عيسى بن دينار القَطّان، ثنا محمد بن مَحْبوب، ثا محمد بن دينار، عن يونس بن عُبَيْد، عن الحسن، عن أبي بَكْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله تعالى إذا تجلَّى لشيءٍ من خَلْقه خشع له".

1469 -

قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في مسند عمر: أخبرني الحسن بن علويه القطّان، ثنا إسماعيل بن عيسى العَطّار، ثنا المسيّب بن شريك، عن جعفر بن العبّاس، عن ابن البَيْلَماني، عن ابن عُمَر، عن عُمَر قال رسول الله - أو قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ الله {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قال:

"أخرج ثلاثَ أصابع"، قال:

"فخرّ موسى صعقًا قال: ميّتًا"، {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143].

1470 -

وفي الفاروق

(2)

، لعطاء بن عَجْلان - وهو متروك الحديث -، عن أبي نَضْرَة، عن أبي هُرَيْرَة، عن أمّ سَلَمَة قالتْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته المغربَ يدخلُ فيصلّي ركعتين ثم يقول فيما يدعو:

"يا مقلِّبَ القلوب ثبِّتْ قلوبَنا على دينك"،

(1)

عزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 553) لابن المنذر، باختصار شديد.

(2)

الفاروق في الصفات، لأبي إسماعيل الهروي.

ص: 847

فقلت: يا رسول الله! أتخشى على قلوبنا من شيء؟ قال:

"ما إنسانٌ إلّا قلبُه بين أصبعين من أصابع الله، فإن استقام أقامَه، وإن زاغ أزاغه".

ورواه صاحب الفاروق، من طريق الحسن عن أمّ سَلَمَة

(1)

.

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط

(2)

، عن محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمَة عن الحسين بن علي بن يزيد الصُّدائي عن جُمَيْع بن محمد عن عبّاد بن راشد عن الحسن.

1471 -

ورواه صاحب الفاروق، من طريق كثير بن مُرّة، عن أبي ذرّ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ قلوبَ العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن"، الحديث، لشُرَحْبيل بن الحَكَم عن عامر بن نائل عن كثير.

قال ابن خُزَيْمَة: "أنا أبرأ من عُهْدة شُرَحْبيل وعامر، قد أغنى الله - فله الحمدُ كثيرًا - عن الاحتجاج بأمثالهما في هذا الباب".

1472 -

وحديثُ الحَكَم بن أَبان عن عِكْرِمَة عن أبي هُرَيْرَة: سمعتُ رسول الله يحكي عن موسى على المنبر:

"وقع في نفس موسى: هل ينامُ الله؟ فأرسل الله إليه ملَكًا فأرّقه ثلاثًا، وأعطاه قارورتين"، الحديث، وفيه:

"يا موسى لو نمتُ لم تستمسك السماوات والأرض".

هو في الثالث من السنة للطبراني، ورابع فوائد النسيب علي

(3)

.

(1)

وهذا منقطع، فالحسن لم يسمع من أمّ سلمة.

(2)

المعجم الأوسط (رقم: 5330).

(3)

أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس العلوي الحسيني الدمشقي، توفي سنة 508 هـ، قال الذهبي:"انتخب عليه الحافظ أبو بكر الخطيب عشرين جزءًا سمعناها، تُعرف بفوائد النسيب، وتجد تفريغه على أكثر تواليف الخطيب"، السير (19/ 358 - 360).

ص: 848

قال أبو بكر الخطيب: "انفرد بروايته عن الحَكَم مرفوعًا مجوّدًا أميّة بنُ شِبْل، وخالفه مَعْمَر بن راشد فرواه عن الحَكَم عن عِكْرِمَة من قوله

(1)

، وهو أشبهُ بالصواب".

وقد كتبتُه في (باب بصر الله).

1473 -

وفي الأدب للبخاري

(2)

، لسعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس:"إذا أتيتَ سلطانًا مَهيبًا تخافُ أن يسطوَ بك فقل: الله أكبر، الله أعزّ من خَلْقِه جميعا، الله أعزّ ممّا أخاف وأحذر، وأعوذ بالله الذي لا إله إلّا هو، الممسكِ السماواتِ السبعَ أن يقَعْن على الأرض إلّا بإذنه، من شر فلان، اللَّهم كن لي جارًا من شرّهم، جلّ ثناؤُك، وعزّ جارُك، ولا إله غيرُك، ثلاث مرَّات".

1474 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا الأَعْرَج، أبنا ابن فُورَك، أبنا ابن أبي عاصم، ثنا هشام بن عمّار، ثنا أبو مُطيع معاوية بن يحيى، ثنا محمد بن الوليد الزبيدي، عن عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَيْر، عن أبيه، عن سَبْرَة بن فاكِه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قلبُ ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يُقيمَه أقامه، وإن شاء أن يُزيغَه أزاغه"

(3)

.

1475 -

وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم

(4)

، قال: حدثنا ابن

(1)

رواية معمر أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 87).

(2)

الأدب المفرد (رقم: 708)، وهو في صحيح الأدب للشيخ الألباني (رقم: 546).

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 220)، والرواية من طريقه. وصحّحه الألباني في تخريجه.

(4)

السنة (رقم: 221) لابن أبي عاصم. وصحّحه الألباني كذلك.

ص: 849

مُصَفَّى، ثنا أبو المُغيرة، ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، ثنا بُسْر بن عُبَيْد الله، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن نُعَيْم بن هَمّام

(1)

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"ما من امرئٍ إلّا قلبُه بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يُزيغَه أزاغه، وإن شاء أن يُقيمَه أقامه".

هو في الأول من المَهْرَوانيّات الخطيبيّة

(2)

، وفيه: نُعَيْم بن هَمّار.

ورواه محمد بن مُصَفَّى أيضًا، عن بقيّة بن الوليد عن أبي عبد الحميد محمد بن حِمْيَر عن الوليد بن أبي السائب. قال محمد بن مُصَفَّى: وحدثني به محمد بن حِمْيَر وقال: نُعَيْم بن هَمّار.

1476 -

قال أبو الحسين الحَجّاجي الحافظ محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري

(3)

: هذا من الآثار الموهومة فيها، أما حديثُ نُعَيْم بن هَمّار بهذا الإسناد فهو: عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: "يا ابنَ آدم لا تعجَزَنّ من أول النهار عن أربع ركعات أَكْفِك آخرَه"، وأحسبُ أنّ أبا المغيرة حدثنا في حديثه، وإنما رواه كذلك أبو إدريس عن النوّاس بن سَمْعان".

1477 -

وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النَّضْر بن شُمَيْل، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قال:

"تجلَّى هكذا"، وبسط كفَّه ووضع الإبهامَ على الخِنْصَر.

(1)

كذا بخطّ المصنّف، وفي المطبوع: همّار.

(2)

الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب المعروفة بالمهروانيات (رقم: 19). والخطية: نسبةً إلى مخرِّجها الخطيب البغدادي.

(3)

توفي سنة 368 هـ، ألّف كتاب العلل في نيّف وثمانين جزءًا، السير (16/ 240 - 241).

ص: 850

1478 -

عن قَبِيصة البَجَلي - هو: ابن مُخارِق - قال: إنّ الشمس خُسِفَتْ، فصلّى نبيُّ الله ركعتين حتى انجلتْ، ثم قال:

"إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد؛ ولكنّهما خَلْقان من خَلْقه، ويُحْدِث الله في خَلْقه ما شاء، ثم إنّ الله إذا تجلّى لشيءٍ من خَلْقه خشع له، فأيّهما انخسفَ فصَلُّوا حتى تنجليَ أو يُحْدثَ الله أمرًا".

رواه ابن خُزَيْمَة

(1)

، وأبو إسماعيل الأنصاري، وعبد الباقي بن قانع

(2)

.

ورُوِيَ من حديث أبي قِلابة عن النُّعْمان بن بشير، رواه الإمام أحمد

(3)

، والحارث في سابع مسنده.

ورُوِيَ عن أبي قِلابة عن رجلٍ عن النُّعْمان، رواه أحمد

(4)

.

قال ابن خُزَيْمَة: "إلّا أنّ أبا قلابة لا نعلمُه سمع من النُّعْمان بن بشير شيئًا ولا لقيَه".

1479 -

قال الحافظ أبو عبد الله بن مَنْدَه

(5)

: أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد بمكّة، ثنا أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني البغدادي، ثنا سعيد - يعني: ابنَ عامر -، ثنا شُعْبَة، عن ثابت، عن أنس في قوله - جلّ وعزّ -:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"تجلّى منه خِنْصَرٌ، فمن نورها جعلها دكًّا".

(1)

صحيحه (2/ 329 - 330/ رقم: 1402). وهو من رواية أبي قلابة عن قبيصة. وقد أعلّه ابن خزيمة في الباب بقوله: "إن صحّ الخبر؛ فإني لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان بن بشير، ولا أقف ألقبيصة البجلي صحبة أم لا؟ ". وضعّف سنده الشيخ الألباني.

(2)

معجم الصحابة (2/ 330).

(3)

المسند (30/ 316/ رقم: 18365).

(4)

المسند (30/ 295/ رقم: 18351).

(5)

الرد على الجهمية (رقم: 59).

ص: 851

1480 -

وقال

(1)

: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أحمد بن محمد الصَّيْدَلاني، ثنا إسحاق بن أبي إسحاق، ثنا داود - يعني: ابن الزَّبَرْقان -، ثنا شُعْبَة، عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال:

"فساخ الجبل"

(2)

.

قال أبو عبد الله: "رَوَى هذا الحديث محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة مثله مرفوعًا، وهما من حديث شُعْبَة غريب مرفوع".

ورواه أبو أحمد العَسّال في معجمه، لداود بن المُحَبَّر عن شُعْبَة، وقال:"أشار بالخِنْصَر، فمن نورها جعله دكًّا"، قال داود: وثنا همّام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال:"فساخ الجبلُ فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة".

1481 -

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون البَرْديجي: "ثابتٌ البناني عن أنس صحيحٌ، من حديث سعيدٍ وحمّاد بن زيد وحمّاد بن سَلَمَة وسليمان بن المغيرة، فهذا لا يعاب؛ ما لم يكن الحديثُ مضطربًا أو مختلفًا في الرواية عنه، وقد حدّث حمّاد بن سَلَمَة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، خالفه قتادة، عن أنس، وقفه قتادةُ، ورفعه ثابتٌ، وقال بعضُ أهل الحديث: إنما يقع الاضطرابُ إذا خولف على ثابتٍ في الرواية، فإذا لم يُختَلَف على ثابت لم تكن روايةُ قتادة مما يُنقِص روايةَ ثابت، والحديثُ ما رواه حمّاد، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]: "قال بخِنْصَره على الجبل فساخ الجبل فخرّ موسى صَعِقًا"، حدثناه محمد بن إسحاق، ثنا عبّاس، ثنا حمّاد بن سَلَمَة،

(1)

الرد على الجهمية (رقم: 60).

(2)

اللفظ في مصدر التخريج: (الجبل في الأرض).

ص: 852

عن ثابت، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، ورواه قتادة عن أنس موقوفًا، حدثناه دُرُسْت بن سَهْل التُّسْتَري، ثنا أبو عبد الرحمن العلّاف، ثنا ابن سواء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس موقوفًا".

رواه ابن أبي عاصم

(1)

، لعبد الأَعْلى عن سعيد، ورواه

(2)

عن محمد بن ثَعْلَبَة عن عمّه - يعني: ابن سواء - عن سعيد.

* * *

(1)

السنة (رقم: 482).

(2)

السنة (رقم: 483).

ص: 853

‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله كتب التوراة لموسى بيده"، وذكر ما خلق الله بيده

وقوله: {وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} [الأنبياء: 94]، وقوله:{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145]، {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ} [الأنعام: 12]، {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 21]، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)} [الأنبياء]، {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]

1482 -

عن طاووس، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"احتجّ آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت أبونا خيَّبْتَنا وأخرجْتَنا من الجنَّة، فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخطّ لك في الألواح بيده، أتلومني على أمرٍ قضاه الله عليّ قبل أن يخلقَني بأربعين عامًا؟ - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجّ آدمُ موسى".

1483 -

عن أبي الزِّناد، عن الأَعْرَج، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

رواهما البخاري

(1)

ومسلم

(2)

، ولفظُ مسلم في الإسناد الثاني:"وكتب لك التوراةَ بيده".

(1)

صحيح البخاري (رقم: 6614).

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2652).

ص: 854

ورُوِيَ من حديث أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الأول من فوائد أبي يَعْلَى الصابوني

(1)

.

1484 -

عن عبد الله بن الحارث: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله خلق ثلاثةَ أشياء بيده: خلق آدمَ ببده، وكتب التوراةَ بيده، وغرس الفردوسَ بيده ثم قال: وعزّتي لا يسكنها مدمنُ خمرٍ ولا دَيّوثٌ"،

قالوا: يا رسول الله! قد عرفنا مدمنَ خمرٍ، فما الديُّوث؟ قال:

"الذي ييسّر لأهل السوء".

قاله إسماعيل بن أبي أُوَيْس، عن أبيه، عن عَوْن بن عبد الله بن الحارث الهاشمي - من بني نَوْفَل -، عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه

(2)

.

هذا مُرْسَل

(3)

.

ورواه الخرائطي في كتاب مساوئ الأخلاق

(4)

، لعبد الله بن صالح عن أبي مَعْشَر عن عَوْن بن عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل عن عُبَيْد الله

(5)

بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

أبو يعلى الصابوني: إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، وهو أخو شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني، توفي سنة 455 هـ، قال الذهبي:"وخُرِّجَتْ له عشرة أجزاء سمعناها". السير (18/ 75 - 76). وفوائده رواها الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (رقم: 1310).

(2)

أخرجه من هذا الطريق البَيْهَقي في الأسماء والصفات (2/ 125/ رقم: 692) قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا إسماعيل بن أبي أويس.

(3)

الكلام للبيهقي، وعلّة إرساله أنّ عبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ثقة وليس بصحابيّ، روى عن النبي مرسلًا. انظر: تهذيب التهذيب (2/ 318).

(4)

مساوئ الأخلاق (رقم: 431).

(5)

كذا، ويقال: عبد الله. انظر: تقريب التهذيب (في: عبد الله بن عبد الله بن الحارث).

ص: 855

ورواه

(1)

، لأبي الربيع الزَّهْراني عن أبي مَعْشَر عن عَوْن بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(2)

، عن أبي سَهْل - هو: الأرْحَبي - عن هاشم بن القاسم عن نجيح أبي مَعْشَر عن عَوْن بن عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل عن أبيه عبد الله بن الحارث قولَه.

ورُوِيَ عن أبي مَعْشَر نجيح السِّنْدي عن محمد بن كَعْب القُرَظي قولَه، رواه أبو القاسم الخُتَّلي في كتاب الديباج

(3)

.

1485 -

عن ابن عُمَر قال: "خلق الله أربعةَ أشياء بيده: العرش، وجنّات عدن، وآدم، والقلم، واحتجب من الخلق بأربعة: بنارٍ، وظُلْمَةٍ، ونورٍ، وظُلْمَةٍ".

قال البَيْهَقي

(4)

: أبنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، أبنا محمد بن رُمْح السمّاك، ثنا يزيد بن هارون، أبنا سفيان بن سعيد، عن عُبَيْد المكتب، عن مجاهد، عن ابن عُمَر بهذا.

رواه اللالكائي

(5)

، لمحمد بن كثير عن سفيان الثَّوْري.

ورواه الجَوْزَجاني، لجرير عن عُبَيْد المكتب، وقال: عن ابن عباس أو ابن عُمَر.

1486 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ إذنًا، أبنا ابن البخاري، أنبأنا

(1)

المساوئ (رقم: 432). وكذا الدارقطني في الصفات (رقم: 28).

(2)

لم أجده في كتابه السنة.

(3)

الديباج (رقم: 108).

(4)

الأسماء والصفات (2/ 126/ رقم: 693).

(5)

شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 429/ رقم: 729).

ص: 856

أبو طاهر بن المَعْطُوش، أنبأنا أبو علي بن المَهْدي - إن لم يكن سماعًا -، أبنا عُبَيْد الله بن شاهين، ثنا أبو بَحْر

(1)

، ثنا العبّاس بن أحمد بن حسّان الشامي بالبصرة، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، ثنا إسماعيل بن عَيّاش، عن الوليد بن عَبّاد، عن عاصم بن بَهْدَلَة، عن زِرّ، عن عَلْقَمَة بن قَيْس، عن عُقْبَة بن عَمْرو: سمعتُ رسول الله يقول:

"أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبها الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفَيْ سنة، من قرأهما بعد العشاء الآخرة مرّتين أجزأتا عنه قيامَ ليلة: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخر البقرة"

(2)

.

1487 -

قال البغوي في خامس الجعديّات

(3)

: ثنا أحمد بن زُهَيْر، ثنا أبو سَلَمَة، ثنا أبو هلال قال: قالوا لعُبادة: نكتب ما نسمعُ منك؟ قال: وما يمنعُك أن تكتبَ وقد أخبرَك اللطيفُ الخبير أنه يكقب {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)} [طه].

1488 -

وذكر هبة الله اللالكائي

(4)

ما ذكره عبد الواحد بن زياد: ثنا

(1)

هو: محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، توفي سنة 362 هـ، قال الذهبي:"وانتخب عليه الدارقطني جزئين"، انظر: السير (16/ 141 - 142).

(2)

أخرجه أبو بحر البربهاري في فوائده، والرواية من طريقه، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1479). وإسناده ضعيف جدًّا، علّته عبد الوهاب بن الضحاك: قال في التقريب: "متروك، كذّبه أبو حاتم"، والوليد بن عبّاد: فال الذهبي في الميزان (4/ 340): "مجهول". وأخرجه ابن عديّ في الكامل (7/ 84) وعنه السهمي في تاريخ جرجان (ص 227)، لإبراهيم بن العلاء عن إسماعيل بن عياش، قال السهمي:"هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر". وأخرجه ابن الضرير في فضائل القرآن (رقم: 162)، لعبد الرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس.

(3)

مسند ابن الجعد (1/ 162/ رقم: 1043).

(4)

شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 429/ رقم: 730).

ص: 857

عُبَيْد بن مِهْران، ثنا مجاهد قال: قال عبد الله: "خلق الله أربعةَ أشياء بيده: العرش، وآدم، والقلم، وعدن، وقال لسائر خلقه: كن، فكان".

رواه عثمان بن سعيد الدارمي

(1)

، عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد بن زياد.

ورواه خُشَيْش بن أَصْرَم، عن الفِرْيابي عن سفيان عن عُبَيْد المكتب عن مجاهد عن ابن عُمَر، وقال:"وجنّات عدن".

ورواه أبو بكر محمد بن علي الأدمي، لجرير بن عبد الحميد عن عُبَيْد المكتب.

قال أبو عبد الله بن مَنْدَه: "ثبت عن عبد الله بن عُمَر".

ورواه أبو سعيد الأشجّ، عن ابن فُضَيْل عن عُبَيْد المكتب عن مجاهد قولَه.

1489 -

وقال عثمان بن سعيد الدارمي

(2)

: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عَوانة، عن عطاء بن السائب، عن مَيْسَرَة قال:"إنّ الله لم يمسّ شيئًا من خلقه بيده، وكتب التوراةَ بيده، وغرس جنّةَ عدن بيده".

1490 -

وقال

(3)

: حدثنا محمد بن المِنْهال، ثنا يزيد بن زُرَيْع، ثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن أنس، عن كَعْب قال:"لم يخلق الله بيده غيرَ ثلاث: خلق آدمَ بيده، وكتب التوراةَ بيده، وغرس جنّةَ عدن بيده ثم قال: تكلَّمي، قالت: قد أفلح المؤمنون".

(1)

النقض على المريسي (1/ 261).

(2)

النقض على المريسي (1/ 263).

(3)

نفسه (1/ 264 - 265).

ص: 858

رُوِيَ عن علي بن عاصم عن حُمَيْد عن أنس مرفوعًا، رواه ابن عديّ

(1)

.

1491 -

قال الوليد بن مسلم: حدثنا من سمع ابنَ أبي نَجِيح يخبرُ أنّ مجاهدًا قال: "إن الله خلق جنّةَ عدن بيده وغرسَها وعدن نهرها، فلما بلغت ما أراد من ذلك أمرها فغلبت على ما فيها، فلم ينظر إليها مَلَكٌ مقرّب ولا خلق، وربُّك ينظر إليها كلَّ سَحَر فتقول: قد أفلح المؤمنون".

1492 -

عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله خلق ثلاثةَ أشياء بيده: خلق آدمَ بيده، وخطّ التوراةَ التي أنزل الله بيده، وخلق الجنةَ"، الحديث.

رواه الخطيب في الموضِح في ترجمة جعفر بن جسر بن فَرْقَد

(2)

، وهو: شُبّان بن جسر.

1493 -

وقال الوليد بن مسلم: حدثني من سمع ابنَ أبي نَجِيح يحدّثُ عن مجاهد قال: "جنّةُ عدن عدَنَها الله بيده، وهو الفردوس، والفردوس بالروميّة".

1494 -

أخبرنا أحمد بن عبد الوليّ، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا المؤيّد بن عبد الرحيم، أبنا زاهر بن طاهر، أبنا أبو سعد الكَنْجَرُوذي، أبنا أبو عَمْرو بن حَمْدان، أبنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو الطاهر أحمد بن

(1)

الكامل في الضعفاء (5/ 193). وأخرج طرفه الأخير الحاكم في المستدرك (3/ 392) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، فاستدرك عليه الذهبي بقوله:"قلت: بل ضعيف".

(2)

موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 21)، من طريق شُبّان - وهو جعفر - بن جسر عن أبيه عن سليمان التيمي عن أبي نضرة. وجعفر وأبوه جسر كلاهما ضعيف كما في الميزان.

ص: 859

عَمْرو بن السَّرْح، حدّثني خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم، حدّثني يحيى بن أيّوب، عن داود بن أبي هِنْد، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله بنى الفردوس بيده، وحَظَرَها على كلّ مشرك وكلّ مدمنٍ للخمر سِكِّيرٍ"

(1)

.

رواه أبو عُمَر الطَّلَمَنْكي، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل

(2)

- سمعه منه بمصر - عن محمد بن زَبّان عن أبي الطّاهر

(3)

.

1495 -

أخبرتنا زينب، أنبأنا ابن السيِّدي، أبنا وفاء، أبنا ابن بَيان، أبنا ابن بِشْران، أبنا حمزة الدِّهْقان، ثنا محمد بن مَنْدَه، ثنا محمد بن بُكَيْر، ثنا عبد الله بن عُمَر البَلْخي، عن الفَضْل بن يحيى المكّي، عن السُّدِّي، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله:

"من أحبّ أن يُمسكَ بقضيبٍ من ياقوتة الجنة التي غَرَسَها الله بيده في جنة الفردوس الأعلى، فلْيُمْسِكْ بحبِّ علي بن أبي طالب"

(4)

.

(1)

الرواية من طريق مسند الحسن بن سفيان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 492)، وكذا ذكره ابن القيّم في حادي الأرواح (1/ 213 - 214). وإسناده منقطع؛ فإن داود بن أبي هند لم يصح سماعه من أنس رضي الله عنه كما في التهذيب. والحديث في السلسلة الضعيفة (رقم: 1719).

(2)

هو: أبو جعفر بن النحاس.

(3)

وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم: 61) من ثلاث طرق عن محمد بن زبان. وأخرجه تمام في فوائده (رقم: 1181، 1182) وابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 51)، من طرق عن أبي الطاهر.

(4)

الرواية من طريق حديث حمزة بن العباس الدهقان، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1175). وفيه والد السدي: عبد الرحمن بن أبي كريمة، قال في التقريب:"مجهول الحال".

ص: 860

1496 -

أخبرنا سليمان، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا ابن مردويه، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حُصَيْن الوادِعي بالكوفة، ثنا جدّي أبو حُصَيْن القاضي، ثنا عبد الملك بن الوليد البَجَلي، ثنا الحسن بن هاشم، عن عَمْرو بن أبي المِقْدام، عن أبيه، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله:

"من أحبّ أن يحيا حياتي ويموتَ ميتَتي ويدخلَ جنةَ ربّي جنّةَ عَدْن غَرَسَها بيده، فلْيَتَوَلّ عليًّا"

(1)

.

ورُوِيَ من حديث زَيْد بن أَرْقَم، رواه أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني في فضائل الخلفاء

(2)

، والطبراني

(3)

.

1497 -

عن الشَّعْبي، عن المغيرة بن شُعْبَة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ موسى بن عمران قال: يا ربّ مَن أدنى أهل الجنة؟ "، الحديث، وفيه:

"قال: فمَن أعلاهم يا ربّ؟ قال: سأخبرك وذاك أردتُ، غرستُ كرامتَهم بيدي، ونفختُ فيها من روحي، وختمتُ عليها".

رواه أبو إسماعيل في الفاروق، ورواه مسلم في صحيحه

(4)

ولم يقل: "ونفختُ فيها من روحي".

هو أولَ الجزء الثالث من مستخرج أبي نُعَيْم

(5)

.

(1)

إسناده ضعيف، عمرو بن أبي المقدام ضعيف كما في التقريب.

(2)

فضائل الخلفاء الراشدين وغيرهم (رقم: 88).

(3)

المعجم الكبير (5/ 194/ رقم: 5067)، قال في مجمع الزوائد (9/ 108):"وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف".

(4)

صحيح مسلم (رقم: 189).

(5)

المسند المستخرج على صحيح مسلم (1/ 261).

ص: 861

1498 -

وفي الفاروق للأنصاري، بإسناده عن أبي هلال: قالوا لقتادة: نكتبُ ما نسمعُ منك؟ قال: "وما يمنعُك أن تكتبَ وقد أَخْبَرَك اللطيفُ الخبيرُ أنه يكتبُ: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ} [طه: 52] ".

1499 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: ثنا عُبَيْد الله، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مُغيث بن سُمَيّ الشامي - وكان يقرأُ الكتب - قال:"بلغني أنّ الله لم يخلقْ بيده إلّا ثلاثةَ أشياء: الجنةَ غرسها بيده ثم قال: قد أفلح المؤمنون، وآدمَ خلقه بيده، والتوراةَ كتبها بيده".

1500 -

قال صالح بن أحمد بن حَنْبَل: حدّثني أبي، ثنا حسين بن محمد، ثنا محمد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أَسْلَم:"إنّ الله لمّا كتب التوراةَ لموسى بيده قال: بسم الله، هذا كتابُ الله بيده لعبده موسى، تسبِّحُني وتقدِّسُني، ولا تحلفُ باسمي آثمًا، فإنّي لا أزكّي من حلف باسمي آثمًا، قال: يا ربّ بما توصيني؟ قال: بأمّك بأمّك بأمّك - ثلاثًا -، قال: يا ربّ ثم بما توصيني؟ قال: ببني جنسك، يعني أهل الإسلام، بعُدوا عليّ في مشارق الأرض ومغاربها، قال: تحبُّ لهم ما تحب لنفسك وتكرهُ لهم ما تكره لنفسك".

1501 -

أخبرني عبد الله بن القيِّم

(1)

، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أبنا أبو علي الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا الحسن بن موسى الأشْيَب، ثنا شَيْبان، عن لَيْث، عن القاسم بن أبي بَزّة، عن مجاهد أنّه قال: "إنّ الله عز وجل غرس جنّةَ عدن بيده، ثم قال حين فرغ منها: قد أفلح المؤمنون، ثم أُغلقت فلم يدخلْها أحدٌ إلّا ما شاء الله أن يأذنَ له في دخولها، فإذا كان كلَّ سَحَر

(1)

هو: ابن قيّم الضيائية، أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الدمشقي، توفي سنة 761 هـ. الدرر الكامنة (2/ 283).

ص: 862

فُتحت مرّةً، ثم يقال عند ذلك: قد أفلح المؤمنون"

(1)

.

1502 -

أخبرنا الكَفْرَطابي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، قال: أبنا أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، ثنا عبد الله بن زَيْدان، ثنا محمد بن حمّاد بن عَمْرو الأَزْدي، ثنا محمد بن سِنان، عن أبي العلاء الخَفّاف، عن الأَصْبَغ بن نُباتة قال: سمعتُ عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"جنةُ عدن قضيبٌ غرسه الله عز وجل بيده ثم قال: كن، فكان"

(2)

.

أبو العلاء الخفّاف: خالد بن طَهْمان.

1503 -

أخبرنا الكَفْرَطابي، أبنا ابن البخاري، أنبأنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو علي بن الصوّاف، ثنا بِشْر بن موسى، ثنا الحُمَيْدي، ثنا سفيان، ثنا مُطَرِّف بن طَريف وعبد الملك بن سعيد بن أَبْجَر، جميعًا سمعا الشعبي. قال أبو نُعَيْم: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شيرذاذ، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ثنا أبو خالد الأَحْمَر، عن مجالد، عن الشَّعْبي، عن المغيرة بن شُعْبَة قال: قال موسى صلى الله عليه وسلم، هذا لفظ أبي خالد، ولفظ مطرّف وعبد الملك: سمعا الشعبي يقول: سمعت المغيرة بن شُعْبَة على المنبر يرفعُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ موسى سأل ربَّه: أيْ رب! أيُّ أهل الجنة أرفعُ منزلةً؟ قال: إيّاها

(1)

أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في أحاديثه (رقم: 46)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لأجل ليث وهو ابن أبي سليم، وهو ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم: 18) عن أبي علي الصواف.

(2)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم: 12)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف، فيه الأصبغ بن نباتة، قال في التقريب:"متروك، رُمي بالرفض"، وأبو العلاء الخفاف خالد بن طهمان، قال ابن عديّ في الكامل (1/ 398):"عامة ما يرويه عن علي لا يتابِعُه عليه أحد".

ص: 863

أردتُ، وسأحدّثُك عنهم، إنّي غرستُ كرامتَهم بيدي وختمتُ عليها، فلا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، - قال: - ومصداقُ ذلك في كتاب الله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] الآية"، وقال مجالد: "قد خلقتُ كرامتهم بيدي، وختمتُ على خزانتها، فلا عينٌ رأت"، والباقي مثله

(1)

.

1504 -

عن مَيْمون بن مِهْران، عن ابن عباس، عن رسول الله قال:

"قال الله للرحم: خلقتُك بيدي، وشققتُ لك اسمًا من اسمي"، الحديث.

رواه الحكيم التِّرْمِذي في سَلْوة العارفين

(2)

.

1505 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني

(3)

: حدثنا أبو نُعَيْم وقَبِيصة، قالا: ثنا سفيان، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس:"حتى سَمع صريفَ القلم"

(4)

.

1506 -

وقال: حدثنا عبد العزيز بن أَبان القرشي، ثنا إسرائيل، عن السُّدِّي، عن أبي عِمارة، عن علي قال: "كتب الله الألواحَ لموسى وهو

(1)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (رقم: 123). وإسناده صحيح، وهو في مسند الحميدي (2/ 335 - 336/ رقم: 761). وأخرجه مسلم (رقم: 189) عن سعيد بن عمرو الأشعثي عن سفيان الثوري.

(2)

هو: نوادر الأصول، والحديث فيه (4/ 52 - 53/ رقم: 848).

(3)

سبق نقل المصنّف من كتاب المترجم له، فعل هذه النصوص كذلك منه.

(4)

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (15/ 559 - 560) ليحيى عن سفيان. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (16/ 536/ رقم: 32506) عن وكيع عن سفيان. وأخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 373) لأحمد بن نصر اللباد عن أبي نعيم. وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 455) عن الحارث بن محمد عن عبد العزيز بن أبان عن عطاء بن السائب، ولم يذكر ابن عباس.

ص: 864

يسمعُ صريرَ الأقلام في الألواح"

(1)

.

1507 -

وقال: حدثنا عَمْرو بن عَوْن، ثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن مَيْسَرَة:{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] قال: "قرّبَ الله موسى حتى سمعَ صريرَ القلم في الألواح وهو يكتبُ التوراة"

(2)

.

1508 -

وقال: حدثنا أبو نُعَيْم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، وحدثناه يحيى، قال:"قرّبه حتى سمع صريفَ القلم".

1509 -

قال أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله

(3)

: حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد بن حمّاد الحرّاني، ثنا سليمان بن خالد، ثا وَهْب بن راشد البصري الرقّي، عن ثَوْر بن يزيد، عن عَمْرو بن سلامة، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله كبس عَرْضَةَ جنة الفردوس بيده، ثم بناها لَبِنَةً من ذهب مصفّى، ولَبِنَةً من مسك مُذَرّى، وغرص فيها من جيّد الفاكهة وطيّب الريحان، وفجّر فبها أنهارَها، ثم أَوْفَى ربُّنا تعالى على عرشه، فنظر إليها فقال: وعزّتي لا يدخلُكِ مدمنُ خمرٍ ولا مُصِرٌّ على زنا".

أخبرنا بذلك أحمد بن عبد الهادي، أبنا ابن البخاري، أبنا اللبّان، أبنا الحدّاد، أبنا أبو نُعَيْم، فذكره.

(1)

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 455) عن الحارث بن محمد عن عبد العزيز بن أبان. وزاد السيوطي في الدر المنثور (6/ 565) نسبته إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.

(2)

ونسب السيوطي تخريجه في الدر المنثور (10/ 78) إلى: ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر. وهو في الزهد لهناد (رقم: 153) عن أسباط عن عطاء بن السائب.

(3)

صفة الجنة (رقم: 440). والحديث مُعَلٌّ بوهب بن راشد البصري، قال ابن عديّ:"ليس حديثه بالمستقيم، أحاديثه كلها فيها نظر"، وقال الدارقطني:"متروك"، وقال ابن حبان:"لا يحل الاحتجاج به بحال"، انظر: ميزان الاعتدال (4/ 351 - 352).

ص: 865

كتبناه بإسنادٍ آخر في (باب استواء الله على العرش).

1510 -

عن علي رفعه: "إنّ الله لم يخلقْ بيده إلّا ثلاثةَ أشياء، وسائرُها قال لها: كُنْ، فكانت، خلق القلمَ بيده، وخلق آدمَ بيده، وخلق الفردوسَ بيده فقال لها: وعزّتي وجلالي لا يجاورُني فيك بخيلٌ ولا يشمُّ ريحَك دَيُّوثٌ".

هو عندنا في الأول من فوائد أبي سَعْد الإسماعيلي

(1)

.

1511 -

عن أبي صالح، عن ابن عباس يرفعُه قال:"خلق الله جنّةَ عدن بيده، ودلَّى فيها ثمارَها، وشقَّ فيها أنهارَها، ثم نظر إليها فقال: قد أفلح المؤمنون، قال: وعزّتي لا يجاورُني فيكِ بخيلٌ".

رواه الطبراني

(2)

.

1512 -

عن أبي صَخْر حُمَيْد بن زِياد في قول الله {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 248] قال: "إن الألواحَ التي كتبَ الله لموسى فيها التوراةَ ثم أعطاه إيّاها كانت الألواحُ من زَبَرْجَد، فلما ألقى موسى الألواحَ وأخذ برأس أخيه كان موسى حَرِيًّا أن لا يُلقي الألواحَ التي أعطاه الله بيده"، وذكر بقيّة كلامه.

رواه إسحاق الخُتَّلي في كتاب الديباج

(3)

.

* * *

(1)

إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم، توفي سنة 396 هـ. السير (17/ 87 - 88). وانظر: المعجم المفهرس (رقم: 1254).

(2)

المعجم الكبير (12/ 147/ رقم: 12723) والأوسط (رقم: 5518).

(3)

الديباج (رقم: 93).

ص: 866

‌فصلُ في قوله: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} [النساء: 66] فقال البغوي

(1)

: "فرضنا وأوجبنا" وقولِه: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا} [المائدة: 45]

1513

- عن أبي رجاء العُطاردي، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله كتب الحسناتِ والسيّئاتِ، ثم بيّن ذلك، فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملْها كتبه الله له عنده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشرَ حسناتٍ إلى سبعمائة ضعْف إلى أضعافٍ كثيرة، وإن هَمَّ بسيّئةٍ فلم يعملْها كتبها الله عنده حسنةً كاملةً، فإن هَمَّ بها فعملها كتبها الله سيّئةً واحدةً".

رواه البخاري ومسلم

(2)

.

1514 -

عن كَعْب: "إن في التوراة - فذكر حديثًا -، فيقول لصخرة بيت المقدس: أنتِ عرشي الأدنى، ومنكِ ارتفعتُ إلى السماء، وفيه: وأجعلُ عليكِ قبّةً جبلْتُها بيدي".

رواه أبو بكر الواسطي في فضائل القدس

(3)

.

(1)

معالم التنزيل (2/ 246).

(2)

صحيح البخاري (رقم: 6491) وصحيح مسلم (رقم: 131).

(3)

فضائل بيت المقدس (رقم: 114).

ص: 867

1515 -

عن وهب بن منبّه، عن ابن عباس:"إن لله ملكًا يسمى سمحائيل، وهو من ملائكة الحجاب يأخذون البراءات للمصلين عند كل صلاة من رب العالمين، فإذا أصبح المؤمنون وقاموا وتوضؤوا وصلوا صلاة الفجر، أخذوا من الله براءة لهم مكتوبة بخط الله الأول الباقي: عبيدي وإمائي في حرزي جُعلتُكم، وفي ذمّتي وحَوْطي وتحت كَنَفي صيَّرتُكم"، الحديث.

رواه الحكيم أبو عبد الله التِّرْمِذي في الجزء الثاني من كتاب الصلاة في موضعين

(1)

.

1516 -

قال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(2)

: قرأتُ على أبي، حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: ثنا أبو الجُنَيْد - شيخٌ كان عندنا -، عن جعفر بن أبي المُغِيرة، عن سعيد بن جُبَيْر:"إنهم يقولون: إن الألواح من ياقوتة، لا أدري قال حمراء أو لا، وأنا أقول - سعيد بن جُبَيْر يقول - إنها كانت من زَمْرَد وكتابة الذهب، وكتبها الرحمنُ بيده، وسمع أهلُ السماوات صَرِير القلم".

رواه أبو الشيخ

(3)

، للفَضْل بن الصبّاح عن إسحاق بن سليمان الرازي.

ورواه إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني، عن الحسين بن عيسى عن إسحاق بن سليمان.

وهو عندنا لحَكّام

(4)

عن أبي الجُنَيْد، أخرجه رافع بن عُصْم

(5)

.

(1)

الصلاة ومقاصدها (ص 105، 190).

(2)

السنة (1/ 281/ رقم: 267).

(3)

العظمة (2/ 494 - 495/ رقم: 159).

(4)

هو: حكام بن سلم الرازي، قال في التقريب:"ثقة له غرائب".

(5)

جزء أبي العباس رافع بن عُصْم العصمي (رقم: 101 - ضمن مجموع ثلاثة أجزاء).

وهو: رافع بن عُصْم بن العباس؛ أبو العباس الضبِّي، رئيس هراة، توفي سنة 405 هـ. تاريح الإسلام (113/ 28).

ص: 868

1517 -

وقال عبد الله بن أحمد

(1)

: حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أبنا الجُرَيْري، عن أبي عَطّاف قال:"كَتب الله التوراةَ لموسى بيده وهو مسندٌ ظهرَه إلى الصخرة، في ألواح من دُرّ، يسمعُ صريفَ القلم، ليس بينه وبينه إلّا الحجاب".

رواه حَرْبٌ الكِرْماني، عن عيسى بن محمد عن يزيد بن هارون.

ورواه إبراهيم الجَوْزَجاني، عن يزيد بن هارون.

ورواه أبو سعيد النقّاش في خمسة مجالسه، وقال:"وموسى مسندٌ ظهرَه".

1518 -

وقال عبد الله بن أحمد

(2)

: حدثني هَنّاد بن السَّرِيّ، ثنا أبو الأَحْوَص، عن عطاء بن مَيْسَرَة: في قول الله لموسى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] قال: "أُدنيَ حتى سمعَ صريفَ القلم في الألواح، وكتب التوراة بيده".

1519 -

وقال عبد الله بن أحمد

(3)

: حدثني محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا هَوْذَة بن خليفة، ثنا عَوْف، عن وَرْدان أبي خالد

(4)

قال: "خلق الله آدمَ بيده، وخلق جبريلَ بيده، وخلق عرشَه بيده، وخلق القلمَ ببده، وكتب التوراةَ بيده، وكتب الكتابَ الذي عنده لا يَطّلعُ عليه غيرُه بيده".

(1)

السنة (1/ 294/ رقم: 568) و (2/ 461/ رقم: 1046).

(2)

السنة (1/ 296/ رقم: 572). وهو في الزهد (رقم: 150) لهناد.

(3)

السنة (1/ 300/ رقم: 583).

(4)

أورده البخاري في التاريخ الكبير (8/ 180) وابن حبان في الثقات (7/ 564) وقال: "يروي البخاري". وصححه محقق السنة عن أصله في النسخة إلى: وردان بن خالد، وما أفلح.

ص: 869

رواه الجَوْزَجاني، عن هَوْذَة

(1)

.

1520 -

وقال عبد الله بن أحمد

(2)

: قرأتُ على أبي، [ثنا]

(3)

إبراهيم بن الحَكَم بن أَبان، قال: حدثني أبي، عن عِكْرِمَة قال:"إنّ الله لم يمسَّ بيده شيئًا إلّا ثلاث: خلق آدمَ بيده، وغرس الجنةَ وكتب التوراةَ بيده".

رواه خُشَيْش بن أَصْرَم، عن إبراهيم بن الحَكَم

(4)

.

1521 -

وقال عبد الله

(5)

: حدثني أبي، ثنا أبو المُغيرة، قال: حدثتنا عَبْدَةُ، عن أبيها خالد بن مِعْدان قال:"إنّ الله لم يمسَّ بيده إلّا آدمَ خَلَقَه بيده، والجنةَ والتوراةَ كتبها بيده، - قال - ودَمْلَج الله لؤلؤةً بيده، فغرس فيها قضيبًا فقال: امْتَدِّي حتى أرضى، وأَخْرِجي ما فيك بإذني، فأخرجتْ الأنهارَ والثمارَ".

رواه الوليد بن مسلم، عن أمّ عبد الله بنت خالد بن مِعْدان عن أبيها.

وقد رَوَى ابن عَيّاش

(6)

عن عَبْدَة بنت خالد بن مِعْدان.

1522 -

وقال عبد الله بن أحمد

(7)

: قرأتُ على أبي، ثنا ابن نُمَيْر، قال: أبنا إسماعيل - يعني: ابنَ أبي خالد -، عن حَكِيم بن جابر قال:

(1)

وعزاه السيوطي في الدر (6/ 566 - 567) إلى عبد بن حميد.

(2)

السنة (1/ 296/ رقم: 573).

(3)

صيغة التحديث سقطت من قلم المصنف.

(4)

وعزاه السيوطي في الدر (6/ 566) إلى عبد بن حميد. وفي إسناده إبراهيم بن الحكام بن أبان، قال في التقريب:"ضعيف، يصل المراسيل".

(5)

السنة (1/ 284/ رقم: 574).

(6)

إسماعيل بن عياش.

(7)

هذا النص لم أجده في مطبوعة السنة. وقد عزاه السيوطي في الدر (6/ 566) إلى ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر، وهو في مصنف ابن أبي شيبة (18/ 406/ رقم: 35089) والزهد (رقم: 46) لهناد.

ص: 870

"أُخبِرتُ أنّ الله لم يمسَّ من خَلْقه بيده شيئًا إلّا ثلاثةَ أشياء: غرس الجنةَ بيده وجعل ترابَها الوَرْسَ والزعفرانَ وجبالَها المسكَ، وخلق آدمَ بيده، وكتب التوراةَ لموسى"، قال أبي: وحدثناه محمد بن عُبَيْد بإسناده ومعناه.

رواه خُشَيْش بن أَصْرَم والجَوْزَجاني، عن يَعْلَى بن عُبَيْد.

ورواه الجَوْزَجاني أيضًا، عن جعفر بن عَوْن عن إسماعيل بن أبي خالد.

ورواه أبو سعيد الأَشَجّ

(1)

، عن أحمد بن بِشْر عن حكيم بن جابر قال:"إنّ ربَّك لم يمسَّ بيده إلّا ثلاثةَ أشياء"، الحديث.

1523 -

وفي الفاروق، لعبد الله بن صالح عن يحيى بن أيّوب عن ابن جُرَيج عن عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله قال:

"إنّ آدم كان يسبِّحُ بتسبيح الملائكة ويصلِّي بصلاتهم، حتى هبط إلى الأرض بطوله وقربه من السماء، فوضع الله يدَه عليه فطَأْطَأَه إلى الأرض"

(2)

.

وهو في كتاب العرش لابن أبي شيبة

(3)

.

و

(4)

لطَلْحَة بن عَمْرو عن عطاء عن ابن عباس قولَه نحوه، وقال:"فوضع الله يدَه على رأس آدم"

(5)

.

ولعليّ بن زَيْد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عباس قولَه شبيهًا به

(6)

.

(1)

ليس في جزئه المنشور، فلعله في تفسيره المفقود.

(2)

إسناده حسن، ويحيى بن أيوب هو: الغافقي، قال في التقريب:"صدوق ربما أخطأ".

(3)

العرش (رقم: 39)، أخرجه لطلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء. وكذا أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1548/ رقم: 1009).

(4)

الواو للعطف على قوله: (وي الفاروق، لعبد الله بن صالح).

(5)

إسناده ضعيف جدًّا من هذه الطريق، طلحة بن عمرو: قال في التقريب: "متروك".

(6)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 284 - 485/ رقم: 1118) وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1550/ رقم: 1012). وعلي بن زيد هو: ابن جدعان، وهو ضعيف كما في التقريب.

ص: 871

ولأبي الزُّبَيْر عن جابر قولَه بمعناه، قال:"فوضع الجبّارُ يدَه عليه فانحطَّ سبعين باعًا"، لمعاوية بن عمّار الذُّهْلي عنه

(1)

.

وعن مجاهد قولَه: "كان آدمُ طوالا يفزعُ أهلُ السماوات من طوله، فقال الله بيده هكذا فأطَّرَه سبعين ذراعًا".

* * *

(1)

أخرجه من هذا الوجه ابن منده في التوحيد (1/ 225/ رقم: 85) لقتيبة بن سعيد، وأبو يعلى في إبطال التأويلات لأخبار الصفات (1/ 86/ رقم: 71) لأبي صالح بن عبد الله الربذي، كلاهما عن معاوية بن عمار.

ص: 872

‌باب: ما جاء في المصافحة

1524 -

أخبرتنا زينب ابنة أحمد، قالت: أنبأنا يوسف بن خليل، أبنا محمد بن أبي زيد، أبنا محمود بن إسياعيل، أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد بن فَوْرَك، أبنا أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، ثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن محمد بن زكريا بن يحيى بن طَلْحَة بن عُبَيْد الله، ثنا داود بن عطاء، عن صالح بن كَيْسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أول من يصافحه الحقُّ عمر بن الخطّاب، وأول من يسلّمُ عليه وأول من يأخذُ بيده فيدخلَه الجنة"

(1)

.

رواه ابن ماجه

(2)

، عن إسماعيل.

1525 -

قال أبو عثمان سعيد بن عَمْرو البَرْذَعي: "وانتهى أبو زُرْعَة في كتاب الفوائد إلى حديث إسماعيل بن محمد الطَّلْحي عن داود بن عطاء عن صالح بن كَيْسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبيّ بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أول من يصافح الحق عمر"، فلم يقرأْه، وقال: هذا حديثٌ منكر، وأمر أن يُضربَ عليه، ثم قرأه عليَّ في كتاب الفضائل بعد أن انْحَجَبَ عليه".

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 1245)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف داود بن عطاء المزني.

(2)

السنن (رقم: 104).

ص: 873

وقال الدارَقُطْني

(1)

: "داود بن عطاء متروك، من أهل مكّة".

ورواه صاحبُ الفاروق، من طريق الفَضْل بن جُبَيْر عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني، وعن يحيى بن سعيد، كلاهما عن سعيد بن المسيّب، زاد إسماعيل بن زكريا:"ويعانقُه".

وهو في أول فوائد الحاج للنجّاد، وكتاب [

]

(2)

للحاكم أبي عبد الله في أوله.

1526 -

ورواه الحافظ المُؤْتَمَن بن أحمد الساجي

(3)

، عن الأنصاري صاحب كتاب الفاروق، ثم قال المُؤْتَمَن - فيما قرأتُه بخطِّه -:"ذكره في الفاروق، وهذا - عندي - لا يدخلُ في الصفات، وإنما يريدُ بالحق ههنا الحقَّ المذكورَ في قوله "إن الله جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه"

(4)

، والله الموفِّق".

1527 -

وأخبرنا سليمان بن حمزة، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا هبة الله بن الحسن بن المُظَفَّر بن الحسن، أبنا والدي أبو علي الحسن، أبنا والدي أبو سعد المُظَفَّر ابن السِّبْط، أبنا أبو القاسم عُبَيْد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السَّقَطي بمكة، ثنا أبو عَمْرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقّاق، ثنا عبد الرحمن بن مَرْزوق البُزوري، ثنا أبو نُعَيْم ضِرار بن صُرَد، ثنا مَعْن بن عيسى، ثنا محمد بن عبد الله بن أخي ابن شهاب، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب، عن أُبَيّ بن كَعْب قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1)

سؤالات البرقاني للدارقطني (رقم: 138 - تحقيق القشقري).

(2)

الكلمة مكتوبة في باطن الورقة جهة التجليد ولم تتضح في التصوير، وقد ظهر لي من رؤوس حروفها كلمة (الإكليل)، فبحثت في المدخل إلى كتاب الإكليل، لكن لم أعثر على شيء.

(3)

البغدادي، الحافظ الكبير، توفي سنة 507 هـ، انظر: السير (19/ 308 - 311).

(4)

أخرجه الإمام أحمد (9/ 144/ رقم: 5145) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وله طرق وشواهد، وهو صحيح.

ص: 874

"أولُ من يسلِّمُ عليه الحقُ وأولُ من يصافحُه عمر"

(1)

.

قال النسائي

(2)

: "ضِرار بن صُرَد متروك الحديث".

وقال ابن الجُنَيْد

(3)

: سمعت يحيى وذكر ضِرارَ بنَ صُرَد فقال: "ليس حديثُه بشيء".

1528 -

وفي الفاروق، بإسنادٍ لا أعرفُه عن هشام عن الحسن عن سَمُرَة مرفوعًا:

"إنّ أولَ من ينظرُ إلى الله الضريرُ، ويصافحُه بيده".

1529 -

أما حديث: "الحَجَرُ يمينُ الله في الأرض يصافحُ به عبادَه"، فهو في الكامل

(4)

، عن أبي مَعْشَر عن محمد بن المُنْكَدِر عن جابر مرفوعًا.

1530 -

أخبرنا المحمّدان ابنُ أبي الهَيْجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا إبراهيم بن خليل، أبنا إسماعيل بن علي، أبنا علي بن قُبَيْس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي، أنا أبو بكر الخرائطي، ثنا عُمَر بن شَبّة، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عَمْرو العَقَدي، ثنا أيّوب بن ثابت، ثنا خالد بن كَيْسان قال: سمعتُ ابنَ الزبير حين كُشف المقام فوجد تحته كتابًا فيه ثلاثةُ أسطر، فدعا له رجلًا من أهل الجُنْد فقرأه، فكان أول سطر: أنا الله ذو بَكّة، صُغْتُها يومَ صُغْتُ الشمسَ والقمرَ، وحَفَفْتُها بسبعة أملاك حنفاء، وباركتُ لأهلها في الماء واللحم، وفي السطر الثاني: أنا الله ذو بَكّة، خلقتُ الرَّحِم

(1)

الرواية من الفوائد المنتقاة العوالي عن الشيوخ الثقات، لأبي سعد السبط (ق 140/ ب - المحمودية 2704). وكتب ابن المحب في حاشيته:"ضرار ضعيف، وقد رواه ابن ماجه لصالح بن كيسان عن ابن شهاب". وهو في سنن ابن ماجه (رقم: 104).

(2)

الضعفاء والمتروكون (رقم: 326).

(3)

سؤالات ابن الجنيد (رقم: 214).

(4)

الكامل في الضعفاء (1/ 342)، في ترجمة إسحاق بن بشر الكاهلي.

ص: 875

بيدي، وشققتُ لها اسمًا من أسمائي، فمن وصلها وصلتُه، ومن قطعها بَتَتُّه، وفي السطر الثالث: أنا الله ذو بَكّة، خلقتُ الخيرَ وخلقتُ الشرَّ

(1)

.

1531 -

(2)

ورَوَى الشريف أبو محمد زيد بن الحسن بن زيد الموسوي

(3)

- وهو متّهم بالكذب

(4)

- في مجلسٍ أملاه حديثًا مسلسلًا عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد، قال: وصافحني وضمّ خمسَ أصابعي، عن الحسين بن أحمد الشمّاخي الحافظ، عن أحمد بن محمد بن رزين، عن عبد الله بن مالك بن سليمان السَّعْدي، عن غَسّان بن سليمان، عن إبراهيم بن طَهْمان، عن أَبان، عن أنس مرفوعًا:

"ما من عبدٍ يؤمن بالله ورسوله فيدخلُه الجنّةَ غدًا إلّا ويصافحُه ربُّه بيده، ويضمّ أصابعه كما ضممتَ أصابعك ويقول: السلام عليك يا عبدي، فيقول العبدُ: وعليك السلام"، ثم قرأ رسولُ الله:{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: 44].

1532 -

في صحيح ابن خُزَيْمَة

(5)

: ثنا الحسن الزَّعْفَراني، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد الله بن المُؤَمَّل، سمعت عطاءً يحدّث عن عبد الله بن عَمْرو أنّ رسول الله قال:

"يأتي الركنُ يومَ القيامة أعظمَ من أبي قبيس، له لسان وشفتان، يتكلّمُ عمّن استلمه باليد، وهو يمينُ الله التي يصافحُ بها خلقَه".

(1)

أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم: 283)، والرواية من طريقه. وأخرج بعضه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 150) للوليد بن عامر بن عبد الله بن الزبير عن جدّه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

(2)

انتقلنا إلى هذه الوريقة لإكمال أحاديث الأصابع.

(3)

هو: ابن أميرك الحسيني، مات سنة 491 هـ، وقيل: 492 هـ.

(4)

انظر: ميزان الاعتدال (2/ 101)، ولسانه (3/ 552 - 553).

(5)

صحيح ابن خزيمة (4/ 221/ رقم: 2737). وقال الشيخ الألباني في تخريجه: "إسناده ضعيف"، وأعله بعبد الله بن المؤمّل.

ص: 876

(1)

‌ باب ما ذُكر في الساعد، والذِّراع، والراحة، والكَنَف، والباع، والصدر

1533 -

عن أبي الأَحْوَص، عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهَيْئَة، قال:

"هل لك من مال؟ "،

قلتُ: نعم، قال:

"من أيّ المال؟ "،

قلتُ: من كلّ، من الإبل والخَيْل والرقيق والغنم، قال:

"فإذا آتاك الله مالًا فلْيُرَ عليك"،

قال: وقال رسولُ الله:

"هل تُنتِجُ إبلُ قومك صحاحًا آذانُها، فتعمدُ إلى الموسى فتقطعَ آذانَها وتقول هي بُحُرٌ، وتشقُّها أو تشقُّ جلودَها وتقول هي صُرُمٌ، فتحرّمُها عليك وعلى أهلك؟ "،

قال: قلتُ: نعم، قال:

"فكلُّ ما آتاك الله لك حِلّ، وساعدُ الله أشدُّ من ساعدك، وموسى الله أحدُّ من موساك".

هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، رواه الإمامان أحمد بن حَنْبَل وإسحاق بن

(1)

رجعنا إلى الموضع السابق من الصفحة (232 أ).

ص: 877

راهويه في مسندَيْهما

(1)

، وخُشَيْشٌ.

1534 -

وقال سعيد بن يحيى الأُمَوي

(2)

: حدثني عبد الله بن زياد، ثنا لَيْث، عن عثمان، عن عمّه، عن جدّه مالك بن نَضْلَة التميمي قال: قدمتُ مكّة معتمرًا، فذكر الحديثَ وإتيانَه للنبي صلى الله عليه وسلم وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"فساعدُ الله أشدُّ، وموساه أحدُّ"

(3)

.

1535 -

(4)

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه الحافظ

(5)

: أخبرنا عبد العزيز بن سَهْل الدبّاس بمكّة، ثنا محمد بن الحسن الخِرَقي البغدادي، ثنا محفوظ بن أبي تَوْبة، ثنا عبد الرزّاق، عن مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله - جلّ وعزّ - ينزلُ إلى سماء الدنيا، وله في كل سماءٍ كرسيّ، فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيّه، ثم مدّ ساعِدَيْه، فيقول: من ذا الذي يقرضُ غيرَ عادِمٍ ولا ظَلوم؟ من ذا الذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ من ذا الذي يتوبُ فأتوب عليه؟ فاذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيّه".

رواه شيخ الإسلام الأنصاري في الفاروق، عن أبي الحسن علي بن بِشْرِيّ اللَّيْثِيّ الثقة، عن أبي عبد الله بن مَنْدَه، قال:"ورواه ابنُ البَيْلَماني مرسلًا".

قلتُ: تقدّم حديثُ ابنِ البَيْلَماني في (باب النزول)

(6)

.

(1)

مسند أحمد (25/ 223/ رقم: 15888).

(2)

صاحب المغازي.

(3)

إسناده ضعيف؛ فيه: ليث بن أبي سليم، وهو متروك كما في التقريب.

(4)

كتب المصنف بعد النص السابق عبارة: (الخط المعترض)، وهو في الصفحة (231 ب).

(5)

الرد على الجهمية (رقم: 56). بإسناده ضعيف، محفوظ بن أبي توبة ضعّفه الإمام أحمد.

(6)

مرَّ برقم: (1039).

ص: 878

قال أبو عبد الله بن مَنْدَه: "هكذا رواه الخِرَقي عن محفوظ بن أبي تَوْبة عن عبد الرزّاق، وله أصل عند سعيد بن المسيّب مرسل".

1536 -

وقال الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي - وقد سئل عن هذا الحديث -: "يُروى في غرائب الأحاديث، لا يقابَل بالأفكار، ولا يُجعل سُلّمًا إلى الخصومات".

1537 -

وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه

(1)

: أخبرنا عبد الله بن جعفر البغدادي بمصر، ثنا هاشم بن يونس، ثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن عُمَر بن عَمْرو، عن بعض أهل الشام قال:"إن ربك عز وجل أخذ لؤلؤةً، فوضعها على راحته، ثم دَمْلَجَها بين كفّيه، ثم غرسها وسط الجنة، فقال لها: امتدّي حتى تبلغي مرضاتي، ففعلتْ، ثم أخذ شجرةً فغرسها وسط اللؤلؤ، ثم قال لها: امتدّي حتى تبلغي مرضاتي، ففعلتْ، فلما استوت تفجّرت من أصولها أنهارُ الجنة، وهي طوبى".

1538 -

وسُئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي فقيل له: رُوِي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق جوهرةً، فوضعها على راحته، ثم قال لها: امتدّي"، صحيح هذا أم لا؟ فأجاب:"لا يصحّ هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

1539 -

(2)

قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار

(3)

: حدثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا رَيْحان، عن عبّاد، عن أيّوب، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء، عن ثَوْبان قال: وسُئل رسول الله فقال:

"ضِرْسُ الكافر مثلُ أُحُد، وغِلَظُ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبّار".

(1)

الرد على الجهمية (رقم: 58).

(2)

رجعنا إلى الصفحة (232 أ).

(3)

مسند البزار (10/ 189/ رقم: 4189).

ص: 879

قال: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن أيّوب إلّا عبّاد بن منصور، ولا عن عبّاد إلّا رَيْحان بن سعيد، وقد حدّث أهلُ العلم عن رَيْحان مثلُ علي بن المديني وابنُ عَرْعَرَة وإبراهيم بنُ سعيد وغيرُهم".

قال النسائي

(1)

: "عبّاد بن منصور البصري ضعيف، وقد كان أيضًا تغيّر".

1540 -

(2)

ذكر أبو الفرج ابن الجَوْزي - كان قد تجهَّم في منهاجه - حديثَ عبد الله بن عَمْرو قولَه في خلق الملائكة: من نور الذَّراعين والصدر، قال: وفي لفظ: من نور ذراعيه وصدره، ثم قال: وهذا لا يثبتُ عنه، ولو ثبت احتُمل أن يكون مُخبِرًا به عن أهل الكتاب، واحتُمل أن يكون الصدرُ والذِّراعان من أسماء بعض المخلوقات، وقد وُجد في النجوم ما سمّي ذراعين، قال: فأما حملُه على صفات الحقّ فقبيح؛ لأنه لا يجوز أن يُخلق من صفات القديم مُحدَث؛ لأن هذا هو التبعيض الذي ادّعته النصارى في عيسى.

1541 -

وقال ابن الجَوْزي في كتاب دفع شُبَه التشبيه بكَفّ التنزيه وذكر هذا الحديث فقال

(3)

: "رواه القاضي عن عبد الله بن عَمْرو موقوفًا أنه قال: خلق الله الملائكة من نور الذِّراعين والصدر، قال ابن الجَوْزي: قد أثبت به القاضي ذراعين وصدر صفةً لله سبحانه، وقال: ليس بجوارح، وهذا قبيح؛ لأنه حديث ليس بمرفوع، ولا يصحّ، وهل يجوز أن يُخلق مخلوق من ذات القديم؟ هذا أقبح ممّا ادّعاه النصارى".

قلتُ: وقد يقال: هو من جنس قول بعض الفلاسة بالتولّد والواحد

(1)

الضعفاء والمتروكون (رقم: 435). وانظر: الميزان (2/ 376 - 379).

(2)

كتب المصنف بعد النص السابق: (الوريقة)، وهي هذه.

(3)

دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (ص 184).

ص: 880

الذي زعموا صدر عنه، وقول الذين قالوا: الملائكة بنات الله، والذين قالوا لعدم رفع آدم والمسيح.

والذي في الصحيح

(1)

: أنّ الملائكة خُلقت من نور، كما أنّ الإنسان خُلق من تراب، والجان من نار، ولو خلقت الملائكةُ من النور القديم الذاتي لكانوا أشرفَ خلقًا من آدم، ولم يؤمروا بالسجود له، ولمَا كانوا عبيدًا، ولمَا عُذِّبوا بذنوبهم لو أَذْنَبوا، ولمَا كان لذكر الأثر المأثور:"لا أجعل ذرّيّةَ مَن خلقتُ بيدي كمن قلتُ له كن فكان" معنى في مقام التفضيل.

1542 -

(2)

قال ابن أبي الدنيا

(3)

: ثنا القاسم بن هاشم، ثنا صَفْوان بن صالح، حدثني رَوّاد بن الجَرّاح العَسْقَلاني، ثنا الأَوْزاعي، عن هارون بن رِئاب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله:

"يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ على طول آدم ستين ذراعا بذِراع الملك، على حُسْن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين، وعلى لسان محمد، جُرْدٌ، مُرْدٌ، مُكَحَّلون"

(4)

.

قال النسائي

(5)

: "رَوّاد بن الجَرّاح أبو عصام ليس بقويّ، روى غيرَ حديث منكر، وكان قد اختلط".

1543 -

عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذِراعًا بذِراع الجبّار، وضرسُه مثل أُحُد".

(1)

صحيح مسلم (رقم: 2996).

(2)

رجعنا إلى موضع وقوفنا من الصفحة (232 أ).

(3)

صفة الجنة (رقم: 220).

(4)

هارون بن رئاب لم يسمع من أنس بن مالك كما في جامع التحصيل (ص 292).

(5)

الضعفاء والمتروكون (رقم: 203). وفي التقريب: "صدوق اختلط بأخرة فتُرك، وفي حديثه عن الثوري ضعف".

ص: 881

قال البَيْهَقي

(1)

: أبنا علي بن أحمد بن عَبْدان، أنا أحمد بن عُبَيْد الصفّار، ثنا أحمد بن عُبَيْد الله النَّرْسي، ثنا عُبَيْد الله بن موسى، ثنا شَيْبان، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة بهذا الحديث.

رواه ابنُ أبي عاصم

(2)

، عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عُبَيْد الله بن موسى.

1544 -

وأخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الجمّال والراراني، قالا: أبنا الحدّاد.

وأبنا سليمان بن أحمد، أبنا جعفر، أبنا السِّلَفي، أبنا ابن مَرْدويه وابن سَهْلويه والشُّعَيْري والحدّاد، قالوا: أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أبو بكر بن الهَيْثَم، ثنا أحمد - هو: ابن الخليل البغدادي -، ثنا أبو النَّضْر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ضِرْسُ الكافر مثلُ أُحُد، وفَخِذُه مثلُ البيضاء، ومَقْعَدُه من النار كما بين قُدَيْد ومكّة، وكثافةُ جلده اثنان وأربعون ذِراعا بذِراع الجبّار - جلّ وعزّ -"

(3)

.

رواه الإمام أحمد

(4)

، عن أبي النَّضْر.

ورواه أبن أبي عاصم

(5)

، عن أبي بكر عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.

(1)

الأسماء والصفات (2/ 176 - 177/ رقم: 743).

(2)

السنة (رقم: 610). وقال الشيخ الألباني في تخريجه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".

(3)

الرواية من المنتقى الصغير من حديث أبي بكر بن الهيثم، كما في المعجم المفهرس (1624). وهو في الجزء الأول من حديث - رواية أبي بكر البرقاني عنه - (ق 7/ ب - مجموع 75).

(4)

المسند (14/ 134/ رقم: 8410).

(5)

السنة (رقم: 611). وقال الشيخ الألباني: "إسناده حسن"، وهو في صحيحته (رقم: 1105).

ص: 882

ورواه أبو بكر البزّار

(1)

، عن الفَضْل بن سَهْل عن إبراهيم بن زياد الصائغ عن الحسن بن موسى.

عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار: في حديثه ضَعْف، قاله ابن معين

(2)

.

1545 -

وقال محمد بن يحيى

(3)

: ثنا عثمان بن أبي شَيْبَة، ثنا جرير، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال لي عبد الله: أتدري كثف عرض جلد الكافر؟ قلت: لا، قال: لكنّي أدري، هو أربعون ذِراعا كذِراع الجبّار.

قال محمد بن يحيى: هذا أَوْلى عندنا بالمحفوظ

(4)

.

رواه الحَكَم بن مَعْبَد عن محمد بن حُمَيْد عن جرير.

1546 -

سُئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد التَّيْمي الحافظ عن هذا الحديث: هذا الذِّراع يُنسب إلى الله أم لا؟ فأجاب: "من العلماء من تَأَوّل الحديث، ومنهم من سكت عنه، والسكوتُ أولى".

1547 -

وقال سعيد بن منصور: ثنا شهاب بن خِراش، قال: حدّثني عاصم بن بَهْدَلَة، قال: حدّثني زِرّ بن حُبَيْش، عن عبد الله بن مسعود قال:

"إنه ليُسمع للهوامّ جَلَبَةٌ بين أطباق جلد الكافر، كما يُسمع جَلَبَةُ الوحوش في البر، وإنّ جلده يصير أربعين ذِراعًا بذِراع الجبّار"

(5)

.

(1)

مسند البزار (15/ 252/ رقم: 8713).

(2)

تاريخ الدوري (2/ 160/ رقم: 3959).

(3)

هو: الذهلي.

(4)

وانظر: علل الدارقطني (10/ 150).

(5)

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 491 - 492/ رقم: 1127)، عن الحكم بن موسى عن شهاب بن خراش.

ص: 883

1548 -

قال ابن الجَوْزي

(1)

: "قال أبو عُمَر الزاهد: الجبّار ههنا الطويلُ، يقال: نخلة جبّارة، وقال ابن قُتَيْبَة: الجبّار ههنا الملك، والجبابرة الملوكُ"

(2)

.

1549 -

وفي كتاب الفاروق، لعمّار بن سَيْف عن الأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة قال:

"نابُ الكافر مثلُ أُحُد، وغِلظُ جلده اثنان وأربعون ذِراعًا بذراع الجبّار"

(3)

.

1550 -

وفي صحيح البخاري

(4)

، لأبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"ما بين مَنْكِبَيْ الكافر مسيرةُ ثلاثة أيّام للراكب المُسْرِع".

1551 -

وفي الفاروق: عن ابن مَنْدَه قال: حُدِّثتُ عن عبد المؤمن بن علي الرازي عن عبد السلام بن حَرْب عن يزيد أبي خالد الدالاني عن المِنْهال بن عَمْرو عن أبي عُبَيْدَة عن مَسْروق عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ انفتح لهم قصرٌ فتستقبلهم جوهرةٌ خضراء مبطّنة بحمراء، سبعون ذِراعًا بذِراع الجبّار فيها ستون بابًا"

(5)

.

(1)

دفع شبه التشبيه (ص 176).

(2)

كتب المصنف بعد هذه النصوص عبارة: (الوريقة)، وهي الآتية.

(3)

إسناده ضعيف، عمار بن سيف ضعّفه في التقريب.

(4)

الصحيح (رقم: 6551).

(5)

هو قطعة من حديثٍ أخرجه بطوله الحاكم في المستدرك (4/ 589 - 592) لمالك بن إسماعيل النهدي عن عبد السلام بن حرب، وليس فيه ذكر ذراع الجبار. قال الحاكم: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات؛ غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في =

ص: 884

1552 -

وفي جزء مشيخة ابن النَّرْسي الكوفي الحافظ

(1)

، لمحمد بن عبد الله الحَضْرَمي، عن محمد بن العلاء، ثنا ابن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن عبد الله قال:

"غلظ جلد الكافر في النار أربعين ذِراعًا".

قال الحَضْرَمي

(2)

: "موقوف، وثناه عُبَيْد بن يَعيش، عن

(3)

ابن فُضَيْل، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عبد الله".

ورواه الحضرمي

(4)

، عن عثمان بن أبي شَيْبَة، عن عُبَيْد الله، عن شَيْبان، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(5)

.

1553 -

قال

(6)

: وروى الحسين بنُ علي بنِ الأَسْوَد البغدادي، عن عَمْرو العَنْقَزي، ثنا أبو مَعْشَر، عن المَقْبُري، عن أبي هُرَيْرَة قال:

"يدخلُ أهلُ الجنة الجنةَ على طول آدم، وكان طولُه ستون ذِراعًا بذِراع الملِك".

الصحيحين لما ذُكر من انحرافه عن السنة في ذكر الصحابة، فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وأبو خالد الدالاني ممن يُجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة"، قال الذهبي في مختصره: "ما أنكره حديثًا على جودة إسناده، وأبو خالد شيعي منحرف".

(1)

الجزء من الفوائد المنتقاة الغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفبين (ق 22/ ب - مجموع 78).

(2)

الجزء نفسه (ق 22 ب - 23 أ).

(3)

في الجزء: (ثنا).

(4)

الجزء نفسه (ق 23 أ).

(5)

كتب المصنف (ابن المحبّ) في حاشية الجزء المذكور: (ق عن عباس الدوري عن عبيد الله بن موسى). قلت: الإشارة فيما يظهر إلى سنن ابن ماجه، ولم أجده فيه، بل هو عند الترمذي (رقم: 2577).

(6)

يعني صاحب الفاروق.

ص: 885

قرأتُه بخط عبد الكريم بن عبد الواحد الأَصْبَهاني

(1)

، عن الحسين بن درستويه، حدثنا محمد بن أحمد بن عِمارة، عنه.

1554 -

ذكر أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني

(2)

وابنُ أبي حاتم في أول تفسير سورة البقرة

(3)

، ما ذكره إسحاق بن سليمان، عن المغيرة بن مسلم، عن مَيمُون بن أبي حمزة قال: كنّا عند شقيق بن سَلَمَة أبي وائل، فدخل علينا رجلٌ يُقال له أبو عفيف، قال شقيق: يا أبا عفيف! ألا تحدّثنا عن معاذ؟ قال: نعم، سمعتُه يقول:

"يُحشر الناسُ يوم القيامة على أربعة أصناف في صعيدٍ واحد، ينفذُهم البصر، ويُسمِعُهم المنادي، فينادَى: أين المتّقون؟ فيقومون في كَنَفٍ من الرحمن لا يختبئُ الله منهم ولا يستتر".

قلتُ له: ومن المتّقون؟ قال:

"قومٌ اتّقَوْا الشركَ وعبادةَ الأوثان وأخلصوا لله العبادة، فيمرّون إلى الجنة، ثم ينادى: أين الشاكرون؟ فيقومون في كَنَفٍ من الرحمن لا يختبئ منهم ولا يستتر" الحديث

(4)

.

1555 -

قال أبو نُعَيْم الأصبهاني: ثنا الحسن بن عَلّان، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا محمد بن عبد الله بن قُهْزاذ، ثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، قال: حدثني مَطْرٌ، قال: حدثني عبد الله بن باباه قال: بينا أطوفُ بالبيت مع عبد الله بن عُمَر عرض رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن ما سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعتُ رسولَ الله يقول:

(1)

هو: أبو الفتح الحسناباذي، توفي سنة 479 هـ. تاريخ الإسلام (32/ 268).

(2)

لم أقف على المصدر.

(3)

تفسير ابن أبي حاتم (1/ 35/ رقم: 61).

(4)

أخرجه ابن الفاخر الأصبهاني في كتابه موجبات الجنة (رقم: 318)، من طريق إسحاق بن إسماعيل، عن إسحاق بن سليمان.

ص: 886

"إذا كان يومُ القيامة دعا الله بعبده، فيضعُ كنفَه عليه فيقولُ: ألم تعمل يومَ كذا وكذا ذنبَ كذا وكذا؟ فيقول العبد: بلى يا رب، فيقول: فإنّي قد سترتُها عليك في الدنيا، وغفرتُها لك اليوم"

(1)

.

حديث مَطْرٍ عن عبد الله غريب، ومَطْرٌ من التابعين

(2)

.

ورواه منصور بن المُعْتَمِر عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عُمَر:

1556 -

حدثنا

(3)

سليمان بن أحمد، ثنا عَبْدان بن أحمد، ثنا عيسى بن علي العَسْكَري. (ح).

وحدّثنا أبو محمد بن حَيّان، ثنا الوليد بن أبان، ثنا الحسن بن مَرْثَد؛ قالا: ثنا أحمد بن القاسم بن بَهْرام الهِيتي، حدثني أبي، عن منصور بن المُعْتَمِر، عن سعيد بن جُبَيْر قال: قلت لابن عُمَر: حدِّثني بحديث سمعتَه من رسول الله، فقال: سمعتُ رسول الله يقول:

"يأتي اللهَ المؤمنُ يوم القيامة، فيقرّبُه منه حتى يجعلَه في حجابه من جميع خَلْقه، فيقول له: أقرّه، فيعرّفه ذنبًا ذنبًا، فيقول: أتعرف، أتعرف؟ فيقول: نعم، نعم، وبلتفتُ العبدُ يَمْنَةً ويَسْرَةً، ويقول له الرب: لا بأس عليك يا عبدي، أنت في سِتْري من جميع خَلْقي، وليس بيني وبينك اليوم من يطّلعُ على ذنوبك، اذهبْ فقد غفرتُها لك بخَوْفٍ واحدٍ من جميع ما أتيتني به، فيقول: يا رب وما هو؟ قال: كنتَ لا ترجو العفوَ من أحدٍ غيري فهانت عليّ ذنوبُك، وأما الكافر فتُقرأُ ذنوبُه على رؤوس الأشهاد، فيقول الأشهادُ هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين"

(4)

.

(1)

وهو في البعث (رقم: 33) لابن أبي داود.

(2)

هو: مطر بن طهمان الورّاق.

(3)

الكلام لأبي نعيم. وسليمان بن أحمد هو: الطبراني.

(4)

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 37): "رواه الطبراني، وفيه القاسم بن بهرام وهو ضعيف".

ص: 887

غريبٌ من حديث منصور وسعيد، لم نكتبْه إلا من هذا الوجه.

1557 -

وقال أبو بكر البزّار

(1)

: حدثنا الحسين بن الأَسْوَد، ثنا محمد بن فُضَيْل، ثنا عاصم بن كُلَيْب، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ضرسُ الكافر مثلُ أُحُد، وفخذُه مثل الوِرقان، وغلظُ جلده أربعون ذِراعًا".

وهذا الحديث لا نعلمُ يُرْوى عن أبي هُرَيْرَة بأحسن من هذا الإسناد، ولم نسمعْه إلّا من الحسين بن الأَسْوَد الكوفي.

1558 -

قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا وَهْب بن جرير، ثنا هشام الدَّسْتوائي، عن قتادة، عن صَفْوان بن مُحْرِز قال: كنتُ أُماشي ابنَ عُمَر فعَرَض له رجلُ فقال له: يا ابن عُمَر ما تقول في النجوى؟ قال: سمعتُ رسول الله يقول:

"يُدْني المؤمنَ من ربه يوم القيامة حتى يضعَ عليه كنَفَه، فيقرّرُه بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أعرف، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أعرف، - قال: - فيقول: قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرُها لك اليوم، - قال: - ويُعطى صحيفةَ حسابه - أو قال: حسناته -، وأما الكافر والمنافق فيُنادى بهم على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} [هود: 18] الآية"

(2)

.

هو عندنا في جزء ابن خليل عن عشرة أصحاب الحدّاد

(3)

.

(1)

مسند البزار (17/ 97/ رقم: 9646)، والكلام بعده له.

(2)

أخرجه البخاري (رقم: 4685) ليزيد بن زريع عن سعيد وهشام الدستوائي. وأخرجه مسلم (رقم: 2768) لإسماعيل بن إبراهيم عن هشام. وله طرق عند البخاري.

(3)

أحاديث عن عشرة مشايخ من أصحاب أبي علي الحداد (ق 166/ أ - ب - مجموع 12)، رواه لسعيد بن أبي عروبة عن قتادة.

ص: 888

1559 -

قال أبو الفضل العبّاس بن محمد بن العبّاس البصري الفزاري - راوي كتاب الاستقامة عن خُشَيْش

(1)

-: سمعتُ أحمد بنَ صالح وسُئل عن الكتف، فقال بيده بكُمِّه ورفعَها ومدّ ذِراعَه.

1560 -

وقال

(2)

: ثنا عثمان بن عُمَر، ثنا أبو عامر الخزّاز، عن أبي عِمْران الجَوْني، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى قال:

"يؤتى بالعبد المؤمن يومَ القيامة، فيسترُه الله بيده بينه وبين الناس، فيرى خيرًا فيقول: قد قبلتُ، ويرى شرًّا فيقول: قد غفرتُ، فيقول الخلائقُ: طوبى لهذا العبد الذي لم يعملْ شرًّا قط"

(3)

.

ورواه ابن أبي الدنيا بمعناه أتمَّ من هذا، لسيّار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن أبي عِمْران الجَوْني عن أبي هُرَيْرَة قولَه، في كتاب الأهوال

(4)

.

1561 -

وقال أسد بن موسى

(5)

: ثنا يزيد بن عطاء، عن أبي سنان، عن شقيق بن سَلَمَة قال:

"إنّ الله يدعو العبدَ يومَ القيامة فيسترُه بيده ثم يقولُ له: أتعرفُ؟ فيقولُ: نعم يا ربّ، فيقولُ: إني قد غفرتُها لك".

(1)

توفي سنة 306 هـ. السير (14/ 229 - 230).

(2)

أبو الفضل الفزاري.

(3)

إسناده حسن، رواته ثقات غير أبا عامر الخزاز: صالح بن رستم، قال في التقريب:"صدوق كثير الخطأ".

(4)

الأهوال (رقم: 227)، وليس فيه ذكر أبي هريرة، ولفظه: يقول أبو عمران الجوني: "حُدِّثت أن البهائم إذا رأت بني آدم يوم القيامة وقد تصدعوا من بين يدي الله عز وجل صنفًا إلى الجنة وصنفًا إلى النار، إن البهائم تناديهم: الحمد لله يا بني آدم الذي لم لم يجعلنا اليوم مثلكم، فلا جنة نرجو ولا عقاب نخاف".

(5)

الزهد (رقم: 88).

ص: 889

1562 -

وفي كتاب الأقران لأبي الشيخ

(1)

: عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رفعَه:

"إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزقَ وكانوا في كنَف الرحمن".

ذكره ابن عديّ في ترجمة (عبيد الله بن الوليد الوَصّافي)

(2)

.

1563 -

(3)

عن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، أنه سأل عبد الله بن عَمْرو بن العاص: أيُّ الخلق أعظم؟ قال: "الملائكة"، قال: مِن ماذا خُلقت؟ قال: "من نور الذِّراعين والصدر - قال: - فبسط الذراعين فقال: كوني ألفي ألفين".

قال سعيد بن أبي مريم: ثنا نافع بن يزيد، حدثني يحيى بن أيّوب، أنّ ابن جُرَيْج حدّثه، عن رجلٍ، عن عُرْوَة بهذا

(4)

.

قال ابنُ أيّوب: فقلتُ لابن جُرَيْج: ما أَلْفَيْ أَلْفَيْن؟ قال: ما لا يُحصى كثرةً.

قال البَيْهَقي: وقد بلغني أنّ ابنَ عيينة رواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو.

قلتُ: عبد الله كان يأخذُ عن أهل الكتاب.

(1)

ذكر الأقران ورواياتهم عن بعضهم بعضًا (رقم: 398)، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه عبيد الله بن الوليد الوصّافي: قال النسائي والفلاس: متروك، وقال أبو زرعة والدارقطني وغيرهما: ضعيف، وقال يحيى بن معين في رواية عثمان الدارمي: ليس بشيء. انظر: الميزان (3/ 17).

(2)

الكامل في الضعفاء (4/ 323).

(3)

رجعنا إلى موضع توقفنا من الصفحة (232 ب).

(4)

أخرجه البَيْهَقي في الأسماء والصفات (2/ 178 - 179/ رقم: 744) لمحمد بن إسحاق الصاغاني عن سعيد بن أبي مريم. وقال البَيْهَقي: "هذا موقوف على عبد الله بن عمرو، وراويه رجل غير مسمى، فهو منقطع".

ص: 890

1564 -

وفي الفاروق، عن يعقوب بن سفيان، حدثني أحمد بن محمد العَلّاف، ثنا عبد الرحمن بن مَطْر، عن عبد الملك بن هشام القُرْدُوسي، عن مَيْمُون بن مِهْران، عن مَكْحُول، عن عاصم بن عُمَر بن الخطّاب، عن عُمَر قال: قال رسول الله:

"سألتُ ربي أن يُدخلَ الجنةَ من أمتي بغير حساب، فأعطاني سبعين ألفًا"،

فقال عُمَر: ألا استردتَّه؟ فقال:

"قد استردتُّه فزادني سبعين ألفًا ثلاثَ مرات، فزادني هكذا، فاستردتُّه فزادني هكذا - يعني: باعَيْه، وضمَّهما إليه -"

(1)

.

1565 -

وقال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(2)

: حدثني أبي، ثنا أبو اليَمان، ثنا إسماعيل بن عَيّاش، عن أمّ عبد الله، عن أبيها خالد بن مِعْدان أنه قال:

"إنّ ريحَ الجنّة لتضرب على مقدار أربعين خريفًا، والخريفُ باعُ الله عز وجل".

أمُّ عبد الله بنت خالد بن مِعْدان اسمُها عَبْدَة، حِمْصِيّةٌ.

1566 -

وقال عبد الله بن أحمد

(3)

: حدثني سُرَيْج بن يونس، ثنا سليمان بن حَيّان أبو خالد الأحمر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال:

(1)

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4/ 382/ رقم: 3613) لأبي زهير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن هشام القردوسي.

(2)

السنة (2/ 525/ رقم: 1207). وأخرجه من طريقه ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 81).

(3)

السنة (2/ 510/ رقم: 1194).

ص: 891

"ليس شيءٌ أكثر من الملائكة، إنّ الله خلق الملائكة من نور قد ذكره - وأشار سُرَيْجٌ إلى صدره، قال: وأشار أبو خالد إلى صدره -، فيقول: كُنْ أَلْفَ أَلْفِ أَلْفَيْن، فيكونون".

1567 -

وقال

(1)

: حدثني أبي، ثنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال:

"خُلقت الملائكةُ من نور الذِّراعين والصدر".

1568 -

أخبرتني زينب ابنة الكمال، عن يوسف بن خليل إجازةً، أبنا ناصر بن محمد، أبنا جعفر بن عبد الواحد، أبنا محمد أحمد بن عبد الرحيم، أبنا أبو الشيخ ألأَصْبَهاني، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا أحمد بن حمّاد الرازي، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمْرو قال:

"خَلق الله الملائكةَ من نور الصدر والذراعين"

(2)

.

* * *

(1)

السنة (2/ 475/ رقم: 1084).

(2)

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 733/ رقم: 10)، والرواية من طريقه.

ص: 892

‌بابٌ

1569 -

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد، أبنا عبد الرحمن بن أبي عُمَر وعلي بن البخاري، قالا: أبنا عُمَر بن محمد بن مُعَمَّر، أبنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، أبنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، أبنا محمد بن أحمد بن محمد بن حَمْدان الأَصْبَهاني، أبنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثنا جدّي عيسى بن إبراهيم العُقَيْلي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا اللَّيْث بن سَعْد، عن معاوية بن صالح، عن عَمْرو بن قَيْس، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن القائمَ في الصلاة يُذرُّ عليه البِرُّ، فإذا ركع كان تحت ركبتَيْ الرحمن عز وجل، فإذا سجد كان تحت قدمَيْ الرحمن، وأقرب ما يكون العبدُ من الله إذا سجد"

(1)

.

* * *

(1)

الرواية من طريق الثواب لآدم بن أبي إياس، انظر: المجمع المؤسس (2/ 373). وإسناده صحيح إلى الصحابي المجهول.

ص: 893

‌باب قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]

1570 -

عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري أنه قال: قلنا: يا رسول الله! أنرى ربَّنا تعالى ذكرُه؟ قال:

"هل تُضارّون في رؤية الشمس إذا كان صحوًا؟ "،

قلنا: لا، قال:

"فتُضارّون في رؤية القمر ليلةَ البدر إذا كان صحوًا؟ "،

قلنا: لا، قال:

"فإنّكم لا تُضارّون في رؤية ربِّكم إلّا كما تُضارّون في رؤيتهما، ثم ينادي منادٍ: ليذهبَ كلُّ قومٍ مع من كانوا يعبدون"، فذكر الحديث، قال فيه: قال: "فبقولُ: هل بينكم وبينه آيةٌ تعرفونها؟ فيقولون: الساق، فيكشفُ عن ساقه، فيسجد له كلُّ مؤمنٍ، ويبقى مَن كان يسجد رياءً وسمعةً فيذهبُ كيما يسجدَ فيعودُ ظهرُه طبقًا واحدًا"، فذكر الحديث.

رواه البخاري

(1)

بمعناه وقال: "يكشفُ ربُّنا عن ساقه"، ورواه مسلم

(2)

.

وهو في الثالث من السنة للطبراني، ومسند الطيالسي

(3)

.

(1)

صحيح البخاري (رقم: 7439).

(2)

صحيح مسلم (رقم: 183).

(3)

مسند الطيالسي (3/ 629/ رقم: 2293).

ص: 894

1571 -

وقال سعيد بن منصور

(1)

: ثنا خالد بن عبد الله، عن مُغيرة، عن إبراهيم

(2)

قال: قال ابن مسعود:

"يكشفُ عن ساقه فيسجدُ كلُّ مؤمنٍ، ويقسو ظهرُ الكافر فيصيرُ عظمًا واحدًا"

(3)

.

1572 -

وقال أحمد بن أبي طَيْبَة، عن أبيه، عن كُرْز بن وَبْرَة، عن نُعَيْم بن أبي هند، عن أبي عُبَيْدَة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"يقومُ الناسُ لربّ العالمين أربعين سنة شاخصةً أبصارُهم"، فذكر الحديثَ بطوله وفيه:"فيكشفُ عن ساقٍ فيخرّون له سُجّدًا"، الحديث

(4)

.

ورواه أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن أبي عُبَيْدَة، عن مَسْروق، عن عبد الله

(5)

.

1573 -

وقال محمد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، عن زَيْد بن أبي أُنَيْسَة، عن المِنْهال بن عَمْرو، عن أبي عُبَيْدَة، عن مَسْرُوق، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] قال:

"يَكشفُ ربُّنا عن ساقه، ويُخَرُّ له سجّدًا"، مختصر

(6)

.

(1)

ومن طريقه البَيْهَقي في الأسماء والصفات (2/ 185/ رقم: 750).

(2)

هو: النخعي.

(3)

إسناده منقطع بين إبراهيم النخعي وابن مسعود رضي الله عنه، فإنه لم يسمع منه. وانظر بقية مصادر التخريج في: الدر المنثور (14/ 643).

(4)

أخرجه بطوله الدارقطني في الرؤية (رقم: 161) لمحمد بن عيسى الدامغاني عن أحمد بن أبي طيبة. وفيه الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه ابن مسعود، فإنه لم يسمع منه شيئًا.

(5)

أخرجه من هذا الطريق الحاكم في المستدرك (4/ 589 - 592)، وابن خزيمة في الوحيد (2/ 584 - 585/ رقم: 344) والدارقطني في الرؤية (رقم: 162).

(6)

طوالات الأخبار (ق 213/ ب - 216/ أ - شهيد على 511).

ص: 895

ورواه بطوله أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زَيْد بن أبي أُنَيْسَة، وهو في كتاب الطوالات لأبي موسى المديني

(1)

(2)

.

1574 -

وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا الفِرْيابي، ثنا سفيان، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي الزَّعْراء، عن ابن مسعود قال:"يقومون قيامًا لربّ العالمين - وقرأ عبدُ الله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)} [الصافات]- حتى يمرّ المسلمون، فيتمثّل الله عز وجل للخَلْق فيقولُ لهم: مَنْ كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله، فعند ذلك يُكشف عن ساقٍ، فلا يبقى مؤمنٌ إلّا خرّ ساجدًا، ويبقى المنافقون ظهورُهم طبقًا واحدًا".

وهو أتمّ من هذا في رابع الفتن لحَنْبَل

(3)

.

1575 -

وقال خُشَيْش: أخبرنا عبد الرزّاق، أبنا الثَّوْري، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن أبي صادق، عن ابن مسعود في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]: "يعني: ساقَه تبارك وتعالى"

(4)

.

1576 -

ورواه أبو عبد الله بن مَنْدَه

(5)

، لمحمد بن حمّاد الطِّهْراني، عن عبد الرزّاق، عن الثَّوْري، عن سَلَمَة بن كُهَيل، عن أبي الزَّعْراء، عن ابن مسعود في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] قال: "عن ساقَيْه".

قال أبو عبد الله: "هكذا في قراءة ابن مسعود: {يَكْشِفُ} بفتح الياء وكسر الشِّين".

(1)

وهو عند الدارقطني في الرؤية (رقم: 163).

(2)

كتب المصنف هنا: (الوريقة)، وهي الصفحة (235 ب).

(3)

الجزء الرابع من كتاب الفتن وما روي في ذلك (ق 55/ ب - 56/ ب - مجموع 38).

(4)

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 310). أبو صادق هو: الأزدي الكوفي.

(5)

الرد على الجهمية (رقم: 3).

ص: 896

1577 -

وروى ابن مَنْدَه

(1)

، للتَّيْمي، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] قال: قال ابن عباس: "يُكشف عن أمرٍ عظيم، - ثم قال: - قد قامت الحربُ على ساق"، قال إبراهيم: وقال ابن مسعود: "يَكشف عن ساقه فيسجدُ كلُّ مؤمن، ويقسو كلُّ كافر فيكون عظمًا واحدًا".

1578 -

وروى ابن مَنْدَه

(2)

، لمحمد بن حاتم المؤدِّب، ثنا القاسم بن مالك، ثنا سفيان بن زياد، عن عمّه سليمان بن زياد قال: خرجتُ من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فلقيتُ عِكْرِمَة فقال: يا أبا نصر إليَّ حتى أُشهِدَك على هذا الرجل - ابنًا لمعاذ بن عَفْراء -، فقال: أخبِرْني بما أَخبرَك أبوك، فقال: أخبرني أبي أنه سمع رسول الله يقول:

"رأيتُ ربي في روضةٍ خضراء إلى أنصاف ساقيه، في صورةٍ في رجلٍ عليه تاجُ النور يلتمعُ منه البصر"

(3)

.

قال ابن مَنْدَه: "ورَوَى هذا الحديثَ بهذا اللفظ عليُّ بنُ أبي طالب، ورَوَتْ أمُّ الطُّفَيْل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتُ ربي في المنام

(4)

، مثل ذلك".

1579 -

وقال الوليد بن مسلم: ثنا رَوْح بن جناح، عن مولًى لعُمَر بن عبد العزيز، عن أبي بُرْدَة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] قال:

(1)

الرد على الجهمية (رقم: 4).

(2)

لم أجده في الرد على الجهمية، مع أن سياق النقل منه، وليس هو في كتب ابن منده.

(3)

إسناده ضعيف لجهالة ابن معاذ بن عفراء.

(4)

حديث أم الطفيل أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 158/ رقم: 3385) والطبراني في المعجم الكبير (25/ 143/ رقم: 346) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3524)، من طريق مروان بن عثمان عن معاوية بن عامر الأنصاري عنها، ومروان بن عثمان ضعّفه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (8/ 272).

ص: 897

"عن نورٍ عظيمٍ يخرّون له سُجّدًا".

أخبرنا ابن مَعالي والرَّضِيّ، قالا: أبنا الخطيب، أبتنا فاطمة، أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي وابن عَلّان، قالا: أبنا ابن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى، ثنا القاسم بن يحيى، ثنا الوليد بن مسلم بهذا الحديث

(1)

.

1580 -

عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"يُنفخُ في الصور - والصورُ كهَيْئَة القرن -، فيَصعَقُ مَن في السماوات والأرض، وبين النفختين أربعون عامًا، فيُمطِرُ الله في تلك الأربعين مطرًا فينبتون من الأرض كما ينبتُ البَقْلُ، ومن الإنسان عظمٌ لا تأكلُه الأرض: عَجَبُ ذَنْبِه، وفيه يُركّبُ جسدُه يومَ القيامة"،

ثم ذكر البعثَ، وذكر الصراطَ:

"فيوضعُ الصراطُ، ويتمثّلُ لهم ربُّهم، فيقالُ: تنطلق كل أمّة إلى ما كانت تعبدُ، حتى إذا كان بقي المسلمون قيل لهم: ألا تذهبون؟ فقد ذهب الناسُ، فيقولون: حتى يأتيَ ربُّنا، فيقالُ: مَن ربُّكم؟ فيقولون: ربُّنا الله لا شريك له، فيقال: هل تعرفون ربَّكم إذا رأيتموه؟ فيقولون: إذا تعرّف لنا عرفناه، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذُ بالله منك، فيَكشفُ لهم عن ساقٍ فيقعون له سجودًا، وتجسو أصلابُ المنافقين لا يستطيعون سجودًا، فذلك قولُ الله:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} [القلم]، ثم

(1)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (13/ 269/ رقم: 7283)، والرواية من طريقه. وزكره ابن كثير في تفسيره (14/ 100) وأعلّه بالرجل المبهم، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 128) وأعلّه بروح بن جناح. وأخرجه البَيْهَقي في الأسماء والصفات (2/ 187 - 188/ رقم: 752) لمحمد بن الحسين الحسني عن الوليد بن مسلم، وقال:"تفرد به روح بن جناح، وهو شامي يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليه، والله أعلم".

ص: 898

ينطلقُ ويتبعُ أثرَه وهو على الصراط حتى يجوزوا على النار، فإذا جازوا فكلُّ خزنة الجنة تدعوهم: يا مسلم ههنا خيرٌ لك"،

فقال أبو بكر: مَن ذلك المسلمُ يا رسول الله؟ قال:

"إني أرجو أن تكون أحدَهم".

أخبرنا سليمان بن حمزة وعيسى بن عبد الرحمن، قالا: أبنا عبد الله بن عُمَر، أبنا سعيد بن البنّا، أبنا أبو نصر الزَّيْنَبي، أبنا أبو بكر بن زنبور، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا سَعْد، ثنا الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة بهذا الحديث

(1)

.

قال ابن أبي داود: "لم يروه إلّا سعدٌ

(2)

وأبو عَوانة

(3)

".

1581 -

وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه

(4)

: أبنا علي بن أحمد بن الأزرق بمصر، ثنا أحمد بن محمد بن هارون الجَسْري

(5)

، ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عَوانة، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم] قال:

"يَكشف الله - جلّ وعزّ - عن ساقه".

1582 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، أبنا ابن شاذان، أبنا القبّاب، أبنا ابن أبي

(1)

أخرجه أبو بكر بن أبي داود في البعث (رقم: 42)، والرواية من طريقه.

(2)

كتب المصنف فوق كلمة (سعد): (مسعر) وضبّب فوقها ووضع حرف الطاء، إشارة منه إلى أن وجود كلمة (مسعر) مكان (سعد) في نسخة من كتاب البحث، وأنها خطأ، والله أعلم.

(3)

أخرجه ابن منده في الإيمان (2/ 794 - 795/ رقم: 812) لحسين بن واقد عن الأعمش.

(4)

الرد على الجهمية (رقم: 8).

(5)

الأنساب (2/ 59).

ص: 899

عاصم، ثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، ثنا يونس بن بُكَيْر، عن محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن يسار، سمعت أبا هُرَيْرَة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا جمع الله العبادَ في صعيد واحد نادى منادٍ: ليلحقْ كلُّ قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون على حالهم، فيأتيهم فيقولُ: ما بالُ الناس ذهبوا وأنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظرُ إلهَنا، فيقولُ: فتعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرّف لنا عرفناه، قال: فيكشفُ عن ساق، فيقعون سُجّدًا، وذلك قولُه: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} [القلم] "

(1)

.

1583 -

أخبرناه عيسى وأحمد، قالا: أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا أبو عِمْران السمرقندي، أبنا أبو محمد الدارِمي، أبنا محمد بن يزيد البزاز، عن يونس بن بكير، فذكره وزاد:

"ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة"

(2)

.

1584 -

أخبرنا إسحاق، أبنا ابن خليل، أبنا الحَظيري، أبنا ابن كادِش، أبنا العُشاري، أبنا الدارَقُطْني، ثنا محمد بن مَخْلَد، أبنا أحمد بن الحسين بن عبّاد النسائي بُنان

(3)

، ثنا أبي الحسين بن عبّاد، ثنا محمد بن الحارث الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني، عن أبيه، عن ابن عُمَر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم]، قال:

"يكشف ربُّنا عن ساقه ويُخَرُّ له سجّدًا"، مختصر

(4)

.

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 732)، والرواية من طريقه. وقال الشيخ الألباني في تخريجه:"إسناده حسن".

(2)

الرواية من طريق سنن الدارمي (2/ 1848/ رقم: 2845).

(3)

هكذا ضبط بخط المصنف. وفي مصدر الرواية: بيان.

(4)

أخرجه الدارقطني في الرؤية (رقم: 177)، والرواية من طريقه.

ص: 900

1585 -

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال في حديث الصور الذي رواه مفرّقًا في الكتاب المذكور

(1)

، لإسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن [أبي]

(2)

زياد عن محمد بن كَعْب القُرَظي عن رجلٍ من الأنصار عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"ثم يأتيهم - يعني الله - فيما شاء من هيئته، فيقول: أيها الناس! الحقوا بآلهتكم، - إلى أن قال: - فيتجلّى لهم من عظمته بشيءٍ يعرفون أنه ربُّهم، وهو قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم] "

(3)

.

1586 -

وفي مغازي الأموي: أنّ أبا بكر الصِّدّيق رضي الله عنهما قال:

الحمد لله حمدًا لا شريك له

ذي الحَوْل والقوّة المسترزَق الباقي

القاهر المنزِّل الفرقانَ ندرسه

فيه أحاديث من موسى وإسحاق

على نبيٍّ من الأخيار مؤتمنٍ

يأتي على كل تنزيل بمصداق

صدّقتُ بالحقّ منه واستجبتُ له

وما ركبتُ على العمياء أرواق

أرجو من الله رضوانًا ومغفرةً

إذا وفيتُ بإخلاصٍ وميثاق

فآمنوا بنبيٍّ ناصح لكم

قبل الحساب وكشف الله عن ساق

ولا تكونوا كمن قد كان قبلكم

وأسلموا لعظيم الملك رزّاق

فقد رأيتم قرونًا قبلكم هلكوا

ذاقوا الجوائح من رجم وإغراق

أذاقهم بأسَه من طول كفرهم

ولم يكن لهم من دونه واق

1587 -

قال إسحاق بن راهويه: أبنا رَوْح بن عُبادة، ثنا حمّاد بن

(1)

الأهوال (أرقام: 55، 64، 72، 179، 191، 200).

(2)

زيادة سقطت من قلم المصنف، والصواب إضافتها في اسم الرجل.

(3)

قال البخاري في ترجمة محمد بن يزيد بن أبي زياد في التاريخ (1/ 260): "روى عنه إسماعيل بن رافع حديث الصور، مرسل، ولم يصحّ".

ص: 901

سَلَمَة، عن عطاء بن السائب، عن الشَّعْبي، عن ابن مسعود أنه ذكر الربَّ عز وجل فقال:

"واضعٌ قدمَه اليمنى على عظم ساقه الأخرى، قد ملأ العرشَ حتى إن له أَطيطًا كأَطيطِ الرَّحْل"

(1)

.

1588 -

أنبأنا إسحاق، أنبأنا ابن خليل، أبنا خليل بن أبي الرجاء، أبنا أبو علي الحدّاد، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زُرارَة الرَّقّي، ثنا أبو جعفر النُّفَيْلي، ثنا أبو الدَّهْماء البصري، ثنا ثابتٌ البُناني، عن عُمَر بن عبد العزيز، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إذا كان يومُ القيامة جمع الله الخلائقَ في صعيدٍ واحد، ثم دفع

(2)

لكلّ قوم آلهتَهم التي كانوا يعبدون فيوردونهم النار، ويبقى الموحِّدون فيُقال لهم: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظرُ ربَّنا كنا نعبده بالغيب، فيُقال لهم: أوَ تعرفونه؟ فيقولون: إن شاء عرّفَنا نفسَه، فيتجلّى لهم تبارك وتعالى، فيخِرُّون له سُجّدًا، فيُقال لهم: يا أهلَ التوحيد ارفعوا رؤوسَكم فقد أَوْجَبَ الله لكم الجنّةَ وجعل مكان كلِّ رجلٍ يهوديًا أو نصرانيًا في النار"

(3)

.

لم يرو هذا الحديث عن عُمَر بن عبد العزيز إلّا ثابتٌ البُناني، ولا عن ثابتٍ إلّا أبو الدَّهْماء، تفرّد به النُّفَيْلي.

(1)

الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود، كما في جامع التحصيل (322)؛ فالإسناد مرسل.

(2)

في مطبوع الأوسط: (رفع).

(3)

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 2359)، والرواية من طريقه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 363) وقال:"غريب من حديث عمر وثابت، تفرد به أبو الدهماء، وحدث به الأئمة عن النفيلي: أبو حاتم وأبو زرعة وسلمة بن شبيب وغيرهم". قلت: أبو الدهماء البصري هو: الصغير، ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب تمييزًا وقال:"مقبول".

ص: 902

1589 -

قال أبو سَهْل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطّان في الجزء السابع والثلاثين من حديثه: ثنا أبو جعفر محمد بن غالب بن حَرْب التَّمْتام، قال: حدثني غسّان بن مالك السُّلَمي، ثنا حمّاد بن سَلمَة، أبنا يونس، عن محمد، عن أبي هُرَيْرَة، وعطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي سعيد الخُدْري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل قال للجنة والنار: لكلِّ واحدةٍ منكم مِلْؤُها، فيُلقَى فيها فتقولُ: هل من مَزِيد، ويُلقى فيها وتقولُ: هل من مَزِيد، قال ذلك مِرارًا، حتى يأتيَها الله عز وجل فيضعُ قدمَه فيها فتقولُ: قَدْني قَدْني، فأما الجنّة فيَدْخُلُها أهلُها فيبقى فيها ما شاء الله أن يبقى، ثم يُنشئُ الله عز وجل لها خَلْقًا ممّا يشاء"

(1)

.

* * *

(1)

الحديث صحيح، وله طرق في صحيح مسلم (رقم: 2846).

ص: 903

‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنّم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزّة فيها رجلَه"، وقول الله:{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا} [الأعراف: 195] وذِكْر القَدَم، والقفا، والخَلْف

1590 -

عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تزالُ جهنّمُ تقولُ: هل من مَزِيد، حتى يضعَ ربُّ العزّة فيها قَدَمَه فتقولُ: قطٍ قطٍ وعزّتك، ويَزوي بعضُها إلى بعض، ولا يزالُ في الجنة فضلٌ حتى ينشئَ الله خَلْقًا فيُسكِنَه فضولَ الجنة".

رواه البخاري ومسلم والتِّرْمِذي والنسائي

(1)

، لشَيْبان عن قتادة، وقال التِّرْمِذي:"حسن، غريب من هذا الوجه".

1591 -

وقد رواه سليمان التَّيْمي عن قتادة، فقال في إحدى الروايتين عنه:"حتى يضعَ فيها ربُّ العالمين قدمَه"

(2)

، وفي الرواية الأخرى عنه:"حتى يضعَ الله عليها قدمَه".

1592 -

ورواه سعيد بن أبي عَرُوبة وأَبان بن يزيد العَطّار عن قتادة، وقالا في الحديث:"ربُّ العالمين"

(3)

، وفي لفظٍ عن أبان: "حتى يُدَلِّي فيها

(1)

صحيح البخاري (رقم: 6661) وصحيح مسلم (رقم: 2848) وجامع الترمذي (رقم: 3272) وسنن النسائي الكبرى (7/ 149/ رقم: 7672).

(2)

الرواية عند البخاري (رقم: 7384).

(3)

رواية سعيد بن أبي عروبة عند البخاري (رقم: 7384) ومسلم (رقم: 2848). ورواية أبان بن يزيد عند مسلم وحده (رقم: 2848).

ص: 904

ربُّ العالمين قدمَه"

(1)

.

رواه ابنُ خُزَيْمَة

(2)

وعثمان الدارمي

(3)

، وهو في الجزء الرابع من حديث ابن البَخْتَري

(4)

.

1593 -

وقال سعيد عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يُلقَى في النار وتقولُ: هل من مَزِيد، حتى يضعَ قدمَه - أو: رجلَه - عليه فتقولُ: قطٍ قطٍ".

رواه الإمام أحمد

(5)

والبخاري

(6)

.

هو في الثاني من مشيخة القاضي أبي بكر الأنصاري.

1594 -

وقال قُرّة بن خالد، عن قتادة، عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يُلقى في النار وتقولُ: هل من مَزِيد، حتى يضعَ تبارك وتعالى رجلَه فيها - أو قال: قَدَمَه - فتقول: قط قط".

أخبرنا بذلك ابن مَعالي، أبنا خطيب مَرْدا، أبتنا فاطمة، قالت: أبنا زاهر، أبنا الكَنْجَرُوذي، أبنا ابن حَمْدان، أبنا أبو يَعْلَى، ثنا عُبَيْد الله، ثنا

(1)

الرواية عند ابن خزيمة في التوحيد (1/ 221/ رقم: 128) والدارمي في النقض على بشر المريسي (2/ 405 - 406).

(2)

التوحيد (1/ 218 فما بعدها/ رقم: 124، 127) لأبان و (رقم: 125) لسليمان التيمي و (رقم: 126) لشعبة و (رقم: 129) لشيبان و (رقم: 130) لسعيد بن أبي عروبة، جميعا عن قتادة.

(3)

النقض على بشر المريسي (2/ 405 - 406)، لأبان عن قتادة.

(4)

الجزء الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري (رقم: 72)، لأبان عن قتادة، وقال:"فيدلي رب العالمين قدمه".

(5)

المسند (21/ 124/ رقم: 13457).

(6)

الصحيح (رقم: 7384).

ص: 905

حِرْمِيّ بن عِمارة، ثنا قُرّة بن خالد، فذكره

(1)

.

1595 -

عن همّام بن مُنبّه قال: هذا ما حدّثنا أبو هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"تحاجّت الجنةُ والنارُ، فقالت النارُ: أوثِرتُ بالمتكبِّرين والمتجبِّرين، وقالت الجنةُ: فما لي لا يدخلُني إلّا ضعفاءُ الناس وسقَطُهم وغَرْثُهم

(2)

؟ قال الله عز وجل للجنة: أنتِ رحمتي أرحمُ بكِ من أشاءُ من عبادي، وقال للنار: إنما أنتِ عذابي أعذّبُ بكِ من أشاءُ من عبادي، ولكلّ واحدةٍ منكم مِلْؤُها، فأما النارُ فلا تمتلئُ حتى يضعَ الله فيها رجلَه، فتقولُ: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضُها إلى بعض، ولا يظلمُ الله من خلقه أحدًا، وأما الجنةُ فإن الله ينشئُ لها خَلْقًا".

رواه البخاري ومسلم

(3)

.

ورواه أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في الحديث:"حتى يضعَ الربُّ قَدَمَه فيها"

(4)

.

وقال هشام، عن محمد

(5)

حتى يضعَ فيها قَدَمَه"

(6)

.

ورواه عَوْفٌ

(7)

عن محمد عن أبي هُرَيْرَة رَفَعَه، وقال:"فيضعُ الربُّ قَدَمَه عليها"

(8)

.

(1)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 438/ رقم: 3140)، والرواية من طريقه.

(2)

أي: جياعهم. النهاية (3/ 353).

(3)

صحيح البخاري (رقم: 4850) وصحيح مسلم (رقم: 2846).

(4)

الرواية عند مسلم (رقم: 2846).

(5)

يعني: ابن سيرين.

(6)

الرواية عند ابن خزيمة في التوحيد (1/ 225/ رقم: 135).

(7)

هو: ابن أبي جميلة.

(8)

الرواية عند البخاري (رقم: 4849).

ص: 906

ورواه أبو الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في الحديث:"فأما النارُ فلا تمتلئُ، فيضعُ قَدَمَه عليها فتقولُ: قط قط، فهنالك تمتلئُ ويزوي بعضها إلى بعض".

رواه مسلم

(1)

.

1596 -

وقال خُشَيْش: ثنا سَكَن بن نافع، عن أبي مَعْشَر، عن المَقْبُري وأبي وَهْب، عن أبي هُرَيْرَة مثله.

وبمعناه رواه أبو صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"حتى يضعَ فيها قَدَمَه"

(2)

.

1597 -

وقال عَمْرو بن حمّاد بن طلحة: ثنا أَسْباط بن نَصْر، عن السُّدِّي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مُرّة الهَمْداني، عن ابن مسعود وناسٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} تلا إلى قوله {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} : "أما قوله {الْقَيُّومُ} فهو القائم، وأما {سِنَةٌ} فهو ريحُ الوم الذي يأخذُ في الوجه فيتنفّسُ الإنسان، وأما {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} فالدنيا، {وَمَا خَلْفَهُمْ} الآخرة، وأما {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} يقول: لا يعلمون شيئًا من علمه {إِلَّا بِمَا شَاءَ} هو يعلِّمهم، وأما {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} فإنّ السماواتِ والأرضَ في جَوْف الكرسيّ، والكرسيّ بين يدَيْ العرش، وهو موضعُ القدمين، وأما {وَلَا يَئُودُهُ} فلا يثقلُ عليه".

رواه عبد الله بن أحمد

(3)

، عن أبي بكر الصغاني عن عَمْرو بن حمّاد بن طلحة، مع زيادةٍ في آخره.

(1)

الصحيح (رقم: 2846).

(2)

أخرجه مسلم (رقم: 2847).

(3)

لم أجده في السنة. وقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 195 - 196/ رقم: 757) لأبي العباس محمد بن يعقوب عن الصاغاني عن عمرو بن حماد. وأخرجه ابن بطة =

ص: 907

1598 -

وقال أبو عاصم، عن سفيان، عن عمّار الدُّهني، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس في قوله:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: "الكرسيّ موضع القدمين، ولا يقدّر قَدْر عرشه".

أخبرنا ابن أبي الهيجاء وابن المحبّ، قالا: أبنا ابن عبد الدائم، أبنا عبد الرحمن بن ملّاح الشَّطّ

(1)

، أبنا هبة الله بن الحُصَيْن، أبنا الحسن بن علي الشيرازي، أبنا أحمد بن جعفر بن حَمْدان، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو عاصم، بهذا الحديث

(2)

.

رواه ابن خُزَيْمَة بمعناه

(3)

، لأبي عاصم وأبي أحمد ووكيع عن سفيان.

ورواه عثمان الدارمي

(4)

، لوكيع.

ورواه خُشَيْش، عن عبد الرزّاق وأبي عاصم النَّبيل عن الثَّوْري، قال عبد الرزّاق:"الكرسيّ موضع القدمين، ولا يقدّر قدره أحد"

(5)

.

رواه غير واحد، عن أبي عاصم موقوفًا.

ورفعه عنه شُجاع بن مَخْلَد

(6)

.

= في الإبانة (3/ رقم: 250) عن القافلائي عن الصاغاني عن عمرو بن حماد. والرواية هنا من تفسير السدي، وقد أخرج منه ابن جرير الطبري كثيرًا، وأخرج منه الحاكم في المستدرك (مثلًا: 2/ 258) وصحح إسناده إلى ابن مسعود رضي الله عنه.

(1)

هو: عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله، القصري البواب، أبو الفرج، توفي سنة 597 هـ. السير (21/ 310).

(2)

الرواية من طريق أمالي ابن الحصين، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1114).

(3)

التوحيد (1/ 248 - 249/ أرقام: 154، 155، 156).

(4)

النقض على المريسي (1/ 399، 412، 423). وكذا رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في السنة (1/ 301/ رقم: 586).

(5)

هو في تفسير عبد الرزاق (1/ 251).

(6)

أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية (رقم: 15) لأحمد بن يحيى الصوفي عن شجاع.

ص: 908

ورواه أبو بكر الهُذَلي وغيرُه، عن سعيد بن جُبَيْر من قوله، قال:"الكرسيّ موضع القدمين"

(1)

.

1599 -

قال العباس بن محمد

(2)

: سمعتُ يحيى بن معين يقول: شهدتُ زكريا بن عديّ سأل وكيعًا فقال: يا أبا سفيان، هذه الأحاديث - يعني مثل الكرسيّ موضع القدمين، ونحو هذا -؟ فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرًا يحدّثون بهذه الأحاديث ولا يفسّرون شيئًا.

1600 -

وقال يعقوب بن شيبة في الرابع من مسند ابن مسعود: حدثني عُبَيْد بن نُعَيْم، قال: سمعتُه من غير واحد، عن يحيى بن معين قال: كنّا عند وكيع وهو يُملي علينا التفسير أولَ ما ابتدأ، قال: فحدّث بهذا الحديث "الكرسيّ موضع القدمين"، قال: فقام إليه زكريا بن عديّ وهو يرتعد وجعل يقول: يا أبا سفيان! ما هذا؟ فقال له وكيع: اجلس، كان أصحابنا الأَعْمَش وإسماعيل وسفيان يحدّثون بهذه الأحاديث على ما جاءت، لا يفسّرون شيئًا، وقال الآخر: ولا يُلحِدون فيها.

1601 -

وقال خُشَيْش بن أَصْرَم: ثنا الفِرْيابي، ثنا قَيْس بن الربيع، عن عمّار الدُّهْني، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قوله {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال:"الكرسيّ موضعُ القدمين، ولا يقدّر أحدٌ قَدْرَه".

1602 -

عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي سعيد الخُدْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1)

الكلام لابن منده.

(2)

هو: الدوري، انظر: تاريخ يحيى بن معين (3/ 520).

ص: 909

"افتخرت الجنةُ والنارُ، فقالت النارُ: أيْ ربِّ يدخلُني الجبابرةُ والملوكُ والأشرافُ، وقالت الجنةُ: أيْ ربِّ يدخلُني الفقراءُ والضعفاءُ والمساكين، فقال الله للنار: أنتِ عذابي أصيبُ بك من أشاءُ، وقال للجنة: أنتِ رحمتي وسعَتْ كلَّ شيء، ولكل واحدٍ منكما مِلْؤُها، فأما النارُ فيُلقى فيها أهلُها فتقولُ: هل من مزيد؟ فيُلقى فيها أهله وتقول: هل من مزيد ثلاثًا، حتى يأتيَها تبارك وتعالى، فيضعُ قَدَمَه عليها، فتنزوي وتقول: قَدْني قَدْني، وأما الجنةُ فيبقى منها ما شاء الله أن يبقى، فيُنشئُ الله لها خَلْقًا ممّن يشاء".

قال أبو بكر بن خُزَيْمَة

(1)

: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا الحجّاج بن مِنْهال، ثنا حمّاد، عن عطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عُتْبَة، بهذا الحديث.

وقال

(2)

: ثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا رَوْح، ثنا حمّاد، به.

رواه أحمد

(3)

.

1603 -

وقال ابن خُزَيْمَة

(4)

: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أبنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي هُرَيْرَة [عن]

(5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اختصمت الجنة والنار"،

قال إسحاق: فذكر الحديث.

(1)

التوحيد (1/ 214 - 215/ رقم: 121).

(2)

التوحيد (1/ 234 - 235/ رقم: 134).

(3)

المسند (71/ 163 - 164/ رقم: 11099)، رواه عن حسن وروح كلاهما عن حماد. ورواه في موضع آخر (18/ 267 - 268/ رقم: 11740) عن عفان عن حماد.

(4)

التوحيد (1/ 215/ رقم: 122).

(5)

سقطت من قلم المصنف، واستدركتها من التوحيد لابن خزيمة.

ص: 910

قال محمد بن يحيى: الحديث عن أبي هُرَيْرَة مستفيض، وأما عن أبي سعيد فلا.

1604 -

وقال أبو بكر الخلّال

(1)

: أخبرنا يعقوب بن سفيان الفارسى، ثنا آدم، ثنا حمّاد بن سَلَمَة، ثنا يونس بن عُبَيْد وأيّوب السختياني وحبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال حمّاد: وحدثنا عطاء بن السائب، عن عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"افتخرت الجنة والنار"، بهذا الحديث.

1605 -

عن العلاء بن عبد الرحمن مولى الحُرَقَة، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"يجمعُ الله الناسَ يومَ القيامة في صعيدٍ واحدٍ، ثم يطلع عليه ربُّ العالمين فيقول: ألا يتبع كل أناس ما كانوا يعبدون"،

فذكر الحديث بطوله، وفيه:

"ويبقى أهلُ النار فيُطرح منهم فيها فَوْجٌ، ثم يُقال: هل امتلأتِ؟ وتقول: هل من مَزِيد؟ حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمنُ تبارك وتعالى قَدَمَه فيها فازوأت بعضها إلى بعض، ثم قال: قط؟ قالت: قط قط".

رواه ابن خُزَيْمَة

(2)

، والتِّرْمِذي

(3)

، والنسائي

(4)

، وقال التِّرْمِذي:"حسن"

(5)

.

(1)

لم أجده في المطبوع من السنة.

(2)

التوحيد (1/ 215 - 217/ رقم: 123).

(3)

الجامع (رقم: 2557).

(4)

السنن الكبرى (10/ 289/ رقم: 11505).

(5)

وهكذا في تحفة الأشراف (10/ 233/ رقم: 14055).

ص: 911

1606 -

عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هُرَيْرَة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يُلقى في النار أهلُها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يأتيضها ربُّها تبارك وتعالى، فيضعُ قَدَمَه عليها، فتنزوي فتقول: قَط قَط قَط".

قال ابن خُزَيْمَة

(1)

: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا حجّاج بن مِنْهال الأَنْماطي، ثنا حمّاد، عن عمّار بن أبي عمّار، بهذا.

قال ابن خُزَيْمَة: كذا قال محمد بن يحيى في ثلاثتها: قَط، بنصب القاف.

أخبرنا بهذا الحديث عيسى، أبنا ابن اللَّتِّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا أبو عِمْران، أبنا الدارمي، أبنا حجّاج بن مِنْهال، فذكره

(2)

.

قال ابن خُزَيْمَة

(3)

: حدثنا محمد، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد، ثنا عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال محمد بن يحيى: فذكر الحديث.

وقال ابن خُزَيْمَة

(4)

: حدثنا محمد بن مَعْمَر، ثنا رَوْح، ثنا حمّاد، بهذا.

1607 -

قال ابن خُزَيْمَة

(5)

: حضرتُ مجلسَ إسحاق بن إبراهيم وأنا على يمين الدُّكّان، فقرأ علينا، قال: ثنا رَوْح بن عُبادة، ثنا حمّاد - هو: ابن سَلَمَة -، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هُرَيْرَة، عن رسول الله قال:

(1)

التوحيد (1/ 223/ رقم: 131).

(2)

الرواية من طريق سنن الدارمي (2/ 1882/ رقم: 2891).

(3)

التوحيد (1/ 223/ رقم: 132).

(4)

التوحيد (1/ 224/ رقم: 133).

(5)

هذه الرواية لم أجدها في التوحيد لابن خزيمة، وسياق النقل هنا منه.

ص: 912

"يلج في النار أهلُها، هل من مزيد

(1)

، حتى يأتيَها تبارك وتعالى، فيضعُ فيها قَدَمَه، فتنزوي فتقول: قط قط قط"، لم أجد في كتابٍ هذا الحرفَ معتمدٍ هو بنصب القاف أم بخفضه.

1608 -

عن زياد مولى بني مَخْزُوم، عن أبي هُرَيْرَة قال:"ما تزالُ جهنّم تسألُ الزيادةَ حتى يضعَ الربُّ عليها قَدَمَه، فتقول: قط رب قط".

قال ابن خُزَيْمَة

(2)

: حدثنا سَلْم بن جُنادة، عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد بهذا.

1609 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن قُدامة وابن البخاري، قالا:[أبنا]

(3)

ابن طَبَرْزَد والكِنْدي، قالا: أبنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو طالب العُشاري، أبنا أبو الحسن الدارَقُطْني، ثنا أبو عُبَيْد الله المعدِّل أحمد بن عَمْرو بن عثمان بواسط، ثنا عيسى بن أبي حَرْب، ثنا يحيى بن أبي بُكَيْر، ثنا عبد الغفّار بن القاسم، حدثني عَدِيّ بن ثابت، حدثني زِرّ بن حُبَيْش، عن أُبَيّ بن كَعْب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ جهنم تسألُ المزيدَ، حتى يضعَ فيها قَدَمَه فينزوي بعضُها إلى بعض وتقول: قط قط"

(4)

.

ورواه الدارَقُطْني أتمَّ ممّا هنا، في الجزء الرابع والستّين من الأفراد

(5)

.

(1)

هكذا بخط المؤلف.

(2)

التوحيد (1/ 226/ رقم: 137).

(3)

زيادة سقطت من قلم المصنّف سهوًا.

(4)

أخرجه الدارقطني في الصفات (رقم: 5)، والرواية من طريقه، وفيه عبد الغفار بن القاسم، قال الذهبي في الميزان (2/ 640/ الترجمة: 5147): "رافضي، ليس بثقة".

(5)

انظر: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 149/ رقم: 607)، وقال الدارقطني عقبه:"تفرد به أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأسدي عن عدي بن ثابت عن زر، ولا أعلم رواه عنه غير يحيى بن أبي بكير".

ص: 913

1610 -

عن الحَكَم بن

(1)

الأَعْرَج قال: قال أبو هُرَيْرَة:

"فيتساقطون في النار، فيُقال: هل امتلأتِ؟ فتقول: هل من مَزِيد؟ حتى يضعَ الرحمنُ رجلَه عليها، فتقول: قط قط".

رواه أبو إسماعيل الأنصاري.

قال طَرَفَة بن العَبْد

(2)

:

أخي

(3)

ثقةٍ لا ينثني عن ضريبته إذا

قيل مهلًا قال حاجزُه قَدِي

وقَدِي وقَطِي وحَسْبِي وبَجْلي كلُّه واحد.

1611 -

قال عثمان بن سعيد الدارمي

(4)

: حدثنا عبد الله بن صالح، أنّ معاوية بن صالح حدّثه، عن راشد بن سَعْد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله يطوي المظالمَ يومَ القيامة فيجعلها تحت قدميه؛ إلّا ما كان من اْجر الأجير وعَقْر البهيمة وفَضِّ الخاتَم بغير حق"، يريد افتضاضَ الأبكار.

رواه أبو عبد الله بن مَنْدَه

(5)

، لأبي زُرْعَة - هو: الدمشقي - عن أبي صالح عن معاوية بن صالح.

1612 -

وروى أبو إسماعيل الأنصاري، لعُمَيْر بن مِرْداس الدُّونَقي

(6)

، عن محمد بن عبد العزيز الباوَرْدي، عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سَعْد، عن سَعْد بن أبي وَقّاص عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

(1)

صححها المصنف، وهو: الحكم بن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري.

(2)

ديوانه (ص 8 - ضمن العقد الثمين في ديوان الشعراء الثلاثة الجاهليين).

(3)

فسّرها المصنف في الحاشية فكتب: (يعني: السيف).

(4)

النقض على بشر المريسي (1/ 409).

(5)

الرد على الجهمية (رقم: 14).

(6)

الأنساب (2/ 509).

ص: 914

1613 -

وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه

(1)

: أخبرنا أحمد بن إبراهيم البغدادي بمكّة، ثنا محمد بن يزيد، ثنا عليّ بن مسلم، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا أبي، ثنا محمد بن جُحادة، عن سَلَمَة بن كُهَيْل، عن عِمارة بن عُمَيْر، عن أبي موسى قال:"الكرسيّ موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرَّحْل".

1614 -

قال زُهَيْر بن عبّاد الرُّؤاسي

(2)

في الجزء السادس من كتابه

(3)

: حدثني أبو عبد الله القرشي، عن لَيْث بن أبي سُلَيم، عن محمد بن كَعْب، عن أبي هُرَيْرَة يرفعه إن شاء الله قال:

"إن الله تبارك وتعالى خَلَق أوّلَ خَلْقه الروحَ، ثم أخذ السماواتِ وما فيهنّ فحشاهنّ كرسيَّه، ثم وضع عليها إحدى قَدَمَيْه، ثم استوى فوق ذلك في الهواء، واحتجب من خلقه بسبعٍ"، وذكر بقيّةَ الحديث

(4)

.

1615 -

وفي مسائل سُئِل عنها أبو القاسم إسماعيل بن محمد التَّيْمي: مسألة: زعم أقوامٌ أن الخبر مسندٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ العبد إذا سجد سجد على ظهر قدم الرحمن عز وجل"، أورده الحُمَيْدي في مسنده

(5)

، صحيحٌ أم لا؟ فأجاب:"هذا صحيح، يُروى مرفوعًا ويُروى موقوفًا، وهو من جملة الأحاديث التي نؤمن بها ونتلقّى بالتسليم، ولا نجادل فيه ولا نخاصم، ونترك الخَوْض فيه والتفكّر فيه بالعقول، آمنّا بما قال رسول الله، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(1)

الرد على الجهمية (رقم: 17).

(2)

هو ابن عمّ وكيع، توفي سنة 238 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات: 231 - 240 هـ/ ص 166 - 167).

(3)

نسب له ابن خير في فهرسته (ص 258/ رقم: 678): كتاب النفخ في الصور وذكر الحساب وصفة الجنة.

(4)

إسناده ضعيف لأجل ليث بن أبي سليم.

(5)

لم أجده في مسند الحميدي المطبوع.

ص: 915

1616 -

قلت: هذا الحديث رواه إسحاق بن راهويه في مسنده فقال: أبنا الوليد بن مسلم، عن ثَوْر بن يزيد، عن عبد الواحد بن قَيْس، عن أبي أُمامة قال:"القانتُ يُذَرّ عليه البِرّ حتى يركع، والراكِعُ في رحمة الله حتى يسجد، والساجدُ يسجدُ على قدم الرحمن فلْيَسْألْ ولْيَرْغَبْ".

1617 -

وروى أبو نُعَيْم في الحلية في ترجمة حسّان بن عطيّة

(1)

، لمحمد بن الوزير وصَفْوان بن صالح، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأَوْزاعي، عن حسّان قال:"الساجدُ يسجدُ على قدم الرحمن"، قال الوليد: قال الأَوْزاعي: مَحْمَلُه عندنا في القُرْب، كحديثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، وكحديثه:"ما تصدّق متصدّقٌ بطيّب - ولا يقبل الله إلّا طيّبًا - إلّا وقت في كفّ الرحمن".

1618 -

قال أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي وَضّاح: عن إدريس بن يزيد الأَوْدي، عن عطيّة العَوْفي، عن أبي سعيد في قول الله:{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] قال: "تقول: يا ربّ قد وعدتَني أن تملأني، فيقول الله هكذا، تقول: قط قط، وفّت ذمّة ربنا يعني وفّى".

رواه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ.

1619 -

قال الحسين بن إدريس: ثنا خالد بن الهَيّاج، عن أبيه، عن جعفر، عن القاسم، عن أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"السماوات

(2)

على العرش إحدى قَدَمَيْه على الكرسيّ والأخرى فَضْل".

رواه أبو إسماعيل الأنصاري

(3)

.

(1)

حلية الأولياء (6/ 71).

(2)

هكذا كتب المصنف، ووضع عليها لحقا وكتب في الهامش ثلاثة نقاط معانقة، إشارة إلى السقط، ولعله (رب السماوات).

(3)

وهو منكر، فيه هياج بن بسطام والد خالد، قال في التقريب:"ضعيف، روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة".

ص: 916

1620 -

أخبرتني زينب ابنة إسماعيل، قالت: أبنا عبد الرحمن بن أحمد، أبنا علي بن النَّفيس، أبنا عبد الأول، أبنا عبد الرحمن بن أبي عاصم، ثنا حاتم بن محمد

(1)

، ثنا أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن الفَرِيزَني

(2)

، ثنا أبو جعفر رجاء بن عبد الله بن فُورجه، ثنا مالك بن سليمان الهروي، عن الهَيّاج، عن جعفر بن الزُّبَيْر، عن القاسم، عن أبي أُمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"السماواتُ والأرضُ تحت الكرسيّ، إحدى قَدَمَيْه على الكرسيّ والأخرى فَضْل"

(3)

.

1621 -

وحديثُ أبي هُرَيْرَة: "ثلاثةٌ في تحت قدم الرحمن"، يأتي إن شاء الله في (باب ما جاء في القدريّة)

(4)

.

1622 -

قال الحَكَم بن مَعْبَد

(5)

: ثنا ابن حُمَيْد، ثنا جَرير، عن الحسن، عن الحَكَم، عن ابن عباس قال:"لمّا فرَغ الله من خَلْق السماواتِ وضعَ إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقالت اليهود: استراح ربنا، فأنزل الله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38] "

(6)

.

(1)

هو: أبو محمود حاتم بن محمد بن يعقوب الهروي، توفي سنة 404 هـ، قال الذهبي:"له مصنف في السنن نحو مائة جزء". تاريخ الإسلام (وفيات 401 - 410/ ص 98).

(2)

تكملة الإكمال (4/ 548).

(3)

الرواية من طريق جزء مالك بن سليمان الهروي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1616). وإسناده كسابقه.

(4)

سيأتي هذا الباب في الأجزاء الأخيرة من الكتاب.

(5)

الخزاعي، توفي سنة 295 هـ، ذكر الذهبي أنه صنف كتاب السنة، فلعلّ النقل هنا منه. العبر (1/ 428).

(6)

إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما ضعيف. ابن حميد شيخ الحكم هو: محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما في التقريب، وبقية رجاله ثقات، والحكم الراوي عن ابن عباس هو: ابن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري.

ص: 917

1623 -

وقال الحَكَم بن مَعْبَد: ثنا عبد الله بن محمد بن النُّعْمان، ثنا ابن الأَصْفَر، ثنا إبراهيم بن المُنْذِر الحِزامِي، أبنا محمد بن فُلَيْح بن سليمان، ثنا أبي، عن سالم أبي النَّضْر، عن سعيد بن يسار أبي الحُباب قال: قال لي قتادة بن النُّعْمان: هل لك في عِبادة أخيك أبي سعيد الخُدْري؟ فقلت: انطلق بنا، فدخلنا وهو مستلقٍ، فوضع إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقرضه قتادة، فقال: أوجعتني يا ابن أمّ، قال: ذلك أردتُ، إني سمعتُ رسولَ الله يقول:

"إن الله لمّا فرغ من قضاء خَلْقه استلقى ووضع إحدى رجلَيْه على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحدٍ أن يجلسَ هذه الجلسة غيري"

(1)

.

1624 -

قال إسحاق بن راهويه: أبنا عبد الرزّاق، ثنا مَعْمَر، عن الزُّهْري، عن عبّاد بن تميم، عن عمّه عبد الله بن زَيْد:

رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مستلقيًا واضعًا إحدى رجلَيْه على الأخرى.

قال الزُّهْري: وقال سعيد بن المسيّب: فأما عُمَر وعثمان فكان لا يُحصى ذلك منهما، قال الزهري: وجاء الناس بأمرٍ عظيم

(2)

.

(1)

الحديث أورده الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم: 755) وقال: "منكر جدًّا"، وتكلّم على طرقه. وقد أخرجه الطبراني ومن طريقه أبو موسى المديني في الكلام على حديث الاستلقاء (ق 77/ أ - الظاهرية 1178) عن جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي، والبَيْهَقي في الأسماء والصفات (2/ 198 - 199/ رقم: 761) لمحمد بن إسحاق الصاغاني، أربعتهم عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عن محمد بن فليح عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين، فذكر القصة عن قتادة بن النعمان. وقال البَيْهَقي عقبه:"حديث منكر".

(2)

هو في مصنف عبد الرزاق (11/ 167/ رقم: 20221). وأخرجه البخاري (أرقام: 475، 5969، 6287) ومسلم (رقم: 2100) من طرق عن الزهري، ولم يذكرا الزيادة التي في آخره.

ص: 918

1625 -

قال الحَكَم بن مَعْبَد: ثنا موسى بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن عُبَيْد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن واصل الأَحْدَب قال: رأى كَعْبُ بنُ عُجْرَة جريرَ بنَ عبد الله جالسًا واضعًا إحدى رجلَيْه على الأخرى فقال: "ضَعْهما، فإنها لا تصلحُ لبشر".

1626 -

قال خُشَيْش بن أَصْرَم: حدثنا الفِرْيابي، ثنا سفيان، عن الأَعْمَش، عن عبد الله بن مُرّة قال: جاء جرير والأَشْعَث، فجلس جرير فوضع إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقال له كَعْب:"يا جرير هذه جلسة لا تنبغي لبشر"، قال: هو كَعْب بن عُجْرَة

(1)

.

1627 -

قال حمّاد بن سَلَمَة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر:

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يَستلقيَ الرجلُ على قفاه ويضعَ إحدى رجلَيْه على الأخرى.

رواه صاحب الفاروق

(2)

.

1628 -

أخبرنا أحمد بن المهندس، أنا ابن البخاري، أبنا الخضر بن كامل، أبنا الحسين بن علي، أبنا ابن النَّقُّور، أبنا ابن أخي مِيمي في الأول من حديثه، أبنا البَغَوي، ثنا داود بن رشيد، ثنا صالح بن عُمَر، عن الأَعْمَش، عن عبد الله بن مُرّة، عن عَمْرو بن عُتْبَة قال: جئتُ أنا وكَعْب بن عُجْرَة حتى جلسنا إلى الأَشْعَث بن قَيْس، فوضع إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقال له كعب:"ارفع رجلَيْك؛ فإنّ هذه جلسة لا تصلح لبشر"

(3)

.

1629 -

عن عُبَيْد بن حُنَيْن قال: بينما أنا جالس في المسجد إذ

(1)

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 128/ رقم: 31334) عن وكيع عن الأعمش.

(2)

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عند ابن حبان (الإحسان: 12/ 365/ رقم: 5554).

(3)

الرواية من طريق الجزء الأول من فوائد ابن أخي ميمي الدقاق (رقم: 32).

ص: 919

جاء قتادة بن النُّعْمان، فجلس فتحدّث، فثاب إليه أُناس، ثم قال: انطلقْ بنا إلى أبي سعيد الخُدْري فإني قد أُخبِرتُ أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخُدْري، فوجدناه مستلقيًا واضعًا رجلَه اليمنى على اليسرى، فسلّمنا وجلسنا، فرفع قتادة يدَه إلى رجل أبي سعيد الخُدْري فقرضها قرضةً شديدةً، فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابنَ أمّ أَوْجَعْتَني، قال: ذاك أردتُ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله لما قضى خَلْقَه استلقى، ثم وضع إحدى رجلَيْه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لأحدٍ من خَلْقي أن يفعل هذا"،

قال أبو سعيد: لا جَرَم، لا أفعله أبدًا.

قال أبو بكر البَيْهَقي

(1)

: أبنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أبنا إبراهيم بن المُنْذِر الحِزامي، ثنا محمد بن فُلَيْح، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عُبَيْد بن حُنَيْن، بهذا الحديث.

رواه عبد الله بن أحمد في السنة

(2)

، عن أبي بكر - هو: ابنُ إسحاق الصغاني -.

قال البَيْهَقي

(3)

: "قتادة بن النُّعْمان مات في خلافة عُمَر بن الخطّاب وصَلّى عليه عُمَر، وعُبَيْد بن حُنَيْن مات سنة خمسٍ ومائةٍ وله خمسٌ وسبعون سنة - في قول الواقدي وابن بُكَيْر -، فتكونُ روايتُه عن قتادة بن النُّعْمان منقطعةً".

(1)

الأسماء والصفات (2/ 198 - 199/ رقم: 761).

(2)

لم أجده في السنة لعبد الله بن أحمد.

(3)

الأسماء والصفات (2/ 200).

ص: 920

قلت: عُمَر مات سنة ثلاثٍ وعشرين.

وسُئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفَضْل الشافعي عن هذا الحديث فقال: "قال كثيرٌ من الحفّاظ: لا يصحّ هذا الحديث"

(1)

.

1630 -

قال صاحب الفاروق: قال ابن مَنْدَه: "رواه لَيْث بن سَعْد عن يزيد بن أبي حبيب: أنّ أبا سعيد كان مُسْتكئًا رجلَيْه فدخل عليه أخوه قتادة، الحديث، ورواه ابن وَهْب عن عَمْرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب وحُنَيْن بن أبي حكيم عن أبي النَّضْر عن رجل: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، ولم يذكر أبا سعيد، ورواه عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن أبي حكيم عن عبد الله بن عبد الله قال: مرض أبو سعيد فأتاه أبو قتادة - أو قتادة -، فذكره، ولم يذكر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أوَ ما سمعتَ ما يقال فيه؟ أوَ ما يكفيك أن تجعلَ رجلَك في ما يَصُنْك فتُلْقِها عن الأرض، قال ابن مَنْدَه: وكلُّ هذه الأسانيد ممّا يقوّي حديثَ إبراهيم بن المُنْذِر، وهو أحدُ الثقات روى عنه الأئمّة، وحديثُ عبد الله بن زيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استلقى ووضع إحدى رجلَيْه على الأخرى صحيح، وحديثُ عثمان بن حكيم هذا ممّا يُستشهد به على صحّة الروايتين جميعًا وأنّ أحد الفعلين مخالفٌ للآخر، وقد صحّ فيه النهي أيضًا".

1631 -

وفي مسند الحارث بن أبي أسامة

(2)

: ثنا يونس، ثنا لَيْث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النَّضْر: أنّ أبا سعيد الخُدْري كان يشتكي رجلَه، فدخل عليه أخوه، وقد جعل إحدى رجلَيْه على الأخرى وهو مضطجع، فضربه ضربةً بيده على رجله الوجِعَة فأوجَعَه، قال: أوجَعْتَني، أوَ

(1)

كتب المصنف في هذا الموضع بخط معترض: (الخط المعترض)، وهو مكتوبة على الصفحة المقابلة (240 ب).

(2)

بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/ 823/ رقم: 861).

ص: 921

لم تعلمْ أن رجلي وجِعَة؟ قال: بلى، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: أوَ لم تسمعْ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذه الجلسة؟

(1)

1632 -

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل

(2)

: حدثني عُبَيْد الله بن عُمَر بن مَيْسَرَة الحَشْمي

(3)

القَواريري، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي سفيان السَّعْدي قال: رأيتُ الحسن قد وضع رجلَه يمينه على شماله وهو قاعدٌ، قال: قلتُ: يا أبا سعيد تُكره هذه القعدة، فقال الحسن: قاتل الله اليهود {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38]، فعرفتُ ما عَنَى فسكتُّ.

1633 -

وقال محمد بن إسحاق: حدثني يعقوب بن عُتْبَة - هو: ابن المُغِيرة بن الأَخْنَس -، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس: أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت:

رجلٌ وثورٌ تحت رجل يمينه

والنسر للأخرى وليثٌ مرصد

فقال رسول الله: "صدق"،

وأنشد قوله:

والشمس تطلع كلَّ آخر ليلةٍ

صفراء يصبح لونُها يتورّد

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق"،

تأتي فما تطلع لنا من رسلها

إلّا معذّبةً وإلّا تُجلد

(1)

وأخرجه الإمام أحمد (17/ 468 - 469/ رقم: 11375) عن يونس وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 100) وأعلّه بالانقطاع بين أبي النضر وأبي سعيد الخدري.

(2)

السنة (2/ 526/ رقم: 1209).

(3)

الأنساب (2/ 225)، وفيه جواز فتح الشين كذلك، وذكر ابن ماكولا في الإكمال (2/ 102) كسر الحاء المهملة.

ص: 922

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق".

رواه ابن خُزَيْمَة

(1)

، وأبو يَعْلَى المَوْصِلي

(2)

، وابن أبي عاصم

(3)

، والطبراني

(4)

، وأبو عبد الله بن مَنْدَه

(5)

وقال: "هذا حديث مشهور عن محمد بن إسحاق، رواه عَبْدَة بن سليمان ويونس بن بُكَيْر وغيرهما".

وروى مثلَه أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة في تاريخه، من حديث عائشة.

1634 -

قال عَمْرو بن الشريد، عن أبيه: أردفني رسولُ الله فقال:

"هل معك من شعر أُمَيّة بن أبي الصَّلْت؟ "،

قلت: نعم، قال:

"هيه"،

فأنشدتُه، فلم يزل يقول:"هيه" وأُنشِدُ، حتى أنشدتُه مائةَ بيت

(6)

.

1635 -

ذكر ابن خُزَيْمَة

(7)

، لعِمارة بن أبي حفصة عن عِكْرِمَة عن ابن عباس: قلت له: وتُجلَدُ الشمسُ؟ فقال: عضضتَ بهَنِ أبيك، إنما اضطرّه الرَّوِيّ إلى أن [قال]

(8)

تُجلَد.

(1)

التوحيد (1/ 205/ رقم: 112).

(2)

مسند أبي يعلى (4/ 365 - 366/ رقم: 2482).

(3)

السنة (رقم: 579)، وقال الألباني في تخريجه:"إسناده ضعيف، ورجاله ثقات، وعلته عنعنة ابن إسحاق".

(4)

المعجم الكبير (11/ 233/ رقم: 11591).

(5)

الرد على الجهمية (رقم: 11).

(6)

أخرجه مسلم (رقم: 2255)، لإبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد.

(7)

التوحيد (1/ 206) إثر الحديث (رقم: 113).

(8)

لفظ سقط من قلم المصنف، واستدركته من التوحيد لابن خزيمة.

ص: 923

1636 -

وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة

(1)

: ثنا أبي، ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هِنْد، عن سعيد بن المسيّب قال:"ما تطلع الشمس حتى يشحنها ثلاثمائة وستون ملكًا، فتقولُ: أطلع لمن يسجد لي من دون الله"، قال: ثم أنشد بيتًا قاله أُمَيّة بن أبي الصَّلْت:

ليست بطالعة لهم في رسلها

إلّا معذّبةً وإلّا تُجلدُ

1637 -

وقال ابن خُزَيْمَة

(2)

: حدثنا محمد بن العلاء بن كُرَيْب، ثنا أبو أسامة، عن هشام - هو: ابن عُرْوَة -، عن أبيه قال: قدمتُ على عبد الملك، فذكرتُ عبَدَةَ الصخرة التي ببيت المقدس، فقال عبد الملك: هذه صخرةُ الرحمن التي وضع عليها رجلَه، فقلتُ: سبحان الله! يقول الله عز وجل: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] وتقول: وضع رجلَه على هذا؟! يا سبحان الله! إنما هذا جبلٌ قد أخبر الله أنه يُنسفُ نسفًا فيذرها قاعًا صفصفًا.

1638 -

قال الحسين بن إدريس: ثنا هشام بن عمّار، ثنا ابن عَيّاش - هو: إسماعيل - والوليد بن مسلم. (ح) قال الحسين بن إدريس: وثنا خالد بن الهَيّاج، عن أبيه، عن إسماعيل بن عَيّاش، عن صَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكي، عن شُرَيْح بن عُبَيْد الحَضْرَمي، عن أبي شِمْر الأَذْمُري، عن كَعْب قال:

"إنّ الله نظر إلى الأرض فقال: إني واطئٌ على بعضك، فاستبقت له الجبالُ، وتضعضعت الصخرةُ فشكر لها ذلك فوضع عليها قدمَه فقال: هذا معادي ومحشر خلقي، وهذه جنتي، وهذه ناري، وهذا موضعُ الميزان، وأنا ديّان يوم القيامة"، وقال هشام:"ديّان يوم الدين".

(1)

النقل من تاريخ ابن أبي شيبة فيما يظهر.

(2)

التوحيد (1/ 250/ رقم: 157).

ص: 924

رواه أبو إسماعيل الأنصاري

(1)

.

ورواه محمد بن جرير، عن محمد بن عَوْف الطائي عن أبي المغيرة عن صفوان، رواه في كتاب الآداب

(2)

.

أبو شِمْر الأَذْمُري من أصحاب كَعْب، يُعَدّ في الحِمْصيّين.

ورُوِيَ مرفوعًا، من حديث الجَوْشَني عن أَبَان بن أبي عَيّاش عن أنس بن مالك.

رواه أبو بكر الواسطي في فضائل القدس

(3)

.

1639 -

قال إبراهيم بن يعقوب الجَوْزَجاني: ثنا يزيد بن هارون، ثنا العَوّام بن حَوْشَب، عن الحَكَم بن عُتَيْبَة قال: سألتُ أبا مِجْلَز عن الرجل يضعُ إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقال: لا بأس به، إنما كره ذلك اليهود، زعموا أن الله لما خلق السماواتِ والأرضَ في ستة أيام ثم استراح يومَ السبت فجلس تلك الجلسة، فأنزل الله:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38]

(4)

.

1640 -

(5)

وفي الفاروق: أن الحَكَم بن عُتَيْبَة قال: سألتُ أبا مِجْلَز عن الرجل يجلسُ فيضعُ إحدى رجلَيْه على الأخرى، فقال: لا بأس به، إنما ذلك شيءٌ قالته اليهودُ، إنّ الله خلق السماواتِ والأرضَ في ستة أيام ثم

(1)

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 20 - 21)، ليحيى بن عثمان عن إسماعيل بن عياش.

(2)

كتاب الآداب لابن جرير، وهو: أدب النفوس، مما فُقد من تراثه رحمه الله.

(3)

فضائل بيت المقدس (رقم: 87).

(4)

وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 512)، لأبي الحسن خلف بن محمد بن كردوس عن يزيد بن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 121/ رقم: 26028).

(5)

النص التالي كتبه المصنف في آخر الصفحة السابقة (241 أ)، وكتب بحذائه على الحاشية:(يؤخر)، فناسب نقله هنا.

ص: 925

استراح في اليوم السابع فجلس هذه الجلسة، فأنزل الله:{وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38].

1641 -

قال أبو عبد الله البخاري في كتاب الأدب

(1)

: حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عَوانة، عن عاصم بن كُلَيْب، قال: حدثني سُهَيْل بن ذِراع، قال: سمعت أبا يزيد - أو مَعْن بن يزيد -: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"اجتمِعوا في مساجدكم، وكلما اجتمع قومٌ فلْيُؤذنوني"،

فأتى بأول من أتى فجلس، فتكلّم متكلّمٌ منا، ثم قال: إنّ الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصد، ولا وراءه منفذ، فغضب فقام، فتلاوَمْنا بيننا فقلنا: أتانا أول من أتى، فذهب إلى مسجد آخر فجلس فيه، فأتيناه فكلّمناه، فجاء معنا فقعد في مجلسه أو قريبًا من مجلسه، ثم قال:

"الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سِحْرًا"،

ثم أمرنا وعلّمنا.

رواه الإمام أحمد

(2)

، عن يحيى بن حمّاد.

سُهَيْل بن ذِراع يكنى أبا ذِراع، ذكره ابن حبّان في الثقات

(3)

.

1642 -

وفي شعر النابغة

(4)

:

وليس وراء الله للمرء مَذْهَبُ

(1)

الأدب المفرد (رقم: 877). وأورده الألباني في صحيح الأدب (رقم: 673) وقال: "حسن الإسناد".

(2)

المسند (25/ 192/ رقم: 15861).

(3)

الثقات (6/ 418). وقال في التقريب: "مقبول".

(4)

ديوان النابغة الذبياني (ص 21)، وصدر البيت:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة

ص: 926

1643 -

قال أبو أحمد العسّال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عيسى بن يونس الرَّمْلي، ثنا رَوّاد بن الجرّاح، عن صدقة بن يزيد، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن أبي راشد

(1)

، قال: سمعتُ معاوية بن أبي سفيان يقول: "إنّ ربك دَحَى الأرضَ أربعةَ كُبَب - وأشار بيده يمينًا وشمالًا وشرقًا وغربًا -، وبقيتْ بقيّةٌ من تراب فجعلها تحت قدمَيْه".

1644 -

في المعجم للطبراني

(2)

، لمحمد بن الفَضْل بن عَطِيّة، عن زَيْد العَمِّي، عن معاوية بن قُرّة، عن ابن عباس: قال رسول الله:

"من أخذ شِبْرًا من مكّة بغير حقّه فكأنّما أخذه من تحت قدم الرحمن"، الحديث

(3)

.

‌فصل

1645 -

وأما قولُ الله تعالى: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} [يونس: 2]: فقال سعيدٌ الأَخْفَش

(4)

: "القدمُ ههنا التقديمُ، كما تقولُ: هؤلاء أهلُ القدم في الإسلام، أي الذين قَدّموا خيرًا فكان لهم فيه تقديمٌ".

* * *

(1)

هو: راشد بن سعد الحُبراني.

(2)

المعجم الكبير (12/ 211 - 212/ رقم: 12921).

(3)

إسناده ضعيف جدًّا، فيه زيدٌ العمي: قال في التقريب: "ضعيف"، والراوي عنه محمد بن الفضل بن عطية: قال: "كذّبوه"، وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (4/ 175).

(4)

معاني القرآن (1/ 369).

ص: 927

‌باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قامت الرَّحِمُ فأخذت بحِقْوَيْ الرحمن" وذِكْرُ المَنْكِبَيْن والحُجْزَة والجَنْب

1646 -

(1)

قال الفرّاء

(2)

في قول الله تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} [الملك: 15]: "في جوانبها".

1647 -

قال أبو إسماعيل الهروي: أبنا ابن بُشْرَى

(3)

أبنا ابن مَنْدَه قال: روى جرير، عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي عُبَيْد الله عن مجاهد: في قوله: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلفَى} [ص: 25] قال: "يقول الله له: خذْ بحِقْوِي، فذاك الزُّلْفَى"، قال ابن مَنْدَه: أبو عُبَيْد الله اسمه: سُلَيْم

(4)

(5)

.

1648 -

أخبرنا القاسم بن مُظَفَّر، أنبأنا محمود بن مَنْدَه، أبنا مسعود بن الحسن، أبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السِّمْسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خُرَّشِيذ قُولَه، أبنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سَلْم المَخْرَمي، ثنا الزُّبَير بن بَكَّار، ثنا أبو ضُمْرَة، حدثني عبد الله بن يزيد بن قُسَيْط، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أنّ رسول الله قال:

(1)

ننقل هنا ما كتبه المصنف في مقابل هذه الصفحة وهو بعرض الصفحة (242 ب).

(2)

معاني القرآن (3/ 171).

(3)

هو: علي بن بشرى.

(4)

انظر: الكنى والأسماء (2/ 845) للدولابي، وكذا هو في تهذيب الكمال (11/ 347/ رقم: 2489)، وقيّده الحافظ ابن حجر في التقريب مكبَّرًا: أبو عبد الله، فأخطأ رحمه الله.

(5)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 487/ رقم: 1166) عن هارون بن معروف عن جرير.

ص: 928

"الله عز وجل خلق الرَّحِمَ شِجْنَةً في جَنْبه، فشَكَتْ إليه بني آدم فقال: حسبُك أن أُدخِلَ الجنّةَ مَنْ وَصَلَك، وأُدْخِلَ النارَ مَنْ قَطَعَك"

(1)

.

رواه أبو الفَضْل الشَّرْمَقاني

(2)

في فوائده، عن أبي العباس عبد الرحمن بن محمد الطهراني عن الزُّبَيْر بن بَكّار.

وقال محمد بن إسحاق: عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسول الله يقول:

"الرَّحِمُ شُجْنَة منه آخذةٌ بحِقْوَيْ الرحمن تبارك وتعالى يومَ القيامة نقول: اللَّهم صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ مَنْ قَطَعَني".

رواه أبو أحمد العَسّال.

ورواه أبو جعفر محمد بن جرير في مسند عبد الرحمن بن عَوْف من تهذيب الآثار

(3)

، لابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن عن ابن حَزْم عن أبي هُرَيْرَة.

1649 -

عن معاوية بن أبي مُزرِّد، عن أبي الحُباب سعيد بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الله خلق الخَلْقَ، حتى إذا فرغ منهم قامت الرَّحِمُ فأخذت بحِقْوِ الرحمن فقال: مَهْ، فقالت: هذا مكانُ العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضَيْن أن أَصِلَ من وَصَلَك وأَقْطَعَ من قَطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ"،

(1)

الرواية من جزء الزُّبَيْر بن بكار، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1221). وإسناده صحيح، وعبد الله بن يزيد بن قسيط ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 230) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 201) بدون ذكر حاله، وأورده ابن حبان في الثقات (8/ 333).

(2)

هو: أحمد بن محمد بن حمدون الخراساني، توفي سة 366 هـ. السير (16/ 286 - 287).

(3)

تهذيب الآثار - الجزء المفقود - (رقم: 183).

ص: 929

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} [محمد: 22 - 24].

رواه أحمد

(1)

، والبخاري

(2)

، ومسلم

(3)

، وهو في السنة للطبراني في الجزء الثالث.

1650 -

وعند معاوية بن أبي مُزرِّد، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة:

"الرَّحِمُ شُجْنَة من الرحمن، من وَصَلَها وَصَلَه، ومن قَطَعَها قَطَعَه".

رواه البخاري

(4)

، ومسلم

(5)

.

1651 -

أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، أبتنا كريمة، قالت: أنبأنا الباغْبان ومسعود، قالا: أبنا أبو عَمْرو بن مَنْدَه، أبنا أبي أبو عبد الله، أبنا الحسن بن محمد الحليمي المَرْوَزي، ثنا محمد بن عَمْرو بن الموجِّه أبو الموجِّه الفَزاري، ثنا عَبْدان بن عثمان، ثنا أبي، ثنا شُعْبَة، عن وَرْقاء بن عُمَر، عن عبد الله بن دينار، عن سعيد بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال:

"الرَّحِمُ شُجْنَة من الرحمن، قال الله عز وجل لها: من وَصَلَكِ وَصَلْتُه، ومن قَطَعَكِ قَطَعْتُه، وهي معلّقة بحِقْوي الرحمن"

(6)

.

(1)

صحيح البخاري (أرقام: 4830، 4831، 4832، 5987).

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2554).

(3)

المسند (14/ 103/ رقم: 8367).

(4)

صحيح البخاري (رقم: 5989).

(5)

صحيح مسلم (رقم: 2555).

(6)

الرواية من كتاب التوحيد لابن منده، وهي من الساقط منه.

ص: 930

قال أبو عبد الله: "هكذا حدّثني من أصل كتابه عن شُعْبَة عن وَرْقاء موقوفًا، وهو مشهور عن وَرْقاء مرفوع

(1)

".

1652 -

وقال عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل

(2)

: حدّثني أبي، ثنا أبو المُغِيرة الخَوْلاني، ثنا صَفْوان - يعني: ابنَ عَمْرو -، قال: سمعت أَيْفَع بنَ عبدٍ الكَلاعي وهو يعظُ الناس ويقول: "إنّ الرَّحِمَ ردف الرب متدلّية إلى الهواء في جهنّم، تقول: اللَّهم من وَصَلَني فصِلْه ومن قَطَعَني فاقْطَعْه".

1653 -

أخبرنا أبو الحجّاج، أبنا ابن الدَّرَجي، أنبأنا الصَّيْدَلاني، أبنا الصَّيْرَفي، ثنا الأَعْرَج، أبنا القبّاب، أبنا ابن أبي عاصم، ثنا الحسين بن علي، ثنا هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ الرَّحِمَ شُجْنَة متعلّقة بمَنْكِبَيْ الرحمن، قال الله عز وجل لها: من وَصَلَكِ وَصَلْتُه، ومن قَطَعَكِ قَطَعْتُه"

(3)

.

إسنادُه على شرط البخاري

(4)

، وروى أصلَه

(5)

، لسليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار.

1654 -

وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم

(6)

، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ثنا زَيْد بن الحُباب، ثنا موسى بن عُبَيْدَة، عن مُنْذِر بن الجَهْم، عن نَوْفَل بن مُساحِق، عن أمّ سَلَمَة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

رواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه أبو بكر الشَّافعي في الفوائد الغيلانيات (رقم: 384) عن محمد بن غالب عن عبد الصمد عن ورقاء.

(2)

السنة (2/ 467/ رقم: 1061).

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم: 536)، والرواية من طريقه.

(4)

وكذا قال الشيخ الألباني في تخريجه، اللَّهم ارحم الجميع.

(5)

الصحيح (رقم: 5988).

(6)

السنة (رقم: 537).

ص: 931

"الرَّحِم شُجْنَة آخذةٌ بحُجَز الرحمن عز وجل تناشده"

(1)

.

هو في السنة للطبراني أتمّ ممّا هنا

(2)

.

1655 -

وروى ابنُ جرير الطبري

(3)

، لعبد الله بن أبي حسين، ثنا نَوْفَل بن مُساحِق، عن سعيد بن زَيْد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:

"إنّ هذه الرَّحِمَ شُجْنَةٌ من الرحمن، فمن قَطَعَها حرّمَ الله عليه الجنّةَ"

(4)

.

1656 -

وبه، قال ابن أبي عاصم

(5)

: حدثنا عُقْبَة بن مُكْرَم ومحمد بن بَكّار، قالا: ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جُرَيْج، ثنا زِياد بن صالح مَوْلَى التَّوْأَمَة، أخبره عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"الرَّحِم شُجْنَة آخذة بحُجْزَة الرحمن تَصِلُ من وَصَلَها وتقطع من قَطَعَها"

(6)

.

رواه الإمام أحمد

(7)

.

1657 -

قال أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بن المُثَنّى: "وقالوا: الرَّحِمُ شُجْنَةٌ من الله وشِجْنَةٌ: قرابةُ اشتباك، كشُجْنَة عروق القنا، وكأنّ الشجونَ منه".

(1)

ضعّف سنده الشيخ الألباني بجهالة حال منذر بن الجهم.

(2)

وهو في المعجم الكبير (23/ 404/ رقم: 970)، ولفظه:"الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها، فقول: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، من وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني".

(3)

تهذيب الآثار - الجزء المفقود - (رقم: 174).

(4)

وأخرجه من هذا الطريق: الإمام أحمد (3/ 190/ رقم: 1651) وأبو داود (رقم: 4876) والحاكم (4/ 157).

(5)

السنة (رقم: 538).

(6)

قال الشيخ الألباني: "إسناده حسن"، وخرجه في الصحيحة (رقم: 1602).

(7)

المسند (5/ 110/ رقم: 2953)، أخرجه عن روح عن ابن جريج.

ص: 932

1658 -

قال محمد بن جرير

(1)

: الشجنة الفعلة من قولهم: شَجَن فلانٌ على فلانٍ: إذا حزن عليه، فهو يشْجن عليه شجنًا، وإنما عنى بذلك أنها حَزِنَةٌ مستعيذة بالله من القطيعة. والحِقْو في كلام العرب: الإزار، يُجمع حُقيًا، ومنه حديث أم عطيّة:"ألقى إلى النسوة حِقْوه"، والحُجْزَة في كلام العرب: حُجْزة إزار المؤتزر، ومنه:"إني آخذٌ بحُجَزكم عن النّار".

1659 -

وذكر شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري ما ذكره حفص بن مَيْسَرَة، عن موسى بن عُقْبَة، عن عبد الله بن دينار، عن أبي هُرَيْرَة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الرَّحِمُ شُجْنَة من الرحمن تعلّقت بحِقْو الرحمن، فقال: من وَصَلَكِ وَصَلْتُه، ومن قَطَعَكِ قَطَعْتُه"

(2)

.

1660 -

قال محمد بن جرير الطبري

(3)

: حدثني موسى بن سَهْل الرَّمْلي، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر الرازي، عن عبد الله بن دينار، عن بشير بن يسار، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الرَّحِمُ شُجْنَةٌ من الرحمن تعلّقت بحِقْويْ الرحمن، تقول: اللَّهم صِلْ من وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعَني".

رواه الطبراني في المعجم الأوسط

(4)

، عن ثابت بن نُعَيْم عن آدم، وقال:"لم يروِه عن عبد الله بن دينار إلّا أبو جعفر الرازي، ولا عن أبي جعفر إلّا آدم وأبو النَّضْر هاشم بن القاسم".

* * *

(1)

تهذيب الآثار - الجزء المفقود - (ص 155).

(2)

وأخرجه ابن وهب في الجامع (رقم: 96)، عن حفص بن ميسرة.

(3)

تهذيب الآثار - الجزء المفقود - (رقم: 186).

(4)

المعجم الأوسط (رقم: 3321).

ص: 933

‌باب صفة الرحمة، والرَّأْفَة، وذكر الشفقة

وقول الله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، وقد تقدّم:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]، {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحمَةِ} [الكهف: 58]، {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ} [الأنعام: 133]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رحِيمٍ} [التوبة: 117]، {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رحِيمٌ} [النحل: 7]، {قَالَ عَذَابِي أُصُيبُ بِهِ مَن أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156]، {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207]، {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسَ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [البقرة: 143]، {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)} [الأنعام]، {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} [العنكبوت: 23]، {إِنَّهُ

(1)

لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، {رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]، {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} [الإسراء: 8]، {إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} [الإسراء: 54]، {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)} [الحجر]

(1)

كتب المصنف: (ولا ييئس)، وهو خطأ.

ص: 934

1661 -

وقال ثَعْلَب: والحنانُ: الرحمةُ، وأنشدَ:

حنانَك ربَّنا يا ذا الحنان

أي: رحمتَك ربَّنا يا ذا الرحمة.

{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَركَاتُهُ عَلَيْكُم أَهْلَ الْبَيْتِ} [هُود: 73].

1662 -

عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قارِبوا وسدِّدوا، فإنه لن ينجو أحدٌ منكم بعمله"،

قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال:

"ولا أنا؛ إلّا أن يتغمّدني اللهُ منه برحمةٍ وفضلٍ".

رواه مسلم

(1)

.

وهو في جزء صاعد بن محمد

(2)

.

ورُوِيَ من حديث أسد بن كُرْز في تاريخ البخاري

(3)

.

1663 -

عن أَسْلَم، عن عُمَر بن الخطّاب: أنه قدم على رسول الله سَبْيٌ، فإذا امرأةٌ من السَّبْيِ تسعى، إذا وجدت صبيًا من السَّبْيِ، فألْصقتْه ببطنها وأَرْضعتْه، فقال لنا رسول الله:

"أَتَرَوْن هذه المرأة طارحةً ولدَها في النار؟ "،

قلنا: لا والله، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله:

(1)

صحيح مسلم (رقم: 2816).

(2)

هو: أبو العلاء صاعد بن محمد بن أحمد الأُسْتُوائي النيسابوري، القاضي، توفي سنة 431 هـ. السير (17/ 507 - 508).

(3)

التاريخ الكبير (2/ 49).

ص: 935

"الله أرحمُ بعباده من هذه المرأة بولدها".

رواه البخاري ومسلم

(1)

.

وهو في الثالث من معجم الطبراني الصغير

(2)

.

1664 -

عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من مات له ثلاثةٌ من الولد لم يبلُغوا الحِنْثَ أدخله الله بفضل رحمته إيّاهم الجنةَ".

أخبرنا أحمد بن المهندس، أبنا ابن البخاري، أبنا الكِنْدي وابن طَبَرْزَد، قالا: أبنا ابن عبد السلام

(3)

، أبنا ابن النقُّور، أبنا الكَتّاني

(4)

، أبنا البَغَوي

(5)

، ثنا العبّاس بن الوليد النَّرْسي، ثنا زكريا بن يحيى بن عِمارة، ثنا عبد العزيز بهذا الحديث

(6)

.

ورُوِيَ من حديث صَعْصَعَة بن معاوية عن أبي ذَرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم

(7)

.

(1)

صحيح البخاري (رقم: 5999) وصحيح مسلم (رقم: 2754).

(2)

الروض الداني (1/ 173/ رقم: 272).

(3)

أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام البغدادي.

(4)

هو: أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد البغدادي، توفي سنة 390 هـ. السير (6/ 482 - 484).

(5)

أبو القاسم علي بن عبد العزيز.

(6)

الرواية من طريق معجم الصحابة للبغوي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 488)، ولم أجده في المطبوع.

(7)

ولفظه: "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم". أخرجه الإمام أحمد (35/ 358/ رقم: 21453)، وابن حبان (7/ 202/ رقم: 2940) وأبو عوانة (4/ 501/ رقم: 7482). وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 2260).

ص: 936

1665 -

عن عَطِيّة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لو تعلمون قَدْرَ سَعَة رحمة الله لاتَّكلتُم عليها وما عملتُم -أظنه قال: قليلًا-، ولو تَقْدُرون قَدْرَ غضب الله وقَدْرَ عذاب الله لظننتُم أَنْ لن ينجوَ وأَنْ لن ينفعَكم منه شيءٌ".

أخبرنا الأنصاري، أنا السخاوي، أنا السِّلَفي، أبنا الفُرْساني، أنا ابن عبدكويه، أبنا عبد الله بن الحسن بن بُنْدار، ثنا ابن النُّعْمان، ثنا ابن أبي شَيْبَة، ثنا أبو معاوية، عن حجَّاج، عن عَطِيَّة بهذا

(1)

.

رواه بَقِيّ بن مَخْلَد، عن عبد الله بن محمد ويحيى عن أبي معاوية.

1666 -

أخبرنا سليمان وعيسى، قالا: أنا جعفر، أنا السِّلَفي، أنا ابن البَطِر، أنا ابن رِزْقويه، ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقّاق، ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرَّقاشي، ثنا بَدَل بن المُحَبَّر، ثنا عبد السلام بن عَجْلان، قال: سمعتُ أبا يزيد المدني يحدّث عن أبي هُرَيْرَة: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنّ الله يقول: من ذا الذي دعاني فلم أجبْه، وسألَني فلم أعطِه، واستغفرَني فلم أغفرْ له، وأنا أرحمُ الراحمين"

(2)

.

1667 -

وبه، قال عبد السلام: سمعتُ يزيد الرَّقاشي وحدثنا أبو هلال، كلاهما عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله.

(1)

أخرجه أبو الحسن ابن عبدكويه في أماليه (14/ ب - مجموع 66)، والرواية من طريقه. وإسناده ضعيف لضعف عطيّة العوفي، وبه أعلّه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 369)، وعزاه لابن أبي شيبة في المسند.

(2)

الرواية من طريق جزء ابن رزقويه الصغير، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1195). وإسناده ضعيف، عبد السلام بن عجلان ذكره الذهبي في الميزان (2/ 618) وقال:"قال أبو حاتم: يُكتبُ حديثه، وتوقف غيره في الاحتجاج به"، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 127) وقال:"يخطئ ويخالف"، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء (رقم: 3700).

ص: 937

1668 -

أخبرنا ابن حَمُّود، أبنا ابن عبد الدائم، أبنا ابن كُلَيْب، أبنا الحُلْواني، أبنا الجَوْهَري، أبنا القَطِيعي، ثنا أحمد بن محمد بن منصور، ثنا علي بن الجَعْد، أبنا عَدِيّ بن الفَضْل، عن يونس بن عُبَيْد، عن معاوية بن قُرّة، عن أبيه، أن رجلًا قال: يا رسول الله! إني آخذُ الشاةَ أريدُ أن أذبحَها فأرحمَها، قال:

"والشاة إن رحمتها رحمك الله"

(1)

.

تابعه عن معاوية: زياد بن مِخْراق، رواه البزّار

(2)

.

وروى البزّار

(3)

حديثَ علي بن الجَعْد عن عبد الملك بن محمد بن عبد الله عنه.

1669 -

أبنا ابن أبي الهَيْجاء، أنا ابن عبد الهادي، أبا الثقفي، أبتنا فاطمة، أبنا ابن رِيذَة، أبنا الطبراني، ثنا بِشْر بن علي بن بِشْر العَمّي، ثنا عبد الله بن نَصْر الأَنْطاكي، ثنا إسحاق بن عيسى الطَّبّاع، عن مالك بن أنس، عن زياد بن مِخْراق، عن معاوية بن قُرّة، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! إني لأذبحُ الشاة وأنا أرحمُها، فقال:

"والشاة إن رحمتَها رحمك الله"

(4)

.

(1)

إسناده ضعيف، عدي بن الفضل قال فيه أبو حاتم الرازي:"متروك الحديث". الجرح والتعديل (7/ 4). وأخرجه الحاكم (3/ 586 - 587) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 24/ رقم: 47)، من طريقين عن عدي بن الفضل، وقال الذهبي في مختصره:"عديّ هالك".

(2)

مسند البزار (8/ 255/ رقم: 3319). وهو من هذا الوجه في مسند الإمام أحمد (24/ 359 رقم: 15592) ومستدرك الحاكم (4/ 231).

(3)

مسند البزار (8/ 257/ رقم: 3322).

(4)

أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 170/ رقم: 301)، والرواية من طريقه. وهو في المعجم الأوسط (رقم: 3070).

ص: 938

غريبٌ جدًا من حديث مالك، لم يروه عنه إلّا إسحاق الطبّاع، تفرّد به ابن نَصْر.

ورواه ابن عُلَيَّة عن زياد، وله طُرُق

(1)

.

1670 -

وحديثُ نافع، عن ابن عُمَر، عن رسول الله:

"رحم الله المحلِّقين".

حديثٌ حسن صحيح

(2)

.

ورواه البغوي في معجمه، من حديث وَهْب بن عبد الله بن قارب عن النبي صلى الله عليه وسلم

(3)

.

ورواه مجاهد عن ابن عباس، وهو في مغازي الأموي، وفيه: قالوا: يا رسول الله! والمقصِّرين؟ قال: "رحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله! والمقصِّرين؟ قال: "رحم الله المحلِّقين"، قالوا: يا رسول الله! والمقصِّرين؟ قال: "والمقصِّرون"، فقالوا: فما بال المحلِّقين ظاهرتَ لهم الترحّم؟ قال: "لم يشُكُّوا"

(4)

.

1671 -

وفي حديث أبي عُبَيْد وابن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة، عن رسول الله:

"رحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد".

الحديث رواه البخاري ومسلم

(5)

.

(1)

منها: طريق إسحاق بن راهويه عن إسماعيل بن عليه، عند الطبراني في الكبير (19/ 23/ رقم: 45).

(2)

الكلام للترمذي (رقم: 913) إذ أخرجه. وهو عند البخاري تعليقًا (رقم: 1727) ومسلم (رقم: 1301).

(3)

وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2721).

(4)

وأخرجه الإمام أحمد (5/ 337/ رقم: 3311) وابن ماجه (3045) وغيرهما.

(5)

صحيح البخاري (أرقام: 3372، 3375، 3387، 4694) وصحيح مسلم (رقم: 151).

ص: 939

1672 -

قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو البزّار

(1)

: حدّثنا عَمْرو بن علي، ثنا حمّاد بن مَسْعَدَة، عن عِمْران العَمّي، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا أزال أشفعُ وأشفعُ -أو قال: يُشَفِّعُني ربي-، حتى أقولَ: أيْ رب قد شفَّعْتَني فيمن قال لا إله إلّا الله، فيُقال: يا محمد هذه ليست لك ولا لأحد، هذه لي، وعزّتي ورحمتي لا أدَعُ في النار أحدًا يقول لا الله إلّا الله"

(2)

.

1673 -

وقال

(3)

: حدّثنا محمد بن مَرْزُوق بن بُكَيْر وعُمَر بن الخطّاب السِّجِسْتاني وإبراهيم بن محمد بن سَلَمَة، يتقاربون في حديثهم، قالوا: ثنا عبد الله بن رجاء، قال: ثنا سعيد بن سَلَمَة، قال: أخبرني موسى بن جُبَيْر، عن أبي أُمامة بن سَهْل، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنّ أدنى أهل الجنّة حظًّا أو نصيبًا قومٌ يُخرجهم الله من النار، فيرتاح لهم الرب تبارك وتعالى أنهم كانوا لا يشركون بالله شيئًا، فيُنبذون بالعراء، فيَنبتون كما يَنبت البقلُ، حتى إذا دخلت الأرْواحُ أجسادَهم، قالوا: ربنا كالذي أخرجتنا من النار، ورجَعت الأرواحُ في أجسادها، فاصْرف وجوهنا عن النار، قال: فيَصرفُ وجوهَهم عن النار"

(4)

.

1674 -

أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي،

(1)

مسند البزار (13/ 204/ رقم: 6670).

(2)

قال البزار عقبه: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا عمران، ولا رواه عن عمران إلا حماد بن مسعدة". وإسناده حسن، رواته ثقات غير عمران العمي -وهو: القصير- فهو صدوق كما في التقريب.

(3)

مسند البزار (14/ 126/ رقم: 7629).

(4)

فيه موسى بن جبير، قال في التقريب:"مستور"، وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 451).

ص: 940

أبنا ابن حمويه، أبنا أبو عِمْران، أبنا الدارمي، أبنا الحسين بن الربيع، ثنا أبو الأَحْوَص، عن الأَعْمَش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله:

"قارِبوا وسَدِّدوا، واعلموا أنّ أحدًا منكم لن ينجيه عملُه"،

قالوا: يا رسول الله! ولا أنتَ؟ قال:

"ولا أنا؛ إلّا أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل"

(1)

.

رواه مسلم

(2)

، للأَعْمَش عن أبي سفيان عن جابر، وللأَعْمَش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرَة، بالإسنادين جميعًا.

1675 -

وبه، قال الدارمي

(3)

: ثنا عفّان، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا الجَعْد أبو عثمان، قال: سمعتُ أبا رجاء العُطارَدي، قال: سمعتُ ابنَ عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما يروي عن ربه عز وجل قال: قال رسول الله:

"إنّ ربكم رحيمٌ، من همّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنةً، فإن عملها كُتِبَتْ عشرًا، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيِّئةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنةً، فإن عملَها كُتِبَتْ واحدةً أو يمحوها، ولا يهلك على الله إلّا هالكٌ".

رواه مسلم

(4)

، عن يحيى بن يحيى عن جعفر بن سليمان، فوقع لنا بَدَلًا عاليًا.

(1)

أخرجه الدارمي في سننه (3/ 1797/ رقم: 2775)، والرواية من طريقه.

(2)

صحيح مسلم (رقم: 2816).

(3)

سنن الدارمي (3/ 1833/ رقم: 2828).

(4)

صحيح مسلم (رقم: 131).

ص: 941

1676 -

عن عثمان بن مَوْهِب الهاشمي قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة:

"ما يمنعُكِ أن تسمعي ما أوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حيُّ يا قيّومُ، برحمتك أستغيثُ، أَصْلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تكلْني إلى نفسي طرفةَ عين".

رواه النسائي

(1)

، والحاكم في المستدرك

(2)

، وأبو عبد الله المقدسي في المختارة

(3)

.

1677 -

وروى أبو بكر بن السُّنّي في عمل اليوم والليلة

(4)

، لرُحَيْل بن معاوية أخي زُهَيْر بن معاوية، عن يزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا حَزَبَه أمرٌ قال:

"يا حيُّ يا قيّومُ برحمتك أستغيثُ"

(5)

.

* * *

(1)

السنن الكبرى (9/ 211 - 212 / رقم: 10330).

(2)

المستدرك على الصحيحين (1/ 544).

(3)

الأحاديث المختارة (6/ 300/ رقم: 2319).

(4)

عمل اليوم والليلة (رقم: 337).

(5)

وأخرجه الترمذي (رقم: 3524) وقال: "حديث غريب". وفيه يزيد الرقاشي، وهو: ابن أبان، قال في التقريب:"زاهد ضعيف". والحديث خرَّجه الألباني في الصحيحة (رقم: 3182)، وقوّاه بشاهد عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره.

ص: 942

‌فصلٌ: في أنّ الرحمةَ التي يتراحمُ بها الخلقُ مخلوقةٌ، وتسمية المخلوق بالرحمةِ رحمةٌ

1678 -

عن الزُّهْري، أخبرني سعيد بن المسيّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"جعل الله الرحمةَ مائةَ جزء، فأمسك عنده تسعًا وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا، فمن ذلك الجزء يتراحمُ الخلقُ، حتى تَرفعَ الفرَسُ حافِرَها عن ولدها خشيةَ أن تصيبَه".

رواه البخاري ومسلم

(1)

.

أخبرنا عيسى، أبنا ابن اللَّتّي، أبنا عبد الأول، أبنا الداودي، أبنا ابن حمويه، أبنا أبو عِمْران، أبنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أبنا الحَكَم بن نافع، عن سعيد، عن الزُّهْري، بهذا الحديث

(2)

.

1679 -

وقال العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"خلق الله مائةَ رحمةٍ، فوضع واحدةً بين خلقه، وخبّأَ عنده مائةً إلّا واحدةً".

(1)

صحيح البخاري (رقم: 6000) وصحيح مسلم (رقم: 2752).

(2)

الرواية من سنن الدارمي (3/ 1833/ رقم: 2827).

ص: 943

حديثٌ حسن صحيح

(1)

.

هو في الثالث من حديث علي بن حُجْر

(2)

.

رواه مسلم

(3)

.

وروي من حديث عطاء عن أبي هُرَيْرَة، في الأول من حديث أبي علي بن خُزَيْمَة، وستة مجالس ابن مَحْمِش، رواه مسلم

(4)

.

ومن حديث أبي عثمان النَّهْدي عن أبي هُرَيْرَة، في أول أبي علي بن خُزَيْمَة

(5)

.

ومن حديث أبي عثمان عن سَلْمان، في ثالث حديث عبد الله بن هاشم

(6)

، وهو في تفسير عبد الرزّاق

(7)

موقوفٌ

(8)

، و

(9)

عن طاوس قولَه.

وروي من حديث خِلاس بن عَمْرو عن أبي هُرَيْرَة، وهو في الثاني من حديث حمزة الدِّهْقان

(10)

.

(1)

هذا كلام الترمذي (رقم: 3541) بعدما أخرجه.

(2)

حديث علي بن حجر السعدي عن إسماعيل بن جعفر المدني (رقم: 276).

(3)

الصحيح (رقم: 2752).

(4)

الصحيح (رقم: 2752).

(5)

وأخرجه الحاكم (1/ 56).

(6)

هو: الطوسي (ت 255 هـ). وأخرجه مسلم (رقم: 2752) من حديث أبي عثمان عن سلمان.

(7)

تفسير عبد الرزاق الصنعاني (1/ 2/ 203 - 204).

(8)

يعني: على سلمان رضي الله عنه.

(9)

نفسه (1/ 204).

(10)

وأخرجه الإمام أحمد (16/ 392/ رقم: 10671). وهو منقطع، فإن خلاسًا لم يسمع من أبي هريرة، نصّ عليه الإمام أحمد كما في جامع التحصيل (1/ 173).

ص: 944

وحديثُ أبي عثمان

(1)

أيضًا في جزء أبي علي بن رَزِين

(2)

، ورابع الغَيْلانيّات

(3)

.

ومن حديث سعيد المَقْبُري عن أبي هُرَيْرَة، في الثاني من الأبواب لأبي بكر بن زياد النيسابوري، رواه مسلم

(4)

.

1680 -

وقال أبو عَرُوبة الحرّاني في تاريخ الجزيرتين

(5)

: ثنا عَمْرو، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عُيَيْنَة بن هُبَيْرَة الطائي، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"خلق الله مائةَ رحمة، فرحمةٌ قسمها بين الخلائق في الدنيا، وأخّر تسعًا وتسعين ليوم القيامة".

ورُوي هذا الحديث عن سَلْمان قولَه، في الأول من حديث أبي لبيد السامي

(6)

.

1681 -

وقال سعيد بن منصور: ثنا نجمٌ العطّار، عن عطاء الخُراساني في قوله:{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ} [الإسرَاء: 28] قال: "الرحمة: الفَيْء"

(7)

.

(1)

يعني: عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

هو: أحمد بن محمد بن علي الباشاني الهروي، توفي سنة 321 هـ، ترجمته في السير (14/ 523)، وانظر: المعجم المفهرس (رقم: 998).

(3)

الفوائد المنتخبة المعروفة بالغيلانيات (1/ 523 - 524/ رقم: 324).

(4)

لم أجده في صحيح مسلم من هذا الوجه: من حديث سيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(5)

المعجم المفهرس (رقم: 730).

(6)

المعجم المفهرس (رقم: 1485). وهو: محمد بن إدريس بن إياس السرخسي، توفي سنة 313 هـ، انظر: السير (14/ 464). وسبق تخريج قول سلمان رضي الله عنه من تفسير عبد الرزاق.

(7)

عزاه السيوطي في الدر المنثور (9/ 323) أيضًا لابن المنذر. وكتب المصنف بعد هذا النص: (الخط المعترض)، وهو الآتي المكتوب على عرض الصفحة (245 أ).

ص: 945

1682 -

وفي حديث أبي هُرَيْرَة وحديث أبي سعيد: "أنّ الله قال للجنة: أنتِ رحمتي أرحمُ بكِ من شِئتُ، وقال للنار: أنتِ عذابي أعذِّبُ بكِ من شِئتُ.

قال الله: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عِمرَان: 107]، وقال: {فَأَمَّا

(1)

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ} [الجَاثيَة: 30].

1683 -

قال محمد بن نَصْر المَرْوَزي

(2)

: "والمطرُ رحمةٌ من الله، على معنى أنّ الله رَحِمَ به بعضَ خلقه، فسمّاه رحمةً لأنه حدثَ عن رحمة الله، والرحمةُ على معنيين: رحمةٌ هي خلقٌ لله كائنةٌ عن الرحمة التي هي صفةٌ للذّات، غيرُ مُحدَثة ولا مخلوقة، فيُقال للمطر: هذا رحمةٌ من الله؛ إذ كان عن الرحمةِ، كما يُقال: هذه قدرةُ الله أي: بقدرة الله كان، وهذا أمرُ الله أي: بأمر الله كان، وهذا علم الله أي: بعلم الله كان، فسمّى ما كان عن القدرة قدرةً وما كان عن العلم علمًا وما كان عن الأمر أمرًا، قال ذو القرنين للسَّدّ:{هَذَا رَحْمَةٌ مِن رَبِّي} [الكهف: 98] وهو عذابُه على أهل السدّ ورحمتُه للمؤمنين، وليس هو في نفسه رحمةً، ولا هو في نفسه عذابٌ، لو كان في نفسه رحمةً لاسْتحالَ أن يكون في حال ما هو رحمةٌ عذابًا وإنما هو أنّ الله رحِم الناسَ به، فردَّ عنهم به يأجوجَ ومأجوج، وعذّب به يأجوج ومأجوج؛ إذ منعهم ما يريدون، وهكذا المطر ينزله الله فيقتلُ طائفةً من البهائم، ويتأذّى به طائفةٌ من الناس، فيُحيي به بلادَ قومٍ، ويُنبِتُ زروعَهم،

(1)

كتب المصنف: (وأما)، وهو خطأ.

(2)

لم أجد هذا النقل النادر في كتابه السنة، فربما هو في أحد كتبه الأخرى المفقودة مثل: الإيمان.

ص: 946

فتعيشُ به بهائمُهم، فيكون رحمةً لهم، عذابًا للآخرين، ونظيرُ ذلك قولُ الله عز وجل:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)} [الإسراء: 82]، وقال:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصلت: 44] فأخبرَ أنه عمًى على الكفّار وهدًى وشفاءٌ للمؤمنين، فهو في حالٍ واحدةٍ عمًى لقومٍ لأنهم عَموا عنه فلم يهتدوا به، هدًى لآخرين لأن الله هداهم به، قال الله:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعرَاف: 57]، وقال: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ

(1)

رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الرُّوم: 50] يريدُ المطرَ، وقال:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الرُّوم: 46]، وقال:{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء: 100]، يقال: يعني مفاتيح رزقه، والإنفاقُ: الفقر، وقال لنبيّه:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبيّاء: 107] ".

1684 -

(2)

قال البخاري في الأدب

(3)

: حدّثنا عبد الله بن محمد، ثنا مَرْوان، ثنا يزيد بن كَيْسان، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ ومعه صبيٌّ، فجعل يضمُّه إليه، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

"أترحمُه؟ "،

قال: نعم، قال:

"فالله أرحمُ بك منك به، وهو أرحمُ الراحمين".

(1)

كتبها المصنف (أثر) بحذف الألف، على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وشعبة بن عاصم.

(2)

رجعنا إلى الصفحة (245 أ) من أولها.

(3)

الأدب المفرد (رقم: 377)، وهو في صحيح الأدب (رقم: 290).

ص: 947

رواه النسائي في النعوت

(1)

، وعلي بن المديني في الخامس من العلل -رواية الباغَنْدي-.

1685 -

(2)

قال عبد العزيز بن أحمد الدِّيرِيني

(3)

:

برحمتك الأحياءُ كلًّا تراحموا

بها حصل الإحسانُ والأُنسُ والحبُّ

بها الرزقُ والإحياءُ والدرُّ والحيا

إذا جرت الأنهارُ أو جادت السُّحْبُ

بإنزال عُشْر العَشْر منها رحِمْتَنا

فكان الرخا والخيرُ والأمنُ والخَصْبُ

1686 -

أخبرني أحمد بن عبد الهادي، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله اللَّنْجاني

(4)

، أبنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن الطامَذي

(5)

، أبنا الشريفُ أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفَضْل القرشي بالبصرة -بقراءتي عليه-، أبنا أبو عُمَر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمّاد الأَثْرَم المُقرئ

(6)

، ثنا بِشْر بن مَطْر، ثنا محمد بن يزيد الواسطي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد المَخْزومي، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخلُ أحدُكم الجنةَ بعمله"،

قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟! قال:

(1)

كتاب النعوت (رقم: 53).

(2)

الانتقال إلى الصفحة (245 ب) بعد نهاية كلام محمد بن نصر المروزي السابق.

(3)

عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدَّمِيري، توفي سنة 694 هـ، اشهر بمنظومته في غريب القرآن المسماة:"التيسير في التفسير"، انظر: طبقات المفسرين (1/ 304 - 306) للداودي.

(4)

خان لنجان: موضع بأصبهان. معجم البلدان (2/ 341).

(5)

طامذ: قرية من قرى أصبهان. الأنساب (4/ 31).

(6)

بغدادي، توفي سنة 336 هـ، قال الذهبي:"وانتقى عليه الحافظ عمر البصري". تاريخ الإسلام (وفيات 331 - 340/ ص 139).

ص: 948

"ولا أنا؛ إلّا أن يتغمَّدني الله منه برحمةٍ وفضلٍ"، ووضع يدَه على رأسه.

وروي من حديث شُعْبَة عن أبي زياد الطحّان عن أبي هُرَيْرَة، رواه النسائي في كتاب الإغراب

(1)

.

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [الأنبيَاء: 107].

1687 -

عن مالك بن سُعَيْر، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أيها الناس: إنما أنا رحمةٌ مُهداةٌ".

رواه محمد بن خلّاد الرامَهُرْمُزي في الأمثال

(2)

، وأبو علي الحدّاد في الثاني من معجمه

(3)

.

1688 -

وحديث يزيد بن كَيْسان، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة: قلتُ: يا رسول الله ادعُ اللهَ على المشركين، فقال:

"إنما بُعِثْتُ رحمةً ولم أُبعثْ عذابًا".

في الجزء الخامس من العلل لعلي بن المديني -رواية الباغَنْدي-.

رواه مسلم

(4)

.

(1)

كتاب الإغراب (رقم: 214).

(2)

أمثال الحديث (ص 44).

(3)

وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 35) والطبراني في المعجم الأوسط (رقم: 2981) والقضاعي في مسند الشهاب (رقم: 1160). وقد أورد الحديث الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: 490) وذكر له طرقًا وانتهى إلى تصحيحه.

(4)

الصحيح (رقم: 2599).

ص: 949

1689 -

وقال أبو زُرْعَة عبد الرحمن بن عَمْرو النَّصْري

(1)

: ثنا يحيى بن صالح، ثنا سليمان بن عطاء، ثنا مَسْلَمَة بن عبد الله الجُهَني، عن عمّه قال: عُدنا مع عثمان بن عفّان مريضًا، فسمعتُه يقول:"من عاد مريضًا خاض في رحمة الله، فإذا جلس عند مريض غَمَرَتْه الرحمةُ"، قال: قلنا له: أشيءٌ تقولُه أم شيءٌ سمعتَه من رسول الله؟ قال: "بل سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(2)

.

1690 -

عن أبي عثمان النَّهْدي، عن أسامة بن زيد، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إنما يرحمُ اللهُ من عباده الرُّحَماءَ".

رواه البخاري ومسلم

(3)

.

1691 -

عن أبي هُرَيْرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تُنزع الرحمةُ إلا من شقيٍّ".

رواه الترمذي

(4)

وقال: "حسن غريب".

1692 -

عن الأَغَرّ أبي مسلم، عن أبي هُرَيْرَة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(1)

هو: الدمشقي.

(2)

لم أجده في تاريخ أبي زرعة الدمشقي. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 226) من طريق أبي زرعة. وقال أبو حاتم الرازي -كما في العلل (رقم: 2041) لابنه-: "هو حديث منكر، وسليمان منكر الحديث"، وقد ترجم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 133) لسيمان بن عطاء القرشي الحراني وذكر قول أبيه فيه نفسه.

(3)

صحيح البخاري (أرقام: 1284، 6655، 7377، 7448) وصحيح مسلم (رقم: 923).

(4)

الجامع (1923). وأخرجه أحمد (13/ 378/ رقم: 8001) وأبو داود (رقم: 4944) وابن حبان (2/ 213/ رقم: 466) والحاكم (4/ 248). وحسنه الشيخ الألباني في بعض كتبه.

ص: 950

"ما من قومٍ يذكرون الله إلّا حفَّت بهم الملائكةُ، وغشِيَتْهم الرحمةُ، ونزلتْ عليهم السكينةُ، وذكرهم اللهُ فيمن عنده".

رواه مسلم

(1)

، والترمذي

(2)

وقال: "حسن صحيح".

1693 -

عن أبي رجاء، عن عِمْران بن حُصَيْن: أنّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"عَشْرٌ"،

ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"عشرون"،

ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي:

"ثلاثون".

رواه الترمذي

(3)

وقال: "حسن غريب".

1694 -

عن سالم بن عُبَيْد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"إذا عَطِس أحدُكم فلْيقُلْ: الحمد لله رب العالمين، ولْيقُلْ له من يردُّ عليه: يرحمك الله".

رواه التِّرْمِذي

(4)

، والنسائي في عمل يومٍ وليلةٍ

(5)

.

(1)

الصحيح (رقم: 2700).

(2)

الجامع (رقم: 3378).

(3)

الجامع (رقم: 2689).

(4)

الجامع (رقم: 2740).

(5)

السنن الكبرى (9/ 94 - 95/ رقم: 9982). وهو من رواية هلال بن يساف عن سالم بن عبيد الله، وأخرجه الحاكم (4/ 267) وأعلّه بالانقطاع بينهما. وقد أخرجه أبو داود (رقم: 5032) والنسائي (9/ 96/ رقم: 9987) بواسطة خالد بن عرفجة بينهما.

ص: 951

1695 -

عن سَلَمَة بن الأَكْوَع: عَطِس رجلٌ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال رسولُ الله:

"يرحمُك الله"، الحديث.

رواه مسلم

(1)

، والتِّرْمِذي

(2)

وقال: "حسن صحيح".

1696 -

عن عامِر الرامي أخي الخُضْر: عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصّة فراخ الطائر وأَخْذِ عامرٍ لهنّ فوضعهنّ في كسائه، فجاءت أمُّهنّ فاسْتدارت على رأسه، فكشف لها عنهنّ، فوقعت عليهنّ، فلمّهنّ بكسائه، وأَبَتْ أمُّهنّ إلّا لزومَهنّ، فقال رسول الله:

"أتعجبون لرحمةِ أمِّ الفراخ فِراخَها؟ "،

قالوا: نعم يا رسول الله، قال:

"فوَالذي بعثني بالحق، لَلّهُ أرحمُ بعباده من أمِّ القراخ بفِراخها"، الحديث.

رواه أبو داود

(3)

.

1697 -

عن ثابت بن قَيْس، عن أبي هُرَيْرَة رفعه:

"الريحُ من رَوْح الله، يأتي بالرحمة ويأتي بالعذاب، فلا تسبّوها، وسَلُوا اللهَ خيرَها، وعُوذوا به من شرها".

(1)

الصحيح (رقم: 2993).

(2)

الجامع (رقم: 2743).

(3)

السنن (رقم: 3089). قال الألباني في ضعيف السنن (2/ 469): "إسناده ضعيف"، وأعلّه بجهالة ثلاثة من رجال إسناده.

ص: 952

رواه أبو داود

(1)

، والنسائي في اليوم والليلة

(2)

، وابن ماجه

(3)

.

1698 -

عن عبد الله بن أبي مُلَيْكة قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ عَمْرو بن العاص يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"للصائم عند فِطْره لدعوةٌ ما تُردّ"،

قال: وسمعتُ عبدَ الله يقول: "اللَّهم إني أسألُك برحمتك التي وسعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفرَ لي ذنوبي".

رواه البيهقي في فضائل الأوقات

(4)

، وابن ماجه

(5)

.

1699 -

عن عِمْران بن وَهْب الطائي، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله قال:

"إنّ الله عز وجل يحمي المؤمن نظرًا له أو شفقةً عليه، كما يحمي المريضُ أهلَه الطعام".

رواه خُورْوَسْت

(6)

في الأول من حديثه

(7)

.

قال الزَّمَخْشَري في أساس البلاغة

(8)

: ولي عليه شَفَقَةٌ وشَفَقٌ: رحمةٌ

(1)

سنن أبي داود (رقم: 5099).

(2)

السنن الكبرى (9/ 340/ رقم: 10699).

(3)

سنن ابن ماجه (رقم: 3727). والحديث صحيح، أورد طرقه الألباني في الصحيحة (رقم: 2757).

(4)

فضائل الأوقات (رقم: 142).

(5)

سنن ابن ماجه (رقم: 1753).

(6)

هو: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأصبهاني، توفي سنة 513 هـ. السير (19/ 419 - 420)، والمعجم المفهرس (رقم: 1161).

(7)

عزاه التقي في كنز العمال (3/ 223/ رقم: 6262) للديلمي، ولم أجده في مسند الفردوس.

(8)

أساس البلاغة (1/ 514).

ص: 953

ورِقّةٌ وخَوْفٌ من حلولِ المكروه به، مع نُصْحٍ، وأشفقتُ عليه أن ينالَه مكروهٌ وأنا مُشْفِقٌ عليه وشَفيقٌ وشَفِقٌ، قال:

قل للأمير أمير آل محمد

قول امرئٍ شفق عليك محامي

وأنا مُشْفِقٌ من هذا الأمر: خائفٌ منه خوفًا يُرِقُّ القلبَ ويبلغُ منه.

1700 -

عن زَيْد بن وَهْب، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله:

"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله".

في نسخة أبي مُسْهِر

(1)

.

1701 -

عن الحسن، عن أبي هُرَيْرَة رفعه:

"إن الله يرحمُ سَمْحَ البيع سَمْحَ الشراء، السَّمْحَ القضاء".

في جزء أبي كُرَيْب

(2)

.

رواه الترمذي

(3)

وقال: "غريب".

1702 -

أخبرنا أبو الحجّاج الحافظ، أبنا ابن البخاري وغيرُ واحد، قالوا: أبنا ابن طَبَرْزَد، أبنا ابن البَنّا، أبنا الجَوْهَري، أبنا القَطِيعي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البَصْري، ثنا عَمْرو بن مَرْزُوق، أبنا شَريك، عن الأَعْمَش، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة رفعه قال:

(1)

نسخة أبي مسهر (رقم: 5). وهو عند البخاري (رقم: 6013، و 7376) ومسلم (رقم: 2319).

(2)

هو: محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، من رجال الكتب الستة. السير (11/ 394) والمعجم المفهرس (رقم: 1468).

(3)

الجامع (رقم: 1319). وصححه الألباني.

ص: 954

"إنّ الله لمّا خلق الخلقَ كتب كتابًا بيده وضعه تحت عرشه: إنّ رحمتي سبقت غضبي"

(1)

.

تابعه:

أبو الزِّناد عن الأَعْرَج عن أبي هُرَيْرَة، وهو في جزء محمد بن يحيى الذُّهْلي

(2)

.

وموسى بن عُقْبَة عن الأَعْرَج، في جزء ابن أبي ثابت

(3)

.

1703 -

أخبرنا سليمان الحاكم، أبنا أبو عبد الله الحافظ، أبنا أبو جعفر الصَّيْدَلاني، أنّ أبا علي الحدّاد أخبرهم، أبنا أبو نُعَيْم، أبنا أحمد بن سَهْل بن عُمَر العَسْكَري، ثنا إبراهيم بن جرير العَسْكَري. قال أبو نُعَيْم: وأبنا عبد الله بن جعفر، أبنا إسماعيل بن عبد الله؛ قالا: ثنا علي بن بَحْر، ثنا حَكّام بن سَلْم، ثنا عَنْبَسَة، عن كثير بن زاذان، عن أبي حازم، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قال لي جبريل: لو رأيتَني يا محمد وأنا أغطّه بإحدى يديَّ وأَدُسُّ من الحال

(4)

في فيه مخافةَ أن تدركه رحمةُ ربه فيغفرَ له"، قال إسماعيل بن عبد الله: "رحمةُ الله"

(5)

.

(1)

الرواية من جزء أبي مسلم الكجي، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1466). والإسناد ضعيف، فيه شريك، وهو: ابن عبد الله النخعي، وهو ضعيف كما في التقريب. والحديث صحيح بالإسنادين الآتيين وغيرهما.

(2)

جزء أحاديث محمد بن يحيى الذهلي (ق 40/ ب). وأخرجه البخاري (رقم: 3194، 7422) ومسلم (رقم: 2751).

(3)

حديث ابن أبي ثابت (ج 2/ ق 142 أ - مجموع 89).

(4)

هو: الطين الأسود. النهاية (1/ 464).

(5)

الرواية بإسنادين: فهي بالإسناد الأول إلى إبراهيم بن حرب العسكري من مسند أبي هريرة له، وقد أخرجه من طريقه الذهبي في ترجمته في السير (13/ 306)، وانظر: المعجم =

ص: 955

1704 -

قال بَقِيّ بن مَخْلَد: حدّثنا حُمَيْد بن مَسْعَدَة، ثنا حسّان الكِرْماني، ثنا سعيد بن مَسْروق، عن أبي عَمْرو الشَّيْباني، عن رجل قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ أصاب بعضُهم فرخَ عصفور، فجعل العصفورُ يقعُ على رواحلَهم، فأمر رسولُ الله أن يرُدّوا فراخَه، ثم قال:

"لَلّهُ أرحمُ بعباده من هذا العصفور بفروخه"

(1)

.

1705 -

وقال بَقِيّ: حدّثنا عَمْرو بن سواد، أبنا ابن وَهْب قال: وأبنا سعيد بن أيّوب، عن عبد الله بن الوليد، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال:

"لا إله إلّا أنت سبحانك، اللَّهم إني أستغفرُك لذنبي، وأسألُك رحمتَك، اللَّهم زِدْني علمًا، ولا تزيغ قلبي بعد إذ هديتَني، وهَبْ لي من لَّدُنْك رحمةً"

(2)

.

= المفهرس (رقم: 529). والإسناد الثاني إلى إسماعيل بن عبد الله -وهو: الحافظ سمُّويه- من فوائده، انظر: المعجم المفهرس (رقم: 1272). وإسناد الحديث ضعيف؛ لجهالة كثير بن زاذان كما في التقريب، وبه أعله الذهبي في السير وقال:"حديث غريب". وأخرجه البيهقي في الشعب (12/ 20/ رقم: 8944) لأبي طاهر المحمداباذي عن علي بن بحر. وأخرجه ابن جرير (12/ 276) عن ابن حميد عن حكام. وتابع كثيرًا سعيد بنُ مسروق عند الطبراني في الأوسط (رقم: 5823). وله شاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما-مرفوعًا وموقوفًا عليه- عند الإمام أحمد (4/ 45/ رقم: 2144) والترمذي (رقم: 3108) والحاكم (2/ 340)، وأورده الألباني في الصحيحة (رقم: 2015) وصحح الحديث به.

(1)

إسناده حسن، وجهالة الصحابي لا تضر. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما في بغية الباحث (2/ 864/ رقم: 924) وإتحاف الخيرة المهرة (5/ 518/ رقم: 5160) - عن عبد الرحيم بن واقد عن حسان الكرماني، قال البوصيري عقبه:"هذا الإسناد ضعيف؛ لضعف عبد الرحيم بن واقد".

(2)

إسناده ضعيف، علته عبد الله بن الوليد وهو: ابن قيس التجيبي، قال في التقريب:"لين الحديث". وأخرجه أبو داود (رقم: 5061) وابن حبان (12/ 341/ رقم: 5531) والحاكم (1/ 540) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وصححه الذهبي.

ص: 956

1706 -

قال أبو بكر أحمد بن عَمْرو البَزّار

(1)

: حدّثنا الوليد بن عَمْرو بن سِكِّين، ثنا محمد بن الزَّبَرْقان، ثنا موسى بن عُبَيْدَة، عن مُصْعَب بن ثابت، عن عبد الله بن الزُّبَيْر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقومٍ يضحكون فقال:

"أتضحكون وذِكرُ الجنة والنار بين أظهركم؟! "،

قال: فما رُئِي أحدُهم ضاحكًا حتى مات، قال: ونزلت فيهم: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)} [الحجر].

قال: "لا أعلمُ أن مُصْعَب بن ثابت سمع من ابن الزُّبَيْر

(2)

".

1707 -

وقال

(3)

: حدّثنا محمد بن بشّار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شُعْبَة، سمعتُ أبا بَلْجٍ يحدّث عن عَمْرو بن مَيْمُون، عن عبد الله بن عَمْرو أنّه قال:"لولا أنّ العباد لم يُذنبوا، لخَلَق الله خلقًا يُذنِبون ثم يَغْفِرُ لهم إنّه هو الغفور الرحيم".

1708 -

قال

(4)

: وحدثناه يحيى بن محمد بن السَّكَن، ثنا يحيى بن كثير، ثنا شُعْبَة، عن أبي بَلْجٍ، عن عَمْرو بن مَيْمُون، عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

قال: "وهذا الحديث لم يُسْنِدْه محمد بن جعفر، وأسنده يحيى بن كثير وشبّابة بن سَوّار".

1709 -

عن الزُّهْري، عن أنس بن مالك: قال رسول الله لمعاذ بن جبل:

(1)

مسنده (6/ 174/ رقم: 2216).

(2)

مصعب بن ثابت ضعّفه جمعٌ، وقال في التقريب:"ليّن الحديث، وكان عابدًا".

(3)

مسند البزار (6/ 420/ رقم: 2449).

(4)

المسند (6/ 420 - 421/ رقم: 2450). وإسناده حسن كما قال الألباني في الصحيحة (رقم: 967). وأخرجه الحاكم (4/ 246).

ص: 957

"ألا أعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلٍ دَيْنًا لأَدّاه الله عنك؟ قل يا معاذ: الله مالك المُلك، تُؤتي المُلكَ من تشاءُ، وتنزعُ المُلك ممّن تشاءُ، وتُعزُّ من تشاءُ وتُذلُّ من تشاءُ بيدك الخيرُ إنّك على كل شيء قديرٌ، رحمانَ الدنيا والآخرة، تُعطي من تشاءُ، وتمنع منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمة من سواك".

رواه الطبراني في خامس معجمه الصغير

(1)

.

* * *

(1)

المعجم الصغير (رقم: 558). وكتب المصنف بعد هذه الرواية: (الوريقة)، ولعلها السابقة لهذه الورقة.

ص: 958